التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

تفسير الاية 151-152 من سورة الانعام

تفسير الاية 151-152 من سورة الانعام


الونشريس

السلام عليكم

الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :
شريط مفرغ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (آل عمران :102 ) ،{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء:1 )، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.} ( الأحزاب : 70 – 71 ) .

ألا وإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

أما بعد :

فسوف أفسِّر لكم بعض الآيات من سورة الأنعام ألا وهي قول الله تبارك وتعالى :

{ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( الأنعام :151 – 153 ) .

كان العرب في الجاهلية يُحلِّلون ويٌحرّمون بأهوائهم وبجهلهم وبضلالهم؛ كانوا يعبدون الأوثان، ويتقربون إليها بالقرابين من الأنعام والحرث والأولاد، فأنكر الله تبارك وتعالى عليهم هذا الشرك، وأنكر عليهم هذه التشريعات؛ يُحلّلون ويحرِّمون كما شاءوا بجهلهم وضلالهم ! قال الله تبارك وتعالى : { مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }

(المائدة : 103) .

البحيرة : الناقة يُمنَع درّها فلا تُحلَب إلا للطواغيت وسدنتها .

والسائبة : هي التي يسيبونها فلا يحمل عليها أحد شيئا؛ يسيبونها من أجل الأصنام والأوثان.

والوصيلة : هي الناقة البكر تلد أنثى ثم تلد أنثى وليس بينهما ذكر، فيسيبونها لطواغيتهم. والحام : الفحل من الإبل يضرب الضراب المعيّن، ثم بعد ذلك يُطلق سراحه فلا يُحمل عليه ولا يُركَب من أجل الأوثان، فأنكر الله ذلك وقال: ما شرع الله ذلك بل حرمه وهذا كذب وافتراء على الله عز وجل، { وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا } ( الأنعام : 139 ) يحِلُّون لأنفسهم ما يشاءون ويحرِّمون على نسائهم ما يشاءون؛ من أمهاتهم وبناتهم وزوجاتهم -والعياذ بالله- .

وتشريعات أخرى أنكرها الله تبارك وتعالى عليهم، ومنها قول الله تبارك وتعالى :

{ قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ } ( الأنعام : 145 ) .

هذا الذي ورد في الكتاب، ثم أضاف الله بعد ذلك على لسان رسوله تحريم أكل الحمر الأهلية، وأكل كل ذي ناب من السباع، وأكل كل ذي مخلب من الطير .

وفي الحديث عن ابن عباس الونشريس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير)([1]) وكل ذلك من تشريع الله سبحانه وتعالى .

ثم قال الله تبارك وتعالى في هذه الآيات : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } لا آباؤكم ولا أجدادكم، وإنما الله هو الذي يمتلك حقّ التحليل والتحريم والتشريع وحده سبحانه وتعالى؛ إذ هو الربّ الخالق، البارئ، المصوِّر، الذي خلق هذا الكون ودبّره، وخلق الجنّ والإنس لعبادته، فالحقّ التشريعي له سبحانه وتعالى، فحرّم الشرك به؛ أول المحرمات وأعظمها وأخطرها : الشرك بالله تبارك وتعالى؛ ذلكم الذنب العظيم الذي تهتزّ له السماوات والأرض، بل تكاد تتفطّر وتكاد تنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّاً منه، ذلكم الذنب الذي لا يغفره: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } (النساء : 116) { وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }( الحج : 31 )، فهذا ذنب لا يُغفَر، فيجب على البشرية جميعا أن يخلصوا الدين لله وأن يعبدوه وحده وأن يحققوا الغاية التي خلقهم من أجلها .

{ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً }

شيئا من الأشياء؛ يعني (شيئا) مفعولا؛ فلا تشركوا بالله شيئا من الأشياء، لا من الملائكة ، ولا من الأنبياء، ولا من الأوثان، ولا من الأشجار، ولا الشمس ولا القمر، ولا شيئا من المعبودات التي يعبدها الناس على اختلاف مللهم ونحلهم .

أو : لا تشركوا به شيئا من الشرك، و (شيئا) على هذا مصدر؛ لا تشركوا به شيئا من الأشياء، من كل ألوان الشرك صغيره وكبيره .

{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }

الوالدان لهما حقّ عظيم؛ لذا يقرن الله حقهما بحقه في آيات كثيرة، واعتبر العقوق من أكبر الكبائر؛ لأنه نكران للمعروف ونكران للجميل، كما قال الله تبارك وتعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } ( الإسراء : 23 – 24 ) .

يعني منّة عظيمة للوالدين عليك، وأيادٍ بيضاء، لا تستطيع أن تكافئهما مهما أطعتهما ومهما بالغت في البرّ والإحسان إليهما، إلا أن تجد أحدهما مملوكا فتشتريه فتعتقه كما جاء في الحديث، أما لو بذلت ما بذلت من البرّ والإحسان إلى أبويك والطاعة لهما، والإكرام لهما، والتواضع لهما، فلن تبلغ شكرهما .

فيجب أن يعرف المسلم حقّ أبويه، قال تعالى:{ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } ( لقمان : 14 )، قرن شكرهما بشكره سبحانه وتعالى .

كثير من الناس يتهاون في حقّ أبويه -مع الأسف الشديد- وينسى ذلك المعروف العظيم، يعني من الحمل إلى الولادة…المتاعب والمشقات، إلى كدّ الأب عليه وبرِّه به ورأفته به والإنفاق عليه، إلى أن يكبر ، ثم في الأخير ينسى أبويه ! هذا بلاء والعياذ بالله، ونكران للجميل والمعروف، ومن أحطّ أنواع نكران الجميل والمعروف .

فلابدّ من الإحسان إليهما، {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } : أحسنوا بالوالدين إحسانا؛ (إحسانا) مفعول لفعل محذوف، تأكيدٌ لهذا الفعل .

الإحسان ما هو ؟ كل ما يطلق عليه إحسان لابدّ أن تبذله لأبويك؛ استخدم كل ما تستطيع من إحسان وإكرام لأبويك .

{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ }

كان هناك في الجاهلية عادة خبيثة؛ يقتل ولده خشية الإملاق سواء كان ذكرا أو أنثى، أو يقتل البنت خشية العار ! {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} (النحل :58 ) والعياذ بالله، كانوا يأنفون من البنات ويقتلونهنّ خشية العار، يئدوهنّ وهنّ أطفال لا ذنب لهنّ : { وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }( التكوير : 8 – 9 ) يُسأل القاتل الذي وأد فلذة كبده؛ يسأل الموؤودة تنكيلاً به وتشهيرا به في ارتكابه لهذا الذنب.

والله تبارك وتعالى أكرم المرأة في الإسلام إكراما عظيما، وقد كانت من سقط المتاع، وكانت تمتهن، تورث ولا ترث ويعضلها الرجل ويتحكم فيها فيتزوجها ويطلق ويرجِّع، ويطلق ويرجِّع، وكم أهينت المرأة في الجاهلية وفي الجاهليات كلّها فأكرمها الإسلام وجعلها ترث وتورث، وأمًّا تُبرّ، وابنة تُحتَرم، وأختا توصل، وهكذا رفع من شأنها، ولكن أعداء الإسلام لا يرون هذا الإحسان إلى المرأة في الإسلام، فيشيرون من قريب أو من بعيد إلى أن الإسلام قد هضم المرأة – قاتلهم الله – !

أما المساواة التي يريدونها -والعياذ بالله- فهي ليست من العدل : { قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَــدْراً } ( الطلاق : 3 )، والله تبارك وتعالى أعطى للرجال على النساء درجة، وكلّف الرجل بالإنفاق عليها وإسكانها ورعايتها وحمايتها وإلى آخره، فهي في راحة وهناء .

وإذا قارنت بين وضعها حتى الآن في بلدان غير بلاد المسلمين؛ المرأة لا تزال ممتهنة، بينما المرأة في الإسلام محجبة، محترمة، يعولها زوجها أو أبوها أو أخوها؛ يكفلها الرجل حماية لها وصيانة لها .

{ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ }

يعني من الفقر؛ يعني لا تقتل ولدك ولو كنت فقيرا وتعيش في غاية من الفقر لتتخلص منه، يعني تخاف يشاركك في رزقك -والعياذ بالله- ! .

وقال في آية الإسراء : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } فلا تقتله؛ لا خشية إملاق -إذا كنت غنيا وفي حال السعة ترقبا للفقر-، ولا تقتله وأنت فقير، حماية وصيانة من هذه الوحشية التي كانت تمارس في تلك الجاهلية الجهلاء والعياذ بالله .

فيحمي الإسلام المرء صغيرا وكبيرا ويصونه، وهذا من فضل الله ورحمته سبحانه وتعالى بعباده؛ بالأطفال والنساء والأيتام وإلى آخره، كل ذلك تحدث عنه القرآن والسنة، حتى بالحيوانات كما قال صلى الله عليه وسلم: ( عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )([2]) فكيف بالبشر ؟! كيف ببني الإنسان ؟! الذي كرمه الله : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } (الإسراء :70 ) .

قال تعالى: { نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } قدّم رزق الآباء هنا؛ لأنهم في حال الفقر، فقدم ذكرهم وذكر رزقهم على رزق الأبناء، وفي سورة الإسراء قال : { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} يقدم الأهم فالأهم .

وقوله : { وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }

حماية للمجتمعات من الفواحش والرذائل والعياذ بالله؛ لأن الله خلق الناس لعبادته وطاعته، وشرّع لهم التشريعات لتكون المجتمعات في غاية النظافة والنزاهة والحياة الكريمة، ليست الحياة الجاهلية؛ سواء الجاهلية المتوحشة أو هذه الجاهلية المتحللة والعياذ بالله، يريد للبشر -الذين كرمهم الله- أن يحيوا حياة طيبة كريمة لا فحش فيها ولا فواحش، لا فحش اللسان ولا فحش الجوارح والقلوب، والعياذ بالله .

{ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ } فضلا عن ممارستها ،نهاك عن قربانها ،والنهي عن ممارستها والوقوع فيها أولى وأولى، فإذا نهاك عن قربانها؛ يعني الدندنة حول الشيء ، فكيف بالوقوع فيها والعياذ بالله ؟!

{ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } ما يخفى منها وما يُعلَن، لا تقربوا الفواحش؛ منها الزنا والعياذ بالله ومقدماته؛ لا تقربوها، والنظر مقدمة للوقوع في هذه الفاحشة، فأمر الله تبارك وتعالى بغضّ الأبصار من الجانبين؛ من الرجال والنساء : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} ( النور : 30 )؛ يعني هذا سدّ لذرائع الزنا والفواحش، { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} ( النور : 31 )، كل هذا لسدّ الذرائع إلى الوقوع في الفواحش لتبقى المجتمعات التي تؤمن بالله نظيفة طاهرة من الفواحش الظاهرة والخفية :{ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } .

{ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ }

حماية للدماء التي يستبيحها البشر إذا تمردوا على شرائع الله عز وجل واستباحوا لأنفسهم سفك الدماء وارتكاب الفواحش، وهذه توجد في المجتمعات الجاهلية .

أما الإسلام فإنه يصون الأعراض ويحفظ الدماء ويحميها، { وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ }، { مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } ( المائدة : 32 )، { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } (النساء : 93) : حماية، وعيد شديد؛ يعني بيان فظاعة القتل، الذي يقتل نفسا واحدة فكأنما قضى على الإنسانية كلها: { فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً }، وشرع القصاص من أجل ذلك { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى } الآية . (البقرة : 187)، فأيّ حماية للدماء مثل هذه الحماية ؟!.

وقوله : { إِلاَّ بِالْحَقِّ } ؛يعني لا تقتلوها بحال من الأحوال إلا بالحقّ؛ وهو أن يَقتُل فيُقتَل، يُقاد منه، أو يرتكب وينتهك حرمة الإنسان، فيزني وهو مُحصَن فيُقتَل، أو يرتدّ عن دين الإسلام، يفتح بابا للشرّ على الإسلام فيرتدّ، فيُقتَل كما في الحديث : (لا يحلّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة )([3])، فهذا هو الحقّ الذي يستحقّ أن يُقتَل؛ أن تقتل هذه النفس التي حرم الله قتلها؛ لأنها هي انتهكت حرمات الله تبارك وتعالى، فيعدو على نفس مسلمة فيقتلها، أو نفس حماها الإسلام بالعهد فيقتلها؛ لأن نفس المسلم ونفس الذمّي محرّمة، لأنه في ذمّة الله وذمّة رسوله فلا نخفر ذمّة الله عز وجل فنقتل الذمّي : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما)([4]) هذا احترام لنفس المسلم ولنفس من يأوي ويعيش في ظلّ الإسلام وفي ذمّة المسلمين، هل يوجد دين كهذا ؟! الله أكبر، ما أعظم الإسلام .

{ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

الإشارة ترجع إلى هذه الأمور التي سلفت؛ من تجنب الشرك بالله تبارك وتعالى، ومن تجنب عقوق الوالدين، والقيام ببرهما، ومن قتل الأبناء، ومن قتل النفس، الإشارة تعود إلى هذه الخمس { ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ } والوصية هي الأمر المؤكد اللازم الذي يجب القيام به، { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } تعقلون الأمور وتدركون الأخطار التي تترتب على ارتكاب هذه الجرائم، وتدركون الفوائد العظيمة من التزام تشريع الله تبارك وتعالى تجاه هذه الأمور .

