الهرمونات التي تتحكم في إفراز الحليب و الحفاظ عليه طيلة فترة الرضاعه .
. hormonal control & maintainance of lactation
بعد أن تحدثنا عن نمو و نضج الوحدات التشريحيه للثدي أثناء فترة البلوغ وما بعدها سنتحدث عن الهرمونات المسؤوله عن إنتاج الحليب و المحافظه على الكميه المنتجه طيلة فترة الرضاعه.
هذه الهرمونات هي:-
1-هرمون البرولاكتين (prolactin hormone) :
تعتمد الرضاعة بشكل كبير على إفراز هرمون البرولاكتين من الفص الامامي للغده النخاميه فهو يفرز و يساعد على إستمرارية الحليب طيلة فترة الرضاعة إستجابه لمص الطفل لحلمة ثدي أُمه .
إن هرمون البرولاكتين يعتبر من الهرمونات البروتينيه ذات وزن جزيئي يقدَّر بحوالي 23000، وهو يفرز من خلايا متخصصه بإنتاجه و موجوده في الفص الأمامي للغده النخاميه تسمى خلايا (lactotropes) حيث يزداد عددها و حجمها أثتاء فترة الحمل .
يكون إفراز هذا الهرمون واقعاً تحت تأثير عوامل محثه و أَخرى مثبطه له، هذه العوامل تفرز من جزء معين في الدماغ المتوسط يسمى تحت المهاد أو تحت البصر السريري (hypothalamus) بالإضافه إلى قيامه بوظائف أساسية أخرى مثل تنظيم حرارة جسم الإنسان، و التحكم في عملية النوم و الجوع و العطش .
يقدّر تركيز هرمون البرولاكتين في بلازما الدم عند النساء (في الوضع الطبيعي) قبل حدوث الحمل من 5-8 نانوغرام/مليلتر و عند الرجال من 1-5 نانوغرام/مليلتر حيث تكون فعالية العوامل المثبطه (في الظروف الطبيعيه) هي المسيطره و تكون كمية البرولاكتين لا تزيد عن القيمه المذكوره، إن الملاحظات الأخـيـره دلـت علــى أن مـادة الدوبـامين (dopamine) هي العـامل المثبط لإفراز البرولاكتين (prolactin inhibiting factor)(PIF). و من الواضح الآن أنه عند زيادة مستوى البرولاكتين عن الحد المطلوب فإن الهرمون نفسه يساعد على إفراز الدوبامين و بالتالي يمنع إفراز البرولاكتين مما يؤدي إلى منع إفراز أي كميـة زائـده، و يتضح من هذا أن البرولاكتين ينظم إفرازه بنفسـه مـن خلال عملية التغذية الراجعة (feed back inhibition).
غير أن العامل الذي ينتجه الجسم و الذي يزيد من إفراز البرولاكتين(prolactin-releasing factor) لم يحدد بعد إلا أن السيال العصبي الذي يتولد نتيجة مص الطفل لحلمة الثدي والذي يحث الغده النخاميه على إفراز الهرمون يعتبر من العوامل الرئيسيه لإفراز البرولاكتين، بالإضافه إلى عوامل فسيولوجية أَخرى من شأنها زيادة إفرازه مثل الإنفعالات النفسيه و النوم والجماع، و هناك أيضاً كثير من الأمراض و الأدويه و الهرمونات التي تزيد من إفراز الهرمون .
يتحكم هرمون البرولاكتين في عدة وظائف حيوية و فسيولوجية على وجه العموم و في تنظيم نمو الثدي و إفراز الحليب على وجه الخصوص، هذه الوظائف تكون تقريباً مشابهة للوظائف التي يقوم بها هرمون الـنـمـو (growth hormone) هـذه الـوظـائـف المشتـركـه راجعـه إلـى التشابه في البناء الكيميائي (chemical structure) لكلا الهرمونين .
من الوظائف التي يقوم بها هرمون البرولاكتين:-
أ – تنظيم نمو وتطور الثدي ولا تتحقق هذه الوظائف إلا بعد البلوغ فقد أثبتت التجارب أن هرمون البرولاكتين لا يعمل على نمو الثدي إلا بعد وجود هرموني البروجسترون و الأستروجين .
ب- تشجيع تصنيع البروتينات ولذلك فإنه يساهم في بناء عضلات الجسم كما أنه يساهم في صناعة كثير من الأنزيمات مثل (lipoprotein lipase) والأحماض الدهنية (fatty acids) .
ج – تنظيم حركة الكالسيوم (Ca-mobilization) وتسهيل حركة الصوديوم والبوتاسيوم عبر الأغشيه الخلويه، حفظ السوائل في جسم الإنسان،رفع نسبة السكر في الدم نتيجة للتأثير الهدمي (catabolism) .
د – تشجيع صناعة البروستاجلاندين (prostaglandines)، ورفع ضغط الدم الناتجه من الفعل المباشر على القلب و الفعل غير المباشر و ذلك عن طريق زيادة قوة تأثير المواد الكيماوية الداخليه في جسم الإنسان (endogenous cpd.) و التي لها تأثير على تضييق الشرايين و الأورده (vaso-active cpd.) .
هـ- تشجيع صناعة هرمون الالديسترون (aldesterone) الذي له علاقة في تنظيم أيون الصوديوم و البوتاسيوم و الهيدروجين عبر قنوات الكليه، وبالتالي تنظيم كمية السوائل في جسم الإنسان .
و – منـع حدوث سـرطـان الثدي، و التحكـم في الإنجاب كوسيلة من وســـائـل تنظيـم الأُسـرة (family planning) .
فهرمون البرولاكتين، يبدو أنه يعمل على أماكن متعدده لتنشيط التصنيع الزائد لمكونات الحليب في فترة الإعداد للرضاعه و أثنائها .
إن هذه التأثيرات الفسيولوجية المختلفة التي يمتلكها هذا الهرمون تجعله في مقدمة الأسباب التي تسبب أعراضاً مرضيه تصيب مختلف أعضاء الجسم في حالة الاختلال في توازن افراز هرمون البرولاكتين .
2-هرمون الأكسيتوسين (oxytocin hormone) :
هرمون الأكسيتوسين يعتبر من الهرمونات البروتينية التي تفرز من الغده النخامية و بالتحديد من الفص الخلفي للغده (posterior pituitary gland) يعمل هذا الهرمون على إنقباض عضلات الرحم الملساء و الخلايا الظهارية الطلائية العضلية المحيطة بالعنبات المفرزه للحليب (alveoli)، حيث تتواجد مستقبلات هذا الهرمون في هذه الأنسجه، تزداد هذه المستقبلات في عددها ومن ثم تزداد قابلية الإستجابة لهذا الهرمون من قبل هذه الأنسجه في الفتره الأخيره من الحمل و تأتي أهمية هذه الإستجابه في إنقباض عضلات الرحم لتساعد على سهولة الولادة و أيضاً إنقباض الخلايا الطلائية العضلية و الذي بدوره يساعد على تدفق و طرح الحليب (milk ejection or letdown) عبر القنوات الحليبية إلى منطقة الأنبوره (ampulla) حيث يتجمع الحليب ليكون جاهزاً عند الرضاعه .
إن قابلية الإستجابة تكون أقل في الأشهر الأولى من الحمل و ذلك لإرتفاع نسبة هرمون البروجسترون في الدم الذي يقلل من عدد مستقبلات هرمون الأكسيتوسين و بالتالي يقلل من إستجابة الأنسجه له بالإنقباض، وتزداد هذه الإستجابه في الفتره ما قبل الولادة مباشرةً بسبب إنخفاض مستوى البروجسترون في الدم و زيادة مستوى الأستروجين الذي من شأنه زيادة عدد مستقبلات هرمون الأكسيتوسين في هذه الأنسجة و هذا يفسر لنا ظهور اللبأ من ثدي الأم قبل الولاده .
أما إذا كانت الإستجابه لهذا الهرمون عالية في الأشهر الأُولى من الحمل فإن ذلك يلحق أضراراً جسيمه بالجنين لعدم وصول الأوكسجين بكمية كافية لقلة الدوره الدموية المشيمية نتيجةً للتقلصات العضلية التي يحدثها الهرمون أو كنتيجه لتمزق أنسجة الرحم و خصوصاً إذا كانت الأُم الحامل سبق لها وأن أجري لها عمليه جراحية قيصرية (caesarean section) .
إن السيال العصبي المتولد في النهايات العصبية الحساسة و الموجودة في حلمة الثدي يعتبر من المنبهات الرئيسيه لإفراز هرمون الأكسيتوسين، هذا السيال العصبي يتولد كنتيجه لتهيج النهايات العصبيه (عن طريق مص الطفل لحلمة الثدي أو عن طريق عوامل ميكانيكيه أُخرى) والذي يلتقي مع التشابك العصبي في العمود الفقري ليصل إلى المراكز العليا في الدماغ معطياً أوامره إلى الفص الخلفي للغدة النخامية بإفراز الأكسيتوسين .
3-هرمونات أُخرى:
–هرمون الأنسولين :
لقد وجد أن الأنسولين له دور في تشجيع إنقسام خلايا الثدي ولذلك يستعمل في تراكيز عاليه ( 10 -6 M ) للمحافظة على الوضعية العامة للخلايا و إستجابتها لباقي الهرمونات عند إجراء التجارب التي تتم خارج الجسم الحي (in vitro system)، ولكن هناك دلائل ضعيفة تشير إلى أن لهرمون الأنسولين دوراً في تنظيم عملية نمو الثدي في مراحله الأُولى عند بداية مرحلة البلوغ و يعتبر هذا الدور عاملاً مساعداً لنمو الثدي و خلاياه، ربما عن طريق ماده شبيهه بهرمون الأنسولين لانه لا يوجد دلائل على وجود مستقبلات لهرمون الأنسولين في أنسجة الثدي كما يمكن الكشف عن الخلايا المفرزه للحليب بشكلها الناضج في غياب الأنسولين (8).
