الجزء الرابع
مراحل إفراز الحليب:-
يمر إفراز الحليب بالمراحل الثلاثة التالية:-
1 – مرحلة إفراز اللبأ (colostrum stage) : والذي يبدأ إفرازه بشكل واضح من اليوم الثاني بعد الولاده و يستمر حتى اليوم الرابع أو الخامس .
2 – المرحلة الإنتقالية (transitional period) وهي الفتره التي يتم فيها إنخفاض اللبأ تدريجياً و تكوين الحليب الطبيعي (full milk) وهذه الفتره الإنتقاليه تبدأ من اليوم الخامس حتى الأسبوع الثالث أو الرابع من الرضاعة.
3- المرحلة الثالثة (period of fully established milk secretion) : وفيها يتكون الحليب التام الطبيعي و يكون ذلك بعد الأسبوع الثالث أو الرابع من الرضاعة .
اللبأ (Colostrum) :
اللبأ هو الحليب غير التام و الذي يفرز في الأسابيع الأخيره من الحمل، و يكون إفرازه واضحاً بعد الولاده إبتداءً من اليوم الثاني حتى اليوم الرابع أو الخامس .
يتميز اللبأ بالخصائص التالية:-
1 – يعتبر اللبأ سائلاً صافياً يميل إلى اللون الليموني الأصفر الغامق و هذا اللون الأصفر عائد إلى وجود مادة (carotenoid) التي تتحول إلى فيتامين ( أ ) مقارنه باللون الأبيض للحليب العادي و ذلك بسبب وجود أملاح الكالسيوم لبروتين الكازيين (Ca++-salt of casein) ووجود المواد الدهنيه على شكل مستحلب (emulsified lipid) .
2 – يكون اللبأ قاعدي التفاعل أي أن قيمة الأس الهيدروجيني (PH) تبلغ 7.7 (PH = 7.7) وذلك لوجود كميات عالية من البروتينات في اللبأ .
3 – تكون قيمة الوزن أو الثقل النوعي (specific grarity) ما بين 1.040 و 1.060 هذه القيمه العالية -مقارنه بتلك القيمة للحليب العادي وهي 1.030- مردها إلى قلة محتوى اللبأ الدهني وزيادته في الحليب التام الطبيعي، ذلك أن الثقل النوعي للدهنيات أقل من واحد صحيح و لذلك عندما يزيد محتوى الحليب من الدهنيات تنخفض قيمة الثقل النوعي له .
4 – يحتوي اللبأ على كمات كبيرة من البروتينات تقّدر بما نسبته 8% وهي تفوق تلك الكمية الموجوده في الحليب الطبيعي و التي تقدّر بِ(1.1%) .
كما يحتوي أيضاً على كميات كبيره من المعادن و الأيونات كأيونات الصوديوم و الكلور و البوتاسيوم، وذلك لزيادة نسبة الماء التي يتناولها الطفل وبالتالي منعه من الجفاف و أعراضه .
هذا بالإضافه لإحتوائه على البوتاسيوم و الفسفور، و الأحماض الأمينيه و الفيتامينات و خصوصاً فيتامين أ حيث يعتبر اللبأ غنياُ جداً بهذا الفيتامين و لكن محتواه من الكربوهيدرات و الدهنيات يكون قليلاً مقارنه بالكميات الموجوده في الحليب الطبيعي، و تقدّر نسبة الكربوهيدرات في اللبأ بِ 4% و الدهنيات بِ 3% في حين نسبتها في الحليب الطبعي 7% ،3.5% على التوالي .
5 – يحتوي اللبأ من الناحية المجهريه (microscopically) على الكريات اللبأيه (colostrum corpuscles) وهي عبارة عن مزيج من خلايا غديه منتزعه و خلايا لمفيه و حيدة الخلايا و أخرى عديدة الخلايا و حبيبات دهنيه مختلفة الأحجام.
وظائف اللبأ (functions of colostrm) :
تكمن أهمية اللبأ بالنسبة للطفل الرضيع بتحقيق الفوائد التالية له:-
1-القيمة الغذائية :
يحتوي اللبأ على كميات كبيرة من البروتينات أكثر مما يحتويه الحليب العادي، ذلك أن البروتينات مهمة للطفل و خاصه في بداية حياته، لإستغلالها في عمليات البناء (anabolic process) لمختلف أجهزة وأعضاء جسمه .
2-الناحية المناعية (Immunollogical aspect) :
لإحتوائه على الأجسام المضاده مثل IgA الذي بدوره يقاوم أنواع كثيره مختلفه من البكتيريا و الرواشح (الفيروسات)، كذلك يحتوي اللبأ على الخلايا المناعية التي تقوم بمهاجمة الأجسام الغريبة و الأجسام المجهريه الحية الضارة بجسم الطفل حيث تقوم بمقاومتها و إبتلاعها و إطلاق الأنزيمات المحلله وبالتالي القضاء عليها .
3-تليين أمعاء الطفل (laxative effect) :
يعتبر اللبأ من العوامل المساعده التي تساعد الطفل على طرح السوائل المخاطيه (meconium) الموجوده في جهازه الهضمي و ذلك عن طريق إثارة و من ثم زيادة الحركة الدوديه لجهازه الهضمي (stimulation of perstalsis movment).
4-ترطيب حلمة الثدي و تليينها
(emollient action on the nipple) :
يساعد اللبأعلى ترطيب و تليين حلمة الثدي لمنعها من الجفاف و التشقق و كذلك لمنح الطفل سهولة الرضاعه .
إن كمية اللبأ التي تفرز يومياً لا تكون كميه كبيره بل تتراوح ما بين 10-40 سم3 إعتماداً على عدة عوامل -منها مثلاً نوع و كمية الغذاء الذي تتناوله الأم المرضع. بعد إيام قليلة من الرضاعة، يدخل اللبأ في المرحلة الإنتقالية حتى تقريباً الإسبوع الثالث أو الرابع، بعد هذه المرحله يدخل الحليب في مرحلته التامه، حيث يتبعها إزدياد تدريجي في المحتوى السكري و الدهني مع نقصان في كمية البروتينات و المعادن، أما إذا بقيت الصفات الفيزيائيه والبيولوجيه للبأ على ما هي عليه و لم تتغير ولم تخف شيئاً فشيئاً بعد اليوم الثالث أو الخامس بعد الولاد، فإن ذلك يعني أن الثدي لن يفرز الحليب بشكله التام و الطبيعي مما يشير إلى أن الحليب غير صالح للرضاعه (deteriorating) .
