التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

التداخلات الدوائية – 9

التداخلات الدوائية – 9


الونشريس

.
التداخلات الدوائية الناتجة أثناء آلية فعل الدواء

pharmacodynamic interactions

ذكرنا أن هناك سؤالين مهمين عند أخذ الدواء من قبل المريض ، الأول هو : ماذا يفعل الجسم للدواء ؟ والجواب على هذا السؤال هو أن الجسم يقوم بامتصاص وتوزيع واستقلاب وطرح الدواء ، وذكرنا أن هذه هي معايير الحركة الدوائية التي تحكم زمن وبقاء الدواء في الجسم ، وتطرقنا الى بعض التداخلات الدوائية المتعلقة بمعايير الحركة الدوائية .
أما السؤال الثاني فهو : ماذا يعمل الدواء للجسم ؟والإجابة على هذا السؤال ، يقودنا إلى علم ودراسة التأثيرات البيولوجية التي تحدث لجسم الكائن الحي وآلياتها نتيجة أخذ الدواء ، وهو علم تأثير الدواء . وهناك تداخلات دوائية متعلقة بآلية فعل الدواء .
فمدرات البول المستخدمة في علاج ارتفاع التوتر الشرياني – ضغط الدم – مثل مجموعة ثيازايد ( thiazide ) ، فيوروزيمايد ( furosemide ) ، ودواء حمض ايثاكرينيك ( ethacrynic acid ) ، تعمل على زيادة طرح عنصري الصوديوم والبوتاسيوم من الجسم عن طريق الكلى . لقد وجد بأن مرضى القلب الذين يوصف لهم دواء ديجوكسين مع مدرات البول تظهر عليهم علامات ارتفاع مستوى دواء ديجوكسين في الدم . والسبب في ذلك هو أن زيادة طرح البوتاسيوم من الدم نتيجة إعطاء مدرات البول تزيد من حساسية القلب لدواء ديجوكسين .وللتغلب على نقص البوتاسيوم يعطى المريض مستحضرات دوائية تحتوي على البوتاسيوم و/أو أكل الأغذية التي تحتوي على كميات عالية من البوتاسيوم .كما لوحظ أن زيادة طرح البوتاسيوم من الجسم يمكن أن تزيد إذا ما أعطيت مركبات الكورتيزون مع مدرات البول التي تؤدي إلى طرح البوتاسيوم من الجسم .
تظهر سمية الليثيوم أيضا عندما يكون مستوى الصوديوم في الدم لدى المرضى متدني ، لأنه في هذه الحالة يزيد من إعادة امتصاص الليثيوم ثانية عن طريق الكلى من منطقة النبيب الكلوي الداني ( proximal renal tubule ) ، مسببة بذلك تأخيرا في طرح الليثيوم من الجسم . ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى نقصان مستوى الصوديوم في الدم هي : الأدوية كمدرات البول مثل مجموعة ثيازايد وكذلك الحمية الغذائية التي تهدف إلى تقليل أخذ الصوديوم .

التداخلات الدوائية الناتجة عن ارتباط الأدوية بالمستقبل ( drug interactions at the receptor site )

التأثير الدوائي لأي مركب هو في النهاية نتيجة ارتباط أو ادمصاص ( adsorption ) المركب على منطقة معينة أو منطقة نشطة في الخلية الحية والتي يطلق عليها بمنطقة المستقبل ( receptor site ) ، هذا الاتحاد ما بين الدواء ومستقبله هو المسؤول عن ظهور الأثر الدوائي ، انه من الواضح أن معظم المستقبلات هي مواد بروتينية وبشكل عام من الأنظمة الانزيمية حيث تتحد مع الأدوية منتجة مركبات معقدة من ثم تعطي أثرا دوائيا .
تتحد بعض الأدوية مع المستقبلات لتشكل معقدات منتجة تأثيرات دوائية ، مثل هذه الأدوية يطلق عليها الأدوية الشبيهة ( agonists ) ، ان درجة التأثيرات الدوائية الناتجة عن هذا الاتحاد تعتمد على تركيز المادة الدوائية وتعتمد ايضا على درجة ارتباط الدواء بالمستقبل . ترتبط أدوية أخرى بالمستقبلات ولا تعطي أي تأثير دوائي ، مثل هذه الأدوية يطلق عليها الأدوية التضادية ( antagonists ) ، قد تحدث التداخلات الدوائية عندما يشغل المستقبل دواء معين لا يعطي تأثيرا دوائيا والذي عادة يرتبط بهذا المستقبل دواء يعطي أثرا دوائيا ، فإذا ما تم إعطاء مثل هذه الأدوية معا فسوف يحصل تنافس على نفس المستقبل . لكن واحد من الأدوية سوف يعطي تأثيره ، وهذا ما يطلق عليه بالتنافس التضادي ( competitive antagonism ) . فإذا كان تركيز الدواء الذي لا يعطي أثرا دوائيا نتيجة ارتباطه بالمستقبل عاليا وله درجة ارتباط بالمستقبل أعلى من الدواء الذي يعطي أثرا دوائيا فالنتيجة هي عدم حدوث أي أثر دوائي . التداخلات الدوائية يمكن حدوثها أيضا عندما يرتبط الدواء ذو الأثر الدوائي ( agonist ) بمستقبل يختلف عن المستقبل الذي يرتبط به الدواء الذي لا يعطي الأثر الدوائي ( antagonist )وهذا النوع من التداخل الدوائي يطلق عليه التضاد غير التنافسي ( noncompetitive antagonist ) .
والتداخلات الدوائية الناتجة من ارتباط الأدوية بالمستقبلات يمكن تقسيمها إلى ما يلي :
1 – التداخلات الدوائية الناتجة من إعطاء أدوية تشترك في أثر دوائي واحد أو أكثر .
العديد من التأثيرات الدوائية المتآزرة والإضافية تنشأ من اجتماع تأثيرات دوائين أو أكثر في نفس الوقت . ومثال ذلك هو الخطورة التي تكمن في تضعيف الجهاز العصبي المركزي نتيجة أخذ أدوية مختلفة لكنها تشترك في حدوث أثر سلبي مؤذي ، قد لا يكون له أهمية سريرية تذكر في حالة إعطاء دواء واحد ، مثل الأثر الجانبي المتمثل في ظهور علامات معاكسة مادة أستيل كولين عند اعطاء مريض أدوية مساعدة للنوم مثل مجموعة باربيتيورات مع أدوية مضادة للهستامين مع أدوية مرخية للعضلات مع أدوية مركزية مسكنة ، نلاحظ أن جميع هذه الأدوية مختلفة ، لكنها تنتج نفس الأثر الجانبي وهو معاكسة مادة أستيل كولين والمتمثلة بجفاف الحلق والأنف والامساك ، وغيرها . وعندما يكون المريض متقدما في السن فان هذه الأعراض تكون أكثر وضوحا .
2- التداخلات الدوائية التضادية :
هذا النوع من التداخلات يحدث عندما يكون تأثير الأدوية المعطاة متعاكس ، سواء ارتبطت بنفس المستقبل أم لا . والأمثلة على ذلك كثيرة كمنشطات ومغلقات مستقبلات بيتا ، دواء وارفارين وفيتامين ( ك ) ( vitamin k ) ، أدوية مجموعة ثيازايد المدرة للبول وأدوية خافضات سكر الدم الفموية ، تقليل فاعلية مجموعة أدوية بنسلين القاتلة للبكتيريا ( bactericidal ) عندما تعطى مع أدوية موقفة لنمو البكتيريا ( bacteriostatic ) مثل أدوية مجموعة تتراسيكلين ، حيث أن أدوية بنسيلين تعمل عندما تكون الميكروبات في طور النمو بينما تتراسيكلين تقلل من تصنيع المواد البروتينية فيتوقف نمو البكتيريا الأمر الذي يلغي فعالية أدوية مجموعة بنسلين . هذه الأمثلة من التدخلات متوقعة الحدوث ، بينما قد تكون هناك تداخلات غير متوقعة .
تداخلات أخرى كالتي تحدث بين مغلقات بيتا غير الانتقائية ( non – selective beta- blockers )مثل دواء بروبرانولول ، التي تطيل مدة انخفاض سكر الدم من خلال تثبيطها لعملية تحطيم مادة الجلايكوجين ( glycogen ) المتممة في حالة انخفاض سكر الدم المعتمد على الأنسولين ( IDDM ) وتحطيم مادة الجلايكوجين تتم بواسطة إثارة أو تنبيه مستقبلات بيتا-2 ( ***946; -2 – receptors ) ، الأمر الذي أدى إلى إيجاد أدوية أكثر انتقائية في عملها بمعنى أنها ترتبط بمستقبل بيتا- 1 بدرجة تفوق ارتباطها بمستقبل بيتا – 2 ، مثل دواء أتينولول ( atenolol ) ودواء ميتوبرولول ( metoprolol ) .

