. شروطها/ 1- الحرية: لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون الفعل قد اختاره بمحض ارادته- 2 العقل/ لا يكون المر مسؤولا حتى يكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر ، أي ان يكون راشدا و واعيا ، و قاصدا *-*أنواعــها / 1- مسؤولية أخلاقية: يكون المرء مسؤولا امام سلطة الضمير ، 2- مسؤولية اجتماعية : يكون فيها مسؤولا أمام المجتمع ، و تنقسم الى مدنية و جنائية
-ا- رأي المثاليين/ الجزاء له غرض أخلاقي كالتكفير عن الذنوب و تطهير النفس من الدنس الذي لحق بها ، و ينبغي أن يتساوى مع حجم الجريمة المقترفة إنصافا للعدالة و التزاما بمبدأ القصــــاص.
الحجة عقلية / إن المجرم حر يتصرف بإرادة و بامكانه الامتناع عن الفعل السيئ و هو كائن عاقل يميز بين الخير و الشر ويعي أن الفعل الذي يقدم عليه جريمة يعاقب عليها القانون فهو مسؤول مسؤولية فردية و هكذا يكون العقاب مشروعا حيث أصبح حقا من حقوقه و لا بد من إنصافه قال الفيلسوف المثالي أفلاطون " "إن الله بريء و البشر مسؤولون عن اختيارهم الحر" و نفس المبدأ نجده عند فرقة المعتزلة حيث يعتبرون الإنسان خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة يستحق الثواب اذا أحسن و أصاب و يستحق العقاب إذا أساء الاختيار كذلك كانط يرى أن الشرير يختار فعله السيئ بمحض إرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث يقول هيجل " إن إرادة الفرد متضمنة في تصرف المجرم و باعتبار العقوبة جزءا من حقه ففي ذلك تشريف للمجرم من حيث هو كائن عاقل "
-ب– رأي الوضعيين– ان الجزاء له هدف اجتماعي كالإصلاح والتربية من أجل وقاية المجتمع من الجريمة ، و ينبغي أن ننظر الى ظروف المجرم و أحواله المختلفة لأنه ليس حر بل مدفوع الى الجريمة بواسطة الحتميات
( الحتمية النفسية ) ان السلوك الاجرامي في نظر مدرسة فرويد له دوافع نفسية لاشعورية فهو مرتبط بالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية و ما عاشه الفرد في حياته الماضية مثلا عندما يفقد الطفل عطف و حنان والديه تتولد بداخله ميول عدوانيــــة، كذالك السارق انما يهدف من وراء فعله الى استرجاع ما سلب منه في طفولته و عليه ينبغي التعامل مع المجرمين كمرضى يجب معالجتهم بالتحليل النفسي . (الحتمية الاجتماعية) يرجع العالم الايطالي انريكو فيري السلوك الاجرامي الى أسبــاب اجتماعية لأن الفرد يتأثر ببيئته و يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها يقول " ان الجريمة ثمرة حتمية لظـــروف اجتمdـة و تربوية خاصة " فانتشار الفقر و البطالة و التشرد و التفاوت الطبقي الرهيب يدفع بالافراد الى الانحراف عن القانون بغية تأمين لقمة العيش أو الكسب المزيد من الثروة على حساب الآخرين ، و عليه لا يمكن معــــــــالجة مشكلة الاجرام الا باصلاح الاوضاع الاجتماعية كازالة الفوارق و توفير مناصب شغل و غيرها من الحلول الوقائيــة .( الحتمية البيولوجية ) يرجع العالم الايطالي لامبروزو السلوك الإجرامي الى أسباب وراثية ، فالمجرم له استعداد طبيعي للاجــرام ؛ يرث دوافع الجريمة المتمثلة في بعض الخصائص الجسمية غير عادية كظهور نتـــــؤات في الجمجمة وجحوظ العينيــــــــن و غيرها فتجعله متوحشا منذ البداية لا يمتثل للقانون فيقع فريسة للجريمة و المجرمون خمسة أنواع ثلاثة منهم حالات خطيرة ينبغي استاصالهم من المجتمع كحل وقائي و هم مجرمون بالفطرة و مجرمون بالجنون و مجرمون بالعادة ، أما المجرميـــن بالعاطفة أو بالصدفة يمكن اصلاحهم و اعادة دمجهم في المجتمع .
النقد / ان إلغاء دور العقل و الارادة في الفعل الإجرامي لا يقي المجتمع من الجريمة ، بل العكس سيدفع الى انتشـار الجريمة أكثر كونه يرفع المسؤولية عن المجرم ، بحجة الأسباب النفسية اللاشعورية التي لا يزال الجدل قائم حولها أو تردي الاوضاع الاجتماعية ؛ لو كان المجتمع هو المسؤول عن انحراف أفراده فكيف نفسر التزام الكثير من الفقراء و المحتاجين بالأخلاق الفاضلة ؟ أما القول بان الإجرام مرتبط بالعوامل البيولوجية أمر يكذبه الواقع لأننا نجد الكثير من المجرمين لا يحملون تلك الصفات التي تحدث عنها لامبروزو و العكس صحيح ..
2- أثبت صحة الأطروحة التالية (المجرم مدفوع الى الجريمة )
اتمنى أن تفيدكم ان شاء الله
ا-
.:.:.:.
.:.
.
شكراً جزيلاً لكَ
باركَ اللهُ فيكَ وجعلهُ فيِ ميزانِ حسناتكَ
و
أثابكَ الجنةَ ان شاءَ الله
، ،
:
شكرا جزيلا على الموضوع
مشكوووووووووووووووووووور
حكمة اليوم — ياضيفنا اذا زرتنا وجدتنا نحن ضيوف وأنت رب المنزل—-
مشكور أخي نلتقي مرة أخرى جزاك الله خير
[مقدمة :
من المعلوم أن المسؤولية هي إلحاق الاقتضاء بصاحبه من حيث هو فاعله وبذلك يكون الفاعل مسؤول عن أفعاله وما يترتب عليها من نتائج وبالتالي يتحدد الجزاء ، إما ثوابا وإما عقابا وإثباتا المسؤولية عن الفاعل تكون مشروطة بشروط و هي شرط الحرية وشرط التميز بين الخير الشر فوجود هذان الشرطان يكون الفاعل مسؤولا أي مطلوبا منه الإجابة عن التبعة التي تلزم عن فعله وبعدم وجودها ترفع المسؤولية عن الفاعل والحاق الإقتضاء بالفاعل إما أن يكون من تلقاء نفسه وإما أن أن يكون من طرف الغير وتبعا لهذا فإن المسؤولية تكون أخلاقية أو اجتماعية ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل بإمكان إيجاد صلة بين المسؤولية الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية ؟ وبعبارة أوضح هل العلاقة بينهما علاقة انفصال أو علاقة إتصال ؟ لاشك أن طرح هذا الإشكال لا يتحدد جوهر موضوعيته إلا بتعريف كل من المسؤولية الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية وبالتالي تتمظهر علاقة الاتصال أو علاقة الانفصال بطرح أوجه الاختلاف وأوجه التشابه .
المسؤولية لغة: هي التبعة، ومنه تحمل التبعة، وهو اصطلاح قانوني حديث، يقابله عند فقهاء الإسلام "الضمان"، ويعني أن الشخص الضامن هو المتحمل لغرم الهلاك أو النقصان أو التعيب إذا طرأ على الشيء.
وقد أطلق الضمان على الالتزام، باعتبار أن ذمة الضامن منشغلة بما ضمن فيلتزم بأدائه.
ومن معاني الضمان عند الفقهاء "الالتزام بتعويض مالي عن ضرر الغير"، واستعمله حل الفقهاء بمعنى تحمل تبعة الهلاك، وهو المدلول المقصود في قواعدهم "الغرم بالغنم" "والخراج بالضمان".
ثـانيا: تطلق المسؤولية اصطلاحا على عدة معان متقاربة، ومنها:
***61558; المؤاخذة أو المحاسبة على فعل أو سلوك معين.
***61558; الجزاء المترتب عن ترك الواجب، أو فعل ماكان يجب الامتناع عنه.
***61558; تحمل الشخص نتائج وعواقب التقصير الصادر عنه، أو من يتولى رقابته أو الاشراف عليه.
***61558; لكن التعريف الشامل لهذه المعان هو: التزام المسؤول -في حدود القانون- بتعويض الغير النتضرر عن الضرر الذي أصابه نتيجة مالحقه من تلف مال أو ضياع منافع، أو عن ضرر جزئي أو كلي مادي أو معنوي، حادث النفس.
وهذا يعني أن المسؤولية لا تقوم إلا بشرطين هما:
العقل: ومعناه القدرة على التمييز في الأفعال بين حسنها وقبيحها وهذا الشرط يستثني بالضرورة الطفل الصغر الذي لم يبلغ سن الرشد و لم تسمح له مداركه معرفة الخير والشر, كما تستبعد الدواب والبهائم لأنها فاقدة أصلا لهذه الخاصية وهذا ما يجعل المسؤولية ظاهرة إنسانية.
الحرية: ونعني بذلك قدرة الفرد على القيام بالفعل وقد اتخذ المعتزلة من التكلف دليلا على الحرية الإرادة و هذا يكشف عن ارتباط الفعل بحرية صاحبه- وهذا الشرط يستثني الواقع تحت إكراه كالعبد.
أنواع المسؤولية :
I. المسؤولية الأخلاقية:
هو الشعور الداخلي يحس به الإنسان عندما يحكم في قرارة نفسه بأنه فاعل الفعل ويكو مصحوبا بالمتابعة حتى ولو كان الفعل الذي يقوم به الإنسان لايعاقب عليه القانون والشعور بالمتابعة ناتج عن الرقابة أو السلطة التي يمارسها الضمير على أفعالنا فمثلا نجد الكثير من الناس تصدر منهم أفعال مستهجنة دون أن يراهم أحد حتى لايحاسبهم عما فعلو لكن مع ذلك فإن ضمائرهم تحملهم التبعة التي تلزم عن أفعالهم فيشعرون بالحيرة والقلق وتأنيب الضمير وإحساس بوقوع الفعل منه ….الخ ، فالمسؤولية الأخلاقية تعني أن الإنسان مسؤولا أمام نفسه ويتحمل أيضا إما بالاستحسان أو الاستهجان وفي هذا المعنى السابق يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) ويعني هذا أن مدار المسؤولية الأخلاقية هو النية وليس نتائج الفعل فمثلا اذا صدر من الفاعل( الفعل)وترتب عليه نتائج سيئة ولم يقصدها فإنه لا يشعر بالمسؤولية ومن ثم لا يشعر بتأنيب الضمير فالمسؤولية الأخلاقية بالأحرى أنها تقوم على ما نشعر به من راحة وطمأنينة وغبطة الضمير أثناء عمل الخير وقلق وتأنيب للضمير أثناء عمل الشر ويستلزم شرطين لإثبات وجودها انتقيا انتقت معهما( المسؤولية الأخلاقية ) وهما التميز بين الخير والشر والحرية فالطفل المعتوه والصبي باعتبارهم غير مميزين لا يلحقهما من الناحية الأخلاقية مسؤولية على ما يقومان به من أفعال كما أن المميز المكر على فعل من الأفعال غير مسؤول عنه أخلاقيا .
Ii. المسؤولية الاجتماعية :
ان حقيقة إثبات المسؤولية الاجتماعية لا تعود للإنسان وحده كما في المسؤولية الأخلاقية وإنما تحمل عليه من طرف المجتمع لأن تصرفات الإنسان يتعدى تأثيرها الى الغير والغير يحاسبونه إذا كانت هذه التصرفات أحدثت ضررا ماديا أو جاءت مخالفتا لما سنه المجتمع من قواعد قانونية من أنواع هذه المسؤولية هي : المسؤولية المدنية : إن هذه المسؤولية قوامها الضرر المادي الذي يلحقه الفاعل بممتلكات الآخرين سواء كانت جامدة أو حية والجزاء يتمثل في التعويض عن الأضرار التي لحقت بالشخص المتضرر وغالبا ما تكون العقوبة مادية ومن لواحق هذه المسؤولية أن يكون المرء مسؤولا إلا عن فعل غيره من الأفراد الموضوعين تحت إشرافه مثل ذلك مسؤولية الوالد عن أولاده الصغار …. ومسؤولية الفارس عن فرسه …. مسؤولية رب العمل على آلته وعماله ….الخ ، والمسؤولية الجنائية : تقتضي هذه المسؤولية إلزام الفرد تحمل العواقب الناجمة عن فعله الجنائي الممثل في تعديه للنظام أو تعديه لحقوق الآخرين أو في الحالات التي نص عليها القانون والجزاء أو العقوبة ممثلة في القصاص (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) علما أن المسؤولية الجنائية والمدنية تتضمن اقتران فعلي كمسؤولية سائق السيارة .
