التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والطعام – 1

الدواء والطعام – 1


الونشريس

التداخلات الدوائية – الغذائية التي تحدث أثناء عملية الامتصاص .

يعرف الامتصاص بانه العملية التي من خلالها يدخل الدواء أو الغذاء إلى الدم من مكان اعطائه ، وكلمة الامتصاص
(Absorption)مشتقة من اللغة اليونانية ، حيث Ab تعني بعيدا من ، و كلمة Sorbere تعني شفط .
ومعدل الامتصاص ومداه تحددان ما يسمى بالتوافر الحيوي (Bioavailability) لكل من الدواء والمواد الغذائية . وأن الغذاء قد يؤثر على التوافر الحيوي للدواء زيادة أو نقصانا وقد لا يؤثر . فالأدوية التي يزيد توافرها الحيوي بوجود الطعام مثل دواء بروبرانولول ، و ميتوبرولول ، و هايدرالازين ، و فينايتون ، فيتامين ب2 وغيرها . والأدوية التي يقل توافرها الحيوي بسبب الطعام مثل ايزونيازيد ، و ريفامبيسين ، و تتراسايكلين ، وغيرها . في حين ان تناول الطعام مع بعض الأدوية في وقت واحد لا يؤثر على توافرها الحيوي ، مثل الأدوية التالية : دواء ميترونيدازول ، و اوكسازيبام ، ومعظم ادوية خافضات السكر الفموية .
إن نوع وكمية ووقت تناول الطعام يمكن أن تؤثر على إذابة وامتصاص الأدوية . فمثلا الوجبات الغذائية المحتوية على المواد الدهنية ، تسرع امتصاص دواء جريزوفالفين ، بينما الحليب والوجبات الغذائية المحتوية على بعض العناصر الثقيلة مثل الكالسيوم تمنع امتصاص دواء تتراسايكلين .

آليات التداخلات الدوائية – الغذائية التي تحدث أثناء عملية الامتصاص تشمل ما يلي :

1- ارتباط الدواء بشكل مباشر مع مكونات الغذاء في الجهاز الهضمي ، مثل ارتباط دواء تتراسايكلين ودواء ديكاميثونيوم ( decamethonium ) مع الكالسيوم ، وارتباط المركبات الفسفورية الموجودة في الغذاء مع الماغنيسيوم والألمنيوم الموجودة في الأدوية المقاومة لحموضة المعدة ، ويتكون نتيجة هذا الارتباط مركبات معقدة غير قابلة للامتصاص عن طريق الجهاز الهضمي .
2- تغيير درجة الحموضة للجهاز الهضمي: الغذاء الذي يغير من درجة حموضة الجهاز الهضمي يمكن أن يغير مدى ومعدل امتصاص بعض الأدوية من خلال تغيير درجة تأين وانحلال الدواء . فالأدوية ضعيفة الانحلال يتحسن امتصاصها بوجود الطعام ، ذلك أن الطعام يزيد من وقت تفريغ المعدة لمكوناتها وبالتالي إعطاء وقت إضافي للدواء حتى يتحلل . الطعام ذو المكونات الحامضية مثل عصير الفواكه ، يقلل من حركة الجهاز الهضمي ويزيد من تحطم الأدوية التي تتأثر بالوسط الحامضي مثل مجموعة بنسلين واريثرومايسين . بينما الأغذية ذات المكونات القاعدية مثل الحليب ومشتقاته ، قد تكون عائقا لعملية امتصاص الأدوية ضعيفة الحموضة بسبب التدخل في عملية التأين للدواء . إضافة إلى ذلك فان رفع درجة حموضة المعدة عن طريق الطعام قد يؤدي إلى تحرر الأدوية المغلفة معويا في المعدة ، الأمر الذي قد يتسبب في إيذاء المعدة .

