التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي

كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي


الونشريس

السلام
كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي
الملف مرفق


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
ـالمذكرة.pdf‏  267.0 كيلوبايت المشاهدات 337


رد: كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي

السلام عليكم أستاذ أوبيليل أنا الأستاذة عيسى فاطمة هل يمكن ان تعطينا نموذج عن مذكرة في درس فلسفي
كما اتمنى ان نتواصل أستاذي وهذا شرف لي

الاستاذة عيسى فاطمة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
ـالمذكرة.pdf‏  267.0 كيلوبايت المشاهدات 337


رد: كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي

مرحبا بك أستاذة (فاطمة) ، للتواصل عبر الانترنت


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
ـالمذكرة.pdf‏  267.0 كيلوبايت المشاهدات 337


رد: كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي

السلام عليكم أستاذي
لم اعرف طبيعة التواصل و في اي شبكة
كما ان الحساب غير واضح
إذا كان حساب في ال***** فهذا هو حسابي ماثل بين يديكم
………….
فرجاء ان تضيفوني عندكم

الاستاذة عيسى فاطمة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
ـالمذكرة.pdf‏  267.0 كيلوبايت المشاهدات 337


رد: كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي

لم يظهر حسابك في ال*****


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
ـالمذكرة.pdf‏  267.0 كيلوبايت المشاهدات 337


رد: كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي

إذا أمكن عنوانك العادي أو رقم هاتف


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
ـالمذكرة.pdf‏  267.0 كيلوبايت المشاهدات 337


رد: كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي

أستاذي الكريم هل تفضلت بارسال رسالة إلى إدارة المتدى هي من تتفضل باعطائك معلوماتي ، و ساحاول جهدي انا ايضا و أبعث برسالة لهم
الاستاذة عيسى فاطمة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
ـالمذكرة.pdf‏  267.0 كيلوبايت المشاهدات 337


رد: كيفية إعداد مذكرة في الدرس الفلسفي

إلى الأستاذة فاطمة
عنواني سيدي بلعباس


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
ـالمذكرة.pdf‏  267.0 كيلوبايت المشاهدات 337


التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالة جدلية في الشعور واللاشعور .

مقالة جدلية في الشعور واللاشعور…….


الونشريس

ساد الاعتقاد عند انصار النزعة الشعورية والتي تمثلها النظرية العقلية وعلى راسها ديكارت ان افعال الانسان وتصرفاته تخضع للرقابة الشعورية الواعية .فالحياة النفسية تؤسس على مبدأ واحد وهو الشعور غير ان تطور الابحاث والدراسات في علم النفس الحديث ادى الى عدم قبول هذا التصور .لان النفس او سع من ان تخضع لاساس واحد وهذا التناقض يدفعنا الى طرح السؤال التالي : هل يمكن ان تؤسس الحياة النفسية على الشعور فقط؟
عرض الموقف القائل ان الحياة النفسية تؤسس على الشعور وحده فالنفس تعي احوالها وافعالها مباشرة>>>>>ديكارت
ولتبرير الموقف السابق دافع انصار المدرسة الشعورية على صدق اطروحتهم بحجج عقلية مفادها :اننا لو سلمنا بوجود حالات نفسية لاشعورية فانها سوف تتناقض مع النفس القئمة على الشعور
وان اللا شعور غير موجود لانه لايخضع للملاحظة .اذ يقول ديكارت:<لاوجود لحياة خارج الروح الا الحياة الفيزيولوجية . وما لا نشعر به ليس من انفسنا بشيئ>
لكن الواقع يكذب ما ادعاه انصار الطرح الكلاسيكي فالتناقض يزول اذا لم يطابق النفس والشعور كما ان هناك الكثير من الاشياء موجود على الرغم من انها لا تخضع للملاحظةمثل الجاذبية نستند عليها من خلال آثارها
وعلى النقيض الموقف الاول ترى المدرسة اللاشعورية لاتؤسس على الشعور وحده فالحياة النفسية تشمل ماهو شعوري وماهو لاشعوري وكل الطرق العلاجية اثنتت ان السلوك دلالات تقود خبايا اللاشعور
وقد دافع انصار المدرسة اللاشعورية على صحة طرحهم بحجج علمية مستمدة من علم النفس من بينها ان التحليل النفسي كشف عن وجود علاقة سببية بين الاعراض العصبية والنشاطات اللاشعورية التي في الاحلام والنسيان وزلات اللسان
كما اثبتت التجارب الاكلينيكية والطرق العلاجية وجود مكبوتات وهي مسؤولة عن الامراض النفسية التي يظهر مفعولها في السلوك بشكل لاشعوري . ثم انه لو اقتصرنا على الشعور وحده في تفسير الشلوك لبقي جزء منه غير مفهوم وبدون تفسير ..يقول فرويد:< ان فريضة اللاشعور فرضية مشروعة ولنا ادلة كثيرة على وجود اللاشعور>
صحيح ان فكرة اللاشعور ساهمت في تفسير الكثير من السلوك البشري وفهمه لكنها تبقى مجرد فرضية لا ترقى الى مستوى النظرية العامية المتكاملة والتي يمكن ان نعممها على جميع الناس . كما ان فكرة اللاشعور فكرة غامضة وبحاجة الى ادلة لتبريرها
وعليها نخلصه في نهاية هذا التحليل الى الراي الذي يرى ان الحياة النفية تقوم على ثنائية متفاعلة ومتكاملة اذ لا يمكن ان نحصر الحياة النفسية في مبدا واحد فتؤسس النشاط النفس على الشعور وحده . لان هذا الامر غير كاف مما يلزم عنه الاعتراف بفعالية اللاشعور وتاثيره في السلوك الى جانب الشعور ففرويد كان يركز على تفسير مرضاه للنفاذ الى عقدهم اللاشعورية {المراة التي تضع قبعة سوداء غالية الثمن}
واذن نستنتج ان حقيقة الحياة النفسية لا تؤسس على مبدا واحد فهي معقدة ومركبة وتقوم على مستويين شعور لو لاشعوري يقول فرويد:<ان اللاشعور هو الظل الذي لا يزول حتى لو غربت الشمس بل يزداد نشاطه بعد غروب الشمس>




رد: مقالة جدلية في الشعور واللاشعور…….

الونشريس




رد: مقالة جدلية في الشعور واللاشعور…….

مشكورين على هذا العمل




رد: مقالة جدلية في الشعور واللاشعور…….

بارك الله فيكي الاخت سمية

ممكن تجي في باك 2022 قالتلنا استاذة احتمال تجي




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مجموعة من المقالات الفلسفية للمقبلين على البكالوريا

مجموعة من المقالات الفلسفية للمقبلين على البكالوريا


الونشريس


السلام عليكم

اخواني المقبلين على شهادة البكالوريا

اضع بين ايديكم مجموعة من المقالات الفلسفية

وهي :

01 – الإحساس والإدراك

02 – الأخــلاق بين النسبي والمطلق

03 – اللغة والفكر

04 – مشكلة علاقة الفكر باللغة

05 – مقالة حول الابداع

06 – هل الإدراك تجربة ذاتية نابعة من الشعور أم محصلة نظام الأشياء

07 – هل العادة تدل على التكيف والإنسجام أم أنها تؤدي إلى إنحراف في السلوك

08 – هل طبيعة اللغة والفكر واحدة

09 – هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة

10 – هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة

التحميل من هذا الرابط

http://www.4shared.com/rar/TKD_QeR2/__online.html

ارجوا ان ينال الموضوع اعجابكم

واتمنى الاستفادة وبالتوفيق للجميع

وفي الاخييييير سلااااام
__________________




رد: مجموعة من المقالات الفلسفية للمقبلين على البكالوريا

شكككككككككككككرررررررررررااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااا




رد: مجموعة من المقالات الفلسفية للمقبلين على البكالوريا

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

الإمتحان التجريبي لغات .فلسفة

الإمتحان التجريبي لغات…..فلسفة


الونشريس

ثانوية ابن محرز الوهراني-وهران
شعبة : لغات 2022/2012
الزمن :3 ساعات ونصف

~¤¦¦§¦¦¤~ اختبار الفصل الثالث في مادة الفلسفة ~¤¦¦§¦¦¤~
**********************************************:

عالج موضوعاً واحداً على الخيار:

الموضوع الأول: قيل : أن المنطق علم تصحيح الفكر …هل هذا صحيح ؟

الموضوع الثاني: يقول هيجل (( إن الكلمة تعطي الفكر وجوده الأسمى )) .
أثبت صحة هذه الأطروحة
الموضوع الثالث:

"إن المرء يولد بمفرده، و يموت بمفرده، لكنه لا يحيا إلا مع الأخرين و بالأخرين و للأخرين.و إذا كان قد وقع في ظن البعض أن الشعور الفردي إنما هو ذلك الوعي الخاص الذي نستشعره معه أننا موجودون وحدنا دون الأخرين…فإن الوجود بدون الأخرين هو نفسه صورة من صورة الوجود مع الأخرين، بمعنى أن الشعور الفردي لا ينطوي على أي انفصال مطلق عن عالم "الغير" الذي هو من مقامات الوجود الانساني بصفة عامة.
و كما أنه ليس ثمة ذات بدون العالم،فإنه ليس ثمة ذات بدون الغير. و سواء أكان الغير هو الخصم الذي أتصارع معه أو أتمرد عليه و أسخر منه، أم كان الصديق الذي أتعاطف معه و أنجذب نحوه و أبادله حبا بحب، فإنني في كلتا الحالتين لا أستطيع أن أعيش بدونه، و لا أملك سوى أن أحدد وجودي بإزائه."
منقول…من المجلة.الحجاج…المغرب
المطلوب:أكتب مقالا حول مضمون النص




