الموضوع الأول/ هل لمبدأ الغائية مكانة في البيولوجيا ؟
المقدمة/ اذا كان مبدا الغائية يعني أن لكل شيئ غاية وجد من أجلها ، فهل يمكن رد الظواهر البيولوجية الى هذا المبدأ ؟
– طرح القضية الاولى/ لمبدا الغائية مكانة في البيولوجيـــــا
–
الحجة/ كل عضو وجد من أجل غاية – الاسنان وجدت من أجل المضغ ، — العين وجدت من أجل الرؤية ، الأذن وجدت من أجل السمع و هكذا..
– كل عضو يتحدد شكله حسب الوظيفة التي يقوم بها ( لامارك Lamarck) الوظيفة هي التي تخلق العضو- أي خلل في الوظيفة يعرقل التكيف
النقد/ ان التفسير الغائي يطغي عليه الجانب الفلسفي أكثر من الجانب العلمي
– طرح نقيض القضية / ليس لمبدأ الغائية مكانة في البيولوجيا
–
الحجة/ الظواهر البيولوجية تخضع لمبدأ الآلية ( قوانين الحتمية )
ان الكائن الحي ينحل في أصله الى عناصر فيزيائية و كيميائية Fe. Ca.H2O. قانون كلود برنار/ التفاعلات الكيميائية في الجسم لا تختلف عن التفاعلات الكيميائية في المخبر
– العضو يسبق الوظيفة فالآلية – نرى لأن لدينا عينين ، نمشي لأن لدينا رجلين و ليس العكس
– النقد/ هناك عوائق تعترض تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا ، و بالتالي لايمكن اخضاعها لمبدا الىلاية بالطريقة التي تخضع لها الظواهر الفيزيائية
–
–التركيب / رغم اختلاف المبداين الا انهما متكاملين و متداخلين ، لأننا نجد لكل عضو من الاعضاء وظيفة ، و شكل ينسجم تماما مع تلك الوظيفة ، و هذا النشاط يتم بطريقة آلية يمكن صياغتها في قوانين
–
النتيجة/ لكل من مبدأ الغائية و مبدأ الآلية مكانة في البيولوجيــــــــــــــــا
machekoooor
السلام
أخترت لكم من ((كتاب الفلسفة لطلاب البكالوريا)) لصاحبه الأستاذ أوبليل . ح
1/ تحديد معاني الكلمات المفتاحية:
J كيف تدافع: الدفاع عن أطروحة بمعنى إثبات صحتها بالبرهان مع تبرير مشروعية الدفاع .
J الإمكانية: الإمكان (Possibilité)، تقول أمكن الأمر لفلان، سهل عليه، أو تيسَّر له.
J التجريب: التجريب بمعناه الضيق هو التجريب الذي يجري في المختبرات العلمية وذلك، بإعادة إحداث الظاهرة في ظل شروط يصطنعها العالم تسمح له بالتحكم في عناصر الظاهرة المدروسة ، فيكون بذلك التجريب ملاحظة مصطنعة . أما في معناه الأوسع فالتجريب يأخذ مدلول التجربة العلمية في مفهومها العملي حيث تنمو وتتشكل حسب طبيعة الموضوع المدروس، وهو المقصود في نص سؤالنا .
J البيولوجيا: لفظ مركب من ((بيو)) بمعنى الحياة و((لوجيا)) بمعنى علم، فمعنى البيولوجيا إذن، علم الأحياء . وهو العلم الذي يدرس الظواهر الطبيعية الحيّة (الكائنات الحية) ويتفرع عن البيولوجيا عدة علوم، كعلم النبات والحيوان والإنسان .
2/ فهم السؤال: إنَّ الموضوعَ يطرح إشكالية تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا ويجزم بإمكانية التجريب ونجاعته في هذا المجال ؟
3/ تحديد المطلوب: الدفاع عن القول بأنّ التجريب ممكن، بل وناجع في البيولوجيا .
4-تحديد طريقة المعالجة: إنَّ طبيعةَ الموضوعِ تقتضي استعمال طريقة الاستقصاء بالوضع .
1. طرح المشكلة:
Ý- مدخل: لقد ساد الاعتقاد لدى النزعة الغائية وعلى رأسها ((لاشوليي([1]))، أن الدراسة التجريبية للعضوية الحية غير ممكنة، فهي تمتنع أمام عوائق ابستيمولوجية تعرقل التطبيق الصارم لمقياس التجربة ..
ȝ- المسار: لكن، هناك من يؤكد على إمكانية إخضاع العضوية الحية للتجريب، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك عندما يؤكد على نجاعته . خاصة أنّ الصعوبات التي ظلت تحجب حقيقة عالم الأحياء بدأت تتلاشى مع تطور أساليب البحث العلمي، فأصبح من الممكن استثمار خبرات العلوم الفيزيائية في مجال علوم الأحياء ..
