التصنيفات
الأدب واللغة العربية

سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة الدكتور جميل حمداوي

سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة الدكتور جميل حمداوي


الونشريس

سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة


الدكتور جميل حمداوي

تمهيــــــد:

من أهم المناهج الأدبية واللسانية التي ظهرت في الساحة النقدية العربية الحديثة والمعاصرة المنهج السيميولوجي الذي يدرس النص الأدبي والفني باعتبارهما علامات لغوية وغير لغوية تفكيكا وتركيبا. وقد تعرف المفكرون العرب على هذا المنهج نتيجة الاحتكاك الثقافي مع الغرب ونتيجة الاطلاع على مستجدات الحقل اللساني و تمثل تصورات ما بعد البنيوية وعبر البعثات العلمية المتوجهة إلى جامعات الغرب و نتيجة فعل الترجمة. إذاً، ماهي السيميولوجيا والسيميوطيقا ؟ وما هي مرتكزات منهجية التحليل السيميوطيقي؟ وما هي أهم اتجاهاتها النظرية والتطبيقية؟ وما الفرق بين سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة؟ هذا ما سنعرفه في موضوعنا هذا.


التحميل من الملفات المرفقة

http://www.ouarsenis.com/vb/attachme…1&d=1240589846


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
m5zn.com-2fkci1n6y.zip‏  11.3 كيلوبايت المشاهدات 536


رد: سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة الدكتور جميل حمداوي

ما أحوجنا إلى مثل هاته المناهج اللسانية والسيميائية الجديرة بالذكر ………………….. بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
m5zn.com-2fkci1n6y.zip‏  11.3 كيلوبايت المشاهدات 536


رد: سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة الدكتور جميل حمداوي

شكرا لك دكتور على هذا المقال الرائع والمفيد جدا

جزاك الله كل الخير


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
m5zn.com-2fkci1n6y.zip‏  11.3 كيلوبايت المشاهدات 536


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

الأجنحة المتكسرة

الأجنحة المتكسرة – جبران خليل جبران –


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

و من أروع ما خط بقلمه جبران خليل جبران إليكم

" الأجنحة المتكسرة –


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الأجنحة المتكسرة(2).rar‏  1.88 ميجابايت المشاهدات 94


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

المذكر و المؤنث

المذكر و المؤنث – ابن التستري الكاتب –


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم كتاب:

" المذكر والمؤنث "

المؤلف ابن التستري الكاتب

نبذه عن الكتاب:

معجم صغير رتب ابن التستري فيه ما يذكر ويؤنث من ألفاظ العرب على حروف المعجم، دون ترتيب هجائي داخلي للمواد. وهو الأثر الوحيد الذي وصلنا من مؤلفات ابن التستري.

منقول

للتحميل إضغط على محتوى الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
altstri.zip‏  18.2 كيلوبايت المشاهدات 24


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

سحر البلاغة و سر البراعة

سحر البلاغة و سر البراعة – الثعالبي –


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم و من أهم الكتب في اللغة العربية

" سحر البلاغة و سر البراعة "

لصاحبه أبي المنصور الثعالبي

للتحميل إضغط على محتوى الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
سحر البلاغة و سر البراعة للثعالبي(2).rar‏  742.7 كيلوبايت المشاهدات 101


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

ألفية ابن مالك في النحو و الصرف

ألفية ابن مالك في النحو و الصرف


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم:

" ألفية ابن مالك في النحو و الصرف "

للتحميل إضغط على محتوى الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
alfyat.zip‏  292.4 كيلوبايت المشاهدات 151


رد: ألفية ابن مالك في النحو و الصرف

شكراااااااااااااااااااااااا على المضوع الرائع


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
alfyat.zip‏  292.4 كيلوبايت المشاهدات 151


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

تاريخ النقد عند العرب

تاريخ النقد عند العرب


الونشريس

مذكرة تخرج : تاريخ النقد عند العرب

التحميل من الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
nakd.rar‏  43.7 كيلوبايت المشاهدات 131


رد: تاريخ النقد عند العرب

مشكوووووووووووووووووووووووووووووو ر


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
nakd.rar‏  43.7 كيلوبايت المشاهدات 131


رد: تاريخ النقد عند العرب

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مشكور أستاذ هيدر على المذكرة

موضوعها يفيدني كثيراً في دراستي لأنني أدرس مقياس النقد العربي القديم


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
nakd.rar‏  43.7 كيلوبايت المشاهدات 131


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

دراسة تاريخية و فنية لإلياذة هوميروس

دراسة تاريخية و فنية لإلياذة هوميروس


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم:

" دراسة تاريخية و فنية لإلياذة هوميروس "


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
دراسة تاريخية و فنية لإلياذة هوميروس.doc‏  115.0 كيلوبايت المشاهدات 68


رد: دراسة تاريخية و فنية لإلياذة هوميروس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أختي أم كلثوم جزاك الله خيرا على ما تقدمينه من كتب لقد قمت بتحميل العديد منها.


