التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالة فلسفية متوقعة في بكالوريا 2022

مقالة فلسفية متوقعة في بكالوريا 2022


الونشريس

الشعور ولاشعور

الاشكالية :
هل القول باللاشعور يحمل تناقضا متنكرا؟ – هل يعي الإنسان دوما أسباب سلوكه؟ – هل يمكن اعتبار الأحوال النفسية أحوالا لاشعورية فحسب؟ – هل كل ماهو نفسي شعوري؟

المقدمة:
تتألف الذات الإنسانية من حيث هي مركب متفاعل مع مجموعة من الجوانب العضوية والنفسية والاجتماعية, والواقع أن هذه النفس بما تحتويه من أفعال وأحوال شغلت ولازالت تشغل حيزا كبيرا من التفكير الفلسفي وعلم النفس في محاولة لتحديد ماهيتها وكذا الأسباب والدوافع التي تقف وراء هذه الأفعال والأحوال. فإذا كانت التجربة اليومية تؤكد أننا على علم بجانب كبير من سلوكنا فالمشكلة المطروحة: هل يمكن أن نسلم بوجود حالات لا نعيها دون أن نقع في تناقض؟

الرأي الأول(الأطروحة):
يرى التقليديون أن علم النفس هو علم الشعور الذي يجب اعتماده كأساس لدراسة أي حالة نفسية, وإن ماهو نفسي مساوي لما هو شعوري, فالإنسان يعرف كل ما يجري في حياته النفسية ويعرف دواعي سلوكه وأسبابه. يمثل هذه النظرية الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت حيث قال " تستطيع الروح تأمل أشياء خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية " . وانطلاقا من هذا الطرح فإن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية فنحن ندرك بهذا المعنى كل دواعي سلوكنا.
إن أنصار هذه النظرية يذهبون إلى حد إنكار وجود حالات غير شعورية للتأكيد على فكرة أن الشعور أساس للأحوال النفسية وحجتهم في ذلك أن القول بوجود حالات غير شعورية قول يتناقض مع وجود النفس أو العقل القائم على إدراكه لذاته, ويرى برغسون أن الشعور يتسع باتساع الحياة النفسية. وذهب زعيم المدرسة الوجودية جون بول سارتر إلى أن " الوجود أسبق من الماهية " لأن الإنسان عبارة عن مشروع وهو يمتلك كامل الحرية في تجسيده ومن ثمة الشعور بما يريد, وهذا ما تجسده مقولته " إن السلوك يجري دائما في مجرى شعوري " . ومن الذين رفضوا وجود حياة لاشعورية ودافعوا بقوة عن فكرة الشعور الطبيب العقلي النمساوي ستكال حيث قال " لا أؤمن إلا بالشعور, لقد آمنت في مرحلتي الأولى ولكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة يشعر بها المريض لكن يتم تجاهلها لأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة " وألحّت الباحثة كارن هورني أنه من الضروري أن نعتبر الأنا أي الشعور هو مفتاح فهم الشخصية وليس الشعور.
النقد:
إذا كان الشعور يفسر كثيرا من الظواهر النفسية والسلوكية إلا أن هناك بعض التصرفات غير الواعية التي يقوم بها الإنسان دون أن يشعر بها كالأحلام وفلتات اللسان.

الرأي الثاني(نقيض الأطروحة):
ذهب أنصار هذا الطرح إلى الدفاع عن فكرة اللاشعور بل واعتبارها مفتاح فهم الشخصية والأسلوب الأمثل لعلاج الكثير من الأمراض, حيث أشار بعض فلاسفة العصر الحديث إلى وجود حياة نفسية لا شعورية ومنهم لايبندز و شوبنهاور إلى أن براهينهم كانت عقلية يغلب عليها الطابع الفلسفي الميتافيزيقي،وازدهرت الدراسات التجريبية في اكتشاف اللاشعور النفسي واثبات وجوده في النصف الثاني من القرن الـ 18 على يد بعض الأطباء, ويعود الفضل في البرهنة تجريبيا على هذا الجانب إلى علماء الأعصاب الذين كانوا بصدد معالجة أعراض مرض الهستيريا من أمثال بروير وشاركو ففريق رأى أن هذه الأعراض نفسية تعود إلى خلل في المخ وفريق آخر رأى أن هذه الأعراض نفسية فلا بد إذا أن يكون سببها نفسي وهذا ما أشار إليه بيرنهايم ، وكانت طريقة العلاج المتبعة هي إعطاء المريض أدوية أو تنويمه مغناطيسيا, ومع ذلك كانت هذه الطريقة محدودة النتائج, واستمر الحال إلى أن ظهر سيغموند فرويد الطبيب النمساوي والذي ارتبط اسمه بفكرة اللاشعور والتحليل النفسي, رأى فرويد أن الأحلام وزلات اللسان وهذه الأفكار التي لا نعرف في بعض الأحيان مصدرها لا تتمتع بشهادة الشعور فلا بد من ربطها باللاشعور, وفي اعتقاده أن فرض اللاشعور لإدراك معنى فلتات اللسان وزلات القلم والنسيان المؤقت لأسماء بعض الأشخاص والمواعيد, قال فرويد " إن تجربتنا اليومية الشخصية تواجهنا بأفكار تأتينا دون أن نعي مصدرها ونتائج فكرية لا نعرف كيف تم إعدادها " , فالدوافع اللاشعورية المكبوتة والتي تعود على ماضي الشخص هي سبب هذه الهفوات ومن أمثلة ذلك ما رواه فرويد عن فلتات اللسان عند افتتاح مجلس نيابي الجلسة بقوله " أيها السادة أتشرف بأن أعلن عن رفع الجلسة " , ومنه تبين له أن أعراض العصاب كالهستيريا والخوف تعود لرغبات مكبوتة في اللاشعور ومن الذين دافعوا عن وجود حياة لاشعورية عالم النفس آدلر صاحب فكرة الشعور بالنقص ورأى كارل يونغ أن محتوى الشعور لا يشتمل على الجانب الجنسي أو الأزمات التي يعيشها الفرد أثناء الطفولة بل يمتد إلى جميع الأزمات التي عاشتها البشرية جمعاء.

النقد:
إذا كانت الأعراض لا نجد لها تفسيرا في الحياة الشعورية فهذا لا يدل على سيطرة الحياة اللاشعورية على حياة الإنسان.

التركيب:
إن التحليل النفسي لظاهرة الشعور اللاشعور يجب أن يرتكز على منطلقات تاريخية ومنطقية, فالنفس البشرية درسها الفلاسفة وركز عليها أنصار اللاشعور ويهتم بها في عصرنا أنصار المدرسة السلوكية, قال ودورت " علم النفس عند أول ظهوره زهقت روحه ثم خرج عقله ثم زال الشعور وبقي المظهر الخارجي وهو السلوك" ومن هذا المنطلق لا يمكن إهمال الشعور ولا يمكن التنكر للاشعور لأنه حقيقة علمية وواقعية دون المبالغة في تحديد دوره, فالسلوك الإنساني محصلة لعوامل شعورية ولاشعورية.

الخاتمة:
ومجمل القول أن دراسة النفس الإنسانية قسم من أقسام الفلسفة القديمة حيث حاول الفلاسفة فهم حقيقة الروح وعلاقتها بالجسد, وفي العصر الحديث ظهرت إشكالات جديدة أهمها الشعور واللاشعور, وهي إشكالية حاولنا بحثها في هذه المقالة من خلال التطرق إلى نظرتين متناقضتين النظرية التقليدية التي اعتبرت الشعور أساس الأحوال الشخصية, ونظرية التحليل النفسي التي ركزت على اللاشعور, ومن كل ما سبق نستنتج: الحياة النفسية يمتزج فيها الشعور باللاشعور ولا يمكن التنكر لأحدهما .




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

درس في الفلسفة حول الشخصية للسنة الثالثة

درس في الفلسفة حول الشخصية للسنة الثالثة


الونشريس

1 ـ مدخل (من الدلالات إلى الإشكالية)
إن مفهوم الشخصية، مفهوم متداول في الاصطلاح اليومي، حيث يقال عادة إن لفلان شخصية ، ويقصد بذلك ما يتميز به الفرد عن غيره من خصوصيات جسمانية أو مكانة اجتماعية مميزة ، مرتبطة بثروته أو نفوذه السياسي أو الاجتماعي … وعلى عكس ذلك ، نسمع بضعف الشخصية أو انعدامها ، ويراد بذلك الإشارة إلى صفات الانهزامية ، والاستسلام ، والخنوع ، التي يمكن أن تغلب على الفرد . وهذا ما يؤكد أن مفهوم الشخصية ، مرتبط في التمثل الشائع ، بالمظاهر الخارجية القابلة للإدراك المباشر ؛ مما يبين أن هناك خلط بين مفهوم الشخص ومفهوم الشخصية . وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل حول حقيقة هذا التلازم ، ومدى ارتباط مفهوم الشخصية بالمظاهر الخارجية المميزة

نجد مفهوم الشخصية في اللسان العربي لا يبتعد كثيرا عن الاصطلاح العادي . أما في الحقل المعجمي الفرنسي ، فإنه يلاحظ أن المعنى الإيتيمولوجي للكلمة يرتبط بكلمة persona اللاتينية ، التي تعني القناع الذي يضعه الممثل على وجهه حتى يتقمص الدور المسند له . ويتوسع هذا المفهوم ليجعلنا نتساءل عن طبيعة العلاقة الممكنة بين الشخصية والدور باعتبار الفرد يؤدي في حياته اليومية أدوارا اجتماعية مميزة. وهذا ما يستدعي وقوفا أوليا عند مفهوم الشخصية في التمثلين الفلسفي والعلمي.

إن معنى الشخصية يرتبط في الاصطلاح الفلسفي بوضعية الإنسان في فلسفة معينة . فنجد كانط مثلا يميز بين مفهوم الشخص ومفهوم الشخصية . فالشخص – عنده – هو الفرد المباشر الذي تنسب له مسؤولية أفعاله والشخصية هي الكينونة العاقلة التي يجب أن تدرك نفسها في حريتها وحدود الواجب الأخلاقي . وترتبط الشخصية في الطرح الهيجلي بالوعي بالذات في إطار الصيرورة العامة والمطلقة لحركة الوجود.

أما في العلوم الإنسانية ، فإن مفهوم الشخصية يتحدد في ثلاث منظومات أساسية:

منظومة الشخص:ويقصد بها السمات المميزة للإنسان كعضوية بيولوجية وككينونة مسؤولة أخلاقيا، وقانونيا، واجتماعيا.
المنظومة السيكولوجية : ويقصد بها النظر إلى الإنسان كحياة نفسية تنمو وتتغير بناء على معطيات ذاتية وموضوعية، وما يترتب عن مراكمة تجارب وخبرات تنعكس على سلوكيات الإنسان وحياته الفردية.
المنظومة السوسيوثقافية : ويقصد بها النظر إلى الفرد في تفاعله مع محيطه الاجتماعي (المؤسسات ، والآليات ، والأنظمة الاجتماعية…).

إن هذا التنوع والاختلاف في تحديد المعنى الدلالي لمفهوم الشخصية يؤكد الطبيعة الإشكالية لحقيقة الشخصية … وهذا بالضبط ما ترجمته من خلال تساؤلات نعتبر الإجابة عنها هي الهاجس الذي سيقود هذا الدرس :

هل الشخصية نظام خارجي أم إنها مفهوم مجرد؟

هل الشخصية بناء سيكولوجي محض ؟ أم أنها حتمية سوسيوثقافية؟

هل الشخصية نتاج حتمي ؟ أم أنها بناء واع ومسؤول ينشئه الفرد بمحض إرادته؟

2 ـ الشخصية وأنظمة بنائها
إن تحديد الشخصية كبناء أو كنظام يحتم معالجة المسألة من خلال الطروحات التي حاولت تمثل الشخصية في منظومة فكرية معينة ، وعليه نجد أنفسنا أمام خطابات تحاول كل منها حصر الشخصية في تمثلاتها الخاصة . وحتى تكون مقاربتنا إجرائية نقوم بحصر هذه الخطابات في الخطاب الفلسفي ، والخطاب العلمي : السيكولوجي منه والسوسيوثقافي .

ففي الخطاب الفلسفي نجد أن معظم الفلاسفة الذين تناولوا الشخصية ، تناولوها كنظام مجرد مرتبط بالوعي . فهذاديكارت ، يستبعد أن تكون الخصائص الجسمية هي التي تميز الشخص عن الشخصية ؛ لأن كينونة الشخصية لابد أن ترتبط بصفة لا تقبل الشك ، ولا تحل في مكان . وحينما نفكر مليا ، نجد عند ديكارت صفة التفكير هي الصفة الأساسية والوحيدة التي تميز الشخصية . ومن ثمة يرتبط مفهوم الشخصية عند ديكارت بالأنا المفكرة أو الذات الواعية (أو الجوهر المفكر): فحينما تنقطع الذات عن التفكير تنقطع عن الوجود. لذا يقول ديكارت : "إذا انقطعت عن التفكير، انقطعت عن اوجود" … وكان هذا ، تقريبا ، هو التصور الذي تبناه ابن سينا حينما ربط بين الأنا والوعي ، واعتقد أن الأنا يمكن أن تنقطع عن كل شيء إلا عن إنيتها . ومن ثمة يستبعد أن تكون الشخصية مرتبطة بالمظاهر الجسمانية والحسية.