التداخلات الدوائية الناتجة بسبب الخلل في توازن الشوارد ( الكهارل ) والسوائل في الجسم . Drug interactions due to fluid and electrolyte imbalance

لقد وجد بأن نقصان أيونات البوتاسيوم من الدم ( hypokalaemia ) يعتبر عاملا مهما في ظهور علامات التسمم بدواء ديجوكسين . ذلك أن كل من البوتاسيوم والديجوكسين يتنافسان على مناطق الارتباط لانزيم ( Na+ / K+ – ATPase ) ،اضافة الى بعض الآراء التي تفيد بأن نقص البوتاسيوم من الجسم يقلل عملية الطرح النشطة للديجوكسين عن طريق الكلى . فاذا نقص تركيز البوتاسيوم زاد ارتباط الديجوكسين بهذا الانزيم بحيث تصبح الجرعة الاعتيادية جرعة زائدة . إن نقص مستوى البوتاسيوم في الدم يهيئ ظهور الآثار السيئة لدواء سوتولول ( sotolol ) ، دواء كوينيدين ( quinidine ) ، دواء بروكين آمايد ( procainamide ) ، ودواء اميودارون ( amiodarone ) وهي من أدوية تنظيم ضربات القلب . من الأدوية التي تقلل مستوى البوتاسيوم في الجسم هي : مدرات البول – باستثناء مدرات البول الحا فضة للبوتاسيوم – ( potassium – sparing diuretics ) ، الأدوية المسهلة لفترة طويلة ، مركبات قشرة الغدة الكظرية ( corticosteroids ) ، وبعض المضادات الحيوية مثل كاربنيسلين ( carbenicillin ) ، اذا أخذت لفترة طويلة .
زيادة تركيز الكالسيوم – على عكس البوتاسيوم – تعمل على زيادة حساسية دواء ديجوكسين لعضلة القلب وأن تقليل تركيز مستوى الكالسيوم تؤدي إلى تقليل فاعلية دواء ديجوكسين .
تقليل مستوى الصوديوم يساعد على ظهور الآثار السيئة لمركب كاربونات الليثيوم ( lithium carbonate ) ، ولهذا السبب لا يجوز اعطاء مركبات الليثيوم لمرضى يأخذون مدرات البول أو ممن يتبعون حمية غذائية قليلة المحتوى من الصوديوم وحتى المرضى المصابون باسهالات لفترة متكررة ومطولة أو زيادة في التعرق . إن تقليل مستوى الصوديوم نتيجة لأخذ مدرات البول يقلل من طرح الليثيوم مما يؤدي إلى زيادة فعاليته .
التداخلات الدوائية التي تحدث على المستقبل ( drug interactions at receptor sites )
الأدوية المثبطة للإنزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين ( monoamine oxidase inhibitors – MAOI ) مع الأدوية المقلدة للنظير الودي ( sympathomimetic agents ).
يعمل الإنزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين على تحطيم المركبات الأمينية كمجموعة مركبات كاتيكول أمين ( catecholamines ) مثل نور _ ادرينالين ( noradrenaline) . عندما يثبط هذا الأنزيم فان تركيز نور_أدرينالين في مناطق تخزينه تزداد في الأعصاب الودية ، وأن إعطاء أي دواء من شأنه تحرير هذا المركب من مناطق تخزينه سوف يؤدي إلي ظهور استجابة مضاعفة ، مثل اعطاء دواء أمفيتامين( نظير ودي غير مباشر ) مع الأدوية المثبطة لهذا الانزيم تؤدي الى ظهور علامات زيادة تركيز نور- أدرينالين المتمثلة بصداع شديد وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع في التوتر الشرياني ( hypertension ) وقد يصل هذا الارتفاع إلى مرحلة الخطر ( hypertension crisis ) . هناك مستحضرات صيدلانية ( مستحضرات ضد السعال والحساسية ) قد تباع بدون وصفة طبية تحتوي على مركبات أمينية أخرى ، مثل : دواء افدرين ( ephedrine ) ودواء فينيل افرين ( phenylephrine ) ،. والتي تتداخل مع الأدوية المثبطة للإنزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين مثل : فينيلزين (phenezine ) ، ترانيل سايبرومين ( tranylcypromine ) ، ودواء بارجالين ( pargyline ) .
هناك تداخل قد يكون خطيرا في بعض الأحيان يؤدي إلى ارتفاع حاد في التوتر الشرياني عند الأشخاص الذين يعالجون بالأدوية المثبطة للإنزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين وأكل الطعام الذي يحتوي على مادة تايرامين ( tyramine ) ، كالجبن ، وبعض المشروبات الكحولية ، والشوكولاتة ، وكبد الدجاج ، وغيرها . والمعروف بأن مادة تايرامين تستقلب بواسطة الإنزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين ( MAO ) وهذا الانزيم موجود عادة في أغشية الأمعاء والكبد حماية للجسم من خطر هذه المركبات التي ترفع التوتر الشرياني . إلا أن تثبيط هذا الأنزيم يؤدي إلى زيادة في تركيز مادة تايرامين غير المستقلبة وبالتالي تراكمها في الجسم مسببة تحرر مادة نور- أدرينالين من الأعصاب الودية .

الأدوية المثبطة للإنزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين مع أدوية مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
( MAOI – Tricyclic antidepressants )

تعمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ( مثل : أميتربتلين ( amitriptyline ) ودواء اميبرامين (imipramine) على توقف عملية إعادة أخذ نور- أدرينالين المحررة من مناطق تخزينه في الأعصاب ، وبالتالي زيادة تركيزه . ولذلك فان هناك تحذيرا من أخذ هذه الأدوية مع أدوية مثبطة للإنزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين خوفا من ظهور آثارا سيئة تتمثل بتفاعلات شبيهة بالأتروبين ، رجفان ، تشنجات ، ارتفاع درجة حرارة الجسم .
المرجع : الحنيطي، راتب : كتاب التداخلات الدوائية




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

أدوية اكتشفت عن طريق الصدفة

أدوية اكتشفت عن طريق الصدفة


الونشريس

أدوية اكتشفت عن طريق الصدفة
1 – هرمون الانسولين
يعتبر اكتشاف الانسولين ووظيفته من اكتشافات الصدفة ، ويرجع الفضل الى العالم النمساوي ( فون ميرنج ) ، فبعد أن استاصل بنكرياس أحد الكلاب كجزء من دراسة كان يقوم بها ، لاحظ أحد مساعديه في المعمل أن أسرابا من الذباب قد انجذبت نحو بول الكلب الذي أجريت له العملية ، فلفت ذلك نظر العالم الذي قام بتحليل بول الكلب ووجد انه يحتوي على سكر.
واستطاع العالم الانجليزي ( فريدريك سانجر ) أن يوضح تركيب الانسولين ونال جائزة نوبل لعام 1958م لهذا الاكتشاف.
وعرف العرب داء السكري قبل ان يعرفه غيرهم، فكان الطبيب يأخذ عينة من البول ويضعها في بوتقة في العراء حتى تجف ، فاذا مضت ليلتان ولم يوجد حول العينة نمل الصحراء أكد خلو المريض من البول السكري ، فان وجد النمل دل ذلك على وجود أعراض السكر في المريض.


2 – بدأت قصة ابتكار الباراسيتامول ( بنادول ) بخطأ صيدلي ، عندما اضاف مادة اسيتانيليد
acetanilide على خليط دواء لمريض كان يعاني من الحمى وارتفاع درجة الحرارة ، ولوحظ بعد ذلك ان حرارة المريض قد انخفضت ، واكتشف بعد ذلك ان هذه المادة تتحول الى مركب الباراسيتامول – اسيتومنوفين- او ما يعرف بالبنادول ، حيث تم طرحه في الاسواق تحت هذا الاسم التجاري عام 1956م في بريطانيا ،وادخل الى دستور الادوية البريطاني عام 1963م.
واكتسب الدواء شهرة شعبية عالية في انه لطيف على المعدة في وقت كانت معظم المسكنات تحتوي على الاسبرين.

اما الطريف في موضوع هذا الدواء ان بعض المطاعم وخصوصا الشعبية منها تضيفه الى لحوم المواشي الكبيرة – المتقدمة في السن – حيث يتم اضافة عدد من حبات البنادول الى الذبيحة اثناء طبخها لتذويب اللحم وجعلها لينة مما يشعر الزبون بأن الذبائح صغيرة في السن ، ويلجأ اصحاب هذه المطاعم الى اضافة البنادول الى الذبائح الكبيرة نظرا لقلة اسعارها مقارنة مع الذبائح صغيرة السن.
وقد فامت الجهات المسؤلة في بعض البلدان بفرض عقوبات على مثل هذه المطاعم .
ولم تجرى الدراسات لتحديد خطورة اضافة الباراسيتامول الى اللحم اثناء طبخه ، لذلك يرجى عدم اللجوء الى هذه الطريقة حتى اثبات سلامتها..
الصيدلاني راتب الحنيطي




رد: أدوية اكتشفت عن طريق الصدفة

شكرا الاخ راتب على هاته المعلومات القيمة،

ربما بعد قراءة هذه المعلومة (اما الطريف في موضوع هذا الدواء ان بعض المطاعم وخصوصا الشعبية منها تضيفه الى لحوم المواشي الكبيرة – المتقدمة في السن – حيث يتم اضافة عدد من حبات البنادول الى الذبيحة اثناء طبخها لتذويب اللحم وجعلها لينة مما يشعر الزبون بأن الذبائح صغيرة في السن ، ويلجأ اصحاب هذه المطاعم الى اضافة البنادول الى الذبائح الكبيرة نظرا لقلة اسعارها مقارنة مع الذبائح صغيرة السن.)
ستجد من سيطبقها فور قراءتها،لذلك ما عليكم الا ان تنتجوا اكبر كمية ممكنةمن البنادول(للمزح فقط)




رد: أدوية اكتشفت عن طريق الصدفة

شكرا اختي المشرفة المحترمة
وانا متأسف لانقطاعي عن منتديات بوابة الونشريس الرائعة
وان شاء الله سوف اقدم ما عندي خدمة للمنتدى واعضائه وزواره
ودمتم في رعاية الرحمن




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

تأثير المخدرات على الاجنة والاطفال الرضع- 6

تأثير المخدرات على الاجنة والاطفال الرضع- 6


الونشريس

استخدام الكافئين أثناء الحمل :

يعبر الكافئين المشيمة ويصل الى دم وأنسجة الجنين بتراكيز سامة وبمستويات مشابهة لتلك الموجودة في الأم . ولقد أجريت دراسات عديدة بهدف التوصل الى أثار الكافئين التي يمكن أن تؤدي الى حدوث طفرات وحالات من السرطان ، وقد أجري لذلك أكثر من ( 50 ) دراسة ، مستخدمة حيوانات التجارب والانسان ، حيث لوحظ أن وجود الطفرات والسرطان كان واضحا في الحيوانات غير الثدية والتي لم تلاحظ في الانسان ، والدراسات أشارت الى أن الكافئين دواء يشوّه الأجنة ( teratogen ) للحيوان فقط اذا ما اعطي الحيوان جرعات عالية تسمم الأم .
ولقد أجريت دراسات تبين العلاقة بين شرب القهوة والشاي وبين زيادة الوضع التلقائي ( spontanous abortion ) ، وخلص بعضها الى أن الأمهات الحوامل اللواتي عانين من الاجهاض المبكر كان لديهن مستوى عالي في بلازما الدم من مادة بارازانثين ( paraxanthine ) – وهو أحد مستقلبات الكافئين – والذي يعكس الكمية المتناولة من الكافئين ، والتي تقدّر ما يقارب ( 750 نانوغرام / مل بلازما دم الأم ) من المادة المستقلبة ، مقارنة بالمجموعة المراقبة والذي يبلغ مستوى بلازما دم الأم من مادة الكافئين المستقلبة بنحو ( 583 نانوغرام / مل ) ، وهذه الكمية تعادل ( 1100 ملغم ) من الكافئين والتي يمكن الحصول عليها بشرب ما يعادل ( 11 ) كوب من القهوة في اليوم اذا كانت الأم مدخنة أو ستة أكواب عند غير المدخنين . وبشكل عام فان العديد من الباحثين يربطون كثرة استهلاك الكافئين ( 6 – 8 ) أكواب يوميا بقلة الاخصاب ، وزيادة الوضع التلقائي ( الولادة قبل أوانها ) وقلة أوزان المواليد ، وأن مثل هذه النتائج تستوجب عدم تشجيع شرب القهوة بكثرة وخصوصا أثناء فترة الحمل .
ولسوء الحظ ، فان القليل من الدراسات في هذا المجال عزلت تأثير الكحول والتدخين عن تأثير الكافئين ، حيث أن الكحول والتدخين سببا في زيادة استهلاك الكافئين عن طريق شرب القهوة والشاي ، وكذلك تأثيرهما في زيادة التأثيرات مدار البحث ، الأمر الذي قد يعطي نتائج أكثر ايجابية في الدراسات التي لا تقوم بعزل تأثير الكافئين عن تأثير كل من الكحول والتدخين .

استخدام الكافئين أثناء فترة الرضاعة الطبيعية .

ان وجود مركب الكافئين في العديد من المشروبات والأطعمة تزيد من احتمال وصوله الى الجنين والطفل الرضيع . ولقد تبين بأن الكافئين سهل العبور من دم الأم الى حليبها عبر الأغشية البيولوجية المختلفة للثدي ، الأمر الذي يؤدي الى زيادة كميته في الحليب كلما زاد شرب الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافئين . ولقد لوحظ بأن ما يقارب من ( 66 % ) من الجرعة المتناولة عن طريق الأم تظهر في الحليب ، وهذا قد يشكل خطورة لدى الطفل اذا ما علمنا بأن جسم الطفل يحتاج الى وقت طويل للتخلص من الكافئين حيث تبلغ فترة نصف العمر له في الأطفال الرضع حوالي ( 17 ) ضعفا مقارنة بتلك الفترة لدى البالغين والمقدّرة بثلاثة ساعات ونصف الساعة . وأن مثل هذا التراكم قد يؤدي الى عدم انتظام نوم الطفل وقلة تغذيته .

الصيدلاني راتب الحنيطي




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والاطفال – المقال الثاني

الدواء والاطفال – المقال الثاني


الونشريس

1 ) الامتصاص Absorption
يعني الامتصاص في المفهوم الدوائي العملية التي من خلالها يدخل الدواء الى الدم من مكان إعطائه ( عن طريق الفم، الشرج، الجلد، العضل ، الرئتين) . وكلمة Absorption مشتقة من اللغة اليونانية ( Ab وتعني بعيد من، و Sorbere تعني شفط ) .

وعملية الامتصاص – كأحد معايير الحركة الدوائية – تعتبر من العوامل المهمة في تحديد كمية الدواء التي تصل الى الدم، وأن امتصاص الأدوية يتغير ويختلف باختلاف الموضع المعطى من خلاله الدواء، وأن هناك عوامل مختلفة تؤثر على مدى وسرعة امتصاص الدواء، وسوف نتكلم عن امتصاص الدواء الذي يتم عن طريق الجهاز الهضمي، الشرج، العضل، والجلد ونركز الاهتمام كما قلنا على الأطفال.

أ ) امتصاص الدواء عن طريق الجهاز الهضمي
امتصاص الدواء من الجهاز الهضمي يعتمد على عدة عوامل منها ما يتعلق بالدواء نفسه ( خصائصه الفيزيوكيميائية ) التي تم شرحها سابقاً، وعوامل تتعلق بالطفل مثل مساحة السطح المتوفرة لامتصاص الدواء، درجة حموضة المعدة والاثنى عشر، الأملاح الصفراوية ( Bile Salts ) ، معدل النمو البكتيري في أمعاء الطفل، اضافة الى الأمراض التي قد تصيب الطفل. وسوف نناقش العوامل المتعلقة بحموضة المعدة، معدل تفريغ المعدة للطعام ( Gastric Emptying ) والحركة الدودية للجهاز الهضمي والتي تؤثر على امتصاص الدواء .

1) حموضة المعدة ( Gastric Acidity )
تؤثر حموضة المعدة ( والاثنى عشر ) على ذائبية وتأين الدواء كما أن لها تأثيراً على الحركة الدودية للأمعاء. وكما هو معلوم فأن الأدوية الحامضية يكون امتصاصها أسرع عندما يكون الوسط حامضياً لأنه في هذه الحالة يكون الدواء على شكله غير المتأين، ولهذا فانه يكون أكثر ذوباناً في الدهون والبروتينات وأسرع امتصاصاً. والعكس صحيح فيما يتعلق بالأدوية قاعدية التفاعل ( Basic Drugs ) .

العالم ( Hess ) عام 1913 أول من وصف وجود حامض المعدة (حمض الهيدروليك Hydrochloric acid HCL ) في معدة أطفال حديثي الولادة خلال الساعات الأولى من الولادة . ان هذه الملاحظات تبعها دراسات كثيرة من قبل العديد من الباحثين لتاكيدها. فلقد لوحظ أن درجة حموضة المعدة (PH) عند الوضع تكون عادة ما بين 6-8 لكنها تهبط بشكل سريع لتصل الى 1.5-3 خلال عدة ساعات بعد الوضع، هذا الانخفاض في الهبوط لدرجة حموضة المعدة كما دلت عليها الدراسات غير مرتبط بوزن الجسم أو العمر الحملي للطفل ( Gestational age ) . وان الحامض نادر وجوده في معدة الجنين وهو في بطن أمه قبل 32 أسبوعاً و من جهة أخرى فان الأطفال المولودين قبل أوانهم (Premature infants ) لديهم درجة قليلة جداً من الحامض المعدي مقارنة بالأطفال حديثي الولادة الطبيعية (Term infants).(7,4)

التأثيرات السريرية ( Clinical Effects ) لظاهرة قلة انتاج الحامض في معدة الأطفال حديثي الولادة على امتصاص الأدوية لم تدرس بشكل واضح ولكنها تعتبر باب مفتوحاً للبحث والدراسة، ومع هذا فقد لوحظ بأن امتصاص مشتقات مجموعة البنسلين يكون بشكل أفضل خلال فترة حديثي الولادة لقلة انتاج المعدة للحامض بشكل ملحوظ لأنه وكما هو معلوم فان هذه المجموعة من الأدوية تتحطم بوجود الحامض في المعدة .

2) التفريغ المعدي ( Gastric Emptying )
من المعروف أن امتصاص معظم الأدوية المتناولة عن طريق الفم يمتص من خلال الأمعاء الدقيقة للجهاز الهضمي، وعليه فان معدل التفريغ المعدي لمحتوياتها تعتبر من العوامل الرئيسية التي تحدد وتتحكم في مدى ومعدل امتصاص الأدوية، ولهذا فاذا كان معدل تفريغ المعدة بطيء لأي سبب من الأسباب فان هذا يعنى أن الدواء يمكث فترة أطول في المعدة مما يؤخر وصوله الى الأمعاء وبالتالي يؤخر من أو يقلل امتصاصه . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى في حالة كون التفريغ المعدي سريعاً فمن الممكن ان يقلل من امتصاص الأمعاء للدواء عن طريق تقليل وقت التصاق الدواء بجدران الأمعاء المسؤولة عن عملية الامتصاص. على فرض أن حركة الأمعاء الدودية لم تتغير .

التفريغ المعدي متباين ويختلف أثناء فترة حديثي الولادة ويتأثر بعدة عوامل، نذكر منها النضوج الحملي للطفل ( Gestational Maturity ) ، العمر بعد الولادة (Postnatal age ) ونوع الرضعات الصناعية التي يتغذى عليها الطفل بالاضافة الى الأمراض التي قد تصيب الطفل الخلقية والعارضة . (4)

وعندما نتحدث عن التفريغ المعدي وعلاقته بالعمر الحملي والرضعات المتناولة فاننا نجد أن هناك علاقة عكسية ما بين التفريغ المعدي والعمر الحملي لطفل حديث الولادة كان يقدم له رضعات من محلول السكر المائي بنسبة (5%) وكان هناك حبس معدي ( Gastric retention ) لمدة 30 دقيقة بعد تناول هذا المحلول . وفي حالى الطفل الذي يرضع من حليب أمه لوحظ طوران للتفريغ المعدي ( وهذا ينطبق على حديثي الولادة قبل أوانهم) الطور الأول يتميز بسرعة معدل التفريغ المعدي يتبعه بالطور الثاني البطيء المطول للتفريغ المعدي . في حين أنه تم ملاحظة طور واحد بمعدل ثابت للتفريغ المعدي أثناء تناول الطفل الرضيع الحليب الاصطناعي . (4)

أيضاً لوحظ أن معدل التفريغ المعدي يتأثر بمكونات الوجبات الغذائية، فكلما كانت الوجبة تحتوي على سعرات حرارية أكثر كان هناك بطء في وقت التفريغ المعدي. وأن هذه الملاحظة لوحظت عند اعطاء الأطفال حديثي الولادة محاليل سكرية مختلفة التركيز 10% مقارنة بـ 5% محاليل تحتوي على الجلوكوز . (4)

لقد لوحظ بان نوع الأحماض الدهنية الموجودة في الرضعات الاصطناعية تؤثر على معدل التفريغ المعدي . فلقد تبين أن الأحماض الدهنية طويلة السلاسل (Long-Chain Fatty Acids) تقلل من معدل تفريغ المعدة لمحتوياتها مقارنة بالأحماض الدهنية متوسطة السلاسل. وهذه نقطة مهمة حيث وأن مستحضرات الحليب الصناعية تختلف بمحتواها من الأحماض الدهنية . (4)

التغيرات التي تحصل لجلسات االطفل ( نوم الطفل على جنبه الأيمن أو الأيسر، على ظهره …. ) خلال أو بعد الرضاعة لم تظهر تبايناً أو اختلافاً في معدل التفريغ المعدي . (4)

معدل التفريغ المعدي أثناء فترة الأطفال حديثي الولادة يكون أطول مقارنة بالبالغين، وأن بعض العلماء وجدوا بأن الوقت اللازم لتفريغ نصف محتوى المعدة كان 87 دقيقة في 28 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 1-10 أسابيع عند اخذهم وجبة كاملة من الحليب البقري مقارنة بـ 65 دقيقة عند البالغين . ان الحد العمري الذي يصل اليه الطفل والذي عنده يتساوى معدل التفريغ المعدي كما في البالغين لا يزال غير معروف تماماً، الا أن بعض الباحثين يرون أن المرحلة الانتقالية لتساوي التفريغ المعدي عند الأطفال والبالغين تحدث خلال 6-8 شهور من حياة الطفل . (4)

من العوامل الأخرى التي تتعلق بالجهاز الهضمي ومدى تأثيرها على امتصاص الأدوية، هي معدل تصنيع وحجم الأملاح الصفراوية ( Bile acids ) حيث تكون قليلة في الأطفال حديثي الولادة مقارنة بالكبار. قلة انتاج الأملاح الصفراوية يؤدي الى تقليل معدل ومدى امتصاص الأدوية الذوابة في الدهون (Lipid-Soluble Drugs ) وكذلك العناصر الغذائية الذوابة في الدهون مثل فيتامين ( E, D ) . عوامل أخرى نذكرها هي نمو البكتيريا الطبيعية ( Normal Flora ) في أمعاء الطفل ودرجة النمو هذه تعتمد على العمر الحملي (Gestational Stage ) ونوع الطعام الذي يتناوله الطفل . (7,4)

أوضحت الدراسات أن التغيرات الحاصلة في البكتيريا المعوية الطبيعية خلال فترة حديثي الولادة يمكن أن يكون لها أهمية في تحلل الدواء المرتبط (Drug Conjugates ) بعد عملية الاستقلاب والمطروحة مع الأملاح الصفراوية الى الأمعاء.(4) الا أن الأهمية السريرية لهذه المتغيرات الفسيولوجية لازالت غير واضحة تماماً .

ويمكن أن نلخص حديثنا بأن امتصاص الدواء عند الأطفال حديثي الولادة عادة يكون بطيئاً مقارنة بالأطفال وأن هذا يعكس بطء معدل تفريغ المعدة مع عدم انتظام الحركة الدودية للأمعاء لديهم ، ومن الأمثلة على الأدوية التي تمتص ببطء عند حديثي الولادة هي الفينايتون ( Phenytoin ) ، الفنيوباربيتال (Phenobarbital ) ، والباراسيتامول (Paracetamole ) . لكن مدى الامتصاص ( Extent of Absorption ) عادة لا يطرأ عليه تغير، ما عدا الأدوية التي تتفكك أو تتحلل عن طريق حامض المعدة . (3)

2) امتصاص الأدوية التي تعطى عن طريق العضل
Absorption of Drugs Given Intramuscularly .
يلجأ عادة الى أخذ الدواء بالحقن العضلي عندما تكون هناك عقبات تمنع من اعطائه عن طريق الفم، مثل وجود بعض الأمراض، أو أن يكون امتصاص الدواء عن عن طريق الجهاز الهضمي ضعيفاً .

العوامل التي تؤثر على امتصاص الدواء عن طريق الحقن العضلي كثيرة نذكر منها ما يلي :-

1) الخصائص الفيزيوكيميائية للدواء .
2) معدل وصول الدم الى موضع الحقن ومعدل رجوعه من موضع الحقن الى الدورة الدموية اضافة الى توفر المساحة السطحية للعضلة موضع الحقن .
3) نشاط العضلة والذي يؤثر على امتصاص الدواء ، فالأطفال المرضى أو قليلوا الحركة أو الأطفال الذين يتلقون مهدئات يكون معدل ومدى امتصاص الدواء عندهم ضعيفاً .

فالعضلات لدى حديثي الولادة تكون قليلة الكتلة وجريان الدم الواصل اليها محدود، وأن امتصاص الدواء في بعض الحالات المرضية يكون غير منتظم وغير متوقع، وأن زيادة جريان الدم المفاجئ الواصل للعضلة قد يؤدي الى امتصاص عال للدواء وبالتالي تعرض الطفل الى الجرعة السامة . (3)

3) امتصاص الدواء عن طريق الجلد "Percutaneous Absorption"
جلد الصغار وخصوصاً المولودين قبل أوانهم يكون أكثر امتصاصاً للأدوية ، وأن استخدام الأدوية والمواد الكيماوية عن طريق الجلد قد يتسبب في حدوث سمية تلك الأدوية أو المواد الكيماوية. وهناك العديد من التقارير التي تحدثت عن حدوث سمية هذه المواد عند اعطاءها عن طريق الجلد، مثل المواد والمنظفات التالية:Hexachalorophene (وهذه المادة عبارة عن مطهر للجلد موقف للبكتيريا، كما أنها تدخل في مكونات الصابون المطهر للجلد ) . والمنظفات الفينولينية المحتوية على مركبات مثل (فوسفات الصوديوم، وصوديوم الكاربونات أو صوديوم السيليكيت ) والتي يطلق عليها مركبات لاندري(Laundry Compounds ) والتي تخفف من عسر الماء . كما تحدثت التقارير عن دراسات أجريت على مركبات الكورتيزون ، والمحاليل المعقمة (Disinfectant Solutions ) ، ولهذا يجب أخذ الحذر في استعمال العلاجات الموضوعية في الأطفال . (7,4,3)

امتصاص الأدوية والمواد الكيماوية عن طريق الجلد يعتمد على سماكة الطبقة الخشنة المتقرنة ( Stratum Corneum ) ، وان العلاقة بين امتصاص الأدوية وهذه الطبقة هي علاقة عكسية، بمعنى أنه كلما كانت الطبقة سميكة قل امتصاص الأدوية . هذا من جهة، ومن جهة أخرى فان هناك علاقة طردية تربط امتصاص الأدوية ودرجة رطوبة الجلد ( Skin Hydration ) بمعنى أن الامتصاص يزيد في المناطق الرطبة. ولقد افترض على ان سماكة جلد الأطفال بشكل عام أقل سماكة مقارنة بالبالغين، وأن نسبة المساحة السطحية للجلد الى الوزن عند الأطفال حديثي الولادة ( ولادة طبيعية ) تكون أكبر بكثير منها عند البالغين ، وبناءً علية فمن الناحية النظرية اذا أعطي طفل حديث الولادة جرعة دوائية عن طريق الجلد وأعطيت نفس الجرعة (عن طريق الجلد) للبالغين، فان مقدار مايصل الى الدورة الدموية بالنسبة الى الوزن في الأطفال حديثي الولادة تكون القيمة عندهم حوالي 2.7 ضعفاً أكثر من البالغين كما أكدتها الدراسات. (4)

وفي المقابل فان الدراسات التي أجريت على الأطفال حديثي الولادة قبل أوانهم (Premature Infants ) بينت أن وظيفة الجلد كحاجز أو مانع لامتصاص المواد الغربية ليست مكتملة مقارنة بالأطفال مكتملي الولادة . (3)

المرجع : الحنيطي، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية – الطبعة الاولى 1997م




