التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء وحليب الام – الجزء الثالث

الدواء وحليب الام – الجزء الثالث


الونشريس


الهرمونات التي تتحكم في إفراز الحليب و الحفاظ عليه طيلة فترة الرضاعه .
. hormonal control & maintainance of lactation

بعد أن تحدثنا عن نمو و نضج الوحدات التشريحيه للثدي أثناء فترة البلوغ وما بعدها سنتحدث عن الهرمونات المسؤوله عن إنتاج الحليب و المحافظه على الكميه المنتجه طيلة فترة الرضاعه.
هذه الهرمونات هي:-

1-هرمون البرولاكتين (prolactin hormone) :
تعتمد الرضاعة بشكل كبير على إفراز هرمون البرولاكتين من الفص الامامي للغده النخاميه فهو يفرز و يساعد على إستمرارية الحليب طيلة فترة الرضاعة إستجابه لمص الطفل لحلمة ثدي أُمه .

إن هرمون البرولاكتين يعتبر من الهرمونات البروتينيه ذات وزن جزيئي يقدَّر بحوالي 23000، وهو يفرز من خلايا متخصصه بإنتاجه و موجوده في الفص الأمامي للغده النخاميه تسمى خلايا (lactotropes) حيث يزداد عددها و حجمها أثتاء فترة الحمل .

يكون إفراز هذا الهرمون واقعاً تحت تأثير عوامل محثه و أَخرى مثبطه له، هذه العوامل تفرز من جزء معين في الدماغ المتوسط يسمى تحت المهاد أو تحت البصر السريري (hypothalamus) بالإضافه إلى قيامه بوظائف أساسية أخرى مثل تنظيم حرارة جسم الإنسان، و التحكم في عملية النوم و الجوع و العطش .

يقدّر تركيز هرمون البرولاكتين في بلازما الدم عند النساء (في الوضع الطبيعي) قبل حدوث الحمل من 5-8 نانوغرام/مليلتر و عند الرجال من 1-5 نانوغرام/مليلتر حيث تكون فعالية العوامل المثبطه (في الظروف الطبيعيه) هي المسيطره و تكون كمية البرولاكتين لا تزيد عن القيمه المذكوره، إن الملاحظات الأخـيـره دلـت علــى أن مـادة الدوبـامين (dopamine) هي العـامل المثبط لإفراز البرولاكتين (prolactin inhibiting factor)(PIF). و من الواضح الآن أنه عند زيادة مستوى البرولاكتين عن الحد المطلوب فإن الهرمون نفسه يساعد على إفراز الدوبامين و بالتالي يمنع إفراز البرولاكتين مما يؤدي إلى منع إفراز أي كميـة زائـده، و يتضح من هذا أن البرولاكتين ينظم إفرازه بنفسـه مـن خلال عملية التغذية الراجعة (feed back inhibition).

غير أن العامل الذي ينتجه الجسم و الذي يزيد من إفراز البرولاكتين(prolactin-releasing factor) لم يحدد بعد إلا أن السيال العصبي الذي يتولد نتيجة مص الطفل لحلمة الثدي والذي يحث الغده النخاميه على إفراز الهرمون يعتبر من العوامل الرئيسيه لإفراز البرولاكتين، بالإضافه إلى عوامل فسيولوجية أَخرى من شأنها زيادة إفرازه مثل الإنفعالات النفسيه و النوم والجماع، و هناك أيضاً كثير من الأمراض و الأدويه و الهرمونات التي تزيد من إفراز الهرمون .

يتحكم هرمون البرولاكتين في عدة وظائف حيوية و فسيولوجية على وجه العموم و في تنظيم نمو الثدي و إفراز الحليب على وجه الخصوص، هذه الوظائف تكون تقريباً مشابهة للوظائف التي يقوم بها هرمون الـنـمـو (growth hormone) هـذه الـوظـائـف المشتـركـه راجعـه إلـى التشابه في البناء الكيميائي (chemical structure) لكلا الهرمونين .

من الوظائف التي يقوم بها هرمون البرولاكتين:-
أ – تنظيم نمو وتطور الثدي ولا تتحقق هذه الوظائف إلا بعد البلوغ فقد أثبتت التجارب أن هرمون البرولاكتين لا يعمل على نمو الثدي إلا بعد وجود هرموني البروجسترون و الأستروجين .
ب- تشجيع تصنيع البروتينات ولذلك فإنه يساهم في بناء عضلات الجسم كما أنه يساهم في صناعة كثير من الأنزيمات مثل (lipoprotein lipase) والأحماض الدهنية (fatty acids) .
ج – تنظيم حركة الكالسيوم (Ca-mobilization) وتسهيل حركة الصوديوم والبوتاسيوم عبر الأغشيه الخلويه، حفظ السوائل في جسم الإنسان،رفع نسبة السكر في الدم نتيجة للتأثير الهدمي (catabolism) .
د – تشجيع صناعة البروستاجلاندين (prostaglandines)، ورفع ضغط الدم الناتجه من الفعل المباشر على القلب و الفعل غير المباشر و ذلك عن طريق زيادة قوة تأثير المواد الكيماوية الداخليه في جسم الإنسان (endogenous cpd.) و التي لها تأثير على تضييق الشرايين و الأورده (vaso-active cpd.) .
هـ- تشجيع صناعة هرمون الالديسترون (aldesterone) الذي له علاقة في تنظيم أيون الصوديوم و البوتاسيوم و الهيدروجين عبر قنوات الكليه، وبالتالي تنظيم كمية السوائل في جسم الإنسان .
و – منـع حدوث سـرطـان الثدي، و التحكـم في الإنجاب كوسيلة من وســـائـل تنظيـم الأُسـرة (family planning) .