أما كانط فيعتبر الشخصية موضوعا لعقل أخلاقي عملي ، باعتبار أن الشخصية عنده ذات أخلاقية ، لأن ما يميز الإنسان عن الكائنات الأخرى ، كونه يمتاز بالعقل . وحينما يستعمل هذه الأداة سيكتشف بأنه يعمل بمقتضى الواجب الأخلاقي الذي يحتم عليه أن يحترم ذاته ويحترم الآخرين ، لأنه يكتشف ذاته باعتباره موجودا يملك كرامة . وعلى هذا الأساس ترتبط الشخصية بوعي الإنسان بقيمته، وبالتالي وعي الذات لنفسها باعتبارها وجودا أخلاقيا …

لكن سارتر يرى أن الوعي بالذات لا يكون تلقائيا ، بل هو وعي يكون بحضور الآخر . فقد أقوم بشيء ما ، ولكن حين أرفع رأسي، أكتشف نظرة الآخر إلي فأشعر بالخجل ، فأعرف بأني ذات خجولة لأني أنظر إلى نفسي نظرة الآخر إلي، وبتعبير أدق فالآخر يجعلني أموضع ذاتي … وعليه ، فإن الغير يلعب دورا أساسيا في التعرف عن شخصيتنا، لكن هذا الوعي يظل محدودا فهو شعور نسبي، لأنه يتم في الحدود التي جعلنا الآخر نتمثلها…

نخلص من هذا إلى أن الخطاب الفلسفي ، غالبا ما يعتبر الشخصية نظاما مجردا خاصا بالشخص ، ويرتبط هذا النظام بالوعي ، باعتبار أن الشخصية كينونة واعية بذاتها، إما كذات مفكرة، أو كذات أخلاقية، أو كموضوع … الخ . فهل هذا هو التمثل العلمي للشخصية ؟

إن مفهوم الشخصية، موضوع حظي كثيرا باهتمامات العلوم الإنسانية ، إلى الحد الذي يمكننا من القول بأن هدف العلوم الإنسانية في نهاية المطاف هو دراسة الشخصية .

فالخطاب السيكولوجي أميل إلى دراسة الشخصية ككينونة فردية وكبناء سيكولوجي، وما يميز هذا الخطاب هو التنوع والاختلاف. فالسلوكية التي يتزعمها واطسون تعتبر الشخصية نتيجة التعود والتربية والتعلم . يقول واطسون :" أعطوني عشرة من أطفال أصحاء أسوياء التكوين ، فسأختار أحدهم جزافا ، ثم أدربه ، فأصنع منه ما أريد : طبيبا ، أو فنانا ، أو عالما ، أو تاجرا ، أو لصا أو متسولا ، وذلك بغض النظر عن ميوله ومواهبه ، أو سلالة أسلافه . " إن هذا ما يؤكد أن هذه المدرسة تأثرت كثيرا بتجارب بافلوف . فكانت نظرتها إلى الإنسان نظرة آلية ميكانيكية . بمعنى أن الإنسان لا تحركه دوافع موجهة نحو غايات ، بل مثيرات تصدر عنها استجابات عضلية وغدية مختلفة . ومن ثمة، تكون الشخصية هي مجموع السلوكات التي يمكن أن تلاحظ موضوعيا دون الرجوع إلى ما يحس به الفرد من مشاعر أو حالات شعورية . يقول واطسن : " الشخصية هي محصلة أنواع النشاط عند الفرد بأسلوب موضوعي لمدة كافية من الزمن في مواقف مختلفة تتيح التعرف عنه عن كثب. كما أنها تمثل مجموع عاداته التي تميزه عن غيره من الأفراد . "

أما المدرسة الشعورية – التي استلهمت أطروحتها من نظريات برغسون وويليام جيمس – فإن لها تصورا مخالفا عن المنظور السلوكي ، على اعتبار أنها ترى أن الظاهرة السيكولوجية ظاهرة شعورية باطنية ، ومن ثمة ، تكون الشخصية نظاما سيكولوجيا باطنيا لا يتمثله بوضوح إلا الفرد نفسه . فقد يكون صديق ما حزينا ، مثلا ، وقد أحزن لحزنه، لكن ، لا يمكنني أن أطابق حزني مع حزنه. ومن ثمة، يكون السبيل الوحيد لمعرفة الشخصية هو منهج الاستبطان ( أو منهج التأمل الذاتي) ، الذي يجعل الفرد ينغمس في ذاته لكي يخبرنا عن خبراته الشعورية. أما الاعتماد على الملاحظة الخارجية – كما تعتقد السلوكية – فهو بمثابة محاولة دراسة شعور فنان ، مثلا ، من خلال حجم اللوحة التي رسمها ونوعية الصباغة التي استعملها … الخ .

أما مدرسة التحليل النفسي فتختلف عن المدرستين الأوليين لاعتقادها أن اللاشعور هو أهم منطقة سيكولوجية نستطيع بموجبها أن نفهم سلوكاتنا سواء منها السوية أو الشاذة . ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول بأن الشخصية في تصور فرويد بمثابة " جبل الجليد " :أي أن ما هو خفي أضخم بكثير مما يظهر . فكيف يتشكل اللاشعور ؟

يعتقد فرويد أن بناء شخصيتنا يتكون من ثلاثة مكونات ، العلاقة فيما بينها هي الكفيلة بتفسير حياتنا النفسية . وهذه المكونات هي:

الهو : وهو نسق سيكولوجي يتألف من المكونات الغريزية والدوافع والانفعالات الموروثة . ويتمركز الهو حول مبدأ اللذة أو ما يصطلح فرويد على تسميته بنزعة الليبيدو. لأن همه الأساسي هو الحصول على اللذة ودفع الألم ، حيث لا يعرف معنى التأجيل. ومن خصائص الهو أنه بعيد عن المنطق والعقل لكونه يتصف بالتهور والاندفاع، ولا يتمثل السيرورات المنطقية والأخلاقية … إلخ.

الأنا: وهو الجزء من الهو الذي تلاءم مع الواقع . و هو النظام السيكولوجي الذي يتصف – على عكس الهو – بالتعقل والرزانة والحكمة . ومن ثمة ، فإنه يتمركز حول مبدأ الواقع ، وهمه الأساسي هو تلبية رغبات الهو بشكل يتلاءم مع الواقع ولا يثير غضب الأنا الأعلى .

الأنا الأعلى : وهو النظام النفسي الذي يمثل جميع القيم الأخلاقية والعادات الاجتماعية.ويتشكل الأنا الأعلى بفعل الأوامر والنواهي ( التربية ) ؛ ومنه نستوحي ما ينبغي وما لا ينبغي القيام به . وهو ما يماثل في حياتنا النفسية مفهوم المثالية الأخلاقية، وما يقابل في الاصطلاح الأخلاقي العادي مفهوم الضمير .

إن الأنا إذن يوجد في بؤرة الصراع بين ضغط الهو، ورغبات الواقع، ومتطلبات الأنا الأعلى . ومن هذا المنطلق نفهم لماذا تقرن الفرويدية الشخصية السوية بقوة الأنا.. فالرغبات التي لن يستطيع الأنا تلبيتها فإنه يعمل على كبحها ثم كبتها في اللاشعور. هكذا يتشكل اللاشعور ويتضخم. ولكي يتشكل الأنا بصورة جيدة لابد من إحاطة الطفل بتربية واعية وتفهم واضح لمراحل النمو الجنسي لديه ( المرحلة الفمية ، المرحلة الشرجية، المرحلة القضيبية، مرحلة الكمون، المرحلة التناسلية )، والعمل على كبت العقدة الأوديبية بطريقة سليمة. هكذا نستطيع القول بأن الأنا يوجد كذلك تحت ضغط مكبوتات اللاشعور لأنها تظل يقظة، وتتحين الفرص التي تضعف فيها رقابة الأنا لتخرج إلى السطح. والمرض النفسي (اضطرابات الشخصية) عبارة عن تدفق مكبوتات اللاشعور، وتصريف مفضوح لرغبات الهو… وحتى لاتصل الشخصية إلى هذه المرحلة الحرجة، فإنها تلجأ (للتخفيف من حدة التوتر النفسي) إلى ميكانيزمات دفاعية (مثل الكبت، والتبرير، والتقمص، والإسقاط، والنكوص، والإعلاء…الخ) . كما أن التحليل النفسي يعتبر في حد ذاته منهجا علاجيا، وإعادة تربية. ويعتمد التحليل النفسي، من أجل سبر أغوار اللاشعور، على عدة طرق، أهمها : التنويم المغناطيسي، والتداعي الحر، وتحليل وتأويل تجليات اللاشعور (الأحلام، فلتات اللسان، زلات الأقلام، النسيان …الخ)

إنه، لا تخفى على أحد أهمية التحليل النفسي، لكن ذلك، لا يعني سلامته من العيوب، ونفس النقد يمكن توجيهه إلى المدرستين السلوكية، والشعورية. وعليه، فإن الرؤية الموضوعية تستدعي منا القول بأن الدراسة السيكولوجية للشخصية تعني دراستها بأكثر من منهج.

إذا كان الخطاب السيكولوجي ينظر إلى الشخصية كنظام نفسي، فإن الخطاب السوسيوثقافييعتبر الشخصية بناء سوسيوثقافيا، ومنتوجا اجتماعيا محضا. ذلك لأن الظواهر السوسيولوجية في اعتقاد دوركايم Durkheim تتسم بالسلطة والقهر، ومن ثمة، لا يستطيع الفرد أن يحيد عنها دون أن يتعرض لضغط آليات الضبط الاجتماعية . وحتى يندمج الفرد بشكل مناسب، فإن المجتمع – كما يرى جي روشي Guy Rocher – يقوم ببناء الشخصية عن طريق التنشئة الاجتماعية، وذلك بواسطة مؤسسات اجتماعية تقوم بتكييف الفرد مع النظم الاجتماعية والقيم الأخلاقية المقبولة … هكذا تتأسس أنماط الشخصية بالصور التي يرتضيها المجتمع. وكما يرى رالف لينتون R. Linton ، فإن الشخصية تنقسم -داخل أي مجتمع- إلى شخصية أساسية، و شخصيات وظيفية. والشخصية الأساسية تعبر عن سلوك واحد مشترك نجده عند جميع أفراد المجتمع الواحد، حيث يتصرفون إزاء مواقف معينة بطريقة نمطية قطيعية، بغض النظر عن الفروق الاجتماعية. أما الشخصيةالوظيفية فهي الشخصية التي تتوقف على عوامل اجتماعية ( كالطبقية، والسن، والجنس، والمستوى التعليمي …الخ ). وتجعل الأفراد يتقمصون إزاءها مواقف معينة، وسلوكات تميزهم عن بعضهم البعض. ومن ثمة نفهم أن إنسانية الإنسان تتوقف ـ في منظور الخطاب السوسيوثقافي ـ على وجوده داخل محيط اجتماعي، لكونه لا يتوفر على غريزة خاصة بالنوع الإنساني . فإذا عزلنا الإنسان عن بني جنسه يصبح كائنا غريبا ( لوسيان مالصونL. Malson"أطروحة الأطفال المتوحشون" ). فلا يمكن تفسير أنظمة القرابة -مثلا – بالغريزة الجنسية لأنها تخضع إلى قانون ثقافي ألا وهو قانون تحريم الزواج من المحارم. وعلى هذا الأساس فإن الأسبقية تعطى للثقافي على حساب الطبيعي. فالثقافي هو الذي يوجه الطبيعي ويؤطره (ليفي ستروس Lévi-Strauss).

كما أكدت مارغريت ميد M. Meadأن لا علاقة لشخصية كل من الرجل والمرأة بالطبيعة (الفطرة)، لأنها وقف على التنشئة الاجتماعية. حيث وجدت هذه الباحثة الأنثروبولوجية ثلاث قبائل في "غينيا الجديدة" تتميز فيها شخصيتا الرجل والمرأة عن الخصوصيات التي نعرفها في مجتمعاتنا. ففي قبيلة "أرابش"، وجدت أن شخصية الرجل شخصية سلبية ووديعة وطيعة وكذلك حال المرأة. وفي قبيلة "موندوجومر"، وجدت أن شخصيتا الرجل والمرأة تتسمان بالغلظة والطبع الخشن… أما في قبيلة "تشامبولي" وجدت أن شخصية الرجل ذات طبع لين ومسالم. فالرجل هو الذي يهتم بتربية الأطفال والرقص ويرعى البيت؛ أما شخصية المرأة فإنها تتسم بالخشونة والتسلط. فالمرأة هي التي تهتم بالصيد وتسير المجتمع رغم أن النظام الاجتماعي أبيسي.