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
دراسة تاريخية و فنية لإلياذة هوميروس.doc‏  115.0 كيلوبايت المشاهدات 68


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

مختارات من الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع

مختارات من الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، وصلاةً وسلاماً على من لا نبي بعده ،
فلمّا كان الأدبُ كنزُ العلوم، ومجمعُ الآداب، فقد اهتمّ به المتقدمون وتبعهم على ذلك المتأخرون، ولعل من أوائل أولئك الذين اهتموا بجمع كلامِ الناسِ المحفوظ؛ الذي فيه عونٌ على عمارة القلوبِ ودليلٌ على محامدِ الأمور ومكارمِ الأخلاق "عبد الله بن المقفع" الذي قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله "أحد البلغاء والفصحاء ورأس الكتّاب وأولي الإنشاء" ،
وكتابه الموسوم بـ "الأدب الصغير والأدب الكبير" قد حوى قدراً كبيراً من تلك الدررِ والفوائدِ من كلامِ الفضلاء ، بسبكٍ راقيٍ واسلوبٍ أدبي رفيع .

ومشاركةً في الفائدة ونشراً للخير فهذه ورقاتٌ حوت مختاراتٍ من هذا الكتاب ، لنا فيها إشاراتٌ نطبقها على واقعنا الدعوي المعاش وعلى حياتنا اليومية ، ليس لي فيها سوى الاصطفاء والانتقاء ثم العنونة لكل مقطعٍ بما يسنحُ في الذهنِ من فهم، .

قال ابن المقفع: أما بعد، فإن لكل مخلوقٍ حاجةً، ولكل حاجةٍ غايةً، ولكل غاية سبيلاً.
والله وقّت للأمُور أقدارها، وهيأ إلى الغايات سبلها، وسبّبَ الحاجات ببلاغها.
فغايةُ الناسِ وحاجاتهم صلاحُ المعاشِ والمعاد، والسبيل إلى دَرْكها العقل الصحيح. وأمارةُ صحةِ العقلِ اختيارُ الأمورِ بالبصرِ، وتنفيذُ البصرِ بالعزمِ .

الأدب ينمي العقول
وللعقولِ سجياتٌ وغرائزُ بها تَقبَلُ الأدب، وبالأدبِ تنمى العقولُ وتزكو.

فليعلمِ الكُتّاب
فليعلمِ [الكتّاب والأدباء] والواصفونَ أن أحدهم، وإن أحسن وأبلغ، ليس زائداً على أن يكون كصاحب فصوص وجد ياقوتاً وزبرجداً ومرجاناً، فنظمه قلائد وسموطاً وأكاليل، ووضع كل فص موضعهُ، وجمعَ إلى كل لونٍ شبهه وما يزيدهُ بذلك حسناً، فسمي بذلك صانعاً رفيقاً …
فمن جرى على لسانه كلامٌ يستحسنهُ أو يُستحسنُ منهُ، فلا يُعجبنّ إعجاب المخترع المبتدعِ، فإنه إنما اجتناهُ كما وصفنا .

أين أنت ؟
الواصفون أكثرُ من العارفين، والعارفون أكثرُ من الفاعلينَ ، فلينظرُ امرؤ أين يضعُ نفسه .

تعلّم الاقتداء !
إن من أُعين على حفظِ كلامِ المصيبين، وهدي للإقتداء بالصالحين، ووفّق للأخذِ عنِ الحكماء، ولا عليهِ أن لا يزداد، فقد بلغ الغاية .

اشدد على نفسك !
وعلى العاقل مخاصمةُ نفسه ومحاسبتُها والقضاءُ عليها والإثابةُ والتنكيلُ بها .

اختر بيئتك !
زعم بعضُ الأولينَ أن صُحبةَ بليدٍ نشأ مع العلماء أحب إليهم من صحبةِ لبيبٍ نشأ مع الجهال .

ساعةٌ وساعة !
إنّ استجمامَ القلوبِ وتوديعها زيادةُ قوةٍ لها وفضل بُلغةٍ .

علّم نفسك قبل تعليم غيرك !
من نصّبَ نفسهُ للناسِ إماماً في الدينِ، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه وتقويمها في السيرة والطعمةِ والرأي واللفظ والأخدانِ، فيكن تعليمهُ بسيرته أبلغَ من تعليمه بلسانهِ .

لذوي الأفهام !
فأما التخيّرُ للعمالِ [والقادة] فإنهُ نظامُ الأمرِ ووضعُ المؤونةِ .
فإنهُ عسى أن يكونَ بتخيرهِ رجلاً واحداً قدٍ اختار ألفاً. لأنهُ من كان من العُمالِ خياراً فسيختارُ كما اختيرَ. ولعل عُمالَ العاملِ وعمالَ عُمالهِ يبلغونَ عدداً كثيراً، فمن تبين التخيرَ فقد أخذ بسببٍ وثيقٍ، ومن أسس أمرهُ على غيرِ ذلك لم يجدِ لبنائه قواماً .

همتك !
وفي بُعدِ الهمةِ يكونُ النصب .

قَدَرُ الله آت !
الدنيا دولٌ، فما كان لك منها أتاكَ على ضعفكَ، وما كان عليك لم تدفعهُ بقُوتكَ .

كلامُ اللبيبِ ولقاءُ الإخوان
كلامُ اللبيبِ، وإن كان نزراً، أدبٌ عظيمٌ … ولقاءُ الإخوانِ، وإن كان يسيراً، غُنم حسنٌ .

فقه الواقع !
يدلُ على علمِ العالمِ معرفتهُ ما يدركُ من الأمورِ وإمساكه عما لا يدركُ … ومعرفتهُ زمانهُ الذي هو فيه، وبصرهُ بالناسِ .

كمال العلم
ومن العلمِ أن تعلمَ أنك لا تعلمُ بما لا تعلمُ .