فهرمون البرولاكتين، يبدو أنه يعمل على أماكن متعدده لتنشيط التصنيع الزائد لمكونات الحليب في فترة الإعداد للرضاعه و أثنائها .
إن هذه التأثيرات الفسيولوجية المختلفة التي يمتلكها هذا الهرمون تجعله في مقدمة الأسباب التي تسبب أعراضاً مرضيه تصيب مختلف أعضاء الجسم في حالة الاختلال في توازن افراز هرمون البرولاكتين .

2-هرمون الأكسيتوسين (oxytocin hormone) :
هرمون الأكسيتوسين يعتبر من الهرمونات البروتينية التي تفرز من الغده النخامية و بالتحديد من الفص الخلفي للغده (posterior pituitary gland) يعمل هذا الهرمون على إنقباض عضلات الرحم الملساء و الخلايا الظهارية الطلائية العضلية المحيطة بالعنبات المفرزه للحليب (alveoli)، حيث تتواجد مستقبلات هذا الهرمون في هذه الأنسجه، تزداد هذه المستقبلات في عددها ومن ثم تزداد قابلية الإستجابة لهذا الهرمون من قبل هذه الأنسجه في الفتره الأخيره من الحمل و تأتي أهمية هذه الإستجابه في إنقباض عضلات الرحم لتساعد على سهولة الولادة و أيضاً إنقباض الخلايا الطلائية العضلية و الذي بدوره يساعد على تدفق و طرح الحليب (milk ejection or letdown) عبر القنوات الحليبية إلى منطقة الأنبوره (ampulla) حيث يتجمع الحليب ليكون جاهزاً عند الرضاعه .

إن قابلية الإستجابة تكون أقل في الأشهر الأولى من الحمل و ذلك لإرتفاع نسبة هرمون البروجسترون في الدم الذي يقلل من عدد مستقبلات هرمون الأكسيتوسين و بالتالي يقلل من إستجابة الأنسجه له بالإنقباض، وتزداد هذه الإستجابه في الفتره ما قبل الولادة مباشرةً بسبب إنخفاض مستوى البروجسترون في الدم و زيادة مستوى الأستروجين الذي من شأنه زيادة عدد مستقبلات هرمون الأكسيتوسين في هذه الأنسجة و هذا يفسر لنا ظهور اللبأ من ثدي الأم قبل الولاده .

أما إذا كانت الإستجابه لهذا الهرمون عالية في الأشهر الأُولى من الحمل فإن ذلك يلحق أضراراً جسيمه بالجنين لعدم وصول الأوكسجين بكمية كافية لقلة الدوره الدموية المشيمية نتيجةً للتقلصات العضلية التي يحدثها الهرمون أو كنتيجه لتمزق أنسجة الرحم و خصوصاً إذا كانت الأُم الحامل سبق لها وأن أجري لها عمليه جراحية قيصرية (caesarean section) .

إن السيال العصبي المتولد في النهايات العصبية الحساسة و الموجودة في حلمة الثدي يعتبر من المنبهات الرئيسيه لإفراز هرمون الأكسيتوسين، هذا السيال العصبي يتولد كنتيجه لتهيج النهايات العصبيه (عن طريق مص الطفل لحلمة الثدي أو عن طريق عوامل ميكانيكيه أُخرى) والذي يلتقي مع التشابك العصبي في العمود الفقري ليصل إلى المراكز العليا في الدماغ معطياً أوامره إلى الفص الخلفي للغدة النخامية بإفراز الأكسيتوسين .
3-هرمونات أُخرى:
هرمون الأنسولين :
لقد وجد أن الأنسولين له دور في تشجيع إنقسام خلايا الثدي ولذلك يستعمل في تراكيز عاليه ( 10 -6 M ) للمحافظة على الوضعية العامة للخلايا و إستجابتها لباقي الهرمونات عند إجراء التجارب التي تتم خارج الجسم الحي (in vitro system)، ولكن هناك دلائل ضعيفة تشير إلى أن لهرمون الأنسولين دوراً في تنظيم عملية نمو الثدي في مراحله الأُولى عند بداية مرحلة البلوغ و يعتبر هذا الدور عاملاً مساعداً لنمو الثدي و خلاياه، ربما عن طريق ماده شبيهه بهرمون الأنسولين لانه لا يوجد دلائل على وجود مستقبلات لهرمون الأنسولين في أنسجة الثدي كما يمكن الكشف عن الخلايا المفرزه للحليب بشكلها الناضج في غياب الأنسولين (8).

