Mechanisms of feeding and weight regulation.
الوزن المعتدل والمقبول للجسم ناتج عن حصول توازن بين الطاقة المكتسبة (تناول الغذاء)والمهدورة (سعرات حرارية ناتجة عن حرق الغذاء)، وان هذا التوازن يحكمه وينظمه عدة عوامل معقدة ، مسؤول عنها الجهاز العصبي . وان أي اختلال في هذا التوازن يمكن أن يؤدي بالجسم إلى اعتلالات استقلابية تؤدي به إلى الضعف العام الناتج عن قلة التغذية (cachexia) ، أو إلى زيادة غير طبيعية في وزن الجسم ((obesity . عملية البدء في التغذية وأنتهاؤها واقعة تحت تأثير اشارات عصبية تتجمع في منطقة تحت المهاد (hypothalamus) ،وأن تجارب الاثارة الكهربائية أو تخريب منطقة تحت المهاد أو بعضا منها ، دلت على وجود ما يسمى بمركز الشبع ( satiety center) ومركز التغذية (feeding center) . كما لوحظ أيضا أن الإكثار من تناول الطعام (hyperphagia) يمكن عمله إما بتخريب مركز الشبع أو إثارة مركز التغذية ، وأن التقليل من تناول الطعام (hypophagia) ممكن ملاحظته على الكائن الحي وظهور علامات المجاعة – بالرغم من توفر الغذاء – عند تخريب مركز التغذية أو إثارة مركز الشبع .
العديد من التغيرات التي تحصل في سلوكيات التغذية والتي تنبثق من منطقة تحت المهاد تكون عن طريق الجهاز العصبي الذاتي (autonomic nervous system)مما ينتج عنه اختلالات في استجابة الهرمونات البنكرياسية ، وزيادة أو نقص في الاستجابة لعمليات الهدم والبناء . ولهذا فان مركز الشبع يثبط عن طريق الأعصاب الأدرينالية نوع ألفا (***945; -adrenergic nerves) ، ويثار عن طريق السيروتونين(serotonin) ، وفي المقابل فان مركز التغذية يثبط بواسطة الأعصاب الأدرينالية نوع بيتا (***946; -adrenergic nerves) ، ويثار بواسطة مادة الدوبامين (dopamine) .
ولقد لوحظ بان إثارة مستقبلات المسكنات المركزية الموجودة أصلا في جسم الإنسان والتي يطلق عليها الأندورفيينات (endorphines) ، تعمل على زيادة الشهية تجاه الطعام ، وأن مثل هذه المستقبلات لوحظ وجودها في نهاية الأعصاب التي تطلق مادة الدوبامين ، وهذا يفسر لنا تأثير المواد المخدرة مثل المورفين ومشتقاته على زيادة الشهية تجاه الطعام . يجب الإشارة إلى أن هناك عوامل أخرى تتدخل في سلوكيات التغذية ، منها العوامل النفسية ، والوراثية ، والاجتماعية ، والبيئية ، إضافة إلى تأثير الأدوية مدار البحث.
الأدوية التي تؤثر على شهية الطعام (effects of drugs on appetite)
يمكنللأدوية أن تؤثر على تناول الأغذية من خلال تأثيراتها الجانبية المرافقة لاستخداماتها الطبية ، أو أن يوصف الدواء بشكل مقصود لمعالجة بعض الاضطرابات الغذائية ، كالبدانة ، أو الضعف العام . حيث تعطى الأدوية المثبطة للشهية للمساعدة على تخفيف وزن الجسم الزائد ، وتعطى الأدوية المنبهة للشهية لزيادة تناول المواد الغذائية في حالة الضعف الجسمي .
الأدوية التي تقلل من تناول الطعام (hypophagic drugs)
الأدوية التي تقلل من تناول الطعام يمكن تقسيمها الى مجموعتين رئيسيتين :
1- الأدوية التي لها فعل مباشر في التقليل من تناول الغذاء ، وعادة توصف بشكل رئيسي لهذا الغرض من أجل المساعدة على تخفيف الوزن الزائد لجسم الإنسان (البدانة) .
2–الأدوية التي تقلل من تناول الغذاء بطريقة غير مباشرة ، من خلال تأثيراتها الجانبية المرافقة لاستخداماتها الطبية .
1-الأدوية التي لها فعل مباشر في التقليل من تناول الغذاء .
أ – دواء أمفيتامين والأدوية الشبيهة . (amphetamine and related drugs)
في عام 1937 ، لوحظ أن المرضى الذين يتناولون دواء أمفيتامين تأخذ أوزانهم بالتناقص ، وأن التجارب التي أجريت على الحيوانات أظهرت اصابتها بعلامات المجاعة عند اعطائها الدواء رغم وجود الطعام . ومنذ ذلك الوقت ظهرت العديد من الأدوية الشبية بدواء أمفيتامين ، والتي تساهم في التخلص من البدانة، مثل دواء فنفلورامين (fenfluramine) ، وفنمترازين (phenmetrazine) ، و داي ايثيل بروبيون (diethylpropion) ، وبنزفيتامين (benzphetamine) ، وغيرها .
والأدوية الكابحة للشهية (anorexiant) تعمل على تقليل الطاقة الداخلة للجسم ، وتقلل من استهلاك الطعام عن طريق تدخلها بالأنظمة المركزية في الدماغ والمسؤولة عن تنظيم الشهية ، وأن الالية التي تعمل بها هذه الأدوية تأتي من خلال مناطق متعددة في منطقة تحت المهاد ، فدواء داي ايثيل بروبيون ودواء فنتيرمين (phentermine) ، يعملان بشكل أساسي على الأعصاب الأدرينالية ، كما هو حال دواء أمفيتامين . في حين أن أدوية أخرى تؤثر على الأعصاب الأدرينالية والدوبامينية (adrenergic and dopaminergic pathways) ، مثل دواء مازندول (mazindol) – والذي يختلف عن أدوية مجموعة أمفيتامين بشكله الكيميائي- ، وهناك أدوية تؤثر على نواقل عصبية أخرى كتأثير دواء فنفلورامين على مادة السيروتونين . وبغض النظر عن آلية التأثير فان المحصلة النهائية هو إثارة مركز الشبع (satiety center) .إلا أن التعود على مجموعة أدوية أمفيتامين يعتبر من أهم الآثار الجانبية التي تحد من استخدامها لفترة طويلة ، اضافة الى زيادة قدرة الجسم على تحملها التي تتولد بشكل بطيء ثم تصبح متميزة . وإذا كان استخدام مثل هذه الأدوية ضروريا ، فينصح بانتقاء الأدوية الحديثة ذات القدرة الأقل على تنشيط الجهاز العصبي . ومع ذلك فان استخدامها لا ينصح به بسبب ما تسببه من تعود واضطرابات نفسية مختلفة . من الأدوية الحديثة التي ظهرت والتي لاتباع إلا عن طريق وصفة طبية ، هو دواء سيبيوترامين (sibutramine) ، وكذلك دواء أورليستات (orlistat) الذي يمنع امتصاص ما نسبته 30% من الدهون المستهلكة عن طريق الجهاز الهضمي .
2- الأدوية التي لها فعل غير مباشر في التقليل من تناول الغذاء .
العديد من الآثار الجانبية – غير المرغوبة – التي ترافق الاستخدامات الطبية تتسبب في العزوف عن تناول الطعام ، وأن الأدوية التي لها مثل هذه الآثار الجانبية يمكن تقسيمها الى :
أ. أدوية آثارها الجانبية تؤذي الجهاز الهضمي مسببة التخريش ، والغثيان ، والقيء ، وتتدخل في حدة حواس الشم والتذوق .
فمن المعلوم أن الأدوية المقاومة للسرطان تكون مصحوبة عادة بالغثيان والتقيؤ ، مما ينتج عنه عدم الرغبة في تناول الغذاء . وهذا بالطبع يعتمد على عدة عوامل ، منها نوع الدواء المعطى ، وطرق إعطائه ، ومدى تكراره ، وعلى المريض نفسه . حتى أن بعض المرضى يتولد لديهم الإحساس برفض الأغذية (food aversion) ، أو عدم تناولها في الأوقات التي تعطى لهم الأدوية ، بسبب خوفهم من الغثيان والتقيؤ .
الإشعاعات العلاجية التي تعطى لمعالجة سرطانات اللسان واللوزتين ومنطقة الأنف والمريء ، تقلل من حدة التذوق لتأثيرها السلبي على الغدد اللعابية ومناطق التذوق . ومن الأدوية المقاومة للسرطان والتي تذهب حدة التذوق (loss of taste acuity) هو دواء diamminedichloroplatinum .(cis- platin) ) .
دواء (D-penicillamine) ، وهذا الدواء يستخدم للتخلص من بعض العناصر الثقيلة من الجسم في حالة التسمم بها ، أو زيادة تركيزها ، مثل عنصر النحاس (كما هو الحال في مرض ويلسون (wilson’s dieease) )، وعنصر الرصاص ، والزئبق . كما أن هذا الدواء مفيد في معالجة الروماتيزم – التهاب المفاصل الرثوي –(rhumatoid arthritis) ، ولقد لوحظ بان هذا الدواء يحدث فقدانا في الشهية عن طريق تقليل حدة حاسة التذوق اذا أستخدم لفترة طويلة .
ب. الأدوية التي تقلل من مستوى عنصر الزنك في جسم الانسان .
نقص تركيز عنصر الزنك في جسم الانسان يقلل من حدة تذوق الطعام ، وهناك العديد من الأدوية التي تعمل على إنقاص مستوى الزنك ، مثل (D – penicillamine) ، ودواء ( hydrochlorthiazide) الذي يستخدم كمدر للبول ، و (cortecosteroids) ، و (glucocorticoids) ، وغيرها .كذلك يقل مستوى الزنك أثناء فترة الحمل ، ويمكن حدوث النقص في تركيز الزنك ، في حالة الاعتماد على الأغذية قليلة المحتوى من هذا العنصر ، وكذلك الاعتماد على الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من مادة حمض انوسيتول الفسفوري (inositol phosphoric acid) والذي يطلق عليه (phytic acid) ، والموجود بكثرة في بذور مختلف النباتات مثل القمح، حيث يتحد هذا الحمض في الجهاز الهضمي مع الزنك مكونا مركبا معقدا غير قابل للامتصاص عن طريق الأمعاء ، وتزداد قلة الامتصاص هذه إذا كان عنصر الكالسيوم متوفرا بكثرة في الطعام المرافق لهذا الحمض . ولهذا فان الأشخاص الذين يعتمدون على خبز القمح (وخصوصا مناطق الشرق الأوسط) يصابون بأعراض نقص الزنك ، مما يستدعي إعطاء زنك إضافي لهم على شكل كبريتان الزنك .
ج . الكحول .
يقلل من الشهية تجاه الطعام بسبب ما يحدثه من اختلالات استقلابية تؤذي الجسم ، مثل تشمع الكبد .
د . التدخين .
وذلك لاحتوائه على مادة النيكوتين التي تثبط الشهية تجاه الطعام ، لذلك تزداد شهية الطعام عند الذين يقلعون عن التدخين.
قد توصف بعض الأدوية بقصد الإقبال على تناول الطعام ، للأشخاص الذين يشكون من الوهن والضعف الجسمي ، سواء كانوا أطفالا أو كبارا . وقد تكون زيادة الإقبال هذه بشكل غير مقصود ، وذلك من خلال الآثار الجانبية للأدوية عندما تستخدم لأغراض طبية أخرى . ومن هذه الأدوية :
Ý. مضادات الهستامين (antihistamines) .
يعتبر دواء سيبروهبتادين (cyproheptadine) الأكثر استخداما في هذه المجموعة لتحسين الشهية تجاه الطعام ، ويحدث زيادة واضحة في وزن الجسم ، سواء في الصغار أو الكبار . ومبدأ عمله هو معاكسة مادة سيروتونين في منطقة تحت المهاد ، ويتميز هذا الدواء بدرجة عالية من الأمان بالنسبة للصغار والكبار ، إلا انه يسبب الدوار (drowsiness) كأثر جانبي رئيسي له . ومن أدوية هذه المجموعة المستخدمة لهذا الغرض هو دواء بيزوتيفن (pizotifen) .
ȝ. الأدوية النفسية (psychotropic drugs) .
لوحظ بأن المرضى المصابون باختلالات نفسية تتحسن شهيتهم للطعام عند أخذهم بعضا من الأدوية النفسية ، ويصبحوا أكثر بدانة ، الأمر الذي قد يشكل عائقا في التحكم بجرعات الأدوية التي تحكم سلوكياتهم وأمراضهم العقلية . حيث وجد مثلا أن هناك مستقبلات موجودة في الدماغ ترتبط بالأدوية التي تنتمي إلى مجموعة بنزوديازبين (benzodiazepines) ، مما ينتج عنه معاكسة مادة سيروتونين ، وبالتالي زيادة الشهية .كما لوحظ بأن المرضى الذين يتناولون أنواعا من الأدوية التي تنتمي الى مجموعة الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات (tricyclic antidepressants) ، يتولد لديهم إحساس برغبة قوية للاستزادة من المأكولات حلوة المذاق ، الأمر الذي يؤدي إلى استهلاك مواد غذائية إضافة إلى غذائهم الطبيعي . ومثل هذا الاحساس يظهر في الأشخاص الذين يستخدمون مدرات البول ، حيث نجدهم يكثرون من استخدام الملح في طعامهم ، لأن مثل هذه الأدوية تعمل على طرح عنصر الصوديوم من أجسامهم .
ج. المركبات الستروئيدية البنائية (anabolic steroids) ، والمركبات الكظرية السكرية (glucocorticoids) .
حيث تعمل هذه المركبات على تحفيز الشهية تجاه الطعام . زيادة الوزن المترافقة مع أخذ حبوب منع الحمل الفموية (oral contraceptives) ، يمكن أن تكون ناتجة عن تقليل مادة سيروتونين بفعل المركبات الاستروجينية التي تحد من تحويل الحمض الأميني تربتوفان (tryptophane) الى سيروتونين .
د. المسكنات المركزية.
لقد لوحظ بأن تنبيه المستقبلات التي ترتبط بالأدوية المخدرة والموجودة في الدماغ ، تبعث على زيادة تناول الطعام عن طريق اطلاق مادة الدوبامين ، ولهذا فان اعطاء المورفين ومشتقاته يزيد من شهية الطعام .
المراجع
الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية . الطبعة الأولى 2022م
الصيدلاني راتب الحنيطي
*** بارك الله فيك ***
الاخ المدريدي علاء الدين المحترم
تحية المحبة والتقدير
وبارك الله فيكم متابعة مقالي راجيا ان اكون قد قدمت شيئا من النفع والفائدة
تابع توزيع الجسم للدواء
2) التطور في حجم السوائل عند الأطفال
Developmintal Aspects of Fluid Compartment Sizes
ان الاختلاف في حجم السوائل عند الأطفال يؤثر على حجم توزيع الأدوية لديهم، وهذا الاختلاف يعتمد على الفترات العمرية المختلفة التي يمر بها الطفل وعلى كمية الدهن في الجسم، حيث لوحظ بان حجم السوائل في الجسم يتناسب تناسباً عكسياً مع كمية الدهون، لأن المحتوى المائي في الدهون قليل، حيث نرى أن هناك نقصاً في حجم الماء كلما تقدم الطفل في عمرة بينما نجد زيادة في كمية الدهن مع تقدم العمر. لذلك نجد أن محتوى الماء الكلي في جسم الجنين يشكل تقريباً 92% من وزن جسمه (25% من حجم الماء موجود خارج الخلايا ( Extracellular Fluid Volume ) و65% من الماء يشكل حجم السائل داخل الخلايا (Intracellular Fluid Volume)، وأن محتوى جسمه من الدهون أقل من 1% ) .
ينزل مجموع حجم المائي للجسم عند الولادة الى ما يقارب 75% ، وكمية الدهون تزداد الى ما يقارب 15%، وعلى عمر 6 شهور فان الحجم المائي الكلي للجسم يعادل 60%، وكمية الدهون تعادل 30% من حجم الجسم، وعند البلوغ تتساوى هذه القيمة بتلك الموجودة عند الكبار ( 50-60% الحجم الكلي للسوائل من وزن الجسم ) .
لذلك نجد أننا نحتاج الى جرعة عالية ( اعتماداً على وزن الجسم ) عند الأطفال حديثي الولادة من الأدوية الذوابة في الماء وغير مرتبطة بالأنسجة مثل (Sulphonamides, Penicillin, Amoxycillin ) لتحقيق نفس التركيز المطلوب في البلازما، ومن جهة أخرى فاننا نحتاج الى جرعات أقل من الأدوية الذوابة في الدهون لاعطائها للأطفال حديثي الولادة مقارنة بالأطفال والكبار، ذلك أن تراكم هذه الأدوية يحصل في الأطفال حديثي الولادة والأطفال غير مكتملي النمو بسبب قلة المحتوى الدهني لديهم (1% أو أقل ) .
ولهذا فان تحديد الجرعات الدوائية للصغار لاتعتبر عملية سهلة مقارنة بالكبار، لأن الأطفال لايمكن أن ننظر اليهم كصورة مصغرة للكبار، فالدلائل تشير الى أن الأطفال بامكانهم أن يعطوا ويتحملوا جرعات دوائية ( مبنية على mg/kg أي وزن الدواء الى وزن الجسم ) أعلى من الكبار لكثير من الأدوية، فعلى سبيل المثال فان الجرعات الاعتيادية للديجوكسين ( Digoxin ) هي :- (2)
أ – 15-20مايكروغرام/كغم في اليوم، للأطفال من عمر 4 أسابيع الى السنتين.