ج- السؤال: فكيف ندافع عن الأطروحة التي تقول بإمكانية إخضاع الكائنات الحية للدراسة التجريبية؟ وما الذي يبرّر إمكانية التجريب ونجاعته في البيولوجيا؟ وما الضامن أن العلماء يلتزمون بمقتضيات البحث العلمي وشروطه في مجال البيولوجيا ؟
2. محاولة حلّ المشكلة :
أ- عرض منطق الأطروحة:
j من حيث أنَّه فكرة: [ الطرح القائل بإمكانية التجريب ونجاعته في البيولوجيا ] .
j مسلماتها وما تستوجبه من برهنة:
– من خلال كتابه (مدخل لدراسة الطب التجريبي)، مهد ((كلود بيرنارد([2])) الطريق أمام إمكانية الدراسة التجريبية للكائن الحي، منطلقا من مسلمة وهي أن (الحياة هي الموت) . ومن ثمَّة، راح يؤكد أن ما يصدق من أساليب تجريبية على المادة الجامدة يصدق بالضرورة على المادة الحية وذلك للأسباب الآتية:
1- إنّ العضوية الحية تتكون من نفس العناصر الكيميائية المكوّنة للمادة الجامدة وإن كانت بنسب متفاوتة ؛
2- وأنّ الوظائف الحيوية ليست سوى تفاعلات تحركها آليات تخضع لنظام محكم يمكن تفسيره علميا بالاستناد إلى التجربة وكذا، مبدأ الحتمية الذي يؤكد أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج . وهناك أمثلة كثيرة يقدمها ((كلود بيرنار)) على تطبيق التجريب في البيولوجيا . من ذلك أنّه أوتي له بأرانب من السوق، فلاحظ أنّ بولها صاف حامض . والمعروف أن بول آكلة العشب عكر وقاعدي، وبول آكلة اللحم صاف وحامض . فأفترض أن تكون شروط تغذية هذه الأرانب تشبه شروط تغذية آكلة اللحوم، وأنّها صائمة (لم تأكل العشب منذ مدة) وهو ما يبرّر لون بول الأرانب . قام بالتجربة حيث أعطى هذه الأرانب عشبا ، وبعد ساعات قليلة أصبح بولها عكرا وقاعديا . ثم منع عنها العشب (صوَّمها) ، بعد ساعات عاد بولها ليصبح صافيا وحامضا . وكرّر التجربة عدة مرات فكانت تعطيه نفس النتائج . وعندئذ صاغ هذه النتائج في قاعدة عامة وهي ، أنّ آكلة العشب إذا فرغت بطونها تغذت بالمواد المدخرة في جسمها([3]).
ب- تدعيم الأطروحة :
j من خلال حجج شخصية:
تؤكد التجارب التي نجريها (نحن المتعلّمين) في مختبراتنا مع أساتذتنا لمادة علوم الطبيعة والحياة أن الوظائف الحيوية، ومنها عملية التنفس مثلا، يحكمها نظام ألي محكم لا يختلف في طبيعته عن ميكانيكا الفيزياء، فالتفاعلات الكيميائية التي تحدث في المختبرات العلمية تشبه التفاعلات التي تحدث في جسم الكائن الحي .
j على ضوء مذاهب فلسفية مؤسسة :
كان ((باسكال ([4])) يؤكد دوما هذه الحقيقة، في قوله: إنَّ الكائنَ الحي آلةٌ من طراز خاص»، فلا يوجد فرق بين ما يحدث داخل جسم الكائن الحي وما يحدث في المختبر..
ومن جهته، أستطاع ((باستور ([5])) إبطال الفكرة القائلة بالنشوء العشوائي للجراثيم، وتمكّن بفضل ذلك من محاربة الجمرة الخبيثة التي كانت تصيب الماشية .
j وما انتهى إليه علماء الفيزيولوجيا المعاصرة وعلماء الميكروبيولوجيا من نتائج علمية دقيقة تبرّر إمكانية التجريب في البيولوجيا . فقد عرفت الهندسة الوراثية انتصاراً هاماً بعد سنة 1950، حيث تمّ تجميد الحيوانات المنوية وحفظها ونقلها إلى الرحم ..
