بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صلاة التراويح وفضلها………
ماهي صلاة التروايح؟؟؟
هي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة،سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا
عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كماقال الحافظ ابن حجر رحمه الله، وتعرف كذلك بقيامرمضان.
حكمها :
سنة مؤكدة , وقيل فرض كفــــــاية , لاأهميتها ..
وهي شعار من شعارات المسلمين في رمضان لم ينكرها إلامبتدع، قال القحطاني رحمه الله في نونيته:
وصيامنا رمضان فرض واجب وقيامناالمسنون في رمضـان
إن التراويـح راحـة في ليله ونشاط كل عويجزكســـلان
والله ما جعل التراويح منكـراً إلا المجوس و شيعـةالشيطان
دليل الحكم:
قيام رمضان في جماعة مشروع سنه رسول الله صلى اللهعليه وسلم ولم يداوم عليه خشية أن يفرض، عن عائشة رضي
الله عنها أن رسولالله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته،فأصبح
الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناسفتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة،
فخرج رسول الله صلى الله عليهوسلم فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرجلصلاة
الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لميخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتٌ أن تفرض
عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسولالله صلى الله عليه وسلم والأمر علىذلك".2
فضلها
لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى قيام رمضان ورغب فهي ولم يعزم، وما فتئ السلف الصالح يحافظون
عليها،فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا عنها بمالا فائدة منه، فقد قرن صلى
الله عليه وسلم بين الصيام والقيام، فعن أبيهريرة رضي الله عنه قـال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لرمضانمن قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
وفي رواية في الصحيحكذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم منذنبه".
وقتها
من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر … وتختلف منمسجد إلى آخر فمنهم من يطيل ومنهم من يخفف ,, فالامر متاح
للجميع وفيه سهولةويسر ..
عدد ركعاتها
أفضل القيام في رمضان وغيره إحدى عشرة ركعة، وهو ما واظبعليه صلى الله عليه وسلم، كما صح عن عائشة رضي
الله عنها وقد سئلت: كيف كانتصلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا فيغيره
عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً11 فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصليأربعاً فلا تسأل عن حسنهن
وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً".12
وإن كان الأمرفيه سعة، وقد أحصى الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح13 الأقوال في ذلك مع ذكرالأدلة، وهي:
1. إحدى عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
2. ثلاث عشرةركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
3. إحدى وعشرون ركعة مع الوتر بثلاثركعات.
4. ثلاث وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
5. تسع وثلاثونركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
6. إحدى وأربعون ركعة مع الوتر بثلاثركعات.
7. تسع وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
لم يصح حديث عنالنبي صلى الله عليه و سلم في عدد ركعات صلاة التراويح إلا حديث عائشة: "أحد عشرةركعة"، وما
روي عن ابن عباس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليهوسلم يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر"
فإسناده ضعيف كما قال الحافظ ابنحجر.
و الأعداد الأخرى سوى الإحدى عشرة أُثرت عن الصحابة والتابعين ومنتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، والقاعدة
عندهم في ذلك أنهم كانوا إذا أطالواالقراءة قللوا عدد الركعات وإذا أخفوا القراءة زادوا في عدد الركعات.
وللهدر الشافعي ما أفقهه حيث قال، كما روى عنه الزعفراني: (رأيت الناس يقومون بالمديةبتسع وثلاثين14، وبمكة
بثلاث وعشرين، وليس في شيء من ذلكضيق).15
وقال أيضاً: (إن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وإن أكثرواالسجود وأخفوا القراءة فحسن، والأول أحب إلي)16.
والخلاصة أن أصح وأفضل شيءأن يقام رمضان بإحدى عشرة ركعة مع إطالة القراءة، ولا حرج على من قام بأكثر
من ذلك
***منقول***
بارك الله فيك أختاه وجعله في ميزان حسناتك
مشكوره يطيبه
|| صور من أحوالنا في رمضان ||
قال الله تعالى:
{ ياأيُّها الَّذين آمَنُوا كُتِبَ عليكمُ الصِّيام كما كُتِبَ على الَّذين من قَبلكُم لعلَّكُم تَتَّقُون }
لـكل فريضه هدف ،.،
وهدفها دائماً يصب في صالحنا نحن البشر ،.،
ولكن لماذا لانحسن القيام بـ فروضنا على اكمل وجه ؟
لماذا نهتم بـ تجهيز بطوننا ،.، وعيوننا ،.،
وننسى تغذيه ارواحنا بقربنا من الله ..؟؟!!
لماذا لايكون شهر رمضان بعيداً عن برامج هابطة وقنوات سامجة ؟؟
وموائد عامرة معظمها الى " القمامة " أعزكم الله ؟؟
الى متى نتبع اهواءنا …
ونغفل عن جهاد النفس بل نعجز عنه !!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ،
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ،
وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ،
وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ،
وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ .
وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ.))
هل سـ نسارع الى ابواب الجنة ..؟؟
في هذا الشهر الفضيل !!
هل نحن باغين للخير فعلاً ؟؟!!
إذن لـ نبدأ بالجهاد في هذا الشهر ..
لـ نغلق ابواب شياطين الانس …
بـ مقاطعة برامجهم ومسلسلاتهم …
التي سـ تعاد جميعها بعد انتهاء رمضان !!
لـ يكن رمضان هذا السنة مختلف عما قبله ..
لــ " نصمــوم " ولو مرة في حياتنا …
بإتخاذ قرار صعب ولكن مفيد ،.، في الاخرة ،.،
لـ نغتنم هذا الشهر قبل ان يفوت الاوان ..
كم غاب عن دنيانا احبة لنا ..
هم يتمنون صوم رمضان وقضاءه بالخير …!!
ولكن انتهى وقت حياتهم وبقي وقتكـم أنتم !!
هل أنتم مستعدون لهذه التجربة ؟؟؟!!
أثبتوا لـأنفسكم ذلكـ .. في شهر رمضان .
قبل الختام مؤامراة تحاكـ من ابليس …
هل نتصدى لها ؟؟؟!!
ختاماً ….
أنا لست بـ أفضل الكثيرين حالاُ …
بل اجد نفسي الاكثر تقصيراً …
حتى لايؤخذ كلامي على سبيل تقييم الآخرين او الوصايه عليهم
ولكن سـ أتدارك نفسي بـ هذا الشهر الفضيل …
و "سـ أصموم" لأثبت لـ نفسي ..
انني قادره على جهاد النفس ..
فلا تنسوني من صالح دعائكمـ ،.، بالثبات والعزم
ههههههههههههههههه وردة الكاريكاتور يضحك صح بارك الله فيكـ
في انتظار ابداعاتكـ التالية
جزاك الله خيراااااااااااااااااااااااااااا
شكراااااااااااااااا موضوع هااااايل
جزاكي الله خيرا
merccccccccccci
شكرا لمروركم إخوتي
منوريـــــــــــــــــــــــــن
تحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتي
بارك الله فيك اختي و جعله الله في ميزان حسناتك
إتقان العمل
قال الله عز وجل: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (التوبة/105).
