نسرين يا أرجوحة الهواء
يشاكس النوار فيك حلمه…
و يشغل الصّباح ما استطاع من هديل
يا طفلة البهاء…
بسـم الله الرحمـن الرحيــم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شكـر جزيل على المـــوضوع الــرائع و المميز ..
واصل تميزك و تألقك في منتدانا الرائع
بارك الله في أخي ..
ننتظـر منك الكثيـر ان شـاء الله
ونرى ابداعكـ وتميزكـ معنا في الـمـنـتـدى ..
لك منــ أجمل تحية ــي
بعد التحية و السلام : أردنا تذكر الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش – رحمه الله- بقصيدة هي أروع مما كتبه المرحوم:
أهديها غزالا .
وشاح المغرب الوردي فوق ضفائر الحلوه و حبة برتقال كانت الشمس.
تحاول كفها البيضاء أن تصطادها عنوة و تصرخ بي، و كل صراخها همس:
أخي !يا سلمي العالي! أريد الشمس بالقوة! ..و في الليل رماديّ،
رأينا الكوكب الفضي ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت.
وقالت، و هي حين تقول، تدفعني إلى الصمت:
تعال غدا لنزرعه.. مكان الشوك في الأرض!
أبي من أجلها صلّى و صام.. و جاب أرض الهند و الإغريق إلها راكعا لغبار رجليها وجاع لأجلها في البيد.. أجيالا يشدّ النوق و أقسم تحت عينيها يمين قناعة الخالق بالمخلوق!
تنام، فتحلم اليقظة في عيني مع السّهر فدائيّ الربيع أنا، و عبد نعاس عينيها وصوفي الحصى، و الرمل، و الحجر سأعبدهم، لتلعب كالملاك،
و ظل رجليها على الدنيا،
صلاة الأرض للمطر حرير شوك أيّامي ،على دربي إلى غدها حرير شوك أيّامي!
و أشهى من عصير المجد ما ألقى.. لأسعدها و أنسى في طفولتها عذاب طفولتي الدامي و أشرب، كالعصافير،
الرضا و الحبّ من يدها سأهديها غزالا ناعما كجناح أغنية له أنف ككرملنا.. و أقدام كأنفاس الرياح،
كخطو حريّة و عنق طالع كطلوع سنبلنا من الوادي ..إلى القمم السماويّة!
سلاما يا وشاح الشمس، يا منديل جنتنا و يا قسم المحبة في أغانينا! سلاما يا ربيعا راحلا في الجفن!
يا عسلا بغصّتنا و يا سهر التفاؤل في أمانينا لخضرة أعين الأطفال.. ننسج ضوء رايتنا!
تقبلوا تحياتي .
لا تبخلوا علينا بردودكم المشجعة.
إلى اللقاء.
بعد التحية و السلام :
إخواني و اخواتي ألم يعجبكم موضوعي .
تصوروا الم اجد و لا ردا واحدا .
أتمنى ان تطلعوا على الموضوع.
إلى اللقاء.
السلام عليكم
عذرا اخي الاخضر، لم الحظ الموضوع الا الان ،
كلام جميل باسلوب راقي ، وطرح مميز الاخضر
بارك الله فيك وبانتضار جديدك
تقبل تحياتي
لقد غيرت صورتي الرمزية تلك ، والان وضعت انت هذه الصورة الحزينة ، وانت الذي قلت لي لا نريد حزنا ولا دموعا.ولا طالما كنت تضع التفاءل والامل في كل مشاركة.
فمابالك الاخضر؟ ، اتمنى ان تكون بخير.
وعذرااااااااا على المداخلة
تقبل مروري وتحياتي
من كحل عيون فلسطين واخضب شعرها وزرع زهورا ودعى البلابل تشدو للناس الاقوياء
كان الحضور رائعا والكل قدم مالا ودماء فكنت انت العريس بفرح اللقاء ليلة الحناء
كان يمكن للقمر ان يغيب فانت فينا نجما والارض لا تنام وان نامت اعين الجبناء
اصعد يا صديقي فستبكيك الارض دما والكلمات والبلابل الحزينة ستشيع الفضاء
من للكلمات بقوة الحجارة يحملها اليس للكلمات روح ونبض ودفاع ضد الاهواء
فلسطين العروسة والبحر والحجارة والشجر والزنبق والقلب المكسور والاناء
غادروا المكان ورددوا الى اللقاء ما زال على هذة الارض مايستحق الحياة والفداء
رحم الله شاعرنا
شاعر حفر في قلوبنا وسطر في صفحات حياتنا اجمل الحروف
تحياتي لك ومشكور
بعد التحية و السلام :
شكرا جزيلا على مروركم الطيب و الذي أسعدني كثيرا جدا .
أتمنى لكم مزيدا من التألق و النجاح .
تنبيه للأخت أزهار الربيع : تلك هي الدنيا تتقلب كتقلب الليل و النهار.أمس أطلب منك التغيير و اليوم أضعها .
أنا أعيش فترة ملئها الحزن و الألم لكننا غن شاء اللله فيها خير .
إلى اللقاء.
مابك اخي الاخضر كلنا حزينين لكن لما نرا اخواننا في المنتدى ننسا همومنا اعتدر للتدخل
هدي غيبة اخي الاخضر
شكرااااااااااااااااااا جزيلا أخيييي على الموضوع أعجبني للغاية
إن الأمير عبد القادر -وهو يشهر سيفه- في وجه الإستعمار الفرنسي ممتطيا صهوة الأدهم ببرنس يصفق جناحه مع الريح .