وانطلاقا من هذا يتأكد أن الخطاب السوسيوثقافي يبين أن شخصية الفرد تتوقف على نوعية المجتمع الذي يترعرع داخله.

3 ـ الفرد ودوره في بناء شخصية
منذ بداية القرن 19ظهرت فلسفات مهدت إلى بروز العلوم الإنسانية وتؤكد حتمية الوجود الإنساني، وسلبية الفرد في اختيار مصيره. فهذا ماركس ـ مثلا ـ يقول :"ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم؛ بل إن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم". وقد تطور هذا التصور في فلسفات مختلفة كالبنيوية التي اعتبرها روجيه غارودي "فلسفة موت الإنسان" لأننا نجد – مثلا – ليفي ستروس يقول بوجود بنيات اقتصادية واجتماعية تعمل بمعزل عن الأفراد وخارجا عن إرادتهم، ونجد كذلك ألتوسير Althusser يقول بضرورة التعامل مع الناس داخل وحدات الإنتاج كرموز لا كأشخاص.. وكان هذا انعكاسا لبروز العلوم الإنسانية التي اتخذت الإنسان كموضوع لها وحاولت بعض المدارس التعامل مع الإنسان بمناهج العلوم الطبيعية، حتى تضمن لنفسها التعامل الموضوعي مع الظواهر الإنسانية.

هكذا حاولت العلوم الإنسانية أن تعتبر الشخصية – بشكل أو بآخر – نوعا من المنتوج الحتمي الذي نستطيع التعامل معه بموضوعية، لذا نسجل التقاء الخطابين (السيكولوجي والسوسيوثقافي) في كثير من الجوانب. فهذه السلوكية – مثلا – تعتبر الشخصية نتيجة لعوامل موضوعية وفرناها لها عن طريق التربية والتعود… وهذا فرويد يعتبر بعض مكونات الشخصية (الأنا والأنا الأعلى) نتيجة للتفاعل مع المحيط الاجتماعي، وذلك ما يفسر التأثير المتبادل وبالتالي بروز مفاهيم جديدة تؤكد التكامل بين الخطابين : العقل /أو الضمير/ الجمعي (دوركايم) اللاشعور الجماعي (يونج)، اللاشعور البنيوي (ليفي ستروس) …الخ.

إن اعتبار الشخصية منتوجا حتميا يعني إلغاء كل فردانية وحرية في سلوك الشخصية. وهذا فعلا ما يدفع بنا إلى التساؤل التالي : ألا يملك الفرد دورا في بناء شخصيته؟

لقد اطلعنا على أطروحات تؤكد ارتباط الشخصية بالوعي، لكن هناك أطروحات أخرى لا تعتبر الشخصية إدراكا واعيا وسلبيا فقط؛ وإنما تعتبر الشخصية وعيا إيجابيا وبناء يؤسسه الفرد نفسه. فليست الشخصية مجرد إنتاج يتصرف ضمن علاقات مستقلة عن إرادته كما يقول بول هودار،وإنما هي تفاعل دينامي واع يبنيه الفرد ويوجهه. وفي نفس التوجه يرى برغسون أن الشخصية ديمومة مطلقة تعتبر فيها كل مرحلة حاضرة تجربة جديدة محكوم عليها بالتجاوز. ومن ثمة تكون الشخصية بناء مستمرا يختاره الفرد بوعي منه. فالشخصية ليست إنتاجا هندسيا، لأن النتيجة الهندسية نتيجة مستوحاة من فرضيات لا يختارها الفرد وتفرض نفسها على الجميع. أما الحياة فإنها إمكانات متعددة ومختلفة، لو افترضنا أنها تكررت لا يعني ذلك بالضرورة أننا سنجد استجابات متكررة ومتماثلة.

أما سارتر فيعتبر الحياة اختيارا قلقا لأن الشخصية مشروع مستقبلي يستدعي من الفرد تجاوز وجوده الحاضر. كما أن الإنسان، حينما يبني شخصيته، فإنه يبني الإنسانية جمعاء. وهكذا يكون الإنسان باستمرار أمام سلسلة لا متناهية من الإمكانات، يوجه شخصيته نحوها، فيختار بعضها دون البعض الآخر. وما الاختيار إلا ممارسة واعية يقوم بها الفرد بكامل الإرادة والحرية. وعلى هذا الأساس يتضح أن البعض ينسى أن الشخصية ظاهرة واعية، لا يمكن أن تخضع لأي قوانين حتمية، لأنها تتسم بالاستمرارية، التغير، والتجدد.

كاستنتاج عام نقول : إن الشخصية تفاعل دينامي بين الإرث والتراث، بين الطبيعي والثقافي، بين النفسي والاجتماعي… وما تعدد التعاريف واختلاف الدلالات إلا دليل على صعوبة دراسة الشخصية. وهذا لا يعني أن الشخصية ظاهرة متعالية عن كل بحث موضوعي، لأن ذلك تشكيك في علمية العلوم الإنسانية.إلا أنه لا يجب أن ننسى أن الظاهرة الإنسانية تختلف عن الظاهرة الطبيعية، ومن ثمة نفهم بأن الشخصية ليست ظاهرة محنطة. فالدراسة العلمية للشخصية تساهم في بلورتها نحو الأفضل، وتجنبها السقوط في كثير من الأمراض السيكولوجية والاجتماعية، وتعينها على التمرد والتجدد وبناء مستقبلها بكامل الوعي والحرية والإرادة والمسؤولية.

ملـحق

الكبح : إيقاف الرغبة ومنعها من التحقق.
الميكانيزمات الدفاعية : تسمى كذلك "حيل التوافق" أو "الحيل الدفاعية" وهي مجموع الميكانيزمات التي تلجأ إليها الأنا للتخفيف من حدة التوتر والصراع النفسيين. ومن أهمها نذكر :
التبرير : وهو حيلة بموجبها يقوم الأنا بطريقة لاشعورية بتبرير الأخطاء والهفوات حتى لا يحس بعقدة الذنب وبالتالي عقاب الأنا الأعلى فيبرر بالظروف أو سوء الحظ ..
الإسقاط : وهو حيلة بموجبها يقوم الأفراد بإسقاط عيوبهم وهفواتهم على الآخرين. فالمرتشي ير ى أن جميع الناس مرتشون. وقس على ذلك …
النكوص : هو حيلة بموجبها يتراجع البناء النفسي للشخصية بطريقة لاشعورية إلى مرحلة سابقة من نموها. مثلا المراهقة المتأخرة، أو تصابي الشيخ …إلخ.
الإعلاء : ويسمى كذلك "التصعيد" أو "التسامي". وهو حيلة لاشعورية بموجبها يقوم الفرد بتفريغ مكبوته في أعمال سامية ونبيلة تحظى بإعجاب المجتمع : كالرياضة، والفن، والنجاح الدراسي والمهني .. إلخ.
التحليل النفسي : هو منهج المدرسة اللاشعورية لذا تسمى كذلك بمدرسة التحليل النفسي. وتهدف من خلاله سبر أغوار اللاشعور ؛ كما تعتبره طريقة علاجية وإعادة تربية لأنه يمكن من إعادة دمج الفرد داخل المجتمع. ويتألف هذا المنهج من عدة طرق نذكر أهمها فيما يلي :
التنويم المغناطيسي : هو تنويم إيحائي، عن طريقه يتم إيهام الفرد بأنه نائم حتى يتمكن المحلل النفسي من سؤاله.
التداعي الحر : هو طريقة يتم بموجبها جعل الفرد يتكلم بطلاقة وبحرية بحيث يترك أفكاره تتداعى دون أن يفكر في أهميتها أو يخضعا لترتيب زمني أو منطقي …
تحليل وتأويل تجليات اللاشعور : تعتقد مدرسة التحليل النفسي أن الرغبات المكبوتة في اللاشعور ليست ميتة، لأنها في غليان مستمر وحركة دائبة تنظر ضعف رقابة الأنا لتفصح عن نفسها. ونظرا لأهمية معرفة المكبوت في علاج الشخصية والتعرف عليها فإن المحلل النفسي يولي أهمية كبرى إلى الطرق الملتوية والرمزية التي تستعملها المكبوتات للتعبير عن محتوى اللاشعور ، وتسمى هذه الطرق تجليات اللاشعور.. [كالأحلام، والنسيان، وفلتات اللسان، والكتابة (أو الرسم) على الجدران أو الطاولات …إلخ، وإضاعة الأشياء أو تحطيمها .. إلى غير ذلك من التجليات].




رد: درس في الفلسفة حول الشخصية للسنة الثالثة

مششششششششششكورعلى الموضوع




رد: درس في الفلسفة حول الشخصية للسنة الثالثة

الونشريس




رد: درس في الفلسفة حول الشخصية للسنة الثالثة

شكرا الموضوع




رد: درس في الفلسفة حول الشخصية للسنة الثالثة

شكراا لكما على المرور




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

هل معيار القيم الأخلاقية العقل أم المنفعة؟

هل معيار القيم الأخلاقية العقل أم المنفعة؟


الونشريس

هل معيار القيم الأخلاقية العقل أم المنفعة؟
طرح المشكلة
إن مشكلة أساس القيمة الخلقية هي من أقدم المشكلات الفلسفية واعقدها التي اختلف حولها الفلاسفة والمفكرين منذ فجر التاريخ وتناولوها.رغم اختلاف أرائهم واتجاهاتهم الفكرية .فهل تتأسس الأخلاق على العقل ام على المنفعة؟
عرض الأطروحة
يعتقد أنصار الاتجاه العقلي وفي مقدمتهم الألماني كانط أن العقل هو الأساس والمصدر لكل قيمة خلقية. لأنه الوسيلة التي يميز بها الإنسان بين الخير والشر. وهو الذي يشرع ويضع مختلف القوانين والقواعد الأخلاقية التي تتصف بالكلية والشمولية أي تتجاوز الزمان والمكان . ويرى كانط أن الأفعال الحسنة هي أفعال حسنة في ذاتها والأفعال السيئة هي أفعال سيئة في ذاتها وقد اعتبر كانط الإرادة الخيرة (النية الطيبة)الدعامة الأساسية للفعل الأخلاقي والشرط الذي ينبغي توفره في الإرادة هو الواجب ولهذا تسمى الأخلاق الكانطية –أخلاق الواجب .وفي هذا يقول (إن الفعل الذي يتسم بالخيرية الخلقية فعل نقي خالص فكأنما هو قد هبط من السماء ذاتها) وما نستنتجه أن الواجب عند كانط أمر مطلق ,وان العقل العملي هو مصدر لكل قيمة أخلاقية وليست هناك أي سلطة خارجية تفرض نفسها على الإنسان, والأحكام العقلية توافق الأحكام الشرعية ,الدين جاء مخبرا عما في العقل(رأي المعتزلة) أولوية العقل على الشرع – -جميع الناس يملكون بالفطرة المبادئ العقلية – الأحكام العقلية أحكام عالمية يقول ديكارت (العقل هو اعدل قسمة بين الناس .)وهذا بالإضافة إلى أن المجنون لا يستطيع التميز بين أفعال الخير والشر وهذا لافتقاده العقل ., والله سبحانه وتعالى رفع القلم عن الصبي والنائم والمجنون لأنهم لا يملكون العقل

النقد: إن الأخلاق الكانطية أخلاق متعالية ومثالية ومن الصعب تطبيقها على ارض الواقع .واخلاق كانط مرتبطة دوما بالإرادة الخيرة وهذا ما لا يتوفر عند البعض من بني البشر.وإذا كان العقل هو المقياس الوحيد للأخلاق فكيف نفسر اختلاف الإفراد حول القيم الأخلاقية ما دام العقل هو اعدل قسمة بينهم .
عرض الأطروحة الثانية:

عرض منطقهم المنفعة هي أساس القيم الأخلاقية.
مسلماتهم:
إن أفعال الإنسان لا تكون خيرا إلا إذا حققت له منافع .وان أدت إلى ضرر او عطلت نفعا كانت شرا .وبهذا تكون القيمة الخلقية للأفعال الإنسانية متوقفة على نتائجها وأثارها الايجابية .ويعتقد (ارسيتبوس )إن اللذة صوت الطبيعة اذ تفرض نفسها على كل الأفراد .وما عليهم إلا أن يخضعوا لها دون حياء أو خوف من أوضاع المجتمع وقيوده لان اللذة القصوى هي الغاية الوحيدة للحياة بل هي مقياس كل عمل أخلاقي .إنها الخير الأعظم ومقياس كل القيم .ويقول (ابيقور)-إن الناس ينشدون في حياتهم اللذة بدافع فطري -. ولهذا اعتبر اللذة هي الخير الأسمى الألم هو الشر الأقصى .أما جرمي بنتام فقد نظر للأخلاق نظرة تجريبية ويرى أن الإنسان بطبعه يميل إلى اللذة ويتجنب الألم ويبحث عن المنفعة ويتحاشى المضرة وهذا يعني حسبه أن الأفعال التي تتولد عنها اللذة أو المنفعة تعتبر أفعالا خيرة .أما الأفعال التي يتولد عنها الألــــــــم أو المضرة فهي أفعال شريرة .وهو نفس الطرح تقريبا الذي ذهب إليه مواطنه (جون ستيوارت ميل )إلا انه اختلف معه في مسألة تقديم المنفعة الخاصة عن العامة .إذ أن الخير عنده يتمثل في ضمان اكبر سعادة للجماعة عوض الفرد.
نقد
لا يمكننا إقامة الأخلاق على أساس المنفعة . لان منافع ومصالح الناس مختلفة ومتضاربة.وما يحقق منفعة لي قد يكون مضرة لغيري ولهذا يقال (مصائب قوم عند قوم فوائد)فالحروب ينتج عنها الكثير من الأضرار والخسائر لدى البعض ولكن لدى البعض الأخر -تجار الأسلحة- هي فرصة للربح لا تعوض ،كما ان ربط القيم الأخلاقية باللذة والألم يحط من قيمة الإنسان .وينزله لمرتبة الحيوان.