بعد المرحله الإنتقالية يبدأ الثدي بإفراز الحليب التام الطبيعي
(full milk) والذي يمكن أن نعرفه بأنه محلول يتكون من البروتينات و الكربوهيدرات و الأملاح والفيتامينات و باقي العناصر الغذائيه الأخرى حيث تكون المواد الدهنيه بشكل معلق (suspended) أو تكون على شكل مستحلب (emusified fats) و يأخذ الحليب العادي اللون الأبيض لوجود أملاح الكالسيوم لبروتين الكازيين و لوجود المواد الدهنيه المستحلبه، كما أن الحليب حامضي التفاعل مقارنه بحليب اللبأ ذلك لإن المحتوى البروتيني أقل في الحليب العادي عنه في اللبأ و تكون قيمة اأس الهيدروجيني (PH=6.6 – 6.8)، و إن قيمة الوزن النوعي للحليب العادي (Sp. gr.) تعادل (1.032 – 1.030) كما أن الحليب إذا غلي فإنه لا يتخثر و لكن بدلاً من ذلك تتكون طبقه على السطح محتوية على الكازين و أملاح الكالسيوم، بينما إذا غلي اللبأ فإنه يتخثر على شكل قطع كبيره .
الاخت المشرفة العامة المحترمة
ارجو اضافة الجزء الرابع الى العنوان
بارك الله فيك ورمضان كريم لجميع اهلنا في الأردن الحبيب .
كل عام وانتم بخير اخي اين العلم
شكرا بارك الله فيك
الدواء والطعام – 2
قد يتأثر استقلاب الأدوية بالطعام والحالة الغذائية للشخص ، ذلك أن نشاط الانزيمات المسؤولة عن الاستقلاب الدوائي تتأثر بتناول الغذاء البروتيني ، والسكري ، والدهني . فمثلا ، المرضى الذين يوضع لهم برنامج غذائي عالي في محتواه البروتيني وقليل المحتوى السكري يقل لديهم نصف عمر كل من دواء ثيوفلين ( theophylline ) ودواء انتيبايرين ( antipyrine ) . مثل هذه الأدوية يتم استقلابها في الكبد بسرعة عند تناول الأغذية البروتينية قليلة المحتوى السكري ، وهذا التأثير يحدث حتى عندما يعطى الشخص سكريات أو بروتينات اضافية الى غذائه . كما لوحظ بأن الأطفال الذين يعانون من نوبات الربو القصبي ( asthma ) ويعالجون بدواء ثيوفيلين يكون لديهم عدد قليل من النوبات إذا كان غذائهم ذو محتوى عالي من السكاكر وقليل في محتواه البروتيني مقارنة بالأطفال الذين يكون طعامهم قليل في محتواه السكري وعالي في محتواه البروتيني . بشكل عام يمكن القول بأن زيادة البروتينات تنشط عملية الاستقلاب الدوائي ( وخصوصا طرق أكسدة الأدوية ) وأن زيادة الدهون و/أو السكريات في غياب البروتينات تقلل من عملية الاستقلاب . دلت التجارب التي أجريت على حيوانات المختبر على أن نقص بعض العناصر الحيوية في الجسم تقلل من استقلاب الجسم للأدوية ، ومن هذه العناصر : الكالسيوم ، النحاس ، الماغنسيوم ، والزنك . كما أن نقص بعض الفيتامينات مثل : فيتامين C ، وفيتامين E ، تقلل من استقلاب الأدوية .
تحفز المركبات الهيدروكربونية العطرية عديدة الحلقات ( polycyclic aromatic hydrocarbons ) كأحد الملوثات البيئية ، نشاط الانزيمات المسؤولة عن تحطيم الأدوية وخصوصا تلك المسؤولة عن عمليات الأكسدة . تناول اللحم المشوي على الفحم ( charcoal – broiled meat ) ينتج عنه مثل هذه المركبات مما يسرع في استقلاب بعض الأدوية أثناء أكل هذا النوع من اللحم . بعض الخضروات مثل القرنبيط ( cauliflower ) والملفوف ( cabbage ) تحتوي مواد لها القدرة على تحفيز نشاط الانزيمات المسؤولة عن عملية الاستقلاب . لقد وجد بأن هذه الخضروات تحتوي على مركبات تنتمي الى مجموعة الاندول ( indoles ) والتي لها تأثير بيولوجي ولها القدرة على التدخل في استقلاب الأدوية ، فدواء باراسيتامول يستقلب بدرجة أعلى بتناول مثل هذه الخضروات ، وكذلك دواء وارفارين، وأن التوافر الحيوي لدواء فيناسيتين ( phenacetin ) يقل بنسبة 50 % مقارنة بتناول طعام خالي من الخضروات التي لا تحتوي على مركبات الاندول .الخضروات والحمضيات التي تحتوي مركبات فلافونويدية ( flavonoids ) ، مثل ليمون الجنة ( الليمون الهندي ) ( grapefruit ) والذي يحتوي على مواد فلافونويدية – نارينجين – تعمل على زيادة كمية بعض الأدوية في الدم عن طريق تقليل استقلاب الأدوية المبكر ( first – pass metabolism ) . فشرب عصير ليمون الجنة مع دواء فيلوديبين ( felodipine ) يرتفع توافره الحيوي بنسبة 206 و 284 % عند مقارنته عندما يؤخذ مع الماء ، وكذا دواء نيفيديبين ( nifedipine ) الذي يرتفع توافره الحيوي الى أكثر من الضعف عند أخذه مع هذا العصير . عصير ليمون الجنة يزيد من التوافر الحيوي للأدوية التالية : ميدازولام ( midazolam ) ، ترايازولام ( triazolam ) ، تيرفينادين ( terfenadine ) ، سيمفاستاتين ( simvastatin ) ، ودواء ميثيل بريدنيزول ( methylprednisolone ) . أشارت الدراسات إلى أن الجرعات القليلة من شراب عصير ليمون الجنة في بادئ الأمر يثبط نشاط أنزيمات الأمعاء ، ولهذا تكون الزيادة في التوافر الحيوي لمثل هذه الأدوية قليلة . بينما الجرعات المتكررة تعمل على تثبيط أنزيمات الكبد المسؤولة عن استقلاب مثل هذه الأدوية ، ولهذا فان زيادة التوافر الحيوي تكون ملحوظة بشكل كبير . وأن الأنزيمات التي يثبطها عصير ليمون الجنة تتبع لنظام أنزيمي متعدد يطلق عليه سايتوكروم ب450 ( cytochrom P 450 ).