أنه- وهو يرتل هذه البطولة شعرا- ويخلدها قصائد ،إنه في كلا الموقفين – من الناحية – تاريخ الفروسية العربية بمفهومها الحسي والمعنوي ومضهريها المترابطين المادي والأدبي . ومن ناحية أخرى – يفتح صفحة جديدة من هذه البطولة الشعب عاش يتوارثها أبا غن جد، وفيا لها أمينا عليها حتى طوى أعنف أسطورة استعمارية بأروع صفحة بطولية .
كام الأمير فارسا عربيا حقا بأوسع مفهوم تنطوي عليه لفظة (الفروسية العربية ) إذ لم ينقنع بالجانب الحسي من بطولته مهما علا كعبه وطار صيته ،لم ينقنع بفروسية عاطلة من حلاها ، فطلب لها جمالها في الشعر ، وأجهد نفسه في الطلب وحلاها بالقصيدة ، وأغلى في التحلية ليضع في الفروسية العربية في إطارها الذي لا يختلف عنها ، وليربط عروبته بأجداده العرب الأوائل بأعز رباط وأقدس تراث بالفروسية سلاحا وأدبا
والأمر ماكان الأمير يردد في غير موقف قول الشاعر:
إذا جهلت مكان الشعر من شرف فأي مفخرة أبقيت للعرب
أبحث عن ديوان الأستاذ الشاعر نور الدين درويش، أستاذ بجامعة قسنطينة، فهل من مساعدة؟ وهل تم نشر هذا الديوان فعلا ؟
كما أبحث عن ملخص للمذكرة المعنونة " الصورة الشعرية عند نور الدين درويش " من الجامعة ذاتها ؟
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
Free File Hosting & Video Downloads, Free File Sharing, Online Friends Network – Ziddu
إليكم في هذا الموضوع:
كتاب الشاعر محمود درويش 160 قصيدة
شكرا لك الأخت
بمناسبة ذكرى مولد الكاتب والشاعر الكبير جبران خليل جبران اردت ان اعطي نبذة صغيرة عنه
جبران خليل جبران بن ميخائيل بن سعد، (6 يناير 1883 – 10 ابريل 1931) من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني، شاعر لبناني أمريكي، ولد في بلدة بشري شمال لبنان وتوفي في نيويورك بداء السل، سافر مع أمه وإخوته إلى أمريكا عام 1895، فدرس فن التصوير وعاد إلى لبنان، وبعد أربع سنوات قصد باريس لمدة ثلاث سنوات، وهناك تعمق في فن التصوير. عاد إلى الولايات الأمريكية المتحدة مرة أخرى وتحديدا إلى نيويورك، وأسس مع رفاقه "الرابطة القلمية" وكان رئيسها. جمعت بعض مقالاته في كتاب "البدائع والطرائف".
حياته
ولد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 كانون الثاني 1883. وكانت وقتها تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كاملة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة.
كان والده، خليل سعد جبران، يعمل راعياً للماشية ويمضي أوقاته في الشرب ولعب الورق. كان صاحب مزاج متغطرس، ولم يكن شخصاً محباً، كما يتذكر جبران، الذي عانى من إغاظته وعدم تفهمه. وكانت والدته كاملة رحمة، من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، واستطاعت أن تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا وكانت قد تزوجت بخليل بعد وفاة زوجها الأول وإبطال زواجها الثاني. كانت شديدة السمرة، ورقيقة، وصاحبة صوت جميل ورثته عن أبيها.
لم يذهب جبران إلى المدرسة لأن والده لم يعط لهذا الأمر أهمية ولذلك كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.
وبفضل أمه، تعلم الصغير جبران العربية، وتدرب على الرسم والموسيقى. ولما لاحظت ميل الرسم لديه، زودته بألبوم صور لـ ليوناردو دافنشي، الذي بقي معجباً به بصمت. بعد وقت طويل، كتب يقول: "لم أر قط عملاً لليوناردو دافنشي إلاّ وانتاب أعماقي شعور بأن جزءاً من روحه تتسلل إلى روحي…".
تركت أمه بصمات عميقة في شخصيته، ولم يفته أن يشيد بها في "الأجنحة المتكسرة": "إن أعذب ما تحدثه الشفاه البشرية هو لفظة "الأم"، وأجمل مناداة هي "يا أمي". كلمة صغيرة كبيرة مملوءة بالأمل والحب والانعطاف وكل ما في القلب البشري من الرقة والحلاوة والعذوبة. الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران، فالذي يفقد أمه يفقد صدراً يسند إليه رأسه ويداً تباركه وعيناً تحرسه…".
سنواته الأولى أمضاها جبران لا مبالياً، رغم الشجارات بين والديه والسقوط من فوق ذلك المنحدر الذي ترك فيه التواء في الكتف. تتلمذ في العربية والسريانية على يد الأب جرمانوس. وعلمه الأب سمعان القراءة والكتابة في مدرسة بشري الابتدائية. ويروي صديقه الكاتب ميخائيل نعيمة أن الصغير جبران كان يستخدم قطعة فحم ليخط بها رسومه الأولى على الجدران. ويحكى أنه طمر يوماً (وكان عمره أربع سنوات) ورقة في التراب وانتظر أن تنبت.
في العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى، عانى منه طوال حياته.
لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون عام (1891) وألقوا القبض عليه أودعوه السجن بسبب سوء إدارته الضرائب التي كان يجيبها. أدين، وجرد من كل ثرواته وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة الإميركية سعيا وراء حياة أفضل.
ان في كتاباته اتجاهين، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على العقائد والدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة.
ادبه
كان في كتاباته اتجاهين، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على العقائد والدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة.