الخاتمة:
بالرغم من الاختلاف الظاهر حول الأسس التي يقوم عليها الفعل الخلقي إلا أنها تبقى في حقيقة الأمر أسسا متكاملة ومتداخلة يصعب فصل بعضها عن بعض .ويمكن القول إن الفعل الخلقي الحسن هو ما أمرنا به الشرع ويتقبله العقل ويحقق منافع مشتركة للبشر ولا يعارض العادات والتقاليد الاجتماعية




رد: هل معيار القيم الأخلاقية العقل أم المنفعة؟

شككككككررررررررررررراااااااااااا على المقالة الفلسفية جوزيت خيرا




رد: هل معيار القيم الأخلاقية العقل أم المنفعة؟

كل عام وأنتم بخير




رد: هل معيار القيم الأخلاقية العقل أم المنفعة؟

جزاك الله خيرا على مجهودك




رد: هل معيار القيم الأخلاقية العقل أم المنفعة؟

شكرا على المجهود




رد: هل معيار القيم الأخلاقية العقل أم المنفعة؟

لك جزيـــل الـشــكر و الاحتــــــرام علـــــى مجهـــــــــــــــــــــودك




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي


الونشريس

الونشريس

السؤال المشكل.. هل استطاعت الرأسمالية أن تحرر الإنسان من العبودية ؟

.. المقدمة وطرح المشكلة

لقد عرف الإنسان عدة أنظمة اقتصادية وأول نظام عرفه هو ذلك التنظيم الإقطاعي الذي لم يكن عادلا في مجمله الأمر الذي أدى إلى البحث عن نظام اقتصادي لعله يصل بالإنسانية إلى الكرامة المطلوبة اقتصاديا واجتماعيا ومن هنا نشا خلاف بين نظامين الأول يعتقد بالملكية الخاصة والثاني يرى بالملكية الجماعية ومن هنا كل نظام ادعى الحقيقة ومن هذا المنطلق نقف عند السؤال المشكل .. هل نظام الاقتصاد الحر سبيل كاف لتحقيق حرية وكرامة الإنسان ؟

.. التحليل ومحاولة حل المشكلة

الأطروحة ..

استطاعت الرأسمالية من تحرير الإنسان من العبودية
يرى أنصار الأطروحة وهم أصحاب الاتجاه الاقتصادي الحر أن الملكية الفردية أساس اقتصادي يمكن الإنسان من التحرر ويرمي هذا التنظيم إلى الإيمان بالفرد بشكل مطلق ويكفل بصفة طبيعية مصلحة المجتمع. البرهنة .. يبرهن أنصار الأطروحة على فكرتهم بحجة أن الملكية الفردية هي سبيل لتحقيق كرامة وحرية الإنسان انطلاقا من تقديس الحرية وما يتبعها من حريات سياسية وفكرية وشخصية الأمر الذي فتح الباب للتملك والإنتاج على ضوء خدمة مصالحه وهذا ما سعى إليه الفيلسوف الاقتصادي " ادم سميث" قائلا " دعه يعمل اتركه يمر " ووفق هذا الشعار انطلق الفرد في تحقيق كرامته وسعادته ولن يتأتى ذلك إلا يوم تكف الدولة عن التدخل وتترك القوانين الاقتصادية تسير في مجالها الطبيعي وبذلك ينظم الاقتصاد نفسه ويهدف إلى خير المجتمع ولن يحصل ذلك إلا إذا كانت المصلحة الخاصة أساس الاقتصاد واعتماد مبدأ التنافس لتحقيق العدالة ويعود الأمر على الاقتصاد بالرفاهية من اجل كسر قيود الاستغلال وأي قضاء على مبدأ التنافس هو قضاء على الفكر بل على العقل الإنساني وهكذا يتحقق الخير العام وعلى هذا الأساس تتنافس ثلاث طبقات لاظلم فيها ولا إجحاف وهذه الطبقات أساسها الرأسمالي وثانيا الصناع مالكي وسائل الإنتاج بأنفسهم وثالثا الأجراء أي يستخدمون ذواتهم للوصول إلى تحقيق رغباتهم لا يملكون سوى الطاقة والقدرة على العمل ومن هنا فالفرد هو المحور الذي يدور حوله النظام الرأسمالي .

نقد الأطروحة

يبدو أنصار الأطروحة قد اقتنعوا بفكرة الملكية الخاصة كسبيل في تحقيق كرامة الإنسان وتخليصه من المعتقدات القديمة إلا أن الواقع لا يتفق مع هذه الفكرة فالرأسمالية قد طغت عليها عملية الاستغلال والاستبداد بالفرد بحيث بقي القوي مستمتعا يباشر النفوذ على الضعفاء الذين هم أيضا أحرار .

نقيض الأطروحة ..

الاقتصاد الاشتراكي كفيل بتحقيق كرامة وحرية الإنسان
يرى أنصار الأطروحة وهم أصحاب المذهب الاشتراكي أن النظام العام هو أفضل سبيل إلى تحقيق ما عجز عنه النظام الرأسمالي انطلاقا من ملكية hتامة للدولة
البرهنة.. يبرهن أنصار الأطروحة على تصورهم هذا بحجة القضاء على الطبقية وبغرض تحقيق العدالة وهذا بتوجيه الاقتصاد إلى الأفضل عن طريق المال الثابت والمتغير "المواد المستخدمة والمال " هذا ما أعلن عنه كارل ماركس " إن بطلان الرأسمالية وفسادها وعدم نجاحها في تحقيق العدالة دليل كاف على صلاحية الاشتراكية في تحقيق كرامة الإنسان "

معنى ذلك أن الاشتراكية جا ءت لتتجاوز الاستلاب الذي ما رسته الأنظمة السابقة والحياة الاجتماعية عبارة عن صراع بين متناقضات كثيرة وكل وضع اجتماعي هو ظاهرة مادية خالصة ومن شان ذلك أن يقضي على الطبقية بحيث يبقى الصراع مستمرا إلى غاية أن تحي الإنسانية طبقة واحدة وفي هذا الوقت يسود السلام وتتحقق العدالة ويركز ماركس على ثلاث نقاط إلغاء الملكية الفردية ؛ وتسليم الثرة للدولة وثانيهما توزيع المنتوج حسب الحاجة ؛ وثالثا تخطط الدولة للاقتصاد في التوفيق بين الحاجة والإنتاج ويتلخص الأمر في النص القائل "لكل حسب قدرته ولكل حسب حاجاته " معنى ذلك أن لكل فرد حاجات طبيعية لا غنى عنها فهو مسخر للجميع بكل طاقاته وبالتالي يتمكن المجتمع من تحقيق كرامة الإنسان ولا يقع في نفس الأمراض التي وقع فيها الرأسمالي .

نقد نقيض الأطروحة

إن العلاج الذي قدمته الاشتراكية لا يكفي للقضاء على العبودية والفساد الاجتماعي بل كرس ظلما جديدا بحيث تتجلى الصورة وهي تضحية الفرد لمجتمعه دون مقابل ومنه يتوجه الاقتصاد الاشتراكي إلى غايات لا تخدم الفرد والمجتمع .

التركيب

بعد عرض الأطروحتين يتبين أن الرأسمالية قد حررت الإنسان نسبيا إلى جانب الاشتراكية التي غيرت من محتوى الرأسمالية ومهما يكن فالتوجه إلى اقتصاد عادل يكون أفضل وهو الإسلامي في إطار التكافل الاجتماعي ؛ ولذلك يكون الاقتصاد العادل يكون في الموازنة بين الفرد والمجتمع في إطار من القيم الخلقية والروحية وينظر إلى الإنسان كغاية لا كوسيلة وفي ذلك مراعاة لحقوق الجميع دون تمييز أو استثناء بسبل مشروعة لا يوجد بها استغلال أو استلاب لتكوين إنسان فاضل يصلح لعمارة الأرض .

الخاتمة وحل المشكلة

إذن ؛ الاقتصاد العادل هو الذي يحرر الإنسان من العبودية والظلم ومهما يكن النظام المستخدم يبقى الهدف هو الحفاظ على إنسانية الإنسان وفي ذلك اهتمام بالأخلاق لأنها السبيل الأمثل لتطوير حياة البشر في ممارسة العمل الذي له أبعاد فلسفية يحققها .

الاستاذ بن حليلم شوقي ثانوية ميلود بومشرة امامة تلمسان




رد: مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

الونشريس




رد: مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

تشرفت بمرورك اخي الكريم




رد: مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

الونشريس




رد: مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

تشرفت بمرورك الرا ئع




رد: مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

شكرررررا




رد: مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

شكرا على مرورك




رد: مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

الونشريس




رد: مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

الونشريس




رد: مقالة جدلية بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

شكرا أستاذنا على العمل الرائع




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

هل كل معارفنا الإدراكية حول العالم مصدرها الإحساس ؟

هل كل معارفنا الإدراكية حول العالم مصدرها الإحساس ؟


الونشريس

المقدمة /لا يمكن التكيف مع العالم الخارجي الا بادراك حقيقة مايحتويه هذا العالم من أشياء لذلك اهتم الفلاسفة بمشكلة الإدراك غير أن مواقفهم جاءتمتعارضة فــ:
هل علاقتنا بالعالم الخارجيتتم عن طريق الإحساس أم الإدراك ؟ و هل كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرهاالإحساس ؟

االنظرية الحسيـــة/ معارفنا الإدراكية تنبع كلها منالإحساس وبه تتحدد علاقتنا بالعالم الخارجي . قد ذهب الرواقيون و على رأسهمزينونالى القول أنالعقل لا يمكن له أن يؤسس معرفة ان لم يستمدها من الحس


*الدليل / الحواس هي النافذة التي نطل بها علىالعالم الخارجي ، ومن فقد حاسة ، فقد المعاني المتعلقة بها ، فالبرتقالة مثلا ، يصلإلينا لونها عن طريق البصر ، و رائحتها عن طريق الشم ، و طعمها عن طريق الذوق ، وملمسها عن طريق اللمس ، فلو تناول هذه البرتقالة كفيف البصر يدرك كل صفاتها الالونها ، فالكفيف لا يدرك الألوان ، و الأصم لا يدرك الأصوات ، فلولا الحواس لما كانللأشياء الخارجية وجودا في العقل

إذن فكرتنا عن العالم الخارجي ليست سوى مجموعة من الإحساساتتحولت بحكم التجربة الى تصورات ،فالمعرفة تكتسب بالتدريج عن طريق الاحتكاك بالعالمالخارجي و ما تحدثه الأشياء من آثار حسية و بالتالي لا وجود لأفكار فطرية أو مبادئقبلية سابقة عن التجربة يقول جون لوك J.Loock (لنفرض أن النفس صفحة بيضاءفكيف تحصل على الأفكار ؟ إني أجيب من التجربة ، و منها تستمد كل مواد التفكير

النقد/ رغم أن الحواسضرورية للاتصال بالعالم الخارجي إلا أنها غير كافية للإطلاع على حقيقة هذا العالمفالكثير من الأمور تغيب عن شهادة الحواس و تحتاج الى إدراك عقليكالصورالمجردة والعلاقة الثابتة بين الأشياء ، بالإضافة إلى أن الحواس مصدر غير موثوق فيالمعرفة

ب- النظريةالعقليــة/ إن معارفنا الإدراكية لا تنبع من الإحساس بل منالعقل كما جاء في رأي العقلييـن
*الدليل / لان الحواس لا تدرك الحقيقة و لاتحقق معرفة مجردة التي يحتاجها التفكير ، التفكير يقوم على الكليات و هي صور مجردةتدرك بالعقل مثل صورة الإنسان و صورة الحيوان و صورة المعدن… .بينما الحواس لاتدرك الا الجزئيات و لا ينبغي أن نثق بالحواس لأنها مصدر غير موثوق و أحسن دليل علىذلك هو الخداع البصري ، ألا نرى البحر ملتصق بالسماء لما ننظر في الأفق ؟ ألا تبدوالعصا المغموسة في الماء منكسرة؟ ألا نرى الجسم يكبر كلما اقترب منا و يصغر كلماابتعد عنا فالمعرفة الحسية كثيرا ما تكون خاطئة .يقول الفيلسوف الفرنسي رينيهديكارت R.Descarte (أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أن أراهبعيني) لذلك يميز العقليون بين الاحساس و الادراك على أساس أن الإحساس هوعملية أولية بسيطة تتعلق بنشاط الحواس ، أما الادراك هو عملية ذهنية مركبة تحللالمعطيات و تؤول بعضها حتى تعطي لها دلالة أو معنى . و من العوامل الذهنية المدعمةللإدراك الذاكرة حتي قيل " إننا ندرك بذاكرتنا " مثلا عندما ندخل قسما و نرىمعادلات في السبورة ندرك أنه درس رياضيات لمعرفتنا السابقة بهذه المادة ،أما الجاهلبهذه المادة يرى ما نرى لكنه لا يدرك ما ندرك . و العقل في نظر العقليين مزود منذالفطرة بشروط المعرفة و هي عبارة مبادئ قبلية سابقة عن كل تجربة كمبدأ الهوية والتناقض و الثالث المرفوع و السببية و غيرها ، تعمل على تحليل ما يأتينا من العالمالخارجي ، و إدراك حقيقته .(+ دليل المكعب + البعد الثالث + تجربة شزلندن و ادراكالمسافــة ) كلها أمثلة تدعم رأي العقليين .

