سوء التغذية يعرض الشخص للإصابة بأمراض مختلفة وخصوصا الأمراض البكتيرية ، ولهذا قد تعطى الأدوية بشكل أوسع للأشخاص الذين يتعرضون لحالة سوء التغذية مقارنة بغيرهم . وكما ذكرنا ، فان استجابة المريض للدواء تعتمد على عدة عوامل أهمها العوامل التي تتحكم في مصير الدواء في الجسم ، وهي ما يطلق عليها بمعايير الحركة الدوائية والمتمثلة بعمليات الامتصاص والتوزيع والاستقلاب والطرح التي يقوم بها الجسم . إضافة إلى عوامل أخرى مهمة مثل عامل البيئة وعامل الوراثة . ولقد لوحظ تأثر معايير الحركة الدوائية عند حدوث حالة سوء التغذية ، الأمر الذي ُيستوجب معه إعادة النظر في حساب الجرعة المعطاة للمريض ومراقبته خوفا من ظهور أعراض سيئة للدواء، إضافة إلى مراقبة حدوث التداخلات الدوائية- الدوائية والدوائية – الغذائية التي قد تنشأ عند إعطاء المريض أكثر من دواء . ذلك أن حالة سوء التغذية تؤدي إلى تغيرات َمرضية وفسيولوجية مختلفة في أعضاء مهمة من الجسم والتي لها دور كبير في تحديد زمن بقاء الدواء في الجسم . ومن أعضاء الجسم المهمة التي يختل عملها الفسيولوجي أثناء فترة سوء التغذية هي :
1- الجهاز الهضمي : مما ينتج عنه خلل في وظائف المعدة والأمعاء والبنكرياس ، الأمر الذي تتأثر معه عملية امتصاص الأدوية والأغذية وتأثر الدورة المعوية الكبدية وخلل في مقدرة الجهاز الهضمي على استقلاب بعض الأدوية ، اضافة الى الحاق ضرر ببكتيريا الأمعاء المستوِطنة .
2- الكبد : يعتبر الكبد من أهم أعضاء الجسم الذي يقوم باستقلاب الأدوية والملوثات الكيماوية وازالة سميتها من الجسم ، وتتأثر هذه العملية بوجود حالة سوء التغذية وكذلك تتأثر المرارة التي لها دور في طرح بعض الأدوية ، كما تتأثر الدورة المعوية الكبدية .
3- الكلى : تؤثر حالة سوء التغذية على وظائف الكلى وبالتالي على طرح الأدوية .
4- مكونات الجسم من البروتينات والدهون والسوائل ومعدل انتاجها : يؤدي الخلل في هذه المكونات إلى زعزعة ارتباط الأدوية بالبروتينات والدهون وبالتالي إلى خلل في توزيع الدواء وحجم توزيعه واحتفاظ الأنسجة به، كل ذلك يؤثر على ارتباط الدواء مع مستقبله وظهور فعالية دوائية غير متوقعة .
5- عضلات القلب : القلب هو العضو الذي يضخ الدم حاملا معه الدواء الى جميع أجزاء الجسم ، وعليه فان أي خلل يصيب وظيفة القلب سوف تؤدي الى قلة في معدل النتاج القلبي ، وحجم الدم ، ووقت الدورة الدموية . والنتيجة هي قلة وصول الدم الى أعضاء مهمة لها دور فاعل في تحديد مصير الدواء في الجسم ، مثل الكبد والكلى ، وأنسجة أخرى .
الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية
الدواء والجريمة
تعرف الجريمة بأنها كل فعل أو إمتناع يتعارض مع القيم و الأفكار التي استقرت في وجدان الجماعة"وهي حقيقة واقعية الهدف منها إشباع للغريزة بطرق شاذة، و هذه الغرائز لا تتعدى الغرائز الثلاث التالية:
الغريزة الاولى : تؤدي إلى القتل والإعتداء بصفة عامــة.
الغريزة الثانية: تؤدي إلى السرقة و جرائم الإعتداء على المـــال و الأملاك.
-الغريزة الثالثة: تؤدي إلى جرائم الشرف بما فيها القذف .
والجريمة سلوك تجرمه وتعاقب عليه الدولة، لما له من ضرر يقع على المجتمع يستوجب وقفه وسن قوانين العقوبات ، وتختلف الجريمة كما ونوعا باختلاف الازمنة والامكنة ، وتتعدد وتتنوع معها الاساليب والحيل التي تسهل وتخدم اتمام الجريمه بالسرعة الممكنه ، ومن هذه الاساليب هو استخدام بعض الادوية .
كما يمكن أن تضاف بعض هذه الأدوية الى الطعام والشراب دون علم الضحية ، وخصوصا تلك التي لا تمتلك طعما ولا رائحة ولا لون ملفت للنظر والانتباه، وان مثل هذه الادويه تعمل بطريقة تؤدي الى اضعاف الضحية وعجزها عن طلب المعونة والدفاع عن نفسها.
يعتبر الكحول من أكثر المواد استخداما في تسهيل عملية الاعتداء وخصوصا الاعتداءات الجنسية، لتوفره وسهولة الحصول عليه وعدم وجود قانون يمنع تداوله، والدرجة الكبيرة في تقبله وشربه من قبل الآخرين عند تقديمه لهم أو دعوتهم للمشاركة في شرب الكحول، كما أنه يمكن للضحية ( او لأي شخص ) الاستمرار في الشرب تحت الحاح أو ضغط المستضيف حتى يصل الى مرحلة الارتخاء والنعاس وربما الاغماء وعدم الشعور بمحيطه .
وتشير الدراسات الى أن أكثر الأدوية المستخدمهة من هذه المجموعة الدوائية هي : دواء ( flunitrazepam ) والمعروف تحت الاسم التجاري ( Rohypnol ) ، دواء ( midazolam ) ، ودواء ( temazepam ) . لما تمتلكه هذه الأدوية من تأثير مثبط يؤدي الى النعاس الشديد وفقد الذاكرة واضعاف حركة العضلات مما يساعد على استسلام الضحية وعدم القدرة على الدفاع عن نفسها أو حتى طلب المساعدة.
والجدير بالذكر أن دواء ( flunitrazepam )هو الاكثر ارتباطا بالاعتداء الجنسي ويطلق عليه عدة أسماء متعارف عليها بين المفسدين ، مثل: الدوائر ( circles ) ، أقراص النسيان ( forget-me pills )، الهبوط ( landing gear ) ، الفاليوم المكسيكي ( Mexican valium ) ، ممحاة الذاكرة ( mind eraser ) ، الصراصير ( roachies ) ، وغيرها من الاسماء المتداولة.
يلزم لظهور التأثير الدوائي لهذه المادة اعطاءها بجرعات عالية ( 1.8 – 2.8 ) غم ، مما يعطي المحال أمام الفحص المخبري في الكشف عنها في السوائل المتبقية في المعدة أو خارج جسم الانسان .
يوجد هناك مادتان تتحولان في الجسم الى مادة ( GHB ) ، وهما ( Gamma-butyrolactone ,GBL )، ومادة ( 1,4-butanediol , 1,4BDO ) .ويمكن استخدامهما لنفس الغرض.
ومن الاسماء المتداولة بين من يتعاطون مثل هذا الدواء ، الماء الملحي ( salty water ) ، الصابون ، السائل ( liquid E ) ، الكرز ( cherry meth ) ، الخيال ( fantasy ) ، جاما ، وغيرها.
دواء كاريسوبرودول ( carisoprodol ):
من اسماءه المنداولة في الشارع : فاليوم القط ( cat valium ) ، أخضر – ك ( green – K )،زيت ( نفط ) العسل ( honey oil ) ، ket-kat ، Lady – K,، الحمض السوبر ( super acid )، وغيرها.
قد تحدث للضحية مضاعفات صحية غير متوقعة ، وأهمها بالطبع تثبيط جهاز التنفس والاغماء وربما الموت، وخصوصا اذا ما أخذت بجرعات عالية دون علم الضحية ، وتسوء الأمور حين يترافق أخذها مع أدوية أخرى يستخدمها الشخص لحالات مرضيه لديه ، أو شرب الكحول ، وقد تظهر سمية دواء أو أكثر نتيجة التداخلات الدوائية التي تؤدي مثلا الى اضطرابات في عملية الاستقلاب الدوائي.
