تداخلات دوائية مفيدة( useful drug – drug interactions ).
هناك بعض حالات من التداخلات الدوائية تكون مرغوبة ومطلوبة ، ذلك أنها تحقق الأهداف التالية ( مجتمعة أو متفرقة ) :
أ – التآزر أو زيادة الفعالية الدوائية .
( enhancement of drug action – synergism)
ب – تقليل زمن تعرض الجسم للأدوية نتيجة اختصار وقت المعالجة .
ج – تقليل كمية جرعة كل من الأدوية المستخدمة في المعالجة وبالتالي تقليل ظهور سمية الأدوية .
والأمثلة التالية توضح بعضا من التداخلات الدوائية المرغوبة والتي تحقق هذه الأهداف :
1 – استخدام أكثر من مضاد بكتيري في نفس الوقت. ( antimicrobial combinations)
ذكرنا بأن إعطاء دواء مضاد بكتيري موقف للنمو مثل تتراسيكلين ومشتقاته يعطل عمل مضاد بكتيري قاتل للبكتيريا مثل دواء بنسلين ومشتقاته ، ذلك أن الأدوية القاتلة للبكتيريا تحتاج إلى بكتيريا نشطة النمو وتنقسم لتكّون جدار خلية آخر بشكل مستمر حتى تتمكن هذه الأدوية القاتلة من إعطاء مفعولها القاتل . وهذا الفعل يبطل بوجود أدوية موقفة للنمو بحيث لا تتمكن البكتيريا من الانقسام وتكوين جدار خلية باستمرار .إلا أن بعض الدراسات بينت أن هناك مواضع تكون القيمة العلاجية أفضل عند أخذ أكثر من دواء في نفس الوقت ، وهذه المواضع هي :
استخدام دواء بنسلين مع دواء كلورتتراسيكلين لمعالجة التهابات أغشية الدماغ والحبل الشوكي الناتج عن بكتيريا المكورات الرئوية ( pneumococcal meningitis ) ، النتائج أظهرت تحسنا بنسبة 79***1642; مقارنة ***65170; ( 30***1642; ) عند المرضى الذين استخدموا بنسلين لوحده .
دراسة أخرى لطفل أصيب بالتهاب السحايا وعولج بأدوية مجتمعة هي : أمبسلين ، كلورامفينيكول ، ودواء ستريبتومايسين حيث كانت النتيجة 10***1642; مقارنة ***65170; (4 ***1642; ) عند استخدام دواء أمبسلين لوحده .وبشكل عام فان استخدام مشتقات بنسلين مع مجموعة أدوية أمينوجلايكوسايد ( aminoglycosides ) يعطي نتائج حسنة ضد العديد من الانتانات البكتيرية مثل انتانات غشاء القلب ( enterococcal endocarditis ) . وإعطاء اكثر من مضاد بكتيري بحيث يكون لكل منهما آلية عمل مختلفة عن الآخر ، عندئذ تكون النتائج ُمرضية جدا ، وخير مثال هو دواء سلفاميثكسازول ( sulfamethoxazole ) مع دواء ترايميثوبريم ( trimethoprim ) ، ذلك أن كل دواء يمنع -بطرق مختلفة- تخليق الأحماض النووية والبروتينات الضرورية لكثير من البكتيريا .إضافة إلى أن إعطاء أكثر من مضاد بكتيري مفيد في معالجة الانتانات الناتجة عن خليط من الميكروبات. ذلك أن بعض الانتانات الناتجة عن أكثر من ميكروب قد لا تستجيب إلى مضاد بكتيري واحد ، وانما تحتاج إلى إعطاء اكثر من مضاد بكتيري في آن واحد .
كذلك هناك حالات من الانتانات البكتيرية الشديدة التي لم يحدد بعد نوع الميكروب أو الميكروبات المسببة ، تقتضي الحاجة إلى إعطاء خليط من مضادات الميكروبات لحين ظهور الفحوصات المخبرية التي تحدد نوع الميكروب المسبب والعلاج المناسب . ولقد لوحظ بأن استخدام خليط من الأدوية يمنع أو يؤخر حدوث مقاومة البكتيريا للأدوية المضادة للميكروبات .
2- استخدام ليفو- دوبا مع كاربيدوبا ( levodopa & carbidopa ) .
ليفو-دوبا دواء يستخدم في معالجة داء باركنسون وفعاليته تعتمد على على قدرته في عبور الحاجز الدموي الدماغي ( blood – brain barrier ) . لسوء الحظ فان جرعات عالية من الدواء يجب أن تعطى حتى نحصل على كمية كافية تصل إلى الدماغ لاعطاء الفائدة العلاجية . ذلك أن الدواء يستقلب في الكبد والأمعاء قبل أن يصل الى الدماغ بنسبة (95 ***1642;– 99***1642; )من الجرعة المعطاة . دواء كاربيدوبا والذي لا يعبر الحاجز الدموي الدماغي يمنع عمليات الاستقلاب التي تحصل لدواء ليفو-دوبا ويسمح باعطاء جرعات قليلة من ليفو-دوبا وبهذا الخليط من الدوائين نحصل على جرعات قليلة وقيمة علاجية أفضل اضافة الى تقليل الآثار الجانبية .
3- دواء اميبينيم مع مادة سيلاستاتين ( imipenem – cilastatine ) .
يعتبر دواء اميبينيم من الأدوية الحديثة ، وهو ينتمي الى مجموعة ثاينمايسين ( thienamycin ) المشتقة من مجموعة أدوية بيتا لاكتام المضادة للبكتيريا . يتميز هذا الدواء بطيف أوسع ضد الميكروبات مقارنة بأدوية مجموعة بيتا لاكتام ، كما أنه شديد المقاومة تجاه الانزيم المحطم لحلقة بيتا لاكتام . دراسة الحركية الدوائية لهذا الدواء في جسم الانسان أظهرت أن له فترة نصف عمر قصيرة تقارب ساعة واحدة ، وأن كمية الدواء التي تطرح عن طريق الكلى بشكلها الفعال بلغت 6 – 38 ***1642; من الجرعة المعطاة اعتمادا على كمية تلك الجرعة . وهذا راجع الى أن دواء اميبينيم يستقلب بدرجة عالية عن طريق انزيم موجود في خلايا منطقة النبيبات الدانية للكلى ( proximal tubular cells ) يطلق عليه ( dehydropeptidase ) . وللتغلب على سرعة استقلاب الدواء فان العديد من مثبطات هذا الانزيم قد بحثت ودرست الى أن تم الاهتداء أخيرا على مادة سيلاستاتين التي ليس لها فعالية ضد الميكروبات ولا تؤثر على فعالية وفترة نصف العمر للدواء ، وأن وظيفة هذه المادة هي فقط منع تحطيم الدواء عن طريق الانزيم . حيث لوحظ أن تركيز دواء اميبينيم الفعال في البول قد بلغ تقريبا 70 ***1642; ، مما يعطي فرصة أفضل لضمان السيطرة على التهابات المجاري البولية ولبقاء الدواء بشكله الفعال في الدورة الدموية .
4-دواء فلورويوراسيل ودواء سيميتيدين ( fluorouracil – cimitidine ) .