{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }

انظر كيف يعتني الإسلام باليتيم؛ لا تقربوا مال اليتيم في حال من الأحوال، إلا بالخصلة التي هي أحسن، وهي رعاية ماله وحفظه وتنميته، وبعضهم يفسر { بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } بالتجارة فيه، لينمو، ويحرِّم عليك أن تأكل من مال اليتيم شيئا، والوصي عليه إن كان غنياً فليستعفف، وإن كان فقيراً فليأكل بالمعروف : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }(النساء :10) وأوصى الله باليتيم في آيات كثيرة؛ انظروا هذه الرحمة في الإسلام والعناية بالكبير والصغير، والعناية بكل مخلوقات الله عز وجل ولا سيما اليتيم : { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ } ( الضحى : 9- 10 ) { أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } ( الماعون : 1- 2 ) أي لا يحترمه، يهينه ويدفعه بعنف، فيدخل في الويل وهذا الوعيد الشديد -والعياذ بالله- فلابد من الرحمة والرأفة باليتيم والعناية به، والذي يعول يتيما يُبعث مع رسول الله، يقيم معه في الجنة : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) . وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا)([5]) عليه الصلاة والسلام، كافل اليتيم؛ تكفل يتيما لك أو لغيرك تنال منزلة عظيمة وجزاء عظيماً عند الله عز وجلّ، والوعيد الشديد على من لا يحترمه ويأكل ماله أو يهينه، ويل له إن أهانه والنار له إن أكل ماله .

ثم يقول تعالى: { وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ }؛ {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}

( الأعراف : 85 )، لابد من العدل، سواء أخذت أو أعطيت، لابد من العدل .

{ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }؛ يعني إذا اجتهدت غاية الاجتهاد على أن لا تخسر الميزان أو الكيل؛ اجتهدت فحصل خلل؛ نقص من حيث لا تدري، فلا يؤاخذك الله به لأن التكاليف كلها مقيدة بالقدرة والطاقة؛ فالذي يخرج عن طاقة الإنسان لا يكلِّفه الله به : { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }في هذه الآية وفي غيرها : { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } ( البقرة : 286 )، { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }( الحج : 78 )؛ فالتكاليف في حدود القدرة والطاقة، فيجتهد الإنسان ويبذل أقصى وسعه في أن لا يظلم هذا الإنسان الذي يتعامل معه، سواء أخذ منه؛ كال له أو اكتال منه، يحرص أن يكون مقسطا في ذلك، عادلا في ذلك، فإن غُلِب على أمره من حيث لا يدري فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، أما أن يتعمد فالله أكبر : { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ }( المطففين : 1-3 ) حتى لو كان كافرا أوف له الكيل؛ لو كان كافرا فضلا عن المسلم، فلابد أن تتعامل بالعدل مع كل الناس في الأقوال والأفعال، فقوله : { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}؛ يعني إذا اجتهد الإنسان وبلغ أقصى طاقته في التحرز من الوقوع في الإثم، ونقص من يتعامل معه بكيل أو وزن أو نحو ذلك، ثم حصل زيادة حبة أو حبتين من حيث لا يدرك الإنسان أنه نقص أو زاد لنفسه فإنه لا يؤاخذ به؛ لأن الله لا يؤاخذك إلا بما تعمدت فيه، أما الخطأ والنسيان فمرفوع عن هذه الأمة .

ثم يقول تعالى : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ }

انظروا ! الآية السابقة في الفعل وهنا في القول؛ إذا قلت فاعدل سواء في الإخبار والأخبار أو في الشهادة، أو في الجرح والتعديل، أيّ قول تقوله فاعدل فيه، تكليف من الله تبارك وتعالى بهذا العدل، الذي قامت عليه السماوات والأرض، فلابد من العدل؛ إذا قلت فاعدل، والله تعالى يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا } ( النساء : 135 )، الله أكبر ! فالعدل في القريب والبعيد، العدل في القول في أيّ مقام من المقامات وفي أيّ حال من الأحوال، بالنسبة للعدو والصديق ، والكافر والمسلم، لابد من العدل، فإن العدل واجب في كل حال، وعلى كل حال، ولكل أحد وعلى كل أحد .

العدل أمر عظيم، لا يحملنّك شفقة على قريب أو التعصب له أن تقول غير العدل، ولا يحملنّك شدّة العداوة والشنآن للعدوّ أن تتجاوز العدل، لابد من العدل، وإذا ظلمتَ كافرا، فاسقا، مجرما لإجرامه، واستجزتَ أن تظلمه ولا تقيم فيه ميزان الله العدل فإنك تحاسب على هذا؛ لأن الله هو العدل سبحانه وتعالى، الذي تنـزه عن الظلم، ولا يرضى أن تظلم أحدا مهما كان، لا بقول ولا بفعل، لا في مال ولا في عرض .

تشهد على قريبك ولو كان أبوك، تقوم بالقسط، وتشهد للعدو إذا كان له حقّ مهما بلغ بالعداوة إذا كنت تعرف أن له حقّا على شخص وطُلب منك الشهادة، عليك أن تدلي بهذه الشهادة على وجه العدل ولو كان على أبيك .

الظلم للناس في أموالهم وأعراضهم هذا ديوان لا يترك، ذنب لا يُغفر وهو الشرك، وذنب لا يُترك وهو تظالم العباد فيما بينهم، حتى لو جاز المسلمون الصراط؛ المؤمنون الناجون لو جاوزوا الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار ليؤخذ لبعضهم البعض، فالله لا يترك هذا، ويأتي الإنسان بحسنات أمثال الجبال وهو المفلس، سماه رسول الله المفلس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) ([6]) هذا هو المفلس، فليصن الإنسان لسانه من الغيبة والنميمة والظلم وقول الباطل وشهادة الزور، كل هذه الأشياء تنافي العدل الذي شرعه الله تبارك وتعالى في القول .

ثم قال تعالى : { وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ }

الله أكبر ! رسول الله ضرب أروع الأمثلة في صلح الحديبية، عليه الصلاة والسلام، كان قد جاءه مندوب قريش وآخرهم سهيل بن عمرو واصطلحوا على هدنة عشر سنين ومن الشروط أن لا يدخلوا البيت في هذا العام، وأن لا يطوفوا ولا يسعوا، ومن ضمن الشروط المجحفة أن من ذهب إلى المدينة لابد أن يُعاد إلى مكة، ومن ذهب من المسلمين من المدينة إلى مكة لا يعود، فجاء أبو جندل ابن سهيل يرسف في القيود يقول: يا معشر المسلمين كيف أعود، كيف أرجع إلى هؤلاء فيفتنوني ؟! وسهيل يصرّ على أنه لابد أن يرجع، ورسول الله يتلطف به؛ يقول له : اترك هذا لي، يقول له: لا أتركه أبدا، ولن يبرم هذا العهد ولا ينفذ إلا إذا عاد هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جندل: ( أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد صالحنا هؤلاء القوم وجرى بيننا وبينهم العهد وإنا لا نغدر )([7]) هذا من الوفاء بالعهود :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ }( المائدة : 1 )، { إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }( الإسراء : 34 )

أمر العهود عظيم جدا في الإسلام، فلابد من الوفاء بالعهود سواء على مستوى الدول أو على مستوى الأفراد، وأولى الأمور بالوفاء عهد الله علينا: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }

(ياسين : 60 – 61 )

فنفي بعهد الله بأن نلتزم الإسلام، ونلتزم ما جاء في كتابه، وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، من الأوامر فننفذها، والنواهي فنجتنبها، ونجتنب كل ما حرم الله علينا سبحانه وتعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه )([8]) فنفي بعهد الله ونفي بالعهود؛ إذا كانت بيننا وبين دول أخرى يجب أن نوفي بها، وإذا كانت بين أفراد وأفراد، الإنسان يدخل في ذمّة المسلم؛ إذا دخل كافر حربي في ذمة امرأة أو عبد فإنه يلزم المسلمين جميعا أن يفوا بعهد هذه المرأة أو هذا العبد، انظروا إلى أي حد يحترم الإسلام العهود ؟!

{ وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

يؤكد ويكرر هذه الوصايا : ( ذالكم وصاكم )، ( ذالكم وصاكم )؛ يعني أمور حازمة، جازمة لابد أن نقوم بها، ولماذا يوصينا بهذا ؟ يوصينا لنتذكر، فندرك ونعتبر ونتّعظ وننزجر، هذه أمور عظيمة جدا يجب أن يرعاها المسلمون؛ أفرادا ومجتمعات .

ثم قال بعد ذلك :{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }

ويدخل في هذا الصراط المستقيم هذه الأمور التي وصانا الله بها؛ من توحيده وإخلاص الدين له، ومن اجتناب الشرك، ومن اجتناب العقوق، والقيام بالبرّ ومن، ومن ..إلى آخر الأشياء التي ذُكرت في هذه الوصايا؛ كلها داخلة في صراط الله المستقيم، وعلينا أن نتبعه { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ } وهذه الوصية باتباع الصراط جاءت في آيات كثيرة، بأساليب مختلفة، منها : الأمر بالاعتصام بحبل الله وأن لا نتفرق، وهنا قال { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } فنتبع صراط الله المستقيم، في عقائدنا وفي عباداتنا، وفي معاملاتنا، وفي مناهجنا وفي سياستنا، وفي كل أمر شرعه الله تبارك وتعالى؛ فإنه صراطه، وإنه عدله سبحانه وتعالى، ولن تستقيم للمسلمين حياة إلا إذا اتبعوا صراط الله المستقيم، وإلا فهي حياة منحرفة، وحياة حقيرة ودنيئة، حياة الذلّ والهوان، لعدم التزامنا وسلوكنا هذا الصراط المستقيم وعدم إتباعنا لمنهج الله الحقّ .

( وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ ) نهي عن التفرق ونهي عن الضلال: (وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) : كل الملل والنحل لا يجوز أن نتبع منها شيئا، طرق البدع والضلال لا نتبع منها شيئا، نلتزم صراط الله المستقيم، لا عوج فيه ولا أمتا، ( الصراط المستقيم ) هو المعتدل الذي يوصلك إلى الله تبارك وتعالى ومرضاته .

أما السبل الأخرى فكما جاء في حديث ابن مسعود وحديث جابر وغيرهما : قال : ( خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وقال : " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال : " هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه )([9]) فللشيطان سبل كثيرة؛ سبيل اليهود، سبيل النصارى، سبيل الوثنيين؛ المجوس، الهندوك، سبيل مشركي العرب آنذاك، ولمن بقي منهم على الشرك، سبل للروافض وللخوارج، للمعتزلة، للمرجئة، لاثنتين والسبعين فرقة، على كل سبيل منها شيطان يزينه ويزخرفه ويلمعه للسخفاء الذين لا يعقلون ولا يتبصرون ولا يتّعظون ولا يتذكرون !!

{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

انظروا ! قال في الوصية الأولى : ( لعلكم تعقلون ) ثم قال في الثانية : ( لعلكم تذكرون) ثم قال هنا : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، قال بعض العلماء وأظن منهم ابن عطية : لأنه إذا عقِل تذكر، وإذا عقل وتذكر حصلت التقوى؛ إذا عقل وصية الله وعمل بها، وإذا تذكر هذه الوصايا العظيمة واستفاد من هذه الذكرى، قاده ذلك إلى تقوى الله ومراقبته وخشيته، استقام على الصراط المستقيم، وأخذ بمواعظ الله ونصائحه ووصاياه، لابدّ أن يكون من أفضل المتقين إن شاء الله .

وفي هذه الآيات رعاية وحفاظ على مقاصد الشريعة والمصالح العظيمة ودرء المفاسد الكبرى؛ حفظ المال، حفظ النفس، حفظ النسب، وحفظ الدين.

فمن هذه المقاصد العظيمة:

– الحفاظ على الدين وحماية العقيدة، ولهذا شرع الجهاد لإعلاء كلمة الله، وحرّم الشرك وأوجب التوحيد وشرع الجهاد لتحقيق هذه الغاية؛ توحيد الله ونبذ الشرك بالله تبارك وتعالى .

– الحفاظ على الدماء، فحرّم قتل النفس وأوجب فيها القصاص .

– الحفاظ على المال: { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّام} (البقرة: 188 ) إلى آخره من الآيات التي حرمت الاعتداء على المال بأي شكل من الأشكال؛ لأن المال به قوام الحياة أو كما يقال : عصب الحياة، فلابد من حمايته .

– حماية الأعراض {وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } هذا لحماية الأعراض.

فهذه آيات عظيمة جامعة لمصالح الدين والدنيا، فلابد من العناية بها؛ فهما وتطبيقا .

نسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا وإيّاكم في دينه، وأن يوفقنا لالتزام شريعته، وأن يثبتنا عليها، وأن يجنبنا هذه المعاصي والكبائر ما ظهر منها وما بطن، إن ربنا لسميع الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

منقول للافائدة




رد: تفسير الاية 151-152 من سورة الانعام

الونشريس




التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

ابليس لعنة الله عليه ماذا تعرف عنه

ابليس لعنة الله عليه ماذا تعرف عنه


الونشريس

أصل التسمية

يعتقد أن أصل كلمة إبليس في اللغة العربية هو من الفعل بَلَسَ (بمعنى خَدَعَ)، عندها يكون معني إبليس هو الذي يبلس (يخدع) الآخرين.[1] وهناك أقوال أخرى تقول أن أصل الكلمة هو من اللغة الإغريقية لكلمة "Diabolos". [2]
خلقه

خُلق إبليس من نار كما يقول القرآن الكريم كسائر الجن، وكان يعبد الله مع جملة الملائكة ، إلا أنه كان يُخفي نزعته إلى التمرد والعصيان حتى أمره الله بالسجود لآدم مع الملائكة فأبى وأستكبر على أمر الله ، وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ سورة البقرة 34 ، وعلل عصيانه بقوله : " أنا خير منه ، خلقتني مِن نارٍ وخلقته من طين " ، وطلب من الله أن يمهله كي يغوي آدم ويغوي ذريته . فلُعن وطُرٍد من السماء. وأصبح عدوًا لبني آدم إلى يوم البعث، يوم يحشر البشر والجن أجمعين . يقول القرآن إن إبليس أقسم على غواية بني آدم أجمعين، وأنه لهم عدو مبين . وإبليس جني وهو الشيطان ، وكان الجن يسكنون الأرض قبل أن يسكنها البشر ، فأفسدوا فأهلكهم الله ، إلا إبليس فإنه آمن ، فجعله الله في جملة الملائكة .
تجسد الشيطان

يمكن أن يتجسد الشيطان في صورة إنسان أو حيوان ، وهذا مسلم به في الديانات .
هل إبليس من الملائكة

لم يكن إبليس من الملائكة حيث ما هو ملك ، وإنما كان من جملتهم ، لأن إبليس مخلوق من نار ، خلافاً للملائكة الذين خلقهم الله من نور ، و هو أصل البقية الباقية من الجن كما أن آدم أصل البشر.. قال عبد الله بن عباس : كان اسمه عزازيل وكان من أشرف الملائكة أولي الأجنحة الأربعة.[3]

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} (سورة الكهف-50

الشياطين هم كفار الجن ، قال الله تعالى عن إبليس اللعين : ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) الكهف/50 .
وذهب كثير من أهل العلم إلى أن إبليس هو أبو الجن كلهم : مؤمنهم وكافرهم ، فهو أصلهم وهم ذريته : نُقل هذا القول عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن البصري وغيرهم .
انظر : "تفسير الطبري" (1/507) ، "الدر المنثور" (5/402) .
وروي في ذلك حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/197) عن معاوية بن الحكم السلمي ، إلا أنه ضعيف جدا ، تفرد به طلحة بن زيد القرشي الذي قال فيه علي بن المديني : كان يضع الحديث . انظر "تهذيب التهذيب" (5/16) .
وقد أطلق شيخ الإسلام على إبليس أنه " أبو الجن " في أكثر من موضع ، انظر "مجموع الفتاوى" (4/235،346) ، وكذا تلميذه ابن القيم ، ثم الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/369) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" (9/370-371) – :
" والشيطان هو أبو الجن عند جمعٍ من أهل العلم , وهو الذي عصى ربه واستكبر عن السجود لآدم , فطرده الله وأبعده " انتهى .
وجاء في "فتاوى نور على الدرب" للشيخ ابن عثيمين ( الجن والشياطين/سؤال رقم/2) :
" لا شك أن إبليس هو أبو الجن ؛ لقوله تعالى : ( وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ) . وقوله عن إبليس وهو يخاطب رب العزة سبحانه وتعالى : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) . وقوله تعالى : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو ) .
فهذه الأمور أدلتها واضحة أن الشيطان له ذرية ، وأن الجن ذريته . ولكن كيف يكون ذلك ؟ هذا ما لا علم لنا به ، وهو من الأمور التي لا يضر الجهل بها ، ولا ينفع العلم بها . والله أعلم " انتهى .
ولمزيد الفائدة راجع جواب السؤال رقم (13378) .
والله أعلم .




التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

تفسير جزء عم

تفسير جزء عم


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أقدم لكم إخوتي الكرام تفسير جزء عم


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
تفسير جزء عم.zip‏  179.8 كيلوبايت المشاهدات 6


رد: تفسير جزء عم

شكرا يعطيك الف خير*.


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
تفسير جزء عم.zip‏  179.8 كيلوبايت المشاهدات 6


رد: تفسير جزء عم

جزاك الله خيرا اخي.**


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
تفسير جزء عم.zip‏  179.8 كيلوبايت المشاهدات 6


رد: تفسير جزء عم

الونشريس


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
تفسير جزء عم.zip‏  179.8 كيلوبايت المشاهدات 6


التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

اسرار وترتيب القران

اسرار وترتيب القران -سورةالفاتحة-


الونشريس

افتتح سبحانه كتابه بهذه السورة لأنها جمعت مقاصد القرآن، ولذلك كان من أسمائها‏:‏ أم القرآن وأم الكتاب والأساس.

فصارت كالعنوان وبراعة الاستهلال، قال الحسن البصري‏:‏ "إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن في المفصل ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة"
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على الله بما هو أهله وعلى التعبد والأمر والنهي وعلى الوعد والوعيد وآيات القرآن لا تخرج عن هذه الأمور.

قال الإمام فخر الدين‏:‏ "المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة‏:‏
الإلهيات والمعاد والنبوات وإثبات القضاء والقدر.
فقوله‏:‏ ‏{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}‏ يدل على الإلهيات
وقوله‏:‏ ‏{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}‏ يدل على نفي الجبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره
وقوله ‏{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}‏ إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله وعلى النبوات.

فقد اشتملت هذه السورة على المطالب الأربعة التي هي المقصد الأعظم من القرآن وقال البيضاوي‏:‏ "هي مشتملة على الحكم النظرية والأحكام العملية التي هي سلوك الصراط المستقيم والاطلاع على مراتب السعداء ومنازل الأشقياء".

وقال الطيبي‏:‏ "هي مشتملة على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين‏:‏
أحدها‏:‏ علم الأصول ومعاقدة معرفة الله عز وجل وصفاته وإليها الإشارة بقوله‏:‏ ‏{رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ}‏ ومعرفة المعاد وهو ما إليه بقوله‏:‏ ‏{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}‏

وثانيها‏:‏ علم ما يحصل به الكمال وهو علم الأخلاق وأجله الوصول إلى الحضرة الصمدانية والإلتجاء إلى جناب الفردانية والسلوك لطريقة الاستقامة فيها وإليه الإشارة بقوله‏:‏ ‏{أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}‏
قال‏:‏ وجميع القرآن تفصيل لما أجملته الفاتحة فإِنها بنيت على إجمال ما يحويه القرآن مفصلاً فإنها واقعة في مطلع التنزيل والبلاغة فيه‏:‏ أن تتضمن ما سيق الكلام لأجله ولهذا لا ينبغي أن يقيد شيء من كلماتها ما أمكن الحمل على الإطلاق".

وقال الغزالي في ‏[‏خواص القرآن‏]‏‏:‏ "مقاصد القرآن ستة ثلاثة مهمة وثلاثة تتمة الأولى‏:‏ تعريف المدعو إليه كما أشير إليه بصدرها وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى وهو الآخرة كما أشير إليه بقوله‏:‏ ‏{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}‏ والأخرى‏:‏ تعريف أحوال المطيعين كما أشار إليه بقوله ‏{الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ }‏ وتعريف منازل الطريق كما أشير إليه بقوله‏:‏ ‏{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}‏

<FONT face=Tahoma>




التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

تفسير سورة الفاتحة

تفسير سورة الفاتحة


الونشريس

سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنه افتتح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة..
هذه السورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن"(47)؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً"..
وهذه السورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنها رقية"(48) ..
وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخُطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات .، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: "الفاتحة"، يعني اقرؤوا الفاتحة؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله . وهذا أيضاً غلط؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتِّباع..

القرآن
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم)
التفسير:
قوله تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم }: الجار والمجرور متعلق بمحذوف؛ وهذا المحذوف يقَدَّر فعلاً متأخراً مناسباً؛ فإذا قلت: "باسم الله" وأنت تريد أن تأكل؛ تقدر الفعل: "باسم الله آكل"..
قلنا: إنه يجب أن يكون متعلقاً بمحذوف؛ لأن الجار والمجرور معمولان؛ ولا بد لكل معمول من عامل..
وقدرناه متأخراً لفائدتين:
الفائدة الأولى: التبرك بتقديم اسم الله عزّ وجل.
والفائدة الثانية: الحصر؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر، كأنك تقول: لا آكل باسم أحد متبركاً به، ومستعيناً به، إلا باسم الله عزّ وجلّ.
وقدرناه فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال . وهذه يعرفها أهل النحو؛ ولهذا لا تعمل الأسماء إلا بشروط
وقدرناه مناسباً؛ لأنه أدلّ على المقصود؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من لم يذبح فليذبح باسم الله"(49) . أو قال صلى الله عليه وسلم "على اسم الله"(50) : فخص الفعل..
و{ الله }: اسم الله رب العالمين لا يسمى به غيره؛ وهو أصل الأسماء؛ ولهذا تأتي الأسماء تابعة له..
و{ الرحمن } أي ذو الرحمة الواسعة؛ ولهذا جاء على وزن "فَعْلان" الذي يدل على السعة..
و{ الرحيم } أي الموصل للرحمة من يشاء من عباده؛ ولهذا جاءت على وزن "فعيل" الدال على وقوع الفعل.
فهنا رحمة هي صفته . هذه دل عليها { الرحمن }؛ ورحمة هي فعله . أي إيصال الرحمة إلى المرحوم . دلّ عليها { الرحيم }..
و{ الرحمن الرحيم }: اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى الأثر: أي الحكم الذي تقتضيه هذه الصفة..
والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية دلّ عليها السمع، والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتاب، والسنّة من إثبات الرحمة لله . وهو كثير جداً؛ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة الله..
هذا وقد أنكر قوم وصف الله تعالى بالرحمة الحقيقية، وحرّفوها إلى الإنعام، أو إرادة الإنعام، زعماً منهم أن العقل يحيل وصف الله بذلك؛ قالوا: "لأن الرحمة انعطاف، ولين، وخضوع، ورقة؛ وهذا لا يليق بالله عزّ وجلّ"؛ والرد عليهم من وجهين:.
الوجه الأول: منع أن يكون في الرحمة خضوع، وانكسار، ورقة؛ لأننا نجد من الملوك الأقوياء رحمة دون أن يكون منهم خضوع، ورقة، وانكسار..
الوجه الثاني: أنه لو كان هذا من لوازم الرحمة، ومقتضياتها فإنما هي رحمة المخلوق؛ أما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي تليق بعظمته، وجلاله، وسلطانه؛ ولا تقتضي نقصاً بوجه من الوجوه..
ثم نقول: إن العقل يدل على ثبوت الرحمة الحقيقية لله عزّ وجلّ، فإن ما نشاهده في المخلوقات من الرحمة بَيْنها يدل على رحمة الله عزّ وجلّ؛ ولأن الرحمة كمال؛ والله أحق بالكمال؛ ثم إن ما نشاهده من الرحمة التي يختص الله بها . كإنزال المطر، وإزالة الجدب، وما أشبه ذلك . يدل على رحمة الله..
والعجب أن منكري وصف الله بالرحمة الحقيقية بحجة أن العقل لا يدل عليها، أو أنه يحيلها، قد أثبتوا لله إرادة حقيقية بحجة عقلية أخفى من الحجة العقلية على رحمة الله، حيث قالوا: إن تخصيص بعض المخلوقات بما تتميز به يدل عقلاً على الإرادة؛ ولا شك أن هذا صحيح؛ ولكنه بالنسبة لدلالة آثار الرحمة عليها أخفى بكثير؛ لأنه لا يتفطن له إلا أهل النباهة؛ وأما آثار الرحمة فيعرفه حتى العوام، فإنك لو سألت عامياً صباح ليلة المطر: "بِمَ مطرنا؟"، لقال: "بفضل الله، ورحمته"..
مسألة:
هل البسملة آية من الفاتحة؛ أو لا؟
في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة..
أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: { مالك يوم الدين } قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: { إياك نعبد وإياك نستعين } قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم }… إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل"(51) ؛ وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول قراءة، ولا في آخرها"(52) : والمراد لا يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها..
أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: { إياك نعبد وإياك نستعين } وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن { الحمد لله رب العالمين }: واحدة؛ { الرحمن الرحيم }: الثانية؛ { مالك يوم الدين }: الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ { إياك نعبد وإياك نستعين }: الرابعة . يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ { اهدنا الصراط المستقيم } للعبد؛ { صراط الذين أنعمت عليهم } للعبد؛ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } للعبد..
فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد . وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه . وهي الرابعة الوسطى..
ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل..
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة . كما أن البسملة ليست من بقية السور..