ج) نقد خصوم الأطروحة :
1) عرض منطق أطروحاتهم: لقد واجه القول بإمكانية التجريب في مجال البيولوجيا عدة انتقادات لعلّ أهمها ما يتعلق بطبيعة العضوية الحية: وهنا نسجل أن المادة الحية وحدة متكاملة، تتميّز بخاصة الحياة وهو ما يمثل عائقا إبستيمولوجيا يصعب تجاوزه. وبالفعل يواجه علماء البيولوجيا عدة صعوبات، فالملاحظة، تصطدم بدينامية الحياة وخاصة في مجال الفيزيولوجيا حيث يتم مراقبة العضو أثناء أدائه لوظيفته ؛
– والتجريب بدوره يتعذَّر خاصة متى علمنا أن الكائن الحي كلٌّ متكامل، كلّ جزء فيه تابع للكل ولكلّ الأجزاء الأخرى . بينما لا تشكل المادة الجامدة أيَّ وحدة متعاضدة تحافظ على تماسكها . فهي ليست فردية بحيث لو وقع تدمير جزء منها، استحال تعويضه . فإذا كان بالإمكان تحليل الماء مثلا أو تفْتيتُ قطعة طباشير (مادة جامدة) وتفكيكها إلى أجزاء لامتناهية دون أن تفقد هذه المادة طبيعتها، فإنّ الأمر ليس كذلك مع العضوية الحية، وفي هذا المعنى يقول كوفيي ([6]) : « إنّ سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها. فهي لا تستطيع الحركة إلاّ بقدر ما تتحرك كلّها معا. والرغبة في فصل جزء من الكتلة معناها نقله إلى نظام الذوات الميِّتة ومعناها تبديل ماهيته تبديلا تاما » .
– ويواجه علماء البيولوجيا صعوبة كبيرة في تعميم النتائج التي يصلون إليها عند تطبيقهم المنهج التجريبي .
ولعلَّ أكبر صعوبة واجهها البيولوجيون ومازالوا يواجهونها إلى يومنا هذا، هي صعوبة من طبيعة أخلاقية/ دينية يدلّ على ذلك، أن الكثير من علماء الدين ورجالاته، وفلاسفة الأخلاق يرفضون أن يكون الإنسان عينة للتجريب. ومازال الاستنساخ البشري يثير سخط هؤلاء العلماء والفلاسفة وعلماء الدين ورجالاته. وفي هذا الصدد يرى ((د. كاريتش))أنَّ مؤيدي هذا المشروع ينتهكون المعايير التي قامت عليها الحضارات الإنسانية بمختلف مشاربها، حيث يمثل استنساخ الإنسان تعدّياً صارخاً على كرامته، وينبغي النظر إليه على أنّه حرب عصابات يشنها ذلك العقل التقني العلماني، المتحلل من المسؤولية ضد الطبيعة البشرية . كما يُعدّ استنساخ الإنسان تمادياً تنظر إليه الأدبيات الدينية المعاصرة على أنّه تمرد على النظام الإلهي الذي وضعه الله سبحانه وتعالى، وجعله ملائماً لتُخلق المخلوقات فيه وتتوالد . ويلفت ((د. كاريتش))– في سخرية – إلى أن أنصار الاستنساخ البشري ([7]) يحاولون عبثاً استخدام التقنية بغرض طرد الموت أو تأجيله إن تعذّر طرده، موضحاً أن الأديان – بالفعل- تؤكد على وجود الخلود،ولكن الوصول إليه يكون عبر الموت .
لقد وجد إذن، خصوم البيولوجيا في هذه الصعوبات والعقبات مبررات لمعارضة تطبيق المنهج التجريبي على الكائنات الحية .
2) إبطالها وتفنيدها:
ولكن، أليس من السذاجة اليوم التحدث عن تلك الصعوبات والعقبات الكلاسيكية التي لازمت البيولوجيا في حديث عهدها .
لقد أستطاع العلماء بفضل التطور التكنولوجي الهائل وتقدم تقنيات البحث العلمي وأساليبه، أن يستخدموا التجريب بشكل واسع في عالم البيولوجيا . فانتقلت علوم الأحياء بذلك من مرحلة الجمود والتحجر إلى مرحلة الدينامية والتطور . لقد أصبح من الممكن تطبيق المنهج التجريبي والالتزام بخطواته وذلك، نتيجة تحرّر العلماء من التصور الكلاسيكي لخطوات هذا المنهج التجريبي الذي كان يقتصر على المنظور الأكاديمي القائم على الصرامة والتقنين الدقيق إلى مفهومه العملي الذي يتصف بالمرونة التي تقتضيها طبيعة الكائن الحي .
3. حلّ المشكلة :
مما سبق نؤكد على مشروعية الدفاع عن هذه الأطروحة، بل يمكننا الجزم بصحتها، مادام التجريب على العضوية الحية واقعاً ملموساً وحقيقة موضوعية لا يمكن إنكارها .
طالع مقالات أخرى من كتاب الفلسفة لطلاب البكالوريا للأستاذ أوبليل .
[1] – لاشوليي (1832-1918) فيلسوف فرنسي اهتم بفلسفة العلوم . أهم مؤلفاته: أساس الاستقراء .
[2] – C. Bernard 1813-1878 ، عالم بيولوجي فرنسي كان له الفضل في وضع الأساليب الخاصة بالبحث العلمي في مجال البيولوجيا (علم الأحياء)، من مؤلفاته، مدخل لدراسة الطب التجريبي .