دواء فلورويوراسيل من الأدوية الأكثر استخداما ضد العديد من حالات السرطان وخصوصا سرطان الثدي ، والمعدة ، والقولون . الا أن دراسة حركته الدوائية أظهرت تباينا في توافره الحيوي في أجسام المرضى وحتى في جسم المريض الواحد ، ولقد لوحظ أن هناك عوامل عديدة وراء هذا الانخفاض في توافره الحيوي ، منها : أن الدواء قاعدي التفاعل قيمة ثابت تأينه ( pKa ) هي 8.1 وبالتالي يميل الى حالة التأين في درجات الحموضة المنخفضة وحتى عند درجة حموضة الاثني عشر الطبيعية . يمكن القول نظريا بأن دواء سيميتيدين يتوقع منه تحسين التوافر الحيوي لدواء فلورويوراسيل من خلال طرق متنوعة منها : تثبيط افراز حمض المعدة وبالتالي رفع قيمة درجة الحموضة مما يقلل من تأين دواء فلورويوراسيل وزيادة امتصاصه ، اضافة الى أن دواء سيميتيدين يثبط انزيمات الكبد وخصوصا تلك المسؤولة عن أكسدة الدواء وايضا يقلل من تدفق الدم الى الكبد ، كل ذلك يؤدي الى زيادة التوافر الحيوي لدواء فلورويوراسيل . لكن التجارب العملية بينت أهمية دواء سيميتيدين في تأخير الاستقلاب الدوائي وتقليل تدفق الدم للكبد في تحسين التوافر الحيوي لدواء فلورويوراسيل .
1- مثبطات الأنزيم المسؤول عن تخريب مضادات بيتا لاكتام الحيوية ( beta – lactamase inhibitors ) .
إن أحد أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تأتي من خلال إنتاجها انزيما له القدرة على تحطيم المضادات الحيوية ، مما يقلل من فعالية الدواء ، الأمر الذي يتطلب معه زيادة الجرعة الدوائية وربما زيادة عدد أخذ الجرعات أيضا . لقد وجد أن هناك بعض المركبات الكيميائية لها القدرة على الارتباط بالانزيم الذي يحطم مضادات بيتا لاكتام الحيوية مما يمنع تحطمها بذلك الانزيم ، وهذا المركب هو حمض كلافيولانيك ( clavulanic acid ) والذي تنتجه ( streptomyces clavuligerus ) . شديد الارتباط بالانزيم المحطّم لمضادات بيتا – لاكتام الحيوية الذي تفرزه العديد من الميكروبات موجبة وسالبة غرام ، يمكن إعطاءه عن طريق الفم مع دواء أموكسيسيلين ( amoxycillin ) أو عن طريق الحقن مع دواء تيكارسيلسن ( ticarcillin ) . َسلباكتام (sulbactam ) مادة كيميائية أخرى تشابه مادة حمض كلافيولانيك في الصيغة البنائية وتثبط الانزيم المحطّم لمضادات بيتا – لاكتام الحيوية يعطى عن طريق الفم أو الحقن العضلي والوريدي مع مضادات بيتا – لاكتام الحيوية ، لكن الجرعات يجب أن تحسب بعناية لدى المرضى الذين لديهم قصور في وظائف الكلى .
الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية ,ط1 2022
الدواء والجنين- 1
الأدوية
ويطلق على الأشياء التي تسبب هذه التشوهات بالمواد المشوهة (
وكما أن الباحثين لديهم قناعة بأن ظهور التشوهات قد يظهر بعد فوات الأوان ( كما في دواء الثالدومايد ( thalidomide ) ، فانه من الصعوبة بمكان دراسة قدرة المواد في تسببها على التشوهات الخلقية على الانسان بسبب وجود القوانين الاخلاقية التي تمنع مثل هذه الدراسات وخصوصا انها قد تشوه الاجنة , ولهذا فانه لا يوجد معلومات عن الجرعات التي يمكن ان تتسبب في حدوث التشوهات ، كما ان المادة التي تبين انها آمنة على حيوانات التجارب ليست بالضرورة ان تكون آمنة لدى الانسان.
يتبع الجزء الثاني ان شاء الله
قتلة الأطفال
هكذا وصفت بعض الصحف والمجلات الغربية الشركات المتعددة الجنسيه المتخصصة في صناعة بدائل حليب الأم ( الحليب المجفف ) ، لأن هذه الشركات التي تروج أغذية الأطفال وخصوصا في البلدان النامية كانت تسهم في سوء تغذية حاد وزيادة ملحوظة في وفيات الأطفال بدل من المساعدة على تغذيتهم. ففي الدراسات المسحية التي أجريت في هذا المجال تبين أن أطفال المناطق الريفية المنتمية الى مناطق البلدان النامية والذين تغذوا على الرضاعة الصناعية ماتوا بأعداد كبيرة تفوق عدد وفيات الأطفال الذين تغذوا على لبن الأم ( الرضاعة الطبيعية) ، وبات من المؤكد بأن الرضاعة الصناعية تعد خطرا على حياة أطفال البلدان النامية ، للأسباب التالية :
1- لأن معظم العائلات لا تستطيع شراء الكمية الضرورية من الحليب المجفف ، فحسب التقديرات ، قد تصل قيمة شراء الغذاء المجفف لطفل واحد من 50 الى 80 % من دخل الفرد اعتمادا على الوضع الاقتصادي لمثل هذه الدول الفقيرة، وقد لا تتضمن هذه النسب من التكاليف الزجاجات وأدوات اعداد الطعام والتبريد والتعقيم ….الخ، فكيف يمكن لأسرة أن تكرس أكثر من نصف دخلها للغذاء لأصغر فرد غير منتج ؟ ببساطة لا تستطيع.
فما هو الحل ؟ الحل بسيط ، هو اللجوء الى تخفيف الرضعة من الحليب الصناعي ، والتقارير عن ذلك شائعة ، فهناك عائلات تجعل من علبة الحليب التي مدتها خمسة أيام ، تمتد الى أسابيع ، وكان الأطفال يتناولون كمية كبيرة من الماء قليلة المواد الضرورية ، اذ لم يكن يوجد من النقود ما يكفي لشراء العلب الكافية .
2- تتطلب الرضاعة الصناعية ماء نقيا وظروف اعداد صحية لا توجد غالبا بالنسبة للطبقات المتوسطة في بلدان العالم النامية، والغريب أن الكتب الارشادية لشركات الحليب الصناعي ترشد الامهات الى طرق الوقاية والتعقيم باستخدام طناجر كهربائية لامعة في مناطق يتطلب المضي بعيدا قبل أن تجد طنجرة تعمل على الكهرباء ، ولذلك تلجأ الأم الى استخدام طنجرة الطبخ الوحيدة لديهم لتعقيم أدوات الرضاعة الزجاجية ، ناهيك عن التعرض البكتيري الذي يصنع حلقة شريرة قاتلة للطفل .
3- لقد ثبت بشكل قاطع بأن حليب الثديات يمثل التخصص النوعي ، فمثلا حليب الانسان لا يناسب الا رضيع الانسان، وحليب البقر لا يناسب الا رضيع البقر ، وأن كل حليب يتناسب كما ونوعا رضيع ذلك الجنس ، اعتمادا على نمو الكائن الحي ، فمعدل نمو رضيع البقر يختلف عن معدل نمو رضيع الانسان وهذا يعني اختلافا واضحا في نوع وكمية محتويات الحليب بما يناسب هذا المعدل في النمو وقدرة أعضاء الجسم المختلفة في التعامل مع الحليب ومكوناته التي تتغير كما ونوعا مع متطلبات نمو ذلك الكائن الحي.
والذي يدل على خطأ فكرة الحليب المجفف وأنه خطر يهدد الطفل ويمنعه من حق من أهم حقوقه وهو الرضاعة الطبيعية، ما يلي :
– أكد القرآن الكريم على هذا الحق لمدة سنتين ، وان كان هناك خلافا بين الزوجين يمنع الأم من ارضاع طفلها ، فالحل هو اللجوء الى مرضعة أخرى ، وليس الى حليب البقر.