قال ابن كثير في تفسيره عن مجاهد – رحمهما الله -: "قال مجاهد: هذا وعيد يعني من الله تعالى للمخالفين أوامره بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين، وهذا كائن لا محالة يوم القيامة، كما قال: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} وقال تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} وقال: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} وقد يظهر الله تعالى ذلك للناس في الدنيا".
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" (رواه مسلم).
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" (رواه البيهقي في شعب الإيمان وحسنه الألباني).
هذه النصوص الكريمة المباركة ترشد المؤمنين إلى أعظم قيمة لهم في هذه الحياة، وهي العبودية لله عز وجل، التي تتمثل هنا في إتقان العمل والإحسان في كل شيء ومراقبة الله عز وجل في كل وقت وحين:
{فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ}.. وأنه سبحانه "كتب الإحسان" ويحب جل وعلا ممن "عمل عملا أن يتقنه" فاجتمعت ألفاظ الإيجاب والترغيب في تشديد وتأكيد لهذه القيمة العظيمة: إتقان الأعمال وإحسانها.
ولذلك فإن قيمة كل امرئ – كما في القول المأثور – ما يحسنه، ولكنها في الوقت نفسه تقدّر بإخلاصه في هذا الإحسان لله جل وعلا.
وفي الحديث القدسي: "قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" (رواه مسلم).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب"!
نية وعمل يصنعان الإتقان
فالمؤمن في حياته الدنيا عندما يراعي في عمله المكلف به العمل إحسانه وإتقانه وإتقانه، إنما يفعل ذلك لعلمه أن الله يراقبه في عمله وفي كل أحواله، وأنه تعالى لا يرضى من المؤمن إلا أن يقوم بعمله بإتقان وإحسان.
ومن أهم الأخلاق التي تتحقق بها جودة العمل والإنتاج: الأمانة والإخلاص، وهما خلقان لن تجدهما أفضل مما لدى المؤمن؛ لأن همه ليس مجرد إرضاء صاحب العمل، بل إرضاء رب صاحب العمل جل وعلا، كما أنه في الوقت نفسه وبالوازع نفسه يرعى حق إخوانه المؤمنين، وهذا حال من يعيش مع القرآن الكريم علما وعملا، وتلاوة وتدبرا، قال تعالى: {وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون} (التوبة:105).
فشعور من يتمثل هذه الآية يختلف تماما عن شعور من يعيش مع عمله اليومي بروتينية وتكرار دون حضور نية أو إخلاص، حتى لو كان ممن يتقن عمله، فالمهم في المسألة أن يكون إتقان العمل وإحسانه ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة.
دين ودنيا..!
من أغرب ما يلاحظ في واقع الناس، وهو بعيد كل البعد عن روح الإسلام ومنهجه: أن تجد بعض الناس يتحقق فيه الحرص على أمور الدين وإتقانها مع إهمال أمور الدنيا من الأعمال والحقوق. وفي المقابل آخرون متميزون في إتقان أمور دنياهم دون دينهم {وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}.
فلا هذا ولا ذاك على صواب وهُدى، وإنما الحق والصراط السوي هو منهج الوحي المطهر الذي استفاض بيانه في القرآن والسنة، ومن ذلك قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (القصص:77).
وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وقال ابن عمر: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء".
ومن المعلوم أن عابر السبيل له في سبيله ومسيره حاجات من مطعم ومشرب ومستراح وغيرها، وهكذا حياة المؤمن يراعي شؤون دنياه كلها بما أحل الله ولكن قلبه معلّق بالآخرة فلا تطغى دنياه عليها، بل هي مزرعة لها. منقول
***merci***
شكرا الاخت nora على المرور لكي مني اجمل تحية
بارك الله فيك
شكرا الاخت راحيل على المرور
رخص المسح على الخفين
إن من تيسير الله عز وجل على العباد ولطفه بهم أن راعى أحوالهم المتغيرة في العبادة ولم يشق عليهم
ولم يكلفهم ما لا يطيقون فشرع لهم رخصا حال المشقة.
المسح على الخفين بدلا من غسل القدمين بالماء لأجل البرد والسفر والمرض ونحوه.
فأما الكتاب فقوله تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).
على قراءة الجر عطفا على مسح الرأس.
وأما السنة فقد ثبت عن جماعة من الصحابة حتى بلغ التواتر.
وقد أخرج الشيخان عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأهويت لأنزع خفيه فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما).
ولهما عن جرير: (أنه بال ثم توضأ ومسح على خفيه ثم قام فصلى فسئل فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا).
وقد اتفق أهل العلم على هذا قال أحمد: (ليس في قلبي من المسح شيء فيه أربعون حديثا عن أصحاب النبي).
وقال الحسن: (حدثني سبعون من أصحاب رسول الله أن رسول الله مسح على الخفين).
وقد نقل ابن المنذر عن ابن المبارك قال : (ليس في المسح على الخفين عن الصحابة اختلاف).
وهو من شعار أهل السنة ولم يخالف في هذا إلا أهل البدع.
قوله صلَّى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة : (دعْهما فإنِّي أدخَلتُهما طاهرتَيْن) .
ودليل ذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى ذات يوم بأصحابه وعليه نعلان
فخلعهما في أثناء صلاته وأَخبَر أنَّ جبريل أخبره بأنَّ فيهما أذىً أو قذَراً
رواه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في مسنده
وهذا يدل على أنَّه لا تَجوز الصلاة فيما فيه نَجاسة
ولأنَّ النَّجس إذا مُسِح عليه تلوَّثَ الماسحُ بالنَّجاسةِ فلا يصِحُّ أنْ يكونَ مطهراً .
ودليل ذلك حديث صفوان بن عسَّال رضي الله عنه قال :
أَمَرَنا رسولُ الله إذا كنَّا سَفرا أنْ لا نَنْـزِع خِفافنا ثلاثة أيام ولياليَهُنَّ إلاَّ مِن جَنابة
ولكنْ مِن غائطٍ وبولٍ ونومٍ
رواه أحمد من حديث صفوان بن عسّال رضي الله عنه في مسنده
ولا يجوز في الحَدَث الأكبر لهذا الحديث الذي ذكرناه .
لحديث عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
جعلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم للمُقيم يوماً وليلةً وللمسافر ثلاثة أيام ولياليَهن ،
يعني في المسح على الخُفَّين .
رواه مسلم
واثنتين وسبعين ساعةً بالنسبة للمُسافر ، فإذا قدَّرنا أنَّ شخصاً تطهَّر لصلاة الفجر يوم الثلاثاء
وبقي على طهارته حتى صلَّى العشاء من ليلة الأربعاء ونام ثم قام لصلاة الفجر يوم الأربعاء
و مَسَح في الساعة الخامسة بالتوقيت الزوالي فإنَّ ابتـداء المدة يكون في الساعة الخامسة مِن صباح يوم الأربعاء
إلى الساعة الخامسة مِن صباح يوم الخميس فلو قُدِّر أنَّه مسَحَ يوم الخميس قبل تمام الساعة الخامسة
فإنَّ له أنْ يُصلِّيَ الفجر أي فجرَ يوم الخميس بهذا المسح ويُصلي ما شاء أيضاً مادام على طهارته
لأنَّ الوضوء لا يُنتَقَض إذا تَمَّت المدَّة على القول الراجح مِن أقوال أهل العلم وذلك
لأنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم يُوقِّت الطَّهارة وإنَّما وَقَّتَ المسْح فإذا تَمَّت المدة فلا مسْحَ
ولكنَّه إذا كان على طهارة فطهارته باقيةٌ لأنَّ هذه الطهارة ثبتَتْ بمُقتضَى دليلٍ شرعي وما ثبتَ بدليلٍ شرعيٍ
فإنَّه لا يرتفع إلاَّ بدليلٍ شرعيٍ ولا دليلَ على انتقاض الوضوء بتمام مدة المسح ولأنَّ الأصلَ بقاءُ
ما كان على ما كان حتى يتبيَّن زوالُه فهذه الشروط التي تُشترَط للمسح على الخفَّيْن
وهناك شروط أخرى ذكرها بعض أهل العلم وفي بعضها نظر .
ولا يجزئ الاقتصار على مسح عقبيه أو أسفله
لقول علي رضي الله عنه: (لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه
وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه). رواه أبوداود.
واسع سواء مسح عليهما دفعة واحدة أو مسح اليمنى ثم اليسرى.
ولو مسح بأي طريقة أجزأ ذلك كما نص عليه أحمد.
ولا يشرع تعميم المسح على جميع الخف ظاهره وباطنه وما روي في السنن معلول لا يصح.
والسنة أن تكون مسحة واحدة ولا يشرع الزيادة على ذلك لظاهر النصوص
ولم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم مسح أكثر من مرة.
ولا يشرع غسل الخفين بدل المسح وهو من التنطع والاعتداء في الطهارة.
1- حصول الحدث الأكبر.
2- خلع الخف.
3- انكشاف القدم أو بعضها.
وإذا بطلت توضأ وغسل قدميه ولبس خفيه ثم استأنف المسح من جديد.
ولا تبطل الطهارة بانتهاء مدة المسح إذا كان الماسح باقيا على طهارته لم يحدث
وإنما يبطل المسح فقط فلا يجزئه المسح مرة أخرى بعد انتهاء المدة حتى يلبس الخفين على طهارة.
مسألة فقهية وهي دخول الإمام في الصلاة وهو محدث أو جنب
مسألة فقهية وهي دخول الإمام في الصلاة وهو محدث أو جنب
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب فقال لنا مكانكم ثم رجع فاغتسل ثم خرج إلينا ورأسه يقطر فكبر فصلينا معه " أخرجه البخاري في الصحيح رقم ( ***1638;***1633;***1635;) ، ومسلم رقم ( ***1638;***1632;***1637; ) ، وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل في صلاة الفجر فأمأ بيده أن مكانكم ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم . وفي رواية ثم قال إنما أنا بشر وإنيً كنت جنبا . وفي حديث أبي هريرة بلفظ فلما قام في مصلاه وانتظرنا أن يكبر انصرف ثم قال كما أنتم . هذه الروايات رواها أبو داود رقم ( ***1634;***1635;***1635; – ***1634;***1635;***1636; ) وصححها الألباني في صحيح سنن أبي داود بنفس الرقمين ، وروى مالك في الموطإ مرسلا عن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في صلاة من الصلوات ثم أشار بيديه أن امكثوا فذهب ثم رجع وعلى جلده أثر الماء " أخرجه مالك في الموطأ رقم ( 123 ) 1 / 34 .
قال ابن عبد البر هذا حديث منقطع وقد روي متصلا مسندا من حديث أبي هريرة وأبي بكرة ، وفي بعض الروايات أنه كبر وفي بعضها أنه قام في مصلاه وفي بعضها أنه لما انصرف كبر . ثم قال من ذكر أنه كبر زاد زيادة حافظ يجب قبولها وقد ظن بعض شيوخنا أن في إشارته إليهم ان امكثوا دليلا على أنه إذا انصرف إليهم بنى بهم لأنه لم يتكلم وهذا جهل وغلط فاحش ولا يجوز عند أحد من العلماء أن يبني أحد على ما صنع من صلاته وهو غير طاهر ولا يخلوا من أمره إذا رجع من أحد ثلاثة أوجه إما أن يكون بنى على التكبيرة التي كبرها وهو جنب وبنى القوم معه على نكبيرهم فإن كان هذا فهو منسوخ بالسنة والإجماع اما السنة لا يقبل الله صلاة بغير طهور فكيف يبني على ما صلى وهو غير طاهر وتكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة فكيف يجتزئ بها وقد عملها على غير طهارة هذا لا يظنه ذو لب ولا يقوله أحد لأن علماء المسلمين مجمعون على أن الإمام وغيره من المصلين لا يبني أحد منهم على شيء عمله فيً صلاته وهو على غير طهارة وإنما اختلفوا في بناء المحدث على ما قد صلى وهو طاهر قبل حدثه . والوجه الثاني أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كبر محرما مستأنفا لصلاته وبنى القوم خلفه على ما مضى من إحرامهم وحينئذ يكون إحرام المأمومين قبل إحرام إمامهم وهذا غير جائز عند مالك وجمهور الفقهاء وإنما أجازه الشافعي في أحد قوليه ..
الاستذكار لابن عبد البر ***1633;/ ***1635;***1634;***1637; .
قال ابن رشد : الْفَصْلُ السَّابِعُ فِي الْأَشْيَاءِ الَّتِي إِذَا فَسَدَتْ لَهَا صَلَاةُ الْإِمَامِ يَتَعَدَّى الْفَسَادُ إِلَى الْمَأْمُومِينَ وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ إِذَا طَرَأَ عَلَيْهِ الْحَدَثُ فِي الصَّلَاةِ فَقَطَعَهَا أَنَّ صَلَاةَ الْمَأْمُومِينَ لَيْسَتْ تَفْسُدُ . وَاخْتَلَفُوا إِذَا صَلَّى بِهِمْ وَهُوَ جُنُبٌ وَعَلِمُوا بِذَلِكَ بَعْدَ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ قَوْمٌ : صَلَاتُهُمْ صَحِيحَةٌ ، وَقَالَ قَوْمٌ : صَلَاتُهُمْ فَاسِدَةٌ ، وَفَرَّقَ قَوْمٌ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ عَالِمًا بِجَنَابَتِهِ أَوْ نَاسِيًا لَهَا ، فَقَالُوا إِنْ كَانَ عَالِمًا فَسَدَتْ صَلَاتُهُمْ ، وَإِنْ كَانَ نَاسِيًا لَمْ تَفْسُدْ صَلَاتُهُمْ ، وَبِالْأَوَّلِ قَالَ الشَّافِعِيُّ ، وَبِالثَّانِي قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ ، وَبِالثَّالِثِ قَالَ مَالِكٌ . وَسَبَبُ اخْتِلَافِهِمْ هَلْ صِحَّةُ انْعِقَادِ صَلَاةِ الْمَأْمُومِ خلف إمام جنب مُرْتَبِطَةٌ بِصِحَّةِ صَلَاةِ الْإِمَامِ أَمْ لَيْسَتْ مُرْتَبِطَةً ؟ فَمَنْ لَمْ يَرَهَا مُرْتَبِطَةً قَالَ : صَلَاتُهُمْ جَائِزَةٌ ، وَمَنْ رَآهَا مُرْتَبِطَةً قَالَ : صَلَاتُهُمْ فَاسِدَةٌ ، وَمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ السَّهْوِ وَالْعَمْدِ قَصَدَ إِلَى ظَاهِرِ الْأَثَرِ الْمُتَقَدِّمِ وَهُوَ " أَنَّهُ – عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – كَبَّرَ فِي صَلَاةٍ مِنَ الصَّلَوَاتِ ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنِ امْكُثُوا ، فَذَهَبَ ، ثُمَّ رَجَعَ وَعَلَى جِسْمِهِ أَثَرُ الْمَاءِ " فَإِنَّ ظَاهِرَ هَذَا أَنَّهُمْ بَنَوْا عَلَى صَلَاتِهِمْ وَالشَّافِعِيُّ يَرَى أَنَّهُ لَوْ كَانَتِ الصَّلَاةُ مُرْتَبِطَةً لَلَزِمَ أَنْ يَبْدَءُوا بِالصَّلَاةِ مَرَّةً ثَانِيَةً .
