أولا : حياته
عمل اوجست كونت سكرتيرا لسان سيمون وتأثر به اشد التأثر . واتصل بتقاليد القرن 18 الموسوعية فكان ذو سعة معرفية . وقد امتاز مجتمعه بالاضطراب والفوضى حيث المرحلة الانتقالية بين التقليد والحداثة . ونجد أن عصره امتاز بشيوع ظاهرتي النماء (التنمية ) والتقدم (التحديث) . وأشد مايؤثر عنه سعيه إلى بناء شجرة المعرفة حيث صنف العلم تصاعديا: الرياضيات – الفلك – الفيزياء –الكيمياء –الأحياء وأخيرا السوسيولوجيا.
ثانيا : تأسيس علم الاجتماع بين الضرورة والحاجة
إن قيام علم الاجتماع في عصر كونت جاء كضرورة اجتماعية وحاجة علمية ملحة حتمتها الرغبة في إصلاح المجتمع وإنقاذه من الفوضى الضاربة فيه.ذلك أن حالة المجتمع الفرنسي بعد الثورة اتسمت بـ :
· فوضى عقلية فاضطراب خلقي وفساد عام
· وإن انسجام المصالح المادية والمنافع المتبادلة لن تحقق الاستقرار والتقدم.
لذا فإن تنظيم أي شأن من شئون الاجتماع والأخلاق والسياسة والدين لن ينجح إلا إذا سبقه تنظيم عقلي للآراء ومناهج البحث وطرق التفكير .
ماهية فوضى العقل :
وجد أوجست كونت أن الفوضى العقلية ناجمة عن وجود أسلوبين متناقضين للتفكير وفهم الظواهر :
· الأسلوب الأول :
هو الأسلوب العلمي الذي يستعمله الناس للتفكير في الظواهر الكونية والطبيعية والبيولوجية .
· الاسلوب الثاني :
هو التفكير الديني الميتافزيقي الذي يستعمله الناس للتفكير في الظواهر المتعلقة بالإنسان والمجتمع .
السؤال هو : كيف يمكن التوفيق بين نمطي تفكير متناقضين في وقت يسعى كونت الى تحقيق وحدة المعرفة الإنسانية.
ثلاث مقترحات لمواجهة الفوضى :
أولا : التوفيق بين التفكيرين الوضعي والميتافيزيقي بلا أي تناقض ،فما هو محتوى التفكيرين ؟
المنهج الوضعي
· يدرس الحقائق الجزئية وعناصر الظواهر بحثا عن أسبابها المباشرة
· يؤمن بخضوع الظواهر لقوانين يمكن الكشف عنها
· منهج نسبي غايته كشف القوانين العلمية
المنهج الميتافزيقي
· يقوم على التأمل النظري والبحث المطلق.
· يدرس الحقائق الكلية بحثا عن العلل الأولى
· لا يؤمن بخضوع الظواهر لقوانين يمكن الكشف عنها
· منهج مطلق غايته وضع مبادئ فلسفية لاسبيل الى تصورها
من الواضح أن مقاربة هذين النمطين من التفكير أو أي محاولة للجمع بينهما ستؤدي الى اضطراب عقلي في أذهان الناس . لذا ينبغي التخلي عن هذه المقاربة المستحيلة بسبب الفرو قات الحادة بين الفكرين .
ثانيا : صرف النظر عن التفكير الوضعي وإنجازاته وإخضاع كل العقول والعلوم إلى المنهج التيولوجي الميتافزيقي كمنهج عام وشامل .
هذا الحل قد يعيد إلينا الوحدة العقلية ولكن هل يمكن تحقيقه علميا؟
· من استحقاقات هذا الحل القضاء ليس على الطريقة الوضعية فحسب بل إنكار كل الانتصارات العلمية التي تحققت في التاريخ الإنساني انطلاقا من التفكير الوضعي . مثلا علينا أن نتنكر لاختراع الطباعة وإنجازات كوبرنيك و جاليليو و ديكارت و بيكون و نيوتن وغيرهم ممن اشتغلوا بالأبحاث الوضعية وأوصلوا لنا تراثا عقليا أورثونا إياه .
· من جانب آخر فإذا تراجعنا عن الوضعية كنمط للتفكير فهل سننجح في تجميد القدرة على التفكير؟ هل نستطيع الحد من تطور التفكير وابقائه جامدا على حاله؟ وهل نستطيع أن نتحكم في قوانين الطبيعة التي حكمت على المراحل السابقة بالفساد فنمنعها من ان تحدث النتيجة نفسها؟ من المؤكد أن جعل التفكير الوضعي شيئ من قبيل العدم مستحيل شكلا ومضمونا .
ثالثا : تعميم النهج الوضعي وجعله منهجا كليا عاما وشاملا لكل ظواهر الكون [= وحدة المعرفة الوضعية ]
من استحقاقاته القضاء على ما تبقى من الفكر الميتافيزيقي ومظاهره وأن يفهم الأفراد ظواهر الاجتماع اعتمادا على المنهج الوضعي بما في ذلك ظواهر الإنسان والمجتمع التي كانت تستبعد من التحليل الوضعي قبل اوجست كونت .
ولكن ثمة شرطين لفهم الظواهر على الطريقة الوضعية :
1. أن تكون هذه الظواهر خاضعة لقوانين بحيث لا تسيرها الأهواء والمصادفات . وهذا شرط متوفر في الظواهر الاجتماعية كون المجتمع جزء من الطبيعة الكلية كما أن جميع نواحي الطبيعة خضعت لقوانين ثابتة أمكن الوصول إليها .[ هذه هي جواهر الصراع بين علماء الاجتماع حول وجود قوانين للظاهرة الاجتماعية أم لا ؟]
2. هو معرفة الناس لقوانين الظواهر وهو أمر لا يتوفر إلا اعتمادا على الدراسة الوضعية عبر باحثين مهمتهم الكشف عنها . وهذه مسألة تتطلب قيام علم جديد وهو علم الاجتماع .