اتبعَ الهوى ثم جحدَ ثم احتجَّ له !!؟
رأسُ الذنوبِ الكذبُ: هو يؤسسُها وهو يتفقدها ويثبتها.
ويتلونُ ثلاثة ألوانٍ: بالأمنيةِ، والجحودِ، والجدلِ، يبدو لصاحبهِ بالأمنية الكاذبة فيما يزينُ لهُ من الشهواتِ فيشجعهُ عليها بأن ذلك سيخفى. فإذا ظهر عليه قابلهُ بالجحودِ والمكابرةِ، فإن أعياهُ ذلك ختم بالجدلِ، فخاصم عن الباطل ووضع لهُ الحجج، والتمس به التثبت وكابر بهِ الحق حتى يكون مسارعاً [للترخص ثم المعصية] .

محكُّ الرجال
كان يقالُ: الرجالُ أربعةٌ: اثنان تختبرُ ما عندهما بالتجربةِ، واثنان قد كُفيت تجربتهما.
فأما اللذانِ تحتاجُ إلى تجربتهما، فإن أحدهما برٌّ كان مع أبرارٍ، والآخر فاجرٌ كان مع فُجّارٍ، فإنك لا تدري لعل البر منهما إذا خالط الفُجّارَ أن يتبدل فيصير فاجراً، ولعل الفاجر منهما إذا خالط الأبرار أن يتبدل براً، فيتبدلُ البر فاجراً، والفاجر براً.
وأما اللذان قد كفيتَ تجربتهما وتبين لك ضوءُ أمرهما، فإن أحدهما فاجرٌ كان في أبرارٍ، والآخر بر كان في فُجّارٍ .

عقلان
لا عقل لمن أغفلهُ عن آخرتهِ ما يجدُ من لذةِ دنياهُ، وليس من العقلِ أن يحرمهُ حظهُ من الدنيا بصرهُ بزوالها .

سخافةُ المتكلم
من الدليلِ على سخافةِ المتكلمِ أن يكون ما يُرى من ضحكه ليس على حسبِ ما عندهُ من القولِ، أو الرجلُ يكلّمُ صاحبهُ فيُجاذبهُ الكلام ليكونَ هو المتكلم، أو يتمنى أن يكون صاحبهُ قد فرغَ وأنصت لهُ فإذا نصتَ لهُ لم يحسنِ الكلامَ .

لا تحرص
لا يطمعنَ الخِبُّ في كثرة الصديق … ولا الحريصُ في الإخوانِ .

بين العاجزِ والحازم
السببُ الذي يُدركُ به العاجزُ حاجتهُ هو الذي يحولُ بين الحازمِ وبين طَلِبتهِ .

الفقرُ بليّة
الفقرُ داعيةٌ إلى صاحبهِ مقتَ الناسِ … وليس من خلةٍ هي للغني مدحٌ إلا هي للفقيرِ عيبٌ، فإن كانَ شجاعاً سمي أهوج، وإن كانَ جواداً سمي مفسداً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي مفسداً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي بليداً، وإن كان لسناً سمي مهذاراً، وإن كان صموتاً سمي عيياً .

فقدُ الإخوان غمّ
وليس من الدنيا سرورٌ يعدلُ صحبةَ الإخوانِ، ولا فيها غمٌّ يعدلُ غمَّ فقدهم .

أخوّة أصيلة
ومن المعونة على تسليةِ الهمومِ وسكونِ النفسِ لقاءُ الأخِ أخاهُ، وإفضاءُ كل واحدٍ منهما إلى صاحبهِ ببثهِ.
وإذا فُرّق بين الأليفِ وأليفهِ فقد سُلبَ قرارهُ وحُرمَ سرورهُ .

لا تخذّل .. إذا انطلقت الفكرة !
وأصلُ الأمر في البأسِ والشجاعةِ ألا تُحدّثَ نفسك بالإدبارِ، وأصحابكَ مقبلونَ على عدوهم.
ثم إن قدرت على أن تكونَ أولَ حاملٍ وآخرَ منصرفٍ، من غير تضييعٍ للحذرِ فهو أفضلُ .

للقادة .!
ليعرفِ الناسُ، في ما يعرفونَ من أخلاقك، أنك لا تُعاجلُ بالثوابِ ولا بالعقابِ، فإن ذلك أدومُ لخوفِ الخائفِ ورجاء الراجي.

طوّر من تحت يدك .!
إذا كنت إنما تضبطُ أمورك وتصولُ على عدوكَ بقومٍ لست منهم على ثقةٍ من دينٍ ولا رأي ولا حفاظٍ من نيةٍ فلا تنفعنّكَ نافعةٌ حتى تحوّلهم إن استطعتَ إلى الرأي والأدبِ الذي بمثلهِ تكون الثقة.

لا تحلف .!
إنما يحملُ الرجلَ على كثر الحلفِ إحدى هذه الخصال :
إما مهانةٌ يجدها في نفسه، وضرعٌ وحاجةٌ إلى تصديقِ الناسِ إياهُ.
وإما عيٌّ بالكلامِ، فيجعل الأيمان لهُ حشواً ووصلاً .
وإما عبثٌ بالقولِ وإرسالٌ للسانِ على غيرِ رويةٍ ولا حسنِ تقديرٍ .

درسٌ في الإدارة .!
لا عيبَ على [القائد] ، إذا تعهّد الجسيمَ من أمرهِ بنفسهِ، وأحكمَ المهم، وفوّض ما دون ذلك إلى الكُفاةِ .