رد: الإمتحان التجريبي لغات…..فلسفة

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالة أتوقعها في البكالوريا لهذ السنة

مقالة أتوقعها في البكالوريا لهذ السنة


الونشريس

أخترت لكم من كتاب الفلسفة لطلاب البكالوريا ، للأستاذ أوبليل . ح
الموضـوع : كيف يمكنك الدفاع عن الأطروحة القائلة : « في الأسرة وحدها نجد هذه الحلاوة التي لا يمكن مقارنتها بأيَّةِ حلاوة أخرى، حلاوة من نحبهم، وعذوبة حب من نعيش معهم » ؟

ثانيا : أثناء الشروع في تحريرالمقال:

1- طرح المشكلة :
أ/ المدخل : إنَّ الأسرةَ الحديثة كمؤسسة الاجتماعية فقدت الكثير من وظائفها، وخاصة في الميادين الدينية والتربوية والقضائية والاقتصادية .
ولذلك، يرى البعض أنّ الأسرة قد فقدت الكثير من أسباب وجودها التي تبرّر القول بأهميتها ودورها في حياة الفرد والمجتمع ككلّ ،
ب/ المسار : وعلى النقيض من هذا الطرح، هناك من قام يدافع عن الأسرة ومازال يقول بقيمتها ودورها، فالأسرة ما تفتأ تقوم بدور هام في الحياة الاجتماعية، وتؤدي وظائف ذات أهمية كبرى في إنماء السلوك الإنساني وإغناء فاعلياته .
ج/ السؤال : إذن، ما هو منطق هذه الأطروحة التي تؤكد على قيمة الأسرة ودورها ؟ وكيف يمكن الدفاع عنها ؟ وتفنيد أطروحة خصومها ؟
للمزيد : طالع كتاب الفلسفة لطلاب البكالوريا




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

متى ينطبق الفكر مع نفسه ؟

متى ينطبق الفكر مع نفسه ؟


الونشريس

متى ينطبق الفكر مع نفسه

يتجلى ذلك في معرفة وحدات الفكر المنطقي وقواعده، والحرص عمليا، على توافق النتائج مع المقدمات.

أولا: معرفة وحدات الفكر المنطقي وقواعده

وتتمثل هذه الوحدات في التصور وما يقتضيه من مفهوم وماصدق، والحد، والتعريف، والحكم والقضية، وبعض آليات الاستدلال.

1- التصور والحد

إن التصور فكرة مجردة كلية في مقابل الصور الحسية مثل "الإنسان" الذي ليس حكرا على زيد ولا على عمرو، وإنما هو مفهوم شامل يحتوي على جميع الناس. فهذا التصور لا تقابله صورة حسية بحيث يُختزل في هذا الشخص أو ذاك. فالتصور ذهني ليس له وجود في الخارج لأن العقل عندما يفكر يستغني عن المدركات الحسية وصورها الجزئية ليدرك رموزها التي هي معان كلية. فلا توجد صورة أو شيء بالذات يسمى إنسان، ولكن الموجود هو سقراط و واصل بن عطاء و أبو حنيفة وديكارت… فالتصور عام ويشمل سائر الأفراد من نوع واحد أو جنس واحد.

وينظر علماء المنطق إلى التصور من وجهتين: وجهة المفهوم (أي التضمن)، ووجهة الماصدق (أي الشمول). مفهوم "الإنسان" هو مجموع الصفات والخصائص التي تشترك فيها كائنات بشرية عديدة، من مثل كونه حيوانا عاقلا اجتماعيا فانيا الخ. وماصدقُه هو مجموع الأفراد الذين يؤلفون الجنس البشري والذين يصدق عليهم حد الإنسان. والملاحظ أن بين المفهوم والماصدق علاقةً عكسية. فكلما اتسع المفهوم ضاق الماصدق، وكلما ضاق المفهوم اتسع الماصدق.

والحقيقة أن مفهوم أي تصور هو تعريفه أي تحديد ماصدقه بتحليل مفهومه. ويكون هذا التعريف سليما إذا كان جامعا لأفراد النوع، مانعا لغيرهم من الدخول فيه. ولا يكون جامعا مانعا إلا عن طريق تحديده بالجنس القريب (أي الذي يأتي ماصدقه مباشرة فوق ماصدق الحد المعرَّف) وبالفصل النوعي (أي بالخاصية التي تميز النوع المعرَّف). فإذا عرفنا الإنسان بأنه حيوان مسؤول، كانت كلمة حيوان جنسا قريبا وكلمة مسؤولٌ فصلا نوعيا.

و"التصور ـ بهذا المعنى ـ هو إدراك الماهية من غير أن يُحكم عليها بنفي أو إثبات" مثل ماهية الإنسان والكتاب والخير. وهو يختلف عن الصورة الحسية التي تشير إلى هذا الإنسان (زيد) أو إلى هذا الكتاب (كتاب إشكاليات فلسفية) أو إلى هذا الفعل الخيِّر (صِدْقُ عمرو في معاملته للآخرين). وأما الحد فهو التصور عندما تخلع عليه اللغة كلمةً أو اسما أي الصيغة اللفظية التي تُعبِّر عن المعنى المتصوَّر. وهو يختلف عن الكلمة. فقد يكون الحد مؤلفا من أكثر من كلمة واحدة مثل الحيوان المسؤول ، وأهل السنة، والمصالحة الوطنية.

2- التعريف: مقولاته وقواعده

التعريف كما رأينا، هو القول الشارح لمفهوم الشيء؛ أو القول الدال على ماهية الشيء، وفيه تُستوفَى جميعُ ذاتياته؛ وهو لهذا، يتم بالجنس والفصل القريبين. والشرط الأساسي الذي يقوم عليه، هو أن يكون ماصدق القول المعرِّف والشيء المعرَّف واحدا، وأن يكون مميَّزا، بمعنى أنه يجب أن ينطبق على كل المعرَّف ولا شيء سوى المعرَّف. ولكي يؤدي التعريف وظيفته، حدَّد المناطقة مقولات وقواعد؛ أهم المقولات هي:

أ- الجنس: هو الجامع لحقائقَ مُشترَكةٍ لمختلفِين وهو نوعان: جنس قريب يُسحب على جميع الحقائق المشتركة فيه كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان والحصان، وجنسٌ بعيد يُسحب على بعض الحقائق المشتركة فيه كالجسم بالنسبة إلى الإنسان والجبل.

ب- النوع: وهو الجامع لِمتَّفقِين في الحقيقة، ومختلفين في الأشخاص كالإنسان بالنسبة إلى هذا أو ذاك من الناس.

ج- الفصل النوعي: وهو ما يميز الشيء من بقية الأنواع الداخلة تحت جنسه؛ كالعاقل أو المسؤول بالنسبة إلى الإنسان. أما الحيوانية في الجنس القريب، فهي صفة مشتركة بين الإنسان وأيِّ حيوان.

د- الخاصة: وهي الدالة على ما يتميز به الشيء من خاصة عَرَضيةٍ كالابتسامة أو الطموح بالنسبة إلى الإنسان.

هـ العرض العام: وهو الدالُّ على ما يتميز به الشيء كخاصة عامة يشترك فيها مع شيء آخر خارج نوعه كالتناسل بالنسبة إلى الإنسان والحيوان.

وأهم قواعد التعريف قاعدتان:

أ- يجب أن يكون التعريف معبِّرا عن ماهية الشيء، وماهيةُ الشيء تتألف من الجنس القريب والفصل النوعي، بحيث يمكن استبدال التعريف بشرحه أو العكس.

ب- يجب أن يكون التعريف جامعا مانعا؛ نقول: جامعا، لأن كل صفة يتركب منها فيه، تنطبق على كل أفراد المعرف؛ ونقول: مانعا، لأن مجموع الصفات التي يتركب منها تمنع دخول سواها.

3- الحكم والقضية

إن العالِم المنطقي يُعنى بشروط الأحكام لتكون صحيحة، ويحاول أن تكون منطقية لا تناقض بين حدودها، فلا يبحث إلا عن الأحكام الكاملة المؤلفة من حدين ورابطة بينهما، والأحكام الظاهرة المعبَّر عنها بقضايا لفظية.

فالحكم هو التصديق العقلي بوجود نسبة ما بين المعاني، أو إيجاد علاقة بين شيئين والتصديقُ بها إثباتا كان أو نفيا؛ وإذا وقع التعبير عنه في اللغة، سمي قضية. وما خرج عن نطاق هذا الإقرار، لا يعتبر حكما مثل الأمر والنهي والاستفهام. والقضية تتألف من حدَّين: الموضوع والمحمول وبينهما رابطة تسمى الأداة وتتمثل في الضمير (هو أو هي…)؛ وسيان إن وُجدت أو حذفت كقولنا المعتزلة عقلانيون أو المعتزلة (هم) عقلانيون.