[3] – منقول عن كتاب الوجيز في الفلسفة، لصاحبه محمود يعقوبي ، ص 286 ، بتصرف .
[4] (Pscal , Blaise1623-1662) عالم طبيعي ورياضي وفيلسوف فرنسي وواحد من مؤسسي نظرية الاحتمال . مؤلفه الرئيس (الأفكار) نشر بعد وفاته عام 1669م .
[7] – يعود تاريخ بدء عمليات الاستنساخ إلى خمسينيات القرن الماضي حيث تم استنساخ أول كائن حي وهي صغار الضفادع . أما أول حيوان لبون تم استنساخه فهي النعجة الشهيرة دولي و التي أحدثت ثورة في عالم الاستنساخ و تم ذلك بأخذ خلية من ثدي نعجة وجمعها ببويضة منزوعة النواة من نعجة أخرى و كان الناتج هي دولي التي هي نسخة طبق الأصل عن النعجة الأولى .
المقدمة/ الدفاع عن رأي يبدو غير سليم
البيولوجيا Biologieعلم يختص بدراسة الكائنات الحية واذا كان البعض يشكك في صحة و سلامة الاطروحة القائلة (الظواهر الحية قابلة للتجريب) ،فكيف يمكن الدفاع عنها و اثبات صحتها ؟
عرض منطق الأطروحة:
تدعيم الأطروحة بالحجج و الأمثلة:
( تجربته على الأرانب) ، و أثبت أن الكائن الحي يخضع لقوانين الحتمية كل الحيوانات إذا ما فرغت بطونها تغذت من اللحم عن طريق الامتصاص ) وهكذا يكون التنبؤ ممكنا انطلاقا من إحصاء الأسباب بل أصبح بالإمكان نقل أعضاء جسم و زرعها في جسم آخر كالقلب و الكلية والعين
ـ تجربة أدوارد جــيــنر حول المصل المضاد لداء الجـدري………….
.واستفادت البيولوجا من لغة الرياضيات اذ أصبح بالإمكان معرفة نسبة السكر في الدم بدقة ، درجة حرارة الجسم ، ونبضات القلب، وارتفاع ضغط الدم
قريقور مندل و النسب المئوية لانتقال الصفات الوراثية من جيل الى جيل ،و أثبت بأن انتقالها يخضع لقوانين ثابتة ثلاثة – قانون تشابه هجناءالجيل الاول- قانون ظهور الصفات الوراثية في اجيل الثاني- قانون انتقال الصفات بصفةمطرة ومنتظمة
كما أن أجهزة الأشعة و السكانير Scanner أصبحت تكشف عن دقائق الأمور داخل الجسم دون حاجة الى تشريح .
نقد خصوم الأطروحة :
خصوم الأطروحة قالوا أن الظواهر الحية غير قابلة للتجريب نظرا للعوائق التالية
ا- عائق العضوية /إن الكائنات الحية تتكون من أعضاء متداخلة و متكاملة تكاملا وظيفي و يستحيل تحليلها و الفصل بينها كأن
ب- عائق تقني /نقص وسائل الملاحظة و التجربة ان الوسائل المستخدمة في الفيزياء لا يمكن استعمالها في البيولوجيا مما يضيق مجال التنبؤ –
ج- عائق ديني / حيث لجأت الكنيسة الى تحريم عمليات التشريح حيث اقتصر المنهج الكلاسيكي على الدراسة السطحية للكائن وفق الخطوات التالية ( الملاحظة الخارجية + الوصف+ المقارنة+ التصنيف)
النقد/ إن التركيبة المعقدة للظاهرة الحية لم تمنع العلماء من إدخال المنهج التجريبي عليها ،كما تم إبعاد الكنيسة عن الساحة العلمية ، وأصبح التشريح شرط أساسي في الطب التجريبي والبيولوجيا التحليلية
التاكيد على مشروعية الدفاع
نستنتج ان الظواهر الحية قابلة للتجريب ،ومن التجريب تستمد دقتها ، فالأطروحة اذن سليمة ومشروعة ، يجب تبنيها لما نكون بصدد دراسة موضوع ينتمي الى علم البيولوجيا
شكرا جزاك الله خيرا.