أبطأ هذا النشاط الإنساني والأخبار المأساوية التي توافدت عليه من أوروبا والمشرق نتاجه الأدبي. صحيح أنه نشر عام 1914 مجموعته "دمعة وابتسامة"، غير أنها لم تكن سوى جمع لمقالات بالعربية (56 مقالة) نشرت في "المهاجر"، وكان هو نفسه قد تردد في نشرها. كانت ذات نفحة إنسانية وضمت تأملات حول الحياة، والمحبة، والوضع في لبنان وسورية، وقد اتخذت شكل القصيدة المنثورة، الأسلوب غير المعروف في الأدب العربي، وقد كان رائده.
في هذه الفترة تقريباً، شعر بالحاجة للكتابة بالإنكليزية، هذه اللغة التي يمكن أن تفتح له الكثير من الأبواب وتمكنه من ملامسة الجمهور الأمريكي. قرأ "شكسبير" مرة أخرى، وأعاد قراءة الكتاب المقدس مرات عدة بنسخة "كينغ جيمس"… كانت إنكليزيته محدودة جداً، غير أنه عمل طويلاً وبجد حتى أتقن لغة شكسبير ولكن دون أن يتخلى عن لغته الأم: "بقيت أفكر بالعربية". ".. كان غنى العربية، التي أولع بها، يدفعه دائماً إلى سبر الكلمة التي تتوافق بأفضل شكل مع مثيلتها في الإنكليزية، بأسلوب بسيط دائماً…"، كما ذكرت مساعدته بربارة يونغ.
من أين يبدأ؟ كان أمامه مشروع "النبي"، الذي نما معه منذ الطفولة. سار العمل بطيئاً جداً. أراد أخيراً أن يجد موضوعاً يستقطب أفكاره ولغته الثانية. وفكر جبران: ما الذي يمكن، مع الإفلات من العقاب، أن يكشف حماقة الناس وجبنهم وينتزعه حُجُب المجتمع وأقنعته؟. المجنون. أغرته الفكرة. لم ينس "قزحيّا" في الوادي المقدس وتلك المغارة التي كانوا يقيدون فيها المجانين لإعادتهم إلى صوابهم، كما كانوا يعتقدون. في "يوحنا المجنون"، كان قد كتب يقول إن "المجنون هو من يجرؤ على قول الحقيقة"، ذاك الذي يتخلى عن التقاليد البالية والذي "يصلب" لأنه يطمح إلى التغيير. برأيه، "أن الجنون هو الخطوة الأولى نحو انعدام الأنانية… هدف الحياة هو تقريبنا من أسرارها، والجنون هو الوسيلة الوحيدة لذلك". وهكذا، عنوان كتابه القادم: (بالإنجليزية: The Madman). وبقي أن يكتبه.
في هذه الأثناء، شارك في مجلة جديدة، The Seven Arts***161; التي كان ينشر فيها كتاب مشهورون، مثل جون دوس باسوس وبرتراند راسل، ومن خلالها أضحى مشهوراً في الأوساط الفنية النيويوركية، حيث نشر رسومه ونصوصه الأولى بالإنكليزية.
كانت فترة 1914 ـ 1916 غنية باللقاءات: تردد جبران إلى صالونات المجتمع الراقي الذي كانت تديره نساء متنفذات. تعرف إلى الفنانة الشهيرة "روز أونيل"، وعمدة نيويورك، والشاعرة "آمي لويل"، والرسام الرمزي "ألبرت رايدر". ودعي عدة مرات إلى Poetry Society of America***161; التي ألقى فيها مقتطفات من كتاب Madman***161; الذي كان بصدد تأليفه، أمام حضور منتبه.
في خريف 1916، التقى مرة أخرى بمخائيل نعيمة، الذي ألف فيه كتاباً، جبران خليل جبران". كان "نعيمة" يدرس في روسيا قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة، حيث درس أيضاً القانون والآداب. كتب كلاهما في "الفنون"، وكلاهما آمنا بالتقمص، وناضل كلاهما من أجل تحرير بلدهما عبر لجنة المتطوعين، جبران كمسؤول عن المراسلات بالإنكليزية ونعيمة كمسؤول عن المراسلات بالعربية.
في كانون الأول 1916، التقى أخيراً بـ "رابندراناته طاغور"، الشاعر الهندي الشهير، المتوج بجائزة نوبل في الآداب لعام 1913. وكتب إلى "ميري" في وصفه قائلاً: "حسن المنظر وجميل المعشر. لكن صوته مخيِّب: يفتقر إلى القوة ولا يتوافق مع إلقاء قصائده…". بعد هذا اللقاء، لم يتردد صحفي نيويوركي في عقد مقارنة بين الرجلين: كلاهما يستخدمان الأمثال في كتاباته ويتقنان الإنكليزية واللغة الأم. وكل منهما فنان في مجالات أخرى غير الشعر".
