التصنيفات
فقه السنة النبوية

اهمية دراسة السيرة النبوية

اهمية دراسة السيرة النبوية


الونشريس

أهمية دراسة
السيرة النبوية

السيرة النبوية ـأو المغازي والسير كما كانت تسمى ابتداء ـ هي علم يتناول
بالشمول والتفصيل مراحل حياة النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وشخصيته وصفاته
الخُلقية والخِلْقية.. كما يتناول علم السيرة كذلك أخبار غزواته سواء التي شارك
فيها بنفسه، أو سراياه التي بعث بها أصحابه، وأخبار علاقاته بالأمم الأخرى والملوك
الحاكمين من حوله. كما ألحقت أخبار الصحابة وأحوالهم (ض) بسيرته، حتى أضحت جزءاً
لا يتجزأ منها.

إن دراسة السيرة النبوية ومعرفتها ليس القصد من ورائها مجرد تتبع الأحداث التاريخية
ووقائعها وتدوينها، ولا مجرد ترف لسرد جملة من القصص والأحداث.. وإنما الغرض من
دراستها بالأساس تكوين صورة واقعية للحياة الإسلامية متجسدة في حياته عليه السلام،
حيث كانت سيرته عليه السلام ترجمة عملية وواقعية لمبادئ الإسلام وقواعده وأحكامه
حتى أضحت واقعا حياتيا معيشا..

وهكذاوعلى امتداد السنين
والفترات التاريخية المختلفة حظيت السيرة النبويةباهتمام كبير وعناية خاصة. واهتم العلماء قديما وحديثا
بذكر أهمية دراستهاومزاياها حيث إن
تَناوُلُها بالدراسة والتحقيق له أهداف عديدة يرمي إليهاالباحثون والدارسون. ومن تلك الأهداف والغايات:

*- إن السيرة النبوية تعد وسيلة عملية وترجمة واقعية لفهم القرآن، أي أن
السيرة النبوية هي تجسيد عملي للأحكام التي تضمنتها الآيات الكريمات والأحاديث
الشريفة.

*- إن المعرفة الشاملة بتفاصيل حياة النبي عليه السلام كمعرفة نسبه
ومولده ونشأته، وأسلوب دعوته من بعثته إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، كل ذلك من
شأنه أن يقربنا إلى شخصية النبي عليه السلام ليكون قدوة وأسوة حسنة للاقتداء..
فالسيرة النبوية ليست أخباراً تنقل للعلم فقط كباقي الأخبار التاريخية، وإنما هي
وسيلة للاقتداء والتأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلمه، مصداقا قوله سبحانه: (لقد
كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله
كثيراً).

*- التثبت والتوثق من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فتقديم السيرة
النبوية موثقة بأسانيدها المتصلة إلى مصادرها الأصلية المتضافرة، والتي تبين كل ما
يتعلق بتفاصيل حياته صلى الله عليه وسلم الخاصة والعامة وسرد الحوادث التاريخية
تلك الحقبة.. كلها أمور تدعم صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم..

تلك هي بعض الأهداف التي يُسعى لها وتستفاد من دراسة سيرة رسول الله صلى
الله عليه وسلم، و لهذا كله كان للسيرة النبوية بين المسلمين اهتمام خاص دفعهم إلى
تدوين جميع الدقائق المتعلقة بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حال من
أحواله، من حين ولادته إلى حين وفاته، معتمدين في ذلك منهج التحري والتمحيص
والتثبت في نقل الأخبار وتدوينها.




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

الاحاديث النبوية يوميا .

الاحاديث النبوية يوميا…


الونشريس

عن أبى هريرة قال : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :"والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنوبون، فيستغفرون الله ،فيغفر لهم ." (( رواه مسلم))
عن أبى هريرة قال قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :"لايقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده".(رواه مسلم)
عن ابي العباس سهل بن سعد الساعدي – رضي الله عن – قال : جاء رجل إلى النبي صلىالله علية و سلم فقال : يا رسول الله الله ، دلني على عمل إذا عملته احبني الله واحبني الناس فقال : – ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عندالناس يحبك الناس- حديث حسن رواه ابن ماجه و غيره باسانيد حسنه .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي, أَيْنَ جِيرَانِي?" قَالَ: "فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا! وَمَنْ يَنْبَغِيَ أَنْ يُجَاوِرَكَ? فَيَقُولُ: أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ?". أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده




رد: الاحاديث النبوية يوميا…

مشكووورة ايمان




رد: الاحاديث النبوية يوميا…

شكرا على مرورك العطر يا لغالية




رد: الاحاديث النبوية يوميا…

ولو شكرا على الواجب




التصنيفات
الطب البديل والتداوي بالأعشاب

التلبينة النبوية

التلبينة النبوية


الونشريس

هي علاج اوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم لمل له من فوائد جمة اذ ذكر عن عائشة رضي الله عنها انها كانت اذا مات الميت من اهلها فاجتمع لذلك النساء ، ثم تفرقن الا اهلها وخاصتها ، امرت ببرمة من تلبينة فطبخت ، ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ثم قالت : كلن منها ، فاني سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول :( التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ ) رواه البخاري ( 5101 ) ومسلم ( 2216 ) .
وعنها رضي اللع عنها انها كانت تامر بالتلبين للمريض وللمحزون على الهالك ، وكانت تقول : اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ ) رواه البخاري ( 5365 ) ومسلم ( 2216 ) .
والتلبينة النبوية تحضر في البيت وتستعمل للصغار والكبار على حد سواء وناتي الان على ذكر بعض فوائدها التي منها :
– تخفف نسبة الاكتئاب والحزن وتعالجهما
– تخفض الكوليسترول
-تعالج الامساك
-تحمي شرايين القلب من التصلب
-تعالج الذبحة الصدرية
-مفيدة لمرض هشاشة العظام
-تعالج السكر وضغط الدم
تطفئ العطش وتذهب الحرارة
-تعتبر منظفة للمعدة ومهدئة للقولون
-تعالج التهاب الامعاء
-تعالج ايضا التهاب المثانة والكلى
-مفيدة جدا في السعال
كما ينصح بها للطفال اذ تساعدهم على النمو وايضا تهدئ الطفل وتقلل من نسبة الحركة لديه
وكما سبق ذكره بامكان اي شخص تحضير التلبينة بمفرده وذلك باتباع الخطوات التالية :
ثلاث ملاعق من دقيق الشعيرتمزج مع كوب ماء وتوضع على نار هادئة حتى يتخثر المزيج ثم يضاف له كوب حليب وثلاث ملاعق سكر او عسل حسب الذوق اضافة الى ملعقة صغيرة من الفانيلا ويحرك الخليط جيدا حتى ياخذ اللون البني ثم تقدم مع بعض المكسرات ان رغب الشخص …واعلموا ان رائحتها زكية جدا
بالصحة والعافية للجميع




رد: التلبينة النبوية

مشكورررررة على الطبخة ،أنا بحاجة إليها للتخفيف من ألام القولون.وفي بعض الأحيان لنسيان أو تناسي الأحزان.




رد: التلبينة النبوية

لا شكر على واجب انوار ، فما اجمل ان نسير على هديه لنصل الى برالامان …شفاك الله وعافاك




رد: التلبينة النبوية

الله يعطيكم العـــــافية




رد: التلبينة النبوية

شكرا جزيلا لك




رد: التلبينة النبوية

الشكر موصول لكم على التفاعل




التصنيفات
فقه السنة النبوية

السيرة النبوية بعشر لغات

السيرة النبوية بعشر لغات





رد: السيرة النبوية بعشر لغات

الله يسامحكم ما عجبكم الموضوع




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

هل يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أي نص عن إدراك الإنسان لما يحدث حول

هل يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أي نص عن إدراك الإنسان لما يحدث حول


الونشريس

نعم هناك احاديث عن هذا
قول النبي عندما كان يكلم كفار بدر في البئر وقيل له يارسول الله اتكلم جيف قال والله انهم اسمع مني منكم اي يسمعون اكثر مما يسمعه الصحابه
وهناك احاديث عن خروج الروح الي السماء ثم نزولها لحضور الجنازه ثم ردتها للميت وجلوسه وبعدها يأتي الملكين ورؤيه انسان في القبر ويكون العمل الصالح هو يدافع ويرد عندك ويثبتك وبعد ذلك اما حفره من نار والعياذ بالله واما روضه من الجنه ويقول الكافر اللهم اخر قيامتي ويقول المؤمن الله عجل بيوم القيام وهناك ان الميت يستأنس بمن يذوره ويعرف اخبارهم
وهناك حديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ان نجلس بعد الدفن ساعه اي مده حتى يستأنث بكم
وهناك حديث سمعت انه غير متواتر من شيخ يقول سيدنا محمد عذاب أمتي في القبور

اما بقى الشهيد وربنا يجعلنا واياك من الشهداء فالمراحل دي كلها ما بيعدي عليها ولكن بيكون حي من أول لحظه وفي نعيم من أول لحظه ولقوله بل احياءا عند ربهم يرزقون
ومالوش هوه دعوه بموضوع القبر ولا يسأله الملكين وبيعيش حياته لحد قيام الساعه في نعيم وهو حي ويستبشر بالذين كانوا معه أي يقول أن شاء الله صاحبي فلان يستشهد
وسوره يسن بها مشهد كهذا قيل ادخل الجنه قال ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وكان قومه قد قتلوه لامانه وعند موته دعا لهم وتمنى ان يعلموا ما هو فيه
وربنا يجعلنا من الشهداء لان ده طريق سريع للجنه وحياه تانيه

اللهم أرزقنا بالشهاده




رد: هل يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أي نص عن إدراك الإنسان لما يحدث

