السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل يعرف شاعر الثورة الجزائرية *مفدي زكرياء* هو شاعر جزائري اتصف بروح الوطنية وفداء الوطن وحبه تعرفو عليه أكثر في هذا التقرير
مولده ونشأته
في بلدته تلقّى دروسه الأولى في القرآن ومبادئ اللغة العربيّة. بدأ تعليمه الأول بمدينة عنابة حيث كان والده يمارس التجارة بالمدينة ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه باللغتين العربية والفرنسية وتعلّم بالمدرسة الخلدونية، ومدرسة العطارين درس في جامعة الزيتونة في تونس ونال شهادتها.
حياة الشاعر
هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، ولد يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326 هـ، الموافق لـ 12 يونيو 1908م، ببني يزقن، أحد القصور السبع لوادي مزاب، بغرداية، في جنوب الجزائر من عائلة تعود أصولها إلى بني رستم مؤسسوا الدولة الرستمية في القرن الثاني للهجرة.
لقّبه زميل البعثة الميزابيّة والدراسة الفرقد سليمان بوجناح بـ: "مفدي"، فأصبح لقبه الأدبيّ الذي اشتهر به كما كان يوَقَّع أشعاره "ابن تومرت"، حيث بداء حياته التعلمية في الكتاب بمسقط رأسه فحصل على شيء من علوم الدين واللغة ثم رحل إلى تونس وأكمل دراسته بالمدرسة الخلدونية ثم الزيتونية وعاد بعد ذالك إلى الوطن وكانت له مشاركة فعالة في الحركة الأدبية والسياسية ولما قامت الثورة إنضم إليها بفكره وقلمه فكان شاعر الثورة الذي يردد أنشيدها وعضوا في جبهة التحرير مما جعل فرنسا تزج به في السجن مرات متوالية ثم فر منه سنة 1959 فأرسلته الجبهة خارج الحدود فجال في العالم العربي وعرف بالثورة وافته المنية بتونس سنة 1977 ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه من آثاره الأدبية اللهب المقدس وديوان شعر جمع فيه ما أنتجه خلال الحرب فكان شاعر الثورة.
نشاطه السياسي والثقافي
أثناء تواجده بتونس واختلاطه بالأوساط الطلّابية هناك تطورت علاقته بأبي اليقضان وبالشاعر رمضان حمود، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء انخرط مفدي زكريا في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري وكتب نشيد الحزب الرسمي "فداء الجزائر" اعتقل من طرف السلطات الفرنسية في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج وأطلق سراحه سنة 1939 ليؤسس رفقة باقي المناضلين جريدة الشعب لسان حال حزب الشعب، اعتقل عدة مرات في فيفري 1940 (6 أشهر) ثم في بعد 8 ماي/أيار 19451954 وعرف الاعتقال مجدّدا في نيسان/أفريل 1956. سجن بسجن بربروس "سركاجي حاليا" مدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال. اشتهر مفدي زكريا بكتابة النشيد الرسمي الوطني "قسما"، إلى جانب ديوان اللهب المقدس، وإلياذة الجزا (3 سنوات) وبعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، انضم إلى الثورة التحريرية في
مفدي زكريا شاعر الثورة الجزائرية
أوّل قصيدة له ذات شأن هي "إلى الريفيّين" نشرها في جريدة "لسان الشعب" بتاريخ 6 مايو 1925م، وجريدة "الصواب" التونسيّتين؛ ثمّ في الصحافة المصريّة "اللواء"، و"الأخبار". واكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في حزب نجم شمال إفريقيا، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939. غداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات من 19 أبريل 1956م إلى 1 فبراير 1959م.
بعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب، ومنه انتقل إلى تونس، للعلاج على يد فرانز فانون، ممّا لحقه في السجن من آثار التعذيب. وبعد ذلك كان سفير القضيّة الجزائريّة بشعره في الصحافة التونسية والمغربيّة، كما كان سفيرها أيضا في المشرق لدى مشاركته في مهرجان الشعر العربيّ بدمشق سنة 1961م. بعد الاستقلال أمضى حياته في التنقّل بين أقطار المغرب العربيّ، وكان مستقرّه المغرب، وبخاصّة في سنوات حياته الأخيرة. وشارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات التعرّف على الفكر الإسلاميّ. في سنة 1965 كان ضد الانقلاب العسكري أو بما يسمى التصحيح الثوري الذي قام به هواري بومدين وزير الدفاع آنذاك ضد الرئيس أحمد بن بلة يوم 19 جوان 1965. أين أستولى هواري بومدين على السلطة في الجزائر. فطرد مفدي زكريا من الجزائر.
وفاته
توفي يوم الأربعاء 2 رمضان 1397 هـ، الموافق ليوم 17 أغسطس 1977م، بتونس، ونقل جثمانه إلى الجزائر، ليدفن بمسقط رأسه ببني يزقن. ابي
إنتاجه الأدبي
- تحت ظلال الزيتون (ديوان شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1965م.
- اللهب المقدس (ديوان شعر) صدر في الجزائر عام 1983م صدرت طبعته الأولى في عام 1973م.
- من وحي الأطلس (ديوان شعر).
- إلياذة الجزائر (ديوان شعر) وقد كانت الغاية من هذا العمل هو كتابة التاريخ الجزائري وازالة ما علق به من شوائب وتزييفات، وقد اشترك في وصع المقاطع التاريخية كل من مفدي زكريا الذي كان متواجد بالمغرب ومولود قاسم نايت بلقاسم الذي كان بالجزائر إظافة إلى عثمان الكعاك المتواجد حينها في تونس وتتكون الإلياذة من ألف بيت وبيت تغنت بأمجاد الجزائر، حضارتها ومقاوماتها لمختلف المستعمرين المتتاليين عليهاوكانت أول مرة يلقي الإلياذة أو البعض منها لأتها حينها لم تكن قد بلغت الألف بيت بل كانت تبلغ ستمائة وعشرة أبيات ألقاها في افتتاح الملتقى السادس للفكر الإسلامي في قاعة المؤتمرات من قصر الأمم أمام جمع غفير من بينهم الرئيس هواري بومدين، إظتفة إلى أن مناسبة أخرى اقترنت بالقاء هذه الأبيات واختيار التاريخ موضوعا لها، وهي الاحتفال بالعيد العاشر لاسترجاع الحرية والذكرى الألفية لتأسيس مدينة الجزائر والمدية ومليانة على يد "بلكين بن زيري"
- له عدد من دواوين الشعر لا زالت مخطوطة تنتظر من يقوم بإحيائها.
- له عدد اخر من الدولوين بالامازيغية لم تنشر
من شعر مفدي زكريا
- النشيد الوطني الجزائري نظم بسجن بربروس في الزنزانة 69، بتاريخ 25 أبريل 1955 ولحّنه الملحن المصري محمد فوزي
- نحن طلاب الجزائر
- نشيد العلم كتبه بدمه وأهداه للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
- نشيد الشهيد نظم بسجن بربروس في الزنزانة رقم 65 يوم 29 نوفمبر 1937 وفي 1956 طلبت جبهة التحرير الوطني الجزائرية من المحكوم عليهم بالإعدام أن يرددوه
شكرا على الموضوع أختي رانيا
مفدي زكرياء شاعر عظيم والجزائر تعتز به كثيرا ولقد ألف كثيرا من القصائد وهو في السجن
شكرا على مرورك حمزة
مفدي لسان ثورتنا الصادق ومحجة القلب النابض ومعزة الروح الطاهر
شكرا جزيلا على مرورك اخـــــــــــــــــــــي
شكـــــــــرا رانيا على الموضوع.
شكرا جزيلا خولة على مرورك نورتي صفحتي
رانيا شكرا على الموضوع
العفو الشكر لك مريم على المرور
شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر
قراءة في كتاب شمس العرب
حين قرأت ….
لزغرد هونكة …..
كتابها …. شمس العرب …..
وجمعت شقي الصورة ….
التالفة …..
أدركت حجم العطب …..
شعرت بالغثيان …
والدوران ….
والخفقان ….
أحسست الحريق بداخلي ….
وشممت الدخان ….
بل وسمعت تمزق العصب ….
يالله ….
ما فعل بأمتنا …..
داء الجرب ؟؟ …..
قلت في نفسي …..
ربما ….
زغرد هونكة …..
تهوى الكذب ….
لكني سرعان ما …. فهمت …..
عبقرية العنوان ….
الشمس …. حقا ….
شمسنا نحن العرب …..
لكنها لم تسطع هنا …..
أخطأت وجهتها …..
وسطعت هناك …..
عند الغرب …..