تحدث بعض مكونات الغذاء خللا في تأثير بعض الأدوية ، وقد تكون مفيدة في تجنب أو زوال الآثار السيئة للأدوية عند التحكم بنوع وكمية الغذاء ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، نذكر منها ما يلي 450:
1- فعالية دواء ليفو- دوبا المستخدم لعلاج داء باركنسون تخف أو تتوقف بأخذ أطعمة تحتوي على كميات عالية من فيتامين ب6 لأن هذا الفيتامين يسّرع من استقلاب ليفو – دوبا .
2- فيتامين ك يقلل من فعالية دواء وارفارين المانع لتخثر الدم بسبب منافسته الدخول إلى خلايا الكبد التي تنتج مادة بروثرومبين ( prothrombin ) .
3- اثنان من الكهارل ( electrolytes ) يؤثران على عضلة القلب وعلى فعالية دواء ديجوكسين ، هما : البوتاسيوم والكالسيوم . فالبوتاسيوم يقلل من قوة انقباض عضلة القلب ويزيد من فترة انبساطه ، بينما عنصر الكالسيوم يزيد من قوة الانقباض ويزيد كذلك من فترة الانبساط . ودواء ديجوكسين الذي يستخدم في حالة قصور عمل القلب يزيد من انقباض عضلة القلب ، وعليه فان البوتاسيوم من الناحية الفسيولوجية يعتبر مخالفا لعمل دواء ديجوكسين في حين أن الكالسيوم مشابها له . تظهر سمية دواء ديجوكسين عند هبوط مستوى البوتاسيوم في الدم ، ومن الأسباب التي تؤدي إلى هبوطه الإصابة بالاسهالات الشديدة والمتكررة ، واستخدام الملينات بشكل متكرر ، استخدام الأدوية المدرة للبول الطاردة للبوتاسيوم ، وغيرها . ولتعويض نقص البوتاسيوم ينصح بتناول الأغذية ذات المحتوى العالي من البوتاسيوم أثناء تعرض الشخص لمثل هذه الحالات التي تؤدي الى نقصانه في الدم .
4- الأدوية الخافضة لفرط التوتر الشرياني ( hypertension ) تتأثر جرعاتها بالأغذية التي ترفع مستوى الصوديوم في الدم ، فالإكثار من شرب عصير عرقسوس يؤدي الى رفع مستوى الصوديوم في الجسم ، بسبب احتوائه على مادة ستروئيدية هي كاربينوكسولون ( carbenoxolone ) التي تعمل على حبس الصوديوم والماء في الجسم وطرح البوتاسيوم.
5- المرضى الذين يأخذون أدوية مانعة للانزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين ( MAOI ) يتعرضون لارتفاع حاد – وقد يكون خطير – للتوتر الشرياني ا إذا أكثروا من تناول أغذية تحتوي على مادة تايرامين ( tyramine ) مثل الجبن والشوكولاتة وبعض أنواع المشروبات الروحية . ذلك أن هذه المادة تستقلب عادة عن طريق الأمعاء لوجود الانزيم المؤكسد للمركبات أحدية الأمين ، فعند تثبيط هذا الانزيم فان كميات كبيرة من مادة تايرامين الموجودة في الطعام سوف تدخل الدورة الدموية مسببة تحرر مادة نور- أدرينالين من مناطق تخزينه في النهايات العصبية والنتيجة هي ارتفاع في التوتر الشرياني .
الحنيطي، راتب : كتاب التداخلات الدوائية الغذائية
العوامل التي تؤثر على حجم ومكونات الحليب
– العوامل الفسيولوجية ( physiologic factors ) : وتشمل تلك المتعلقة بالام من حيث العمر ،الاصابة بأمراض تؤثر على افراز الهرمونات ذات العلاقة وقت الولادة ، العرق ، وقت الارضاع ، وسلوك الطفل الارضاعي، الخ.
– العوامل الخارجية : مثل التغذية ، والادوية التي من شأنها التدخل في هرمون الحليب وافرازه ، والتدخل في هرمون اكسيتوسين المسؤل عن تدفق الحليب الى الطفل.
الا اننا سوف نتطرق الى تأثير الادوية على الرضاعة ، فأقول : ان هناك العديد من الادوية التي تؤثر على حليب الام اما بزيادة حجم الحليب او نقصانه وقد يكون مصاحبا بتغيرات لمكوناته ، وقد لوحظ بان معظم الادوية تؤثر على هرمون البرولاكتين ( prolactin ) بالدرجة الاولى .
وعليه يمكن تقسيم الادوية التي تؤثر على الرضاعة الى ما يلي :
1 – أدوية تثبط الرضاعة ( drugs that inhibit lactation ).
2 – أدوية تزيد من حجم الحليب ( drugs that enhance lactation ) .
3 – نباتات طبية تزيد من افراز الحليب.
الادوية التي تثبط افراز الحليب
وقد يكون استخدام هذه الادوية بصورة متعمدة لوقف الحليب لاسباب معينة ، ومن هذه الادوية :
– الهرمونات السترويدية ( steroid hormones ) ، وهي المشتقة من الاستروجين والبروجستين .
– دواء ليفو – دوبا ( L- Dopa ) حيث يتحول في الجسم الى مادة الدوبامين المثبطة لهرمون الحليب ( البرولاكتين ) .
– فيتامين ب 6 ( vitamin B6 ) . يعتبر مساعد انزيمي يسرع من تحول دوبا الى دوبامين.
– دواء ميترجولين ( metergolline ) ، وهو مضاد لفعل سيروتينين .
– دواء كلوميفين ( clomiphene ) .