هكذا يمكن القضاء على الفوضى العقلية والاجتماعية والأخلاقية وتحقيق الإصلاح المنشود.
ولادة علم الاجتماع الحديث
أول اسم أطلقه كونت على العلم الجديد كان " الطبيعة الاجتماعية = الفيزياء الاجتماعية = physique social " ثم اسماه بعلم الاجتماع sociology .
مفهوم الظاهرة الاجتماعية :
لم يعطها تعريفا على الرغم انه عني بتعريف الظاهرة الطبيعية والكيميائية والبيولوجية . لماذا؟
لأنه كان يرى أن علم الاجتماع يدرس كل الظواهر التي لم تدرسها العلوم السابقة عليه. ولأنه يرى من العبث تعريف الظاهرة الاجتماعية او تحديدها باعتبار كل الظواهر الإنسانية بما في ذلك ظواهر علم النفس هي ظواهر اجتماعية .
موضوع علم الاجتماع
مثل الظاهرة الاجتماعية لم يحدد كونت موضوعا لعلم الاجتماع معتبرا ان الإنسانية هي موضوع العلم وهي الحقيقة الجديرة بالدراسة والبحث . ولكن إذا كانت الإنسانية هي موضوع علم الاجتماع . فكيف؟ وأية علاقة بفلسفته العامة ؟
إن الإنسانية كموضوع لعلم الاجتماع يدرسها كونت في حالتين :
· الحالة الأولى : الد يناميك الاجتماعي
في هذه الحالة تهتم السوسيولوجيا بدراسة قوانين الحركة الاجتماعية والسير الآلي للمجتمعات الإنسانية والكشف عن مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في تطورها .أي دراسة الاجتماع الإنساني برمته وانتقاله من حال الى حال . هذه الحالة تقوم على أساس فكرة التطور والتقدم .
· الحالة الثانية :الستاتيك الاجتماعي
موضوعها هو دراسة المجتمعات الإنسانية في حالة استقرارها في فترة معينة من تاريخها وكذلك الاجتماع الإنساني في تفاصيله وجزيئاته وفي نظمه وقواعده السياسية والقضائية والاقتصادية والأخلاقية والدينية …الخ وفي عناصرها ووظائفها بهدف الكشف عن القوانين التي تحكم التضامن بين النظم الاجتماعية ( فكرة التضامن والنظام ) .
Ý. الحالة الأولى : الديناميك الاجتماعي
تدور أبحاث كونت في هذه الحالة حول نظريتين أساسيتين هما قانون الأدوار الثلاثة وتقدم الإنسانية .
أولا : قانون الحالات الثلاث
يجيء ثمرة لدراسة كونت للديناميك الاجتماعي الذي رأى فيه:
[ دراسة قوانين الحركة الاجتماعية والسير الآلي للمجتمعات الإنسانية والكشف عن مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في تطورها ]
إن ملخص القانون قانون الأدوار الثلاثة هو:
" إن العقل الإنساني أو التفكير الإنساني قد انتقل في إدراكه لكل فرع من فروع المعرفة من الدور الثيولوجي ( الديني اللاهوتي ) الى الدور الميتافزيقي وأخيرا إلى الدور الوضعي او العلمي " .
معنى هذا الملخص :
· يعني أن تاريخ الفنون والنظم والحضارة إجمالا وتطورها ومظاهر القانون والسياسة والأخلاق وما إليها لا يمكن فهمه إلا إذا وقفنا على تاريخ التطور العقلي بوصفه المحور الأساس الذي تدور حوله كل مظاهر النشاط الاجتماعي والسبب في ذلك أن الفكر هو الدعامة لكل نواحي الحياة الاجتماعية .
· ولما كان الفكر / العقل بهذه الأهمية الحاسمة فلا بد إذن أن يتبعه تطور منسجم معه في جميع نواحي الحياة الاجتماعية ، وهذا يعني أن كل تغيير في الحياة الاجتماعية إنما يكون نتيجة للتطور التفكير.
محتوى القانون :
أ.الدور اللاهوتي :
يقصد فيه كونت أن العقل سار على أساس التفسير الديني، فقد كانت الظواهر تفسر بنسبتها الى قوى مشخصة ابعد ما تكون عن الظاهرة نفسها كالآلهه والأرواح والشياطين وما الى ذلك كتفسير ظاهرة النمو في النبات بنسبتها الى الله عز وجل او الى أرواح النبات وعدم الأخذ بأسباب النمو الدنيوية .
ب.الدور الميتافزيقي ( الفهم التجريدي ) :
في هذا الدور نسب تفسير الظواهر الى معاني مجردة او قوى خيالية او علل اولى لا يمكن إثباتها كتفسير نمو النبات بقوة ارواح النبات .
ج.الدور الوضعي ( العلمي ) :
الدور العلمي هو أن يذهب العقل في تفسير الظاهرة بنسبتها الى قوانين تحكمها وأسباب مباشرة تؤثر فيها كتفسير ظاهرة النمو النباتي بالعوامل الطبيعية والكيميائية والقوانين المؤلفة لهذه الظاهرة .
مدى صحة قانون الحالات الثلاث :
أ. القانون صحيح من حيث العودة الى تاريخ العلوم من ناحية وتاريخ الإنسانية من ناحية أخرى ، وقد ثبت بالدراسة والبحث لدى اوجست كونت أن كل فروع المعرفة مرت بصدد تفسيرها للظواهر من الدور اللاهوتي الي الدور الميتافزيقي انتهاء بالدور العلمي .