بداية المجتهد ونهاية المقتصد 1 / 132.
__________________
رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال .
قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى ، قالوا وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله .
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم
شكرا جزيلا
الكلام اليوم أكثر … والعلم كان قبل اليوم أكثر.
هذا وهُم ليس لهم منتديات ولا ملتقيات، ولا انترنت، فكيف لو كان عندهم ما عندنا، أو الأصح فكيف بنا نحن، ما أكثر كلامنا وقلة علمنا … والله المستعان.
خرج الإمام أحمد [ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الشتاء ربيع المؤمن ]
و خرجه البيهقي و غيره و زاد فيه : [ طال ليله فقامه و قصر نهاره فصامه ]
إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات و يسرح في ميادين العبادات و ينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه كما ترتع البهائم في مرعى الربيع فتسمن و تصلح أجسادها فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسر الله فيه من الطاعات فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة و لا كلفة تحصل له من جوع و لا عطش فإن نهاره قصير بارد فلا يحس فيه بمشقة الصيام ،
و في المسند و الترمذي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة ] و كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : أدلكم على الغنيمة الباردة ؟ قالوا : بلى فيقول : الصيام في الشتاء
و معنى كونها غنيمة باردة أنها غنيمة حصلت بغير قتال و لا تعب و لا مشقة فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة و أما قيام ليل الشتاء فلطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم تقوم بعد ذلك إلى الصلاة فيقرأ المصلي ورده كله من القرآن و قد أخذت نفسه حظها من النوم فيجتمع له فيه نومه المحتاج إليه مع إدراك ورده من القرآن فيكمل له مصلحة دينه و راحة بدنه و من كلام يحيى بن معاذ الليل طويل فلا تقصره بمنامك و الإسلام نقي فلا تدنسه بآثامك بخلاف ليل الصيف فإنه لقصره و حره يغلب النوم فيه فلا تكاد تأخذ النفس حظها بدون نومه كله فيحتاج القيام فيه إلى مجاهدة و قد لا يتمكن فيه لقصره من الفراغ من ورده من القرآن
و يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : مرحبا بالشتاء تنزل فيه البركة و يطول فيه الليل للقيام و يقصر فيه النهار للصيام و روي عنه مرفوعا و لا يصح رفعه و عن الحسن قال : نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه و نهاره قصير يصومه ،
و عن عبيد بن عمير أنه كان إذا جاء الشتاء قال : يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرأوا و قصر النهار لصيامكم فصوموا قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف
و لهذا بكى معاذ عند موته و قال : إنما أبكي على ظمأ الهواجر و قيام ليل الشتاء و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر
و قال معضد : لولا ثلاث ظمأ الهواجر و قيام ليل الشتاء و لذاذة التهجد بكتاب الله ما بليت أن أكون يعسوبا
.
القيام في ليل الشتاء يشق على النفوس من وجهين : أحدهما من جهة تألم النفس بالقيام من الفراش في شدة البرد قال داود بن رشيد : قام بعض إخواني إلى ورده بالليل في ليلة شديدة البرد فكان عليه خلقان فضربه البرد فبكى فهتف به هاتف أقمناك و أنمناهم و تبكي علينا خرجه أبو نعيم و الثاني : بما يحصل بإسباغ الوضوء في شدة البرد من التألم .
و إسباغ الوضوء في شدة البرد من أفضل الأعمال :
و في صحيح مسلم [ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على الكاره و كثرة الخطا إلى المساجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط ] و في [ حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه رأى ربه عز و جل يعني في المنام فقال له : يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال : في الدرجات و الكفارات ؟ قال : و الكفارات إسباغ الوضوء في الكريهات و نقل الأقدام إلى الجمعات ]
و في رواية : [ الجماعات و انتظار الصلاة بعد الصلاة من فعل ذلك عاش بخير و مات بخير و كان من خطيئته كيوم ولدته أمه ]
و الدرجات : [ إطعام الطعام و إفشاء السلام و الصلاة بالليل و الناس نيام ] و ذكر الحديث خرجه الإمام أحمد و الترمذي
و في بعض الروايات : [ إسباغ الوضوء في السبرات ] و السبرة : شدة البرد
إسباغ الوضوء في شدة البرد من أعلى خصال الإيمان :
روى ابن سعد بإسناده : أن عمر رضي الله عنه وصى ابنه عند موته فقال له : يا بني عليك بخصال الإيمان قال : و ما هي ؟ قال : الصوم في شدة الحر أيام الصيف و قتل الأعداء بالسيف و الصبر على المصيبة و إسباغ الوضوء في اليوم الشاتي و تعجيل الصلاة في يوم الغيم و ترك ردغة الخبال فقال : ما ردغة الخبال ؟ قال : شرب الخمر
و روى الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال : ست من كن فيه فقد استكمل الإيمان : قتال أعداء الله بالسيف ، و الصيام في الصيف ، و إسباغ الوضوء في اليوم الشاتي ، و التبكير بالصلاة في يوم الغيم ، و ترك الجدال و المراء و أنت تعلم أنك صادق ، و الصبر على المصيبة ) و قد روي هذا مرفوعا خرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة له بإسناد فيه ضعف .[ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ست من كن فيه بلغ حقيقة الإيمان : ضرب أعداء الله بالسيف و ابتدار الصلاة في اليوم الدجن و إسباغ الوضوء عند المكاره و صيام الحر و صبر عند المصائب و ترك المراء و أنت صادق ]
و في كتاب الزهد للإمام أحمد عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : ( قال موسى عليه السلام : يا رب من هم أهلك الذين هم أهلك تظلهم في ظل عرشك ؟ قال : هم البرية أيديهم الطاهرة قلوبهم الذين يتحابون لجلالي الذين إذا ذكرت ذكروني و إذا ذكرت ذكرت بذكرهم الذين يسبغون الوضوء في المكاره و ينيبون إلى ذكرى كما تنيب النسور إلى أوكارها و يكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس و يغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا حرب) و قد روي عن داود بن رشيد قال : قام رجل ليلة باردة ليتوضأ للصلاة فأصاب الماء باردا فبكى فنودي : أما ترضى أنا أنمناهم و أقمناك حتى تبكي علينا خرجه ابن السمعاني