3- زيادة أو تقليل حركة الجهاز الهضمي : يقلل الطعام الدهني من حركة الجهاز الهضمي ، ويؤخر امتصاص الأدوية قليلة الذائبية في الوسط الدهني ، بينما الأدوية الذوابة في الدهون ( مثل دواء جريزيوفولفين ( griseofulvin )) يزيد امتصاصها . الطعام الذي يحتوي أحماضا أمينية يشجع افراز الأملاح الصفراوية ، والتي بدورها ترتبط مع بعض الأدوية مكونة معقدات غير قابلة للامتصاص عن طريق الجهاز الهضمي . في حين أن الطعام الذي يحتوي على كمية عالية من الألياف يقلل امتصاص كثير من الأدوية بسبب زيادتها لتفريغ محتوى المعدة وكذلك زيادة حركة الأمعاء ، وبالتالي عدم إعطاء وقت كافي للدواء للوصول إلى مناطق الامتصاص في الأمعاء ، هذا إضافة إلى أن جزء من كمية الدواء قد تحجز داخل الألياف نفسها . وبشكل عام ، يمكن القول بأن الأدوية التي تتأين في المعدة ولا تتأين في الأمعاء يتأخر امتصاصها بوجود أي عامل يسبب زيادة وقت تفريغ المعدة .
4- التدخل في عمليات الامتصاص الغشائي للأمعاء : عملية امتصاص الأدوية في الغالب تتم بشكل أفضل عندما تكون المعدة فارغة من الطعام . إلا أن هذا لا يعني إعطاء جميع الأدوية أثناء خلو المعدة من الطعام ، فبعض الأدوية مخرشة ومهيجة لغشاء المعدة ويجب تناولها أثناء أو بعد وجبة الطعام مباشرة لتقليل آثارها الجانبية على المعدة . قد يقلل الطعام من معدل امتصاص بعض الأدوية دون أن يؤثر على مدى الامتصاص ، من هذه الأدوية : ديجوكسين ( digoxin ) ، أسيتامينوفين (acetaminophin ) ، بنتوباربيتال الصوديوم ( pentobarbital sodium ) ، العديد من مجموعة أدوية سلفا المضادة للميكروبات ودواء سيفالكسين ( cephalexin) . وتقليل معدل الامتصاص لمثل هذه الأدوية يعود بدرجة كبيرة إلى التأخير في تفريغ المعدة لمحتوياتها . فدواء ريلمينيدين – ( rilmenidine ) وهو دواء يستخدم لعلاج فرط التوتر الشرياني _ وجد بأن أعلى تركيز يصل اليه الدواء في الدم بوجود الطعام أو بعدم وجوده هو ( 2.8 نانوغرام / مل ) ، وأن هذا التركيز يمكن تحقيقه بعد ( 1.68 ± 31, 0 ) ساعة على أخذ الجرعة الفموية من الدواء ، بينما بوجود الطعام يكون الوقت ( 2.9 ± 32, 0) ساعة . دواء ليفو- دوبا ( L – dopa ) جيد الامتصاص عن طريق الجهاز الهضمي ، لكنه أيضا يستقلب عن طريق غشاء الجهاز الهضمي بواسطة انزيم ( Dopa – decarboxylase ) الذي يعمل على نزع مجموعة الكاربوكسيل من الدواء ، ولذلك فان الطعام الذي يؤخر تفريع المعدة سوف يساهم في استقلاب كميات كبيرة من الدواء قبل وصوله الى الدورة الدموية ، ما لم يؤخذ الدواء مع مادة مثبطة لهذا الانزيم مثل مادة -كاربيدوبا – ( carbidopa ) .
لقد لوحظ بأن إعطاء بعض المضادات الحيوية بعد وجبة الطعام ، كثيرا ما ينتج عنه قلة في معدل ومدى الامتصاص ، كما هو الحال في دواء تتراسايكلين ( tetracycline ) ، بنسيلين ( penicillin ) ، لينكومايسين ( lincomycin ) ، و ريفامبيسين (rifampicin ) . إلا أن المشتقات الدوائية لهذه المجموعات كانت أقل تأثرا من حيث معدل ومدى الامتصاص بوجود الطعام ، فدواء دوكسي سايكلين أحد مشتقات تتراسايكلين ينخفض مستواه في الدم بنسبة 20 % بوجود الطعام مقارنة بنسبة 50 % لدواء تتراسليكلين . دواء كليندامايسين ( clindamycin ) مشتق من دواء لنكومايسين ، امتصاصه قليل التأثر بوجود الطعام مقارنة بدواء لنكومايسين .
هناك بعض المجموعات الكيميائية الموجودة في الدواء قد تكون وراء قلة امتصاص الدواء ، فدواء كابتوبريل ( captopril )_ من مجموعة الأدوية المثبطة للانزيم المحول لمادة أنجيوتنسين _ المستخدم في علاج فرط التوتر الشرياني يقل توافره الحيوي بنسبة(30% – 40 % ) إذا تم تناوله بعد وجبة الطعام مباشرة ، ويعزى سبب ذلك إلى وجود مجموعة سلفهايدريل ( – SH ) sulfhydryl group ) التي ترتبط بمجموعة الكبريت ( thio – group ) الموجودة في المواد الغذائية . في حين أن دواء انالابريل من نفس المجموعة الدوائية قليل التأثر بوجود الطعام لعدم وجود مجموعة ( – SH ) في تركيبته الكيميائية . هذه الحالة تنطبق على دواء بنسيلامين ( penicillamine ) الذي يقل امتصاصه بنسبة (50 % ) إذا أخذ بعد الطعام مباشرة بسبب وجود مجموعة (SH ) في تركيبته الكيميائية .
قد يؤدي تأخير امتصاص بعض الأدوية بوجود الطعام إلى استخدام الدواء بصورة غير ملائمة الأمر الذي قد يعرض المريض إلى الخطر ، وذلك بسبب الفارق الكبير في زمن امتصاصها بوجود الطعام وعدم وجوده في المعدة ، فبعض الأدوية التي تبعث على النوم كدواء كابيورايد ( capuride ) ، الذي يبدأ تأثيره الدوائي – التأثير المنوم – بعد 42 دقيقة في حالة وجود الطعام في المعدة ، الأمر الذي قد يشجع المريض على أخذ كميات إضافية من الدواء ، وبالتالي الوصول الى التركيز السام في الدم من هذا الدواء .
المرجع :الحنيطي، راتب : كتاب التداخلات الدوائية- الغذائية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.