ب. يعقد كونت موازنة بين أدوار الإنسانية الثلاثة وبين الأدوار التي يمر بها الفرد في نشأته :
· المرحلة البيثولوجية = تشبه مرحلة الطفولة لدى الفرد .
· المرحلة الميتافيزيقية = تشبه مرحلة الشباب والمراهقة .
· المرحلة الوضعيـة = تشبه مرحلة الرجولة والاكتمال .
هكذا تغدو الإنسانية شأنها شأن الفرد في مراحل نموها وتقدمها.
ثانيا : نظرية التقدم
الفكرة السائدة لدى أسلافكونت من المفكرين حول الوضع الاجتماعي هي :
[ انهم درسوا الحركات الاجتماعية بوصفها اضطرابات او ذبذبات تحصل في المجتمعات ].
فكرة اوجست كونت هي :
[ إن السير الاجتماعي لابد أن يكون خاضعا لقوانين ] لذا فان كونت يفهم من معنى كلمة ( التقدم ) سيرا اجتماعيا نحو هدف معين لايمكن الوصول إليه إلا بعد المرور بأدوار ضرورية محددة . هكذا تفطن كونت الى القول بأن المجتمعات تسير وفقا لقوانين ضرورية تحدد بالضبط سير تقدمها والشروط او الظروف الضرورية لذلك . وهو الأمر الذي لم يتوصل له سابقوه مثل بسكال و كوندرسيه و هلفيتيوس .
التقدم او التحسن المصاحب للانتقال من مرحلة الى أخرى :
ثمة مظهرين مصاحبان الإنسانية في الانتقال وهما متلازمان :
1. تحسن في الحالة الاجتماعية :
هو تقدم مادي وهو أوضح وأسرع حركة واسهل حدوثا و اقرب تحقيقا . ويتوقف حدوثه على مقدار معرفتنا بقوانين الظواهر الاجتماعية والتدخل على ضوئها لتحقيق الإصلاح او التقدم المنشود ، وبمقدار ما تعجل الإنسانية بتدخلها بمقدار ما تختصر الزمن لان عملية التقدم شاقة وبطيئة وتعترضها الكثير من الصعاب والأزمات .
2. التحسن في الطبيعة الإنسانية :
هو تحسن بيولوجي وعقلي . فالتحسن البايولوجي أدى الي زيادة عمر الإنسان او تقدم القواعد الصحية وفن الطب . أما التقدم العقلي فأدى الى كشف وسائل جديدة للسيطرة على الطبيعة وتسخيرها لخدمة الإنسان لان العقل والذكاء عبارة عن آلة يمكن استعمالها بصفة مطلقة في توسيع نطاق التدخل الإنساني والإشراف على الكون ومظاهره .
ȝ. الحالة الثانية : الستاتيك الاجتماعية
في هذه الحالة يتصدى كونت للمجتمع من خلال الستاتيك الاحتماعي الذي يعرفه بـ :
· دراسة المجتمعات الإنسانية في حالة استقرارها كونها ثابتة في فترة معينة من تاريخها.
· كذلك دراسة هذه المجتمعات في تفاصيلها وجزيئاتها من حيث العناصر والنظم الاجتماعية المكونة لها .
أما نظرة كونت للمجتمع
فهي نظرة أسست لعلم الاجتماع الدوركايمي ؛ بل لجوهر علم الاجتماع فيما بعد . فما هي نظرية كونت في المجتمع ؟
ينظر كونت الى المجتمع باعتباره كلية اجتماعية تتكون من جميع الأفراد الأحياء منهم والأموات أو ما يمكن تسميته بالذاكرة الاجتماعية الحية والماضية بكل ما تشتمل عليه من بنى ومؤسسات وعلاقات وتراث وسلوكات وثقافات تعبر بانصهارها جميعا عن كلية اجتماعية أو ما يمكن تسميته بالتعبير الفلسفي بـ " الوجود الاجتماعي " . ويشدد كونت في بحوثه على تحليل القدرة الاجتماعية ليثبت أن الاجتماع الإنساني هو الحالة الطبيعية للإنسان وبالتالي فان المجتمع مقدم على الفرد ولا يزول بزوال أفراده.
نظرة كونت هذه للمجتمع تنسف نظريات العقد الاجتماعي التي تتعامل مع المجتمع وكأنه مركب صناعي تكون عن قصد بين الأفراد في صيغة عقد اجتماعي بينهم انتقلوا بموجبه من الحياة الوحشية العدوانية الى الحياة المدنية .
مكونات المجتمع [مصدر القوة الاجتماعية ؟]
التحليل الستاتيكي للمجتمع حسب كونت يتكون من تحليله لثلاث مكونات هي:
· الفرد ( نفي للعبقرية الفردية كمؤثر في تقدم البشرية )
فالفرد لا يعتبر عنصرا اجتماعيا ولا قيمة لقوته الطبيعية لأن القوة الاجتماعية مستمدة من تضامن الأفراد ومشاركتهم في العمل وتوزيع الوظائف بينهم ، كما أنه لا قيمة أيضا لقوة الفرد العقلية الاباتحادها مع غير من القوى . ولا قيمة أيضا لقوة الفرد الأخلاقية وليدة الضمير الجمعي والتضامن الأخلاقي في المجتمع . وفي المحصلة فإن الفردية لا يتحقق فيها أي شئ من المظاهر الجمعية دون امتزاج العقول وتفاعل وجدانات الأفراد واختلاف وظائف وتنوع الأعمال ذات الأهداف الواحدة والغايات المشتركة .