4- أنواع القضايا

والقضية نوعان: بسيطة، وتعرف بالقضية الحملية، لأن الموضوع فيها يُتبع بمحمول كما رأينا، وتفيد الاتحاد ومركبة من قضيتين، وتعرف بصفتها الشرطية، وهي على ضربين: شرطيةٌ متصلة، وتفيد الاستلزام كقولنا: إذا كانت المصالحة عروة المجتمع، فهي تسامح، وتسمى القضية الأولى في المركبة مقدما، والأخرى تاليا؛ وشرطيةٌ منفصلة وتفيد التنافر كقولنا: إما أن يكون القاضي عادلا أو ظالما. وتصنف القضايا الحملية عادة تبعا لمبدأي الكم والكيف، ولهذا فهناك أربعة أنواع من القضايا وهي:
الكليـة الموجبـة (ك): الإنسـان ذكي* الكليـة السالبة (ل) ليس الإنسان ذكـيا
الجزئية الموجبة (ب): بعض الناس أذكياء * الجزئية السالبة (س):ليس بعض الناس أذكياء
وتصنف القضايا الشرطية من حيث الكيف إلى:
الشرطية المتصلة الموجبة الشرطية المتصلة السالبة (وهي نفي للموجبة بليس)

الشرطية المنفصلة الموجبة الشرطية المنفصلة السالبة(وهي نفي للموجبة بليس).

5- آليات الاستدلال: المباشر والقياس

أ- الاستدلال المباشر:هو حركة الفكر من قضية إلى قضية أخرى لازمة عنها مباشرة ومن دون التوسط بقضية أخرى. و له صورتان: التقابل والعكس:
* التقابل هو ما ينتج عن القضية الواحدة بحكم تغير كيفها وكمها. فإذا وقع التغير في الكم والكيف ترتب عن ذلك، تناقض بين (ك) و(س) من جهة، وبين (ل) و(ب) من جهة أخرى؛ والمتناقضتان لا تصدقان معا، ولا تكذبان معا؛ وإذا صدقت الواحدة كانت الأخرى كاذبة بالضرورة. وإن هو مسَّ الكيف فقط، ترتب عنه أمران: الأول هو تضاد بين (ك) و(ل)، فلا تصدقان معا، وقد تكذبان معا؛ ولا يمكن تصديق الواحدة انطلاقا من كذب الأخرى؛ والثاني هو دخولٌ تحت التضاد بين (ب) و(س)، حيث تصدقان معا ولا تكذبان معا؛ ولا يمكن تكذيب الواحدة انطلاقا من صدق الأخرى. وإن مس التغير الكم ترتب عنه تداخل بين (ك) و(ب)، وكذا بين (ل) و(س)؛ حيث إذا صدقت الكلية صدقت الجزئية، وإذا كذبت الجزئية كذبت الكلية؛ ويتعذر استنتاج كذب الكلية من صدق الجزئية.
* والعكس هو استنتاج قضية من أخرى تخالفها في موقع كل من الموضوع والمحمول. فعكس قضية هو تحويلها إلى أخرى، موضوعُها محمول الأصل، ومحمولها موضوع الأصل مع الاحتفاظ بالصدق والكيف أي الإيجاب والسلب. مثلا: "لا إنسان خالد" (الأصل) معكوسته "لا خالد إنسان". وتُشترط في صحة عملية العكس، قاعدتان:
أن يتَّحدا في الكيف بأن يكون كيفُ المعكوسة هو كيف الأصل؛
وألا يُستغرق حد في المعكوسة لم يكن مستغرقا من قبلُ في الأصل.
وتطبيق هاتين القاعدتين تبيِّن إمكانية تحويل القضية الأصلية إلى معكوستها ما عدا الجزئية السالبة لاستغراق ما لم يكن مستغرقا في الأصل. وعلى هذا الأساس، تُعكس القضية من (ل) إلى (ل)، ومن (ب) إلى (ب)، ومن (ك) إلى (ب) فقط، مع تغيير الكم في موضوع المعكوسة.

ب- القياس (أو الاستدلال غير المباشر) وقواعده

* القياس هو على حد قول أرسطو "كلام متى وضعنا فيه شيئا لزم عنه شيء آخر بالضرورة". ويعني بالشيء الموضوع، المقدمتين (الكبرى والصغرى)، وبالشيء الآخر، النتيجة التي تلزم عنهما. فهو مؤلف من ثلاث قضايا. وهذه القضايا الثلاث يدعوها المناطقة على التوالي: المقدمة الكبرى، والمقدمة الصغرى، والنتيجة. ولو حللنا هذا القياس، لوجدنا أنه يحتوي على خصائص أساسية. إذا قلنا مثلا: (كل إنسان فان، أحمد إنسان، إذن، أحمد فان)، نكون قد استعملنا قياسا يتألف من مقدمتين ونتيجة. وكلٌّ من المقدمتين والنتيجة يتألف من حدين، أحدهما موضوع، والآخر محمول؛ وبين الحدين رباط مضمَر تقديره (هو). ثم لو نظرنا إلى القياس من زاوية أخرى، لوجدناه يتألف من ثلاثة حدود رئيسية: (إنسان) و(فان) و(أحمد)، وهي تختلف فيما بينها من حيث الشمولُ والتضمن، أي أن بعضها يشمل الآخر، والآخر متضمن فيه. فنحن ندعو (فان) حدا أكبر، لأنه يشمل كل إنسان، في حين ندعو (أحمد) حدا أصغر، لأنه متضمن في (إنسان) الذي ندعوه حدا أوسط. والمقدمة التي تحمل الحد الأكبر تُدعى كبرى؛ والمقدمة التي تحمل الحد الأصغر، تدعى صغرى. والحد الأوسط يختفي في النتيجة، لأن وظيفته تنحصر في الربط بين الحدين. ويُشترط فيه أن يكون مستغرَقا في إحدى المقدمتين. والقياس الذي نحمِّله أكثر من ثلاثة حدود، لا تترتب عنه نتيجة صحيحة، لأننا نقع فيما يدعوه المناطقة، بأغلوطة الحد الرابع. مثلا، إذا قلنا: (وردةُ ماءٌ مُنظِّفٌ، ووردةُ ابْنَتي)، فلا يجب أن نستنتج، ابنتي ماء منظِّف. فعلى الرغم من أن كلتا المقدمتين صحيحة، فإن النتيجة خاطئة، لأن الحدود الواردة فيهما، قد استُعملت لِمُغالطتنا: فكلمة (وردة) في الأول يختلف مدلولها عنه في الثانية. وشتان ما بين اسم السائل المنظف، واسم العَلَم الخاص بِالاِبنة. لدينا في هذا القياس أربعة حدود بدلا من ثلاثة، لأن الحد الأوسط يتضمن هويتين.[20] وينبه أرسطو إلى حقيقةٍ، وهي أن شكل القياس يتوقف على موقع الحد الأوسط من المقدمتين: فإذا كان الحد الأوسط موضوعا في الكبرى ومحمولا في الصغرى، كان الشكل الأول؛ وإذا كان محمولا في كلتا المقدمتين كان الشكل الثاني؛ وإذا كان موضوعا في كلتيهما، كان الشكل الثالث؛ ويذهب أرسطو إلى أن الأقيسة أنواع، وأنه ليس كل قياس برهانا. ولهذا اشترط في مقدمات القياس الصحيح: أن تكون حقيقيَّةً، وأن تكون أوليَّة وبديهيَّة، وإلا لاحْتاجت بدورها إلى برهان، وأخيرا، أن تكون أسبق من النتيجة وأبْيَنَ منها.
ولقد استبدل المدرسيون الحدود برموز تسهِّل عملية إدراك موقع الحد الأوسط. وتوضيحا لذلك، نرمز بـ(س) إلى الحد الأوسط، وبـ(م) إلى الحد الأكبر، وبـ(ض) إلى الحد الأصغر.
(س) هو (م ) (م ) هو (س) (س) هو (م ) هذا ما أشار إليه أرسطو، كما
(ض) هو (س) (ض) هو (س) (س) هو (ض) أسلفنا.
ولهم في ذلك شكل رابع، وإن اختلف فيه مناطقة القرون الوسطى، وهذا الشكل هو عكس الأول: (م ) هو (س)
(س) هو (ض)
* قواعد الأشكال الأربعة: للأول قاعدتان، الأولى أن تكون الصغرى موجبة، والثانية أن تكون الكبرى كلية؛ وللشكل الثاني، قاعدتان، الأولى أن تكون إحدى المقدمتين سالبة، والثانية أن تكون الكبرى كلية؛ وللشكل الثالث قاعدتان، الأولى أن تكون الصغرى موجبة، والثانية أن تكون النتيجة جزئية؛ وللشكل الرابع ثلاث قواعد، الأولى إذا كانت الكبرى موجبة، وجب أن تكون الصغرى كلية، والثانية إذا كانت الصغرى موجبة، وجب أن تكون النتيجة جزئية، والثالثة إذا كانت إحدى المقدمتين سالبة، وجب أن تكون الكبرى كلية.