1 – الحذر الشديد من سرعة قبول المشروبات من أشخاص غير معروفين .
2 – افتح غطاء المشروب بنفسك.
3 – الحرص على أن يكون الشراب معك طوال الوقت.
4 – لا تشترك مع الاخرين في مشروب واحد.
5 – لا تشرب من عبوات مفتوحة ، أو معادة الاغلاق ، لربما وضع فيها الدواء المخدر.
6 – حاول متابعة ومراقبة الشخص الذي دعاك لتناول مشروب وخصوصا اذا كان هذا الشخص غير معروف لديك.
7 – احذر المشروبات غريبة اللون ، والطعم والرائحة.
8 – اذا شعرت بعلامات كتلك الشبيهة بشرب الكحول وانت لم تتعاطى الكحول ، فاطلب المساعدة فورا.
كانت الرضاعة الطبيعية هي الوسلية الغذائية الوحيدة المعروفة عبر التاريخ، وإذا كان هناك عائق يمنع الأم من إرضاع طفلها، فالبديل عندئذ هو حليب مرضعة أخرى . بعد ذلك تراجع معدل الإرضاع الطبيعي في كثير من بلدان العالم بسبب التقدم العلمي والصناعي الذي أوجد وسائل تصنيع الأغذية البديلة لحليب الأم بعد التعرف على طرق التجميد والتجفيف والبسترة وغيرها، فبدأ عهد الرضاعة الصناعية من الزجاجة منذ عام 1920 وأخذ بالازدياد على أساس أن الرضاعة من الزجاجة مظهر حضاري جديد، والنظر إلى الرضاعة من الثدي على أنها نمط قديم عفى عليه الزمن، ومما شجع الرضاعة الصناعية هي الشركات التجارية المنتجة لبدائل حليب الأم .
إلا أن هذا النمط الحضاري المزعوم كان أحد الأسباب القوية التي ساهمت في رفع معدل المرض والوفيات بين الأطفال الرضع لأسباب تعود إلى الحليب الصناعي لعدم ملائمته للطفل بشكل كبير مقارنة لحليب الأم، وأسباب أخرى تعود الى عدم الالتزام التام بالنظافة العامة فيما يتعلق بحفظ الحليب وتعقيم مستلزمات الرضاعة الصناعية ( الزجاجة ، الحلمة ، الأواني ….. ) مما يتسبب في التلوث البكتيري وينتج عنه حالات كثيرة لا تحصى من الاسهالات والجفاف الأمر الذي يؤدى الى رفع معدل الأمراض الوفيات بين الأطفال الرضع .
الرضاعة الصناعية تعتبر من الاختيارات السيئة كبديل للرضاعة الطبيعية لأنها أوجدت ما لا يوجد من مشاكل صحية مما فتح المجال أمام العاملين في المجالات الصحية باعادة النظر ومراجعة حساباتهم والاهتمام من جديد بالرضاعة الطبيعية واكتشاف العديد من الفوائد التي تعود على الأم والطفل. فظهرت مؤسسات وهيئات تنادي بالعودة الى الرضاعة الطبيعية، والرجوع الى الطبيعة .
ونسمع ونقرأ في هذه الأيام الصيحات العالية المشجعة للرضاعة من الثدي وأنه حق من حقوق الطفل الرضيع، وقد ارتفعت نسبة الرضاعة من الثدي من منتصف السبعينات إلى يومنا هذا .
الرضاعة الطبيعية هي أنسب الوسائل المتعارف عليها في تغذية الأطفال الرضع، وهناك العديد من الأبحاث والدراسات التي تحث عليها وتبين فوائدها وأهميتها. فهناك انخفاض في الرضاعة الطبيعية خلال العقود الأخيرة لوحظ بداية في الدول المتقدمة و من ثم في البلدان النامية ، ففي السويد لوحظ أن هناك بطء في النمو السكاني خلال القرنين الثامن عشر و التاسع عشر عن طريق المكتب المركزي للإحصاء (central Bureau of statistics) الذي أسس عام 1749م. و قد كان واضحاً آنذاك (1750 – 1800م) بأن هذا التباطؤ في النمو السكاني سببه معدل الوفيات العالي عند الأطفال، و في مناطق شعبيه (local areas) بقي مقارباً لهذه النسب من معدلات الوفيات حتى سنة 1830، و بناء على السجلات آنذاك تبين أن معدل وفيات الأطفال كان سببه الرئيسي الإلتهابات المعويه، و إن الإصابه بمثل هذه الإلتهابات كانت تتناسب عكسياً مع الرضاعة الطبيعية، بمعنى أن حالات الوفيات كانت واضحه في أطفال الرضاعة الصناعيه مقارنه بأطفال الرضاعة الطبيعية .
الأسباب التي تجعل الأمهات تبتعد عن الرضاعة الطبيعية تتمثل في العادات المحلية لكل بلد و العوامل الاقتصادية و الاجتماعية فالفقر يفرض على الأمهات الذهاب إلى العمل لمساعدة أزواجهن و تأمين الإحتياجات المعيشيه، و من هنا نجد العلاقه العكسيه بين عدد مرات الرضاعة الطبيعية و عبء العمل واضحة تماماً كما هو الحال في الدول الناميه .
وعندما تلجأ الأم في الدول الناميه إلى إتخاذ قرار الإرضاع الصناعي فإنها تشهر سلاحاً فتاكاً ضد وليدها و هو بمثابة الوأد البطيء .
لقد تمت معرفة بعض فوائد الرضاعة الطبيعية مقارنة ببدائل الرضاعة الصناعية منذ سنين خلت، و كثير من الفوائد لم يكشف النقاب عنها إلا في السنوات الأخيرة إعتماداً على المقاييس الفسيولوجية و النفسية و الغذائية و الإجتماعية لكل من التغذية عن طريق الثدي و التغذية الصناعية (الزجاجة). و يجب أن تقيّم هذه الفوائد بناءً على هذه المقاييس بشكل واضح و مزود بحيثيات وافية و مقنعة لتضمن إستمرار و نمو قبول الرضاعة الطبيعية كوسيلة حديثة لتغذية الطفل في المجتمعات المتحضرة .
و فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على الطفل فحسب، بل تتعداها إلى الأم والأب اضافة الى أن الرضاعة الطبيعية تعتبر صديق حميم للبيئة من حيث الحد من تصنيع المواد البلاستيكية التي تلوث البيئة ، ولهذا فعندما نتحدث عن هذه الفوائد فإننا نتحدث عنها من عدة نواحي .
الفوائد التي تعود على الأم المرضع:-
– زيادة قوة الرابطة النفسية بين الأم و طفلها.
– حليب الأم إقتصادي لا يكلف شيئاً مقارنة بالأغذية البديلة الإصطناعية من شراء الزجاجات و مواد تنظيفها و تعقيمها .
– لايحتاج إلى تحضير -فهو في متناول اليد- لا يوجد تعليمات تحضير الرضعه كتلك المتعلقه بالتغذية عن طريق الزجاجة .
– تساعد الرضاعة الطبيعية على إعادة وضع الرحم إلى حجمه الطبيعي بوقت قصير نتيجة لحدوث التقلصات التي تحدث لجدران الرحم بسبب الإنعكاسات العصبية التي يحدثها مص الطفل لحلمة الثدي .
– تعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة من وسائل منع الحمل (وإن كان لا يعول عليها كثيراً) ذلك أن إستمرارية الرضاعة تجعل تركيز هرمون الحليب (البرولاكتين) في دم الأم عالياً و ثابتاً مما ينتج عنه كبح إفراز الهرمونات التي لها علاقه بالإباضة .
– هناك دلائل قوية تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من إحتمالية الإصابه بسرطان الثدي و من هذه الدلائل و الإشارات ما يلي:-
أ – لقد لوحظ أن قلة الإصابة بسرطان الثدي في الدول النامية مردها إلى إعتماد النساء على الرضاعة الطبيعية في تغذية أطفالهن و طول فترة الإرضاع و إستمراريتها و زيادة معدل الولادة (26) .
ب – لقد لوحظ بأن النساء في قرى صيد الأسماك في هونغ كونغ اللواتي يرضعن أطفالهن من الثدي الأيمن فقط، وجد بأن إحتمالية الإصابة بسرطان الثدي الأيسر أكثر منه في الأيمن بعد سن اليأس (25) .