هات من القران الكريم و السنه الشريفه ما يدل على اهمية العمل
اهمية العمل للانسان واهمية العمل للانسان اهمية العمل والاتعاد عن الكسل واهميه العمل لحياة الانسان
أحد يشك في أهمية العمل سواء للفرد أو المجتمع أو الدول، والدول والمجتمعات تقاس جديتها وتقدمها باهتمامها بالعمل، والدول المتقدمة في العصر الحاضر لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم في العلوم والفضاء والتقنية إلا بجدية أبنائها في العمل، وأسلافنا المسلمون السابقون لم يبنوا حضاراتهم الإنسانية الكبيرة إلا بإخلاصهم في العمل، ولقد حصل التراجع والتأخر للمسلمين في الوقت الحاضر لعدم جديتهم في العمل مع أن الدين الإسلامي يحث على العمل الجاد، فالإسلام اعتبر العمل حق لكل مسلم، وحارب البطالة لآثارها السلبية على المجتمعات والأسر، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما جعل العمل المفيد من أسباب الثواب وزيادة الحسنات، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتعلق بهذه المعاني ومن ذلك {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} وقوله تعالى {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} كما أن السنّة الشريفة تضمنت العديد من النصوص التي تحث على العمل والكسب الحلال (ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده).. وقوله صلى الله عليه وسلم (من أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفوراً له).
والإسلام لا يفرق بين أنواع العمل بحيث يكون نوع منها لفئة معينة ونوع آخر لفئة أخرى، وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض الأعمال والصناعات المفيدة بدون أن يقصرها على فئة محددة، فقد نوه القرآن الكريم بمادة الحديد التي لها دور اليوم في مجال الصناعة {وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} كما أشار إلى أن صناعة اللباس في قوله {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} وبصناعة السفن {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}.. كما أشار إلى الزراعة {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} ولقد كرم الإسلام العاملين ولم يستعيب أي نوع من العمل الشريف، فقد رفع الزكاة عن آلات المحترفين وخفف الجزية عن ذوي الصناعة والزراعة.. وقد كان أنبياء الله ورسله يعملون في مهن مختلفة، فقد كان آدم عليه السلام يعمل في الزراعة وداود عليه السلام في الحدادة ونوح عليه السلام في التجارة وموسى عليه السلام في الكتابة وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الرعي والتجارة، كما أن من الصحابة الكرام من امتهن التجارة كأبي بكر الصديق، والحدادة كحباب بن الإرت والرعي كعبدالله بن مسعود، وصناعة الأحذية كسعد بن أبي وقاص والخدمة كبلال بن رباح والخياطة كالزبير بن العوام، وفي هذا المجال يقول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أني لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني).. وفي الإسلام يعتبر العمل ضرورياً إذا كان القصد منه اكتساب الرزق، وذلك لأن المحافظة على سلامة البدن أمر واجب لكون ذلك وسيلة للبقاء والذي يؤدي للغاية التي خلق الإنسان لها، وهي عبادة الله التي تؤدي إلى رضاء الله وثوابه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أما إذا كان الهدف من العمل هو الاكتساب لقضاء دين أو للإنفاق على العائلة فإنه يعتبر واجباً لأن أداء حقوق الإنسان والإنفاق على الزوجة والأولاد والوالدين ونحوهم ممن هم تحت إعالته أمر واجب {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}.. أما إذا كان الهدف من العمل هو الزيادة من الكسب الحلال أو التعفف عن سؤال الناس فهو أمر مستحسن، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرءاً اكتسب طيباً وقوله (نعم المال الصالح للرجل الصالح) كما يقول عليه الصلاة والسلام (السؤال آخر كسب العبد).من ناحية أخرى يعتبر عمل الفرد في نظر الإسلام فرض كفاية بالنسبة للمجتمع فالعمل في مجالات النفع العام كالصناعة والزراعة والتجارة والحدادة والكهرباء ونحو ذلك يعتبر خدمة للمجتمع بأكمله يأثم الجميع إذا ترك العمل في هذه المجالات ونحوها. وكما أن الإسلام قد أكد على أهمية العمل وضرورته للفرد والمجتمع فقد اهتم بحقوق العاملين وواجباتهم، فمن ناحية الحقوق كان هناك حرص على أن يعطي العامل أجراً مناسباً ومجزياً وأن يصرف هذا الأجر فور استحقاقه، ففي السنّة (اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، كما تم وضع الأسس اللازمة التي من شأنها المحافظة على صحة العامل ومنحه الرعاية الصحية بما في ذلك حفظ النفس والعقل، وكذلك إتاحة الفرصة له للراحة لأن لكل إنسان طاقة محددة ينبغي عدم تجاوزها، {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} وفي السنّة (روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت)، كما اعتنى الإسلام بالأحداث والنساء في مجال العمل، فهو وإن كان قد أجاز تشغيل الحدث من أجل بعث روح التحفز والكسب وتشجيعه على الاعتماد على النفس إلا أنه قيد ذلك بأن يكون العمل الذي يمارسه ملائماً له وأن يكون عملاً مشروعاً وأن يكون العمل باختيار ولي أمره.. أما بالنسبة للمرأة فقد جعل لها الإسلام ذمة مالية مستقلة وأجاز لها العمل الذي يناسب قدراتها بشرط الاحتشام والوقار.
أما عن واجبات العامل فقد أكد الإسلام على ضرورة قيام العامل بأداء عمله بالدقة والإخلاص وحذر من خيانة الأمانة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} ولذلك فإن العامل يكون مسؤولاً عن الأخطاء الناشئة بسبب تقصيره أو خيانته




رد: هل يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أي نص عن إدراك الإنسان لما يحدث

الونشريسادن منك اختي ما هو اسمك الحقيقي
اسف ان كان سوالي مزعج




التصنيفات
العلوم الطبية

البشارة النبوية لعلاج الأمراض المستعصية عشبة السنا المكي

البشارة النبوية لعلاج الأمراض المستعصية عشبة السنا المكي


الونشريس

البشارة النبوية لعلاج الأمراض المستعصية عشبة السنا المكي

الونشريس

البشــــــارة الأولى

التداوي بالسنا والسنوت

أحبتي في الله.. هذا تعريف سريع لعشب السنا، وبيان لفوائده العظيمة مع كيفية العلاج به، وأسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم ممن يحيون سنة النبي r وينتفعون بهديه آمين.

أولا: ما هو السنا؟

هو نبات معروف مأمون الغائلة، ويُزرع في مكة المكرمة، وبعض الأماكن الأخرى، وأفضله الذي يُزرع بمكة المكرمة؛ ولذلك اختاره الأطباء قديما وحديثا فسمي «سنامكى»، وتُحضَّر منها لأدوية الحديثة مثل Puiseennid حبوبا وشرابا.

صورة لأكياس البذور

الونشريس

صورة الورق المجفف

الونشريس

فوائد السنا:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام: السنا والسنوت).

عن عبد الله بن أم حرام قال: قال رسول الله r : (عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت)، وعن أسماء بنت عميس عن النبي r قال: (لو أن شيئا كان فيه شفاء من الموت لكان السنا)، قال الإمام المناوي في شرحه لحديث أنس: السنا نبت معروف شريف مأمون الغائلة، قريب الاعتدال يسهل الصفراء والسوداء ويقوى القلب. وقال: وخاصية النفع من الوسواس السوداوي، ومن شقاق الأطراف، وتشنج العضو، وانتشار الشعر، ومن القمل والصداع العتيق، والجرب والحكة، وإذا طُبخ في زيت وشرب نفع من أوجاع الظهر والوركين، وهو يكون بمكة كثيرا، وأفضل ما يكون هناك. وقال عند شرحه لحديث عبد الله بن أم حرام: «منافعه لا تحصى»، وقال الدكتور / محمد البار في كتابه الاستشفاء بالسنا والسنوت: كلاما طويلا نختصر منه بعض هذه الفوائد:

1- يذهب البواسير.

2- ينقي الدماغ من الصداع.

3- يفيد في حالات النقرس.

4- يفيد في حالات عرق النسا.

5- يفيد في حالات وجع المفاصل.

6- يُستخدم لعلاج البرد والتهاب الحلق والربو.

7- يُستعمل على شكل غرغرة لأمراض الحلق.

8- يمنع سقوط الشعر ويطوله ويسوده.

9- طارد للبلغم.

10- يغوص في عمق المفاصل.

11- إذا طُبخ ثدييت وشُرب أخرج الخام.

12- علاج هام للإمساك.

13- يفيد في حالات الصرع.

وقال أيضا: لا يؤثر على الجنين ولا المرضع -ويا للعجب حين ذكر – أن السنا مضاد للفيروسات فهذه لا مثيل لها، وذكر أيضا: أنه مضاد لنمو الفطريات وكذا الميكروبات. ويؤكد فضيلة الدكتور أن الأبحاث ستثبت قريبا أنه علاج الإيدز الذي تنتظره البشرية.

طريقة استعمال السنا:

أولا يُنصح بمشاورة أهل الخبرة في ذلك كي يختاروا لك الطريقة المناسبة لسنك وجسمك وحالتك المرضية.

الطريقة الأولى: يُدق (يطحن) من 3 جرامات إلى 10 جرامات، ويؤخذ عن طريق الفم.

الطريقة الثانية: يُطبخ (يغلى) من 21 جراما إلى 33 جراما في ماء ويُشرب.

الطريقة الثالثة: يطبخ من 21 جراما إلى 33 جراما في زيت ويشرب.

الطريقة الرابعة: يُدق كما في الطريقة الأولى، ويضاف إليه مقدار 40 جراما من عسل النحل مع 40 جراما سمن بقر، ويُلعق مرة واحدة.

الطريقة الخامسة: يُنقع من الليل 7 ورقات سنا، ويُشرب في الصباح مرة كل أربع ليالٍ أو حسب نوع المرض.

وهناك طرق أخرى وفوائد أخرى سأذكرها إن شاء الله في الطبعة الثانية من كتابي «التداوي بألبان البقر والتحذير من لحومها».

ملحوظة: السنا كما هو علاج يستعمله المرضى أيضا هو وقاية ينبغي على الأصحاء استعماله شهريا أو كل ثلاثة أشهر على الأكثر؛ لأنه يقوم بتنظيف الجهاز الهضمي بأكمله من الأشياء التي تعلق به وتسبب التخمر والتعفن وتكون سببا لإمراض شتى. فأين نحن من العلاج بالسنا؟ بالله أجيبوا أنفسكم على هذا السؤال؟

نترك وصية نبيا الطيبة r ثم نشتكي العلل!!

ويقول الدكتور حسن عبد السلام في ذخيرة العطار صـ 59:

والجوهر الفعال (الكيميائي) في السنا هو جلوكسيد غروى سهل الذوبان، يُعرف بالحامض الكاثرتيك (catharic)، وهذا الحامض قريب يالشبه بحامض الكريزوفانيك أو الرواندين (Chrysophanic acid)، ويحتوي أيضا على الصابرين (ك17 يدا18 ا7 aloln) وهو جلوكوسيد يوجد في الصبر وعلى الكامفين (ك10 يد16 compgene) وهو تربين صلب يوجد في الزنجبيل، وقد أمكن الحصول منه على السنامكى أيضا وعلى جوهرتين (حركتين) شديدي المرارة وهما السناكرول (Sennocrol) والسنابكرين (Senna-Picrin) والأول قابل للذوبان في الأثير، وأمكن استخلاص صبغة صفراء اللون، ولكن يحتمل أن تكون ناتجة من تحلل حامض الكاثرتيك ذاته، وهذا هو الحامض الذي يُعزى إليه سر إسهال السنا للمعدة وتنظيف الجهاز الهضمي؛ لأنه حامض غروي مهيج ومنشط لجدار المعدة.

قامت أبحاث كثيرة على أوراق وثمار السنا، وأثبتت تلك الأبحاث فائدة السنا كأفضل مسهل، بالإضافة إلى تنقية الدم والفتك بالفيروسات والفطريات، وأنتجت شركات الأدوية كثيرًا من مستحضرات السنا،
ويعتبر نبات السنا أحد النباتات الهامة المسجلة في دساتير الأدوية الأوروبية والأمريكية والهندية والصينية، وهناك مستحضرات عدة تسوق في جميع
أنحاء العالم.

