أولا :الشاعر :محمد صالح باوية
بإيجاز :
* الدكتور محمد صالح باوية (الجزائر).
* ولد عام 1930 بالمغيّر – ولاية الوادي – الجزائر.
* حصل على دبلوم الطب العام في بلغراد 1969, ودبلوم الاختصاص في جراحة العظام في الجزائر 1979.
* عمل في مستشفيات وزارة الصحة الجزائرية, ويعمل حالياً في عيادته الطبية الخاصة بالبليدة.
* عضو اتحاد الكتاب الجزائريين منذ 1974.
* دواوينه الشعرية: أغنيات نضالية 1981.
* كتب عن شعره الكثيرون, وكان شعره محوراً لعدد من الندوات والمحاضرات.
* عنوانه: نهج كريتلي مختار – مقطع ب رقم 03 – البليدة 09000 – الجمهورية الجزائرية.
ثانيا :القصائد
الثـــــائـــــــــر
يا رفاقي, يا رفاقي في الذُّرى, في السِّجن, في القبْرِ
وفي آلام جُوعي
قهقه القيد برجلي يا رفاقي, حدِّقوا…
فالثأر يجتر ضلوعي
يا جنون الثورة الحمراء يجتر كياني ومغارات
ربوعي
أقسمت أمي بقيدي, بجروحي, سوف لا تمسح
من عيني دموعي
أقسمت أن تمسح الرشاش والمدفع والفأس
بأحقاد الجموع
أن أراها ضربة عذراء تغزو بسمة السفَّاح
في الحقل الخصيب
أقسمت أنْ ترضع النصر وأختي في ضفاف الموت
في عنف اللهيب
هذه (أوراس) أحلام ثقال
في رؤى الجلاد, في ليل الجناةِ
أنت أوراسُ أنا… ملءُ كياني
وأنا الإعصار في عيد الطغاة
يا حنين الثأر يسري في حنايا ضربتي ناراً
تناغي أمنياتي
أنا جبار, ورعد وانفجار… أحمل الفجر بأيد
داميات
وأحس الريح تعوي في ضلوعي, في دمائي
في حقولي, في لهاتي
ورفاقي كمنوا في ثنية الوادي
وفي السحب وفي كوخ الرعاة
صوّبوا المدفع للسجن
وباتوا شهباً تروي أحاسيس الحياة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من قصيدة: الرحلـــــة في المـــــــوت
– 1 –
مذ نتأتْ في الشيء,
في الإنسان,
أعراف الصفات
يمتد…
يمتد ذراع النخلة السمراء,
يطوي غلتي,
يشربني آهة ليل, في بحار الظلمات
يطوي تعاريج الشرايين,
إلى بحر العرق
يورق في طياته شوك الأرق
لكن…
يموت الطلع في ليل, على بعد قدم
آه… وَلِمْ?!
من يهب الواحة أحداقا وفَمْ?
لكنْ…
يزول الظل في الأشياء,
تهوي بدداً كل الصفات…
كل الصفات
في جرّة الصّبر… نداءُ النحل
ماتْ
في ثدْيها,
نهرُ الهوى جفّ… وماتْ
يا… يا أبي…
في جرّتي,
عشعش ليل البُوم, والطحْلبُ,
آهٍ… يابقايا الأغنياتْ
عشعش… يا أعوامنا…
آه… فما أقسى سجون الكلمات
– 2 –
لملمت أشتات وجودي,
في بحور الخوف,
ناديت يدي المكسورة الفأس,
عسى…
في داخلي أقلعُ أعْجاز الأسى
لكنّ صوتي,
لم تعدْ تحمله الريح…
صحوتْ
في قلبك المزروع في أودية النّخل…
خطوتْ
أفدي سدى,
موت زهور الانتظارْ
أشهدُ في جلدك أعشاب القفار
تقتل في فرحة أمي,
رحلة النخل… حكايات الصغارْ
أنْ أحلم اليوم أبي
ذاك رغيفٌ في مدارات القمرْ
أنْ أصْبر اليوم أبي
الصّبر سكّين غدرْ
اعتق فُؤادي يا أبي
من ذلك الحزن المندّى بالقدرْ
– 3 –
يا بائع الشّيح انتظرْ
الغولُ… يغتال بذور الشّيح في دفْق دمي
يُغرق أحبابي,
يُهيلُ التُّرْب في ملْء فمي
يا بائع الشّيح…
أجُوب التّيه عنْ ذرّة شيحْ
اسْقِ حزينات الخُطى قطْرة سرّ.
أعرج هذاالعام…
والعالمُ في هبّة ريحْ
يسْقي الحروف الخضْر في زنزانة الصّبرِ,
لعلّ الحرفَ يُعطي نكْهة التّمرِ…
عسى, يُرجع للعيْن علامات القمرْ
يا بائع الشيح انتظرْ…
– 4 –
منذُ المساء…
أرحل في ذاكرتي
أرحل مهزوم القدمْ
أرسي سفيني في مدى أطلالها
أسكن, مقطوع الرحم
بين تجاعيد زواياها…
ألوك الحي والميت من أعشابها
لكنْ… حبال الجوع من فوديّ,
تمتدُّ…, أفاعي
في ارْتعاش الظفر,
في كل وترْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فدائية من المدينة
مجهولةٌ
تطوي بحاراً وتلالْ
لا تقتني غيرَ طُرودٍ وسِلالْ
تُهديك أثقال السَّلالْ
تهدي الصبايا كلَّ أصنافِ الغِلالْ
لكنْ، تريد (الكلمه)(1)
تُهديك طرداً،
ثم تهديها وفاء الكلمه.
****
بائعةُ الأعمارِ،
في عمر الزَّهَرْ
عصفورةٌ
دوماً، تبيض النارَ في حيّ التّترْ
مجهولةٌ،
تجتاز أدغالَ القدرْ
هنا اسمع
انشودة مطر السياب
في تراتيل نازك الملائكة
على حروف محمود درويش الثائرة
هذا الحرف العربي
والثائر العربي
في كل مكان
سبحان الله تجمعنا الحروف وتجمعنا القلوب
وتفرقنا الحكومات
بارك الله بمن عرفنا على كلمات الشاعر
وبارك الله بشاعرنا وحرفه
وجزاكم الله كل خير
وبارك بك استاذنا الفاضل فتحي الجبوري