معالجة الوضوء في جوف الليل للتهجد موجب لرضا الرب و مباهات الملائكة ففي شدة البرد يتأكد ذلك :
ففي المسند و صحيح ابن حبان [ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل فيعالج نفسه إلى الطهور و عليه عقد فيتوضأ فإذا وضأ يديه انحلت عقدة و إذا وضأ وجهه انحلت عقدة و إذا مسح رأسه انحلت عقدة و إذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الرب عز و جل للذين وراء الحجاب : انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ما سألني عبدي هذا فهو له ] و في حديث عطية [ عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله يضحك إلى ثلاثة نفر : رجل قام من جوف الليل فأحسن الطهور ثم صلى ، و رجل نام و هو ساجد، و رجل في كتيبة منهزمة على فرس جواد لو شاء أن يذهب لذهب ] قال أبو سليمان الداراني : كنت ليلة باردة في المحراب فأقلتني البرد فخبأت إحدى يدي من البرد و بقيت الأخرى ممدودة فغلبتني عيني فهتف بي هاتف : يا أبا سليمان قد وضعنا في هذه ما أصابها و لو كانت الأخرى لوضعنا فيها قال : فآليت أن لا أعود إلا و يداي خارجتان حرا كان أو بردا
قال مالك رحمه الله : كان صفوان بن سليم يصلي يعني بالليل في الشتاء في السطح و في الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر و البرد حتى يصبح ثم يقول : هذا الجهد من صفوان و أنت أعلم و إنه لترم رجلاه حتى يعود مثل السقط من قيام الليل ثم يظهر فيها عروق خضر و كان صفوان و غيره من العباد يصلون في الشتاء بالليل في ثوب واحد ليمنعهم البرد من النوم ، و منهم من كان إذا نعس ألقى نفسه في الماء و يقول : هذا أهون من صديد جهنم
كان عطاء الخرساني ينادي أصحابه بالليل يا فلان و يا فلان و يا فلان قوموا فتوضئوا و صلوا فقيام هذا الليل و صيام هذا النهار أهون من شرب الصديد و مقطعات الحديد غدا في النار الوحا الوحا النجا النجا ، كان قوم من العباد يبيتون في مسجد و كانوا يتهجدون في الليل فاستيقظ واحد منهم ليلة فوجد إخوانه نياما فسمع هاتفا يهتف من جانب المسجد :
( أيا عجبا للناس من قرت عيونهم … مطاعم غمض بعدها الموت منتصب )
( و طول قيام الليل أيسر مؤنة … و أهون من نار تفور و تلتهب )
وفي الحديث الصحيح [ أن ابن عمر رأى في منامه كأن آتيا فانطلق به إلى النار حتى رآها و رأى فيها رجالا يعرفهم معلقين بالسلاسل فأتاه ملك فقال له : لن تراع لست من أهلها فقص ذلك على أخته حفصة فقصته حفصة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ] فكان ابن عمر لا ينام من الليل إلا قليلا ، قال الحسن : أفضل العبادة الصلاة في جوف الليل و قال : هو أقرب ما يتقرب به إلى الله عز و جل و قال : ما وجدت في العبادة أشد منها ، و رؤي سلمة بن كهيل في المنام فقال : وجدت أفضل الأعمال قيام الليل ما عندهم أشرف منه و رأى بعض السلف خياما ضربت فسأل لمن هي فقيل للمتهجدين بالقرآن فكان بعد ذلك لا ينام
( فما لي بعيد الدار لم أقرب الحمى … و قد نصبت مسافرين خيام )
( علامة طردي طول ليلي نائم … و غيري يرى أن المنام حرام )
و من الصالحين من كان يلطف به في الحر و البرد كما دعا النبي صلى الله عليه و سلم لعلي :
[ أن يذهب الله عنه الحر و البرد ] فكان يلبس في الشتاء ثياب الصيف و في الصيف ثياب الشتاء و لا يجد حرا و لا بردا كان بعض التابعين يشتد عليه الطهور في الشتاء فدعا الله عز و جل فكان يؤتى بالماء في الشتاء و له بخار من حره رأى أبو سليمان في طريق الحج في شدة البرد شيخا عليه خلقان و هو يرشح عرقا فعجب منه و سأله عن حاله فقال : إنما الحر و البرد خلقان لله عز و جل فإن أمرهما أن يغشياني أصاباني و إن أمرهما أن يتركاني تركاني و قال : أنا في هذه البرية من ثلاثين سنة يلبسني في البرد فيحا من محبته و يلبسني في الصيف بردا من محبته
و قيل لآخر و عليه خرقتان في يوم برد شديد : لو استترت في موضع يكنك من البرد فأنشد :
( و محسن ظني أنني في فنائه … و هل أحد في كنه يجد البردا )
و أما من يجد البرد و هم عامة الخلق فإنه يشرع لهم دفع أذاه بما يدفعه لباس و غيره
و قد امتن الله على عباده بأن خلق لهم من أصواف بهيمة الأنعام و أوبارها و أشعارها ما فيه دفء لهم
قال الله تعالى : { و الأنعام خلقها لكم فيها دفء و منافع و منها تأكلون } و قال الله تعالى : { و من أصوافها و أوبارها و أشعارها أثاثا و متاعا إلى حين }
و روى ابن المبارك عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهدهم و كتب لهم بالوصية إن الشتاء قد حضر و هو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف و الخفاف و الجوارب و اتخذوا الصوف شعارا و دثارا فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه ، و إنما كان يكتب عمر إلى أهل الشام لما فتحت في زمنه فكان يخشى على من بها من الصحابة و غيرهم ممن لم يكن له عهد بالبرد أن يتأذى ببرد الشام و ذلك من تمام نصيحته و حسن نظره و شفقته و حياطته لرعيته رضي الله عنه
و روي عن كعب قال : أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام أن تأهب لعدو قد أظلك قال : يا رب من عدوي و ليس بحضرتي عدو ؟ قال : بلى الشتاء
و ليس المأمور به أن يتقي البرد حتى لا يصيبه منه شيء بالكلية فإن ذلك يضر أيضا و قد كان بعض الأمراء يصون نفسه من الحر و البرد بالكلية حتى لا يحس بهما بدنه فتلف باطنه و تعجل موته فإن الله بحكمته جعل الحر و البرد في الدنيا لمصالح عباده فالحر لتحلل الأخلاط و البرد لجمودها فمتى لم يصب الأبدان شيء من الحر و البرد تعجل فسادها و لكن المأمور به اتقاء ما يؤذي البدن من الحر المؤذي و البرد المؤذي المعدودان من جملة أعداء ابن آدم .