– تأكيدات منظمة الصحة العالمية في احتفالاتها بيوم الرضاعة الطبيعية بالعودة اليها ، وتشجيع الامهات على الرضاعة الطبيعية وبيان أهمية الأيام الأولى من الرضاعهة الطبيعية لأحتوائها على الجرعات المناعية التي تقي الطفل من الالتهابات البكتيرية والفيروسية ، وأن هذه المكونات المناعية لا توجد أبدا في الحليب المجفف، اضافة الى فوائد الرضاعة الطبيعية الأخرى المهمة التي تعود على الطفل والأم والأب وحتى على الطبيعية ، لأنها صديقة البيئة.
– ظهور العديد من المؤسسات والجمعيات البارزة التي تشجع على الرضاعة الطبيعية.
– تأكيدات المجلات العلمية وكشف سوء التغذية الصناعية .
ولكن هذه الشركات تحاول وبكل قوة الدفع باتجاه الرضاعة الصناعية ، من خلال ما يلي:
1 – زعزعة الثقة ووضع الشكوك في ذهن الأم حول قدرتها على الارضاع ، فمجرد ذكر عبارة ( الأمهات اللائي ليس لديهن حليب ) أو ( الحليب قليل الجودة ) أو للمساعدة بجانب الرضاعة الطبيعية، كل هذه العبارات الدعائية قد تضع شكوكا لدى الأم حول قدرتها على الارضاع.
2 – تشدد هذه الشركات على أن منتجاتها لازمة للمرأة التي تعمل.
3 – الادعاء بأن نشاطات الترويج موجه الى الأغنياء ولا تصل الى الفقراء الا بشكل عارض.
4 – استغلال موظفوا الطاقم الطبي في الترويج للحليب المجفف ، فالدراسات أكدت بأن هذه الشركات لها مروجين من الطاقم الطبي الذين يعملون في المستشفيات وخصوصا الممرضات والقابلات .
5 – تقديم العينات المجانية للأمهات والمراكز الصحية.
6 – الاعلانات والدعايات في وسائل الاعلام المختلفة.
وأخيرا يبدو أن شركات الحليب المجفف لم تكن راضية ولن ترضى عن الطبيعة ( الرضاعة الطبيعية ) التي لا تترك مجالا للاستغلال التجاري.
الصيدلاني راتب الحنيطي
4) امتصاص الأدوية عن طريق المستقيم "Rectal Absorption "
اعطاء الأدوية عن طريق الشرج له أهمية علاجية عالية لأولئك المرضى الذين لديهم عوامل تمنعهم من أخذ الدواء عن طريق الفم أو الحقن. وأن هذه الأهمية العلاجية الناتجة عن امتصاص الدواء عن طريق المستقيم تزداد بمعرفتنا عن مسار الدم الوريدي العائد من منطقة االمستقيم ( ومنطقة الجهاز الهضمي الأخيرة ) الى القلب، حيث أن الأوردة المستقيمة الوسطى ( Middle Rectal Veins ) والأوردة المستقيمة السفلى (Inferior Rectal Veins ) والتي ترجع الدم من منطقة أسفل المستقيم والشرج على التوالي الى الدورة الدموية الجهازية (Systemic Circulation ) من خلال الوريد الأجوف الأسفل (Inferior Vena Cava ) بينما الوريد المستقيم العلوي (Superior Rectal Vein )يرجع الدم من الأجزاء العلوية للمستقيم ويصب في الوريد البوابي (Portal Vein ) خلال الوريد المساريقي السفلي (Inferior Mesenteric Vein ). فاذا كان الدواء المعطى عن طريق الشرج في المنطقة العلوية للمستقيم، فان الدواء يتعرض لتأثير الكبد الاستقلابي الأولي (First-Pass Effect) لأن الدم البوابي (Portal Blood ) يدخل الكبد، بينما الأدوية التي سوف تكون في أسفل المستقيم سوف تنجو من التأثير الاستقلابي في الكبد .
وهذه يمكن أن تكون لها فائدة، وهي أن بعض الأدوية مثل الليدوكين (Lignocaine )Lidocaine والبربرانولول ( Propranolol ) من الأدوية التي يحصل لها استقلاب عال بمجرد مرورها على الكبد بعد اعطائها عن طريق الفم، فلقد بينت الدراسات بأن تركيز الليدوكين في البلازما كان عالياً عند اعطائه عن طريق الشرج مقارنة بتركيزه في حالة اعطائه عن طريق الفم . (4)
ان العوامل التي تؤثر على امتصاص الأدوية عن طريق المستقيم هي نفسها التي تؤثر على امتصاص الدواء في حالة اعطائه فموياً . وبشكل عام فان امتصاص الأدوية التي تكون على شكل محاليل مائية أو كحولية أسرع منه في التحاميل (Suppositories) والأدوية التي لها ثابت التأين ( Pka ) ما بين
( 7-8 ) مثل مجموعة الباربتيورات ( Barbiturates ) ومجموعة البنزوديازبين (Bensodiasepines ) تمثل الأدوية المثالية لاعطائها عن طريق الشرج لأنها تكون بشكلها غير المتأين ( Un- Ionised Form ) ويكون اختراقها سهل لأغشية الخلية ، وأن اعطاء الأدوية مثل الثيوبنتون (Thiopentone ) والديازبام ( Diazepam ) يمكن أن تكون فعالة اذا كان هناك حاجة للتخدير السريع مقارنة باعطاء هذه الأدوية عن طريق الوريد وذلك لصعوبة الدخول في الأوردة عند الأطفال حديثي الولادة . وأوضحت الدراسات بأن اعطاء جرعة شرجية من محلول الديازبام بجرعة قدرها 0.25 ملغم / كغم الى 0.5 ملغم / كغم للأطفال تتراوح أعمارهم من أسبوعين الى أحدى عشر عاماً . كان تركيز بلازما الدم من الديازبام متقارباً من تركيزه في البلازما عند اعطائه بالحقن الوريدي . وأن اعلى تركيز للدواء في البلازما وصل بعد 6 دقائق من اعطاء وأن تركيز الدواء في البلازما والتي لها القدرة على تثبيط الاختلاجات كانت كافية وفعالة لفترة تتراوح ما بين ساعة الى ثلاث ساعات في معظم الأطفال الذين أجريت عليهم الدراسة . (4) في دراسة أخرى مشابهة أجريت على 36 طفلاً أعطوا الثيوبنتون بشكل معلق (Thiopentone Suspension ) عن طريق الشرج، حصلوا على تهدئة ونعاس بشكل سريع وفعال لغرض عمل صورة طبقية للدماغ ( C.T.Scanning ) . (4)
من هنا نرى أن اعطاء الدواء عن طريق الشرج لأدوية مختارة يشكل نقطة واعدة مهمة . على أنه لا يمكن اعتبار استعمال هذه الطريقة من اعطاء الأدوية روتيني في الأطفال حديثي الولادة ( Neonates ) حتى تثبت الدراسات مدى صلاحية هذه الطريقة في هذا العمر .