من هنا ندرك أن هرمون الأنسولين لوحده غير ضروري لنمو الثدي، لكن له دوراً مهماً في النواحي الإستقلابية و التي تتمثل في تنظيم خزن ونقل المواد الغذائية عن طريق الكبد والأنسجة الدهنية والعضلات فهو يزيد من إستهلاك الجلوكوز -مثلا- في انسجة الثدى الدهنية لزيادة صناعة الدهنيات (8).
كما أن التجارب التي أجريت على الماعز و الفئران دلت على أن نقص الأنسولين لمدة 24 ساعة أو تزيد يؤدي إلى نقص في كمية الحليب المنتجه، كما وجد أن العوامل المحثه على إنتاج الحليب تعتمد على وجود الانسولين، فقد وجد العالمان (Freeman & Topper) أن الأنسولين ضروري لتشجيع صناعة البروتين عن طريق البرولاكتين، و الكورتيزول في خلايا الثدي المزروعة في المختبر و المأخوذة من فأر حامل في فترة نصف الحمل (8).
إلا أنه غير ضروري لتشجيع جميع أنواع البروتينات مثل بروتين (casein)، كما أن له دوراً ضعيفاً في صناعة بروتين (-lactalbumin)، وفي تصنيع السلاسل المتوسطة من الأحماض الدهنيه في الخلايا المزروعه في المختبر .
-هرمونات الغده الدرقيه (Thyroid Hormones) :
وجد بأن هرمونات الغدة الدرقية تشجع على نمو الثدي و إنتاج الحليب لكن هذا الفعل يعتبر فعلاً مدعماً و لم يثبت أنه فعل رئيسي منظم لكن وجود هذه الهرمونات يحقق التطور الأعلى و الأداء الأمثل لعملية الرضاعه .
-البروستاجلاندين (Prostaglandins) : (8)
بالرغم من أن البروستاجلاندين تصنع بكميات كبيره من قبل الغدد الحليبيه، إلا أن الدراسات حولها قليله، حيث تبين بأن هذه الماده ممكن أن يكون لها أثر تنظيمي لوظيفة الثدي، و أن التقارير أوضحت بأن البروستاجلاندين (F2) يعتبر من العوامل المحفزه لبدء عملية الإعداد و تكوين الحليب أثناء الحمل في الأنسان ، و الفئران، عن طريق -كما يبدو- تحفييزالتغير الهرموني الذي يقود إلى الولاده و تكوين الحليب و ليس بفعلها المباشر على الثدي نفسه. وهناك دراسه أجريت على الماعز بين الباحثون فيها أن الثدي ينتج كميات كبيره من بروستاجلاندين (F2) بمعدل واحد نانوغرام لكل دقيقه قبل الولادة، حيث وجد بأن التركيز بلغ 100 نانوغرام/ملليتر، و لقد لوحظ أنه بعد الولاده كانت الزياده في تركيزه في الحليب بمعدل 100 ضعف لكن جميع هذه الكمية جرى عليها عملية الإستقلاب و إنخفض التركيز إلى (0.7 نانو غرام لكل ملليتر) توقع الباحثون بأن بروستاجلاندين (F2) يعمل كمثبط لإفراز الحليب قبل الولاده، لكن بعد الولادة و إختفاءه عن طريق الإستقلاب يزول أثره المثبط لإفراز الحليب .
مشكوريييييييييين على مثل هذه المواضيييييع الحساسة الجيدة
انا ام مرضعة,,,,موضوع قيم جدا شكرا.سؤال هل صحيح ان حليب الام فائدته للطفل خلال 6شهر فقط؟ا
ل
اختي الكريمة نوار ، بداية شكرا لك وللزميل زامورانو على اهتمامكم ، وأقول بأن فترة الرضاعة حددها القرآن لمدة سنتين كاملتين ، والله الخالق اعلم وادرى بنا لانه هو الذي اوجدنا ويعلم ما ينفعنا وما يضرنا ، فعلينا الالتزام بالتوجيهات الربانية سواء عرفنا الحكمة ام لم نعرفها ، أما بالنسبة لفترة ستة شهور ، فقد أثبتت الدراسات العلمية التي قام بها علماء الغرب بأن جسم الطفل غير قادر على انتاج اجسام مضادة تحميه من الامراض من تلقاء نفسه الا بعد سن ستة شهور ، لذلك يجب اخذها من حليب الام ، وأكدوا على ضرورة الرضاعة الطبيعية ووجوب الاستمرار بها مدة ستة شهور على الاقل .
ارجو ان اكون قد اجبت على استفسارك
وقد تأتي ابحاث اخرى تؤكد الزامية الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين ، كما قال الله تعالى ، حتى يثبتوا صدق الله من حيث لا يشعرون
4) طرح الجسم للدواء Drug Elimination
ينتهي ( يبطل ) مفعول الدواء من الجسم عن طريق الاستقلاب والاطراح، وكما قلنا ان الكبد يعتبر العضو الرئيسي لاستقلاب الأدوية في حين أن الكلى لها الدور الرئيسي لاطراح الأدوية ومخلفاتها من الجسم (بعض الأدوية يتم طرحها من خلال الافرازات الصفراوية في البراز، والأدوية المستخدمة بغرض التحذير العام تفرز عادة عن طريق الرئتين ) ، من المعروف أن الكلى مسؤولة بدرجة عالية عن اطراح أي دواء ( أو مخلفات الدواء) فبعض الأدوية مثل Gentamicin أو Cephalexin يتم طرحها بشكل رئيسي عن طريق الكلى، البعض الآخر من الأدوية يطرح جزئياً عن طريق الكلى حتى عندما يستقلب الدواء فان مخلفاته ( Metabolites ) تزول من الجسم عن طريق الاطراح الكلوي .
يستخدم مصطلح عمر نصف الطرح ( Elimination Half – Life ) لدواء معين لوصف اختفائه من الدم ويعبر عنه بالوقت اللازم لاختفاء نصف كمية الدواء من الدم وقد وضعت له المعادلة التالية لحسابه : (4)
حيث Vd = الحجم اللازم لتوزيع الدواء كما لوكان في البلازما .
CL = Clearance وتعني حجم الدم أو البلازما الذي ينظّف من الدواء
في وحدة زمن .
والاطراح الكلوي يعتمد على عدة عوامل منها الترشيح الكبيبي (Glumular Filtration ) ، اعادة الامتصاص الأنبيبي ( Tubular Reabsorption ) والافراز الأنيبي ( Tubular Secretion ) ، وأن كمية الدواء التي يتم ترشيحها بوحدة زمن معينة تتأثر بدرجة ارتباط ذلك الدواء بالبروتين ( حيث أن الدواء المرتبط لا يطرح ولا يستقلب)، وتدفق الدم للكلى (Renal Blood Flow ) . (7)
سوف يدور حديثنا حول الاطراح الكلوي، والنمو الوظيفي للاطراح وتأثير ذلك على طرح الأدوية من الجسم .
– تدفق الدم للكلى Renal Blood Flow
يزداد تدفق الدم للكلى مع تقدم العمر كنتيجة للزيادة الحاصلة في زيادة النتاج القلبي ( Cardiac Output ) ونقصان في المقاومة الطرفية للأوعية الدموية (Peripheral Vascular Resistance ) ، الكلى عند الأطفال حديثي الولادة تستقبل 5-6% من مجموع النتاج القلبي مقارنة بـ 15-25% عند الكبار، وأن تدفق الدم للكلى يزداد – كما يبدو – مع تطور النبيببات الكلوية (Renal Tubules )(7).
– معدل الترشيح الكبيبيGlomerular Filtration Rate (GFR)
لقد تبين عند الولادة بأن GFR تتناسب تناسبا طردياً مع العمر الحملي وقد حسبت قيمة GFR على أنها معدل واطئ وهي 1مل/دقيقة وهي ثابتة حتى قبل 34 اسبوعياً من الحمل ، وعند الولادة فان قيمة GFR المحسوبة بلغت 2-4 مل/دقيقة ، بعد يومين بعد الولادة زادت قيمة GFR الى 8-20 مل/ دقيقة، وأن هذه الزيادة معتمدة على العمر المحسوب على أساس وقت الاخصاب (Postconceptual age ) وليس على العمر ما بعد الولادة (Postnatal age). عند عمر 2.5-5 شهور تكون قيمة GFR مساوية لتلك عند الكبار، والزيادة في GFR تعكس زيادة النتاج القلبي، ونقصان المقاومة في الأوعية الدموية الطرفية وزيادة معدل الضغط الشرياني وزيادة المساحة السطحية المتوفرة للترشيح والزيادة الحاصلة في حجم ثقوب الأغشية الكلوية . (6,4)
ان دراسة مراحل النمو الوظيفي للاطراح الكلوي فيما يتعلق بالترشيح الكبيبي له أهميته عندما يكون الحديث عن أدوية تطرح بشكل رئيسي عن طريق الترشيح الكبيبي مثل مجموعة الأمينوجلايكوسايد، Indomethacin, Digoxin ، فلقد أجريت دراسات على مجموعة الأمينوجلايكوسايد( Aminoglycosidos) عند الأطفال المولودين قبل أوانهم ( Preterm Infants ) وأطفال الولادة الطبيعية (Term Infants ) وتبين بأن نصف عمر الطرح لدواء (Gentamicin ) ( وهو ينتمي لهذه المجموعة الدوائية ) قل بزيادة العمر الحملي عند الأطفال الذين أعمارهم أقل من 7 أيام .(4)دراسة أخرى أجريت على أطفال تتراوح أعمارهم من 24-48 أسبوعاً من فترة الاخصاب وقد لوحظ بأن هناك علاقة قوية بين نصف عمر الطرح لـ(Gentamicin ) والعمر بعد الاخصاب أقوى من العلاقة ما بين نصف عمر الطرح وعمر الطفل المحسوب بعد الولادة . (4)
وبناءً على زيادة نصف عمر الطرح لمجموعة الأمينوجلايكوسايد عند الأطفال حديثي الولادة فانه يجب حساب الجرعة الدوائية وزمن الفترات التي تعطى فيها الجرعات بدقة .