النقد/ عندما نفكر لا نصيب دائما مما يعني أن الفكر غيرمعصوم من الخطأ ، و الحواس رغم أنها لا تقدم لنا معرفة يقينية أحيانا ، الا أنهاتبقى ضرورية من أجل الاتصال بالعالم الخارجي ، و لو كانت المعرفة فطرية لكانت واحدةعند الجميع لكن الواقع يثبت أنها متفاوتة

التركيب / استطاعتالنظرية النقدية للفيلسوف الالماني ان تجد توفيقا بين راي العقليين و رايالتجريبيين ، بحيث أن الحواس تمكننا من الاتصال المباشر بالعالم الخارجي ، فتمدالعقل بمعطيات المعرفة ليقوم هو بتنظيمها و تحليلها فيعطي لها دلالة و معنى يقول فيهذا الصدد( الحدوس بدون مفاهيم عمياء ، و المفاهيم بدون حدوسجوفاء)


الخاتمة/ انطلاقا من التكاملالموجود بين الحواس و العقل يمكن القول أن علاقتنا بالعالم الخارجي تتوقف علىالاحساس و الادراك معا ، و أي خلل يحدث في احدى الوظيفتين يؤثر سلبا على هذهىالعلاقة .




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

التمييز بين الإحساس و الإدراك

التمييز بين الإحساس و الإدراك


الونشريس

ملف حول التمييز بين الإحساس و الإدراك

التحميل من الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
F322-PH2c1.pdf‏  76.3 كيلوبايت المشاهدات 146


رد: التمييز بين الإحساس و الإدراك

اخي هناك مشكل في الملف لديك الكتابة عير واضحة نرجو منك التوضيح
و السلام وعليكم و رحمة الله تعالى وبركاته


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
F322-PH2c1.pdf‏  76.3 كيلوبايت المشاهدات 146


رد: التمييز بين الإحساس و الإدراك

ششششششككككرا للك


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
F322-PH2c1.pdf‏  76.3 كيلوبايت المشاهدات 146


التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالة فلسفية حول الأخلاق

مقالة فلسفية حول ….الأخلاق


الونشريس

الموضوع :السؤال المشكل.إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة (إن المجتمع هو النموذج والمصدر لكل سلطة أخلاقية)أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها فما عساك إن تفعل ؟
الاجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــابة
طرح المشكلة مقدمة
إن مشكلة أساس القيمة الخلقية هي من أقدم المشكلات الفلسفية واعقدها التي اختلف حولها الفلاسفة والمفكرين منذ فجر التاريخ ،وتناولوها وفقا لأرائهم واتجاهاتهم الفكرية,ومن ابرز هذه الاتجــاهات .الاتجاه الاجتماعي الذي يرجع أصحابه أساس القيم الخلقية إلى سلطة المجتمع .فكيف يمكننا إثبات أن المجتمع هو المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية؟
محاولة حل المشكلة
عرض منطق الأطروحة
ينطلق أنصار المدرسة الاجتماعية وفي مقدمتهم الفرنسي (دوركايم)من إن القيم الأخلاقية بمختلف أنواعها وأشكالها سببها المجتمع ,وما سلوك الأفراد في حياتهم اليومية إلا انعكاس للضمير الجمعي الذي يُهيمن على كل فرد في المجتمع .وفي هذا يقول –دوركايم –(إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم )ومنه فان المجتمع هو المنبع والأساس الوحيد للقيمة الأخلاقية .وكل فعل يقوم به الفرد خارج الأطر والقوانين الاجتماعية لا تكون له أية قيمة في المجتمع .وكل من يحاول التمرد على الأعراف والعادات الاجتماعية يُعَرضُ نفسه لاستهجانه وسخطه .ومن هنا كان للقيمة الخلقية قوة مؤثرة في الفرد فهو يستجيب لها راضيا أو كارها ولهذا يقول دوركايم –إذا استنكر احدنا الفاحشة فلان المجتمع استنكرها – ويقول أيضا *…..لا بُد أن تكون أخلاق الفرد هي الأخلاق التي يتطلبها المجتمع بالضبط .إذ أن أي فعل لا يقره المجتمع على انه أخلاقي مهما كان نوعه لا يمكن أن يكسب فاعله أي قدر من الهيبة والنفوذ……..
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية
إن الأفراد المتمردون على القيم الاجتماعية وعند قيامهم بأي تصرفات منافية للقيم الاجتماعية يقومون بها بعيدا عن أعين المجتمع .فالسارق لا يمكنه أن يسرق شيئا إذا اعتقد أن غيره يراه .كما أن الواقع يؤكد بان سلطة المجتمع على الكثير من الأفراد أعلى من سلطة الشرع والعقل معا بدليل إن السواد الأعظم من البشر يلتزمون اشد الالتزام بالأوامر والنواهي الاجتماعية .بينما يقل التزامهم بالتعاليم الشرعية ..بالإضافة غالى أن الطفل ومنذ نعومة أظافره يحتك بالمجتمع من اجل اكتساب القيم الأخلاقية فيُقَوم ويُعَدل سلوكا ته وفقا لأوامر ونواهي المجتمع.
نقد خصوم الأطروحة
يرى أنصار الاتجاه العقلي وفي مقدمتهم الألماني كانط أن العقل هو الأساس والمصدر لكل قيمة خلقية لأنه الوسيلة التي يميز به الإنسان بين الخير والشر.وهو الذي يُشَرع ُ ويضع مختلف القوانين والقواعد الأخلاقية التي تتصف بالكلية والشمول أي تتجاوز الزمان والمكان .وقد اعتبر كانط الإرادة الخيرة الدعامة الأساسية للفعل الأخلاقي والشرط الذي ينبغي توفره في الإرادة هو الواجب ولهذا تسمى الأخلاق الكانطية- أخلاق الواجب –
وفي هذا يقول( إن الفعل الذي يتسم بالخيرية الخلقية فعل نقي خالص ,وكأنما هو قد هبط من السماء ذاتها)
ولكن أنصار هذا الاتجاه لا يستطيعون تفسير اختلاف القيم الأخلاقية بين الأفراد رغم ان العقل هو اعدل قسمة بين الناس .,كما انه ليس كل البشر يملكون الإرادة الخيرة .وهذا الإضافة إلى أن الأخلاق الكانطية هي أخلاق متعالية مثالية ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع
حل المشكلة
إن المجتمع يمدنا بمختلف القيم والقوانين الأخلاقية وهو سلطة متعالية على جميع الأفراد .و المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية فالأطروحة صحيحة في سياقها ونسقها




رد: مقالة فلسفية حول ….الأخلاق

المقاله هي المطلوبه شكرا لكم




رد: مقالة فلسفية حول ….الأخلاق

شكراااااااااااااااااااااااا




رد: مقالة فلسفية حول ….الأخلاق

مرسييييييييييييييييييي




رد: مقالة فلسفية حول ….الأخلاق

الونشريس




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

تكنولوجيا الإعلام والاتصال في الدرس الفلسفي

تكنولوجيا الإعلام والاتصال في الدرس الفلسفي


الونشريس

السلام
الملف مرفق




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

الجزء الاول من درس الذاكرة والخيال / نلتقي مع الخيميائي

الجزء الاول من درس الذاكرة والخيال / نلتقي مع الخيميائي


الونشريس

المادة: فلسفة
المحور: في ادراك العالم الخارجي
المجال: في الذاكرة و الخيال
المقدمة: (طرح الاشكالية)

يمتاز الانسان عن بقية الكائنات الاخرى بالقدرة على استخدام ماضيه والاستفادة منه للتكيف مع مايواجهه من ظروف في حياته ،فهو لا يقتصر على المعطيات الراهنة المتمثلة في عناصر المشكلة الماثلة أمامه وفي الامكانيات الحاضرة التي تثيرها فينا طبيعة هذه المشكلة الجزئية الخاصة بحيث يكون سلوكه تجاهها مجرد رد فعل حتمي تمليه عليه الغرائز أمام المثيرات الراهنة، بل غالبا ما يعمد الى الاستعانة بتجارب ومكتسات الخبرة الماضية و استرجاعها كلما اقتضت الحاجة للاستفادة منها . هذه الاخير يعرف في الادبيات النفسية بالتذكر، وهو عملية قائمة على الجمع بين الماضي والحاضر في دائرة واحدة، كما يمكن للأنسان وهو يقوم بعملية التذكر التصرف في هذه الذكريات بالاضافة احيانا أو بالحذف احيانا أخرى ، بالاضافة الى أن له القدرة على تجاوز الحاضر والماضي معا، فالانسان كما هو مفطور على ملكة التذكر فهو أيضا مفطور على ملكة التوقع على حد تعبير كولن ولسن، والذي يقوم بهذه العملية المركبة وظيفتان نفسيتان وعقليتان هما التذكر والتخيل اللتان ترتبطان معا وتتدخلان، إذ لا يمكن أن نستغني عن بعض التذكر ونحن بصدد التخيل ، والعكس صحيح ، ولسنا في غنى عنهما ونحن ندرك موضوعات العالم الخارجي.
وانطلاقا من هذا التداخل بين الوظيفتين نتسأل:
ماهي الذاكرة؟ وما طبيعتها؟
وإذا كنا لا نستغني عن العالم الخارجي في نشاطاتنا الذهنية، فإننا في استحضار ذكرياتنا وتحريك خيالاتنا، نبني ونبدعن ولكن لماذا لا يسعنا في بنائنا أو إبداعنا، إعادة معطيات الماضي ولا مدركمات الحاضر كما هي؟
***1030;– كيف يمكن اعتبار التذكر استعادة لما هو ماض من أجل إعادة بناء ما هو راهن؟
ظبط المفاهيم
يعرفها جميا صليبا:" هي القدرة على إحياء حالة شعورية مضت، وانقضت مع العلم والتحقق أنها جزء من حياتنا الماضية.."
يعرفها "جورج ميلر" الذاكرة :" حفظ واستبقاء المهارات والمعلومات السابق اكتسابها" واسترجاعها وقت الحاجة
ومعنى هذا : أن الذاكرة هي مستودع الذ كريات والمعلومات والمعارف التعليمية والمهارات الحركية والاجتماعية المختلفة
أما لالاند في معجمه الفلسفي فيعريفها :" بأنها وظيفة نفسية تتمثل في اعادة بناء حالة شعورية ماضية مع التعرف عليها من حيث هي كذلك "
تعريف عام : هي وظيفة ذهنية تعمل على حفظ الخبرات الماضية، والقدرة على اعادة إحياءها و استرجاعها، قصد التكيف مع الوضع الراهن