ثانيا: توافق النتائج مع المقدمات
1- مبادئ العقل
إن الربط بين حدود الحكم والانتقال من قضية إلى أخرى، وحتى في فهم الموضوعات الخارجية وعلائقها، كل ذلك لا يكوناعتباطيا، وإنما يعتمد على مبادئ أولية تدعى بالمبادئ المديرة للمعرفة. ويسمى مجموعها "بالعقل". فإذا قلتَ "إن المعتزلة ليسوا بمفكرين" من قياس تتألف مقدمتاه من (كلُّ أهل العلم مفكرون)، و(المعتزلةُ من أهل العلم)، كان قولي هذا مخالفا للعقل ومبادئه أيضا. وإذا قلت "المثلث مربع" لم يَصِحَّ قولي هذا، لأن في ذلك تنافرا؛ وهذه المبادئ هي مبدأ الهوية (وما يتضمنه من مبدأي عدم التناقض والثالث المرفوع) ومبدأ السبب الكافي، التي تؤلف البنية المنطقية للعقل.[21] وهي مبادئ أولية لا تُستخلص من التجربة ولا من الاستنتاج انطلاقا من مبادئ أخرى، لأن كل تجربة تخضع لها؛ وهي مبادئ تشكل أساس كل المبادئ. إنها بديهية في حد ذاتها، ولا يمكن البرهنة عليها. وهي عالمية ومشتركة لكل العقول، وكل العقول محكومة بها. وهي أيضا، شرط للحوار، والضامن للتوافق الممكن بين كل العقول باختلاف أعمار أصحابها وأجناسهم وسلالاتهم وثقافاتهم. وإنها أخيرا، تحدد الممكن والمستحيل.
أ- مبدأ الهوية هو الشرط الجوهري للخطاب العقلي، لأنه إذا نحن لم نقبله، فإن مدلول المفاهيم يمكن أن يتغير في كل لحظة، وهذا معناه أنه لا يمكننا أن نقول كلاما متماسكا. وهو الأساس الذي يقوم عليه الاستنتاج الصوري والرياضي. فإذا قبلنا بصحة قانون كلي أو مبدأ عام، فلا بد لنا من أن نقبل بصحة الجزئيات المتضمَّنة في هذا القانون الكلي. ومفاده أن ما (هو) (هو) أو أن (أ) هو (أ) أو أن الشيء لا يمكن أن يكون هو وليس هو في آن واحد. ويحتوي ضمنيا، على مبدأين معروفين هما:
ب- مبدأ عدم التناقض: وبمقتضاه، لا يمكن أن يكون الشيء (هو) و (لاهو) في نفس الوقت أو أن يكون (أ) هو (لا أ). فمن قبيل المستحيل مثلا، القول بأن الأرض كروية ولاكروية.
ج- مبدأ الثالث المرفوع: وهو يقتضي الأخذ بأحد طرفي القضية: إما أن يكون الشيء (أ) أو (لا أ)، لأن المبدأ العقلي يفرض بالضرورة أن تكون الأرض مثلا، إما كروية أو لاكروية، ولا وسط بينهما.
د- مبدأ السبب الكافي يجسد اعتقاد أن لكل حادثة سببا يفسر حدوثها؛ وأن نفس الأسباب تُعطينا دائما نفس النتائج. إلا أن هذه العلاقة السببية لا تكفي لفهم الحادثة في المجال العلمي لأنه يتعين فيه، البحث عن العلاقات الثابتة بين الظواهر. وهو الأمر الذي يوضح إيمان العالم بمبدأين: الحتمية والاطراد.
2- انتقاء المقدمات واحترام الضرورة الملزمة
ويبدو أنه بقدر ما يأخذ الفكر بهذه المبادئ وقواعد الاستدلال مع الالتزام بها ميدانيا، وانتقاءِ أسلمِ المقدمات، يجد إمكانيات انطباقه مع نفسه. ولعل السبيل الذي يصل المقدمات بالنتائج المترتبة عنها بالضرورة، هو أكثر السبل استقامةً المؤدي إلى تمتين تماسك الفكر وتحصينه من التنازع مع نفسه. وبتعبير معكوس، فإن عدم وضوح المفاهيم والحدود وعدم ضبط العلاقات فيما بينها وبين القضايا، وعدم الاكتراث بدور مبدأ الهوية في تماسك الاستدلال، كل ذلك من شأنه أن يشوش العقل وبالتالي يترك خطابه فريسة للسفسطة والسذاجة. إلا أنه لا معنى لانطباق الفكر مع نفسه من الناحية الصورية، إذا لم تكن المقدمات سليمة وبديهية يأخذ بها كل واحد ولم يُحافظ على مبدأ الهوية ولم تضبط المفاهيم بدقة. فإذا لم نحدد مضمون الحدود وطبيعة علاقاتها فيما بينها، نقع في انزلاقات، وقد نُتَّهم بالسفسطة. فانطباق الفكر مع نفسه يتطلب حسن انتقاء المنطلقات، واحترام الضرورة المنطقية التي تستوجبها.

III- وهل حصول هذا الانطباق كاف لضمان وفاق جميع العقول

أولا: قد يحصل الانطباق ولا تتفق العقول

1- إن الفكر قد ينطبق مع نفسه من الناحية الصورية المجردة، ولكن دون أن يقتنع غيرُه بالمضمون الذي يحمله؛ فقد يعبر عن قضية دينية أو سياسية، وله كاملُ التصرف في إضفاء ما يريده من معنى على الحدود التي يستخدمها. إن استخدام اللغة الشائعة في المنطق الصوري أو التحليلي يؤدي إلى مغالطات والتباسات. يقول "بول فاليري": "ليس للمنطق إلا مزايا جدُّ متواضعة حينما يستخدم اللغة العادية، أي دون تعريفات مطلقة".[22] ويقول مويي: "إن اللغة غير دقيقة. فالكثير من أهم ألفاظها مبهم […] و العلم يتكلم لغة في غاية الدقة، لغة الرياضيات التي تمكَّن بناؤها منذ ألفيتين من التخلص من المبهمات".[23] ويقول ثابت الفندي: ما دام المنطق يتعامل بالألفاظ لا بالرموز، فإنه يبقى مثار جدالٍ حول معاني المفاهيم والتصورات المستعملة، فضلا عن عُقمه إذا تعلق الأمر بالقياس الأرسطي.
2- إن المنطق الصوري يصلح للمناقشة والجدل أكثر مما يصلح للبحث عن الحقيقة واكتشافها.[25] ولما كان الغرض منه هو إفحام الخصم لا اكتشاف الحقيقة الموضوعية، فإن المنطق يتحول إلى فلسفة للنحو من حيث إنه يُعنى بلغة البرهنة والمحاجة والتفنيد لكسب قضية.
3- هذا فضلا عن أنه ضيّق لا يعبّر عن كل العلاقات المنطقية، وأنه يكتفي فقط، بالتحليلات الفكرية. إن نتائج القياس لا تأتي بشيء جديد زائد على المقدمات، حتى مع افتراض مطابقة مقدماته للواقع. واستنتاجُ غير ما تتضمنه المقدمتان، يُفضي إلى الأخطاء؛ لأن القياس يكون صحيحا عندما يكون تحصيل حاصل (Tautologie)؛ فهو يبرز ما نعلمه ولا يكشف عما نجهله. و شرط الاستنتاج الصحيح أن ينتهي بنا إلى علم جديد، لا إلى إعادة ما تتضمنه المقدمتان. و لهذا يبدو المنطق الأرسطي "مغلقا ومُنقضيا".
ثانيا: من إمكان الإفحام إلى ضرورة الإقناع أو من الألفاظ إلى الإشارات ومن السكون إلى الحركة
وسدًّا للنقص الذي عرفه المنطق الصوري، وتماشيا مع البحث عن الجديد، وتكيُّفا مع متطلبات الواقع المتغير، اتجهت اهْتمامات المناطقة والرياضيين والعلماء إلى أساليب جديدة تسمح للفكر بالانتقال من اللفظ (أو التصور) إلى الرمز، ومن عالم المجردات إلى عالم المحسوسات، أي من المنطق الصوري إلى المنطق الرمزي، وكذا الموازاة إلى المنطق المادي.

1- المنطق الرمزي أو اللوجستيك

لم يعرف المنطق الصوري اتجاها مخالفا لاتجاه المنطق الأرسطي إلا في منتصف القرن التاسع عشر. والصفة المميِّزة لهذا الاتجاه هي التركيب أو الإنشاء، أي الاستدلال على قضايا جزئية بالاستناد إلى مبادئ أولية عامة كالبديهيات (مثل الكل أكبر من أحد أجزائه) والمصادرات (مثل أن المتساويين لثالث متساويان) والتعريفات. ونتائج هذا الاستدلال ليست متضمَّنة في المبادئ المسلم بصحتها سابقا. إنها "تـُبْنَى مع قضاياها". فلو كان علينا الرد على السؤال التالي: كم يساوي مجموع زوايا المثلث، لقلنا بأنه يساوي قائمتين لأننا نعتمد على مبدأ معلوم لدينا مسبقا، وهو أن زاوية الخط المستقيم لجهة واحدة تساوي قائمتين؛ ويبقى علينا انطلاقا من المعلوم، أن نبني استدلالنا غزوًا للمجهول، وذلك بأن نمدد أحد أضلاع المثلث. ومن المميزات الأساسية لهذا الاستنتاج، استعمال نظام ثابت من الرموز. وهنا وقع الانصراف من اللغة الشائعة إلى لغة الرموز الجبرية. وما أن أطل القرن العشرون حتى ازدهر المنطق. وهو لا يستخدم الرموز فقط، ولكنه يريد لنفسه أي يشير إشارة دقيقة إلى قواعد استعمال الرموز. وهذا ما يسمى باللوجستيك.
فلقد تواضع المناطقة المحدثون على بعض الرموز، ولم يتفقوا عليها اتفاقا كليا. وعندها، أصبح من الممكن مثلا، أن نشير إلى العطف أو الجمع بالرمز ( ) وإلى الأداة (أو) بالرمز ( ) وإلى التضمن بالرمز ( ). وعلى هذا الأساس يمكن أن نتصور العطف أو الجمع بين قضيتين بـ (أ ب). ولو تأملنا حالات صدق القضيتين، للاحظنا أن (أ ب) تكون صادقة عندما تكون (أ) صادقة و(ب) صادقة. أما إذا كانت (أ) صادقة و(ب) كاذبة أو كانت (أ) كاذبة و(ب) صادقة أو كاذبتين معا، فإن النتيجة تكون كاذبة. أما قضية (أ ب)، فهما يصدقان عندما تكون إحداهما على الأقل صادقة. أما إذا كانت (أ) كاذبة و(ب) كاذبة، فلا يمكن أن تكون (أ ب) صادقة.
هكذا إذن، لم تعد اللغة هنا، اللغة العادية كما في القياس أو الاستنتاج التحليلي. إنها مجموعة من الإشارات المؤلّفة على صورة الرياضيات (Algorithme). وعممها أصحابها على جميع أصحاب المقال من مادة و صورة أي على الحدود المفردة أو التصورية وعلى القضايا من حيث هي قضايا، وعلى العلاقات المنطقية ذاتها. وهذا ما يتلاءم مع روح العصر. ثم إن الارتباط بين المبادئ والنتائج ليس تحليليا كما في القياس، بل هو إنشائي أي يكسبنا معرفة جديدة زائدة على المقدمات، وينقل الفكر من المعلوم إلى المجهول.
ومن الخطأ أن يَظُنَّ ظان أن هذه المبادئ العقلية لا تتغير بتغير الزمان والمكان والظروف والأحوال، فإن استقراء تاريخ العلم عامة يشهد بأن هذه المبادئ قد نشأت على صورة أخذت في التطور حتى بلغت صورتُها الراهنة في أذهاننا، وفي مختلف الدراسات، ما يؤيد هذه الحقائق.