ب- 10-15مايكروغرام/كغم في اليوم، للأطفال من عمر سنتين الى 12 سنة .
جـ- 4-5 مايكروغرام/كغم في اليوم، للكبار .
هذه الجرعات المختلفة تعطي تركيزاً في البلازما ما يقارب ( 1-1.5 نانوغرام/مل بلازما ) عندما تعطى لمرضى معينين تتفق مع أعمارهم .
الحنيطي , راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية ط1 – 1997
التداخلات الدوائية- 12
بقي أن نشير الى أن هناك مجموعة من الإرشادات التي نضعها أمام زملائنا للحد من حدوث التداخلات ، وهي
1- تحديد عوامل الخطورة لدى المريض : وأهم هذه العوامل هي : العمر ، طبيعة المشاكل الصحية لدى المريض ( أمراض الكلى ، الكبد ، …. ) ، السلوك الغذائي ، التدخين ، شرب الكحول ، وغيرها .
2- معرفة التاريخ الدوائي : ضرورة المعرفة الدقيقة والشاملة لكل من الأدوية التي تصرف للمريض بوصفة طبية والتي لا تصرف بوصفة طبية . ذلك أن كثيرا من المرضى لا يعيرون اهتماما للأدوية التي يأخذونها بدون وصفة طبية ولا يتذكرونها ، وربما تكون هي السبب في حدوث كثير من التداخلات الدوائية .
3- المعرفة الجيدة للأدوية :معرفة خصائص الدواء والفعل الدوائي الرئيسي والثانوي وخصوصا الأدوية الداخلة في المعالجة والأدوية المتوقع وصفها للمريض ، ضرورية للحد من حدوث التداخلات الدوائية . . أيضا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الأدوية البديلة الأقل تسببا في حدوث التداخلات الدوائية .
4- استخدام أقل عدد ممكن من الأدوية في المعالجة .
5- تثقيف المرضى : ويتمثل ذلك في إعطاء الإرشادات الوافية حول الاستخدام الصحيح للأدوية ، وكذلك معلومات عن الأدوية الداخلة في المعالجة . والطلب من المرضى تسجيل أي أثر سلبي أو أثر غير متوقع للدواء .
6- المراقبة الدورية لنظام المعالجة : ليست فقط من أجل تسجيل حدوث التداخلات الدوائية بل أيضا ملاحظة أي أثر سلبي للدواء قد يظهر على المريض ، ووضع الحلول المناسبة لتفاديها أو الحد منها. وأن أي تغير قد يظهر على سلوك المريض يجب أن يفسر على أنه ناتج عن الآثار الجانبية للأدوية مالم يثبت العكس .
7- نظام المعالجة الفردية : من المعروف بأن مدى الاستجابة الدوائية يختلف من شخص إلى آخر . اعتمادا على عدة عوامل أهمها العامل الوراثي . وأن نظاما علاجيا لمريض قد لا يناسب مريضا آخر لنفس الحالة . وعليه فان الأولوية لوضع نظام معالجة للمريض يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حاجة المريض ومدى استجابته السريرية للدواء .
المرجع : الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية
المشرفون المحترمون
أرجو تثبيت العنوان ( التداخلات الدوائية – 12 ) وليس كتاب التداخلات الدوائية -12 ) يعني شطب كلمة كتاب
ولكم جزيل الشكر
الدواء والجنين – 3
وضعت هذه المبادئ من قبل العالم ( Jim Wilson ) في العام 1959م والتي ما زالت تطبق في ايامنا هذه ، تحت عنوان – البيئة وعيوب الولادة – ( Environment and Birth defects) ، وهذه المبادئ تعتبر بمثابة دليل ارشادي لفهم ودراسة المواد المشوهة وتأثيرها على الاعضاء الحية، وهذه المبادئ هي:
1 – تعتمد حدوث التشوهات الخلقية على المحتوى الجيني وعلى الطريقة التي من خلالها تتفاعل مع عوامل البيئة المختلفة.
2 – تتباين التشوهات الخلقية اعتمادا على المراحل المختلفة لنمو الجنين .
3 – تعمل المادة المشوهة بطريقة مضبوطة على الخلايا الحية والانسجة الآخذة بالنمو لتحدث سلسلة من النموات غير الطبيعية .
4 – ان دخول التاثيرات السيئة الى الانسجة الحية الآخذة بالنمو وقدرتها على احداث عيوب خلقية يعتمد على طبيعية المؤثر ، جرعة المادة ودرجة تعرض المرأة الحامل لها ، معدل امتصاص الام للمادة وانتفالها الى الجنين عبر المشيمة والعوامل الجينية لكلا الحامل والجنين .
5 – هناك اربعة اشكال من العيوب الخلقية الناتجة وهي : الموت Death، عيوب او سوء الخلقة Malformation ، تأخر النمو Growth retardation، وعيب في وظائف الاعضاء Functional retardation.
6 – ان ظهور العيوب الخلقية للجنين تزداد كلما زادت الجرعة ابتداء من عدم ظهور العيوب الى الجرعة المسببة لما نسبته 100% قتل الجنين.
ما معنى ان تاخذ دواءا
السلام على الجميع
اردت بادراجى للموضوع ان انبه لكل من مر هنا ما معنى ان يأخذ دواءا وباختصار
ان الجسم البشرى معرض لعدة مخاطر ومهدد بها و على رأسها الامراض المتنوعة الجروح الحروق الكسور الخ
الشخص المصاب باحد هذه العوامل يحس بألم متغير الشدة مما يضطره للتوجه الى الطبيب والذى بدوره يعطيه وصفة دواء متلائمة مع
1_نوعية الاصابة او المرض
2_درجة شدة المرض
3_عمر المريض
4_ يدرج كذلك ظروف أخرى لهذا الجسم (
مثلا اذا كان يعانى من امراض اخرى مزمنة
__ عدم قابلية الجسم لبعض الادوية;وذلك بمعرفة كل أدوية المريض وهذا يساعد على
اكتشاف أي تنافر محتمل بين الأدوية التى سوف يصفها لهذا المريض،
أو أي تغيير غير مقصود في الجرعات،
أو اي تطابق بين الأدويةلكى لا يزيد فى تركيز الدواء،
أو أي تجاوزات علاجية،
أو أي استعمال لدواء مضاد للاستطباب بسبب وجود حساسية لدى المريض
وهناك الكثير من الظروف_)
ولتحقيق الفائدة من أخذ الدواء هناك إجراءات لا بد للمريض أن يعرفها ويتقيد بها تفاديا لتأثيرات جانبية قد تؤدي لعدم تحقيق المرجو من العلاج .
ومن هذه الإجراءات:
التقيد بجرعة الدواء : وهذا مهم جداً من أجل التحكم في المرض والسيطرة عليه. فإنقاص الجرعة يقلل من مستوى الدواء في الدم،وبالتالي يقلل الفرصة على إمكانية التغلب عليه. أما زيادة الجرعة فتوقع المصاب في ورطة هو في غنى عنها ألا وهي التسمم الدوائي.
الالتزام بمدة المعالجة: على المريض أن يلتزم بفترة المعالجة التي أوصى بها الطبيب المداوي، إلا في حال وقوع طارئ صحي يحول دون ذلك. فالتوقف عن أخذ الدواء قبل المهلة المطلوبة سيجعل المرض او الجرثومة المسببة تستعيد قوتها
لتنقض مجدداً. ويقال الشيء نفسه عند المثابرة في تناول الدواء لمدة تتجاوز تلك التي حررها الطبيب على الوصفة.
فالمريض يقوم بهذا الإجراء ظناً منه أن الفائدة التي حصل عليها ستكون أحسن في حال الاستمرار مدة أطول. لكن الأمر خطأ، لأن أضراراً خفية تراكمية قد تنشأ في مكان ما، أو في أمكنة عدة بالجسم، معرضة صاحبها إلى انزلاقات صحية لا لزوم لها.
الامتناع عن تجديد الوصفة ذاتياً: هناك مرضى يستعملون وصفات قديمة عند معاودة إصابتهم ببعض العوارض التي سبق لها أن حلت بهم. وهذا السلوك خاطئ خصوصاً حيال بعض الأمراض، وبالتحديد الأمراض الالتهابية الناجمة عن عوامل ميكروبية. فوصف مضاد حيوي سابقاً، قد لا يصلح بالمرة تناوله مرة أخرى. لا بل تكرار العلاج يفتح الباب أمام نشوء مقاومة جرثومية، تعتبر حالياً واحدة من أهم المشكلات التي يعانيها الوسط الطبي، بسبب الاستهتار في أخذ علاجات لا لزوم لها، أو غير صالحة.
بعد التشخيص الجيد للمرض من طرف الطبيب تكتب وصفة تحتوى اساسا على مجموعة من الادوية المستحقة وتكون بهذا الترتيب
أ_المضادات الحيويةles anti biotiques تأثيرها يكون على الجسم الدخيل وهو الميكروب
ب_مضادات الالتهاباتAnti inflammatoires ويكون تأثيرها على المكان المصاب والذى جرى فيه التفاعل مع الميكروب
ج_ مسكنات الالم _ les analgesiques_antalgiquesوتأثر على النهايات العصبية التى تنقل الاحساس بالالم من موضع المرض
د_مضاد التشنج_ anti spasmodique
ه_ . فيتامينات _vitamines
ويجب ان .تُكتب الوصفة الطبية بالحبر وبخط مقروء وواضح ويجب أن تتضمن المعلومات التالية: ¨اسم ولقب وعمرالمريض .
الاسم العلمي للدواء.
الجرعة، وعدد مرات تناولها، وطريق إعطاؤها.
توقيع الطبيب المعالج.
التاريخ وساعة كتابة الوصفة.
نريد ان نعرف عند الاصابة ماذا يحدث؟ و لما نحس بالالم بموضع الاصابة ؟ ولما ترتفع درجة الحرارة فى اغلب الحالات؟و كيف يذهب الالم ؟ أسئلة يجب معرفة الاجابة عنها لكى تكون على علم بتاثير الدواء على الجسد
نأتى اولا للادوية وتأثيرها
المضادات الحيويه وهي مواد عضويه تنتجها الكائنات الدقيقه كالبكتيريا والفطريات اثناء نموها (مسبب الداء يعطى الدواء)وهي قادره بتركيز منخفض ان تبيد اوتقتل
النوع الاساسى هوالبنسلين وهو اول اكتشاف في عالم المضادات الحيويه اما المواد المشتقه التي تنتج بالتخليق جزئيا اوكليا فهى التى تعطينا كل الادوية التى تدخل تحت عدة اسماءتجارية موجودة فى الصيدليات
وهنا لدينا نوعان
مضادات واسعة المفعول a large spectreوهذا النوع يستعمله الطبيب كثيرا لانه يعمل على ابادة مجموعة من الجراثيم فى ان واحد
واخرى تسمى مضادات ضيقة المفعول a spectre reduit وهذه تكون تعمل على نوع معين من الجراثيم وذلك بعد عمل تحليل مخبرى لسائل من سوائل الجسم مثل المخاط او البصا ق او الدم اوالبول .الخ
تعمل المضادات الحيوية اما
بالتأثير على نمو البكترياوتدعى Bacterio statique
او على ابادة للجراثيمbactericide ولذلك يجب ان نستخدمها الاستخدام الصحيح لانها قد تضروتؤدى حتى الموت
ويجب قبل البدء في المعالجه عمل زراعه للجرثومه المسببه للمرض لمعرفة المضاد المؤثر لها teste de desensibilisation
2. يجب استخدام المضاد الحيوي حتى الشفاء كاملاً وغالبا في الاصابات البسيطه من5ايام_7أيام حتى لايحدث عند المكروب مناعه من الدواء المستخدم
3. مراعات مدة تاثير الجرعه فالبعض يكون كل 6ساعات والبعض كل 8ساعات هذ بالنسبه للدواء الذي يوخذ عن طريق الفم وهي قصيرة المفعول.
اشكالها __تكون على شكل ابر او حقن
_اقراص او حبوب او مغلفات_ ومنها ماهى مكسوه بغشاء معوى وقد صممت بهذا الشكل لكى يحدث تفكك للدواء داخل الامعاء وليس داخل المعده لاحد من السببين التاليين :
للحفاظ على فعاليه الدواء وعدم التاثير على نسبه امتصاصه او لحمايه المعده من التاثير السلبى للدواء و تؤخذ قبل الاكل بنصف ساعه الى ساعه
او بعد الاكل بساعه الى ساعتين
_ سيرو وتعطى على هذا الشكل للاطفال الصغار
مضادات الالتهاب les anti inflamatoires تقلّل هذه العلاجات ألالتهاب و الألم حيث تقوم مركبات هذه العلاجات بإيقاف إنتاج الموادّ الكيميائيّة التي تسبّب الألم و التهاب وأيضا يوقف ويقلل من الحمّى
ولى عودة لتكملة الموضوع باذن الله
ان شاء الله
انا في انتظارك الف شكر لك اختي
2) توزيع الجسم للدواء " Drug Distribution "
ان معرفة توزيع الجسم للدواء تعتبر نقطة مهمة لاختيار الدواء المعطى والجرعة االتي تعطى بها ذلك الدواء، و توزيع معظم الأدوية في الجسم يتأثر بعدة عوامل مختلفة ويكون مرتبطاً بالفترات العمرية للانسان، ومن هذه العوامل ما يتعلق بالدواء نفسه والمتمثلة بخصائصه الفيزيائية والكيميائية، اضافة الى درجة ارتباط الدواء بالبروتينات وحجم الجسم من السوائل والانسجة، معدل ضخ القلب، ومعدل جريان الدم الى مناطق الجسم المختلفة، ونفاذية الأغشية البيولوجية المختلفة للدواء . و توزيع الدواء في الجسم بعد امتصاصه من منطقة اعطائه يتم عن طريق الدورة الدموية من ثم يتم توزيع الدواء في الدم ومن المعروف أن حجم الدم عند الانسان البالغ متوسط العمر هو 6 لتر، وهذا لحجم يضخ عن طريق القلب الى جميع أجزاء الجسم كل دقيقة حاملاً معه الدواء الممتص .
تعبر جميع الأدوية تقريباً بسهولة الشعيرات الدموية حيث يتم انتقال بعضها الى خارج الحيز الوعائي القلبي والذي يطلق عليه ( Extracellular Space ) ، وأن الشعيرات الدموية – عدا تلك الموجودة في الدماغ – تقوم بعملية الترشيح (Filtration ) مقارنة بالأغشية الدهنية من حيث الخاصية النفاذية، فالأدوية التي يكون أوزانها الجزئية من 500 الى 600 تنفذ بسرعة من حيز النظام الوعائي القلبي (Vascular System ) الى حيز السائل الخارجي الذي تسبح فيه الخلايا (Interstitial Fluid Bathing the cells ) ، بعض سوائل الجسم يمكن ان تكون نوعاً ما غير قابلة لدخول الأدوية فيها من مجرى الدم، وهذه السوائل تشمل سائل الحبل الشوكي المخي (Cerebrospinal Fluid CSF ) وافرازات القصبات الهوائية ( Bromchial Secretions ) والسائل المحيط بالقلب ( Pericardial Fluid ) وسائل المنطقة الوسطى للأذن ( Middle Ear Fluid ) الا أن حدوث الالتهابات في أغشية هذه المناطق من الجسم تزيد من نفاذية الأدوية لها . (2)
يعتمد تركيز الدواء في سوائل الجسم أيضاً على درجة ارتباط الدواء في ذلك السائل، لذلك نجد بأن سوائل الحبل الشوكي المخي وسائل اللعاب تفتقر الى وجود البروتينات التي ترتبط بها الأدوية، ولذلك فان تركيز الأدوية فيها يكون قليلاً وأن تركيز الأدوية بشكل عام في السوائل الخارجية بالنسبة لسائل الجهاز الوعائي القلبي يكون قليلاً لأن تركيز بروتينات الألمبيومين فيها يكون أقل من تركيزه فيها البلازما .
أما التوزيع الخلوي للأدوية ( Cellular Distribution ) بمعنى انتقال الأدوية داخل الخلايا فهذا يعتمد على عوامل مختلفة تتفق مع العوامل التي تؤثر على امتصاص الأدوية عن طريق الجهاز الهضمي، ولهذا فان الأدوية قليلة الأوزان الجزئية ، والذوابة في الماء اضافة الى الكهارل ( electrolytes ) فانها تنفذ بسهولة عبر القنوات ( الثقوب ) المائية في جدار الخلية، في حين أن الأدوية الذوابة في الدهون تخترق الجدار الخلوي نفسه بينما الأدوية المتوسطة في الأوزان الجزئية ( من 50 فأكثر ) ، والذوابة في الماء لا تنفذ بسهولة داخل الخلية عن طريق الغشاء الخلوي الا اذا كان هناك آليات خاصة ( Special Trarsport Mechanisms ) .
أما فيما يتعلق بتوزيع الدواء في الجهاز العصبي المركزي ، فان الشعيرات الدموية الموجودة في الدماغ لها خاصية نفاذية تختلف عن باقي الشعيرات الموجودة في أجزاء الجسم الأخرى لكونها تمتلك طبقة خلوية تجعلها أقل نفاذية للمواد الذائبة في الماء . هذه الطبقة من الخلايا هي التي تعرف بالحاجز الدموي الدماغي (Blood-Brain Barrier ) ، وأن عبور الأدوية الى الدماغ يعتمد على درجة تأين ذلك الدواء في البلازما وعلى ذائبيته في الدهون. فمثلاً دواء مثل الثيوبنتال (Thiopental ) يصل الى الدماغ بسرعة بعد اعطائه مقارنة بدواء له درجة عالية في الذوبان في الماء مثل باربيتال (Barbital ) والذي يصل الى الجهاز العصبي المركزي بمعدل أقل مقارنة بالثيوبنتال . الا أنه في حالة الالتهابات التي تصيب الجهاز العصبي المركزي فان نفاذية الحاجز الدموي الدماغي للأدوية تزداد .
يعتبر جريان الدم ( Blood Flow ) أحد العوامل المهمة في تحديد مدى توزيع معظم الأدوية، كذلك نلاحظ ان التوزيع يتم بسرعة الى مناطق الكلى، الكبد ، القلب والدماغ بحكم أنها الأكثر تزويداً بالدم مقارنة باعضاء أخرى تزود بالدم بدرجة قليلة مثل العضلات الهيكلية ( Skeletal Muscle ) والأنسجة الدهنية (Adipose Tissue ) . (2)
وبعد هذه الملاحظة البسيطة عن توزيع الدواء في الجسم بشكل عام، سوف نتحدث عن أهم العوامل التي تؤثر على توزيع الدواء في أجسام الأطفال الرضع .
1) التطور التدريجي للارتباط البروتيني
" Developmental Aspects of Protein Binding "
ارتباط بروتينات البلازما بالأدوية يعتمد على الكمية المتوفرة للبروتينات التي ترتبط بالأدوية وعلى درجة الارتباط بين الدواء والبروتين ، وعلى عدد مناطق الارتباط المتوفرة في البروتينات ووجود حالات مرضية أو مركبات داخلية والتي ممكن ان تؤثر على درجة الارتباط ما بين البروتينات والدواء .
وارتباط الدواء بالبروتينات تؤثر على توزيع وطرح الدواء، وأن أهم بروتين موجود في الدم والذي يلعب دوراً أساسياً في الارتباط البروتيني الدوائي هو بروتين الألبيومين ( Albumine ) لأنه يشكل نصف مجموع بروتينات البلازما، وأنه يرتبط أساساً في الأدوية الحامضية الضعيفة والأدوية المتعادلة، أما الأدوية القاعدية الضعيفة (Weak Basic Drugs ) فترتبط ببروتين يسمى ( – Acid Glycoprotein ) أو ما يعرف بالأوروسوميوكويد (Orosomucoid ) والأدوية القاعدية مثل Lidocaine , Imipramine, Quinidine, Propranolol اضافة الى وجود بروتينات خاصة مثل (الجلوبيولين ) للارتباط بالهرمونات الأستروئيدية ، والثايكروسين ، وفيتامين ب2 ولكنها قليلة الأهمية في مجالنا هذا .
لقد وجد بأن قوة ارتباط الأدوية الحامضية بالألبيومين تزداد – كما هو الحال في مستويات بروتينات البلازما الأخرى – منذ الولادة وحتى فترة الطفولة المبكرة وأنها لاتصل الى درجة البالغين الا بعد 10-12 شهراً من عمر الطفل، اضافة الى ذلك وبالرغم من أن مستوى الألبيومين قد يصل الى مستوى البالغين بفترات قليلة بعد الولادة، الا أن مستوى الألبيومين في الدم يتناسب مع العمر الحملي والذي يعكس كلاً من الانتقال المشيمي ( Placental Transport ) والتضيع الجنيني (Fetal Synthesis) ، والدراسات التي أجريت لتوضح الاختلاف في درجات الارتباط ما بين الدواء والبروتينات في بلازما الأطفال حديثي والولادة وفي بلازما البالغين لوحظ فرق كبير ما بين تراكيز الأدوية غير المرتبطة ( الحرة ) في دم الأطفال حديثي الولادة مقارنة بالتراكيز عند البالغين لكثير من المجموعات الدوائية مثل مجموعة الأدوية ضد الصرع ( Phenytion, Phenobarbitone ) ومجموعة المضادات الحيوية ( Sulphonamides, Methicillin, Nitrofurantoin, Chloramphenicol ) وكذلك الأمر لمجموعات الأدوية التالية : المسكنات، المهدئات، الأدوية النفسية وغيرها . وان هذا الاختلاف ظل ملحوظاً حتى بعد تعديل الجرعة على أساس مستوى البروتينات وتركيز الدواء .
خلصت الدراسات لوضع أربع آليات لتفسير الاختلاف في ارتباط الدواء بالبروتينات عند حديثي الولادة وعند البالغين وهذه الآليات هي :- (7,4)
1 – ازاحة الدواء من مكان الارتباط عن طريق مادة البليروبين (Bilirubin ) في الدم.
2 – اختلاف في خصائص الارتباط بالألبيومين عند الأطفال والبالغين .
3 – اختلاف خصائص الارتباط لبروتينات الجلوبيولين ( Globulins ) .
4 – تدني خصائص الارتباط للألبيومين بسبب ارتباطه بالجلوبيولين في الأطفال حديثي الولادة .
ان مستويات البروتينات في بلازما الأطفال حديثي الولادة ، أقل منه عند البالغين فهناك انخفاض حاد في مستوى ( – Acid Glycoprotein ) وانخفاض في ارتباط الأدوية القاعدية بهذا البروتين اضافة الى انخفاض مستوى الألبيومين وقلة درجة الارتباط به عند الأطفال حديثي الولادة .
تأثير مركبات الجسم الداخلية على الارتباط البروتيني
Influence of Endogenous Substances on Protein Binding .
هناك العديد من المركبات داخل جسم الانسان – ونتكلم هنا عن الأطفال – التي تصنع داخل أجسامهم ترتبط – تماماً مثل الأدوية – ببروتينات البلازما، وارتباطها هذا يجعلها تحل محل الدواء فتطرد الدواء من مكان ارتباطه في البروتينات ليصبح ازدياد في مستوى الدم من الدواء الحر- وهو هذا الجزء من الدواء المسؤول عن الفعالية الدوائية – مما يتسبب ولو بشكل لحظي زيادة في كمية الدواء في الدم فوق الجرعة المطلوبة . حلول هذه المركبات محل الدواء في مناطق ارتباطه للبروتينات له أهميته السرية اذا كانت درجة ارتباط الدواء بالبروتين تعادل 80-90% اضافة الى أنه يجب أن يكون حجم توزيع الدواء قليلاً عادة أقل من 0.15 لتر/ كغم . تحت هذه الظروف فان مجموعة من الأحداث التالية يمكن أن تحدث جراء حلول المركبات داخل جسم الطفل بمناطق ارتباط الدواء بالبروتينات، تتمثل في زيادة كمية الدواء الحر في البلازما معطية أعلى تأثير دوائي ويكون عادة لحظي لأن طرد الدواء من مكانه يجعله عرضة للاستقلاب أو الاطراح . من هذه المركبات التي تحل محل الدواء في مناطق ارتباطه في البروتينات والتي تؤدي الى رفع مستواه في البلازما، تشمل الأحماض الدهنية الحرة ( FFAs )Free Fatty Acids والبليروبين .
فلقد لوحظ ارتباط متعاكس (Reversible Binding ) بالألبيومين، وأن هذه الأحماض الدهنية الحرة غير المؤسترة (Non-Esterified Fatty Acids ) توجد بكميات عالية نوعاً ما في بلازما الأطفال حديثي الولادة ، وأن بامكانها منافسة الأدوية على مناطق ارتباطها بالألبيومين، والدراسات بينت انخفاضاً حاداً في درجة ارتباط بعض الأدوية بالألبيومين مثل هذه الأدوية حمض الصفصاف (Salicylic Acid ) والفينيل بيوتازون ( Phenylbutazone ) والديكومارول (Dicoumarol ) والفينايتون (Phenytoin )، وأن جميع هذه الأدوية كان لها مستويات عالية من أجزائها الحرة والمسؤولة عن احداث الفعالية الدوائية .
وكما ذكرنا – فان حلول الحوامض الدهنية الحرة محل الأدوية في مناطق ارتباطها بالألبيومين يكون ذا أثر سريري يؤخذ به اذا كان الدواء له درجة ارتباط عالية بالألبيومين ( أكبر من 90% ) .
ولقد لوحظ ارتفاع الحوامض الدهنية الحرة في بلازما الأطفال حديثي الولادة في الحالات التالية :- (4)
1) حالة خمج الدم الناتجة عن بكتيريا سالبة الغرام ( G-ve Septicaemia ) ولم يلاحظ ارتفاعها في حالة خمج الدم الناتجة عن بكتيريا موجبة الغرام (G+ve Septicaemia) .
2) حالة تنبيه الجهاز العصبي الودي ( Sympathetic Stimulation ) وأن هذا الارتفاع يمكن السيطرة عليه باعطاء دواء بروبرانولولPropranolol قبل عملية التنبه .
أما بالنسبة لمادة البيلروبين ( Bilirubin ) فانها ترتبط بالألبيومين برابطة عكوسة حرة (Freely Reversible Association )، وأن درجة ارتباط البيليروبين بالألبيومين عند الأطفال حديثي الولادة تكون أقل مقارنة بدرجة الارتباط عند الكبار وأن درجة الارتباط هذه تزداد بتقدم العمر، لتصل الى حالتها الطبيعية مقارنة بالكبار عند الشهر الخامس من عمر الطفل .
وانخفاض درجة الارتباط عند الأطفال حديثي الولادة يعتقد بأن لها دوراً في اصابتهم بحالة اليرقان النووي ( Kernicterus ) وهي حالة من تآكل العقد العصبية القاعدية ( نوى الدماغ ) الموجودة في الحبل الشوكي والدماغ ناتجة عن ارتفاع مادة البليروبين في الدم، وحالات الوفاة ممكن أن تحدث في الأسبوع الأول، لكن الحالات غير المميته تكون قليلة الخطورة وقد يحدث أثناؤها حالات من الحركات المتكررة غير الإرادية مع تشنجات، اضافة الى امكانية حدوث قصور عقلي يظهر في وقت لاحق .
وهناك العديد من الأدوية التي تنافس وتحل محل البيليروبين في مناطق ارتباطه بالألبيومين وزيادة خطورة اصابة الأطفال باليرقان النووي، وقد حددت الدراسات العديد من هذه الأدوية وقاموا بوضع بعض المبادئ ذات الأهمية السريرية، ومن هذه المبادئ :- (4)
أ – الأدوية التي تعطى بجرعات قليلة مثل الهرمونات، ومقويات عضلة القلب والمدرات البولية القوية لا تعتبر خطرة لأن هناك كمية يجب أن يصل اليها الدم لتحل محل البليروبين في مناطق الارتباط الموجودة على الألبيومين .
ب- الأدوية موجبة التأين ( Cationic Drugs ) والمواد المتعادلة مثل مجموعة الأمينوجلايكوسايد ( Aminoglycosidse )، ومضاد الهستامين (Antihistamines )، والمخدرات العامة ( General Anesthetics ) ومجموعة البينزوديازبين (Benzodiazepines ) جميع هذه الأدوية لا ترتبط تنافسياً بمناطق ارتباط البليروبين على الألبيومين .
جـ- مجموعة السلفوناميد ( Sulphonamides ) لها تباين في تنافسها على مناطق ارتباط البليروبين الا أن ( Sulphadiazine ) هو الأضعف من بين هذه المجموعة في تنافس مع البليروبين ولهذا يمكن اعتباره مأموناً في نطاق الجرعات العادية له .
د – معظم الأدوية المسكنة للألام والأدوية غير الستروئيدية المضادة للالتهابات (Anti inflammatory Drugs ) لها قدرة عالية على ازاحة البليروبين من مناطق ارتباطه.
هـ- أعلى مقدار من الازاحة يلاحظ عند اعطاء بعض المواد المستخدمة لتصوير قنوات المرارة تصويراً اشعاعياً .
المرجع : الحنيطي، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية
مشكورييييييييييييييين اخي على الموضوع
شكرا لك اخي الكريم زامورانو
الصيدلة الشعبية
الرابط لا يعمل الرجاء رابط شغاااااال بلييييييييييززز
النواحي التشريحيه للثدي [7,6,5 ]
إن إلقاء نظرة سريعة على نواحي الثدي التشريحية و من ثم فسيولوجيا الرضاعه ضروري لإكتمال موضوعنا وإعطاء صورة متكاملة عنه.ذلك ان هناك ادوية تؤثر على بعض الهرمونات التي تتحكم بانتاج الحليب او الهرمونات التي تساعد في وصول الحليب الى فم الطفل ،
وبدءأً بالوصف التشريحي الخارجي يمكن أن نعرف الثدي على أنه عضو عنقودي الشكل مفرز للحليب و هو ذو علاقة كبيرة بالجهاز التناسلي الأنثوي، كما أن الثدي يعتبر من ملحقات الجلد حيث يوجد على الجدار الصدري الأمامي في جانب القص بين الضلعين الثاني و السابع و هو يشبه نصف كرة عند البنات إلا أنه يتدلى بعد ذلك على جدار الصدر بتأثير الحمل و الرضاعة .
يحوي الثدي في منتصفه تقريباً على نتوء بارز إسطواني أو مخروطي الشكل يسمى بالحلمه(nipple) تحاط هذه الحلمة بمنطقة دائرية تسمى الهاله أو اللعوه (areola) يكون لون كل من الحلمة و الهاله بني فاتح إلا أن اللون يتغير أثناء الحمل والرضاعة ليصبح بنياً داكناً.
كما أن الحلمة و الهالة مزودتان بغدد دهنية (sebaceous glands) تسمى بحديبات أو غدد مورغاني(Motgomery tubercles) والتي تقوم بدورها بإفراز مواد دهنيه تساهم في تلطيف و ترطيب و حماية منطقة الهاله والحلمه من الجفاف و التشقق، كما توجد عضلات ملساء في الحلمة و الهالة والتي تسبب إنتصاب الحلمه تحت تأثير إحداث سيال عصبي من النهايات العصبية الموجودة هناك عن طريق مص الطفل لحلمة ثدي أُمه مثلاً .
أما الوصف التشريحي للثدي من الداخل فيمكننا أن نعتبره مكوناً من مجموعة من الغدد المنتجة و المفرزه للحليب وحتى يتسنى لنا فهم الناحيه
التشريحيه لهذه الغدد يمكن أن نصور كل غده بأنها على هيئة شجره ذات أغصان فالثدي كما يبينه الشكل المرفق مكون من (15) إلى (20) غده (شجرة) منتجة للحليب .
الشكل المرفق : يوضح تشريح الثدي ( كغابة من الأشجار ) (6)
بدأ من الحلمة مبتعدين عنها حتى نصل الى العنبات المفرزة للحليب ومن ثم لاحظ الخلايا الظهارية وعلاقتها بهرمون اكسيتوسين الذي يعمل على انقباضها وعصرها حتى يتم تدفق الحليب عبر القنوات حتى يصل الى فتحة الحلمة وفم الطفل
1- فتحة الحلمة . 2- الأنبورة . 3- القناة المخزنية.
4- القناة الرئيسية الناقلة للحليب . 5- قناة صغيرة ثانوية .
6- القنيات الحليبية . 7- العنبات المفرزة للحليب.
.
لاحظ الخلايا المفرزة للحليب مرتبة بشكل دائري حول فتحة القنية الحليبية، وحول العنبة المفرزة للحليب يوجد خلايا عضلية ظهارية انقباضية واقعة تحت تأثير هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin) الذي يفرز من الغدة النخامية بتأثير مص الطفل لحلمة الثدي مؤدياً الى عصر الحليب داخل القنوات الحليبية .
تتكون كل غده حليبيه من قنوات ناقله للحليب من مكان التصنيع إلى حلمة الثدي، وتقسم هذه القنوات إلى قنوات رئيسيه و أُخرى ثانويه ولو تتبعنا كل (شجره) من جذورها نجد القناة الرئيسية الناقلة للحليب (lactiferous duct) و التي تتوسع في مناطق ماقبل الحلمه مكونةً القناه المخزنيه (lactiferous sinus) والتي يتجمع فيها الحليب المصنع و من ثم تأخذ هذه القناه المخزنيه بالتضيق وتنتهي بفتحات صغيره في الحلمة و لهذا السبب نرى أن الحلمة تكون مثقبة وعدد هذه الثقوب يساوي عدد الغدد الحليبية وهو من 15 – 20 ثقباً .
يطلق على الجزء السفلي للقناه الرئيسيه إبتداءً من القناة المخزنيه للحليب وإنتهاءً بالحلمه بالأنبورة (ampulla)، الآن لو تتبعنا مسار القناه الرئيسيه مبتعدين عن الحلمة نجد أنها تنقسم إلى قنوات ثانويه صغيرة (ducts) وهذه الأخيره تنقسم إلى قنوات أصغر منها تسمى قنيات (ductules) حيث تنتهي هذه القنيات بفصوص (lobules) و التي تتكون من مجموعة العنبات المفرزه للحليب (clusters of secertery alveoli , acini)، إن العناصر المختلفه للحليب تصنع في هذه المنطقه.
تكون كل عنبه مفرزه للحليب (alveolus) على هيئة كره مجوفه وصغيره يكون باطنها مفروش بخلايا غديه (glandular cells) مسؤولة عن إنتاج العناصر المختلفه المكونه للحليب و لذلك فإنها مزودة بكميات كبيره من الشعيرات الدموية و فقيرة بالمواد الدهنية، أما ظاهرياً فتحيط كل عنبه خلايا طلائية عضلية (myoepithelial cells) هذه الخلايا مسؤولة عن إخراج الحليب من مكان التصنيع أو العنبات المفرزه (alveoli) إلى الحلمه عبر القنوات الناقله للحليب و ذلك عن طريق إنقباض (contraction) هذه الخلايا الطلائيه العضليه و بالتالي عصر (squeezing) الحليب المتكون تحت تأثير هرمون الاكسيتوسين (oxytocin) من الفص الأمامي للغده النخاميه
(anterior picuitary gland).
يتكون الثدي من الأنسجه التاليه :-
أ- أنسجة دهنية (adipose tissues).
ب- أنسجة غدية (glandular tissues).
ج- أنسجة ليفية (fibrous tissues).
هذه الأنسجه يفصل بينها وبين الأضلاع و عضلات القفص الصدري أنسجة ضامة (connective tissues)، تكون الفراغات الموجودة بين الفصوص معبأه بأنسجة دهنية، و ترتبط الفصوص فيما بينها بواسطة أنسجه ليفيه (fibrous tissues)، إن الأنسجه المختلفه في الثدي تكون مدعمه بواسطة أربطة كوبر (cooper’s ligaments)، يختلف البناء النسيجي للثدي باختلاف الجنس و السن ولكنه يمر بنفس مراحل النمو قبل البلوغ عند الرجل والأنثى على حدٍ سواء إلا أنه بعد سن الحاديه عشره سنة يضمر عند الرجال ويكون في حالة بدائية طوال حياته أم عند المرأه فبعد البلوغ يتطور ويكبر ويخف النسيج الدهني بحلول العنبات المفرزه للحليب محلها ولاسيما في فترة الإرضاع لتعود بالضمور والانكماش بعد الرضاعة و يزداد هذا الضمور والانكماش بعد سن اليأس حيث بصبح الثدي أقل نضجاً ونمواً من فترة ما بعد البلوغ وتزداد كمية الشحم ويقل النسيج الضام وتصبح الخلايا الليفيه أقل وضوحاً وكذلك النسيج الضام .
الصيدلاني راتب الحنيطي
المرجع : الحنيطي ، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية ط1 – 1997
ارجو التنويه بان العنوان هو ( الدواء وحليب الام ) وليس الدواء والحليب
ارجو التنويه بان العنوان هو ( الدواء وحليب الام ) وليس الدواء والحليب
|
وهو كذلك، لقد تم تعديل العنوان
موضوع مهم بالنسبة للمراة و الجميع
شكرا عزيزي زامورانو
3) استقلاب جسم الطفل للدواء " Drug Metabolism "
الاستقلاب الدوائي أو التحولات الحيوية الدوائية (Drug Biotransformation ) يقصد به التحولات الكيموحيوية ( أنزيمية ) التي يجريها الجسم على الدواء ويحوله الى شكل كيميائي آخر. والاستقلاب الدوائي يلعب دوراً رئيسياً في طرح الدواء وباقي المواد الكيميائية الغريبة ( Xenobiotics ) من الجسم، فمن المعلوم أن أغلب المواد الكيميائية (ومنها الأدوية ) التي تدخل جسم الانسان هي مركبات ذائبة في الدهون ( محبة للدهون) ( Lipophilic ) ، ولهذا حتى تعطي مفعولها الدوائي يجب أن يحصل لها امتصاص وتعبر الحواجز البيولوجية المختلفة في أجزاء الجسم وتتوزع فيها، وبسبب حبها للدهون فانه سوف يعاد امتصاصها من قبل القنوات الكلوية دون ان تطرح في البول، وبالتالي سوف تبقى في الجسم لفترات زمنية طويلة معطية تأثيراتها الدوائية والكيميائية، وهنا تتجلى أهمية استقلاب الجسم لهذه المركبات، فعن طريق الاستقلاب يتم تحويل هذه المركبات (ومنها الأدوية) المحبة للدهون وصعبة الاطراح الى مركبات أخرى محبة للماء سهلة الطرح من الجسم ، والأشكال الكيميائية الناتجة من الأدوية الأصلية التي دخلت الجسم يطلق عليها بالمخلفات ( Metabolites ) ، وهذه المخلفات الاستقلابية للأدوية تكون عادة غير فعالة دوائياً وغير سامة، ولهذا كان يطلق على عمليات الاستقلاب بأنها ازالة السمية ( Detoxification Processes ) .
وحول هذه النقطة يجب أن نشير الى أن عملية الاستقلاب لا تعطي دائماً مخلفات غير سامة وغير فعالة دوائياً ، فهناك بعض الأدوية التي تستقلب الى مخلفات فعالة دوائياً وتكون هذه المخلفات هي المطلوبة فعلاً لاحداث أثر دوائي . بل ان بعض الأدوية لا يكون فعالاً دوائياً، ويستقلب الى مخلف أو مخلفات (مخلفات ) فعالة دوائياً، اضافة الى هذا الكلام ، فانه ليست جميع المخلفات غير سامة ، في الحقيقة فان الكثير من الآثار الجانبية السيئة مثل نخر الأنسجة (Tissue Necrosis ) والسرطان، التشوهات الجنينية (Teratogenicity ) مردها المخلفات الكيميائية الناتجة عن استقلاب الأدوية والملوثات البيئية . (8)
تقسم تفاعلات الاستقلاب الدوائي الى قسمين :-
أ ) مرحلة الاستقلاب الدوائي الأولى ( Phase – I )
وتشمل التفاعلات الكيموحيوية التالية : الأكسدة ، الاختزال، الاماهة (Oxidative, Reduction, Hydrolysis ) ، وأن الهدف من هذه المرحلة هو ادخال مجموعات كيميائية وظيفية ( Functional Groups ) تكون متأينة (قطبية Polar ) .
تضاف المجموعات القطبية هذه الى الدواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر كاختزال مجموعة الكيتون الى الألديهاد، أو أكسدة الكحول الى حوامض، أو انتاج مجموعة الكاربوكسيل عن طريق الاماهة، وبالتالي يصبح الدواء متأيناً، محباً للماء ويسهل طرحه .
لا تستطيع المرحلة الأولى من التفاعلات الاستقلابية في بعض الأحيان انتاج مخلفات متأينة محبة للماء بما يكفي لاطراحها أو تقليل مفعولها الدوائي وفي هذه الحالة يجب على المخلفات من هذا النوع المرور بالمرحلة الثانية من الاستقلاب الدوائي .
ب) مرحلة تفاعلات الاستقلاب الثانية – المرحلة الثانية (Phase – II ) أو تسمى مرحلة التفاعلات الارتباطية ( Conjugation Reactions )
والغرض من هذه المرحلة هو ربط مركبات تكون أصلاً موجودة في الجسم (Endogenous Compounds ) صغيرة، متأينة وقطبية مثل (Glycin, Sulfate, Glucuronic acid ) مع مخلفات الأدوية الناتجة من المرحلة الأولى لتتحول الى مخلفات مرتبطة، أكثر ذوباناً في الماء وأكثر قطبية، وسهلة الطرح من الجسم .
الأدوية – والمركبات الكيميائية الأخرى – والتي تمتلك مجموعة أصلاً قطبية غير كافية لأن تطرح بشكل مطلوب، تذهب مباشرة الى المرحلة الثانية دون المرور بالمرحلة الأولى ، وتعتبر المرحلة الثانية هي الأساس في ازالة سمية الأدوية وتأثيراتها الدوائية، الا أن كلتا المرحلتين تعتبران مكملتين بعضهما البعض في التغلب على الآثار السامة والدوائية للمركبات والأدوية الداخلة في جسم الانسان .
يعتبر الكبد أهم عضو يحدث فيه تفاعلات التحولات الحيوية الدوائية لاحتوائه تقريباً على جميع الانزيمات المسؤولة عن استقلاب الأدوية اضافة لكون الكبد من الأعضاء القليلة المزودة بالدم بشكل غزير . ويوجد أعضاء أخرى لها القدرة على استقلاب الدواء مثل الأمعاء (لوجود أنزيمات مثل ((Lipases , Esterases )، ,الكلى، والرئتين ، والغدة الكظرية، والمشيمة، والدماغ والجلد، ولكن كما ذكرنا يعتبر الكبد أهمها .
الصيدلاني راتب الحنيطي
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا لك
الدواء والطعام – 1
يعرف الامتصاص بانه العملية التي من خلالها يدخل الدواء أو الغذاء إلى الدم من مكان اعطائه ، وكلمة الامتصاص
(Absorption)مشتقة من اللغة اليونانية ، حيث Ab تعني بعيدا من ، و كلمة Sorbere تعني شفط .
ومعدل الامتصاص ومداه تحددان ما يسمى بالتوافر الحيوي (Bioavailability) لكل من الدواء والمواد الغذائية . وأن الغذاء قد يؤثر على التوافر الحيوي للدواء زيادة أو نقصانا وقد لا يؤثر . فالأدوية التي يزيد توافرها الحيوي بوجود الطعام مثل دواء بروبرانولول ، و ميتوبرولول ، و هايدرالازين ، و فينايتون ، فيتامين ب2 وغيرها . والأدوية التي يقل توافرها الحيوي بسبب الطعام مثل ايزونيازيد ، و ريفامبيسين ، و تتراسايكلين ، وغيرها . في حين ان تناول الطعام مع بعض الأدوية في وقت واحد لا يؤثر على توافرها الحيوي ، مثل الأدوية التالية : دواء ميترونيدازول ، و اوكسازيبام ، ومعظم ادوية خافضات السكر الفموية .
إن نوع وكمية ووقت تناول الطعام يمكن أن تؤثر على إذابة وامتصاص الأدوية . فمثلا الوجبات الغذائية المحتوية على المواد الدهنية ، تسرع امتصاص دواء جريزوفالفين ، بينما الحليب والوجبات الغذائية المحتوية على بعض العناصر الثقيلة مثل الكالسيوم تمنع امتصاص دواء تتراسايكلين .
1- ارتباط الدواء بشكل مباشر مع مكونات الغذاء في الجهاز الهضمي ، مثل ارتباط دواء تتراسايكلين ودواء ديكاميثونيوم ( decamethonium ) مع الكالسيوم ، وارتباط المركبات الفسفورية الموجودة في الغذاء مع الماغنيسيوم والألمنيوم الموجودة في الأدوية المقاومة لحموضة المعدة ، ويتكون نتيجة هذا الارتباط مركبات معقدة غير قابلة للامتصاص عن طريق الجهاز الهضمي .
2- تغيير درجة الحموضة للجهاز الهضمي: الغذاء الذي يغير من درجة حموضة الجهاز الهضمي يمكن أن يغير مدى ومعدل امتصاص بعض الأدوية من خلال تغيير درجة تأين وانحلال الدواء . فالأدوية ضعيفة الانحلال يتحسن امتصاصها بوجود الطعام ، ذلك أن الطعام يزيد من وقت تفريغ المعدة لمكوناتها وبالتالي إعطاء وقت إضافي للدواء حتى يتحلل . الطعام ذو المكونات الحامضية مثل عصير الفواكه ، يقلل من حركة الجهاز الهضمي ويزيد من تحطم الأدوية التي تتأثر بالوسط الحامضي مثل مجموعة بنسلين واريثرومايسين . بينما الأغذية ذات المكونات القاعدية مثل الحليب ومشتقاته ، قد تكون عائقا لعملية امتصاص الأدوية ضعيفة الحموضة بسبب التدخل في عملية التأين للدواء . إضافة إلى ذلك فان رفع درجة حموضة المعدة عن طريق الطعام قد يؤدي إلى تحرر الأدوية المغلفة معويا في المعدة ، الأمر الذي قد يتسبب في إيذاء المعدة .
3- زيادة أو تقليل حركة الجهاز الهضمي : يقلل الطعام الدهني من حركة الجهاز الهضمي ، ويؤخر امتصاص الأدوية قليلة الذائبية في الوسط الدهني ، بينما الأدوية الذوابة في الدهون ( مثل دواء جريزيوفولفين ( griseofulvin )) يزيد امتصاصها . الطعام الذي يحتوي أحماضا أمينية يشجع افراز الأملاح الصفراوية ، والتي بدورها ترتبط مع بعض الأدوية مكونة معقدات غير قابلة للامتصاص عن طريق الجهاز الهضمي . في حين أن الطعام الذي يحتوي على كمية عالية من الألياف يقلل امتصاص كثير من الأدوية بسبب زيادتها لتفريغ محتوى المعدة وكذلك زيادة حركة الأمعاء ، وبالتالي عدم إعطاء وقت كافي للدواء للوصول إلى مناطق الامتصاص في الأمعاء ، هذا إضافة إلى أن جزء من كمية الدواء قد تحجز داخل الألياف نفسها . وبشكل عام ، يمكن القول بأن الأدوية التي تتأين في المعدة ولا تتأين في الأمعاء يتأخر امتصاصها بوجود أي عامل يسبب زيادة وقت تفريغ المعدة .
4- التدخل في عمليات الامتصاص الغشائي للأمعاء : عملية امتصاص الأدوية في الغالب تتم بشكل أفضل عندما تكون المعدة فارغة من الطعام . إلا أن هذا لا يعني إعطاء جميع الأدوية أثناء خلو المعدة من الطعام ، فبعض الأدوية مخرشة ومهيجة لغشاء المعدة ويجب تناولها أثناء أو بعد وجبة الطعام مباشرة لتقليل آثارها الجانبية على المعدة . قد يقلل الطعام من معدل امتصاص بعض الأدوية دون أن يؤثر على مدى الامتصاص ، من هذه الأدوية : ديجوكسين ( digoxin ) ، أسيتامينوفين (acetaminophin ) ، بنتوباربيتال الصوديوم ( pentobarbital sodium ) ، العديد من مجموعة أدوية سلفا المضادة للميكروبات ودواء سيفالكسين ( cephalexin) . وتقليل معدل الامتصاص لمثل هذه الأدوية يعود بدرجة كبيرة إلى التأخير في تفريغ المعدة لمحتوياتها . فدواء ريلمينيدين – ( rilmenidine ) وهو دواء يستخدم لعلاج فرط التوتر الشرياني _ وجد بأن أعلى تركيز يصل اليه الدواء في الدم بوجود الطعام أو بعدم وجوده هو ( 2.8 نانوغرام / مل ) ، وأن هذا التركيز يمكن تحقيقه بعد ( 1.68 ± 31, 0 ) ساعة على أخذ الجرعة الفموية من الدواء ، بينما بوجود الطعام يكون الوقت ( 2.9 ± 32, 0) ساعة . دواء ليفو- دوبا ( L – dopa ) جيد الامتصاص عن طريق الجهاز الهضمي ، لكنه أيضا يستقلب عن طريق غشاء الجهاز الهضمي بواسطة انزيم ( Dopa – decarboxylase ) الذي يعمل على نزع مجموعة الكاربوكسيل من الدواء ، ولذلك فان الطعام الذي يؤخر تفريع المعدة سوف يساهم في استقلاب كميات كبيرة من الدواء قبل وصوله الى الدورة الدموية ، ما لم يؤخذ الدواء مع مادة مثبطة لهذا الانزيم مثل مادة -كاربيدوبا – ( carbidopa ) .
لقد لوحظ بأن إعطاء بعض المضادات الحيوية بعد وجبة الطعام ، كثيرا ما ينتج عنه قلة في معدل ومدى الامتصاص ، كما هو الحال في دواء تتراسايكلين ( tetracycline ) ، بنسيلين ( penicillin ) ، لينكومايسين ( lincomycin ) ، و ريفامبيسين (rifampicin ) . إلا أن المشتقات الدوائية لهذه المجموعات كانت أقل تأثرا من حيث معدل ومدى الامتصاص بوجود الطعام ، فدواء دوكسي سايكلين أحد مشتقات تتراسايكلين ينخفض مستواه في الدم بنسبة 20 % بوجود الطعام مقارنة بنسبة 50 % لدواء تتراسليكلين . دواء كليندامايسين ( clindamycin ) مشتق من دواء لنكومايسين ، امتصاصه قليل التأثر بوجود الطعام مقارنة بدواء لنكومايسين .
هناك بعض المجموعات الكيميائية الموجودة في الدواء قد تكون وراء قلة امتصاص الدواء ، فدواء كابتوبريل ( captopril )_ من مجموعة الأدوية المثبطة للانزيم المحول لمادة أنجيوتنسين _ المستخدم في علاج فرط التوتر الشرياني يقل توافره الحيوي بنسبة(30% – 40 % ) إذا تم تناوله بعد وجبة الطعام مباشرة ، ويعزى سبب ذلك إلى وجود مجموعة سلفهايدريل ( – SH ) sulfhydryl group ) التي ترتبط بمجموعة الكبريت ( thio – group ) الموجودة في المواد الغذائية . في حين أن دواء انالابريل من نفس المجموعة الدوائية قليل التأثر بوجود الطعام لعدم وجود مجموعة ( – SH ) في تركيبته الكيميائية . هذه الحالة تنطبق على دواء بنسيلامين ( penicillamine ) الذي يقل امتصاصه بنسبة (50 % ) إذا أخذ بعد الطعام مباشرة بسبب وجود مجموعة (SH ) في تركيبته الكيميائية .
قد يؤدي تأخير امتصاص بعض الأدوية بوجود الطعام إلى استخدام الدواء بصورة غير ملائمة الأمر الذي قد يعرض المريض إلى الخطر ، وذلك بسبب الفارق الكبير في زمن امتصاصها بوجود الطعام وعدم وجوده في المعدة ، فبعض الأدوية التي تبعث على النوم كدواء كابيورايد ( capuride ) ، الذي يبدأ تأثيره الدوائي – التأثير المنوم – بعد 42 دقيقة في حالة وجود الطعام في المعدة ، الأمر الذي قد يشجع المريض على أخذ كميات إضافية من الدواء ، وبالتالي الوصول الى التركيز السام في الدم من هذا الدواء .
المرجع :الحنيطي، راتب : كتاب التداخلات الدوائية- الغذائية