بمناسبة ذكرى مولد الكاتب والشاعر الكبير جبران خليل جبران اردت ان اعطي نبذة صغيرة عنه
جبران خليل جبران بن ميخائيل بن سعد، (6 يناير 1883 – 10 ابريل 1931) من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني، شاعر لبناني أمريكي، ولد في بلدة بشري شمال لبنان وتوفي في نيويورك بداء السل، سافر مع أمه وإخوته إلى أمريكا عام 1895، فدرس فن التصوير وعاد إلى لبنان، وبعد أربع سنوات قصد باريس لمدة ثلاث سنوات، وهناك تعمق في فن التصوير. عاد إلى الولايات الأمريكية المتحدة مرة أخرى وتحديدا إلى نيويورك، وأسس مع رفاقه "الرابطة القلمية" وكان رئيسها. جمعت بعض مقالاته في كتاب "البدائع والطرائف".
حياته
ولد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 كانون الثاني 1883. وكانت وقتها تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كاملة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة.
كان والده، خليل سعد جبران، يعمل راعياً للماشية ويمضي أوقاته في الشرب ولعب الورق. كان صاحب مزاج متغطرس، ولم يكن شخصاً محباً، كما يتذكر جبران، الذي عانى من إغاظته وعدم تفهمه. وكانت والدته كاملة رحمة، من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، واستطاعت أن تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا وكانت قد تزوجت بخليل بعد وفاة زوجها الأول وإبطال زواجها الثاني. كانت شديدة السمرة، ورقيقة، وصاحبة صوت جميل ورثته عن أبيها.
لم يذهب جبران إلى المدرسة لأن والده لم يعط لهذا الأمر أهمية ولذلك كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.
وبفضل أمه، تعلم الصغير جبران العربية، وتدرب على الرسم والموسيقى. ولما لاحظت ميل الرسم لديه، زودته بألبوم صور لـ ليوناردو دافنشي، الذي بقي معجباً به بصمت. بعد وقت طويل، كتب يقول: "لم أر قط عملاً لليوناردو دافنشي إلاّ وانتاب أعماقي شعور بأن جزءاً من روحه تتسلل إلى روحي…".
تركت أمه بصمات عميقة في شخصيته، ولم يفته أن يشيد بها في "الأجنحة المتكسرة": "إن أعذب ما تحدثه الشفاه البشرية هو لفظة "الأم"، وأجمل مناداة هي "يا أمي". كلمة صغيرة كبيرة مملوءة بالأمل والحب والانعطاف وكل ما في القلب البشري من الرقة والحلاوة والعذوبة. الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران، فالذي يفقد أمه يفقد صدراً يسند إليه رأسه ويداً تباركه وعيناً تحرسه…".
سنواته الأولى أمضاها جبران لا مبالياً، رغم الشجارات بين والديه والسقوط من فوق ذلك المنحدر الذي ترك فيه التواء في الكتف. تتلمذ في العربية والسريانية على يد الأب جرمانوس. وعلمه الأب سمعان القراءة والكتابة في مدرسة بشري الابتدائية. ويروي صديقه الكاتب ميخائيل نعيمة أن الصغير جبران كان يستخدم قطعة فحم ليخط بها رسومه الأولى على الجدران. ويحكى أنه طمر يوماً (وكان عمره أربع سنوات) ورقة في التراب وانتظر أن تنبت.
في العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى، عانى منه طوال حياته.
لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون عام (1891) وألقوا القبض عليه أودعوه السجن بسبب سوء إدارته الضرائب التي كان يجيبها. أدين، وجرد من كل ثرواته وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة الإميركية سعيا وراء حياة أفضل.
ان في كتاباته اتجاهين، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على العقائد والدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة.
ادبه
كان في كتاباته اتجاهين، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على العقائد والدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة.
أبطأ هذا النشاط الإنساني والأخبار المأساوية التي توافدت عليه من أوروبا والمشرق نتاجه الأدبي. صحيح أنه نشر عام 1914 مجموعته "دمعة وابتسامة"، غير أنها لم تكن سوى جمع لمقالات بالعربية (56 مقالة) نشرت في "المهاجر"، وكان هو نفسه قد تردد في نشرها. كانت ذات نفحة إنسانية وضمت تأملات حول الحياة، والمحبة، والوضع في لبنان وسورية، وقد اتخذت شكل القصيدة المنثورة، الأسلوب غير المعروف في الأدب العربي، وقد كان رائده.
في هذه الفترة تقريباً، شعر بالحاجة للكتابة بالإنكليزية، هذه اللغة التي يمكن أن تفتح له الكثير من الأبواب وتمكنه من ملامسة الجمهور الأمريكي. قرأ "شكسبير" مرة أخرى، وأعاد قراءة الكتاب المقدس مرات عدة بنسخة "كينغ جيمس"… كانت إنكليزيته محدودة جداً، غير أنه عمل طويلاً وبجد حتى أتقن لغة شكسبير ولكن دون أن يتخلى عن لغته الأم: "بقيت أفكر بالعربية". ".. كان غنى العربية، التي أولع بها، يدفعه دائماً إلى سبر الكلمة التي تتوافق بأفضل شكل مع مثيلتها في الإنكليزية، بأسلوب بسيط دائماً…"، كما ذكرت مساعدته بربارة يونغ.
من أين يبدأ؟ كان أمامه مشروع "النبي"، الذي نما معه منذ الطفولة. سار العمل بطيئاً جداً. أراد أخيراً أن يجد موضوعاً يستقطب أفكاره ولغته الثانية. وفكر جبران: ما الذي يمكن، مع الإفلات من العقاب، أن يكشف حماقة الناس وجبنهم وينتزعه حُجُب المجتمع وأقنعته؟. المجنون. أغرته الفكرة. لم ينس "قزحيّا" في الوادي المقدس وتلك المغارة التي كانوا يقيدون فيها المجانين لإعادتهم إلى صوابهم، كما كانوا يعتقدون. في "يوحنا المجنون"، كان قد كتب يقول إن "المجنون هو من يجرؤ على قول الحقيقة"، ذاك الذي يتخلى عن التقاليد البالية والذي "يصلب" لأنه يطمح إلى التغيير. برأيه، "أن الجنون هو الخطوة الأولى نحو انعدام الأنانية… هدف الحياة هو تقريبنا من أسرارها، والجنون هو الوسيلة الوحيدة لذلك". وهكذا، عنوان كتابه القادم: (بالإنجليزية: The Madman). وبقي أن يكتبه.
في هذه الأثناء، شارك في مجلة جديدة، The Seven Arts***161; التي كان ينشر فيها كتاب مشهورون، مثل جون دوس باسوس وبرتراند راسل، ومن خلالها أضحى مشهوراً في الأوساط الفنية النيويوركية، حيث نشر رسومه ونصوصه الأولى بالإنكليزية.
كانت فترة 1914 ـ 1916 غنية باللقاءات: تردد جبران إلى صالونات المجتمع الراقي الذي كانت تديره نساء متنفذات. تعرف إلى الفنانة الشهيرة "روز أونيل"، وعمدة نيويورك، والشاعرة "آمي لويل"، والرسام الرمزي "ألبرت رايدر". ودعي عدة مرات إلى Poetry Society of America***161; التي ألقى فيها مقتطفات من كتاب Madman***161; الذي كان بصدد تأليفه، أمام حضور منتبه.
في خريف 1916، التقى مرة أخرى بمخائيل نعيمة، الذي ألف فيه كتاباً، جبران خليل جبران". كان "نعيمة" يدرس في روسيا قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة، حيث درس أيضاً القانون والآداب. كتب كلاهما في "الفنون"، وكلاهما آمنا بالتقمص، وناضل كلاهما من أجل تحرير بلدهما عبر لجنة المتطوعين، جبران كمسؤول عن المراسلات بالإنكليزية ونعيمة كمسؤول عن المراسلات بالعربية.
في كانون الأول 1916، التقى أخيراً بـ "رابندراناته طاغور"، الشاعر الهندي الشهير، المتوج بجائزة نوبل في الآداب لعام 1913. وكتب إلى "ميري" في وصفه قائلاً: "حسن المنظر وجميل المعشر. لكن صوته مخيِّب: يفتقر إلى القوة ولا يتوافق مع إلقاء قصائده…". بعد هذا اللقاء، لم يتردد صحفي نيويوركي في عقد مقارنة بين الرجلين: كلاهما يستخدمان الأمثال في كتاباته ويتقنان الإنكليزية واللغة الأم. وكل منهما فنان في مجالات أخرى غير الشعر".