– التطور الوظيفي النبيبي ( Development Of Tubular Function )
تكون النبيبات الملفوفة الدانية ( Proximal Comvoluted Tubules ) في الكلية الطبيعية عند الطفل تام النمو صغيرة بالمقارنة مع الكبيبات الكلوية (Glomeruli)، عدم التوازن هذا في الحجم يعكس الاختلافات الوظيفية للطاقة الافرازية للنبيبات الدانية (Proximal Tubules ) وأن الطاقة الافرازية تبلغ ذروتها عند السنة الأولى من عمر الطفل، وتصل الى قيمتها عند الكبار عند عمر 30 أسبوعاً، ولهذا نجد أن النمو الوظيفي الأنيبيبي يكون بمعدل أقل من النمو الوظيفي الكبيبي (2.5-5 شهور ) ، وأن أسباب بطء هذا النمو راجع الى أسباب عدة منها صغر حجم النبيبات، وصغر كتلة الخلايا الوظيفية، وقلة جريان الدم الواصل للكلى، وعدم نمو العمليات المسؤولة عن انتاج الطاقة . (4)
العديد من الأدوية تعتمد على أنظمة النقل الموجودة في النبيبات الدانية (Proximal Tubules ) من أجل الاطراح الكلوي، فمثلاً البنسلين يفرز بفاعلية من قبل هذه الأنظمة في البول، نتاج الدراسات الحركية ( Pharmacokinetic Studies) التي أجريت على Ampicillin و Ticarcillin ، Penicillin-G ، وMethicillin ، وأوضحت بأن نصف عمر الطرح لمجموعة البنسلين تتناسب عكسياً مع العمر الحملي والعمر بعد الولادة. فمثلاً نصف عمر الطرح لـ Methicillin عند الولادة كان 4.3 ساعة لأطفال حديثي الولادة عمرهم الحملي أقل من 33 أسبوعاً مقارنة بنصف عمر الطرح لهذا الدواء ( ساعتان ) في الأطفال مكتملي النمو ( Fullterm Babies ) ، ودراسة أخرى أجريت على أطفال مكتملي النمو سجلت نصف عمر الطرح لهذه المجموعة حسب الأعمار بـ 3.2 ، 1.7 ، 1.4 ساعة لأطفال أعمارهم 0-6 يوم ، 7-13 يوم ، وأكثر من 14 يوماً بعد الولادة على التوالي.(4)
الدراسات التي أجريت على الديجوكسين ( Digoxin ) بينت أن اعطاءه بشكل متعاقب بجرعات بين 12-13 مايكروغرام / كغم يومياً لأطفال حديثي الولادة كاملين النمو (3-30يوماً ) ورضع ( 1-12 شهراً ) ، وأطفال ( 1-10 سنوات )، كانت النتائج هي الحصول على مستويات في البلازما على النحو التالي 2.1 ، 1.2 ، 1.4 نانوغرام / مل على التوالي ، نرى أن ارتفاع مستوى الدواء في بلازما الأطفال حديثي الولادة تشير الى بطء اختفاء الدواء من الدم بواسطة الكلى بمعدل نصف المعدل الموجود عند الاطفال والكبار . (2)
الصيدلاني راتب الحنيطي
الزميلات والزملاء
تحية المحبة والتقدير
وارجو ان اكون قد قدمت لكم شيئا من الفائدة
ونلتقي ان شاء الله في موضوع آخر تحت عنوان ( الدواء والغذاء ) أبين فيه التداخلات السلبية والايجابية عند اجتماع الدواء مع الطعام ، وكذلك تأثير الدواء على العناصر الغذائية سلبا وايجابا
تقبلوا احترامي وتقديري
راتب الحنيطي
الدواء والطعام – 3
التداخلات الدوائية الغذائية الناتجة عن عملية طرح الدواء والغذاء تأخذ إحدى الأشكال التالية :
1 – بعض الأدوية قد تحل محل بعض العناصر الغذائية في مكان ارتباطها ببروتينات الدم ، والنتيجة هي إزاحة ذلك العنصر الغذائي من مكان ارتباطه مما يجعله عرضة للاستقلاب و / أو للطرح الكلوي . فمثلا ، دواء الأسبرين يحل محل فيتامين حمض الفوليك على مناطق ارتباطه في بروتينات الدم ، الأمر الذي يؤدي إلى سرعة طرح الفيتامين .
2 – وقد يكّون الدواء مع العنصر الغذائي مركبات معقدة أو مخلبية ( chelation )تكون سهلة الطرح عن طريق الكلى ، ومثال ذلك عندما يعطى دواء بنيسللامين ( D – penicillamine ) في حالة التسمم ببعض العناصر الثقيلة كالرصاص أو استخدامه في حالات الإصابة بالالتهابات الرثوية المفصلية ( الروماتيزم ) فانه يكّون مخالب مع عناصر مهمة في الجسم مثل عنصر الزنك مما يؤدي إلى سرعة طرحه من الجسم عن طريق الكلى .
3 – هناك بعض الأدوية التي تقلل عملية اعادة امتصاص بعض العناصر الغذائية عن طريق الكلى ، فمدرات البول كدواء فيوروزيمايد ( furosemide ) ، ودواء حمض ايثاكرينيك ( ethacrynic acid ) يعملان على زيادة طرح عنصر الكالسيوم من الجسم عن طريق تقليل عملية اعادة امتصاصه من الكلى . وقد تسرّع مدرات البول من طرح عناصر أخرى مهمة من الجسم مثل الماغنيسيوم ، الزنك ، والبوتاسيوم .
المرجع : الحنيطي، راتب : كتاب التداخلات الدوائية الغذائية
merci 255555555555555555555555 fois
شكرا جزيلا اخي الكريم
ماسي في الدنيا والاخرة ان شاء الله
راجيا قبول احترامي وتقديري لشخصكم الكريم
حب الشباب ( acne vulgaris ) ، أصل هذه الكلمات يوناني ، فكلمة acneأصلها akme وتعني حبة أو نقطة ، وكلمة ( vulgaris ) تعني أمر اعتيادي أو شائع . وبهذا المعنى يمكن أن نعرف حب الشباب على أنه حالة فسيولوجية طبيعية تظهر في فترة زمنية محدودة من عمر الانسان خلال فترة الشباب ، حيث يعتبر حب الشباب من أكثر الاختلالات الجلدية التي تصيب البالغين . وأن المرحلة العمرية الأكثر اصابة هي ما بين سن الرابعة عشرة والسابعة عشرة عند الاناث ، وما بين الساِدسة عشرة الى التاسعة عشرة عند الذكور ، وحب الشباب نادر الحدوث بعد مرور مرحلة الشباب ، على أن هناك نسبة ضئيلة ممن يشكون من ظهور حب الشباب بعد هذه الفترة . وحب الشباب يصيب المناطق الجلدية التي يكثر فيها تواجد الغدد الدهنية ، وخصوصا مناطق الوجه ومنطقة الظهر العلوية ومنطقة الصدر ، والغدد الدهنية عبارة عن غدد حويصلية الشكل تفرز مواد دهنية لها تأثيرات ايجابية منها أنها تلطف وترطب الجلد ، كما انها تحتوي مواد قاتلة للبكتيريا الضارة بالجلد ، والغدد الدهنية تكون عادة مرتبطة ومتصلة بجريبات الشعر ، لأن الافرازات الدهنية تمر بمحاذات ساق الشعرة الى سطح الجلد ، أما المناطق الجلدية التي لا يوجد فيها شعر فان الغدد الدهنية تفرز افرازاتها مباشرة الى سطح الجلد .
ان أسباب ظهور حب الشباب لازالت غير واضحة تماما ، مع أن هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورا هاما في ظهور حب الشباب ، نذكر منها :
1 – العوامل الهرمونية :
حجم الغدد الدهنية يزداد مع تقدم العمر ، وعند مرحلة البلوغ – الذكور والاناث على حد سواء – يزداد تركيز الهرمونات الجنسية ، ومن الناحية الفسيولوجية ، فان افراز الغدد الدهنية واقع تحت السيطرة الهرمونية وخصوصا الجنسية منها ، ولهذا يزداد افراز وحجم الغدد الدهنية بشكل ملحوظ ، مما يزيد من لزوجة الافرازات ، ويكون هذا مصحوبا بزيادة نشاط الخلايا الظهارية التي تبطن الفتحات الجريبية للشعر والتي تمر من خلالها المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الدهنية . كل ذلك يؤدي الى صعوبة تصريف المواد الدهنية عبر الفتحات الجريبية للشعر مما ينتج عن ذلك تجمع المواد الدهنية وتكوين ما يسمى بالزوان (comedones)، والزوان اما أن يكون بشكل مغلق ذو رأس لون أبيض بسبب عدم تعرض المواد الدهنية للهواء وبالتالي عدم تأكسدها ، في حين أن الزوان الأسود يكون مفتوحا وملامسا للهواء وان المواد الدهنية قد تأكسدت وتحول لونها الى الأسود وتكون عادة على السطح الخارجي .