امرأة خارقة ….
هي ….. زغرد هونكة …..
إمرأة من ذهب …..
لقد كنا هناك …..
لكنا بقينا ….
واليوم لسنا …. أكثر ….
من غبار ناعم …..
فوق دفات الكتب …..
بارك الله فيك شكرا جزيلا لك
شعر عن الغربة
ما أصعب الغربة الداخلية
حين أجد نفسي بين الناس
لكني وحيدة في تفكيري
ومشاعري
وفي جميع جوانب الحياة
أحمل الهموم
ولا أجد من يفهمني
من أشكي له ويساعدني
في حمل هذا الهم
أنتظر أن يأتي لي شخص منهم
ويقول لي ما بكى
آه
ويغلبني الحزن
فأبحر في الاغتراب
أحن إلى وطن ذاتي
إلى نفسي التي غادرتني
نفسي التي كنت أشكي لها
أتساءل:متى أعود إليها
وسنوات عمري تمضي وأنا وحيدة
في صمت إلى طريق بلا عنوان
يـاسلام ننتـظـر المـزيـد
ولا أجد من يفهمني ….
والله موضوع غاية في الجمال…شكرا
عفوااااااااااااااااااااااااااا
والله موضوع في القمة ربي يخليك
شكراااااااااا اختي حلا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إليكم و حصرياً على منتديات بوابة الونشريس
السيرة الذاتية لـ
الدكتور عبد القادر عَمِّيش
أديب و أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب و اللغات بجامعة الشلف
التحميل من الملفات المرفقة
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
abdelkader-amiche.pdf | 63.0 كيلوبايت | المشاهدات 38 |
باركـ الله فيكـ
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
abdelkader-amiche.pdf | 63.0 كيلوبايت | المشاهدات 38 |
فيكتور هيغو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[SIZE="6"][COLOR="Red"]كل صخرة هي حرف وكل بحيرة هي عبارة وكل مدينة هي وقفة، فوق كل مقطع وفوق كل صفحة لي هناك دائما شيء من ظلال السحب أو زبد البحر".
فيكتور هوجو الذي يمر اليوم ذكرى ميلاده (26 فبراير 1802م -22 مايو 1885) هو أديب وشاعر ورسام فرنسي، من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية، ترجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة.
أثّر فيكتور هوجو في العصر الفرنسي الذي عاش فيه وقال "أنا الذي ألبست الأدب الفرنسي القبعة الحمراء" أي قبعة الجمال.
ولد فيكتور هوجو في بيسانسون بمنطقة الدانوب شرقي فرنسا، عاش في المنفى خمسة عشر عاماً، خلال حكم نابليون الثالث، من عام 1855 حتى عام 1870. أسس ثم أصبح رئيساً فخرياُ لجمعية الأدباء والفنانين العالمية عام 1878م. توفي في باريس في 22 مايو 1885م.
كان والده ضابطا في الجيش الفرنسي برتبة جنرال.تلقى فيكتور هوجو تعليمه في باريس وفي مدريد في اسبانيا.. وكتب أول مسرحية له – وكانت من نوع المأساة- وهو في سن الرابعة عشرة من عمره.. وحين بلغ سن العشرين نشر أول ديوان من دواوين شعره.. ثم نشر بعد ذلك أول رواية أدبية.
كان يتحدث عن طفولته كثيرا قائلا "قضيت طفولتي مشدود الوثاق إلي الكتب".
الحرية هي أيضا من أهم الجوانب في حياة كاتب أحدب نوتردام الشهير فهي الكلمة التي تتكرر كثيرا بالنسبة لهوجو. "إذا حدث واعقت مجري الدم في شريان فستكون النتيجة أن يصاب الإنسان بالمرض. وإذا أعقت مجري الماء في نهر فالنتيجة هي الفيضان، وإذا أعقت الطريق أمام المستقبل فالنتيجة هي الثورة"
كان يري في نفسه صاحب رسالة، كقائد للجماهير، قائد لا بالسيف أو المدفع وانما بالكلمة والفكرة. فهو أقرب إلى زعيم روحي للنفس البشرية أو صاحب رسالة إنسانية.
مثّل هوجو الرومانسية الفرنسية بعيونه المفتوحة على التغيرات الاجتماعية مثل نشوء البروليتاريا الجديدة في المدن وظهور قراء من طبقة وسطى والثورة الصناعية والحاجة إلى إصلاحات اجتماعية، فدفعته هذه التغيرات إلى التحول من نائب محافظ بالبرلمان الفرنسي مؤيد للملكية إلى مفكر اشتراكي ونموذج للسياسي الاشتراكي الذي سيجيء في القرن العشرين، بل أصبح رمزا للتمرد على الأوضاع القائمة.
تم نشر أكثر من خمسون رواية ومسرحيات لفيكتور هوجو خلال حياته، من أهم أعماله: أحدب نوتردام، البوساء، رجل نبيل، عمال البحر، وآخر يوم في حياة رجل محكوم عليه بالإعدام.
وفي عام 1827 نشر مسرحيته التاريخية كرومويل التي استقبلت بحماس شديد وحققت نجاحا في الاوساط الفنية والأدبية.
وفي عام 1831 نشرت مسرحيته ((هرناني)) ونشرت روايته الأدبية أحدب نوتردام التي أثارت الأعجاب وترجمت إلى العديد من لغات العالم.. وفي نفس العالم تم تنصيبه إماما للكتاب والأدباءالرومانسيين.
وفي عام 1862 نشرت أروع وأعظم رواياته الأدبية وهي رواية ((البؤساء))..ونشرت بعد ذلك رواية((الرجل الضاحك)).
وفي عام 1876 اختير عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي
من أقواله
لا قوة كقوة الضمير ولا مجد كمجد الذكاء
ليس هناك جيش أقوى من فكرة حان وقتها.
أعظم سعادة في الدنيا أن نكون محبين
فن العمارة هي المرآة التي تنعكس عليها ثقافات الشعوب ونهضتها وتطورها
الحب هو أجمل سوء تقدير.. بين الرجل والمرأة !
في قلبي زهرة.. لايمكن لأحد أن يقطفها
قد يكتب الرجل عن الحب كتاباً.. ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه.. ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله.
عندما تتحدث إلى امرأة.. أنصت إلى ما تقوله عينيها.
من الممكن مقاومة غزو الجيوش، ولكن ليس من الممكن مقاومة الأفكار.
إن أجمل فتاة هي التي لا تدرى بجمالها.
وكان يصف الشرق بقوله:
"الشرق عالم ساحر مشرق وهو جنة الدنيا، وهو الربيع الدائم مغمورا بوروده، وهو الجنة الضاحكة، وأن الله وهب أرضه زهورا أكثر من سواها، وملأ سماءه نجوما أغزر، وبث في بحاره لآلئ أوفر
منقول
بارك الله فيك وجزاك الله كل خيرا موضوعك جد رائع انرا الله دربك وحفظك ورعاك كما تنير عقولنا بنورعلوم الحكمه كل التقدير لك منا على هذا الجهذ الطيب المبذول من طرفكم
العفو لا شكر على واجب أشكركم على المرور
شكرااا لكـ
الجاحظ
هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني، أحد أئمة الأدب والشعر في العصر العباسي له العديد من الكتب، وعقله كنز زاخر بالأخبار والأشعار والأنساب، وعالم باللغة وأدواتها ويجيد استخدامها، وكان الجاحظ دميم الوجه، جاحظ العينين، ويتمتع بشخصية فكاهية انعكست في كتاباته. وقد رحل الجاحظ عن الحياة تاركاً إرثاً أدبياً وعلمياً هائلاً فله العديد من المؤلفات والتي تنوعت مجالاتها بين علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها.