– مشتقات الارجوت : ( ergot derivatives ). تمنع افراز البرولاكتين عن طريق تنشيط مستقبلات الدوبامين على الغدة النخامية , ومن هذه المشتقات المستعملة لوقف ادرار الحليب بشكل طبي ( Lisuride ) ،
أدوية تقلل من تأثير هرمون اكسيتوسين ( oxytocin ) ، وهو الهرمون المسؤل عن طرح الحليب عبر القنوات الحليبية ( عصرها ) حتى تصل الى فم الطفل عن طريق انقباض الخلايا الظهارية الطلائية العضلية المحيطة بالعنبات المفرزة للحليب الموجودة في الثدي ، ويعتبر الادرينالين والايثانول والتدخين من بين المواد التي تثبط افراز هذا الهرمون وبالتالي قلة في كمية الحليب التي ياخذها الطفل
الدواء والطعام – 3
التداخلات الدوائية الغذائية الناتجة عن عملية طرح الدواء والغذاء تأخذ إحدى الأشكال التالية :
1 – بعض الأدوية قد تحل محل بعض العناصر الغذائية في مكان ارتباطها ببروتينات الدم ، والنتيجة هي إزاحة ذلك العنصر الغذائي من مكان ارتباطه مما يجعله عرضة للاستقلاب و / أو للطرح الكلوي . فمثلا ، دواء الأسبرين يحل محل فيتامين حمض الفوليك على مناطق ارتباطه في بروتينات الدم ، الأمر الذي يؤدي إلى سرعة طرح الفيتامين .
2 – وقد يكّون الدواء مع العنصر الغذائي مركبات معقدة أو مخلبية ( chelation )تكون سهلة الطرح عن طريق الكلى ، ومثال ذلك عندما يعطى دواء بنيسللامين ( D – penicillamine ) في حالة التسمم ببعض العناصر الثقيلة كالرصاص أو استخدامه في حالات الإصابة بالالتهابات الرثوية المفصلية ( الروماتيزم ) فانه يكّون مخالب مع عناصر مهمة في الجسم مثل عنصر الزنك مما يؤدي إلى سرعة طرحه من الجسم عن طريق الكلى .
3 – هناك بعض الأدوية التي تقلل عملية اعادة امتصاص بعض العناصر الغذائية عن طريق الكلى ، فمدرات البول كدواء فيوروزيمايد ( furosemide ) ، ودواء حمض ايثاكرينيك ( ethacrynic acid ) يعملان على زيادة طرح عنصر الكالسيوم من الجسم عن طريق تقليل عملية اعادة امتصاصه من الكلى . وقد تسرّع مدرات البول من طرح عناصر أخرى مهمة من الجسم مثل الماغنيسيوم ، الزنك ، والبوتاسيوم .
المرجع : الحنيطي، راتب : كتاب التداخلات الدوائية الغذائية
merci 255555555555555555555555 fois
شكرا جزيلا اخي الكريم
ماسي في الدنيا والاخرة ان شاء الله
راجيا قبول احترامي وتقديري لشخصكم الكريم
كانت الرضاعة الطبيعية هي الوسلية الغذائية الوحيدة المعروفة عبر التاريخ، وإذا كان هناك عائق يمنع الأم من إرضاع طفلها، فالبديل عندئذ هو حليب مرضعة أخرى . بعد ذلك تراجع معدل الإرضاع الطبيعي في كثير من بلدان العالم بسبب التقدم العلمي والصناعي الذي أوجد وسائل تصنيع الأغذية البديلة لحليب الأم بعد التعرف على طرق التجميد والتجفيف والبسترة وغيرها، فبدأ عهد الرضاعة الصناعية من الزجاجة منذ عام 1920 وأخذ بالازدياد على أساس أن الرضاعة من الزجاجة مظهر حضاري جديد، والنظر إلى الرضاعة من الثدي على أنها نمط قديم عفى عليه الزمن، ومما شجع الرضاعة الصناعية هي الشركات التجارية المنتجة لبدائل حليب الأم .
إلا أن هذا النمط الحضاري المزعوم كان أحد الأسباب القوية التي ساهمت في رفع معدل المرض والوفيات بين الأطفال الرضع لأسباب تعود إلى الحليب الصناعي لعدم ملائمته للطفل بشكل كبير مقارنة لحليب الأم، وأسباب أخرى تعود الى عدم الالتزام التام بالنظافة العامة فيما يتعلق بحفظ الحليب وتعقيم مستلزمات الرضاعة الصناعية ( الزجاجة ، الحلمة ، الأواني ….. ) مما يتسبب في التلوث البكتيري وينتج عنه حالات كثيرة لا تحصى من الاسهالات والجفاف الأمر الذي يؤدى الى رفع معدل الأمراض الوفيات بين الأطفال الرضع .
الرضاعة الصناعية تعتبر من الاختيارات السيئة كبديل للرضاعة الطبيعية لأنها أوجدت ما لا يوجد من مشاكل صحية مما فتح المجال أمام العاملين في المجالات الصحية باعادة النظر ومراجعة حساباتهم والاهتمام من جديد بالرضاعة الطبيعية واكتشاف العديد من الفوائد التي تعود على الأم والطفل. فظهرت مؤسسات وهيئات تنادي بالعودة الى الرضاعة الطبيعية، والرجوع الى الطبيعة .
ونسمع ونقرأ في هذه الأيام الصيحات العالية المشجعة للرضاعة من الثدي وأنه حق من حقوق الطفل الرضيع، وقد ارتفعت نسبة الرضاعة من الثدي من منتصف السبعينات إلى يومنا هذا .
الرضاعة الطبيعية هي أنسب الوسائل المتعارف عليها في تغذية الأطفال الرضع، وهناك العديد من الأبحاث والدراسات التي تحث عليها وتبين فوائدها وأهميتها. فهناك انخفاض في الرضاعة الطبيعية خلال العقود الأخيرة لوحظ بداية في الدول المتقدمة و من ثم في البلدان النامية ، ففي السويد لوحظ أن هناك بطء في النمو السكاني خلال القرنين الثامن عشر و التاسع عشر عن طريق المكتب المركزي للإحصاء (central Bureau of statistics) الذي أسس عام 1749م. و قد كان واضحاً آنذاك (1750 – 1800م) بأن هذا التباطؤ في النمو السكاني سببه معدل الوفيات العالي عند الأطفال، و في مناطق شعبيه (local areas) بقي مقارباً لهذه النسب من معدلات الوفيات حتى سنة 1830، و بناء على السجلات آنذاك تبين أن معدل وفيات الأطفال كان سببه الرئيسي الإلتهابات المعويه، و إن الإصابه بمثل هذه الإلتهابات كانت تتناسب عكسياً مع الرضاعة الطبيعية، بمعنى أن حالات الوفيات كانت واضحه في أطفال الرضاعة الصناعيه مقارنه بأطفال الرضاعة الطبيعية .