المصدر : الحنيطي،راتب: كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية – ط1 1997
التداخلات الدوائية – 11
تداخلات النباتات الطبية مع الأدوية Medicinal plants – drug interactions ))
يعرف النبات الطبي على أنه النبات الذي يحتوي في عضو أو أكثر من أعضائه المختلفة أو تحوراتها على مادة كيميائية واحدة أو أكثر بتركيز منخفض أو مرتفع ولها القدرة الفسيولوجية على معالجة مرض معين أو على الأقل تقلل من أعراض الإصابة بهذا المرض إذا ما أعطيت للمريض إما في صورتها النقية بعد استخلاصها من المادة النباتية أو إذا ما تم استخدامها وهي ما زالت على سيرتها الأولى في صورة عشب نباتي طازج أو مجفف أو مستخلص جزئيا .
والنباتات الطبية تم استخدامها منذ القدم لأن الإنسان خلق ليجد نفسه بين النباتات ، فوجد فيها غذاؤه وكساؤه . لكن مع تقدم العلوم الصيدلانية وخصوصا علم العقاقير الذي من خلاله بلغ علماء العقاقير قدرا كبيرا من العلم في مجال تصنيع الأدوية كيميائيا ، حيث حلت هذه الأدوية محل التداوي بالنباتات الطبية . إلا أن الرجوع إلى الطبيعة يراود الإنسان بين الفينة والأخرى فيعود لاستخدام النباتات الطبية ، وفي الوقت الحاضر ، أخذت المداواة بالأعشاب والإقبال عليها حيزا كبيرا وخصوصا بعد أن أدرجت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية الأعشاب الطبية تحت قائمة المكملات الغذائية عام 1990 ، دلت الدراسات التي أجريت في الولايات الأمريكية على موضوع استخدام هذه الأعشاب ، بأن المبيعات السنوية بلغت ما بين 2 – 3 بليون دولار أمريكي ، وفي عام 1997 أجريت دراسات مسحية قدرت عدد المستخدمين للأعشاب الطبية في أمريكا الى ما يقارب 60 مليون شخص ، وأن ربع هذا العدد ( 15 مليون شخص ) كانوا يستخدمون المستحضرات العشبية والفيتامينات مع أدوية كانت موصوفة لهم من قبل الأطباء ، ونتيجة لذلك فان الكثير منهم عرضة لأخطار التداخلات . ومن الأشياء التي تزيد الأمر سوء هو أن حوالي 47 – 72 % من المرضى لا يعيرون اهتماما بذكر الأعشاب الطبية ومستحضرات الفيتامينات عند الأطباء ولا عند الصيدلاني الذي يقوم بصرف الوصفة الطبية .
ولسوء الحظ فان الأوراق العلمية التي تتحدث عن التداخلات بين الأدوية والنباتات الطبية تكاد تكون معدومة ، وقد يكون السبب في ذلك هو عدم القدرة على التعرف وتحديد آلية التداخل ، ذلك أن النبات الطبي يحتوي على عدد كبير من المواد الكيميائية الأمر الذي يصعب معه تحديد المادة التي أحدثت التداخل . ولهذا فان أمام الطاقم الطبي وخصوصا الذين لهم علاقة مباشرة مع المريض مثل الأطباء والصيادلة مسؤولية الحد من خطر التداخلات التي قد تتسبب في إيذاء المريض وخصوصا إذا كان المريض يأخذ أدوية ذات دليل علاجي ضيق مثل ثيوفلين و فينايتون ودواء ديجوكسين .
معظم التداخلات الدوائية مع الأعشاب الطبية هي نظرية وقد تكون متوقعة الحدوث بناء على أسس علمية وليست مبنية على أسس تجريبية ( الا في حالات محدودة جدا ) .
ومن الأمثلة على ذلك ما يلي :
1- نبات الجنسنينغ وأسمه العلمي هو ( Panax Ginseng ) ، ويسمى العشبة السحرية ، وهو نبات منتشر في شرق قارة آسيا وبعض أنحاء كوريا ، وله أنواع عديدة وأن النوع الجيد منه إذا تعرض للبخار قبل أن يجف صار لونه أحمر . والنبات ينبت في الأمكنة المظلمة والرطبة بعيدا عن أشعة الشمس ، والجزء المستخدم هي الجذور . استخدام نبات الجنسنغ يؤدي إلى تثبيط استقلاب دواء هكساباربيتال ( hexabarbital ) ، ويؤدي الى زيادة طرح بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب1 ، وفيتامين ب2 ، وفتيتامين ج . وتوقعات بحدوث تداخلات دوائية مع الأدوية الخافضة لسكر الدم ، وأدوية القلب .
2- الثوم : الاسم العلمي هو ( allium sativum ) ينتمي إلى الفصيلة النرجسية ( amarylliaceae ) يمكن أن يزيد من فعالية أدوية مانعة تخثر الدم ( anticoagulants ) والأدوية المانعة لتجمع الصفائح الدموية
3- العرقسوس : الاسم العلمي هو ( glycyrrhiza glabra ) ، يعتبر العرقسوس مشروبا شعبيا في معظم بلدان الشرق الأوسط وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ، وكثير من البلدان ذات المناخ القاري ( الحار الجاف صيفا ) لتقليل الإحساس بالعطش . يحتوي العرقسوس على مركبات عديدة ، منها : جلايكوزايد الجليسرهيزين (glycyrrhizin glycoside) وهو المسؤول عن المذاق الحلو ، والذي يعتبر أحلى من السكر خمسين مرة . وجلايكوزايد السابونين ( saponin glycoside ) المسؤول عن تكوين الرغوة ، والمركبات السابونية تؤدي الى تحلل كريات الدم الحمراء ، ولذلك فان حقن ( 1 سم3 ) من عرق السوس في الدم تؤدي إلى الوفاة بعكس شربه . كما يحتوي العرقسوس على مادة كاربينوكسولون ( carbenoxolone ) التي تعمل على حبس عنصر الصوديوم والماء في الجسم محدثة ارتفاعا في ضغط الدم . لا ينصح شرب العرقسوس اذا كان الشخص يشكو من ارتفاع التوتر الشرياني بسبب حدوث تداخل دوائي ما بين العرقسوس والأدوية الخافضة لارتفاع التوتر الشرياني .
4- جنكو بيلوبا ( Ginkgo biloba ) : من الأشجارالمتعارف عليها منذ القدم ( مذكرة ومؤنثة ) ، وتعود الى حوالي 250 مليون سنة ، قد يصل ارتفاعها الى 30 – 40 متر وانتشار مقداره 8 م وقد يصل قطر الجذع الى 3 – 4 م ، والشجرة مستقيمة الجذع عمودية وتشكل أغصانها في فصل الربيع . وأوراقها فريدة ومثيرة للاهتمام مروحية الشكل ( fan – shaped ) ، جلدية الملمس وناعمة ، والورقة مقسومة بشق واضح من الوسط يشق الورقة الى نصفين ، ومن هنا جاء اسم النبتة ( Biloba ) وتعني ( two lobes ) . وقد تم تحديد مستخلص هذه الأوراق ووجد بأنها تحوي على مواد فعالة تنتمي الى مجموعتين هما : ( ginkgolides ) ومن أهمها هي مادة ginkgolide B ومجموعة Bilobide وقد أمكن أيضا تحديد فعاليتها البيولوجية على أنها مضادة لعمليات الأكسدة وتحفيف نشاط الجذور الحرة المؤذية للجسم ، كما أن مستخلص أوراق النبات يحسن نشاط الدماغ عن طريق منع تجمع الصفائح الدموية ، وبسبب زيادة التروية الدموية فانها تفيد في معالجة مرض الزهايمر عندما يكون في مراحله الأولى وحالات الكآبة المستعصية وحالات طنين الأذن وضعف الانتصاب الجنسي ، بجرعات تتراوح من 120 – 240 ملغم.