· الأسرة :
هي أول خلية في جسم التركيب الجمعي وهي ابسط وسط يتحقق فيه مظاهر الحياة الاجتماعية من امتزاج للعقول وتفاعل للوجدانات واختلاف في الوظائف وتنوع في الأعمال وهي أيضا اتحاد له طبيعة أخلاقية لان المبدأالاساسي في تكوينها يرجع في نظر كونت الى وظيفتها الجنسية والعاطفية ، إذ ثمة ميل متبادل بين الزوجين من جهة وعطف متبادل بينهم والأبناء من جهة أخرى .فالمشاركات الوجدانية موجودة بين افراد هذ المجتمع الصغير وثمة واجبات على كل فرد في الأسرة ثمة وتربية ونزعة دينية يغرسها الوالدان في أولادهم.
· المجتمع :
هو وحدة حية ومركب ومعقد أهم مظاهره التعاون والتضامن لذا فهو من طبيعة عقلية ووظيفية أخلاقية تابعة لها ولاحقة ومترتبة عليها . أما مبدأ التعاون والتضامن فهو الذي يحكم المجتمع ويسيطر عليه . هذا المبدأ يسمى " تقسيم العمل وتوزيع الوظائف الاجتماعية " لدى المفكرين المحدثين .
يرى كونت أن التضامن الاجتماعي مبدأ لا يمكن أن يتحقق بصورة كاملة إلا إذا وجه المسؤولون عنايتهم الى إصلاح ثلاث نظم اجتماعية أساسية هي :
1. نظام التربية والتعليم
يعتقد كونت أن النظام التربوي والتعليمي ينبغي أن يكون نظاما وضعيا مبنيا على أسس علمية مرنة وبديلا عن النظام الميتافزيقي ذو النظرة المجردة .وهذا يستوجب فصله عن السياسة لإبعاده عن النفاق والإثارة للخصومات وإفساد الطبائع . كما يرى ضرورة تقسيم مراحل التعليم الى ثلاثة مراحل هي الابتدائية والثانوية والعالية .
2. إصلاح نظام الأسرة
دعا كونت لأن تبنى الأسرة على أساس الأخلاق الكاثوليكية وترويض الأفراد على تقبل مبدأ التضامن الاجتماعي ونبذ الأنانية. ولهذا الغرض منح ألام دور كبير في التنشئة الاجتماعية والتربية وغرس مبادئ الدين الوضعي في الأطفال او ما اسماه كونت بـ" عبادة الإنسانية " .
3. إصلاح النظام السياسي
الحكومة هي دليل على تقدم المجتمع وليست شرا لابد منه مثلما كان سائدا في القرن 18 لأن تقدم المجتمع مرهون بمدى انقياد الأفراد للحكومة ومدى بسط سلطتها عليهم ، أما وظيفتها فهي تحقيق مبدأ التضامن الاجتماعي والحرص على وحدته ، وعلى الحكومة أن ترعى وظيفتها المادية والروحية أي الجمع بين السلطتين الزمنية والدينية وأن تعمل على حفظ الدين وحمايته وغرسه في قلوب الأفراد .
ويجدر التذكير أن كونت درس النواحي الاقتصادية والأخلاقية والدينية في المجتمع ، ونقد النظريات الاقتصادية السائدة في عصره وكذا الأخلاقية والحاجة الماسة الى مجموعة منظمة من العقائد.
ثالثا :أسس الدراسة ومنهج البحث
أهم أسس البحث الوضعي
1. تشدد الوضعية كنمط تفكير علمي على إحلال فكرة القانون محل فكرة القوى الخارقة للعادة التي تحكمت طويلا بتفسير الظواهر العلمية .
هكذا فان الوصول الى القانون العلمي الذي يحكم سير الظاهرة ويفسرها سيكون في إطار الوضعية المطلب الأول والمحور الأساسي الذي تدور عليه الدراسة والبحث .
2. إن من مبادئ الفلسفة الوضعية أيضا إخضاع التخيل او التصوير الفلسفي الذي كانت تقوم عليه المناهج القديمة الى الملاحظة . وهكذا ضُرِبت الفلسفة الثيولوجية والميتافيزيقية في الصميم .
3. يستند منهج البحث الوضعي الى إعطاء العلاقات التي تربط بين الظواهر الاجتماعية أهمية كبرى انطلاقا من أن الفلسفة الوضعية تعتبر نفسها مفسرة للكون ومظاهره وتسعى الى الكشف عن طبائع الأشياء والقوانين التي تحكمها وهذا بخلاف المناهج القديمة التي لم تعطينا فكرة واضحة عن تحديدها للعلاقات بين مختلف الظواهر وعن الارتباط الحقيقي بينها .
4. إذا كانت المناهج القديمة تنزع في تفسيرها للظواهرالى المعاني المطلقة والمبادئ الكلية والعلل الأولى مما يجعلها منتجة لمفاهيم جامدة غير قابلة للتطور فان الوضعية كفلسفة تهتم بتحديد دائرة المعاني المطلقة وجعلها معاني نسبية مرنة قابلة للحركة والتطور بما يستجيب لنمو العقل ومستحدثات العصر ومتطلبات الظروف .
منهج البحث
ثمة نوعين من البحوث التي تؤدى الى كشف الحقائق في ميدان الظواهر الاجتماعية ، ويستعمل أحد هذه الانواع ما يسميه كونت بالوسائل المباشرة والآخر بالوسائل غير المباشرة .
· الوسائل المباشرة :
وهي الخطوات المنهجية التي نستخدمها لكشف القوانين التي تخضع لها الظواهر الاجتماعية في نشأتها وتطورها ووظائفها ومجموع هذه الخطوات تكوِّن قواعد منهج البحث الاجتماعي .
· الوسائل غير المباشرة :
تنتج هذه الوسائل التي لا تقل أهمية عن المباشرة من رحم العلاقات الضرورية التي تربط علم الاجتماع بما عداه من العلوم الوضعية الأخرى التي تمده بصفة دائمة بنتائج وحقائق وقضايا لها أهميتها في ميدان البحث الاجتماعي .