.أتمنى فقط أن تحددوا لنا المقالات المحتملة جدا في الباك؟ ..شكرا مرة اخرى
جزاك الله خير
هل العلوم التجريبية تعتبر علوما صارمة في تطبيق المنهج التجريبي ، و دقيقة في استخلاص نتائجها ؟ و هل يمكن أن يتحقق ذلك في العلوم البيولوجية ؟مثال تحليل تجربة ( ظاهرة السقوط او ظـــــــــــــــــــــــــــــــاهرة قوس قزح)
المنهج التجريبــــي Méthode Expérimentale هو الطريقة التي يتبعها العلماء في تحليل و تفسير الظواهر الطبيعيــــــــة 1 – الملاحظة Observation/ تركيز الحواس والعقل و الشعور صوب الظاهرة و متابعة تغيراتها بهدف تفسيرها (ملاحظة ظاهرة السقوط) 2 – الفرضية Hypothese/ تفسير عقلي مؤقت للظاهرة ، يحدد الاسباب الممكنة التي تكون وراء حدوث الظاهرة ، فالفرض هو بمثابة مشروع قانون يحتمل الخطأ و الصواب 3— التجربة Experience/ هي اعادة الظاهرة في ظروف اصطناعية ، يحضرها العالم نفسه ، و الغرض منها هو التحخقق من صحة الفرضيات ، و اكتشاف الاسباب الحقيقية وراء الظاهرة و من ثمة يتم صياغة القانون و م المقصود بالقانون العلمي العلاقة الموضوعية الثابثة بين الظواهر، و التي من خلالها يمكن تفسير ما يحدث امامنا من ظواهر ، و التنبؤ بها مثال ث= ك*ج
ا- العقليين و انصار الحتمية / نتائج العلم دقيقة و يقينية ، والاستقراء Induction مشروع يقول كــــاــــــــنط Kant ( الاستقراء يقوم على مبدأ السببية العام) ، لكل ظاهرة سبب ادى حدوثها ، و انطلاقا من معرفتنا للأسبـــــاب ( الاحكام الجزئية) يمكننا استخلاص القواعد العامة (الاحكام الكلية) دون الرجوع الى التجربة
مثال .الذهب يتمدد بالحرارة +النحاس+ الحديد+ الفضة = كل المعادن تتمدد بالحرارة .قاعدة عامة يفينيـــــة
/ لابلاص . نتائج العلوم التجريبية دقيقة ، لأن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين صارمة ( مبدأ الحتمية Déterminisme نفس الاسباب تؤدي حتما الى نفس النتائج مهما تغير الزمان و المكان)
و التنبؤ بهذا المعنى يكون دقيقا أيضا مثل التنبؤ بظاهرة الكسوف ، و الاحوال الجوية ، أمثلة – الماء يغلي بالضرورة في 100°. و يتجمدب الضرورة في 0° و لا شك في ذلك
– لا وجود للصدفة ( ان الصدفة خرافة اخترعت لتبرير جهلنا)
– لابلاص ( يجب ان ننظر الى الحالة الراهنة للعالم كنتيجة للحالة السابقة ، و كمقدمة للحالة اللاحقة)
النقد/ الحتمية مسلمة عقلية و ليست حقيقة تجريبية ، و ما هو مسلم به يحتمل الخطأ و الصواب ، و لا يمثل الحقيقة دائما ، و كثيرا ما تظهر حقائق تؤثر على مجال الاستقراء .
ب- اللاادرية و أنصار اللاحتمية/ دافيد هيوم D.Hume ، الاستقراء غير مشروع ، أي لا يجوز بناء قواعد عامة من أحكام خاصة -ما يصدق على الجزء قد لا يصدق على الكل ، ، الملاحظة تثبت ما هو كائن ، و ما هو كائن جزئي و متغير و هذا ما ينفي وجود علاقات ثابتة بين الظواهر ، الحالة الراهنة لا تفسر الحالة اللاحقة ، ثم أن الربط بين الظواهر وليد العادة فقط ، مثل تتابع البرق و الرعد , و كأن الاول سبب الثاني ، غير أن الظاهرتين منفصلتين ، و هكذا ينتمي هيوم الى المدرسة اللاادرية التي تشك في نتائج العلم .و انصار اللاحتمية مثل هايزنبرغ Heisenberg الحتمية ليست مبدأ مطلق ، لأن بعض الظواهر الطبيعية لا تخضع لقوانين صارمة ، الامر الذي دفعهم الى التسليم بمدأ جديد هو اللاحتمية Non Déterminisme ( نفس الأسباب لا تعطي نفس النتائج) .ظواهر الميكروفيزياء ( العالم الاصغرMicrocosme) يقول هيزنبرغ( ان الضبط الحتمي الذي تؤكد عليه العلية و قوانينها ، لا يصح في مستوى الفيزياء الذرية )
قانون السرعة سر= م/ ز لا يمكن تطبيقه لقياس دوران الالكترون حول النواة ، لأن دورانه عشوائي ذو سرعة فائقة حوالي 7 مليار د/ ثا ، و لا يمكن التنبؤ بمساره و كأنه يختار الطريق بنفسه ، الفعل تلقائي يؤثر على دقة التنبؤ
النقد/ ان هيوم بالغائه لمبدأ السببية العام و ، كل القوانيين العلمية يكون قد دمر العلم من أساسه ، و لقد أدت التقنيات الحديثة الى ازالة فكرة العشوائية في ظواهر الميكروفيزياء ، و اصبح الانسان قادرا على تفسيرها بقوانين خاصة
لا يمكن الحديث عن الدقة المطلقة في العلوم التجريبية مادام الاستقراء ناقصا و النتائج نسبية ، لكن يمكن الحديث عن تطور مستمر لهذه العلوم ، فكلما تطورت وسائل الملاحظة و التجربة كانت النتائج اكثر دقة و يقينـــــــــــــــــــــا
موضوع جميل جدا
بارك الله فيك يا أستاذ
merci bcp c trè importan
شكرا لك
بارك الله فيك على الطرح المميز
mrci 3la makala
موضوع لا بستحق النقد ممتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأز نتمنى المزيد
merci bzaf 3la hadi lmakala اللهd3tik sha
هذا يتوقف على طبيعة السؤال ، فان تناول السؤال قضية بديهية ، أو مسألة حسابية أو ظاهرة علمية كان له جواب ، أما اذا تناول مسألة فلسفية لن يكون له جواب ( أمثلة عن كل سؤال) إن السؤال في الفلسفة كما يقول الفيلسوف الالماني كارل يسبرس K.JASPERS أهم من الجواب ، و ينبغي على كل جواب أن يتحول الى سؤال جديد.