ولقد نشر في أوراق علمية محدودة تحدثت عن احتمالية زيادة النزيف الدموي لمرضى يأخذون هذه النبتة مع أدوية تمنع تجمّع الصفائح الدموية كدواء أسبرين ودواء دايبيراديمول ( dipyridamole ) وكذلك مع دواء وارفارين المانع لتخثر الدم .
5- بعض الخضروات مثل القرنبيط ( cauliflower ) والملفوف ( cabbage ) تحتوي مواد لها القدرة على تحفيز نشاط الانزيمات المسؤولة عن عملية الاستقلاب . لقد وجد بأن هذه الخضروات تحتوي على مركبات تنتمي الى مجموعة الاندول ( indoles ) والتي لها تأثير بيولوجي ولها القدرة على التدخل في استقلاب الأدوية ، فدواء باراسيتامول يستقلب بدرجة أعلى بتناول مثل هذه الخضروات ، وكذلك دواء وارفارين، وأن التوافر الحيوي لدواء فيناسيتين ( phenacetin ) يقل بنسبة 50 % مقارنة بتناول طعام خالي من الخضروات التي لا تحتوي على مركبات الاندول .
6- الخضروات والحمضيات التي تحتوي مركبات فلافونويدية ( flavonoids ) ، مثل ليمون الجنة ( الليمون الهندي ) ( grapefruit ) والذي يحتوي على مواد فلافونويدية – نارينجين – تعمل على زيادة كمية بعض الأدوية في الدم عن طريق تقليل استقلاب الأدوية المبكر ( first – pass metabolism ) . فشرب عصير ليمون الجنة مع دواء فيلوديبين ( felodipine ) يرتفع توافره الحيوي بنسبة 206 و 284 % عند مقارنته عندما يؤخذ مع الماء ، وكذا دواء نيفيديبين ( nifedipine ) الذي يرتفع توافره الحيوي الى أكثر من الضعف عند أخذه مع هذا العصير . عصير ليمون الجنة يزيد من التوافر الحيوي للأدوية التالية : ميدازولام ( midazolam ) ، ترايازولام ( triazolam ) ، تيرفينادين ( terfenadine ) ، سيمفاستاتين ( simvastatin ) ، ودواء ميثيل بريدنيزول ( methylprednisolone ) . أشارت الدراسات إلى أن الجرعات القليلة من شراب عصير ليمون الجنة في بادئ الأمر يثبط نشاط أنزيمات الأمعاء ، ولهذا تكون الزيادة في التوافر الحيوي لمثل هذه الأدوية قليلة . بينما الجرعات المتكررة تعمل على تثبيط أنزيمات الكبد المسؤولة عن استقلاب مثل هذه الأدوية ، ولهذا فان زيادة التوافر الحيوي تكون ملحوظة بشكل كبير . وأن الأنزيمات التي يثبطها عصير ليمون الجنة تتبع لنظام أنزيمي متعدد يطلق عليه سايتوكروم ب450 ( cytochrom P 450 ).
6 – عشبة القديس يوحنا ( St.John’s Wort – Hypericum perforatum ) :
تباع هذه النبتة وتوصف بدون وصفة طبية في كثير من البلدان باعتبارها نبتة طبية تقليدية لمعالجة الاكتئاب . وقد أشارت عدة أوراق حديثة عن حدوث تداخلات بين هذه النبتة وبين الأدوية التالية : دواء سيكلوسبورين ( ciclosporin ) , وارفارين ( warfarin ), اندينافير ( indinavir ) , ديجوكسين ( digoxin ) , ثيوفللين ( theophylline ) , وموانع الحمل الفموية . ( oral contraceptives ) وأن آلية التداخل هذه ناتجة في معظمها عن التحفيز الانزيمي لبعض الانزيمات التابعة لنظام سايتوكروم ب450 ( cytochrome P450 ) ، والذي قد يؤدي الى تقليل تركيز الأدوية التي تستقلب عن طريق هذه الانزيمات وبالتالي تقليل فعاليتها ، وأن وقف أخذ هذه النبتة يمكن أيضا أن يزيد من تركيز الأدوية والوصول الى تراكيز عالية قد ينتج عنها ظهور الآثار السامة .
المصدر : الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية
الدواء والجنين – 2
تصنيف الادوية حسب ادارة الغذاء والدواء الامريكية عند استخدامها أثناء فترة الحمل
المجموعة (
تتميز هذه المجموعة بأمانتها على الجنين ، حيث لم تثبت الدراسات الموثوقة والعديدة أي خطورة على الجنين طيلة مراحل الحمل.
المجموعة ( b ) :
فشلت الدراسات التي أجريت على الحيوانات في ملاحظة اي تاثير على اجنتها ، لكن لا يوجد دراسات كافية ومحكمة على أجنة الانسان.
المجموعة ( c ) :
أظهرت الدراسات تأثيرات جانبية ( سيئة ) على أجنة الحيوانات ، ولا يوجد دراسات كافية ومحكمة على الانسان ، لكن نظرا لغلبة فائدته على خطورته فانه يمكن استخدامه أثتاء الحمل .
المجموعة ( d ) :
هناك مؤشرات ايجابية لخطورته على اجنة الانسان اعتمادا على تأثيرات جانبية تم تسجيلها من الابحاث والدراسات الدوائية ، أو من خلال متابعة الدواء أثناء استخدامه على المرضى بعد اجازته للاستخدام الطبي على الانسان، لكن فائدته تستوجب استخدامه بغض النظر على ما يحمله من اخطار.
المجموعة ( x ):
اشارت الدراسات الى وجود تأثيرات على الاجنة في الحيوان او الانسان ، و/أو هناك مؤشرات ايجابية لخطورته على جنين الانسان اعتمادا على تسجيل تاثيرات جانبية عن طريق الابحاث الدوائية او من خلال استخدامه الطبي، وان خطورته على الجنين تمنع استخدامه للمراة الحامل ، حيث أن عوامل الخطورة أعلى من عوامل النفع في هذه الحالة.
تبين بان كل امراة في المجتمع العام معرضة لخطورة انجاب أطفال مشوهين او لديهم تخلف عقلي بنسبة ( 3 – 5 ) %وان الاعاقة الخلقية هي من اهم اسباب زيادة معدل الوفيات في الولايات المتحدة الامريكية ،ومسؤولة عن اكثر من 20 % من موت الاطفال. وقد قدر ما نسبته (7-10 )% من مجموع الاطفال يحتاجوا الى عناية طبية مركزة لتشخيص أو معالجة عيوب الاطفال عند ولادتهم . وبالرغم من التقدم الملحوظ والواضح في معرفة آلية حدوث العيوب الخلقية ، الا ان ما نسبته 65% من هذه العيوب لا زال بدون معرفة مسبباته.
كان هناك اعتقاد سائد مفاده ان الجنين ينعم بحماية كاملة في رحم امه من الأخطار والعوامل الخارجية ،لكن سرعان ما تبدد وانهار هذا الاعتقاد بعد حدوث كارثة دواء ثاليدومايد في الستينيات من القرن الماضي ، حيث بات من المؤكد والمقبول بأن الجنين يمكن ان يكون عرضة لتأثيرات العوامل الخارجية .
Mechanisms of feeding and weight regulation.