2- المنطق الثابت والمنطق المتغير:
أ- يقسم المناطقة المنطق إلى صوري ومادي، الأول يهتم بالتصورات والمفاهيم والرموز أي بالفكر من حيث صورته، والثاني يتجه إلى الأشياء ويهتم بالفكر من حيث مادتُه. وعلى هذا الأساس، يذهب لالاند[27] إلى التمييز بين ما يسميه العقل المكوَّن والعقل المكوِّن؛ الأول عقل داخلي يفرض نفسه (وهو ساكن يمثل مجموعة المبادئ الثابتة المديرة للمعرفة)؛ والثاني عقل ديناميٌّ يتكوَّن في أثناء نشاطِه ليصبح قادرا على تشكيل أدواته (المبادئ) بنفسه أو تغييرها وتكييفها حسب ما يواجهه من معطيات حسية جديدة. فهو في نظر التجريبيين، دائما في تكوُّن مستمر، لأنه اللوحة التي تنطبع فيها معطيات التجربة. وما دامت المعرفة تأتي كلُّها من التجربة، فليس هناك إلا المبادئ البَعدية أي التي تأتي عن طريق الإحساس والعادة والاعتقاد وتداعي الأفكار.

لقد بين ليفي برول في عدد من كتبه، أن الذهنية البدائية تختلف عن الذهنية المتحضرة اختلافا جذريا. فهي متمردة عن مبدأ الهوية وعدم التناقض إذ أن الأشياء يمكن أن تكون نفسها وشيئا آخر غيرَها؛ فهي ذهنية لا تدرك الأشياء كما ندركها نحن.[29] كما أن بعض الأنثروبولوجيين وفلاسفة العلوم بينوا أن مبدأ السببية ـ باعتباره مبدأ عالميا للعقل ـ أخذ يطرح تساؤلات أمام قضايا التفكير السحري واكتشافات تثير الشك في مبدأ الحتمية. إن الإيمان بالقوى المفارقة، لا يؤخذ في الذهنيات السحرية بمثابة الإيمان العلمي بالسبب في مفهومه المادي. كما أن مبدأ اللاحتمية القائل بأن هناك ظواهر تنفلت من نظام الكون وخاصة في الفيزياء الكوانتية الاحتمالية مع هيزنبرغ أخذ يجدد النظر في قواعد العلم وأسسه.
ب- المنطق المتعدد القيم
إن تطور الرياضيات والفيزياء (التي تمثل حاليا العلوم التي يسعى المناطقة على أساسها إلى استنباط الأدوات الواقعية للفكر الموضوعي) بيَّن أن هناك حالات لا يكفي فيها المنطق الثنائي القيمة. لنأخذ مثالين: هناك نظرية في الرياضيات تتعلق بخصوصية الأعداد الأولى (نظرية فيرما) التي ما تزال إلى اليوم، مثبَتة ولكننا لم نستطع البرهنةَ عليها. فهي ليست مسلَّمة من حيث إننا لسنا أحرارا في قبولها أو رفضها؛ إنها قانون حسابي غير كاذب (لأنه مثبت)، ولكنه ليس صادقا (لأننا لا نستطيع البرهنة عليه). ومن جهة أخرى وفي الفيزياء، فإن النظريتين حول الإشعاع الجُسَيْمي أو التموُّجي اللتين كانتا سابقا متناقضتين، تظهران اليوم، لامتناقضتين. فكل واحدة منهما لا هي صادقة ولا هي كاذبة، ولكنها تُعتبر صادقة أو كاذبة حسب المجموعة التجريبية التي نعمل فيها.
وفيما يتعلق بتجديد الفكر المنطقي، يمكن القول بأن تطور المنطق التركيبي من هيجل إلى هاملين، يكفي لتوعيتنا بوجود مبدأ ثالث للعقل، وهو المبدأ الجدلي للوحدة والتركيب. إنه ـ بفعل ممارسته في عملية الفهم العقلية (حيث يبحث العقل فكرة الجمع في صيغة واحدة، وقانون واحد أو في بنية واحدة، المعطياتِ المتنوعة والمتناثرة للتجربة). إن هذا المبدأ فاعل في الجهد الاندماجي للمتنافرات في صعيد منطقي سام حيث تلتقي دون أن تمتزج. إنه هو نفسه مبدأ التقدم الجدلي الذي هو جهد لتجاوز (تذليل) التناقض. إن الرضا الذي يشعر به العقل في تخطي تعارض الأطروحة ونقيضها داخل وحدة ثرية وعالية للتركيب، يبرهن على أننا هنا، في أحد المحاور الأساسية للعقل الدينامي.
إذا كان المنطق القديم يعتمد كليا على مبدأ الهوية الثابت الذي لا يتغير والذي يقضي برفض التناقض، فإن المنطق الجدلي يرفض التعامل مع هذا المبدأ من حيث إنه يعكس فكرا ساكنا لا يصلح للعالم الطبيعي والواقعي الذي لا يتوقف عن الحركة والسير. إن الحركية التي تتسم بها الحياة الخارجية تقوم على مبدأ التناقض أو التغاير، يعني أن (أ) لا يبقى (أ) لأنه حتما ينتقل إلى (س) أو (لاأ) الذي بدوره يتحول إلى كائن مغاير له، وهكذا. فالانتقال من (أ) إلى (أ) هو الحلقة المفرغة التي يدور فيها الفكر القديم الذي يرى نفسه دون غيره؛ وهذا لا يُرتجى منه جديدٌ ولا تقدم. ولهذا، فإن التغاير أو التناقض في هذا النوع من المنطق (إلى جانب مبدأ الهوية في هذا السياق) ضروري لفهم سيرورة الأشياء والحياة البشرية. و"هذا التناقض في الفكر وفي الأشياء، إنما يزول بما يسميه (هيجل) بالجدل الذي يتألف من ثلاث مراحل هي الموضوع ونقيضه والمركب منهما وهذا المركب كمرحلة جديدة، يشكل بدوره وضعا (الأطروحة) يستوجب ظهور نقيضه (نقيض الأطروحة)، وهكذا دواليك.[31]
وإلى جانب المنطق الجدلي، يتحدث بعض المؤلفين اليوم، عن منطق الوحدة الذي هو الآخر يتصف بالحركية والتعامل مع المتغاير والمتناقض، ولكنه في المجال الفكري يستوعب كل المحاولات والتصورات الفلسفية مهما كانت متنافرة ومتباينة، ليصنع منها مبدأ واحدا يجد كل مذهب موقعه كنسق متميز داخل الوحدة.[32] ولعل العولمة في مفهومها التعايشي المعاصر، تشكل ـ أمام تشتيت المعارف وترامي أطرافها، وتفتيت التخصصات العلمية والفنية ـ فرصة سانحة لتوسيع الروح الفلسفية الشمولية ومنطقها السمح.
IV- وهل يكفي أن نعرف قواعد الفكر المنطقي حتى نكون في مأمن من الأخطاء؟
صحيح إننا نعرف هذه القواعد، ولكننا قد نخطئ. وفي هذا السياق، نتناول نقطتين: تأثُّر الحكم المنطقي بالحتمية النفسية والاجتماعية، وتأثره بحتمية الفكر الفلسفي.
أولا: تأثير الحتمية النفسية والاجتماعية على الحكم المنطقي
لا أحد يشك في أن الحكم، وهو الوحدة الأساسية في المنطق، وظيفتُه عقلية تخص الذات المفكرة. فهو عمل من أعمال الإنسان الإرادية وأثر من آثاره الذهنية. ولكن لما كان الإنسان عاجزا عن العيش لنفسه، فهو لا يستطيع أن يفكر حسب ميوله وأهوائه. إنه كائن يعيش في المجتمع. والتصرفات الصادرة منه، في جميع مظاهرها، تكون بموجب ذلك، جماعية.
1- فهو يخص الذات المفكرة، لأنه مصدرُه أو كما قال بروتاغوراس: "الإنسان مقياس كل شيء". فما يراه الشخص أنه الحقيقة، يكون هو الحقيقة، وليس في ذلك خطأ، ولا شيء في ذاته حقيقة، وإنما هو حقيقة في رأيي أو في رأي هذا أو ذاك.
وليس من المستبعد أن تكون القوانين المنطقية الأساسية التي تنظم أحكامنا، تجريداتٍ وتعميمات لتجارب ذاتية. فقانون عدم التناقض ناشئ من التجربة التي نشعر فيها، بأن "الحركة والسكون لا يجتمعان وأن أحدهما يرفع الآخر". وفي هذا السياق، يقول كوندياك "الحكم جمْعٌ بين إحساسين في الذهن". والمرء عند جيمس، لا يعتقد بصحة شيء إلا إذا رأى نفعه ونجاحه. ولذا، فإن الأفكار التي نصدقها هي الأفكار الناجحة، والأفكار التي نكذبها هي الأفكار الخاطئة التي لا نجني منها أي عمل نافع. وهنا، ينزل الحكم إلى الواقع المحسوس الذي لا ينفصل عن الزمن ولا عن الوقائع التي تخضع لقانون العلية أي تَتْبع ما قبلها وتؤثر فيما يلحقها.
هذا فضلا عن أن الإنسان أحيانا، يستعمل الاستدلال العاطفي حيث تسبق النتائج مقدماتها والاستدلال بالمماثلة حيث يقيس الغائب على الشاهد؛ فكم هي النظريات الفلسفية التي تفسر الوجود، وكم هي متضاربة فيما بينها. وفي مجال العلم، ألم يسبق غاليلي أن فسر سرعة سقوط الأجسام عن طريق إقامة علاقة تناسب طردي بينها وبين المسافة التي تقطعها؟ ثم ألم يكتشف هو ذاتُه، أن هذه الفرضية متناقضة، لا بد من الإعراض عنها؟
2- الحكم عملية يكتسبها الفرد داخل الوسط الاجتماعي وليس في جوهره مسألة فردية ولا نفسية. وتفكيره هو تفكير الحياة الاجتماعية، وضميره ضميرها واعتقاده اعتقادها حتى إذا خالفها الفرد لقي مقاومة يتحدد نوعُها وقوتها بمبلغ المخالفة وشدة ضررها.
والناس لكي يتناقشوا فيما بينهم ويحكموا على الصواب والخطأ، لا بد من أن يتفقوا على أوضاع خاصة ومبادئ معينة يأخذون بها وينظمون سلوكهم على أساسها كالإجماع عند المسلمين. يقول غوبلو: "إن فكرة الحقيقة لا يمكن أن تُفهَم ولا أن تفسر إلا بالحياة الاجتماعية، ومن دونها لا يتعدى الفكر حدود الفرد، وحينئذ تكون طيبة أو رديئة، ولكنها لن تكون صائبة أو خاطئة".[33] فمبادئ العقل يفرضها المجتمع من الخارج على الإنسان. ونظرا إلى أن المجتمع يتطور، فإن العقل لا يمكنه ألا يسايره. ولهذا، فقد تُجمِع الجماعات أحيانا، على المغالط والأوهام، وهي حقائق مشتركة يصعب الإعراض عنها.