وعليه يمكن أن نستنتج:
01- أن الذاكرة عملية نفسية شعورية، تدل على خصوصية انسانية عامة، يتفاوت فيها الافراد بحسب قدراتهم ،
02- من ناحية أخرى نفهم أن الذاكرة ليست مقصورة على وظيفة واحدة بل تشمل مجموعة من و ظائف وهي:
· ثبيت الذكريات: اي عملية تخزين وحفظ المعلومات والنعارف بمختلف أشكالها، بحسب قدرة الذات واهتماماتها و العوامل المحيطة بالموضوع، وهذا يقتضي بالضرورة تعلم الخبرة واكتسابها أولا
· التعرف على الخبرات: التي سبق للذات أن خبرتها وخزنتها، فهي تعرف موضوعات خبرتها، وعناصرها، و ما يصاحب ذلك من شعور بالالفة مع تلك الموضوعات، فنحن نتعرف ونتذكر وجه أصدقائنا القدمى، ونتعرف على ذلك اللحن الموسيقي الذي سمعناه من سنوات مضت،… أي: المعرفة الحاضرة بالخبرة السابقة.
· الاستدعاء: وهو عبارة عن حضور وعودة فكرية، أو شيء أو خبر ما، سبق أن مر بهم الفرد في الماضي، دون مثول هذا الاشياء في الوقت الحاضر، أي استرجاع الذكريات في غياب موضوعاتها الاولية التي أحدثتها، بغرض تكيف الفرد مع ظرف حاظرة.
· أعادة احياء أو بناء المواقف السابقة: أي تذكر شيء وربطه بالموقف الذي أحدثه، وإعادة إحيائه من جديد، برغم المموقف، فهي عملية إحياء لحالة شعورية مضت وانقضت، مع العلم بأنها جزء من حياتنا.
وبناء على هذه الوظائف يمكن القول: أن الذاكرة هي رصيد الانسان، ومجموع ما حصله وأكتسبه من خبرات ومعارف، لا يمكنه أن يبستغني عنها، ولا أن يعيش بدونها، فهي الوسيلة الضرورية لتحقيق التكيف مع الحاضرن ومواجهة مختلف ظروفه، وداففع لتنشيط قدرات الانسان للتعامل مع الاشياء، وادراك الجديد.
والسؤال المطروح:
الى أي حد يمكن اعتبار التذكر بمثابة اعادة بناء ما هو ماض من اجل التكيف مع ماهو راهن؟
– أولا: من الفعالية العضوية الى الفعالية الشعورية:
لم يتفق العلماء على تفسير واحد لعملية التذكر من حيث أنه عملية يتداخل فيها ما هو عضوي و جسمي بما هو نفسي ، فضلا عن أن هناك صعوبة كبيرة في عملية تذكر الاحداث الماضية البعيدة نسبيا، وصعوبة ربط الذكريات بعضها ببعض ربطا يساعد على بناء الماضي، وبهذا فهو جهد فكري تتدخل فيه العضوية والارادة وكل الفاعليات النفسية الاخرى:
هذا ما استدعى اهتمام العلماء والفلاسفة ودفعهم للتساؤل عن طبيعتها. فهل هي ذات طبيعة عضوية مادية أم أنها نفسية شعورية؟
01-الخصائص العضوية للتذكر: ( ريبو ، تين، ديكارت، من الفلاسفة المسلمين نجد إبن سينا،)

ذهبت النظرية المادية ، بوحي من الفكرة الديكارتية القائلة بأن الذاكرة تكمن في :" ثنايا الجسم" ، و بالاستناد الى النتائج التي توصل اليها العلم في القرن التاسع عشرن وخاصة الفيزياء و الكمياء و البيولوجيا، الى تفسير طبيعة التذكر برده الى خصائص عضوية مادية صرفة فعملية تثبيت وحفظ الذكريات، واسترجاعها، مرتبطة بأجهزة بيولوجية، موجودة على مستوى الدماغ و هي المسؤولة على مختلف عمليات الذاكرة، ولهذا اعتبر ريبو :" أن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية، وظاهرة سيكولوجية بالعرض".
وقد كان ريبو 1916 في مقدمة الفلاسفة الذين سيطرت على أرائهم هذه النزعة، فحاول تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا، حيث يقول في كتابه امراض الذاكرة :" الذاكرة حالة جديدة يتم غرسها في الجسم الذي يحتفظ بها لإعادتها" وهذا انطلاقا من ملاحظة بعض الحالات المتصلة بضعف الذاكرة أو بفقدانها الجزئي أو الكلي مثل تلك الحالات المتصلة بالدورة الدموية أو بالهضم ، والتي لها تاثير سلبي على التذكر . كما لا حظ ريبو أن بعض المواد المنشطة للجملة العصبية لها تأثير ايجابي على التذكر، عى اعتبار أن الذكريات مخزونة في خلايا الجهاز العصبي وتثبيتها ناتج عن انطباع اثار المدركات الحسية في هذه الخلايا، واسترجاعها يحدث بفعل تأثير منبهات خارجية مماثلة لها، يقول ريبو:" إدراك الحوادث يترك أثار مادية في الدماغ يمكن إثارتها مرة اخرى" ان معنى دروس الفلسفة التي استوعبها الطالب تنطبع في خلايا جهازه العصبي لتمسي جزءا من ذكرياته، وهو يسترجعها في مناسبات معينة تكون بمثابة منبهات لا سترجاعها
اذن استدعاء الذكريات عند ريبو لا يعني شيئا أكثر من احياء الذكريات الماضية التي انطبعت اثارها في الذهنن والدليل الذي يؤكد ذلك لنا هذه النتيجة هو أن إصابة أي جهة في الجهاز العصبي يترتب عليه فقدان الذاكرة
كما اعتمد ريبو في تعضيد تفسيره المادي للذاكرة على بعض الادلة الحسية منها:
· مأثبتته تجارب بروكا،من أن حدوث نزيف دموي في قاعدة التلفيف الثالث من الجهة الشمالية يولد مرض " الحبسة" أي فقدان القدرة على النطق ، وأن اصابة التلفيف من يسار الناحية الجدارية يولد مرض العمى اللفظي أي عدم فهم معاني الكلمات.
· كما أن حدوث نزيف في الفص الجداري الايمن يحدث فقدان للمعرفة الحسية اللمسية في الجهة اليسرى. فالمصاب لا يتعرف الى الاشياء ولو كان يحس بجميع جزئياتها . ويعطي الدكتور دولي مثال بنت في الثالثة والعشرين من عمرها اصابتها رصاصة في المنطقة الجدارية اليمنى. فهي لا تسطيع ان تتعرف الى الاشياء التي توضع في يدها اليسرى بعد تعصيب عينيها، ورغم أنها بقيت تحتفظ بالقدرة على مختلف الاحساسات اللمسية والحرارية والالمية، وعلى مختلف الفروق في الشدة والامتداد ، فإذا وضع مشط مثلا في يدها اليسرى . وصفت جميع اجزائه وعجزت عن التعرف اليه. وبمجرد أن يوضع المشط في يدها اليمنى فانها تتعرف اليه بسرعة كجميع الناس وهكذا تبدو الذكريات كما لو كانت موضوعة في منطقة معينة من الدماغ حتى إذا ما اصيبت هذه المنطقة بأي أنواع التلف زال معها ما كانت تحتفظ به. فتكون الذاكرة عندئذ مجرد خاصية لدى الانسجة العصبية تسجل بها الانطباعات وتحتفظ بأثارها .

* غير أن هذا الموقف ليس جديدا بل عبر عنه من قبل الفيلسوف الفرنسي تين بقوله:" أنظر الى الدماغ كأنهوعاء يحفظ فيه الذكريات التي تستخرج أثناءالحاجة"
* ويذكرنا هذا بموقف الفيلسوف المسلم ابن سينا في معرض قوله عن الذاكرة:" إنها قوة محلها التجويف الاخير من الدماغ من شأنهاحفظ ما يدركه الوهم من المعاني الجزئية"
* والغريب في الامر أن ديكارت الفيلسوف العقلاني الفرنسي كان يردد:" إن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم" بيد أن وجه الغرابة ينتفي إذا علمنا أن ديكارت يشترط التعرف كصفة جوهرية لأن غياب التعرف يؤدي الى غياب التذكر.
التعقيب:
لقد أثارت هذه النظرية ردود أفعال كثيرة : فهي كما يرى يوسف مراد مبادئ في علم النفس " نظرية ساذجة ، لا تجهل حقيقة الظواهر السيكولوجية فحسب، بل تجهل أيضا حقيقة الظواهر البيولوجية، لأنها نظرت الى ذلك التسجيل على أنه حقيقة واقعية مع أنه مجرد تشبيه"

ومن أشهر نقاد هذه النظرية الفيلسوف الروحي "برغسون" -1941-
ولقد تصدى لنقد هذه النظرية المادية عامة وريبو خاصة الفيلسوف الفرنسي برغسون في جملة من مؤلفاته ك" الطاقة الروحية" و " المادة والذاكرة" يقول: لو صح حقا أن تكون الذى لشيء ما محتفظة في الدماغ لما أمكنني أن أحتفظ لشيء من الاشياء بذكرى واحدة بل بألوف الذكريات أو بملايين الذكريات . ذلك أن الشيء مهما كان بسيطا وثايتا فإن أعراضه تتغير بتغير الزاوية التي أنظر منها اليه، هذا إذا كان الشيء بسيطا ثابتا . فكيف إذا كان شخصا تتبدل هيئته وجسمه وملابسه ؟ ومع ذلك فإن شعوري لا محالة ، يقدم الي صورة وحيدة أو شبه وحيدة. أفليس هذا برهانا على أن المسألة ليست مسألة تسجيل ألي؟
الذي نفى أن تكون الذاكرة من قبيل العادة ، لأن العادة جسمية، بينما الذاكرة نفسية،
أي أن الفعل التعودي هو أسترجاع الاليات المكتسبة، في حين ان التذكر هو استرجاع المعرفة التي تم اكتسابها قبل، وهذا الاختلاف في الطبيعة لا يمنع اكتسابها معا، فعندما اتم حفظ قطعة شعرية تكون أعضاء النطق قد اكتسبت عادة حركية أثناء حفظ الابيات، وهذه عادة لفظية أساسها الجسم،وتكتسب بالتكرار، اذ يكفي لستظهارها أن ننطق بالكلمة الاولى لتتوالى سلسلة الكلمات المترابطة بصفة الية، ولكننا قد نكتسب في نفس الوقت ذكريات عن القطعة المحفوظة، تتعلق بطريقة الحفظ والظروف التي اكتنفتنا ابان الحفظن والمعاني الاساسية وما تثيره من صور وخواطر….الخ. فهذه ذكريات نفسية خاصة تبدو في صور تأمل لماضي نحياه من جديد .
وليس صحيحيا فيما يرى برغسون أن الذكريات تسجل على الجهاز العصبي كما تسجل الذبذبات الصوتية على الاسطوانة مثلما تدعي النظرية المادية، ولا تنهض الحبسة دليلا على أن الدماغ مستودع الذكريات .

اذ قد يحدث أن يستعيد المصاب ذكرياته بسبب مؤثر ما. كما حذث أن مثال نظم شخص كان قد اصيب بالحبسة نفس الاشعار المنسية تقريبا عندما عاود قرض الشعر ،ولو كانت النظرية المادية صحيحة لزالت الذكريات بسب العطب الذي أصاب خلايا الدماغ، ومعنى هذا أن الاصابات الدماغية لا تؤثر على الذكريات النفسية، بل تؤثر على الاليات الحركية، وعندئذ تعاق الذكريات عن الظهور في ساحة الشعور ، ويكون مثلها مثل الثوب المعلق على المشجب، فإذا سقط المشجب لم يعد الثوب معلقا ، ولكنه باق لم يزل، ويخلص برغسون الى القول:" بأننا لا نجد … ذكريات محددة المكان في خلايا معينة من المادة الدماغية، من شأنها أن يزيلها إتلاف هذه الخلايا"
كما أن بعض الصدمات النفسية تؤدي الى فقدان كلي أو جزئي للذاكرة رغم سلامة الجهاز العصبي

يقول الفيلسوف الفرنسي برغسون في جملة من مؤلفاته ك" الطاقة الروحية" و " المادة والذاكرة" يقول: لو صح حقا أن تكون الذى لشيء ما محتفظة في الدماغ لما أمكنني أن أحتفظ لشيء من الاشياء بذكرى واحدة بل بألوف الذكريات أو بملايين الذكريات . ذلك أن الشيء مهما كان بسيطا وثايتا فإن أعراضه تتغير بتغير الزاوية التي أنظر منها اليه، هذا إذا كان الشيء بسيطا ثابتا . فكيف إذا كان شخصا تتبدل هيئته وجسمه وملابسه ؟ ومع ذلك فإن شعوري لا محالة ، يقدم الي صورة وحيدة أو شبه وحيدة. أفليس هذا برهانا على أن المسألة ليست مسألة تسجيل ألي؟