صورة مركبات السنا

الونشريس

هناك استعمالات داخلية للسنا وأخرى خارجية نذكر منها ما يلي:

1- لا شك أن السنا من أفضل الملينات، إن لم يكن أفضلها على الإطلاق؛ ذلك لأن مفعوله لا يبدأ إلا في القولون؛ حيث يتم تحلله بواسطة البكتيريا القولونية، وعليه فإنه لا يؤثر على المعدة والأمعاء الدقيقة ولا يؤثر بالتالي على امتصاص الغذاء بعد فترة الإسهال، كما تفعل بعض المسهلات التي يحدث بعد استعمالها خمول لحركة الإمعاء فيحدث الإمساك بعد الإسهال، مما يضطر المرء إلى معاودة استعمال المسهل والتعود عليه، كما لا يسبب السنا تقلصات في الأمعاء كما تفعل المسهيلات الأخرى، كما أن من محاسن استعمال السنا أن الشخص يستطيع أن ينظم الوقت المريح لاستعماله، فتأثيره المسهل لا يبدأ إلا بعد 6 إلى 12 ساعة من تعاطيه، ولا يمتص من الأمعاء. يستعمل السنا على هيئة مطبوخ أو منقوع أو على هيئة أقراص، وهي متوفرة في الصيدليات.

2- يوجد حاليًا في الهند مستحضر مكون من محلول مائي مركز من (السنا مكي) حيث يستعمل لنقيه الدم.

3- يوجد استخدام جديد يستعمل ضد الفيروسات؛ حيث تم استخلاص راسب بروتيني من أنواع السنا المعروف باسم (سنا سيام) وأعطى نتائج 100% لوقف نمو الفيروسات .

لا يتمص السنا من الأمعاء وبالتالي لا يؤثر على الجنين، وكما تقول الموسوعة الصيدلالية martinhile ، فإن الأم المرضع تستطيع استعماله لأنه لا يفرز في لبنها من خلال الثدي.

ويقول (البروفسير سبلر) وهو من الخبراء العالميين في هذا المجال في مقال له: إن أكثر الأدوية شيوعًا في معالجة الإمساك هي الأدوية المستخلصة من نبات السنا، وفي القولون تقوم تلك المركبات بتحريض أعصاب القولون على القيام بحركة إجمالية يتبعها مرور البراز بشكل طبيعي.

وقد قامت شركات الأدوية في العصر الحديث بتركيب العديد من الأدوية التي تحتوي على السنا فقط نذكر منها:

1- برسنيد Puresenid

2- سناكوت Sennakot

وأدوية تحتوى على السنا ومواد أخرى منها :

3- أجيولاكس Aglokax

4- سينتولاكسSyntolax

5- ميوسينم Mucinam

6- جليسينيد Glisennind

7- سناكس snakes

إذن هذا هو السنا، فما هو السنوت؟

اختلف أهل العلم والعشابون في تفسير السنوت هل هو العسل؟ أم سمن البقر؟ أم الشبت؟ أم بذور الشبت أو الكمون؟ أم هو الشمر؟ أم هو عشب خاص اسمه السنوت؟

والراجح حاليا -والله تعالى أعلم- أنه بذور الشبت والشبت معا، وفوائدهما كثيرة جدا من أراد الرجوع إليها فليراجع كتاب القانون لابن سينا، والتذكرة لداود الأنطاكي وغيرهما، وعن تجارب أقول: السنا بمفرده عولجت به بعض الأمراض، مثل الإمساك والإمساك المزمن والبواسير، وبعض أمراض المعدة. وكم كانت فرحة المرضى المصابين بالإمساك المزمن كبيرة بعد شفائهم

المصــــــــــــــــــــــــــــــــدر

http://abuseuf.alafdal.net/montada-f2/topic-t71.htm#97

[GRADE="00008B FF6347 008080 4B0082"]
منتديات أبو سيف طبيعي لعلوم الطب النبوي المعصوم
[/GRADE]




رد: البشارة النبوية لعلاج الأمراض المستعصية عشبة السنا المكي

مشكووووووووووووووووووووووووووور




رد: البشارة النبوية لعلاج الأمراض المستعصية عشبة السنا المكي

شكرااااااااااااااااااااااااااا




التصنيفات
فقه السنة النبوية

بعض السنن النبوية المهجورة بالصور

بعض السنن النبوية المهجورة بالصور


الونشريس

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام
من سن فى الاسلام سنة حسنة فله اجرها و اجر من عمل بها من بعده لاينقص ذلك من اجورهم شيئا ومن سن فى الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من اوزارهم شيئا(اخرجه مسلم فى صحيحيه)
وهذه صور بعض السنن المهجورة والتى اتمنى احيائها او التذكير و العمل بها

الونشريس
*****سبحان الله*****

الونشريس
*****الحمد لله*****

الونشريس
***** لا اله الا الله*****

الونشريس
*****الله اكبر*****

الونشريس
*****لا حول ولا قوة الا بالله*****

الونشريس
*****استغفر الله*****

الونشريس
*****سبحان الله وبحمده*****

الونشريس
*****سبحان الله العضيم*****

الونشريس
*****استغفر الله و اتوب اليه****

الونشريس

ياربى يا وافى العطاء******جنبنى دروب الخطاء
و اغسلنى بثلج العفو*****والبسنى من سترك غطاء
الونشريس




رد: بعض السنن النبوية المهجورة بالصور

الله يبارك فيك ويعطيك العافية جعله في ميزانك




رد: بعض السنن النبوية المهجورة بالصور

الونشريس




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

السيرة النبوية

السيرة النبوية


الونشريس

أولاً: من المولد حتى البعثة

الرسول قبل البعثة
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر وينتهى نسبه إلى إسماعيل عليه السلام , وأبوه عبد الله بن عبد المطلب أحد الذبيحين المذكورين في الحديث الشريف (أنا ابن الذبيحين) يعنى جده البعيد إسماعيل , حين أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم علية السلام بذبحه , والذبيح الثاني هو والدة عبد الله وذلك أن جده عبد المطلب حينما حفر زمزم واستخرج كنوز جرهم منها , نازعته قريش فيها ولم يكن له من أبناء ينصرونه ويؤازرونه , فنذر لله أن رزقه عشرة من الذكور ليتقربن إلى الإلهة بواحد منهم , ورزقه الله عشرة من الذكور فأقرع بينهم فخرجت القرعة على عبد الله فذهب به عبد المطلب ليوفى بندرة فمنعته قريش حتى لا تكون بمثابة سابقة يعتادها العرب بعده , فاحتكموا إلى عرافة فأفتت أن يفتدي عبد المطلب ابنه بعشرة من الإبل ويقارع بينها وبين عبد الله فإن خرجت على عبد الله زاد عشرة من الإبل , ومازال عبد المطلب يفعل ذلك حتى بلغ عدد الإبل مائه فخرجت القرعة على الإبل فذبحها عبد المطلب وافتدى عبد الله والد الرسول صلى الله عليه و سلم

ومما تجدر ملاحظة أن عبد الله لم يكن أصغر أولاد عبد المطلب , خلافا لما عليه المؤرخون, فالمعروف أن العباس عم الرسول صلى الله عليه و سلم كان أكبر منه بعامين ولما كان الفداء فى العام السابق لمولد الرسول صلى الله عليه و سلم يكون للعباس حينئذ من العمر عام واحد , أما عمه حمزة فكان في مثل عمرة فكيف يكون عبد الله أصغر من هؤلاء وهو أب لمحمد صلى الله عليه و سلم

تزوج عبد الله بامنة بنت وهب وهى من أشرف بيوت قريش, ولم يمضى على زواجهما إلا فترة بسيطة حتى خرج عبد الله بتجارة إلى الشام , ولكنه لم يعد إلى مكة حيث مرض في طريق عودته فذهبوا به إلى يثرب , فمات عند أخواله من بنى النجار ولم يمض على حمل زوجته أكثر من شهرين , وكأن الله أنجاه من الذبح لأداء مهمة معينة فلما انتهى منها قبضت روحه !! وقيل أن عبد الله توفي بعد مولد ابنة بعام وقيل بثمانية وعشرين شهرا والرأي الأول هو المشهور

وظلت آمنة تعيش في مكة في كفالة عبد المطلب وبما ترك لها زوجها عبد الله من ثروة تقدر بخمسة من الإبل وقطيعا والغنم وجارية وهى أم أيمن

مولدة صلى الله عليه و سلم
ولما أتمت آمنة حملها على خير ما ينبغي ولدت محمد صلى الله عليه و سلم وكان حملها وميلاده طبيعيين ليس فيها ما يروى من أقاصيص تدور حول ما رأت في الحمل وليلة الميلاد , وخلت المصادر التاريخية الصحيحة كأبن هاشم والطبري والمسعودى وأبن الأثير من مثل هذه الأقاصيص , لما ذكر ابن هشام واحدة منها لم يكن مصدقا لها وقال (ويزعمون فيما يتحدث الناس والله أعلم) وتتأرجح روايات المؤرخين في تحديد مولده صلى الله عليه و سلم وهل ولد يوم الثاني أو الثامن أو الثاني عشر وهل كان في شهر صفرأو ربيع الأول وهل ولد ليلا أو نهارا , وصيفا أم ربيعا وهل كان في عام الفيل أم قبله أم بعده

والمشهور أنة ولد في فجر يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل ويرى الباحثون أن عام الفيل غير معروف على وجه التحديد هل كان في عام 522م أو 563م أو570 أو 571م فبحثوا عن تاريخ ثابت محقق يمكن على أساسه تحديد مولد الرسول صلى الله عليه و سلم فوجدوا أن أول تاريخ تحقيقه هو تاريخ الهجرة في سنة 622م وعلى هذا يمكن التوفيق بين رأي المؤرخين و رأي الباحثين بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولد يوم الاثنين التاسع ربيع الأول في العام الثالث والخمسين قبل هجرته
رضاعة صلى الله عليه و سلم
وكانت عادة أشراف مكة أن يعهدوا بأطفالهم إلى نساء البادية ليقمن على رضاعتهم , لأن البادية أصلح لنمو أجسام الأطفال وأبعد عن أمراض الحضر التي كثير ما تصيب أجسامهم فضلا عن إتقان اللغة العربية وتعود النطق بالفصحى منذ نعومه أظفارهم. وكان مقدار العناية والرعاية بالطفل يختلف من قبيلة لأخرى لذا حرص أشراف مكة على أن يكون أطفالهم عند أكثر هذه القبائل عناية , ورعاية وكانت أشهر قبيلة في هذا الأمر هي قبيلة بنى سعد

ولم تقف شهرة بنى سعد على أمر العناية والرعاية بالطفل فقط , بل حازت الشهرة في أن لغتها كانت عربية خالصة لم تشبها شائبة فضلا عما اشتهرت به من أخلاق كريمة طيبة لذا حرص عبد المطلب على أن يكون محمد في بني سعد فلما جاءت حليمة السعدية لتأخذه وأحست هذا الحرص طمعت في جزل العطاء فتمنعت في أخذه فلما أجزل لها أخذته وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفخر برضاعته في بنى سعد فيقول : أنا أعربكم أنا قرشي واسترضعت في بنى سعد بن بكر

ويذكر المؤرخون أن محمد عرض على جميع المرضعات اللاتي وفدن على مكة فأبين يأخذنه ليتمه وفقرة , وأنهن كن يطمعن في أبناء الأغنياء وأن حليمة ما عادت إليه الا لأنها لم تجد طفلا غيره وهذا غير صحيح فمحمد لم يكن فقيرا فهو في كفالة جدة عبد المطلب سيد مكة وكبيرها , ومثله من يطمع في عطائه وقد ذكرت المصادر أن جيش أبرهه في حملته على الكعبة قد حاز مائتين من الإبل لعبد المطلب , كما أنة فدى ابنة عبد الله بمائة من الإبل , وذبح مجموعة كبيرة منها في زواجه لا يصد عنها إنسان ولا حيوان , ويذكر اليعقوبى أن عبد المطلب عند موته لف في حلتين من حلل اليمن قيمتها ألف مثقال من الذهب فمن كان ذلك حاله أيعقل أن يكون فقيرا تترك المرضعات ولده ؟ ذلك فضلا عن إرضاع الأطفال في البادية عادة أشرف مكة وأغنيائها , أما الفقير فكانت كل أم ترضع طفلها

قضى محمد صلى الله عليه و سلم في حضانة ورعاية (حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية) وزوجها (الحارث بن عبد العزى) أربع أو خمس سنوات ثم حدث ما جعلها تعجل بإرجاعه إلى أمه في مكة إذا أخبرها ابنها الصغير أن رجلين أخذا محمدا فشقا صدره واستخرجا قلبه وأخذا منه علقه سوداء ثم غسلا القلب وإعاداه إلى ما كان عليه , وقد اختلف المؤرخين في حقيقة شق الصدر هل هو حسي أم معنوي ؟ ولكن لعله يشير إلى الحصانات التي أضفاها الله على محمد صلى الله عليه و سلم فحصنته ضد مساوئ الطبيعة الإنسانية ومفاتن الحياة الأرضية
وفاة أمة وجدة وكفالة عمة له صلى الله عليه و سلم
وظل محمد في رعاية أمه و كفالة جده حتى بلغ السادسة , فذهب به أمه لزيارة قبر زوجها في يثرب وقدر لها أن شتغاله صلى الله عليه و سلم برعي الغنم
ولما شب محمد وأصبح فتى أراد أن يعمل و يأكل من عمل يده , فاشتغل برعي الغنم لأعمامه ولغيرهم مقابل أجر يأخذه منهم , ويذهب البعض إلى أن حرفة الرعي وقيادة الأغنام علمت الرسول صلى الله عليه و سلم رعاية المسلمين و قيادة الأمة بعد بعثته وهذا ولا شك مبالغة كبيرة فان كثيرا غيره من الرعاة لم يصبحوا قوادا ولا ساسة كما أن الكثير من القواد والساسة لم يعرفوا عن حرفة الرعي شيئا , وهناك فرق كبير بين سياسة الحيوان والإنسان , لكن يمكن القول أن حرفة الرعي لما كانت تتم في الصحراء حيث الفضاء المتناهي والسماء الصافية والنجوم المتلألئة في الليل , والشمس المشرقة في الصباح وهذا النظام البديع في حركة الكون استرعى كل ذلك انتباه محمد فأخذ يتأمل ويتفكر ويتدبر في الكون العجيب

اشتغاله صلى الله عليه و سلم بالتجارة
وزاول محمد مهنة التجارة وهو في الثانية عشرة من عمرة (وقيل في التاسعة) وانتهز فرصة خروج عمه أبى طالب بتجارة إلى الشام فخرج معه وفى الطريق قابلهما راهب مسيحي رأى في محمد علامات النبوة فنصح عمه أن يعود به إلى مكة مخافة أن يعرفه الروم ويقتلوه

وعلى الرغم من ذكر المؤرخين لقصة الراهب بحيرا إلا أنة لا يمكن تصديقها بسهولة, لأن محمد صلى الله عليه و سلم نفسه لم يكن يعرف أنه نبي إلا بعد أخبره جبريل بذلك في الغار , وكل ما يعرفه رجال الدين اليهودي والمسيحي عن الرسالة المحمدية زمانها لا شخص صاحبها, وقد أفادت هذه الرحلة محمدا كثيرا, فعودته الصبر وتحمل المشاقة وفتحت عينية على أقوام ومجتمعات تختلف كثيرا عن قومه ومجتمعة , ومر في الطريق الذهاب والعودة على أطلال مدن عرف أنها ديار ثمود ومدين ووادي القرى وسمع عن أخبارهم الكثير

ولم تنقطع صلة محمد بالتجارة بعد عودته من الشام بل كان يتاجر بالسواق مكة او بالأسواق القريبة منها كسوق عكاظ ومجنه وذي المجاز لكنه لم يجعل التجارة كل همه واكتفى منها بما يوفر له حياة متزنة سعيدة وكان كلما تقدم به العمر ازداد تفكيرا وتأملا وقضى الكثير من وقته يتدبر هذا الكون العجيب
تموت في طريق عودتها وتدفن في الأبواء (على الطريق بين يثرب ومكة ) ويصبح محمد بعدها يتيما , ويكفله جده عبد المطلب فيحبه حبا شديدا عوضه عن حنان أمه وعطف أبيه فكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد من أبنائه ألا محمدا فكان يجلسه معه ويمسح ظهره بيده , ولكن القدر لم يمهل جده طويلا فمات بعد سنتين, فكفله عمه أبو طالب فأحبه حبا شديدا وأخذا يتعهده بعناية و رعايته , ولم تقتصر حمايته له قبل البعثة بل امتدت إلى ما بعدها فكان عونا للدعوة الإسلامية وظهرا لصاحبها على الرغم من انه لم يسلم
حرب الفجار
وشارك محمد مكة الدفاع عن مدينتهم في حرب الفجار بين قريش وهوازن والتي استمر أربع سنوات كان عمر محمد في بدايتها خمسة عاما وسببها أن النعمان بن المنذر أراد يعين قائدا لقافلة تجارية من الحيرة إلى سوق عكاظ فعرض كل من البراض الكتاني وعروة الهوازنى نفسه فاختار النعمان عروة فقتله البراض, وسمعت قريش وهى من كنانة الخبر وأدركت أن (هوازن) قبيلة عروة لابد أنها ستثأر لرجلها

ووقع القتال بين الفريقين وكان في الأشهر الحرم وتراجعت قريش حتى دخلت الحرم فوعدتهم هوازن الحرب في العالم القادم وظلت هذه الحرب تجدد طوال أربع سنوات في انعقاد سوق عكاظ , ثم انتهت بالصلح بين الفريقين على أن تدفع قريش دية من يزيد عن قتلاها لهوازن فكانوا عشرين رجلا وسميت هذه الحرب بحرب الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم وهو الفجار الرابع في تاريخ مكة

ويروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنة قال في حرب الفجار:كنت أنبل على أعمامي (أي أجمع نبل عدوهم اذا رموهم بها)وقال في حديث آخر:قد حضرتها (حرب الفجار)مع عمومتي ورميت فيها بأسهم وما أحب أنى لم أكن فعلت

ولذلك اختلف المؤرخين في كيفية مشاركة الرسول صلى الله عليه و سلم , وهل بجمع النبل؟أم بالرمي؟و يبدوا أن الرسول صلى الله عليه و سلم مارس العملين, فإن الحرب استمرت أربعة أعوام , كان عمر الرسول في بدايتها خمسة عشر عاما وهى لا تمكنه من الرمي فساهم بجمع النبل , وفي نهايتها كان على أبواب العشرين ربيعا فتمكن أن يساهم يرمى النبل




التصنيفات
مواد اللغة العربية في التعليم الابتدائي

قصص من السيرة النبوية الشريفة

قصص من السيرة النبوية الشريفة


الونشريس

الونشريس




التصنيفات
فقه السنة النبوية

السيرة النبوية

السيرة النبوية


الونشريس

الفهرس

· طھط¹ط±ظٹظپ ط§ظ„ط³ظٹط±ط© ظˆط£ظ‡ظ…ظٹطھظ‡ط§
· ط­ظٹط§طھظ‡ طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… ظ…ظ† ظ…ظˆظ„ط¯ظ‡ ط¥ظ„ظ‰ ط¨ط¹ط«طھظ‡
· ط§ظ„ظ…ط±ط­ظ„ط© ط§ظ„ظ…ظƒظٹط©
· ط§ظ„ظ…ط±ط­ظ„ط© ط§ظ„ظ…ط¯ظ†ظٹط©
· â€ڈط؛ط²ظˆط© ط¨ط¯ط± ط§ظ„ظƒط¨ط±ظ‰الونشريس
· ط؛ط²ظˆط© ط£ط­ظ€ظ€ظ€ط¯
· ط؛ط²ظˆط© ط­ظ…ط±ط§ط، ط§ظ„ط£ط³ط¯
· ط؛ط²ظˆط© ط¨ط¯ط± ط§ظ„ظ…ظˆط¹ط¯
· ط؛ط²ظˆط© ط¨ظ†ظٹ ط§ظ„ظ…طµط·ظ„ظ‚ (ط§ظ„ظ…ط±ظٹط³ظٹط¹)â€ڈ
· ط؛ط²ظˆط© ط§ظ„ط®ظ†ط¯ظ‚ ( ط§ظ„ط£ط­ط²ط§ط¨)â€ڈ
· ط؛ط²ظˆط© ط¨ظ†ظٹ ظ‚ط±ظٹط¸ط©
· ظپطھط±ط© ط§ظ„ظ‡ط¯ظ†ط© ظ…ط¹ ط§ظ„ظ…ط´ط±ظƒظٹظ† (6ظ‡ظ€ – 8ظ‡ظ€)â€ڈ
· ظپطھط­ ظ…ظƒظ€ط©
· ظپطھط±ط© ط¯ط®ظˆظ„ ط§ظ„ظ†ط§ط³ ظپظٹ ط¯ظٹظ† ط§ظ„ظ„ظ‡ ط£ظپظˆط§ط¬ط§ (8ظ‡ظ€ – 11ظ‡ظ€)â€ڈ
· ظˆظپط§ط© ط§ظ„ط±ط³ظˆظ„ طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…
· â€ڈط´ظ…ط§ط¦ظ„ظ‡ طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…

تعريف السيرة وأهميتها

‏ تعريف السيرة النبوية
‏ – السيرة لغة :
تعني السّنة والطريقة، والحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره. يُقال فلان له سيرة حسنة، وقال تعالى: (سنعيدها سيرتها الأولى) (طه:21).‏
‏ – السيرة اصطلاحًا:
السيرة اصطلاحًا تعني قصة الحياة وتاريخها، وكتبها تسمّى: كتب السير، يُقال قرأت سيرة فلان: أي تاريخ حياته. والسيرة النبوية تعني مجموع ما ورد لنا من وقائع حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته الخُلقية والخَلقية، مضافا إليها غزواته وسراياه صلى الله عليه وسلم.
‏ أهمية السيرة ومكانتها:
‏ 1- السيرة النبوية هي السبيل إلى فهم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال حياته وظروفه التي عاش فيها، للتأكد من أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد عبقري سمت به عبقريته، ولكنه قبل ذلك رسول أيده الله بوحي من عنده.
‏ 2- تجعل السيرة النبوية بين يدي الإنسان صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة، يتمسك به ويحذو حذوه، فقد جعل الله تعالى الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم قدوة للإنسانية كلها، حيث قال سبحانه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) (الأحزاب:21).‏
‏ 3- السيرة النبوية تعين على فهم كتاب الله وتذوق روحه ومقاصده، فكثير من آيات القرآن الكريم إنما تفسرها وتجليها الأحداث التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
‏ 4- السيرة النبوية صورة مجسدة نيرة لمجموع مبادئ الإسلام وأحكامه، فهي تكوّن لدى دارسها أكبر قدر من الثقافة والمعارف الإسلامية، سواء ما كان منها متعلقًا بالعقيدة أو الأحكام أو الأخلاق.
‏ 5- السيرة النبوية نموذج حي عن طرائق التربية والتعليم، يستفيد منه المعلم والداعية المسلم. فقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم معلمًا ناجحًا ومربيًا فاضلاً، لم يأل جهدًا في تلمس أجدى الطرق الصالحة في التربية والتعليم، خلال مختلف مراحل دعوته.
‏ 6- من خلال السيرة نتعرّف على جيل الصحابة الفريد، الذي كـان صدى للقرآن، وكان التطبيق العملي لحكم الله أمرًا ونهيًا.
‏ 7- تمتاز سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها نُـقلت إلينا كاملة في كلياتها وفي جزئياتها، ولا تملك الإنسانية اليوم سيرة شاملة لنبي غير السيرة النبوية على صاحبها صلوات الله وتسليمه.
ط§ظ„ظپظ‡ط±ط³

حياته صلى الله عليه وسلم من مولده إلى بعثته

نَسَبُه صلى الله عليه وسلم:‏
الرسول صلى الله عليه وسلم هو: (محمــد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشــم ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهر بن مالك ابن النَّضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان) (رواه البخاري) ، وعدنان من ولد إسماعيل الذبيح بن إبراهيم عليهما السلام.‏
وأبوه: عبد الله بن عبد المطلب، كان أجمل قريش (قبيلة قريش) وأحب شبابها إليها، عاش طاهرًا كريمًا حتى تزوج بآمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم.‏
وأمّه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وزهرة هو أخو قصي بن كلاب جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أبوها سيد بني زهرة.‏
وجدّه: عبد المطلب بن هاشم، هو سيد قبيلة قريش، أعطته رياستها لخصاله الوافرة، وقوة إرادته، وعزيمته على فعل الخير لكل الناس، وقد اشتهر بحفر بئر (زمزم) التي تسقي الناس بمكة المكرمة إلى يومنا هذا.‏
مولده صلى الله عليه وسلم:‏
ولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، من عــام الفيل، وقصة أصحاب الفيل معروفة ذكرها القرآن الكريم في سورة الفيل(1ـ5)، وذلك أن أبرهة ملك اليمن أراد أن يهدم الكعبة (بيت الله الحرام في مكة) فساق إليها جيشًا عظيمًا ومعهم فيل، فردّ الله كيدهم وحفظ الكعبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال جنينًا في بطن أمه التي رأت حين وضعته نورًا خرج منها أضاءت منه قصور بُصرى من أرض الشام.‏
ومات أبوه عبد الله، وهو لا يزال جنينًا في بطن أمـــه، فلما ولد كان في حجر جده عبد المطلب يرعاه وينظر حاجته هو وأمه.‏
مرضعاته صلى الله عليه وسلم:‏
جاءت نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن أطفالاً يرضعنهم، فكان الرضيع المبارك من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، واسم زوجها أبو كبشة، ودرّت البركات على أهل ذاك البيت الذين أرضعوه مدة وجوده بينهم، وقد مكث فيهم ما يربو على أربع سنوات.‏
وقد صحّ أن ثويبة -مولاة أبي لهب- أرضعته قبل أن تذهب به حليمة السعدية.‏
معجزة شق صدره صلى الله عليه وسلم:‏
وقعت هذه المعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين، الأولى في بادية بني سعد وهو عند مرضعته حليمة، وكان في الرابعة من عمره.‏
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمه -أي جمعه وضم بعضه إلى بعض- ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه -يعني ظِئْره أي مرضعته- فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنتُ أرى أثر المخيط في صدره) .‏
وأما المرة الثانية التي وقعت فيها تلك المعجزة فقد كانت في ليلة الإسراء كما روى ذلك البخاري ومسلم .‏
وفاة آمنة أُمّه صلى الله عليه وسلم:‏
خافت حليمة وزوجها على محمد صلى الله عليه وسلم بعد حادثة شق الصدر، فعادا به إلى أُمِّه آمنة، فمكث عندها إلى أن بلغ ست سنين، ثم خرجت به إلى المدينة إلى أخواله بني عدي بن النجار، تزورهم به، ومعها أم أيمن تحضنه، فأقامت عندهم شهرًا ثم رجعت به إلى مكة فتوفيت بالأبواء (قرية على يمين الطريق المتجه إلى مكة المكرمة من المدينة المنورة).‏
رعاية جّده عبد المطلب له صلى الله عليه وسلم:‏
ترك يُتم النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه أبلغ الأثر، إذ وُلد يتيم الأب وماتت أمُّه وهو ابن ست سنين، فلما توفيت ضمّه جدُّه عبد المطلب إليه ورقّ عليه رِقةً لم يرقها على ولده، وقرّبه وأدناه، وإن قومًا من بني مدلج قالوا لعبد المطلب: احتفظ به، فإنّا لم نر قدمًا أشبه بالقدم التي في المقام منه (هي أثر إبراهيم عليه السلام في المقام الإبراهيمي بجوار الكعبة)، فقال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظ به. فلما حضرت عبدَ المطلب الوفاةُ أوصى أبا طالب بحفظه. ومات عبد المطلب فدفن بالحَجون (جبل بأعلى مكة)، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، ولمحمد يومئذ ثماني سنين، ولا شك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أحسَّ بفقدان جده عبد المطلب لما كان يَحْبُوه به من العطف والرعاية.‏
كفالة عمه أبي طالب له صلى الله عليه وسلم:‏
أوصى عبد المطلب ابنه أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورعايته، فلما توفي عبد المطلب ضم أبو طالب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فكـان معــه، وكان أبو طالب لا مال له، وكان يحبّ محمدًا صلى الله عليه وسلم حبًّا شديدًا لا يحبه ولده، وكـان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وكان يخصه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعًا أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شبعوا، فيقول أبو طالب: إنك لمبارك.‏
ومما يدل على شدة محبة أبي طالب إياه، صحبته له في رحلته إلى الشام، ويبدو أنه في فترة حضانة أبي طالب له ساعده محمد صلى الله عليه وسلم في رعي غنمه، وقد ثبت في البخاري ومسلم أنه عمل على رعيها لأهل مكة، مقابل قراريط. ‏
ولعل ضيق حال أبي طالب هو الذي دفع محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى العمل لمساعدته. ورعـي الغنم فيه دربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على رعاية البشر فيما بعد، فقد أَلِفَ العمـل والكفاح منذ طفولته، واعتاد أن يهتم بما حوله، ويبذل العون للآخرين، وربما يذكرنا رعيه للغنم بأحاديثه التي تحث على الإحسان للحيوان.‏
زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:‏
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة، تزوج خديجة بنت خويلد، وهي من سيدات قريش، ومن فضليات النساء، وكانت أرملة توفي زوجها أبو هالة، وكانت إذ ذاك في الأربعين من عمرها، وقيل في الثامنة والعشرين، وكانت امرأة تاجرة، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم بشيء تجعله لهم.‏
وخديجة رضي الله عنها أول امرأة يتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها في حياتها، وولدت له كل ولده إلا إبراهيم، فولدت القاسم وعبد الله (الملقب بالطيب والطاهر)، وثلاث بنات هن: أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية. أما إبراهيم فقد ولدته مارية القبطية التي أهداها له مقوقس مصر.‏
وقد مات القاسم وعبد الله قبل الإسلام، أما البنات فأدركن الإسلام وأسلمن رضي الله عنهن، وتوفيت خديجة رضي الله عنها قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين.‏
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها، ويظهر محبتها وتأثره لدى ذكرها بعد وفاتها، فقد كانت لها مواقف عظيمة في الإسلام، وفي نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به.‏
مظاهر من حفظ الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته:‏
‏ 1 – حفظه صغيرًا بداية من إرضاعه واصطفائه من أوسط النسب وأشرفه، وولادته من نكاح صحيح وليس من سفاح باطل.
‏ 2 – كفالة جده عبد المطلب -وهو سيد قريش- له طفلاً إلى أن بلغ الثامنة من عمره وتوفي جدّه، فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب -وهو سيد قريش أيضًا- وفـي ذلك ما فيه من المنعة. والتاريخ يحدّث بحب عبد المطلب وأبي طالب الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم.
‏ 3 – حفظه شابًا من أن يقع فيما يقع فيه الشباب من الفحش والخنا، والأدلة على ذلك كثيرة منثورة في كتب السيرة، وقد اشتهر صلى الله عليه وسلم بين قومه وهو شاب بالصدق والأمانة.
‏ 4 – حفظ قلبه طاهرًا فلم يعبد إلهًا غير الله عز وجل، ولم يسجد لصنم، ولم يتمسح بوثن، ولم يحلف بغير الله، هذا مع بغضه الشديد لآلهة قومه (اللات والعُزّى وغيرهما).
‏ 5 – إعداده إعدادًا معصومًا من نزغ الشيطان ونفثه، وحفظ باطنه صحيحًا، وقد تجلى هذا في حادثة شق الصدر الأولى والثانية.
وجملة القول: إن الله تعالى هيأ لرسوله صلى الله عليه وسلم من الحفظ والرعاية ما جعله جديرًا بتلقي الرسالة الخاتمة لهداية البشر.‏
البشارات برسالته صلى الله عليه وسلم:‏
جاءت في القرآن الكريم بشارة عيسى عليه السلام لقومه ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يديَّ من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) (الصف:6).‏
وجاءت في إنجيل برنابا عبارات مصرحة باسم النبي صلى الله عليه وسلم، مثل العبارة: (163/7: أجاب التلاميذ: يا معلم! مَن عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عنه، الذي سيأتي إلى العالم، أجاب يسوع بابتهاجِ قلبٍ: إنه محمد رسول الله).‏
وتكررت مثل هذه العبارات في إنجيل برنابا (حرمت الكنسية تداوله في آخر القرن الخامس الميلادي وهو الآن مطبوع) ، وكذلك في إنجيل لوقا (2/14) بلفظ: (أحمد)، وفي إنجيل يوحنا جاءت البشارة بلفظ: (الفار قليط)، ومعناها الحامد أو الحمّاد أو أحمد.‏
وفي التوراة كان الإخبار والتبشير بنبوته صلى الله عليه وسلم، ولكن يد التحريف طالتها، قال الله عز وجل: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل والقرآن، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) (الأعراف:157).‏
قال ابن تيمية (في الجواب الصحيح) : (والأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم في الكتب المتقدمة متواترة عنهم). هذا عدا ما كانت تحدث به يهود، ورهبان النصارى، والعرب وكثير من الأمم بأن نبيًا قد اقترب زمانه وآن أوانه.‏
والبشارات برسالته صلى الله عليه وسلم كثيرة، يضيق المقام عن حصرها، وتلتمس في مظانها.‏
أسماؤه صلى الله عليه وسلم: ‏
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم : محمد , أحمد , الماحي . الذي يمحو الله به الكفر، والحاشر الذي يحشر الناس على عقبيه ، والعاقب الذي ليس بعده نبي ، ونبي التوبة ، وسماه الله تعالى رؤوفا رحيماً.‏
صفته صلى الله عليه وسلم:‏
كان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير ، ولا بالأبيض الأمهق (أي ليس شديد البياض) ، ولا الآدم (الأسمر) ، ولا بالجعد القطط (لم يكن ذا شعر ملتو قصير) ، ولا السبط (المسترسل)، رَجَل الشعر (بين البسط والجعد) ، أزهر اللون (أبيض مشرق) ، مشرباً بحمرة في بياض ساطع ، كأن وجهه القمر حسناً ، ضخم الكراديس (المفاصل) ، أوطف الأشفار (طول شعر الجفنين) ، أدعج العينين (شديد سوادها وبياضها مع اتساعها) ، في بياضهما عروق حمر رقاق ، حسن الثغر ، واسع الفم ، حسن الأنف ، إذا مشى كأنه يتكفأ (يندفع إلى الأمام) ، إذا التفت التفت بجميعه، كثير النظر إلى الأرض ، ضخم اليدين لينهما، قليل لحم العقبين، كث اللحية واسعها، أسود الشعر، ليس لرجليه أخمص (باطن القدم)، إذا طوّل شعره فإلى شحمة أذنيه (أسفلها)، وإذا قصّره فإلى أنصاف أذنيه، لم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرين شيبه وكان على نُغض (العظم الرقيق) كتفه الأيسر خاتم النبوة كأنه بيضة حمام، لونه لون جسده، عليه خيلان (جمع خال وهي الشامة)، ومن فوقه شعرات .‏
شهوده صلى الله عليه وسلم بنيان الكعبة: ‏
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة، وتراضت قريش بحكمه فيها ، وكانوا قد اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود مكانه فاتفقوا على أن يحكم بينهم أول داخل يدخل المسجد، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذا الأمين ، فقال: هلموا ثوباً ، فوضع الحجر فيه وقال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من نواحيه وارفعوه جميعاً ، ثم أخذ الحجر بيده فوضعه في مكانه.
ط§ظ„ظپظ‡ط±ط³