ثانيا: تأثير حتمية الفكر الفلسفي على الحكم المنطقي
إن كانت الرياضيات بأساليبها الرمزية قد تخلصت من كل تفكير فلسفي، فإن للمنطق علاقة بالفلسفة، يؤثر الواحد في الآخر، وتختلف وظيفته باختلاف تصوراته الفلسفية، الإيديولوجية أو العقدية. لقد ظل المنطقُ التَّقليدِيُّ بحثا فلسفيا بالدرجة الأولى، يُثيرُ مسائلَه في ضَوْءِ التَّفكير الفَلْسفيِّ، كما تَتراءَى لكلِّ فيلسوفٍ ناظرٍ في المنطقِ"؛[34] ظل مرتبطا بآراء ميتافيزيقية، ولم يتميز إلا قليلا عن الأنطولوجيا.[35] أما المنطق الحديث فإنه وضعي يساير الروح العلمية. فلما كان أساس العلم في العصر الحديث مختلفا عنه في عصر اليونان، وجب أن يختلف منطق العلم اليوم، عن المنطق الأرسطي الذي كان انعكاسا لمعارف عصره التي كانت تهتم بالأشياء الأنطولوجية الفلسفية والكيفية. ولكن على الرغم من ذلك، فإن الموضوع الذي يدرسه المنطقان واحد، هو شروط صحة الاستدلالات. ولكنهما يريدان ـ حول هذه الشروط ـ إعطاء معرفة يحكمها نظامٌ تبعا لتصورين مختلفين: تصور ميتافيزيقي، وتصور وضعي.[36] هذا، وتجدر الإشارة إلى أن النظرية المنطقية تختلف باختلاف الأساس الذي ينبني عليه التفكير العلمي أو الفلسفي لعصر ما.
»لا شَكَّ في أنَّ مَوْقِفَ الإنسانِ مِن فِكرةِ الحَقيقةِ، و مَدَى اليَقِينِ فيها، إنمَّا يَتأثَّرُ تمامًا بِاعْتِناقِه مَنطِقاً دَون آخَرَ مِن أنْواعِ المَنْطِقِ العَديدةِ المُمكِنةِ للإنسانِ.«[37] وهذا التأثير في صورته الجدلية، لا يوجه أحكامنا المنطقية فحسب، بل يجعلنا نفكر ضمنيا وبالضرورة، في إطار فلسفة ترتبط بالمنطق الذي يناسبها.
وأكثر من هذا، وفي نطاق انطباق الفكر مع نفسه وانطباقه مع الواقع، يجب التأكيد على أن ما يحمله الذهن من تصورات له علاقات ضمنية بظواهر العالم الخارجي. ولما كانت هذه الظواهر في تغير مستمر، فإنه ما كان لهذه التصورات أن تبقى متصلبة وأن تحجم عن التكيف. ومن هنا، يقرّب الفكر المنطقي مبادئه من الواقع والعكس بالعكس؛ وهذا أمر لا تخفى فائدته. يقول الفندي: "وهذه المسألةُ الجديدةُ هي مسألةُ التَّحقُّقِ و التأكُّد من أنَّ الاتِّفاقَ الذي حَصَل عليه الفِكرُ مع ذاته عند تألِيفِ التصوُّرات في قضايا واسْتِنباطاتٍ، هو في الوقْت عينِه، اتفاقٌ له مع الواقِعِ، ومطابَقةٌ له مع العالمَِ ِالخارِجِيِّ
خاتمة: حل المشكلة

إن معرفة النظام الذي يحكم الفكر المنطقي، تؤثر في توجيه العقل في اختيار آلياته الفكرية وفي تحديد الغاية التي ينشدها ويسعى إلى تحقيقها. والخطر الذي يحدق بتحقيق هذه الغاية، لا يجيء من آليات المنطق بقدر ما يجيء من طريقة توظيف هذه الآليات نصرةً لمذهب ضد مذهب. وفي هذه الحالة، يصبح المنطق عبدا مسخرا لخوض قضايا فكرية بحثا عن كسبها ودفاعا عن انشغالاتها. ومع ذلك، فإن المنطق الصوري ـ الممثَّل في القياس ـ ومهما كانت فلسفته، وعلى الرغم من كثرة المؤاخذات الموجهة إليه، فإنه على جانب كبير من الفائدة العملية، وأننا نستخدمه غالبا وبدون شعور، في تفكيرنا العلمي والعامي والعاطفي. وبدونه يفقد الخطاب الحقيقي تماسكه ويؤول إلى سفسطة.

***
وكمخرج من الإشكالية الثانية، يمكننا القول، إن المشكلة الفلسفية التي يعرفها منطق انطباق الفكر مع نفسه ليست في الحدة التي يطرحها منطق انطباق الفكر مع الواقع من حيث إن الأول يتعامل مع مفاهيم وتصورات وافتراضات كمنطلقات مسلم بها، تَلزم عنها بالضرورة نتائجُ صحيحة، وأنه في شكله القياسي مرتبط بفلسفة أنطولوجية تحدد مصير الفكر واتجاهه الفلسفي ؛ وأن الثاني، لا يعتمد مباشرة على الملاحظة كخطوة أولى كما يقتضيها مبدئيا المنهج العلمي التجريبي، وإنما يدخل في حسابه قبل الانطلاق، افتراضين عقليين وغير تجريبيين هما "مبدأ الحتمية، و"مبدأ الاطراد"، وهذا مخالف للقاعدة. وأغرب ما في أمر هذا المنطق الثاني، أن المنطلقات على الرغم من أنها من قبيل الافتراضات الميتافيزيقية، إلا أنها تعطي نتائج يؤكدها ازدهار العلم يوما بعد يوم. وكأن القضية ليست فقط، انطباق الفكر مع الواقع، بل هي أيضا، وفي نفس المجال انطباق الواقع مع الفكر. وفي سياق هذا الوجه الأخير من منطق الواقع، فإن المشكلة تكمن في صعوبة التساوق بين الوقائع المتغيرة والمبادئ العقلية الثابتة عكسا وطردا. وما ظهور مبدأ الوحدة والتركيب إلا دليل على حاجة العقل إلى التكيف مع المتغير الجديد وحاجة المتغير إلى السير في نظام العقل في علاقة جدلية.
لقد حاول أهل الاستقراء تجاوز المنطق الأرسطي لكونه لا يصلح للعلم ولكونه أيضا، مرتبط بالفلسفة. ولكنهم وقعوا هم أنفسهم، تحت رحمة الفلسفة والتناقض من حيث إنهم خاطروا بفروض غير مؤكدة علميا وخالفوا من ثمة، تعاليم المنهج العلمي القائم على الملاحظة والتجربة لا على الافتراض والخيال. ولهذا، فإن الجدال بين العقلانيين والتجريبيين في هذا النطاق، يبقى عقيما طالما استمر الإصرار الدغماتي على تعزيز أطروحة على حساب أخرى.