مع اقتراب الحرب من نهايتها، أكب جبران أكثر على الكتابة. ألف مقاطع جديدة من "النبي"، وأنهى كتابه "المجنون"، التي اشتملت على أربعة وثلاثين مثلاً (قصة قصيرة رمزية) وقصيدة. أرسلها إلى عدة ناشرين، لكنهم رفضوها جميعاً بحجة أن هذا الجنس الأدبي "لا يباع". لكنه وجد ناشراً أخيراً، وظهر العمل عام 1918 مزيناً بثلاثة رسوم للمؤلف. وكان جبران قد كتب بعض نصوصه بالعربية أصلاً، ثم ترجمها إلى الإنكليزية. ويروي فيه حكاية شخص حساس ولكن "مختلف"، يبدأ بإخبارنا كيف أصبح مجنوناً. "… في قديم الأيام قبل ميلاد كثيرين من الآلهة نهضت من نوم عميق فوجدت أن جميع براقعي قد سرقت… فركضت سافر الوجه في الشوارع المزدحمة صارخاً بالناس: "اللصوص! اللصوص! اللصوص الملاعين!" فضحك الرجال والنساء مني وهرب بعضهم إلى بيوتهم خائفين مذعورين… هكذا صرت مجنوناً، ولكني قد وجدت بجنوني هذا الحرية والنجاة معاً…". تميز أسلوب جبران في "المجنون" بالبساطة واللهجة الساخرة والمرارة، وشكل هذا العمل منعطفاً في أعمال الكاتب، ليس فقط لأنه أول كتاب له بالإنكليزية، بل لما فيه من تأمل وسمو روحي. وأرسل نسخة منه إلى "مي زيادة"، التي وجدته سوداوياً ومؤلماً. وأرسل نسخة أخرى إلى جيرترود باري، حبيبته الخبيئة. ربما أخفى جبران هذه العلاقة كي لا يجرح "ميري" ومن أجل أن لا تمس هذه العلاقة اللاأفلاطونية صورته الروحية. كان لجبران علاقات غير محددة، أفلاطونية وجسدية: جيرترود شتيرن التي التقاها عام 1930 واعتبرت نفسها حبه الأخير، وماري خواجي وماري خوريط، وهيلينا غوستين التي أكدت، كما فعلت "شارلوت" و"ميشلين" بأن جبران "زير نساء"، وقد روت، مازحةً ومداعبة، أنه طلب منها ذات مرة أن تشتري له مظلة ليقدمها إلى شقيقته "ماريانا"، لكنها اكتشفت بعد حين أنه قد أهداها لامرأة أخرى. هذه المغامرات عاشها جبران سراً, إما حفاظاً على سمعة تلك العشيقات أو خوفاً من تشويه الصورة التي كان يريد أن يعطيها حول نفسه: صورة الناسك، صورة الكائن العلوي، عاشق الروح وليس الجسد.
في تشرين الثاني 1918، أعلن الهدنة أخيراً. وكتب جبران إلى "ميري" يقول: "هذا أقدس يوم منذ ميلاد اليسوع!".
في أيار 1919، نشر جبران كتابه السادس بالعربية، "المواكب". كان قصيدة طويلة من مائتين وثلاثة أبيات فيها دعوة للتأمل، كتبها على شكل حوار فلسفي بصوتين: يسخر أحدهما من القيم المصطنعة للحضارة؛ ويغني الآخر، الأكثر تفاؤلاً، أنشودةً للطبيعة ووحدة الوجود. وقد تميز الكتاب بتعابيره البسيطة والصافية والتلقائية.
في نهاية عام 1919، نشر مجموعة من عشرين رسماً تحت عنوان (بالإنجليزية: Twenty Drawings). وقد أدخل الناشر إلى مقدمتها نصاً للناقدة الفنية أليس رافائيل إكستين، حيث جاء فيها أن جبران "يقف في أعماله الفنية عند الحدود بين الشرق والغرب والرمزية والمثالية". وقد قيل إن "جبران يرسم بالكلمات"، إذ يبدو رسمه في الواقع تعبيراً دقيقاً عن أفكاره.
رائعة جبران الكبيرة.. النبي
سنة 1923 ظهرت إحدى روائع جبران وهي رائعة (النبي) ففي عام 1996، بيعت من هذا الكتاب الرائع، في الولايات المتحدة وحدها، تسعة ملايين نسخة. وما فتئ هذا العمل، الذي ترجم إلى أكثر من أربعين لغة، يأخذ بمجامع قلوب شريحة واسعة جداً من الناس. وفي الستينيات، كانت الحركات الطلابية والهيبية قد تبنت هذا المؤلف الذي يعلن بلا مواربة: "أولادكم ليسوا أولاداً لكم، إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها…". وفي خطبة شهيره له، كرر جون فيتزجرالد كندي سؤال جبران: "هل أنت سياسي يسأل نفسه ماذا يمكن أن يفعله بلده له […]. أم أنك ذاك السياسي الهمام والمتحمس […] الذي يسأل نفسه ماذا يمكن أن يفعله من أجل بلده؟".
حمل جبران بذور هذا الكتاب في كيانه منذ طفولته. وكان قد غير عنوانه أربع مرات قبل أن يبدأ بكتابته. وفي تشرين الثاني 1918، كتب إلى "مي زيادة" يقول "هذا الكتاب فكرت بكتابته منذ ألف عام..". ومن عام 1919 إلى عام 1923، كرس جبران جل وقته لهذا العمل، الذي اعتبره حياته و"ولادته الثانية". وساعدته "ميري" في التصحيحات، إلى أن وجد عام 1923 أن عمله قد اكتمل، فدفعه إلى النشر، ليظهر في أيلول نفس العام.
"النبي" كتاب ممتميز جداً ممن حيث أسلوبه وبنيته ونغمية جمله، وهو غني بالصور التلميحية، والأمثال، والجمل الاستفهامية الحاضة على تأكيد الفكرة نفسها، من يستطيع أن يفصل إيمانه عن أعماله، وعقيدته عن مهنته؟، أو ليس الخوف من الحاجة هو الحاجة بعينها؟.
أمكن أيضاً إيجاد تشابه بين "النبي" و"هكذا تكلم زرادشت" لنيتشه. من المؤكد أن جبران قرأ كتاب المفكر الألماني، وثمّنه. اختار كلاهما حكيماً ليكون لسان حاله. الموضوعات التي تطرقا إليها في كتابيهما متشابهة أحياناً: الزواج، والأبناء، والصداقة، والحرية، والموت…. كما نعثر على بعض الصور نفسها في العملين، كالقوس والسهم، والتائه….. مع ذلك، ففي حين تتسم الكتابة النيتشوية برمزية شديدة وفصاحة تفخيمية، تمتاز كتابة "النبي" بالبساطة والجلاء وبنفحة شرقية لا يداخلها ضعف. ونيتشه أقرب بكثير إلى التحليل الفلسفي من جبران، الذي يؤثر قول الأشياء ببساطة.
"النبي" هو كتاب في التفاؤل والأمل. وبطريقة شاعرية، وأسلوب سلس، يقدم لنا جبران فيه برسالة روحية تدعونا إلى تفتح الذات و"إلى ظمأ أعمق للحياة".
ماذا يقول لنا جبران في "النبي" على لسان حكيمه؟. عندما طلبت منه المطرة، المرأة العرافة، خطبة في المحبة، قال: "المحبة لا تعطي إلا نفسها، ولا تأخذ إلا من نفسها. المحبة لا تملك شيئاً، ولا تريد أن يملكها أحد، لأن المحبة مكتفية بالمحبة". ولما طلبت رأيه في الزواج، أجاب: "قد ولدتم معاً، وستظلون معاً إلى الأبد. وستكونون معاً عندما تبدد أيامكم أجنحة الموت البيضاء.. أحبوا بعضكم بعضاً، ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود.. قفوا معاً ولكن لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً: لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين، والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها". وفي الأبناء، يقول: أولادكم ليسوا أولاداً لكم. إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم". وفي العمل: "قد طالما أُخبرتم أن العمل لعنة، والشغل نكبة ومصيبة. أما أنا فأقول لكم إنكم بالعمل تحققون جزءاً من حلم الأرض البعيد، جزءاً خصص لكم عند ميلاد ذلك الحلم. فإذا واظبتم على العمل النافع تفتحون قلوبكم بالحقيقة لمحبة الحياة. لأن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها، وتدنيه من أبعد أسرارها"…….
في عام 1931، كتب جبران بخصوص "النبي": "شغل هذا الكتاب الصغير كل حياتي. كنت أريد أن أتأكد بشكل مطلق من أن كل كلمة كانت حقاً أفضل ما أستطيع تقديمه". لم تذهب جهوده عبثاً: بعد سبعين سنة على وفاته، ما يزال يتداوله ملايين القراء في أنحاء العالم.
بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم أنهما لم يلتقيا أبدا.
مؤلفاته
بالعربية
ألّف باللغة العربية:
دمعة وابتسامة. 1914
الأرواح المتمردة. 1908
الأجنحة المتكسرة. 1912
العواصف / المواكب 1918
البدائع والطرائف: مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة ومن مقالاته "الأرض". نشر في مصر عام 1923.
عرائس المروج
بالإنجليزية
ألّف باللغة الإنجليزية:
النبي مكون من 26 قصيدة شعرية وترجم إلى ما يزيد على 20 لغة. 1923
المجنون. 1918
السابق 1920
رمل وزبد. 1926
يسوع ابن الإنسان. 1928
حديقة النبي. 1933
آلهة الأرض. 1931
الأعلام للزركلي.
التائه 1932
وفاته
كانت صحة جبران قد بدأت تزداد سوءاً. وفي 9 نيسان، وجدته البوابة يحتضر فتوفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان فنقل بعد ثلاثة أيام إلى مثواه الأخير في مقبرة "مونت بنيديكت"، إلى جوار أمه وشقيقته وأخيه غير الشقيق. ونظمت فوراً مآتم في نيويورك وبيونس آيرس وساوباولو حيث توجد جاليات لبنانية هامة. وبعد موافقة شقيقته "ماريانا"، تقرر نقل جثمان جبران في 23 تموز إلى مسقط رأسه في لبنان. واستقبلته في بيروت جموع كبيرة من الناس يتقدمها وفد رسمي. وبعد احتفال قصير حضره رئيس الدولة، نقل إلى بشري، التي ووري فيها الثرى على أصوات أجراس الكنائس. وإلى جوار قبره، نقشت هذه العبارة: "كلمة أريد رؤيتها مكتوبة على قبري: أنا حي مثلكم وأنا الآن إلى جانبكم. أغمضوا عيونكم، انظروا حولكم، وستروني….". عملت شقيقته على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين.