قيل لأبي حازم الزاهد : إنك لتشدد يعني في العبادة ؟ فقال : و كيف لا أشدد و قد ترصد لي أربعة عشر عدوا قيل له : لك خاصة ؟ قال بل لجميع من يعقل قيل له : و ما هذه الأعداء قال : أما أربعة : فمؤمن يحسدني و منافق يبغضني و كافر يقاتلني و شيطان يغويني و يضلني و أما العشرة : فالجوع و العطش و الحر والبرد و العري و المرض و الفاقة و الهرم و الموت و النار و لا أطيقهن إلا بسلاح تام و لا أجد لهن سلاحا أفضل من التقوى فعد الحر و لبرد من جملة أعدائه ، و قال الأصمعي : كانت العرب تسمي الشتاء : الفاضح فقيل لامرأة منهم أيما أشد عليكم القيظ أم القر ؟ قالت : سبحان الله من جعل البؤس كالأذى فجعلت الشتاء بؤسا و القيظ أذى قال بعض السلف : إن الله وصف الجنة بصفة الصيف لا بصفة الشتاء فقال : { في سدر مخضود * و طلح منضود * و ظل ممدود * و ماء مسكوب * و فاكهة كثيرة } و قد قال الله تعالى في صفة أهل الجنة : { متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا } فنفى عنهم شدة الحر و البرد قال قتادة : علم الله أن شدة الحر تؤذي و شدة البرد تؤذي فوقاهم أذاهما جميعا قال أبو عمرو بن العلاء : إني لأبغض الشتاء لنقص الفروض و ذهاب الحقوق و زيادة الكلفة على الفقراء و قد روي في حديث مرفوع : [ إن الملائكة تفرح بذهاب الشتاء ] لما يدخل فيه على فقراء المؤمنين من الشدة و لكن لا يصح إسناده و روي أيضا مرفوعا : [ خير صيفكم أشده حرا و خير شتائكم أشده بردا و إن الملائكة لتبكي في الشتاء رحمة لبني آدم ] و إسناده أيضا باطل و قال بعض السلف : البرد عدو الدين يشير إلى أنه يفتر عن كثير من الأعمال و يثبط عنها فتكسل النفوس بذلك .
و قال بعضهم : خلقت القلوب من طين فهي تلين في الشتاء كما يلين الطين فيه
قال الحسن : الشتاء ذكر فيه اللقاح و الصيف انثى فيه النتاج ، يشير إلى أن الصيف تنتج فيه المواشي و الشجر و الصيف عند العرب هو الربيع و أما الذي تسميه الناس : الصيف فالعرب يسمونه القيظ ففي الشتاء تفور الحرارة إلى باطن الشجر فتنعقد مواد الثمر فتظهر في الربيع مباديها فتزهر الشجر ثم تورق ثم إذا ظهرت الثمار قوي حر الشمس لإنضاجها الإيثار في الشتاء للفقراء بما يدفع عنهم البرد له فضل عظيم .
خرج صفوان بن سليم في ليلة باردة بالمدينة من المسجد فرأى رجلا عاريا فنزع ثوبه و كساه إياه فرأى بعض أهل الشام في منامه أن صفوان بن سليم دخل الجنة بقميص كساه فقدم المدينة فقال : دلوني على صفوان فأتاه فقص عليه ما رأى رأى مسعر أعرابيا يتشرق في الشمس و هو يقول :
( جاء الشتاء و ليس عندي درهم … و لقد يخص بمثل ذاك المسلم )
( قد قطع الناس الجباب و غيرها … و كأنني بفناء مكة محرم )
فنزع مسعر جبته فألبسه إياها رفع إلى بعض الوزراء الصالحين أن امرأة معها أربعة أطفال أيتام و هم عراة جياع فأمر رجلا أن يمضي إليهم و حمل معه ما يصلحهم من كسوة و طعام ثم نزع ثيابه و حلف : لا لبستها و لا دفئت حتى تعود و تخبرني أنك كسوتهم و أشبعتهم فمضى و عاد فأخبره : أنهم اكتسوا و شبعوا و هو يرعد من البرد فلبس حينئذ ثيابه خرج الترمذي [ من حديث أبي سعيد مرفوعا : من أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة و من سقاه على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم و من كساه على عري كساه الله من خضر الجنة ] و روى ابن أبي الدنيا بإسناده [ عن ابن مسعود قال : يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط و أجوع ما كانوا قط و أظمأ ما كانوا قط فمن كسا لله عز و جل كساه الله و من أطعم لله أطعمه الله و من سقا لله سقاه الله و من عفا لله أعفاه الله ]
و من فضائل الشتاء : أنه يذكر بزمهرير جهنم و يوجب الإستعاذةمنها :
و في [ حديث أبي هريرة و أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا كان يوم شديد البرد فإذا قال العبد : لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم : اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله تعالى لجهنم : إن عبدا من عبادي استجار بي من زمهريرك و إني أشهدك أني قد أجرته ، قالوا ما زمهرير جهنم ، قال : بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة البرد ] قام زبيد اليامي ذات ليلة للتهجد فعمد إلى مطهرة له كان يتوضأ منها فغمس يده في المطهرة فوجد الماء باردا شديدا كاد أن يجمد من شدة برده ، فذكر الزمهرير و يده في المطهرة فلم يخرجها حتى أصبح فجاءته جاريته و هو على تلك الحال فقالت : ما شأنك يا سيدي لم لا تصلي الليلة كما كنت تصلي و أنت قاعد هنا على هذه الحالة ؟ فقال : ويحك إني أدخلت يدي في هذه المطهرة فاشتد علي برد الماء فذكرت به الزمهرير فوالله ما شعرت بشدة برده حتى وقفت علي فانطوي لا تحدثي بهذا أحدا ما دمت حيا فما علم بذلك أحد حتى مات رحمه الله ، في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم : [ إن لجهنم نفسين في الشتاء و نفسا في الصيف فأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها و أشد ما تجدون من الحر من سمومها ] و روي عن ابن عباس قال : يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر
و عن مجاهد قال : يهربون إلى الزمهرير فإذا وقعوا فيه حطم عظامهم حتى يسمع لها نقيض
و عن كعب قال : إن في جهنم بردا هو الزمهرير يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جهنم . و عن عبد الملك بن عمير قال بلغني : أن أهل النار سألوا خازنها أن يخرجهم إلى جانبها فأخرجوا فقتلهم البرد و الزمهرير حتى رجعوا إليها فدخلوها مما وجدوه من البرد و قد قال الله عز و جل : { لا يذوقون فيها بردا و لا شرابا * إلا حميما و غساقا * جزاء وفاقا }
و قال الله تعالى : { هذا فليذوقوه حميم و غساق } قال ابن عباس : الغساق : الزمهرير البارد الذي يحرق من برده و قال مجاهد : هو الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده و قيل : إن الغساق : البارد المنتن أجارنا الله تعالى من جهنم بفضله و كرمه
فيا من تتلى عليه أوصاف جهنم و يشاهد تنفسها كل عام حتى يحس به و يتألم و هو مصر على ما يقتضي دخولها مع أنه يعلم ستعلم إذا جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام من يندم ألك صبر على سعيرها و زمهريرها ؟
قل و تكلم ما كان صلاحك يرجى و الله أعلم.
