التصنيفات
أدباء و شعراء

عبد الله بن المقفع

عبد الله بن المقفع


الونشريس

ابن المقفــــع

الونشريس

* تقديم:
من الأدباء الذائعي الصيت في أدبنا العربي على الرغم من قلة ما وصل إلى أيدينا من انتاجهم… أديبنا موضوع البحث(ابن المقفع).
ذلك الأديب الخليق بأن يتخذ مثلا على أن تقييم الأديب لا يأخذ بعين
الاعتبار غزارة انتاجه أو قلته…فالمقياس هو الكيف وليس الكم… وقيمة العمل الأدبي تكمن في مضمونه وأسلوبه وليس في شكله ومظهره ولا في طوله أو قصره.
فكم من قصيدة واحدة خلدت قائلها…وخطبة خلدت خطيبها…وكتاب
خلد كاتبه…بينما نجد في المقابل من الشعراء والخطباء والكتاب من
لم يكن انتاجهم على غزارته مساعدا لهم على احتلال مراكز متقدمة
في ذاكرة التاريخ الأدبي.
والغريب في قصة ابن المقفع أن الكتاب الذي شهره لم يكن حتى من ابداعه وليس له فضل فيه إلا بأنه من ترجمه إلى العربية من لغته التي كتب بها وهذا الكتاب هو كليلة ودمنة الذي كتب باللغة الهندية بيد أحد
فلاسفتها.
وفي هذا دليل قاطع واضح على أن ابن المقفع كان عملاقا من عمالقة
العربية وفطاحلها.



*حياته ومقتله:
هو عبد الله بن المقفع…فارسي الأصل…كان اسمه قبل إسلامه روزبة
وكنيته أبا عمرو…فلما أسلم سمي عبد الله وكني بأبي محمد.
ويعود لقبه بابن المقفع إلى أن أباه داذويه كان متوليا خراج فارس
من قبل الحجاج…فاختلس بعض مال الخراج… فضربه الحجاج على يديه
فتقفعتا (اي يبستا)…فلقب بالمقفع.
نشأ ابن المقفع في ولاء بني الأهتم…وهم أهل فصاحة وأدب …فكان لهذه
النشأة تأثير عظيم فيه…وفيما وصل إليه من درجة رفيعة في الأدب.
عمل كاتبا لداود بن هبيرة ثم لعيسى بن علي بن عبد الله عم الخليفة
المنصور…ثم كاتبا لسليمان بن علي أيام ولايته على البصرة.
وفي أثناء ذلك خرج عبد الله بن علي عم الخليفة المنصور عليه وكان واليا على الشام…فطارده المنصور فلجأ إلى أخويه سليمان وعيسى في
البصرة…فطلب المنصور منهما تسليمه… فرفضا أن يسلماه إياه إلا
بعهد أمان مكتوب يمليان شروطه…فوافق المنصور على ذلك…فطلبا من
ابن المقفع أن يقوم بكتابة عهد الأمان فكتبه وتشدد فيه على الخليفة
بحيث جعله يحمل في نفسه حقدا عليه ويضمر له الشر.

ثم عزل المنصور فيما بعد عمه سليمان عن البصرة و ولى مكانه سفيان
بن معاوية…وكان ذا أنف كبير فاتخذه ابن المقفع سخرية له فنقم عليه
هو الآخر…وذات يوم دخل ابن المقفع دار سفيان بن معاوية ذاك ولم
يخرج منها…فقد قتله سفيان… ويقال أنه كان للمنصور رأي في
قتله.



*صفاته:
كان ابن المقفع مشهورا بذكائه…وسعة علمه حتى قيل فيه (أنه لم
يكن في العجم أذكى منه)…وكان كريما جوادا…وافر المروءة… وقد
اشتهر بحبه للصديق…وكان يقول (ابذل لصديقك دمك ومالك).
وقد اتهمه حساده بالزندقة…ولكن لا شيء في كتبه يثبت هذه التهمة
عليه.



*كتبه:
يقال أن أثاره الأدبية كثيرة…ولكنني لم أجد في المراجع القليلة التي
بين يدي إلا كتبه الثلاثة الأشهر وهي..
1)كليلة و دمنة…وقد نقله عن الفارسية…وسنتحدث عنه لاحقا.
2)الأدب الكبير
3)الأدب الصغير



*الأدب الكبير:
يعترف ابن المقفع بأنه أخذ كتابه هذا من أقوال المتقدمين…وقد قدم
له بتوطئة في فضل الأقدمين على العلم وشروط درسه والغرض منه.
وقسمه إلى بحثين…الأول في السلطان ومصاحبه وما يجمل في كل منهما من الصفات…وفي هذا أيضا بابان الأول في آداب السلطان والثاني في صحبة السلطان.
أما البحث الثاني فقد خصه بالأصدقاء وحسن اختيار الصديق وحسن معاملته…وكل ما له علاقة بالأصدقاء.



*الأدب الصغير:
كان ابن المقفع في الأدب الصغير ناقلا أيضا. فقد قال (وقد وضعت في هذا
الكتاب من كلام الناس المحفوظ حروفا) غير أنه تصرف فيما نقله.
وهذا الكتاب كناية عن دروس أخلاقية اجتماعية ترغب في العلم وتدعو
المرء إلى تاديب نفسه…وتوصي بالصديق…ويتكلم عن سياسة الملوك.



*كليلة ودمنة:
كتاب ألفه الفيلسوف الهندي (بيدبا) للملك (دبشليم).
وفي أوائل القرن السادس الميلادي أرسل الملك الفارسي محب الحكمة (كسرى انوشروان) الطبيب الفارسي (برذويه) ليقوم بنقل الكتاب من الهندية إلى الفهلوية (الفارسية القديمة).
ثم في منتصف القرن الثاني الهجري نقله ابن المقفع إلى العربية.
ويشاء الله أن تكتسب النسخة العربية أهميه عالمية بعد فقد الأصل الهندي واختفاء الترجمة الفارسية…وكأنما حملت النسخة العربية مسؤولية الحفاظ على هذا الكتاب وتقديمه إلى طلاب المعرفة ومتذوقي الفن القصصي…وعلماء الأخلاق والسياسة عبر العصور.
وتمر السنون فإذا الناس لا يذكرون إلا ابن المقفع ناسبين إليه كليلة ودمنة.
والحق أنه اذا كان هذا الكتاب يحمل ملامح ثلاث حضارات هي الهندية
والفارسية والعربية… فإن بصمات ابن المقفع تبدو واضحة جلية فيه…وتجعله مثلا يحتذى تتراءى لنا من خلاله مدرسة ابن المقفع وطريقته المبدعة في النثر الفني.
وقد قال قائل (إن كتاب كليلة ودمنة قضية حاضرة ما دامت أخلاق
الأفراد…وسلوك الجماعات…وعلاقات القوى الفاعلة في أي تكوين بشري
موضع درس وتحليل من الفلاسفة وعلماء الاجتماع والنفسانيين…)
ومما يميز الكتاب عن غيره أنه وضع لمستويات ثلاثة… فالبسطاء وهواة التسلية يجدون فيه الجانب الترفيهي.
والحكماء فيختارونه لحكمته… ليستخلصوا منه دوافع السلوك وأسرار
النفس…وآداب الحياة الاجتماعية بين طوائف الشعب المختلفة…
وهناك المستوى الثالث وهم المتعلمون…فإنهم يجدون فيه المعلومات
الكثيرة…وتروقهم لغته الصافية وأسلوبه البلاغي المتين.
أما قصة تأليف هذا الكتاب فتبدأ بغزو الإسكندر بلاد الهند وثورة
الشعب عليه…والتي أدت بالتالي إلى تولي الملك (دبشليم) العرش وقد
كان مغرورا ظالما…ممادفع الفيلسوف ( بيدبا) إلى نصحه…فيسجنه
لكنه يندم فيا بعد فيطلقه ويقربه إليه ويجعله وزيرا له…يستشيره في كل الأمور…ويطلب منه أن يضع خبرته ونصائحه في كتاب…فكان هو هذا الكتاب…الذي يرمي إلى إصلاح الأخلاق وتهذيب العقول…وكل ذلك
على لسان كليلة ودمنة وهما حيوانان من الفصيلة الكلبية أصغر حجما
من الذئب.
والحديث على لسان الحيوانات ليس إلا من قبيل الأدب الرمزي .



*أسلوب ابن المقفع:
لهذا الأديب أسلوب خاص…نجد فيه أفكارا متسقة وقوة منطق…وألفاظاً سهلة فصيحة منتقاة…قوية المدلول على المعاني.
نجد فيه البلاغة بأرفع درجاتها حتى ساد أسلوبه واحتذاه بلغاء الكتاب وظل سائدا حتى ظهر أسلوب الجاحظ.


*فضل ابن المقفع على العربية:
فرغم كونه أعجميا في تفكيره يتعصب لأداب قومه وعلومهم…ولا تجد في
كتبه من العربية إلا اللغة…قلما يستشهد بالشعر أو المثل أو الحكمة أو يشير إلى أيام العرب وآرائهم…نقول…على الرغم من ذلك كله فإن فضله على العربية عظيم…فهو أول من أدخل إليها الحكمة الفارسية والهندية والمنطق اليوناني وعلم الأخلاق والاجتماع…وأول من عرَّب وألَّف ورفع في كتبه النثر العربي إلى أعلى درجات الفن.