وفضلاً عن الأوابد التي كرست للفنان في وطنه الأم (متحف جبران، وساحة جبران التي دشنت في وسط بيروت عام 2000)، هنالك مواقع، وتماثيل، ولوحات تذكارية تكرم ذكراه: في الولايات المتحدة نصبان تذكاريان لجبران، أحدهما في بوسطن، والآخر في واشنطن. ويضم عدد من أشهر المتاحف الأمريكية العديد من لوحات جبران. وكانت الجالية اللبنانية في البرازيل قد دشنت أيضاً مركزاً ثقافياً سمي "جبران".
و قدم العديد من الفنانين العرب أغانى من كلمات جبران خليل جبران ومنهم فيروز والفنانة ماجدة الرومي، وأخيرا احتفل الفنان المصري طوني قلدس بيوبيل 125 عام على ولادة الشاعر والأديب عام 2022 في عدة حفلات واطلق عملين من كلمات جبران.
شكرا جزيلا
• ولد في مدينة سوربايا بإندونيسيا لأبوين يمنيين من حضرموت ، ويرى البعض أنه ولد في عام 1910م ، ويرجح د/محمد أبو بكر حميد في مقدمته لديوان (أزهار الرُّبا في أشعار الصبا) أن ميلاده 1903م على الأقل ، وذلك من خلال اتصاله ببعض رفاق صباه ، ولأن واقع حياته يؤكد أنه تولى في 1926م إدارة مدرسة النهضة العلمية في سيئون ، ويرى حميد أنه من غير المعقول أن يكون قد تولى إدارة المدرسة وهو دون سن العشرين .
• أرسله والده صغيراً إلى حضرموت لتعلم العربية وعلوم الدين فاتسعت مداركه وظهر نبوغه مبكرا.
• التحق منذ وصوله إلى سيئون بمدرسة النهضة العلمية التي كانت تدرس العلوم الدينية والعربية ، وارتقى في دراسته إلى الصفوف العليا ، ثم قرأ على يد عمه الشيخ محمد بن محمد باكثير -في زاويته- كتب الفقه والنحو والأدب ، وكان له ولع شديد بالشعر القديم والحديث وخاصة شعر أبي تمام ،وقد قرأ مع رفيق صباه وزميل دراسته الشيخ عمر بن محمد باكثير في كتاب (نيل الأوطار) للشوكاني ،و(سبل السلام) للصنعاني .
• كما كانت توجد في مكتبته الخاصة بسيئون مجلدات من مجلة المنار والهلال ، كان يعكف على قراءتها في أوقات فراغه .
• أصدر عام 1930م صحيفة التهذيب .
• فقد زوجه الشابة بعد مرضٍ عضال سنة 1932م فلم يحتمل البقاء في حضرموت فهاجر إلى عدن ، وبقي فيها قرابة عام .
• وصل إلى مصر سنة 1934م ، والتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وتخرج سنة 1939م .
• وحصل على دبلوم التربية سنة 1940م .
• عمل مدرساً للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاماً في المنصورة والقاهرة ، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة وتوفي وهو على وظيفة مدير مكتب الرقابة على المصنفات الفنية .
• حصل على الجنسية المصرية سنة 1951م.
• توفي فجأة في شهر رمضان 1389ه – 10 نوفمبر 1969م إثر نوبة قلبية حادة ، وكانت آخر صرخاته الشهيرة (لقد ذبحوني) وقوله أيضاً (لأن أكون راعي غنم في حضرموت خير لي من الصمت المميت في القاهرة) ..
علي أحمد باكثير أول دعاة الإصلاح في اليمن :
قد يستغرب القارئ لهذا الكتيب زعمنا بأن الأديب الإسلامي الكبير / على أحمد باكثير هو أول من دعا إلى الإصلاح في اليمن في القرن العشرين .. ولكن تلكم هي الحقيقة التي توصلنا إليها ، مستنبطينها من حياة هذا الأديب الداعية : من سيرته الشخصية ، ومن مذكراته , ومن أقوال معاصريه وشهادتهم ، ومن أدبه الثري الواسع ، في الشعر وفي القصة وفي المسرح .. إنها حياة جهادية ، قولا وعملا ، تستحق هذه الرحلة عبر هذه الصفحات .
الدعوة بالعلم والعمل :
هل يمكن لأي إنسان أن يصبح داعية للإسلام بين عشية وضحاها ؟ هل يمكن أن يكون مصلحا إسلاميا يغير الواقع من الجاهلية إلى الإسلام ؟ ومن التمزق إلى الوحدة ، ومن الظلم إلى العدل ومن الجهل إلى العلم ، ومن التخلف إلى التقدم ،قبل أن يمتلك سنن الله جل جلاله في التغيير؟ ومن هذه السنن:
1. تغيير النفس
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) بمعني أن يصبح هذا الإنسان متميزا عن مجتمعه وقومه ، بعمله وتقواه وخلقه . لابد للمصلح من مصباح يحمله في يده يشق به الطريق الحالك حتى يتبعه القوم، والعمل بهذا العلم يغير الإنسان حتما ، وينقله من السلبية إلى الإيجابية ، ومن ثم يغير هذا الداعية مجتمعه .
2. معرفة الواقع
إن وجود الفرد المصلح ، و العلم الشرعي لا يكفي لتغيير الواقع ، إن لم يكن هذا الداعية على دراية كافية بواقعه ، فيستطيع تنزيل العلم الشرعي على الواقع تبعا لأولويات الحاجة البشرية والدعوة ، متبعا بذلك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في التدرج في تغيير المجتمع الجاهلي ، ومستندا إلى الحكمة في الدعوة والتي مفتاحها الصبر ، ما لم يكن الحال كذلك فربما جرّ هذا الداعية على نفسه وعلى الدعوة شرورا كثيرة ، ذلك أن حزب الشيطان له مكره في الأرض ، ودعاة الباطل لن يتركوا دعاة الحق يهزون عروشهم ، وسيقاتلون دونها.
3. الدعوة الجماعية
ثم لابد لهذا المصلح من تكوين جماعة أو الانضمام إلى جماعة سابقة – إن وجدت- امتثالا لقوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر …. ) ذلك أن تغيير الواقع فوق طاقة الفرد ، ولا ينهض بهذا التغيير إلا جماعة من المصلحين , والفرد الذي يحلم بتغيير الواقع لوحده ، كالطائر الذي يحلم أن يطير بجناح واحد .
تحققت هذه المرتكزات الأساسية في الدعوة في حياة الداعية باكثير ، والتي كان يدركها أبوه العالم الداعية أحمد باكثير حين أرسل ابنه " علي " بعد أن بلغ الثامنة من العمر إلى حضرموت ليتلقى هناك علوم العربية ، وتحفيظ كتاب الله عز وجل ويتعلم الفقه ، وعلوم الحديث، والتاريخ يأخذ كل ذلك من علماء تخصصوا في هذه العلوم ، ووفق الشاب ( على أحمد باكثير ) في سنوات في حفظ كتاب الله ، والإلمام بعلوم الفقه والحديث والسيرة ، فصار عالما مرتبطا بالله ، وتغيرت نفسه ، فتطلع إلى تغيير الواقع ، فنظر إلى هذا الواقع فإذا هو بعيد كل البعد عن تعاليم الإسلام ، وهدى الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة السلف .
هذا الواقع من حوله يغرق في الجهل والبدع والخرافات ، وتمزقه عصبيات أسرية وقبلية ، تقسم الناس إلى طبقات ، قسمة ما أنزل الله بها من سلطان.
ويلخص باكثير هذه الحالة المأساوية لشعبه الحضرمي في مقدمته لمسرحيته " همام في بلاد الأحقاف " قائلا : ( كلنا يعلم أن في حضرموت بدعا من الدين يجب أن تنكر وتزال ما في ذلك شك ، وأن فيها امتيازات أدبية وحقوقية للعلويين ولغيرهم أيضا يجب أن تبطل ، وأن فيها عادات سيئة يجب أن تصلح ، وأن فيها فوضى ، وقطعا للسبيل ، وسفكا للدماء من طبقة القبائل يجب أن يفكر في إصلاحاتها ، والضرب على أيدي المفسدين ، هذه أمور تراها العين ، وتسمعها الأذن ، وتمسكها اليد ، يجب على الشعب الحضرمي أن يتعاون على إصلاحها ، فإذا ما دعا داعٍ إليه ، أو عمل عامل له فليس من العقل أن يتهم بأنه يبغض أهل البيت ، فالمسألة مسألة وطن بائس يلزم إنقاذه ، وشعب مريض يجب علاجه ، وليست مسألة بغض قوم وحب آخرين ).
إن هذه السلبيات التي ذكرها باكثير لم تكن خاصة بالشعب الحضرمي في تلك الفترة الثلث الأول من القرن العشرين بل كانت عامة في الشعب اليمني كله ، ويزيدها بلاءً الاحتلال البريطاني لجنوب البلاد ، والحكم الأسري الظالم في شمالها ، وهل كانت ثورة 1948م إلا استجابة لدعوة باكثير السالفة ؟ ألم يتهم ثوارها باختصارهم للقرآن ، وبغضهم لآل البيت كما اتهم باكثير بذلك من قبل ؟ إذن فالهم اليمني واحد .
وكان باكثير أول من حمل لواء الإصلاح ، وأدرك أن تغيير هذا فوق طاقته فانطلق يؤسس جماعة للمصلحين ، فتولى إدارة مدرسة النهضة بسيئون – ولم يتجاوز العشرين من عمره – مدركا أن التغيير سيأتي من تغيير هذا الجيل الذي يتلقى التعليم إن هي تغيرت مناهج تعليمهم .