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالة في الحرية و المسؤولية

مقالة في الحرية و المسؤولية


الونشريس


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

اليكم في هذا الموضوع مقالة في الحرية و المسؤولية
التحميل من المرفقات

م ن ق و ل

بالتوفيق


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
مقالة في الحرية و المسؤولية.docx‏  20.5 كيلوبايت المشاهدات 71


التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

هل علاقتنا بالعالم الخارجي تتوقف على الاحساس أم الادراك ؟ مقالة متوقعة bac2022

هل علاقتنا بالعالم الخارجي تتوقف على الاحساس أم الادراك ؟ لتحضير بكالوريا 2022


الونشريس

الإشكالية الأولى (إدراك العالم الخارجي)
المشكلة الأولى
*في الإحساس و الإدراك*

المقدمة / لا يمكن التكيف مع العالم الخارجي الا بادراك حقيقة ما يحتويه هذا العالم من أشياء لذلك اهتم الفلاسفة بمشكلة الإدراك غير أن مواقفهم جاءت متعارضة فــ:
هل علاقتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس أم الإدراك ؟ و هل كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها الإحساس ؟ و إذا كان الإحساس عملية أولية للاتصال بالعالم الخارجي فهل معنى ذلك أنه خال من أي نشاط ذهني ؟

هل كل معارفنا الإدراكية حول العالم مصدرها الإحساس ؟

ا- النظرية الحسيـــــــــــة / معارفنا الإدراكية تنبع كلها من الإحساس و قد ذهب الرواقيون و على رأسهم زينون الى القول أن العقل لا يمكن له أن يؤسس معرفة ان لم يستمدها من الحس
*الدليل / الحواس هي النافذة التي نطا بها على العالم الخارجي ، ومن فقد حاسة ، فقد المعاني المتعلقة بها ، فالبرتقالة مثلا ، يصل إلينا لونها عن طريق البصر ، و رائحتها عن طريق الشم ، و طعمها عن طريق الذوق ، و ملمسها عن طريق اللمس ، فلو تناول هذه البرتقالة كفيف البصر يدرك كل صفاتها الا لونها ، فالكفيف لا يدرك الألوان ، و الأصم لا يدرك الأصوات ، فلولا الحواس لما كان للأشياء الخارجية وجودا في العقل
إذن فكرتنا عن العالم الخارجي ليست سوى مجموعة من الإحساسات تحولت بحكم التجربة الى تصورات ،فالمعرفة تكتسب بالتدريج عن طريق الاحتكاك بالعالم الخارجي و ما تحدثه الأشياء من آثار حسية و بالتالي لا وجود لأفكار فطرية أو مبادئ قبلية سابقة عن التجربة يقول جون لــــــــــوك J.Loock (لنفرض أن النفس صفحة بيضاء فكيف تحصل على الأفكار ؟ إني أجيب من التجربة ، و منها تستمد كل مواد التفكير )

النقد / رغم أن الحواس ضرورية للاتصال بالعالم الخارجي إلا أنها غير كافية للإطلاع على حقيقة هذا العالم فالكثير من الأمور تغيب عن شهادة الحواس و تحتاج الى إدراك عقلي كالصور المجردة والعلاقة الثابتة بين الأشياء ، بالإضافة إلى أن الحواس مصدر غير موثوق في المعرفة

ب- النظرية العقليـــــــــة/ إن معارفنا الإدراكية لا تنبع من الإحساس بل من العقل كما جاء في رأي العقلييـــــــــــــــــــن
*الدليل / لان الحواس لا تدرك الحقيقة و لا تحقق معرفة مجردة التي يحتاجها التفكير ، التفكير يقوم على الكليات و هي صور مجردة تدرك بالعقل مثل صورة الإنسان و صورة الحيوان و صورة المعدن… .بينما الحواس لا تدرك الا الجزئيات و لا ينبغي أن نثق بالحواس لأنها مصدر غير موثوق و أحسن دليل على ذلك هو الخداع البصري ، ألا نرى البحر ملتصق بالسماء لما ننظر في الأفق ؟ ألا تبدو العصا المغموسة في الماء منكسرة؟ ألا نرى الجسم يكبر كلما اقترب منا و يصغر كلما ابتعد عنا فالمعرفة الحسية كثيرا ما تكون خاطئة .يقول الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت R.Descarte (أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أن أراه بعيني ) لذلك يميز العقليون بين الاحساس و الادراك على أساس أن الإحساس هو عملية أولية بسيطة تتعلق بنشاط الحواس ، أما الادراك هو عملية ذهنية مركبة تحلل المعطيات و تؤول بعضها حتى تعطي لها دلالة أو معنى . و من العوامل الذهنية المدعمة للإدراك الذاكرة حتي قيل " إننا ندرك بذاكرتنا " مثلا عندما ندخل قسما و نرى معادلات في السبورة ندرك أنه درس رياضيات لمعرفتنا السابقة بهذه المادة ،أما الجاهل بهذه المادة يرى ما نرى لكنه لا يدرك ما ندرك . و العقل في نظر العقليين مزود منذ الفطرة بشروط المعرفة و هي عبارة مبادئ قبلية سابقة عن كل تجربة كمبدأ الهوية و التناقض و الثالث المرفوع و السببية و غيرها ، تعمل على تحليل ما يأتينا من العالم الخارجي ، و إدراك حقيقته .(+ دليل المكعب + البعد الثالث + تجربة شزلندن و ادراك المسافــة ) كلها أمثلة تدعم رأي العقليين .

النقد/ عندما نفكر لا نصيب دائما مما يعني أن الفكر غير معصوم من الخطأ ، و الحواس رغم أنها لا تقدم لنا معرفة يقينية أحيانا ، الا أنها تبقى ضرورية من أجل الاتصال بالعالم الخارجي ، و لو كانت المعرفة فطرية لكانت واحدة عند الجميع لكن الواقع يثبت أنها متفاوتة

التركيب / استطاعت النظرية النقدية للفيلسوف الالماني ان تجد توفيقا بين راي العقليين و راي التجريبيين ، بحيث أن الحواس تمكننا من الاتصال المباشر بالعالم الخارجي ، فتمد العقل بمعطيات المعرفة ليقوم هو بتنظيمها و تحليلها فيعطي لها دلالة و معنى يقول في هذا الصدد( الحدوس بدون مفاهيم عمياء ، و المفاهيم بدون حدوس جوفاء)

الخاتمة/ انطلاقا من التكامل الموجود بين الحواس و العقل يمكن القول أن علاقتنا بالعالم الخارجي تتوقف على الاحساس و الادراك معا ، و أي خلل يحدث في احدى الوظيفتين يؤثر سلبا على هذه ىالعلاقة .

مقالات أخرى
1/فند الرأي القائل أننا ندرك ما نحس به فقط.
2/ هل كل ما ينطوي عليه الإدراك مصدره الإحساس ؟

الأستاذ ج فيصل يهدي هذه المقالة المفصلة لطلبة متمنيا لهم كل التوفيق و النجاح ان شاء الله




رد: هل علاقتنا بالعالم الخارجي تتوقف على الاحساس أم الادراك ؟ مقالة متوقعة bac2009

شكرا على المعلومة




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مشكلة الشغل و أبعاده مرفقة بأسئلة مهمة لطلبة الفلسفة

مشكلة الشغل و أبعاده مرفقة بأسئلة مهمة لطلبة الفلسفة


الونشريس

الشغل Le Travail
* الشغل هو نشاط إنساني إلزامي يهدف إلى إنتاج اثر نافع . أو هو كل جهد عضلي او فكري يقوم به الإنسان لتحقيق منفعة ما . يعرفه أوغست كومت A.Comte بقوله ( الشغل هو التغيير النافع للطبيعة بواسطة الإنســــــــــان )

ما هي خصائصه ؟ (الشغل ميزة إنسانية يختلف عن سلوك الحيوان ، فرغم أن النحلة مثلا تصنع الخلايا الشمعية بدقة مذهلة و تنتج العسل ..الخ الا أن نشاطها هذا غريزة و ليس شغلا .– الشغل نشاط مكتسب بالتعلم و العادة و ليس سلوك فطري – إنه نشاط متطور بتطور التصورات و غير ثابت فمن الحجارة الى الخشب و الحديد إلى الأجهزة الاليكترونية المتطورة ، فالإنسان يصنع الشيء و يتخل الأداة قبل أن يجسده في الميدان و هذا هو سر التفوق