لقد لوحظ بعض الاختلالات في استقلاب الهرمونات الذكرية عند الأشخاص المصابين بحب الشباب ، والمتمثلة بما يلي :
أ – زيادة تحويل هرمون تستوستيرون ( testosterone ) الى تستوستيرون ثنائي الهيدروجين الاكثر فعالية من الأول ، بواسطة أنزيم يدعى
(5- alpha reductase) موجود في الغدد الدهنية .
ب – زيادة انتاج هرمون تستوستيرون .
ج – نقص البروتين الذي يرتبط به هرمون تستوستيرون في الدم ، مما يزيد من تركيزه في الدم والأنسجة وخصوصا الغدد الدهنية .
هرمون الأستروجين والمركبات الشبيهة له تقلل من حجم الغدة الدهنية ، ولكن بجرعات عالية . في حين أن هرمون البروجسترون يعمل على انتفاخ الغدة الدهنية نتيجة حبسه للماء في الجسم ، ولعل هذا تفسير لما يحصل عند السيدات من ظهور حب الشباب أثناء الدورة الشهرية .
2– تقرن مسار خروج الافرازات الدهنية :
وينتج من تراكم خلايا طبقة الجلد الظهارية المبطنة لمسار خروج الافرازات الدهنية ، والسبب وراء ذلك هو هرمون تستوستيرون والأحماض الدهنية الحرة . وأن هذا التراكم يمنع خروج الافرازات الدهنية الى سطح الجلد مكونا انتفاخات جلدية مؤلمة .
3 – البكتيريا :
لقد تم عزل عدة انواع من البكتيريا التي تزيد من حدة حب الشباب ، الا ان البكتيريا التي يطلق عليها ( P.acne ) و( staph . epidermidis) هما الأكثر شيوعا ، وتعملان على تحلل المواد الدهنية الى أحماض دهنية حرة تخرش وتهيج جدار الجريب الذي تمر من خلاله الافرازات الدهنية والنتيجة انتفاخات جلدية مؤلمة .
4– تأثير الغذاء على حب الشباب :
لا توجد ادلة علمية على أن الغذاء له دور في تنشيط وظهور حب الشباب ، ولهذا فان الحمية الغذائية ليست ضرورية للحد من حب الشباب.
5 – الانفعالات النفسية :
لوحظ بأن الانفعالات النفسية تؤثر علىظهور حب الشباب .
6-الأدوية والملوثات الكيميائية :
لقد لوحظ بأن بعض الأدوية إذا أخذت أثناء فترة الإصابة بحب الشباب تزيد الأمر سوء لأنها تزيد من حساسية الغدد الدهنية للهرمونات الذكرية ، وبالتالي زيادة إفرازاتها ، مثل مركبات الكورتيزون ، وموانع الحمل المحتوية على مركبات هرمون البروجسترون ، في حين أن مركبات الاستروجين لها فعل مضاد للهرمونات الذكرية ، ولذلك فان اعطاء مضادات الاستروجين تزيد من الافرازات الدهنية ، كما ان بعض الادوية المقاومة للصرع ، ومركبات الليثيوم واليود والمركبات العضوية الهالوجينية وزيوتها الطيارة ، تتسبب في زيادة ظهور حب الشباب . اما اذا تناول الشخص مثل هذه الأدوية ، او تعرض للملوثات البيئية كأن يتطلب عمله التعامل معها مثلا ، في غير فترة ظهور حب الشباب ، فانها تسبب ظهور بثور أو حبوب جلدية صغيرة شبيهة بحب الشباب يطلق عليها البثور الجلدية البيئية( acne venevata ) .
العلاج :
الطرق المتبعة في علاج حب الشباب تهدف الى :
1-التقليل من البكتيريا التي تزيد من أعراض حب الشباب . وذلك باستخدام المضادات الحيوية سواء كانت موضوعية (على شكل كريمات أو صابون ) على الجلد مباشرة أو عن طريق الفم .
2-التقليل من افراز المواد الدهنية ، عن طريق المعالجة الهرمونية
3- التقليل من التقرن الذي يعيق خروج افرازات الغدد الدهنية ، عن طريق استخدام المقشرات الجلدية الموضعية .
الصيدلاني راتب الحنيطي
الجزء الرابع
مراحل إفراز الحليب:-
يمر إفراز الحليب بالمراحل الثلاثة التالية:-
1 – مرحلة إفراز اللبأ (colostrum stage) : والذي يبدأ إفرازه بشكل واضح من اليوم الثاني بعد الولاده و يستمر حتى اليوم الرابع أو الخامس .
2 – المرحلة الإنتقالية (transitional period) وهي الفتره التي يتم فيها إنخفاض اللبأ تدريجياً و تكوين الحليب الطبيعي (full milk) وهذه الفتره الإنتقاليه تبدأ من اليوم الخامس حتى الأسبوع الثالث أو الرابع من الرضاعة.
3- المرحلة الثالثة (period of fully established milk secretion) : وفيها يتكون الحليب التام الطبيعي و يكون ذلك بعد الأسبوع الثالث أو الرابع من الرضاعة .
اللبأ (Colostrum) :
اللبأ هو الحليب غير التام و الذي يفرز في الأسابيع الأخيره من الحمل، و يكون إفرازه واضحاً بعد الولاده إبتداءً من اليوم الثاني حتى اليوم الرابع أو الخامس .
يتميز اللبأ بالخصائص التالية:-
1 – يعتبر اللبأ سائلاً صافياً يميل إلى اللون الليموني الأصفر الغامق و هذا اللون الأصفر عائد إلى وجود مادة (carotenoid) التي تتحول إلى فيتامين ( أ ) مقارنه باللون الأبيض للحليب العادي و ذلك بسبب وجود أملاح الكالسيوم لبروتين الكازيين (Ca++-salt of casein) ووجود المواد الدهنيه على شكل مستحلب (emulsified lipid) .
2 – يكون اللبأ قاعدي التفاعل أي أن قيمة الأس الهيدروجيني (PH) تبلغ 7.7 (PH = 7.7) وذلك لوجود كميات عالية من البروتينات في اللبأ .
3 – تكون قيمة الوزن أو الثقل النوعي (specific grarity) ما بين 1.040 و 1.060 هذه القيمه العالية -مقارنه بتلك القيمة للحليب العادي وهي 1.030- مردها إلى قلة محتوى اللبأ الدهني وزيادته في الحليب التام الطبيعي، ذلك أن الثقل النوعي للدهنيات أقل من واحد صحيح و لذلك عندما يزيد محتوى الحليب من الدهنيات تنخفض قيمة الثقل النوعي له .
4 – يحتوي اللبأ على كمات كبيرة من البروتينات تقّدر بما نسبته 8% وهي تفوق تلك الكمية الموجوده في الحليب الطبيعي و التي تقدّر بِ(1.1%) .
كما يحتوي أيضاً على كميات كبيره من المعادن و الأيونات كأيونات الصوديوم و الكلور و البوتاسيوم، وذلك لزيادة نسبة الماء التي يتناولها الطفل وبالتالي منعه من الجفاف و أعراضه .
هذا بالإضافه لإحتوائه على البوتاسيوم و الفسفور، و الأحماض الأمينيه و الفيتامينات و خصوصاً فيتامين أ حيث يعتبر اللبأ غنياُ جداً بهذا الفيتامين و لكن محتواه من الكربوهيدرات و الدهنيات يكون قليلاً مقارنه بالكميات الموجوده في الحليب الطبيعي، و تقدّر نسبة الكربوهيدرات في اللبأ بِ 4% و الدهنيات بِ 3% في حين نسبتها في الحليب الطبعي 7% ،3.5% على التوالي .
5 – يحتوي اللبأ من الناحية المجهريه (microscopically) على الكريات اللبأيه (colostrum corpuscles) وهي عبارة عن مزيج من خلايا غديه منتزعه و خلايا لمفيه و حيدة الخلايا و أخرى عديدة الخلايا و حبيبات دهنيه مختلفة الأحجام.
وظائف اللبأ (functions of colostrm) :
تكمن أهمية اللبأ بالنسبة للطفل الرضيع بتحقيق الفوائد التالية له:-
1-القيمة الغذائية :
يحتوي اللبأ على كميات كبيرة من البروتينات أكثر مما يحتويه الحليب العادي، ذلك أن البروتينات مهمة للطفل و خاصه في بداية حياته، لإستغلالها في عمليات البناء (anabolic process) لمختلف أجهزة وأعضاء جسمه .
2-الناحية المناعية (Immunollogical aspect) :
لإحتوائه على الأجسام المضاده مثل IgA الذي بدوره يقاوم أنواع كثيره مختلفه من البكتيريا و الرواشح (الفيروسات)، كذلك يحتوي اللبأ على الخلايا المناعية التي تقوم بمهاجمة الأجسام الغريبة و الأجسام المجهريه الحية الضارة بجسم الطفل حيث تقوم بمقاومتها و إبتلاعها و إطلاق الأنزيمات المحلله وبالتالي القضاء عليها .
3-تليين أمعاء الطفل (laxative effect) :
يعتبر اللبأ من العوامل المساعده التي تساعد الطفل على طرح السوائل المخاطيه (meconium) الموجوده في جهازه الهضمي و ذلك عن طريق إثارة و من ثم زيادة الحركة الدوديه لجهازه الهضمي (stimulation of perstalsis movment).
4-ترطيب حلمة الثدي و تليينها
(emollient action on the nipple) :
يساعد اللبأعلى ترطيب و تليين حلمة الثدي لمنعها من الجفاف و التشقق و كذلك لمنح الطفل سهولة الرضاعه .