جـ- توصلت أبحاث اجريت في السويد الى أن أحد مكونات حليب الأمهات لها القدرة على مقاومة السرطان، وأن الباحثين اختبروا تأثير حليب الأم على الخلايا داخل أنابيب الاختبار فثبت أن أحد مكوناته وتدعى مونوميرك لاكتالبيومين تسببت في موت الخلايا السرطانية (24) .
فوائد الرضاعة الطبيعية التي تعود للأب:
تتمثل بطفل صحيح الجسم ، ندرة إصابة الطفل بالأمراض مقارنة بأطفال الرضاعة الصناعية، وهذا يخفف عن الأب أعباء السهر وتقليل مصاريف المعالجة وبالتالي استغلال الوقت والمال في سبل أخرى تخدم العائلة.
فوائد الرضاعة الطبيعية التي تعود على الطفل – كثيرة – نورد منها مايلي:-
1- يعتبر حليب الأم هو الأنسب للطفل، ذلك أن مكوناته تتغير كماً و نوعاً تبعاً للتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الطفل، هذه التغييرات تشمل النمو العام للطفل، وكل فتره يمر بها الطفل من فترات نموه تحتاج إلى مواد غذائية تتناسب مع تلك الفترة، على النقيض من الأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على الرضاعة الصناعية، حيث تكون كمية و نوع المواد الغذائية ثابتة لا تتغير و لا تلبي إحتياجات الفترات الفسيولوجية المختلفة للنمو، إضافة إلى ذلك فإن الوجبة الغذائية المحضرة من الحليب المصنّع قد تكون مخففه كثيراً عن طريق زيادة كمية الماء المضاف مما يعيق أو يقلل من أخذ الكمية الكافية من المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل مما ينتج عنه سوء التغذية، و قد يكون العكس، بمعنى أن الوجبة المحضرة قد تكون مركزه ذلك أن كمية الماء المضافة قليلة مما يؤدي إلى زيادة أخذ الطفل من المواد الغذائية التي قد تضر بالطفل .
2- الوقاية من الأمراض و الإنتانات (Infections) : الدلائل التي لها علاقة بوقاية و إعاقة الإنتانات عن طريق الرضاعة من الثدي مستمرة في الإزدياد . من بين جميع الإنتانات، فإن إنتانات الجهاز الهضمي هي الأكثر أهمية لتسببها في رفع معدل الوفيات و خصوصاً في الدول النامية، و لذلك كتب العالم (Jelliffe) بأنه في المناطق الإستوائية و بدون مبالغة -يمكن القول أن الرضاعة الطبيعية لمدة ستة شهور على الأقل ضرورية جداً لبقاء الحياة. وإن التغذية من الزجاجة يمكن إعتباره (بعبارة غير منطوية على المبالغة) سلاحـاً قاتلاً في أيدي امهات المناطق الإستوائية .
هناك دلائل على أن الرضاعة الطبيعية تمنح وقايه للطفل من الإنتانات المعويه القولونيه الناخرة (necrotizing enterocolitis) . إن إنتانات الجهاز الهضمي الشديدة نادراً حدوثها في الأطفال الذين إعتمدوا في تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية دون مساعدتهم بمواد غذائية إضافيه (25) .
أطفال الرضاعة الطبيعية قلما يصابوا بأنتانات الجهاز التنفسي ، حتى لو أصيبوا بها فإن سرعة الشفاء منها تكون بدرجة أعلى مقارنة بالأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم عن طريق الزجاجه و المتمثله في الإصابه بالرشوحات (common cold) إنتانات القصبات الهوائية (Bronchitis) و الإصابه بذات الرئه (penumonia)فلقد لوحظ بأن 1.87% من أطفال الرضاعة عن طريق الزجاجة يصابوا بذات الرئة مقارنة بـِ 0.15% في الأطفال الذين إستمروا لمدة ستة شهور على الرضاعة الطبيعية. كما أن الرضاعة الطبيعية توفر الحماية للطفل من الإصابة بالإلتهابات الفيروسيه، و خير مثال -هو فيروس ((R.S.V.)Respiratory Syncitial Virus) و إصابة الأطفال بهذا الفيروس يؤدي إلى إلتهابات شديدة في الأجزاء السفلية من الجهاز التنفسي و في بعض الأحيان قد يكون مميتاً .
الإصابة بإنتانات الأذن و طرشها أكثر وضوحاً و بمعدل عشرة أضعاف في أطفال الرضاعة الصناعية مقارنه بأطفال الرضاعة الطبيعية، و لقد لوحظ علاقة عكسية بين إحتمالية الإصابة بإنتانات الأذن الوسطى و بين فترة الإرضاع، مع أدنى إحتمال بإصابة الأذن الوسطى بالإنتانات في أطفال الرضاعة الطبيعية التي إستمرت فترة الإرضاع لديهم لفترة تزيد عن (12) شهراً (25) .
وبشكل عام يمكن أن نجمل الحديث بأن أطفال الرضاعة الطبيعية هم الأقل عرضة بالإصابة بالأمراض و خصوصاً إذا كانت فترة الرضاعة قد زادت عن 4.5 شهراً و لقد وجد أيضاً أن الإصابة بموت الفجأه (Cot death) الموت المفاجيء غير معروف السبب هو أقل حدوثاً في أطفال الرضاعة الطبيعية (25).
و إذا أردنا أن نفسر دور الرضاعة الطبيعية في التقليل من الإصابه بالأمراض فإن ذلك يقودنا إلى الحديث عن الخصائص المناعية لحليب الثدي ، فحليب الأم يكسب الطفل حماية ضد أمراض عرفت لمئات السنين، ومع ذلك فإن الباحثين قد بدأوا حديثاً بالتعرف و تعيين مكونات حليب الأم الذي يجعله -بلا منازع- المادة المغذية للطفل، فمنذ الأزمنه القديمه كان ينظر لحليب الأم كنسيج حي ، و هذا صحيح بالتأكيد فهذا (الدم الأبيض) يحتوي على هرمونات، أنزيمات ، و خلايا شبيه بالليكوسايت (leucocyte- like cells)، وهذه المكونات الأخيرة التي تسهم إسهاماً كبيراً في جعل حليب الأم فريداً في خاصيته كمانع للإنتانات . والحديث حول هذه النقطة يحتاج الى نشره في مجلات أكثر تخصصا .
الرضاعة الطبيعية والبيئة
تعتبر الرضاعة الطبيعية أحد أصدقاء البيئة، حيث تقلل من النفايات البلاستيكية المتمثلة بالعبوات الخاصة لتحضير الحليب المجفف ولوازمها من حلمات اصطناعية وغيرها.
المراجع :
الحنيطي راتب : الأدوية والرضاعة الطبيعية . الطبعة الأولى 1997م
يبارك فيك اخي امين العلم على هذا الاهتمام
التداخلات الدوائية – 3
آليات حدوث التداخلات الدوائية
إن فهم الآلية التي من خلالها يتم حدوث التداخلات الدوائية يسهل القدرة على التنبؤ والتعامل مع الآثار السيئة التي قد تظهر عند أخذ أكثر من دواء في آن واحد . وتقع هذه الآليات تحت التقسيمات التالية :
· التداخلات الدوائية التي تحدث خارج جسم الإنسان .