الأسباب التي تجعل الأمهات تبتعد عن الرضاعة الطبيعية تتمثل في العادات المحلية لكل بلد و العوامل الاقتصادية و الاجتماعية فالفقر يفرض على الأمهات الذهاب إلى العمل لمساعدة أزواجهن و تأمين الإحتياجات المعيشيه، و من هنا نجد العلاقه العكسيه بين عدد مرات الرضاعة الطبيعية و عبء العمل واضحة تماماً كما هو الحال في الدول الناميه .
وعندما تلجأ الأم في الدول الناميه إلى إتخاذ قرار الإرضاع الصناعي فإنها تشهر سلاحاً فتاكاً ضد وليدها و هو بمثابة الوأد البطيء .
لقد تمت معرفة بعض فوائد الرضاعة الطبيعية مقارنة ببدائل الرضاعة الصناعية منذ سنين خلت، و كثير من الفوائد لم يكشف النقاب عنها إلا في السنوات الأخيرة إعتماداً على المقاييس الفسيولوجية و النفسية و الغذائية و الإجتماعية لكل من التغذية عن طريق الثدي و التغذية الصناعية (الزجاجة). و يجب أن تقيّم هذه الفوائد بناءً على هذه المقاييس بشكل واضح و مزود بحيثيات وافية و مقنعة لتضمن إستمرار و نمو قبول الرضاعة الطبيعية كوسيلة حديثة لتغذية الطفل في المجتمعات المتحضرة .
و فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على الطفل فحسب، بل تتعداها إلى الأم والأب اضافة الى أن الرضاعة الطبيعية تعتبر صديق حميم للبيئة من حيث الحد من تصنيع المواد البلاستيكية التي تلوث البيئة ، ولهذا فعندما نتحدث عن هذه الفوائد فإننا نتحدث عنها من عدة نواحي .
الفوائد التي تعود على الأم المرضع:-
– زيادة قوة الرابطة النفسية بين الأم و طفلها.
– حليب الأم إقتصادي لا يكلف شيئاً مقارنة بالأغذية البديلة الإصطناعية من شراء الزجاجات و مواد تنظيفها و تعقيمها .
– لايحتاج إلى تحضير -فهو في متناول اليد- لا يوجد تعليمات تحضير الرضعه كتلك المتعلقه بالتغذية عن طريق الزجاجة .
– تساعد الرضاعة الطبيعية على إعادة وضع الرحم إلى حجمه الطبيعي بوقت قصير نتيجة لحدوث التقلصات التي تحدث لجدران الرحم بسبب الإنعكاسات العصبية التي يحدثها مص الطفل لحلمة الثدي .
– تعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة من وسائل منع الحمل (وإن كان لا يعول عليها كثيراً) ذلك أن إستمرارية الرضاعة تجعل تركيز هرمون الحليب (البرولاكتين) في دم الأم عالياً و ثابتاً مما ينتج عنه كبح إفراز الهرمونات التي لها علاقه بالإباضة .
– هناك دلائل قوية تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من إحتمالية الإصابه بسرطان الثدي و من هذه الدلائل و الإشارات ما يلي:-
أ – لقد لوحظ أن قلة الإصابة بسرطان الثدي في الدول النامية مردها إلى إعتماد النساء على الرضاعة الطبيعية في تغذية أطفالهن و طول فترة الإرضاع و إستمراريتها و زيادة معدل الولادة (26) .
ب – لقد لوحظ بأن النساء في قرى صيد الأسماك في هونغ كونغ اللواتي يرضعن أطفالهن من الثدي الأيمن فقط، وجد بأن إحتمالية الإصابة بسرطان الثدي الأيسر أكثر منه في الأيمن بعد سن اليأس (25) .
جـ- توصلت أبحاث اجريت في السويد الى أن أحد مكونات حليب الأمهات لها القدرة على مقاومة السرطان، وأن الباحثين اختبروا تأثير حليب الأم على الخلايا داخل أنابيب الاختبار فثبت أن أحد مكوناته وتدعى مونوميرك لاكتالبيومين تسببت في موت الخلايا السرطانية (24) .
فوائد الرضاعة الطبيعية التي تعود للأب:
تتمثل بطفل صحيح الجسم ، ندرة إصابة الطفل بالأمراض مقارنة بأطفال الرضاعة الصناعية، وهذا يخفف عن الأب أعباء السهر وتقليل مصاريف المعالجة وبالتالي استغلال الوقت والمال في سبل أخرى تخدم العائلة.
فوائد الرضاعة الطبيعية التي تعود على الطفل – كثيرة – نورد منها مايلي:-
1- يعتبر حليب الأم هو الأنسب للطفل، ذلك أن مكوناته تتغير كماً و نوعاً تبعاً للتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الطفل، هذه التغييرات تشمل النمو العام للطفل، وكل فتره يمر بها الطفل من فترات نموه تحتاج إلى مواد غذائية تتناسب مع تلك الفترة، على النقيض من الأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على الرضاعة الصناعية، حيث تكون كمية و نوع المواد الغذائية ثابتة لا تتغير و لا تلبي إحتياجات الفترات الفسيولوجية المختلفة للنمو، إضافة إلى ذلك فإن الوجبة الغذائية المحضرة من الحليب المصنّع قد تكون مخففه كثيراً عن طريق زيادة كمية الماء المضاف مما يعيق أو يقلل من أخذ الكمية الكافية من المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل مما ينتج عنه سوء التغذية، و قد يكون العكس، بمعنى أن الوجبة المحضرة قد تكون مركزه ذلك أن كمية الماء المضافة قليلة مما يؤدي إلى زيادة أخذ الطفل من المواد الغذائية التي قد تضر بالطفل .
2- الوقاية من الأمراض و الإنتانات (Infections) : الدلائل التي لها علاقة بوقاية و إعاقة الإنتانات عن طريق الرضاعة من الثدي مستمرة في الإزدياد . من بين جميع الإنتانات، فإن إنتانات الجهاز الهضمي هي الأكثر أهمية لتسببها في رفع معدل الوفيات و خصوصاً في الدول النامية، و لذلك كتب العالم (Jelliffe) بأنه في المناطق الإستوائية و بدون مبالغة -يمكن القول أن الرضاعة الطبيعية لمدة ستة شهور على الأقل ضرورية جداً لبقاء الحياة. وإن التغذية من الزجاجة يمكن إعتباره (بعبارة غير منطوية على المبالغة) سلاحـاً قاتلاً في أيدي امهات المناطق الإستوائية .
