التصنيفات
الفلسفة للشعب العلمية

هل الشغل ضرورة بيولوجية – مقالة فلسفية

هل الشغل ضرورة بيولوجية – مقالة فلسفية


الونشريس

هل الشغل ضرورة بيولوجية

المقدمة: الشغل أو العمل هو ذلك الجهد الذي يقوم به الإنسان و الهادف إلى غرض من الأغراض وما هو ملاحظ أن الإنسان قديما وحديثا مضطر إلى العمل ويتحمل شقاءه وتعبه في سبيل تلبية رغباته وإشباع حاجاته البيولوجية الضرورية التي تحفظ له البقاء فهل تلبية ضروريات الحياة والمحافظة على البقاء هي الغاية الوحيدة للشغل؟. وهل الشغل ذو بعد بيولوجي فحسب أم أن هناك أبعاد أخرى ؟.
الموقف الأول: يعتبر الشغل ضرورة بيولوجية تحفظ بقاء الإنسان لأن أكبر مشكلة صارعها منذ وجوده هي تلبية الضرورات والحفاظ على وجوده بتوفير المأكل والمشرب والملبس والمأوى إن الحاجة البيولوجية هي الدافع الأساسي للشغل ثم لنتساءل عما لو كانت الطبيعة قد وفرت للإنسان كل ما يحتاج إليه في حياته هل كان بإمكانه أن يقوم بعمل ما ؟ الجواب هو أن الإنسان من> العهود الغابرة لو وجد كل شيء جاهزا في الطبيعة لما أقدم على العمل وعلى بذل الجهد لتغير الطبيعة والتأثير فيها فهي لا توفر للإنسان كل حاجياته وعاجزة على إشباع رغباته مما يضطره للعمل { الحاجة أم الاختراع} فالإنسان لم يوجد في عالم منفرد مستقل عن بقية المخلوقات وإنما وجد في وسطها وحياته مرهونة بالهواء والماء والنبات والحيوان والنار والنور والحرارة كل هذه الأشياء الطبيعية نحتاج إليها ولكنها ليست جاهزة ما عدا الهواء ولذلك لا يمكن الحصول عليها بسهولة بل لا بد له من القيام بنشاط جبار حتى يحقق أغراضه البيولوجية وإذا لم يشتغل فغنه حتما سيموت { فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة} على حد تعبير عمر بن خطاب رضي الله عنه إذن الشغل يحفظ بقاء الإنسان بيولوجيا.
نقد1/ لكن لوا اقتصر العمل على تلبية الحاجيات البيولوجية لكانت الحركات الغريزية للحيوان شغلا هذا يعني أن الإنسان لا يكتفي عند إشباعه رغباته البيولوجية فحسب وإنما يتجاوز ذلك إلى أبعاد أسمي وأعمق.
الموقف الثاني: وعلى عكس الرأي الأول هو أن الفرد غير قادر على تلبية كل حاجياته وحاجيات الآخرين وبالتالي يصبح العمل واجبا إنسانيا اجتماعيا يحقق التعاون والتكافئ بين الإفراد مثلا الخباز لا يستطيع أن ينتج الخبر وحده فهو يحتاج إلى فلاح الذي يحرث ويحصد القمح والفلاح بدوره يحتاج إلى ميكانيكي الذي يصلح آلاته والميكانيكي بحاجة إلى طبيب والطبيب يحتاج إلى الخباز وهنا نلاحظ أنها سلسلة كبيرة إذا فقدنا حلقة منها يختل التعاون والتوازن في المجتمع فالشغل ظاهرة إنسانية اجتماعية وعلى الإنسان أن يدرك أنه في منصبه بفضل الناس الذين يخدمهم لذا فالعمل حق وواجب اجتماعي لأنه يقضى على البطالة والآفات الاجتماعية ويخلق روح المسؤولية وهذا ما أكده ابن خلدون حينما أعتبر العمل ظاهرة ملازمة للإجتماع البشري ثم إن العمل يجسد القيم الأخلاقية في الواقع عن طريق الكسب الشريف والإحسان إلى الآخرين والحفاظ على كرامة الإنسان وشرفه وينمي الجانب الإنساني فيه ويهذب سلوكه فطلب العمل والرغبة فيه دليل على الحرية الإنسان وشعوره بالمسؤولية نحو نفسه ونحو مجتمعه وهذا ما دعي إليه الإسلام وأكد عليه الرسول الله صلي الله عليه وسلم {إن الله يبغض العبد الصحيح الفارغ} وقوله{من اكتسب قوته ولم يسأل الناس لم يعذبه الله يوم القيامة} وأيضا{إن أشرف الكسب كسب الرجل من يده}ثم إن العمل يخفف من حدة التوتر والقلق والاضطراب النفسي ويشعر العامل بالارتياح فتقوى إرادته وتنمي قدراته العقلية والإبداعية يقول الرسول صلى الله عليه وسلم { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ} فالفراغ يولد الوساوس والملل ولا حل له إلا بالعمل وزيادة على ذلك فأن الشغل أفرز أقتصادية هامة تتمثل في الثروة الإنتاجية أي إنتاج السلع من أجل الاستهلاك وحتى التبادل




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.