وهذا النوع من التداخلات الدوائية ( عدم تجانس ( incompatibilities ) ) يحدث أثناء تحضير المستحضرات الصيدلانية من حيث حدوث عدم تجانس عند خلط أو مزج أكثر من دواء مسببا ترسيبا أو إبطالا لمفعول المستحضر الصيدلاني ، ويعتبر تغير درجة الحموضة ( pH ) للمحلول من أهم العوامل المسؤولة عن ذلك ، إضافة إلى وجود علاقة ما بين تركيز الدواء في المحلول وثباته ، فمثلا كلما زاد تركيز دواء أمبسيلين في الخليط ( mixture ) زاد ثباته . تكون الأدوية بشكل عام إما أحماضا ضعيفة أو قواعد ضعيفة ، وتكون في الغالب غير ذائبة في المحاليل، ولزيادة ذائبيتها يجب تحضيرها على شكل أملاح ، لكن تحضير محاليل من عدة أملاح يؤدي في الغالب الى ترسيب أو قلة ثبات هذه المحاليل . والجدول رقم ( 1 ) يبين أمثلة على بعض هذه التداخلات الدوائية :
جدول رقم (1)
ثيوبنتون ( thiopentone ) + ***اميثونيوم ( suxamethonium )
ترسيب
ديازيبام ( diazepam ) + سوائل الحقن
ترسيب
فينايتون + سوائل الحقن
ترسيب
أنسولين ذائب ( soluble insulin ) + بر وتامين زنك أنسولين
( protamine zinc insulin )
تقليل فعالية الأنسولين الذائب
هيبارين + هيدروكورتزون
إبطال مفعول هيبارين
كنامايسين + هيدروكورتزون
إبطال مفعول كنامايسين
تتراسايكلين + بنسيلين أو هيبارين أو هيدروكورتيزون
ترسيب
تتراسايكلين + عنصر الكالسيوم
ترسيب وابطال مفعول تتراسايكلين
بنسلين + هيدروكورتزون
إبطال مفعول بنسلين
وقد لا يدوم ثبات بعض الأدوية المضافة إلى المحاليل الوريدية إلى فترة طويلة ، الأمر الذي يتوجب معه تحضير المستحضر الصيدلاني واعطائه للمريض خلال فترة ثباته . والجدول رقم ( 2 ) يبين بعض الأمثلة .
جدول رقم ( 2 )
المحلول الوريدي
مدة الثبات
أمبيسلين ( ampicillin )
ديكستروز ( dextrose )
( 4 ) ساعات
أمبيسلين ( ampicillin )
ديكستروز ( dextrose )/ كلوريد الصوديوم ( NaCl )
( 6 ) ساعات
أمبيسلين ( ampicillin )
كلوريد الصوديوم ( NaCl )
( 8 ) ساعة
أمبيسلين ( ampicillin )
ديكستران 10***1642; في ديكستروز dextran 10 % in dextrose
غير ثابت
أي محلول وريدي يحتوي عنصر الكالسيوم
ابطال مفعول الدواء
بنزيل بنيسلين ( benzyl – penicillin )
ديكستروز أو ديكستروز/ صوديوم كلورايد
( 4 ) ساعات
جنتاميسين ( gentamicin )
كلوريد الصوديوم ( NaCl )وفي ديكستروز
( 24 ) ساعة
هيبارين ( heparin )
كلوريد الصوديوم (0.9 % NaCl )
حوالي ( 24 ) ساعة
نور – أدرينالين ( noradrenaline ) بتركيز ( 4 ملغم / لتر )
الدم أو كلوريد الصوديوم (0.9 % NaCl )
يتأكسد بسرعة ، يمكن تقليل عملية الأكسدة باضافة فيتامين ج بتركيز (10 ملغم / لتر )
نور – أدرينالين ( noradrenaline ) بتركيز ( 4 ملغم / لتر )
ديكستروز
يحتفظ بأكثر من ( 80 ***1642; ) من فاعليته لحوالي ( 5 ) ساعات
مايتومايسين ( mitomycin )
ديكستروز ( 5 ) ***1642;
( 3 ) ساعات
مايتومايسين ( mitomycin )
صوديوم لاكتيت(sodium lactate )
( 24 ) ساعة
مايتومايسين ( mitomycin )
كلوريد الصوديوم 9,. ***1642;
( 12 ) ساعة
اميبينيم ( imipenem )
ديكستروز 5 % مع صوديوم كلورايد 9,.% أو 45,.%
( 4 ) ساعات على درجة الغرفة و24 ساعة على 4 درجات مئوية .
دوكسوريوبيسين ( doxorubicin )
كلوريد الصوديوم 9,. ***1642;
( 24) ساعة على درجة حرارة الغرفة و ( 48 ) ساعة على درجة 2 – 8 درجة مئوية .
دواء ليقنوكين ( lignocaine ) – مخدر موضعي –
حقن أمبيسيلين أو أموكسيسيلين أو سيفرادين
قد يسبب ترسيب ، يفضل اضافة دواء بروكين لتجنب الترسيب .
وهذه مجموعة من الارشادات التي يمكن أن تؤخذ عند تحضير المحاليل المحتوية على أدوية :
1- عدم إضافة الأدوية إلى الدم ، محاليل الأحماض الأمينية ، أو المستحلبات الدهنية .
2- في غياب المعرفة الدقيقة ، يجب اضافة الدواء فقط الى المحاليل البسيطة ( ديكستروز ، كلوريد الصوديوم ، أو محلول يتكون من كليهما ) . يعتبر محلول كلوريد الصوديوم ( 9, ***1642; ) محلولا حامضيا ( pH 4.5 – 7 ) بسبب ذائبية غاز ثاني أكسيد الكربون فيه ، كما ويعتبر محلول ديكستروز ) 5***1642; ) محلولا حامضيا أيضا ( pH 3.5 – 6.5 ) بسبب التحطم الذي ينتج عنه مركبات حامضية ناتج عن طرق التعقيم الحراري والتخزين . مثل هذه المحاليل لا تمتلك نظام دارئ فعال ( buffering system ) ولذلك تتغير قيمة الأس الهيدروجيني ( pH ) بسرعة عند إضافة الأدوية .
3- قد تحدث التداخلات دون مشاهدة تغيرات مرئية في المحلول ، مع هذا إذا كان المحلول مصمم لأن يعطى مباشرة في الفترة التي لا تظهر أثنائها تغيرات مرئية فهذا يشير الى أن المحلول ما زال يحتفظ بفعالية مقبولة .
4- جميع المحاليل التي يضاف لها الأدوية يجب أن تحضر مباشرة قبل إعطائها ولا يفضل أن تترك للاستخدام خلال فترة نهاية العطلة الاسبوعية .
5- بشكل عام ، إضافة دواء واحد إلى المحلول يكون أكثر أمانا ، بينما إضافة أكثر من دواء يزيد من احتمال حدوث عدم التجانس .
6- يجب استشارة الصيدلاني أو الشركة الصانعة عند إضافة الأدوية إلى المحاليل الوريدية ، لأنه ببساطة الدواء المضاف قد يحتوي مواد حافضة ( preservative ) أو مثبتة ( stabiliser ) وغيرها ، والتي قد تكون مصدر عدم التجانس .
المرجع : الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية
موانع الحمل الفموية( Oral Contraceptives ) وتأثيرها على الرضاعة الطبيعية
موانع الحمل عادة توصف بعد الأسبوع السادس من الولادة لحماية المرأة النفساء ( Puerpera ) من الحمل، ومساعدة الرحم ليعود الى وضعة الطبيعي، ولحث عودة الدورة الشهرية . (8)
أدوية موانع الحمل تتدخل في مستويات الأغذية في البلازما، وتقلل من انتاج الحليب، وتطرح في الحليب بكميات ملحوظة، وان هذه التغيرات تتأثر بنوع وكمية ومدة استخدم موانع الحمل. وان المسؤول عن هذه التغيرات بالدرجة الأولى هو الاستروجين ومشتقاته(8) . لقد تبين بأن استخدام حبوب موانع الحمل المحتوية على الاستروجين والبروجسترون لها تأثير واضح على الرضاعة ومن هذه التأثيرات ما يلي:(10)
1) انخفاض في انتاج الحليب، فقد لوحظ عند معظم النساء بمعدل 15 – 80 % مع الأخذ بعين الاعتبار وقت بدء الاستخدام أثناء فترة الرضاعة . ولهذا فان الانخفاض الحاد في انتاج الحليب يعتبر من الأسباب التي تؤدي الى تأخر النمو عند بعض الأطفال .
2) استخدام حبوب موانع الحمل يمكن أن يؤدي الى انخفاض في مستويات بعض مكونات الحليب .
3) استخدام حبوب موانع الحمل يمكن أن يؤدي الى تغيرات استقلابية لعدد من المواد الغذائية عند النساء غير المرضعات، فلقد وجد بأن مستوى البلازما من فيتامين (A) مرتفع، مع انخفاض في مستويات البلازما من الفيتامينات الأخرى بسبب زيادة طرحها من الجسم مثل ( فيتامين B6 ، رايبوفلافين ، وبانتوثينيك ، …… ).