القرآن
)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

التفسير:.
قوله تعالى: { الحمد لله رب العالمين }: { الحمد } وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛ قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عزّ وجلّ حمدَ محبةٍ، وتعظيمٍ؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمد أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و "أل" في { الحمد } للاستغراق: أي استغراق جميع المحامد..
وقوله تعالى: { لله }: اللام للاختصاص، والاستحقاق؛ و "الله" اسم ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه . أي المعبود حباً، وتعظيماً..
وقوله تعالى: { رب العالمين }؛ "الرب" : هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور؛ و{ العالمين }: قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ، وذلك من "أل" في قوله تعالى: { الحمد }؛ لأنها دالة على الاستغراق..
.2 ومنها: أن الله تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال"[53] ..
.3 ومنها: تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية؛ وهذا إما لأن "الله" هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط..
.4 ومنها: عموم ربوبية الله تعالى لجميع العالم؛ لقوله تعالى: (العالمين.. )

القرآن
(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
التفسير:.
قوله تعالى: { الرحمن الرحيم }: { الرحمن } صفة للفظ الجلالة؛ و{ الرحيم } صفة أخرى؛ و{ الرحمن } هو ذو الرحمة الواسعة؛ و{ الرحيم } هو ذو الرحمة الواصلة؛ فـ{ الرحمن } وصفه؛ و{ الرحيم } فعله؛ ولو أنه جيء بـ "الرحمن" وحده، أو بـ "الرحيم" وحده لشمل الوصف، والفعل؛ لكن إذا اقترنا فُسِّر { الرحمن } بالوصف؛ و{ الرحيم } بالفعل..

الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات هذين الاسمين الكريمين . { الرحمن الرحيم } لله عزّ وجلّ؛ وإثبات ما تضمناه من الرحمة التي هي الوصف، ومن الرحمة التي هي الفعل..
.2 ومنها: أن ربوبية الله عزّ وجلّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: { رب العالمين } كأن سائلاً يسأل: "ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ، وانتقام؛ أو ربوبية رحمة، وإنعام؟" قال تعالى: { الرحمن الرحيم }..

القـرآن
(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
التفسير:
قوله تعالى: { مالك يوم الدين } صفة لـ{ الله }؛ و{ يوم الدين } هو يوم القيامة؛ و{ الدين } هنا بمعنى الجزاء؛ يعني أنه سبحانه وتعالى مالك لذلك اليوم الذي يجازى فيه الخلائق؛ فلا مالك غيره في ذلك اليوم؛ و "الدين" تارة يراد به الجزاء، كما في هذه الآية؛ وتارة يراد به العمل، كما في قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين} [الكافرون: 6] ، ويقال: "كما تدين تدان"، أي كما تعمل تُجازى..
وفي قوله تعالى: { مالك } قراءة سبعية: { مَلِك}، و "الملك" أخص من "المالك"..
وفي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة؛ وهي أن ملكه جلّ وعلا ملك حقيقي؛ لأن مِن الخلق مَن يكون ملكاً، ولكن ليس بمالك: يسمى ملكاً اسماً وليس له من التدبير شيء؛ ومِن الناس مَن يكون مالكاً، ولا يكون ملكاً: كعامة الناس؛ ولكن الرب عزّ وجلّ مالكٌ ملِك..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات ملك الله عزّ وجلّ، وملكوته يوم الدين؛ لأن في ذلك اليوم تتلاشى جميع الملكيات، والملوك..
فإن قال قائل: أليس مالك يوم الدين، والدنيا؟
فالجواب: بلى؛ لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم؛ لأن الله تعالى ينادي: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فلا يجيب أحد؛ فيقول تعالى: {لله الواحد القهار} [غافر: 16] ؛ في الدنيا يظهر ملوك؛ بل يظهر ملوك يعتقد شعوبهم أنه لا مالك إلا هم؛ فالشيوعيون مثلاً لا يرون أن هناك رباً للسموات، والأرض؛ يرون أن الحياة: أرحام تدفع، وأرض تبلع؛ وأن ربهم هو رئيسهم..
.2 ومن فوائد الآية: إثبات البعث، والجزاء؛ لقوله تعالى: ( مالك يوم الدين )
.3 ومنها: حث الإنسان على أن يعمل لذلك اليوم الذي يُدان فيه العاملون..

القـرآن
)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
التفسير:
قوله تعالى: { إياك نعبد }؛ { إياك }: مفعول به مقدم؛ وعامله: { نعبد }؛ وقُدِّم على عامله لإفادة الحصر؛ فمعناه: لا نعبد إلا إياك؛ وكان منفصلاً لتعذر الوصل حينئذ؛ و{ نعبد } أي نتذلل لك أكمل ذلّ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعون أشرف ما في أجسامهم في موطئ الأقدام ذلاً لله عزّ وجلّ: يسجد على التراب؛ تمتلئ جبهته من التراب . كل هذا ذلاً لله؛ ولو أن إنساناً قال: "أنا أعطيك الدنيا كلها واسجد لي" ما وافق المؤمن أبداً؛ لأن هذا الذل لله عزّ وجلّ وحده..
و "العبادة" تتضمن فعل كل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه؛ لأن من لم يكن كذلك فليس بعابد: لو لم يفعل المأمور به لم يكن عابداً حقاً؛ ولو لم يترك المنهي عنه لم يكن عابداً حقاً؛ العبد: هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي؛ فـ "العبادة" تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أُمر به، وأن يترك كل ما نُهي عنه؛ ولا يمكن أن يكون قيامه هذا بغير معونة الله؛ ولهذا قال تعالى: { وإياك نستعين } أي لا نستعين إلا إياك على العبادة، وغيرها؛ و "الاستعانة" طلب العون؛ والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: { إياك نعبد }؛ وجه الإخلاص: تقديم المعمول..
.2 ومنها: إخلاص الاستعانة بالله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: { وإياك نستعين }، حيث قدم المفعول..
فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟(54) ..
فالجواب: أن الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ؛ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حياً قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2 ].
فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟
فالجواب: لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئاً؛ فكيف يعينه!!! وكما لو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الوليّ الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده: فهذا أيضاً شرك أكبر؛ لأنه لا يقدر أن يعينه وهو هناك..
فإن قال قائل: هل يجوز أن يستعين المخلوقَ فيما تجوز استعانته به؟
فالجواب: الأولى أن لا يستعين بأحد إلا عند الحاجة، أو إذا علم أن صاحبه يُسَر بذلك، فيستعين به من أجل إدخال السرور عليه؛ وينبغي لمن طلبت منه الإعانة على غير الإثم والعدوان أن يستجيب لذلك..

القـرآن
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)
التفسير:
قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }: { الصراط } فيه قراءتان: بالسين: {السراط} ، وبالصاد الخالصة: { الصراط }؛ والمراد بـ{ الصراط } الطريق؛ والمراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: { اهدنا الصراط المستقيم } تسأل الله تعالى علماً نافعاً، وعملاً صالحاً؛ و{ المستقيم } أي الذي لا اعوجاج فيه..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: لجوء الإنسان إلى الله عزّ وجلّ بعد استعانته به على العبادة أن يهديه الصراط المستقيم؛ لأنه لا بد في العبادة من إخلاص؛ يدل عليه قوله تعالى: { إياك نعبد }؛ ومن استعانة يتقوى بها على العبادة؛ يدل عليه قوله تعالى: { وإياك نستعين }؛ ومن اتباع للشريعة؛ يدل عليه قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }؛ لأن { الصراط المستقيم } هو الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
.2 ومن فوائد الآية: بلاغة القرآن، حيث حذف حرف الجر من { اهدنا }؛ والفائدة من ذلك: لأجل أن تتضمن طلب الهداية: التي هي هداية العلم، وهداية التوفيق؛ لأن الهداية تنقسم إلى قسمين: هداية علم، وإرشاد؛ وهداية توفيق، وعمل؛ فالأولى ليس فيها إلا مجرد الدلالة؛ والله عزّ وجلّ قد هدى بهذا المعنى جميع الناس، كما في قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس} [البقرة: 185] ؛ والثانية فيها التوفيق للهدى، واتباع الشريعة، كما في قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين} [البقرة: 2] وهذه قد يحرمها بعض الناس، كما قال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17] : {فهديناهم} أي بيّنّا لهم الحق، ودَلَلْناهم عليه؛ ولكنهم لم يوفقوا..
.3 ومن فوائد الآية: أن الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه} [الأنعام: 153] ؛ وما كان مخالفاً له فهو معوج..

القرآن
)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)
التفسير:.
قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم } عطف بيان لقوله تعالى: { الصراط المستقيم }؛ والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً} (النساء: 69).
قوله تعالى: { غير المغضوب عليهم }: هم اليهود، وكل من علم بالحق ولم يعمل به..
قوله تعالى: { ولا الضالين }: هم النصارى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من عمل بغير الحق جاهلاً به..
وفي قوله تعالى: { عليهم } قراءتان سبعيتان: إحداهما ضم الهاء؛ والثانية كسرها؛ واعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:.
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرةً كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم؛ لأنهم عوام لا يُفرقون..
الوجه الثاني: أن القارئ يتهم بأنه لا يعرف؛ لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه؛ فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم..
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ، وأن عنده علماً بما قرأ، فذهب يقلده، فربما يخطئ، ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف، ولا على قراءة التالي الذي قرأها . وهذه مفسدة..
ولهذا قال عليّ: "حدِّثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يُكذب الله، ورسوله"(55) ، وقال ابن مسعود: "إنك لا تحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة"(56) ؛ وعمر بن الخطاب لما سمع هشام بن الحكم يقرأ آية لم يسمعها عمر على الوجه الذي قرأها هشام خاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهشام: "اقرأ" ، فلما قرأ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنزلت" ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "اقرأ" ، فلما قرأ قال النبي صلى الله عليه وسلم "هكذا أنزلت"(57) ؛ لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فكان الناس يقرؤون بها حتى جمعها عثمان رضي الله عنه على حرف واحد حين تنازع الناس في هذه الأحرف، فخاف رضي الله عنه أن يشتد الخلاف، فجمعها في حرف واحد . وهو حرف قريش؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه القرآن بُعث منهم؛ ونُسيَت الأحرف الأخرى؛ فإذا كان عمر رضي الله عنه فعل ما فعل بصحابي، فما بالك بعامي يسمعك تقرأ غير قراءة المصحف المعروف عنده! والحمد لله: ما دام العلماء متفقين على أنه لا يجب أن يقرأ الإنسان بكل قراءة، وأنه لو اقتصر على واحدة من القراءات فلا بأس؛ فدع الفتنة، وأسبابها..
الفوائد:
.1 من فوائد الآيتين: ذكر التفصيل بعد الإجمال؛ لقوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }: وهذا مجمل؛ (صراط الذين أنعمت عليهم ): وهذا مفصل؛ لأن الإجمال، ثم التفصيل فيه فائدة: فإن النفس إذا جاء المجمل تترقب، وتتشوف للتفصيل، والبيان؛ فإذا جاء التفصيل ورد على نفس مستعدة لقبوله متشوفة إليه؛ ثم فيه فائدة ثانية هنا: وهو بيان أن الذين أنعم الله عليهم على الصراط المستقيم..
.2 ومنها: إسناد النعمة إلى الله تعالى وحده في هداية الذين أنعم عليهم؛ لأنها فضل محض من الله..
.3 ومنها: انقسام الناس إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم؛ وقسم مغضوب عليهم؛ وقسم ضالون؛ وقد سبق بيان هذه الأقسام..
وأسباب الخروج عن الصراط المستقيم: إما الجهل؛ أو العناد؛ والذين سببُ خروجهم العناد هم المغضوب عليهم . وعلى رأسهم اليهود؛ والآخرون الذين سبب خروجهم الجهل كل من لا يعلم الحق . وعلى رأسهم النصارى؛ وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة . أعني النصارى؛ أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم، واليهود سواءً . كلهم مغضوب عليهم..
.4 ومن فوائد الآيتين: بلاغة القرآن، حيث جاء التعبير عن المغضوب عليهم باسم المفعول الدال على أن الغضب عليهم حاصل من الله تعالى، ومن أوليائه..
.5 ومنها: أنه يقدم الأشد، فالأشد؛ لأنه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه . بخلاف المخالف عن جهل..
وعلى كل حال السورة هذه عظيمة؛ ولا يمكن لا لي، ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة؛ لكن هذا قطرة من بحر؛ ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب "مدارج السالكين" لابن القيم رحمه الله..




رد: تفسير سورة الفاتحة

شكرااااااااااااااااااااااااااا




رد: تفسير سورة الفاتحة

بارك الله فيك ونفع بك
سورة الفاتحة من السور العظيمة كيف وهي تقرأ في كل صلاة
لذلك لا بد على كل مسلم ان يعرف تفسيرها ومعناها
ملاحظة : ملك لها قراءتان مالك وملك والمعنى لا يختلف
جزاك الله خيرا




رد: تفسير سورة الفاتحة

بارك الله فيك




رد: تفسير سورة الفاتحة

100000000000000000
شكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر




رد: تفسير سورة الفاتحة

شكرا جزيلا وبارك الله فيكم




رد: تفسير سورة الفاتحة

بارك الله فيكم




رد: تفسير سورة الفاتحة

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم




رد: تفسير سورة الفاتحة

موضوع قيم ومفيد
جزاك الله خيرا
ونطمع بالمزيد




التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

سورة البقرة

سورة البقرة


الونشريس

أسئلة عامة عن البقرة ؟
16.
س) كم عدد آيات البقرة ؟
ج)286 آية

17.
س) لماذا سميت البقرة بهذا الاسم ؟
ج) لورود قصة البقرة في هذه السورة

18.
س) ما أعظم آية في القرآن ؟
ج) آية الكرسي

19.
س) ما هي أطول آية في القرآن؟
ج) آية الدَيْن .