إن كمية اللبأ التي تفرز يومياً لا تكون كميه كبيره بل تتراوح ما بين 10-40 سم3 إعتماداً على عدة عوامل -منها مثلاً نوع و كمية الغذاء الذي تتناوله الأم المرضع. بعد إيام قليلة من الرضاعة، يدخل اللبأ في المرحلة الإنتقالية حتى تقريباً الإسبوع الثالث أو الرابع، بعد هذه المرحله يدخل الحليب في مرحلته التامه، حيث يتبعها إزدياد تدريجي في المحتوى السكري و الدهني مع نقصان في كمية البروتينات و المعادن، أما إذا بقيت الصفات الفيزيائيه والبيولوجيه للبأ على ما هي عليه و لم تتغير ولم تخف شيئاً فشيئاً بعد اليوم الثالث أو الخامس بعد الولاد، فإن ذلك يعني أن الثدي لن يفرز الحليب بشكله التام و الطبيعي مما يشير إلى أن الحليب غير صالح للرضاعه (deteriorating) .
بعد المرحله الإنتقالية يبدأ الثدي بإفراز الحليب التام الطبيعي
(full milk) والذي يمكن أن نعرفه بأنه محلول يتكون من البروتينات و الكربوهيدرات و الأملاح والفيتامينات و باقي العناصر الغذائيه الأخرى حيث تكون المواد الدهنيه بشكل معلق (suspended) أو تكون على شكل مستحلب (emusified fats) و يأخذ الحليب العادي اللون الأبيض لوجود أملاح الكالسيوم لبروتين الكازيين و لوجود المواد الدهنيه المستحلبه، كما أن الحليب حامضي التفاعل مقارنه بحليب اللبأ ذلك لإن المحتوى البروتيني أقل في الحليب العادي عنه في اللبأ و تكون قيمة اأس الهيدروجيني (PH=6.6 – 6.8)، و إن قيمة الوزن النوعي للحليب العادي (Sp. gr.) تعادل (1.032 – 1.030) كما أن الحليب إذا غلي فإنه لا يتخثر و لكن بدلاً من ذلك تتكون طبقه على السطح محتوية على الكازين و أملاح الكالسيوم، بينما إذا غلي اللبأ فإنه يتخثر على شكل قطع كبيره .
الاخت المشرفة العامة المحترمة
ارجو اضافة الجزء الرابع الى العنوان
بارك الله فيك ورمضان كريم لجميع اهلنا في الأردن الحبيب .
كل عام وانتم بخير اخي اين العلم
شكرا بارك الله فيك
التداخلات الدوائية – 1
تتأثر القيمة العلاجية لدواء عندما يتزامن مع أخذ دواء آخر أو غذاء من قبل المريض نتيجة التداخلات الدوائية – الدوائية والدوائية – الغذائية التي قد تحدث . بعض هذه التداخلات قد تكون من الناحية السريرية خطرة في حين أن البعض الآخر منها قد تكون أقل خطورة ، والتداخلات سواء كانت دوائية دوائية أو دوائية غذائية نؤدي الى زيادة سمية الأدوية أو تقليل القيمة العلاجية . ومع هذا ليست كل التداخلات سيئة فالبعض منها يمكن استغلاله بشكل إيجابي في المعالجة الدوائية أو معالجة الجرعات الزائدة التي قد يتناولها المريض .
تزداد خطورة التداخلات في حالة أخذ أكثر من دواء من قبل المريض في آن واحد ، وتزداد أيضا كلما تقدم الشخص بالعمر حيث تضعف الوظائف الفسيولوجية لكثير من أعضاء جسمه وخصوصا الأعضاء التي لها دور رئيس في التحكم بزمن بقاء الدواء في الجسم ، مثل : القلب والكبد والكلى ، وغيرها ، إضافة إلى إصابة الشخص بأمراض مزمنة تؤثر على حركية الدواء في الجسم .
ويكون تأثير التداخلات في أخطر حالاته عند استعمال الأدوية ذات الدليل العلاجي الضيق ( narrow therapeutic index ) كدواء ثيوفيلين ودواء فينايتون مع أدوية أو أغذية تتسبب في تغيير تركيز هذه الأدوية في الدم زيادة أو نقصانا .
ولما كان من المتعذر معرفة جميع أنواع التداخلات الدوائية معرفة شاملة ، فقد عمدت في هذا الكتاب الى التعريف بآليات التداخلات الدوائية التي تسهّل استنتاج حدوثها لدى العارفين بخصائص الأدوية . وقد حرصت على أن يكون هذا الكتاب قاعدة يستند عليها العاملون في القطاعات الطبية في تنبؤ حدوث أية تداخلات دوائية – دوائية أو دوائية – غذائية محتملة وذلك للحصول على أفضل نتائج لاستخدامات الأدوية .
يتألف الكتاب من فصلبن رئيسيين ، الأول يتناول التداخلات الدوائية – الدوائية ،والفصل الثاني يتناول التداخلات الدوائية – الغذائية .
ويتضمن الكتاب شرحا مفصلا لمختلف الآليات التي من خلالها تحدث هذه التداخلات ، سواء كانت تداخلات تحدث أثناء تحضير المستحضرات الصيدلانية قبل إعطائها للمريض ، أو تداخلات تحدث داخل جسم الإنسان والمتمثلة بالتداخلات الناتجة عن حركية الدواء وتلك الناتجة عن آلية فعل الدواء .
وإنني أهيب بزملائي الصيادلة والعاملين في القطاعات الطبية المختلفة الأخرى بذل أقصى ما لديهم لتجنب الوقوع في أخطار هذه التداخلات ، كما ويسعدني أن أستمع لآراء واقتراحات اخواني الزملاء وخاصة السلبية منها من أجل تحسين المادة العلمية للكتاب وزيادة للفائدة . وختاما ، لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى عمادة كلية الصيدلة / جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ممثلة بعميدها الأستاذ الدكتور معتز الشيخ سالم والدكتور صعفان الصافي / قسم الصيدلة السريرية الذي قام – مشكورا – بمراجعة الكتاب .
أسأل الله أن يكون ما قدمته نافعا لجميع المهتمين في القطاعات الطبية المختلفة ، والله من وراء القصد .
الصيدلاني راتب الحنيطي
22/5/2001
الدواء والطعام – 4
تحدث بعض مكونات الغذاء خللا في تأثير بعض الأدوية ، وقد تكون مفيدة في تجنب أو زوال الآثار السيئة للأدوية عند التحكم بنوع وكمية الغذاء ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، نذكر منها ما يلي 450:
1- فعالية دواء ليفو- دوبا المستخدم لعلاج داء باركنسون تخف أو تتوقف بأخذ أطعمة تحتوي على كميات عالية من فيتامين ب6 لأن هذا الفيتامين يسّرع من استقلاب ليفو – دوبا .
2- فيتامين ك يقلل من فعالية دواء وارفارين المانع لتخثر الدم بسبب منافسته الدخول إلى خلايا الكبد التي تنتج مادة بروثرومبين ( prothrombin ) .
3- اثنان من الكهارل ( electrolytes ) يؤثران على عضلة القلب وعلى فعالية دواء ديجوكسين ، هما : البوتاسيوم والكالسيوم . فالبوتاسيوم يقلل من قوة انقباض عضلة القلب ويزيد من فترة انبساطه ، بينما عنصر الكالسيوم يزيد من قوة الانقباض ويزيد كذلك من فترة الانبساط . ودواء ديجوكسين الذي يستخدم في حالة قصور عمل القلب يزيد من انقباض عضلة القلب ، وعليه فان البوتاسيوم من الناحية الفسيولوجية يعتبر مخالفا لعمل دواء ديجوكسين في حين أن الكالسيوم مشابها له . تظهر سمية دواء ديجوكسين عند هبوط مستوى البوتاسيوم في الدم ، ومن الأسباب التي تؤدي إلى هبوطه الإصابة بالاسهالات الشديدة والمتكررة ، واستخدام الملينات بشكل متكرر ، استخدام الأدوية المدرة للبول الطاردة للبوتاسيوم ، وغيرها . ولتعويض نقص البوتاسيوم ينصح بتناول الأغذية ذات المحتوى العالي من البوتاسيوم أثناء تعرض الشخص لمثل هذه الحالات التي تؤدي الى نقصانه في الدم .
4- الأدوية الخافضة لفرط التوتر الشرياني ( hypertension ) تتأثر جرعاتها بالأغذية التي ترفع مستوى الصوديوم في الدم ، فالإكثار من شرب عصير عرقسوس يؤدي الى رفع مستوى الصوديوم في الجسم ، بسبب احتوائه على مادة ستروئيدية هي كاربينوكسولون ( carbenoxolone ) التي تعمل على حبس الصوديوم والماء في الجسم وطرح البوتاسيوم.
5- المرضى الذين يأخذون أدوية مانعة للانزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين ( MAOI ) يتعرضون لارتفاع حاد – وقد يكون خطير – للتوتر الشرياني ا إذا أكثروا من تناول أغذية تحتوي على مادة تايرامين ( tyramine ) مثل الجبن والشوكولاتة وبعض أنواع المشروبات الروحية . ذلك أن هذه المادة تستقلب عادة عن طريق الأمعاء لوجود الانزيم المؤكسد للمركبات أحدية الأمين ، فعند تثبيط هذا الانزيم فان كميات كبيرة من مادة تايرامين الموجودة في الطعام سوف تدخل الدورة الدموية مسببة تحرر مادة نور- أدرينالين من مناطق تخزينه في النهايات العصبية والنتيجة هي ارتفاع في التوتر الشرياني .
الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية الغذائية
مسميات المخدرات
كثير من مسميات أدويةالمخدرات يرتكز على أصل لهذه التسمية – تماما كما هو الحال في كثير من أسماء الأشخاص وغير الأشخاص – وانه من المفيد جدا أن يدرك الشخص أصل تسمية الأشياء وخصوصا تلك التي ضمن مهنته أو اختصاصه ، فقد يسمى الدواء مثلا بناء على مناسبة حدثت في ذلك الوقت ، أو نسبة الى مصدره ، أو نسبة إلى الشخص الذي اكتشفه ، أو أن يشتق اسم الدواء من معتقدات اجتماعية ، وغيرها . والأمثلة التالية توضح هذا المعنى .