الوزن المعتدل والمقبول للجسم ناتج عن حصول توازن بين الطاقة المكتسبة (تناول الغذاء)والمهدورة (سعرات حرارية ناتجة عن حرق الغذاء)، وان هذا التوازن يحكمه وينظمه عدة عوامل معقدة ، مسؤول عنها الجهاز العصبي . وان أي اختلال في هذا التوازن يمكن أن يؤدي بالجسم إلى اعتلالات استقلابية تؤدي به إلى الضعف العام الناتج عن قلة التغذية (cachexia) ، أو إلى زيادة غير طبيعية في وزن الجسم ((obesity . عملية البدء في التغذية وأنتهاؤها واقعة تحت تأثير اشارات عصبية تتجمع في منطقة تحت المهاد (hypothalamus) ،وأن تجارب الاثارة الكهربائية أو تخريب منطقة تحت المهاد أو بعضا منها ، دلت على وجود ما يسمى بمركز الشبع ( satiety center) ومركز التغذية (feeding center) . كما لوحظ أيضا أن الإكثار من تناول الطعام (hyperphagia) يمكن عمله إما بتخريب مركز الشبع أو إثارة مركز التغذية ، وأن التقليل من تناول الطعام (hypophagia) ممكن ملاحظته على الكائن الحي وظهور علامات المجاعة – بالرغم من توفر الغذاء – عند تخريب مركز التغذية أو إثارة مركز الشبع .
العديد من التغيرات التي تحصل في سلوكيات التغذية والتي تنبثق من منطقة تحت المهاد تكون عن طريق الجهاز العصبي الذاتي (autonomic nervous system)مما ينتج عنه اختلالات في استجابة الهرمونات البنكرياسية ، وزيادة أو نقص في الاستجابة لعمليات الهدم والبناء . ولهذا فان مركز الشبع يثبط عن طريق الأعصاب الأدرينالية نوع ألفا (***945; -adrenergic nerves) ، ويثار عن طريق السيروتونين(serotonin) ، وفي المقابل فان مركز التغذية يثبط بواسطة الأعصاب الأدرينالية نوع بيتا (***946; -adrenergic nerves) ، ويثار بواسطة مادة الدوبامين (dopamine) .
ولقد لوحظ بان إثارة مستقبلات المسكنات المركزية الموجودة أصلا في جسم الإنسان والتي يطلق عليها الأندورفيينات (endorphines) ، تعمل على زيادة الشهية تجاه الطعام ، وأن مثل هذه المستقبلات لوحظ وجودها في نهاية الأعصاب التي تطلق مادة الدوبامين ، وهذا يفسر لنا تأثير المواد المخدرة مثل المورفين ومشتقاته على زيادة الشهية تجاه الطعام . يجب الإشارة إلى أن هناك عوامل أخرى تتدخل في سلوكيات التغذية ، منها العوامل النفسية ، والوراثية ، والاجتماعية ، والبيئية ، إضافة إلى تأثير الأدوية مدار البحث.
الأدوية التي تؤثر على شهية الطعام (effects of drugs on appetite)
يمكنللأدوية أن تؤثر على تناول الأغذية من خلال تأثيراتها الجانبية المرافقة لاستخداماتها الطبية ، أو أن يوصف الدواء بشكل مقصود لمعالجة بعض الاضطرابات الغذائية ، كالبدانة ، أو الضعف العام . حيث تعطى الأدوية المثبطة للشهية للمساعدة على تخفيف وزن الجسم الزائد ، وتعطى الأدوية المنبهة للشهية لزيادة تناول المواد الغذائية في حالة الضعف الجسمي .
الأدوية التي تقلل من تناول الطعام (hypophagic drugs)
الأدوية التي تقلل من تناول الطعام يمكن تقسيمها الى مجموعتين رئيسيتين :
1- الأدوية التي لها فعل مباشر في التقليل من تناول الغذاء ، وعادة توصف بشكل رئيسي لهذا الغرض من أجل المساعدة على تخفيف الوزن الزائد لجسم الإنسان (البدانة) .
2–الأدوية التي تقلل من تناول الغذاء بطريقة غير مباشرة ، من خلال تأثيراتها الجانبية المرافقة لاستخداماتها الطبية .
1-الأدوية التي لها فعل مباشر في التقليل من تناول الغذاء .
أ – دواء أمفيتامين والأدوية الشبيهة . (amphetamine and related drugs)
في عام 1937 ، لوحظ أن المرضى الذين يتناولون دواء أمفيتامين تأخذ أوزانهم بالتناقص ، وأن التجارب التي أجريت على الحيوانات أظهرت اصابتها بعلامات المجاعة عند اعطائها الدواء رغم وجود الطعام . ومنذ ذلك الوقت ظهرت العديد من الأدوية الشبية بدواء أمفيتامين ، والتي تساهم في التخلص من البدانة، مثل دواء فنفلورامين (fenfluramine) ، وفنمترازين (phenmetrazine) ، و داي ايثيل بروبيون (diethylpropion) ، وبنزفيتامين (benzphetamine) ، وغيرها .
والأدوية الكابحة للشهية (anorexiant) تعمل على تقليل الطاقة الداخلة للجسم ، وتقلل من استهلاك الطعام عن طريق تدخلها بالأنظمة المركزية في الدماغ والمسؤولة عن تنظيم الشهية ، وأن الالية التي تعمل بها هذه الأدوية تأتي من خلال مناطق متعددة في منطقة تحت المهاد ، فدواء داي ايثيل بروبيون ودواء فنتيرمين (phentermine) ، يعملان بشكل أساسي على الأعصاب الأدرينالية ، كما هو حال دواء أمفيتامين . في حين أن أدوية أخرى تؤثر على الأعصاب الأدرينالية والدوبامينية (adrenergic and dopaminergic pathways) ، مثل دواء مازندول (mazindol) – والذي يختلف عن أدوية مجموعة أمفيتامين بشكله الكيميائي- ، وهناك أدوية تؤثر على نواقل عصبية أخرى كتأثير دواء فنفلورامين على مادة السيروتونين . وبغض النظر عن آلية التأثير فان المحصلة النهائية هو إثارة مركز الشبع (satiety center) .إلا أن التعود على مجموعة أدوية أمفيتامين يعتبر من أهم الآثار الجانبية التي تحد من استخدامها لفترة طويلة ، اضافة الى زيادة قدرة الجسم على تحملها التي تتولد بشكل بطيء ثم تصبح متميزة . وإذا كان استخدام مثل هذه الأدوية ضروريا ، فينصح بانتقاء الأدوية الحديثة ذات القدرة الأقل على تنشيط الجهاز العصبي . ومع ذلك فان استخدامها لا ينصح به بسبب ما تسببه من تعود واضطرابات نفسية مختلفة . من الأدوية الحديثة التي ظهرت والتي لاتباع إلا عن طريق وصفة طبية ، هو دواء سيبيوترامين (sibutramine) ، وكذلك دواء أورليستات (orlistat) الذي يمنع امتصاص ما نسبته 30% من الدهون المستهلكة عن طريق الجهاز الهضمي .
2- الأدوية التي لها فعل غير مباشر في التقليل من تناول الغذاء .
العديد من الآثار الجانبية – غير المرغوبة – التي ترافق الاستخدامات الطبية تتسبب في العزوف عن تناول الطعام ، وأن الأدوية التي لها مثل هذه الآثار الجانبية يمكن تقسيمها الى :
أ. أدوية آثارها الجانبية تؤذي الجهاز الهضمي مسببة التخريش ، والغثيان ، والقيء ، وتتدخل في حدة حواس الشم والتذوق .