20.
س) بعد أي سورة نزلت سورة البقرة ؟
ج)بعد المطففين التي هي آخر سورة نزلت بمكة والبقرة أول سورة نزلت بالمدينة.وهي مدنية بلا خلاف .

21.
س) ما هي آخر آية نزلت في القرآن ؟
ج)قوله تعالى {واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} في سورة البقرة وهي آخر ما نزل من القرآن (على خلاف) ومن أواخر ما نزل من القرآن آيات الربا من سورة البقرة .

أسانيد وروايات حديثية مهمة
في سورة البقرة

رقم السؤال

السؤال

22.
س) ما صحة الحديث (البقرة سنام القرآن)
ج) ضعيف (ضعفه الوادعي)
لكنها وردت عن ابن مسعود

23.
س) ما صحة الحديث (لا تجعلوا بيوتكم قبورا فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان)
ج) صحيح في صحيح مسلم وقال الترمذي حسن صحيح

24.
س) ما صحة الإسناد التالي روى الدارمي من طريق الشعبي قال : قال عبد الله بن مسعود: من قرأ عشر آيات من سورة البقرة .. الى آخر الرواية )
ج) قال الوادعي : الشعبي لم يسمع من ابن مسعود .
(الفائدة أن بعض هذه الأسانيد تكثر في التفسير فيعرف في حالة تكراره)

25.
س) أكثر ابن كثير من رواية الإسناد التالي :قال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس قال …الى آخر الرواية ) فما صحة هذا الإسناد ؟
ج) قال الوادعي لا يعتمد على تفسير السدي
قال في ص58 تركيب هذه الأسانيد مما عابها عليه الإمام أحمد . ولا تطمئن النفس الى صحة هذا الإسناد راجع تهذيب التهذيب)
(الفائدة أن بعض هذه الأسانيد تكثر في التفسير فيعرف في حالة تكراره)

26.
س) ذكر ابن كثير هذا الإسناد ص20: قال أبو بكر بن الانباري : حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام عن قتادة قال : نزل في المدينة من القرآن : البقرة وآل عمران و النساء .. الخ الرواية) فما صحة هذا الإسناد
ج) قال الوادعي : هذا من مراسيل قتادة والمرسل من قسم الضعيف ومراسيل قتادة شديدة الضعف
(ملاحظة:وكذلك الزهري والحسن البصري ويحي بن أبي كثير مراسيلهم شديدة الضعف)
(الفائدة أن بعض هذه الأسانيد تكثر في التفسير فيعرف في حالة تكراره)

27.
س) ذكر ابن كثير إسنادا :رواه الواقدي عن محمد بن معاذ الأنصاري عن خبيب .. الى آخر الإسناد .. فما صحة هذا الإسناد ؟
ج) ضعيف .. الواقدي صاحب المغازي متهم بالكذب .. قال النسائي :الكذابون أربعة الواقدي ببغداد ومقاتل بن سليمان بخراسان ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام وإبراهيم بن أبي يحي بالمدينة.
(الفائدة أن بعض هذه الأسانيد تكثر في التفسير فيعرف في حالة تكراره)

28.
س) ذكر ابن كثير إسنادا ص 157: حدثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب قال حدثني عبد الله بن عباس قال حضرت عصابة من اليهود نبي الله e .. فما صحة هذا الإسناد ؟
ج ) فيه شهر بن حوشب ضعيف
(الفائدة أن بعض هذه الأسانيد تكثر في التفسير فيعرف في حالة تكراره)

29.
س) ذكر ابن كثير إسنادا ص157 : وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس .. فما صحة هذا الإسناد ؟
ج) محمد بن أبي محمد مجهول ومحمد بن إسحاق يكثر الرواية منه في التفسير .
(الفائدة أن بعض هذه الأسانيد تكثر في التفسير فيعرف في حالة تكراره)

30.
س) ذكر ابن كثير حديثا في فضل سورة البقرة وساق الإسناد التالي : قال أبو عبيد القاسم بن سلام حدثني ابن أبي مريم عن ابن لَهِيعَة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله e : ( إن الشيطان يخرج من البيت ..) الحديث ، فما صحة الإسناد التالي ؟
ج) ابن لهيعة ضعيف ..
(الفائدة أن بعض هذه الأسانيد تكثر في التفسير فيعرف في حالة تكراره)

31.
س) ما هي صحة رواية : أن رسول الله بعث بعثا فاستقرأهم فأتى على رجل من أحدثهم سناً فقال : ما معك يا فلان ؟ فقال : معي كذا وكذا وسورة البقرة .. فقال :اذهب فأنت أميرهم ..
ج) الحديث لا يصح .. فيه عطاء مولى ابن أبي أحمد

32.
س)صح عن النبي e أنه قال : اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلَة .. فما البطلة ؟
ج) السحرة .. ولا تستطيعها البطلة أي لا يستطيعون نفوذ قارئها ..

33.
س)رمى ابن مسعود الجمرة من بطن الوادي فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ثم قال هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة .. فما صحة هذا الخبر؟
ج) الحديث صحيح .. ولعلها أنزلت مرة أخرى بعد نزولها في المدينة

34.
س) أورد ابن كثير في تفسير آية {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها} حديث : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء .. فما صحة الحديث ؟
ج) الحديث ضعفه الوادعي .

26
35.
س) يورد ابن كثير الإسناد التالي : قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس .. ولا يصح هذا الإسناد .. فما هو سبب عدم صحة هذا الإسناد ؟
ج) سبب ضعف الإسناد هو أن : ابن جريج لم يسمع من عطاء .. وعطاء لم يسمع من ابن عباس

29
36.
س) نقل ابن كثير عن ابن جرير كثيرا .. وقد أكثر ابن جرير من الرواية عن المثنى .. فما صحة روايات جرير عن المثنى ؟
ج) لا تصح الروايات لعدم وجود ترجمة للمثنى وهو ابن إبراهيم الاملي .

29
37.
س) نقل ابن كثير بعض الروايات وتكلم في إسنادها منها ما رواه الضحاك عن ابن عباس قوله : إن أول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضا ، فبعث الله إليهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور
فما صحة هذا الإسناد ؟
ج) هذا الإسناد ضعيف .. لأن الضحاك لم يسمع من ابن عباس .

38.
س) ما صحة هذا الإسناد وهل يؤخذ به:
عن العوفي وسعيد بن جبير وسعيد بن معبد عن ابن عباس ..
الإسناد صحيح ولكن إذا كانت الرواية عن الأمم السابقة فلا يعتمد عليها في التفسير لأنها تعتبر من الروايات المتلقاة من أهل الكتاب

37

فضائل سورة البقرة

سؤال في الفضائل

39.
س)كان خالد بن معدان يسمي إحدى السور بفسطاط القرآن .. فما هي السورة ؟
ج) البقرة

40.
س) قال العلماء عن سورة البقرة : وهي مشتملة على ألف خبر وألف ……. وألف …… فما هما الشيئان الآخران غير الخبر؟
ج) ألف خبر وألف أمر وألف نهي

41.
س) كان الصحابة ينشطون بعضهم ويثبتون بعضهم في إحدى المعارك في عهد أبي بكر t بقولهم : يا أصحاب سورة البقرة .. فما هي المعركة ..؟
ج)كان ذلك يوم اليمامة

42.
س)قال e : علموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف ..
فما صحة الحديث ؟
ج) الحديث صحيح

43.
س)اذكر فائدة من الآية : {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}
ج) أن من أراد الهداية فعليه بالقرآن الكريم
أن القرآن الكريم لا ينفع الذين في آذانهم وقر بل ينفع المتقين
أنه لا ريب ولا شك في القرآن الكريم

44.
س)ما فائدة الثلاث نقاط المكتوبة مرتان قبل (فيه) وبعدها في آية {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين } ؟
ج)أي أن القارئ يتوقف عند أحد الموقفين ..

45.
س) في أول البقرة ذكر نعت للمؤمنين ونعت للكافرين ونعت للمنافقين ما هي الآيات التي نعتت كل منهم ؟
ج) الأربع آيات الأولى نعتت المؤمنين وآيتان نعتت الكافرين وثلاث عشرة آية في نعت المنافقين

46.
س) ما الفائدة التي تجنيها من معرفتك بأن الله تعالى نعت الكافرين في أول سورة البقرة بآيتان والمنافقين بثلاث عشرة آية؟
ج) خطورة النفاق واختفاؤه واشتباه أمره على كثير من الناس وإمكانية انخداع المؤمنين بالمنافقين .. لذا كثر التنبيه عليك وكشفهم .

47.
س) ما هو الحديث الوارد في فضل آخر آيتين من سورة البقرة؟
ج) قول الرسول e من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه) وهو في الصحيحين




رد: سورة البقرة

شكرا
ان شاء الله كل حرف بي 100 حسنة




رد: سورة البقرة

جزاكم الله عنا خير الجزاء وأجزله وأوفره
اسأل الله تعالى أن يثقل ميزانكم بكل حرف سطر في هذه الصفحة
وأن يجعل كل ما خطته يميننا في هذا المنتدى حجة لنا لا علينا ..
ويبيض به وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
لكم مني وافر الشكر وأجزله




رد: سورة البقرة

بارك الله فيك اختي الغالية
و جعله الله في ميزان حسناتك
و مزيدا من المواضيع المفيدة
شكككككككككككككككرا لك




رد: سورة البقرة

مشكورين الله يجمعنا بكم في الجنة ان شاء الله




رد: سورة البقرة

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ا




التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

قراءة القرآن من أفضل الأعمال

قراءة القرآن من أفضل الأعمال


الونشريس

قراءة القرآن من أفضل الأعمال ، ولكن قد تكون هناك أوقات وأحوال يكون غيره أفضل ، كالتسبيح في الركوع أفضل ، والدعاء آخر عصر الجمعة أفضل ، وهكذا .
الونشريس

• أيهما أفضل : قراءة القرآن من المصحف أو غيباً ؟ الأفضل ماكان أخشع للقلب .
• احذر من رفع الصوت بالقرآن في المسجد لئلا تضايق المصلين والقراء ، وقد ورد النهي عن ذلك .
• لا يجوز تعليق الآيات على الجدران والمكاتب وفي المنازل ، والقرآن أنزل للعمل به ، لا لتعليقه وتحسين البيت به ، وفعل ذلك ليس من هدي السلف مع حبهم للقرآن .


• يحرم الدخول بالمصحف إلى دورات المياه -أكرمكم الله- لكن إذا خشي سرقته جاز للضرورة .
• ولا يجوز السفر بالقرآن إلى أرض العدو كما عند البخاري (2768) وذلك خشية امتهانه واحتقاره واللعب به ، ولكن إذا وثق الإنسان بأن العدو لن يأخذوه فلا بأس ، لأنه قد يسافر وتطول مدة السفر فلا يقرأ القرآن فقد ينساه .

• بعض الجرائد تكون فيها بعض الآيات ، فاحذر من اتخاذ تلك الجرائد سفراً أو نحو ذلك لما فيه من امتهان الآيات .
• من كان عنده مصحف ممزق أو كتب فيها آيات يريد التخلص منها فإما : أن يحرقها أو يدفنها في مكان طيب . ( قاله ابن باز ) .
• لا يصح وصف القرآن بأنه قديم ، وهذا من اصطلاح أهل البدع .
• تحدِّى اللهُ المشركين أن يأتوا بمثل القرآن أو بمثل عشر سورة ثم تحداهم بسورة فلم يستطيعوا .
• تسمية سور القرآن وقع بعضها من الرسول صلى الله عليه وسلم كالبقرة وآل عمران وغيرها ، والأكثر من السور وقعت تسميتها من الصحابة .
• ترتيب الآيات في المصحف كان من الرسول صلى الله عليه وسلم.
• أما ترتيب السور كان باجتهاد الصحابة .
• ولا يجوز لأحد أن يخالف في ذلك فقد أجمع الصحابة عليه .
• القراءات الأخرى للقرآن , الأولى عدم القراءة بها في الصلاة خشية أن لا يفهمها العامة فينكرونها .
• ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن ومعنى ذلك : أن من قرأها ثلاث مرات فكأنه ختم القرآن كله وحصل على ثوابه .

• بعض الناس يستخدم بعض الآيات في أمور لا تستحق ، كقول أحدهم إذا رأى صاحبه ( " لقد جئت على قدر يا موسى " ) أو عند حضور الطعام يقول ( " كلوا واشربوا هنيئاً .. " ) والواجب ترك ذلك لما فيه من امتهان الآيات ، فيجب صيانة القرآن عما لا يليق . ( قاله ابن باز ) .