وكان باكثير متأثرا بدعوة جمال الدين الأفغاني ، ومحمد عبده , ورشيد رضا ، حيث يقول في مسرحيته الشعرية المشار إليها :
أنا لا أعرف إلا دعوة لجمال الدين شقت غلفا
ولذا أيدها تلميذه ( عبده ) فيما دعا أو ألفا
تندب الناس إلى دين الهدى مثلما كان بعهد المصطفى
لا خرافات وأوهام ولا بدع تحسب فيه زلفا
تفتح العلم على أبوابه في وجوه المسلمين الحنفا
ليكونوا سادة الدنيا – كما وعد الله – عليها خلفا
بث روح الحق في أتباعه فغدوا فينا غيوثا وكفا
فلنبث الروح فينا هذه في إخاء ووفاق ووفاء
لنحوز الفوز في الأخرى وفي هذه الدنيا المقام الأشرفا
ثم أصدر مجلة ( التهذيب ) وبث فيها دعوته الإصلاحية ونشر فيها مقالات لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ،وبدأ يراسل وينشر بعض قصائده في مجلات مصر ( الفتح ) التي كان يرأسها ( محب الدين الخطيب) ،ومعنى ذلك أن باكثير أدرك مبكرا أهمية العمل الجماعي والارتباط بالدعاة المصلحين حتى ولو كانوا في أقطار بعيدة .
وأصبح باكثير مصلحا إسلاميا يقود جماعة إصلاحية ويدير مؤسسة تعليمية إصلاحية، ويربي جيلا جديدا ، كل ذلك في العشرينيات من هذا القرن ، ويتطلع إلى الارتباط بحركة التغيير في العالم الإسلامي كله .
وتحرك دعاة الجمود والتخلف واستشعروا خطر هذه الدعوة على مصالحهم ،ودارت المعركة بين المصلحين والمفسدين ،والتي صورها باكثير في مسرحيته ،وانتصر المفسدون في حضرموت لينتقل باكثير إلى موقع آخر ،وهكذا الدعاة دائما يغيرون المواقع فالإخفاق هنا لا يعني الإخفاق في كل مكان ،وكما يقول سيد قطب رحمه الله : الداعية كالشمعة يضيء للناس الظلام حيث سار ويذوب هو ليستضيء بنوره الناس .
انتقل باكثير إلى عدن وانضم إلى نادي الإصلاح الإسلامي الذي أسسه الشيخ محمد بن سالم البيحاني ،وارتبط بجماعة المصلحين في عدن ومنهم البيحاني ومحمد علي لقمان وعمر محيرز والمحضار والاصنج واستمر في مراسلتهم حتى بعد أن استقر في مصر.
ولم يمض عام في عدن حتى انطلق مع وفد من المصلحين إلى الحبشة والصومال للإصلاح بين المغتربين اليمنيين الذين مزقهم التعصب الطائفي والسلالي والمذهبي فقد انقسم الحضارمة المغتربون إلى ( رابطة ) تدعو للعلويين ، و" إرشادية " تضم غيرهم واتهم باكثير بأنه إرشادي حين دعا للإصلاح في حضرموت فأجاب :
أنا لا أعرف ( إرشادية ) لا ولا ( رابطة ) أو جنفا
إنما أعرف ( إسلامية ) تجمع الناس على عهد الصفا
تجعل الناس سواء لا ترى فيهم ربا ولا مستضعفا
أنا لا أعرف إلا أننا قد غوينا مذ هجرنا المصحفا
أنا لا أعرف إلا أننا نشر الجهل علينا السدفا
فغدا العرف لدينا منكرا وغدا المنكر فينا عرفا
أنا لا اعرف إلى دعوة ( لجمال الدين ) شقت غلفا
يابني الأحقاف توبوا للهدى واتبعوا "الذكر "ولوذوا " بالسنن "
وانشروا العرفان في قطركم واستغلوه وأحيوا كل فن
وتناسوا مامضى وامتزجوا وادحضوا الأحقاد عنكم والإحن
بينكم جنس ودين جامع ولسان وعهود ووطن
هكذا كان باكثير في انطلاقته المباركة داعية مصلحا جمع العلم والعمل عرف الحق والهدى فأراد الناس أن يعرفوه كذلك ،وكره الظلم والجهل فأراد أن ينقذ الناس منهما ،وصبر وتحمل كل أذى مقتديا بالمصطفى ،وانتقل إلى مرحلة جديدة في الدعوة تحمل هم الإسلام والمسلمين في كل مكان وليس في حضرموت فقط فارتحل إلى الحجاز ليلتقي هناك بإخوانه الدعاة المصلحين من أقطار شتى ،وتتوسع هناك مداركه ويطلع على مأساة المسلمين التي تفوق مأساة المسلمين في حضرموت ،وتزود بما شاء الله أن يتزود من دروس العلم بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
وينظم في هذه الأجواء الربانية مطولته الشعرية في (مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ) على نظام البردة، استعرض فيها سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – كما استشعرها هو من وحي هذه الأماكن المقدسة.
ثم تطرق إلى واقع المسلمين اليوم قائلاً :
لقد غدت أمة الإسلام واهنةً
منها القلوب فأصبحت (قصعة الأمم)
لم يبق فيها من الإسلام – وا أسفا –
إلا اسمه..وبها معناه لم يسم
حاكتك في صور الأعمال..تتبعها
وما اقتدت بك في عزم.. ولا همم
ولا كمال..ولا صدق..ولا خلق
ولا اجتهاد ..ولا عزم..ولا شمم
ولا تقوم إلى القرآن..تقرؤه
إلا أماني بالألحان .. والرنم
تبدلوا منه كتباً لا حياة بها
كأنما عكفوا منها على صنم
عدوا المشائخ أربابا…وبعدهم
أقوالهم كنصوص الواحد الحكم
وآخرون أصاروا الغرب قبلتهم
فهم بها بين طواف..ومستلم
يا رب رحماك..إن الغرب منتبه
والشرق مشتغل بالنوم والسأم
والعرب في غفلة عما يهددها
لم تعتبر بليالي بؤسها الدهم
والوقت أضيق..والأحداث في عجل
تبني وتهدم..والآفاق كالديم
إني السعيد إذا ما أمتي سعدت
حلا ..وفي ذلها ذلي مهتضمي
إذا أملت..ففي آمالها أملي
وإن ألمت .. فمن آلامها ألمي
أما دعوته الإصلاحية لإصلاح الوضع المأساوي في حضرموت فقد ضمنها مسرحيته الشعرية الأولى " همام في بلاد الأحقاف " والتي حاكى فيها مسرحيات شوقي الشعرية بعد أن اطلع عليها لأول مرة في الحجاز سنة 1932م.
ويتملكنا الإعجاب عندما نعلم أن باكثير كان ينوي التخصص في مجال الزراعة حتى يعود بشيء عملي يخدم به شعبه في حضرموت لعله ينهض من قاع التخلف الزراعي والاقتصادي فهو لا يريد أن يكتفي بالإصلاح الكلامي ، ولكن أيضاً بالإصلاح العملي.
ففي الجانب العلمي يذكر د. نجيب الكيلاني أن باكثير أخبره بأنه كذلك يريد التخصص في علم الحديث وقد قطع فيه شوطاً كبيراً.
لقد أدرك باكثير أهمية العلم الصحيح في محاربة الجهل والبدع والخرافات التي جاءت من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتصحيح هذا الوضع الفاسد يكون بنشر الأحاديث الصحيحة ، ومحاربة الفقر والتخلف وبأخذ الأساليب العلمية الحديثة .
ولكن باكثير لم يقبل في كلية الزراعة لعدم استيفائه شروطها. أما علم الحديث فقد انعكس على روايته التاريخية ،وكذلك المسرحيات (التاريخية ) حيث نراه مؤرخاً محققاً يجتهد في البحث عن الروايات الصحيحة منصفاً الوقائع والشخصيات،ويبدو أن أصدقاء باكثير نصحوه بالرحيل إلى مصر لينطلق من هناك إلى فضاء أرحب. وكان اسمه وشهرته قد سبقته إلى مصر حيث نشرت له بعض المجلات قصائد شعرية كمجلات " الفتح ، البيان ، الرسالة" ولعل صديقه ( محب الدين الخطيب ) صاحب مجلة " الفتح " كان له دور في مقدم باكثير إلى مصر التي وصل إليها في عام 1934م.
وظل وفياً لثقافته الإسلامية فانضم هناك إلى قافلة الإسلاميين من حملة الفكر والدعوة ولم ينبهر رغم صغر سنه بالعمالقة من أصحاب الفكر الغربي كطه حسين وسلامة موسى والعقاد.
وله مناظرة مشهورة مع العقاد حيث قال له: كنت أظن أنني سأجد عندك شيئاً جديداً أستفيد منه فلم أجد، وأنا واثق من أنك تكتب عن الإسلام ورسوله والصحابة في المستقبل، وفعلاً تحققت فراسة باكثير في العقاد الذي كتب روائع إسلامية عن حياة محمد صلى الله عليه وسلم وعبقريتي الصديق وعمر.
وربما رأى كبار الأدباء والمفكرين يتباهون بما يعرفون عن الثقافة الغربية وفلسفتها وأدبها فقرر أن يعرف بضاعة القوم كما هي في أصولها ومن ثم التحق بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة فؤاد الأول – القاهرة حالياً – وتأثر وأعجب بفن المسرح عامة وبشكسبير خاصةً ولكن افتخاره وإعجابه بإسلامه ولغة القرآن أشد. فعندما وقف أستاذه الإنجليزي مفتخراً بأن اللغة الإنجليزية هي الوحيدة في العالم التي تفردت بالشعر المرسل – المنطلق من القافية – وكيف أن الألمان حاولوا تقليد ذلك في لغتهم فأخفقوا وأن اللغة العربية عاجزة عن احتواء مثل هذا اللون الشعري.
لم يردد باكثير ما قاله أستاذه كالببغاء مثل غيره من الأدباء والنقاد الذين يفتخرون بتأثرهم بالنقاد والفلاسفة الغربيين، ولم يستسلم لهذه المقولة الخاطئة فاللغة العربية لا يتحدث عن مقدرتها وروعتها إلا من رضع لبنها وسلك شعابها . فكان جوابه لأستاذه : أما أن اللغة العربية لم تعرف الشعر المرسل فهذا حق ، لأن لكل لغة تقاليدها الشعرية ومن تقاليد الشعر العربي النظم بالقافية ولكنها قادرة على احتواء أي فن من فنون القول كيف لا وقد احتوت كلام الله فما بالك بكلام البشر ،فما كان من أستاذه إلا أن تحداه أن يثبت ذلك ،فقرر باكثير أن يترجم فصلاً من مسرحية شكسبير " روميو وجوليت " – وكانت مقررة عليهم – بالشعر المرسل ،فاكتشف سهولة ذلك فأكمل ترجمة المسرحية كلها ثم تبع ذلك بتأليف مسرحية " إخناتون ونفرتيتي " فكان بذلك رائد الشعر الحر في الأدب العربي الحديث واعترف (بدر شاكر السياب) بهذه الريادة لبا كثير.
إن روح العزة بالإسلام ولغته هي التي ولدّت روح التحدي لدى باكثير وجعلته يتميز – دائماً- في أدبه عن غيره مستهلاً كل عمل أدبي بآيات من القرآن الكريم وكأن لسان حاله يقول : أنا الأديب القرآني أيها المتغربون ولي الفخر. بينما كان غيره يجتهد في أن يثبت للنقاد بعده عن الإسلام.
وكانت معركته الأولى في مصر مع دعاة الفرعونية فألف مسرحية " إخناتون ونفر تيتي " وخلاصة رؤيته للحضارات القديمة السابقة للإسلام كالفرعونية والحميرية والآشورية وغيرها أنها أصبحت ملكاً للعرب جميعاً وأن حضارة الإسلام قد شملت تلك الحضارات فمن حق كل عربي أن يفتخر بها وليس ثمة تعارض بين الافتخار بتلك الحضارات والافتخار والدعوة إلى العروبة. فيقول في مطلع قصيدة قالها في الذكرى الألفية لوفاة المتنبي وصدر بهذا البيت مسرحيته :
أبوكم أبي يوم التفاخر يعرب وجدكمو فرعون أضحى بكم جدي
وكان ينوي – رحمه الله – أن يؤلف مسرحية عن كل حضارة قطر من الأقطار العربية حتى تصبح هذه المسرحيات تراث لكل العرب، وجاءت ثورة مصر 1952م – كما يقول باكثير – حفظت العروبة وأبعدت خطر هذه الدعوات الخبيثة.
ولقد صور في هذه المسرحية الملك الفرعوني " إخناتون " على أنه كان داعية من دعاة التوحيد لله – عز وجل – وعم خيره مصر نتيجة لإيمانه بالله وحبه الخير للناس وعدله في الحكم، وربما كان هذا الملك رسولاً من رسل الله الذين لم يقصص القرآن قصصهم، ولذلك صدّر باكثير مسرحيته بالآية الكريمة :
( ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك ) ويسكب باكثير سلسبيل الإيمان سكباً بشعره الجميل على لسان هذا الملك الرسول :
إخناتون :
كيف أثني عليك إلهي؟ بأي لسان؟
يا من خلق الألوان أفانين شتى
وأرسلها تسري في هذا الكون العجيب!
في السماء وزرقتها ، في البحر المحيط
في النجوم ولآلائها ، في انبثاق الفلق
في سواد الليل البهيم وسواد الحدق
في عناقيد العنب السود، في الشعر الحالك الغربيب
في بياض الطلع النضيد وطل الصباح العريض
في إشراق الدر : در البحور ودر الثغور
في اخضرار غصون الروض النضير
وعشب المرج المطير
في المرجان الزاهي ، في اللمى القاني ، في العقيق
في ريش الطيور الجميلة ، في ألوان الفراش البديع
في أصابع الأزهار ، وأطياف قوس قزح.
ربّ ما أندى كفيك وما أسخاك بهذا الجمال ،
ما ألطف صنعك ربّ ، وأبدع فنك !
هذا الزهر مختلف الألوان ويسقى من ماء واحد
أسدى يا رب خلقت الفراش الجميل؟
أسدى يا رب خلقت الزهر البديع؟
أسدى يا رب خلقت الأسماك الذهبية؟
أسدى يا رب خلقت النجوم تلألأ في ظلمات الليل؟
هكذا نجد باكثير الداعية إلى الإيمان، وإلى الوحدة بين العرب على نهج الإسلام دين كل الأنبياء والرسل يرسل دعوته الإسلامية في شكل أدبي مسرحي تتحاور الشخصيات ويدور الصراع لينتصر الخير على يد العاملين له ويصل الإيمان إلى يد القارئ والمشاهد من ثنايا الحوار والنقاش بين الشخصيات، وتصحح بعض المفاهيم الخاطئة.
إنه أسلوب جديد في الدعوة إلى الله، والدعوة إلى الخير، ومقاومة الظلم والباطل من خلال خشبة المسرح : ساعتين فقط يحضرها المشاهدون في المسرح ثم يعودون إلى بيوتهم بحصيلة إيمانية كبيرة تقربهم إلى الله وتحثهم على حب الخير ومناصرة المظلوم ،وكره الشر ومقاومة الظالم.
نحن إذن أمام داعية إسلامي كبير انتهج نهجاً جديداً في أسلوب الدعوة والتأثير على الناس عبر الكلمة المقروءة والمسموعة والفعل المشاهد أمام النظارة على خشبة المسرح.
علاقته بالإخوان المسلمين :
رأينا باكثير مجاهداً يبحث عن المجاهدين العاملين لنصرة الإسلام منذ تفتح وعيه الإصلاحي في حضرموت ،ثم توسع هذا الوعي في الحجاز عندما التقى بالمصلحين والمجاهدين من أقطار إسلامية أخرى، وبدأ يراسل شخصيات إسلامية عديدة لها شهرتها في العالم الإسلامي : كالأمير شكيب أرسلان ، ومحب الدين الخطيب ،وعندما وصل إلى مصر كان من الطبيعي أن يكون باكثير ضمن التيار العروبي الإسلامي في مواجهة التيارات التغريبية والإقليمية ، وكان الصراع في فلسطين يسير نحو الذروة بقيام ثورة القسّام عام 1936م ثم ظهرت في الأفق المؤامرة الكبرى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لتقسيم العالم العربي والإسلامي بين الدول المنتصرة وإعطاء اليهود جولة في فلسطين.
وكان باكثير شعلة من الجهاد وجمرة من الأسى لحال الأمة الإسلامية التي تساق إلى مذابحها مستسلمة ذليلة، والتفت حوله فلم يجد إلا جماعة الإخوان المسلمين متمردة على هذه المؤامرة تحتضن المجاهدين من شتى البلدان الإسلامية وتدعمهم بالمال والرجال كما حدث لثوار اليمن الذين قاموا بثورة 1948م ،وبدأ باكثير يجاهد بقلمه يؤلف المسرحيات والروايات وينظم القصائد محذراً تارةًً ومستنهضاً الأمة تارةً أخرى ومحيياً المجاهدين الذين يلاحقهم الاحتلال وتنفيهم الأنظمة العميلة وها هو يحيي المجاهد الكبير علال الفاسي بعد أن نفاه الاحتلال الفرنسي من المغرب.
ويتألم لحال الأمة الإسلامية ويتمنى أن يكون أحد المجاهدين في فلسطين:
ذكرتك يا علال والناس هجّع
وليس سوى جفني وجفنك ساهد
وللهم حزّ في فؤادي قاطع
ولليأس فتك في أمانيّ حاصد
تكاد الدّجى تقضي عليّ لأنها
دجى العرب تاهت في عماها المقاصد
تداعت على قومي الشعوب فما ونت
مصادرها عن حوضهم والموارد
ذكرتك يا علال فانتابني الأس
أكابد من آلامه ما أكابد
كأني أنا المنفي دونك فاصطبر
فهذا شعور في بني العرب سائد
وددت لو أنى في فلسطين ثائر
لأهلي تنعاني الظّبي لا القصائد
وفي برقة أو في الجزائر قاصم
ظهور العدى والباترات رواعد
فتلك بلادي لا أفرق بينها
لها طارف في مجد قومي وتالد
وكذلك حيّا المجاهد الكبير الفضيل الورتلاني بعد مشاركته في ثورة اليمن 1948 م ،ولم تسمح له أي دولة بالدخول إلى أراضيها حتى قامت ثورة مصر 1952م فاستقبله باكثير منشداً:
أفضيل هذي مصر تحتفل
بلقاك فانعم أيها البطل
ويشير إلى محنته بعد فشل الثورة اليمنية:
أمسيت لا أهل ولا وطن
وغدوت لا سفر ولا نزل
لم تقترف جرماً تدان به
كلا ولكن هكذا البطل
إن الفساد إذا اعترى بلداً
فالمجرمون به هم الرسل
ومن المعلوم أن المجاهد الجزائري الورتلاني قد أرسله الشهيد ( البنا ) ممثلاً عن جماعة الإخوان المسلمين لدعم ثورة اليمن ،وعين وزيراً في حكومة الثورة، وكان ضمن الوفد الذي أرسله الشهيد الزبيري للتفاوض مع وفد الجامعة العربية في جده، وعندما فشلت الثورة سافر الزبيري من جدة إلى باكستان أما الورتلاني فظل هائماً على ظهر سفينة في البحر ترفض الموانئ استقباله حتى قامت ثورة مصر.
هكذا إذاً لم يجد با كثير سوى هذه الجماعة تحتضنه كما احتضنت غيره من المجاهدين وخصصت له جريدة ( الإخوان المسلمون ) اليومية الصفحة الأخيرة من كل يوم أحد ينشر فيها باكثير مسرحياته السياسية القصيرة واستمر في ذلك منذ عام 1946م حتى أغلقت الجريدة سنة 1948م ،ونرجح أن يكون انتقال باكثير من المنصورة إلى القاهرة سنة 1947م بتوجيه من صديقيه الشهيدين ( حسن البنا ) و ( سيد قطب) حتى يكون قريباً منهما ومن الساحة الإعلامية والأدبية.
ويذكر الشيخ ( عبدالله بلخير ) قصة ظريفة توضح مدى العلاقة بين باكثير وجماعة الإخوان المسلمين حيث يقول:
( كنت أذهب إلى مصر في أكثر من زيارة رسمية مرافقاً الملك عبد العزيز أو الملك سعود يرحمهما الله وكان أول ما أحرص عليه حال فراغي من المهمة الرسمية هو زيارة صديقي الأستاذ باكثير ومن طريف ما وقع لي معه في إحدى هذه الزيارات أن كنا ذات مرة في حفل عشاء لدى الملك فاروق وبعد العشاء استأذنت لزيارة صديقي الأستاذ باكثير فجاء أحد الضباط المرافقين بالسيارة العسكرية ولما كنا لا نعرف عنوان الأستاذ باكثير بالمنيل اصطحبنا معنا جنديين يسكنان بالمنيل ولما وصلنا أمام المبنى لم أكن متأكداً من العنوان فلما دق جرس الباب فتحت له الخادمة فسألها إن كان هذا منزل الأستاذ باكثير فأجابت: نعم ، ولما صعدت وضربت الجرس فتح لي الأستاذ باكثير الباب وهو في غاية الاندهاش وقال لي معنفاً ضاحكاً: ( لقد أثرت جزعي يا رجل ما هؤلاء العساكر وما هذه السيارة الحكومية التي تقف أمام بيتي ؟) وضحكنا كثيراً ورويت له القصة وقال لي: إنه قد دخل في روعه أنه سيعتقل وبدأ يستعد لذلك حتى أنه قد أعد مجموعة الأوراق والمجلات التي تتصل بالإخوان المسلمين ليلقي بها من النافذة وكان ذلك أثناء نكبة الإخوان في مصر سنة 1948م ومن المعروف أن صداقة الأستاذ باكثير للشهيدين حسن البنا وسيد قطب لم تكن تخفى على الحكومة المصرية كما أنه كان من أبرز كتّاب(مجلة الدعوة) وجريدة (الإخوان المسلمون ).
وتؤكد هذه القصيدة التي قالها في الذكرى العشرين لتأسيس جماعة الإخوان متانة هذه العلاقة:
عشرون عاماً بالجهاد حوافل
مرت كبين عشيةٍ وضحاها
هي دعوة الحق التي انطلقت فلم
تقو المدافع أن تعوق خطاها
ما كان أقصرها وأطول باعها
في الصالحات إذا يقاس مداها
لله ( مرشدها ) فلولا صدقه
لم يغز آلاف النفوس هداها
في قلبه وريت فشبّ ضرامها
بلسانه حتى استطار سناها
بالأمس نجوى في فؤاد واحد
واليوم في الدنيا يرنّ صداها
أضحت عقيدة مؤمنين بربهم
ومبلّي أوطانهم رجواها
متسابقين إلى الجهاد ليحفظوا
عزّ البلاد ويكشفوا بلواها
ولينهضوها من طويل خمولها
وليوقظوها من عميق كراها
ويطهروا ارض العروبة كلها
من كل باغ يستبيح حماها
ويوحدوا الإسلام في أقطاره
ما بين أدناها إلى أقصاها
زعموا السياسة ذنبه يا ويحهم
ما فضل دين محمد لولاها ؟
دين الحياة: تضيع أخراها على
أبنائه إن ضيعوا دنياها
فليمض عنها الهادمون فإنه
( بنّاء ) نهضة قومه وفتاها
ونجد بين تراث باكثير المخطوط رسالة من أحد شباب الإخوان بالإسكندرية وهو طالب بكلية الحقوق تبرز لنا هذه العلاقة بين الطرفين ومدى تأثر شباب الإخوان بمسرحيات باكثير السياسية التي تنشرها جريدتهم وربما كان لهذه المسرحيات التحريضية دور في اندفاع شباب الحركة إلى الجهاد في فلسطين عام 1948م يقول هذا الأخ في رسالته: ( …. وإني سيدي المبجل أعتقد أن هذه الجريدة – يقصد الإخوان المسلمون- هي الوحيدة تلائم مزاجك وإن الشباب الوحيد الذي يمكن أن يفهمك هو شباب الإخوان ( …) ودلالة النصر كذلك أن ينضم إلينا جندي من جنود الله ومجاهد من المجاهدين الأبرار يبرز قلمه دعوتنا صريحة مدوية وهو أستاذنا الفاضل باكثير ..
توقيع ( محمد حسين عيسى ) – بتاريخ26/10/1946م )
ويذكر في هذه الرسالة أيضا تداول شباب الإخوان مسرحيات باكثير فيما بينهم وقيامهم بتمثيل بعضها ورغبتهم في ترجمتها إلى اللغة الأجنبية.
وعندما انقلب جمال عبد الناصر على الإخوان سنة 1954م كان اسم باكثير من ضمن أسماء قادة الإخوان المطلوب اعتقالهم إلا أن الرئيس جمال – كما يقول د. علي شلش- شطب اسم باكثير من القائمة وقال: هذا ضيف عربي عندنا.
واحتفظ باكثير بهذا الجميل لعبد الناصر واعتقل صديقه سيد قطب وظل باكثير يلحّ في كل مقابلة يرى فيها عبد الناصر كما – يقول د. علي شلش – على إطلاق سراح قطب.
أطلق سراح قطب عام 1961م نتيجة لمطالبة باكثير وشخصيات إسلامية كثيرة – ظل سيد قطب يزور باكثير متنكراً في مصيفه في رأس البر ويخرج معه باكثير إلى شاطئ البحر ويجلسان ساعات طوال واستمر الحال – كما يقول زوج ربيبته الأستاذ عمر العمودي – حتى عاد قطب إلى السجن ثانية ولما طلب باكثير ثانية من عبد الناصر إطلاق سيد قطب قال عبد الناصر: اطلب أي شيء إلا هذا فاستيقن باكثير بإعدام صديقه ولما تم الإعدام ولحقته هزيمة 1967م أيقن باكثير أن لا خير في عبد الناصر ومن المعلوم أن با كثير قد تسلم اكثر من جائرة من الرئيس عبد الناصر شخصياً وتوجد له صور بذلك.
والمسرحيات السياسية التي كان ينشرها في جريدة الإخوان مسرحيات هادفة تفضح مؤامرة الدول الكبرى على المسلمين وتدعوا صراحة إلى مقاومة الاحتلال الأجنبي وتحيي الحركات الجهادية في إندونيسيا وتونس وألبانيا وغيرها وأخذت مأساة فلسطين نصيب الأسد من أعماله الأدبية.
شكراااااااااااااااااا
فتنافسوا يا معشر الكتاب في صنوف الآداب،وتفقهوا في الدين،وابدأوا بعلم كتاب الله عز وجل،والفرائض،ثم العربية فإنها ثقاف ألسنتكم ثم أجيدوا، الخط، فإنه حلية كتبكم،واروواالأشعار،واعرفواغريبها ومعانيها، وأيام العرب والعجم وأحاديثها وسيرها فإن ذلك معين لكم على ما تسموا به هممكم،وارغبوا بأنفسكم عن المطامع سنيها ودنيها فإنها مذلة للرقاب،مفسدة للكتاب،وإياكم والكبر والسخف والعظمة فإنها عداوة مجتلبة من غير إحنة وتحابوا في الله عز وجل في صناعتكم وتواصوا عليها بالذي هو أليق بأهل الفضل والنبل والعدل من سلفكم .
كاف :قادر على الأمر،تفقهوا في الدين: تعلموا أحكامه الشرعية، الفرائض :علم الميراث،
ثقاف ألسنتكم: الثقاف في الأصل آلة تسوى بها الرماح وهنا ما تقوم به ألسنتكم، سنيها:رفيعها ،دنيها: حقيرها، من غير إحنة : من غير عداوة سابقة ، السخف: ضعف العقل .
اكتشاف معطيات النص:
1. لمن يوجه الكاتب خطابه ؟
2. ماهي علاقة الكتاب بالخلافة ؟وما مكانتهم عند الخلفاء ؟
3. ما التوجيهات التي قدمها الكاتب للكتاب ؟
مناقشة معطيات النص :
1. ما وظيفة تقديم الجار والمجرور في بداية النص ؟
2. ما الاسلوب الأكثر استعمالا في النص ؟وما غرضه البلاغي ؟
3. بما توحي لفظة "معشر "؟
4. حرص الكاتب على إجادة الخط ،لماذا ؟ وهل تره مهما في عصرنا ؟
تحديد بناء النص:
1. يبدوا الكاتب ملما بفن الترسل وأخلاق المهنة بين لماذا ؟
2. هل نجح الكاتب في إقناع الكتاب بكلامه ؟وما هي الوسائل التي وظفها لذلك؟
3. ما نمط النص ؟علل؟
أتفحص الاتساق والانسجام
1. ما الرابط الأكثر استعمالا في النص ؟
2. ما دلالة توظيف الكاتب لافعال الامر في النص ؟مثل ؟
مجمل القول:
1. إلى أي غرض ينتمي النص ؟
2. ما هي الخصائص الفنية لعبد الحميد من خلال نصه ؟
حاوره عزيز شليحي من باتنة صحفي شبكة اليمامة نت عزيز شليحي 07/07/2013
من هو الكاتب عماد باسي؟
عمـاد بـاسي من مواليد 3 جوان 1990 بالدبيـلة مقيم بقريـة "الـزّقـم" رسامٌ و خطاطُ و كاتبٌ و شاعرٌ و مزخرف و مترجم ، بدأتٌ مسيرتي مع جمعية "أمّ القرى" بمجال الرسم و الفنّ التشكيلي و قمتُ بالمشاركة مع العديد من المعارض الولائية في قصر الضاويّة و أيضا بالاشتراك مع حصّة "صوت الفرسان" مع إذاعـة سوف الجهـوية ،أيضا متمدرس في معْهد ترجمة القرآن الكريم و الدعوة للإسلام بمنتوري قسنطينة، متحصل على دبلوم ليسانس في اللغة الانجليزيـة سنة 2022 ،و متحصّل على شهادة الكفاءة في مجال الإعلام الآلي ، كآتبُ أدبي رفيع و محرر مقالات ذو صبغة اجتماعية مؤلف لكتاب " الشبـآب و الحيـآة" و شاعر حر
كيف بدأت حياتك ككاتب؟
إن الكتابة أشبه بقداسة المحراب لدى المصلي و خشوع القارئ و رسالة الأمانة أو عرش الخيال لدى الشاعر الذي يغترف فيه بحر القوافي و إلياذة الهيام و أناشيد الحكمة و البراءة ، فالكتابة بمثابة البساط الذي تنتشل فيه أصول الأفكار و استبيان الفكِْر و تستصاغ فيها مرجان الحكمة و الرشاد و تفرغ فيها جمّ الفيض المعارفي المقتنص و حصيلة الإدراك الثقافي و مزيج النظرة و الأسلوب و كلّ ذرة تخيل و تصوّر أو حقيقة ، فالإلهام الذي يقودنا في كلّ مرة ليكشف علينا الستار و يرشدنا لبحر الحقائق و يبثّ ما يجوب في النفس و يخالج الخاطر و في السنوات الأخيرة اهتممتُ كثيرا بممارسة الكتابة الذهبية التي تعبر عن ما يجول بخاطر الإنسان و يلبسه ثوبا أدبيا أنيقا و بدأتُ تقريبا بمزاولة نشاط التأليف و الكتابة منذ سنة 2022 خلال الفترة الجامعية أثناء دراستي بجامعة منتوري بقسنطينة لما واجهني من العديد من الظروف و الاوضاع المتغيرة و لقد تعايشت في الوسط الذي سمح لي بأن أعكس المـرآة الحقيقـية لما نراه و نأتلفه كل يوم.
ماهي المشكلات التي تعترض كتاب الجزائريين و خاصة منهم الشباب؟
المشاكل عديدة جدا ، تعترض طريقـنا و سبيلـنـا و حقيـقة أن مشكلة الكتـابة لها مشاكل من الجانبين المعنوي و المادي و تكمن في مدى استيعابنا للأفكـار و فهمها بالشكل الصحيح و هنا أقف على شيء و هو الإرادة المشبعة و قوة الاستمرارية و بذل الجهد و مواصلة الطريق رغم العوائق و قوة الثقة بالنفس ، و أيـضا من الجانب الآخر أنّ الواقع العملي الفعلي الذي نعيشه أًًصبح لا يـرحبّ أبـدًا بهاته التطلعات الثـقـافيـة كون الجانب الذي يشهد ميولا كبيرا و يركـز عليـه الجميـع يكـمن في الرغبة المـاديّة و الاحتياجات الشخصية و ذلك ما دعى الشبـاب يتجنبهـا بل يرفضـها رفضـا تـامّـا لفشل القطاعات الثقافية و المؤسسات المعنية في التواصل معهم و عدم تطوير لغة الخطاب لاستقطابهم و اتاحـة الفرص لإشراكهم و فتح المجال و عدم تـأطيـر المـواهب الحقيقيـة و انعاشها و تدعيمها و يتلخص ذلك في نقص التشجيع من الجهات المعنية و التركيـز على التـوافـه أكثر من الأولـويـات التي خلقوا لأجلـها.
هل هنا المشكلات تتشابه أو مختلفة ؟
نعم ، مشاكلنا تختلف و لكن من جهة آخرى كأننا نـُكْوى من حميم واحد و خـاصة عندما نتحدث عن المؤسسات الثقافية التي أصبحت تهمل بشكل واضح هذا الجانب فينا و تغشم كل تطلع جديد و لا تعطي الصورة الحسنة الجميلة الفاضلة لكي يتقرب إليها الشباب و يبادروا بأي شكل من الأشكـال .
هل أنت من مؤيدي فكرة نزول الكتاب أمثالك إلى المستوى الشعبي حتى يفهمك المجتمع؟
حقيقــة ، يجب على الكاتب أن يراعي جميع المستويـات أثنـاء نثـره و توجيهه لرسالتـه و ذلك على حسب الموضوع الذي تكتب من أجله و لأجله و خاصة و أنتَ تكتب في الجانب الاجتماعي الذي يشمل الصغير و الكبيـر يتوجب عليك التركيـز على أسلوبك الخاص في تلقين الفكرة و بثها في نفس القارئ و ذلك ما يجعلك أحيانا تنزل إلى بعض المستويـات .
هل حاولت الكتابة بالفرنسية؟
لا لم أجرب أبدًا الكتـابة باللغات لا الفرنسية ولا الانجليزية و لأنني أريد أن ألامس جوهـر المواضيع أولا باللغة الأم و بعدها لا ضير من النشر باللغة الفرنسية أو الانجليزية.
هل صحيح ما يقال عن الادب الجزائري حكم عليه بالموت… ما رأيك في هذا ؟
بالفعل و يرجع ذلك للجهـات المعنية التي قتلت جنين الإبداع في مخاضه الأول و ذبحت براءة الإتقان و شنقت حنجرة المواهب لدى شبابنـا اليوم مما زرع في نفسه ميولا في جوانب آخرى و عـزوفـا تـامـا لهاته الساحـة و الذي جعله يكرس حياته من أولها لآخرها في سبيل البحث عن لقمة العيش بدل أن يهتم بتطوير مواهبه الفـذة و التطلع لمثل هاته المبادرات و الانجازات الاحترافية الشيقة.
من هذا ما رأيك في الكتاب الجزائريين ، خاصة منهم الكاتبات؟
حقيقـة أنني قرأتُ للعديد من الكاتبات الجزائريين و كذا الجزائريين مثل الطاهر وطار أو محمد ديب و المفكر الجليل مالك بن نبي و الكاتبة زهور ونيسي أو الروائية أحلام مستغانمي و حقيقة أن الجزائر تزخر بالعديد من الجماجم الفكرية و الطاقات الإبداعية الهائلة و لكن نحتاج في كلّ مـرة لأن نكتشف الوجوه الصاعدة و النـوابغ الفكريـة الرائدة و لا نقتصـر على جزء خـاص فقط.
هل أحسست بالفشل الأدبي ذات يوم؟
بالفعل ، راودني شعور الفشل الأدبي ، خـاصة عندما تكشف عن نافذة الواقع و تتعايش مع أفكار الناس و ذلك ما يجعلك دومـا في مراجعة لحساباتك و شحن إرادتك بطريقة مستمـرة و لقد عانيت كثيـرا من مختلف الجوآنب كي ابلغ مرادي وهدفي و أكيد أن لكل نجاح ضريـبـة و لكل طموح معركـة حيـاتيـة يجب علينا أن نعلن فيـها التحـدي و التصدي بكافة الألوان و الأشكـال و التي تحسم قيمـتنا في الحيـاة.
ماهو أسلوبك في الكتابة ؟
فضلّتُ في كتاباتي النظرة الاجتماعية التحليلية الواقعية الجازمة لأنها ثقافة تجريبية تفصيلة إسقاطيه بمنظور حقيقي ملموس عكس أن تكون أفكار تجريدية نظريّة مبْهمة غائبة عن التطبيق و الوعي و التنمية فربطتها بمفهوم الجمال و الأخلاق و الأصول و استدليتُ بذلك بمرجع الدين الحنيف و أحكامنا الشريفة.
أين الكاتب عماد باسي من رحلة الصحافة، و هل هناك متاعب واجهتها؟
و الله بخير حـال و الله أكيد أن المتاعب في عالم الصحافة ليست بالشيء الهين فهي تضحية و وفـاء صادق لأحلامك و طموحك و حقيقة واجهتُ الكثير من الصعوبات و المتاعب و خـاصة في تعاملاتي مع الجرائد الوطنيـة التي تركزّ بشكل كبير على المدى المـادي التجاري أكثر من أي شيء آخـر و أن أكثـر شيء حدث لي هو صعـوبـة البـدايـة التي كابدنا فيـها عديد المشـاكل و تحملـنا العبء الثقيل لكي نقتحم هذا الجـانب و أمـاّ في قضية السمعي البصري و حضوري في حصة جيل الشباب في القناة الجزائرية الثـالثة فحقيـقـة لم أواجـه أي مـتاعب أو مشاكل تذكر سوى بـعض الضغوطـات لا أكثر.
لمن يقرأ كاتبنا عماد باسي؟ و من يعجبه؟
لقد صقلتُ جملة آرائي و أفكاري استنادا بالعديد من الكتّاب و الشعراء و الحكماء و النوابغ الذين كانوا مسطع نور باسم على الأمة العربية و العالمية و إلهامًا جليلاً على الدين كمثل الكاتب الدكتور العبقريّ مصطفى محمود و أيضا عملاق التنمية البشرية الرائد إبراهيم الفقي و سليمان العودة و أيضا روائع طارق سويدان و غائض القرني و كما لا أنسى مالك ابن نبـيّ .