*السؤال و المشكلة ؟ يرتبط مفهوم المشكلة بمفهوم السؤال أشد ارتباط ، فوراء كل مشكلة سؤال ، مع أنه ليس بالضرورة أن يكون وراء كل سؤال مشكلة بالمعنى الفلسفي !
ما الاشكالية Problematique ؟ هي مشكلات تحولت بحكم ترابطها الى معضلة كبيرة يتسع فيها مجال البحث و يمتد الى مواضيع أخرى ذات صلة ، و لا يمكن تصور حل لها الا في اطار شامل و كلي ، فاذا كانت المشكلة تعني صعوبة الحل ، فان الاشكالية تعني الاحتمال و تعذر الاختيار . فمن مشكلة السعادة ، نجد أنفسنا نبحث في مشكلة الاخلاق و العدالة و الاشكالية تثير الجدل ، لأن كل واحد يتصور الحل من زاوية معينة وبطريقة تختلف عن الآخر ، و كلما احتدم الجدل و الاختلاف ازدادت تعقيدا
هل المال يحقق السعادة ؟ رأي 1- المال يحقق السعادة لأنه يمكن الإنسان من تلبية جميع حاجياته . رأي 2- المال لا يحقق السعادة بل هو مصدر كل شر ، يولد الاستغلال و يفسد الاخلاق . رأي 3- المشكلة ليست في المال و انما في صاحب المال ، فلا بد أن نبحث في الاخلاق قبل المال و هكذا تصبح الاشكالية مفتوحة على كل الاحتمالات ،
السؤال الفلسفي ثلاثة أنواع / سؤال يطرح مشكلة ، و سؤال يطرح إشكالية ، و سؤال يطرح مشكلة و اشكالية ، و هو الأصعب و الاكثر تعقيدا ، حيث تذوب المشكلة في الإشكالية: و أي سؤال فلسفي يولد فينا
ا-الدهشة الفلسفية / أو الحيرة الفكرية ، و هي متولدة من كون السؤال الفلسفي يفاجئ السامع ، فيطرح قضية مألوفة في صورة غير مألوفة ، تتعارض مع معارفنا و خبرتنا و عادتنا و معتقداتنا ، و يهز ثقتنا و ايماننا ، فيتحول اليقين الى شك و ، العلم الى جهل ، و ينتابنا شعور بالاضطراب و القلق ، و ندرك جهلنا بالحقيقة قال سقراط Socrate .( كل ما أعرفه هو أني لا أعرف شيئ)
مثلا / هل الشجاعة تعني عدم الخوف ؟ هل الحرية أن تفعل ما تشاء ؟ ما هي السعادة و ما هي الفضيلة و غيرها .و كلما اشتد الحخيرة ازداد الفضول للكشف عن الانفراج و التخفيف من الجهل ، و الوقوف على طريق الحقيقة يقول كارل يسبرس ‘ يدفعني الاندهاش الى المعرفة ، فيشعرني بجهلي’
ب- الإحراج الفلسفي / هو الشعور بالضيق و انسداد المنافذ ، فتزداد المعاناة و يبقى السؤال عالقا يطلب منا الجواب ، محاورة سقراط و السوفسطائي حول قضية النفس . هل هو ساخن أو بارد ؟
***و الإحراج ناتج كذلك من كون السؤال الفلسفي يتضمن تناقضات و مفارقات رغم أن المسألة واحدة ، فيضعنا أمام رأي و رأي آخر مناقض أو معاكس له ، و أمام هذه المفارقات يسعى العقل الى ادراك العلاقة بينها ، و جمعها في سياق منطقي واحد ، مثل قول سقراط الذي جمع بين متناقضين هما العلم و الجهل ، فبلغ رسالة مفادها أن الجهل هو أساس المعرفة ، و أن الحقيقة لا تدرك بأتمها أبدا
و كان الفيلسوف الالماني هيجل Heggel يستعمل هذه الطريقة الجدلية في بنائ فلسفته ، حيث