• بعض المؤسسات والشركات والمستشفيات تضع في جهاز الهاتف مقاطع من الآيات تكون عند انتظار المتصل ، وهناك فتوى من اللجنة الدائمة بأن ذلك العمل لا ينبغي لأن القرآن أنزل للتدبر وللعمل به ، لا لملء الفراغ أو للتسلية .
• حفظ القرآن من أعظم النعم وللحفظ أسباب : الدعاء ، صدق النية ، ترك الذنوب ، الحفظ على مصحف واحد لئلا تختلف عليك أماكن الآيات ، أن يكون لك أخ يساعدك في الحفظ وتجويد القراءة ، وأن تقرأ ما حفظت في الصلوات .
• نسيان القرآن لا بد منه ، ولكن فرق بين من ينسى لإعراضه عن القرآن وتركه له ، وبين من ينسى مع عنايته بالمراجعة . وهذا لا يأثم بخلاف الأول .

• احذر من هجر القرآن ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) وهجر القرآن أنواع : 1- هجر تلاوته . 2- هجر العمل به . 3- هجر الحفظ . 4- هجر التحاكم إليه . 5- هجر الاستشفاء به . 6- هجر تدبره .

• لا يجوز لمن كان على غير طهارة أن يمس المصحف لحديث (( لا يمس القرآن إلا طاهر )) رواه مالك (419) . وهذا مذهب جمهور العلماء .
• من كان عليه حدثاً أكبر "جنابة" فلا يجوز له مس المصحف ، ولا يجوز له قراءة شيء من القرآن لحديث علي (( كان صلى الله عليه وسلم لا يحجزه شيء من القرآن إلا الجنابة )) رواه أحمد (1/84،124) وأبو داوود (229) وحسنه الحافظ ابن حجر .
• من كان عليه حدث أصغر يجوز له القراءة فقط بدون مس . وقد نقل النووي الإجماع على ذلك . المجموع (2/69) .
• الحائض والنفساء لا يجوز لهما مس المصحف للحديث السابق ، أما القراءة بدون مس فالصحيح أنه يجوز لهما ذلك لأنه لم يثبت دليل يمنع من ذلك وهذا اختيار ابن تيمية وابن باز وغيرهم ، أما حديث (( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن )) فقد رواه الترمذي (131) ولايصح .

• قد يقول قائل لماذا الفرق بين الحائض والجنب ، فالجواب : أن أمر الحائض ليس بيدها وإنما هو أمر الله تعالى كتبه عليها وأما الجنب فيستطيع رفع الجنابة وذلك بالاغتسال.

• يجوز للحائض قراءة القرآن من كتب التفسير ونحوها من الكتب المشتملة على الآيات .

• إذا سلَّم عليك أحد وأنت تقرأ القرآن فرد عليه ثم عد للتلاوة لتجمع بين الأجرين .

حديث (( لا يمس القران إلا طاهر )) قال ابن تيمية : قال مما : لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبه لعمرو بن حزم وقال ابن عبد البر : تلقاه العلماء بالقبول .

• هل يجوز للأطفال الصغار مس المصحف بغير طهارة ؟ على أقوال ، الصحيح نعم يجوز ذلك لأمور :
1- لأنهم غير مكلفين من الناحية الشرعية بالوضوء .
2- أن في تكليفهم بذلك مشقة عليهم .
3- لأنهم بحاجة إلى تعلم القرآن ، وأمرهم بالطهارة قد يبعدهم عن ذلك .

ولكن ينبغي تعويدهم على الطهارة عند مس المصحف ليسهل ذلك عليهم .

• أشرطة التسجيل التي تحتوي على القرآن لا حرج من لمسها بغير طهارة .
• يجوز للمحدث حدثاً أصغر كتابة القرآن كما سبق وأنه يجوز له القراءة بدون لمس .

• بعض الناس يسمي القرآن بأسماء لم ترد في الكتاب والسنة كقولهم : نظام علمي ، أو الدستور ، ونحو ذلك ، والذي ينبغي الاقتصار على ما ورد في الكتاب والسنة .
• لا حرج في وضع مسابقات لطلاب تحفيظ القرآن .

• أخذ المال على تلاوة القرآن على أحوال :

1- ما يفعله بعضهم إذا مات له ميت يأتي بقارئ ليقرأ ، وهذا من البدع ، وأخذ المال على ذلك محرم لأنه ممن قصد بتلاوته "الدنيا".
2- ما يأخذه أئمة المساجد من راتب على عمله ذلك ، فهذا لا بأس به ، لأنه ليس لأجل التلاوة ولا لأجل الصلاة إنما يأخذه مقابل تفرغه عن شغله الخاص بواجب كفائي عن المسلمين ، وذلك المال هو من بيت مال المسلمين .
3- إذا كان يأخذ المال لتعليمه القرآن ، كما يأخذه المدرسين الذين يدرسون الأبناء فهذا لا حرج فيه ، لعموم حديث (( إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله )) رواه البخاري .
4- ما يأخذه القارئ الذي يقرأ على المرضى ، وهذا لا بأس به ، لقصة أبي سعيد لما قرأ على الكافر واشترط "جعلاً" أي ثمناً سواء مالاً أو غيره . وأقره النبي صلى الله عليه وسلم . البخاري (2115) .

• قراءة الإدارة : أن يقرأ قارئ ثم يقطع قراءته ويكمل غيره ، وهكذا ، لا بأس بها ، واختاره النووي وابن تيمية .

• قراءة القرآن بصوت واحد مسموع ليس مشروعاً ولم يكن من عمل السلف الصالح ، لكن إذا كان القصد من ذلك هو التعليم فلا بأس به . (اللجنة الدائمة ) .

• قول "صدق الله العظيم" : بدعة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يفعلوا ذلك . (اللجنة الدائمة) .

• تقبيل القرآن قبل القراءة أو بعدها ، ليس له أصل ، ولم يفعل ذلك سيد البشر صلى الله عليه وسلم ، ولا صحابته الكرام . (اللجنة الدائمة ) .

• ترجمة القرآن لا تجوز لما فيه من تحريف المعاني ، ولكن لا بأس من ترجمة معاني القرآن ، ولكن لا بد أن تكون الترجمة صحيحة وأن يكون المترجم أهلاً لذلك خشية أن يوقع في كتاب الله ما ليس منه .

• ترجمة معاني القرآن ليس لها أحكام القرآن ، فيجوز لمسها بغير طهارة ، ويجوز للكافر النظر فيها ، لكن لا يجوز أن يتعبد بما فيها فلا يقرأ الترجمة في صلاته ، لأن ذلك خاص بذات القرآن .

• ينبغي العناية بقراءة كتب التفسير لأن في ذلك فهم لكتاب الله تعالى .
• وأفضل كتب التفسير : "تفسير السعدي" و "تفسير ابن كثير" .
• يجوز للكافر أن يمس الكتب المشتملة على بعض آيات من القرآن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل كتاباً فيه ( يا أهل الكتاب .. ) رواه البخاري .
• قراءة القرآن بالألحان ليست من السنة ، بل نص النووي على تحريمها ، واختاره الجمهور .
• قول "ورب المصحف" خطأ ، لأن القرآن كلام الله المنزل غير المخلوق ، وإذا قلت "ورب المصحف" أصبح "المصحف" مربوب ، أي مخلوق ، وبعض الناس يقول : أنا لا أقصد ذلك ، فالجواب : وإن كان القصد صحيحاً فالعمل ليس بصحيح .

• يجوز الحلف بالمصحف ، أو بالقرآن ، لأن القرآن كلام الله ، وكلام الله صفة من صفات الله ، والحلف بالصفات جائز بالإجماع ، كما نقله النووي وابن القيم .

• الحلف على المصحف ، كأن يقول : احضر المصحف لأحلف عليه ويضع يده عليه ، لا أصل لذلك .

• لا شك أن تعلم القرآن وقراءته من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله تعالى ، وقد وردت الأحاديث بالحث على ذلك (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) رواه البخاري , وقال صلى الله عليه وسلم (( اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )) رواه مسلم.

• "الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق فله أجران "رواه البخاري" (4556) . فعليك أخي بالاستمرار ولا تترك ذلك لسبب ما تعانيه من ضعف القراءة .

• هناك آداب عامة ذكرها العلماء ، فينبغي لقارئ أن يحرص عليها :

1- الإخلاص لله عز وجل .
2- إجلال القرآن وتعظيمه .
3- تحسين الصوت بتلاوته لحديث (( زينوا القرآن بأصواتكم )) رواه أبو داوود (1256) .
4- إتقان التجويد .
5- التطهر قبل قراءته .
6- التسوك قبل القراءة لحديث : ( طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القران ) صحيح الجامع ( ).
7- تدبر معانيه ، والوقوف عند عجائبه .
8- ترتيل القرآن .
9- المواظبة على ذلك بأن تجعل لك في كل يوم بعض الوقت لقراءة القرآن .
– القرآن هو كلام الله المنزل غير المخلوق منه بدأ وإليه يعود .
– وقد أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة ، ثم نزل مفرقاً على حسب الوقائع . (قاله ابن عباس) .
– وقد أنزل القرآن في شهر رمضان وفي ليلة القدر .
– وأول مانزل ( اقرأ باسم ربك ) وآخر ما نزل ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ) .
– وقد تكفل الله بحفظ القرآن ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فلا يستطيع أحد أن يحرِّف في القرآن أو يزيد أو ينقص .
– ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن القرآن مجموعاً في كتاب ، فأمر أبو بكر زيد بن ثابت فجمعه ، وأقرَّه الصحابة .
– وفي عهد عثمان لما خشي الصحابة وقوع الاختلاف في الآيات بسبب الداخلين في الإسلام على اختلاف البلدان ، أمكر بكتابة المصحف على مصحف واحد .
– والمؤمن مأمور بأن يعمل بما جاء في القرآن .
– والقرآن حجة بذاته لأنه كلام الله تعالى .
– ويجب على المسلم أن يتحاكم إلى كتاب الله تعالى ويعرض عن التحاكم إلى آراء البشر وقوانينهم ( ومن أحسن من الله حكماً لقوم يؤمنون ) .
– وعند التنازع والاختلاف فالمرجع إلى القرآن والسنة ( فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول ) .
– والقرآن منزل غير مخلوق ، ومن قال إنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم .
– ويجب تعظيم القرآن ، وتحرم السخرية به ، ومن استهزأ بشيء منه كفر بالاتفاق .
– ويجب أن نفهم القرآن على ضوء فهم السلف الصالح ، ولا نأتي بفهم يخالف ما جاء عنهم .
– وصلاح هذه الأمة لن يكون إلا إذا تمسكت بالقرآن وعملت فيه .

– ويجب على من حضر القرآن أن يستمع وينصت لقوله تعالى ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) أما من مرَّ ولم يكن يقصد الاستماع فلا يجب عليه .
– وينبغي للمسلم أن يختم القرآن في كل شهر مرَّة على الأقل .
– أما الإشراع في ختم القرآن بدون تدبر فلا ينبغي ذلك .
– وليس هناك دعاء لختم القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم .
– وله أن يدعو بما شاء ، كما ثبت عن أنس أنه إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا . كما ثبت عند الدارمي (3340) .

– واللحن في قراءة القرآن إما : أن لا يؤثر في المعنى ، مثال : اهدنا الصراط بالكسر ، فهذا لا يضر بالاتفاق . أما إذا غيَّر المعنى ، مثال : أنعمت ، بضم التاء ، فهذا لا تصح صلاته . (قاله ابن باز) ويجب عليه أن يتعلم القراءة الصحيحة .
– بعض الناس يُهمل قراءة القرآن ويتعذر بانشغاله بالدعوة أو طلب العلم ، أو الأهل والدوام ، وهذه ليست بأعذار ، لأن المؤمن سيجد وقت ولو كان يسيراً لتلاوة كتاب الله تعالى .
– ورد في الحديث (( الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب )) الترمذي (2837) وقال : حسن صحيح . فأقول : يا ترى كم في قلبك من القرآن ؟

– وقد كره السلف كتابة الآيات على جدران المسجد .
– بعض الناس يفتتح المؤتمرات والندوات بالقرآن ، وهذا في الحقيقة ليس لأجله أنزل القرآن ، إنما أنزل ليكون شريعة للناس .
– كره بعض السلف تصغير المصحف ، كقولك : مصيحف .
– احذر من تفسير القرآن بالرأي المجرد ، بل لا بد من الرجوع لكلام العلماء الراسخين .
– لا بأس من القراءة من المصحف في الصلاة على الصحيح .
– قراءة القرآن على المختصر . ورد حديث (( اقرؤا على موتاكم يس )) رواه أبو داوود (2714) ولكن الحديث ضعيف .
فلا يشرع ذلك ، وكذلك القراءة عليه وهو في القبر من البدع .

– هل يصح قراءة القرآن وإهداء ثواب القراءة للميت ؟ قيل : لا يصح ذلك لعدم ورود دليل على ذلك . وقيل : يصح ذلك ، واختار ابن تيمية أن جميع الأعمال يصل ثوابها للميت ، وهو مذهب الإمام أحمد -رحم الله الجميع- .