هناك دلائل على أن الرضاعة الطبيعية تمنح وقايه للطفل من الإنتانات المعويه القولونيه الناخرة (necrotizing enterocolitis) . إن إنتانات الجهاز الهضمي الشديدة نادراً حدوثها في الأطفال الذين إعتمدوا في تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية دون مساعدتهم بمواد غذائية إضافيه (25) .
أطفال الرضاعة الطبيعية قلما يصابوا بأنتانات الجهاز التنفسي ، حتى لو أصيبوا بها فإن سرعة الشفاء منها تكون بدرجة أعلى مقارنة بالأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم عن طريق الزجاجه و المتمثله في الإصابه بالرشوحات (common cold) إنتانات القصبات الهوائية (Bronchitis) و الإصابه بذات الرئه (penumonia)فلقد لوحظ بأن 1.87% من أطفال الرضاعة عن طريق الزجاجة يصابوا بذات الرئة مقارنة بـِ 0.15% في الأطفال الذين إستمروا لمدة ستة شهور على الرضاعة الطبيعية. كما أن الرضاعة الطبيعية توفر الحماية للطفل من الإصابة بالإلتهابات الفيروسيه، و خير مثال -هو فيروس ((R.S.V.)Respiratory Syncitial Virus) و إصابة الأطفال بهذا الفيروس يؤدي إلى إلتهابات شديدة في الأجزاء السفلية من الجهاز التنفسي و في بعض الأحيان قد يكون مميتاً .
الإصابة بإنتانات الأذن و طرشها أكثر وضوحاً و بمعدل عشرة أضعاف في أطفال الرضاعة الصناعية مقارنه بأطفال الرضاعة الطبيعية، و لقد لوحظ علاقة عكسية بين إحتمالية الإصابة بإنتانات الأذن الوسطى و بين فترة الإرضاع، مع أدنى إحتمال بإصابة الأذن الوسطى بالإنتانات في أطفال الرضاعة الطبيعية التي إستمرت فترة الإرضاع لديهم لفترة تزيد عن (12) شهراً (25) .
وبشكل عام يمكن أن نجمل الحديث بأن أطفال الرضاعة الطبيعية هم الأقل عرضة بالإصابة بالأمراض و خصوصاً إذا كانت فترة الرضاعة قد زادت عن 4.5 شهراً و لقد وجد أيضاً أن الإصابة بموت الفجأه (Cot death) الموت المفاجيء غير معروف السبب هو أقل حدوثاً في أطفال الرضاعة الطبيعية (25).
و إذا أردنا أن نفسر دور الرضاعة الطبيعية في التقليل من الإصابه بالأمراض فإن ذلك يقودنا إلى الحديث عن الخصائص المناعية لحليب الثدي ، فحليب الأم يكسب الطفل حماية ضد أمراض عرفت لمئات السنين، ومع ذلك فإن الباحثين قد بدأوا حديثاً بالتعرف و تعيين مكونات حليب الأم الذي يجعله -بلا منازع- المادة المغذية للطفل، فمنذ الأزمنه القديمه كان ينظر لحليب الأم كنسيج حي ، و هذا صحيح بالتأكيد فهذا (الدم الأبيض) يحتوي على هرمونات، أنزيمات ، و خلايا شبيه بالليكوسايت (leucocyte- like cells)، وهذه المكونات الأخيرة التي تسهم إسهاماً كبيراً في جعل حليب الأم فريداً في خاصيته كمانع للإنتانات . والحديث حول هذه النقطة يحتاج الى نشره في مجلات أكثر تخصصا .
الرضاعة الطبيعية والبيئة
تعتبر الرضاعة الطبيعية أحد أصدقاء البيئة، حيث تقلل من النفايات البلاستيكية المتمثلة بالعبوات الخاصة لتحضير الحليب المجفف ولوازمها من حلمات اصطناعية وغيرها.
المراجع :
الحنيطي راتب : الأدوية والرضاعة الطبيعية . الطبعة الأولى 1997م
يبارك فيك اخي امين العلم على هذا الاهتمام
الدواء والطعام – 4
تحدث بعض مكونات الغذاء خللا في تأثير بعض الأدوية ، وقد تكون مفيدة في تجنب أو زوال الآثار السيئة للأدوية عند التحكم بنوع وكمية الغذاء ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، نذكر منها ما يلي 450:
1- فعالية دواء ليفو- دوبا المستخدم لعلاج داء باركنسون تخف أو تتوقف بأخذ أطعمة تحتوي على كميات عالية من فيتامين ب6 لأن هذا الفيتامين يسّرع من استقلاب ليفو – دوبا .
2- فيتامين ك يقلل من فعالية دواء وارفارين المانع لتخثر الدم بسبب منافسته الدخول إلى خلايا الكبد التي تنتج مادة بروثرومبين ( prothrombin ) .
3- اثنان من الكهارل ( electrolytes ) يؤثران على عضلة القلب وعلى فعالية دواء ديجوكسين ، هما : البوتاسيوم والكالسيوم . فالبوتاسيوم يقلل من قوة انقباض عضلة القلب ويزيد من فترة انبساطه ، بينما عنصر الكالسيوم يزيد من قوة الانقباض ويزيد كذلك من فترة الانبساط . ودواء ديجوكسين الذي يستخدم في حالة قصور عمل القلب يزيد من انقباض عضلة القلب ، وعليه فان البوتاسيوم من الناحية الفسيولوجية يعتبر مخالفا لعمل دواء ديجوكسين في حين أن الكالسيوم مشابها له . تظهر سمية دواء ديجوكسين عند هبوط مستوى البوتاسيوم في الدم ، ومن الأسباب التي تؤدي إلى هبوطه الإصابة بالاسهالات الشديدة والمتكررة ، واستخدام الملينات بشكل متكرر ، استخدام الأدوية المدرة للبول الطاردة للبوتاسيوم ، وغيرها . ولتعويض نقص البوتاسيوم ينصح بتناول الأغذية ذات المحتوى العالي من البوتاسيوم أثناء تعرض الشخص لمثل هذه الحالات التي تؤدي الى نقصانه في الدم .
4- الأدوية الخافضة لفرط التوتر الشرياني ( hypertension ) تتأثر جرعاتها بالأغذية التي ترفع مستوى الصوديوم في الدم ، فالإكثار من شرب عصير عرقسوس يؤدي الى رفع مستوى الصوديوم في الجسم ، بسبب احتوائه على مادة ستروئيدية هي كاربينوكسولون ( carbenoxolone ) التي تعمل على حبس الصوديوم والماء في الجسم وطرح البوتاسيوم.