يأخذ بالقضية و يقابلها بنقيضها ، ثم يركب بينهما و هكذا …ففي مسألة الشجاعة مثلا / نجد رأي يقول أن الشجاعة هي عدم الخوف . لكن هناك من يقول من لا يخاف فهو متهور و عديم الوعي ، و عندما نركب بين الرأيين ندرك العلاقة بينهما فنقول أن الشجاعة لا تتعارض مع الخوف الذي يعبر عن صميم الوعي يقول هيجل ( الفلسفة تبحث في المتناقضات الشاملة التي يغوص فيها وجود الانسان )
***- و ما يسبب الإحراج أيضا هو أن السؤال الفلسفي يطرح القضية في صورة فكرية عالمية و إنسانية تتجاوز ما هو فردي و خاص ، لأننا عندما نتحدث عن الشجاعة أو السعادة أو الاخلاق لا نعني بها بها شجاعة الجندي ، و سعادة الامير ، و أخلاق المصلحين ، و انما نعني بها شجاعة و سعادة وأخلاق كل انسان على وجه المعمورة ، و عليه يتوجب أن تتوفر لدينا رؤية واسعة و تأمل عميق ، و أن يتوجه خطابنا الفلسفي الى العالم حتى و ان حركتنا قضية جزئية أو خاصة .
مشكور يا استاذ
نشكركم على التوضيح الرائع
شكراااااااااااااااااااااااا
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااا
بارك الله فييييييييييييييييك
مشكووور اخي الكريم جزاك الله خيرا
السلام
أخترت لكم من كتاب (( الفلسفة لطلاب البكالوريا )) للأستاذ أوبليل .ح ، هذا المقال
طريقة (الوضع)
أثناء الشروع في تحرير المقال :
1. طرح المشكلة :
أ/ المدخل: إن الكلام عن الفلسفة اليوم يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات العلمية والمخترعات في هذا العصر . فلا حديث إلا عن غزو الفضاء ، والأسلحة النفاثة ، وصناديق النقد الدولي …
ب/ المسار: ومع ذلك، نلاحظ أن الكثير من برامج التعليم في مختلف الدول تهتم بدراستها . وما يزال فلاسفة العصر يؤكدون على ضرورتها…
ج/ السؤال: كيف إذن، – والحالة هذه – يمكننا الدفاع عن القول بضرورة الفلسفة ؟ ما هي البراهين الدالة على صدق هذه الأطروحة ؟ وكيف يمكن الردّ على خصومها ؟
2. محاولة حل المشكلة :
أ) الجزء الأول : عرض الأطروحة :
• منطقها: [الفلسفة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها حتى في حضور كشوفات ومخترعات العلوم المعاصرة] .
• ب – مسلماتها وما تستوجبه من برهنة : يمكن القول أنّ منطق هذه الأطروحة يرتكز حول الفكر، أبعاده، مواضيعه، وتقدّمه :
طالع المزيد من كتاب (( الفلسفة لطلاب البكالوريا ))
ممكن مساعدة ؟؟
مرحبا..
1-في شعبة ع.تج حددوا في العتبة بدرس ‘مقالة فردية’ ماذا يعني ذلك لم أفهم؟؟
2-وحسب أساتذة المادة: ما هي المواضيع المرشحة لهذه الشعبة ؟
من فضلكم***
سلام
المقصود بالمقالة الفردية هي المقالة التي طلب من الطالب انجازها بمفرده ، وهي في التحديد توافق الدرس الرابع والثلاثين 34 وهو على الأرجح درس الشعور بالأنا والشعور بالغير.
أما المواضيع المرشحة فذلك من اختصاص أساتذة المادة .