– والرقية بالقرآن جائزة بالإجماع ، لقوله تعالى ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) والأحاديث في الرقية بالقرآن مشتهرة .
– لا بأس من قراءة القرآن حال القيام أو المشي أو الاضطجاع ، لعموم حديث (( كان يذكر الله على كل أحيانه )) مسلم (558) .
– كره بعض العلماء للناعس قراءة القرآن خشية الغلط .
– لا بأس من بيع المصحف على الصحيح .
– كره بعض العلماء قراءة القرآن حال خروج الريح ، بل يمسك عن القراءة ثم يعود للقراءة ، هذا إذا كان يقرأ "غيباً" لأن لمس المصحف لا بد له من الطهارة .
– إذا تثاءب القارئ أمسك حتى ينقضي التثاؤب .
– يحرم الاتكاء على القرآن ، بل نقل النووي الاتفاق على تحريم الاتكاء على كتب العلماء ، فكيف بالقرآن .
– لا تضع شيء على القرآن ، كأوراق ، أو كتب ، أو جرائد .
– بعض الناس يضع القرآن في السيارة لدفع العين ، وهذا لا يجوز ، فالقرآن ، لا يجلب النفع ولا يدفع الضر .
– لا تضع المصحف على الأرض قال تعالى ( مرفوعة مطهرة ) .
– لا تمد رجليك وأمامك المصحف .
– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتدارس مع جبريل القرآن في رمضان . البخاري ( 5 ) .
– وكان يتكئ في حجر عائشة وهي حائض فيقرأ القرآن ، . البخاري (288) .
– احذر من أن تخالف القرآن بأعمالك فيكون حجة عليك .
– إذا أردت تعلم القرآن فابحث عمَّن يجيد القراءة .
– بعض الناس ينشغل بالأناشيد والشعر حتى ينسى القرآن ، وهذا من الخذلان .
– لا تغتر بقارئ القرآن حتى تعرض عمله على السُنَّة ، فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخوارج أنهم يقرؤون القرآن بألسنتهم ، ولكنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية . رواه مسلم (1776) .

– ورد في الحديث : اقرؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ، فإذا اختلفتم فيه فقوموا . رواه مسلم (4819) والخلاف المذكور هو ما كان يؤدي إلى خصومة وفتنة ، أو في معنى لا يسوغ فيه الاجتهاد ، أما الاختلاف في استنباط المعاني والمسائل فلا بأس له . قاله النووي .
– " كان صلى الله عليه وسلم يقرأ آيات في خطبة الجمعة " الترمذي (466) فهل يجب ذلك ؟ لا شك أن ذلك مشروع وله أثر على الناس ، ولكن ذهب الجمهور إلى عدم الوجوب وهو الحق .

أحاديث ضعيفة في القرآن :

– حديث (( من قرأ القرآن واستظهره فأحل حلاله وحرّم حرامه أدخله الله الجنة وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار )) رواه الترمذي (2830) وقال : ليس إسناده بصحيح . فيه : كثير بن زاذان قال أبو حاتم : مجهول .
– حديث (( من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام ، كفضل الله على خلقه )) الترمذي (2850) وفيه : محمد بن الحسن . قال أحمد : ضعيف .
– حديث علي الطويل في (( شكواه عدم حفظه للقرآن وأن القرآن يتفلت عليه .. )) الترمذي (3493) وهو حديث ضعيف .
– حديث (( من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا .. )) أبو داوود (1241) وفيه : زبَّان بن فائد قال الذهبي : ضعيف . وفيه : سهل بن معاذ . ضعَّفه يحيى بن معين .
– (( حديث : ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم )) أبو داوود (1260) وفيه : عيسى بن قائد "مجهول" .

– حديث (( إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا .. )) ابن ماجة (1327) وفيه : أبو رافع "منكر الحديث" .

– من فضائل القرآن :

1. (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) رواه البخاري .
2. (( اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه )) رواه مسلم .
3. وهو طريق لزيادة الحسنات فلك بكل حرف عشر حسنات إلى أضعاف كثيرة , كما عند الترمذي بسند حسن.
4. (( يشفع للعبد يوم القيامة ويقول : منعتُه النوم بالليل فشفعني فيه )) رواه أحمد (6337) وهو صحيح .

– قال عبد الله بن مسعود : من أحب القرآن فليبشر . الدارمي (3190) .
– قال قتادة : اعمروا به قلوبكم وبيوتكم يعني القرآن . الدارمي (3209) .

محاذير:- احذر من السخرية بالقرآن أو الاستهزاء بشيء منه ، فإن ذلك كفر بالاتفاق ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) .
– احذر من الجدال في القرآن . جاء في الحديث (( جدال في القرآن كفر )) رواه أحمد (7195) وهو صحيح .
– احذر من الرياء بقراءة القرآن , فإن من الثلاثة الذين تسعر بهم النار قبل الكافرين ( القارئ المرائي ) كما في صحيح مسلم




رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال

شكرا موضوع مميز




رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال

شكرا لك اخي عنتر




رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
فهذه النصائح هي من اهم ما يجب اتخاذه قبل قراءة القران
و هناك الكثير من لايعمل بها او بالاحرى لا يعرفها
اشكرك اخي الفاضل على التنبيه
و صدقت في قولك فالقران هو خير جليس و خير انيس في هذه الدنيا المملوءة بالمشاغل التافهة
فقبل بضعة ايام وجدت بعض الاوراق ممزقة فيها القران ملقاة في الشارع
عموما الله يغفر لمن رماها و يتجاوز عنه
اسال الله ان لا يحاسبنا بما فعله السفهاء منا
و اسال الله العافية




رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال

السلام عليكم شكرا لك اختي راحيل على المرور والله يهدي ماخلق




رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال

ااااامين
بارك الله فيك اخي حميد
دمت متالقا في المنتدى الاسلامي
تحياتي




رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال

السلام عليكم شكرا لك الله يخليك لينا يارب




التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

كيف تبني لك بيتاً في الجنة

كيف تبني لك بيتاً في الجنة


الونشريس

الونشريس
الونشريس
كيف تبنى لك بيتاً فى الجنة !!!
الونشريس

— فى هذا الزمان الذى طغت فيه الماديات والشهوات وإنصرف كثير من الناس عن طاعة رب الأرض والسماء وإنصرف فيه كثير من الناس بالحياة الدنيا ليبني له بيتاً فيها ، فيخسر من ماله وجهده وفكره ووقته ما لا يخطر على بال . وهو معرض للبِلى والزوال ، والحرق والهدم ، والتشقق والتصدع ، وان سلم البيت من ذلك كله فلن يسلم صاحبه من الموت ، فكلٌ مسافر مع قافلة الراحلين كما قال الله عز وجل : (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) . النساء78


–وبيوت وقصور الجنة ليست كبيوتنا وقصورنا جاء في وصف بيوت الجنة كما في جاء في الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول صلى الله عليه وسلم :
( الجنة بناؤها لبنة من فضة و لبنة من ذهب و ملاطها المسك الأذفر و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و تربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم و لا يفنى شبابهم). قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3116 في صحيح الجامع
— أخي في الله … هل تريد منزلاً أو مسكناً في الجنة؟ .. هل تتمني غرفة أو خيمة في الجنة؟..
هل تشتهي بيتاً أو قصراً في الجنة؟
الونشريس
من أراد أن يغرس الله له شجرة فى الجنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا فقال : يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غراسا لي قال : ألا أدلك على غراس خير لك من هذا قال بلى يا رسول الله قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ) قال الألباني : صحيح
وعن ابن مسعود00 قال صلى الله عليه وسلم : (لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء و أنها قيعان و أن غراسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله)قال الألباني : (حسن)
عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :- أن رجلاً قال له يا رسول
الله طوبى لمن رآك وآمن بك فقال : ( طوبى لمن رآنى وآمن بى ، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بى ولم يرنى ) فقال له رجل : وما طوبى ؟ قال : ( شجرة فى الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ) 00رواه أحمد وابن حبان وصححه الألبانى فى صحيح الجامع ( 3923 ) 00
— وقال صلى الله عليه وسلم : (من قال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرس الله بكل واحدة منهن شجرة في الجنة)قال الألباني (صحيح)

وعن جابر00 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة )قال الألباني : (صحيح)

الونشريس
من أراد غرفة فى الجنة
الإيمان بالله والعمل الصالح : وقد قال الله تعالى : {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}[سبأ : 37] ، قال ابن كثير في تفسير (3/714) : (أي في منازل الجنة العالية آمنون من كل بأسٍ وخوف وآذى ومن كل شر يُحذر منه).
الإيمان بالله وتصديق المرسلين : وقد قال النبي الأمين صلى الله عليه وسلم: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال : بلى، والذي نفسي بيده رجال "آمنوا بالله وصدقوا المرسلين")[متفق عليه].
تقوى الله ، وقد قال تعالى : {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر : 20]
* قال ابن كثير في تفسيره : (أي مساكن عالية طباق بعضها فوق بعض).
طيب الكلام ، وإطعام الطعام ، وإدامة الصيام، وصلاة القيام : وقد قال سيد الأنام صلى الله عليه وسلم : (إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال : لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام).
— وطيب الكلام معروف، وهو من حسن الخلق، وإطعام الطعام عام ويشمل إطعام الرجل زوجه وبنيه، وآبائه وإخوته وأقربائه وأضيافه وجيرانه، وإطعام اليتامي والمساكين والفقراء والمحتاجين، … الخ، وإدامة الصيام معروفة، وصلاة القيام أقلها ركعة فلا يبخلن أحدكم على نفسه ولو بركعة يوتر بها، ولو بعد العشاء وكفاه قول سيد الأنبياء : (إن الله وترٌ يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن)[صحيح الجامع : 3860]

فمن يشترى الدار في الفردوس يعمرها *** بركعة في ظلام الليل يُحييها

الونشريس

من أراد خيمة فى الجنة
الإيمان بالله تعالى : فإن من عاش مؤمناً ومات مؤمناً كان له خيمةٌ في الجنة بإذن الله ، ولم لا ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً ، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً) [متفق عليه].
الونشريس
من أراد منازل فى الجنة
الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله : وقد قال الله جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[الصف : 10 – 12]
— قال ابن كثير في تفسيره : (أي إن فعلتم ما أمرتكم به ودللتكم عليه غفرت لكم الزلات، وأدخلتكم الجنات والمساكن الطيبات والدرجات العاليات).

سؤال الشهادة بصدق : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)[مسلم]
* قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (1/285) : (فإذا سأل الإنسان ربه وقال : اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك – ولا تكون الشهادة إلا بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا – فإن الله تعالى إذا علم منه صدق القول والنية أنزله منازل الشهداء وإن مات في فراشه).
فكيف يزهد في هذا الأجر أحد من الإخوان ، وإن الدعاء ليستغرق نحو 5 ثوان ؟!

الغدو إلى المسجد والرواح : لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح). [متفق عليه]
* وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/183) : والنُزُل (بضم النون والزاي): المكان الذي يُهيأ للنزول فيه، (وبسكون الزاي): ما يُهيأ للقادم من الضيافة ونحوها.
* وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (3/202) : (وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواءً غدا للصلاة أو لطلب علم أو لغير ذلك من مقاصد الخير أن الله يكتب له في الجنة نزلاً).
عيادة مريض أو زيارة أخ في الله : لقول رسول الله صلى وسلم : (من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك وتب وّأت من الجنة منزلاً ). [صحيح الترمذي : 1633]
فكيف يزهد أحدٌ في هذه الطاعة، وهى لا تستغرق من الوقت شئ
00
الونشريس
من أراد بيتاً فى الجنة
بناء مسجد لله ولو كمفحص قطاة : ولم لا؟! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من بني لله مسجداً ولو كمفحص قطاة أو أصغر بني الله له بيتاً في الجنة)[صحيح الجامع : 6128] (ومفحص قطاة: يعني الحفرة التي تضع فيها القطاة بيضها، والقطاة نوع من اليمام ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح(1/679) : قوله ((من بني مسجداً)) التنكير فيه للشيوع. فيدخل فيه الكبير والصغير).
— ويدخل في الأجر من تصدَّق ولو بلبنة أو بثمنها لبناء بيت الله ، والله أعلم.
سدُّ فُرجة في الصلاة : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من سدَّ فُرجةَّ بني اللهُ له بيتاً في الجنة ورفعه بها درجة)[الصحيحة : 1892]
فكيف يزهد في هذا الأجر من الإخوان وإن سد الفرجة ليستغرق نحو 3 ثوان ؟!
صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة : لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ثابر على على اثنتي عشرة ركعة من السُنة بني الله له بيتاً في الجنة : أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر).[صحيح الجامع : 6183]
وعن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال : حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسارُّ إليه ، قال : سمعتُ أم حبيبة تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيتٌ في الجنة)[مسلم]
قالت أم حبيبة : فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال عنبسة : فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.
وقال عمرو بن أوس : ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة.
وقال النعمان بن سالم : ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.
فكيف يزهد أحدٌ في أجر هذه الطاعة ، وإنها لتستغرق نحو نصف ساعة؟!

صلاة الضحى أربعاً وقبل الظهر أربعاً : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى الضحى أربعاً وقبل الأولى أربعاً بُنى له بيتٌ في الجنة)[الصحيحة : 2349]
* قال الألباني : والمراد بالأولى : صلاة الظهر فيما يبدو لي ، والله أعلم.
فيكف يزهد أحد في هذه الطاعة ، وإنها لتستغرق نحو ثلث ساعة ؟!
ترك المراء وترك الكذب وحسن الخلق :: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً وبيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه). [صحيح أبي داود : 4015]
(والزعيم : هو الضامن، وربض الجنة : ما حولها، والمراء : هو الجدال)
فقد ضمن النبي صلى الله عليه وسلم بيتاً في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان الحق معه، وبيتاً في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح أحياناً وما يقول إلا الصدق، وضمن النبي بيتاً في أعلى الجنة لمن حسن خلقه، فطوبي لمن حسن خلقه.

الصبر على موت الولد: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد)[الصحيحة : 1408]

دعاء السوق : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة وتحط عنه ألف ألف سيئة وبني له بيتاً في الجنة). [صحيح الترمذي : 2726]

الونشريس
من أراد قصراً فى الجنة
قراءة سورة الإخلاص عشر مرات : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ (قل هو الله أحد) حتى يختمها عشر مرات بني الله له قصراً في الجنة).
فقال عمر رضى اله عته : إذن نستكثر قصوراً يا رسول الله؟ فقال :(الله أكثر وأطيب)[الصحيحة : 2/137]

فكيف يزهدُ أحدٌ في هذا الأجر الفائق، وإن قراءتها عشراً لتستغرق نحو 3 دقائق؟!
الونشريس

من أراد كنزاً فى الجنة
ومن أراد أن يجعل الله له كنوز في الجنة فليقل:
لا حول و لا قوة إلا بالله

— عن أبي ذر00 قال صلى الله عليه وسلم يوماً لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قال بلى يا رسول الله ، قال تقول : لا حول و لا قوة إلا بالله )قال الألباني : (صحيح)

— عن أبي هريرة 00 قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول : لا حول و لا قوة إلا بالله )قال الألباني : (صحيح)

— عن أبى هريرة 00قال صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها من كنز الجنة )قال الألباني : (صحيح)

الونشريس
–ووالله لو لم يكن فى الجنة إلا نعمة الرضوان والنظر إلى وجه الرحمن لكان ذلك كافياً00فهذا هو الفوز العظيم الذى لا فوز وراءه ، والسعادة الدائمة الكبيرة التى لا سعادة بعدها 000
— أسأل الله (عز وجل ) أن يرزقنى وإياكم حسن الخاتمة وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة وأن يحشرنا فى زمرة الصالحين ويرزقنا صحبة سيد المرسلين محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم فى جنات النعيم التى فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر 000
الونشريس

اخوكم في الله حميد




رد: كيف تبني بيتا للجنة لك

بارك الله فيك اخي
نسال الله لنا و لكم الفردوس الاعلى
(رب ابني لي عندك بيتا في الجنة)
شكرا شكرا على الذكر المشوق




رد: كيف تبني بيتا للجنة لك

السلام عليكم شكرا لك اختي راحيل صفحتي نورت بوجودك ات شاء الله دائما متالقة




رد: كيف تبني بيتا للجنة لك

العفو
الشكر لك اخي




رد: كيف تبني بيتا للجنة لك

الونشريس
ما شاء الله عليك

دائما متألــــــق




رد: كيف تبني لك بيتاً في الجنة

السلام عليكم شكرا لك رقية الله يخليك لينا يارب




رد: كيف تبني لك بيتاً في الجنة

شكرا لك الاخ حميد وبارك الله فيك على المعلومات القيمة
جزاك الله بها الحسنات
انت حقيقة تبدع في هذا القسم




رد: كيف تبني لك بيتاً في الجنة

السلام عليكم
شكرا لك اخي ياســـــر على المرور
اتمنى لك المزيد من التألق
وبارك الله فيك




التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

معركة بين الانس والجن

معركة بين الانس والجن


الونشريس

خلق الله عز وجل (سوميا) أبو الجن قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام .. وقال عز وجل لـ(سوميا): تمن .. فقال (سوميا): أتمنى أن نرى ولا نُرى، وأن نغيب في الثرى، وأن يصير كهلنا شاباً .. ولبى الله عز وجل لـ(سوميا) أمنيته، وأسكنه الأرض له ما يشاء فيها .. وهكذا كان الجن أول من عبد الرب في الأرض. (المصدر قول ابن عباس رضي الله عنه).

لكن أتت أمة من الجن، بدلاً من أن يداوموا الشكر لله على ما أنعم عليهم من النعم، فسدوا في الأرض بسفكهم للدماء فيما بينهم .. وأمر الله جنوده من الملائكة بغزو الأرض لاجتثاث الشرّ الذي عمها وعقاب بني الجن على إفسادهم فيها.

> وغزت الملائكة الأرض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن .. وفرّ من الجن نفر قليل، اختبئوا بالجزر وأعالي الجبال .. وأسر الملائكة من الجن (إبليس) الذي كان حينذاك صغيراً، وأخذوه معهم للسماء. (المصدر تفسير ابن مسعود).

> كبر (إبليس) بين الملائكة، واقتدى بهم بالاجتهاد في الطاعة للخالق سبحانه .. وأعطاه الله منزلة عظيمة بتوليته سلطان السماء الدنيا.

> وخلق الله أبو البشر (آدم) عليه السلام .. وأمر الملائكة بالسجود لـ(آدم)، وسجدوا جميعاً طاعةً لأمر الرب، لكن (إبليس) أبى السجود .. وبعد أن سأله الرب عن سبب امتناعه قال: ((أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين)).

> وطرد الله (إبليس) من رحمته، عقاباً له على عصيانه وتكبره .. وبعد أن رأى (إبليس) ما آل إليه الحال، طلب من الله أن يمد له بالحياة حتى يوم البعث، وأجاب الرب طلبه .. ثم أخذ (إبليس) يتوعد (آدم) وذريته من بعده بأنه سيكون سبب طردهم من رحمة الله.

> قال تعالى: {إذ قال ربُك للملائكة إني خالق بشراً من طين . فإذا سويتهُ ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين . فسجد الملائكة كلهم أجمعون . إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين . قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين . قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين . قال فاخرج منها فإنك رجيم . وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين . قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون . قال فإنك من المنظرين . إلى يوم الوقت المعلوم . قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين . قال فالحقُّ والحق أقول . لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين} آيات 71 ـ 85 سورة ص.

> وأسكن الله (آدم) الجنة، وخلق له أم البشر (حواء) لتؤنسه في وحدته، وأعطاهما مطلق الحرية في الجنة، إلا شجرة نهاهما عن الأكل منها .. قال تعالى: {أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} آية 35 سورة البقرة.

> في حين بقيت النار في داخل (إبليس) موقدة، تبغي الانتقام من (آدم) الذي يراه السبب في طرده من رحمة الله .. وهو غير مدرك أن كبره وحسده لـ(آدم) هما اللذان أضاعا منه منزلته التي تبوأها بين الملائكة، وضياع الأهم طرده من رحمة ربه.

> كانت الجنة محروسة من الملائكة الذين يُحرمون على (إبليس) دخولها كما أمرهم الرب بذلك .. وكان (إبليس) يُمني النفس بدخول الجنة حتى يتمكن من (آدم) الذي لم يكن يغادرها.

> فاهتدى لحيلة .. وهي أنه شاهد الحية يتسنى لها دخول الجنة والخروج منها، دون أن يمنعها الحراس الملائكة من الدخول أو الخروج .. فطلب من الحية مساعدته للدخول للجنة، بأن يختبئ داخل جوفها حتى تمر من الحراس الملائكة .. ووافقت الحية، واختبئ (إبليس) داخلها حتى تمكنت من المرور من حراسة الملائكة لداخل الجنة دون أن تُكتشف الحيلة .. وذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه. (المصدر تفسير ابن كثير).

> وطلب (إبليس) من الحية أن تكمل مساعدتها له، ووافقت .. وعلم (إبليس) بأمرِ الشجرة التي نهى الرب سبحانه (آدم) و(حواء) من الأكل منها، ووجد أنها المدخل الذي سيتسنى له منه إغواء (آدم) و(حواء) حتى يخرجهما عن طاعة الرب وخروجهما من رحمته تماماً كحاله.

> ووجد (إبليس) والحية (آدم) و(حواء) داخل الجنة، فأغوى (إبليس) (آدم)، بينما أغوت الحية (حواء) حتى أكلا من الشجرة، بعد أن أوهماهما بأنهما من الناصحين، وأن من يأكل من هذه الشجرة يُصبح من الخالدين، ومن أصحاب مُلك لا يُبلى.

> وغضب الله على (آدم) و(حواء) لأكلهما من الشجرة .. وذكرهما بتحذيره لهما: {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدوٌ مبين} آية 22 سورة الأعراف.

> لم يجدا (آدم) و(حواء) أي تبرير لفعلتهما سوى طلب المغفرة: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} آية 23 سورة الأعراف.

> وحكم الله على (آدم) و(حواء) و(إبليس) والحية بعد ما حدث: {اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} آية 36 سورة البقرة




التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

تفسير القرآن حصري

تفسير القرآن حصري


الونشريس

بسم الله الرحمان الرحيم

اليوم جبت لكم تفسير القرآان كل اتمنى التثبيت للاستفادة منو مع العلم انه غير منقول من اي مدونة بل من موقع الشيخ القارئ عبد الله ابن عواد الجهني مع بعض التعديلات نبدأ على بركة الله:

1-سورة الفاتحة:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الونشريس الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الونشريس الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الونشريس مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ الونشريس إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الونشريس اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ الونشريس صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ الونشريس

أ-الاية الاولى :

الونشريس تفسير الجلالين الونشريس

1-سورة الفاتحة [مكية ، سبع آيات بالبسملة إن كانت منها ، والسابعة {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} وإن لم تكن منها ، فالسابعة : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ويقدر في أولها "قولوا" ليكون ما قبل "إياك نعبد" مناسباً له بكونها من مقول العباد]ـ 1 – بسم الله الرحمن الرحيم الونشريس

ب:الاية الثانية:

2 – (الحمد لله) جملة خبرية قصد بها الثناء على الله بمضمونها على أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق أو مستحق لأن يحمدوه ، والله علم على المعبود بحق (رب العالمين) أي مالك جميع الخلق من الإنس والجن والملائكة والدواب وغيرهم وكل منها يطلق عليه عالم ، يقال عالم الإنس وعالم الجن إلى غير ذلك ، وغلب في جمعه بالياء والنون أولي العلم على غيرهم وهو من العلامة لأنه علامة على موجده الونشريس

ج: الاية الثالثة:
3 – (الرحمن الرحيم) أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لأهله الونشريس

د: الاية الرابعة :
4 – (مَلِكِ يوم الدين) أي الجزاء وهو يوم القيامة ، وخُصَّ بالذكر لأنه لا ملك ظاهراً فيه لأحد إلا لله تعالى بدليل {لمن الملك اليوم لله} ومن قرأ {مالك} فمعناه مالك الأمر كله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك دائماً {كغافر الذنب} فصح وقوعه صفة لمعرفةالونشريس

ه: الاية الخامسة :
5 – (إياك نعبد وإياك نستعين) أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العبادة وغيرها الونشريس

و: الاية السادسة:
6 – (اهدنا الصراط المستقيم) أي أرشدنا إليه الونشريس

ن: الاية السابعة /

7 – (صراط الذين أنعمت عليهم) بالهداية ويبدل من الذين بصلته (غير المغضوب عليهم) وهم اليهود (ولا) غير (الضالين) وهم النصارى ، ونكتة البدل إفادة أن المهتدين ليسوا يهوداً ولا نصارى والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . [وعن الشيخ محمود الرنكوسي تفسير ألطف ورد في مختصر تفسير ابن كثير مفاده أن المغضوب عليهم هم الذين عرفوا الحق وخالفوه أما الضالين فلم يهتدوا إلى الحق أصلاً . دار الحديث] الونشريس

يتبع مع سورة البقرة اتمنى عدم الرد حتى تكتمل موسوعة تفسير القر’ان

اختكم في الله مروة




رد: تفسير القرآن حصري

سورة البقرة:
الاية الولى:

4 – (والذين يؤمنون بما أنزل إليك) أي القرآن (وما أنزل من قبلك) أي التوراة والإنجيل وغيرهما (وبالآخرة هم يوقنون) يعلمون الونشريس

5 – (أولئك) الموصوفون بما ذكر (على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) الفائزون بالجنة الناجون من النار الونشريس

7 – (ختم الله على قلوبهم) طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير (وعلى سمعهم) أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق (وعلى أبصارهم غشاوة) غطاء فلا يبصرون الحق (ولهم عذاب عظيم) قوي دائم الونشريس

8 – ونزل في المنافقين : (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر) أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام (وما هم بمؤمنين) روعي فيه معنى من ، وفي ضمير يقول لفظها الونشريس

9 – (يخادعون الله والذين آمنوا) بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية (وما يخادعون إلا أنفسهم) لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة (وما يشعرون) يعلمون أن خداعهم لأنفسهم والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين ، وفي قراءة وما يخدعون الونشريس

10 – (في قلوبهم مرض) شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها (فزادهم الله مرضا) بما أنزله من القرآن لكفرهم به (ولهم عذاب أليم) مؤلم (بما كانوا يكذبون) بالتشديد أي نبيَّ الله ، وبالتخفيف أي قولهم آمنا الونشريس

يتبع