منقول للفائدة




رد: عبد الله بن المقفع

بارك الله فيك على كل ما تقدمينه أختي أم كلثوم
تقدير و احترامي لك




رد: عبد الله بن المقفع

جزاك الله كل خير عزيزتي ام كلثوم…انرتينا بالافاده الطيبه ..انرا الله دربك بالحفظ وسداد الخطى




التصنيفات
أدباء و شعراء

جميل الزهاوي

جميل الزهاوي


الونشريس

من مشاهير الكورد:الفيلسوف (جميل صدقي الزهاوي) شاعر العقل ومعرّي العصر ونصيرُ المرأة

د. أحمد الخليل :-
وصفه (كراتشوفسكي) بأنه من الشعراء الذين جمعوا بين الشعر والفلسفة والعلم، وبين الإحساس الجمالي المرهف والتأمل الفكري العميق، فأضحى شاعراً أصيلاً بقدر ما كان فيلسوفاً جليلاً، وكان أديباً قديراً بقدر ما كان عالماً فَطِناً: إنه (جميل صدقي الزهاوي) (1863 – 1936).إسمه الكامل (جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي)، ينتسب إلى قبيلة (بابان) الكوردية، في جنوبي كوردستان.

ولهذه القبيلة شأن كبير في التأريخ الكوردي الحديث، إذ قاد أمراؤها أكثر من ثورة ضد الحكم العثماني في بدايات القرن التاسع عشر، ولعل أقدمها تلك التي قادها عبد الرحمن باشا الباباني بين سنتي (1804 – 1813)م.
أما والد الشاعر فهو العلامة (محمد فيضي) مفتي العراق، وأمه (فيروز)، وكان جده لأبيه قد هاجر إلى مدينة (زهاو) وتزوج بسيدة زهاوية، لذا اشتهر والده بلقب (الزهاوي). (زَهاو) مدينة كوردية قديمة، ذكر (ياقوت الحموي) أن الفلكي الجغرافي اليوناني الشهير بطليموس (100 – 165) ق.م، أورد إسم (زهاو) في أحد كتبه. وهي تقع في المنطقة الغربية من كوردستان الشرقية التابعة لإيران، بين مدينتي (قصر شيرين) و(كرمنشاه)، بالقرب من الحدود العراقية، وتتبع ولاية (كرمنشاه) الكوردية في إيران، وتسمّى (زَهاب) و(دَرتـَنـْك) أيضاً، وكانت تسمى قديماً (الوان) نسبة إلى نهر (الوند)، وسماها العرب المسلمون خلال الفتوحات باسم (حُلْوان)، وشاع ذكرها بهذا الاسم في المصادر الإسلامية.
ولد الزهاوي في بغداد 1863م، وتلقى علومه في الكتاتيب، ثم قرأ على يد والده مبادئ الصرف والنحو والمنطق والبلاغة، إضافة إلى ديوان المتنبي، وتفسير البيضاوي، وشرح المواقف للنفـّري. أتقن الزهاوي إلى جانب لغته الكوردية الأم، اللغة العربية والتركية والفارسية، قراءة وكتابة، وحاول في كبره أن يتعلم الإنكليزية لكن مشاغله الثقافية حالت دون ذلك. استكمل الزهاوي دراسته في مدارس بغداد وتركيا، فأعجب بالروايات المترجمة إلى العربية والتركية، وتوسع في دراسة الفلسفة. كما توسع في دراسة القانون، عندما عيّنته الحكومة عضواً في محكمة الاستئناف. زوّجه أهله، وهو في الخامسة والعشرين، من فتاة اسمها (زكية هانم)، وكانت تركية الأصل فاضلة، فأضفت السعادة على حياته.
شخصيته وخصاله :-
إتصف الزهاوي بذكاء لمّاح، فبرع في الشعر والفكر، واشتهر أمره في العراق، وكبر شأنه بعد سفره إلى الإستانة بدعوة من السلطان، فمرّ في طريقه بمصر، وتعرف على نخبة من مشاهير العلماء والأدباء هناك. وكان شديد التأثر بالجمال، وقد خفق قلبه للحب أكثر من مرة، سواء أكان قبل الزواج أم بعده، كما كان معروفاً بالنشاط في شبابه. وقال(طه الراوي) يصف شخصية الزهاوي: ((كان- رحمه الله – عصبي المزاج، سريع الغضب، سريع الرضا، بعيداً عن الحقد والضغينة، ولوعاً بلفت الأنظار إليه… كثير التطلع إلى معرفة آراء الناس فيه… وكان شغوفاً بالحرية إلى حد بعيد، ويطالب بإطلاقها إلى الحد الأقصى: حرية التفكير، وحرية الاعتقاد،و حرية القول، وحرية النشر، … ولشدة ولوعه بالحرية ناضل كثيراً عن حرية المرأة الشرقية، وكان جريئاً في إبداء آرائه، وإن ناقضت آراء الآخرين، وجلبت عليه نقمة المخالفين، وقلما انتصر لرأي ورجع عنه، أو أعلن فكرة وتخلّى عنها….. وكان جَلداً على العمل، يطالع كثيراً ويكتب كثيراً، حتى إن الإنسان ليأخذه العجب عندما يرى نشاط فكره، ونتاج قلمه، مع انتكاث بنيته واختلال صحته، وكان يحفظ لأصحابه حقوق الصحبة، حتى بعد الوفاة،… كان يحب النكتة، ويعشق النادرة، وله في ذلك غرائب وعجائب)).
ويحمد للزهاوي أنه:
– تحدى طغيان السلطان عبد الحميد الثاني في عدد من قصائده، ووقف إلى جانب المناهضين لذلك الطغيان، ورثى من أمر السلطان بإعدامهم.
– دافع عن العراقيين خاصة، وعن العرب عامة، في (مجلس المبعوثان) العثماني حينما كان عضواً فيه.
– وقوفه إلى جانب الثوار العراقيين في ثورة العشرين ضد الحكم الإنكليزي، رغم استياء المندوب السامي البريطاني.
– رفضه طلب الملك فيصل أن يكون شاعر البلاط بعد إعلان الحكم الملكي في العراق 1921م.
وكان الزهـاوي مولعاً بثلاثة أشياء، هي: التدخين الذي كان يسرف فيه بقدر زهده في الطعام؛ والقراءة والكتابة شعراً ونثراً؛ والجلوس بمقهى في شارع خالد بن الوليد وسط حلقة من تلاميذه والمتأدبين وجلهم من الشبان، فإذا جلس وبدأ يتحدث فلا يقاطعه أحد، ويظل يروي كثيراً من نوادر الآداب العربية والتركية والفارسية، وغير ذلك من ذكرياته عن الحكم التركي، ونوادر الولاة، بإلقاء شائق، وببراعة في التنويع تدعو إلى العجب. أصيب الزهاوي بمرض عضال وهو في الخامسة والعشرين، فتداوى، وما أن نجا من الداء حتى شلّت أصابع رجله اليسرى، وقد أصيب بالفالج وتصلب الشرايين، وأمراض أخرى في أواخر عمره، فلم يكن يستطيع السير وحده طويلاً.
جواسيس السلطان :-
لما حط الزهاوي رحاله في الإستانة عاصمة الدولة العثمانية أخذ الجواسيس يتتبّعون خطاه، وعلم السلطان عبد الحميد أن أصحاب الجرائد يترددون عليه، فأوجس منه خيفة. وأراد الزهاوي أن يرجع إلى بغداد، لكن السلطان أمره أن يلتحق بالبعثة الإصلاحية التي كان أوفدها إلى اليمن، فذهب فيها، ثم رجع بعد سنة إلى الإستانة، فأنعم السلطان عليه بالوسام المجيدي الثالث، وبرتبة البلاد الخمس تقديراً لخدماته، وعاد الجواسيس إلى سيرتهم الأولى بتتبّعه ومراقبته، فضاق بهم ذرعاً، وقال قصيدة يذمّ فيها سياسة السلطان، جاء فيها: أيأمر ظــلُّ الله في أرضه بما نهى الله عنه والرسولُ المبجّلُ؟! فيُفقِر ذا مــال، ويَنفي مبرَّأً ويسجن مظلوماً، ويَسبي ويقـتلُ تمهّل قليلاً، لا تُغـظ أمــة ً إذا تحرّكَ فيــها الغيظُ لا تتمهّــلُ وأيديكَ إن طالت فلا تغتر بها فإن يدَ الأيـــام منهـنّ أطولُ وكانت هذه القصيدة سبباً في سجنه مع الثائر العربي (عبد الحميد الزهراوي)، والشاعر التركي (صفا بگ)، ثم نفيه إلى بلاده العراق. وسافر الزهاوي إلى الإستانة مرة ثالثة في السنة الأولى من الانقلاب العثماني، فعُيّن في العام 1906م أستاذاً للفلسفة الإسلامية في أكبر مدارسها، ومدرّساً للآداب العربية في فرع الآداب من جامعة (دار الفنون).
دفاعه عن المرأة :-
مرض الزهاوي في الإستانة، فرجع إلى بغداد بعد اشتداد المرض عليه، فعُيّن مدرساً للمجلة (أي الدستور العثماني) في مدرسة الحقوق، وظل يواصل مراسلة مجلات المقتطف والمؤيد بالقصائد والمقالات، وأحدثت رسالته (المرأة والدفاع عنها) ضجة كبرى في العالم العربي الإسلامي، فهاج الناس لها وماجوا في بغداد واحتجوا في العام 1908م إلى (ناظم باشا) والي بغداد، يطلبون عزله من وظيفته. ونتيجة لهياج الناس أقاله الوالي، واشتد سخط الجمهور عليه، ولا ريب في أن بعض القائمين على المؤسسات الدينية، ومن معهم من أعمدة الفكر المتخلف، هم الذين أثاروا الجمهور ضد الشاعر. فاضطر إلى ملازمة داره خوفاً من الاغتيال، ونصره الدكتور (شبلي شميّل) والأديب (وليّ الدين يكن) في مقالات نشراها في صحيفة المُقطَّم المصرية وغيرها. وأعيد في عهد الوالي (جمال باشا) إلى تدريس المجلة في مدرسة الحقوق.
في ميدان السياسة :-
خاض الزهاوي ميدان السياسة، فانتخب نائباً عن لواء المنتفق بالعراق، فذهب إلى الإستانة، وأُقفل المجلس بعد أشهر فعاد إلى بغداد، وما لبث أن انتخب نائباً عن بغداد، ودافع في البرلمان عن حقوق العرب في مواقف عديدة، وكان في عهد الاحتلال البريطاني يقيم في بغداد يراقب الأوضاع السياسية. ثمّ عُيّن عضواً في مجلس الأعيان العراقي، ولعل أفكاره الحرة الجريئة قد أثارت عليه كثيرين من أبناء العراق، وأضرّت به، فلم يُعَد انتخابه لعضوية مجلس الأعيان، ومنذ ذلك اليوم حنق الزهاوي على الحكومة والسياسة، وكان كثيراً ما يعلن سخطه في مجالسه الخاصة.
شعره وآراء النقاد :-
قال الزهاوي الشعر العربي والفارسي وهــو صبي، وأجاد فيهما بعد أن تخطّى الثلاثين من عمره، وتجلت عبقريته الشعرية بعد أن رجع من الإستانة إلى بغداد منفياً، فإنه طفق ينظم القصائد الشائقة، ويذيعها بتوقيع مستعار في كل من صحيفة (المُقتطَف)، و(المُقطَّم)، و(المؤيَّد) بمصر، بموضوعات فلسفية أو اجتماعية مستنهضاً بها الأمة، يريد إيقاظها من رقدتها. وأحدثت قصائده انقلاباً في الأدب، فدخل في طراز جديد لم يعهد قبله، وأخـذ القراء والأدباء يحذون حـذوه في نظم المعاني المستحدثة، وأبدع الإبداع كله في سنواته الأخيرة. يجمع شعر الزهاوي بين التقليد والتجديد، إذ عاش في مرحلة تأريخية كانت تنتمي بجذورها إلى التراث القديم، وتستشرف في الوقت نفسه ما يجود به العصر الحديث من علوم ومعارف جديدة.
مؤلفاته :-
من مؤلفاته النثرية: (كتاب الكائنات) 1896م، و(الخيل وسباقها) 1896م، (الجاذبية وتعليلها) 1910م، و(ترجمة لرباعيات الخيام) 1928م، و(رواية ليلى وسمير): ألفها لتمثّّل في بغداد في العام1927م، فضلاً عن عدد من المقالات والأبحاث والمحاضرات، ومن تلك المقالات ما هو خاص باللغة العربية وقواعدها، وبعلوم الطبيعة، وبالدفاع عن المرأة، وبالفيزياء. كما إن له مجموعة رسائل نُشرت في (مجلة الكاتب) المصرية، وله مناظرة دارت بينه وبين الكاتب المصري الكبير (عباس محمود العقاد). ومن آثاره الشعرية: (الكلِم المنظوم) 1911م، و(رباعيات الزهاوي) 1824م، و(ديوان الزهاوي) 1924م، و(ثورة الجحيم) 1931 وهي قصيدة طويلة عدد أبياتها (433) بيتاً.. توفي الزهاوي ببغداد في العام 1936م. وقد رثاه (إبراهيم المازني) قائلاً: ((والحق إن الزهاوي كان أعجوبة، وطراز وحده، وحسبك من أعاجيبه أن ذهنه رياضي أو علمي بفطرته، ولكنه اشتهر بالشعر أكثر مما اشتهر بسواه)). وكتب (طه حسين) حينما علم بوفاته (( إنني محزون لهذا النبأ الذي نعى إلينا الزهاوي، فلم يكن- رحمه الله- شاعر العربية فحسب، ولا شاعر العراق، بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار،… فقد كان مربياً لهذا الجيل الشعري؛