فمثلاً، لقد وجد بأن مستوى فيتامين ب6 ( vit.B6 ) كان متدنياً بدرجة كبيرة في الحليب والبلازما للنساء اللواتي استخدمن موانع الحمل لفترة طويله مقارنة بالنساء اللواتي لم يستخدمن موانع الحمل. ولهذا فان التغيرات النوعية في الحليب اضافة الى قلة حجم الحليب الناتجة من تناول موانع الحمل يمكن أن تضع الطفل الرضيع تحت خطورة هذه التغيرات. ومن ناحية مخبرية ، فقد لوحظ أن الأطفال الذين تسجل لهم درجات أبجار( Apgar scores ) * بشكل غير مرضي يكون لدى أمهاتهم مستويات متدنية من فيتامين ب6 في البلازما والحليب. وفي اليوم الرابع عشر بعد الولادة كان تركيز فيتامين ب6 في الحليب يقدر بـ 26مايكروغرام/لتر عند النساء اللواتي يتناولن موانع الحمل لفترات طويلة ( أكثر من 30 شهراً ) . وفي ملاحظة مخبرية أخرى وجد بان الأمهات المرضعات ممن ينتابهن رعشات حليبية دورية (milk periodic seizures ) خلال الأسابيع الأولى من حياة أطفالهن ، لوحظ أن مقدار أخذهن فيتامين ب6 كان قليلاً ( 1.5 ملغم / يومياً ) .وأن تركيز فيتامين ب6 في حليب الأم في الشهر الأول كان فقط 67 مايكروغرام/لتر ، وفي هذه الفترة كان الطفل ينتابه اعراض عصبية نتيجة قلة فيتامين ب6 الواردة اليه عن طريق الحليب، في حين أن هذه الأعراض اختفت عند تناول الطفل الأغذية المساعدة التي تحتوي على ما يعادل من 20 الى 60 ملغم فيتامين ب6 . وهذا يقودنا الى الافتراض بأن قلة أخذ الأم لهذا الفيتامين جنباً الى جنب لقلة المخزون النسيجي له بعد أخذ الأم لموانع الحمل لفترة طويلة ( 3.5 سنة ) نتج عنه ضعف تغذية الأم لهذا الفيتامين والذي يعكس انخفاض مستواه في الحليب . (8)
وفي دراسة أخرى أجريت على أم عمرها 36 سنة لأول وضع لها (Primigravida ) حيث لوحظ أن طفلها ظهر عليه أعراض عصبية في أسبوعه الأول من عمره وهذه الأعراض شملت الحركة الزائدة (Hyperactivity ) مع بكاء حاد مفرط (Shrill cries ) وشد في العضلات وخصوصاً عضلات الظهر والرقبة (rigid opisthotonos ) مع ظهور شحوب لفترات قصيرة جداً . تبين من السجل التاريخي للأم أنها كانت تتناول موانع الحمل لمدة عشر سنوات وانقطعت عنها قبل الحمل بأسابيع قليلة ، عند الوضع كان مستوى فيتامين ب6 نصف المستوى المتوقع، بعد أسبوع من الولادة كان محتوى الحليب من فيتامين ب6 قليلاً جداً وكذلك مستوى Pyridoxal phosphate كان قليلاً جداً ايضاً في بلازما الطفل ولهذا ظهرت الأعراض العصبية على الطفل، في هذه الأثناء أعطيت الأم Pyridoxal phosphate لغاية 20ملغم / يومياً مما نتج عنه زيادة فيتامين ب6 في الحليب وغياب الأعراض العصبية عن الطفل بدون علاجات اضافية . (8)
ظهور موانع الحمل في الحليب يشكل خطورة اضافية على الطفل، فقد أظهرت بعض الدراسات زيادة حجم ثدي طفل ذكر رضيع بعد تناول الأم 2.5 ملغم يومياً من mestranol وأن حجم الثدي عاد الى وضعه الطبيعي بعد وقف الارضاع من الثدي. ان مدى ظهور هرمونات جنسية معينة في الحليب يعتمد على مدى درجة ارتباط ذلك الهرمون ببروتينات البلازما، فمثلاً درجة الارتباط العالية لمستحضرات التستسترون مثل norgestrel و norethisterone لبروتينات البلازما تحد من انتقالها الى الحليب حيث تبلغ (M/P) لهما فقط 0.15 . (8)
مستحضرات مشتقات البروجسترون ( Progestins ) لها تباين كبير في درجة ارتباطها ببروتينات البلازما وقد وصلت قيم (M/P) للبعض منها لغاية 0.8، في حين أن مركبات الأستروجين مثل Mestranol و estradiol لها درجة ارتباط منخفضة ببروتينات البلازما مما يجعلها أكثر ظهوراً في الحليب، ولأن معظم موانع الحمل المعروفة تحتوي على مركبات الأستروجين فان على الأم أن تمسك عن تناول مثل هذه الموانع . (8)
وقد أوصى بعض الباحثين فيما يخص موانع الحمل بما يلي :-
– اذا لم يكن هناك بديلاً عن حبوب موانع الحمل فيجب الابتعاد عن تلك المحتوية على مركبات الأستروجين خلال الرضاعة والاستعاضة عنها بالحبوب التي تحتوي على مركبات البروجسترون وبكميات قليلة، في حين أن هناك أراء لاتشجع استخدام موانع الحمل نهائياً .
– مع الازدياد العالمي المستمر لاستخدام حبوب موانع الحمل، فان ذلك يتطلب مزيداً من البحث والدراسة لتوضيح تأثيرها على الرضاعة الطبيعية .
الحنيطي،راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية
*Apgar scores : تعبير عددي لصحة الطفل وقدرته على الحياة، يتألف من مجموع النقاط من (0) الى (10) معتمدة على خمس علامات مرتبة حسب الأهمية تحسب للطفل من الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة الخامسة بعد ولادته وهي ضربات القلب، التنفس، الشد العضلي، الانعكاسات العصبية واللون .
بارك الله فيك اخي راتب على الموضوع القيم،
الله يبارك فيك اختي الفاضلة المشرفة العامة
وانا آسف لانقطاعي عن الكتابة
تتأثر الفترات العمرية التي يمر بها الانسان بكثير من العوامل الخارجية ، هذه التاثيرات قد تكون سلوكية ، طفرات ، سرطان ، تشوهات خلقية ، تأخر في النمو العقلي و بطئ في التعلم وأمور سلبية أخرى . تمثل المواد الكيميائية سواء كانت طبيعية أو تصنيعية احدى هذه العوامل الخارجية ، والأدوية أهم المواد الكيميائية استخداما ، وكثير من الأحيان يتأثر بها الانسان حتى ولو كانت ضمن الاستخدام الطبي المسموح به ، والأمر يصبح أكثر خطورة عند استخدام بعض الأدوية بصورة غير طبية وعير قانونية ولفترات زمنية مستمرة دون انقطاع ، وهذا يتجلى في استخدام الأدوية المولّدة للادمان وفي مقدمتها شرب الكحول . وفيما يلي عرض موجز لبعض التأثيرات السلبية التي تحدثها الأدوية المولدة للادمان ( المخدرات ):
1 – الكحول
يعتبر الكحول من الأدوية المولدة للادمان والتي حظيت بكثير من الدراسات مقارنة بأدوية الادمان الأخرى ، والسبب الرئيسي في هذا ، هو أن الكحول لم تفرض علية قوانين المنع والملاحقة كما هو الحال في المركبات الأفيونية مثلا ، حتى بات شرب الكحوليات أمرا عاديا ، أو حتى أصبح ظاهرة من الظواهر الاجتماعية في كثير من بلدان العالم .
· تأثير الكحول على الأجنة : أشارت بعض الدراسات الى أن نسبة النساء المدمنات على الكحول هي في ازدياد وأن أكثرهن من المتزوجات ، مما يعرض الجنين والطفل الرضيع الى مخاطر الكحول . وتأثير الكحول على الأجنة معروفة لدى الأوساط الطبية ، ان الأطفال لأمهات مدمنات يصابوا بحالة متلازمة الاعتماد على الكحول ، وحدوث أعراض انسحابية نتيجة انقطاع مصدر الكحول بعد ولادتهم . ان الدراسات التي اجريت على حيوانات التجارب افترضت وجود تاخر في نمو الجنين داخل الرحم ناتج عن التعرض المزمن للكحول . وأن الدراسات المتراكمة التي اهتمت بتأثير الكحول على الأجنة أشارت الى ما يلي ( وذلك اعتمادا على عدة عوامل ) :
1 – ظهور حالات من ولادات مبكرة ( خداج ) .
2 – زيادة نسبة الوفيات .
3 – تأخر في النمو والحركة ، واعاقات قلبية ، وسمعية .
4 – نقص في وزن المشيمة ، وزيادة الاجهاض التلقائي .
5 – حتى الأطفال المولودون أحياء يستمرون في إظهار تأخر النمو الجسمي والعقلي حتى بعد وضعهم في محيط صحي .
6 – تدخين السجائر هي عادة تكون ملازمة لعادة شرب الكحول ، ولا أحد يخفى عليه تأثيرات التدخين الضارة .
7 – الأطفال الذين يعانون من أعراض تناول الكحول يتميزون بمجموعة من مظاهر غير طبيعية في الوجه ، مثل : أنف قصير معكوف ، جسر أنفي مغمور ، شفة علوية دقيقة ، واعاقة في نمو الفكين .
8 – من المعلوم بشكل واضح بأن جسم الطفل غير قادر على التعامل مع الأدوية التي قد تصل اليه عن طريق المشيمة فدرجة استقلابه لها ضعيفة بسبب تأخر الأنظمة الانزيمية لديه مقارنة بالبالغين ، ولذلك وان كان جسم الجنين يأخذ الشيء اليسير من الأدوية والكحول عن طريق الأم ، فان تراكمها بسبب قلة معدل استقلابها قد تؤذي الطفل .
· تأثير الكحول على الرضاعة الطبيعية والطفل الرضيع : الدراسات التي اهتمت بتأثير الكحول على الرضاعة الطبيعية وعلى الطفل الرضيع ، يمكن اجمالها على النحو التالي :
1 – يطرح الكحول في حليب الأم بحيث يكون تركيزه مساويا لتركيزه في دم الأم . ذلك أن الحليب يحتوي على نسبة عالية من الماء ( 88 % مقابل 85 % ماء موجود في دم الأم ) ، وأن الكجول يتميز بسهولة توزيعه في الأنسجة كثيرة المحتوى المائي .
2 – يتسبب الكحول في قلة تنبيه مص الطفل لافراز هرمون الأكسيتوسين المسؤول عن عملية عصر الحليب وتوصيله الى فم الطفل عبر القنوات الحليبية ، وبالتالي يؤثر على كمية الحليب التي يتناولها الطفل .
3 – هناك حالة واحدة أصيب بها طفل بعرض كواشنك الكاذب ( pseudo – cushing’s syndrome ) لأم تتناول الكحول بكميات عالية ( تركيز الكحول 100 ملغم / 100 مل في دم الأم ) .
4 – سجلت حالات من النزيف الناتج عن نقص البروثرومبين في الدم في أطفال لأمهات كن يتعاطين الكحول بصورة مستمرة .
5 – لا توجد دلائل تشير الى ظهور أضرار الكحول على الطفل اذا شربت الأم باعتدال .
6 – يجب وقف الرضاعة الطبيعية اذا ظهرت سمية الكحول أو كانت الأم مدمنة على شرب الكحول .
المرجع : الحنيطي،راتب : كتاب الادوية المولدة للادمان
2 – الادوية التي تزيد من الحليب
( drugs that enhance lactation )
هذه الادوية تعمل على تقليل أو تثبيط فعل مادة الدوبامين ، بآليات مختلفة ، نذكر منها ما يلي:
– أدوية الذهان ( psychotherapeutic drugs )
تعمل على اغلاق مستقبلات الدوبامين ، وبالتالي زيادة تركيز هرمون الحليب – برولاكتين – في الدم ، وهذه المجموعة الدوائية متعددة ومتنوعة ، مثل :
( chlorpromazine , fluphenazine , perphenazine , prochlorperazine , thioridazine , trifluoperazine , haloperidole,…..etc.)
– دواء ريزيربين ( reserpine ) : يعمل على معاكسة وتثبيط الدوبامين في الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي زيادة تركيز هرمون الحليب.
– دواء ميثيل دوبا ( methyl-dopa ) : يمنع تصنيع مادة الدوبامين، وبالتالي زيادة هرمون الحليب.
– أدوية مثل ( metochlopramide , sulpiride ) والتي تستخدم لمعالجة بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، تزيد من افراز هرمون الحليب عن طريق اغلاق مستقبلات الدوبامين.
3 – نباتات طبية تزيد من ادرار الحليب
– الحلبة ( trigonella foenum )
– اليانسون ( pimpinella anisum )
– السمسم ( sesamum indicum )
– الكراوية ( carum carvi )
الشبت ( anethum graveolens )
التداخلات الدوائية – 4
· التداخلات الدوائية التي تحدث داخل جسم الإنسان .
تقسم التداخلات التي تحدث داخل جسم الإنسان إلى قسمين ، هما :
1- تداخلات تتعلق بالحركية الدوائية ( pharmacokinetic interactions ).
2- تداخلات تتعلق بآلية فعل الدواء ( pharmacodynamic interactions ).
وقبل البدء بالحديث عن التداخلات الدوائية ، سوف نوضح ما المقصود بالحركية الدوائية وآلية فعل الدواء . عند تناول الإنسان دواء ما ، فان هناك سؤالين هامين يظهران هما :
السؤال الأول : ماذا يفعل الجسم بالدواء ؟
السؤال الثاني: ماذا يفعل الدواء بالجسم ؟
والإجابة على السؤال الأول هي أن الجسم يقوم بإجراء العمليات الأربع الهامة التالية على الدواء ، وهي :
1- الجسم يقوم بعملية امتصاص الدواء من مكان إعطائه ( Absorption ).
2- الجسم يقوم بعملية توزيع الدواء ( Distribution ).
3- الجسم يقوم بعملية استقلاب الدواء ( Metabolism ).
4- الجسم يقوم بعملية طرح الدواء ( Excretion ).
وهذه العمليات الأربع تسمى معايير الحركة الدوائية ( الامتصاص ، التوزيع ، الاستقلاب ، والاطراح ) pharmacokinetic parameters ) ) . حركية الدواء ((pharmacokinetics مشتقه من كلمتين يونانيتين (pharmacon) وتعني دواء،و(kinesis) وتعني حركه،وحركية الدواء هو ذلك الفرع من العلوم المنبثقة من علم الصيدلة الحيوي (biopharmaceutics)، والذي يدرس زمن وحركة الدواء في جسم الكائن الحي عن طريق المعايير الأربع آنفة الذكر .
معايير الحركية الدوائية(pharmacokinetic parameters) ،مفيدة جدا من حيث :
1- توضيح آلية التداخلات الدوائية .
2 – وضع نظام إعطاء الجرعات الدوائية.
3 – تعديل نظام الجرعات في بعض الحالات المرضية (أمراض الكبد والكلى والقلب،….الخ ) .
4 – معرفة سبب السمية التي تحدث عن طريق الأدوية .
والحركية الدوائية تستند بشكل كبير على المعادلات الرياضية التحليلية التي تربط مثلا تركيز الدواء في بلازما الدم مع الزمن لإيجاد فترة نصف العمر للدواء ،تحديد مدى ارتباطه ببروتينيات البلازما ،وبالتالي إعطاء فكره عامه عن كيفية إعطاء الدواء ومعلومات عن الجرعة الدوائية والجرعة السامة وتعديل الجرعة أثناء اخذ اكثر من دواء في آن واحد،أو وجود حالات مرضيه مترافقة مع إعطاء الدواء .
والإجابة على السؤال الثاني وهو ماذا يفعل الدواء بالجسم ؟ يقودنا إلى علم ودراسة التأثيرات البيولوجية التي تحدث لجسم الكائن الحي وآلياتها نتيجة أخذ الدواء .
وسوف نوضح آلية التداخلات الدوائية التي تتم من خلال معايير الحركة الدوائية وآلية فعل الدواء بشيء من التفصيل مع ذكر بعض الأمثلة التوضيحية.