5- المرضى الذين يأخذون أدوية مانعة للانزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين ( MAOI ) يتعرضون لارتفاع حاد – وقد يكون خطير – للتوتر الشرياني ا إذا أكثروا من تناول أغذية تحتوي على مادة تايرامين ( tyramine ) مثل الجبن والشوكولاتة وبعض أنواع المشروبات الروحية . ذلك أن هذه المادة تستقلب عادة عن طريق الأمعاء لوجود الانزيم المؤكسد للمركبات أحدية الأمين ، فعند تثبيط هذا الانزيم فان كميات كبيرة من مادة تايرامين الموجودة في الطعام سوف تدخل الدورة الدموية مسببة تحرر مادة نور- أدرينالين من مناطق تخزينه في النهايات العصبية والنتيجة هي ارتفاع في التوتر الشرياني .
الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية الغذائية
2 – الادوية التي تزيد من الحليب
( drugs that enhance lactation )
هذه الادوية تعمل على تقليل أو تثبيط فعل مادة الدوبامين ، بآليات مختلفة ، نذكر منها ما يلي:
– أدوية الذهان ( psychotherapeutic drugs )
تعمل على اغلاق مستقبلات الدوبامين ، وبالتالي زيادة تركيز هرمون الحليب – برولاكتين – في الدم ، وهذه المجموعة الدوائية متعددة ومتنوعة ، مثل :
( chlorpromazine , fluphenazine , perphenazine , prochlorperazine , thioridazine , trifluoperazine , haloperidole,…..etc.)
– دواء ريزيربين ( reserpine ) : يعمل على معاكسة وتثبيط الدوبامين في الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي زيادة تركيز هرمون الحليب.
– دواء ميثيل دوبا ( methyl-dopa ) : يمنع تصنيع مادة الدوبامين، وبالتالي زيادة هرمون الحليب.
– أدوية مثل ( metochlopramide , sulpiride ) والتي تستخدم لمعالجة بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، تزيد من افراز هرمون الحليب عن طريق اغلاق مستقبلات الدوبامين.
3 – نباتات طبية تزيد من ادرار الحليب
– الحلبة ( trigonella foenum )
– اليانسون ( pimpinella anisum )
– السمسم ( sesamum indicum )
– الكراوية ( carum carvi )
الشبت ( anethum graveolens )
الدواء والطعام -5
سوء التغذية يعرض الشخص للإصابة بأمراض مختلفة وخصوصا الأمراض البكتيرية ، ولهذا قد تعطى الأدوية بشكل أوسع للأشخاص الذين يتعرضون لحالة سوء التغذية مقارنة بغيرهم . وكما ذكرنا ، فان استجابة المريض للدواء تعتمد على عدة عوامل أهمها العوامل التي تتحكم في مصير الدواء في الجسم ، وهي ما يطلق عليها بمعايير الحركة الدوائية والمتمثلة بعمليات الامتصاص والتوزيع والاستقلاب والطرح التي يقوم بها الجسم . إضافة إلى عوامل أخرى مهمة مثل عامل البيئة وعامل الوراثة . ولقد لوحظ تأثر معايير الحركة الدوائية عند حدوث حالة سوء التغذية ، الأمر الذي ُيستوجب معه إعادة النظر في حساب الجرعة المعطاة للمريض ومراقبته خوفا من ظهور أعراض سيئة للدواء، إضافة إلى مراقبة حدوث التداخلات الدوائية- الدوائية والدوائية – الغذائية التي قد تنشأ عند إعطاء المريض أكثر من دواء . ذلك أن حالة سوء التغذية تؤدي إلى تغيرات َمرضية وفسيولوجية مختلفة في أعضاء مهمة من الجسم والتي لها دور كبير في تحديد زمن بقاء الدواء في الجسم . ومن أعضاء الجسم المهمة التي يختل عملها الفسيولوجي أثناء فترة سوء التغذية هي :
1- الجهاز الهضمي : مما ينتج عنه خلل في وظائف المعدة والأمعاء والبنكرياس ، الأمر الذي تتأثر معه عملية امتصاص الأدوية والأغذية وتأثر الدورة المعوية الكبدية وخلل في مقدرة الجهاز الهضمي على استقلاب بعض الأدوية ، اضافة الى الحاق ضرر ببكتيريا الأمعاء المستوِطنة .
2- الكبد : يعتبر الكبد من أهم أعضاء الجسم الذي يقوم باستقلاب الأدوية والملوثات الكيماوية وازالة سميتها من الجسم ، وتتأثر هذه العملية بوجود حالة سوء التغذية وكذلك تتأثر المرارة التي لها دور في طرح بعض الأدوية ، كما تتأثر الدورة المعوية الكبدية .
3- الكلى : تؤثر حالة سوء التغذية على وظائف الكلى وبالتالي على طرح الأدوية .
4- مكونات الجسم من البروتينات والدهون والسوائل ومعدل انتاجها : يؤدي الخلل في هذه المكونات إلى زعزعة ارتباط الأدوية بالبروتينات والدهون وبالتالي إلى خلل في توزيع الدواء وحجم توزيعه واحتفاظ الأنسجة به، كل ذلك يؤثر على ارتباط الدواء مع مستقبله وظهور فعالية دوائية غير متوقعة .
5- عضلات القلب : القلب هو العضو الذي يضخ الدم حاملا معه الدواء الى جميع أجزاء الجسم ، وعليه فان أي خلل يصيب وظيفة القلب سوف تؤدي الى قلة في معدل النتاج القلبي ، وحجم الدم ، ووقت الدورة الدموية . والنتيجة هي قلة وصول الدم الى أعضاء مهمة لها دور فاعل في تحديد مصير الدواء في الجسم ، مثل الكبد والكلى ، وأنسجة أخرى .
الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية
طرح الدواء ( ظهوره ) في حليب الام
ان دراسة طرح الادوية في حليب الام فيها شيء من التعقيد ، لاسباب متعددة منها :
– ارتفاع كلفة البحث ومتطلباته
– احصاء جميع الادوية صعب ويأخذ وقت طويل ، ومن الصعوبة مجاراة الكم الهائل من الادوية التي تطرح في الاسواق بشكل شبه يومي
– صعوبة الحصول على عينات كافية من الحليب ، اضافة الى أن الدواء يجب أن يقاس في يول ودم الرضيع
– الدراسات لا تأخذ عادة بعين الاعتبار التأثيرات الدوائية على سلوك الطفل المستقبلية
– القوانين الانسانية التي تحرم وتمنع اجراء مثل هذه الدراسات وخصوصا على الطفل
الا أنه يتوقع أن تظهر الآدوية في حليب الام ،بعد تناول الام للادوية ، بكميات يمكن قياسها ، ويمكن أن تنقل الى الطفل ويمكن للطفل أن يتأثر بها .