1- الأفيون ( opium ) .
الأفيون ( opium ) مشتقة من اللغة الاغريقية القديمة ( opion ) ومعناها العصير ويستخرج الأفيون من محافظ نبات الخشخاشPapaver somniferum ) ) غير الناضجة المعروف في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس ومصر وآسيا الوسطى ثم انتشر فيما بعد الى الهند والصين ، ولم يعرف في بلاد الغرب الا في القرن الخامس عشر وذلك في انكلترا نظرا لعلاقتها مع الهند . والأصل في اسم النبات أنه مشتق من الكلمات الإغريقية القديمة ، فكلمة ( papaver ) تعني ( poppy ) وهي محافظ الخشخاش ، وكلمة ( somniferum ) تعني جلب النوم .
2 – دواء مورفين ( Morphine ) .
تمكن الصيدلاني الألماني سيرتيرنر ( Serturner ) عام 1803 م من عزل المادة الفعالة في خام الأفيون وهو المورفين المسؤول عن معظم الآثار الفسيولوجية والنفسية المترتبة على استخدام الأفيون بأي صورة من الصور . وكلمة مورفين جاءت نسبة إلى اله الأحلام عند الإغريق والذي يعرف باسم ( مورفيس ) ( Morpheus ) . وتبلغ فاعلية المورفين عشرة أضعاف فاعلية الأفيون . وكان استخدام المورفين شائعا ومباحا قبل أن يتم التعرف على خصائصه الادمانية ، وفي أواسط القرن التاسع عشر بدأ باستعمال المورفين كحقن تخت الجلد ، ثم استخدم عن طريق الحقن في الوريد مباشرة لتخفيف حدة الآلام ، وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب الأهلية التي بدأت سنة 1861م – أواخر 1864م ، لمواجهة احتياجات العمليات الجراحية أثناء الحرب ، ولعلاج الدوسنتاريا ( الزحار ) وحالات الإسهال الشديدة . ويمثل عام 1853م نقطة تحول هامة في تاريخ استخدام المورفين عندما استحدث العالم الكسندر وود ( Alexander Wood ) في نفس العام طريقة الحقن تحت الجلد أدى ذلك إلى زيادة في تأثير المورفين ، وكانت زوجة هذا العالم هي أولى ضحايا حقن المورفين تحت الجلد ، فقد توفيت بسبب أخذها جرعة عالية من المورفين .
3- دواء هيروين ( Heroine )
كلمة هيروين مشتقة من كلمة لاتينية تعني البطولة ، باعتبار أن تحضيره كان أمرا بطوليا لان الأطباء عندما عرفوا أن المورفين يسبب الإدمان لذلك جدّ بعضهم لاكتشاف مشتق جديد للمورفين ، فكان الهيروين . والهيروين مادة شبه مصنعة ( semisynynthetic )من المورفين ، تم الحصول عليها في لندن عام 1874 م على يد العالم ( رايت ) ( C.B. Wright ) ، عن طريق غلي المورفين مع حمض الأستيل- الخل – ( Acetic acid ) لعدة ساعات . وقد عرف بثنائي أستيل المورفين ( diacetylmorphine ) الى أن أطلقت عليه الشركة الدوائية المشهورة (باير ) ( Bayer ) سنة 1898م اسم هيروين كمركب جديد يفيد المدمنين على المورفين وكبديل له في معالجة السعال وغيرها مما أدى الى تسميته بدواء الربGod’s own medicine )(.
الفعل الدوائي للهيروين هو نفس عمل المورفين ، ذلك أن الهيروين يتحول في جسم الإنسان إلى مورفين خلال دقائق معدودة ، وللهيروين فاعلية سريعة لتخفيف الألم ، والنتائج هي نشوة ومرح في المزاج وشعور بالسلام والارتياح والطمأنينة لأن الدواء يزيل عناء البيئة داخليا وخارجيا على السواء . ويعتبر هذا من أهم الأسباب التي تجعل الإدمان على الهيروين أقوى منه على أية أدوية أخرى غير مشروعة ، والهيروين أقوى من المورفين في تسكين الألم بثلاثة أضعاف وأقوى من الأفيون بثلاثين مرة . وهو يستخدم في معالجة إزالة الألم وكمهدئ وموقف للسعال ومقاوم للإسهال ، كما أنه يستخدم في معالجة مرضى السرطان .إلا أنه لم يعد للهيروين أي استخدام طبي نظرا لسرعة الإدمان عليه . ومن أسمائه المتداولة بين المدمنين نذكر منها : حجارة هونج كونج ، الهيروين الصيني ، لؤلؤة التنين الأبيض ، واحة الأحلام ، وغيرها .
4- القنب الهندي – الحشيش –
– القنب كلمة لاتينية معناها ضوضاء، وقد سمي الحشيش بهذا الاسم لأن متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى ذروة مفعولها. ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش، ومعناه في اللغة العربية "العشب" أو النبات البري، ويرى بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية "شيش" التي تعني الفرح، انطلاقاً مما يشعر به المتعاطي من نشوة وفرح عند تعاطيه الحشيش. عرفت الشعوب القديمة الحشيش وصنعوا من أليافه أمتن الحبال والأقمشة واستخدموا بذوره ( القنبز ) غذاء للطيور ، وأسماه الصينيون واهب السعادة .
وأطلق عليه الهندوس اسم مخفف الأحزان ، وفي القرن السابع قبل الميلاد استعمله الآشوريون في حفلاتهم الدينية وسموه نبتة "كونوبو"، واشتق العالم النباتي ليناوس سنة 1753م من هذه التسمية كلمة "كنابيس" Cannabis.
وكان الكهنة الهنود يعتبرون الكنابيس (القنب – الحشيش) من أصل إلهي لما له من تأثير كبير واستخدموه في طقوسهم وحفلاتهم الدينية، وورد ذكره في أساطيرهم القديمة ووصفوه بأنه أحب شراب إلى الإله "أندرا"، ولا يزال يستخدم هذا النبات في معابد الهندوس والسيخ في الهند ونيبال ومعابد أتباع شيتا في الأعياد المقدسة حتى الآن.
أما أوروبا فعرفت الحشيش في القرن السابع عشر عن طريق حركة الاستشراق التي ركزت في كتاباتها على الهند وفارس والعالم العربي، ونقل نابليون بونابرت وجنوده بعد فشل حملتهم على مصر في القرن التاسع عشر هذا المخدر إلى أوروبا. وكانت معرفة الولايات المتحدة الأميركية به في بدايات القرن العشرين، حيث نقله إليها العمال المكسيكيون الذين وفدوا إلى العمل داخل الولايات المتحدة.
5 – كحول :
الخمرة – في اللغة العربية – هي كل مسكر مخامر للعقل مغط عليه ، وخمر الشيء بمعنى ستره . وهناك لفظ الغول الذي يطلق على الخمرة ، وسبب هذه التسمية هو أن الكحول يغتال العقل ، ويطلق عليه الكحول ( alcohol ) في اللغة الإنجليزية . ويقصد بالكحول الكحول الايثيلي أو الايثانول ( ethyl alcohol , ethanol ) ، وينتج من تخمر المواد السكرية والنشوية ، وقد عرفت المشروبات الكحولية منذ فجر التاريخ عندما شرب الإنسان نقيع الفواكه والأوراق النباتية في المياه الراكدة ، وعندما أدخل الكيميائين العرب عملية التقطير إلى أوروبا في العصور الوسطى ، ظن العاملون بالكيمياء هناك أن الكحول هو إكسير الحياة الذي يفتشون عنه . إن التنوع في تصنيع المشروبات الكحولية المختلفة يمكن الحصول عليه باستعمال مصادر سكرية مختلفة للتخمير ، بقصد الحصول على العنصر الأساسي والفعال فيها وهو الايثانول الناتج من تخمبر السكر مع حويصلات الخميرة أو البكتيريا . فمثلا ، تصنع البيرة من حبوب الشعير ، والنبيذ يخمّر من العنب أو التوت ، والوسكي يصنع من الحبوب مثل الذرة ، وغيرها . ولكن الخميرة أو البكتيريا التي تحول السكر إلى كحول لا تستطيع إنتاج كميات كبيرة ، لأنها تموت كلما زاد تركيز الكحول عن نسبة محددة ، بمعنى أن هناك سقفا بيولوجيا لانتاج الكحول عن طريق مثل هذه الكائنات الدقيقة . فمثلا ،تركيز الكحول في البيرة ( 5 ) % ، وفي النبيذ ( 12 % ) . إلا أن التطور في تقنيات التقطير أدت إلى إمكانية الحصول على تراكيز مرتفعة من الكحول قد تصل الى حد الايثانول النقي تقريبا . وقد أوجدت عملية التقطير هذه مشروبات كحولية قوية مثل الويسكي ، والجن ، والفودكا وغيرها .