مع اقتراب الحرب من نهايتها، أكب جبران أكثر على الكتابة. ألف مقاطع جديدة من "النبي"، وأنهى كتابه "المجنون"، التي اشتملت على أربعة وثلاثين مثلاً (قصة قصيرة رمزية) وقصيدة. أرسلها إلى عدة ناشرين، لكنهم رفضوها جميعاً بحجة أن هذا الجنس الأدبي "لا يباع". لكنه وجد ناشراً أخيراً، وظهر العمل عام 1918 مزيناً بثلاثة رسوم للمؤلف. وكان جبران قد كتب بعض نصوصه بالعربية أصلاً، ثم ترجمها إلى الإنكليزية. ويروي فيه حكاية شخص حساس ولكن "مختلف"، يبدأ بإخبارنا كيف أصبح مجنوناً. "… في قديم الأيام قبل ميلاد كثيرين من الآلهة نهضت من نوم عميق فوجدت أن جميع براقعي قد سرقت… فركضت سافر الوجه في الشوارع المزدحمة صارخاً بالناس: "اللصوص! اللصوص! اللصوص الملاعين!" فضحك الرجال والنساء مني وهرب بعضهم إلى بيوتهم خائفين مذعورين… هكذا صرت مجنوناً، ولكني قد وجدت بجنوني هذا الحرية والنجاة معاً…". تميز أسلوب جبران في "المجنون" بالبساطة واللهجة الساخرة والمرارة، وشكل هذا العمل منعطفاً في أعمال الكاتب، ليس فقط لأنه أول كتاب له بالإنكليزية، بل لما فيه من تأمل وسمو روحي. وأرسل نسخة منه إلى "مي زيادة"، التي وجدته سوداوياً ومؤلماً. وأرسل نسخة أخرى إلى جيرترود باري، حبيبته الخبيئة. ربما أخفى جبران هذه العلاقة كي لا يجرح "ميري" ومن أجل أن لا تمس هذه العلاقة اللاأفلاطونية صورته الروحية. كان لجبران علاقات غير محددة، أفلاطونية وجسدية: جيرترود شتيرن التي التقاها عام 1930 واعتبرت نفسها حبه الأخير، وماري خواجي وماري خوريط، وهيلينا غوستين التي أكدت، كما فعلت "شارلوت" و"ميشلين" بأن جبران "زير نساء"، وقد روت، مازحةً ومداعبة، أنه طلب منها ذات مرة أن تشتري له مظلة ليقدمها إلى شقيقته "ماريانا"، لكنها اكتشفت بعد حين أنه قد أهداها لامرأة أخرى. هذه المغامرات عاشها جبران سراً, إما حفاظاً على سمعة تلك العشيقات أو خوفاً من تشويه الصورة التي كان يريد أن يعطيها حول نفسه: صورة الناسك، صورة الكائن العلوي، عاشق الروح وليس الجسد.
في تشرين الثاني 1918، أعلن الهدنة أخيراً. وكتب جبران إلى "ميري" يقول: "هذا أقدس يوم منذ ميلاد اليسوع!".
في أيار 1919، نشر جبران كتابه السادس بالعربية، "المواكب". كان قصيدة طويلة من مائتين وثلاثة أبيات فيها دعوة للتأمل، كتبها على شكل حوار فلسفي بصوتين: يسخر أحدهما من القيم المصطنعة للحضارة؛ ويغني الآخر، الأكثر تفاؤلاً، أنشودةً للطبيعة ووحدة الوجود. وقد تميز الكتاب بتعابيره البسيطة والصافية والتلقائية.
في نهاية عام 1919، نشر مجموعة من عشرين رسماً تحت عنوان (بالإنجليزية: Twenty Drawings). وقد أدخل الناشر إلى مقدمتها نصاً للناقدة الفنية أليس رافائيل إكستين، حيث جاء فيها أن جبران "يقف في أعماله الفنية عند الحدود بين الشرق والغرب والرمزية والمثالية". وقد قيل إن "جبران يرسم بالكلمات"، إذ يبدو رسمه في الواقع تعبيراً دقيقاً عن أفكاره.
رائعة جبران الكبيرة.. النبي
سنة 1923 ظهرت إحدى روائع جبران وهي رائعة (النبي) ففي عام 1996، بيعت من هذا الكتاب الرائع، في الولايات المتحدة وحدها، تسعة ملايين نسخة. وما فتئ هذا العمل، الذي ترجم إلى أكثر من أربعين لغة، يأخذ بمجامع قلوب شريحة واسعة جداً من الناس. وفي الستينيات، كانت الحركات الطلابية والهيبية قد تبنت هذا المؤلف الذي يعلن بلا مواربة: "أولادكم ليسوا أولاداً لكم، إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها…". وفي خطبة شهيره له، كرر جون فيتزجرالد كندي سؤال جبران: "هل أنت سياسي يسأل نفسه ماذا يمكن أن يفعله بلده له […]. أم أنك ذاك السياسي الهمام والمتحمس […] الذي يسأل نفسه ماذا يمكن أن يفعله من أجل بلده؟".
حمل جبران بذور هذا الكتاب في كيانه منذ طفولته. وكان قد غير عنوانه أربع مرات قبل أن يبدأ بكتابته. وفي تشرين الثاني 1918، كتب إلى "مي زيادة" يقول "هذا الكتاب فكرت بكتابته منذ ألف عام..". ومن عام 1919 إلى عام 1923، كرس جبران جل وقته لهذا العمل، الذي اعتبره حياته و"ولادته الثانية". وساعدته "ميري" في التصحيحات، إلى أن وجد عام 1923 أن عمله قد اكتمل، فدفعه إلى النشر، ليظهر في أيلول نفس العام.
"النبي" كتاب ممتميز جداً ممن حيث أسلوبه وبنيته ونغمية جمله، وهو غني بالصور التلميحية، والأمثال، والجمل الاستفهامية الحاضة على تأكيد الفكرة نفسها، من يستطيع أن يفصل إيمانه عن أعماله، وعقيدته عن مهنته؟، أو ليس الخوف من الحاجة هو الحاجة بعينها؟.
أمكن أيضاً إيجاد تشابه بين "النبي" و"هكذا تكلم زرادشت" لنيتشه. من المؤكد أن جبران قرأ كتاب المفكر الألماني، وثمّنه. اختار كلاهما حكيماً ليكون لسان حاله. الموضوعات التي تطرقا إليها في كتابيهما متشابهة أحياناً: الزواج، والأبناء، والصداقة، والحرية، والموت…. كما نعثر على بعض الصور نفسها في العملين، كالقوس والسهم، والتائه….. مع ذلك، ففي حين تتسم الكتابة النيتشوية برمزية شديدة وفصاحة تفخيمية، تمتاز كتابة "النبي" بالبساطة والجلاء وبنفحة شرقية لا يداخلها ضعف. ونيتشه أقرب بكثير إلى التحليل الفلسفي من جبران، الذي يؤثر قول الأشياء ببساطة.