هل هناك موجه في حياتك؟
حقيقـة و قبل كل شيء أن والـدي هو الذي لطـالما أرادني شعلة من الابداع منذ الصغر و زرع في قلبي إرادة التحدي و الثقة بالنفس لمـا كنتُ شغـوفـا بالرسم و التـخطيط و لكن شيئـا فشيـئـا ، تطورت الأوضاع و دخلت في نسيج الكتـابة و النثـر ليـؤيدني في أفكاري و كتاباتي و يدعمني بكل الاشكال حتى بلغت الوضع الراهن و العديد من المسائل الذين أثني عليهم كثيـرا
ما الفرق بين الشاعر و الكاتب في رأيك؟
الفرق بين الشاعر و الكـاتب يكـمنُ أن الشـاعر يعتمد في قصائده و أفكـاره على المبـالغة أحيـانا و تـركيـزه الكلي على فكـرة مـا فيغالي فيـها و حتى يحيد أحيـانا عن صلب الموضوع بمغالاتـه ، ولكن الكـاتب هو من يمسك العصـا من النصف و يكون أكثـر مصداقيـة و صدقـا من الشـاعر كون الشـاعر يعتكف بمضمون فكرة واحدة و يغالي فيـها عكس أن تكون فكـرة من كـاتب يتحدث عنها بكل موضوعية و هذا هو الأصح و الأدقّ.
كلمة و أنت تحاور صحفي اليمامة نت من باتنة؟
أشكره جزيل الشكر و أزف اليه كل معاني التقدير والاحترام والتبجيل على هاته المبـادرة الشيقة و أثنـي عليـه الثنـاء الكبيـر و أسأل الله له التوفيق و النجاح في هاته المسيـرة العمليـة الشريفة.
و أخيرا ما هو السؤال الذي كنت تتوقع طرحه عليك و لم يحدث ذلك ؟
صراحـة ، لقد تطرقـنا للعديد من الأسئلة من مختلف الجوانب
*
***
**~°-*السلام عليكم ورحمة اله وبركاته*-°~**
.اقــرأ مايًطــرح وماتجـــود به اقلام المبــدعين تلك النصـــوص الادبيـــة الخــواطر والشعـــر اجــد المتعــــة في تــذوق كلمات وحروف وتراتيــل موسيــقية ،، فنحن العرب وخاصة ابنــاء الخليـــج اهل اللغـــة العربيـــة ،، ومن بيننا بزغ وابــدع من يكتب الجـــــزل من الكلمات والفصيـــح من الشعــــر .. وآخــــر يجد القصيـــده الحــرة ملاذه العذب الجميـــل ..
اليــس من شـــأن هذا الأبـــداع ،، وهذا الطرح الشفـــاف المتناغم ان يسمـــو بالنفس ؟ فالقــارئ الكــريم لايجد إلا وأنــاملة ترقــص نشــــوة وإعجـــاباً ، فـ.. تنســـاق اللكلمــــات مثــل للحــن وهــذا من شـــانه ان يُشــعل جــذوة حــب من الكاتـب والقارئ المعجـــب !
انت ايها الكاتب المبــدع في سماء الكلمة العــذبة هل تجد في تلك الردود مايثير ويلهب حمــاس القلم في كتابة نص آخــــر ؟
ايضاً انت ايها الكاتب وايتها الكاتبه كيف تجد تلك الردود في صياغتكم الأدبية هل تثير الاشمئزاز او [ … ] ، وكيف تُقيم النقــد في تلك الردود اعطِ درجة للنقــد من [ 1 _ 10 ]
وأخيرا
فهـل يقع الحــــب بين كاتب النص والقــارئ المعجــب ؟!
وقفه أخيره
الكتابة في هذه الـزاوية جميلة ولها وقعها الخاص والخاص جداً
فهذه دعــوة من اختكم إلى طـــرح يناقش قضايانا نحن كمستخدمين وتمس مجتمعنا ونبتعد عن طرح لايليق بأذواقنا
أنتظر مشــاركــاتكم العطـــــرة
ـــــــ AnGeL sOuL ـــــــ
***
*
فهـل يقع الحــــب بين كاتب النص والقــارئ المعجــب ؟!
وقفه أخيره
الكتابة في هذه الـزاوية جميلة ولها وقعها الخاص والخاص جداً
فهذه دعــوة من اختكم إلى طـــرح يناقش قضايانا نحن كمستخدمين وتمس مجتمعنا ونبتعد عن طرح لايليق بأذواقنا
احتمال أن يكون حب ، لكن قد يكون أقل منه بقليل قد يكون إعجابا بشخصية الكاتب الذي يصل إلى قلب القارئ ويلهمه ويجعله ينهال على المواضيع ويقرأها ، كما قد يدمن عليها إدمانا وينتظر كل جديد منه ….
كما صرحت فهو يجــد المتعــــة في تــذوق كلمات وحروف وتراتيــل موسيــقية في شعره أو كتاباته بأنواعها لأنها تعبر عن نفسه وعن ما يجول بخاطره …………خاصة إذا كان الكاتب يعبر بحق عن الواقع ويصل إلى قلب القارئ فلما لا يعجب به ؟؟؟؟؟ولماذا لا يحب أعماله وينهال عليه …..
ربما تعبيري ناقص لكن هاته وجهة نظر حسب ما فهمت من طرحك ، تقبلي مروري
الله عليك يسرى….
كنت حاب أنا نحط مثل هذا الموضوع….
بـــــــــــــس شو عليه….
أنا ولا أنتِ ما في فرق المهم أنه طرح….
أولا المواضيع على حد علمي تعبر عن رأي صاحبها…
أو بالاحرى عن شخصيته…..
ثانيا القارىء يعجب بالموضوع ….
بالتالي يعجب بصاحبه…..
أما سؤالكِ….
فهـل يقع الحــــب بين كاتب النص والقــارئ المعجــب ؟!
أظن أن هذه على حسب القارىء ..
وفهمه أبعاد الموضوع..
أنا عن رأيي ممكــــــــــن….
شكرا على الموضوع يسرى….
تقبلي مروري…..
دمت متألقة…
*
***
شكـرا لكِ اختي "حكمة القدر "على الرد العـــطر ..
زيـــنتِ الصفحة ..
"خليـــفة "لا عليــك (سرقتلك الموضوع)وكما قلتَ المهم انه يُعرض (حتى انا قد صادفت ان كتبتَ أنت مواضيع كنت سأطرحها)
أشكـرك جزيـل الشكر على مشاركتك ..
نـــورتْ ..
***
أنا عن نفســـي فإنه ممكــــن جداااااا وليس من الغرابــة ان يقع ..
خاصـة ادا تشاركة الافكـار وتوافقت الاحاسيـــــس وكان هناك تواصــــــل
الله لا يحرمني منــــكم
***
*
تحية طيبة لكل اعضاء ورواد هذا المنتدى الرائع واسمحوا لي ان اضع بين ايديكم هذا الموضوع
، راجيا من العلي القدير ان اوفق فيه
من المعروف ان الكتابة نتاج لرغبة او لموهبة اعطاها الله للكاتب لينتفع وينفع بها ،
لنشر بها المعرفة او ليكتب بها خبر مااوليكون كسلطة رابعة تراقب
صيرورة المجتمعات وقد تصبح سلطة خاضعة لقانون
ادفع لاكتب وهو نوع من التجارة بالكلمة
وهنا يجدر بنا التفريق بين نوعين من الكتابة : قد تكون الكتابة (حرفة) وقد تكون (مهنة).
الكاتب الحرفي هو الذي يتقن عمله ويطوره باستمرارحتى لو كان مقلا ،
اما الكاتب المهني فهو الذي يعتاش من كتاباته ، فهو معني
اولا بالانتاج لا بالنوعية وهومواظب على الكتابة دائما بدافع التفريخ.د
الا ان هناك فئة واعية لفعل الكتابة ، وهذه الفئة قلة ناذرة متميزة متالقة بالعطاء
استطاعت الجمع بين " حرفية الكتابة وامتهانها"،
انها فئة جديرة بالاحترام .
لكن السؤال يقفز هنا محتجا :
هل من الممكن ان يخون الكاتب وظيفته؟ ويبيع قلمه ؟ وما الدافع لذلك؟
السلام عليكم
اولا اسمح لي اخي ان ارحب بك في ملتقى الابداع والتواصل ، اتمنى ان تقضي اوقات ممتعة ومفيدة بينا اخوانك واخواتك.
موضوعك جد هادف وقيم اخي ، بارك الله فيك على طرحه
اجابتي عن اسئلتك
هل من الممكن ان يخون الكاتب وظيفته؟
نعلم جميعا بان الكاتب ، يعلق قلبه وافكاره لكتابة شيء يريده ، فهو يعشق القلم بكل مواصفاته ، شيء لا يممكنا الاختلاف عليه ،،، لكن وفي المقابل في بعض الاحيان تفرض الظروف نفسها في وجه هذا المبدع فالحياة قاسية ،، مما يدفعه مكرها اقول مكرها ،، على التخلي عن هذه الالوضيفة التي اعتبرها ابداع بحد ذاتها.
ويبيع قلمه ؟ وما الدافع لذلك؟
نعم ، يمكن له هذا لكن ليس بارادته بل ، بظروفه ومحيطه الذي يعيش فيه
***في الاخير اتمنى ان اكون قد وفقت في هذه المشاركة ****
تقبل تحياتي ومروري اخي