الحنيطي , راتب : كتاب التداخلات الدوائية
شكرا على الموضوع
شكرا عزيزي على اهتمامكم
الكشف عن المخدرات
ينمو الشعر من منطقة حويصلية الشكل تدعى بصيلة الشعر ، يتراوح قطرها من ( 15– 120 ) مايكرومتر اعتمادا على موقعها من الجسم ، وتكون بصيلة الشعر محاطة بشبكة من الشعيرات الدموية تقوم بتغذيتها . وأهم مكوّن للشعرة هو بروتين يحتوي على مادة الكبريت يسمى كيراتين ( keratin ) ، المسؤول عن الطول والبناء الليفي للشعرة . يمر نمو الشعر عند كل شخص عبر مراحل ، فالشعر يمر بمرحلة النمو ( anagen phase ) وفيها ينمو الشعر ويزداد طوله بمعدل ثابت ( 1.3 سم كل شهر تقريبا ) ، ولذلك فانه يلزم للشعرة حتى تبزغ أو تظهر من ( 4 – 5 ) أيام ، وهذا يعني أنه لا يمكن الكشف عن المدمن الحديث قبل هذه الفترة لعدم المقدرة على أخذ عينات لفحصها . يعتمد طول الشعرة النهائي على زمن بقاء فترة مرحلة النمو والتي قد تستمر لعدة سنوات كما هو الحال في منطقة الرأس ، وأن هذه الفترة تختلف من فرد لآخر ، ومن منطقة الى منطقة في الجسم . عند انتهاء فترة النمو ، يتباطأ نمو الشعر ويتهيأ بالدخول في المرحلة الانتقالية ( catagen phase ) ومدتها تقدر بثلاث أسابيع ، ثم تأتي مرحلة التوقف عن النمو ( telogen phase ) التي تبقى لثلاث أشهر ، بعدها يبدأ الشعر القديم بالتساقط ويحل محله شعر جديد يمر بالمراحل السابقة . يجب الاشارة الى أنه لا يمر جميع الشعر بهذه المراحل بوقت واحد ، فمعظم الشعر ( 85 % ) يكون في مرحلة النمو ، والبعض الآخر يكون في المرحلة الانتقالية ، والقليل المتبقي يكون في مرحلة التوقف . ان معظم التجانس في النمو نراه في شعر الرأس وبالتحديد في الناصية الخلفية منه .
تنتقل المواد الكيميائية ومخلفاتها بما فيها الأدوية المسموحة وغير المسموحة كالمخدرات الى الشعر عبر الشعبرات الدموية المغذية لبصيلة الشعر التي تمر في مرحلة النمو ، بعدها يدخل الدواء ويمتزج بألياف الكيراتين ، وقد يمتزج بصبغة الميلانين الموجودة في الشعر كعقار فنسايكليدين ( P.C.P ) ، لقد درس الباحثون طرقا مختلفة لعبور الدواء الى انسجة الشعر ، منها مثلا دخوله عن طريق افرازات غدد العرق والغدد الدهنية وغيرها من افرازات الغدد قبل بزوغ الشعر من سطح الجلد وتكوين طبقة كيراتين الشعر . وفيما يرى باحثون آخرون باحتمالية وجود طرق أكثر تعقيدا لدخول الأدوية في أنسجة الشعر وهي في طور نموها ، فلقد وجد بأنه وبالرغم من قصر نصف عمر مادة الكوكائين ، الا انها كانت المادة الرئيسة التي كشف عنها في الشعر بعد تناولها عن طريق الفم ، وفي المقابل نجد أن ناتج استقلاب الكوكائين وهو مادة بنزويل – اكجونين bezoylecgonine حيث وجد بأن تركيزه كان أقل بشكل واضح في أنسجة الشعر بالرغم من تواجد هذا المستقلب في الدم بتراكيز عالية مقارنة بالمادة الأصيلة ( الكوكائين ) ، بينما كانت مادة بنزويل – اكجونين المادة الرئيسة في كل من الدم والبول . لم يحدد تفسير واضح لهذا العبور التفضيلي أو الانتقائي في أنسجة الشعر عبر الشعيرات الدموية ، لكن بات من المؤكد بأن أنسجة الشعر تمثل بيئة ملائمة لثبات الأدوية لفترات طويلة .
وحتى تتم عملية الكشف عن <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات في أنسجة الشعر يجب أن يكون تركيزها قابل للكشف عنه من قبل الأجهزة الحديثة ، وهو ما يعرف بالمستويات الدنبا للكشف
( The Limits of Detection , L . O . D. )
الجدول التالي يبين أهم <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات التي يمكن الكشف عنها عن طريق أنسجة الشعر والتركيز الأدنى للكشف ( Lowest possible cutoff levels ) .
المادة المخدرّة
أقل مستوى من المخدر في أنسجة الشعر لكل 10 ملغم وزن شعر
كوكائين ومخلفاته
5 نانوغرام
بعض أدوية مجموعة أمفيتامين
5 نانوغرام
مورفين وكودائين
5 نانوغرام
فنسايكلدين
3 نانوغرام
يتضمن فحص <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات عن طريق الشعر بقص عينة من الشعر من منطقة الرأس وخصوصا من مؤخرة ناصية الرأس بسبب تواجد معظمه في مرحلة النمو ، يتم قص ما يعادل ( 25 ) ملغم ما يقارب ( 60 – 100 ) عددا ، تقص قريبا من جلد الرأس ، وأن الطول المناسب هو ( 4 ) سم وهذا يمثل نهاية مرور ( 90 ) يوما بعد أخذ المخدر ، بمعنى أن الفحص يمكن أن يتم في الفترة الزمنية الواقعة ما بين بزوغ الشعر ونهاية التسعين يوما اعتمادا على عوامل تتعلق بالمخدر وطريقة الفحص وغيرها ، وفي حالة عدم وجود شعر على الرأس يتم اللجوء الى أخذ عينات من مناطق أخرى من الجسم وخصوصا منطقة العانة ، أو أخذ قصاصات من الأظافر لاحتوائها على نفس بروتين الكيراتين المكوّن للشعرة . بعد ذلك تعامل عينة الشعر معاملة دقيقة وطرق مراقبة سليمة للتأكد من وصولها الى المختبر المختص دون تبديل أو تلاعب بها .
يتطلب اجراء فحص عينة الشعر للكشف عن وجود مخدرات طرق مخبرية تبدأ من غسل الشعر للتخلص من الشوائب العالقة من مواد كيميائية والتي يمكن أن تعطي نتائج ايجابية خاطئة ، ويستعمل لهذا الغرض مذيبات عديدة ، مثل غسل الشعر بمادة ثنائي كلور ميثان ( Dichloromethane ) لمدة ( 15 ) دقيقة وعلى درجة حرارة ( 37 ) درجة مئوية . ولأن مثل هذا المذيب لا يستطيع أن يتخلص من بقايا المواد الكيميائية الذائبة في الماء والتي قد تكون دخلت الى الأجزاء الداخلية للشعرة ، فان مختصين يفضلون استخدام مذيبات أكثر ذوبانا في الماء مثل الميثانول أو الماء نفسه أو خليط من الماء والميثانول بنسب محددة ، أو استخدام مذيب عضوي لاذاية المواد الدهنية ومواد كيميائية عالقة وملتصقة على الشعرة ثم يتبعها استخدا مذيب أو مزيج من المذيبات الذوابة في الماء للتخلص من المواد الكيميائية. ثم تخضع عينة الشعر الى عملية التحطيم باستخدام مواد كيميائية أو بطرق انزيمية ليكون المخدر جاهزا لعمليات الاستخلاص والكشف عنه نوعا وكما بواسطة أجهزة مخبرية متطورة في درجة الكشف عن كميات قليلة جدا ، مثل هذه الأجهزة الحديثة أجهزة الفصل الكروماتوغافيا الغازية المتصلة بجهاز مطياف الكتلة ( GC / MS ) .تمتلك طريقة الكشف عن <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات بواسطة أنسجة الشعر العديد من الأمور الايجابية الفريدة مقارنة بطرق الفحص التقليدية عن طريق الدم والبول ، والتي يمكن اجمال بعضها بالنقاط التالية :
1 – عينات الشعر لا تحتاج الى متطلبات خاصة للخزن و/ أو النقل .
2 –الدراسات تفيد بثبات الأدوية في أنسجة الشعر وعدم تخربها بحيث يمكن اعادة التحليل من عينة الشعر حتى بعد مرور فترة زمنية على العينة .
3 – امكانية اعادة الفحص والتثبت من النتائج بأخذ عينة أخرى من الشعر بعد مرور فترة طويلة والمتمثلة بآخر ( 90 ) يوما ، الأمر الذي يستحيل عمله لاعادة الفحص عن طريق البول أو الدم لأن بعد مرور يومين أو ثلاثة على الأكثر من تناول المخدر يكون قد طرح من الجسم .
4- تعتبر من الفحوصات المكملة والمدعمة لنتائج الفحوصات الأخرى مثل فحوصات الدم أو البول .
أما سيئات طريقة الفحص بواسطة أنسجة الشعر فتتمثل في عدم الكشف المبكر عن المدمن الحديث لآن أخذ العينة لا يمكن الحصول عليها الا بعد بزوغ الشعر ، وهذا يتطلب وقتا يقدّر بخمسة أيام على الأقل ، كما أنه لا يمكن الكشف عن الشخص غير المدمن والذي أخذ جرعات معدودة وبشكل غير متكرر ، بسبب النمو البطيء للشعرة ودخول كمية قد لا تقاس .
بالرغم من تزايد وتنامي القبول بطريقة تحليل الشعر للكشف عن <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات ، الا أن هناك العديد من المعوقات التي تحتاج الى انتباه وتقييم علمي ، منها :
1 – التلوث الطبيعي الذي يقود الى نتائج ايجابية خاطئة لا تعكس الحقيقة أو وجود مخدر . فالعديد من الأبحاث أشارت الى احتمالية تلوث الشعر بالمواد الكيميائية الموجودة في الطبيعة ، وقد تنتقل بودرة الكوكائين الى شعر أطفال لآباء مدمنون ، عن طريق أصابعهم مثلا ، فلقد كانت بعض فحوصات الشعر إيجابية لبعض أطفال آباء مدمنين . كذلك كانت بعض النتائج ايجابية لبعض أفراد الشرطة الذين يتعاملون بشكل مباشر ومتكرر مع المخدرات.2 – التباين الواضح في وجود بعض <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات في الشعر الأسود الكثيف مقارنة بالشعر الناعم ذو الألوان الفاتحة . فالدراسات الحديثة التي أجريت على فئران رقطاء بمعنى أن جلدها يحتوي على بقع من الشعر الأسود الداكن وبقع أخرى ذات لون فاتح ، تبين عند حقنها بمادة الكودائين أن تركيزه في الشعر الداكن يعادل حوالي ( 40 ) مرة أكثر من تركيزه في أجزاء الشعر الفاتح ، وهذا ينطبق على الإنسان كما أشارت إليه الدراسات وهو تواجد بعض المواد ( وخصوصا مادة الكوكائين ) في الشعر الداكن أكثر من تواجدها في الشعر الناعم ، وهذا الاختلاف غير موجود عند الفحص عن طريق البول أو الدم .
3 – تأثير مواد التجميل المتعلقة بالشعر على نتائج الفحص المخبري : بعض المدمنون يلجئون الى صبغ شعرهم أو استخدام مواد التشقير محاولة منهم لاخفاء وابطال بعض المواد التي قد تظهر في الشعر ، ولكن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تمنع تدفق المواد الى مكونات الشعرة الداخلية عن طريق الدورة الدموية .
إن مجال فحص الأدوية في تطور واتساع وهذا انعكس بالتأكيد على فحصها عن طريق أنسجة الشعر ، وهناك مؤسسات مختصّة بخلو أماكن العمل من <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات تطلب من أرباب العمل القيام بفحص المتقدمين للعمل والتأكد من سلامتهم من <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات ، حتى بات هذا الأمر أمرا عاديا متعارف عليه ، فالجيش الأمريكي مثلا يقوم بفحص ما يقارب مليون شخص سنويا بين مجندين جدد وقدامى ، وقد تعدى ذلك الى فحص طلاب المدارس بشكل دوري من قبيل الاهتمام والمراقبة والخوف عليهم من الوقوع في السلوك الادماني ، مع تخويفهم من العقوبات المترتبة على ذلك . ولقد أشارت بعض الدراسات أن عمليات الفحص هذه تجرى عن طريق البول بنسبة تقدر ( 80 % ) ، وأن ما نسبته ( 2 % ) من هذه الفحوصات تجرى عن طريق أنسجة الشعر ، والسبب في هذا هو النظرة القانونية للفحص عن طريق الشعر ، حيث أن فحص البول هو المقبول عالميا في المحاكم ، والأمر الآخر هو قلة الأوراق العلمية التي تدعم فحوصات الأدوية عن طريق أنسجة الشعر وتزيل الشكوك عنها.الصيدلاني راتب الحنيطي
مسئول مخدرات سابق / محلل أدوية/ مختبر الرقابة الدوائية
من أخطر الموضوعات التي تناولتها البحوث الحديثة موضوع التأثيرات التي تقع على الأجنة لدى الحوامل من النساء مدمنات الأفيونات . وبوجه عام أصبح انتقال هذه التأثيرات من الأم الى الجنين عبر المشيمة من الحقائق المعروفة ، وفيما يلي بعض المعلومات المهمة في هذا الشأن :
1 – يلاحظ أن المرأة التي تدمن على الأفيونات يغلب عليها الإهمال في أحوالها الصحية ، مما يعكس آثارا سيئة على طول فترة الحمل وأثنائها وعلى المولود نفسه . من ذلك زيادة حالات الإجهاض والحاجة الى عملية قيصرية والتعرض للتشنج الحملي وموت الجنين داخل الرحم والنزيف بعد الوضع والإصابة بالتسمم الحملي ، وغيرها كثير .
2 – لما كانت الأفيونات المعروضة في السوق غير مشروعة فانه يقع عليها كثير من الغش وقد تخلط بمواد قد تكون أشد خطرا من الأفيونات نفسها الأمر الذي يلحق بالنساء المدمنات اذى كبيرا ، وقد تتعرض المرأة الحامل الى اثر الجرعات الزائدة كذلك .
3 – تشير كثير من الدراسات الى تأخر في نمو الأجنة عند الحوامل من مدمنات الهيروين .
4 – أشارت بعض البحوث أن الادمان على الهيروين يؤثر سلبا على عمليات الايض داخل جسم الجنين وهي عمليات مهمة تحدث داخل جسم الكائن الحي مسؤولة عن عمليات الهدم والبناء .
5 – لوحظ أيضا من الدراسات أن معدل أوزان اطفال النساء المدمنات على الهيروين أقل من معدل أوزان أطفال النساء غير المدمنات على الهيروين .
6 – يتسبب الإدمان على الأفيونات في ظهور علامات سوء التغذية ، مما يلحق خطرا كبيرا بصحة المرأة والجنين .
7 – لوحظ أن معدل الاصابة بالتشوهات الخلقية تكون أعلى في اطفال النساء المدمنات على الهيروين مفارنة بغير المدمنات .
8 – تحدث ولادة التوائم لدى الأمهات المدمنات على الهيروين أكثر من الأمهات غير المدمنات عليه .
9 – تشير البحوث كذلك الى ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال المولودين لأمهات مدمنات للهيروين مقارنة بالأمهات غير المدمنات .
10 – أجريت بعض الدراسات على أشكال ومعدلات النمو لمدة أكثر من سنتين بعد الولادة ، لأطفال مولودين لأمهات مدمنات للهيروين مقارنة بأطفال لأمهات غبر مدمنات ، وتبين أن 80 % من أبناء المدمنات كانوا يعانون من أعراض انسحابية عند ولادتهم وأن حوالي 60 % استمرت لديهم هذه الأعراض ولكن بصورة أقل من الحادة لمدة تراوحت بين ثلاثة وستة شهور . هذا بالاضافة الى وجود اضطرابات أخرى في أطفال المدمنات بنسب متفاوتة مثل النشاط الحركي الزائد وضيق نطاق الانتباه .
11 – يفرز البيثيدين في الحليب بكميات قليلة ووصل أقصى ارتفاع له في احدى الدراسات الى ( 13,. مايكروغرام لكل واحد مل من الحليب بعد ساعتين من اعطاء الأم جرعة بيثيدين في العضل 50 ملغم . الا أنه لا توجد دراسات تبين مدى تأثير البيثيدين على الطفل الرضيع عند اعطاء جرعات متعددة ، وأن الدراسات أكدت بطئ استقلاب البيثيدين من قبل أجسام الأطفال مقارنة بالكبار ، وحتى لو كان ظهور المخدر في حليب الأم قليل فان تراكم الدواء في جسم الطفل بسبب الجرعات المتعاقبة قد يعرض الطفل الى أخذ جرعة عالية .
الصيدلاني راتب الحنيطي