عاشقاً للعلم والقراءة:
ولد الجاحظ في البصرة بالعراق عام 776م، ونشأ يتيمياً فقيراً ولكنه أصبح غنياً بعلمه، حيث انكب على نهل العلم، فاختلف إلى المساجد ومنازل العلماء، وسوق "المربد" والذي كان مركزاً يلتقي فيه الأدباء والشعراء وأهل اللغة ليقيموا فيه ندواتهم ومناقشاتهم، فتلقى العلم على يد شيوخ وبلغاء اللغة من العرب.وعرف عن الجاحظ عشقه للقراءة فما كان يدع كتاباً قط يصل إليه دون أن يتم قراءته، ومما يدل على شغفه بالقراءة، أنه كان يستأجر دكاكين الوراقين ويبيت فيها للإطلاع على ما فيها من كتب.ذهب الجاحظ وراء العلم فانتقل من البصرة إلى بغداد ليتصل بمفكريها، فالتقى مع الأصمعي والأنصاري وأخذ اللغة عنهما، كما اتصل بالأخفش واخذ عنه النحو، والنظام واخذ عنه علم الكلام، واطلع على الثقافة اليونانية من خلال سلمويه وحنين بن اسحق، وارتاد البادية ليأخذ اللغة والأخبار، وزار الجاحظ كل من دمشق وإنطاكية وذلك من أجل التعمق في الثقافة واللغة.مما يقوله في قيمة العلم والعلماء:
كان للجاحظ مكانة أدبية ولغوية كبيرة فكان عقله زاخراً بالأخبار، والأنساب والأشعار والحكم، والنوادر، مما شكل عنده خلفية عظيمة ساعدته فيما كان يكتبه، كما كان يقوم بالتجارب العملية فتميزت كتاباته بالصدق والموضوعية، وكان يسعى من أجل الحصول على المعلومة ويتقصى حقيقتها حتى يصل لليقين.تميز الجاحظ بعلمه الواسع وتبحره في علم الكلام، وتوسعه في علوم الدين والدنيا، وإجادة النثر ونظم الشعر، ولم يكتفي الجاحظ بالسماع فقط بل عمد إلى التجربة والملاحظة، وكان خبيراً بالطبائع، صاحب خيال خصب، تعددت وتنوعت مؤلفاته في مجالات المعرفة المختلفة، كما كان للجاحظ في "الاعتزال"رأي وحجة وقد ألف في ذلك، وكان لسان حال المعتزلة في زمانه.
خفة ظله وحبه للفكاهة:
مؤلفاته
:قدم الجاحظ العديد من المؤلفات ونظراً لثقافته الواسعة وإطلاعه الدائم، وبحثه وراء العلم، وأخذه من مصادره من علماء وشيوخ اللغة وغيرهم، تنوعت مؤلفاته وتعددت ونذكر من مؤلفاته الشهيرة والتي تعد إرثاً قيماً للأجيال اللاحقة مايلي:
البيان والتبين: وهو في ثلاثة أجزاء أهداه إلى الوزير ابن أبي دؤاد، وعمد فيه إلى تعليم الناشئة والكتاب أصول الكتابة الصحيحة مظهراً بلاغة العرب، وكاشفاً أسرار اللغة مما يرفع من شأنها ومن مقام البلغاء فيها.
البخلاء:
ويصور الجاحظ في هذا الكتاب أحوال البخلاء في عصره، من أهل البصرة وخراسان ذاكراً أخبارهم، متندراً بأحاديثهم، وحججهم، متناولاً مناظرات بينهم حول البخل والكرم والضيافة، في مزيج بين الجد والعبث، والنقد الأجتماعي
الحيوان: جاء هذا الكتاب في سبعة أجزاء أهداه إلى ابن الزيات وزير المأمون، وهو كتاب موسوعي،قام فيه الجاحظ بالكلام عن الحيوان طبائعه وميزاته، واستطرد لذكر أخبار العرب ونوادرهم في هذا الموضوع، والكتاب يمزج بين الإفادة والتسلية معاً. ومن مؤلفاته الأخرى رسالة التربيع والتدوير،التاج في أخلاق الملوك ويعرف بأساليب التعامل مع القادة والحكام، وغيرها من الكتب مثل المحاسن والأضداد، الصرحاء والهجناء، أقسام فضول الصناعات ومراتب التجارات، فضل ما بين الرجال والنساء وفرق ما بين الذكور والإناث، الحجة في ثبت النبوة، الرد على الجهمية، الرد على اليهود، ذكر ما بين الزيدية والرافضة، الطفيليون، المزاح والجد، عناصر الآداب، الأمثال.
المرض والوفاة:
اشتد المرض بالجاحظ في أواخر أيامه فأصيب "بالفالج"، وقال المبرد يصف حاله: "دخلت على الجاحظ في أخر أيامه، فقلت له: كيف أنت؟ فقال: كيف يكون من نصفه مفلوج لو حزّ بالمناشير ما شعر به، ونصف الأخر منقرس، لو طار الذباب بقربه ألمه، واشد من ذلك ست وتسعون سنة أنا فيها".وعلى الرغم من شدة المرض إلا أن المرض لم يكن هو السبب في وفاته، ولكن كان علمه هو السبب حيث يقال انه توفى بعد سقوط قسم من مكتبته فوق رأسه، وجاءت وفاته عام 868 م، وقد تجاوز التسعون عاماًُ.
بسم الله الرحمن الرحيـــم
الســلام عليــكم ورحمة الله تعالى وبركاتـــه
جزاك الله كل خيـــر أختي أم كلثوم على التعريف بالجاحظ
عله يخدم الكثير من البحوث والمشاريع للطلاب
تقبلي خالص تحيتي وتقديري لك
كريــم
شكرررا جزيلا على هده النبدة الجميلة على الجاحظ
خاااااالص شكري
ابن جنّي
إليكم في هذا الموضوع تعريف لشخصية الكاتب النحوي ابن جنّي
هو أبو الفتح، عثمان بن جِنّي الموصلي النحوي اللغوي، من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، وصاحب التصانيف الفائقة المتداولة في اللغة.
ولم تذكر المصادر التاريخية وكتب التراجم نسبًا له بعد جني؛ إذ إن أباه (جني) كان عبدًا روميًّا مملوكًا لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي، ولم يُعرف عنه شيء قبل مجيئه الموصل، وإلى هذا أشار ابن جني نفسه بقوله في جملة أبيات:
فإن أصبح بلا نسب *** فعلمي في الورى نسبي
عـلى أني أءول إلى *** قرومٍ سـادة نجـب
قيـاصرة إذا نطقوا *** أرَمّ الدهـر ذو الخطب
أولاك دعا النبـي لهم *** كفى شرفاً دعاء نبي
وكانت ولادة ابن جني بالموصل، وفيها قضى طفولته وتلقى دروسه الأولى، وذكرت المصادر التي ترجمت له أنه ولد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة، فلم تحدد سنة مولده غير ما جاء بلفظ. وقيل: مولده سنة ثلاث وثلاثمائة. وإذا كانت أغلب المصادر التاريخية على أنه توفي -كما سيأتي- سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان آنذاك في السبعين من عمره -على قول ابن قاضي شهبة في طبقات النحاة، والذهبي في تاريخه وفي العبر- فإن ولادته تكون في سنة اثنتين وعشرين أو إحدى وعشرين وثلاثمائة من الهجرة.
وقد أقام ابن جني بعد الموصل ببغداد، وظل يدرس بها العلم إلى أن توفي، وكان له من الولد: علي وعالٍ وعلاء، وكلهم أدباء فضلاء، قد خرجهم والدهم وحسن خطوطهم، فهم معدودون في الصحيحي الضبط وحسني الخط، بحسب تعبير ياقوت.
شيوخه وتلاميذه:
ولما مات أبو علي الفارسي تصدر أبو الفتح ابن جني في مجلسه ببغداد -وكان قد صنف في حياته- وأقرأ بها الأدب، وقد أخذ عنه الثمانيني، وعبد السلام البصري، وأبو الحسن السمسمي، وقام أيضًا بالتدريس لأبناء أخي الحاكم البويهي.
هذا، وقد كان لابن جني علاقة خاصة بأبي الطيب المتنبي، فقد صحبه دهراً طويلاً، وقرأ عليه ديوانه ثم شرحه بعد ذلك ونبه على معانيه وإعرابه، قال ابن خلكان: "ورأيت في شرحه قال: سأل شخص أبا الطيب المتنبي عن قوله:
بادٍ هواك صبرت أم لم تصبرا *** ………………………….
فقال: كيف أثبت الألف في "تصبرا" مع وجود لم الجازمة، وكان من حقه أن يقول "لم تصبر"؟ فقال المتنبي: لو كان أبو الفتح ها هنا لأجابك، يعنيني، وهذه الألف هي بدل من نون التأكيد الخفيفة، كان في الأصل "لم تصبرن"، ونون التأكيد الخفيفة إذا وقف الإنسان عليها أبدل منها ألفًا، قال الأعشى:
ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا *** ………………………….
وكان الأصل فاعبدن فلما وقف أتى بالألف بدلاً". فكان المتنبي يحترم ابن جني كثيرًا ويجله ويقدره، وكان يقول عنه: "هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس"، ولتمكّن ابن جني من شعر أبي الطيب قال عنه أبو الطيب: "ابن جني أعرف بشعري".
ويبدو أنه كانت لابن جني رحلات إلى بلاد كثيرة في طلب العلم ومشافهة العلماء والشيوخ، والدليل على ذلك تلك الإجازة التي ذكرها ياقوت في ترجمته في معجمه، والتي جاء فيها: "… فليرو -أدام الله عزه- ذلك عني أجمع إذا أصبح عنده وأنس بتثقيفه وتسديده، وما صح عنده -أيده الله- من جميع رواياتي مما سمعته من شيوخي -رحمهم الله- وقرأته عليهم بالعراق والموصل والشام، وغير هذه البلاد التي أتيتها وأقمت بها مباركًا له فيه منفوعًا به بإذن الله…".
ابن جني.. النحوي الصرفي:
وكان السبب في ذلك تلك القصة التي أوردناها سابقا، والتي قال له فيها شيخه أبي علي الفارسي حين سأله عن مسألة في التصريف فقصر فيها ولم يستطع الإجابة عنها: "زببت وأنت حِصرِم"، فمن يومئذ -وكان حينها في مقتبل شبابه- لزم نفسه شيخه هذا مدة أربعين سنة، وقد اعتنى بالتصريف أحسن ما يكون الاعتناء، حتى إنه لما مات شيخه أبي علي تصدر هو (ابن جني) مكانه ببغداد.
وأسوة بأستاذه فقد كان ابن جني بصريا، يجري في كتبه ومباحثه على أصول المدرسة البصرية، ولا يألو جهدا في الدفاع عنها، على أنه كان يأخذ العلم أيا كان مصدره، وبغض النظر عن مذهب أهله، ولهذا نجده -كما يقول الدكتور رحاب خضر- كثير النقل عن ثعلب والكسائي وأمثالهما، وهو حين يذكرهما في كتبه يثني عليهما، فيقول مثلا: "باب في قلب لفظ إلى لفظ بالصنعة والتلطف لا بالإقدام والتعجرف"، وكان هذا الرجل كبيرًا في السداد والثقة عند أصحابنا"، يعني الكسائي.
وقد يأخذ برأي البغداديين، والمدرسة البغدادية وسط بين المدرستين البصرية والكوفية، يقول في الخصائص: "ووجه ما ذكرناه من ملالتها الإطالة -مع مجيئها بها للضرورة الداعية إليها- أنهم أكدوا فقالوا: أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون.."، ويقول الرضيّ في شرح الكافية: "وأما أكتع وأخواته البصريون -على ما حكى الأندلسي عنهم- جعلوا النهاية أبصع ومتصرفاته، والبغدادية جعلوا النهاية أبتع وأخواته…".
وإن من بعض آرائه النحوية -كما يقول الدكتور رحاب خضر- تجويزه إظهار متعلق الظرف الواقع خبرًا في الكون العام، نحو "زيد عندك"، قال ابن يعيش: "وقد صرح ابن جني بجواز إظهاره".
وهو يُجيز أيضًا أن يقال: مررت بزيد وعمرًا، بعطف عمرًا على محل زيد المجرور بالحرف، وهذا لا يُجيزه النحويون؛ لأن شرط العطف على المحل عندهم ظهور الإعراب المحلي في فصيح الكلام.
ابن جني.. الأديب الشاعر:
وكدليل مادي على ذلك، فقد أثبت ياقوت في معجمه عن خط أبي الفتح بن جني خطبة نكاحٍ من إنشائه يقول فيها:
"الحمد لله فاطر السماء والأرض، ومالك الإبرام والنقض، ذي العزة والعلاء، والعظمة والكبرياء، مبتدع الخلق على غير مثالٍ، والمشهود بحقيقته في كل حالٍ، الذي ملأت حكمته القلوب نورًا، فاستودع علم الأشياء كتابًا مسطورًا، وأشرق في غياهب الشبه خصائص نعوته، واغترقت أرجاء الفكر بسطببة ملكوته.
أحمده حمد معترف بجزيل نعمه وأحاظيه، ملتبسًا بسني قسمه وأعاطيه، وأؤمن به في السر والعلن، وأستدفع بقدرته ملمات الزمن، وأستعينه على نوازل الأمور، وأدرئه في نحر كل محذور، وأشهد شهادةً تخضع لعلوها السموات وما أظلت، وتعجز عن حملها الأرضون وما أقلت، أنه مالك يوم البعث والمعاد، والقائم على كل نفسٍ بالمرصاد، وأن لا معبود سواه، ولا إله إلا هو، وأن محمدًا -وبحل وكرم- عبده المنتخب، وحجته على العجم والعرب، ابتعثه بالحق إلى أوليائه ضياءً لامعًا، وعلى المراق من أعدائه شهابًا ساطعًا، فابتذل في ذات الله نفسه وجهدها، وانتحى مناهج الرشد وقصدها، مستسهلاً ما يراه الأنام صعبًا، ومستخصبًا ما يرعونه بينهم جدبًا، يغامس أهل الكفر والنفاق، ويمارس البغاة وأولى الشقاق، بقلبٍ غير مذهولٍ، وعزمٍ غير مفلول يستنجز الله صادق وعده، ويسعى في خلود الحق من بعده، إلى أن وطد بوانى الدين وأرساها، وشاد شرف الإسلام وأسماها، فصرم مدته التي أوتيها في طاعة الله موفقًا حميدًا، ثم انكفأ إلى خالقه مطمئنا به فقيدًا، ما ومض في الظلام برق، أو نبض في الأنام عرق، وعلى الخيرة المصطفين من آله، والمقتدين بشرف فعاله.
وإن مما أفرط الله تعالى به سابق حكمه، وأجرى بكونه قلم علمه، ليضم بوقوعه متباين الشمل، ويزم به شارد الفرع إلى الأصل، أن فلان ابن فلان وهو -كما يعلم من حضر من ذوي الستر وصدق المختبر- مشجوح الخليقة، مأمون الطريقة، متمسك بعصام الدين، آخذ بسنة المسلمين، خطب للأمر المحموم، والقدر المحتوم، من فلان بن فلان الظاهر العدالة والإنصاف، أهل البر وحسن الكفالة والكفاف، عقيلته فلانة بنت فلانٍ خيرة نسائها وصفوة آبائها في زكاء منصبها وطيب مركبها، وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا، فليشهد على ذلك أهل مجلسنا، وكفى بالله شهيدًا، ثم يقرهما ثم يقال: لاءم الله على التقوى كلمتيكما، وأدام بالحسنى بينكما، وخار لكما فيما قضى، ولا أبتركما صالح ما كسا، وهو حسبنا وكفى".اهـ
والخطبة تنبئ بنفسها على ما فيها من جزالة اللفظ وبلاغة الأسلوب وجماله.
وإضافة إلى ذلك فقد كان لابن جني ملكة الشاعر وحسه، حتى إنه ليقرض الشعر وينظمه بما يعبر عن حسن تأتِّيهِ في الصنعة على طريقة شعراء دهره، يقول الباخرزي في دمية القصر: "… فوربيّ، إنّه كشف الغطاء عن شعر المتنبّي، وما كنت أعلم به أنّه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك المتنبّي، وما كنت أعلم به أنّه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك الجريض، حتّى قرأت له مرثيّته في المتنبّي وأوَّلها:
غاض القريض وأودت نضرة الأدب *** وصوّحت بعدري دوحة الكتب".
ومن هذه المرثية أيضًا:
سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه *** لما تخطّفت بالخطّيّـة السـلب
ما زلت تصطحب الجلّى إذا نزلت *** قلبًا جميعًا وعزمًا غير منشعب
وقد حلبت لعمر الدّهر أشطره *** تمطـو بهمّة لا وان ونصب
وقد قال الثعالبي: "… وكان الشعر أقل خلاله لعظم قدره، وارتفاع حاله". ومما أنتجته قريحته أيضًا قوله في الغزل:
غزال غير وحشي *** حكى الوحشي مقلته
رآه الورد يجني الور *** د فاستكساه حلته
وشم بأنفه الريحا *** ن فاستهداه زهرته
وذاقت ريقه الصهبا *** ء فاختلسته نكهته
الخصائص.. وأصول النحو:
ما إن يذكر ابن جني حتى يشرد الذهن عفو الخاطر إلى كتابه الشهير "الخصائص"، وبالمثل إذا كان الحديث عن "الخصائص" فإنه يذهب إلى مؤلفه ابن جني، والخصائص هذا هو أجلّ تآليف ابن جني التي أبر بها على المتقدمين وأعجز المتأخرين، والتي عناها في بائيته بقوله:
تناقلها الرواة لها *** على الأجفان من حدب
فيرتع في أزاهرها*** ملوك العجم والعرب
فمن مغن إلى مدنٍ *** إلى مثنٍ إلى طرب
وهو كتاب في أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه، احتذى ابن جني في مباحثه النحوية منهج الحنفية في أصول الفقه، وقد بناه على اثنين وستين ومائة بابا، تبدأ بباب القول على الفصل بين الكلام والقول، وتنتهي بباب في المستحيل وصحة قياس الفروع على فساد الأصول، وقد أهداه لبهاء الدولة البويهي، الذي ولي السلطنة من سنة تسع وسبعين وثلاثمائة إلى ثلاث وأربعمائة من الهجرة، وذلك بعد وفاة أستاذه أبي علي الفارسي (ت 377هـ).