6 – أدوية مجموعة الباربيتيوريت ( Barbiturates )
هذه الأدوية مشتقة من حمض الباربيتيوريك ( barbituric acid ) الذي تم تصنيعه عام 1862 م أكتشفها ألفرد باير ( A. Bayer ) ويقال بأن هذه التسمية جاءت تيمنا باسم القديسة باربارا ( Sajnt Barbara ) ، حيث تم تحضير هذه الحمض في عيد ميلادها في 4 / 9 / 1862 م . وأول ما عزل من هذا الحمض هو الباربيتون ( barbitone ) ودخل في الاستخدام السريري عام 1903م ، وبعد تسع سنوات تم تكوين فينوباربيتون ( phenobarbitone ) ، وتوالت بعد ذلك المئات من هذه المجموعة . ويرى أهل الاختصاص أن الباربيتيوريت تمثل خطرا حقيقيا في عالم المواد النفسية ، لكنها استمرت فترة طويلة لا تستثير من الاهتمام ما يكفي للاقلال من أخطارها ان لم يكن لتحاشيها . ويستشهدون على ذلك بأن هناك مقالا نشره الدكتور ولكوكس ( Dr. Willcox ) في عام 1913م عن الأخطار المميتة لدواء الباربيتون الذي بدا استعماله سريريا عام 1903م ، ولكن أحدا لم يلتفت إليه إلا في الخمسينات عندما نشرت مجلة لانست ( Lancent ) المشهورة في افتتاحيتها بأن الباربيتيوريت مواد نفسية لها القدرة على إحداث إدمان حقيقي ، وان استعمالها ينطوي على مخاطر لا تلقى من الحذر ما تستحقه . وفي الوقت نفسه نشرت " المجلة الطبية البريطانية " في الافتتاحية بأن الباربيتيوريت تحتوي على كل خصائص المواد المحدثة للإدمان .
7 – القات
والجزء المستخدم من النبتة هو الأوراق – واسم النبتة هو ( catha edulis forsk ) – ذات رائحة عطرية مميزة ، وذات مذاق عطري حلو وقابض . وتظل الأوراق طازجة لمدة تقرب من أربعة أيام ثم تتحول من اللون الأخضر الى الأصفر حيث تفقد قدرا من فاعليتها . وأول ما أسماها باسمها العلمي ووصفها وصفا دقيقا هو العالم السويدي بير فورسكال ( Per Forsskal ) الذي توفي في اليمن سنة 1763 م .
8 – التبغ أو الدخان ( الطباق )
يقال بأن كلمة تبغ مشتقة من كلمة تباغو وهي اسم جزيرة من جزر أنتيل في المكسيك في أمريكا الشمالية .
وقيل أنه عندما وصل المستكشفون الأوروبيون الى الأراضي الأمريكية ( عدا المناطق الشمالية حيث موطن الأسكيمو أو النهاية الجنوبية ) وجدوا المستوطنين هناك يستعملون التبغ بشتى الطرق ، فقد لاحظ رجال كولومبوس الذين وصلوا إلى كوبا عام 1492 م الناس هناك من رجال ونساء يستنشقون الدخان من لفائف يصنعونها من أوراق التبغ على شكل مخروطي وكانوا يطلقون على هذه اللفائف اسم توباكوس ( tobacos ) وهي الشكل الابتدائي للسيجارة المعروفة حاليا . والنبات الذي تصنع منه هذه اللفائف هو نبات النيكوتيانه التبغية ( nicotiana tabacum )، في حين أن المستكشفون البريطانيون والفرنسيون والأسبان الذين غزوا الجزء الشرقي من أمريكا الشمالية وجدوا الأهالي هناك يدخنون التبغ بأداة الغليون – البايب ( pipe ) ، والنبات الذين يدخنونه هو نبات نيكوتيانه رستيكا ( nicotina rustica ).
وتعرف عليها سفير اسبانيا في البرتغال جان نيكوت ( Jean Nicot ) عام 1530م ، وزرعها في حديقته واستعمل أوراقها في معالجة الألم النصفي من الرأس ( الشقيقة ) ، وأرسلها كذلك الى ملكة فرنسا آنذاك كاترين دو ميديسس ( Catherin de Medicis ) لعلاج الشقيقة الذي أصابها فوجدت فيه علاجا مناسبا، وكان يستخدم بشكل منقوع عن طريق الفم أو بشكل تحاميل شرجية وأدى هذا الاستخدام الى كثير من الوفيات لم يستطع أحد أن يفسرها في ذلك الحين.وعند فصل المادة الفعالة في التبغ أطلق عليها نيكوتين نسبة الى السفير الفرنسي في البرتغال جان نيكوت.
الصيدلاني راتب الحنيطي
العوامل التي تؤثر على حجم ومكونات الحليب
– العوامل الفسيولوجية ( physiologic factors ) : وتشمل تلك المتعلقة بالام من حيث العمر ،الاصابة بأمراض تؤثر على افراز الهرمونات ذات العلاقة وقت الولادة ، العرق ، وقت الارضاع ، وسلوك الطفل الارضاعي، الخ.
– العوامل الخارجية : مثل التغذية ، والادوية التي من شأنها التدخل في هرمون الحليب وافرازه ، والتدخل في هرمون اكسيتوسين المسؤل عن تدفق الحليب الى الطفل.
الا اننا سوف نتطرق الى تأثير الادوية على الرضاعة ، فأقول : ان هناك العديد من الادوية التي تؤثر على حليب الام اما بزيادة حجم الحليب او نقصانه وقد يكون مصاحبا بتغيرات لمكوناته ، وقد لوحظ بان معظم الادوية تؤثر على هرمون البرولاكتين ( prolactin ) بالدرجة الاولى .
وعليه يمكن تقسيم الادوية التي تؤثر على الرضاعة الى ما يلي :
1 – أدوية تثبط الرضاعة ( drugs that inhibit lactation ).
2 – أدوية تزيد من حجم الحليب ( drugs that enhance lactation ) .
3 – نباتات طبية تزيد من افراز الحليب.
الادوية التي تثبط افراز الحليب
وقد يكون استخدام هذه الادوية بصورة متعمدة لوقف الحليب لاسباب معينة ، ومن هذه الادوية :
– الهرمونات السترويدية ( steroid hormones ) ، وهي المشتقة من الاستروجين والبروجستين .
– دواء ليفو – دوبا ( L- Dopa ) حيث يتحول في الجسم الى مادة الدوبامين المثبطة لهرمون الحليب ( البرولاكتين ) .
– فيتامين ب 6 ( vitamin B6 ) . يعتبر مساعد انزيمي يسرع من تحول دوبا الى دوبامين.
– دواء ميترجولين ( metergolline ) ، وهو مضاد لفعل سيروتينين .
– دواء كلوميفين ( clomiphene ) .
– مشتقات الارجوت : ( ergot derivatives ). تمنع افراز البرولاكتين عن طريق تنشيط مستقبلات الدوبامين على الغدة النخامية , ومن هذه المشتقات المستعملة لوقف ادرار الحليب بشكل طبي ( Lisuride ) ،
أدوية تقلل من تأثير هرمون اكسيتوسين ( oxytocin ) ، وهو الهرمون المسؤل عن طرح الحليب عبر القنوات الحليبية ( عصرها ) حتى تصل الى فم الطفل عن طريق انقباض الخلايا الظهارية الطلائية العضلية المحيطة بالعنبات المفرزة للحليب الموجودة في الثدي ، ويعتبر الادرينالين والايثانول والتدخين من بين المواد التي تثبط افراز هذا الهرمون وبالتالي قلة في كمية الحليب التي ياخذها الطفل
التداخلات الدوائية – 2
ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الأدوية الجديدة والتي ساهمت بشكل فعال في معالجة الكثير من الحالات المرضية . ومع ذلك فقد ترافق مع حسنات استخدام هذه الأدوية زيادة في الآثار السيئة المتعلقة بالدواء ، والتي يمكن التنبؤ ببعضها في حين أن البعض الآخر من هذه الآثار السيئة قد تظهر بشكل غير متوقع ومن الاستحالة بمكان التنبؤ بها . التداخلات الدوائية تعتبر أحد هذه الآثار الجانبية المرافقة عند استخدام الأدوية والتي يمكن تعريفها على أنها الحالة التي يتم فيها إخلال أو تدخل في مفعول دواء بسبب دواء آخر أعطي قبله أو في نفس الوقت . التداخلات الدوائية قد تكون مرغوبة وغير مرغوبة ، وقد تكون مفيدة وقد تكون ضارة . وأن هناك اهتماما بالغا تم تركيزه على هذا الموضوع حيث تم رصد العديد من التداخلات الدوائية وتخصيص مجلات علمية متخصصة تبحث بآلية حدوث التداخلات الدوائية وتحذر من التداخلات غير المرغوبة و المشاكل المترتبة على ظهورها وتنبه إلى طرق الوقاية لمنعها أو تقليلها. وأن مفهوم التداخلات الدوائية لم يعد محصورا بين الأدوية وحدها ، بل هناك تداخلات بين الدواء والغذاء ( drug – nutrient interactions ) – وهو ما سنتحدث عنه في الفصل الثاني من هذا الكتاب -إن شاء الله – وتداخلات دوائية مخبرية ( drug – laboratory test interactions ) – أي أن النتائج المخبرية قد تتاثر سلبا أو إيجابا بأخذ المريض دواء أثناء فترة عمل الفحوصات المخبرية . وأخيرا فان الدواء قد يحدث آثارا سيئة غير مرغوبة بسبب وجود مرض معين ، وهذا ما يطلق عليه بالتداخلات الدوائية – المرضية ( drug – disease interactions ) .
العوامل التي تساهم في ظهور التداخلات الدوائية تشمل ما يلي :
1- التأثيرات الدوائية المتعددة : معظم الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض لا تمتلك فعالية واحدة فقط ، بل قد تؤثر على عدة أنظمة فسيولوجية داخل جسم الإنسان . وبالتالي فان هناك زيادة في احتمالية تعرض نظام فسيولوجي أو أكثر في الجسم نتيجة إعطاء أكثر من دواء في آن واحد ، فمثلا عند إعطاء دواء (chlorpromazine)من مجموعة الأدوية المضادة للذهان مع دواء( amitriptyline ) الذي ينتمي لأدوية مضادات الاكتئاب ، مع دواء ( trihexyphenidyl ) المستخدم لعلاج داء باركنسون ، في آن واحد ، فسوف تظهر على المريض بشكل واضح أعراض معاكسة استيل كولين( anticholinergic effects )) . لأن هذه الأدوية وان كان لكل منها فعالية دوائية خاصة به، إلا أنها تشترك جميعا في تأثيرها المضاد لفعل استيل كولين مثل جفاف الفم وتشويش في الرؤية وغيرها. وقد يكون هذا التأثير لكل دواء لوحده ضعيفا ، إلا أن اجتماع هذه الأدوية يعطي تأثيرا متآزرا وواضحا .