عند طرح الآراء .!
إذا أردت أن يُقبلَ قولكَ فصحّح رأيكَ ولا تشوبنّهُ بشيءٍ من الهوى، فإن الرأي الصحيحَ يقبلهُ منكّ العدو، والهوى يردهُ عليكَ الولدُ والصديقُ .

أخوّة الروح
ابذل لصديقكَ دمكَ ومالك، ولعدوك عدلكَ وإنصافكَ، واضنن بدينكَ وعرضكَ على كل أحدٍ.

لا تنتحل رأي غيرك
إن سمعت من صاحبكَ كلاماً أو رأيتَ منهُ رأياً يعجبُكَ فلا تنتحلهُ تزيناً به عند الناسِ، [ولكن انسبه إلى صاحبه] .
فإن بلغَ بك ذلكَ أن تشيرَ برأي الرجلِ وتتكلمَ بكلامهِ وهو يسمعُ جمعتَ مع الظلمِ قلةَ الحياء .

تمامُ الأخوة
ومن تمام حسنِ الخلقِ والأدبِ أن تجودَ نفسكَ لأخيكَ بما انتحل من كلامك ورأيكَ، وتنسبَ إليه رأيهُ وكلامهُ، وتُزيّنهُ مع ذلك ما استطعتَ .

لا تأتي بالعيد .!
واستحي الحياءَ كلهُ من أن تخبرَ صاحبكَ أنكَ عالمٌ وأنهُ جاهلٌ: مصرحاً أو معرضاً .

أخوّتك الخاصة لا تنقطع أبداً !
اجعل غاية تشبّثكَ في مؤاخاةِ من تؤاخي ومواصلةِ من تواصلُ توطينَ نفسكَ على أنه لا سبيل لكَ إلى قطيعةِ أخيكَ، وإن ظهرَ لكَ منهُ ما تكرهُ، فإنهُ ليس كالمملوكِ تعتقهُ متى شئتَ ! أو كالمرأة التي تُطلقها إذا شئتَ ! ولكنهُ عرضكَ ومروءتكَ ، فإنما مروءةُ الرجلِ إخوانهُ وأخدانهُ .

لا تفلّها مع الناس .. !
البس للناسِ لباسينِ ليس للعاقلِ بدٌّ منهما، ولا عيشَ ولا مروءةَ إلا بهما :
لباسَ انقباضٍ واحتجازٍ من الناسِ، تلبسهُ للعامةِ فلا يلقونكَ إلا متحفظاً متشدداً متحرزاً مستعداً.
ولباسَ انبساطٍ واستئناسٍ، تلبسهُ للخاصةِ الثقاتِ من أصدقائك فتلقاهمُ بذاتِ صدركَ وتفضي إليهم بمصونِ حديثكَ وتضعُ عنكَ مؤونةَ الحذرِ والتحفظِ في ما بينكَ وبينهم.

ليس الصبرُ صبرَ الحمير !
ليس الصبرُ الممدوحُ بأن يكون جِلدُ الرجلِ وقَاحاً على الضربِ، أو رجلهُ قويةً على المشي، أو يدهُ قويةً على العملِ. فإنما هذا من صفاتِ الحميرِ.
ولكن الصبرَ الممدوحَ أن يكونَ للنفسِ غلوباً، وللأمورِ محتملاً، وفي الضراء متجمّلاً، و لنفسهِ عند الرأي والحفاظِ مرتبطاً وللحزمِ مؤثِراً، وللهوى تاركاً، وللمشقةِ التي يرجو حسن عاقبتها مستخفّاً، وعلى مجاهدةِ الأهواء والشهواتِ مواظباً، ولبصيرتهِ بعزمهِ منفّذاً.

لا تُشهر العداوة !
يكن مما تنظرُ فيه من أمرِ عدوكَ وحاسدكَ أن تعلمَ أنهُ لا ينفعكَ أن تخبر عدوكَ وحاسدكَ أنكَ لهُ عدو، فتنذرهُ بنفسك وتؤذنهُ بحربكَ قبل الإعداد والفرصةِ، فتحملهُ على التسلحِ لكَ، وتوقدَ نارهُ عليكَ.

اعدل في عداوتك !
إن كنتَ مكافئاً بالعداوةِ والضررِ فإياكَ أن تكافئ عداوةَ السرِ بعداوةِ العلانية، وعداوةَ الخاصةِ بعداوةِ العامةِ، فإن ذلك هو الظلمُ.
[وأعظمَ من ذلك قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه وليّ حميم)]

احذر فضولَ النظر !
اعلم أن من أوقعِ الأمورِ في الدينِ وأنهكها للجسدِ وأتلفها للمالِ وأقتلها للعقلِ وأزراها للمروءةِ وأسرعها في ذهابِ الجلالةِ والوقارِ الغرامِ بالنساء.

حُمقٌ وشقاءٌ وسَفَه . !
ومن العجبِ أن الرجلُ الذي لا بأس بلبهِ ورأيهِ يرى المرأةَ من بعيدٍ متلفقةً في ثيابها، فيصوّر [الشيطان] لها في قلبهِ الحسن والجمالَ حتى تعلقَ بها نفسهُ من غير رؤيةٍ ولا خبرِ مخبر ! ثم لعلهُ يهجمُ منها على أقبحِ القبحِ وأدمّ الدمامةِ، فلا يعظهُ ذلكَ ولا يقطعهُ عن أمثالها. ولا يزالُ مشغوفاً بما لم يذق، حتى لو لم يبقَ في الأرضِ غيرُ امرأةٍ واحدةٍ، لظن أن لها شأناً غير شأنِ ما ذاقَ، وهذا هو الحمقُ والشقاء والسفهُ.

إذا ازدادت التكاليف !
إذا تراكمت عليكَ الأعمالُ فلا تلتمسِ الروحَ [الاستراحة] في مدافعتها بالروغانِ منها. فإنهُ لا راحة لكَ إلا في إصدارها، وإن الصبر عليها هو الذي يخففها عنكَ، والضجر هو الذي يُراكمُها عليكَ.

الدنيا متقلّبةٌ فلا تضْمن !
واعلم أن المستشار ليس بكفيلٍ، وأن الرأي ليس بمضمونٍ. بل الرأيُ كلهُ غررٌ، لأن أمورَ الدنيا ليس شيءٌ منها بثقةٍ، ولأنه ليس من أمرها شيءٌ يدركهُ الحازمُ إلا وقد يدركهُ العاجزُ. بل ربما أعيا الحَزَمَةَ ما أمكنَ العَجَزَةَ. فإذا أشارَ عليكَ صاحبكَ برأي، ثم لم تجد عاقبتهُ على ما كنتَ تأملُ فلا تجعل ذلك عليهِ ذنباً، ولا تلزمهُ لوماً وعذلا .

تم ولله الحمد( منقول)




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

تحميل كتاب: أصوات النص الشعري لـ . د. يوسف حسن نوفل

تحميل كتاب: أصوات النص الشعري لـ . د. يوسف حسن نوفل


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم في هذا الموضوع كتاب:

أصوات النص الشعري

لصاحبه الدكتور يوسف حسن نوفل

التحميل من هنـــــــــــا

منقول للفائدة




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

التداولية بقلم فرناند هالين " مترجم إلى العربية "

التداولية بقلم فرناند هالين " مترجم إلى العربية "


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم في هذا الموضوع المنقول:

التداوليـــــة


بقلم: فرناند هالين
ترجمة: د. زياد عز الدين العوف

بين يدي الترجمة‏
يقدم النص خلاصة دقيقة لأهم المبادئ والأسس التي تقوم عليها (التداولية)، مع عرض منهجي محكم لأبرز اتجاهات وتوجهات هذا العلم اللغوي الأحدث بين بقية العلوم اللغوية الأخرى.‏
تقوم (التداولية) في جوهرها على رفض ثنائية:‏
اللغة/ الكلام (Langue/ parole) التي نادى بها رائد اللسانيات الحديثة (دوسوسير F.de. Sussure) القائلة بأن (اللغة) وحدها دون (الكلام)، هي الجديرة بالدراسة العلمية. وعلى ذلك فإن (التداولية) تعنى بالبحث في العلاقات القائمة بين اللغة ومتداوليها من الناطقين بها. فتأخذ على عاتقها تحليل عمليات الكلام ووصف وظائف الأقوال اللغوية وخصائصها لدى التواصل اللغوي.‏
أما صاحب النص (فرناند هالين ـــ F.HALLYN) فمعروف بإسهامه الواضح في التنظير للأدب وللأشكال الأدبية، فضلاً عن بحوثه المتعلقة بطبيعة وآليات حضور المجتمع في النص الأدبي.‏
ويعمل أستاذاً للأدب الفرنسي‏
في جامعات بلجيكيا وفرنسا.‏
لمترجم‏

مدخل:‏
تهدف التداولية إلى تطوير نظرية لأفعال الكلام، أي للأنماط المجردة أو للأصناف التي تمثل الأفعال المحسوسة والشخصية التي ننجزها أثناء الكلام. واضعة بذلك موضع السؤال التقابل (السوسري) بين اللغة والكلام، ورافضة اعتبار هذا الأخير موضوعاً غير قابل للدراسة المنهجية.‏

بالانتقال إلى المجال الأدبي فإن هدف التداولية يفترض أنه يتوجب على الشعرية [نظرية الأدب] أن لا تنحصر بوصف مجموعة محتملة من الأشكال ("لغة" ما في مقابل "الكلام")، بل عليها أن تشتمل على نظرية (للأفعال) الأدبية أيضاً.‏

ينشأ هذا الاختيار، من بين أمور أخرى، عن ملاحظة أن دراسة مقصورة على الأشكال تؤدي ـــ غالباً ـــ إلى نظريات بالغة القوة، أي قابلة للتطبيق ـــ بالمثل ـــ على وقائع غير أدبية. أو نظرية بالغة الضعف بحيث لا تنطبق على كل الوقائع الأدبية.‏

إن الدراسات التداولية دراسات حديثة، وهي في أوج تطورها وانتشارها؛ بحيث أنه من المبكر جداً تقديم حصيلة حقيقية لها.‏

إلا أننا سنحاول ـــ على الرغم من ذلك ـــ الإشارة بشكل غير قطعي بالأحرى، ودون إسراف بذكر النواحي الفنية، إلى بعض خطوط البحث.‏

سنفعل ذلك انطلاقاً من التمييز الأساسي الموضوع من قبل (ج. أوستين) بين ثلاثة أصناف من أفعال اللغة:‏

ـــ (فعل الإنجاز): المتصل بقيمة الملفوظية ذاتها: وعد، توكيد، وعيد، (…).‏

ـــ (فعل التأثير بالقول): استهداف غايات محددة، مصرح بها أو غير مصرّح، تكون تالية للمفلوظية متسببة عنها، الأخبار، بث الطمأنينة، التخويف، …).‏

ـــ (فعل القول): إنتاج وتركيب الصوت أو العلامات الخطية لوحدات تركيبية مزودة بمعنى ما وملائمة للسياق.‏

فعل الإنجاز:‏

ثمّة تمييز مهم بين الفعل الأدبي والفعل "العادي" تمّ توضيحه بجلاء في وقت سابق من قبل (فاليري). يمكن أن نقرأ في كتابه المعنون بـ(الشعر والتفكير المجرد) ما يلي:‏

(( (…) اللغة التي خدمتني في التعبير عن مقصدي، عن رغبتي، عما أوصي به، عن رأيي، هذه اللغة التي أدّت مهمتها، سرعان ما تتلاشى بمجرد وصولها. لقد أطلقتها كيما تنعدم، كيما تتحول جذرياً إلى شيء آخر في أذهانكم؛ وسوف أدرك أني فهمت هذه الواقعة المتميزة التي تفيد بأن خطابي لم يعد موجوداً: لقد حلّ معناه محله بشكل كلي، أي لقد حلّت صور، نوازع، ردود أفعال، أو أفعال تعود لكم، محله… يترتب على ذلك أن كمال هذا النوع من اللغة ـــ التي تتمثل غايتها الوحيدة بكونها مفهومة ـــ يكمن بشكل واضح في السهولة التي تتحول بها إلى شيء آخر تماماً)).‏

تمتلك الملفوظية الأدبية قوة مختلفة تماماً. إذ ((لا يتعلق الأمر بإنجاز عملية ذات نهاية، بحيث تقع نهايتها في مكان ما ضمن الوسط المحيط بنا (…) فالشعر على النقيض من ذلك، لا يموت ليحيا: لقد نظم عمداً لكي ينبعث من رماده، وليصبح بشكل لا نهائي ما قد سبق أن كان)).‏

الملفوظية الأدبية، شأنها شأن طائر الفينيق، يمكن أن تمارس قوتها ضمن عدد غير محدد من السياقات، لدى عدد غير محدود من الأشخاص.‏

القوة الأساسية التي تستند إليها (والتي لا تستبعد تواجد بواعث أخرى "غير أدبية") هي تلك المتعلقة بطريقة تقديمها الخاصة، بتفردها.‏

لا يمكن للمفلوظية أن ترتبط بسلسلة وحيدة من الأحداث؛ ذلك أنها معدة لإعادة تحقق لا نهائي. إنها تقحم من ـــ خلال كل قراءة ـــ أفعالاً أخرى (أفعال كلام، أو غيرها) ضمن سريانها المكاني ـــ الزماني. وهي بذلك تشترك مع القوة الكائنة لكل من الطقوس واللعب. يكتب (ل. دوبريه) بصدد موضوع الطقوس:‏

((كل فعل، كل خبرة تتلاشى خلال زمانيتها الخاصة بها. إلا أن زمن الخبرة العادية ينصهر مع زمن خبرات أخرى فيكونان معاً خبرتنا المشتركة للزمان. تقاوم الطقوس هذه الزمانية بخبرات أخرى)).‏

إن خاصية غياب الزمانية نفسها تميز اللعب ـــ كما يلاحظ (ر. كايوا) حيث يقول: (( (…) اللعب هو ـــ أساساً ـــ انشغال منفصل، معزول بعناية عن باقي الوجود، ويتم إنجازه ـــ عموماً ـــ ضمن حدود زمانية ومكانية محددة)).‏

يظهر (فعل الإنجاز) الأدبي ـــ إذاً ـــ بوصفه ملفوظية متحررة من زمانية مقيدة، مع استمرارية الأفعال الأخرى، مثلها في ذلك مثل الطقوس واللعب.‏

تتدخل زمنية نوعية فتضع بين قوسين مجرى الأحداث الخاضعة لتأثير الزمان.‏

إذا كان صحيحا بأن الملفوظية الأدبية ـــ بوصفها كذلك ـــ ودون الأخذ بالاعتبار مظاهر محتملة مكملة لها، تتملص من الاندماج الاستبدالي خلال سريان أفعال أخرى، فذلك لأنها تكون ـــ بالأحرى ـــ أيقونة لأحد أفعال اللغة بدلاً من الفعل بالمعنى الشائع للكلمة.‏

فبدلاً من التدخل ومن ثم التلاشي، تضاعف الملفوظية الأدبية الأحداث اللغوية وفق صيغة: التشابه والاختلاف.‏

إن قوة فعل الإنجاز الأدبي ليست هي التوكيد، الوعد، أو الطلب، بل هي إنتاج بنيات تقول التوكيد، الوعد، الطلب.‏

إنها تتكون ـــ بوجه الإجمال ـــ من اقتراح أنموذج لما يمكن أن يفعل (يقال ـــ يحتفظ له، يلمح إليه، يقرر، …) خلال الكلام.‏

عندما نقول: إن الكاتب يقترح أنموذجاً أيقونياً، فنحن لا ننوي إصدار حكم مسبق حول إخلاصه.‏

نحن نقول فقط: إن خطابه ـــ بوصفه عملاً أدبياً ـــ يخضع بالمقام الأول إلى شرط القبول الشكلي.‏

يفترض بالفعل [الأدبي] أن يكون مثيراً للاهتمام بذاته، بوصفه موضوعاً (وليس غاية) للاتصال.‏

إنه يقدم بوصفه موضوعاً جديراً بالقراءة خارج السياق الذي أنتج فيه، وضمن عدد غير محدد من سياقات التلقي، بغض النظر عن أية "شروط تحضيرية" أو غيرها (سيرل)، من تلك التي تدير نجاح الأفعال الأخرى.‏