إنتاج فلسفي " المنقذ من الضلال"
أبو حامد الغزالي
الجزئية الأولى" كسر التقليد"
– انبرى الغزالي لاستكشاف أسرار كل مذهب بنفسه. لقد كان الغزالي لا يرضى بأي قيد يغله.
الجزئية الثانية" الشك المطلق" السفسطة
-لكن هذا النهم في البحث و هذا الاستقصاء في الدراسة، و هذه العقلية الجريئة النافذة، كل ذلك انتهى به إلى الشك، في ما يرى، و يسمع، و يقرأ و فيما يقول و يعتقد.
-و كان هذا الشك عنيفا، حادا، شاملا، عاما،طيلة شهرين هو فيهما على مذهب السفسطة، بحكم الحال، لا النطق و المقال.
-و لكن هذا الشك المطلق الشامل العام تبخر و زال، لا بنظم دليل، و ترتيب كلام" قياس عقلي" بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر.
الجزئية الثالثة "الشك المنهجي/ البحث عن الحقيقة تحت محك العلم اليقيني / موقفه من علم الكلام
-زال ذلك الشك، ليحل محله شك آخر، هين سهل، و هذا الشك الثاني إنما هو شك في طريق النجاة، إنه الآن يؤمن بالله و بالرسالة و بالبعث و لكن ما هي الكيفية التي يتكيف بها الأيمان، فيما يتعلق بهذه الجوانب الثلاثة؟
-هذه الكيفية، إذا وضحت: تحدد المنهج الذي يجب أن يسير عليه.
-و دراسته المستفيضة: بينت له أن كل فريق من الباحثين-على كثرتهم و اختلافهم- يزعم أنه على حق فأيها على حق، و أيها على باطل؟
-ذلك هو ما أراد الإمام الغزالي استكشافه.
-و رأى أن الطريق إلى ذلك هو حصر أصناف الطالبين للحق، و دراستهم صنفا، صنفا، أو فرقة،فرقة.
-و انحصرت الفرق عنده في أربع: المتكلمون، الباطنية، الفلاسفة، الصوفية.
-هؤلاء هم السالكون سبل طلب الحق، و الحق إذن؛ لا يعدو هذه الأصناف الأربعة.
-و شمر الإمام الغزالي عن ساعد الجد، لدراستها، و ابتدأ بعلم الكلام، فوجده لا يشفي غلته، ذلك أن أكثر خوض المتكلمين إنما هو:في استخراج مناقضات الخصوم، و مؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم، و هذا قليل النفع في حق من لا يسلم سوى الضروريات شيئا أصلا.
file:///C:/DOCUME%7E1/MMBFA2%7E1.MM-/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gifالجزئية الرابعة "الشك المنهجي موقفه من الفلاسفة
-و ثنى بدراسة الفلسفة، و أطلعه الله على منتهى علوم الفلاسفة في أقل من سنتين، ثم أخذ يفكر فيما انتهى إليه قريبا من سنة، يعاوده ،و يردده، و يتفقد غوائله، و أغواره، حتى اطلع على ما فيه من خداع و تلبيس، و تخيل، فرأى أن مجموع ما صح ينحصر في ثلاثة أقسام:
1-قسم يجب التكفير به.
2-و قسم يجب البديع به.
3-و قسم لا يجب إنكاره أصلا.
أما هذا الذي لا يجب إنكاره فمثل:
– العلوم الرياضية.
– المنطقيات.
– العلوم السياسية.
– العلوم الخلقية.
أما الطبيعيات : فلا إنكار فيها إلا في بعض مسائل معينة.
و أكثر أغاليطهم إنما هي في:
الإلهيات: و مجموع ما غلطوا فيه يرجع إلى عشرين أصلا، يجب تكفيرهم في ثلاثة منها، و تبديعهم في سبعة عشر..
و انصرف الإمام الغزالي عن الفلسفة، لأن العقل" ليس مستقلا بالاحاطة بجميع المطالب، و لا كاشفا للغطاء عن جميع المعضلات".
الجزئية الخامسة "الشك المنهجي موقفه من التعليمية "الباطنية"
فأخذ يدرس مذهب التعليمية، و هو مذهب يقوم على القول ب " بالحاجة إلى التعليم و المعلم" و انه :" لا يصلح كل معلم، بل لا بد من معلم معصوم". و قد نقد الغزالي مذاهبهم في قوة، و في عنف، و ألف كثيرا من الكتب في الرد عليهم.
الجزئية السادسة "الشك المنهجي موقفه من الصوفية.
و لما انتهى من كل ذلك، أقبل جهده على طريق الصوفية.
و طريق الصوفية: علم و عمل، و ابتدأ بتحصيل علمهم، من مطالعة كتب أئمتهم، مثل " قوت القلوب"، "لأبي طالب المكي"، رحمه الله، و كتب " الحارث المحاسبي"، و المتفرقات المأثورة عن "الجنيـــد"، " و الشبلي"، و "أبي يزيد البسطامي"، قدس الله أرواحهم، و غير ذلك من كلام مشايخهم".
و لكن طريق الصوفية لا يتم بالعلم فحسب، بل عن العلم فيه أقل جانب من جوانبه، أما الجانب الذي يصل بالإنسان إلى النور،و الإشراق، و اليقين، إنما هو الجانب العملي، و هذا النوع يحتاج إلى الإقبال بكنه الهمة على الله تعالى، و ذلك يقتضي الإعراض عن المال و الجاه؛ و الشهرة و ذيـــوع الصيت، و يقتضي الخلوة لفترة تطول، أو تقصر، يتفرغ فيها الإنسان تفرغا كاملا إلى الله فارا مهاجرا إليه.
file:///C:/DOCUME%7E1/MMBFA2%7E1.MM-/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gifو كان الإمام الغزالي إذ ذاك منغمسا في المال، و الجاه ،و الشهرة. و بدا الصراع في نفسه بين الشهوات و الدنيا من جانب، و بين التجافي عن دار الغرور، و الإنابة إلى دار الخلود من جانب آخر.
و لا يزال على هذه الحال قرابة ستة أشهر.، سنة 488 هـ ، و انتهى المر في هذا التجاذب بأن اعتقل لسانه عن التدريس، و غمر قلبه حزن أثر على صحته، فضعفت قواه، ثم يحدثنا هو عما فعل حينئذ:" ثم أحسست بعجزي……و الأصحاب".
تلطف بلطائف الحيل في الخروج من بغداد، مظهرا عزم الخروج إلى مكة، و هو يدبر نفسه السفر إلى الشام… و سار يحدوه الأمل العذب في المعرفة، و يغمر قلبه الرجاء القوي في الفتح: يتفضل به الله عليه كما تفضل على من سلفه من الأولياء العارفين.
حتى إذا ما وصل إلى الشام، أقام به قريبا من سنتين، لا شغل له إلا العزلة، الخلوة، و الرياضة، و المجاهدة: اشتغالا بتزكية النفس،و تهذيب الأخلاق، و نصفية القلب لذكر الله، و كان يعتكف في منارة دمشق،طوال النهار، و يغلق بابها على نفسه.
ثم رحل من الشام إلى بيت المقدس، فكان يدخل كل يوم، الصخرة و يغلق بابها على نفسه، ثم سار إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، و زيارة الرسول، ص.
ثم عاد إلى وطنه ملازما بيته، مشتغلا بالتكفير. و لقد كان، في حله و ترحاله مؤثرا العزلة، حرصا على الخلوة، و تصفية القلب للذكر.. و دام ذلك كله ما يقرب من عشر سنوات،انكشف له في خلواته أثناءها، أمور لا يمكن إحصاؤها. و أفاض الله عليه من النور الإلهي، و غمرته ألطاف الله، و ترقى به الحال إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق، و كان كتاب الأحياء من ثمار هذه الفترة.
حياة الشاعر محمود درويش
ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا.حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1947 إلى لبنان ،ثم عادت متسللة العام 1949 بعيد توقيع اتفاقيات السلام المؤقتة، لتجد القرية مهدومة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعور. فعاش مع عائلته
في قرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الاتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد مشرفا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علماً إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية .
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل. كانت اقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه. وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك. ساهم في إطلاقه واكتشافه الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير ، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها .
ولادته وعائلته
محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمرهوبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمالبلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريتهالام -البروة.(
تعليمه
اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان فيمدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ،وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة.
صورة محمود دوريش والشهيد الراحل الرئيس ياسر عرفات أبوعمار
حياة الشاعر بقلم مايا جاغي
قبل أيام من إطلاق ارئيل شارون عملية إسرائيل”الدرع الواقي” وقيام الجيش الإسرائيلي بشن هجومه على مدينة رام الله في الضفة الغربية في 29/آذار, زار المدينة ثمانية مؤلفين من” برلمان الكتاب الدولي”, وكان من ضمنهم الفائزان بجائزة نوبل للآداب ولي شوينكا وجوزيه ساراماغو, وكل من بريتن بريتنباخ, خوان غويتيسولو, ورسل بانكس, قدموا جميعاً استجابة لنداء من الشاعر محمود درويش ليكونوا شاهدين على الاحتلال العسكري.
وذات مساء, أخذهم درويش الذي وجده الروائي الأمريكي بانكس” حزيناً لكن زيارتنا رفعت معنوياته”, إلى تله تطل على القدس عبر مستوطنات يهودية وحواجز للجيش, يقول درويش :
"أردت أن أريهم كيف تهشمت جغرافية فلسطين بالمستوطنات, كما لو أنها المركز وكما لو أن المدن الفلسطينية هامشية”, أضاف” لا دعاية, تركناهم يرون الحقيقة".
وبينما استذكر بريتنباخ الابارثايد, أجرى بانكس مقارنه مع المحميات الهندية في القرن التاسع عشر, يقول: "روعت وغضبت لمدى الاحتلال المادي, فالمستوطنات مثل مدن الضواحي والقوات العسكرية جاهزة لحمايتها".
بعد أربعة أيام من قراءة قام بها درويش وضيوفه أمام جمهور بلغ ألف شخص في مسرح القصبة, بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته لاقتلاع جذور الانتحاريين, يرى الفلسطينيون الغزو عقوبة جماعية وخطوة لتدمير البنية التحتية لدولتهم الجنينية, ودرويش نفسه الذي كان قد غادر رام الله ليلقي شعره في العاصمة اللبنانية بيروت, لم يستطع العودة, علم أن مركز” السكاكيني الثقافي” حيث يحرر مجلته الأدبية الفصلية “ الكرمل” قد نهب وان مسوداته قد وطئت بالأقدام, يقول درويش” أرادوا إبلاغنا رسالة مفادها أن لا أحد محصن – بما في ذلك الحياة الثقافية”, أضاف” اعتبرت الرسالة شخصية, أعرف أنهم أقوياء ويستطيعون الغزو وقتل أي شخص غير انهم لا يستطيعون تحطيم كلماتي أو احتلالها".
يبلغ درويش الآن من العمر ستين عاماً, وعرف لأربعين عاماً تقريباً بأنه شاعر فلسطين القومي, وذاك "عبء" يستمتع به ويثور ضده في الوقت نفسه, انه افضل شعراء العالم العربي مبيعاً, وجذبت قراءته لشعره مؤخراً في إستاد بيروت 25000 شخص, أصبحت فلسطين في عمله مجازاً عاماً لفقد عدن, للولادة والعبث, لكرب الانخلاع والمنفى, وهو عند الأستاذ إدوارد سعيد, من جامعة كولومبيا في نيويورك, أروع شاعر عربي, له حضور طاغي في فلسطين وإسرائيل – البلد الذي نشأ فيه لكنه غادر المنفى سنة 1970, وعند سعيد أيضا, فأن شعر درويش” جهد ملحمي لتحويل قصائد الفقدان الغنائية إلى دراما العودة المؤجلة إلى اجل غير محدود”, وتراه الكاتبة أهداف سويف أحد أقوى أصوات المأساة الفلسطينية.
ورغم انه يكتب بالعربية, يقرأ درويش الإنجليزية والفرنسية والعبرية, ومن بين الذين تأثر بهم رامبو وغتزبرغ, ترجمت أعماله إلى كثر من عشرين لغة, وهو افضل من يباع من الشعراء في فرنسا, ورغم ذلك, فأن مختارات قليلة من دواوينه الشعرية العشرين مترجمة إلى الإنجليزية, أحدها Sand ( 1986 ) الذي ترجمته زوجته الأولى, الكاتبة رنا قباني, وتراه الشاعرة الأمريكية ادرين رتش شاعرا بقامة عالمية ل "مجازفاته الفنية", وسوف تنشر له دار نشر جامعة كاليفورنيا في الخريف القادم مختارات جديدة من قصائده بعنوان : Unfortunately, It Was Paradise.
ويكشف صوت درويش الجهوري وأداؤه الغنائي موسيقية شعره, ومؤخراً, في فيلادلفيا التي كان فيها ليستلم 360000 دولاراً, جائزة الحرية الثقافية التي تمنحها” مؤسسة لانان”, اعترف درويش ببالغ حزنه وغضبه” للصراع بين السيف والروح” في فلسطين, وقد كتب أخر قصائده” حالة حصار” – التي قرأها في الاحتفال- أثناء الغارات الإسرائيلية في شهر كانون الثاني الماضي. يقول: “ رأيت الدبابات تحت نافذتي, أنا كسول عادة, اكتب في الصباح على طاولة نفسها, لي طقوسي الخاصة, غير إنني خالفتها أثناء الطوارئ, حررت نفسي بالكتابة, توقفت عن رؤية الدبابات – سواء كان ذاك وهما أو قوة الكلمات”.
في القصيدة, يقول” شهيد”: " احب الحياة, على الأرض, بين الصنوبر والتين لكنني ما استطعت إليها سبيلا, ففتشت عنها بأخر ما املك”, ودرويش الذي كتب في صحيفة فلسطينية بعد 11 أيلول” لا شيء يبرر الإرهاب” عارض بوضوح الهجمات على المدنيين وظل صوتا مثابرا يدعوا للتعايش الفلسطيني – الإسرائيلي, وهو يصور على أن العمليات الانتحارية لا تعكس ثقافة موت بل تعكس إحباطا من الاحتلال, يقول:
“ علينا تفهم سبب التراجيديا لا تبريرها, ليس السبب انهم يتطلعون إلى عذارى جميلات في الجنة, كما يصور المستشرقون ذلك, الفلسطينيون يعشقون الحياة, إذا منحناهم أملا – حلاً سياسياً – فسوف يتوقفون عن قتل أنفسهم”.
وعند ساسون سوميخ, الباحث الإسرائيلي في الأدب العربي في جامعة تل أبيب والذي عرف درويش في ستينات القرن العشرين ويترجم القصيدة إلى العبرية,” تهدف القصيدة إلى الحوار: إنها لا تتكلم عن الإسرائيليين كمجرمين, بل تقول : لم لا يفهمون ؟ لا معنى للقول أن هذا الرجل يكرهنا”.
ولد درويش سنة 1942 لعائلة مسلمة سنية تملك ارض في قرية الجليل تدعى البروة, أيام الانتداب البريطاني على فلسطين, حين كان في السادسة من عمره, احتل الجيش الإسرائيلي البروة والتحقت عائلة درويش بخروج اللاجئين الفلسطينيين الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم ما بين 72600 –900000، قضت العائلة عاما في لبنان تعيش على عطايا الأمم المتحدة, بعد خلق إسرائيل والحرب الإسرائيلية العربية لسنة 1947, عادت العائلة” بشكل غير شرعي” سنة 1949, لكنها وجدت البروة, مثلها مثل 400 قرية فلسطينية أخرى في الأقل, قد دمرت أفرغت من سكانها العرب, بنيت مستوطنات إسرائيلية على أنقاضها, يقول درويش” عشنا مرة أخرى كلاجئين, وهذه المرة في بلدنا, كانت تلك خبرة جماعية, ولن أنسى أبدا هذا الجرح”.
يقول درويش, ثاني اكبر أربعة اخوة وثلاث أخوات,فقدت العائلة كل شيء, قلص والده سليم إلى مجرد عامل زراعي: “ اختار جدي العيش فوق تله تطل على أرضه, والى أن توفي, ظل يراقب المهاجرين ( اليهود ) من اليمين يعيشون في أرضه التي لم يكن قادراً على زيارتها”.
ولأنهم كانوا غائبين أثناء أول إحصاء إسرائيلي للعرب, و لأنهم اعتبروا ” متسللين” غير شرعيين و” غرباء غائبين – حاضرين”, منعت على أفراد العائلة الجنسية الإسرائيلية, تقدموا بطلبات لبطاقات هوية ولكن جواز السفر حجب عن محمود, " كنت مقيماً وليس مواطناً, ارتحلت ببطاقة سفر”, في مطار باريس سنه 1968, يقول :
" لم يفهموا, أنا عربي, جنسيتي غير محددة, احمل وثيقة سفر إسرائيلية, ولذا رجعت”.
كانت أمه, حورية لا تحسن القراءة والكتابة, غير أن جده علمه القراءة, ” حلمت أن أكون شاعراً”, حين بلغ السابعة من عمره, كان درويش يكتب الشعر, عمل في حيفا صحفياً.
وفي سنة 1961 التحق بالحزب الشيوعي الإسرائيلي,” راكاح”, حيث اختلط العرب واليهود, وعمل فيه محرراً لصحيفته, خضع الفلسطينيون في إسرائيل لقانون الطوارئ العسكري إلى سنة 1966, واحتاجوا تصاريح للسفر داخل البلد, بين سنة 1961 وسنة 1969, سجن لعدة مرات, بتهمة مغادرته حيفا دون تصريح.
حقق له ديواناه” أوراق الزيتون” ( 1964 ) و” عاشق من فلسطين” (1966 ) شهرته شاعر مقاومة, عندما كان في الثانية والعشرين من العمر, أصبحت قصيدة” بطاقة هوية” التي يخاطب فيها شرطياً إسرائيليا” سجل, أنا عربي, ورقم بطاقتي خمسون ألف”. صرخة تحد جماعية, أردت إلي اعتقاله في مكان إقامته سنة 1967 عندما أصبحت أغنية احتجاج, وقصيدة” أمي” التي تتحدث عن حنين ابن سجين إلى خبز أمه وقهوة أمه,
" كانت اعترافا بسيطا لشاعر يكتب عن حبه لامه, لكنها أصبحت أغنية جماعية, عملي كله شبيه بهذا, أنا لا اقرر تمثيل أي شيء إلا ذاتي, غير أن تلك الذات مليئة بالذاكرة الجماعية”.
وحسب سعيد, عرفت قصائد درويش الكفاحية المبكرة الوجود الفلسطيني, معيدة التأكيد على الهوية بعد شتات 1948, كان الأول في موجة من الشعراء الذين كتبوا داخل إسرائيل عندما كانت جولدا مائير تصر قائلة
" لا يوجد فلسطينيون” وتزامن ظهور شعر درويش الغنائي مع ولادة الحركة الفلسطينية بعد الهزيمة العربية في حرب الأيام الستة سنة 1967, ورغم ذلك, نفر دائما أن يمدح من منطلق التضامن, يستذكر زكريا محمد الذي كان طالبا في الضفة الغربية في نهاية الستينات من القرن الماضي,” كتب مقالة يقول فيها : نريد منكم الحكم علينا كشعراء, وليس كشعراء مقاومة”.
وصف درويش الصراع بأنه: "صراع بين ذاكرتين" وتتحدى قصائده المعتقد الصهيوني المجسد في شعر حاييم بيالك” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” وبينما يعجب بالشاعر العبري يهودا عامخاي, يقول” طرح شعره تحدياً لي, لأننا نكتب عن المكان نفسه, يريد استثمار المشهد والتاريخ لصالحة, ويقيمه على هويتي المدمرة, لذا نتنافس :
من مالك لغة هذه الأرض ؟
من يحبها اكثر ؟ من يكتبها افضل ؟”
ويضيف :” يصنع الشعر والجمال السلام دائماً, وحين تقرأ شيئا جميلا تجد تعايشا, انه يحطم الجدران.. أنا أنسن الساخر دائما, وحتى أنسن الجندي الإسرائيلي”, الأمر الذي فعله في قصائد من مثل” جندي يحلم بزنابق بيضاء” التي كتبت بعد حرب 1967 فوراً, ينتقد عديد العرب القصيدة, غير انه يقول :” سأواصل انسنة حتى العدو.. كان الأستاذ الأول الذي علمني العبرية يهودياً, كان الحب الأول في حياةي مع فتاة يهودية, كان القاضي الأول الذي زج بي في السجن امرأة يهودية, ولذا فأنني منذ البداية, لم أرد اليهود أما شياطين أو ملائكة بل كائنات إنسانية”, وعديد قصائده موجه إلى عشاق يهود, يقول : هذه القصائد تقف إلى جانب الحب وليس الحرب”.
منعت عليه الدراسة العليا في إسرائيل, ولذا درس الاقتصاد السياسي في موسكو ستة 1970, لكنه, متحررا من الوهم, غادرها بعد عام, يقول : “ بالنسبة لشيوعي شاب, موسكو هي الفاتيكان, لكنني اكتشفت إنها ليست جنة”, وفي سنة 1971 التحق بصحيفة” الأهرام” اليومية في القاهرة, وقرر أن لا يعود إلى حيفا, وختم بالشمع على هذا القرار ستة 1973, عندما التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ومنع من العودة إلى إسرائيل منعا استمر لستة وعشرين عاما.
هذا وقد أدان عديد الفلسطينيين وزملاء من الحزب الشيوعي درويش على هجرة إسرائيل,” كان ذاك القرار اصعب قرار اتخذته في حياةي, لعشرة أعوام لم يسمح لي بمغادرة حيف, وبعد سنة 1967 بقيت قيد الإقامة الجبرية”, ورغم ذلك لا يزال يشعر بالذنب لأنه ترك.
" كنت صغيرا جدا لأرى التوازن بين وقوفي ضد هذه الظروف أو العثور على سماء مفتوحة لجناحي الصغيرين شاعرا, أغوتني المغامرة, غير أن الحكم النهائي لا بد أن يأتي مما فعلته في المنفي”, هل أعطيت اكثر للثقافة الفلسطينية ؟ يقول جميع النقاد أنني لم أضع وقتي”. كان منير عكش, محرر القصائد المختارة بالإنجليزية المعنونة : The Adam Of Two Edens( 2001 ), واحدا من بين عدة نقاد حازمين انتقدوا نجاح درويش” المبستر” في حيفا, يقول عكش” كانت شهرته متقدمة على شعره ولكنني اكتشفت في ذلك الحين تململه الفني الرائع, فمع كل ديوان, يفتح مناطق جديدة”.
ويقول درويش” في الخمسينات ( من القرن العشرين ) آمنا نحن العرب بإمكانية أن يكون الشعر سلاحاً, وان على القصيدة أن تكون واضحة مباشرة, على الشعر الاهتمام بالاجتماعي, ولكن علية الاعتناء بنفسه أيضا, بالجماليات.. آمنت أن افضل شيء في الحياة أن أكون شاعراً, ألان اعرف عذابه, في كل مرة انهي فيها ديوانا, اشعر انه الأول والأخير”.
في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت, رئيس تحرير لمجلة” شؤون فلسطينية”, واصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة” الكرمل” سنة 1981, بحلول سنة 1977 بيع من دواوينه العربية اكثر من مليون نسخة لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991 ترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها ذبح الكتائبيون, حلفاء إسرائيل, اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشتيلا, اصبح درويش” منفيا تائها”, منتقلا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس, ساخرا بمرارة من قارة عربية
" تنام بسرعة في ظل أنظمة قمعية”, قال :
حلت كرة القدم محل فلسطين في حب العرب.
يقول” حررت نفسي من الأوهام كلها, أصبحت ساخراً, أسأل أسئلة عن الحياة مطلقة, لا مجال فيها للأيديولوجية القومية”, وخلال 90 يوما في باريس سنة 1985, كتب رائعته النثرية” ذاكرة للنسيان” (1986), وهي أوديسا سيرة ذاتية على شكل يوميات بيروتية تجري خلال يوم واحد من القصف الإسرائيلي الثقيل في السادس من آب 1982 – يوم هيروشيما.
يبدو درويش غامضاً بشأن ”حادثة” الزواج: ” يقال لي كنت متزوجاً, لكنني لا أتذكر التجربة”. قابل رنا قباني (ابنة أخ الشاعر السوري نزار قباني) في واشنطن سنة 1977 فتزوجا ” لثلاثة أعوام أو أربعة”, غير إنها تركت لتحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كيمبردج” وكان مستحيلاً الاستمرار". وتزوج لنحو عام في منتصف ثمانينيات القرن العشرين مترجمة مصرية, حياة ألهيني, يقول: " لم نصب بأية جراح انفصلنا بسلام, لم أتزوج مرة ثالثة, ولن أتزوج, إنني مدمن على الوحدة.. لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد, وقد أكون خائفاً من المسؤولية, ما احتاجه استقرار اكثر, أغير رأيي, أمكنتي, أساليب كتابتي, الشعر محور حياةي, ما يساعد شعري افعله, وما يضره أتجنبه”.
ويعترف بفشله في الحب كثيراً, ”احب أن أقع في الحب, السمكة علامة برجي (الحوت), عواطفي متقلبة, حين ينتهي الحب, أدرك انه لم يكن حباً, الحب لا بد أن يعاش, لا أن يُتذكر”.
منفياً في باريس بين سنة 1985 وسنة 1995 راجع درويش أو رفض العديد من قصائده السياسية المباشرة التي كتبها في مرحلة بيروت والتي كان نموذجها بابلو نيرودا التشيلي ولوي اراجون, أحد شعراء المقاومة الفرنسية. وكتب أيضا بعض روائعه : ” أحد عشر كوكباً” سنة 1992 متوالية ”ملحمية غنائية” عن سنة 1492, تاريخ رحلة كولومبوس التي دمرت عالم الأمريكيين الأصليين, وعن طرد العرب من الأندلس, اللتان تماثلان كلاهما النكبة الفلسطينية, كما يصف الفلسطينيون خلق إسرائيل سنة 1948 و”لماذا تركت الحصان وحيداً” سنة 1995 "سيرته الذاتية شعريا"ً.
وما أن اصبح شعره الناضج غير مباشر اكثر, ملمحاً لأساطير متنوعة, شعر درويش بتوتر علاقته مع جمهور متلقيه, يقول عكش, ” بدأ الجمهور يشعر انه أصبح غير مخلص قليلاً لقضيته, غير انه ناضل ليحملهم معه”, وعند درويش” اكبر إنجاز في حياةي كسب ثقة المتلقين, تشاجرنا من قبل: كلمات غيرت أسلوبي, صدموا أرادوا سماع القصائد القديمة, الآن يتوقعون مني التغيير, يطلبون أن لا أعطي أجوبة بل أن اطرح مزيداً من الأسئلة".
انتخب للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1987, لكنه رأى دوره رمزياً (“ لم اكن أبداً رجل سياسة” ) وحسب وزير الثقافة الفلسطيني في رام الله, ياسر عبد ربه,” انه ليس فناناً منعزلاً”, يتابع الحياة السياسية, ويحاجج ضد المواقف المتطرفة”. هذا وقد كتب درويش إعلان الجزائر,” إعلان الدولة الفلسطينية”, سنة 1988, عندما قبلت منظمة التحرير الفلسطينية التعايش مع إسرائيل في حل يقضي بدولتين. صادق رئيس منظمة التحرير الفلسطينية, ياسر عرفات, في القاهرة سنة 1971, و قال عرفات : أستطيع شم عبير الوطن فيك، لكنه رفض عرضه بتنصيبه وزيراً للثقافة.
استقال درويش من اللجنة التنفيذية في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية أوسلو سنة 1993 – المرحلة الأولى من إقامة سلطة فلسطينية حاكمة – قائلاً ” استيقظ الفلسطينيون ليجدوا أنفسهم بلا ماض”, رأى صدوعاً في الاتفاقيات وقال إنها لن تنجح, والأرجح أن تصعد الصراع بدلاً من إنتاج دولة فلسطينية قابله للحياة أو سلام دائم, ويقول عبد ربه :" كان متشككا بأوسلو, ويؤسفني القول أن حكمه ثبتت صحته”.
سمحت اتفاقيات أوسلو لدرويش الانتقال إلى سلطة” الحكم الذاتي” الفلسطينية الجديدة,” صدمتني غزة – لم يكن فيها أي شيء حتى ولا طرق معبدة”, لديه منزل في العصمة الأردنية عمان – بوابة إلى العالم الخارجي – لكنه استقر في رام الله سنة 1996, ورغم ذلك يقول انه لا يزال في المنفى,” المنفى ليس حالا جغرافية, احمله معي أينما كنت, كما احمل وطني”, اصبح وطنه لغة,” بلدا من الكلمات”.
قابل رجا شحاده, وهو محامي فلسطيني يسكن جوار رام الله, درويش في باريس. يقول :” بدا مغرماً بالأشياء الناعمة – بالمعيشة الراقية والطعام الجيد ومما يحسب لصالحه انه جاء إلى هنا”, ويقول درويش الذي يعيش من الصحافة والتحرير وبالمثل من بيعات شعره : سأبقى إلى أن تتحرر فلسطين في اليوم اللاحق لحصول الفلسطينيين على دولة مستقلة, لدى الحق بالمغادرة, لكن ليس قبل ذلك”.
ولقي درويش الذي دافع دوماً عن الحوار مع الإسرائيليين تعاطفاً مع إسرائيل أحيانا باعتباره معتدلاً, ولكن حتى أصدقاءه اليساريين هناك أحرجوا لقصيدة أضرت بسمعته.
"عابرون في كلام عابر” التي كتبها في بداية الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال العسكري التي استمرت من 1987 – 1993 كتب يقول : آن أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم / ولكن لا تقيموا بيننا / آن أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم / ولكن لا تموتوا بيننا”.
اقتطف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق, اسحق شامير, القصيدة غاضباً في الكنيست, برلمان إسرائيل : لا يؤثر درويش القصيدة فهي "غاضبة جداً ومباشرة” ولكنه قال إنها موجهه إلى الجنود الإسرائيليين:”ما زلت أقول أن على إسرائيل الخروج من الأراضي المحتلة, ولكنهم اعتبروها دليلاً على أن الفلسطينيين يريدون إلقاء اليهود في البحر, إذا اعتبروا وجودهم مشروطاً بالاحتلال فانهم يتهمون أنفسهم”.
هذا وقد خفف الحظر المفروض على زيارة درويش إسرائيل في شهر كانون الثاني 1999 وسمح له بزيارة أمه وأقاربه الذين لا يزالون يعيشون في قرى قرب حيفا, غير أن دخوله منع منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى, أو الانتفاضة التي انفجرت في شهر أيلول سنة 2000 عندما دخلت أمه المستشفى لسرطان في معدتها, حاول زيارتها ” لكنهم اتصلوا بالمستشفى وتحققوا إنها لن تموت, ولذا رفضوا إعطائي إذنا.” تعافت لكنه لم يرها لعامين.
أصيب درويش بنوبة قلبية وأجريت له عملية لإنقاذ حياةه سنة 1984, وعملية جراحية قلبية أخرى سنة 1998. أثناء عمليته الجراحية الأولى يقول:” توقف قلبي لدقيقتين, أعطوني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق غيوم بيضاء, تذكرت طفولتي كلها, استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت إلى الحياة”.
ولكن في المرة الثانية, كان قتالا, ” رأيت نفسي في سجن, وكان الأطباء رجال شرطة يعذبونني, أنا لا أخشى الموت ألان, اكتشفت أمرا أصعب من الموت: فكرة الخلود، أن تكون خالدا هو العذاب الحقيقي, ليست لدي مطالب شخصية من الحياة لأنني أعيش على زمان مستعار, ليست لدي أحلام كبيرة. إنني مكرس لكتابة ما علي كتابته قبل أن اذهب إلى نهايتي”.
وجب عليه التوقف عن التدخين وان يشرب اقل من القهوة التي يحبها, ويسافر اقل. يقول: ” شهوتي للحياة اقل, أحاول التمتع بكل دقيقة, ولكن بطرق بسيطة جداً, شرب كأس من النبيذ الجيد مع الأصدقاء, التمتع بالطبيعة, مراقبة قطط الحارة, استمتع بشكل افضل, كنت أتحدث, غير أنني أصبحت حكيماً”.
في ”جدارية 2000” يمعن رجل مريض جداً التفكير بالموت وبفناء الحضارات في عز انتفاضة الأقصى, وفي هذه الجدارية يظهر محمد الدرة, الطفل الذي يبلغ من العمر 12 عاماً ومن إطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه ومات بين ذراعي والده كمسيح صغير, ويؤكد درويش الذي يتضمن شعره رمزية توراتية مسيحية ويهودية على موروث له مزدوج ” ليست لدي هوية ثقافية عربية خالصة, أنا نتيجة مزيج حضارات ماضي فلسطين, لا احتكر التاريخ والذاكرة والرب, كما يريد الإسرائيليون أن يفعلوا, انهم يضعون الماضي في ساحة المعركة.” أما وقد غدا ” أكثر حكمة واكبر” مما كان عليه حين نهض لأول مرة لمواجهة التحدي, يقول :” لا احب أن نتقاتل على الماضي, ولندع كل واحد يروي سرده كما يشاء, ولندع السردين يجريان حواراً, وسوف يبتسم التاريخ”.
وحسب رأي الشاعر زكريا محمد, تسعى قصائد درويش المتأخرة إلى بناء سفر تكوين للفلسطينيين : ” كلها تبدأ : كان شعب وكان ارض…” ومجمل شعره حوار بينه وبين الإسرائيليين للعثورعلى نقطة يستطيعون التصالح عندها.”
في شهر آذار سنة 2000 تورط درويش في” حروب إسرائيل الثقافية” عندما أعلن وزير التربية يوسي ساريد أن خمساً من قصائده ستكون جزءا من مناهج مدرسي متعدد الثقافة – في بلد 19 بالمائة من سكانه الإسرائيليين فلسطينيون وترعرع عديد يهوده أو والديهم في العالم العربي, ثار صخب, قال عضو الكنيست اليميني المتطرف بني آلون ” فقط مجتمع يريد الانتحار يضع” شعر درويش” في منهاجه الدراسي”.
وقد نجا رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, أيهود باراك، من تصويت لطرح الثقة قائلاً:” أن إسرائيل غير مهيأة لهذا الشعر” ويقول درويش,” يدرسون الطلاب أن البلاد كانت فارغة. وإذا درسوا الشعراء الفلسطينيين, فسوف تتحطم هذه المعرفة." معظم شعري عن حبي لبلدي, مؤخراً ترجمت عدة دواوين من شعره إلى العبرية, ورغم ذلك, يظل وضعه في إسرائيل أسيرا للمناخ السياسي. طالبت الصفحات الأدبية في الصحف باستمرار بترجمة قصائده,” إلا أن كل شيء توقف مع انتفاضة الأقصى” كما يقول تساسون سوميخ.
يقول درويش, ” لدى إسرائيل فرصة جيدة لتعيش بسلام. رغم الظلمة, أري بعض الضوء” ولكن شارون, كما يعتقد يريد جر الصراع ” إلى المربع الأول, وكأنما لم توجد عملية سلام. إنها حرب لأجل الحرب, وليس الصراع صراعاً بين وجودين, كما تحب الحكومة الإسرائيلية تصوير الأمر”.
وكان ديوان ” سرير الغريبة” 1998، كما يقول, أول كتاب له مكرس للحب كلياً, ورغم ذلك, حتى القدرة على الحب ” شكل من أشكال المقاومة: يفترض أن نكون نحن الفلسطينيين مكرسين لموضوع واحد – تحرير فلسطين, هذا سجن, نحن بشر, نحب، نخاف الموت, نتمتع بأول زهور الربيع, لذا فالتعبير عن هذا مقاومة لان يكون موضوعنا مملا علينا, إذا كتبت قصائد حب فأنني أقاوم الظروف التي لا تسمح لي بكتابة قصائد الحب.”
وقد صدم قراؤه لما رآه البعض تخليا عن القضية, أحد الأصدقاء الإسرائيليين الفلسطينيين, المؤلف انطون شماس, رأى في الديوان” رسالة تحد كئيبة : إلى الجحيم بفلسطين, وأنا الآن على عاتقي." ورغم ذلك يروي شعر درويش وحضوره في رام الله المحاصرة قصة مختلفة يقول: ” أنتظر اللحظة التي أستطيع فيها القول: إلى الجحيم بفلسطين. ولكن ذاك لن يحصل قبل أن تصبح فلسطين حرة, لا أستطيع تحقيق حريتي الشخصية قبل حرية بلدي. عندما تكون حرة, أستطيع لعنها”.
حياة محمود درويش – سيرة حياة محمود درويش – حياة الشاعر محمود درويش – الشاعر محمود درويش – سيرة محمود درويش – حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش – عن حياة الشاعر محمود درويش – عن حياة محمود درويش – نبذة عن حياة الشاعر محمود درويش – نبذة عن حياة محمود درويش – قصة حياة محمود درويش
الاسم محمود درويش
المهنة شاعر فلسطيني
مكان وتاريخ الميلاد
قرية البروة الجليل، فلسطين 1941
مكان وتاريخ الوفاة
هيوستن, تكساس الولايات المتحدة 9 أغسطس 2022
أريد نتائج الحرية
السؤال العلمي والسؤال الفلسفي .
الطريقة التي نتبعها هي طريقة المقارنة
-i طرح المشكلة.
مما لا شك فيه أن المعرفة لا تحصل حقيقة إلا بوجود عقل يفكر , و علامة التفكير أنه يتساءل حول ما يشغله كإنسان من قضايا كالحرية ، و كذلك حول ما يحيط به من ظواهر الطبيعة . و بذلك نكون أمام نمطين من الأسئلة : السؤال الفلسفي ذو الطبيعة العقلية و السؤال العلمي ذو الطبيعة الحسية . مما يدفعنا للتساؤل عن طبيعة العلاقة بينهما ؟رغم اختلاف طبيعتهما .
i i- التحليل
* أوجه الاختلاف.
ــ 1 من حيث طبيعة الموضوع , السؤال العلمي مجاله الحسي المادي (فيزيقا)
أما السؤال الفلسفي فمجاله المعقول (الميتافزيقا)
2_من حيث التخصص… مثلا السؤال العلمي محدود وجزئي (التخصص) لأنه يتعلق بظاهرة معينة .(سقوط الأجسام)
السؤال الفلسفي كلي شامل لأنه يتعلق بقضية عامة (الحرية مثلا)
السؤال العلمي يستعمل التقدير الكمي (لغة الرياضيات) مثل ماهي قوة الجاذبية ؟
السؤال الفلسفي يستعمل لغة خاصة (الألفاظ الفلسفية كمفهوم الحد و مفهوم الاستقراء ..)
3_ المنهج….السؤال العلمي منهجه تجريبي استقرائي .
أما السؤال الفلسفي فمنهجه عقلي تأملي .
4_ الهدف….السؤال العلمي يهدف إلى الوصول إلى نتائج دقيقة تصاغ في شكل قوانين .
أما السؤال الفلسفي فيهدف الوصول إلى حقائق و تصورات غالبا ما تكون متباينة بتباين المواقف وتعدد المذاهب
5_المبادئ…..السؤال العلمي ينطلق من التسليم بالمبادئ قبل التجربة مثل مبدأ السببية و الحتمية
بينما السؤال الفلسفي ينطلق من التسليم بمبادئ و مسلمات بعد البحث مثل مسلمات الذهب العقلي و المذهب التجريبي .
*أوجه الاتفاق ….. كلاهما سبيل المعرفة و يساهم في المنتوج الثقافي و الحضاري . و أنهما ينبعان من الشخص الذي يتمتع بالحس الإشكالي .
و بذلك كلاهما يثير الفضول ويدفعا إلى البحث نتيجة الحرج والحيرة الناتجة عن الشعور بوجود مشكلة .
و بذلك تكون صيغته كلاهما استفهامية . مثل تساؤل نيوتن حول سقوط الأجسام و تساؤل ديكارت عن أساس المعرفة .
كلاهما ينفرد بموضوع ومنهج و هدف تفرضه طبيعة الموضوع .
كلاهما يعتمد على مهارات مكتسبة لتأسيس المعرفة .
* مواطن التداخل :
السؤال العلمي نشأ في رحم السؤال الفلسفي لأن هذا الأخير هو الذي عبر عن حيرة الإنسان تجاه الوجود و مصيره بعد الموت و بعدها انشغل بالظواهر الطبيعية و كيفية حدوثها .أي أن الحيرة الفلسفية تولدت عنها الحيرة العلمية . حيث يقول أوغست كونت أن الفكر البشري مر بثلاث مراحل الرحلة اللاهوتية ثم المرحلة الميتافيزيقية ثم المرحلة العلمية .
إذن السؤال الفلسفي يخدم السؤال العلمي
والسؤال العلمي بدوره ينتهي إلى قضايا قد تثير تساؤلات فلسفية مثل التساؤل عن تفسير النشاط الحيوي هل يكون على أساس الآلية(الحتمية) أو الغائية ؟ إذن السؤال العلمي يخدم السؤال الفلسفي .
فطبيعة العلاقة بينهما علاقة تداخل وتكامل وتلاحم .
iii – لخاتمة : حل المشكل
رغم ما يوحي به مظهر الاختلاف من تباين قد يجعل البعض يتسرع في الحكم على العلاقة بينهما ، فقد تبين لنا بعد التحليل أن كل من السؤالين لهما علاقة وظيفية فعالة وخدمة متبادلة دوما لا تنقطع فهناك تواصل مفتوح لا نهائي بينهما.
salut………..
je veux avoir les lessons du philosophie pour l’année 2022 pour la branche de science exp
merci d’avance
اشكركم يا اخوتي على مجهوداتكم الجبارة يا شاوية
tank youuuuuuuuuuuuu
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااا
شكرًا لك اخي على الموضوع
طرح المشكلة:
مما لا شك فيه بان الاخلاق تهدف الى ترقية سلوك الانسان وتهذيب المجتمعات وتنظيم علاقاتها حتى تتيسر الحياة الاجتماعية والفردية السعيدة ولكن لا ياتي ذلك الا عن طريق تطبيق وتكريس القيم الاخلاقية بمعاييرها اللازمة.ولكن لو تاملنا الى القيم الاخلاقية من من عدل ووفاء كسلوكيات خيرة خيرة ولو نظرنا الى السرقة والخيانة كأفعال تعبر عن الشر لتساءلنا عن طبيعة تلك القيم الاخلاقية هل هي معطى ثابت ام متغير ( مطلق او نسبي)؟
محاولة حل المشكلة:
الطرح الاول: يمثلها الاتجاه
المطلق المتمثل في الطرحين العقلي والديني الذي يرى ان القيم الاخلاقية تتمتع بالقداسة والثبات وموضوعية والمعقولية مما يجعلها ثابتة واحدة عند جميع الناس وفي ذلك يقول أفلاطون "ان الإله مقياس الأشياء كلها" فهو يعتقد بان ما نطلق عليه من احكام وقيم عن بعض الافعال هو معبر عن عالم اخر نسميه بعالم المثل الذي تعلمنا منه قبل ان تتصل ارواحنا باجسادنا وعندما اتصلت الروح بالجسد نسي الانسان ما تعلمه من قيم .وعن طريق العقل قام باسترجاع تلك القيم واعاد صياغة كل سلوك حسب المقتضى وهذا ما جعل من الاخلاق موضوعية والتسليم بالموضوعية يؤدي الى القول بمطلقية الاخلاق.
وعلماء الدين
النقد: ليس هناك ما يثبت بان القيم الاخلاقية مطلقة لان الكثير
من القيم هي من وضع الانسان فثقافته تتغير من زمان الى اخر ومن مجتمع الى مجتمع حسب متطلبات العصر والفرد والجماعة ويؤدي هذا القول الى نسبيتها.
الطرح الثاني:
يمثلها الاتجاه النسبي الذي يمثله الطرح الوجودي والاجتماعي والنفعي حيث يرى ان القيم الاخلاقية ترتبط بوجود الانسان فهي تعبر عن ذاته وكيانه، ثم ان الاشياء لا تحمل أي قيمة في حد ذاتها وانما الإنسان هو الذي يمنحها تلك الصفة اللازمة . فعندما راى الانسان في العدل الخير انطلاقا من ذاته قام باضفاء صفة الخيرة على ذلك الفعل ، فاصبح العدل فعل خير وهنا يقول سارتل "انا وحدي الذي اقرر الخير واصنع الشر".
والتسليم بنسبية الاخلاق يقودنا الى الحديث عن تغيرها من مجتمع الى اخر المجتمع يتضمن نظاما ثابت من العادات والتقاليد تفرض نفسها على الأفراد في صورة الزام حيث يرى دور كايم " كلما تكلم الضمير فينا تكلم المجتمع عنا"
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسئلة :
إذا كنت أمام موقفين متعارضين أحدهما يقول الرياضيات في أصلها البعيد مستخلصة من العقل والأخري تقول : الرياضيات مستمدة من العالم الحسي . وطلب منك الفصل في المشكلة فما عساك تصنع ؟
سؤال : هل المعاني الرياضية موجودة في النفس أو أوحت بها بعض مظاهر الطبيعة
المقدمة : طرح الإشكالية
تنقسم العلوم إلي قسمين علوم تجريبية مجالها المحسوسات ومنهجها الاستقراء كالفيزياء وعلوم نظرية مجالها المجردات العقلية ومنهجها الاستنتاج كالرياضيات هذه الأخيرة أثارة جدلا حول أصل مفاهيمها ومبادئها فإذا كنا أمام موقفين أحدهما أرجع الرياضيات إلى العقل والأخر ربطها بالتجربة فالمشكلة المطروحة : هل المعاني الرياضية مستخلصة من أصلها البعيد من العقل أو التجربة ؟
التحليل: محاولة حل الإشكالية
عرض الأطروحة الأولي
يرى العقليون ( المثاليون ) أن المفاهيم الرياضية مستخلصة من أصلها البعيد من العقل وهي فطرية قائمة في النفس وهكذا الرياضيات بناء استدلالي والاستدلال نشاط عقلي فينتج عن ذلك أن المفاهيم والمبادئ الرياضية من طبيعة عقلية , هذا ما ذهب إليه أفلاطون الذي قال في كتابه الجمهورية ( عالم المثل مبدأ كل موجود ومعقول أن المعرفة تذكر ) وأكد أفلاطون في محاورة مينوت أن البعد قادر على أن يكشف بنفسه كيفية وإنشاء شكل مساوئ مربع معلوم ومن دعاة هذه الأطروحة ديكارت الذي قال في كتابه التأملات ( المعاني الرياضية أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ البداية ) وهم يبررون موقفهم بحجج متنوع من أهمها الرموز الجبرية اللانهائية مفاهيم رياضية لا صلة لها بالواقع الحسي كما أنها تتصف بثلاثة خصائص, مطلقة , ضرورية , كلية, فلا يعقل أن تنتج عن العالم الحسي وتعود هذه الأطروحة إلى كانط الذي ربط المعرفة بما فيها الرياضيات , بمقولتين فطريتين هما الزمان والمكان أي أن الرياضيات في أصلها معاني فطرية لأنها شيدت على أسس فطرية فالمفاهيم الرياضية في أصلها البعيد مستمدة من العقل .
النقد :
هذه الأطروحة نسبية لأنه لو كانت المفاهيم الرياضية فطرية مغروسة في النفس لتساوى في العلم بها جميع الناس لكن الأطفال لايدركون المفاهيم الرياضية إلا من خلال المحسوسات
عرض الأطروحة الثانية
يرى التجريبيون ( الحسويون ) أن المعاني الرياضية مصدرها التجربة أي المفاهيم الرياضية إذا تم تحليلها فإنها ستعود إلى أصلها الحسي ومثال ذلك أن رؤية النجوم أوحت بالنقاط والقمر يرتبط بفكرة القرص لذلك قال الحسيون ( العقل صفحة بيضاء والتجربة تكتب عليه ماتشاء ) وهم يبررون موقفهم بما توصل إليه العلماء الأنتروبولوجيا الذين أكدوا أن الشعوب البدائية إستعملت الحصى وأصابع اليدين والرجلين عند حساب عدد الأيام والحيوانات التي يمتلكونها ومواسم السقي المحاصيل الزراعية مما يثبت أن المفاهيم الرياضية أصلها حسي ليس هذا فقط إن المفاهيم الهندسية كالطول والعرض إنما هي مكتسبة بفضل الخبرة الحسية لذلك قال ريبو: ( حالة الشعور التي ترافق بعض أنواع الحركات العضلية هي الأصل في إدراكنا للطول والعرض والعمق ) ومن أدلتهم أيضا أن الهندسة تاريخيا هي أسبق في الظهور من الحساب والجبر والسر في ذلك أنها مرتبطة بالمحسوسات ولو كانت المفاهيم الرياضية في أصلها مجردات عقلية لظهور الجبر قبل الهندسة كل ذلك يثبت أن المفاهيم الرياضية أصلها حسي
النقد:
صحيح أن بعض المفاهيم الهندسية أصلها حسي لكن أكثر المفاهيم الرياضية الجبر لا علاقة لها بالواقع الحسي.
التركيب: الفصل في المشكلة
لاشك أن المعرفة جهد إنساني ومحاولة جادة لفهم مايحيط بنا من أشياء وإجابتك على مايدور في عقولنا من جهد وبناء مستمر وهذا مايصدق على الرياضيات وكحل توفيقي لأصل المفاهيم الرياضية نقول الرياضيات بدأت حسية ثم أصبحت مجردة وهذا ما وضحه جورج سارتون بقوله ( الرياضيات المشخصة هي أول العلوم نشوءا فقد كانت في الماضي تجريدية ثم تجردت وأصبحت علما عقليا ) وذات الحل التوفيقي ذهب إليه عالم الرياضيات غونزيت الذي أكد ( تلازم ماهو حسي معا ماهو مجرد في الرياضيات )
الخاتمة : حل الإشكالية
وخلاصة القول أن الرياضيات علم يدرس المقدار القابل للقياس بنوعيه المتصل والمنفصل وقد تبين لنا أن المشكلة تدور حول أصل المفاهيم الرياضية فهو هناك من أرجعها إلى العقل وأعتبرها فطرية وهناك من أرجعها وربطها على أساس أنها حسية نستنتج أن مصدر المفاهيم الرياضية هو تفاعل وتكامل القول مع التجربة. تقبلو تحياتي اتمنى ان ينال الموضوع إعجابكم ويثريكم للأمانة منقول
مقالة حول ابطل الاطروحة القائلة الفلسفة الاسلامية تعارض الدين
أريد من كل طلالب و أساتدة مقالة فلسفية حول هدا الموضوع.
مقالة حول ابطل الاطروحة( القائلة الفلسفة الاسلامية تعارض الدين)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف
**
في اي مستوى تدرس
ادرس في التانية تانوي ادب وفلسفة
الموقف الأول: يعتبر الشغل ضرورة بيولوجية تحفظ بقاء الإنسان لأن أكبر مشكلة صارعها منذ وجوده هي تلبية الضرورات والحفاظ على وجوده بتوفير المأكل والمشرب والملبس والمأوى إن الحاجة البيولوجية هي الدافع الأساسي للشغل ثم لنتساءل عما لو كانت الطبيعة قد وفرت للإنسان كل ما يحتاج إليه في حياته هل كان بإمكانه أن يقوم بعمل ما ؟ الجواب هو أن الإنسان من> العهود الغابرة لو وجد كل شيء جاهزا في الطبيعة لما أقدم على العمل وعلى بذل الجهد لتغير الطبيعة والتأثير فيها فهي لا توفر للإنسان كل حاجياته وعاجزة على إشباع رغباته مما يضطره للعمل { الحاجة أم الاختراع} فالإنسان لم يوجد في عالم منفرد مستقل عن بقية المخلوقات وإنما وجد في وسطها وحياته مرهونة بالهواء والماء والنبات والحيوان والنار والنور والحرارة كل هذه الأشياء الطبيعية نحتاج إليها ولكنها ليست جاهزة ما عدا الهواء ولذلك لا يمكن الحصول عليها بسهولة بل لا بد له من القيام بنشاط جبار حتى يحقق أغراضه البيولوجية وإذا لم يشتغل فغنه حتما سيموت { فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة} على حد تعبير عمر بن خطاب رضي الله عنه إذن الشغل يحفظ بقاء الإنسان بيولوجيا.
نقد1/ لكن لوا اقتصر العمل على تلبية الحاجيات البيولوجية لكانت الحركات الغريزية للحيوان شغلا هذا يعني أن الإنسان لا يكتفي عند إشباعه رغباته البيولوجية فحسب وإنما يتجاوز ذلك إلى أبعاد أسمي وأعمق.
الموقف الثاني: وعلى عكس الرأي الأول هو أن الفرد غير قادر على تلبية كل حاجياته وحاجيات الآخرين وبالتالي يصبح العمل واجبا إنسانيا اجتماعيا يحقق التعاون والتكافئ بين الإفراد مثلا الخباز لا يستطيع أن ينتج الخبر وحده فهو يحتاج إلى فلاح الذي يحرث ويحصد القمح والفلاح بدوره يحتاج إلى ميكانيكي الذي يصلح آلاته والميكانيكي بحاجة إلى طبيب والطبيب يحتاج إلى الخباز وهنا نلاحظ أنها سلسلة كبيرة إذا فقدنا حلقة منها يختل التعاون والتوازن في المجتمع فالشغل ظاهرة إنسانية اجتماعية وعلى الإنسان أن يدرك أنه في منصبه بفضل الناس الذين يخدمهم لذا فالعمل حق وواجب اجتماعي لأنه يقضى على البطالة والآفات الاجتماعية ويخلق روح المسؤولية وهذا ما أكده ابن خلدون حينما أعتبر العمل ظاهرة ملازمة للإجتماع البشري ثم إن العمل يجسد القيم الأخلاقية في الواقع عن طريق الكسب الشريف والإحسان إلى الآخرين والحفاظ على كرامة الإنسان وشرفه وينمي الجانب الإنساني فيه ويهذب سلوكه فطلب العمل والرغبة فيه دليل على الحرية الإنسان وشعوره بالمسؤولية نحو نفسه ونحو مجتمعه وهذا ما دعي إليه الإسلام وأكد عليه الرسول الله صلي الله عليه وسلم {إن الله يبغض العبد الصحيح الفارغ} وقوله{من اكتسب قوته ولم يسأل الناس لم يعذبه الله يوم القيامة} وأيضا{إن أشرف الكسب كسب الرجل من يده}ثم إن العمل يخفف من حدة التوتر والقلق والاضطراب النفسي ويشعر العامل بالارتياح فتقوى إرادته وتنمي قدراته العقلية والإبداعية يقول الرسول صلى الله عليه وسلم { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ} فالفراغ يولد الوساوس والملل ولا حل له إلا بالعمل وزيادة على ذلك فأن الشغل أفرز أقتصادية هامة تتمثل في الثروة الإنتاجية أي إنتاج السلع من أجل الاستهلاك وحتى التبادل
بسم الله الرحمن الرحيم
لعبت الفلسفة دورا أساسيا في تقديم تفسير عام للوجود و فهم شامل لعلاقة الإنسان بالطبيعة، فتحولت مع مرور الزمن إلى أداة لفتح مجاملات جديدة أمام الفكر، مما أدى إلى ظهور علوم مختلفة اتبعت منهجها التأملي العقلي و لغتها التي تعتمد على الوصف، و سارت على خطاه، و لكن مع تقدم العلوم الطبيعية و تطور الحياة الاجتماعية كان حافزا أساسيا لاستقلال الكثير من مجالات المعرفة عن الفلسفة في شكل علوم مختصة قائمة بذاتها كانفصال الفيزياء عنها على يد نيوتن و الكيمياء على يد لافوازييه، و اتبعت المنهج التجريبي الذي يقوم على الملاحظة ، الفرضية و التجربة و يعتبر (فرنسيس بيكون) أول من وضع أسس المنهج التجريبي في العصر الحديث و أقام هذا المنهج على المادة الجامدة، حيث بفضله تقدمت العلوم الفيزيائية الكيميائية تقدما كبيرا و هذا النجاح الكبير الذي حققته يرجع لاستخدامها المنهج التجريبي الشيء الذي رغب علماء البيولوجيا في استعارة نفس المنهج من أجل تحقيق نفس النتائج.
فهل ستنجح البيولوجيا في استعارة المنهج التجريبي و تطبيقه ؟ أو بمعنى آخر هل يمكن للمنهج التجريبي الذي وضع خصيصا على المادة الجامدة أن يطبق على المادة الحية بالرغم من العوائق التي يطرحها موضوعها ؟؟
إن المنهج التجريبي الذي وضع أساسا للمادة الجامدة يصعب تطبيقه على المادة الحية و ذلك للصعوبات التي تعترض علم البيولوجيا في تطبيق خطوات المنهج التجريبي و هي صعوبات تتصل بطبيعة موضوعها ذاته الذي يختلف عن المادة الجامدة و هذه العراقيل تعرف بالعراقيل تعرف بالعوائق الابستيمولوجية، إذ أننا لا نستطيع تقسيم المادة الحية إلى أجزاء لأنها تمثل وحدة عضوية متكاملة فإذا كان التجريب على المادة الجامدة لا يطرح أي إشكال فان ذلك يشكل صعوبة في المادة الحية فلو فصلنا أحد أعضاء الجسم للتجريب عليه فإننا نفسد طبيعته و نفقده وظيفته لذلك يقول (كوفييه ): " إن محاولة فصل أي عضو عن الجسم هو موت الجسم " أي أن تشابك وظائف أعضاء الجسم يصعب إمكانية فصلها قصد التجريب عليها و هذا العائق يطرح مشكلة دقة الملاحظة عند علماء البيولوجيا لأن معرفة وظيفة أي عضو تقتضي ملاحظته أثناء قيامه بوظيفته و هذا أمر ليس سهلا. كما أن الكائنات الحية ليست متجانسة كما هو الشأن في المادة الجامدة، الأمر الذي يجعل تعميم النتائج فيه نوع من التعسف خاصة بعد التجربة التي قام بها (لويس أغاسيز) على الأصداف حيث انه من بين 27000 صدفة لم يعثر على صدفتين متشابهتين، بالإضافة إلى مشكلة أخلاقية تتمثل في تحريم أو منع التشريح على الإنسان بحجة الدفاع عن كرامته و هذا كله من شأنه أن يؤخر تقدم العلوم البيولوجية مقارنة مع العلوم التي لا تعاني مثل هذا المشكل الأخلاقي ( الفيزياء و الكيمياء مثلا ) . هذه العوائق و غيرها تكفي لتبرير تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الحية .
لكن هذه المشاكل يمكن وضعها في إطارها الزمني فقط لأن التطور التكنولوجي ووسائل البحث مهد لإمكانية استخدام التجربة على المادة الحية كما ساهم كثيرا في تخفيف بعض العوائق و تجاوزها خاصة بالنسبة للملاحظة و التجربة، فملاحظة نمو نبتة مثلا كان أمرا صعبا لأنه كان من غير الممكن تتبع أدق التفاصيل و ملاحظة أهم الظواهر التي تمر بها أثناء نموها، و لكن اليوم مع تطور الأجهزة الكاشفة كالكاميرا يمكن معرفة كل مراحل نمو هذه النبتة و مميزات كل مرحلة عن طريق مشاهدة المونتاج. و بهذا لا يمكن الاستسلام لهذه العوائق لأن العلم قائم على التجربة مما يجعل علم البيولوجيا محكوما عليه باستخدامها لتفسير ظواهره تفسيرا صحيحا، فهل سينجح هذا العلم في تطبيق المنهج التجريبي؟
يرى (كلود بر نار) انه ينبغي لعلم البيولوجيا أن يستخدم في تطبيق المنهج التجريبي حيث يقول : " يجب على علم البيولوجيا أن يأخذ من العلوم الفيزيائية الكيميائية المنهج التجريبي لكن مع الاحتفاظ بحوادثه الخاصة و قوانينه الخاصة " و لذلك يمكن إقامة خطوات المنهج التجريبي من ملاحظة، فرضية و تجربة حسب ما تسمح به طبيعة المادة الحية أي أن التجريب ممكن بل ضروري في المادة الحية و لكن مع مراعاة طبيعتها أي التكيف معها، و من ذلك تجربة برنار الشهيرة على الأرانب و التي بدأت بملاحظته أن بول الأرانب الموجودة في مخبره حامضي و ذلك لأنها تركت بقعا على الرخام مع أنها آكلات أعشاب و من المفروض أن يكون بولها قاعديا، استعمل برنار ورق ph للتحقق من حموضة هذا البول فوجده كذلك، و لهذا افترض برنار أن الأرانب لما جاعت استهلكت بروتين جسمها المدخر، و للتأكد من صحة فرضيته كان عليه أن يصطنع الظاهرة و ذلك بتجويع الأرانب للحصول على البول الحامضي، و فعلا عندما جوع الأرانب حصل على البول الحامضي ثم كرر التجربة عدة مرات مستعملا قاعدة التلازم في الحضور و الغياب و التي تنص على أن حدوث الظاهرة (أ) متبوعة دوما بحدوث الظاهرة (ب) فانه يستلزم أن الظاهرة (أ) هي سبب الظاهرة (ب) و غياب الظاهرة (أ) متبوعا دائما بعياب الظاهرة (ب) يستنتج منه أن الظاهرة (أ) هي سبب الظاهرة (ب) طبق برنار هذه القاعدة و لا حظ أن صيام الأرنب يعطي بولا حامضيا و أن غياب الصيام يعطي بولا قاعديا كذلك تغذية الأرنب تغذية عشبية أعطت بولا قاعديا و غياب التغذية العشبية أعطى غياب البول القاعدي و للتأكد أكثر من فرضيته غير مدة الصيام و قاس في كل مرة نسبة الحموضة في بول الأرانب فوجد انه كلما زادت مدة الصيام زادت نسبة الحموضة في بول الأرانب و عليه فقد استنتج أن سر البول الحامضي يكمن في التغذية المقدمة للأرنب و لو كانت فرضيته صحيحة فهذا يعني أن الأرانب تملك آليات تساعدها على هضم البروتين مع أن الاعتقاد الشائع على آكلات الأعشاب أنها لا تملك آليات لهضم البروتين و لذلك قرر أن يجرب طبخ قطعة من اللحم و طحنها و مزجها مع العشب حتى تتمكن الأرانب من أكلها و بعد أن تغذت هذه الأرانب انتظر (برنار) مدة تعادل دورة هضم الغذاء، ثم التقط بول هذه الأرانب فوجده يحوي على نسبة من الحموضة و عليه فقد استنتج أن البول الحامضي سببه التغذية البروتينية و لكي يستطيع تعميم نتائجه أعاد التجربة على الحصان فحصل على نفس النتائج المحصل عليها عند التجريب على الأرانب، فصاغ القانون الذي ينص على أن كل آكلات الأعشاب إذا ما جاعت استهلكت بروتين جسمها المدخر.
لقد كانت تجربة (برنار) رائدة في تاريخ البيولوجيا و فتحت الأبواب أمام هذا العلم لدراسة واقعية و موضوعية من يومها و المحاولات تتوالى لتطبيق الدراسة التجريبية، لكن رغم ذلك نلاحظ أن هذه التجربة سطحية و بسيطة، إذ تتميز بخصائص كيميائية يسهل السيطرة عليها و تفسيرها، غير أن المادة الحية معقدة و متشابكة و لهذا فان تطبيق المنهج التجريبي عليها ليس دوما سهلا و بسيطا، فالتشريح لا يزال من لا يرغب فيه أما لأسباب أخلاقية أو دينية، كما أن الملاحظة رغم إمكانياتها فهي لا تبلغ درجة الدقة الموجودة في المادة الجامدة نظرا لتشابك و تعقيد المادة الحية ذاتها، و لهذا لا يزال العلماء إلى يومنا هذا يحاولون تكييف المنهج وفق الخصائص حتى نتمكن من فهم المادة الحية.
مما سبق تحليله ، نستنج أن جهود (كلود برنار) و علماء البيولوجيا بعده قد مكنت هذا العلم من استخدام التجريب كما أن نجاح دخول المنهج التجريبي على المادة الحية أمر واضح و غير قابل للتكذيب لكن طبيعة المادة الحية و ارتباطها بالأبعاد الأخلاقية جعل التجريب نسبيا لذلك لم تصل بعد إلى نفس درجة تطور علوم المادة الجامدة، و هذا يدل على ضرورة مواصلة البحث في الدراسة العلمية للبيولوجية و عليه يمكن القول انه يمكن التجريب في البيولوجيا لكن في حدود تقتضيها طبيعة المادة الحية ذاتها
للأمانة منقول
مساعدة ارجوكم
بسم الله الرحمان الرحيم
اصديقائي اريد مقالا فلسفيا عن " الرياضيات صناعة عقلية مجردة " استقصاء بالوضع طبعا للبكالوريا .
بلييييييييييييز ساعدوني .
ارجوكم انا مستعجلة . بليييييييييييييييز ساعدوني .
[مقالة الاستقصاء بالوضع حول
مشكلة فلسفة الرياضيات
كيف تبطل الأطروحة القائلة : " المعاني الرياضية فطرية وبالتالي مصدرها
العقل "
1 ***8592;طرح المشكلة :
إذا كان الإنسان يتفوق على بقية الكائنات بالعقل ، وبواسطته يستطيع التفكير
، وهذا الأخير ، هو أنواع ، تفكير فلسفي و تفكير علمي وتفكير رياضي
وموضوعه الرياضيات وهي مجموعة من المفاهيم العقلية المجردة ، وبالتالي فهي
تدرس المقادير الكمية القابلة للقياس ، ومنهجها استنتاجي عقلي لأن الرياضي
ينتقل من مبادئ عامة كالبديهيات ثم يستنتج نظريات خاصة تكون صحيحة ، إذا
لم تتعارض مع تلك المقدمات ، ولقد شاع لدى الفلاسفة أن أصل المفاهيم
الرياضية عقلي وبالتالي فهي فطرية يولد الإنسان وهو مزود بها ، إلا أن هذه
الأطروحة فيها كثير من المبالغة والخطأ ، وهذا النقص حاول أن يظهره خصومهم
من الفلاسفة الذين أرجعوا أصلها للتجربة وبالتالي فهي مركزية وهذا الذي
يدفعنا إلى الشك في صدق أطروحة " المعاني الرياضية فطرية وبالتالي مصدرها
العقل " فكيف يمكن أن رفض هذه الأطروحة ؟ أو بعبارة أخرى إلى أي حد يمكن
تفنيد الرأي القائل بأن نشأة الرياضيات كانت عقلية ؟
2 ***8592; محاولة حل المشكلة :
أ – منطق الأطروحة ***8592; إن المنطق هذه الأطروحة يدور حول نشأة الرياضيات ،
حيث يرى بعض الفلاسفة وخاصة أفلاطون و ديكارت بأن المعاني الرياضية أصلها
عقلي أي نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا بعيدة عن كل تجربة حسية ، وقد
اعتمدوا على مسلمات أهمها :
– لا يمكن أن تكون التجربة هي مصدر الرياضيات أي أنهم نفوا بأن تكون
المعاني الرياضية مكتسبة عن طريق الملاحظة الحسية . لكن هؤلاء الفلاسفة لم
يكتفوا بهذه المسلمات بل دعموها بحجج وأدلة أهمها :
فالحجة الأولى تتمثل في أنهم أكدوا بأن هناك اختلاف في المفاهيم الرياضية
كالمكان الهندسي ، و اللانهايات ، والدوال والكسور و الأعداد … والطبيعة
التي لا تحتوي على هذه الموضوعات الرياضية المجردة ، مثال ذلك فالنقطة
الهندسية التي لا تحتوي على ارتفاع ولا على طول ولا على عرض فهي تختلف عن
النقطة الحسية التي تشغل حيزا ونفس الشيء بالنسبة للمفاهيم الأخرى. أما
الحجة الثانية فقد أكدها الفيلسوف اليوناني أفلاطون حيث يعتقد بأن المعاني
الرياضية مصدرها العقل الذي كان يحي في عالم المثل ، وكان على علم بكافة
الحقائق بما فيها المعاني الرياضية كالخطوط و الأشكال و الأعداد ، حيث تتصف
بأنها واحدة و ثابتة ، وما على الإنسان في هذا العالم الحسي إلا بتذكرها
ويدركها العقل بوحده . و نأتي على الحجة الأخيرة التي جاء بها الفيلسوف
الفرنسي ديكارت الذي أن المفاهيم الرياضية من أعداد وأشكال هي أفكار فطرية
و تتصف بالبداهة و اليقين ، فمفهوم اللانهاية لا يمكن أن يكون مكتسبا من
التجربة الحسية لأن التجربة متناهية .
ب – نقد أنصار الأطروحة ***8592; إن هذه الأطروحة لها مناصرين وهم أصحاب المذهب
العقلاني و المذهب المثالي عموما وخاصة كانط الذين فسروا الرياضيات تفسيرا
عقليا و هذا بإرجاعها إلى المبادئ العقلية التي يولد الإنسان و هو مزود
بها حيث يعتقد كانط بأن الزمان و المكان و هما مفهومان رياضيان ، وبالتالي
صورتان قبليتان فطريتان ، والدليل على ذلك أن المكان التجريبي له سمك
ومحدود ، بينما المكان الرياضي مستوي و غير متناهي …. لكن موقف هؤلاء
المناصرين تعرض لعدة انتقادات نظرا لأنه ينطوي على نقائص أهمها :
– لو كانت المفاهيم الرياضية فطرية كما يدعي هؤلاء الفلاسفة لوجدناها عند
الطفل الصغير بطابعها المجرد ، لكن الواقع يؤكد أن الطفل لا يفهم المعاني
الرياضية إلا إذا استعان بأشياء محسوسة كالأصابع و الخشيبات …كما انه لو
كانت هذه المفاهيم فطرية في عقل الإنسان ، فلماذا لا يأتي بها دفعة واحدة ؟
مع العلم أن هذه المعاني تتطور الرياضيات عبر العصور التاريخية وهذا بظهور
ما يعرف بالهندسة اللاإقليدية المعاصرة التي تختلف عن الهندسة
الكلاسيكية الإقليدية و هذا يدل على أن العقل لا يعتبر المصدر الوحيد لها
.
إن هذه الانتقادات الموجهة لأنصار الأطروحة هي التي تدفعنا إلى البحث عن
حجج و أدلة أخرى للإكثار من إبطالها ودحضها .
ج – إبطال الأطروحة بحجج شخصية شكلا و مضمونا ***8592;
إن أنصار النظرية العقلية المثالية قد تطرفوا و بالغوا في تفسيرهم لنشأة
الرياضيات بتركيزهم على العقل وحده ، بينما هو عاجز عن إدراك هذه المعاني
الرياضية أحيانا ، و أهملوا دور الملاحظة الحسية التي تساهم بدورها في وجود
هذه المفاهيم ،، وهذا ما أكده أنصار النظرية التجريبية و المذهب التجريبي
عموما و خاصة جون ستيوارت مل الذين يعتقدون بأن الرياضيات مكتسبة عن طريق
تجربة الحسية بدليل الاستقراء التاريخي يؤكد بأن تجربة مسح الأراضي كما
مارسها قدماء المصريين قد ساعدت على نشوء ما يعرف بالهندسة . كما أن الواقع
يؤكد بأن الطبيعة تنطوي على أشكال هندسية بدليل قرص الشمس يوحي لنا
بالدائرة ، والجبل بالمثلث لهذا يقول مل " إن النقط والخطوط و الدوائر
الموجودة في أذهاننا هي مجرد نسخ للنقط و الخطوط و الدوائر التي نراها في
تجربتنا الحسية … "
حل المشكلة ***8592; إذن نستنتج بأن الأطروحة : " إن المفاهيم الرياضية فطرية و
بالتالي مصدرها العقل " ، باطلة و بالتالي لا يمكن الأخذ برأي مناصريها لأن
الواقع و التاريخ يؤكدان بأن المفاهيم الرياضية نشأت نشأة تجريبية ثم
تطورت فيما بعد إلى مفاهيم عقلية مجردة ،
المقدمة (طرح المشكلة)
توصف المعرفة الرياضية بالصناعة الصحيحة واليقينية في منطلقاتها ونتائجها،
لكن التساؤل عن معيار اليقين في الرياضيات كشف انه ليس معيارا واحدا في
الرياضيات الاقليدية والرياضيات المعاصرة، ذلك ان الرياضيات الاقليدية
تعتقد جازمة ببداهة ووضوح مبادئها وترى فيها النموذج الوحيد في الصدق
المطلق، اما الرياضيي المعاصر فلا تهمه المباديء ذاتها لأنها تشكل مقدمات
في النسق الرياضي ، بقدر ما يهمه النسق الرياضي في مجمله أي أن عدم تناقض
المقدمات مع النتائج هو معيار اليقين في الرياضيات. وفي ذلك نطرح السؤال
التالي:
هل معيار اليقين في الرياضيات يتمثل في بداهة ووضوح مبادئها ام يتمثل في
اتساق نتائجها مع مقدماتها؟
الاطروحة الاولى (معيار اليقين في الرياضيات يتمثل في بداهة ووضوح مبادئها)
أسست الرياضيات الكلاسيكية تاريخيا قبل عصر النهضة بقرون عدديدة قبل
الميلاد على يد فيلسوف ورياضي يوناني مشهور اسمه اقليدس (306ق.م/253ق.م)،
اذ سيطؤت رياضياته الكلاسيكية على العقل البشري الى غاية القرن التاسع عشر
الميلادي، حتى ضن العلماء انها الرياضيات الوحيدة التي تمتاز نتائجها
بالصحة والمطلقية.
اعتمدت الرياضيات الكلاسيكية على مجموعة من المباديء او المنطلقات التي لا
يمكن للرياضيي التراجع في البرهنة عليها الى ما لا نهاية، فهي قضايا اولية
وبدئية لا ايمكن استخلاصها من غيرها،وهي مباديء لاتحتاج الى برهان على
صحتها لانها واضحة بذاتها من جهة ولانها ضرورية لقيام المعرفة الرياضية من
جهة اخرى، يستخدمها الرياضي في حل كل قضاياه الرياضية المختلفة، فما هي هذه
المياديء؟
التعريفات الرياضيةdefinitions mathematiquales
هى اولى القضايا التى يلجأ اليها الرياضى من اجل بناء معنى رياضى واعطائه
تمييزا يختلف عن غيره من المعانى الرياضية الاخرى، ومن أهم التعريفات
الاقليدية الرياضية، نجد تعريف المثلث بانه شكل هندسى له ثلاثة اضلاع
متقاطعة مثنى مثنى مجموع زواياه تساوى 180درجة. والنقطة هي شكل هندسي ليس
لها ابعاد، او هي حاصل التقاء خطين. والخط المستقيم هو امتداد بدون عرض.
البديهيات les axiomes
هى قضايا واضحة بذاتها،صحيحة وصادقة بذاتها لاتحتاج الى دليل على صحتها
براى الكلاسيكيين، أى لايمكن للعقل اثباتها أي تفرض نفسها على العقل
بوضوحها لانها تستند الى تماسك مباديء العقل مع ذاته، فهي قضايا قبلية نشأت
في العقل قبل التجربة الحسية، فهي قضايا حدسية يدركها العقل مباشرة دون
برهان او استدلال، كما انها قضايا تحليلية موضوعها لايضيف علما جديدا الى
محمولها، ومنها بديهيات اقليدس التى تقول:
ان الكل اكبر من الجزء والجزء اصغر من الكل.
الكميتان المساويتان لكمية ثالثة متساويتان.
وبين نقطتين لايمكن رسم الا مستقيما واحدا.
وأذا أضيفت كميات متساوية الى اخرى متساوية تكون النتائج متساوية.