مـــا هي أبعــــــاد الشغل ؟ أي لماذا يعمل الإنسان ؟

*البعد الاقتصادي / يهدف الشغل إل سد الحاجات الاقتصادية ،. فما نستهلكه اليوم هو نتاج العمل الإنساني سواء تعلق الأمر بالتغذية أو الملبس و المأوى ، و هي مطالب بيولوجية ضرورية لاستمرار الحياة . يستطيع العامل أن يوفرها بالاجرة التي يقتنيها . فنحن نعمل من أجل تحويل الحبوب الى ثمار ، و الخشب الى كراسي و طاولات ، ، والحديد إلى سيارات وطائرات…إلخ. فالنشاط الاقتصادي هو كل نشاط يهدف إلى تحويل الطبيعة إلى مواد قابلة للاستهلاك من طرف الإنسان. هكذا يظهر أن الإنسان مضطر للعمل من أجل ترويض الطبيعة واستغلال خيراتها بشكل يناسبه. ، وتترتب الإنتاج و الاستهلاك نشاطات تجارية كثيرة مثل الاستيراد و التصدير والعمليات المصرفيـة و عمليات البنوك و السمسرة و المقاولات والقروض و به تتحدد العلاقة بين العمال و أرباب العمل ، و بين المنتجيــن و التجار و بين البائع و المستهلك ….كما يهدف الشغل الى التخلص من التبعية الأجنبية و تحقيق الاكتفاء الذاتي و تحسين الدخل الفردي و القومـي و تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة .
*البعد النفسي/ يؤثر الشغل إيجابا على الجانب النفسي ، حيث يقضي على الملل و القلق وظواهر الشذوذ ، و يرفع من معنويات صاحبه فيكون متفائلا و منبسطا و منفتحا على العالم الخارجي و مندمجا في المجتمع ، يشعر بالاستقلاليـــــــة و الفاعلية و الانتظام في الحياة ، و يحرره من التبعية والانطواء و العوائق الذاتية ، كما يساهم الشغل في تنمية الملكات العقلية كالذكاء و الذاكرة و التخيل ، وقد اعتبره علماء النفس قاعدة أساسية في بناء الشخصية السوية ، و وقاية من الأمراض النفسية و العقد السيكولوجية ففي العمل ينسى المرء همومه و آلامه و يتطلع إلى آفاق جديدة ، و لا يكون له الوقت للتفكير في مشاكله التي تأزم وضعيته أكثر ، ويلجأ الأطباء في مستشفيات الأمراض العقلية الى تكليف مرضاهم ببعض النشاطات كالرسم و النحت و التمثيل ليعبروا عن رغباتهم المكبوتة و معاناتهم النفسية بشكل تلقائي الأمر الذي يسهل علاجهــم.

*البعد الأخلاقي / الشغل فضيلة كبرى ،و واجب خلقي يمليه الضمير ، فمن يعمل يشعر بالحرية و بالاطمئنان ومن لا يعمل يشعر بالعبودية و تأنيب الضمير . و الشغل يبعد عنا الرذائل بكل أنواعها كالسرقة والاحتيال و التسول والقمار، و يحفظ كرامتنا ، فالعامل يكون دائما محل تقدير و احترام من طرف الغير يعيش معززا مكرما ، لا يُحتقر و لا يكون عالة على الآخرين ، و إذا كانت النظرية المسيحية تعتبر العمل نقمة على البشر نتيجة خطيئة آدم الأولى فان الإسلام قدسه و جعله عبادة يكفر به المرء عن سيئاته و خطاياه و يكسب بذلك رضا الله سبحانه و تعالى قال تعــــــــالى في سورة النحل ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيّينه حياة طيبة و لنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) الآية 97 ،و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ان الله تعالى يبغض العبد الصحيح الفــــــــارغ " و قال أيضا " من اكتسب قوته و لم يسأل الناس لن يعذبه الله يوم القيامـة"

*البعد الاجتماعي / يهدف الشغل إلى تحقيق التكامل الاجتماعي و ذلك من خلال التعاون بين جميع أفراده ، قال أرسطو " الانسان اجتماعي بالطبيعة ، فالذي يستطيع العيش لوحده لأنه يكفي نفسه بنفسه فهو إما بهيمة أو إله "و قد اعتبر عبد الرحمان ابن خلدون الشغل ظاهرة ملازمة للاجتماع البشري لأن الإنسان بمفرده لا يستطيع أن يغطي كل حاجياته إلا بالتعاون الجماعي ،فيجد الفلاح العلاج من عمل الطبيب و الطبيب من جهته يجد الغذاء من عمل الفلاح و هكذا بالنسبة لكل أفراد المجتمع ، يشبههم اميل دوركايم بأعضاء الجسم فرغم أن لكل عضو وظيفة خاصة إلا أن الغاية واحدة هي المحافظة على حياة الكائن . و يساعد الشغل على انتظام الحياة الاجتماعية و تقوية الروابط بين أفرادها ، ويشكل أساسا متينا لتحقيق العدالة ، به تتحدد الواجبات و تمنح الحقوق ، و الشغل يقضي على الآفات الاجتماعية كالفقر و البطالة وغيرها..، و يمكن صاحبه من دفع دينه للمجتمع الذي هيأ له شروط الحياة فكما استفدنا من عمل السلف علينا أن نعمل ليستفيد الخلف ، فليس الشغل عمل فردي بل الذي ينجز لصالح الجماعــــــة.

حل المشكلة / ان الشغل باعتباره ميزة إنسانية لا يقتصر دوره في ارضاء الحاجات البيولوجية و المادية فقط ، و انما يرمي ايضا الى بناء الفرد و المجتمع و الحضارة في إطار المبادئ الخلقية و القيم الإنسانيـــــــــــــــــــــــة

مقال 1 / إذا افترضنا أن الأطروحة التالية ( الشغل مجرد نشاط اقتصادي ) صحيحة و تقرر لديك إبطالها ، فما عساك أن تفعل ؟
2/ هل يهدف الشغل الى إرضاء الحاجات المادية فقط ؟ الأستاذ ج-ف




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

الطبيعة والثقافة نص السؤال : هل ثقافة الإنسان تنسجم مع طبيعته دائما ؟

الطبيعة والثقافة نص السؤال : هل ثقافة الإنسان تنسجم مع طبيعته دائما ؟


الونشريس

* لطريقة الجدلية
كتابة المقالة :
المقدمة : " يولد الولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه " فقد كشف الحديث الشريف عن وجود جانب فطري في الإنسان مثل القدرات الكامنة فيه بالولادة , وجانب مكتسب هو قابلية هذه القدرات للنمو والتطور في ظل ما يقدمه المجتمع , ولكن هذان الجانبان ( الفطري والمكتسب ) هل هما متضدان أم متكاملان ؟ بمعنى آخر هل ما يكتسبه الإنسان " الثقافة " يضاف إلى ما هو موجود لديه بالفطرة " الطبيعية " أم يعارضه ويقاومه ؟ بمعنى آخر هل العلاقة بين الثقافة والطبيعة هي علاقة تضاد وتنافر أم علاقة انسجام وتكامل ؟
التحليل :القضية : ما هو ثقافي يعتبر مكملا لما هو طبيعي عند الإنسان .
الحجة: إن الطبيعة باعتبارها المحيط ( أي الواقع الموضوعي المستقل عن الفرد) أو باعتبارها الطبيعة البيولوجية (أي الفطرة والغريزة عند أفراد النوع البشري ) فإنها قابلة للتأثر والإنسان أدرك منذ القدم قدرته على التأثير في الطبيعة الموضوعية , حيث صنع أدوات ومعدات للعمل مكنته من استغلالها , ومع التطور الفكري والعلمي اكتشف الإنسان ذاتيته بقدراتها و اندفاعاتها فراح يستغل هذه المعرفة المكتسبة في فهم العوائق الموضوعية و الذاتية من أجل إحداث التكيف معها في تحسين الطرق البيداغوجية إلا محاولة لإبراز القدرات الفطرية كالذكاء والموهبة …إلخ . وما التعليم إلا استغلالا لقدرات العقل وما الرياضة إلا استغلالا لقدرات الجسم فالثقافة تعمل على تنمية السلوك في حدود ما تقدمه الطبيعة .
النقد : لكن ما هو ثقافي لا يقبل دائما الانسجام مع ما هو طبيعي فالكثير من العادات والقيم والقوانين تحد من الاستعداد الطبيعي الكامن لدى الفرد .
النقيض :ما هو ثقافي يعتبر معارضا لما هو طبيعي عند الإنسان .
الحجة : وكما أن الإنسان أدرك بقدرته على التأثير في الطبيعة سواء الذاتية أو الموضوعية بما يحقق له التلاؤم والانسجام والتكامل معها فكذلك أدرك قدرته على الحد من تأثيرها عليه فأبدع وسائل للحد من مخاطر الطبيعة وصعوباتها كالسدود و الأنفاق … كما هذب دوافعه و اندفاعاته الطبيعة كالأنانية وحب السيطرة بما أوجده من قوانين وقيم اجتماعية وبما أوحى إليه الله من مبادئ ومثل دينية وأخلاقية فما التربية إلا وضع حد لطغيان الغرائز وبذلك فالثقافة جاءت لتقف في وجه الطبيعة حتى يعيش الإنسان في وفاق مع الآخرين .
النقد : لكن ما هو ثقافي ليس مكملا دائما ولا معارضا دائما لما هو طبيعي .
إن الطبيعة والثقافة باعتبارهما قدرتان كامنتان عند الإنسان فهما متداخلتان إلى درجة الترابط الوثيق إذ لا يمكن الفصل بينهما إلا نظريا وما يتعارضان أحيانا ويتكاملان أحيانا أخرى .
الخاتمة :إن الفطري والمكتسب أي الطبيعة والثقافة شيئان ملازمان لشخصية الفرد أحيانا وفق ما تمليه عليه غرائزه و أحيانا وفق ما تمليه عليه ثقافته وعليه فالصراع بينهما والانسجام بينهما باق وملازم له في حياته وهذا من أجل التكيف.