( كم يكون الشتاء ثم المصيف … و ربيع يمضي و يأتي الخريف )
( و ارتحال من الحرور إلى البرد … و سيف الردى عليك منيف )
( يا قليل المقام في هذه الدنيا … إلى كم يغرك التسويف )
( يا طالب الزائل حتى متى … قلبك بالزائل مشغوف )
( عجبا لامرىء يذل لذي الدنـ … يا و يكفيه كل يوم رغيف )
نقلا من كتاب ( لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف)
لابن رجب الحنبلي رحمه الله ورضي عنه .
قال عنه مؤلفه : – رحمه الله -: «وقد استخرت الله تعالى في أن أجمع في هذا الكتاب وظائف شهور العام وما يختص بالشهور ومواسمها من الطاعات؛ كالصلاة والصيام والذكر والشكر وبذل الطعام وإفشاء السلام، وغير ذلك من خصال البررة الكرام؛ ليكون ذلك عونًا لنفسي ولإخواني على التزود للمعاد، والتأهب للموت قبل قدومه والاستعداد».
بارك الله فيك وكثر من امثالك وجازاك الجنة شكرا علي التدكير فدكر فان الدكر تنفع المؤمنين نريد امزيد من هده المواضيع النيرة وفقك الله وسدد خطاك
قرات جزء منه و حقا انه موضوع رائع شكرا اخي على التذكير
لي عودة للمتابعة
جزاك الله الجنة اخي الفاضل
تدور عجلة الزمن بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية ، ذلك أن المسلم يكاد يطيش عقله عندما يقف مع نفسه محاسباً: ماذا قدّم فيما انقضى من أيام عمره ولياليه ؟؟ ويزداد خوفاً وفرقاً عندما يستحضر ما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك ).فيا الله ما أقصر الأعمار …. !!! تبلغ الستين أو السبعين أو الثمانين أو المئة ، ثم تنتهي من الدنيا وتنتقل إلى الآخرة ، وهذا إن لم تتخطفك المنون في سن الشباب أو الكهولة ….!!!!
لكن عزاء المسلمين أن لهم رباً لطيفاً رحيما ، عوضهم بقصر أعمارهم ما يدركون به أعمال المعمرين مئات السنين ، وذلك بمضاعفة الأجور والحسنات بحسب شرف الأزمنة والأمكنة ومواسم الطاعات .ومن ذلك ما أنعم الله به على عباده بفضيلة شهر الصيام ففيه مضاعفة للحسنات، وتكفير للسيئات، وإقالة للعثرات ؛ فلذلك والذي قبله أحببت التذكير مع قدومه بهذه الوقفات :
الوقفة الأولى (وقفة محاسبة) :
يجب على كل مسلم أن يأخذ العبرة من سرعة تصرم الأيام والليالي فيقف مع نفسه محاسباً، حساباً يدفعه إلى العمل الصالح وهجر الذنوب والمعاصي فلو يرجع بذاكرته ويستعرض ما مضى من عمره ، و يتأمل عامه الذي انصرم .بأيامه ولياليه وثوراته ومآسيه ، انصرم وكل لحظة منه تباعدنا عن الدنيا وتقربنا من الآخرة . قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: "ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل"أخرجه البخاري.
ولله در القائل:
نسير إلى الآجال في كل لحظة وأعمارنا تطوى وهـن مراحـل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعـمـرك أيـــام وهـــن قـلائــل
ومــا هــذه الأيــام إلا مـراحـل يحث بها حاد إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لـو تأملـت أنهـا منازل تطـوى والمسافـر قاعـد
فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني كمافي حديث شداد بن أوس عند الترمذي وغيره ، وقد أمرنا الله بمحاسبة أنفسنا فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ))
قال ابن كثير رحمه الله : ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخر تم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ) . فمحاسبة النفس هي ديدن العلماء العاملين والعبّاد الصالحين فهذا الحسن البصري يقول: ( يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك )
فلله كم يوم من أعمارنا أمضيناه ، ولله كم من صديق فقدناه، وكم من قريب بأيدينا دفناه ، وكم عزيز علينا في اللحد أضجعناه ، كانوا يتشوقون لإدراك هذا الشهر الكريم ؛ ليظفروا بالصيام والقيام ويتعرضوا لنفحات الكريم المنان ، فحضرت آجالهم وقطع الموت حبال آمالهم ، فحسبهم أنهم على نياتهم يؤجرون كما في الصحيحين من خبر الصادق المصدوق : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ..)
الوقفة الثانية: (التوبة التوبة)
المسلم ليس معصوماً عن الخطأ ، فهو عرضة للوقوع في الذنوب والآثام وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وبين أنه من طبع البشر وبين علاجه فقال : ((كلُّ بني آدَمَ خطّاء، وخيرُ الخطّائين التوّابون)) كما في حديث أنسٍ رضي الله عنه الذي أخرجه أحمد والترمذي وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((والّذي نفسِي بيَدِه، لو لم تذنِبوا لذَهَب الله بكم، ولجاءَ بقومٍ يذنِبون فيستغفِرون اللهَ فيغفِر لهم)) أخرجه مسلم ، وشهر رمضان هو شهر مغفرة الذنوب وشهر القبول ومضاعفة الحسنات وشهر العتق من النار هو الشهر الذي (تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين ) كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، ،هو الشهر الذي( ينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغيَ الشرّ أقصِر، ولله عتقاء من النّار، وذلك كل ليلة) كما في السنن وعند أحمد من حديث أبي هريرة أيضا
فحري بالمؤمن الصادق الذي مد الله في عمره ، حتى أدرك هذا الشهر أن يغتنمه بتوبة صادقة وانطلاقة جادة بعزيمة أكيدة، فيجدد العهد مع الله ،بأن يلتزم بطاعته، وأن يأتمر بأوامره وينتهي عن مناهيه ، ويستقيم على دينه حتى يلقاه، فإن العبرة بالخواتيم .
الوقفة الثالثة : (رمضان فرصة لتطهير القلوب وتصفية النفوس وتزكيتها والسمو بها إلى المعالي )
إن الناظر بعين البصيرة إلى حال الناس اليوم ليرى واقعاً مؤسفاً وحالاً سيئة …يرى إقبالاً على الدنيا الفانية وتنافساً مخيفاً في جمع حطامها، حتى إنك لترى الرجل تعرفه وعهدك به ذا حياء ولطف وخلق جم…. فما أن يقبل فيها ويدبر إلا ويصبح ذئباً ضارياً ،همه الظفر بالمال ، وعدوه من شاركه في مهنة ، أو نافسه في بيعه ، فسبحان الله وكأن أولئك خلقوا للدنيا أو سيعمرون فيها … وصدق القائل :
ومـا هـي إلا جيفـة مستحيلـة عليها كلاب همهـن اجتذابهـا
فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها وإن تجتذبها نازعتـك كلابهـا
وكذلك ترى أمراً آخر لا يقل عن سابقه قبحاً : وهو تقاتل الناس على الرياسة وحب الظهور والشهرة وهذا كله مما يوغر الصدور ويمرض القلوب ، فيتولد الحقد الدفين ، والبغضاء والحسد المشين .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير ). وصدق رحمه الله فقد رأينا هذا واقعاً مشاهداً .وقد نهانا النبي عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً. وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ ) وعندما سُئل النبي أي الناس أفضل؟ قال: { كل مخموم القلب صدوق اللسان } قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: { هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد } [رواه ابن ماجه والطبراني من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ] فهذا هو رمضان موسم الصفاء والإخاء و الألفة والمحبة كيف لا ؟ وأنت تسمع الضجيج بالتأمين على الدعاء ، وتشاهد النشيج بالبكاء فهل يحصل مع هذا تباغض وجفاء ؟؟ فنسأل الله أن يطهر القلوب ويستر العيوب .
الوقفة الرابعة : (ذكرياتنا الخالدة في رمضان )
عندما نذكر تأريخنا في رمضان فإننا نذكر تأريخاً مشرفاً وأمجاداً تليدة ، نذكر نصراً وفخراً ، عزة وشموخاً نذكر بطولات حققها الأخيار .
فنفخر بغزوة بدر الكبرى وفتح مكة ، ونعتز بفتح عمورية ونخوة المعتصم ، ونذكر فتح الأندلس ونتشرف بذكر انتصارات صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين فبعد موقعة حطين الشهيرة وتحرير بيت المقدس من قبضتهم، وأثناء تحقيق هذا الانتصار الباهر دخل شهر رمضان الكريم فأشار رجال صلاح الدين عليه أن يستريح خلال هذا الشهر الكريم نظير ما لاقاه من جهد ومشقة، لكنه رفض ذلك وقال "إن العمر قصير والأجل غير مأمون والسماح للمغتصبين بالبقاء في الأرض الإسلامية يوماً واحداً مع القدرة على استخلاص الأرض منهم، عمل منكر لا أستطيع حمل مسئوليته أمام الله وأمام الناس"
فهذا شئ من ذكرياتنا في رمضان يهتز لها القلب بهجة وسروراً وترتفع الهام عزة وشموخاً ، ولكن يعصف بذلك كله النظر إلى واقع الأمة اليوم : فهي تعيش مصائب شتى، ونكبات لا تحصى، فالنصيرية تتراقص على جثث أهل السنة في سوريا وتدفنهم وهم أحياء ، وفلسطين ترزح تحت الاحتلال اليهودي ، والحوثي يعبث في اليمن ، في تحالف صفوي يهودي شيوعي صليبي ضد السنة وأهلها!!!
والأمة تعيش في ذلةٌ وهوان، وضعفٌ وخذلان، فلتعلم علماً يقينياً أنه لا نجاة لها مما هي فيه إلا برجعة صادقة إلى الله ، وبالتزام حقيقي بمنهج رسوله ، فذلك هو أساس النصر والنجاح والتمكين ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
لا تضيع الفرصة ما دمت في الدنيا
هل أدلك على ثلاث آيات تقرأها تجعل سبعين ألف ملك يصلون عليك ؟ ليس هذا فحسب فان مت في يومك هذا مت شهيدا . انها آخر ثلاث آيات سورة الحشر. فقط قل :
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
هو الله الذي لا اله الاّ هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمان الرحيم *** هو الله الذي لا اله الاّ هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون *** هو الله الخالق البارئ المصورله الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم. صدق الله العظيم
والدليل على ذلك : عن معقل ياسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي و ان مات في ذلك اليوم مات شهيدا و من قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة } أخرجه الترمذي .
لا تضيع الفرصة ما دمت في الدنيا فغيرك تحت الأرض يتمنى لو يرجع ليقرأ حرفا من القرآن و يكسب حسنة يرجح بها ميزان حسناته .
شكرا على الافادة غاليتي
بارك الله فيك وجعلك في ميزان حسناتك
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكراااا جزيلا على الافادة اختي الكريمة
شكرا على الافادة غاليتي
بارك الله فيك وجعلك في ميزان حسناتك |
و أنت أغلى حنونتي لولو شكرا على مرورك العطر نورت الموضوع .
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكراااا جزيلا على الافادة اختي الكريمة |
وفيك بركة غاليتي الهام . شكرا على مرورك العطر
بارك الله فيك
في انتظار جديدك
بارك الله فيك
في انتظار جديدك
وفيك بركة شكرااا على مرورك العطر أختي سيرين
بارك الله فيك غاليتي عفاف جعله في ميزان حسناتك اختي . دام ابداعك وتميزك . مزيدا من التألق . ورمضان كريم
بارك الله فيك غاليتي عفاف جعله في ميزان حسناتك اختي . دام ابداعك وتميزك . مزيدا من التألق . ورمضان كريم
|
وفيك بركة أيتها الغالية حقا لقد سعدت بمرورك الرائع و تبقين أنت أروع .
وصية حكيم
قال حكيم لابنه"اوصيك بسبعة اشياء اذا حفظتها تسلم *لا تشارك غيورا.. ولاتسألن حسودا.. ولاتجاور جاهلا.. ولاتناهض من هو اقوى منك .. ولا تؤاخ مرائيا.. ولا تصاحب بخيلا.. ولاتستودع سرك احدا ..
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك سيدتي الفاضلة . ورمضان كريم
شكرااااااا على النصيحة بارك الله فيك وجعلها الله لك في ميزان حسناتك . آآآآآآآآمين يا رب العالمين
بارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمال يسيــرة بأجــــور عظيمة
وإليكِ بعض الأعمال اليسيرة، التي ستكون عنوان صدقك في طلب رضوان ربِّكَ عزَّ وجلَّ
: بيت في الجنة، بصلاتك 12 ركعة
عن أم حبيبةرضى الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة؛
أربعًا قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء،
وركعتين قبل صلاة الفجر" [رواه الترمذي وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (1159)]
*** آية الكرسي دُبر كل صلاة، ولك الجنــة ..
عن أبي أمامةرضى الله عنه قال قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم
"من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت"
[رواه النسائي وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2:1595)]
*** براءةٌ من الشرك ..
عن فروة بن نوفل عن أبيه: أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لنوفل:
"اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك"
[رواه أبو داوود وصححه الألباني]
*** اغرس نخلة في الجنة، بقول "سبحان الله العظيم وبحمده" ..
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة"
[رواه الترمذي وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (2304)]
*** مليار الحسنات باستغفارك للمؤمنين والمؤمنات ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات، كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة"
[رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الجامع (6026)]
*** زُر أخاك في الله وتبوأ من الجنة منزلاً ..
عن أبي هريرة أيضا رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2:2578)]
***وإن عجزتِ عن الإنفاق ومكابدة الليل، فاكثر من "سبحان الله وبحمده" …
.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من ضن بالمال أن ينفقه وبالليل أن يكابده فعليه بسبحان الله وبحمده"
[رواه أبو نعيم وصححه الألباني، صحيح الجامع (6377)]
فهل لكِ من عذرٍ بعد ذلك؟!
شكرررررررررررررررررررررررررررررررا ربي يجازيك
لا شكر على واجب نورت الموضوع
الله يجازيك كل خير…………….الحمد الله على نعمة الاسلام
موفقة باذن الله
شكرا رزقك الله مصاحبة نبيه فى الجنة
بارك الله فيك
العفوووووووووووووووووووووووووووو
مروركم عطّر الصفحة بارك الله فيكم
لا تحرمونا من طلتكم
بارك الله فيك
و فيييك بارك الرحمان حبيبتي
شكظتتترك لك على المرور