من هنا ندرك أن هرمون الأنسولين لوحده غير ضروري لنمو الثدي، لكن له دوراً مهماً في النواحي الإستقلابية و التي تتمثل في تنظيم خزن ونقل المواد الغذائية عن طريق الكبد والأنسجة الدهنية والعضلات فهو يزيد من إستهلاك الجلوكوز -مثلا- في انسجة الثدى الدهنية لزيادة صناعة الدهنيات (8).

كما أن التجارب التي أجريت على الماعز و الفئران دلت على أن نقص الأنسولين لمدة 24 ساعة أو تزيد يؤدي إلى نقص في كمية الحليب المنتجه، كما وجد أن العوامل المحثه على إنتاج الحليب تعتمد على وجود الانسولين، فقد وجد العالمان (Freeman & Topper) أن الأنسولين ضروري لتشجيع صناعة البروتين عن طريق البرولاكتين، و الكورتيزول في خلايا الثدي المزروعة في المختبر و المأخوذة من فأر حامل في فترة نصف الحمل (8).

إلا أنه غير ضروري لتشجيع جميع أنواع البروتينات مثل بروتين (casein)، كما أن له دوراً ضعيفاً في صناعة بروتين (-lactalbumin)، وفي تصنيع السلاسل المتوسطة من الأحماض الدهنيه في الخلايا المزروعه في المختبر .
-هرمونات الغده الدرقيه (Thyroid Hormones) :
وجد بأن هرمونات الغدة الدرقية تشجع على نمو الثدي و إنتاج الحليب لكن هذا الفعل يعتبر فعلاً مدعماً و لم يثبت أنه فعل رئيسي منظم لكن وجود هذه الهرمونات يحقق التطور الأعلى و الأداء الأمثل لعملية الرضاعه .

-البروستاجلاندين (Prostaglandins) : (8)
بالرغم من أن البروستاجلاندين تصنع بكميات كبيره من قبل الغدد الحليبيه، إلا أن الدراسات حولها قليله، حيث تبين بأن هذه الماده ممكن أن يكون لها أثر تنظيمي لوظيفة الثدي، و أن التقارير أوضحت بأن البروستاجلاندين (F2) يعتبر من العوامل المحفزه لبدء عملية الإعداد و تكوين الحليب أثناء الحمل في الأنسان ، و الفئران، عن طريق -كما يبدو- تحفييزالتغير الهرموني الذي يقود إلى الولاده و تكوين الحليب و ليس بفعلها المباشر على الثدي نفسه. وهناك دراسه أجريت على الماعز بين الباحثون فيها أن الثدي ينتج كميات كبيره من بروستاجلاندين (F2) بمعدل واحد نانوغرام لكل دقيقه قبل الولادة، حيث وجد بأن التركيز بلغ 100 نانوغرام/ملليتر، و لقد لوحظ أنه بعد الولاده كانت الزياده في تركيزه في الحليب بمعدل 100 ضعف لكن جميع هذه الكمية جرى عليها عملية الإستقلاب و إنخفض التركيز إلى (0.7 نانو غرام لكل ملليتر) توقع الباحثون بأن بروستاجلاندين (F2) يعمل كمثبط لإفراز الحليب قبل الولاده، لكن بعد الولادة و إختفاءه عن طريق الإستقلاب يزول أثره المثبط لإفراز الحليب .




رد: الدواء وحليب الام – الجزء الثالث

مشكوريييييييييين على مثل هذه المواضيييييع الحساسة الجيدة




رد: الدواء وحليب الام – الجزء الثالث

انا ام مرضعة,,,,موضوع قيم جدا شكرا.سؤال هل صحيح ان حليب الام فائدته للطفل خلال 6شهر فقط؟ا

ل




رد: الدواء وحليب الام – الجزء الثالث

اختي الكريمة نوار ، بداية شكرا لك وللزميل زامورانو على اهتمامكم ، وأقول بأن فترة الرضاعة حددها القرآن لمدة سنتين كاملتين ، والله الخالق اعلم وادرى بنا لانه هو الذي اوجدنا ويعلم ما ينفعنا وما يضرنا ، فعلينا الالتزام بالتوجيهات الربانية سواء عرفنا الحكمة ام لم نعرفها ، أما بالنسبة لفترة ستة شهور ، فقد أثبتت الدراسات العلمية التي قام بها علماء الغرب بأن جسم الطفل غير قادر على انتاج اجسام مضادة تحميه من الامراض من تلقاء نفسه الا بعد سن ستة شهور ، لذلك يجب اخذها من حليب الام ، وأكدوا على ضرورة الرضاعة الطبيعية ووجوب الاستمرار بها مدة ستة شهور على الاقل .
ارجو ان اكون قد اجبت على استفسارك




رد: الدواء وحليب الام – الجزء الثالث

وقد تأتي ابحاث اخرى تؤكد الزامية الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين ، كما قال الله تعالى ، حتى يثبتوا صدق الله من حيث لا يشعرون




رد: الدواء وحليب الام – الجزء الثالث

الونشريس




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.