فعل التأثير بالقول‏

تمّ إسناد تأثيرات متعددة إلى الملفوظية الأدبية عبر التاريخ، سواء أذهب بنا بالتفكير إلى "التطهير" في التراجيديا الإغريقية، أو إلى صيغة (هوراس)، أو إلى رغبة (مالارميه) في إعطاء "معنى أكثر نقاء للكلمات" أو إلى وظيفة اليقظة النقدية لدى (بريخت).‏

إن ما هو مشترك بين كل هذه المفاهيم، المختلفة جداً في الظاهر، وما يؤكد صلة القربى بين الأدب والطقوس واللعب، إنما هو عدم تحديد هدف محدد للتغيير في النص الأدبي، يتناول ـــ في لحظة ما وفي مكان ما ـــ العلاقات الاجتماعية أو غيرها من العلاقات.‏

إنما إثارة رد فعل تقييمي، بالأحرى، (فان ديجك) بالمقارنة مع النص نفسه، وربما من خلاله، بالمقارنة مع "العالم" الممثل في النص.‏

إن نصاً أدبياً ما لا يهدف إلى إثارة إجابة مباشرة خلال تسلسل الأحداث، بل إلى إثارة إجابة (بالقبول أو بالرفض، بالتحليل أو بالانفعال، الخ). إزاء نموذج فعل أو أفعال اللغة التي يقترحها. نحن نميز متبعين (بانج) بين ثلاثة أنماط كبرى لأفعال التشكيل الأدبي القادرة على إثارة رد فعل تقييمي [وذلك على النحو التالي]:‏

ـــ((في البداية، يمكن لعملية التشكيل الأدبي أن تجعل نماذج الواقع المقبول إشكالية (…) إذ يبتكر الأدب، نماذج بديلة للعالم: نماذج خيالية، عجائبية، مضحكة، أو نماذج تصحيحية: هجائية، أو نماذج مطابقة: تمجيدية، واقعية، الخ)).‏

ـــ يمكن للتشكيل الأدبي أن يتلاعب بأداة الاتصال، اللغة، بقواعد تركيبها، بالشروط التداولية لاستخدامها)).‏

ـــ ((أخيراً، يمكن للتشكيل الأدبي أن يتصرف بالمضطلعين بالاتصال، أو يتصرف بقيمهم ومعاييرهم، أو بكينونتهم ذاتها (…) وكذلك بعلاقاتهم الذاتية المتبادلة)).‏

الوظيفة التشكيلية واحدة من خصائص العلامات الأيقونية. لقد لاحظ (بيرس) سابقاً أن ما يلاحظ إنما هو الأيقونة عوضاً عمّا تمثله. إنها تكوّن بديلاً ممتازاً عن موضوعها، وذلك للحكم عليه أو لاختباره:‏

((لأن إحدى الخصائص الكبرى المميزة للأيقونة تكمن في أنه يمكن اكتشاف حقائق أخرى تتعلق بموضوعها غير تلك التي تكفي لتحديد بنيتها، وذلك من خلال الملاحظة المباشرة لها)). (بيرس).‏

يمكن للأيقونة أو للأنموذج أن تتصرفا مثلاً، بوصفهما بؤرة تركيز، تعزل بعض الأجزاء، أو بعض المظاهر لتركيز الانتباه عليها.‏

تتقبل الأيقونة ـــ فضلاً عن ذلك ـــ تداولات لا يمكن أن تخضع لها ـــ دائماً ـــ الموضوع ذاته في واقعه المحسوس، أو في وظيفته العملية: يمكن تبسيط أو تعقيد، إلغاء أو إضافة، استبدال أو قلب العناصر والعلاقات، أو إحداها [فقط]…‏

لا تتضمن العلامة الأيقونة بالضرورة، إعادة تمثيل، أو إعادة إنتاج (لنتأمل مخطط المهندس) بل [نفترض] بالتأكيد تشكيلاً مسبقاً، ابتكاراً مسبقاً، تشابهاً مسبقاً مع ذلك الذي لا يوجد بشكل موضوعي.‏

تسمح القيمة الممنوحة للنماذج المقترحة بالتمييز بين الوظيفة الطقسية والوظيفة اللعبية، فيقال: طبقاً لمفهوم الطقس (ج. طقوس) ـــ إن وظيفة التشكيل الأدبي وظيفة طقسية عندما تتلقى النماذج قيمة معيارية، فتقيمها بوصفها مثالاً يُحتذى أو يجتنب على صعيد الفعل.‏

لكن ـــ طبقاً لمفهوم اللعب ـــ يمكن أن يقال عن الوظيفة أنها وظيفة لعبية عندما يكون للنماذج قيمة وصفية للاستكشاف المعرفي.‏

فعل القول:‏

يتميز فعل القول الأدبي ـــ غالباً ـــ بتدخل قواعد إضافية (كالوزن الشعري)، أو باختلافات [لغوية] بالمقارنة مع الاستعمال الدارج (كاستخدام الماضي البسيط في السرد القصصي) لا تكفي هذه القواعد، بالتأكيد ـــ لتحديد الأدبية؛ إذ إنها يمكن تتبنى ضمن أنماط أخرى من الخطاب، وتتنوع من عصر إلى آخر، ومن مدرسة إلى أخرى، ومن كاتب إلى آخر. على الرغم من ذلك، فإن أهميتها مضاعفة:‏