والكتاب وإن كان يبحث في خصائص اللغة العربية، وتهتم أغلب مباحثه بما يخص فلسفة تلك اللغة ومشكلاتها، إلا إنه اشتمل أيضا على أبواب من شأنها أن تخرج عن هذا النطاق، وذلك كبحثه في الفرق بين الكلام والقول، وبحثه في أصل اللغة: إلهام هي أم اصطلاح؟ وغيرها، وفي ذلك يقول ابن جني: "… وليكون هذا الكتاب ذاهبًا في جهات النظر؛ إذ ليس غرضنا فيه الرفع والنصب والجرّ والجزم؛ لأن هذا أمر فُرغ منه في أكثر الكتب المصنَّفة فيه، وإنما هذا الكتاب مبنيّ على إثارة معادن المعاني، وتقرير حال الأوضاع والمبادئ، وكيف سرت أحكامها في الأحناء والحواشي…".
ومما يُعد من النوادر في كتابه هذا مثل هذه الأبواب: الباب الخامس والأربعون بعد المائة في القول على فوائت الكتاب لسيبويه، الباب الحادي والخمسين بعد المائة فيما يؤمنه علم العربية من الاعتقادات الدينية، الباب الثامن والخمسين بعد المائة في سقطات العلماء.
وقد طبع الخصائص لأول مرة في مصر سنة (1331هـ/ 1913م) (جزء منه)، ثم طبع كاملاً بتحقيق الأستاذ محمد على النجار في ثلاثة أجزاء ما بين (1952 و1955م)، مع مقدمة جليلة، وضح فيها أثر الكتاب في أعمال النحويين من بعده، وقد عقد فصلاً نبه فيه إلى كثرة النصوص التي نقلها عنه ابن سيده بلا عزو، حتى إنه استعار عبارته ذاتها في وصف حاله فقال: (فوجدت الدواعي والخوالج قوية التجاذب… إلخ).
وفي عام سبعة وتسعين وتسعمائة وألف من الميلاد أصدر معهد المخطوطات العربية في القاهرة (الفهارس المفصلة لابن جني)، وكانت الحلقة الأولى ضمن سلسلة (كشافات تراثية) صنعه د. عبد الفتاح السيد سليم، ويضم ستة عشر فهرسًا، منها: إحدى وتسعين مسألة في أصول اللغة، وخمس وخمسين مسألة في العلل النحوية، وإحدى وثمانين مسألة في اللغات، وأيضا فهرس الآيات المحتج بها في الخصائص وهي ست وعشرين وثلاثمائة أية، وكذلك فهرس الكتب المذكورة في الكتاب، وهي إحدى وثلاثين كتابًا، وفيه أيضا ما يختص بنقوله عن العلماء في الكتاب، وكان ذلك في ثمان وتسعين وثلاثمائة مسألة، الغالب منها عن شيخه أبي علي الفارسي، ثم عن سيبويه والأخفش والأصمعي والمازني وأبي زيد والفراء والمبرد والخليل وثعلب والكسائي، وغيرهم.
مؤلفاته:
الخصائص – التمام في تفسير أشعار هذيل مما أغفله السكري – سر الصناعة – تفسير تصريف المازني – شرح المقصور والممدود لابن السكيت – تعاقب العربية – تفسير ديوان المتنبي الكبير، ويسمى الفسْر – تفسير معاني ديوان المتنبي، وهو شرح ديوان المتنبي الصغير – اللمع في العربية – مختصر التصريف المشهور بالتصريف الملوكي – مختصر العروض والقوافي – الألفاظ المهموزة – المتقضب – تفسير المذكر والمؤنث ليعقوب (ذكر أنه لم يتمه)… إلخ.
هذا وغيره مما لم نرد حصره، وقد ذكر ياقوت أن له كتبًا أخرى لم تتضمنه هذه الإجازة منها: كتاب المحتسب في شرح الشواذ، وكتاب تفسير أرجوزة أبي نواس، وكتاب تفسير العلويات وهي أربع قصائد للشريف الرضي كل واحدةٍ في مجلدٍ، وهي قصيدة رثى بها أبا طاهر إبراهيم ابن نصر الدولة أولها:
ألق الرماح ربيعة بن نزار *** أودى الردى بقريعك المغوار
ومنها قصيدته التي رثى بها الصاحب بن عبادٍ، وأولها:
أكذا المنون تقطر الأبطالا *** أكذا الزان يضعضع الأجيالا
وقصيدته التي رثى بها الصابئ أولها:
أعلمت من حملوا على الأعواد *** أرأيت كيف خبا زناد النادي
وكتاب البشرى والظفر صنعه لعضد الدولة ومقداره خمسون ورقةً في تفسير بيتٍ من شعر عضد الدولة.
أهلاً وسهلاً بذي البشرى ونوبتها *** وباشمال سرايانا على الظفر
وكتاب رسالةٍ في مد الأصوات ومقادير المدات كتبها إلى أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري مقدارها ست عشرة ورقةً بخط ولده عالٍ: كتاب المذكر والمؤنث، كتاب المنتصف، كتاب مقدسات أبواب التصريف، وكتاب النقض على ابن وكيعٍ في شعر المتنبي وتخطئته، كتاب المغرب في شرح القوافي، كتاب الفصل بين الكلام الخاص والكلام العام، كتاب الوقف والابتداء كتاب الفرق، كتاب المعاني المجردة، كتاب الفائق، كتاب الخطيب، كتاب الأراجيز، كتاب ذي القد في النحو، وكتاب شرح الفصيح، وكتاب شرح الكافي في القوافي وجد على ظهر نسخةٍ ذكر ناسخها أنه وجده بخط أبي الفتح عثمان بن جني -رحمه الله- على ظهر نسخة كتاب المحتسب في علل شواذ القراءات.
وفاته:
في بغداد، وفي خلافة القادر، وتحديدًا يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر، سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة من الهجرة (392هـ) رحل ابن جني عن دنيا الناس، تاركًا مؤلفاته وذخائره العلمية تتحدث عنه، وتحييه بينهم من جديد.
المراجع:
– اليافعي: مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان (1/394).
– ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (1/457).
– الثعالبي: يتيمة الدهر (1/33).
– ياقوت الحموي: معجم الأدباء (2/1).
– الباخرزي: دمية القصر وعصرة أهل العصر (1/230).
– ابن خلكان: وفيات الأعيان (3/246).
– ابن الجوزي: المنتظم (4/297).
– الذهبي: سير أعلام النبلاء (17/17).
– الذهبي: العبر في خبر من غبر (1/172).
– الذهبي: تاريخ الإسلام (6/370).
– الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد (5/163).
– ابن كثير: البداية والنهاية (11/379).
– الباباني: هدية العارفين (1/345).
– ابن النديم: الفهرست (1/95).
– القنوجي: أبجد العلوم (3/32).
– الزركلي: الأعلام (4/204).
– رحاب خضر عكاوي: موسوعة عباقرة الإسلام (3/100).
– موقع الموسوعة العربية العالمية.
شكرا لك عزيزتي على الموضوع المميز …………..