2- تردد المريض على أكثر من طبيب : وفي هذه الحالة قد يوصف للمريض أكثر من دواء ، فمثلا طبيب يصف دواء مضاد للهستامين ، وطبيب آخر يصف لنفس المريض دواء مضاد للقلق ، مما يؤدي إلى زيادة تثبيط الجهاز العصبي . ومثل هذه الأخطار يمكن تجنبها أو على الأقل الحد منها عن طريق دراسة السجل الطبي للمريض من قبل الطبيب والصيدلاني .
3- استخدام أدوية تصرف بدون وصفة طبية مع أخرى يتم وصفها عن طريق الطبيب المعالج : التقارير التي ترصد التداخلات الدوائية أظهرت أن من بين الأسباب التي تؤدي إلى ظهور تداخلات دوائية هو استخدام أدوية لا تصرف بوصفة طبية ( مثل أدوية مسكنة للألم ، مضادات الحموضة ، أدوية السعال ، …. ) مع أدوية تصرف بوصفة طبية . حتى أن كثيرا من المرضى عندما يتم سؤالهم من قبل الطبيب عن الأدوية التي يستخدمونها لا يعيرون اهتماما بالأدوية التي لا تصرف بوصفة طبية ، ولا يقومون بذكرها أمام الطبيب . إضافة إلى ذلك فان بعض الأشخاص يستخدمون مستحضرات تحتوي فيتامينات ومعادن بشكل اعتيادي ولا تعد بنظرهم من الأدوية .
4- تعاون المريض مع طبيبه ومدى التزامه بتناول الأدوية : الكثير من المرضى لا يتناولون أدويتهم حسب الإرشادات المرفقة ، وهذا راجع إلى عدة أسباب منها عدم تقديم معلومات كافية من قبل الطبيب أو الصيدلاني حول كيفية ووقت أخذ الدواء ومقدار الجرعة. وفي مواضع أخرى وخصوصا إذا كان المريض متقدما في السن ويأخذ أكثر من دواء ، فانه يحصل نوع من التشويش والخلط في تعليمات أخذ الدواء ، بالرغم من فهمه المسبق للتعليمات ولكن قد يحصل نسيان أخذ جرعة من أحد أدويته . أو أن عدم التزام المريض يؤدي الى عدم تناوله الجرعة الموصوفة من الدواء زيادة أو نقصا،. إن عدم التزام المريض بأخذ الدواء لأي سبب كان ، يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث التداخلات الدوائية.
5- إساءة استخدام الأدوية : يعتبر الإدمان على بعض الأدوية سببا في حدوث التداخلات الدوائية ، ولعل أهم الأدوية هي مجموعة أمفيتامين ، باربيتيوريت ، المسكنات المخدرة ، المارغوانا ، والتدخين . ولقد أكدت الدراسات أن دواء ثيوفلين يطرح من الجسم بسرعة كبيرة عند الأشخاص المدخنين والذين يتعاطون المارغوانا ، لأن مثل هذه المواد تسرع استقلاب دواء ثيوفلين وكثير من الأدوية الأخرى . كما أن تعاطي الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي بشكل عام ، يشكل عائقا في تحديد جرعات أدوية التخدير العام لإجراء العمليات الجراحية .
6- عوامل تتعلق بالمريض تهيئ ظهور التداخلات الدوائية : كثير من العوامل المتعلقة بالمريض تؤثر سلبا أو إيجابا على فعالية الأدوية ، وأن هناك تقارير ودراسات توضح و تبين كيف أن هذه العوامل تساعد وتهيئ ظهور الآثار الجانبية للأدوية كالتي تنتج من التداخلات الدوائية . من هذه العوامل ما يلي :
q العمر : يعتبر عامل العمر ( Age ) من العوامل المهمة عند الحديث عن المشاكل المتعلقة بالأدوية ، وخلصت الدراسات الى أن الفئات العمرية الأكثر تعرضا لمساوئ الأدوية والتي منها المساوئ الناتجة عن التداخلات الدوائية هم الصغار وكبار السن . ففي الأطفال حديثي الولادة يكون الحاجز البيولوجي الذي يفصل الدم عن الدماغ ( blood – brain barrier ) أكثر نفاذية لمادة البليروبين مقارنة بالأطفال والكبار ، فزيادة هذه المادة بشكلها الحر في الدم تحت ظروف معينة مثل إزاحتها من مناطق ارتباطها بالبروتين بسبب أخذ أدوية تحل محل البليروبين (مثل : اسبرين ، أدوية سلفا )سوف يزيد من عبور هذه المادة الى الدماغ عبر الحاجز الدموي الدماغي الأمر الذي قد يتسبب في حدوث اليرقان النووي * ( kernicterus ) .
وهناك العديد من العوامل التي تساعد في طهور التداخلات الدوائية فيما يخص الكبار . فمن المعلوم بأن معظم كبار السن لديهم أكثر من مرض ( ارتفاع التوتر الشرياني _ ضغط الدم _ وداء السكري ) ، وهذا يعكس أو يتطلب صرف أكثر من دواء في آن واحد . إضافة إلى تردي في وظائف الكلى والكبد والجهاز الهضمي والتي تكون عادة مرتبطة بتقدم العمر والتي قد تؤثر على معايير الحركة الدوائية ( الأمتصاص ، التوزيع ، الاستقلاب ، والاطراح ) وبالتالي ينعكس تأثيرها على الاستجابة الدوائية .
q العوامل الوراثية ( Genetic factors ) :
العوامل الوراثية قد تكون وراء ظهور آثارا جانبية لبعض الأدوية عند مرضى معينين . لقد لوحظ بأن معدل استقلاب دواء آيزونيازيد ( isoniazid ) واقع تحت سيطرة العوامل الوراثية . يكون معدل الاستقلاب لدى بعض الأشخاص سريعا في حين أن أشخاصا آخرين يكون معدل استقلابهم لهذا الدواء بطيئا . وعليه فان نظام اعطاء الجرعات لدى المرضى الذين يكون معدل استقلابهم لهذا الدواء سريعا قد يكون ساما لدى المرضى الذين يكون معدل استقلابهم لهذا الدواء بطيئا . ولقد لوحظ أيضا بأن دواء آيزونيازيد يثبط استقلاب دواء فينايتون ، الأمر الذي قد ينتج عنه ظهور علامات سامة لدواء فينايتون مثل رأرأة العين ( nystagmus ) ، ترنّح(ataxia ) ، دوار غير طبيعي (lethargy ) . وفي حقيقة الأمر تبين بأن مثل هؤلاء المرضى الذين تظهر عليهم الآثار السيئة لدواء فينايتون عند أخذهم لدواء آيزونيازيد كان معدل استقلابهم لدواء آيزونيازيد بطيئا .
q الحالات المرضية ( Disease states ) : قد تؤثر العديد من الحالات المرضية على استجابة الدواء . فأمراض الكبد قد تطيل معدل استقلاب الدواء ، وقد يكون هناك نقص في تصنيع بروتينات الدم وخصوصا الألبيومين مما يزيد من كمية الدواء الحر عن القيمة المطلوبة ، وأن أمراض الكلى أيضا تؤثر بشكل كبير على فاعلية الدواء وخصوصا إذا كان طرح الدواء من الجسم يعتمد بدرجة كبيرة على الكلى .
q الادمان الكحول ( Alcoholism ) : لقد بينت كثير من الدراسات أن مدمني الكحول يكون لديهم تسارع في استقلاب الأدوية مثل : وارفارين ، وفينايتون ، وتولبيوتامايد ، نتيجة زيادة النشاط الانزيمي بسبب الأدمان على شرب الكحول . وعلى عكس ذلك فان شرب الكحول بشكل غير مدمن قد يثبط النشاط الانزيمي . إضافة إلى أن تعاطي الكحول مع الأدوية المثبطة للجهاز العصبي يؤدي إلى مزيد من التأثير المهدئ والمثبط للجهاز العصبي .
q التدخين ( Smoking ) : لقد لوحظ بان التدخين يزيد من نشاط الانزيمات المسؤولة عن استقلاب الأدوية وخصوصا تلك الموجودة في الكبد .
q الغذاء ( Diet ) : الأنواع المتعدد من الأطعمة وما تحويه تؤثر على معايير الحركة الدوائية . فالغذاء قد يبطل أو يؤخر عملية امتصاص الأدوية ، كما أنه قد يسرع أو يبطئ عملية الاستقلاب ، وقد ينقص أو يرفع من قيمة درجة حموضة البول . ان كل هذه الأمور تؤثر على الاستجابة الدوائية . وفي الفصل الثاني من هذا الكتاب هنالك شرحا مفصلا .
q العوامل البيئية ( Environmental factors ) : المركبات العطرية العضوية متعددة الحلقات كمبيدات الحشرات والأعشاب ومخلفات المصانع والحافلات تزيد من استقلاب الأدوية عن طريق التحفيز الانزيمي . وعليه فان توخي الحذر مطلوب في حالة إعطاء أدوية لمرضى يتطلب عملهم التعرض لمثل هذه المركبات الكيميائية .
q الفروقات الشخصية ( Individual variation ) : لقد لوحظ أن هناك فروقات بين الأشخاص في مدى استجابتهم للأدوية الأمر الذي عادة يصعب تفسيره .
الصيدلاني راتب الحنيطي
الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية