التصنيفات
فقه السنة النبوية

السيرة النبوية الشريفة

السيرة النبوية الشريفة


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

السيرة النبوية الشريفة

أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام:
ليس الغرض من دراسة السيرة النبوية وفقهها، مجرد الوقوف على الوقائع التاريخية، ولا سرد ما طرف أو جمل من القصص والأحداث ولذا فلا ينبغي أن نعتبر دراسة فقه السيرة النبوية من جملة الدراسة التاريخية، شأنها كشأن الاطلاع على سيرة خليفة من الخلفاء أو عهد من العهود التاريخية الغابرة .
وإنما الغرض منها؛ أن يتصور المسلم الحقيقة الإسلامية في مجموعها متجسدة في حياته صلى الله عليه وسلم، بعد أن فهمها مبادىء وقواعد وأحكاماً مجردة في الذهن.
أي إن دراسة السيرة النبوية، ليست سوى عمل تطبيقي يراد منه تجسيد الحقيقة الإسلامية كاملة، في مثلها الأعلى محمد صلى الله عليه وسلم.
وإذا أردنا أن نجزىء هذا الغرض ونصنّف أجزاءه، فإن من الممكن حصرها في الأهداف التفصيلية التالية:
1.فهم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ( النبوية ) من خلال حياته وظروفه التي عاش فيها، للتأكد من أن محمداً عليه الصلاة والسلام لم يكن مجرد عبقري سمت به عبقريته بين قومه، ولكنه قبل ذلك رسول أيّده الله بوحي من عنده وتوفيق من لدنه.
2.أن يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة، كي يجعل منها دستوراً يستمسك به ويسير عليه ولا ريب أن الإنسان مهما بحث عن مثل أعلى في ناحية من نواحي الحياة فإنه واجد كل ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعظم ما يكون من الوضوح والكمال . ولذا جعله الله قدوة للإنسانية كلها إذ قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
3.أن يجد الإنسان في دراسة سيرته عليه الصلاة والسلام ما يعينه على فهم كتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده، إذ إن كثيراً من آيات القرآن إنما تفسرها وتجلّيها الأحداث التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ومواقفه منها.
4.أن يتجمع لدى المسلم من خلال دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم، أكبر قدر من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة، سواء ما كان منها متعلقاً بالعقيدة أو الأحكام أو الأخلاق، إذ لا ريب أن حياته عليه الصلاة والسلام إنما هي صورة مجسدة نيرة لمجموع مبادىء الإسلام وأحكامه.
5.أن يكون لدى المعلم والداعية الإسلامية نموذج حيّ عن طرائق التربية والتعليم، فلقد كان محمد صلى الله عليه وسلم معلماً ناصحاً ومربياً فاضلاً لم يأل جهداً في تلمس أجدى الطرق الصالحة إلى كل من التربية والتعليم خلال مختلف مراحل دعوته.
وإن من أهم ما يجعل سيرته صلى الله عليه وسلم وافية بتحقيق هذه الأهداف كلها أن حياته عليه الصلاة والسلام شاملة لكل النواحي الإنسانية والاجتماعية التي توجد في الإنسان من حيث إنه فرد مستقل بذاته أو من حيث إنه عضو فعال في المجتمع.
فحياته عليه الصلاة والسلام تقدم إلينا نماذج سامية للشاب المستقيم في سلوكه، الأمين مع قومه وأصحابه، كما تقدم النموذج الرائع للإسلام الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الباذل منتهى الطاقة في سبيل إبلاغ رسالته، ولرئيس الدولة الذي يسوس الأمور بحذق وحكمة بالغة، وللزوج المثالي في حسن معاملته، وللأب في حنو عاطفته، مع تفريق دقيق بين الحقوق والواجبات لكل من الزوجة والأولاد، وللقائد الحربي الماهر والسياسي الصادق المحنك، للمسلم الجامع-في دقة وعدل- بين واجب التعبد والتبتل لربه، والمعاشرة الفكاهة اللطيفة مع أهله وأصحابه.
لا جرم إذن، أن دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليست إلا إبرازاً لهذه الجوانب الإنسانية كلها مجسدة في أرفع نموذج وأتم صورة.
السيرة النبويّة كيف تطوّرت دراستها وكيف يجبُ فهمُها اليوم:
السيرة النبويّة والتاريخ:
لا ريب أن سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تشكل الركيزة الأساسية لحركة التاريخ العظيم الذي يعتز به المسلمون على اختلاف لغاتهم وأقطارهم.
وانطلاقاً من هذه السيرة دون المسلمون التاريخ… ذلك لأن أول ما دونه الكاتبون المسلمون من وقائع التاريخ وأحداثه، هو أحداث السيرة النبويّة، ثم تلا ذلك تدوين الأحداث التي تسلسلت على أثرها إلى يومنا هذا.
حتى التاريخ الجاهلي الذي ينبسط منتشراً وراء سور الإسلام في الجزيرة العربية، إنما وعاه المسلمون من العرب وغيرهم، واتجهوا إلى رصده وتدوينه، على هدي الإسلام الذي جاء فحدد معنى الجاهلية، وعلى ضوء المعلمة التاريخية الكبرى التي تمثلت في مولد أفضل الورى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة حياته.
إذن، فالسيرة النبوية تشكل المحور الذي تدور حوله حركة التدوين لتاريخ الإسلام في الجزيرة العربية.
بل هي العامل الذي أثر في أحداث الجزيرة العربية أولاً، ثم في أحداث سائر العالم الإسلامي ثانياً.
ولقد امتلك فن الرواية لأحداث التاريخ عند العرب والمسلمين منهجاً علمياً دقيقاً لرصد الوقائع وتمييز الصحيح منها عن غيره، لم يملك مثلَه غيرهم . غير أنهم لم يكونوا ليكتشفوا هذا المنهج، ولم يكونوا لينجحوا في وضعه موضع التنفيذ في كتاباتهم التاريخية، لولا السيرة النبوية التي وجدوا أنفسهم أمام ضرورة دينية تحملهم على تدوينها تدويناً صحيحاً، على نحو لا يشوبها وهم ولا يتسلل إليها خلط أو افتراء .. ذلك لأنهم علموا أن سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته هما المفتاح الأول لفهم كتاب الله تعالى . ثم هما النموذج الأسمى لكيفية تطبيقه والعمل به. فكان أن نهض بهم دافع اليقين بنبوة رسول صلى الله عليه وسلم، وبأن القرآن كلام الله تعالى، وبأنهم يحملون مسؤولية العمل بمقتضاه، وأن الله محاسبهم على ذلك حساباً دقيقاً- نهض بهم اليقين بكل ذلك إلى تحمل أقسى الجهد في سبيل الوصول إلى منهج علمي تحصن فيه حقائق السيرة والسنة النبوية المطهرة.
وإنما أقصد بالمنهج العلمي قواعد مصطلح الحديث، وعلم الجرح والتعديل. فمن المعلوم أن ذلك إنما وجد أولاً لخدمة السنة المطهرة التي لا بد أن تكون السيرة النبوية العامة قاعدة لها. ثم إنه أصبح بعد ذلك منهجاً لخدمة التاريخ عموماً، وميزاناً لتمييز حقائقه عن الأباطيل التي قد تعلق به.
يتبين لك من هذا أن كتابة السيرة النبوية، كانت البوابة العريضة الهامة التي دخل منها المسلمون إلى دراسة التاريخ وتدوينه عموماً، وأن القواعد العلمية التي استعانوا بها لضبط الروايات والأخبار، هي ذاتها الواعد التي أبدعتها عقول المسلمين شعوراً منهم بالحاجة الماسة إلى حفظ مصادر الإسلام وينابيعه الأولى من أن يصيبها أي دخيل يعكرها.

تاريخ التأليف في السيرة وأشهر كتبها:
لقد عُني المسلمون عناية فائقة بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسننه، وأيامه، ومغازيه، وقبل أن تدوَّن الأحاديث تدويناً عاماً في آخر القرن الأول الهجري، كانت مقيدة في الحوافظ، مدوَّنة في الصدور عند جمهرة الصحابة، والتابعين، وكان القارئون الكاتبون منهم يدونون منها ما استطاعوا من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد التدوين، ومن ذلك ما يتعلق بسيرة النبي ومغازيه.
السيرة جزء من الحديث :
وقد شغلت السيرة النبوية حيزاً غير قليل من الأحاديث، فالذين جمعوا الأحاديث لم تَخْلُ كتبهم غالباً عن ذكر ما يتعلق بحياة النبي ومغازيه، وخصائصه، ومناقبه، ومناقب صحابته، وقد استمر هذا المنهج حتى بعد انفصال السيرة عن الحديث في التأليف، وجعلها علماً مستقلاً، وأقدم كتاب وصل إلينا في الأحاديث، وهو "موطأ" الإمام مالك – رحمه الله – (المتوفى 179)، لم يَخْلُ من ذكر جملة الأحاديث فيما يتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصافه، وأسمائه، وذكر ما يتعلق بالجهاد.
وصحيح الإمام أبي عبد الله البخاري (المتوفى 256) ذكر فيه قطعة كبيرة مما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، كما ذكر كتاب "المغازي" وما يتعلق بخصائصه وفضائله عليه الصلاة والسلام، وفضائل أصحابه ومناقبهم، وذلك كله لا يقل عن عشر الكتاب، وكذلك صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى 261) اشتمل على جزء كبير من سيرة النبي، وفضائله، وفضائل أصحابه، والجهاد والسير.

التأليف في السير على سبيل الاستقلال :
وكذلك أُلفت في السيرة النبوية كتب خاصة بها، وقد بدأ التدوين فيها على سبيل الاستقلال في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وأول من عرف بالمغازي والسير جماعة منهم:
1- أبان بن عثمان بن عفَّان: ابن الخليفة الثالث – رضي الله عنه – وكان أبَان والياً على المدينة لعبد الملك بن مروان سبع سنين، وعرف بالحديث والفقه، والظاهر أن سيرته التي جمعت لم تكن إلا صحفاً فيها أحاديث عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيامه، ومغازيه، وقد فقدت فيما فقد من كتب المسلمين . وكانت وفاته سنة خمس ومائة.
2- عُرْوة بن الزبير بن العوام: أبوه الزبير حَوَارِيُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلم قديماً، وشهد الغزوات، والمشاهد كلها، وأمه السيدة أسماء بنت الصديق التي شهدت الكثير من أحداث السيرة، وكان لها عمل مشهور مذكور في الهجرة، وكان عروة ثقة كثير الحديث، وقد خرَّج له أصحاب الصحاح، وغيرهم، وقد روى الحديث عن خالته السيدة عائشة – رضي الله عنها – وعن غيرها من الصحابة، وكان معروفاً بتدوين العلم والحديث، روى ابنه هشام قال: " أحرق أبي يوم الحَّرة كتباً قد كانت له"، فكان يقول: "لأن تكون عندي أحب إلي من أن يكون لي مثل أهلي وولدي"، ولم يصل لنا شيء من كتبه. ولكن وصل إلينا الكثير من روايته في كتب الحديث والسير وتوفي سنة اثنتين أو ثلاث أو خمس وتسعين للهجرة.
3- الإمام محمد بن شهاب الزهري: عالم الحجاز، والشام، وهو من الثقات في الرواية، أجمع العلماء على جلالته، أخرج له أصحاب الصحاح، والسنن، والمسانيد، وهو من أوائل من دوَّنوا الحديث بأمر الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه – (المتوفى 101) بل قيل: إنه أول من دوَّن الحديث مطلقاً، وكذلك قيل: إنه أول من دوَّن في السيرة، وسيرته أول سيرة ألفت في الإسلام، وهو من أوثق السير وأصحها، ويعتمد عليه ابن إسحاق كثيراً في السيرة توفي سنة (120هـ).

طبقة أخرى :
ثم جاء بعد هؤلاء طبقة أخرى، من مشاهيرهم:
1- عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمانالأنصاري: كان جده قتادة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدراً وأحداً والمشاهد، وأصيبت عينه يوم أحد، فسقطت على وجنته، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعادت أحسن عينيه وأحدّهما، وأبوه عمر روى المغازي والأخبار عن أبيه، ورواها عن عمر ابنه عاصم، قال فيه ابن سعد: كان راوية للعلم، وله علم بالمغازي والسير، أمره عمر بن عبد العزيز أن يجلس في مسجد دمشق، ويحدث الناس بالمغازي ومناقب الصحابة، ففعل. وكان من المصادر المهمة التي اعتمد عليها ابن إسحاق، والواقدي، توفي سنة عشرين ومائة، وقيل : تسع وعشرين ومائة.
2- عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري : جده الأعلى عمرو صحابي، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، ليفقههم في الدين، ويعلمهم القرآن والسنة. وجده محمد قيل: له رؤية، مات يوم الحرة، وأبوه أبو بكر كان قاضي المدينة، وواليها، وهو أول من دوَّن الحديث بأمر عمر بن عبد العزيز أو من أوائلهم، فقد نشأ إذاً في بيت علم ورواية، وقد نقلت عن عبد الله أخبار كثيرة ذكرها ابن إسحاق، والواقدي، وابن سعد، والطبري. توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
طبقة أخرى :
ثم جاء بعد هذه الطبقة طبقة أخرى عاشت في العصر العباسي الأول، من أشهرهم:
1- موسى بن عقبة : مولى الزبيريين، والظاهر أنه استفاد من هذه الصلة، قال فيه الإمام مالك: "عليكم بمغازي ابن عقبة، فهي أصح المغازي". وكانت سيرته التي كتبها مختصرة موجزة وصل إلينا منها بعض مقتطفات، ينقل عنه ابن سعد والطبري بعضَ أخبار السيرة، وقد روى له البخاري في الصحيح، وكانت وفاته سنة إحدى وأربعين ومائة.
2- محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي: وهو من أصل فارسي، كان جده يَسار من سبي "عين التمر" سباه خالد بن الوليد، وكان ولاؤه لقيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، فلذلك قيل له: المطَّلبي . ولد نحو سنة خمس وثمانين، لقي كثيراً من علماء المدينة وأخذ عنهم، قال فيه الإمام الشافعي: "من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق" وهو يعتبر ثقة في المغازي، لكنه مضعَّف في رواية الحديث، وجرحه بعض المحدثين، وأثنى عليه آخرون. ألف ابن إسحاق كتابه المغازي، وهو أقدم كتاب وصل إلينا في السيرة، ألَّفه للمهدي بأمر أبيه المنصور، جمع فيه تاريخ العالم منذ خلق الله آدم إلى زمنه، وقد طوَّل فيه فلم يرضه المنصور، وأمره باختصاره فاختصره، ولكن الكتاب جاء بعد هذا يفيض بالكثير مما لا يتصل بسيرة الرسول، ويعرض الكثير مما لا يؤيده دليل، ويفشو فيه الشعر المنحول، والخبر المفحش، والرواية المنكرة، هذا إلى سوقه على نهج لا يؤلف بين أجزائه نظام، وأيضاً فله أوهام – أغلاط – فيه كما سنبين بعض ذلك فيما يأتي. توفي ببغداد سنة إحدى وخمسين ومائة، وقيل اثنتين وخمسين.
3- الواقدي محمد بن عمر بن واقد مولى بني هاشم: كان الثاني بعد إسحاق في العلم بالمغازي والسير والتواريخ، وكان معاصره مع صغر سنه عنه، وقد لقي الكثيرين من الشيوخ، وروى عنهم، وكان كثير العلم بالتاريخ والحديث، وقد اختلف في تقديره المحدِّثون ما بين معدل ومجرِّح له، ويروى أنه اختلط في آخر عمره . قال فيه البخاري: "منكر الحديث" ولكنهم لا يطعنون في سعة علمه بالمغازي. قال فيه الإمام أحمد بن حنبل: "إنه بصير بالمغازي" على حين قال فيه أيضاً "الواقدي يركب الأسانيد". عني الواقدي بالمغازي والسير بخاصة، والتاريخ الإسلامي بعامة، وكان لا يعرف كثيراً من أمور الجاهلية.
وقد كانت كتبه عمدة للمؤرخين من بعده، ونقلوا منها واقتبسوا، وللواقدي كتاب "التاريخ الكبير" مرتب على السنين، اقتبس منه الطبري في تاريخه كثيراً، وكتاب "الطبقات" ذكر فيه الصحابة والتابعين حسب طبقاتهم، ويظن أن كاتبه ابن سعد قد تأثر به في "طبقاته"، ولم يبق لنا من كتبه إلا كتاب "المغازي" وكان من أكبر المصادر التي اعتمد عليها الطبري في تاريخه، توفي ببغداد سنة سبع ومائتين وقيل تسع.

طبقة أخرى :
ثم جاء بعد ذلك طبقة أخرى، من مشاهيرهم:
1- أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعَافِري: من مصر، وأصله من البصرة، وله كتاب في "أنساب حِمْير وملوكها" وكتاب في "شرح ما وقع في أشعار السيرة من الغريب" وله الكتاب الذي اشتهر به "السيرة" وهو مختصر لسيرة ابن إسحاق، مع بعض الزيادات، أو التعقبات والتصحيحات، ولئن كانت سيرة ابن إسحاق لم تصلنا بعينها فقد وصلتنا مهذبة على يد ابن هشام.
وقد تلقَّاها عن زياد بن عبد الله البكَّائي(1) (المتوفى سنة 182) عن ابن إسحاق وقد بين ابن هشام في المقدمة منهجه حيال سيرة ابن إسحاق فقال : "وأنا – إن شاء الله – مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم، ومن ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولده، وأولادهم لأصلابهم: الأول فالأول من إسماعيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يعرض من حديثهم، وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل-على هذه الجهة-للاختصار، إلى حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق مما ليس لرسول الله فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سبباً لشيء من هذا الكتاب، ولا تفسيراً له، ولا شاهداً عليه-لما ذكرت من الاختصار-، وأشعاراً ذكرها لم أر أحداً من أهل العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره، وبعضه لم يقر لنا البكائي بروايته، ومستقصٍ- إن شاء الله تعالى – ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له، والعلم به".
من أجل هذا نُسِيَ ابن إسحاق، وذُكر ابن هشام، فلم يعد يذكر هذا الكتاب في السيرة إلا مقروناً باسم ابن هشام، لا يكاد يذكر ابن إسحاق إلى جانبه، وهذا بالنسبة للمتأخرين، أما المتقدمون فلا يذكرون إلا ابن إسحاق، وكانت وفاة ابن هشام سنة ثماني عشرة ومائتين.
وقد شرح هذه السيرة شرحاً يدل على تبحُّر في العلم، وتضلُّع في علم اللغة والأدب والأخبار، الإمامُ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي الأندلسي، المولود سنة ثمان وخمسمائة والمتوفى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، في كتابه القيم "الروض الأُنُف" وكان – رحمه الله – إلى جانب علمه معروفاً بالصلاح، والتقوى، والورع.
3- محمد بن سعد تلميذ الواقدي وكاتبه: يدوَّن له كتبه وأخباره، ومن أجل هذا لقب "بكاتب الواقدي" ولد بالبصرة سنة ثمان وستين ومائة، وآباؤه موال للحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس، وأجلُّ كتبه "الطبقات الكبير" في ثمانية أجزاء، وقد خصَّص الجزء الأول والثاني من كتابه.
________________________________
(1)هو أبو محمد زياد بن عبد الله البكائي شيخ ابن هشام، روى عنه البخاري في كتاب الجهاد، وخرَّج له مسلم في مواضع من كتابه، وكفى بهما مزكِّيَيْن، وموثقين.

لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه، وخصَّص الأجزاء الستة الأخرى لأخبار الصحابة والتابعين مرتباً لهم على حسب الأمصار، ثم رتَّب علماء كل مصر حسب شهرتهم وزمنهم، وقد حظي ابن سعد بثناء بعض المحدِّثين، قال فيه الخطيب البغدادي : "محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه، فإنه يتحرَّى في كثير من رواياته" وهو أحد شيوخ المؤرخ الكبير البلاذري، وتوفي ببغداد سنة ثلاثين ومائتين.

وممن عرف في التأليف في المغازي من طبقة تلي هؤلاء :
سعد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أبي أُحيحة، أبو عثمان البغدادي: ثقة ربما أخطأ، من العاشرة، روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. وقد قال الحافظ الذهبي في ترجمة أبيه يحيى بن سعيد بن أبان : "المحدِّث الثقة، وحدَّث عنه ابنه سعيد بن يحيى صاحب المغازي، وأحمد بن حنبل" وكانت وفاته سنة تسع وأربعين ومائتين.

موقع العرب وأقوامها :
إن السيرة النبوية – على صاحبها الصلاة والسلام – عبارة في الحقيقة عن الرسالة التي حملها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المجتمع البشري، وأخرج بها الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة اللَّه. وإذن فلا يمكن إحضار صورتها الرائعة بتمامها إلا بعد المقارنة بين خلفيات هذه الرسالة وآثارها. ونظراً إلى ذلك نقدم فصلاً عن أقوام العرب وتطوراتها قبل الإِسلام، وعن الظروف التي بعث فيها محمد صلى الله عليه وسلم .
موقع العرب :
العرب لغة الصحاري والقفار، والأرض المجدبة التي لا ماء فيها ولا نبات. وقد أطلق هذا اللفظ منذ أقدم العصور على جزيرة العرب.
كما أطلق على قوم قطنوا تلك الأرض، واتخذوها موطناً لهم.
وجزيرة العرب يحدها غرباً البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء، وشرقاً الخليج العربي وجزء كبير من بلاد العراق الجنوبية، وجنوباً بحر العرب الذي هو امتداد لبحر الهند، وشمالاً بلاد الشام وجزء من بلاد العراق على اختلاف في بعض هذه الحدود، وتقدر مساحتها ما بين مليون ميل مربع إلى مليون وثلاثمائة ألف ميل مربع.
والجزيرة لها أهمية بالغة من حيث موقعها الطبيعي والجغرافي، فأما باعتبار وضعها الداخلي فهي محاطة بالصحاري والرمال من كل جانب، ومن أجل هذا الوضع صارت الجزيرة حصناً منيعاً لا يسمح للأجانب أن يحتلوها ويبسطوا عليها سيطرتهم ونفوذهم. ولذلك نرى سكان الجزيرة أحراراً في جميع الشؤون منذ أقدم العصور، مع أنهم كانوا مجاورين لإِمبراطوريتين عظيمتين لم يكونوا يستطيعون دفع هجماتهما لولا هذا السد المنيع.
وأما بالنسبة إلى الخارج فإنها تقع بين القارات المعروفة في العالم القديم. وتلتقي بها براً وبحراً. فإن ناحيتها الشمالية الغربية باب للدخول في قارة أفريقية، وناحيتها الشمالية الشرقية مفتاح لقارة أوروبا، والناحية الشرقية تفتح أبواب العجم والشرق الأوسط والأدنى، وتفضي إلى الهند والصين، وكذلك تلتقي كل قارة بالجزيرة بحراً، وترسي سفنها وبواخرها على ميناء الجزيرة رأساً.
ولأجل هذا الوضع الجغرافي كان شمال الجزيرة وجنوبها مهبطاً للأمم ومركزاً لتبادل التجارة، والثقافة، والديانة، والفنون.
أقوام العرب:
وأما أقوام العرب فقد قسمها المؤرخون إلى ثلاثة أقسام بحسب السلالات التي ينحدرون منها:
1.العرب البائدة: وهم العرب القدامى الذين لم يمكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم، مثل عاد وثمود وطسم وجديس وعملاق وسواها.
2.العرب العاربة:وهم العرب المنحدرة من صلب يعرب بن يشجب بن قحطان، وتسمى بالعرب القحطانية.
3.العرب المستعربة: وهي العرب المنحدرة من صلب إسماعيل، وتسمى بالعرب العدنانية.
أما العرب العاربة – وهي شعب قحطان – فمهدها بلاد اليمن، وقد تشعبت قبائلها وبطونها فاشتهرت منها قبيلتان:
1.حمير، وأشهر بطونها زيد الجمهور، وقضاعة، والسكاسك.
2.كهلان، وأشهر بطونها همدان، وأنمار، وطيء، ومذحج، وكندة، ولخم، وجذام، والأزد، والأوس، والخزرج، وأولاد جفنة ملوك الشام.
وهاجرت بطون كهلان عن اليمن، وانتشرت في أنحاء الجزيرة، وكانت هجرة معظمهم قبيل سيل العرم حين فشلت تجارتهم لضغط الرومان وسيطرتهم على طريق التجارة البحرية، وإفسادهم طريق البر بعد احتلالهم بلاد مصر والشام.
ولا غرو فقد كانت منافسة بين بطون كهلان وبطون حمير أدت إلى جلاء كهلان، ويشير إلى ذلك بقاء حمير مع جلاء كهلان.
ويمكن تقسيم المهاجرين من بطون كهلان إلى أربعة أقسام:
1.الأزد: وكانت هجرتهم على رأي سيدهم وكبيرهم عمران بن عمرو مزيقباء فساروا يتنقلون في بلاد اليمن ويرسلون الرواد، ثم ساروا بعد ذلك إلى الشمال وهاك تفصيل الأماكن التي سكنوا فيها بعد الرحلة نهائياً:
عطف ثعلبة بن عمرو من الأزد نحو الحجاز، فأقام بين الثعلبية وذي قار، ولما كبر ولده وقوي ركنه سار نحو المدينة، فأقام بها واستوطنها. ومن أبناء ثعلبة هذا الأوس والخزرج، ابنا حارثة بن ثعلبة.
وانتقل منهم حارثة بن عمرو – وهو خزاعة – وبنوه في ربوع الحجاز، حتى نزلوا بمر الظهران، ثم افتتحوا الحرم فقطنوا مكة وأجلوا سكانها الجراهمة.
ونزل عمران بن عمرو في عمان، واستوطنها هو وبنوه، وهم أزد عمان، وأقامت قبائل لفر بن الأزد بتهامة، وهم أزد شنوءة.
وسار جفنة بن عمرو إلى الشام فأقام بها هو وبنوه، وهو أبو الملوك الغساسنة. نسبة إلى ماء في الحجاز يعرف بغسان كانوا قد نزلوا بها أولاً قبل تنقلهم إلى الشام.
2.لخم وجذام: وكان في اللخميين نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة.
3.بنو طيء: ساروا بعد مسير الأزد نحو الشمال حتى نزلوا بالجبلين أجا وسلمى، وأقاموا هناك، حتى عرف الجبلان بجبلي طيء.
4.كندة: نزلوا بالبحرين، ثم اضطروا إلى مغادرتها فنزلوا بحضرموت، ولاقوا هناك ما لاقوا بالبحرين، ثم نزلوا نجداً، وكونوا هناك حكومة كبيرة الشأن ولكنها سرعان ما فنيت وذهبت آثارها.
وهناك قبيلة من حمير مع اختلاف في نسبتها إليه – وهي قضاعة – هجرت اليمن واستوطنت بادية السماوة من مشارف العراق.
وأما العرب المستعربة فأصل جدهم الأعلى – وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام – من بلاد العراق، من بلدة يقال لها أر على الشاطىء الغربي من نهر الفرات، بالقرب من الكوفة، وقد جاءت الحفريات والتنقيبات بتفاصيل واسعة عن هذه البلدة وعن أسرة إبراهيم عليه السلام، وعن الأحوال الدينية والاجتماعية في تلك البلاد.
ومعلوم أن إبراهيم عليه السلام هاجر منها إلى حاران أو حران، ومنها إلى فلسطين، فاتخذها قاعدة لدعوته، وكانت له جولات في أرجاء هذه البلاد وغيرها وقدم مرة إلى مصر، وقد حاول فرعون مصر كيداً وسوءاً بزوجته سارة ولكن اللَّه ردّ كيده في نحره، وعرف فرعون ما لسارة من الصلة القوية باللَّه، حتى أخدمها ابنته هاجر، اعترافاً بفضلها، وزوج سارة إبراهيم.
ورجع إبراهيم إلى فلسطين، ورزقه اللَّه من هاجر إسماعيل، وغارت سارة حتى ألجأت إبراهيم إلى نفي هاجر مع ولدها الصغير – إسماعيل – فقدم بهما إلى الحجاز، وأسكنهما بواد غير ذي زرع عند بيت اللَّه المحرم الذي لم يكن إذ ذاك إلا مرتفعاً من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله، فوضعهما عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذٍ أحد، وليس بها ماء فوضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ورجع إلى فلسطين، ولم تمض أيامٍ حتى نفد الزاد والماء، وهناك تفجرت بئر زمزم بفضل اللَّه، فصارت قوتاً لهما وبلاغاً إلى حين، والقصة معروفة بطولها.
وجاءت قبيلة يمانية – وهي جرهم الثانية – فقطنت مكة بإذن من أم إسماعيل يقال إنهم كانوا قبل ذلك في الأودية التي بأطراف مكة. وقد صرحت رواية البخاري أنهم نزلوا مكة بعد إسماعيل، وقبل أن يشب، وأنهم كانوا يمرون بهذا الوادي قبل ذلك.
وقد كان إبراهيم يرحل إلى مكة بين آونة وأخرى ليطالع تركته، ولا يعلم كم كانت هذه الرحلات، إلا أن المصادر التاريخية حفظت أربعة منها.
فقد ذكر اللَّه تعالى في القرآن أنه أري إبراهيم في المنام أنه يذبح إسماعيل. فقام بامتثال هذا الأمر {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 103-107].
وقد ذكر في سفر التكوين أن إسماعيل كان أكبر من إسحاق بثلاث عشرة سنة، وسياق القصة يدل على أنها وقعت قبل ميلاد إسحاق، لأن البشارة بإسحاق ذكرت بعد سرد القصة بتمامها.
وهذه القصة تتضمن رحلة واحدة – على الأقل – قبل أن يشب إسماعيل، أما الرحلات الثلاث الأخر فقد رواها البخاري بطولها عن ابن عباس مرفوعاً. وملخصها أن إسماعيل لما شب وتعلم العربية من جرهم، وأنفسهم وأعجبهم زوجوه امرأة منهم، وماتت أمه، وبدا لإِبراهيم أن يطالع تركته فجاء بعد هذا التزوج، فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه وعن أحوالهما، فشكت إليه ضيق العيش فأوصاه أن تقول لإِسماعيل أن يغير عتبة بابه، وفهم إسماعيل ما أراد أبوه، فطلق امرأته تلك وتزوج امرأة أخرى، وهي ابنة مضاض بن عمرو، كبير جرهم وسيدهم.
وجاء إبراهيم مرة أخرى بعد هذا التزوج الثاني فلم يجد إسماعيل فرجع إلى فلسطين بعد أن سأل زوجته عنه وعن أحوالهما فأثنت على اللَّه، فأوصى إلى إسماعيل أن يثبت عتبة بابه.
وجاء مرة ثالثة فلقي إسماعيل وهو يبري نبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم فلما رآه قام إليه فصنع كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، وكان لقاؤهما بعد فترة طويلة من الزمن، قلما يصير فيها الأب الكبير الأواه العطوف عن ولده، والولد البار الصالح الرشيد عن أبيه وفي هذه المرة بنيا الكعبة، ورفعا قواعدها، وأذن إبراهيم في الناس بالحج كما أمره اللَّه.
وقد رزق اللَّه إسماعيل من ابنة مضاض اثني عشر ولداً ذكراً وهم نابت أو بنالوط، قيدار، وأدبائيل، ومبشام، ومشماع، ودوما، وميشا، وحدد، ويتما، ويطور، ونفيس، وقيدمان، وتشعبت من هؤلاء اثنتا عشر قبيلة، سكنت كلها في مكة مدة، وكانت جل معيشتهم التجارة من بلاد اليمن إلى بلاد الشام ومصر ثم انتشرت هذه القبائل في أرجاء الجزيرة بل وإلى خارجها. ثم أدرجت أحوالهم في غياهب الزمان، إلا أولاد نابت وقيدار.
وقد ازدهرت حضارة الأنباط في شمال الحجاز، وكونوا حكومة قوية دان لها من بأطرافها، واتخذوا البطراء عاصمة لهم، ولم يكن يستطيع مناوأتهم أحد حتى جاء الرومان فقضوا عليهم، وقد رجح السيد سليمان الندوي بعد البحث الأنيق والتحقيق الدقيق أن ملوك آل غسان وكذا الأنصار من الأوس والخزرج لم يكونوا من آل قحطان، وإنما كانوا من آل نابت بن إسماعيل، وبقاياهم في تلك الديار.
وأما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناؤه بمكة يتناسلون هناك حتى كان منه عدنان وولده معد، ومنه حفظت العرب العدنانية أنسابها. وعدنان هو الجد الحادي والعشرون في سلسلة النسب النبوي، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب فبلغ عدنان يمسك ويقول كذب النسابون، فلا يتجاوزه. وذهب جمع من العلماء إلى جواز رفع النسب فوق عدنان، مضعفين الحديث المشار إليه، وقالوا إن بين عدنان وبين إبراهيم عليه السلام أربعين أبا بالتحقيق الدقيق.
وقد تفرقت بطون معد من ولده نزار – قيل لم يكن لمعد ولد غيره – فكان لنزار أربعة أولاد، تشعبت منهم أربعة قبائل عظيمة إياد وأنمار وربيعة ومضر، وهذان الأخيران هما اللذان كثرت بطونهما واتسعت أفخاذهما، فكان من ربيعة أسد بن ربيعة، وعنزة، وعبد القيس، وابنا وائل – بكر، وتغلب – وحنيفة وغيرها.
وتشعبت قبائل مضر إلى شعبتين عظيمتين قيس عيلان بن مضر، وبطون إلياس ابن مضر. فمن قيس عيلان بنو سليم، وبنو هوازن، وبنو غطفان، ومن غطفان عبس وذبيان، وأشجع وغنى بن أعصر.
ومن إلياس بن مضر تميم بن مرة بن وهذيل بن مدركة، وبنو أسد بن خزيمة وبطون كنانة بن خزيمة، ومن كنانة قريش، وهم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
وانقسمت قريش إلى قبائل شتى، من أشهرها جمح وسهم وعدي، ومخزوم وتيم، وزهرة، وبطون قصي بن كلاب، وهي عبد الدار بن قصي، وأسد بن عبد العزى ابن قصي، وعبد مناف بن قصي.
وكان من عبد مناف أربع فصائل عبد شمس، ونوفل، والمطلب، وهاشم وبيت هاشم هو الذي اصطفى اللَّه منه سيدنا محمد بن عبد اللَّه بن المطلب بن هاشم صلى الله عليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
وعن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إن اللَّه خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير القبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً".
ولما تكاثر أولاد عدنان تفرقوا في أنحاء شتى من بلاد العرب متتبعين مواقع القطر ومنابت العشب.
فهاجرت عبد القيس، وبطون من بكر بن وائل، وبطون من تميم إلى البحرين فأقاموا بها.
وخرجت بنو حنيفة بن صعب بن علي بن بكر إلى اليمامة فنزلوا بحجر، قصبة اليمامة. وأقامت سائر بكر، بن وائل في طول الأرض من اليمامة إلى البحرين إلى سيف كاظمة إلى البحر، فأطراف سواد العراق فالأبلة فهيت.
وأقامت تغلب بالجزيرة الفراتية، ومنها بطون كانت تساكن بكراً. وسكنت بنو تميم ببادية البصرة.
وأقامت بنو سليم بالقرب من المدينة، من وادي القرى إلى خيبر إلى شرقي المدينة إلى حد الجبلين، إلى ما ينتهي إلى الجرة.
وسكنت ثقيف بالطائف، وهوازن في شرقي مكة بنواحي أوطاس، وهي على الجادة بين مكة والبصرة.
وسكنت بنو أسد شرقي تيماء وغربي الكوفة، بينهم وبين تيماء ديار بحتر من طيء، وبينهم وبين الكوفة خمس ليال.
وسكنت ذبيان بالقرب من تيماء إلى حوران.
وبقي بتهامة بطون كنانة، وأقام بمكة وضواحيها بطون قريش، وكانوا متفرقين لا تجمعهم جامعة حتى نبغ فيهم قصي بن كلاب، فجمعهم، وكون لهم وحدة شرفتهم ورفعت من أقدارهم.
منقول




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

من روائع الدروس نماذج من التربية النبوية لفضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني حمل الآن

من روائع الدروس نماذج من التربية النبوية لفضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني حمل الآن


الونشريس

الونشريس

الونشريس

أقدم لأخوتي المحاضرة الرائعة للشيخ الجليل أبو إسحاق الحويني بعنوان نماذج من التربية النبوية باذن الله تكون لنا نبراسا منيرا في حياتنا لا تضع الفرصة حملها الأن

الونشريس

التحميل

الونشريس

ù

طريقة التحمل بالصور

تجد في الاسفل مربع اخضر مكتوب عليه Get file

الونشريس

اضغط عليه يحولك الى صفحه ثانيه في كلمات انجليزيه مبعثره تكتبها مره اخرى بالمستطيل

الونشريس

بعد ذلك تاتيك زر التحميل DOWNLOAD اضغط عليه و يبدأ التحميل باذن الله

الونشريس

هدية

عودة للطفولة السعيدة مع لعبة سوبر ماريو تذكر ايامك الحلوة حمل الآن

الونشريس

سورة طه للقارء الشيخ أحمد العجمي أحلى التلاوات العطرة للقرآن الكريم

الونشريس

سورة القمر بالتلاوة الرائعة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد

الونشريس

الونشريس




التصنيفات
فقه السنة النبوية

لماذا ندرس السيرة النبوية ؟

لماذا ندرس السيرة النبوية ؟


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا ندرس السيرة النبوية ؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصورة العملية التطبيقية لهذا الدين،
ويمتنع أن تعرف دين الإسلام ويصح لك إسلامك بدون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان هديه وعمله وأمره ونهيه.
لقد سالم وحارب، وأقام وسافر، وباع واشترى، وأخذ وأعطى،
وما عاش صلى الله عليه وسلم وحده، ولا غاب عن الناس يوماً واحداً، ولا سافر وحده.
وما أصيب المسلمون إلا بسبب الإخلال بجانب الاقتداء به صلى الله عليه وسلّم،
والأخذ بهديه، واتباع سنته، وقد قال الله تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
حتى اكتفى بعض المسلمين من سيرته صلى الله عليه وسلّم بقراءتها في المنتديات والاحتفالات ،
ولا يتجاوز ذلك إلى موضع الاهتداء والتطبيق….
وبعضهم بقراءتها للبركة أو للاطلاع على أحداثها ووقائعها أو حفظ غزواته وأيامه وبعوثه وسراياه.

وهذا راجع إما لجهل بأصل مبدأ الاتباع والاهتداء والاقتداء ،
وعدم الإدراك بأن هذا من لوازم المحبة له صلى الله عليه وسلم،
وإما لعدم إدراك مواضع الاقتداء من سيرته صلى الله عليه وسلم نظراً لضعف الملكة في الاستنباط ،
أو لقلة العلم والاطلاع على كتب أهل العلم.
وهنا تأتي أهمية استخراج الدروس واستنباط الفوائد والعظات واستخلاص العبر من سيرته صلى الله عليه وسلم.

إن السيرة النبوية لا تدرس من أجل المتعة في التنقل بين أحداثها أو قصصها،
ولا من أجل المعرفة التاريخية لحقبة زمنية من التاريخ مضت،
ولا محبة وعشقاً في دراسة سير العظماء والأبطال،
ذلك النوع من الدراسة السطحية إن أصبح مقصداً لغير المسلم من دراسة السيرة،
فإن للمسلم مقاصد شتى من دراستها، ومنها:

أولاً: أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو محل القدوة والأسوة،
وهو المشرع الواجب طاعته واتباعه قال تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجٌو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً}
(الأحزاب: 21)،
وقال تعالى:
{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (النور: 54)،
وقال:
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله} (النساء: 80)،
وقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}
(آل عمران: 31).
فهو التجسيد العملي والصورة التطبيقية للإسلام،
وبدونها لا نعرف كيف نطيع الله تعالى ونعبده.

فسيرته صلى الله عليه وسلم يستقي منها الدعاة أساليب الدعوة ومراحلها،
ويتعرفون على ذلك الجهد الكبير الذي بذله رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل إعلاء كلمة الله،
وكيف التصرف أمام العقبات والصعوبات والموقف الصحيح أمام الشدائد والفتن.
ويستقي منها المربُّون طرق التربية ووسائلها.

ويستقي منها القادة نظام القيادة ومنهجها.
ويستقي منها الزهَّاد معنى الزهد ومقاصده.
ويستقي منها التجَّار مقاصد التجارة وأنظمتها وطرقها.
ويستقي منها المبتلون أسمى درجات الصبر والثبات وتقوى عزائمهم على السير على منهجه والثقة التامة بالله عز وجل بأن العاقبة للمتقين.
ويستقي منها العلماء ما يعينهم على فهم كتاب الله تعالى،
ويحصلون فيها على المعارف الصحيحة في علوم الإسلام المختلفة،
وبها يدركون الناسخ والمنسوخ وأسباب النـزول وغيرها وغيرها من المعارف والعلوم.

وتستقي منها الأمة جميعاً الآداب والأخلاق والشمائل الحميدة.
ولهذا قال ابن كثير:
«وهذا الفن مما ينبغي الاعتناء به، والاعتبار بأمره، والتهيؤ له،
كما رواه محمد بن عمر الواقدي عن عبد الله بن عمر بن علي عن أبيه سمعت علي بن الحسين يقول:
كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن.
قال الواقدي: وسمعت محمد بن عبدالله يقول: سمعت عمي الزهري يقول:
في علم المغازي علم الآخرة والدنيا» .

وقال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص:
«كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعدها علينا،
ويقول: هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها».
لقد خلف التاريخ عظماء وملوكاً وقُوَّاداً، وشعراء، وفلاسفة،
فمن منهم ترك سيرة وأسوة يؤتسى بها في العالمين؟
لقد طوى التاريخ ذكرهم فلم يبق منه شيء وإن بقيت بعض أسمائهم.

لقد أصبحت سير كثير من العظماء أضحوكة للبشر على مدار التاريخ كله ،
فأين نمرود الذي قال لإبراهيم:
{أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}؟! (البقرة: 258)
وأين مقالة فرعون وشأنه الذي قال:
{أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} (النازعات: 24)،
وقال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}؟! (القصص: 38).
إن هؤلاء العظماء في زمانهم يسخر منهم اليوم الصغير والكبير والعالم والجاهل،
فإن كانوا دلسوا على أقوامهم في زمنهم واستخفوا بهم فأطاعوهم؛
فقد افتضح أمرهم بعد هلاكهم، وأصبحوا محل السخرية على مدار الزمان.

إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت بإخراج الناس من ظلمات الشرك والأخلاق وفساد العبادة والعمل
إلى نور التوحيد والإيمان والعمل الصالح:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً}
(الأحزاب:45-46)

ثانياً:ندرس السيرة ليزداد إيماننا ويقيننا بصدقه،
فالوقوف على معجزاته ودلائل نبوته مما يزيد في الإيمان واليقين في صدقه صلى الله عليه وسلم،
فدراسة سيرته العطرة وما سطرته كتب السيرة من مواقف عظيمة،
وحياة كاملة كريمة، تدل على كماله ورفعته وصدقه.

ثالثاً: لينغرس في قلوبنا حبه،
فما حملته سيرته من أخلاق فاضلة، ومعاملة كريمة،
وحرصه العظيم على هداية الناس وصلاحهم وجلب الخير لهم،
وبذل نفسه وماله في سبيل إخراج الناس من الظلمات إلى النور،
ومن الشقاء إلى السعادة،
وما كان من حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته في إبعادها عما يشق عليها ويعنتها
وصلى اللهم على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم ،،
الونشريس




التصنيفات
كتب و مطبوعات إسلامية

كتاب الاعجاز العلمي في القران الكريم والسنة النبوية

كتاب الاعجاز العلمي في القران الكريم والسنة النبوية


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نسخة خفيفة
http://www.4seasontrade.com/up/downl…5f3c34eb084f94

نسخة عالية الجودة
http://www.4seasontrade.com/up/downl…e3172a0f70d106

الموضوع الاصلي هنا

http://www.soniksa.com/vb/showthread.php?t=936

تم الإنتهاء من كتاب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .. بمساعدة الأخت الفاضلة انصر نبيك ..

والآن النسخة جاهزة للتحميل .. ولا يفوتكم فيه معلومات مفيدة ,,

وتم رفعه في نسختين ..

الونشريس




رد: كتاب الاعجاز العلمي في القران الكريم والسنة النبوية

ارجوك اختي يجب ان تكتبي المواضيع بنفسك و هذا الرابط يعتبر اشهارا للمنتديات الاخرى لانه ليس من قوانين المنتدى




التصنيفات
فقه السنة النبوية

اسئلة في السيرة النبوية الشريفة

اسئلة في السيرة النبوية الشريفة


الونشريس

السيرة النبوية الشريفة
1. إشتغل الرسول صلى الله عليه وسلم بمهنتين قبل البعثة، ما هما؟

2. في سنة للهجرة توفي الرسول صلى الله عليه وسلم؟

3. ماذا كان إسم ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

4. كم مرة حج الرسول صلى الله عليه وسلم؟

5. ما أسماء أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم؟

6. من هي آخر زوجة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم؟

7. في أي معركة كان الرسول صلى الله عليه وسلم أول من رمى بالمنجنيق؟

8. ما هو عدد الذين بايعوا الرسول (ص) بيعة العقبة الثانية؟

9. من كان دليل الرسول صلى الله عليه وسلم خلال الهجرة ؟

10. في دار من كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع سرا بأصحابه في مكة؟


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	الله.jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	39.7 كيلوبايت  الرقم:	5153   اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	3خكق.jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	12.1 كيلوبايت  الرقم:	5154  


رد: اسئلة في السيرة النبوية الشريفة

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شعلة المحبة
السيرة النبوية الشريفة
1. إشتغل الرسول صلى الله عليه وسلم بمهنتين قبل البعثة، ما هما؟

اشتغل عليه الصلاة و السلام في رعي الغنم و التجارة

2. في سنة للهجرة توفي الرسول صلى الله عليه وسلم؟

توفي الرسول صلى الله عليه وعلى أله و صحبه وسلم في ضحى يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 11للهجرة الموافق 8 يونيو عام 632 وذلك في المدينة المنورة

3. ماذا كان إسم ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

كان اسمها القصواء

4. كم مرة حج الرسول صلى الله عليه وسلم؟

حج عليه الصلاة و السلام حجة واحد و 4 عمرات

5. ما أسماء أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم؟

أولاد الرسول محمد صلى الله عليه و سلم هم: رقية, زينب, أم كلثوم, فاطمةالزهراء,و عبد الله, و القاسم من السيدة خديجة و ابراهيم من مارية القبطية وعددهم 7

6. من هي آخر زوجة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم؟

هي ميمونة بنت الحارث

7. في أي معركة كان الرسول صلى الله عليه وسلم أول من رمى بالمنجنيق؟

في معركة الطائف على ما اظن

8. ما هو عدد الذين بايعوا الرسول (ص) بيعة العقبة الثانية؟

في حد علمي 73 رجل و امراتان

9. من كان دليل الرسول صلى الله عليه وسلم خلال الهجرة ؟

عبد الله بن أريقط. رضي الله عنه

10. في دار من كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع سرا بأصحابه في مكة؟

في دار الارقم بني ابي الارقم

مشكورة اختي الغالية على الاسئلة و اتمنى ان تكون الاجوبة صحيحة البعض عرفته و البعض الاخر بحثت عليه لانها كانت معلومات جديدة

مشكورة يا غالية هكدا سنتعلم و نستفيد


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	الله.jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	39.7 كيلوبايت  الرقم:	5153   اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	3خكق.jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	12.1 كيلوبايت  الرقم:	5154  


رد: اسئلة في السيرة النبوية الشريفة

اريد ان اريكم هذا الموضوع وارجوا الترسلوه


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	الله.jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	39.7 كيلوبايت  الرقم:	5153   اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	3خكق.jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	12.1 كيلوبايت  الرقم:	5154  


التصنيفات
كتب و مطبوعات إسلامية

كتاب منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

كتاب منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


الونشريس

[CENTER]
كتاب منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
مقدم في ثمانية أجزاء

الجزء الأول


http://www.filesin.com/D6560348465/download.html


الجزء الثاني

http://www.filesin.com/97878348466/download.html

الجزء الثالث


http://www.filesin.com/6FC18348467/download.html


الجزء الرابع


http://www.filesin.com/C0C6B348480/download.html

الجزء الخامس


http://www.filesin.com/0D43C348481/download.html

الجزء السادس

http://www.filesin.com/ABD7B348482/download.html

الجزء السابع

http://www.filesin.com/00F9B348497/download.html

الجزء الثامن

[B][FONT=Arial Black][SIZE=5]http://www.filesin.com/585B8348498/download.html




التصنيفات
فقه السنة النبوية

مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية

مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد
إخوانى وأخواتى بارك الله فيكم

أوردت لكم رساله أو دراسه فى كيفية دراسة السيره النبويه …….ويظهر للجميع من عنوان الرساله أن الكاتب إنما أراد أن يعيد تصحيح مفهوم السيره النبويه لدينا

بمعنى أن يتم تحويل النظر من كون السيره النبويه مجرد قصص يقرأ وفقط إلى دراسة السيره بنظره واعيه .. نظرة التعلم ثم الفهم ثم التطبيق ..

بأن نأخذ السيره كمواقف تدرس لتطبق لا لتقص اى تحكى وتروى … كأن أنظر كيف تعامل مع النساء كزوج ..كيف تعامل مع الابناء كأب … كيف تعامل مع الجيش كقائد … كيف تعامل مع المسلمين كمعلم ومربى … كيف تعامل مع غير المسلمين … كيف تعامل مع ربه كعابد … كيف تعامل مع اصدقائه كصديق ………………….. الخ

كيف ……………
بصراحه الرساله جد مفيده وقيمه ومهمه لكل منا

أترككم مع الرساله
بارك الله بوقتكم
الونشريس
مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية
الونشريس

محمد جلال القصاص

راجعه وصوَّبَه
الشيخ الدكتور / محمد صامل السلمي
أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى . مكة المكرمة

أهمية وضع ضوابط لقراءة السيرة النبوية :

** السيرة النبوية ـ على صاحبها الصلاة والسلام ـ هي في الحقيقة عبارة عن الرسالة التي حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المجتمع البشرى قولًا وفعلًا، وتوجيها وسلوكًا، ( وعدّل بها الموازين المنحرفة في هذه الحياة )(1) ، فبدَّل مكان السيئة الحسنة، وأخرج بها الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة الله (2)

** واليوم يتنادى كثيرون للإصلاح الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي … الخ . وكثير من هؤلاء يدعي الانتساب للدين وأنه ينطلق من ثوابت الدين الكلية ويستوقد من سيرة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ شعلة يستضيء بها في رحلة ( الإصلاح ) التي يقوم بها .

** والحقيقة أن الكل يذهب للسيرة بخلفية فكرية مسبقة فيَبتُر ويجتزئ وينقل ما يريد مما يحقق له أهدافه ، وقد رأينا أن العلمانيين ومن بذروا بذور العلمانية في عالمنا الإسلامي كـ ( طه حسين ) و ( ورفاعة الطهطاوي ) قد كتبوا في السيرة النبوية .
ولكنها طريقة أهل الأهواء والبدع الذين يعتقدون ثم يستدلون ، أو الذين يذهبون إلى النصوص ليأتوا بها على هواهم .

لذا كان لابد من وضع ضوابط لدراسة السيرة النبوية .

** ولما كانت الخلفية الفكرية للكاتب أو المتحدث تنعكس على أفكاره المكتوبة أو المقروءة ولا بد ، رأينا ـ ممن يتكلمون في السيرة من دعاة الصحوة الإسلامية المباركة ـ مَنْ لا يرى في السيرة النبوية إلا السيف والجهاد ، ومنهم مَنْ لا يرى إلا الأشخاص ، ويحاول أن يُصوِّر الأمر على أنه بطولات شخصية ، وتنحصر رؤيته في عبقرية الشخص ، وتوصيف الحدث دون ربطه بغيره أو النظر إلى فقه الحدث وما فيه من التشريعات .

** فغالب الطرح الموجود للسيرة النبوية يغلب عليه إثبات الوقائع ووصف تطور الأحداث وذكر النتائج .وهو أمر جيد إن كان الخطاب موجه فقط للعوام من الناس .

** وقد حاولت في هذه الرسالة أن أوضح بعض الأصول لدارسي السيرة النبوية . ولم تقع عيني على دراسة مشابه لشيوخنا الكرام ، لذا بذلت ما استطعت من الجهد وأعترف بأن الأمر مازال يحتاج إلى مزيد من الدراسة ،وفي النية أن أتبع هذا البحث بأبحاث أخرى تربوية تتعلق بالخطاب الدعوي ، وقد بدأت بـ ( الخطاب الدعوي في العهد المكي ) وهي دراسة تربوية عقدية

والله أسأل أن يبارك لي في كلماتي وأن ينفع بها .


أبو جلال / محمد جلال القصاص

الونشريس
1/ في الرحيق المختوم بين القوسين(وقَلَبَ بها موازين الحياة ) ، وقد اعترض على هذه الجملة الدكتور / محمد صامل السلمي في تصويبه للرسالة قائلا : الدين لا يقلب موازين الحياة لأنه دين الفطرة لكنه يقلب الموازين المنحرفة . لذا قمت باستبدالها بـ ( وعدّل بها الموازين المنحرفة في هذه الحياة ) .

2/ مقدمة الرحيق المختوم للمباركفوري .

الونشريس

: السيرة النبوية وصحة المصادر :

الونشريس

** يعاني النصارى واليهود من الشَّك الكبير في تراثهم الديني . . . كل تراثهم الديني ؛ بل في أقدس ما لديهم وهو ما يسمونه ( الكتاب المقدس ) (1) ، فهم مختلفون أو قل يجهلون الكثير عن الشخصيات التي كتبت ( العهد القديم ) , وكذا من كتبوا الأناجيل , ( القانونية منها وغير القانونية ) ، والكلام في التشكيك فيمن كتبوا الأناجيل مشهور ومعلوم ، والمعلومات عن الأصول التي تمت الترجمة منها تكاد تكون معدومة (2) .

** والحديث عن ما يسمونهم بــ ( الآباء الأولون ) حديث مُحتكر بين طائفة معينة ، ومن يدخل منهم الإسلام يتكلم بأنه كله كذب ولولا ذلك لخرج للعوام ، فهم إذا في شك كبير من كتابهم وتراثهم الفكري والتاريخي ، وهو مصداق قول الله تعالى ( وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ) الشورى : من الآية 14.
** ويسترُ عيبهم أن الدين حكر على الأحبار والرهبان ، وأن العوام ليس لهم من الدين سوى بعض القضايا الذهنية التي يعتقدونها كقضية الفداء والصلب مثلا عند النصارى ، وبعض الشعائر التعبدية التي يلتزم بها القليل . ولا يلام عليها الباقون .
هذا حال أقرب الديانات لنا ــ النصرانية ــ والأمر أسوء في اليهودية والبوذية وغيرهما من الديانات الأخرى .
** أما نحن المسلمون فنعرف عن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ــ وصحابته الكرام – رضوان الله عليهم كل شيء . . .نعرف عنه ـ صلى الله عليه وسلم- مأكله ومشربه وملبسه ومشيته وجلسته ، وكيف كان ينام ،وكيف كان يضحك ، وما كان يحب مِن الأشياء ، ومَن كان يحب ويكره من الأشخاص ، ونعرف صلاته وغزواته ، وحاله في بيته مع نسائه وأطفاله وأحفاده ، ونعرف عن نبينا ما لا يعرفه أحدنا عن أبيه.

** وهذه مِنَّة من الله عظيمة يجب التنبيه عليها لمن يعرض السيرة النبوية على الناس ، فنحن حين نعرض السيرة النبوية نتكلم عن عِلْم مدون ،وليس عن قصص مفترى . ونتكلم عن حقائق وأشخاص معروفة ومعلومة وليس عن أشخاص وهمية .
ويعرف أهمية هذا من يناظر النصارى ويختلط بهم .

** وأمرا آخر يجب التنبيه عليه وهو أن الكتب التي تُؤخذ منها السيرة النبوية ـ ومنها كتب التفسير ـ تثبت الروايات الضعيفة والمكذوبة للرد عليها وتضعيفها .
فلا يعني أبدا وجود هذه الروايات في كتب السير أنها صحيحة فلا بد من الالتفات إلى التعليق الذي يذكره المؤلف على القصة أو الرواية .

مثل قصة الغرانيق العلا
التي أوردها المفسرون في سورة النجم ولم يقل أحد منهم أن القصة صحيحة (3) ، بمعنى أنه نزل في القرآن آيات تقول عن ( اللات ) و( العزى ) " أنهم هم الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى !!! " فلم تكن هذه أبدا يوما من الأيام آيات من كتاب الله وتم نسخها أو حذفها . ولم يذكرها المفسرون من باب التأيد ، وإنما من باب التكذيب والرد على من يقول بها .

ومثال ذلك أيضا ما يقال عن الحمار ( يعفور )
الذي كلَّم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم خيبر بزعمهم ، وما يقال من أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى زينب في ثياب شفافة فأعجبته وسعى في طلاقها من زيد ليتزوجها هو صلى الله عليه وسلم .

## هذه الرويات ومثلها تَرِدُ في كتب السير وكتب التفسير أيضا لتكذبيها والرد عليها .
وليس مجرد وجودها هو إثبات لها كما يَفتري أهل الكتاب .

فالواجب على من يعرض السيرة أن ينبه على هذا الأمر .

** وقد يبدوا للقارئ أن هذا الأمر بسيطٌ لا يستحق الوقوف عنده والتنبيه عليه ، إلا أنك حين تعلم أن دعاة الكفر ينقلون هذه الأشياء لمن يسمعونهم من المسلمين والنصارى ويقولون لهم ها نحن ننقل لكم من كتب أئمتهم الكبار ( ابن كثير ) و ( القرطبي ) و ( الجلالين ) … الخ يتبن لك مدى أهمية التنبيه على هذا الأمر ، وعلى هذا المسلك الفاسد الذي هو في حقيقة أمره كذب ليس إلا .

الونشريس

1 / الكتاب المقدس عبارة عن قسمين ( العهد القديم ) و( العهد الجديد ) ،
– ( العهد القديم ) يتكون من عدة أجزاء : ( الأسفار الخمسة ) المنسوبة لموسى عليه السلام ، وهي ما يقال لها عند المسلمين التوراة مجازا ، و ( الأسفار التاريخية ) منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المرحلة . ، و ( أسفار الشعر والحكمة ) ، و( الأسفار النبوية ) ، و ( أسفار الأبوكريفا ) ـ وهي محل خلاف عندهم ـ ويطلق النصارى لا اليهود على هذه الأجزاء الأربعة اسم ( العهد القديم ) ، وتسمى أيضا الكتب والناموس ، ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزا .
– و(العهد الجديد ) هو مجموعة الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها، وينسب إلى ثمانية من المحررين ينتمون إلى الجيل الأول والثاني من النصرانية، وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا أصحاب الأناجيل، ثم بولس صاحب الأربع عشرة رسالة ، ثم بطرس ويعقوب ويهوذا، وتنسب إليهم القليل من الرسائل.
– راجع إن شئت ـ هل العهد الجديد كلمة الله ؟! ، وهل العهد القديم كلمة الله ؟! للشيخ الدكتور منقذ محمود السقار .
2 / عندما تسأل عن أصول الترجمات لا تجد من يجيبك ، وإنما يقال لك هذه ترجمة عربية للترجمة الإنجليزية مثلا . والأصل مفقود .
3 / الراجح أن القصة لم تثبت ، ومن قال بثبوتها عملا بتعضيد الرويات المرفوعة بعضها لبعض ، نفى أن يكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكلم بهذا الكلام ( وإنهن الغرانيق العلا . وإن شفاعتهم لترتجى ) ، فمن أثبت القصة نفي أن يكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم تكلم بهذا الكلام ، وإنما ألقاه الشيطان في أذن المشركين ـ وقد ذهب بعض المحققين ـ عماد الشربيني في رسالته رد الشبهات عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم ص 325ـ 257 ــ إلى رد القصة وإثبات بطلانها من عدة طرق ، ورد على بن حجر ما قاله في هذا الموضع ، فليرجع إليه من أراد أن يستزيد
الونشريس

الونشريس

: طبيعة الخطاب الدعوي في مكة ـ وحدة الأهداف والمنطلقات ـ .
الونشريس

— في الجاهلية الأولى كان المال دولة بين الأغنياء … قِلَّة غنية وكَثرة بالكاد تجد قوت يومها .
— وفي الجاهلية الأولى كانت الحروب تأكل الرجال على ناقة أو لأن فرسا سبقت أختها .!
— وفي الجاهلية الأولى كان الزنا وكانت الخمر وكان وأد البنات وبيع الأحرار .
— وفي الجاهلية الأولى كان الشرك الأكبر ( شرك النسك وشرك الطاعة ) … تُدعى الأصنام من دون الله ويُنذر لها ويُذبح عندها ، وكان شرك الطاعة … يُشَرِّع الملأ(1)ويتَّبِع العوام .

** ولم تخل الجاهلية من المصلحين ، الذين يسعون في إصلاح ذات البين وحقن الدماء ورفع الظلم عن الضعفاء .

** وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضع يده في يد أحد من هؤلاء ألبته .

بكلمات أُخَر :

** رُغم أن الدعوة الإسلامية كانت تدعوا لمثل ما كان يدعو إليه كثير من المصلحين من مكارم الأخلاق إلا أنها لم تضع يدها في يد أحد من هؤلاء .

** ذلك لأنه وإن اتحدت الأهداف فإن المنطلقات متغايرة . فهؤلاء دوافعهم شتى .. تدفعهم المروءة ويدفعهم الثناء الحسن ويدفعهم عرف الآباء ، أما المسلمون فيدفعهم طاعة الله ورسوله ـ ولا ينبغي أن يكون لهم دافع غير ذلك ـ .

** وهؤلاء تقف أهدافهم عند إصلاح الدنيا ؛ والمسلمون يصلحون الدنيا للآخرة . وشتان .

** ومن يتدبر أحداث السيرة النبوية وما كان يَتَنَزَلُ في بداية البعثة يجد أن الدعوة الإسلامية بدأت بتعريف الناس بربهم .. بأسمائه وصفاته وآثار ذلك في مخلوقاته ..

** كيف أنه الحي القيوم الرحيم الرحمن ذي الجلال والإكرام مالك الملك القريب المجيب .. الخ ، ثم بترسيخ نظرية الثواب والعقاب وذلك بتعريفهم بالجنة ( دار الثواب ) وبالنار ( دار العقاب ) ، وقُصَّ عليهم خبر من سبقوا ، مَن أطاعوا منهم كيف كانت عاقبتهم ومن عصوا منهم ماذا فعل الله بهم . واقرءوا ما نزل من القرآن في مكة ، وكذا الخطاب الدعوي في مكة المكرمة (2) .

** ثم جاءت التشريعات باسم الله الذي عرفوه بأسمائه وصفاته وبَيْنَ يدي الثواب والعقاب .

فمثلا قيل لهم : الله ـ الذي عرفوه ـ يأمركم بالصلاة ، ومن فعل فله الجنة ـ التي عرفوها ـ ومن عصى فله النار ـ التي عرفوها ـ .والله الذي عرفتموه يأمركم بالزكاة ومن أطاع فثوابه الجنة التي عرفتموها ، ومن عصى فله النار التي عرفتموها .
لذا استقامت النفوس محبه ورهبة لله وخوفا من النار وطمعا في الجنة .

** وبهذا يتضح منطلق الدعوة الإسلامية وهدفها ، وهو تعبيد الناس لله … تعريفهم بربهم ليعظموه ويوقروه ويسبحوه ، وإصلاح الدنيا يجيء تبعا وليس أصلا ، ثم الفوز بالجنة .

ولهذا لم يرتدَّ من أسلم ، ولم يتلكأ في سَيْرِهِ إلى الله . وعلى من يعرض السيرة النبوية على الناس ــ أو يقرؤها ـ عليه أن يلتفت لهذا . وأن يتنبه إلى أن الخطاب الدعوي كان في الأساس أخروي تنطلق منه باقي شؤون الحياة . وفي بيعة العقبة الثانية وغيرها من أحداث العهد المكي دليل على ذلك(3) .

وأزيد الأمر بيانا فأقول :

** نعم . في العهد المكي كانت الدعوة الإسلامية في خطابها الموجه للجاهلية يومها ، كانت مصرة على أن تبدأ من اليوم الآخر ترغيبا وترهيبا .

** تحاول أن تجعل القلوب معلقة بما عند ربها ترجوا رحمته وتخشى عقابه. ويكون كل سعيها دفعا للعقاب وطلبا للثواب فتكون الدنيا بجملتها مطية للآخرة .

** على هذا تربى الصحابة رضوان الله عليهم .بل ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو أيضا تربى على هذا المعنى , فقد كان يتنزل عليه ـ بأبي هو وأمي وأهلي صلى الله عليه وسلم ـ " وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ " (4)" وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ " [يونس : 40]

** ولهذا استقامت النفوس تبذل قصارى جهدها في أمر الدنيا ترجوا به ما عند الله فكان حالهم كما وصف ربهم" تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ " (5)

** وهذا وصف للظاهر ( ركعا سجدا) ووصف للباطن ( يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) ، والسياق يوحي بأن هذه هي هيئتهم الملازمة لهم التي يراهم الرائي عليها حيثما يراهم . كما يقول صاحب الظلال ـ رحمه الله ــ .

** واقرأ آيات الأحكام في كتاب الله لتطالع هذا الإصرار من النص القرآني على وضع صورة الآخرة عند كل أمر ونهي ضمن السياق بواحدة من دلالات اللفظ ، المباشرة منها أو غير المباشر ( دلالة الإشارة أو التضمن أو الاقتضاء أو مفهوم المخالفة .. الخ ) .

** فمثلا يقول الله تعالى : " ويْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ "(6)

فتدبر كيف يأتي الأمر بعدم تطفيف الكيل حين الشراء وبخسه حين البيع ؟

** ومثله قول الله تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)(7) فهنا أمر بالسعي إلى الرزق , وتذكير بأن هناك نشور ووقوف بين يدي الله عز وجل ، فيسأل المرء عن كسبه من أين أتى وإلى أين ذهب ؟

** بل واقرأ عن الآيات التي تتحدث عن الطلاق في سورة البقرة تجد أنها تختم باسم أو اسمين من أسماء الله عز وجل " … فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " " … وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " " … وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " " … وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " " …. إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "

وهذا بلا شك استحضار للثواب والعقاب .

** ومثله الآيات التي تأمر بالحجاب تُختم بـ ( إن ذلكم كان عند الله عظيما )(8)و ( .. وكان الله غفورا رحيما )(9) .

** نعم كان هذا أسلوب القرآن العظيم في عرض قضايا الشريعة كلها وهذه بعض الآيات والأحاديث في هذا الشأن تزيد الأمر وضوحا :

** في الظِّهار انظر كيف يربط الله تعالى أداء الكفارة بالإيمان به وبرسوله : ( فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ )(10)

** وانظر كيف جعل الله تعالى تحكيم شرعه شرط للإيمان به(11) : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً )(12)

** وفي الحديث : "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ "(13)

** وفي الحديث " فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ "(14)

** وفي الحديث " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ … الحديث "(15) ومثل هذا كثير في كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

** هذا ما تربى عليه الصحابة رضوان الله عليهم ، وإنا نجد في كتاب ربنا أننا ملزمون بالسير على دربهم واقتفاء آثارهم قال الله تعالى : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً )(16)

** وقال الله تعالى : ( فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العليم ) (17)

أقول : ملزمون إذا بالتعريج على التوحيد وتصحيح المفاهيم فيه لإخواننا وأخواتنا ،وبناتنا ونسائنا وكل عزيز علينا ، ليكون حالهم مع الأمر والنهي . . . كل الأمر والنهي كحال من سبقوا ؟! وحينها . . . حين يتعرفون على ربهم جيدا ، حين يعرفون مصيرهم بعد الموت ، لن تجد كثير مشاغبة في الامتثال للأمر .

ودعني أوسع الأمر أكثر من هذا وأقول :

** لم لا نبدأ مخاطبة ( الآخر )(18) بـالتوحيد نقول لهم : آمنوا بربكم الذي خلقكم ورزقكم وأحياكم ويميتكم ثم يحاسبكم ؟
لم لا ننادي فيهم : أسلموا قبل أن تكونوا من جثي جهنم التي وصْفُها كذا وكذا ؟ أسلموا كي لا تحرموا جنة فيها وفيها …؟

** ويدور الحوار حول دلائل صدق الخبر ومَطْلَبْ المخبر صلى الله عليه وسلم . أسذاجة ؟ لا وربي .فهكذا نشأت خير أمّة أخرجت للناس ، واقرءوا السيرة .

** وعلى من يشرح السيرة النبوية للناس عليه أن يوضح ذلك لهم ، من خلال مواقف الدعوة في العهد المكي والعهد المدني ، ومنهج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدعوة ، وبما كان يخاطب الناس ، وكيف كان يعلمهم التوحيد ويربيهم عليه .

** نعم . نحن بحاجة إلى قراءة جديدة للسيرة النبوية نبين فيها للناس أهداف الدعوة الإسلامية ومنطلقاتها … نحتاج هذا الطرح الفكري اليوم أكثر من أي يوم مضى .

** فقد قامت اليوم بعض الفصائل الإسلامية بالتحالف مع الأحزاب ذات التوجهات اليسارية ،و توجهت إلى الجماهير بخطاب دنيوي بحت ونادت بشرع الله من باب الأفضلية … لأنه خير من غيره ، أو لأنه هو الأنسب لإصلاح الدنيا ، فيُقْبِل من يُقبل وليس عنده هدف سوى ما فهمه من هذا الخطاب الدعوي المنقوص .

** واليوم رفعت بعض الفصائل المجاهدة الشعارات الوطنية وراحت تثني على الزعامات العلمانية بدعوى لمِّ شمل أبناء الوطن الواحد ، وهؤلاء وأولئك نحسن الظن بهم ولكن خطاب كهذا تضيع به الأهداف الحقيقية للدعوة الإسلامية أو تتميع في أحسن الأحوال ، ولست اغمز أحدا ـ معاذ الله ـ وإنما أنصح بما أراه صحيحا .

أقول :

** لا بد من المفاصلة الفكرية(19) التي يتميز بها سبيل المؤمنين من سبيل الكافرين والمنافقين . وتعرف العامة أين هي؟ وتمضي بوضوح في طريق الله المستقيم .

** تماما كما بدأت الدعوة في مكة بين ظهراني قريش على يد الحبيب صلى الله عليه وسلم , كانت بينة المعالم ، صريحة جدا في معاني الشرك والكفر ، ومآل الكافرين والمشركين ، وإن كانت في النواحي الحركية تتخذ مراحل عدة ، فتهادن قوما وتحارب آخرين ، وتسكت عن أشياء اتباعا لسنة التدرج في التغيير .

——————

1/ الملأ هم أشراف القوم وسادتهم ، والمطاعون فيهم .

2/ يوجد بحث للكاتب ـ تحت الإعداد ـ بعنوان ( قراءة في الخطاب الدعوي للعهد المكي ) يتناول هذه النقطة بالتفصيل .والله أسأل العون والسداد والقبول.

3/ هذه النقطة وحدها وهي أن الخطاب الدعوي كان أخروي ، وصلاح الدنيا جاء تبعا لصلاح الآخرة ، تصلح لأن تكون موضوع بحث مستقل ، يستقرأ ذلك في خطاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه ، وللكفار ، وكيف كانت كل التشريعات الإسلامية فيما بعد مرتبطة بالإيمان ، فكان الإيمان كالآخية التي يشدُّ إليها كل أمور الحياة ، ويناقش في ضوء ذلك الدعوات الإسلامية التي تأخذ طابع السياسية ، وتجعل غايتها ـ فيما يبدوا لمن تدعوه من عامة الناس ـ إصلاح الدنيا ، ولذا تتنازل بسهوله ، وتتخبط في كثير من أهدافها . ولولا أني ألزمت نفسي بالاختصار لشرحت هنا وفصَّلت ، ولكن حسبي أن كتبتُ هذا البحث لطلبة العلم وليس لعامة القراء ، ولعلَّ في الأسطر القادمة مزيد بيان ، والله أسأل ان يبارك في هذه الكلمات القلائل .

4/ [ يونس : 46]

5/ الفتح : 29

6/ سورة المطففين : الآيات من 1ـ 6

7/ الملك : 15

8/ الأحزاب :53

9/ الأحزاب : 59

10/ المجادلة : 4

11/ هناك مناطات غائية ومناطات دون ذلك . فليس كل من لم يُحكم شرع الله كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة . المسألة فيها تفصيل .

12/ النساء : 65

13/ [ البخاري كتاب الإيمان الحديث رقم 13 ترقيم العالمية ]

14/ البخاري 14 كتاب الإيمان

15/ البخاري 6135 كتاب الأدب

16/ النساء : 115

17/ البقرة : 137

18/ أعني الكافر الذي من أهل الكتاب أو غيرهم ، وكذا من جنح إليهم ووقف في صفهم من غلاة العلمانيين .

19/ لا أقول بعدم الاستفادة من الغير فقد رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجوار عمه أبي طالب ، وأبو طالب على الكفر . وهاجر أصحابه إلى الحبشة واستفاد من عدل النجاشي وهو كافر ، واستأجر دليلا مشركا يوم الهجرة . وإنما المفاصلة الفكرية التي تبين الحق من الباطل في ذهن عوام الناس .

ارجو ان اكون قد افدتم……و لا تبخلوا علي بروردكم الغالية…




رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….

شكرا جزيلا لك




رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….

العفو لك اخي………..و شكرا لمرورك…………….




رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….

هلا …….




رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….

مشكورييييييييييييييييييين على المواضيع




رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….

العفو لك اخي و مشكور على الرد المميز




رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….

بارك الله فيك ساندي على المعلومات الثمينة الموضوع فعلا قيم جزاك الله خير




رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….

شكرا على الرد الذي زاد صفحتي نورا و اشراقة.




رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….

بارك الله فيك اختي




رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية*ارجو التثبيت*….

العفو اخي…و شكرا على الرد الذي اضاء صفحتي.




التصنيفات
إصدارات سمعية بصرية إسلامية

موسوعة السيرة النبوية بحجم 8 mb فقط

موسوعة السيرة النبوية بحجم 8 mb فقط


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موسوعة الكترونية عن السيرة النبوية من موقع روح الإسلام تشمل أبرز المؤلفات التي عنيت بسرد وتدوين سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته وأخلاقه، مع فهرستها حسب الأبواب والفصول، ويتيح البرنامج تصفح الكتب إضافة إلى خواص النسخ والبحث والطباعة، والكتب في الموسوعة هي:

– السيرة النبوية، ابن هشام [موافق للمطبوع]
– عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، ابن سيد الناس [موافق للمطبوع]
– مختصر سيرة الرسول، الشيخ محمد بن عبد الوهاب [موافق للمطبوع]
– الطب النبوي، ابن القيم [موافق للمطبوع]
– زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن القيم [موافق للمطبوع]
– مختصر زاد المعاد، الشيخ محمد بن عبد الوهاب [موافق للمطبوع]
– الإسراء والمعراج، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني [موافق للمطبوع]
– قاعدة تتضمن ذكر ملابس النبي وسلاحه ودوابه، ابن تيمية [موافق للمطبوع]
– بعض فوائد صلح الحديبية، الشيخ محمد بن عبد الوهاب [موافق للمطبوع]
– الدرر في اختصار المغازي والسير، يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي [موافق للمطبوع]
– الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، عبد الرحمن السهيلي [موافق للمطبوع]
– السيرة النبوية في دائرة المعارف البريطانية، وليد بن بليهش العمرى [موافق للمطبوع]
– السيرة النبوية، ابن كثير [موافق للمطبوع]
– الشفا بتعريف حقوق المصطفى، عياض بن موسى اليحصبي [موافق للمطبوع]
– القول المبين في سيرة سيد المرسلين، محمد الطيب النجار [موافق للمطبوع]
– جمع الوسائل في شرح الشمائل، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري [موافق للمطبوع]
– جوامع السيرة، ابن حزم الأندلسي [موافق للمطبوع]
– كتاب المغازي، محمد بن عمر بن واقد الواقدي [موافق للمطبوع]
– مختصر سيرة الرسول، الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب [موافق للمطبوع]
– مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة، حافظ بن محمد عبد الله الحكمي [موافق للمطبوع]

للتحميل

http://www.seedfly.com/qyeokug5namt

طريق التحميل

الونشريس




التصنيفات
فقه السنة النبوية

السيرة النبوية العطرة , لمحبي سنة سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله

السيرة النبوية العطرة , لمحبي سنة سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله


الونشريس

قال الله تعالى: يَا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} سورة النور الآية 27.

وقال تعالى: { فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} سورة النور الآية 61.

وقال تعالى: { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} سورة النساء الآية 86.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف متفق عليه.

(أي الإسلام) أي خصاله.

(خير؟) أي أكثر ثوابًا عند الله تعالى.

(تطعم الطعام) وذلك لما فيه من تحمل كلفة الفقر ودفع الحاجة عنه، ودخل فيه جليل الطعام وحقيرة وقليله وكثيرة.

(وتقرأ السلام) أي تسلم.

(على من) أي الذين.

(عرفت ومن لم تعرف) الغرض من هذا إشاعة السلام ونشره بين الناس لأنه سبب من أسباب المودة بينهم.

عن أبي عبادة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، وإتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار القسم متفق عليه.

(أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع) المراد منه هنا ما يشمل أمر الوجوب والاستحباب.

(بعيادة المريض) أي زيارته فيسن زيارة كل مريض من المسلمين بأي مرض كان، وهي سنة وقيل فرض كفاية.

(وإتباع الجنائز) أي تشييعها.

(وتشميت العاطس) إذا حمد الله تعالى بأن تقول: يرحمكم الله.

(ونصر الضعيف) أي إعانته على من ظلمه بالحيلولة بينهما وإعلاء حجته.

(وعون المظلوم) بالقول والفعل حتى يندفع عنه أذى الظالم.

(وإفشاء السلام) أي إشاعته ونشره.

(وإبرار القسم) أي إمرار الحلف، أي إذا حلف إنسان على عمل شيء كأن يقول والله ليصلين مثلاً فيطلب منك إعانته على إبرار قسمه بفعلك الصلاة لينجو من الحنث.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم رواه مسلم.

(لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا) فالجنة محرمة على الكافر كما قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} سورة الأعراف الآية 50.

(ولا تؤمنوا) أي إيمانًا كاملاً.

(حتى تحابوا) أي يحب بعضكم بعضًا، وبالرغم من أن المحبة أمرًا قهريًا لا اختيار فيه على الأصح في ذلك، فإن الأسباب المؤدية إليها أرشد إليها بقوله.

(أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) أي أظهروه بينكم؛ وذلك أن الله تعالى جعل إشاعة السلام وإذاعته سببًا للتوادد.

عن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.

(أفشوا) أي أشيعوا وانشروا.

(السلام) بينكم، والابتداء به سنة والرد واجب كفاية على الأصح.

(وأطعموا الطعام) ندبًا في نحو الضيافة، وفرض كفاية لسد حاجة المحتاج.

(وصلوا الأرحام) فصلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة، وإن كانت الصلة درجات وبعضها أرفع من بعض.

(وصلّوا بالليل والناس نيام) أي تهجدوا.

(نيام تدخلوا الجنة بسلام) جواب لمقدر: أي إن فعلتم ما ذكر تدخلوها متلبسين بالسلام من الآفات التي تكون في غيرها، وبه سميت دار السلام على أحد الأقوال، والمراد دخولها مع الناجين، وإلا فدخولها لأهل الإيمان واجب بالوعد الذي لا يخلف. ويحتمل أن المراد مطلق دخولها مع الناجين فيكون فيه تبشير فاعل هذه الأمور بالموت على الإسلام ليكون من أهلها




رد: السيرة النبوية العطرة , لمحبي سنة سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله

الونشريس




رد: السيرة النبوية العطرة , لمحبي سنة سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله

الونشريس




التصنيفات
إصدارات سمعية بصرية إسلامية

موسوعة الكترونية عن السيرة النبوية

موسوعة الكترونية عن السيرة النبوية


الونشريس

موسوعة الكترونية عن السيرة النبوية

الونشريس

موسوعة الكترونية عن السيرة النبوية تشمل أبرز المؤلفات التي عنيت بسرد وتدوين سيرة النبي صلى الله وسلم وصفاته وأخلاقه، وتبلغ الكتب في الموسوعة أربعة عشر مؤلفاً، هي:

– السيرة النبوية، لابن كثير.
– السيرة النبوية، لابن هشام.
– الروض الأنف في شرح السيرة النبوية.
– كتاب المغازي للواقدي.
– مختصر سيرة الرسول، للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب.
– زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم.
– قاعدة تتضمن ذكر ملابس النبي وسلاحه ودوابه، لابن تيمية.
– الطب النبوي، لابن القيم.
– مختصر سيرة الرسول، للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
– مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة.
– بعض فوائد صلح الحديبية، للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
– مختصر زاد المعاد، للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
– عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، لابن سيد الناس.
– الإسراء والمعراج، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.

وقد تم إعداد البرنامج بثلاث صيغ : صيغة ملف تنفيذي ( exe ) ، وصيغة ملف مساعدة ( chm ) ، وصيغة ( bok ) الخاصة بالموسوعة الشاملة ، كما تم توثيق الكتب بترقيم الصفحات لتوافق المطبوع.
وهذه لقطات للبرنامج:

الونشريس




رد: موسوعة الكترونية عن السيرة النبوية

هذه الصح

موسوعة الكترونية عن السيرة النبوية تشمل أبرز المؤلفات التي عنيت بسرد وتدوين سيرة النبي صلى الله وسلم وصفاته وأخلاقه، وتبلغ الكتب في الموسوعة أربعة عشر مؤلفاً، هي:

– السيرة النبوية، لابن كثير.
– السيرة النبوية، لابن هشام.
– الروض الأنف في شرح السيرة النبوية.
– كتاب المغازي للواقدي.
– مختصر سيرة الرسول، للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب.
– زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم.
– قاعدة تتضمن ذكر ملابس النبي وسلاحه ودوابه، لابن تيمية.
– الطب النبوي، لابن القيم.
– مختصر سيرة الرسول، للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
– مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة.
– بعض فوائد صلح الحديبية، للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
– مختصر زاد المعاد، للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
– عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، لابن سيد الناس.
– الإسراء والمعراج، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.

وقد تم إعداد البرنامج بثلاث صيغ : صيغة ملف تنفيذي ( exe ) ، وصيغة ملف مساعدة ( chm ) ، وصيغة ( bok ) الخاصة بالموسوعة الشاملة ، كما تم توثيق الكتب بترقيم الصفحات لتوافق المطبوع.
وهذه لقطات للبرنامج:

الونشريس

رابط التحميل بصيغة ملف تنفيذي Exe

http://www.islamspi rit.com/click/ go.php?id= 124

حجم الملف: 7 ميجا.

رابط التحميل بصيغة ملف مساعدة Chm

http://www.islamspi rit.com/click/ go.php?id= 125

حجم الملف: 13 ميجا.

رابط التحميل بصيغة الموسوعة الشاملة bok

http://www.islamspi rit.com/click/ go.php?id= 126

حجم الملف: 8 ميجا




رد: موسوعة الكترونية عن السيرة النبوية

كل روابط المنتدى لا تعمل ما عدا مديافار




رد: موسوعة الكترونية عن السيرة النبوية

شكرا لك على الجهد المبذول اللهم اجعلها في ميزان حسناته