المصادرات les postulats
تسمى احيانا بالاوليات واحيانا بالموضوعات .واحيانا بالمسلمات لان الرياضى
هو الذى يضعها فهى اذن قضايا لانستطيع البرهنة على صحتها وليست واضحة
بذاتها، أى فيها تسليم بالعجز، ولذلك نلجأ الى التسليم بصحتها. ومن مصادرات
اقليدس نجد:
مثلا من نقطة خارج مستقيم لانستطيع رسم الا مستقيما واحدا مواز للمستقيم
الاول.
المستقيمان المتوازيان مهما امتدا لايلتقيان.
المكان سطح مستوي درجة انحنائه يساوي صفر وله ثلاثة ابعاد هي الطول والعرض
والارتفاع.
مجموع زوايا المثلث تساوى قائمتين.
وتسمى هذه المبادىء فى مجموعها بالمبادىء الرياضية الكلاسيكية او بمبادىء
النسق الاكسيوماتيكى نسبة الى كلمة اكسيوم والتى تعنى فى العربية البديهية.
وهو نسق قائم على التمييز بين هذه المبادىء الثلاثة.
مناقشة (نقد الاطروحة)
ان الهندسة الكلاسيكية التي كانت حتى القرن 19 مأخوذة كحقيقة رياضية مطلقة،
اصبحت تظهر كحالة خاصة من حالات الهندسة وما كان ثابتا ومطلقا اصبح متغيرا
ونسبيا،وفي هذا المعنى يقول بوليغان bouligand (( ان كثرة الانظمة في
الهندسة لدليل على ان الرياضيات ليس فيها حقائق مطلقة.)). فماهي هذه
الانظمة التي نزعت من الرياضيات الكلاسيكية صفة اليقين المطلق؟
الاطروحة الثانية (معيار اليقين في الرياضيات يتمثل في اتساق النتائج مع
المقدمات)
لقد حاول الرياضيون في مختلف العصور ان يناقشو مباديء الهندسة الاقليدية،
ولم يتمكنوا منها الا في العصر الحديث، وهي اطروحة ترى ان معيار الصدق في
الرياضيات لا يتمثل في وضوح المباديء وبداهتها ولكن يتمثل في مدى انسجام
وتسلسل منطقي بين الافتراضات او المنطلقات وبين النتائج المترتبة عنها، وهي
اطروحة حديثة تتعرض بالنقد والتشكيك في مباديء ونتائج الرياضيات
الكلاسيكية. اطروحة مثلها الفرنسي روبير بلانشي والروسي لوبا تشيفسكي
والالماني ريمان. فما هي هذه الانتقادات والشكوك؟
انتقد الفرنسى روبير بلانشى فى كتابه(الاكسيوماتيكا) المبادىء الثلاثة
للرياضيات الكلاسيكية:
* التعريفات الاقليدية ووصفها بانها تعريفات لغوية لاعلاقة لها
بالحقيقة الرياضية فهى تعريفات نجدها فى المعاجم اللغوية فهى بذلك لاتهم
الا اللغة.
* هى تعرفات وصفية حسية تصف المكان الهندسى كما هو موجود حسيا فى ارض
الواقع وهى بذلك تعريفات تشبه الى حد بعيد التعريفات فى العلوم الطبيعية.
* هى تعريفات لانستطيع الحكم عليها بانها صحيحة او خاطئة فاذا
اعتبرناها نظرية وجب البرهنة عليها، واذا لم نقدر على ذلك وجب اعتبارها
مصادرة، وهذا معناه ان التعريفات الاقليدية فى حقيقتها عبارة عن مصادرات.
* انتقد بلانشى ايضا بديهية اقليدس (الكل اكبر من الجزء) معتبرا انها
بديهية خاطئة وليست صحيحة، اذ ثبت انها صحيحة فقط فى المجموعات المنتهية.
* انتقد بلانشى البديهية ايضا معتبرا انها صحيحة وصادقة ولاتحتاج الى
برهان فى المنطق القديم لكن فى الرياضيات المعاصرة البديهيات قضايا يجب
البرهنة على صحتها واذا لم نتمكن من ذلك وجب اعتبارها مسلمة أى مصادرة.
* اما المصادرات فباعتبارها مسلمات او موضوعات لانستطيع البرهنة عليها
فففيها تسليم بالعجز، من هنا يعتبربلانشى ان انسب مبدا للرياضيات هومبدا
المصادرات اي المسلمات او الفرضيات.
* من هنا فأن هندسة اوقليدس لم تعد توصف بالكمال المطلق، ولا تمثل
اليقين الفكري الذي لايمكن نقضه، لقد اصبحت واحدة من عدد غير محدود من
الهندسات الممكنة التي لكل منها مسلماتها الخاصة بها.
* من هذا المنطلق ظهرت في القرن التاسع عشرافكارا رياضية هندسية جديدة
تختلف عن رياضيات اوقليدس وسميت بنظرية النسق الاكسيوماتيكي أوبالهندسات
اللاأوقليدية، وتجلى ذلك بوضوح من خلال اعمال العالمين الرياضيين
لوباتشيفسكي الروسي وريمان الالماني.
في سنة 1830م شكك العالم الرياضى الروسى
لوباتشيفسكىlobatchevsky(1793-1857م) فى مصادرات اقليدس السابق ذكرها وتمكن
من الاهتداء الى الاساس الذى بنيت عليه، وهو المكان الحسى المستوى، وهكذا
تصور مكانا اخر يختلف عنه وهو المكان المقعراى الكرة من الداخل، وفى هذه
الحالة تمكن من الحصول على هندسة تختلف عن هندسة اقليدس، أى من خلال هذا
المكان أعلن لوباتشيفسكى انه بامكاننا ان نرسم متوازيات كثيرة من نقطة خارج
مستقيم، والمثلث تصير مجموع زواياه اقل من 180 درجة.
وفي سنة 1854م شكك الالمانى ريمان 1826-1866م riemane هو الاخر فى مصادرات
اقليدس وتمكن من نقضها على اساس اخر، فتصور المكان محدودبا أى الكرة من
الخارج واستنتج بناءا على ذلك هندسة جديدة ترى انه لايمكن رسم أى مواز من
نقطة خارج مستقيم، وكل مستقيم منتهى لانه دائرى وجميع المستقيمات تتقاطع فى
نقطتين فقط والمثلث مجموع زواياه اكثر من 180درجة.
مناقشة (نقد الاطروحة)
اذا كانت الرياضيات المعاصرة قد اسقطت فكرة البداهة والوضوح والكمال
واليقين والمطلقية في الرياضيات الكلاسيكية، واذا كان الرياضي المعاصر حر
في اختيار مقدمات برهانه فهذا لا يعني ان يتعسف في اختياره ووضعها بل يجب
ان يخضع في وضعها الى شروط منطقية صارمة تنسجم فيها هذه المقدمات مع
نتائجها انسجاما منطقيا ضروريا.
التركيب بين الاطروحتين
من خلال ما سبق عرضه نلاحظ ان تعدد الانساق الرياضية لا يقضي على يقين كل
واحد منها، فكل هندسة صادقة صدقا نسقيا اذا اخذت داخل النسق الذي تنتمي
اليه لاخارجه وفي هذا المعنى يقول الفرنسي روبير بلانشي (( أما بالنسبة
للانساق في حد ذاتها فلم يعد الامر يتعلق بصحتها او بفسادها اللهم الا
بالمعنى المنطقي للانسجام او التناقض الداخلي، والمباديء التي تحكمها ليست
سوى فرضيات بالمعنى الرياضي لهذا المصطلح.))
الخاتمة (حل المشكلة)
من خلال ما سبق نستنتج ما يلي:
* ان الرياضيات الاقليدية لم تعد توصف بالكمال والمطلقية، ولم تعد تمثل
اليقين الرياضي الوحيد الذي لا يمكن نقضه، بل غدت واحدة من عدد غير محدود
من الهندسات الممكنة التي لكل منها مسلماتها الخاصة بها. ولذلك فأن تعدد
الانساق الرياضية هو دليل على خصوبة الفكر في المجال الرياضي وليس التعدد
عيبا ينقص من قيمتها او يقينها.
* كما ان المعرفة الرياضية لا تكتسي الصفة اليقينية المطلقة الا في
سياق منطلقاتها ونتائجها، وهذه الصفة تجعل من حقائقها الرياضية حقائق
نسقية.
* كما ان البرهنة في الرياضيات انطلقت من منطق استنتاجي يعتقد في صدق
مبادئه ومقدماته الى منطق فرضي يفترض صدق مبادئه ومقدماته.
طلبك غالي بس هذا اللي وجدته اتمني انه يفيدك
مرسي بزاف لمساسا على التعاون .
لا شكر على واجب
مرحبا : طلب مساعدة
مرحبا أنا عضوة جديدة في هذا الموقع . أريد أعرف اين أجد مواضيع السنة الأولى ثانوي علمي . لان كل المواضيع تشمل السنة الثالثة .معا ان هناك قسم للباكالوريا , فأرجوكم ساعدوني لكي اعرف كيف اتطلع على الدروس لأني جديدة على هذا الموقع ولا عرف دهاليسه .
مشكورة على المساعد , و انتضر الردود .
بسم الله الرحمن الرحيـــم
الســـلام عليـــكم ورحمة الله تعالى وبركاتـــه
أهلا وسهلا بكـ أختــي الكريــمة بالموقـــع
أختـــــــي إن أعضاء وعائلة الموقع الكبيـــرة ترحب بك اختاً بيننا ونتمنى لك الفائدة والإستفادــة بكل ما به
والموقع غنـــي كثيرا بالدروس والتمارين والتطبيقات للسنة الأولة ثانوي وغيرها من كل المستويات
فقط أختي تفضلي اقسام التعليم الثانوي
http://www.ouarsenis.com/vb/forumdisplay.php?f=44
بعد دخولك أختي إختاري المادة التي تريدين أن تبحثي عن دروسها أو تطبيقاتها
عند الدخول قومي بقراءة عنوان الموضوع والذي سوف يحدد لك السنة والمرفق وكذا المحتوي بإختصار
مثال:
ندخل على مادة الرياضيات
http://www.ouarsenis.com/vb/forumdisplay.php?f=45
ثم نختار التخصص من بين التخصصات الثلاثة: علمي أدبي او تقني
ولنجرب العلمي مثلاً
http://www.ouarsenis.com/vb/forumdisplay.php?f=84
وبعدها نبحث عن موضوع ما مثل:
دروس في الرياضيات للسنة الأولى ثانوي
http://www.ouarsenis.com/vb/showthread.php?t=36222
وهكذا تجديدن ما تريدين بكل موضوع على حدى لتسهيـــل البحث والتصفـــح
أتمنى تكوني فهمتي الشرح الخفيف وبالتوفيـــق لك
تحيتي
كريــم
انا اوريد دروس الاولى ثانوي علمي مع التمارين والتصحيح وبعض القواعد المهمة في الرياضيات والعلوم والفيياء والتكنلوجيا شعبة علوم ارجووووووو الرد بسرعة احتاج الى مساعدتكم
حسناا اخي سابحث عن عدة مواضيع واتيك برابطها
اريييييييد مساعدة دروس الاولى ثانوي انا عضو جديد ارجوكم
تفضل هذا الرابط به كل الدروس التس تبحث عنها *شامل*
http://www.ouarsenis.com/vb/forumdisplay.php?f=84
الرياضيات
حلول تمارين كتاب الرياضيات السنة 1 ثانوي – ج1
فروض وإختبار في الرياضيات مع التصحيح النموذجي للفصل الأول 1 علمي
الفيزياء *دروس وتمارين * ابحث في هذا الرابط عن دروس السنة اولى
http://www.ouarsenis.com/vb/forumdisplay.php?f=87
فروض و واجبات منزلية في العلوم الفيزيائية للسنة الأولى ثانوي
http://www.ouarsenis.com/vb/forumdisplay.php?f=90
العلوم ابحث عن دروس السنة اولى
http://www.ouarsenis.com/vb/forumdisplay.php?f=90
وثائق مهمة للسنة أولى ثانوي علوم الطبيعة و الحياة
وضعيات إدماجية للسنة الأولى ثانوي علوم (
—————————————-
هذه فقط بعض الدروس
ان اردت البحث بشكل موسع فانك بالصفحة الاولى للمنتدى تجد كل مادة بامها
مثلا
مادة العلوم وكذا الفيزياء….
بالتوفيق ونتمنى ان تبقى عضوا وفيا للمنتدى
شــــــــــــــــــــــــــــــــــــكــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــرا
فاروق بوشيخي يشكرك جزيل الشكر
صباح الخير أريد حلول تماري كتاب الرياضات المدرسي للسنة الاولى ثانوي
تفضل يا اخي هدا طلبك
http://www.ouarsenis.com/vb/showthread.php?t=12415