ويتم انتقال الادوية من دم الام الى حليبها عبر الجدران الخلوية للغدد الحليبية للثدي بطرق مختلفة ، أهمها طريقة النفاذية الميسرة (passive diffusion ) ، والتي تعتمد بالدرجة الاولى خصائص الدواء الفيزيائية والكيميائية ، فكلما كان الدواء أكثر ذائبية في الدهون ( بصورته غير المتأينة ) كان عبوره الى الحليب أسهل ، وكلما كان ارتباط الدواء في بروتينات دم الام قليلا كلما كان طرحه كذلك في دم الام اسهل .
ويمكن القول بأن معظم الادوية تعبر الى حليب الام بسهولة في بدايات الرضاعة ، لان الغدد الحليبية صغيرة الحجم ، والمسامات ( الثقوب ) بين الخلايا واسعة ، حتى تتمكن البروتينات وخصوصا المناعية منها بالعبور الى الحليب ، وكذلك الادوية في حال أخذ الام أدوية في هذه الفترة.
على اننا يمكن أن نلخص العوامل التي تؤثر على كمية الدواء في حليب الام ومدى تأثيرها على الطفل ، بما يلي:
1 – غوامل تتعلق بالدواء : فكلما كان الدواء محبا للذوبان في الوسط الدهني ، كلما كان ظهوره في الحليب أسهل، وكلما كانت درجة ارتباطه في بروتينات الام قليلة كلما ظهر في حليبها أكثر ، وكلما كانت فترة بقاءه في دم الام أطول ( نصف عمر الدواء ) كلما ظهر في الحليب أكثر، وبالطبع هناك عوامل أخرى تتعلق بالدواء لم يتم ذكرها لانها تحتاج الى الخوض في مسائل علمية متخصصة أكثر ، قد يجد الكثير من القراء صعوبة فهمها ،وأنا أريد الابتعاد عنها حتى تعم الفائدة للجميع.
2 – عوامل تتعلق بالثدي والحليب: مثل معدل انتاج الثدي من الحليب ، الامراض التي تصيب الثدي ، مكونات الحليب التي تتغير كما ونوعا خلال فترة الرضاعة، تناول أدوية تزيد أو تقلل من انتاج الحليب.
3 – عوامل تتعلق بالام المرضع : استخدام أدوية معينة موصوفة طبيا ، عدد الجرعات اليومية من الدواء ، خصائص الدواء الفيزيائية والكيميائية ، الشكل الصيدلاني للدواء ( شراب ، كبسولات ، أقراص ، … ) ، طريقة اعطاء الدواء ( فم ، عضل ، … ) ، امراض قد تصيب الام أثناء فترة الرضاعة الطبيعية ، ….
4 – عوامل ترتبط بالطفل الرضيع : سلوك الطفل الارضاعي ، الوقت المتساوي للرضاعة من كلا الثديين، كمية الحليب المستهلكة ، وقت الرضاعة بالنسبة الى أخذ الام للدواء ، انتظام فترات الرضاعة،….
موضوع هام مشكورين عليه
شكرا جزيلا اخي زامورانو على اهتمامكم
لقد وضعت مجموعة من الارشادات الموجهة إلى الطواقم الطبية المختلفة لتخفيف ظهور الآثار السيئة الناتجة عن التداخلات الدوائية ، نذكر منها ما يلي :
1- تحديد عوامل الخطورة لدى المريض : وأهم هذه العوامل هي : العمر ، طبيعة المشاكل الصحية لدى المريض ( أمراض الكلى ، الكبد ، …. ) ، السلوك الغذائي ، التدخين ، شرب الكحول ، وغيرها .
2- معرفة التاريخ الدوائي : ضرورة المعرفة الدقيقة والشاملة لكل من الأدوية التي تصرف للمريض بوصفة طبية والتي لا تصرف بوصفة طبية . ذلك أن كثيرا من المرضى لا يعيرون اهتماما للأدوية التي يأخذونها بدون وصفة طبية ولا يتذكرونها ، وربما تكون هي السبب في حدوث كثير من التداخلات الدوائية .
3- المعرفة الجيدة للأدوية :معرفة خصائص الدواء والفعل الدوائي الرئيسي والثانوي وخصوصا الأدوية الداخلة في المعالجة والأدوية المتوقع وصفها للمريض ، ضرورية للحد من حدوث التداخلات الدوائية . . أيضا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الأدوية البديلة الأقل تسببا في حدوث التداخلات الدوائية .
4- استخدام أقل عدد ممكن من الأدوية في المعالجة .
5- تثقيف المرضى : ويتمثل ذلك في إعطاء الإرشادات الوافية حول الاستخدام الصحيح للأدوية ، وكذلك معلومات عن الأدوية الداخلة في المعالجة . والطلب من المرضى تسجيل أي أثر سلبي أو أثر غير متوقع للدواء .
6- المراقبة الدورية لنظام المعالجة : ليست فقط من أجل تسجيل حدوث التداخلات الدوائية بل أيضا ملاحظة أي أثر سلبي للدواء قد يظهر على المريض ، ووضع الحلول المناسبة لتفاديها أو الحد منها. وأن أي تغير قد يظهر على سلوك المريض يجب أن يفسر على أنه ناتج عن الآثار الجانبية للأدوية مالم يثبت العكس .
7- نظام المعالجة الفردية : من المعروف بأن مدى الاستجابة الدوائية يختلف من شخص إلى آخر . اعتمادا على عدة عوامل أهمها العامل الوراثي . وأن نظاما علاجيا لمريض قد لا يناسب مريضا آخر لنفس الحالة . وعليه فان الأولوية لوضع نظام معالجة للمريض يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حاجة المريض ومدى استجابته السريرية للدواء .
الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية الغذائية
موضوع رائع نتمنى المزيد من هدا الابداع وفقك الله وجعل سعيك مشكور ماجورا
سلسلة رائعة من المعلومات و الارشادات..
نسأل الله أن يحفظك و يوفقك لما يحبه و يرضاه و أن يزيدك علمًا و تبصرةً بالحق..
يبارك فيكم اخواني الاعزاء