المرحلة المكية
من بعثته صلى الله عليه وسلم إلى هجرته إلى المدينة ‏

بدأ الوحي: ‏
عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت: أول ما بُدِئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلاّ جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه – أي يتعبّد – الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطّني – أي ضمّني ضماً شديداً – حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ، فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطّني الثالثة، ثم أرسلني فقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم.) (العلق/ 1-3)، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زمّلوني زمّلوني – أي ضعوا عليّ غطاءً – ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع – يعني الخوف -، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكلّ -أي المريض المتعب -، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق – يعني الموت -. ‏
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى، ابن عم خديجة، وكان امرءاً تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ماشاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن العم اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة: هذا النّاموس الذي نزّل الله على موسى – يعني جبريل عليه السلام-، يا ليتني فيها جذعٌ – أي شاب -، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب – يلبث – ورقة أن توفي، وفتر الوحي – أي انقطع فترة -.(رواه البخاري ومسلم).‏
تتابع نزول الوحي وكيفيته :‏
‎‎ استمر الرسول صلى الله عليه وسلم في تعبده في غار حراء، فعاد الوحي وكان أول ما نزل بعد فترة انقطاعه الأولى قوله تعالى: (يا أيها المدثر). ثم أبطأ الوحي عدة ليال فقال المشركون: قد ودّع محمداً ربُّه، فأنزل الله عز وجل (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى) (الضحى/ 1-3). ‏
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصاً على حفظ القرآن فيحرك لسانه به، فنزلت الآية: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه) (القيامة/9).‏
‏ وقد كان يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس – وهو أشد الوحي عليه – فيفصم عنه وقد وعى عنه ما قال، وأحياناً كان يأتيه الملك على هيئة رجل فيكلمه فيعي ما يقول. والمشهور أن نزول الوحي استغرق ثلاثاً وعشرين سنة منها ثلاثة عشر عاماً بمكة، وعشر سنين بالمدينة.
أوائل المسلمين إسلاماً:‏
كانت خديجة رضي الله عنها أول من آمن، ثم آمن من الصبيان عليّ رضي الله عنه، ثم آمن من الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وزيد بن حارثة، وبلال بن رباح، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وخالد بن سعيد بن العاص، وعبد الله بن مسعود، وخباب بن الأرت، وعمار بن ياسر، وعمرو بن عبسة السلمي، وأبو ذر الغفاري، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وعثمان بن مظعون، وسعيد بن زيد، وأسماء بنت أبي بكر، وفاطمة بنت الخطاب، وخلق آخرون، ثم عمر بن الخطاب الذي قيل إن الله أتم به أربعين من الصحابة، وقبله أسلم حمزة بن عبد المطلب عمّ الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة ، وأسلم أيضاً المقداد بن الأسود ولكنه كان يكتم إيمانه، رضي الله عنهم أجمعين. ‏
وأسلم الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه، ودعا قومه إلى الإسلام ولقي منهم صدوداً ، فطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم، ولكن الرسول دعا لهم بالهداية، فهداهم الله وجاءت دوس مسلمة لله ورسوله بعد عدة سنوات . ‏
استماع الجن للقرآن وإسلامهم
‏ انطلق قوم من الجن – بعد أن حيل بين الجن وبين خبر السماء – نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة – مكان على مسيرة ليلة من مكة – وهو عامد إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمّعوا له، فقالوا هذا الذي حال بينكم وبين خب السماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا: (إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً..])(الجنّ/ 1-2 )، وأوحى الله عز وجل إلى رسوله صلى الله عليه وسلم قولهم هذا، وقد دعا الجنُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الحادثة، وذهب وقرأ عليهم القرآن ، ثم عاد وأرى أصحابه آثارهم ونيرانهم. ‏
الدعوة السرّيّة إلى الإسلام ‏
بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام، من أول ما أنزلت عليه النبوة ثلاث سنين مستخفياً، ثم أُمر بإظهار الدعوة بنزول قول الله عز وجل: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (الشعراء/ 214). ‏
صبره صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه على إيذاء المشركين
جاهرت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعداوة والأذى، وكان عمه أبو طالب يمنعهم مع بقائه على دين قومه، في حين أن عمه أبا لهب كان أشد قومه وأولهم إيذاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، واشتركت بطون قريش ورجال منها في إيذائه كذلك، واشتدوا في هذا الإيذاء، يعذبون من لا منعة – حماية – عنده ويؤذون من لا يقدرون على عذابه، والإسلام على هذا ينتشر في الرجال والنساء، ولقي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب أمراً عظيماً، ورزقهم الله تعالى على ذلك من الصبر أمراً عظيماً .‏
بعض مظاهر أذى قريش للمسلمين:
‏1- الضرر المادي والسب العلني:
ومن ذلك وضعهم بقايا الحيوانات ودماءها ومشيمتها – غشاء رقيق يحيط بالجنين- بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد. وقد خنق عقبة بن أبي معيط رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في فناء مكة، وكانت قريش تسبّ الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول له مذمم – من الذم وهو عكس الحمد -، وتسبّ القرآن ومن أنزله ومن جاء به، وقد اجتمعت قريش لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم مما كان سبباً مباشراً للهجرة إلى المدينة . ‏
ومن أذى المشركين للمسلمين طعن أبي جهل للسيدة سمية أم عمار بن ياسر بحربة في فرجها فقتلها، وطرحهم لبلال بن رباح على الرمضاء في حر مكة، وإلقاؤهم صخرة عظيمة على بطنه بعد أن ألبسوه درعاً من الحديد في الحرّ الشديد. ‏
‏2- السخرية والاستهزاء والضرر النفسي:
وهذا من الأساليب التي اتبعتها قريش في الإيذاء، حيث اتهموا الرسول صلى الله عليه وسلم بالكذب وبالسحر وبالكهانة، ووضعوا في عنق بلال بن رباح حبلاً وأسلموه للصبيان ليطوفوا به شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد، وغير ذلك من الأمثلة التي تبين مدى استهزائهم بالمسلمين .
‏3- الحصار الاقتصادي والاجتماعي:
لم يمنع الإيذاء البدني والنفسي الناس عن الدخول في الإسلام فتعاقد كفّار قريش على بني هاشم وبني المطلب – وهم بطن النبي صلى الله عليه وسلم من قريش – ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم، وكتبوا في ذلك صحيفة، وحصروهم في شعب أبي طالب مدة طويلة (قيل ثلاث سنوات أو أقل) وقد كان الحصار كاملاً بمعنى الكلمة، وذلك حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، ولكن الله عصمه رغم البلاء والشدة. ‏
هجرة المسلمين الأولى والثانية إلى الحبشة
حينما اشتد البلاء والفتنة والإيذاء على المسلمين في مكة، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه" (رواه البخاري). ‏
فخرج المسلمون حتى نزلوا بالحبشة فأكرمهم النجاشي وأمّنهم، وكان أول من هاجر من المسلمين عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبعه جمع من كبار الصحابة، وكانت الهجرة الأولى سنة خمس من مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدد الذين هاجروا فيها أحد عشر رجلاً وأربع نسوة.‏
وأما الثانية فكان عدد الذين هاجروا فيها اثنين وثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة، وأبناؤهم ، وسببها أن المهاجرين الأوائل سمعوا بإسلام قريش فعاد بعضهم ومنهم عثمان بن عفان وزوجته فلم يجدوا قريشاً أسلمت، ووجدوا المسلمين في بلاء عظيم وشدة، فهاجروا مرة أخرى ومعهم هذا العدد الكبير. ‏
وقد أرسلت قريش في أثرهم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة بهدايا إلى النجاشي ليردّ المسلمين، ولكن هيهات فقد أسلم النجاشي وأبى أن يردّهم، بل أعطاهم الأمان في أرضه وأقرّهم على دينهم، وردّ رسل قريش لم ينالوا شيئاً. ‏
وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها
ما إن أعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب، وحمزة بن عبد المطلب، وخروج بني هاشم من شعب أبي طالب، حتى توفي أبو طالب في أواخر العام العاشر من البعثة. وبموته فقد الرسول صلى الله عليه وسلم سنداً كبيراً، لم يجد من يقوم مقامه من بني هاشم، ولذلك بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل ليطلب نصرتها، ورحل إلى الطائف لأجل تلك النصرة ولكنها لم تحدث . فقد خذله أهل الطائف وسلطوا عليه صبيانهم فقذفوه بالحصى حتى أدموا قدميه واستهزءوا به كثيراً ولكن هذا لم يجعله ييأس صلى الله عليه وسلم . ‏
وتوفيت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها في نفس العام، ففقد الرسول صلى الله عليه وسلم سنداً ثانياً من داخل كيانه الأسري. ‏
الإسراء والمعراج
في تلك الظروف الصعبة كانت المواساة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحادثة الإسراء والمعراج، يقول الله عز وجل: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) (الإسراء/ 1). وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: "كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا.."، وفي رواية لمسلم: "أتيت بالبراق – وهو دابة – أبيض طويل ، فوق الحمار، ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل -عليه السلام- بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة، قال ثم عرج بنا إلى السماء..". ‏
وقصة الإسراء والمعراج مبسوطة في الصحاح ، وقد لقي صلى الله عليه وسلم في معراجه الأنبياء آدم، ويوسف، وإدريس، وعيسى، ويحيي، وهارون، وموسى، وإبراهيم، عليهم السلام، وسمع صريف الأقلام، وفرضت عليه الصلاة، ثم رفع إلى سدرة المنتهى، ثم رفع له البيت المعمور في السماء السابعة، ورأى نهر الكوثر وأنهار الجنة ورأى جبريل عليه السلام على هيئته، ورأى أقواماً يعذبون على جرائمهم . ‏
ورغم أن حادثة الإسراء والمعراج كانت مواساة وتطميناً للرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنها كانت فتنة لبعض المسلمين وللكافرين ممن لم يصدقوا بها، وجمهور العلماء على أن الإسراء كان يقظة بالروح وبالجسد.‏
بيعة العقبة الأولى
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في موسم الحج على القبائل، فتعرض لستة نفر من الخزرج سنة 11 من النبوة، منهم أسعد بن زرارة، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، ودعاهم إلى الإسلام وإلى معاونته في تبليغ رسالة ربه، فآمنوا به وصدقوه ووعدوه المقابلة في الموسم القابل ، وهذه بداية إسلام الأنصار. ‏
فلما كان الموسم التالي سنة 12 من النبوة أتوا، ويقول عبادة بن الصامت: "كنا اثني عشر رجلاً في العقبة الأولى، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بيعة النساء أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فمن وفّى فله الجنة، ومن غش من ذلك شيئاً فأمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له" (رواه البخاري ومسلم).‏
وعاد الأنصار إلى المدينة ومعهم مصعب بن عمير، يعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين ويقرئهم القرآن.‏
بيعة العقبة الثانية
قدم وفد الأنصار في موسم الحج في السنة الثالثة عشر من النبوة، واجتمع منهم في الشعب عند العقبة ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان، وجاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس – وكان لا يزال على دين قومه – وكان العباس هو أول المتكلمين في هذا الاجتماع قال: يا معشر الخزرج إن محمداً منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا من هو على مثل رأينا فيه، فهو في عز من قومه ومنعة بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده. ‏
قال كعب بن مالك الأنصاري: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت..، وهذا الجواب من الأنصار يدل على تصميمهم وشجاعتهم وإيمانهم وإخلاصهم في تحمل هذه المسؤولية العظيمة. ‏
وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى الله ورغبهم في الإسلام، وقال: أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، فبايعوه وتمت البيعة، وعاد الأنصار إلى المدينة يترقبون هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن جعل عليهم اثني عشر نقيباً. ‏
هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
قوي جانب المسلمين بعد بيعة العقبة الثانية، وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يحث المؤمنين على الهجرة إلى يثرب، ويثرب هي دار الهجرة التي أريها الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه، وكثر دخول الأوس والخزرج – قبيلتان من يثرب المدينة – في الإسلام، وبعد إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بالهجرة خرج المسلمون أرسالاً – جماعات وفرادى – رغم كل العقبات والصعاب التي وضعتها قريش واعترضت بها المهاجرين. ‏
وكان أول من هاجر من مكة إلى المدينة أبو سلمة بن عبد الأسد، ومن أوائل من هاجروا مصعب بن عمير، وعبد الله بن أم مكتوم، وبلال بن رباح، وسعد بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر، وعمر بن الخطاب في عشرين من الصحابة، وتبعهم كبار الصحابة وصغارهم بعد ذلك، ولم يبق بمكة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب، وأبي بكر الصديق، ومن حبس كرهاً.‏‏