أ ـــ فهي تسهم في توضيح أنموذج فعل القول، بوصفه كذلك، خارج أية وظيفة عملية.‏

ب ـــ وهي تسمح بإنتاج مؤثرات دلالية متنوعة، وتسهم من خلال ذلك بعملية التشكيل [الأدبي].‏

يرجع تحليل صيغ بناء موضوع (فعل القول) ـــ مهما كانت القواعد المتضمنة ـــ إلى مناهج وتقنيات طورت في إطار كل من البلاغة، السيميائية والسرديات، الخ.‏

لذا فإننا لن نتأخر عندها، لكن من المهم الإشارة إلى الأهمية المزدوجة للمقاربة التداولية مقارنة مع هذه التحليلات.‏

فمن جهة، تسمح التداولية، غالباً، بتحديد موضع التحليلات المطورة في إطار نظريات أخرى، وكذا بتوضيحها أو إكمالها. يتعلق الأمر هنا بعمل قد بدأ للتو، إلا أن نتائجه واعدة، وبخاصة عند (دكرو): إعادة تحديد مفهوم "البوليفونية" تطبيق على السرديات، ومنظورات جديدة حول بعض مجازات البلاغة، الخ.‏

ومن جهة أخرى، من المهم أن نلاحظ بأن كل التحليلات المعنية (حتى مبدأ تفسير النصوص نفسه) تستجيب، في الواقع، لتوجيه تداولي.‏

بما أن الملفوظية الأدبية لا تستهدف [إحداث] تغيير مباشر في العلاقات الاجتماعية أو غيرها، تلك التي تصل بين المرسل والمتلقين، فإن ما ينتج عن (فعل القول) يكرّس نفسه ـــ كما قلنا آنفاً ـــ بوصفه موضوعاً، أنموذجاً، علينا فحصه، علينا تقييمه.‏

هذا يعني أن الملفوظ الأدبي شيء مغلق: غير مصمم ليخترق باتجاه إدراك مقصد ما قد يعبر عن نفسه من خلال علامات (لغوية أو ما سواها) معادلة لـه بهذا المقدار أو ذاك.‏

لكنه مصمم ليستوقف النظر بواسطة مزاياه الخاصة به، وبواسطة نيته المتضمنة ـــ بالمقام الأول ـــ حسن عرضه للأنموذج المقترح.‏

تمنح التعاليم التداولية المؤسسة للتحليل الأدبي خطوة خاصة لـ(مبدأ التعاون) ذلك الذي يدير حسب غرايس. تبادلاً أقصى للمعلومات.‏

يضاف إلى هذا المبدأ (المستند ـــ هو ذاته ـــ إلى فعل التأثير بالقول) (قواعد) ذات بعد متصل بـ(فعل القول).‏

تتعلق هذه القواعد بأنساق (الكمية): (عدم الإفراط أو التفريط في القول)، (الكيفية): ("أن تكون مساهمتك ذات صدقية")، (العلاقة): ("تكلم بصدد الموضوع المقصود")، (الشكلية): ("كن واضحاً").‏

حقاً إن هذه القواعد لا تحترم ـــ دائماً ـــ خلال الاستعمال العادي [للغة]. ويمكن لذلك أن يحدث بسبب عدم الكفاءة، عدم الانتباه، الخطأ، أو بسبب رفض التعاون المقصود.‏

إلا أنه من الممكن أيضاً أن لا تؤدي تجاوزات ظاهرة لقاعدة محددة إلى الإضرار (عرضاً أو عمداً) بمبدأ التعاون: إنها تتم بشكل يتمكن فيه المتلقي من المواءمة ـــ ضمنياً ـــ بين الاختراق الظاهر والاحترام الحقيقي للتعاون.‏

ليس من الصعب العثور ـــ في الأدب ـــ على كل التجاوزات الممكنة بالمقارنة مع كل القواعد. الحال، أن المتلقي لنص أدبي ما سيكون لديه ميل للبحث في تفسير كل اختراق ممكن بوصفه تضميناً مقصوداً، بوصفه تجاوزاً ظاهرياً فحسب، يتوضع ضمن توافق تعاوني عميق، وذلك بتوظيف شرط حسن العرض، وتوظيف قيمة الأنموذج الواجب تقييمه.‏

إن مبدأ التعاون في الأدب، وفق عبارات (برات)، هو مبدأ بالغ الحماية، أو يفترض أن يكون كذلك.‏

أو كما يكتب (فان ديجك): ((بينما يبدو المؤلف حراً (…) في تحديد بناء ملفوظه، فإن القارئ هو المُطالب بالتعاون بالشكل الأقصى (…) ينتظر منه أن يتعرّف على معلومة بنائية إضافية (البحر الشعري، بنية إحدى القصص مثلاً)، وكذلك أن يقدم تفسيرات جديدة، وأن يفترض فرضيات، أو مقولات إن أمكن(…)،)).‏

ضمن هذه الشروط، وبناء على أنه ليس هناك من تفاعل "عملي" بين المؤلف والقارئ، فإنه يتوجب على هذا الأخير أن يبني موضوعاً لغوياً ـــ ومن هنا بالذات ـــ أن يبني عالماً محتمل [الوجود]. يقترح (فان ديجك) أن نحل ـــ في حالة الأدب ـــ "مبدأ البناء" محل "مبدأ التعاون".‏

نحن نلامس هنا مشكلات سبق أن عولجت بعمق ـــ على أساس تداولي ـــ غالباً ـــ ضمن الدراسات التي تتناول عملية التلقي.