بارك الله فيك … موضوع قيم ..شكرا لك
بوووركتـــــي أختــــــــــي
مولود فرعون
مولود فرعون (1913-1962)ولد في قرية تيزي هيبل بولاية تيزي وزو بالجزائر يوم 18 مارس 1913 ميلادي من عائلة فقيرة اضطر فقرها أباه إلى الهجرة مرات عديدة بحثاً عن العمل, لكن هذا الفقر لم يصرف الطفل ولا أسرته عن تعليمه, فالتحق بالمدرسة الابتدائية في قرية تاوريرت موسى المجاورة, فكان يقطع مسافة طويلة يومياً بين منزله إلى مدرسته سعياً على قدميه في ظروف صعبة, فتحدى ‘"مولود فرعون’" ظروفه القاسية والمصاعب المختلفة بمثابرته واجتهاده وصراعه مع واقعه القاتم الرازح تحت نير الاستعمار الفرنسي, وبهذا الصراع استطاع التغلب على كل المثبطات والحواجز مما أهله للظفر بمنحة دراسية للثانوي بتيزي وزو أولا ً وفي مدرسة المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة بعد ذلك, ورغم وضعه البائس تمكن من التخرج من مدرسة المعلمين’ واندفع للعمل بعد تخرجه, فاشتغل بالتعليم حيث عاد إلى قريته تيزي هيبل التي عين فيها مدرساً سنة 1935 ميلادي في الوقت الذي بدأ يتسع فيه عالمه الفكري وأخذت القضايا الوطنية تشغل اهتمامه.و هذا وكما أعطى من علمه لأطفال قريته أعطى مثيلا له في القرية التي احتضنته تلميذا ًقرب قرب مسقط رأسه بأقل من ثلاثة كيلومترات, وهي قرية تاوريرت موسى التي التحق بها معلما سنة 1946 في المدرسة نفسها التي استقبلته تلميذاً, وعين بعد ذلك سنة 1952 ميلادي في إطار العمل الإداري التربوي بالأربعاء ناث ايراثن أما في سنة 1957 ميلادي فقد التحق بالجزائر العاصمة مديراً لمدرسة (نادور) (في المدنية حالياً) كما عين في 1960 ميلادية مفتشاً لمراكز اجتماعية كان قد أسسها أحد الفرنسيين في 1955 ميلادية وهي الوظيفة الأخيرة التي اشتغل فيها قبل أن يسقط برصاص الغدر والحقد الاستعماري في 15 مارس 1962 ميلادي, حيث كان في مقر عمله, مهموماً بقضاياً العمل وبواقع وطنه خاصة في المدن الكبرى في تلك الفترة الانتقالية حين أصبحت عصابة منظمة الجيش السري الفرنسية المعروفة ب(أويس) تمارس جرائم الاختطاف والقتل ليلا ونهاراً, حيث اقتحمت مجموعة منها على "’مولود فرعون"’ وبعض زملائه في مقر عملهم, فيسقط برصاص العصابة ويكون واحداً من ضحاياها الذين يعدون بالألوف, فتفقد الجزائر بذلك مناضلاً بفكره وقلمه.
مؤلفاته
– (أيام قبائلية) ويتكلم فيه عن عادات وتقاليد المنطقة- (أشعار سي محند) – (نجل الفقير) كتبها في شهر أفريل سنة1940م – (الذكرى) – (الدروب الوعرة) – (الأرض الدم) – مجموعة رسائل ومقالات ذات الطابع الشخصي وكلها تتكلم عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار, والمحاولات العديدة لطمس هويته من تجهيل ونشر للمسيحية
من أقواله
(أكتب بالفرنسية, وأتكلم بالفرنسية, لأقول للفرنسيين, أني لست فرنسياً).
خاااالص تقديري
مالك بن نبي
( 1973-1905) من أعلام الفكر الإسلامي في القرن العشرين.
شهد عام 1905م ولادة ثلاث عبقريات:
ـ فأما الأولى فكانت في الفيزياء النووية دشنها (آينشتاين) في نظرية النسبية الخاصة.
ـ وأما الثانية فكانت في الفلسفة، فشهدت ولادة فيلسوف الوجودية (سارتر) الذي كتب حتى عمي، وكان من أغزر من كتب.
ـ والثالثة كانت في علم الاجتماع الذي جدد سيرة ابن خلدون، وجاءت من مهندس كهربائي، من خارج حقل علم الاجتماع كما هو دأب المبدعين، وكانت من جزائري هو المفكر (مالك بن نبي)، كما كان الحال مع ابن خلدون من تونس.
مالك بن نبي أبى إلاّ أن يواصل المسيرة الخلدونية في ضمير المسلم المعاصر جاعلا من البيان القرآني هاديا في سبيل اكتشاف المنهج السنني في التغيير، أي المنهج العلمي الذي يؤسس قواعده انطلاقا من استقراء الحوادث واكتشاف النواميس و القوانين التي تحكمها.
السؤال الذي يطرحه بن نبي هو كيفية الاندماج في العصر دون ذوبان والعيش لحظة الإنسانية بكل تفاعلاتها والبحث عن المشترك الإنساني في نطاق الخصوصيات الحضارية التي تشبع التجربة الإنسانية بالتنوع الخصب والثراء المفيد.
فإشكالية التخلف والتقدم والصعود والسقوط الحضاري إشكالية مواكبة لحركة الإنسان مادام موجودا عل هذه الأرض. فيجب قراءة التاريخ واستخلاص العبر منه والاستنارة به لتجاوز الأحداث والأزمات وليس للانحباس و التقوقع بداخله.
فمالك ابن نبي كان من الرواد الذين عرفوا كيف يتفاعلوا مع المعرفة الانسانية تفاعلا خلاقا دون تقليد صبياني منبعه الانبهار الذي يفضي إلى انسحاق الوعي وضموره و الذي هو نتيجة منطقية لعدم استيعاب وامتلاك لغة العصر وعدم فهم ما يبتغيه الإنسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو لغته.
فمالك كان محاورا متميزا لمنظومة الأفكار السائدة في عصره من ماركس إلى انجلز ومن طاغور والمهاتما غاندي إلى فرويد و دوركايم و سارتر و ماوتسي تونغ. مع استحضار مستمر للحس النقدي وليس التكرار الأجوف من اللمسات الإبداعية التي تنم عن تأمل عميق ومشاركة فاعلة في المنجز الفكري المعاصر.
مالك بن نبي أو ابن خلدون القرن العشرين, صاغ المفهوم الحضاري في قالب جديد ليتماشى مع العصر, إستقرأ التاريخ, حاور الفلسفة, اخترق الجهل و الصّمت, تغلغل في عمق المشكلة الإنسانية فاقتبس من هدي القرآن فأنار الدرب و وضع معالم للخروج من النفق المظلم و الالتحاق بركب الحضارة بل و قيادتها
.فلسفة المفكرالاجتماعي مالك بن نبي تتمحور :
• الإنسان+التراب+الوقت = الحضارة
•
المستعمر يستعمر الشعوب التي لها قابلية للاستعمار• غير طريقة تفكيرك يتغير حالك
• المشكلة فينا و ليس في ديننا
• الفعالية أساس الحركة في الفرد و المجتمع
حياته :
وُلد مالك بن نبي عام 1905 في قسنطينة شرق الجزائر في أسرة فقيرة بين أحضان مجتمع جزائري محافظ ، وكانت مراحل دراسته الابتدائية والثانوية بين مدينتيْ (تِبِسّة) و(قسنطينة) وكان شغوفا بالقراءة.
سافر عام 1925 إلى مرسيليا وليون وباريس؛ بحثًا عن عمل ولكن دون جدوى، فعاد إلى الجزائر حيث عمل في تِبسَّة مساعد كاتب في المحكمة سنة 1927 وأتاح له عمله هذا الاحتكاك بمختلف شرائح المجتمع والفئات البسيطة من الشعب و اطلع على المعاناة الفكرية و الأخلاقية و المادية التي يتخبط فيها المجتمع الجزائري مما ساعده على تفسير ظواهر مختلفة فيما بعد.
وفي عام 1928 تعرَّف مالك بن نبي على الشيخ عبد الحميد بن باديس (1887- 1940م)، وعرف قيمته الإصلاحية، ثم سافر مرة ثانية إلى فرنسا عام 1930؛ حيث سعى إلى الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية إلا أنه لم يكن يسمح للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات بالرغم من ذكائه. تركت هذه الممارسات العنصرية تأثيرا في نفسه. فاضطّر للتعديل في أهدافه وغاياته، فالتحق بمدرسة (اللاسلكي) للتخرج كمهندس كهربائي. أحب الدراسة و انغمس فيها ، وفي الحياة الفكرية و ألم باللغة الفرنسية و أتقنها بامتياز، تزوج من فرنسية مسلمة واختار الإقامة في فرنسا حيث شرع يؤلف، في قضايا العالم الإسلامي و يدافع على الإسلام
.فكان أول كتاب له هو (الظاهرة القرآنية) سنة 1946
وتلاه برواية (لبَّيك) 1947 وهي رواية فلسفية
ثم (شروط النهضة) 1948 الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار و (وجهة العالم الإسلامي) 1954
انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954م وهناك حظي باحترام، فكتب فكرة الإفريقية الآسيوية 1956
.بعد استقلال الجزائر عاد إلى الوطن سنة 1963 ، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان محصوراً في جامعة الجزائر المركزية، حتى استقال سنة 1967 متفرغاً للكتابة، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته، بعنوان عام مذكرات شاهد القرن.
مذكرات شاهد القرن الجزء الأول من كتاب (مذكرات شاهد القرن) صدر في عام 1966 بعنوان (مذكرات شاهد القرن: الطفل) و قد تضمن هذا الجزء طفولة الكاتب ثمّ تلاه في بداية السبعينيات بالجزء الثاني وخصصه لمرحلة دراسته في باريس، وتمتد هذه الفترة من 1930 إلى 1939 و يعتبر هذا الكتاب صورة عن نضاله في طلب العلم والمعرفة ، والبحث في أسباب الهيمنة الأوروبية الصليبية ونتائجها السلبية المختلفة اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا
.فهو شاهد على حقبة مظلمة في تاريخ الجزائر وظروف مواجهة الاستعمار الفرنسي العنصري، فكانت الشهادة قوية زاخرة، وستبقى من المناجم الثرية للباحثين في أكثر من مجال من مجالات الحياة المختلفة، وفي مقدمتها المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي.
وفاته :
توفي مالك بن نبي رحمه الّله يوم 31 أكتوبر 1973م، مخلفا وراءه مجموعة من الأفكار القيمة و المؤلفات النادرة
.فكر مالك بن نبي لا يزال مفتوحا وقادرا على العطاء المستمر إذا توفرت القراءة الواعية التي تؤسس على الصلب المتين ولا تقف كثيرا عند المتجاوز واللّحظي المرتبط بحدود زمنية والجغرافية المعرفية للمؤسس الرائد، لأن طبيعة الفكر الإنساني محدود بظرفه وتاريخيته.
ودور المواكبون لحركة التجديد الحضاري هو تجاوز المحدودات التاريخية باحثين عن النظم الكلية والقواعد الجامعة التي تبني الرؤية الحضارية وتضع لبنة جديدة في بناء هذه المدرسة التي بدأت مع ابن خلدون وتجددت عل يد ابن نبي في هذا العصر ولا يجب أن تتوقف هنا
.مؤلفاته
:تحلَّى مالك بن نبيّ بثقافة منهجيَّة، استطاع بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلِّف، فألف سلسلة كتب تحت عنوان " مشكلات الحضارة" بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر، وهي ( مرتبة ترتيبا هجائيا
):• 1- بين الرشاد والتيه 1972.
• 2- تأملات 1961.
• 3-
دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين (محاضرة ألقيت في 1972).
• 4- شروط النهضة 1948.
• 5- الصراع الفكري في البلاد المستعمَرة 1959.
• 9- في مهبِّ المعركة 1962.
• 10- القضايا الكبرى.
• 12- المسلم في عالم الاقتصاد 1972.
• 13- مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي 1970.
• 14- مشكلة الثقافة 1958.
• 16- ميلاد مجتمع
• " آفاق جزائرية" 1964.
• " لبيك" 1947.
• "النجدة…الشعب الجزائري يباد" 1957.
• "حديث في البناء الجديد" 1960 ( ألحق بكتاب تأملات).
• "إنتاج المستشرقين " 1968.
• " الإسلام والديمقراطية" 1968.
• "معنى المرحلة" 1970.
هذه القيمة الفكرية التاريخية
لهذا الجيل
فهذا واجبنا تجاه رجالاتنا و ثقافتنا
الله يجعلو في ميزان حسناتك
جزاك الله الجنة
بارك الله فيكي
في امان الله
مع تحياتي
نوال
و لك مثل ذلك
و فيك بارك الله أختي نوال
مشكورة على المرور الطيب
هذه القيمة الفكرية التاريخية
لهذا الجيل
السلام عليكم
شكرا يا أم كلثوم على ابراز هده الشخصية التاريخية
شكراااااااااااااااااااا
شرف الدين البوصيري
التعريف به
شاعرنا اسمه كاملاً محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله، ولد عام 1212م – 608 هـ، بقرية دلاص إحدى قرى بني سويف في صعيد مصر، وترجع أصوله إلى إحدى قبائل البربر التي استوطنت جنوب المغرب الأقصى، ونشأ البوصيري وترعرع بقرية بوصير والتي استمد منها لقبه.
كان أول تعليم البوصيري القرآن الكريم الذي حفظه في طفولته، ثم تتلمذ على يد عدد من علماء عصره، نظم البوصيري الشعر صغيراً، وجرب أنواعاً من الشعر إلا انه مال إلى الزهد والتصوف فأتجه إلى المدائح النبوية، والشعر الصوفي.
شعر البوصيري
بلغت شهرة البوصيري الأفاق في نظم الشعر في المدائح النبوية، فظهرت قصائده مغلفة بالروح العذبة والمعاني الصادقة مع روعة التصوير والتعبير والتي أستلهمها من حبه للنبي الكريم "صلى الله عليه وسلم"، فجاءت ألفاظه دقيقة بديعة السبك والنظم، فكانت قصائده بمثابة مدرسة لشعراء المدائح النبوية.
وأمتاز شعر البوصيري بالرصانة والجزالة وأجاد في استعمال البديع، والبيان وغلبت على قصائده المحسنات البديعية، كما تميز شعره بالقوة والرصانة، وتأتي قصيدة البردة للبوصيري على رأس قصائد المدائح النبوية، والتي عارضها أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته "نهج البردة ".
انكب البوصيري على مذهب الصوفية، فاطلع على سير عدد من أربابها قديماً وحديثاً وغاص فيها، وتلقى الصوفية على يد أبي الحسن الشاذلي، ومدح الشاذلية في شعره، وقد غلب على الشعر في العصر المملوكي والذي ينتمي إليه البوصيري، المدائح النبوية والموضوعات الدينية، ومنظومات الزهد والتصوف.
إنَّ الإِمـــــامَ الــشَّـاذِلـيَّ طَــرِيـقُـهُ … فِي الفَضْلِ واضحَةٌ لِعَيْنِ المُهْتَدِي
فـانْـقُـلْ ولـــوْ قَـدَمـاً عَـلَـى آثــارِهِ … فـــإذَا فَـعَـلْـتَ فَـــذاكَ آخَـــذُ بـالْـيَدِ
قصة البردة
يقال عن سبب تسمية هذه القصيدة "بالبردة" لأن المرض كان قد أشتد على البوصيري، وفي إحدى المرات عندما كان نائماً رأى النبي "صلى الله عليه وسلم" وقد غطاه ببردته – عباءته – فأصبح وقد شفي مما هو فيه، وسميت هذه القصيدة أيضاً بالبرأة، والميمية لأنها تختتم قافيتها بحرف "الميم"، وفي هذه القصيدة يجمع كل أدواته الشعرية ويجمع همته لمدح خير خلق الله "محمد" صلى الله عليه وسلم، وقد شرح وعارض هذه القصيدة العديد من الشعراء.