الوسائل المباشرة :
1. الملاحظة
ليست هي الإدراك المباشر للظاهرة او وصف للحوادث . اذ ثمة وسائل أخرى تكون مصاحبة لهذه التقنية بحيث تطور وتعمق من فهمنا للظاهرة الملاحظَة :
انت مشكور جدا على هذه المعلومات
واتمنى لكم رمضان سعيد
وصوم مقبول وقيام مبرور
اخيكم العمري لمعاوي
الانثروبولوجيا والاستعمار
أكد ديفد برايس، أستاذ مساعد الأنثروبولوجي في جامعة سينت مارتن
في واشنطن، في مقابلة صحفية أجرتها معه إذاعة New Democracy ، رفضه القاطع
الإنضمام إلى برنامج Human Terrain System (التضاريس البشريه)، الذي أطلقه
البنتاغون في سبتمبر الماضي ورصد مبلغ 40 مليون دولار أمريكي لتغطية
تكاليفه. والهدف المعلن لهذا البرنامج هو توظيف حاملي الشهادات العليا في
علم الإنسان (الأنثروبولوجي) في صفوف الجيش الأمريكي ، وبرواتب مغرية تبدأ
من 100 ألف وقد تصل إلى 300 ألف دولار سنويا، بمهمة توعية الجنود
الأمريكين بعادات وتقاليد شعبي العراق وأفغانسان. ويقوم هولاء
الأنثروبولوجيون بزيارة السكان المحليين والتحدث إليهم كما يفعل ذلك
البروفيسور ماسودا حاليا في العراق ، حيث يقول وفقا لما نقلته صحيفة
الناشنال بوست الكنديه:" جئت إلى هنا (العراق) لأنقذ أرواح الناس ولأصنع
من الأعداء أصدقاء". ولقد أثنى الجنود الأمريكيون على هذا البرنامج الجديد
حيث قال أوكلاندر مندوب لقائد إحدى الفرق الأمريكية في العراق، أن هذا
البرنامج ساعدنا في التأكد من أننا نتعامل مع أهل البلد بطريقة تجعلهم
يفهموننا. كما ذكر جنود ينتشرون في منطقة شمال شرق بغداد أن تلك المنطقة
تحولت من أشد المناطق عنفا إلى واحده من أكثرها أمنا مع نهاية عام 2022 ،
وأرجعوا الفضل إلى علماء الأنثروبولوجي ،مثل ماسودا، الذين يعملون عل كسب
قلوب الناس.أما الهدف الغير معلن لهذا البرنامج فهو استخدام هؤلاء
الأنثروبولوجين من أجل جمع معلومات وتحديد أماكن جيوب المقاومة والناس
المتعاطفين معها، ولهذا فقد شجبت الرابطه الأمريكية للأنثروبولوجي هذا
البرنامج ورفضت التعاون معه قائلة بأنه من الممكن أن يتضمن تجاوزا
للأخلاق، وتعريض سمعة المهنه للخطر، والأسوء من ذلك احتمالية أن يصبح من
تم التحدث إليهم من السكان المحليين أهدافاعسكرية. بالإضافة إلى ذلك، ذكر
البروفيسور ديفد برايس أن ما يثير الشك هو ربط أشخاص في البنتاغون بين هذا
البرنامج وبرنامج آخر مشابه (الكوردز) تم تبنيه في الحرب الفيتناميه
واستخدامه لرسم خريطة توزيع لسكان فيتنام، من أجل التعرف على الأفراد
والمجموعات المشتبه في تعاطفها مع حركات المقاومه آنذاك، والتي كانت هدفا
للإغتيال. وقد كان للأنثروبولوجين آنذاك دورأ كبيرا في توصيل المعلومات عن
المقاومين كما أكد برايس: " إن بعضهم كان يعطي معلومات تساعد الجيش
الأمريكي في مكافحة المقاومين"، حيث وصل عدد الذين تم إغتيالهم تبعا لذلك
، بحسب الإحصائيات التي اوردها ديفيد برايس، الى 26 ألف من المقاومين
"الفيت كونك". وتحدث برايس أيضا عن الميثاق الذي وقعه 11 من
الأنثروبولوجيين قالوا فيه أنهم : " ليسوا بالضروره ضد العمل مع الجيش
الأمريكي ولكننا نرفض التورط في عمليات مكافحة التمرد أو في أي عمل يؤدي
إلى إنتهاك أخلاقيات إجراء البحوث،ونحن نناشد زملائنا أن يقفوا إلى جانبنا
في رفض استخدام الأنثربولوجي لتحقيق مثل تلك الغايات".
باااااااااااارك الله فيك
و شكرا دائما
كيفية تحليل النصوص
إليكم المنهجية المتبعة في تحليل النوصوص لطلبة علم الإجتماع
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
Microsoft Office Word Document تحليل نصوص 1)(2).rar | 19.1 كيلوبايت | المشاهدات 295 |
جعلك الله دائما ذخرا لنا و للعلم و للخير .