فمن المعلوم أن الأدوية المقاومة للسرطان تكون مصحوبة عادة بالغثيان والتقيؤ ، مما ينتج عنه عدم الرغبة في تناول الغذاء . وهذا بالطبع يعتمد على عدة عوامل ، منها نوع الدواء المعطى ، وطرق إعطائه ، ومدى تكراره ، وعلى المريض نفسه . حتى أن بعض المرضى يتولد لديهم الإحساس برفض الأغذية (food aversion) ، أو عدم تناولها في الأوقات التي تعطى لهم الأدوية ، بسبب خوفهم من الغثيان والتقيؤ .
الإشعاعات العلاجية التي تعطى لمعالجة سرطانات اللسان واللوزتين ومنطقة الأنف والمريء ، تقلل من حدة التذوق لتأثيرها السلبي على الغدد اللعابية ومناطق التذوق . ومن الأدوية المقاومة للسرطان والتي تذهب حدة التذوق (loss of taste acuity) هو دواء diamminedichloroplatinum .(cis- platin) ) .
دواء (D-penicillamine) ، وهذا الدواء يستخدم للتخلص من بعض العناصر الثقيلة من الجسم في حالة التسمم بها ، أو زيادة تركيزها ، مثل عنصر النحاس (كما هو الحال في مرض ويلسون (wilson’s dieease) )، وعنصر الرصاص ، والزئبق . كما أن هذا الدواء مفيد في معالجة الروماتيزم – التهاب المفاصل الرثوي –(rhumatoid arthritis) ، ولقد لوحظ بان هذا الدواء يحدث فقدانا في الشهية عن طريق تقليل حدة حاسة التذوق اذا أستخدم لفترة طويلة .
ب. الأدوية التي تقلل من مستوى عنصر الزنك في جسم الانسان .
نقص تركيز عنصر الزنك في جسم الانسان يقلل من حدة تذوق الطعام ، وهناك العديد من الأدوية التي تعمل على إنقاص مستوى الزنك ، مثل (D – penicillamine) ، ودواء ( hydrochlorthiazide) الذي يستخدم كمدر للبول ، و (cortecosteroids) ، و (glucocorticoids) ، وغيرها .كذلك يقل مستوى الزنك أثناء فترة الحمل ، ويمكن حدوث النقص في تركيز الزنك ، في حالة الاعتماد على الأغذية قليلة المحتوى من هذا العنصر ، وكذلك الاعتماد على الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من مادة حمض انوسيتول الفسفوري (inositol phosphoric acid) والذي يطلق عليه (phytic acid) ، والموجود بكثرة في بذور مختلف النباتات مثل القمح، حيث يتحد هذا الحمض في الجهاز الهضمي مع الزنك مكونا مركبا معقدا غير قابل للامتصاص عن طريق الأمعاء ، وتزداد قلة الامتصاص هذه إذا كان عنصر الكالسيوم متوفرا بكثرة في الطعام المرافق لهذا الحمض . ولهذا فان الأشخاص الذين يعتمدون على خبز القمح (وخصوصا مناطق الشرق الأوسط) يصابون بأعراض نقص الزنك ، مما يستدعي إعطاء زنك إضافي لهم على شكل كبريتان الزنك .
ج . الكحول .
يقلل من الشهية تجاه الطعام بسبب ما يحدثه من اختلالات استقلابية تؤذي الجسم ، مثل تشمع الكبد .
د . التدخين .
وذلك لاحتوائه على مادة النيكوتين التي تثبط الشهية تجاه الطعام ، لذلك تزداد شهية الطعام عند الذين يقلعون عن التدخين.
قد توصف بعض الأدوية بقصد الإقبال على تناول الطعام ، للأشخاص الذين يشكون من الوهن والضعف الجسمي ، سواء كانوا أطفالا أو كبارا . وقد تكون زيادة الإقبال هذه بشكل غير مقصود ، وذلك من خلال الآثار الجانبية للأدوية عندما تستخدم لأغراض طبية أخرى . ومن هذه الأدوية :
Ý. مضادات الهستامين (antihistamines) .
يعتبر دواء سيبروهبتادين (cyproheptadine) الأكثر استخداما في هذه المجموعة لتحسين الشهية تجاه الطعام ، ويحدث زيادة واضحة في وزن الجسم ، سواء في الصغار أو الكبار . ومبدأ عمله هو معاكسة مادة سيروتونين في منطقة تحت المهاد ، ويتميز هذا الدواء بدرجة عالية من الأمان بالنسبة للصغار والكبار ، إلا انه يسبب الدوار (drowsiness) كأثر جانبي رئيسي له . ومن أدوية هذه المجموعة المستخدمة لهذا الغرض هو دواء بيزوتيفن (pizotifen) .
ȝ. الأدوية النفسية (psychotropic drugs) .
لوحظ بأن المرضى المصابون باختلالات نفسية تتحسن شهيتهم للطعام عند أخذهم بعضا من الأدوية النفسية ، ويصبحوا أكثر بدانة ، الأمر الذي قد يشكل عائقا في التحكم بجرعات الأدوية التي تحكم سلوكياتهم وأمراضهم العقلية . حيث وجد مثلا أن هناك مستقبلات موجودة في الدماغ ترتبط بالأدوية التي تنتمي إلى مجموعة بنزوديازبين (benzodiazepines) ، مما ينتج عنه معاكسة مادة سيروتونين ، وبالتالي زيادة الشهية .كما لوحظ بأن المرضى الذين يتناولون أنواعا من الأدوية التي تنتمي الى مجموعة الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات (tricyclic antidepressants) ، يتولد لديهم إحساس برغبة قوية للاستزادة من المأكولات حلوة المذاق ، الأمر الذي يؤدي إلى استهلاك مواد غذائية إضافة إلى غذائهم الطبيعي . ومثل هذا الاحساس يظهر في الأشخاص الذين يستخدمون مدرات البول ، حيث نجدهم يكثرون من استخدام الملح في طعامهم ، لأن مثل هذه الأدوية تعمل على طرح عنصر الصوديوم من أجسامهم .
ج. المركبات الستروئيدية البنائية (anabolic steroids) ، والمركبات الكظرية السكرية (glucocorticoids) .
حيث تعمل هذه المركبات على تحفيز الشهية تجاه الطعام . زيادة الوزن المترافقة مع أخذ حبوب منع الحمل الفموية (oral contraceptives) ، يمكن أن تكون ناتجة عن تقليل مادة سيروتونين بفعل المركبات الاستروجينية التي تحد من تحويل الحمض الأميني تربتوفان (tryptophane) الى سيروتونين .
د. المسكنات المركزية.
لقد لوحظ بأن تنبيه المستقبلات التي ترتبط بالأدوية المخدرة والموجودة في الدماغ ، تبعث على زيادة تناول الطعام عن طريق اطلاق مادة الدوبامين ، ولهذا فان اعطاء المورفين ومشتقاته يزيد من شهية الطعام .
المراجع
الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية . الطبعة الأولى 2022م
الصيدلاني راتب الحنيطي
*** بارك الله فيك ***
الاخ المدريدي علاء الدين المحترم
تحية المحبة والتقدير
وبارك الله فيكم متابعة مقالي راجيا ان اكون قد قدمت شيئا من النفع والفائدة
تابع توزيع الجسم للدواء
2) التطور في حجم السوائل عند الأطفال
Developmintal Aspects of Fluid Compartment Sizes
ان الاختلاف في حجم السوائل عند الأطفال يؤثر على حجم توزيع الأدوية لديهم، وهذا الاختلاف يعتمد على الفترات العمرية المختلفة التي يمر بها الطفل وعلى كمية الدهن في الجسم، حيث لوحظ بان حجم السوائل في الجسم يتناسب تناسباً عكسياً مع كمية الدهون، لأن المحتوى المائي في الدهون قليل، حيث نرى أن هناك نقصاً في حجم الماء كلما تقدم الطفل في عمرة بينما نجد زيادة في كمية الدهن مع تقدم العمر. لذلك نجد أن محتوى الماء الكلي في جسم الجنين يشكل تقريباً 92% من وزن جسمه (25% من حجم الماء موجود خارج الخلايا ( Extracellular Fluid Volume ) و65% من الماء يشكل حجم السائل داخل الخلايا (Intracellular Fluid Volume)، وأن محتوى جسمه من الدهون أقل من 1% ) .