2- الخصائص الشعورية للتذكر : (النظرية النفسية : هنري برغسون)
إن تفسير طبيعة التذكر ووظائفه المختلفة من تثبيت لذكريات واسترجاعها عند اصحاب الاتجاه الروحي الشعورى وعلى راسهم برغسون يرد الى الخصائص الشعورية النفسية، فالذاكرة عملية نفسية واعية قوامها الشعور، فهي جوهر روحي محض، وديمومة شعورية تسجل كل ماعشناه وما مر بنا ويبقى محفوظ وحيا كصور في أعماق النفس ( اللاوعي) ولا يعود الى ساحة الشعور الا عند الحاجة يقول هنري برغسون:" الذاكرة نفسية بالماهية، ومادية بالعرض". فالدماغ ليس مستودع للذكريات كما يرى الماديون بل هو مجرد جهاز استعادة .
ولتوضيح هذا الاساس والرد في نفس الوقت على الماديين يعمد هنري برغسون الى اقامة نوع من الفصل المنهجي بين نوعين من الذاكرة:
الأولى تعرف بالذاكرة الحركية " أو ذاكرة العادة": وتكون في شكل عادات آلية مرتبطة بالجسم وهي تشمل جل الانشطة الحركية المكتسبة عن طريق التكرار ، وهي في نظر هنري برغسون مجرد عادة لا تمت باي صلة الى حقيقة التذكر
الثانيةأما الثانية فقد عبر عنها بتسميات عدة منها" ذاكرة الصور" "الذاكرة النفسية الشعورية" وحتى أنه أطلق تسمية ذاكرة الذاكرة اعلاء من قيمتها : وهي المعبرة عن حقيقة الذاكرة لانها تتشمل الماضي وتستحضره، وتعيد إحياءه في ان واحدفهي ذاكرة الصور النفسية المرتبطة بديمومة الشعور والمستقلة عن الدماغ وعن ذاكرة العادة التي ينسبها الى الماديين
ويعطي لنا مثال توضيحيا بحفظ قصيدة شعرية حيث أن الخفظ انما يتم عن بعد قراءات عديدة كافية لربط الكلمات ربطا اليا حركيا، يكفي عند استظهارها أن تنطلق الكلمة الاولى حتى تتبعها سلسلة الكلمات المترابطة المتداعية بصفة الية كما تتداعى الحركات التي نكتسبها عن طريق العادة التي ترسخ بالتكرار. فهذا النوع من التذكر هو في الواقع عادة حركية. لكننا اذا اردنا ان نستعيد صورة القراءة الاولى . فهذا التذكر ليس ناتجا عن العادة التي. لأن القراءة الاولى قراءة واحدة وفريدة لا تكون الامرة واحدة. ومع ذلك فاننا نتذكرها . فهذه هي الذاكرة بمعناها الحقيقي، لأنها تستعيد الماضي، في حين أن العادة تستفيد منه فقط.
*الدليل الثاني كما أن احوالنا الذهنية والنفسية تؤثر بعمق في عملية التذكر فالذاكرة عند برغسون ديمومة خصبة حية إذ أن " التذكر في جوهره يحمل تاريخ" وهكذا تكون الذاكرة الحقة موجودة في الشعور بالماضي والحاضر يقول برغسون:" ليس من شك أن ماضينا بأكمله يغقبنا في كل لحظة من لحظات حياتنا"
* كما أن فاقد الذاكرة يستطيع استرجاعها تحت تأثير صدمة نفسية وهذا ما يثبته الواقع لذا قال في كتابه الذاكرة والمادة:" الانفعالات القوية من شأنها أن تعيد الينا الذكريات التي اعتقدنا أنها ضاعت الى البد" وقد فسرت هذه النظرية استرجاعها بقانون تداعي الافكار حيث فال جميل صليبا"في كل عنصر نفسي ميل الى استرجاع ذكريات المجموعة النفسية التي هو أحد أجزائها"ومن الامثلة التوضيحية ،الام الثكلى التي ترى لباس أبنها البعيد عنها تسترجع مجموعة من الذكريات الجزئية وهذا ما يثبت الطابع النفسي للذاكرة
* هذا بالاضافة الى أن مدرسة التحليل النفسي نظرت الى الذاكرة نظرة لاشعورية لأن: "أغلب مداركنا تنزل الى عمق الذاكرة حيث تستقر وتبقى تمارس نشاطها اللاشعوري" ونظرية الكبت خير شاهد على ذلك، حيث جعل سيجموند فرويد من :" النسيان دليلا على تجليات اللاشعور"
تعقيب:
لا شك أن في أن هذا التمييز بين الذاكرة بين الذاكرة الحركية والذاكرة النفسية أمر يساعد الدارس على تصنيف الذكريات، وتحديد خصائصها.
ولكن برغسون بالغ فيه وذهب الى حد الفصل التام بين ماهو حركي وما هو نفسي، مع أن التجربة حسب بعض العلماء تؤكد أن الحركات البدنية ضرورية للذكريات، وأن استرجاعها" أي الذكريات" في حاجة الى سند حركي والى وضعية نفسية مندرجة في وضعية بدنية،أضف الى ذلك أن برغسون لم يبين كيفية حفظ الذكريات أو استرجاعها، خاصة وأن فرضية اللاشعور لا توضح ذلك، فهل اللا شعور مجرد اطار نفسي غير مقيد بالزمان والمكان. كما أنه من الصعب أن نفهم الذاكرة كشعور نفسي خالص، وتستخدم الدماغ كاليات مادية من أجل استحضار الذكريات، الا يدل هذا على تداخل ما هو عضوي بما هو نفسي، وأن الفصل بينهما شائك.

ثانبا: التذكر بين المعرفة والتوازن النفسي
كما مر بنا فإن فعل الإدراك لا يتم إلا من خلال علاقة الموضوع بالذات المدركة حيث تتداخل كل الفعاليات العقلية من تخيل وانتباه وذكاء وتذكر لأجل تحقيق فعل الإدراك وتتداخل تلك الفاعليات العقلية لتشكل عنصر معرفة وادراك العالم الخارجبي ، مع مايهدف اليه التوازن النفسي الذي يظهر على شكل انفعالات تلقائية تحقق تكيفا ذاتيا للفرد، وبهذا نحن نلجأ الى خبرات ماضية لفهم وضع حاضر ومعرفته عن طريق الذاكرة التي تقوم بعملية استرجاع للمعارف والمعلومات التي مرت بنا كخبرات ماضية. ويلعب فعل التذكر دورا هاما في حياة الانسان سواء من الناحية المعرفية أو الانفعالية ، والافراد يختلفون في معارفهم وتوازنهم النفسي باختلاف القدرة على استدعاء ذكرياتهم . الا أن السؤال المطروح
فيما تكمن القيمة النفسية للتذكر، هل في دور العقل ام في الانفعالات التلقائية؟
1- الذاكرة العقلية والتذكر الارادي:
*يعرفها جميل صليبا: " الذاكرة التي تحفظ المعاني والاحكام والتصورات والتصديقات " والافكار
*وظيفتها
لها أثر بالغ الاهمية في اكتساب العلوم والمعارف وتنمية القدرات العقلية وتنشيطها نستعين بها خاصة في : مطالعة الكتب وهي هامة جدا عند الفلاسفة والعلماء لانهم يتذكرون مثلما يتخيلون، والشائع أن أقل الناس تفكيرا يستعين بالفهم على الحفظ لذا قيل :" إن فهم المعاني خير وسيلة للحفظ" ومن صور الذاكرة العقلية التذكر الارادي
التذكر الارادي:
أرقى صور الذاكرة لأنه تذكر منظم، وهو يقتضي تدخل مجموعات من الملكات العقلية والوضائف كاالاستدلال واصطفاء مانبحث عنه وما هو مطلوب و الربط بين الصور ومعرفة العلاقة بين السبب والنتيجة، وهذا ما يعرف بالاستدعاء الارادي.
الا أن السؤال المطروح
فهل مانسترجعه هو صورة مطابقة أو نسخة من الواقع؟ ومن ثم يمكن اعتبار هذه الاستعادة احياء للماضي كما عشناه في حينه، أم ان العقل يعيد بناء الماضي كما يريد ؟
إن الانسان يعيد في احيان كثيرة بعض الحوادث التي تتفق ومايريده ويسقط البعض الاخر الذي يرتبط بحوادث مؤلمة وقد يدفعه ذلك الى تغير المكان الذي يرتبط بتلبك الحوادث ، أو اشغال نفسه باعمال كهروب من تلك الحلقة من الماضي وكل هذا تصرف في الماضي، إننا نكون أحيانا تحت ضعط معرفة معلومة هامة لكننا لا نستطيع تذكرها في تلك اللحظة فتحضرنا مجموعة من المعلومات الى ساحة الشعور وندرك انها ليست مانطلبه ، وكأن العقل بهذا يملك اسئلة يطرحها فتقوم الذاكرة بإحياء مجموعة من الصور والمعاني وتعيدها الى ساحة الشعور ليختار منها العقل مايحتاج اليه ويريده .
ومنه يمكن القول ان التذكر الاراي، تذكر أساسه الانتقاء والاختيار والقصد( ومن نافلة القول ان التذكر الارادي ضروري للانسان مهما تكن صعوبة الاستعادة التي يقتضيها ، كما يلاحظ خاصة عند اداء الامتحان ، او الادلاء بشهادة امام المحاكم ،)
2- الذاكرة الانفعالية والتذكر العفوي:
الذاكرة الانفعالية هي الذاكرة المرتبطة بالقدرة على تذكر الاحوال الانفعالية، ومايصاحبها من شعور وانطباعات نفسية، كقدرة الانسان على تذكر خوف قديم اعتراه في بعض ظروف حياته، أو نشوة سعادة ومايصاحب ذلك من أحوال انفعالية مختلفة، وهذه الذاكرة هي التي تحي العواطف، وتوقظ الميول وتجدد الانفعالات، ورغم اختلاف الباحثون في أمر الداكرة الانفعالية، فمنهم من قال أنها حقيقة مثل ريبو بناء على أن خواص الاحوال النفسية عامة، سواء كانت عقلية أو انفعالية ، أن تبعث من زوايا النسيان، ومنهم من أنكر وجود الذاكرة الانفعالية كوليم جيمس لان الشيوخ عنده لا يسترجعون انفعالات الشباب. ولكنهم اتفقوا على أن هذه الذاكرة الانفعالية تختلف باختلاف الاشخاص وأثر ذكرى الموضوعات فيها فقد تكون قوية واضحة ، وقد تكون ضعيفة ، كما اتفقوا بلمقابل ، على دور الذاكرة في حياتنا الانفعالية".. فلولا الذاكرة لجفت العوطف، ولولا الماضي لغاب عن الانسان وجه التاسي ، فالذكرة تحيي العواطف، وتوقظ الميول وتجدد الانفعالات" ( وهذا أمر مؤيج بالتجربة ، إذ كثير ما نتذكر الحوادث الماضية مصحوبة بخوف شبيه بالخوف القديم)
وتظهر أهمية الذكريات وتصور الماضي أيضا في تكوين الشخصية ، فهو الفرد إنما بدأت في الماضي ، ومن فقد القدرة على استرجاع هذا الماضي والوعي به فقد وحدة شخصيته وفقد توازنه النفسي.
ولما كانت حياتنا الانفعالية حقيقة فطرية تعبر عن حيوية حياتنا ونشاطاتها بطريقة تلقائية عفوية، فإن الذاكرة الانفعالية هي أيضا فعل تلقائي، واسترسال شعوري لا إرادي، ومن هنا يبرز شكل أخر للتذكر هو:
– التذكر العفوي:
وهو تذكر تلقائي، سهل ، لا عناء فيه أساسه استدعاء الذكريات كاستجابة تكيفية آلية لظروف حاضرة، وتكون هذه الاستجابة التلقائية التكيفيفة تبعا لمبهات معينة " عوامل نفسية، ظروف عمل، علاقات اجتماعية…" مثلا :الام الثكلى ترى ملابس ابنها الفقيد فتسترجع ذكراه ولو لم تشأ ذلك وبغير إرادة منها ، ذلك أن الملابس لارتباطها بالابن، تظل منبه استدعاء لصورة الولد بصورة تلقائية عفوية ، وهذا النوع من التذكر محكوم بمبدأ تداعي المعاني، والذي يعني أن الظواهر والاحوال النفسية ترتبط ببعضها وتدعو بعضها بعضا للحضور وفق شروط معينة، كالاقتران ، والتشابه، الجدة، الحداثة.. فالصور في النفس إذا اقترن بعضها ببعض، أو تجاورت في الزمان و المكان ، أو وجدت علاقة سببية بينها ، أو تشابهت ، أو كانت متواترة على اللسان ، أو شديدة الوقع على النفس كحادث فريد ( تسمى هذه بقوانين التداعي التي حدد بعضها ارسطو والباقي هيوم ومل )
الاقتران: ومفاده أن اجتماع حالتين نفسيتين في الشعور يولد بينهما ارتباطا اقترانيا فإذا خطرت إحداهما على بالنا ذكلاتنا بالثانية، فرؤينا للغيوم تذكرنا بالمطر ورؤيتنا للدخان تذكرنا بالنار
قانون التشابه: الاحوال النفسية المتشابهة يدعو بعضها بعض فالهر يذكرنا بالنمر والثعلب يذكرنا بالذئب، كما أن رؤيتنا لشخص يشبه شخص نعرفه يذكرنا به: فنقول انه يشبه فلان
قانون التضاد: الاشياء المتضادة قد ترتبط صورها في اذهاننا بمعنى أن الاحوال المتضادة يدعو بعضها بعض، فاللون الابيض يذكرنا باللون الاسود ، وقد تعودنا في اللغة على الجمع في أذهاننا بين الصور المتضادة ، لأن المعاني كما يقال تعرف بأضدادها.
هذه قوانيين التداعي كما ضبطها أرسطو، غير أن بعض الفلاسفة في العصر الحديث من بينهم هيوم و جون ستيوارت ميل أرجعوا هذه القوانيين الثلاثة الى قانون الاقتران، ورأو أن وظائف العقل المختلفة ترجع الى تداعي الافكار- ونتيجة لذلك ظهرت قوانيين فرعية نذكر منها:
قانون التواتر: وهو يعني أن الذكريات إذا ترددت على ساحة الشعور كان استحضارها أيسر، فالمعاني التي يتردد إدراكها تكون أسهل استحضارها من غيرها مثل الشعارات التي ترددها الصحافة، وكذلك الاقوال المشهورة
قانون الشدة: كلما كان تأثير الحادث في نفوسنا أقوى وأشد كان حضوره في ذهننا أسرع فمن جلس على كرسي طبيب الانسنان، ثم شاهد في التلفزة طبيب الاسنان فسيتذكر لا محالة ذلك الكرسي
قانون الجدة: الاشياء التي ندركها لأو مرة تترك فينا أثر أقوى وأشد من الاشياء التي سبق لنا إدراكها، فالطفل الذي يدخل المدرسة لأول مرة يكون تأثره أعمق من تأثر الطفل الذي ذخل اليها من قبل. والزائر لبلد أجنبي يتأثر بمظاهر الحياة فيه اكثر بكثير من السائح الذي يتردد عليه كل سنة. ولهذا قيل :" كل جديد مثير"
03- الذاكرة الحسية:
وهي ذاكرة الصور الحسية، أي ما نتصوره بأي أداة حسية كالصور البصرية، والنغمات الموسيقية وتصور رائحة الورد، وغيرها، فإذا تذكرت مثلا: الفاظ من حديثه " أي شخص ما"، ولهجة كلامه فإن هذا تعبير عن ذاكرة حسية، أما إن لم أتذكر الا معاني حديثه، فإن هذا تعبير عن عن ذاكرة عقلية، والذاكرة الحسية تكاد تكون مشتركة بين الانسان والحيوان:
إذن الذاكرة ثلاثة أنواع أساسية وهي:
*الحسية
والعقلية
والانفعالية
و بالرغم من انه ليس بينها مماثلة، لان لكل من هذه الانواع صفات خاصة تختلف من نوع الى آخر ، ولكنها في حقيقتها الجوهرية واحدة ، لأن لاحوال الذاكرة صورة واحدة تجمع بينها وتحيط بها ، كما يحيط نور الشمس بالرسوم او بالاشياء ، وينبغي للنظرة التي تريد الاحاطة بحقيقة الذاكرة أن تجعل تعليلها متعلقا بجميع أنواعها التي ذكرناها، وكل إهمال لتأثير هذه الانواع جميعا في تحصيل المعرفة والتكيف والتوازن النفسي لا ينسجم وحقيقتها تلك.