معالم من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

  • ‏ اعتزمت قريش قتل النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك. ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين) (الأنفال/30)، ولكن قريشاً فشلت في عزمها، ففي هذه الساعة الحرجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعي بن أبي طالب: نم على فراشي، وتسجّ – أي تغطّ – ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم، ثم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من بينهم – أي من بين الكفار الذين اجتمعوا ببابه وعلى رأسهم أبو جهل – سالماً بإذن الله .‏
  • ‏ رتب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر للهجرة، وأعدّا لها عدتها ووضعا لها خطتها، وانطلقا إلى غار ثور.
  • ‏ علف أبو بكر راحلتين كانتا عنده أربعة أشهر، ودفع بهما إلى الدليل – عبد الله بن أريقط- وكان على دين الكفار، وواعده غار ثور بعد ثلاث ليال بالراحلتين، وأما أسماء بنت أبي بكر – ذات النطاقين – فكانت تأتيهما بالطعام، وكان عبد الله بن أبي بكر يبيت عندهما ويعو قبيل الصبح، فيصبح مع قريش بمكة كبائت فيها، فيتسمع لهما الأخبار، وأما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر فكان يرعى غنماً يريحها عليهما ساعة من العشاء، فيأخذان منها حـاجتهما من اللبن، (البخاري، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم )‏
  • ‏ انطلق الركب المبارك، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر والدليل وعامر بن فهيرة، فأخذوا طريق السواحل ، وكانت قريش قد رصدت جائزة لمن يدل على محمد أو يأتي به، فلحقهم سراقة بن مالك بن جُعشم، طمعاً في الجائزة فلما قرب منهم عثرت فرسه، ثم ساخت يداها في الرض حتى بلغتا الركبتين، ورأى غباراً ساطعاً إلى السماء مثل الدخان، فنادى بالأمان، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: أخف عنّا، وكتب له كتاباً بالأمان. ولقيا الزبير بن العوام قافلاً من تجارة بالشام فكساهما الزبير ثياب بياض.‏
  • ‏ كان المسلمون بالمدينة يغدون كل غداة إلى الحرّة، ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يردّهم حرّ الظهيرة، فرآه يهودي فقال بأعلى صوته: يا معاشر العرب هذا جدّكم الذي تنتظرون، فصار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل إن عدد الذين استقبلوه خمسمائة من الأنصار، فأحاطوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وبأبي بكر، وأهل المدينة يتنادون: جاء نبي الله، جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم، وصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمان في الطرق ينادون، يا محمد يا رسول الله، يا محمد يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الصحابي البراء بن عازب: ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم. ‏
  • ‏ كان وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، ولبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أُسس على التقوى – مسجد قباء – وصلّى فيه، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقل: هذا إن شاء الله المنزل، ثم بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجداً.

ط§ظ„ظپظ‡ط±ط³

المرحلة المدنية

يمكن تقسيم المرحلة المدنية إلى ثلاث فترات: ‏

  • ‏1- فترة أثيرت فيها القلاقل والفتن من الداخل، وزحف الأعداء من الخارج لاستئصال المسلمين، وتنتهي هذه الفترة عند صلح الحديبية في سنة ست من الهجرة.
  • ‏2- فترة الهدنة مع المشركين وتنتهي بفتح مكة سنة ثمان للهجرة، وفيها كانت دعوة الملوك إلى الإسلام.
  • ‏3- فترة دخول الناس في دين الله أفواجاً، وتمتد هذه الفترة إلى انتهاء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، سنة إحدى عشرة للهجرة.

أولاً: فترة القلاقل والفتن (1هـ -6هـ)‏
الوضع في المدينة عند الهجرة:
تمثل الهجرة تحولاً ضخماً لإقامة مجتمع جديد في بلد آمن، ولذلك كانت الهجرة قبل الفتح – فتح مكة- فرضاً على كل مسلم قادر، ليسهم في بناء هذا الوطن الجديد، ومن هنا نرى أهمية التأريخ للإسلام بالهجرة ذلك الحدث العظيم. ‏

أما مجتمع المدينة الجديد فقد كان يتألف من ثلاث فئات: ‏

  • ‏1- من المسلمين المهاجرين الذين هاجروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والأنصار الذين آووا ونصروا.
  • ‏2- ومن المشركين الذين لم يؤمنوا بعد من قبائل المدينة.
  • ‏3- ومن اليهود، وكان في يثرب منهم ثلاث قبائل، بنو قينقاع، وبنو النّضير، وبنو قريظة.

وكانت تواجه الرسول صلى الله عليه وسلم عدة قضايا في بداية الهجرة وفي تلك الفترة بالذات منها: ‏

  • ‏1- تكوين مجتمع إسلامي بالمدينة يمثل الدعوة الإٍسلامية ويتكامل فيه التشريع والتقنين والتربية، وتنهض فيه الحضارة والعمران والاقتصاد والسياسة ومسائل السلم والحرب.
  • ‏2- دعوة مشركي المدينة إلى الإسلام، وإيجاد صيغة للتعايش معهم حتى يدخلوا في الإسلام ويكفّوا أيديهم عن الكيد للمسلمين.
  • ‏3- مواجهة دسائس ومؤامرات اليهود وعتّوهم وفسادهم وعداوتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين.
  • ‏4- الإعداد والتجهيز للقوى المناوئة للإسلام خارج المدينة وعلى رأسها قريش، فحالة الحرب واقعة يقيناً بين هؤلاء الطغاة من أهل مكة وبين المسلمين في وطنهم الجديد.

بناء مجتمع جديد:
‏1- بناء المسجد النبوي:
‎‎ كانت أول خطوة في هذا السبيل هي بناء المسجد النبوي كما تقدم، وبنى الرسول صلى الله عليه وسلم بيوتاً إلى جانبه، هي حجرات أزواجه التي انتقل إليها فيما بعد، وقد كان المسجد جامعة للإسلام، ومنتدى للتشاور وحلّ النزاعات، وقاعدة لإدارة المجتمع وشؤونه المتعددة، كنى لفقراء المهاجرين. ‏
‏2- المؤاخاة بين المسلمين:
‎‎ ومن أهم الأعمال في سبيل بناء المجتمع الجديد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، يقول ابن القيم: ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلاً، نصفهم من المهاجرين، ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المساواة، ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام، إلى حين وقعة بدر، فلما أنزل الله عزّ وجلّ (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) (الأنفال/ 75) رد التوارث، وبقي عقد الأخوة. ‏
ومعنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية، فلا حمية إلا للإسلام، وأن تسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتقدم أحد أو يتأخر إلا بمروءته وتقواه، وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأخوة عقداً نافذاً، لا لفظاً فارغاً، وعملاً يرتبط بالدماء والأموال، لا تحية تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر. ‏
‎‎ وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة، وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال.
‏3- ميثاق التحالف الإسلامي:
أضاف الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الميثاق لبنة مهمة إلى بناء المجتمع الجديد، فقد أزالت هذه الخطوة ما كان من ضغائن الجاهلية، والنزاعات القبلية، وفيما يلي نصوص الميثاق: ‏

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من محمد النبي( صلى الله عليه وسلم) بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم: ‏

  • ‏1- أنهم أمة واحدة من دون الناس.
  • ‏2- المهاجرون من قريش على ربعتهم (الحال التي هم عليها) يتعاقلون بينهم (يدفعون ديّاتهم بعضهم مع بعض) وهم يفدون عانيهم ( أسيرهم) بالمعروف، والقسط بين المؤمنين، وكل قبيلة من الأنصار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم (ديّاتهم) الأولى، وكل طائفة منهم تفدى عانيها بالعروف والقسط بين المؤمنين. ‏
  • ‏ 3- وأن المؤمنين لا يتركون مُفَرّجاً (مُثقلاً بالدين) بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.
  • ‏4- وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم، أو ابتغى دسيعة ( عطية) ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين.
  • ‏5- وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.
  • ‏6- ولا يُقتل مؤمن في كافر، ولا يُنصر كافر على مسلم.
  • ‏7- وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.
  • ‏8- وأن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصرين عليهم.
  • ‏9- وإن سِلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
  • ‏10- وأن المؤمنين يبيء – يرجع ويحتمل – بعضهم على بعض بما ينالهم في سبيل الله.
  • ‏11- وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً، ولا يحول دونه على مؤمن.
  • ‏12- وأنه من اعتبط مؤمناً (قتله بدون سبب) قتلاً عن بينة فإنه قود ( يقتل به) إلا أن يرضى ولي المقتول، وأن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه.
  • ‏13- وأنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثاً – من أحدث منكراً غير معتاد – ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل (أي لا يشارك في تصريف الأمور ولا في الشهادة عليها).
  • ‏14- وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء، فإن مردّه إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم.

وهكذا أرسى الرسول صلى الله عليه وسلم قواعد المجتمع الجديد في المدينة على أسس راسخة ومبادئ شامخة، من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال. ‏
‏4- المعاهدة مع اليهود:

كان لابد – لتأمين سلامة المجتمع الجديد – من تنظيم العلاقة بغير المسلمين في هذا المجتمع، فكانت هذه المعاهدة مع اليهود، وأهم بنودها: ‏

  • ‏1- إن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم، وكذلك لغير بني عوف من اليهود.
  • ‏2- وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم.
  • ‏3- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.
  • ‏4- وإن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم.
  • ‏5- وإنه لا يأثم امرؤ بحليفه (أي أن يكون التعاون بينهم على البر دون الإثم).
  • ‏6- وإن النصر للمظلوم.
  • ‏7- وإن اليهود يتفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين.
  • ‏8- وإن يثرب حرام جوفها (داخلها) لأهل هذه الصحيفة.
  • ‏9- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مردّه إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ‏10- وإنه لا تُجَار -من الجوار- قريش ولا من نصرها.
  • ‏11- وإن بينهم النصر على من دهم يثرب .. على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.
  • ‏12- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم.

وبهذه المعاهدة قامت دولة المدينة الإسلامية الراشدة تحت قيادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. ‏
بداية الجهاد المسلح:
لم تنقطع قريش عن تهديد المسلمين بعد الهجرة، بل استمرت في هذا التهديد والاستفزاز للمسلمين عموماً، وللأنصار على وجه الخصوص ولمشركي المدينة، وكانت رسالة قريش للمدنيين من المشركين حاسمة في هذا، قالوا: إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا، حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم. ‏
أما رسالتهم للمهاجرين فتقول: لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم. ‏
وفي هذه الظروف الخطيرة نزل الإذن بالقتال، قال تعالىأُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) الحج/39، وقال تعالى: (الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) الحج/41، والإذن بالقتال كان لإزاحة الباطل وإقامة الشعائر. ‏
الغزوات والسرايا قبل بدر:

كان لهذه الغزوات والسرايا أهداف منها: ‏

  • ‏1- الاستكشاف والتعرف على الطرق المحيطة بالمدينة، والمسالك المؤدية إلى مكة.
  • ‏2- عقد المعاهدات مع القبائل التي تسكن حول هذه الطرق.
  • ‏3- إشعار مشركي يثرب ويهودها وأعراب البادية بقوة المسلمين.
  • ‏4- إشعار قريش بالخطر على تجارتها ومصالحها.

وهذه السرايا والغزوات هي : ‏

  • ‏1- سرية سيف البحر في السنة الأولى للهجرة، وكان على رأسها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
  • ‏2- سرية رابغ في السنة الأولى للهجرة، وكان على رأسها عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه.
  • ‏3- سرية الخرّار في السنة الأولى للهجرة، وكان على رأسها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
  • ‏4- غزوة الأبواء أو ودّان في السنة الثانية للهجرة، وقادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وهي أول غزوة غزاها صلى الله عليه وسلم، وكان حامل اللواء فيها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
  • ‏5- غزوة بواط في السنة الثانية للهجرة، وقادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه.
  • ‏6- غزوة سفوان في السنة الثانية للهجرة، وقادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وتسمى هذه الغزوة بدر الأولى.
  • ‏7- غزوة ذي العشيرة في السنة الثانية للهجرة، وقادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه.
  • ‏8- سرية نخلة في السنة الثانية للهجرة، وكان على رأسها عبد الله بن جحش في اثني عشر من المهاجرين، وقد قتلوا عمرو بن الحضرمي وهو أول قتيل في الإسلام، وأسروا عثمان بن عبد الله بن المغيرة، والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة، وهما أول أسيرين في الإسلام، وعادوا باعير بعد أن عزلوا الخمس وهو أول خمس في الإسلام، وكان ذلك في رجب الشهر الحرام، وأنكر الرسول صلى الله عليه وسلم ما فعلوه، حتى نزل الوحي (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل قتال فيه كبير، وصدٌّ عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام، وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل) ( البقرة/217)، فأطلق الرسول صلى الله عليه وسلم الأسيرين، وأدّى دية المقتول إلى أوليائه. ‏

نزول فرضية القتال:
في تلك الفترة بعد سرية عبد الله بن جحش، فرض الله تعالى القتال، ونزلت في ذلك آيات، قال تعالى: ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (البقرة/190). ‏
وإيجاب القتال والحث عليه، والأمر بالاستعداد له، هو عين ما كانت تقتضيه تلك الفترة، وفي تلك الأيام في السنة الثانية للهجرة أمر الله عزّ وجل بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام في إشارة إلى بداية دور جديد.
ط§ظ„ظپظ‡ط±ط³

‏غزوة بدر الكبرى

سبب الغزوة:‏
رجوع عير قريش من الشام محملة بثروات طائلة، وإرادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوجه ضربة عسكرية وسياسية واقتصادية قاصمة لقريش إذا فقدت هذه الثروة. ‏
الجيش الإسلامي في بدر:‏
استعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج ومعه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، وكان معهم فَرَسان وسبعون بعيراً يتعاقبون عليها، ودفع لواء القيادة العامة إلى مصعب بن عمير القرشي العبدري. ‏

وقسم الجيش إلى كتيبتين: ‏

  • ‏1- كتيبة المهاجرين وأعطى لواءها علي بن أبي طالب.
  • ‏2- كتيبة الأنصار وأعطى لواءها سعد بن معاذ.

وجعل على قيادة الميمنة الزبير بن العوام، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو، وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة، أما القيادة العليا فكانت له صلى الله عليه وسلم، وانطلق الجيش يطلب عير قريش. ‏
جيش المشركين في بدر:‏
علم أبو سفيان – وكان على عير قريش – بخروج المسلمين إليه فأرسل إلى قريش يستنفرها، فتحفز الناس سراعاً ولم يتخلف من أشرافهم سوى أبي لهب، وكان قوام هذا الجيش نحو ألف وثلاثمائة مقاتل، وكان معهم مائة فرس وستمائة درع، وجمال كثيرة، وقائدهم العام أبو جهل بن هشام.
وخرج هذا الجيش بعدّته وعتاده، واتجه إلى الشمال، وعندما علم المشركون بنجاة قوافلهم بعد أن توجه بها أبو سفيان ناحية الساحل، همّ الجيش بالرجوع، ولكن أبا جهل أبى إلا أن يَرِد بدراً، فعاد ثلاثمائة من بني زهرة وانطلق الباقون. ‏
الجيشان في المواجهة:‏
تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر، وأخذ برأي الحباب بن المنذر في النزول على أدنى ماء من جيش مكة حيث يشرب المسلمون ولا يشرب المشركون، وبنى المسلمون عريشاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كمقر للقيادة، بناء على مشورة سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي قاد فرقة من شباب الأنصار يحرسون النبي صلى الله عليه وسلم في عريشه. ‏
وكان قد أنزل الله مطراً فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم، وكان على المسلمين طهوراً أذهب عنهم رجس الشيطان، ووطّأ به الأرض، وصلّب به الرمل وثبّت به الأقدام ومهّد به المنزل وربط به على قلوبهم. ‏
وغشّاهم النعاس فأخذوا قسطهم من الراحة، قال الله عز وجل: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام) الأنفال/11، وكان هذا في رمضان من السنة الثانية للهجرة. ‏
أما جيش المشركين فكان بالعدوة القصوى وكانوا ينزلون إلى وادي بدر دون أن يصيبوا الماء، وقامت معارضة من داخلهم تنادي بالعودة وترك المسلمين والقتال ولكنها ذهبت دون جدوى. ‏
‎‎ واصطف الجيشان وعدّل الرسول صلى الله عليه وسلم صفوف جيشه، وأصدر أوامره إلى أصحابه أن لا يبدءوا القتال حتى يتلقون الأمر، ودخل إلى العريش فاستقبل القبلة ودعا: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبدي الأرض". وأنزل الله عز وجل: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) (الأنفال/ 9)، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العريش وهو يردد الآية الكريمة: (سيهزم الجمع ويولون الدبر) (القمر/45).‏
‏ وعلى صعيد المشركين وقف أبو جهل يستفتح: "اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم"، وفي ذلك نزل قول الله تعالى: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم، وإن تعودوا نعد، ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ) ( الأنفال/ 19). ‏




رد: السيرة النبوية

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته شكرا اخي على الموضوع جزاك الله خيرا