"النبي" هو كتاب في التفاؤل والأمل. وبطريقة شاعرية، وأسلوب سلس، يقدم لنا جبران فيه برسالة روحية تدعونا إلى تفتح الذات و"إلى ظمأ أعمق للحياة".
ماذا يقول لنا جبران في "النبي" على لسان حكيمه؟. عندما طلبت منه المطرة، المرأة العرافة، خطبة في المحبة، قال: "المحبة لا تعطي إلا نفسها، ولا تأخذ إلا من نفسها. المحبة لا تملك شيئاً، ولا تريد أن يملكها أحد، لأن المحبة مكتفية بالمحبة". ولما طلبت رأيه في الزواج، أجاب: "قد ولدتم معاً، وستظلون معاً إلى الأبد. وستكونون معاً عندما تبدد أيامكم أجنحة الموت البيضاء.. أحبوا بعضكم بعضاً، ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود.. قفوا معاً ولكن لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً: لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين، والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها". وفي الأبناء، يقول: أولادكم ليسوا أولاداً لكم. إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم". وفي العمل: "قد طالما أُخبرتم أن العمل لعنة، والشغل نكبة ومصيبة. أما أنا فأقول لكم إنكم بالعمل تحققون جزءاً من حلم الأرض البعيد، جزءاً خصص لكم عند ميلاد ذلك الحلم. فإذا واظبتم على العمل النافع تفتحون قلوبكم بالحقيقة لمحبة الحياة. لأن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها، وتدنيه من أبعد أسرارها"…….
في عام 1931، كتب جبران بخصوص "النبي": "شغل هذا الكتاب الصغير كل حياتي. كنت أريد أن أتأكد بشكل مطلق من أن كل كلمة كانت حقاً أفضل ما أستطيع تقديمه". لم تذهب جهوده عبثاً: بعد سبعين سنة على وفاته، ما يزال يتداوله ملايين القراء في أنحاء العالم.
بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم أنهما لم يلتقيا أبدا.
مؤلفاته
بالعربية
ألّف باللغة العربية:
دمعة وابتسامة. 1914
الأرواح المتمردة. 1908
الأجنحة المتكسرة. 1912
العواصف / المواكب 1918
البدائع والطرائف: مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة ومن مقالاته "الأرض". نشر في مصر عام 1923.
عرائس المروج
بالإنجليزية
ألّف باللغة الإنجليزية:
النبي مكون من 26 قصيدة شعرية وترجم إلى ما يزيد على 20 لغة. 1923
المجنون. 1918
السابق 1920
رمل وزبد. 1926
يسوع ابن الإنسان. 1928
حديقة النبي. 1933
آلهة الأرض. 1931
الأعلام للزركلي.
التائه 1932
وفاته
كانت صحة جبران قد بدأت تزداد سوءاً. وفي 9 نيسان، وجدته البوابة يحتضر فتوفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان فنقل بعد ثلاثة أيام إلى مثواه الأخير في مقبرة "مونت بنيديكت"، إلى جوار أمه وشقيقته وأخيه غير الشقيق. ونظمت فوراً مآتم في نيويورك وبيونس آيرس وساوباولو حيث توجد جاليات لبنانية هامة. وبعد موافقة شقيقته "ماريانا"، تقرر نقل جثمان جبران في 23 تموز إلى مسقط رأسه في لبنان. واستقبلته في بيروت جموع كبيرة من الناس يتقدمها وفد رسمي. وبعد احتفال قصير حضره رئيس الدولة، نقل إلى بشري، التي ووري فيها الثرى على أصوات أجراس الكنائس. وإلى جوار قبره، نقشت هذه العبارة: "كلمة أريد رؤيتها مكتوبة على قبري: أنا حي مثلكم وأنا الآن إلى جانبكم. أغمضوا عيونكم، انظروا حولكم، وستروني….". عملت شقيقته على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين.
وفضلاً عن الأوابد التي كرست للفنان في وطنه الأم (متحف جبران، وساحة جبران التي دشنت في وسط بيروت عام 2000)، هنالك مواقع، وتماثيل، ولوحات تذكارية تكرم ذكراه: في الولايات المتحدة نصبان تذكاريان لجبران، أحدهما في بوسطن، والآخر في واشنطن. ويضم عدد من أشهر المتاحف الأمريكية العديد من لوحات جبران. وكانت الجالية اللبنانية في البرازيل قد دشنت أيضاً مركزاً ثقافياً سمي "جبران".
و قدم العديد من الفنانين العرب أغانى من كلمات جبران خليل جبران ومنهم فيروز والفنانة ماجدة الرومي، وأخيرا احتفل الفنان المصري طوني قلدس بيوبيل 125 عام على ولادة الشاعر والأديب عام 2022 في عدة حفلات واطلق عملين من كلمات جبران.
شكرا جزيلا
محمد صالح باوية الطبيب الشاعر
أولا :الشاعر :محمد صالح باوية
بإيجاز :
* الدكتور محمد صالح باوية (الجزائر).
* ولد عام 1930 بالمغيّر – ولاية الوادي – الجزائر.
* حصل على دبلوم الطب العام في بلغراد 1969, ودبلوم الاختصاص في جراحة العظام في الجزائر 1979.
* عمل في مستشفيات وزارة الصحة الجزائرية, ويعمل حالياً في عيادته الطبية الخاصة بالبليدة.