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
Microsoft Office Word Document تحليل نصوص 1)(2).rar | 19.1 كيلوبايت | المشاهدات 295 |
المجتمع المدني و التنمية المحلية
إليكم مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في علم اجتماع التنمية
" المجتمع المدني و التنمية المحلية "
– جمعيات الأحياء بمدينة بسكرة نموذجاً –
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
S0520032004(2).zip | 1,009.9 كيلوبايت | المشاهدات 960 |
بارك الله فيكم و دمتم اوفياء و ان كان بالمكان انشرو عناوين مقترحة تصلح ان تكون مذكرات تخرج
و جازاكم الله خيرا مرة اخرى
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
S0520032004(2).zip | 1,009.9 كيلوبايت | المشاهدات 960 |
بارك الله فيك
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
S0520032004(2).zip | 1,009.9 كيلوبايت | المشاهدات 960 |
يرحم الوالدين
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
S0520032004(2).zip | 1,009.9 كيلوبايت | المشاهدات 960 |
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أشكركم جزيل الشكر على هذه المبادرات القيمة، بارك الله فيكم وجعلها في ميزان حسناتكم، ولكني وجدت مذكرة المجتمع المدني والتنمية المحلية للأستاذة شاوش اخوان جهيدة جزاها الله خيرا، ولكن أطلب منكم النتائج التي توصلت اليها هذه الدراسة، أو الملخص الخاص بها، لأني لم أجد ذلك من خلال تحميلي لفصول هذه الدراسة، ومرة أخرى شكرا لكم وجزاكم الله خيرا.
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
S0520032004(2).zip | 1,009.9 كيلوبايت | المشاهدات 960 |
بارك الله فيكم
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
S0520032004(2).zip | 1,009.9 كيلوبايت | المشاهدات 960 |
اريد مذرة المجتمع المدني
احتاجها ضروري
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
S0520032004(2).zip | 1,009.9 كيلوبايت | المشاهدات 960 |
من فضلكم احتاج إلى بحث حول المجتمع المدني اهميته وخصائصه ساعدوني
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
S0520032004(2).zip | 1,009.9 كيلوبايت | المشاهدات 960 |
علم اجتماع الاتصال
اريد نظريات علم الاجتماع اتصال.
وليس علاقة علم الاجتماع بعلم الاتصال وشكرا.
اريد نظريات علم الاجتماع اتصال.
وليس علاقة علم الاجتماع بعلم الاتصال وشكرا. |
جاري البحث عن طلبك
الاعلام و سيكولوجيا الخطاب السياسي
يشكل الإعلام اليوم أحد أهم دعامات الثورة التكنولوجية الحديثة في الاتصالات، وانعكس ذلك على كل إنسان معاصر نظراً للتغييرات المستحدثة في آلياته والمستجدات في نمط حياة الإنسان مقارنة مع ما كانت عليه في العهود السابقة، حيث أحدث الإعلام انقلاباً شبه جذري في كل مجالات الحياة المعاصرة وسلوكيات أفراد المجتمع؛ وطالت التغيرات الأعراف والقواعد والقيم الاجتماعية، هذا فضلاً عن ما تعرضه وسائله المتعددة في الأجواء العالمية، بعدما حولت العالم إلى قرية صغيرة… وقد نجحت السياسة بكل مقوماتها وأساليبها في توجيه دفة الإعلام نحو أهدافها الاستراتيجية المرسومة رغم تناقض أقوالها مع أفعالها، وتعريض البشرية لحروب وأزمات مفتعلة تارة وحقيقية تارة أخرى. فتوجيه العالم نحو أهداف السياسة بات من مهام الإعلام ووسائله المؤثرة، والأهم من كل ذلك يكمن في الوقت نفسه في التأكيدات المستمرة والملحة في وسائل الإعلام وخطابه السياسي على مفاهيم كالحرية والديمقراطية والتحرر ودعوة الشعوب إلى نبذ الخلافات وبناء مجتمعات قائمة على الاختيار وإبداء الرأي.. ولكن أين تكمن الحقيقة، هل في الخطاب المعسول لوسائل الإعلام أم في الاستراتيجيات بعيدة المدى، وتغيير اتجاهات الشعوب نحو قضية معينة كالعولمة مثلاً أم اقتصاديات السوق الحرة، أم مفاهيم مبطنة تدعو إلى رفض القهر والاستغلال وتحطيم القيود الاجتماعية واعادة التنشئة على وفق مفاهيم وتربية جديدة في السلوك الاجتماعي وإقامة العلاقات؟ يؤكد لنا التاريخ مرة أخرى أن الإعلام هو القوة الأكثر تأثيراً في مسار حياة الشعوب واتجاهاتها وقيمها، ويعمل بنفس قوة السلاح، والإعلام بحد ذاته أداة إذا أحسن استخدامها استطاعت أن تؤثر كما تؤثر الأسلحة الفتاكة الأخرى وربما أكثر، إذا ما وجهت نحو قضية أو شعب ما، فإنه يحدث بأسلحته المختلفة الكثير من الآثار والنتائج.. وهكذا أصبح زمننا زمن قوة تأثير الإعلام في إدارة حياة
على الرغم من معارك التحرير التي خاضتها دولنا ضد كل أشكال الاستعمار والتبعية، فقد كان الوعي يقظاً بالقدر الذي يفرق فيه بين مقاومة الاستعمار والتبعية من جهة، وبين تقدير تراثه الإنساني العظيم من جهة مقابلة إلا أن الأداة الكبرى التي تستطيع أن تبين للعالم أحقية قضيتنا في الدفاع والوجود والمحافظة على تراثنا غير فاعلة، تكاد تكون معطلة تماماً، وهي الإعلام الذي يعد بحد ذاته سلاحاً أقوى فتكاً من أي أداة أخرى، سواء لإظهار قضية ما أو الرد على قضية أخرى.. فالإعلام في عصرنا الحديث بات من ضرورات الحياة المعاصرة، وأن استخدامه في الدفاع عن الرأي والمعتقد وقضية الوجود هو أمر لا مفر منه. وان تخلفت هذه الأداة، فإن الكثير من الحقوق تتشوه صورها أو تفقد أحقيتها وربما تتحول إلى صورة أخرى غير الصورة الحقيقية، كما هي صورة الإرهاب التي ألصقتها وسائل الإعلام بجماعات دون غيرها خلال عقد التسعينات من القرن الماضي. أو تحويل حركات التحرر والمدافعين عن حقوق شعوبهم إلى إرهابيين، كما حدث للقضية الفلسطينية ولرجالاتها خلال العقد الماضي.