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

التداخلات الدوائية – 10

التداخلات الدوائية – 10


الونشريس

تداخلات دوائية مفيدة( useful drug – drug interactions ).
هناك بعض حالات من التداخلات الدوائية تكون مرغوبة ومطلوبة ، ذلك أنها تحقق الأهداف التالية ( مجتمعة أو متفرقة ) :
أ – التآزر أو زيادة الفعالية الدوائية .
( enhancement of drug action – synergism)
ب – تقليل زمن تعرض الجسم للأدوية نتيجة اختصار وقت المعالجة .
ج – تقليل كمية جرعة كل من الأدوية المستخدمة في المعالجة وبالتالي تقليل ظهور سمية الأدوية .
والأمثلة التالية توضح بعضا من التداخلات الدوائية المرغوبة والتي تحقق هذه الأهداف :
1 – استخدام أكثر من مضاد بكتيري في نفس الوقت. ( antimicrobial combinations)
ذكرنا بأن إعطاء دواء مضاد بكتيري موقف للنمو مثل تتراسيكلين ومشتقاته يعطل عمل مضاد بكتيري قاتل للبكتيريا مثل دواء بنسلين ومشتقاته ، ذلك أن الأدوية القاتلة للبكتيريا تحتاج إلى بكتيريا نشطة النمو وتنقسم لتكّون جدار خلية آخر بشكل مستمر حتى تتمكن هذه الأدوية القاتلة من إعطاء مفعولها القاتل . وهذا الفعل يبطل بوجود أدوية موقفة للنمو بحيث لا تتمكن البكتيريا من الانقسام وتكوين جدار خلية باستمرار .إلا أن بعض الدراسات بينت أن هناك مواضع تكون القيمة العلاجية أفضل عند أخذ أكثر من دواء في نفس الوقت ، وهذه المواضع هي :
استخدام دواء بنسلين مع دواء كلورتتراسيكلين لمعالجة التهابات أغشية الدماغ والحبل الشوكي الناتج عن بكتيريا المكورات الرئوية ( pneumococcal meningitis ) ، النتائج أظهرت تحسنا بنسبة 79***1642; مقارنة ***65170; ( 30***1642; ) عند المرضى الذين استخدموا بنسلين لوحده .
دراسة أخرى لطفل أصيب بالتهاب السحايا وعولج بأدوية مجتمعة هي : أمبسلين ، كلورامفينيكول ، ودواء ستريبتومايسين حيث كانت النتيجة 10***1642; مقارنة ***65170; (4 ***1642; ) عند استخدام دواء أمبسلين لوحده .وبشكل عام فان استخدام مشتقات بنسلين مع مجموعة أدوية أمينوجلايكوسايد ( aminoglycosides ) يعطي نتائج حسنة ضد العديد من الانتانات البكتيرية مثل انتانات غشاء القلب ( enterococcal endocarditis ) . وإعطاء اكثر من مضاد بكتيري بحيث يكون لكل منهما آلية عمل مختلفة عن الآخر ، عندئذ تكون النتائج ُمرضية جدا ، وخير مثال هو دواء سلفاميثكسازول ( sulfamethoxazole ) مع دواء ترايميثوبريم ( trimethoprim ) ، ذلك أن كل دواء يمنع -بطرق مختلفة- تخليق الأحماض النووية والبروتينات الضرورية لكثير من البكتيريا .إضافة إلى أن إعطاء أكثر من مضاد بكتيري مفيد في معالجة الانتانات الناتجة عن خليط من الميكروبات. ذلك أن بعض الانتانات الناتجة عن أكثر من ميكروب قد لا تستجيب إلى مضاد بكتيري واحد ، وانما تحتاج إلى إعطاء اكثر من مضاد بكتيري في آن واحد .
كذلك هناك حالات من الانتانات البكتيرية الشديدة التي لم يحدد بعد نوع الميكروب أو الميكروبات المسببة ، تقتضي الحاجة إلى إعطاء خليط من مضادات الميكروبات لحين ظهور الفحوصات المخبرية التي تحدد نوع الميكروب المسبب والعلاج المناسب . ولقد لوحظ بأن استخدام خليط من الأدوية يمنع أو يؤخر حدوث مقاومة البكتيريا للأدوية المضادة للميكروبات .
2- استخدام ليفو- دوبا مع كاربيدوبا ( levodopa & carbidopa ) .
ليفو-دوبا دواء يستخدم في معالجة داء باركنسون وفعاليته تعتمد على على قدرته في عبور الحاجز الدموي الدماغي ( blood – brain barrier ) . لسوء الحظ فان جرعات عالية من الدواء يجب أن تعطى حتى نحصل على كمية كافية تصل إلى الدماغ لاعطاء الفائدة العلاجية . ذلك أن الدواء يستقلب في الكبد والأمعاء قبل أن يصل الى الدماغ بنسبة (95 ***1642;– 99***1642; )من الجرعة المعطاة . دواء كاربيدوبا والذي لا يعبر الحاجز الدموي الدماغي يمنع عمليات الاستقلاب التي تحصل لدواء ليفو-دوبا ويسمح باعطاء جرعات قليلة من ليفو-دوبا وبهذا الخليط من الدوائين نحصل على جرعات قليلة وقيمة علاجية أفضل اضافة الى تقليل الآثار الجانبية .
3- دواء اميبينيم مع مادة سيلاستاتين ( imipenem – cilastatine ) .
يعتبر دواء اميبينيم من الأدوية الحديثة ، وهو ينتمي الى مجموعة ثاينمايسين ( thienamycin ) المشتقة من مجموعة أدوية بيتا لاكتام المضادة للبكتيريا . يتميز هذا الدواء بطيف أوسع ضد الميكروبات مقارنة بأدوية مجموعة بيتا لاكتام ، كما أنه شديد المقاومة تجاه الانزيم المحطم لحلقة بيتا لاكتام . دراسة الحركية الدوائية لهذا الدواء في جسم الانسان أظهرت أن له فترة نصف عمر قصيرة تقارب ساعة واحدة ، وأن كمية الدواء التي تطرح عن طريق الكلى بشكلها الفعال بلغت 6 – 38 ***1642; من الجرعة المعطاة اعتمادا على كمية تلك الجرعة . وهذا راجع الى أن دواء اميبينيم يستقلب بدرجة عالية عن طريق انزيم موجود في خلايا منطقة النبيبات الدانية للكلى ( proximal tubular cells ) يطلق عليه ( dehydropeptidase ) . وللتغلب على سرعة استقلاب الدواء فان العديد من مثبطات هذا الانزيم قد بحثت ودرست الى أن تم الاهتداء أخيرا على مادة سيلاستاتين التي ليس لها فعالية ضد الميكروبات ولا تؤثر على فعالية وفترة نصف العمر للدواء ، وأن وظيفة هذه المادة هي فقط منع تحطيم الدواء عن طريق الانزيم . حيث لوحظ أن تركيز دواء اميبينيم الفعال في البول قد بلغ تقريبا 70 ***1642; ، مما يعطي فرصة أفضل لضمان السيطرة على التهابات المجاري البولية ولبقاء الدواء بشكله الفعال في الدورة الدموية .
4-دواء فلورويوراسيل ودواء سيميتيدين ( fluorouracil – cimitidine ) .
دواء فلورويوراسيل من الأدوية الأكثر استخداما ضد العديد من حالات السرطان وخصوصا سرطان الثدي ، والمعدة ، والقولون . الا أن دراسة حركته الدوائية أظهرت تباينا في توافره الحيوي في أجسام المرضى وحتى في جسم المريض الواحد ، ولقد لوحظ أن هناك عوامل عديدة وراء هذا الانخفاض في توافره الحيوي ، منها : أن الدواء قاعدي التفاعل قيمة ثابت تأينه ( pKa ) هي 8.1 وبالتالي يميل الى حالة التأين في درجات الحموضة المنخفضة وحتى عند درجة حموضة الاثني عشر الطبيعية . يمكن القول نظريا بأن دواء سيميتيدين يتوقع منه تحسين التوافر الحيوي لدواء فلورويوراسيل من خلال طرق متنوعة منها : تثبيط افراز حمض المعدة وبالتالي رفع قيمة درجة الحموضة مما يقلل من تأين دواء فلورويوراسيل وزيادة امتصاصه ، اضافة الى أن دواء سيميتيدين يثبط انزيمات الكبد وخصوصا تلك المسؤولة عن أكسدة الدواء وايضا يقلل من تدفق الدم الى الكبد ، كل ذلك يؤدي الى زيادة التوافر الحيوي لدواء فلورويوراسيل . لكن التجارب العملية بينت أهمية دواء سيميتيدين في تأخير الاستقلاب الدوائي وتقليل تدفق الدم للكبد في تحسين التوافر الحيوي لدواء فلورويوراسيل .
1- مثبطات الأنزيم المسؤول عن تخريب مضادات بيتا لاكتام الحيوية ( beta – lactamase inhibitors ) .
إن أحد أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تأتي من خلال إنتاجها انزيما له القدرة على تحطيم المضادات الحيوية ، مما يقلل من فعالية الدواء ، الأمر الذي يتطلب معه زيادة الجرعة الدوائية وربما زيادة عدد أخذ الجرعات أيضا . لقد وجد أن هناك بعض المركبات الكيميائية لها القدرة على الارتباط بالانزيم الذي يحطم مضادات بيتا لاكتام الحيوية مما يمنع تحطمها بذلك الانزيم ، وهذا المركب هو حمض كلافيولانيك ( clavulanic acid ) والذي تنتجه ( streptomyces clavuligerus ) . شديد الارتباط بالانزيم المحطّم لمضادات بيتا لاكتام الحيوية الذي تفرزه العديد من الميكروبات موجبة وسالبة غرام ، يمكن إعطاءه عن طريق الفم مع دواء أموكسيسيلين ( amoxycillin ) أو عن طريق الحقن مع دواء تيكارسيلسن ( ticarcillin ) . َسلباكتام (sulbactam ) مادة كيميائية أخرى تشابه مادة حمض كلافيولانيك في الصيغة البنائية وتثبط الانزيم المحطّم لمضادات بيتا لاكتام الحيوية يعطى عن طريق الفم أو الحقن العضلي والوريدي مع مضادات بيتا لاكتام الحيوية ، لكن الجرعات يجب أن تحسب بعناية لدى المرضى الذين لديهم قصور في وظائف الكلى .

الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية ,ط1 2022




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والجنين- 1

الدواء والجنين- 1


الونشريس

الأدوية

والتشوهات الجنينية

التشوه الجنيني ( teratogenicity )هي القدرة على احداث شذوذ او أشياء غير سوية للجنين اثناء فترة نموه وتطوره في بطن امه .
ويطلق على الأشياء التي تسبب هذه التشوهات بالمواد المشوهة (



teratogens ) ، ويمكن ان تكون فيروسات ، مواد كيميائية ، مواد مشعة ، وغيرها.

والعلم الذي يدرس التشوه والمواد المشوهة يطلق عليه علم التشويه (


teratology ) ، وأصل هذه الكلمة يوناني قديم ( tera ) يقابلها باللغة الانجليزية كلمة ( monster )، والتي تعني وتدل على الشيء المخيف والمذهل او الشيء الممسوخ ، وتعني في القصص الخرافية الحيوان الكبير بالغ القبح والضخامة ، كما تعني الشجر المخيف العالي ، والحاصل ان الكلمة في أصلها تشير الى الشيء غير السوي في الخلقة ، ويكون بمثابة اعجوبة ( marvels ) .

يمكن للمواد المسببة للتشوهات الخلقية أن تؤثر على المادة الوراثية للجنين (


DNA ) ، وتسبب أشياء غير متوقعة ابتداء من تشوه الأطراف الى سوء تكوين الاعضاء كالقلب والكلى وغيرها , وتعتمد هذه التأثيرات على عوامل عديدة ، منها ما يتعلق بالمادة المسببة للتشوهات الخلقية، وعلى العمر الحملي للجنين ،وغيرها كثير. فقد تكون النتيجة موت الجنين أو تشوهات بسيطة كزيادة في عدد اصابع اليد او الرجل، ولذلك كان من الواجب أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع المواد المسببة للتشوهات الخلقية وتشجيع المرأة الحامل الابتعاد عن هذه المواد وعدم التعرض لها .
وكما أن الباحثين لديهم قناعة بأن ظهور التشوهات قد يظهر بعد فوات الأوان ( كما في دواء الثالدومايد (
thalidomide ) ، فانه من الصعوبة بمكان دراسة قدرة المواد في تسببها على التشوهات الخلقية على الانسان بسبب وجود القوانين الاخلاقية التي تمنع مثل هذه الدراسات وخصوصا انها قد تشوه الاجنة , ولهذا فانه لا يوجد معلومات عن الجرعات التي يمكن ان تتسبب في حدوث التشوهات ، كما ان المادة التي تبين انها آمنة على حيوانات التجارب ليست بالضرورة ان تكون آمنة لدى الانسان.

يتبع الجزء الثاني ان شاء الله




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

قتلة الأطفال

قتلة الأطفال


الونشريس

قتلة الأطفال

هكذا وصفت بعض الصحف والمجلات الغربية الشركات المتعددة الجنسيه المتخصصة في صناعة بدائل حليب الأم ( الحليب المجفف ) ، لأن هذه الشركات التي تروج أغذية الأطفال وخصوصا في البلدان النامية كانت تسهم في سوء تغذية حاد وزيادة ملحوظة في وفيات الأطفال بدل من المساعدة على تغذيتهم. ففي الدراسات المسحية التي أجريت في هذا المجال تبين أن أطفال المناطق الريفية المنتمية الى مناطق البلدان النامية والذين تغذوا على الرضاعة الصناعية ماتوا بأعداد كبيرة تفوق عدد وفيات الأطفال الذين تغذوا على لبن الأم ( الرضاعة الطبيعية) ، وبات من المؤكد بأن الرضاعة الصناعية تعد خطرا على حياة أطفال البلدان النامية ، للأسباب التالية :

1- لأن معظم العائلات لا تستطيع شراء الكمية الضرورية من الحليب المجفف ، فحسب التقديرات ، قد تصل قيمة شراء الغذاء المجفف لطفل واحد من 50 الى 80 % من دخل الفرد اعتمادا على الوضع الاقتصادي لمثل هذه الدول الفقيرة، وقد لا تتضمن هذه النسب من التكاليف الزجاجات وأدوات اعداد الطعام والتبريد والتعقيم ….الخ، فكيف يمكن لأسرة أن تكرس أكثر من نصف دخلها للغذاء لأصغر فرد غير منتج ؟ ببساطة لا تستطيع.
فما هو الحل ؟ الحل بسيط ، هو اللجوء الى تخفيف الرضعة من الحليب الصناعي ، والتقارير عن ذلك شائعة ، فهناك عائلات تجعل من علبة الحليب التي مدتها خمسة أيام ، تمتد الى أسابيع ، وكان الأطفال يتناولون كمية كبيرة من الماء قليلة المواد الضرورية ، اذ لم يكن يوجد من النقود ما يكفي لشراء العلب الكافية .

2- تتطلب الرضاعة الصناعية ماء نقيا وظروف اعداد صحية لا توجد غالبا بالنسبة للطبقات المتوسطة في بلدان العالم النامية، والغريب أن الكتب الارشادية لشركات الحليب الصناعي ترشد الامهات الى طرق الوقاية والتعقيم باستخدام طناجر كهربائية لامعة في مناطق يتطلب المضي بعيدا قبل أن تجد طنجرة تعمل على الكهرباء ، ولذلك تلجأ الأم الى استخدام طنجرة الطبخ الوحيدة لديهم لتعقيم أدوات الرضاعة الزجاجية ، ناهيك عن التعرض البكتيري الذي يصنع حلقة شريرة قاتلة للطفل .
3- لقد ثبت بشكل قاطع بأن حليب الثديات يمثل التخصص النوعي ، فمثلا حليب الانسان لا يناسب الا رضيع الانسان، وحليب البقر لا يناسب الا رضيع البقر ، وأن كل حليب يتناسب كما ونوعا رضيع ذلك الجنس ، اعتمادا على نمو الكائن الحي ، فمعدل نمو رضيع البقر يختلف عن معدل نمو رضيع الانسان وهذا يعني اختلافا واضحا في نوع وكمية محتويات الحليب بما يناسب هذا المعدل في النمو وقدرة أعضاء الجسم المختلفة في التعامل مع الحليب ومكوناته التي تتغير كما ونوعا مع متطلبات نمو ذلك الكائن الحي.

والذي يدل على خطأ فكرة الحليب المجفف وأنه خطر يهدد الطفل ويمنعه من حق من أهم حقوقه وهو الرضاعة الطبيعية، ما يلي :

– أكد القرآن الكريم على هذا الحق لمدة سنتين ، وان كان هناك خلافا بين الزوجين يمنع الأم من ارضاع طفلها ، فالحل هو اللجوء الى مرضعة أخرى ، وليس الى حليب البقر.
– تأكيدات منظمة الصحة العالمية في احتفالاتها بيوم الرضاعة الطبيعية بالعودة اليها ، وتشجيع الامهات على الرضاعة الطبيعية وبيان أهمية الأيام الأولى من الرضاعهة الطبيعية لأحتوائها على الجرعات المناعية التي تقي الطفل من الالتهابات البكتيرية والفيروسية ، وأن هذه المكونات المناعية لا توجد أبدا في الحليب المجفف، اضافة الى فوائد الرضاعة الطبيعية الأخرى المهمة التي تعود على الطفل والأم والأب وحتى على الطبيعية ، لأنها صديقة البيئة.

– ظهور العديد من المؤسسات والجمعيات البارزة التي تشجع على الرضاعة الطبيعية.
– تأكيدات المجلات العلمية وكشف سوء التغذية الصناعية .

ولكن هذه الشركات تحاول وبكل قوة الدفع باتجاه الرضاعة الصناعية ، من خلال ما يلي:

1 – زعزعة الثقة ووضع الشكوك في ذهن الأم حول قدرتها على الارضاع ، فمجرد ذكر عبارة ( الأمهات اللائي ليس لديهن حليب ) أو ( الحليب قليل الجودة ) أو للمساعدة بجانب الرضاعة الطبيعية، كل هذه العبارات الدعائية قد تضع شكوكا لدى الأم حول قدرتها على الارضاع.

2 – تشدد هذه الشركات على أن منتجاتها لازمة للمرأة التي تعمل.

3 – الادعاء بأن نشاطات الترويج موجه الى الأغنياء ولا تصل الى الفقراء الا بشكل عارض.

4 – استغلال موظفوا الطاقم الطبي في الترويج للحليب المجفف ، فالدراسات أكدت بأن هذه الشركات لها مروجين من الطاقم الطبي الذين يعملون في المستشفيات وخصوصا الممرضات والقابلات .

5 – تقديم العينات المجانية للأمهات والمراكز الصحية.

6 – الاعلانات والدعايات في وسائل الاعلام المختلفة.

وأخيرا يبدو أن شركات الحليب المجفف لم تكن راضية ولن ترضى عن الطبيعة ( الرضاعة الطبيعية ) التي لا تترك مجالا للاستغلال التجاري.

الصيدلاني راتب الحنيطي




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والاطفال – المقال الثالث

الدواء والاطفال – المقال الثالث


الونشريس

4) امتصاص الأدوية عن طريق المستقيم "Rectal Absorption "
اعطاء الأدوية عن طريق الشرج له أهمية علاجية عالية لأولئك المرضى الذين لديهم عوامل تمنعهم من أخذ الدواء عن طريق الفم أو الحقن. وأن هذه الأهمية العلاجية الناتجة عن امتصاص الدواء عن طريق المستقيم تزداد بمعرفتنا عن مسار الدم الوريدي العائد من منطقة االمستقيم ( ومنطقة الجهاز الهضمي الأخيرة ) الى القلب، حيث أن الأوردة المستقيمة الوسطى ( Middle Rectal Veins ) والأوردة المستقيمة السفلى (Inferior Rectal Veins ) والتي ترجع الدم من منطقة أسفل المستقيم والشرج على التوالي الى الدورة الدموية الجهازية (Systemic Circulation ) من خلال الوريد الأجوف الأسفل (Inferior Vena Cava ) بينما الوريد المستقيم العلوي (Superior Rectal Vein )يرجع الدم من الأجزاء العلوية للمستقيم ويصب في الوريد البوابي (Portal Vein ) خلال الوريد المساريقي السفلي (Inferior Mesenteric Vein ). فاذا كان الدواء المعطى عن طريق الشرج في المنطقة العلوية للمستقيم، فان الدواء يتعرض لتأثير الكبد الاستقلابي الأولي (First-Pass Effect) لأن الدم البوابي (Portal Blood ) يدخل الكبد، بينما الأدوية التي سوف تكون في أسفل المستقيم سوف تنجو من التأثير الاستقلابي في الكبد .

وهذه يمكن أن تكون لها فائدة، وهي أن بعض الأدوية مثل الليدوكين (Lignocaine )Lidocaine والبربرانولول ( Propranolol ) من الأدوية التي يحصل لها استقلاب عال بمجرد مرورها على الكبد بعد اعطائها عن طريق الفم، فلقد بينت الدراسات بأن تركيز الليدوكين في البلازما كان عالياً عند اعطائه عن طريق الشرج مقارنة بتركيزه في حالة اعطائه عن طريق الفم . (4)

ان العوامل التي تؤثر على امتصاص الأدوية عن طريق المستقيم هي نفسها التي تؤثر على امتصاص الدواء في حالة اعطائه فموياً . وبشكل عام فان امتصاص الأدوية التي تكون على شكل محاليل مائية أو كحولية أسرع منه في التحاميل (Suppositories) والأدوية التي لها ثابت التأين ( Pka ) ما بين
( 7-8 ) مثل مجموعة الباربتيورات ( Barbiturates ) ومجموعة البنزوديازبين (Bensodiasepines ) تمثل الأدوية المثالية لاعطائها عن طريق الشرج لأنها تكون بشكلها غير المتأين ( Un- Ionised Form ) ويكون اختراقها سهل لأغشية الخلية ، وأن اعطاء الأدوية مثل الثيوبنتون (Thiopentone ) والديازبام ( Diazepam ) يمكن أن تكون فعالة اذا كان هناك حاجة للتخدير السريع مقارنة باعطاء هذه الأدوية عن طريق الوريد وذلك لصعوبة الدخول في الأوردة عند الأطفال حديثي الولادة . وأوضحت الدراسات بأن اعطاء جرعة شرجية من محلول الديازبام بجرعة قدرها 0.25 ملغم / كغم الى 0.5 ملغم / كغم للأطفال تتراوح أعمارهم من أسبوعين الى أحدى عشر عاماً . كان تركيز بلازما الدم من الديازبام متقارباً من تركيزه في البلازما عند اعطائه بالحقن الوريدي . وأن اعلى تركيز للدواء في البلازما وصل بعد 6 دقائق من اعطاء وأن تركيز الدواء في البلازما والتي لها القدرة على تثبيط الاختلاجات كانت كافية وفعالة لفترة تتراوح ما بين ساعة الى ثلاث ساعات في معظم الأطفال الذين أجريت عليهم الدراسة . (4) في دراسة أخرى مشابهة أجريت على 36 طفلاً أعطوا الثيوبنتون بشكل معلق (Thiopentone Suspension ) عن طريق الشرج، حصلوا على تهدئة ونعاس بشكل سريع وفعال لغرض عمل صورة طبقية للدماغ ( C.T.Scanning ) . (4)

من هنا نرى أن اعطاء الدواء عن طريق الشرج لأدوية مختارة يشكل نقطة واعدة مهمة . على أنه لا يمكن اعتبار استعمال هذه الطريقة من اعطاء الأدوية روتيني في الأطفال حديثي الولادة ( Neonates ) حتى تثبت الدراسات مدى صلاحية هذه الطريقة في هذا العمر .

المصدر : الحنيطي،راتب: كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية – ط1 1997




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

التداخلات الدوائية – 11

التداخلات الدوائية – 11


الونشريس

تداخلات النباتات الطبية مع الأدوية Medicinal plants – drug interactions ))
يعرف النبات الطبي على أنه النبات الذي يحتوي في عضو أو أكثر من أعضائه المختلفة أو تحوراتها على مادة كيميائية واحدة أو أكثر بتركيز منخفض أو مرتفع ولها القدرة الفسيولوجية على معالجة مرض معين أو على الأقل تقلل من أعراض الإصابة بهذا المرض إذا ما أعطيت للمريض إما في صورتها النقية بعد استخلاصها من المادة النباتية أو إذا ما تم استخدامها وهي ما زالت على سيرتها الأولى في صورة عشب نباتي طازج أو مجفف أو مستخلص جزئيا .
والنباتات الطبية تم استخدامها منذ القدم لأن الإنسان خلق ليجد نفسه بين النباتات ، فوجد فيها غذاؤه وكساؤه . لكن مع تقدم العلوم الصيدلانية وخصوصا علم العقاقير الذي من خلاله بلغ علماء العقاقير قدرا كبيرا من العلم في مجال تصنيع الأدوية كيميائيا ، حيث حلت هذه الأدوية محل التداوي بالنباتات الطبية . إلا أن الرجوع إلى الطبيعة يراود الإنسان بين الفينة والأخرى فيعود لاستخدام النباتات الطبية ، وفي الوقت الحاضر ، أخذت المداواة بالأعشاب والإقبال عليها حيزا كبيرا وخصوصا بعد أن أدرجت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية الأعشاب الطبية تحت قائمة المكملات الغذائية عام 1990 ، دلت الدراسات التي أجريت في الولايات الأمريكية على موضوع استخدام هذه الأعشاب ، بأن المبيعات السنوية بلغت ما بين 2 – 3 بليون دولار أمريكي ، وفي عام 1997 أجريت دراسات مسحية قدرت عدد المستخدمين للأعشاب الطبية في أمريكا الى ما يقارب 60 مليون شخص ، وأن ربع هذا العدد ( 15 مليون شخص ) كانوا يستخدمون المستحضرات العشبية والفيتامينات مع أدوية كانت موصوفة لهم من قبل الأطباء ، ونتيجة لذلك فان الكثير منهم عرضة لأخطار التداخلات . ومن الأشياء التي تزيد الأمر سوء هو أن حوالي 47 – 72 % من المرضى لا يعيرون اهتماما بذكر الأعشاب الطبية ومستحضرات الفيتامينات عند الأطباء ولا عند الصيدلاني الذي يقوم بصرف الوصفة الطبية .
ولسوء الحظ فان الأوراق العلمية التي تتحدث عن التداخلات بين الأدوية والنباتات الطبية تكاد تكون معدومة ، وقد يكون السبب في ذلك هو عدم القدرة على التعرف وتحديد آلية التداخل ، ذلك أن النبات الطبي يحتوي على عدد كبير من المواد الكيميائية الأمر الذي يصعب معه تحديد المادة التي أحدثت التداخل . ولهذا فان أمام الطاقم الطبي وخصوصا الذين لهم علاقة مباشرة مع المريض مثل الأطباء والصيادلة مسؤولية الحد من خطر التداخلات التي قد تتسبب في إيذاء المريض وخصوصا إذا كان المريض يأخذ أدوية ذات دليل علاجي ضيق مثل ثيوفلين و فينايتون ودواء ديجوكسين .
معظم التداخلات الدوائية مع الأعشاب الطبية هي نظرية وقد تكون متوقعة الحدوث بناء على أسس علمية وليست مبنية على أسس تجريبية ( الا في حالات محدودة جدا ) .
ومن الأمثلة على ذلك ما يلي :
1- نبات الجنسنينغ وأسمه العلمي هو ( Panax Ginseng ) ، ويسمى العشبة السحرية ، وهو نبات منتشر في شرق قارة آسيا وبعض أنحاء كوريا ، وله أنواع عديدة وأن النوع الجيد منه إذا تعرض للبخار قبل أن يجف صار لونه أحمر . والنبات ينبت في الأمكنة المظلمة والرطبة بعيدا عن أشعة الشمس ، والجزء المستخدم هي الجذور . استخدام نبات الجنسنغ يؤدي إلى تثبيط استقلاب دواء هكساباربيتال ( hexabarbital ) ، ويؤدي الى زيادة طرح بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب1 ، وفيتامين ب2 ، وفتيتامين ج . وتوقعات بحدوث تداخلات دوائية مع الأدوية الخافضة لسكر الدم ، وأدوية القلب .
2- الثوم : الاسم العلمي هو ( allium sativum ) ينتمي إلى الفصيلة النرجسية ( amarylliaceae ) يمكن أن يزيد من فعالية أدوية مانعة تخثر الدم ( anticoagulants ) والأدوية المانعة لتجمع الصفائح الدموية
3- العرقسوس : الاسم العلمي هو ( glycyrrhiza glabra ) ، يعتبر العرقسوس مشروبا شعبيا في معظم بلدان الشرق الأوسط وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ، وكثير من البلدان ذات المناخ القاري ( الحار الجاف صيفا ) لتقليل الإحساس بالعطش . يحتوي العرقسوس على مركبات عديدة ، منها : جلايكوزايد الجليسرهيزين (glycyrrhizin glycoside) وهو المسؤول عن المذاق الحلو ، والذي يعتبر أحلى من السكر خمسين مرة . وجلايكوزايد السابونين ( saponin glycoside ) المسؤول عن تكوين الرغوة ، والمركبات السابونية تؤدي الى تحلل كريات الدم الحمراء ، ولذلك فان حقن ( 1 سم3 ) من عرق السوس في الدم تؤدي إلى الوفاة بعكس شربه . كما يحتوي العرقسوس على مادة كاربينوكسولون ( carbenoxolone ) التي تعمل على حبس عنصر الصوديوم والماء في الجسم محدثة ارتفاعا في ضغط الدم . لا ينصح شرب العرقسوس اذا كان الشخص يشكو من ارتفاع التوتر الشرياني بسبب حدوث تداخل دوائي ما بين العرقسوس والأدوية الخافضة لارتفاع التوتر الشرياني .
4- جنكو بيلوبا ( Ginkgo biloba ) : من الأشجارالمتعارف عليها منذ القدم ( مذكرة ومؤنثة ) ، وتعود الى حوالي 250 مليون سنة ، قد يصل ارتفاعها الى 30 – 40 متر وانتشار مقداره 8 م وقد يصل قطر الجذع الى 3 – 4 م ، والشجرة مستقيمة الجذع عمودية وتشكل أغصانها في فصل الربيع . وأوراقها فريدة ومثيرة للاهتمام مروحية الشكل ( fan – shaped ) ، جلدية الملمس وناعمة ، والورقة مقسومة بشق واضح من الوسط يشق الورقة الى نصفين ، ومن هنا جاء اسم النبتة ( Biloba ) وتعني ( two lobes ) . وقد تم تحديد مستخلص هذه الأوراق ووجد بأنها تحوي على مواد فعالة تنتمي الى مجموعتين هما : ( ginkgolides ) ومن أهمها هي مادة ginkgolide B ومجموعة Bilobide وقد أمكن أيضا تحديد فعاليتها البيولوجية على أنها مضادة لعمليات الأكسدة وتحفيف نشاط الجذور الحرة المؤذية للجسم ، كما أن مستخلص أوراق النبات يحسن نشاط الدماغ عن طريق منع تجمع الصفائح الدموية ، وبسبب زيادة التروية الدموية فانها تفيد في معالجة مرض الزهايمر عندما يكون في مراحله الأولى وحالات الكآبة المستعصية وحالات طنين الأذن وضعف الانتصاب الجنسي ، بجرعات تتراوح من 120 – 240 ملغم.
ولقد نشر في أوراق علمية محدودة تحدثت عن احتمالية زيادة النزيف الدموي لمرضى يأخذون هذه النبتة مع أدوية تمنع تجمّع الصفائح الدموية كدواء أسبرين ودواء دايبيراديمول ( dipyridamole ) وكذلك مع دواء وارفارين المانع لتخثر الدم .
5- بعض الخضروات مثل القرنبيط ( cauliflower ) والملفوف ( cabbage ) تحتوي مواد لها القدرة على تحفيز نشاط الانزيمات المسؤولة عن عملية الاستقلاب . لقد وجد بأن هذه الخضروات تحتوي على مركبات تنتمي الى مجموعة الاندول ( indoles ) والتي لها تأثير بيولوجي ولها القدرة على التدخل في استقلاب الأدوية ، فدواء باراسيتامول يستقلب بدرجة أعلى بتناول مثل هذه الخضروات ، وكذلك دواء وارفارين، وأن التوافر الحيوي لدواء فيناسيتين ( phenacetin ) يقل بنسبة 50 % مقارنة بتناول طعام خالي من الخضروات التي لا تحتوي على مركبات الاندول .
6- الخضروات والحمضيات التي تحتوي مركبات فلافونويدية ( flavonoids ) ، مثل ليمون الجنة ( الليمون الهندي ) ( grapefruit ) والذي يحتوي على مواد فلافونويدية – نارينجين – تعمل على زيادة كمية بعض الأدوية في الدم عن طريق تقليل استقلاب الأدوية المبكر ( first – pass metabolism ) . فشرب عصير ليمون الجنة مع دواء فيلوديبين ( felodipine ) يرتفع توافره الحيوي بنسبة 206 و 284 % عند مقارنته عندما يؤخذ مع الماء ، وكذا دواء نيفيديبين ( nifedipine ) الذي يرتفع توافره الحيوي الى أكثر من الضعف عند أخذه مع هذا العصير . عصير ليمون الجنة يزيد من التوافر الحيوي للأدوية التالية : ميدازولام ( midazolam ) ، ترايازولام ( triazolam ) ، تيرفينادين ( terfenadine ) ، سيمفاستاتين ( simvastatin ) ، ودواء ميثيل بريدنيزول ( methylprednisolone ) . أشارت الدراسات إلى أن الجرعات القليلة من شراب عصير ليمون الجنة في بادئ الأمر يثبط نشاط أنزيمات الأمعاء ، ولهذا تكون الزيادة في التوافر الحيوي لمثل هذه الأدوية قليلة . بينما الجرعات المتكررة تعمل على تثبيط أنزيمات الكبد المسؤولة عن استقلاب مثل هذه الأدوية ، ولهذا فان زيادة التوافر الحيوي تكون ملحوظة بشكل كبير . وأن الأنزيمات التي يثبطها عصير ليمون الجنة تتبع لنظام أنزيمي متعدد يطلق عليه سايتوكروم ب450 ( cytochrom P 450 ).
6 – عشبة القديس يوحنا ( St.John’s Wort – Hypericum perforatum ) :
تباع هذه النبتة وتوصف بدون وصفة طبية في كثير من البلدان باعتبارها نبتة طبية تقليدية لمعالجة الاكتئاب . وقد أشارت عدة أوراق حديثة عن حدوث تداخلات بين هذه النبتة وبين الأدوية التالية : دواء سيكلوسبورين ( ciclosporin ) , وارفارين ( warfarin ), اندينافير ( indinavir ) , ديجوكسين ( digoxin ) , ثيوفللين ( theophylline ) , وموانع الحمل الفموية . ( oral contraceptives ) وأن آلية التداخل هذه ناتجة في معظمها عن التحفيز الانزيمي لبعض الانزيمات التابعة لنظام سايتوكروم ب450 ( cytochrome P450 ) ، والذي قد يؤدي الى تقليل تركيز الأدوية التي تستقلب عن طريق هذه الانزيمات وبالتالي تقليل فعاليتها ، وأن وقف أخذ هذه النبتة يمكن أيضا أن يزيد من تركيز الأدوية والوصول الى تراكيز عالية قد ينتج عنها ظهور الآثار السامة .
المصدر : الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والجنين – 2

الدواء والجنين – 2


الونشريس

المشوهات الجنينية
تصنيف الادوية حسب ادارة الغذاء والدواء الامريكية عند استخدامها أثناء فترة الحمل
المجموعة (

a ) :
تتميز هذه المجموعة بأمانتها على الجنين ، حيث لم تثبت الدراسات الموثوقة والعديدة أي خطورة على الجنين طيلة مراحل الحمل.
المجموعة (
b ) :
فشلت الدراسات التي أجريت على الحيوانات في ملاحظة اي تاثير على اجنتها ، لكن لا يوجد دراسات كافية ومحكمة على أجنة الانسان.
المجموعة (
c ) :
أظهرت الدراسات تأثيرات جانبية ( سيئة ) على أجنة الحيوانات ، ولا يوجد دراسات كافية ومحكمة على الانسان ، لكن نظرا لغلبة فائدته على خطورته فانه يمكن استخدامه أثتاء الحمل .
المجموعة (
d ) :
هناك مؤشرات ايجابية لخطورته على اجنة الانسان اعتمادا على تأثيرات جانبية تم تسجيلها من الابحاث والدراسات الدوائية ، أو من خلال متابعة الدواء أثناء استخدامه على المرضى بعد اجازته للاستخدام الطبي على الانسان، لكن فائدته تستوجب استخدامه بغض النظر على ما يحمله من اخطار.
المجموعة (
x ):
اشارت الدراسات الى وجود تأثيرات على الاجنة في الحيوان او الانسان ، و/أو هناك مؤشرات ايجابية لخطورته على جنين الانسان اعتمادا على تسجيل تاثيرات جانبية عن طريق الابحاث الدوائية او من خلال استخدامه الطبي، وان خطورته على الجنين تمنع استخدامه للمراة الحامل ، حيث أن عوامل الخطورة أعلى من عوامل النفع في هذه الحالة.
تبين بان كل امراة في المجتمع العام معرضة لخطورة انجاب أطفال مشوهين او لديهم تخلف عقلي بنسبة ( 3 – 5 ) %وان الاعاقة الخلقية هي من اهم اسباب زيادة معدل الوفيات في الولايات المتحدة الامريكية ،ومسؤولة عن اكثر من 20 % من موت الاطفال. وقد قدر ما نسبته (7-10 )% من مجموع الاطفال يحتاجوا الى عناية طبية مركزة لتشخيص أو معالجة عيوب الاطفال عند ولادتهم . وبالرغم من التقدم الملحوظ والواضح في معرفة آلية حدوث العيوب الخلقية ، الا ان ما نسبته 65% من هذه العيوب لا زال بدون معرفة مسبباته.
كان هناك اعتقاد سائد مفاده ان الجنين ينعم بحماية كاملة في رحم امه من الأخطار والعوامل الخارجية ،لكن سرعان ما تبدد وانهار هذا الاعتقاد بعد حدوث كارثة دواء ثاليدومايد في الستينيات من القرن الماضي ، حيث بات من المؤكد والمقبول بأن الجنين يمكن ان يكون عرضة لتأثيرات العوامل الخارجية .