* عضو اتحاد الكتاب الجزائريين منذ 1974.
* دواوينه الشعرية: أغنيات نضالية 1981.
* كتب عن شعره الكثيرون, وكان شعره محوراً لعدد من الندوات والمحاضرات.
* عنوانه: نهج كريتلي مختار – مقطع ب رقم 03 – البليدة 09000 – الجمهورية الجزائرية.
ثانيا :القصائد
الثـــــائـــــــــر
يا رفاقي, يا رفاقي في الذُّرى, في السِّجن, في القبْرِ
وفي آلام جُوعي
قهقه القيد برجلي يا رفاقي, حدِّقوا…
فالثأر يجتر ضلوعي
يا جنون الثورة الحمراء يجتر كياني ومغارات
ربوعي
أقسمت أمي بقيدي, بجروحي, سوف لا تمسح
من عيني دموعي
أقسمت أن تمسح الرشاش والمدفع والفأس
بأحقاد الجموع
أن أراها ضربة عذراء تغزو بسمة السفَّاح
في الحقل الخصيب
أقسمت أنْ ترضع النصر وأختي في ضفاف الموت
في عنف اللهيب
هذه (أوراس) أحلام ثقال
في رؤى الجلاد, في ليل الجناةِ
أنت أوراسُ أنا… ملءُ كياني
وأنا الإعصار في عيد الطغاة
يا حنين الثأر يسري في حنايا ضربتي ناراً
تناغي أمنياتي
أنا جبار, ورعد وانفجار… أحمل الفجر بأيد
داميات
وأحس الريح تعوي في ضلوعي, في دمائي
في حقولي, في لهاتي
ورفاقي كمنوا في ثنية الوادي
وفي السحب وفي كوخ الرعاة
صوّبوا المدفع للسجن
وباتوا شهباً تروي أحاسيس الحياة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من قصيدة: الرحلـــــة في المـــــــوت
– 1 –
مذ نتأتْ في الشيء,
في الإنسان,
أعراف الصفات
يمتد…
يمتد ذراع النخلة السمراء,
يطوي غلتي,
يشربني آهة ليل, في بحار الظلمات
يطوي تعاريج الشرايين,
إلى بحر العرق
يورق في طياته شوك الأرق
لكن…
يموت الطلع في ليل, على بعد قدم
آه… وَلِمْ?!
من يهب الواحة أحداقا وفَمْ?
لكنْ…
يزول الظل في الأشياء,
تهوي بدداً كل الصفات…
كل الصفات
في جرّة الصّبر… نداءُ النحل
ماتْ
في ثدْيها,
نهرُ الهوى جفّ… وماتْ
يا… يا أبي…
في جرّتي,
عشعش ليل البُوم, والطحْلبُ,
آهٍ… يابقايا الأغنياتْ
عشعش… يا أعوامنا…
آه… فما أقسى سجون الكلمات
– 2 –
لملمت أشتات وجودي,
في بحور الخوف,
ناديت يدي المكسورة الفأس,
عسى…
في داخلي أقلعُ أعْجاز الأسى
لكنّ صوتي,
لم تعدْ تحمله الريح…
صحوتْ
في قلبك المزروع في أودية النّخل…
خطوتْ
أفدي سدى,
موت زهور الانتظارْ
أشهدُ في جلدك أعشاب القفار
تقتل في فرحة أمي,
رحلة النخل… حكايات الصغارْ
أنْ أحلم اليوم أبي
ذاك رغيفٌ في مدارات القمرْ
أنْ أصْبر اليوم أبي
الصّبر سكّين غدرْ
اعتق فُؤادي يا أبي
من ذلك الحزن المندّى بالقدرْ
– 3 –
يا بائع الشّيح انتظرْ
الغولُ… يغتال بذور الشّيح في دفْق دمي
يُغرق أحبابي,
يُهيلُ التُّرْب في ملْء فمي
يا بائع الشّيح…
أجُوب التّيه عنْ ذرّة شيحْ
اسْقِ حزينات الخُطى قطْرة سرّ.
أعرج هذاالعام…
والعالمُ في هبّة ريحْ
يسْقي الحروف الخضْر في زنزانة الصّبرِ,
لعلّ الحرفَ يُعطي نكْهة التّمرِ…
عسى, يُرجع للعيْن علامات القمرْ
يا بائع الشيح انتظرْ…
– 4 –
منذُ المساء…
أرحل في ذاكرتي
أرحل مهزوم القدمْ
أرسي سفيني في مدى أطلالها
أسكن, مقطوع الرحم
بين تجاعيد زواياها…
ألوك الحي والميت من أعشابها
لكنْ… حبال الجوع من فوديّ,
تمتدُّ…, أفاعي
في ارْتعاش الظفر,
في كل وترْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فدائية من المدينة
مجهولةٌ
تطوي بحاراً وتلالْ
لا تقتني غيرَ طُرودٍ وسِلالْ
تُهديك أثقال السَّلالْ
تهدي الصبايا كلَّ أصنافِ الغِلالْ
لكنْ، تريد (الكلمه)(1)
تُهديك طرداً،
ثم تهديها وفاء الكلمه.