فالإعلام هو أداة للسياسة، وهو القادر على التأثير على عقول الناس واتجاهاتها حيث قال (ماك كويل) عالم الاجتماع المتخصص في الاتصالات الإعلامية: (نحن نستطيع تقصي بعض الظواهر على عدة مستويات -خصوصاً- الرأي والمعتقد واللذين قد يكونان من أمور الرأي الفردي والتعبير الجماعي للمؤسسات والمجتمعات كذلك، ومن ناحية أخرى تتطلب منا دراسة تأثير وسائط الإعلام على الطريقة التي تعمل بها المؤسسات أن ننظر في العلاقات بين الناس الذين يقومون بأدوار مختلفة وفي تركيب تلك الأدوار ومضمونها، والسياسة مثال مناسب، حيث ربما أثرت وسائط الإعلام ليس على الآراء السياسية للفرد فحسب بل وعلى الطريقة التي تدار بها السياسة وعلى طريقة تنظيم نشاطاتها الرئيسية. وربما تغيرت الأدوار السياسية)
لذا فإن الإعلام أصبح في عالمنا اليوم أداة قوية للتأثير على عقول وسلوك الناس كأفراد أو مجموعات، سياسيين أو ناس عاديين، وأيضاً أداة للتغيير عن بعد، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة العامة لتلك الدولة بوساطة الإيحاءات الإعلامية باستخدام اللغة والبلاغة في الحديث أو التأويل الكلامي.
إن الرسالة التي تحملها وسائل الإعلام اليوم عبر قنواتها المتعددة والمختلفة الاتجاهات (إذاعة، تلفزيون، فضائيات، سينما، مسرح، صحافة، إنترنت..) تتضمن أبعاداً غير محسوسة وغير مباشرة لا يمكن تجاهل البعيدة وحتى القريبة (الآنية) أو التقليل من شأن هذه الوسائل، أو الابتعاد عنها، فهي أصبحت شراً لا بد منه يدخلون بيوتنا دون استئذان.
الإعلام وتغيير الاتجاهات..
يعرف الاتجاه Attitude بأنه دافع مكتسب يتضح في استعداد وجداني، به درجة ما من الثبات يحدد شعور الفرد ويلون سلوكه بالنسبة لموضوعات معينة من حيث تفضيلها؛ فإذا بالفرد يحبها ويميل إليها (إن كان اتجاهه نحوها ايجابياً) أو يكرهها وينفر منها (إن كان اتجاهه نحوها سلبياً).
أما موضوع الاتجاه فقد يكون شخصاً معيناً (صديقاً ما أو عدواً ما) أو جماعة ما أو شعب ما، أو مدينة ما، أو مادة علمية ما، أو مذهباً ايديولوجياً ما، أو فكرة ما (كالاتجاه نحو عمل المرأة أو تعلمها أو تشغيلها في القضاء) ، فالاتجاهات تعد سلوكيات لأفراد المجتمع، وترتبط بالقيم والمعايير والأعراف والتقاليد السائدة في ذلك المجتمع، وهي من الثوابت التي تستند عليها المجتمعات في بنائها، فلو تساءلنا إزاء هذه الثوابت في السلوك ومدى ارتباطها عند الإنسان في أي مجتمع، لوجدناها صلبة ومن الصعب زحزحة تكوينها، ولكن استطاع الإعلام بكل وسائله المتاحة أن يهز هذه الاتجاهات ويغيرها نحو موضوع معين أو قضية وطنية أو قومية أو دينية.. وقد نجحت تلك الوسائل في خلق الاهتزازات القيمية في السلوك لدى المجتمعات الثابتة نسبياً؛ لذلك تجد أن الإعلام يغير الأهمية الاجتماعية والمعنى السياسي للأوصاف التقليدية وبعض الرموز الرئيسية في المجتمع، فضلاً عن قدرة الإعلام في توجيه عقول الناس نحو الموضة في الملابس – مثلاً – والمنتجات التجارية ومحاولة تشتيت الانتباه نحو قضية ساخنة أخرى لغرض تقليل أهمية موضوع أو قضية تثير الرأي العام.. وقد أثبتت الدراسات أن الإعلام نجح في ذلك عندما استخدم استراتيجية الإعلام الدعائي، وهو شكل من أشكال الفن الذي يصعب تحديد إطار لهويته نظراً للتطور المستمر الذي يبديه من أجل مواكبة المزاج العام، كما يخلو هذا الفن من أي إجماع على ما يمكن اعتباره سلوكاً صحيحاً أو خاطئاً أو تكتيكاً فعالاً أو غير فعال.. وعلى كل حال يمكن الحديث عن استراتيجيتين أساسيتين تهدف كلتاهما إلى اجتذاب عدد أكبر من الناس، وهاتان الاستراتيجيتان هما:
1- بث رسائل حول موضوع أو قضية معينة أو شخص ما.
2- بث رسائل سلبية عن موضوع مناقض أو شخص منافس له ، ويعالج الإمام الشيرازي موضوع تأثير الإعلام والدعاية على عقول الناس واتجاهاتهم حول رأي ما أو قضية تهمهم تتحدد من خلال استخدام الطرق والوسائل الكثيرة في التأثير، بقوله: (كُتبتْ في هذا الشأن كتب سخرت لها أقلام اجتماعية ونفسية وتربوية ، ومن الأساليب التي يتبعها أصحاب الدعايات الباطلة هي:
1- استغلال مواضع الضعف عند الإنسان.
2- استغلال ضعاف الشخصية لأجل قبول الدعاية.
3- تسخير الألسنة المقبولة مثل خطيب أو مدرس أو مذيع.
4- التأثير في المجتمع بسبب أقلام الأدباء.