رد: جميل الزهاوي

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير على هذا الطرح القيم والثري في فحواها بلاناره والمعرفه..حفظكم الله كل التقدير لكم




التصنيفات
أدباء و شعراء

شاعر الثورة الجزائرية

شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل يعرف شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء* هو شاعر جزائري اتصف بروح الوطنية وفداء الوطن وحبه تعرفو عليه أكثر في هذا التقرير
الونشريس
مولده ونشأته

في بلدته تلقّى دروسه الأولى في القرآن ومبادئ اللغة العربيّة. بدأ تعليمه الأول بمدينة عنابة حيث كان والده يمارس التجارة بالمدينة ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه باللغتين العربية والفرنسية وتعلّم بالمدرسة الخلدونية، ومدرسة العطارين درس في جامعة الزيتونة في تونس ونال شهادتها.




حياة الشاعر

هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، ولد يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326 هـ، الموافق لـ 12 يونيو 1908م، ببني يزقن، أحد القصور السبع لوادي مزاب، بغرداية، في جنوب الجزائر من عائلة تعود أصولها إلى بني رستم مؤسسوا الدولة الرستمية في القرن الثاني للهجرة.
لقّبه زميل البعثة الميزابيّة والدراسة الفرقد سليمان بوجناح بـ: "مفدي"، فأصبح لقبه الأدبيّ الذي اشتهر به كما كان يوَقَّع أشعاره "ابن تومرت"، حيث بداء حياته التعلمية في الكتاب بمسقط رأسه فحصل على شيء من علوم الدين واللغة ثم رحل إلى تونس وأكمل دراسته بالمدرسة الخلدونية ثم الزيتونية وعاد بعد ذالك إلى الوطن وكانت له مشاركة فعالة في الحركة الأدبية والسياسية ولما قامت الثورة إنضم إليها بفكره وقلمه فكان شاعر الثورة الذي يردد أنشيدها وعضوا في جبهة التحرير مما جعل فرنسا تزج به في السجن مرات متوالية ثم فر منه سنة 1959 فأرسلته الجبهة خارج الحدود فجال في العالم العربي وعرف بالثورة وافته المنية بتونس سنة 1977 ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه من آثاره الأدبية اللهب المقدس وديوان شعر جمع فيه ما أنتجه خلال الحرب فكان شاعر الثورة.





نشاطه السياسي والثقافي

أثناء تواجده بتونس واختلاطه بالأوساط الطلّابية هناك تطورت علاقته بأبي اليقضان وبالشاعر رمضان حمود، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء انخرط مفدي زكريا في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري وكتب نشيد الحزب الرسمي "فداء الجزائر" اعتقل من طرف السلطات الفرنسية في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج وأطلق سراحه سنة 1939 ليؤسس رفقة باقي المناضلين جريدة الشعب لسان حال حزب الشعب، اعتقل عدة مرات في فيفري 1940 (6 أشهر) ثم في بعد 8 ماي/أيار 19451954 وعرف الاعتقال مجدّدا في نيسان/أفريل 1956. سجن بسجن بربروس "سركاجي حاليا" مدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال. اشتهر مفدي زكريا بكتابة النشيد الرسمي الوطني "قسما"، إلى جانب ديوان اللهب المقدس، وإلياذة الجزا (3 سنوات) وبعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، انضم إلى الثورة التحريرية في


مفدي زكريا شاعر الثورة الجزائريةالونشريس

أوّل قصيدة له ذات شأن هي "إلى الريفيّين" نشرها في جريدة "لسان الشعب" بتاريخ 6 مايو 1925م، وجريدة "الصواب" التونسيّتين؛ ثمّ في الصحافة المصريّة "اللواء"، و"الأخبار". واكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في حزب نجم شمال إفريقيا، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939. غداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات من 19 أبريل 1956م إلى 1 فبراير 1959م.
بعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب، ومنه انتقل إلى تونس، للعلاج على يد فرانز فانون، ممّا لحقه في السجن من آثار التعذيب. وبعد ذلك كان سفير القضيّة الجزائريّة بشعره في الصحافة التونسية والمغربيّة، كما كان سفيرها أيضا في المشرق لدى مشاركته في مهرجان الشعر العربيّ بدمشق سنة 1961م. بعد الاستقلال أمضى حياته في التنقّل بين أقطار المغرب العربيّ، وكان مستقرّه المغرب، وبخاصّة في سنوات حياته الأخيرة. وشارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات التعرّف على الفكر الإسلاميّ. في سنة 1965 كان ضد الانقلاب العسكري أو بما يسمى التصحيح الثوري الذي قام به هواري بومدين وزير الدفاع آنذاك ضد الرئيس أحمد بن بلة يوم 19 جوان 1965. أين أستولى هواري بومدين على السلطة في الجزائر. فطرد مفدي زكريا من الجزائر.

وفاته

توفي يوم الأربعاء 2 رمضان 1397 هـ، الموافق ليوم 17 أغسطس 1977م، بتونس، ونقل جثمانه إلى الجزائر، ليدفن بمسقط رأسه ببني يزقن. ابي
إنتاجه الأدبي

  1. تحت ظلال الزيتون (ديوان شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1965م.
  2. اللهب المقدس (ديوان شعر) صدر في الجزائر عام 1983م صدرت طبعته الأولى في عام 1973م.
  3. من وحي الأطلس (ديوان شعر).
  4. إلياذة الجزائر (ديوان شعر) وقد كانت الغاية من هذا العمل هو كتابة التاريخ الجزائري وازالة ما علق به من شوائب وتزييفات، وقد اشترك في وصع المقاطع التاريخية كل من مفدي زكريا الذي كان متواجد بالمغرب ومولود قاسم نايت بلقاسم الذي كان بالجزائر إظافة إلى عثمان الكعاك المتواجد حينها في تونس وتتكون الإلياذة من ألف بيت وبيت تغنت بأمجاد الجزائر، حضارتها ومقاوماتها لمختلف المستعمرين المتتاليين عليهاوكانت أول مرة يلقي الإلياذة أو البعض منها لأتها حينها لم تكن قد بلغت الألف بيت بل كانت تبلغ ستمائة وعشرة أبيات ألقاها في افتتاح الملتقى السادس للفكر الإسلامي في قاعة المؤتمرات من قصر الأمم أمام جمع غفير من بينهم الرئيس هواري بومدين، إظتفة إلى أن مناسبة أخرى اقترنت بالقاء هذه الأبيات واختيار التاريخ موضوعا لها، وهي الاحتفال بالعيد العاشر لاسترجاع الحرية والذكرى الألفية لتأسيس مدينة الجزائر والمدية ومليانة على يد "بلكين بن زيري"
  1. له عدد من دواوين الشعر لا زالت مخطوطة تنتظر من يقوم بإحيائها.
  2. له عدد اخر من الدولوين بالامازيغية لم تنشر

من شعر مفدي زكريا

  • النشيد الوطني الجزائري نظم بسجن بربروس في الزنزانة 69، بتاريخ 25 أبريل 1955 ولحّنه الملحن المصري محمد فوزي
  • نحن طلاب الجزائر
  • نشيد العلم كتبه بدمه وأهداه للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
  • نشيد الشهيد نظم بسجن بربروس في الزنزانة رقم 65 يوم 29 نوفمبر 1937 وفي 1956 طلبت جبهة التحرير الوطني الجزائرية من المحكوم عليهم بالإعدام أن يرددوه




رد: شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*

شكرا على الموضوع أختي رانيا
مفدي زكرياء شاعر عظيم والجزائر تعتز به كثيرا ولقد ألف كثيرا من القصائد وهو في السجن




رد: شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*

شكرا على مرورك حمزة




رد: شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*

مفدي لسان ثورتنا الصادق ومحجة القلب النابض ومعزة الروح الطاهر




رد: شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*

شكرا جزيلا على مرورك اخـــــــــــــــــــــي




رد: شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*

شكـــــــــرا رانيا على الموضوع.




رد: شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*

شكرا جزيلا خولة على مرورك نورتي صفحتي




رد: شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*

رانيا شكرا على الموضوع




رد: شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*

العفو الشكر لك مريم على المرور




رد: شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء*

مشكوور اختي رانيا
شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا

بشعر نرتله كالصٌلاة

تسَابيحه من حَنايَا الجزائر




التصنيفات
أدباء و شعراء

قراءة في كتاب شمس العرب

قراءة في كتاب شمس العرب


الونشريس


حين قرأت ….
لزغرد هونكة …..
كتابها …. شمس العرب …..
وجمعت شقي الصورة ….
التالفة …..
أدركت حجم العطب …..
شعرت بالغثيان …
والدوران ….
والخفقان ….
أحسست الحريق بداخلي ….
وشممت الدخان ….
بل وسمعت تمزق العصب ….
يالله ….
ما فعل بأمتنا …..
داء الجرب ؟؟ …..
قلت في نفسي …..
ربما ….
زغرد هونكة …..
تهوى الكذب ….
لكني سرعان ما …. فهمت …..
عبقرية العنوان ….
الشمس …. حقا ….
شمسنا نحن العرب …..
لكنها لم تسطع هنا …..
أخطأت وجهتها …..
وسطعت هناك …..
عند الغرب …..
امرأة خارقة ….
هي ….. زغرد هونكة …..
إمرأة من ذهب …..
لقد كنا هناك …..
لكنا بقينا ….
واليوم لسنا …. أكثر ….
من غبار ناعم …..
فوق دفات الكتب …..




رد: قراءة في كتاب شمس العرب

بارك الله فيك شكرا جزيلا لك




التصنيفات
أدباء و شعراء

شعر عن الغربة

شعر عن الغربة


الونشريس

ما أصعب الغربة الداخلية
حين أجد نفسي بين الناس
لكني وحيدة في تفكيري
ومشاعري
وفي جميع جوانب الحياة
أحمل الهموم
ولا أجد من يفهمني
من أشكي له ويساعدني
في حمل هذا الهم
أنتظر أن يأتي لي شخص منهم
ويقول لي ما بكى
آه
ويغلبني الحزن
فأبحر في الاغتراب
أحن إلى وطن ذاتي
إلى نفسي التي غادرتني
نفسي التي كنت أشكي لها
أتساءل:متى أعود إليها
وسنوات عمري تمضي وأنا وحيدة
في صمت إلى طريق بلا عنوان




رد: شعر عن الغربة

يـاسلام ننتـظـر المـزيـد




رد: شعر عن الغربة

ولا أجد من يفهمني ….
والله موضوع غاية في الجمال…شكرا




رد: شعر عن الغربة

عفوااااااااااااااااااااااااااا




رد: شعر عن الغربة

والله موضوع في القمة ربي يخليك




رد: شعر عن الغربة

شكراااااااااا اختي حلا




التصنيفات
أدباء و شعراء

" حصرياً " السيرة الذاتية للدكتور عبد القادر عَمِّيش

" حصرياً " السيرة الذاتية للدكتور عبد القادر عَمِّيش


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم و حصرياً على منتديات بوابة الونشريس

السيرة الذاتية لـ

الدكتور عبد القادر عَمِّيش

أديب و أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب و اللغات بجامعة الشلف

التحميل من الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
abdelkader-amiche.pdf‏  63.0 كيلوبايت المشاهدات 38


رد: " حصرياً " السيرة الذاتية للدكتور عبد القادر عَمِّيش

باركـ الله فيكـ


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
abdelkader-amiche.pdf‏  63.0 كيلوبايت المشاهدات 38


التصنيفات
أدباء و شعراء

فيكتور هيغو

فيكتور هيغو


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[SIZE="6"][COLOR="Red"]كل صخرة هي حرف وكل بحيرة هي عبارة وكل مدينة هي وقفة، فوق كل مقطع وفوق كل صفحة لي هناك دائما شيء من ظلال السحب أو زبد البحر".
فيكتور هوجو الذي يمر اليوم ذكرى ميلاده (26 فبراير 1802م -22 مايو 1885) هو أديب وشاعر ورسام فرنسي، من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية، ترجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة.
أثّر فيكتور هوجو في العصر الفرنسي الذي عاش فيه وقال "أنا الذي ألبست الأدب الفرنسي القبعة الحمراء" أي قبعة الجمال.
ولد فيكتور هوجو في بيسانسون بمنطقة الدانوب شرقي فرنسا، عاش في المنفى خمسة عشر عاماً، خلال حكم نابليون الثالث، من عام 1855 حتى عام 1870. أسس ثم أصبح رئيساً فخرياُ لجمعية الأدباء والفنانين العالمية عام 1878م. توفي في باريس في 22 مايو 1885م.
كان والده ضابطا في الجيش الفرنسي برتبة جنرال.تلقى فيكتور هوجو تعليمه في باريس وفي مدريد في اسبانيا.. وكتب أول مسرحية له – وكانت من نوع المأساة- وهو في سن الرابعة عشرة من عمره.. وحين بلغ سن العشرين نشر أول ديوان من دواوين شعره.. ثم نشر بعد ذلك أول رواية أدبية.
كان يتحدث عن طفولته كثيرا قائلا "قضيت طفولتي مشدود الوثاق إلي الكتب".
الحرية هي أيضا من أهم الجوانب في حياة كاتب أحدب نوتردام الشهير فهي الكلمة التي تتكرر كثيرا بالنسبة لهوجو. "إذا حدث واعقت مجري الدم في شريان فستكون النتيجة أن يصاب الإنسان بالمرض. وإذا أعقت مجري الماء في نهر فالنتيجة هي الفيضان، وإذا أعقت الطريق أمام المستقبل فالنتيجة هي الثورة"
كان يري في نفسه صاحب رسالة، كقائد للجماهير، قائد لا بالسيف أو المدفع وانما بالكلمة والفكرة. فهو أقرب إلى زعيم روحي للنفس البشرية أو صاحب رسالة إنسانية.
مثّل هوجو الرومانسية الفرنسية بعيونه المفتوحة على التغيرات الاجتماعية مثل نشوء البروليتاريا الجديدة في المدن وظهور قراء من طبقة وسطى والثورة الصناعية والحاجة إلى إصلاحات اجتماعية، فدفعته هذه التغيرات إلى التحول من نائب محافظ بالبرلمان الفرنسي مؤيد للملكية إلى مفكر اشتراكي ونموذج للسياسي الاشتراكي الذي سيجيء في القرن العشرين، بل أصبح رمزا للتمرد على الأوضاع القائمة.
تم نشر أكثر من خمسون رواية ومسرحيات لفيكتور هوجو خلال حياته، من أهم أعماله: أحدب نوتردام، البوساء، رجل نبيل، عمال البحر، وآخر يوم في حياة رجل محكوم عليه بالإعدام.

وفي عام 1827 نشر مسرحيته التاريخية كرومويل التي استقبلت بحماس شديد وحققت نجاحا في الاوساط الفنية والأدبية.
وفي عام 1831 نشرت مسرحيته ((هرناني)) ونشرت روايته الأدبية أحدب نوتردام التي أثارت الأعجاب وترجمت إلى العديد من لغات العالم.. وفي نفس العالم تم تنصيبه إماما للكتاب والأدباءالرومانسيين.
وفي عام 1862 نشرت أروع وأعظم رواياته الأدبية وهي رواية ((البؤساء))..ونشرت بعد ذلك رواية((الرجل الضاحك)).
وفي عام 1876 اختير عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي
من أقواله

لا قوة كقوة الضمير ولا مجد كمجد الذكاء
ليس هناك جيش أقوى من فكرة حان وقتها.
أعظم سعادة في الدنيا أن نكون محبين
فن العمارة هي المرآة التي تنعكس عليها ثقافات الشعوب ونهضتها وتطورها
الحب هو أجمل سوء تقدير.. بين الرجل والمرأة !
في قلبي زهرة.. لايمكن لأحد أن يقطفها
قد يكتب الرجل عن الحب كتاباً.. ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه.. ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله.
عندما تتحدث إلى امرأة.. أنصت إلى ما تقوله عينيها.
من الممكن مقاومة غزو الجيوش، ولكن ليس من الممكن مقاومة الأفكار.
إن أجمل فتاة هي التي لا تدرى بجمالها.
وكان يصف الشرق بقوله:
"الشرق عالم ساحر مشرق وهو جنة الدنيا، وهو الربيع الدائم مغمورا بوروده، وهو الجنة الضاحكة، وأن الله وهب أرضه زهورا أكثر من سواها، وملأ سماءه نجوما أغزر، وبث في بحاره لآلئ أوفر
منقول




رد: فيكتور هيغو

الونشريس




رد: فيكتور هيغو

الونشريس




رد: فيكتور هيغو

بارك الله فيك وجزاك الله كل خيرا موضوعك جد رائع انرا الله دربك وحفظك ورعاك كما تنير عقولنا بنورعلوم الحكمه كل التقدير لك منا على هذا الجهذ الطيب المبذول من طرفكم




رد: فيكتور هيغو

العفو لا شكر على واجب أشكركم على المرور




رد: فيكتور هيغو

شكرااا لكـ




التصنيفات
أدباء و شعراء

الجاحظ

الجاحظ


الونشريس

الجاحـــــظ

الونشريس

هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني، أحد أئمة الأدب والشعر في العصر العباسي له العديد من الكتب، وعقله كنز زاخر بالأخبار والأشعار والأنساب، وعالم باللغة وأدواتها ويجيد استخدامها، وكان الجاحظ دميم الوجه، جاحظ العينين، ويتمتع بشخصية فكاهية انعكست في كتاباته. وقد رحل الجاحظ عن الحياة تاركاً إرثاً أدبياً وعلمياً هائلاً فله العديد من المؤلفات والتي تنوعت مجالاتها بين علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها.

عاشقاً للعلم والقراءة:
ولد الجاحظ في البصرة بالعراق عام 776م، ونشأ يتيمياً فقيراً ولكنه أصبح غنياً بعلمه، حيث انكب على نهل العلم، فاختلف إلى المساجد ومنازل العلماء، وسوق "المربد" والذي كان مركزاً يلتقي فيه الأدباء والشعراء وأهل اللغة ليقيموا فيه ندواتهم ومناقشاتهم، فتلقى العلم على يد شيوخ وبلغاء اللغة من العرب.
وعرف عن الجاحظ عشقه للقراءة فما كان يدع كتاباً قط يصل إليه دون أن يتم قراءته، ومما يدل على شغفه بالقراءة، أنه كان يستأجر دكاكين الوراقين ويبيت فيها للإطلاع على ما فيها من كتب.ذهب الجاحظ وراء العلم فانتقل من البصرة إلى بغداد ليتصل بمفكريها، فالتقى مع الأصمعي والأنصاري وأخذ اللغة عنهما، كما اتصل بالأخفش واخذ عنه النحو، والنظام واخذ عنه علم الكلام، واطلع على الثقافة اليونانية من خلال سلمويه وحنين بن اسحق، وارتاد البادية ليأخذ اللغة والأخبار، وزار الجاحظ كل من دمشق وإنطاكية وذلك من أجل التعمق في الثقافة واللغة.مما يقوله في قيمة العلم والعلماء:

يَطيبُ العَيشَ أَن تَلقى حَكيماً

غَـذاهُ الـعِلمُ وَالظَنُّ المُصيب


فَـيَكشِفُ عَنكَ حيرَةَ كُلِّ جَهل


فَـفَضلُ الـعِلمِ يَـعرِفُهُ الأَديـب

سَقامَ الحِرصِ لَيسَ لَهُ دَواءُ

وَداءُ الـجَهلِ لَـيسَ لَـهُ طَبيب

مكانته الأدبية:
كان للجاحظ مكانة أدبية ولغوية كبيرة فكان عقله زاخراً بالأخبار، والأنساب والأشعار والحكم، والنوادر، مما شكل عنده خلفية عظيمة ساعدته فيما كان يكتبه، كما كان يقوم بالتجارب العملية فتميزت كتاباته بالصدق والموضوعية، وكان يسعى من أجل الحصول على المعلومة ويتقصى حقيقتها حتى يصل لليقين.تميز الجاحظ بعلمه الواسع وتبحره في علم الكلام، وتوسعه في علوم الدين والدنيا، وإجادة النثر ونظم الشعر، ولم يكتفي الجاحظ بالسماع فقط بل عمد إلى التجربة والملاحظة، وكان خبيراً بالطبائع، صاحب خيال خصب، تعددت وتنوعت مؤلفاته في مجالات المعرفة المختلفة، كما كان للجاحظ في "الاعتزال"رأي وحجة وقد ألف في ذلك، وكان لسان حال المعتزلة في زمانه.

خفة ظله وحبه للفكاهة:
عرف الجاحظ بخفة ظله وحبه للنوادر وروح الفكاهة، فكان صاحب نكته، هذا مع إتقان الأسلوب، ومعرفته العميقة بطبائع الناس، وتتبعه واستقصاءه مما جعله واسع المعرفة بالأخبار والنوادر وغيرها، ومن نوادره التي كان هو بطلها قال: "ذُكرت للمتوكل لتأديب بعض وُلده، فلما رآني استبشع منظري، فأمر لي بعشرة ألاف درهم وصرفني".

مؤلفاته:
قدم الجاحظ العديد من المؤلفات ونظراً لثقافته الواسعة وإطلاعه الدائم، وبحثه وراء العلم، وأخذه من مصادره من علماء وشيوخ اللغة وغيرهم، تنوعت مؤلفاته وتعددت ونذكر من مؤلفاته الشهيرة والتي تعد إرثاً قيماً للأجيال اللاحقة مايلي:

البيان والتبين: وهو في ثلاثة أجزاء أهداه إلى الوزير ابن أبي دؤاد، وعمد فيه إلى تعليم الناشئة والكتاب أصول الكتابة الصحيحة مظهراً بلاغة العرب، وكاشفاً أسرار اللغة مما يرفع من شأنها ومن مقام البلغاء فيها.

البخلاء:

الونشريس

ويصور الجاحظ في هذا الكتاب أحوال البخلاء في عصره، من أهل البصرة وخراسان ذاكراً أخبارهم، متندراً بأحاديثهم، وحججهم، متناولاً مناظرات بينهم حول البخل والكرم والضيافة، في مزيج بين الجد والعبث، والنقد الأجتماعي

الحيوان: جاء هذا الكتاب في سبعة أجزاء أهداه إلى ابن الزيات وزير المأمون، وهو كتاب موسوعي،قام فيه الجاحظ بالكلام عن الحيوان طبائعه وميزاته، واستطرد لذكر أخبار العرب ونوادرهم في هذا الموضوع، والكتاب يمزج بين الإفادة والتسلية معاً. ومن مؤلفاته الأخرى رسالة التربيع والتدوير،التاج في أخلاق الملوك ويعرف بأساليب التعامل مع القادة والحكام، وغيرها من الكتب مثل المحاسن والأضداد، الصرحاء والهجناء، أقسام فضول الصناعات ومراتب التجارات، فضل ما بين الرجال والنساء وفرق ما بين الذكور والإناث، الحجة في ثبت النبوة، الرد على الجهمية، الرد على اليهود، ذكر ما بين الزيدية والرافضة، الطفيليون، المزاح والجد، عناصر الآداب، الأمثال.

المرض والوفاة:
اشتد المرض بالجاحظ في أواخر أيامه فأصيب "بالفالج"، وقال المبرد يصف حاله: "دخلت على الجاحظ في أخر أيامه، فقلت له: كيف أنت؟ فقال: كيف يكون من نصفه مفلوج لو حزّ بالمناشير ما شعر به، ونصف الأخر منقرس، لو طار الذباب بقربه ألمه، واشد من ذلك ست وتسعون سنة أنا فيها".
وعلى الرغم من شدة المرض إلا أن المرض لم يكن هو السبب في وفاته، ولكن كان علمه هو السبب حيث يقال انه توفى بعد سقوط قسم من مكتبته فوق رأسه، وجاءت وفاته عام 868 م، وقد تجاوز التسعون عاماًُ.

أَتَرجو أَن تَكونَ وَأَنتَ شَيخ


كَـما قَـد كُـنتَ أَيّـام الـشَباب


لَـقَد كَذَّبتَكَ نَفسَكَ لَيسَ ثَوب


دَريـسُ كَـالجَديدِ مِـنَ الثِياب

منقول للفائدة




رد: الجاحظ

بسم الله الرحمن الرحيـــم
الســلام عليــكم ورحمة الله تعالى وبركاتـــه

جزاك الله كل خيـــر أختي أم كلثوم على التعريف بالجاحظ
عله يخدم الكثير من البحوث والمشاريع للطلاب

تقبلي خالص تحيتي وتقديري لك

كريــم




رد: الجاحظ

شكرررا جزيلا على هده النبدة الجميلة على الجاحظ




رد: الجاحظ

خاااااالص شكري




التصنيفات
أدباء و شعراء

ابن جنّي

ابن جنّي


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهه

إليكم في هذا الموضوع تعريف لشخصية الكاتب النحوي ابن جنّي

نسبه وموطنه:

هو أبو الفتح، عثمان بن جِنّي الموصلي النحوي اللغوي، من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، وصاحب التصانيف الفائقة المتداولة في اللغة.

ولم تذكر المصادر التاريخية وكتب التراجم نسبًا له بعد جني؛ إذ إن أباه (جني) كان عبدًا روميًّا مملوكًا لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي، ولم يُعرف عنه شيء قبل مجيئه الموصل، وإلى هذا أشار ابن جني نفسه بقوله في جملة أبيات:

فإن أصبح بلا نسب *** فعلمي في الورى نسبي

عـلى أني أءول إلى *** قرومٍ سـادة نجـب

قيـاصرة إذا نطقوا *** أرَمّ الدهـر ذو الخطب

أولاك دعا النبـي لهم *** كفى شرفاً دعاء نبي

وكانت ولادة ابن جني بالموصل، وفيها قضى طفولته وتلقى دروسه الأولى، وذكرت المصادر التي ترجمت له أنه ولد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة، فلم تحدد سنة مولده غير ما جاء بلفظ. وقيل: مولده سنة ثلاث وثلاثمائة. وإذا كانت أغلب المصادر التاريخية على أنه توفي -كما سيأتي- سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان آنذاك في السبعين من عمره -على قول ابن قاضي شهبة في طبقات النحاة، والذهبي في تاريخه وفي العبر- فإن ولادته تكون في سنة اثنتين وعشرين أو إحدى وعشرين وثلاثمائة من الهجرة.

وقد أقام ابن جني بعد الموصل ببغداد، وظل يدرس بها العلم إلى أن توفي، وكان له من الولد: علي وعالٍ وعلاء، وكلهم أدباء فضلاء، قد خرجهم والدهم وحسن خطوطهم، فهم معدودون في الصحيحي الضبط وحسني الخط، بحسب تعبير ياقوت.

شيوخه وتلاميذه:

ذكر ياقوت في معجمه أن ابن جني صحب أبا علي الفارسي أربعين سنة، وكان السبب في صحبته له أن أبا علي اجتاز بالموصل فمر بالجامع وابن جني في حلقةٍ يُقرئ النحو وهو شاب (قيل إن عمره كان سبع عشرة سنة)، فسأله أبو علي الفارسي عن مسألةٍ في التصريف فقصر فيها ابن جني، فقال له أبو علي: زببت وأنت حِصرِم، فسأل عنه فقيل له: هذا أبو عليٍ الفارسي، فلزمه من يومئذٍ وسافر معه وسكن بغداد، واعتنى بالتصريف، قال ياقوت: "فما أحد أعلم منه به ولا أقوم بأصوله وفروعه، ولا أحسن أحد إحسانه في تصنيفه".

ولما مات أبو علي الفارسي تصدر أبو الفتح ابن جني في مجلسه ببغداد -وكان قد صنف في حياته- وأقرأ بها الأدب، وقد أخذ عنه الثمانيني، وعبد السلام البصري، وأبو الحسن السمسمي، وقام أيضًا بالتدريس لأبناء أخي الحاكم البويهي.

هذا، وقد كان لابن جني علاقة خاصة بأبي الطيب المتنبي، فقد صحبه دهراً طويلاً، وقرأ عليه ديوانه ثم شرحه بعد ذلك ونبه على معانيه وإعرابه، قال ابن خلكان: "ورأيت في شرحه قال: سأل شخص أبا الطيب المتنبي عن قوله:

بادٍ هواك صبرت أم لم تصبرا *** ………………………….

فقال: كيف أثبت الألف في "تصبرا" مع وجود لم الجازمة، وكان من حقه أن يقول "لم تصبر"؟ فقال المتنبي: لو كان أبو الفتح ها هنا لأجابك، يعنيني، وهذه الألف هي بدل من نون التأكيد الخفيفة، كان في الأصل "لم تصبرن"، ونون التأكيد الخفيفة إذا وقف الإنسان عليها أبدل منها ألفًا، قال الأعشى:

ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا *** ………………………….

وكان الأصل فاعبدن فلما وقف أتى بالألف بدلاً". فكان المتنبي يحترم ابن جني كثيرًا ويجله ويقدره، وكان يقول عنه: "هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس"، ولتمكّن ابن جني من شعر أبي الطيب قال عنه أبو الطيب: "ابن جني أعرف بشعري".

ويبدو أنه كانت لابن جني رحلات إلى بلاد كثيرة في طلب العلم ومشافهة العلماء والشيوخ، والدليل على ذلك تلك الإجازة التي ذكرها ياقوت في ترجمته في معجمه، والتي جاء فيها: "… فليرو -أدام الله عزه- ذلك عني أجمع إذا أصبح عنده وأنس بتثقيفه وتسديده، وما صح عنده -أيده الله- من جميع رواياتي مما سمعته من شيوخي -رحمهم الله- وقرأته عليهم بالعراق والموصل والشام، وغير هذه البلاد التي أتيتها وأقمت بها مباركًا له فيه منفوعًا به بإذن الله…".

ابن جني.. النحوي الصرفي:

كان ابن جني -كما ذكرنا- من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، إلا أن علمه بالصرف كان أقوى وأكمل من علمه بالنحو، بل لم يكن في شيءٍ من علومه أكمل منه في التصريف، ولم يتكلم أحد -كما قال ياقوت- في التصريف أدق كلامًا منه.

وكان السبب في ذلك تلك القصة التي أوردناها سابقا، والتي قال له فيها شيخه أبي علي الفارسي حين سأله عن مسألة في التصريف فقصر فيها ولم يستطع الإجابة عنها: "زببت وأنت حِصرِم"، فمن يومئذ -وكان حينها في مقتبل شبابه- لزم نفسه شيخه هذا مدة أربعين سنة، وقد اعتنى بالتصريف أحسن ما يكون الاعتناء، حتى إنه لما مات شيخه أبي علي تصدر هو (ابن جني) مكانه ببغداد.

وأسوة بأستاذه فقد كان ابن جني بصريا، يجري في كتبه ومباحثه على أصول المدرسة البصرية، ولا يألو جهدا في الدفاع عنها، على أنه كان يأخذ العلم أيا كان مصدره، وبغض النظر عن مذهب أهله، ولهذا نجده -كما يقول الدكتور رحاب خضر- كثير النقل عن ثعلب والكسائي وأمثالهما، وهو حين يذكرهما في كتبه يثني عليهما، فيقول مثلا: "باب في قلب لفظ إلى لفظ بالصنعة والتلطف لا بالإقدام والتعجرف"، وكان هذا الرجل كبيرًا في السداد والثقة عند أصحابنا"، يعني الكسائي.

وقد يأخذ برأي البغداديين، والمدرسة البغدادية وسط بين المدرستين البصرية والكوفية، يقول في الخصائص: "ووجه ما ذكرناه من ملالتها الإطالة -مع مجيئها بها للضرورة الداعية إليها- أنهم أكدوا فقالوا: أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون.."، ويقول الرضيّ في شرح الكافية: "وأما أكتع وأخواته البصريون -على ما حكى الأندلسي عنهم- جعلوا النهاية أبصع ومتصرفاته، والبغدادية جعلوا النهاية أبتع وأخواته…".

وإن من بعض آرائه النحوية -كما يقول الدكتور رحاب خضر- تجويزه إظهار متعلق الظرف الواقع خبرًا في الكون العام، نحو "زيد عندك"، قال ابن يعيش: "وقد صرح ابن جني بجواز إظهاره".

وهو يُجيز أيضًا أن يقال: مررت بزيد وعمرًا، بعطف عمرًا على محل زيد المجرور بالحرف، وهذا لا يُجيزه النحويون؛ لأن شرط العطف على المحل عندهم ظهور الإعراب المحلي في فصيح الكلام.

ابن جني.. الأديب الشاعر:

لم يكن ابن جني إمامًا في النحو والصرف فقط، ولم يكن من العلماء الذين يقتصرون على مجالس العلم والتعليم، أو حتى التأليف، إنما كان ابن جني كمن يريد أن يملك نواصي اللغة، فهو إلى جانب ما سبق يعد من أئمة الأدب، جمع إتقان العلم إلى ظرف أهل الكتابة والشعر، وهو الأمر الذي جعل الثعالبي ينعته في يتيمة الدهر بقوله: "إليه انتهت الرياسة في الأدب"، وقال الباخرزي في دمية القصر موضحًا: "ليس لأحدٍ من أئمة الأدب في فتح المقفلات، وشرح المشكلات ما له؛ فقد وقع عليها من ثمرات الأعراب، ولا سيّما في علم الإعراب".

وكدليل مادي على ذلك، فقد أثبت ياقوت في معجمه عن خط أبي الفتح بن جني خطبة نكاحٍ من إنشائه يقول فيها:

"الحمد لله فاطر السماء والأرض، ومالك الإبرام والنقض، ذي العزة والعلاء، والعظمة والكبرياء، مبتدع الخلق على غير مثالٍ، والمشهود بحقيقته في كل حالٍ، الذي ملأت حكمته القلوب نورًا، فاستودع علم الأشياء كتابًا مسطورًا، وأشرق في غياهب الشبه خصائص نعوته، واغترقت أرجاء الفكر بسطببة ملكوته.

أحمده حمد معترف بجزيل نعمه وأحاظيه، ملتبسًا بسني قسمه وأعاطيه، وأؤمن به في السر والعلن، وأستدفع بقدرته ملمات الزمن، وأستعينه على نوازل الأمور، وأدرئه في نحر كل محذور، وأشهد شهادةً تخضع لعلوها السموات وما أظلت، وتعجز عن حملها الأرضون وما أقلت، أنه مالك يوم البعث والمعاد، والقائم على كل نفسٍ بالمرصاد، وأن لا معبود سواه، ولا إله إلا هو، وأن محمدًا -وبحل وكرم- عبده المنتخب، وحجته على العجم والعرب، ابتعثه بالحق إلى أوليائه ضياءً لامعًا، وعلى المراق من أعدائه شهابًا ساطعًا، فابتذل في ذات الله نفسه وجهدها، وانتحى مناهج الرشد وقصدها، مستسهلاً ما يراه الأنام صعبًا، ومستخصبًا ما يرعونه بينهم جدبًا، يغامس أهل الكفر والنفاق، ويمارس البغاة وأولى الشقاق، بقلبٍ غير مذهولٍ، وعزمٍ غير مفلول يستنجز الله صادق وعده، ويسعى في خلود الحق من بعده، إلى أن وطد بوانى الدين وأرساها، وشاد شرف الإسلام وأسماها، فصرم مدته التي أوتيها في طاعة الله موفقًا حميدًا، ثم انكفأ إلى خالقه مطمئنا به فقيدًا، ما ومض في الظلام برق، أو نبض في الأنام عرق، وعلى الخيرة المصطفين من آله، والمقتدين بشرف فعاله.

وإن مما أفرط الله تعالى به سابق حكمه، وأجرى بكونه قلم علمه، ليضم بوقوعه متباين الشمل، ويزم به شارد الفرع إلى الأصل، أن فلان ابن فلان وهو -كما يعلم من حضر من ذوي الستر وصدق المختبر- مشجوح الخليقة، مأمون الطريقة، متمسك بعصام الدين، آخذ بسنة المسلمين، خطب للأمر المحموم، والقدر المحتوم، من فلان بن فلان الظاهر العدالة والإنصاف، أهل البر وحسن الكفالة والكفاف، عقيلته فلانة بنت فلانٍ خيرة نسائها وصفوة آبائها في زكاء منصبها وطيب مركبها، وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا، فليشهد على ذلك أهل مجلسنا، وكفى بالله شهيدًا، ثم يقرهما ثم يقال: لاءم الله على التقوى كلمتيكما، وأدام بالحسنى بينكما، وخار لكما فيما قضى، ولا أبتركما صالح ما كسا، وهو حسبنا وكفى".اهـ

والخطبة تنبئ بنفسها على ما فيها من جزالة اللفظ وبلاغة الأسلوب وجماله.

وإضافة إلى ذلك فقد كان لابن جني ملكة الشاعر وحسه، حتى إنه ليقرض الشعر وينظمه بما يعبر عن حسن تأتِّيهِ في الصنعة على طريقة شعراء دهره، يقول الباخرزي في دمية القصر: "… فوربيّ، إنّه كشف الغطاء عن شعر المتنبّي، وما كنت أعلم به أنّه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك المتنبّي، وما كنت أعلم به أنّه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك الجريض، حتّى قرأت له مرثيّته في المتنبّي وأوَّلها:

غاض القريض وأودت نضرة الأدب *** وصوّحت بعدري دوحة الكتب".

ومن هذه المرثية أيضًا:

سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه *** لما تخطّفت بالخطّيّـة السـلب

ما زلت تصطحب الجلّى إذا نزلت *** قلبًا جميعًا وعزمًا غير منشعب

وقد حلبت لعمر الدّهر أشطره *** تمطـو بهمّة لا وان ونصب

وقد قال الثعالبي: "… وكان الشعر أقل خلاله لعظم قدره، وارتفاع حاله". ومما أنتجته قريحته أيضًا قوله في الغزل:

غزال غير وحشي *** حكى الوحشي مقلته

رآه الورد يجني الور *** د فاستكساه حلته

وشم بأنفه الريحا *** ن فاستهداه زهرته

وذاقت ريقه الصهبا *** ء فاختلسته نكهته

الخصائص.. وأصول النحو:

الونشريس

ما إن يذكر ابن جني حتى يشرد الذهن عفو الخاطر إلى كتابه الشهير "الخصائص"، وبالمثل إذا كان الحديث عن "الخصائص" فإنه يذهب إلى مؤلفه ابن جني، والخصائص هذا هو أجلّ تآليف ابن جني التي أبر بها على المتقدمين وأعجز المتأخرين، والتي عناها في بائيته بقوله:

تناقلها الرواة لها *** على الأجفان من حدب

فيرتع في أزاهرها*** ملوك العجم والعرب

فمن مغن إلى مدنٍ *** إلى مثنٍ إلى طرب

وهو كتاب في أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه، احتذى ابن جني في مباحثه النحوية منهج الحنفية في أصول الفقه، وقد بناه على اثنين وستين ومائة بابا، تبدأ بباب القول على الفصل بين الكلام والقول، وتنتهي بباب في المستحيل وصحة قياس الفروع على فساد الأصول، وقد أهداه لبهاء الدولة البويهي، الذي ولي السلطنة من سنة تسع وسبعين وثلاثمائة إلى ثلاث وأربعمائة من الهجرة، وذلك بعد وفاة أستاذه أبي علي الفارسي (ت 377هـ).

والكتاب وإن كان يبحث في خصائص اللغة العربية، وتهتم أغلب مباحثه بما يخص فلسفة تلك اللغة ومشكلاتها، إلا إنه اشتمل أيضا على أبواب من شأنها أن تخرج عن هذا النطاق، وذلك كبحثه في الفرق بين الكلام والقول، وبحثه في أصل اللغة: إلهام هي أم اصطلاح؟ وغيرها، وفي ذلك يقول ابن جني: "… وليكون هذا الكتاب ذاهبًا في جهات النظر؛ إذ ليس غرضنا فيه الرفع والنصب والجرّ والجزم؛ لأن هذا أمر فُرغ منه في أكثر الكتب المصنَّفة فيه، وإنما هذا الكتاب مبنيّ على إثارة معادن المعاني، وتقرير حال الأوضاع والمبادئ، وكيف سرت أحكامها في الأحناء والحواشي…".

ومما يُعد من النوادر في كتابه هذا مثل هذه الأبواب: الباب الخامس والأربعون بعد المائة في القول على فوائت الكتاب لسيبويه، الباب الحادي والخمسين بعد المائة فيما يؤمنه علم العربية من الاعتقادات الدينية، الباب الثامن والخمسين بعد المائة في سقطات العلماء.

وقد طبع الخصائص لأول مرة في مصر سنة (1331هـ/ 1913م) (جزء منه)، ثم طبع كاملاً بتحقيق الأستاذ محمد على النجار في ثلاثة أجزاء ما بين (1952 و1955م)، مع مقدمة جليلة، وضح فيها أثر الكتاب في أعمال النحويين من بعده، وقد عقد فصلاً نبه فيه إلى كثرة النصوص التي نقلها عنه ابن سيده بلا عزو، حتى إنه استعار عبارته ذاتها في وصف حاله فقال: (فوجدت الدواعي والخوالج قوية التجاذب… إلخ).

وفي عام سبعة وتسعين وتسعمائة وألف من الميلاد أصدر معهد المخطوطات العربية في القاهرة (الفهارس المفصلة لابن جني)، وكانت الحلقة الأولى ضمن سلسلة (كشافات تراثية) صنعه د. عبد الفتاح السيد سليم، ويضم ستة عشر فهرسًا، منها: إحدى وتسعين مسألة في أصول اللغة، وخمس وخمسين مسألة في العلل النحوية، وإحدى وثمانين مسألة في اللغات، وأيضا فهرس الآيات المحتج بها في الخصائص وهي ست وعشرين وثلاثمائة أية، وكذلك فهرس الكتب المذكورة في الكتاب، وهي إحدى وثلاثين كتابًا، وفيه أيضا ما يختص بنقوله عن العلماء في الكتاب، وكان ذلك في ثمان وتسعين وثلاثمائة مسألة، الغالب منها عن شيخه أبي علي الفارسي، ثم عن سيبويه والأخفش والأصمعي والمازني وأبي زيد والفراء والمبرد والخليل وثعلب والكسائي، وغيرهم.

مؤلفاته:

في معجمه أورد ياقوت إجازة كتبها ابن جني لأحد تلاميذه، وهو الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن نصر، وذلك في آخر جمادى الآخرة من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة من الهجرة، أي قبل وفاته بنحو ثماني سنوات، أورد فيها معظم تواليفه إن لم يكن كلها، وقد جاء في أولها: "قد أجزت للشيخ أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن نصر -أدام الله عزه- أن يروي عني مصنفاتي وكتبي مما صححه وضبطه عليه أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري -أيد الله عزه- عنده منها…"، ثم ذكر من الكتب التالية:

الخصائص – التمام في تفسير أشعار هذيل مما أغفله السكري – سر الصناعة – تفسير تصريف المازني – شرح المقصور والممدود لابن السكيت – تعاقب العربية – تفسير ديوان المتنبي الكبير، ويسمى الفسْر – تفسير معاني ديوان المتنبي، وهو شرح ديوان المتنبي الصغير – اللمع في العربية – مختصر التصريف المشهور بالتصريف الملوكي – مختصر العروض والقوافي – الألفاظ المهموزة – المتقضب – تفسير المذكر والمؤنث ليعقوب (ذكر أنه لم يتمه)… إلخ.

هذا وغيره مما لم نرد حصره، وقد ذكر ياقوت أن له كتبًا أخرى لم تتضمنه هذه الإجازة منها: كتاب المحتسب في شرح الشواذ، وكتاب تفسير أرجوزة أبي نواس، وكتاب تفسير العلويات وهي أربع قصائد للشريف الرضي كل واحدةٍ في مجلدٍ، وهي قصيدة رثى بها أبا طاهر إبراهيم ابن نصر الدولة أولها:

ألق الرماح ربيعة بن نزار *** أودى الردى بقريعك المغوار

ومنها قصيدته التي رثى بها الصاحب بن عبادٍ، وأولها:

أكذا المنون تقطر الأبطالا *** أكذا الزان يضعضع الأجيالا

وقصيدته التي رثى بها الصابئ أولها:

أعلمت من حملوا على الأعواد *** أرأيت كيف خبا زناد النادي

وكتاب البشرى والظفر صنعه لعضد الدولة ومقداره خمسون ورقةً في تفسير بيتٍ من شعر عضد الدولة.

أهلاً وسهلاً بذي البشرى ونوبتها *** وباشمال سرايانا على الظفر

وكتاب رسالةٍ في مد الأصوات ومقادير المدات كتبها إلى أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري مقدارها ست عشرة ورقةً بخط ولده عالٍ: كتاب المذكر والمؤنث، كتاب المنتصف، كتاب مقدسات أبواب التصريف، وكتاب النقض على ابن وكيعٍ في شعر المتنبي وتخطئته، كتاب المغرب في شرح القوافي، كتاب الفصل بين الكلام الخاص والكلام العام، كتاب الوقف والابتداء كتاب الفرق، كتاب المعاني المجردة، كتاب الفائق، كتاب الخطيب، كتاب الأراجيز، كتاب ذي القد في النحو، وكتاب شرح الفصيح، وكتاب شرح الكافي في القوافي وجد على ظهر نسخةٍ ذكر ناسخها أنه وجده بخط أبي الفتح عثمان بن جني -رحمه الله- على ظهر نسخة كتاب المحتسب في علل شواذ القراءات.

وفاته:

في بغداد، وفي خلافة القادر، وتحديدًا يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر، سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة من الهجرة (392هـ) رحل ابن جني عن دنيا الناس، تاركًا مؤلفاته وذخائره العلمية تتحدث عنه، وتحييه بينهم من جديد.

المراجع:

– اليافعي: مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان (1/394).

– ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (1/457).

– الثعالبي: يتيمة الدهر (1/33).

– ياقوت الحموي: معجم الأدباء (2/1).

– الباخرزي: دمية القصر وعصرة أهل العصر (1/230).

– ابن خلكان: وفيات الأعيان (3/246).

– ابن الجوزي: المنتظم (4/297).

– الذهبي: سير أعلام النبلاء (17/17).

– الذهبي: العبر في خبر من غبر (1/172).

– الذهبي: تاريخ الإسلام (6/370).

– الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد (5/163).

– ابن كثير: البداية والنهاية (11/379).

– الباباني: هدية العارفين (1/345).

– ابن النديم: الفهرست (1/95).

– القنوجي: أبجد العلوم (3/32).

– الزركلي: الأعلام (4/204).

– رحاب خضر عكاوي: موسوعة عباقرة الإسلام (3/100).

– موقع الموسوعة العربية العالمية.

منقول للفائدة




رد: ابن جنّي

شكرا لك عزيزتي على الموضوع المميز …………..




رد: ابن جنّي

شكرا لك على موضوع المتميز




رد: ابن جنّي

بارك الله فيك … موضوع قيم ..شكرا لك




رد: ابن جنّي

بوووركتـــــي أختــــــــــي




التصنيفات
أدباء و شعراء

مولود فرعون

مولود فرعون


الونشريس

مولود فرعون (1913-1962)ولد في قرية تيزي هيبل بولاية تيزي وزو بالجزائر يوم 18 مارس 1913 ميلادي من عائلة فقيرة اضطر فقرها أباه إلى الهجرة مرات عديدة بحثاً عن العمل, لكن هذا الفقر لم يصرف الطفل ولا أسرته عن تعليمه, فالتحق بالمدرسة الابتدائية في قرية تاوريرت موسى المجاورة, فكان يقطع مسافة طويلة يومياً بين منزله إلى مدرسته سعياً على قدميه في ظروف صعبة, فتحدى ‘"مولود فرعون’" ظروفه القاسية والمصاعب المختلفة بمثابرته واجتهاده وصراعه مع واقعه القاتم الرازح تحت نير الاستعمار الفرنسي, وبهذا الصراع استطاع التغلب على كل المثبطات والحواجز مما أهله للظفر بمنحة دراسية للثانوي بتيزي وزو أولا ً وفي مدرسة المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة بعد ذلك, ورغم وضعه البائس تمكن من التخرج من مدرسة المعلمين’ واندفع للعمل بعد تخرجه, فاشتغل بالتعليم حيث عاد إلى قريته تيزي هيبل التي عين فيها مدرساً سنة 1935 ميلادي في الوقت الذي بدأ يتسع فيه عالمه الفكري وأخذت القضايا الوطنية تشغل اهتمامه.و هذا وكما أعطى من علمه لأطفال قريته أعطى مثيلا له في القرية التي احتضنته تلميذا ًقرب قرب مسقط رأسه بأقل من ثلاثة كيلومترات, وهي قرية تاوريرت موسى التي التحق بها معلما سنة 1946 في المدرسة نفسها التي استقبلته تلميذاً, وعين بعد ذلك سنة 1952 ميلادي في إطار العمل الإداري التربوي بالأربعاء ناث ايراثن أما في سنة 1957 ميلادي فقد التحق بالجزائر العاصمة مديراً لمدرسة (نادور) (في المدنية حالياً) كما عين في 1960 ميلادية مفتشاً لمراكز اجتماعية كان قد أسسها أحد الفرنسيين في 1955 ميلادية وهي الوظيفة الأخيرة التي اشتغل فيها قبل أن يسقط برصاص الغدر والحقد الاستعماري في 15 مارس 1962 ميلادي, حيث كان في مقر عمله, مهموماً بقضاياً العمل وبواقع وطنه خاصة في المدن الكبرى في تلك الفترة الانتقالية حين أصبحت عصابة منظمة الجيش السري الفرنسية المعروفة ب(أويس) تمارس جرائم الاختطاف والقتل ليلا ونهاراً, حيث اقتحمت مجموعة منها على "’مولود فرعون"’ وبعض زملائه في مقر عملهم, فيسقط برصاص العصابة ويكون واحداً من ضحاياها الذين يعدون بالألوف, فتفقد الجزائر بذلك مناضلاً بفكره وقلمه.
مؤلفاته

– (أيام قبائلية) ويتكلم فيه عن عادات وتقاليد المنطقة- (أشعار سي محند) – (نجل الفقير) كتبها في شهر أفريل سنة1940م – (الذكرى) – (الدروب الوعرة) – (الأرض الدم) – مجموعة رسائل ومقالات ذات الطابع الشخصي وكلها تتكلم عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار, والمحاولات العديدة لطمس هويته من تجهيل ونشر للمسيحية

من أقواله

(أكتب بالفرنسية, وأتكلم بالفرنسية, لأقول للفرنسيين, أني لست فرنسياً).




رد: مولود فرعون

خاااالص تقديري