ويبدأ البوصيري "البردة" بالأبيات التالية:
أمْ هَـبَّـتْ الـريـحُ مِــنْ تِـلْـقاءِ كـاظِمَةٍ…وأوْمَضَ البَرْقُ فِي الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فــمــا لِـعَـيْـنَيْكَ إنْ قُــلْـتَ اكْـفُـفـاهَمَتا… وَمـــا لِـقَـلْـبِكَ إنْ قُـلْـتَ اسْـتَـفِقْ يَـهِـمِ
أَيَـحْـسَـبُ الــصَّـبُّ أنَّ الــحُـبَّ مُـنْـكتِمٌ… مـــا بَــيْـنَ مُـنْـسَجِمٍ مـنـهُ ومُـضْـطَرِمِ
لـولاَ الـهَوَى لَـمْ تُـرِقْ دَمْعَاً عَلَى طَلَلٍ… ولا أَرِقْــــتَ لِــذِكِــرِ الــبَــانِ والـعَـلَـمِ
فـكـيـفَ تُـنْـكِرُ حُـبّـاً بـعـدَ مــا شَـهِـدَتْ… بـــهِ عـلـيـكَ عــدولُ الـدَّمْـعِ وَالـسَّـقَمِ
وَأَثْـبَـتَ الـوجِـدُ خَـطَّـيْ عَـبْـرَةِ وضَـنىً… مِــثْـلَ الـبَـهـارِ عَــلَـى خَـدَّيْـكَ وَالـعَـنَمِ
نَـعَمْ سَـرَى طَـيفُ مَـنْ أهـوَى فَأَرَّقَنِي… والــحُــبُّ يَــعْـتَـرِضُ الــلَّـذاتِ بــالألَـمِ
و يستمر في مدح الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" في نفس القصيدة قائلاً:
نَـبِـيُّـنَـا الآمِـــرُ الـنَّـاهِـي فـــلاَ أَحَـــدٌ… أبَّـــرَّ فِـــي قَـــوْلِ لا مِــنْـهُ وَلا نَــعَـمِ
هُــوَ الـحَـبيبُ الـذي تُـرْجَى شَـفَاعَتُهُ… لِــكـلِّ هَـــوْلٍ مِــنَ الأهــوالِ مُـقْـتَحَمِ
دَعــا إلــى اللهِ فـالـمُسْتَمْسِكُونَ بِــهِ… مُـسْـتَـمْسِكُونَ بِـحَـبْلٍ غـيـرِ مُـنْـفَصِمِ
فــاقَ الـنَّـبِيِّينَ فـي خَـلْقٍ وفـي خُـلُقٍ… وَلَـــمْ يُــدانُـوهُ فـــي عِــلْـمٍ وَلا كَــرَمِ
وَكـلُّـهُـمْ مِـــنْ رَسُــولِ اللهِ مُـلْـتَمِسٌ… غَـرْفاً مِـنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
ووَاقِـــفُــونَ لَـــدَيْــهِ عــنــدَ حَــدِّهِــمِ… مِـنْ نُـقْطَة العِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الحِكَمِ
فــهْـوَ الـــذي تَــمَّ مـعـناهُ وصُـورَتُـه… ثــمَّ اصْـطَـفَاهُ حَـبـيباً بــارِىءُ الـنَّسَمِ
مُــنَـزَّهٌ عَــنْ شَـرِيـكٍ فــي مـحـاسِنِهِ… فَـجَـوْهَرُ الـحُـسْنِ فـيه غـيرُ مُـنْقَسِمِ
دَعْ مــا ادَّعَـتْهُ الـنَّصارَى فـي نَـبيِّهِمِ… وَاحْـكُمْ بـما شْـئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
وانْسُبْ إلى ذانه ما شئْتَ مِنْ شَرَفٍ… وَانْـسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ
فـــإنَّ فَـضْـلَ رســولِ الله لـيـسَ لــهُ… حَــــدُّ فــيُـعْـرِبَ عــنــه نــاطِـقٌ بِــفَـمِ
أجاد البوصيري الخط، وتعلم قواعد هذا الفن على يد إبراهيم بن أبي عبدالله المصري وكان واحداً ممن اشتهروا بتجويد الخط في مصر، شغل البوصيري عدد من الوظائف في القاهرة والأقاليم، فعمل في صناعة الكتب خلال فترة شبابه، ثم عمل ككاتب للحسابات بمدينة بلبيس بالشرقية، ووقعت بعض المصادمات بينه وبين المستخدمين المحيطين به فضاق بهم وبأخلاقهم فنظم عدد من القصائد هجاهم فيها وذكر فيها عيوبهم مما قاله:
فَـخُـذْ أَخْـبَـارَهُمْ مَـنِّـي شِـفـاهاً… وَأنْــظِـرْنـي لأُخْــبِـرُكَ الـيَـقِـينا
فَـقَـدْ عَـاشَـرْتُهُمْ وَلَـبِـثْتُ فِـيهمْ… مَعَ التَّجْرِيبِ مِنْ عُمْرِي سِنينا
حَـوَتْ بُـلْبُيْسُ طـائِفَةً لُـصُوصاً… عَــدَلْـتُ بِــوَاحِـدٍ مِـنْـهُمْ مِـئِـينا
فُـرَيْـجِي والـصَّـفِيَّ وَصـاحِـبَيْهِ… أبَــا يَـقْطُونَ والـنَّشْوَ الـسَّمِينا
فَـكُـتَّـابُ الـشَّـمالِ هُــمُ جَـمِـيعاً… فــلا صَـحِـبَتْ شِـمالُهُمُ الـيَمِينا
وَقَـدْ سَرقُوا الْغِلالَ وما عَلِمْنا… كـما سَرَقَتْ بَنُو سَيْفِ الجُرُونا
غادر بعد ذلك البوصيري الشرقية إلى القاهرة، وافتتح كتاباً لتعليم الأطفال ثم مالبث أن غادره إلى الإسكندرية، وظل بها حتى أخر حياته، وبها تعرف على الشيخ أبا العباس المرسي، وتتلمذ على يديه وأقبل على طريقته الصوفية، وظل بالإسكندرية حتى وفاته.
المدح النبوي
أنكب البوصيري على قراءة السيرة النبوية الشريفة، ومعرفة أخبار ومواقف في حياة الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم"، ثم انطلق ينشد العديد من القصائد المميزة التي تجلى فيها حبه للرسول وبالإضافة لقصيدته الشهيرة "البردة" قدم القصيدة الهمزية التي لا تقل روعة عن "البردة" ويقول فيها:
لَـمْ يُـساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حالَ… ســنــاً مِــنــك دونَــهـم وسَــنـاءُ
إنّــمـا مَـثَّـلُـوا صِـفـاتِـك لـلـناس… كــمــا مــثَّــلَ الــنـجـومَ الــمــاءُ
أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَصدُرُ… إلا عــــن ضــوئِــكَ الأَضــــواءُ
لـكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَيبِ… ومــــنـــهـــا لآدمَ الأَســـــمــــاءُ
لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تُختَارُ… لــــــــك الأُمــــهـــاتُ الأَبـــــــاءُ
مـا مـضتْ فَـترةٌ مـن الرُّسْلِ إِلّا… بَــشَّـرَتْ قـومَـهـا بِـــكَ الأَنـبـياءُ
تـتـباهَى بِــكَ الـعـصورُ وَتَـسْمو… بِــــكَ عــلْـيـاءٌ بــعـدَهـا عـلـيـاءُ
وَبَــــدا لــلـوُجُـودِ مــنــك كــريـمٌ… مــــن كــريــمٍ آبَــــاؤُه كُــرمــاءُ
نَــسَـبٌ تَـحـسِـبُ الــعُـلا بِــحُـلاهُ… قَــلَّـدَتْـهَـا نـجـومـهَـا الْــجَــوزاءُ
حــبــذا عِــقْــدُ سُــــؤْدُدٍ وَفَــخَـارٍ… أنـــتَ فــيـه الـيـتيمةُ الـعـصماءُ
وُمُـحَيّاً كـالشَّمس مـنكَ مُـضِيءٌ… أسْــفَــرَت عــنـه لـيـلـةٌ غَـــرّاءُ
لـيـلةُ الـمـولدِ الـذي كَـان لـلدِّينِ… ســـــرورٌ بــيــومِـهِ وازْدِهــــاءُ
وتـوالَتْ بُـشْرَى الهواتفِ أن قدْ… وُلِــدَ الـمـصطفى وحُــقّ الـهَناءُ
وتَـدَاعَـى إيــوانُ كِـسْرَى ولَـوْلا… آيـــةٌ مِـنـكَ مــا تَـدَاعَـى الـبـناءُ
وغَـــدَا كـــلُّ بــيـتِ نـــارٍ وفــيـهِ… كُــرْبَـةٌ مِـــنْ خُـمـودِهـا وَبـــلاءُ
وعارض قصيدة "بانت سعاد" لكعب بن زهير فقال البوصيري في قصيدته:
فِي كلِّ يَوْمٍ تُرَجِّي أن تتوب غدا… وَعَقدُ عَزمِكَ بالتَّسوِيفِ مَحْلُولُ
كما قدم بائياته الثلاثة والتي قال في إحداها:
وَبَـــــدا لـــــه أنَّ الـــوُقُــوفَ بِــبـابِـهِ… بــــابٌ لِــغُـفْـرانِ الــذُّنــوبِ مُــجَــرَّبُ
صــلَّــى عــلـيـه الــلَّـهُ إنَّ مَـطـامِـعي… فـــي جُــودِهِ قــد غــارَ مـنـها أشـعَـبُ
لِــــم لا يــغــارُ وقــــد رآنــــي دونَـــه… أدركْــتُ مِــنْ خَـيْرِ الـوَرَى مـا أطـلُبُ
مـــــاذا أخــــافُ إذا وَقَــفْــتُ بِــبـابِـهِ… وصَـحـائِـفي سُـــودٌ ورأْسِــيَ أشْـيَـبُ
والمصطَفى الماحي الذي يمحو الذي… يُحْصِي الرقيبُ على المُسيء وَيَكْتُبُ
توفى البوصيري بالإسكندرية عام 1296م – 696هـ، وقد ترك إرثاً قيماً للأجيال اللاحقة تمثلت في عدد كبير من قصائده والتي ضمها ديوانه الشعري، بالإضافة لقصيدة البردة أو "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "المضرية في الصلاة على خير البرية"، والقصيدة "الهمزية"، و"المحمدية"، ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان: "المخرج والمردود على النصارى واليهود".
باركـ الله فيكـ