ينزل مجموع حجم المائي للجسم عند الولادة الى ما يقارب 75% ، وكمية الدهون تزداد الى ما يقارب 15%، وعلى عمر 6 شهور فان الحجم المائي الكلي للجسم يعادل 60%، وكمية الدهون تعادل 30% من حجم الجسم، وعند البلوغ تتساوى هذه القيمة بتلك الموجودة عند الكبار ( 50-60% الحجم الكلي للسوائل من وزن الجسم ) .
لذلك نجد أننا نحتاج الى جرعة عالية ( اعتماداً على وزن الجسم ) عند الأطفال حديثي الولادة من الأدوية الذوابة في الماء وغير مرتبطة بالأنسجة مثل (Sulphonamides, Penicillin, Amoxycillin ) لتحقيق نفس التركيز المطلوب في البلازما، ومن جهة أخرى فاننا نحتاج الى جرعات أقل من الأدوية الذوابة في الدهون لاعطائها للأطفال حديثي الولادة مقارنة بالأطفال والكبار، ذلك أن تراكم هذه الأدوية يحصل في الأطفال حديثي الولادة والأطفال غير مكتملي النمو بسبب قلة المحتوى الدهني لديهم (1% أو أقل ) .
ولهذا فان تحديد الجرعات الدوائية للصغار لاتعتبر عملية سهلة مقارنة بالكبار، لأن الأطفال لايمكن أن ننظر اليهم كصورة مصغرة للكبار، فالدلائل تشير الى أن الأطفال بامكانهم أن يعطوا ويتحملوا جرعات دوائية ( مبنية على mg/kg أي وزن الدواء الى وزن الجسم ) أعلى من الكبار لكثير من الأدوية، فعلى سبيل المثال فان الجرعات الاعتيادية للديجوكسين ( Digoxin ) هي :- (2)
أ – 15-20مايكروغرام/كغم في اليوم، للأطفال من عمر 4 أسابيع الى السنتين.
ب- 10-15مايكروغرام/كغم في اليوم، للأطفال من عمر سنتين الى 12 سنة .
جـ- 4-5 مايكروغرام/كغم في اليوم، للكبار .
هذه الجرعات المختلفة تعطي تركيزاً في البلازما ما يقارب ( 1-1.5 نانوغرام/مل بلازما ) عندما تعطى لمرضى معينين تتفق مع أعمارهم .
الحنيطي , راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية ط1 – 1997
التداخلات الدوائية- 12
بقي أن نشير الى أن هناك مجموعة من الإرشادات التي نضعها أمام زملائنا للحد من حدوث التداخلات ، وهي
1- تحديد عوامل الخطورة لدى المريض : وأهم هذه العوامل هي : العمر ، طبيعة المشاكل الصحية لدى المريض ( أمراض الكلى ، الكبد ، …. ) ، السلوك الغذائي ، التدخين ، شرب الكحول ، وغيرها .
2- معرفة التاريخ الدوائي : ضرورة المعرفة الدقيقة والشاملة لكل من الأدوية التي تصرف للمريض بوصفة طبية والتي لا تصرف بوصفة طبية . ذلك أن كثيرا من المرضى لا يعيرون اهتماما للأدوية التي يأخذونها بدون وصفة طبية ولا يتذكرونها ، وربما تكون هي السبب في حدوث كثير من التداخلات الدوائية .
3- المعرفة الجيدة للأدوية :معرفة خصائص الدواء والفعل الدوائي الرئيسي والثانوي وخصوصا الأدوية الداخلة في المعالجة والأدوية المتوقع وصفها للمريض ، ضرورية للحد من حدوث التداخلات الدوائية . . أيضا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الأدوية البديلة الأقل تسببا في حدوث التداخلات الدوائية .
4- استخدام أقل عدد ممكن من الأدوية في المعالجة .
5- تثقيف المرضى : ويتمثل ذلك في إعطاء الإرشادات الوافية حول الاستخدام الصحيح للأدوية ، وكذلك معلومات عن الأدوية الداخلة في المعالجة . والطلب من المرضى تسجيل أي أثر سلبي أو أثر غير متوقع للدواء .
6- المراقبة الدورية لنظام المعالجة : ليست فقط من أجل تسجيل حدوث التداخلات الدوائية بل أيضا ملاحظة أي أثر سلبي للدواء قد يظهر على المريض ، ووضع الحلول المناسبة لتفاديها أو الحد منها. وأن أي تغير قد يظهر على سلوك المريض يجب أن يفسر على أنه ناتج عن الآثار الجانبية للأدوية مالم يثبت العكس .
7- نظام المعالجة الفردية : من المعروف بأن مدى الاستجابة الدوائية يختلف من شخص إلى آخر . اعتمادا على عدة عوامل أهمها العامل الوراثي . وأن نظاما علاجيا لمريض قد لا يناسب مريضا آخر لنفس الحالة . وعليه فان الأولوية لوضع نظام معالجة للمريض يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حاجة المريض ومدى استجابته السريرية للدواء .
المرجع : الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية
المشرفون المحترمون
أرجو تثبيت العنوان ( التداخلات الدوائية – 12 ) وليس كتاب التداخلات الدوائية -12 ) يعني شطب كلمة كتاب
ولكم جزيل الشكر
الدواء والجنين – 3
وضعت هذه المبادئ من قبل العالم ( Jim Wilson ) في العام 1959م والتي ما زالت تطبق في ايامنا هذه ، تحت عنوان – البيئة وعيوب الولادة – ( Environment and Birth defects) ، وهذه المبادئ تعتبر بمثابة دليل ارشادي لفهم ودراسة المواد المشوهة وتأثيرها على الاعضاء الحية، وهذه المبادئ هي:
1 – تعتمد حدوث التشوهات الخلقية على المحتوى الجيني وعلى الطريقة التي من خلالها تتفاعل مع عوامل البيئة المختلفة.
2 – تتباين التشوهات الخلقية اعتمادا على المراحل المختلفة لنمو الجنين .
3 – تعمل المادة المشوهة بطريقة مضبوطة على الخلايا الحية والانسجة الآخذة بالنمو لتحدث سلسلة من النموات غير الطبيعية .
4 – ان دخول التاثيرات السيئة الى الانسجة الحية الآخذة بالنمو وقدرتها على احداث عيوب خلقية يعتمد على طبيعية المؤثر ، جرعة المادة ودرجة تعرض المرأة الحامل لها ، معدل امتصاص الام للمادة وانتفالها الى الجنين عبر المشيمة والعوامل الجينية لكلا الحامل والجنين .
5 – هناك اربعة اشكال من العيوب الخلقية الناتجة وهي : الموت Death، عيوب او سوء الخلقة Malformation ، تأخر النمو Growth retardation، وعيب في وظائف الاعضاء Functional retardation.
6 – ان ظهور العيوب الخلقية للجنين تزداد كلما زادت الجرعة ابتداء من عدم ظهور العيوب الى الجرعة المسببة لما نسبته 100% قتل الجنين.