5- تحري الجماعات لأجل نشر دعايتهم، مثل جمعية خيرية، أو جمعية الرفق بالحيوان، خصوصاً إذا كان للجمعية عنوان براق.
6- تحري الحق النصفي؛ أي ذكر بعض الحقائق والسكوت عن بعضها الآخر.
7- تأويل الحق باطلاً، أو الباطل حقاً.
8- خلط الباطل بالصحيح؛ حتى ينخدع السامع والقارئ والناظر بالصحيح الموجود، فيظن أن كل ما يرى ويسمع صحيحاً.. إلى غير ذلك من الأساليب) . ويقول الله سبحانه وتعالى في ذلك: (يحرفون الكلِم عن مواضعه) (سورة النساء: 46).
نفوذ الدعاية والإعلام وتأثيراتهما..
الدعاية في جوهرها عملية إقناع منظمة، وهي تنقضّ على العقل، وهي نفسية ، وقد وظفت الدعاية في شتى الميادين الحربية لغرض إنهاك الجيوش المتقاتلة والتأثير على المعنويات، وفي التجارة، حيث كانت عاملاً مساعداً في النشر والإعلان عن تسويق منتوج معين، وفي التأثير على الناس من خلال السينما والمسرح والتلفزيون وتوجيه عقولهم نحو برنامج اجتماعي أو التأثير على عادات الشعوب وابراز ظاهرة معينة لشعب من الشعوب و(التأكيد على أهمية القوة والعنف كوسيلة لبناء المجتمع) أو التأكيد على إغراق الشعوب الأوروبية بالمخدرات بأنواعها بشكل غير مباشر.. وهكذا لا يوجد حصر لعدد الطرق التي يمكن بواسطتها تقديم المقولات الترويجية أو الهجومية عبر عملية الدعاية أو الإعلام، ولكن هناك بعض الأساليب التي تحظى بأفضلية خاصة ومن تلك الأساليب الإيجابية:
1- إظهار قصة نجاح شخصية معينة أو دواء (عقار) معين أو أسلوب معين في الحياة.
2- التحدث عن شركة تجارية أو برنامج اجتماعي أو حدث مؤثر في نفوس الناس.
3- شهادة: إعطاء شهادة من أفراد حول قضية معينة أو شخص معين أو إجراء لقاءات مع نساء أو رجال مرموقين في المجتمع.
ومن الأساليب السلبية:
1- سجل سيئ: إعطاء الصورة السيئة أو المأساوية لما قامت به شركة ما رغم تحذيرات الصحة أو المنظمات الاجتماعية على ما تتداوله هذه الشركة، أو ما يفعله شخص ما مهم ذو نفوذ في المجتمع، مما يؤدي إلى إسقاطه شعبياً.
2- المتقلبة: تتميز هذه الشخصية بالأمزجة المتقلبة، أو نشر دعاية سيئة عن شركة لها تورطات في قضايا ضد الشعوب في العالم الثالث مما أدى إلى وضعها غير المستقر تجاه قضايا الإنسانية، أدت إلى تغيير اتجاهات الناس ضد هذه الشركة.
3- إنه الشيطان: إظهار صورة شخصية معينة أو محددة لها مستقبل سياسي أو من المؤمل أن يكون لها دور فعال في الحياة السياسية أو الحياة التجارية، وإظهار بعض العيوب السابقة وتجسيمها واعتبارها أخطاء لا يمكن السكوت عنها، واعتباره الشيطان بعينه.
ومن خلال ما تقدم يمكننا أن نستنتج أن لأساليب الدعاية والإعلام تأثيراً كبيراً على عقول المتلقين وتغيير اتجاهاتهم عن موضوع ما، وإيجاد التبريرات الملائمة لهذه القضية، حيث يقول الإمام الشيرازي: (إن القلم واللسان هما اللذان يسببان تحرك الناس نحو الجهاد ونحو التغيير أو قبول الجديد أو رفضه).
إن الأزمة الحالية التي تسود العالم اليوم في قوة تأثير مجموعة وكالات عالمية لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، تفرض نفسها على كل وكالات الأنباء العالمية التي تجاوزت المئات، ولكن فاعليتها ظلت بسيطة من حيث التأثير الإعلامي أو قوة إدارة الأخبار أو البرامج سواء في الوكالات بنقل الأخبار أو غير ذلك، وبعد هذا صرنا أمام ذلك التناغم الجبار بين تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، ولم تكن هذه التحولات مجرد مستحدثات وابتكارات لجعل العالم أكثر سعادة بل قادت إلى نمط استهلاكي محموم يسعى (للاندماج) في الجديد والتعطش واللهاث وراءه في نظرة كلية قوامها تخليق نمط (للتلقي) مبني وبإحكام على ركائز نفسية -اجتماعية- فكرية .
very usefuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuu uuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuu uuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuu uuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuu uuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuullll
انثروبولوجيا الجنائية
ممكن معلومات حول انثوبولوجيا الجنائية؟؟
إيميل دوركايم
إيميل دوركهايم
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
إيميل دوركايم.doc | 37.0 كيلوبايت | المشاهدات 39 |
بارك الله فيك
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
إيميل دوركايم.doc | 37.0 كيلوبايت | المشاهدات 39 |
وفيك بارك
أهلا
علم الاجتماع الاتصال
السلام عليكم……
|
رد: علم الاجتماع الاتصال
اقتباس
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جاري البحث عن طلبك
|
رد: علم الاجتماع الاتصال
أشكر المراقبة الصامدة على اهتمامها……لكنني أذكركم أن مسابقة الماجيستير على الأبواب ( أي بعد ثلاثة أيام)
|
رد: علم الاجتماع الاتصال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التحميل من الملفات المرفقة بالتوفيق وربي يكتب النجاح ان شاء الله
|