****
بائعةُ الأعمارِ،
في عمر الزَّهَرْ
عصفورةٌ
دوماً، تبيض النارَ في حيّ التّترْ
مجهولةٌ،
تجتاز أدغالَ القدرْ
هنا اسمع
انشودة مطر السياب
في تراتيل نازك الملائكة
على حروف محمود درويش الثائرة
هذا الحرف العربي
والثائر العربي
في كل مكان
سبحان الله تجمعنا الحروف وتجمعنا القلوب
وتفرقنا الحكومات
بارك الله بمن عرفنا على كلمات الشاعر
وبارك الله بشاعرنا وحرفه
وجزاكم الله كل خير
وبارك بك استاذنا الفاضل فتحي الجبوري
شاعر العراق الكبير وقصيدته يوم الفلوجة
;
صدر مؤخرا في طبعة شعبية جديدة عن هيئة قصور الثقافة المصرية ديوان الرصافي شاعر العراق الكبير ..وليس الرصافي الشاعر شيئا قليلا في تاريخ الأدب العربي في هذا العصر فالرصافي أحد رواد الشعر المعاصرين .
ولد الشاعر معروف الرصافي في سنة 1875 ببغداد حيث أكمل دراسته فيها ، ثم انتقل إلى القسطنطينية والقدس ، وبعد إتمام دراسته عاد إلى وطنه .
يمتاز أسلوب الرصافي بمتانة لغته ورصانة أسلوبه ، وله آثار كثيرة في النثر والشعر واللغة والآداب أشهرها ديوانه [ ديوان الرصافي] حيث رتب إلى احد عشر بابا في الكون والدين والاجتماع والفلسفة والوصف والحرب والرثاء والتاريخ والسياسة وعالم المرأة والمقطعات الشعرية الجميلة ، يقول في مشاهدته لأرملة وبنتها الصغيرة ، توفي زوجها وتركهما بين الفقر والبؤس الذي يذيب القلوب الجامدة حيثبلغ القمة بوصفه إذ قال:
لـقـيـتـها ليتني ما كنت ألقاها
أثـوابـهـا رثة والرجل iiحافية
بـكت من الفقر فاحمرت iiمدامعها
مـات الذي كان يحميها iiويسعدها
الـمـوت افجعها والفقر iiأوجعها
فـمنظر الحزن مشهود iiبمنظرها
تـمش ي وتحمل باليسرى iiوليدتها
تـقول: يا رب لا تترك بلا iiلبن
كـانـت مـصيبتها بالفقر iiواحدة
هـذي حكاية حال جئت iiاذكرها
تـمشي وقد أثقل الإملاق iiممشاها
والـدمـع تذرفه في الخد iiعيناها
واصفر كالورس من جوع iiمحياها
فـالـدهر من بعده بالفقر أنساها
والـهـم انـحلها والغم iiأضناها
والـبـؤس مرآة مقرون iiبمرآها
حملا على الصدر مدعوما iiبيمناها
هـذه الرضيعة وارحمني iiوإياها
ومـوت والـدهـا بـاليتم iiثناه ا
وليس يخفى على الأحرار مغزاها
لقد شارك الرصافي في قضايا أمته السياسية والاجتماعية ، ودعا إلى بناء المدارس ونشر العلم ، والتي ينبغي لطالب العلم إن لا يكون طلبه للعلم لذاته بل لغايات اجتماعية وذلك من خلال ربطه بالعمل فهل وفى اللفظ بهذا المعنى ؟ لذلك نجده يقول:
ابنوا المدارس واستقصوا بها الأملا
جـودوا عـليها بما درت iiمكاسبكم
لا تـجـعلوا العلم فيها كل غايتكم
ربـوا ال ـبـنين مع التعليم iiتربية
فـجـيشوا جيش علم من iiشبيبتنا
أنـا لـمـن امة في عهد iiنهضتنا
حـتـى نـطاول في بنيانها iiزحلا
وقـابـلـوا باحتقار كل من iiبخلا
بل علموا النشء علما ينتج iiالعملا
يـمـسي بها ناطق الدنيا به iiالمثلا
عـرمرما تضرب الدنيا به iiالمثلا
بـالـعلم والسيف قبلا انشات iiدولا
وعندما احتل الانجليز العراق سنة 1920م ، سرعان ما نصبوا فيصل ملكا على البلاد وأصدروا دستورا وانشئوا برلمانا مزيفين وأصبحت أمور البلاد بأيديهم ثار الشعب العراقي وثار الرصافي معهم حيث انشد قصيدته التي جاء فيها:
عـلـم ودسـتور ومجلس امة
أسـمـاء ليس لنا سوى iiألفاظها
مـن يـقـرا الدستور يعلم iiانه
كل عن المعنى الصحيح محرف
أمـا مـعـانيها فليست iiتعرف
وفـقـا لصك الانتداب ii< /SPAN>مصنف
فكان الدستور الذي سن في نظره ليس إلا وثيقة جديدة للانتداب الذي فرضه الانجليز على العراق ، دستور مزيف وعلم الدولة مزيف هو الآخر ، وحتى المجلس الذي يسمى بمجلس الأمة أيضا كان مزيفا ، ثم نلاحظ الشاعر الرصافي يصرخ ساخرا ويقول:
يـا قوم لا iiتتكلموا
ناموا ولا iiتستيقظوا
وتأخروا عن كل iiما
ودعوا التفهم iiجانبا
أما السياسة iiفاتركوا
إن الـكـلام iiمحرم
مـا فاز إلا iiالنوؤم
يقضي بان iiتتقدموا
فالخير أن لا تفهموا
أبـدا ولا iiتـندموا
وبعد برهة من الزمن شكلت الوزارة من قبل حكومة الانتداب فقام مخاطبا تلك الوزارة المنقادة لتنفيذ أوامر أسيادهم حيث يقول:
بالله يـا وزرا ءنـا مـا iiبالكم
هـذي كراسي الوزارة iiتحتكم
انـتـم عليها والأجانب iiفوقكم
أيـعـد فخرا للوزير iiجلوسه
إن نـحن جادلناكم لم iiتنصفوا
كـادت لفرط حيائها iiتتقصف
كـل بـسلطته عليكم iiمشرف
فرحا على الكرسي وهو مكتف
ومن قصائده الرائعة قصيدة يوم الفلوجة قالها في مدح مدينة الفلوجة البطلة ومقاومتها ضد الاستعمار عام 1941يقول :
أيـهـا الإنـكـلـيز لن iiنتناسى
ذاك بـغـي لـن يـشفي الله إلا
هـو كـرب تـأبـى الحمية iiأنا
هـو خـطـب أبكى iiالعراقيين
حـلـهـا جـيشكم يريد iiانتقاماً
يـوم عاثت ذئاب [ آثور ] iiفيها
فـاسـتـهانت بالمسلمين iiسَفاهاً
وأدرتـم فـيها على العُزْل كأساً
واسـتـبـحـتم أموالها iiوقطعتم
أفــهــذا تـمـدن، iiوعـلاء
أم سـكـرتـم لما غلبتم iiبحرب
قـد نـتـجنا لقوحها عن iiخِداج
هـل نـسـيتم جيشاً لكم مُبْذعرَّاً
وهـوى بانهزامه حصن ‘أقريط’
سـوف يـنـأى بـخزي iiوبعار
لا تـغـرنـكـم شِـبـاكْ iiكبارٌ
لـسـتـم اليوم في المسالك iiإلا
وطـن عـشـت فيه غير iiسعيد
أتـمـنـى فـيـه السعادة iiلكن
أخـصـب الله أرضـه ولو iiانّي
كـل يـوم بـعـزّه iiأتـغـنـىّ
مـا حـيـاة الإنـسان بالذل iiإلا
فـثـنـاءً [ـلـلرافدين] iiوشكرا
بـغـيـكم في مساكن ii’الفلوجة’
بـالـمواضي جريحه iiوشجيجه
بـسـوى السيف نبتغي iiتفريجه
والـشام وركن البنية iiالمحجوجه
وهـو مُـغـرٍ بالساكنين iiعلوجه
عَـيْـثـةً تـحمل iiالشَنارسميجه
واتـخـذتـم مـن اليهود iiوليجه
مـن دمـاء بالغدر كانت iiمزيجه
بـيـن أهـل الديار كل iiوشيجه
شـعـبـكـم يدّعي إليه عروجه
لـم تـكـن في انبعاثهابنضيجه
فـلـذاك انـتهت بسوء iiالنتيجه
شـهـدت جُـبنه سواحل iiإيجه
وأمـسـى قذىً على ‘عين iiفيجه’
عـن بـلاد تـريد منها iiخروجه
أصـبـحت لاصطيادنا iiمنسوجه
جـمـلاً تـحت صدره دُحروجه
عيش حر يأبى على الدهر عوجه
لـيـس لـي فـيه ناقة iiمنتوجه
لـسـت أرعى رياضه iiومروجه
جـاعـلاً ذكـر عـزّه iiأمزوجه
مـرة عـنـد حَسْوِ ها iiممجوجه
وسـلامـاً عـلـيـك يا فلوجة
فلشاعرنا الرصافي مشاهد كثيرة في الحكم والأوصاف والأقاصيص الحزينة التي تظهر بؤس وفقر الأمة ومقاومتها للاستبداد وظلم الأجنبي ، بالإضافة إلى آرائه الحدية في السياسة وانتقاد السلطة ، فهو يدعو إلى الثورة الاجتماعية والسياسية ليعم الرخاء ولتنعم البلاد بالحرية والمساواة .
هذه نظرة موجزة ألقيناها عن حياة هذا الشاعر إذ أصبح اصدق مترجم عن آلام شعبه وأحزانه ولقد توفي الرصافي سنة 1945م .
منقول
_____
المصدر
تعريف الشاعر معروف الرصافي
محمد بن محمد الفائز الغرياني القيرواني.
ولد في مدينة القيروان، وتوفي في مدينة المنستير.
قضى حياته في تونس.
حفظ القرآن الكريم، وتلقى تعليمه المبكر في الكتّاب، ثم التحق بالجامعة الزيتونية حتى نال شهادتها العلمية.
عمل معلمًا بالمدرسة القرآنية في حي النقاطين بمدينة القيروان، ثم محررًا في جريدة «القيروان».
الإنتاج الشعري:
– له «ديوان محمد الفائز القيرواني» – الدار التونسية للنشر – تونس 1977 (إعداد وتقديم عبدالرحمن الكبلوطي)، وله قصائد نشرت في كتابي: «الأدب التونسي في القرن الرابع عشر الهجري» و«في الأدب التونسي»، وقصائد نشرت في دوريات عصره في تونس، منها: «مرآة الساحل – جريدة الوزير – جريدة الزهرة – مجلة العالم الأدبي – جريدة الأسبوع».
شاعر نظم في موضوعات اجتماعية وسياسية وقومية، غلب على شعره استخدام الأبحر ذات التفعيلات الطويلة، كالرمل والوافر والكامل، له قصائد في وصف الطبيعة، وفيها مساحة لتجلي السرد بصورة واضحة تقترب بها من آليات القص، لديه وعي بالتاريخ، ولمسات نفسية طريفة تجلت في قصيدته عن ابنته الطفلة.
مصادر الدراسة:
1 – زين العابدين السنوسي: الأدب التونسي في القرن الرابع عشر الهجري – دار العرب – تونس 1928.
2 – محمد الحليوي: في الأدب التونسي – الدار التونسية للنشر – تونس 1969.
3 – محمد الكبلوطي: مقدمة ديوان المترجم له.
4 – الدوريات: مجلة الندوة (تونس) عدد خاص – 1953.
عناوين القصائد:
غرام ووطن
من قصيدة: نم أخي
زفرة