رد: الجزء الاول من درس الذاكرة والخيال / نلتقي مع الخيميائي

شكررررا على جهود ك ونرجوا منك المزيد ….ان شاء الله




رد: الجزء الاول من درس الذاكرة والخيال / نلتقي مع الخيميائي

السلام عليكم …………
الدرس قيم ومهم …………..
شكرا جزيلا ………….
اهديه للصديقة سمية .ع. الغالية …………..




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالة فلسفية حول الذاكرة

مقالة فلسفية حول الذاكرة


الونشريس

الذاكرة • يقول ريبو (ان الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة بسيكولوجية بالعرض)

***9688; مقدمة: تتأثر أفعالنا اتجاه المشكلات التي تعترضنا بمكتسبات تجاربنا السابقة وليس انقطاع الإدراك في الحاضر معناه زوال الصورة الذهنية المدركة ،بل ان الإنسان يتميز بقدرته اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر والماضي معا وهذا ما يسمى الذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع معرفتنا أنه ماضي وقد اختلف الفلاسفة في تفسير طبيعة الذاكرة وحفظ الذكريات هل هي عضوية لها مكان معين في الدماغ أم هي قدرة عقلية نفسية ؟ هل يمكن تفسير الذاكرة بالإعتماد على النشاط العصبي ؟ هل تعتمد الذاكرة على الدماغ فقط أم تحتاج الى غير ذلك ؟

***9824; ق1/ يحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا وربطها بخلايا الدماغ إن ملاحظات ريبو على حالات معينة مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة [ الفتاة التي أوصيبت برصاصة في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف عل المشط الذي كانت تضعه في يدها اليمنى إلا أنها بقيت تستطيع الإحساس به فتأكد له أن اتلاف بعض الخلايا في الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي مباشرة الى فقدان جزئي أوكلي للذاكرة وجعلته يستنتج أن الذاكرة هي وظيفة عامة لللجهاز العصبي أساسها الخاصية التي تمتلكها العناصر المادية في الإحتفاظ بالتغيرات الواردة عليها كالثني في الورقة لقد تأثرت النظرية المادية بالكرة الديكارتية القائلة بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم وأن الذكريات تترك أثر في المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل ، وكأن المخ وعاء يستقبل ويختزن مختلف الذكريات ، لذا يرى ريبو أن الذكريات مسجلة في خلايا القشرة الدماغية نتيجة الآثار التي تتركها المدركات في هذه الخلايا و الذكريات الراسخة هي تلك التي استفادت من تكرار طويل لذا فلا عجب إذا أبدا تلاشيها من الذكريات الحديثة الى القديمة بل ومن العقلية إلى الحركية بحيث أننا ننسى الألقاب ثم الأوصاف فالأفعال والحركات ، ولقد استطاع ريبو أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات بل ويعد 600مليون خلية متخصصة لتسجيل كل الإنطباعات التي تأتينا من الخارج مستفيدا مما أثبتته بعض تجارب بروكامن أن نزيفا دمويا في قاعدة التلفيف من ناحية الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة وأن فساد التلفيف الثاني من يسار الناحية الجدارية يولد العمى النفسي وغيرها ولكننا نجد ان هناك الكثير من حالات فقدان الذاكرة تسببه صدمة نفسية وليس له علاقة بإتلاف خلايا الدماغ وأن الذكريات التي فقدت سرعان ما تعود بعد التعافي من تلك الصدمة كما أنه لو كان الأمر كما يرى ريبو وأن الدماغ هو مكان تسجيل الذكريات لترتب على ذلك أت جميع المدركات والمؤثرات التي يستقبلها يجب ان تحتفظ في الدماغ ولوجب تذكر كل شيء …. لذا جاءت النظرية المادية الحديثة لتؤكد أن الذاكرة لا تحتفظ إلا بجزء من هذه المؤثرات وهذا يدل عل أن عملية الاحتفاظ بالذكريات تخضع لنوع من الانتقاء ولكن هذا يطرح مشكلة فهل هو وظيفة نفسية أم مادية عضوية في الدماغ ، وهل هذا الانتقاء إرادي أم لاإرادي ؟ ومن البداية فإن كل النظريات المادية الحديثة تعترف بتعقد وصعوبة سير أغوار الدماغ لدى الإنسان مما يجعلها فرضيات تحتاج الى الكثير من الأدلة … ولا مانع هنا أن نستعرض بعضها حيث تقوم الأولى على مفهوم الترميز الغائي أو الو ضيفي للدماغ التي تعتقد أن التنظيم العالي للدماغ البشري يمكن أن يكون له دور في تثبيت الذكريات وذلك بتيسير ترابط بعض المعلومات الواردة ومنع ترابط بعضها الأخر أما الفرضية الثانية فتقوم على مفهوم الترميز الكهربائي حيث هناك نوعان من النشاط الكهربائي للجملة العصبية أحدهما ذو إيقاع سريع يحث النيترونات داخل الأعصاب وهو المسؤول التذكري واخر ذو إيقاع بطيء لاعلاقة له بالتذكر وثالثا مفهوم الترميز البيوكيميائي حيث انصب جهد علماء الوراثة على نوع من الجزئيات الموجودة في الدماغ الحامض الريبي النووي لإعتقادهم أنه له علاقة بالذاكرة حيث أجرو تجاربة على حيوان درب على أداء حركي معين ثم أخذت خلاصة دماغه وحقنت في حيوان أخر لم يتلقى أي تدريب فلوحظ أن أثار التعليم قد ظهرت في سلوكه
.***9827; مناقشة : إن مجموع هذه الفرضيات لم تكشف بكيفية قاطعة عن نوعية العلاقة الموجودة بين الذاكرة والمعطيات المختلفة للدماغ نظرا للصعوبات الكبيرة التي تواجه التخريب .
***9829; ق2/ تؤكد النظرية النفسية عند برغسون أن وظيفة الدماغ لاتتجوز المحافظة على الآليات الحركية أما الذكريات فتبقى أحوال نفسية محضة لذا فهو يرى أن الذاكرة نوعان ـ ذاكرة حركية تتمثل في صور عادات آلية مرتبطة بالجسم وهي تشكل مختلف الأعمال الحركية التي تكتسب بالتكرار . ـ وذاكرة نفسية محضة مستقلة عن الدماغ ولا تتأثر باضطراباته وهي الذاكرة الحقة التي غاب على المادين إدراك طبيعتها لأنها مرتبطة بالجسم وهي ليست موجودة فيه …. إنها ديمومة نفسية أي روح ويعرف لالاند الذاكرة بأنها وظيفة نفسية تتمثل في بناء حالة شعورية ماضية .
***9830; مناقشة : إن التميز بين نوعين للذاكرة يغرينا بارجاع الذاكرة الحية الى علة مفارقة ( روح) فالذاكرة مهما كانت تبقى دائما وظيفة شعورية مرتبطة بالحاضر وتوضف الماضي من أجل الحاضر والمستقبل أيضا ويرى ميرلوبانتي أن برغسون لايقدم لنا أي حل للمشكل عندما استبدل الأثار الفيزيولوجية المخزنة في الدماغ بآثار نفسية أو صور عقلية مخزنة في اللاشعور وهو لم يفسر لنا كيف تعود الذكريات الى سطح اللاشعور عن طريق إثارتها كمعطيات ماضية ، إذا كان ريبو أعاد الذاكرة الى الدماغ ، وإذا كان برغسون أرجعها الى النفس فإن هالفاكس في النظرية الاجتماعية يرجعها الى مجتمع يقول : ( ليس هناك ما يدعو للبحث عن موضوع الذكريات وأين تحفظ إذ أنني أتذكرها من خارج….فالزمرة الاجتماعية التي انتسب إليها هي التي تقدم إلي جميع الوسائل لإعادة بنائها) ويقول أيضا : ( انني عندما أتذكر فإن الغير هم الذين يدفعونني الى التذكر ونحن عندما نتذكر ننطلق من مفاهيم مشتركة بين الجماعة) إن ذكرياتنا ليست استعادة لحوادث الماضي بل هي تجديد لبنائها وفقا لتجربة الجماعة واعتبر بيار أن الذاكرة اجتماعية تتمثل في اللغة وأن العقل ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط الاجتماعي ولايوجد ماضي محفوظ في الذاكرة الفردية كما هو …. إن الماضي يعاد بناؤه على ضوء المنطق الاجتماعي .لكن برادين يرد على أصحاب هذه النظرية يقول : ان المجتمع لايفكر في مكاننا ، ولهذا يجب أن نحذر من الخلط بين الذاكرة والقوالب المساعدة على التذكر ، ان الذكريات أفكار وهي بناء الماضي بفضل العقل
. ***9824; تركيب: إننا لن نستطيع أن نقف موقف إختيار بين النظريات المادية والنفسية والاجتماعية ولا يمكن قبولها على أنها صادقة ، فإذا كانت النظرية المادية قد قامت في بعض التجارب فقد رأينا الصعوبة التي تواجه التجريب وإن حاولت النظرية النفسية إقحام الحياة النفسية الواقعية في الحياة الروحية الغيبية فإن الإيمان يتجاوز العلم القائم على الإقناع ومهما ادعت النظرية الاجتماعية فلا يمكننا القول بأن الفرد حين يتذكر فإنه يتذكر دائما ماضيه المشترك مع الجماعة
.***9787; الخاتمة: هكذا رأينا كيف أن كل معارفنا عجزت على اعطاء أي تفسير للذاكرة مقبول للجميع ، فلا الجسم ولا النفس ولا المجتمع كان كافيا لذلك ولابد من استبعاد الفكرة التي تعتبر الذاكرة وعاء يستقبل آليا أي شيء إنها كما يقول دولاكروا (نشاط يقوم به الفكر ويمارسه الشخص فيبث فيه ماضيه تبعا لإهتماماته و أحواله




رد: مقالة فلسفية حول الذاكرة

***1588;***1603;***1585;***1575; ***1608;***1575;***1589;***1604; ***1578;***1605;***1610;***1586;***1603;




رد: مقالة فلسفية حول الذاكرة

شكراااااااااااااااااااااااااالونشريس




رد: مقالة فلسفية حول الذاكرة

بارك الله فيك وياريت يا اخ تجيبلنا مقالات فلسفيه لشعب الادبيه اكثر
ومشكووووووووووور وجزاك الله كل خير وجعلها الله في ميزان حسناتك




رد: مقالة فلسفية حول الذاكرة

اريد مقالة هل الداكرة حادثة فردية ام جماعية




رد: مقالة فلسفية حول الذاكرة

بارك الله فيك علي المجهودات المتميزة………………………… الونشريس




رد: مقالة فلسفية حول الذاكرة

مفيد الله ينور عليك…..