ساحاول ايجاد ماتريدين
موفقة
هل من ردود
جدلية: هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية
المقدمة:
إذا كانت الرياضيات تدرس المفاهيم المجردة،فإن العلوم الطبيعية تدرس الاشياء الحسية الواقعية أي الظواهر الطبيعية عن طريق المنهج التجريبي،وهو المنهج الذي استخدمته في البداية العلوم التجريبية في المادة الجامدة والذي كان وراء نجاحها و تقدمها وزهذا مايجعل العلوم المبتدئة في الطموح الى هذا الهدف كعلوم المادة الحية "البيولوجيا" تحاول تقليدها في تطبيق المنهج العلمي
الأمر الذي كان موقع خلاف بين الفلاسفة و العلماء فكان البعض منهم يؤمن بإمكانية تطبيق المنهج التجربيي على المادة الحية بنفس الكيفية المطبقة في المادة الجامدة ، و يذهب آخرون إلى عدم إمكانية تطبيقه على المادة الحية لأن لها خصوصياتها التي تمنع ذلك والإشكال الذي يطرح نفسه:هل يمكن فعلا تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية على غرار المادة الجامدة ؟
محاولة حل المشكلة:
أ- الاطروحة :يرى البعض ، أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجرببي على الظواهر الحية بنفس الكيفية التي يتم فيها تطبيقه على المادة الجامدة ، إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات و العوائق ، بعضها يتعلق بطبيعة الموضوع المدروس ذاته و هو المادة الحية ، و بعضها الاخر الى يتعلق بتطبيق خطوات المنج التجريبي عليها
ب- الحجة : و يؤكد ذلك ، أن المادة الحية – مقارنة بالمادة الجامدة – شديدة التعقيد نظرا للخصائص التي تميزها ؛ فالكائنات الحية تتكاثر عن طريق التناسل للمحافظة على النوع و الاستمرار في البقاء . ثم إن المحافظة على توازن الجسم الحي يكون عن طريق التغذية التي تتكون من جميع العناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم . كما يمر الكائن الحي بسلسلة من المراحل التي هي مراحل النمو ، فتكون كل مرحلة هي نتيجة للمرحلة السابقة و سبب للمرحلة اللاحقة هذا ، و تعتبر المادة الحية مادة جامدة أضيفت لها صفة الحياة من خلال الوظيفة التي تؤديها ، فالكائن الحي يقوم بجملة من الوظائف تقوم بها جملة من الاعضاء ، مع تخصص كل عضو بالوظيفة التي تؤديها و اذا اختل العضو تعطلت الوظيفة و لا يمكن لعضو آخر أن يقوم بها . و تتميز الكائنات الحية – ايضا – بـالوحدة العضوية التي تعني ان الجزء تابع للكل و لا يمكن أن يقوم بوظيفته الا في اطار هذا الكل ، و سبب ذلك يعود الى أن جميع الكائنات الحية – باستثناء الفيروسات – تتكون من خلايا، و بشكل عام ، فإن التجريب يؤثر على بنية الجهاز العضوي ، ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة.
و من العوائق كذلك ، عائق التصنيف و التعميم ؛ فإذا كانت الظواهر الجامدة سهلة التصنيف بحيث يمكن التمييز فيها بين ما هو "غازي ،سائل ،وصلب" وبين أصناف الظواهر داخل كل صنف ، فإن التصنيف في المادة الحية يشكل عقبة نظرا لخصوصيات كل كائن حي التي ينفرد بها عن غيره، ومن ثـمّ فإن كل تصنيف يقضي على الفردية ويشوّه طبيعة الموضوع مما يؤثر سلبا على نتائج البحث وهذا بدوره يحول دون تعميم النتائج على جميع افراد الجنس الواحد ، بحيث ان الكائن الحي لا يكون هو هو مع الانواع الاخرى من الكائنات ، ويعود ذلك الى الفردية التي يتمتع بها الكائن الحي فما يبطبق على الفئر في المختبر لا ينطبق على كائن حي آخر فلكل مميزاته و خصائصه التي تميزه عن غيره من الحيوانات يقول لايبينتز لايوجد فردان متشابهان ).
بالاضافة الى الصعوبات المتعلقة بطبيعة الموضوع ، هناك صعوبات تتعلق بالمنهج المطبق و هو المنهج التجريبي بخطواته المعروفة ، و أول عائق يصادفنا على مستوى المنهج هو عائق الملاحظة ؛ فمن شروط الملاحظة العلمية الدقة و الشمولية و متابعة الظاهرة في جميع شروطها و ظروفها و مراحلها ، لكن ذلك يبدو صعبا ومتعذرا في المادة الحية ، فلأنها حية فإنه لا يمكن ملاحظة العضوية ككل نظرا لتشابك و تعقيد و تداخل و تكامل و ترابط الاجزاء العضوية الحية فيما بينها ، مما يحول دون ملاحظتها ملاحظة علمية ، خاصة عند حركتها أو اثناء قيامها بوظيفتها . كما لا يمكن ملاحظة العضو معزولا ، فالملاحظة تكون ناقصة غير شاملة مما يفقدها صفة العلمية ، ثم ان عزل العضو قد يؤدي الى موته ، يقول أحد الفيزيولوجيين الفرنسيين وهو كوفييني : " إن سائر اجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها ، فهي لا تتحرك الا بمقدار ما تتحرك كلها معا ، و الرغبة في فصل جزء منها معناه نقلها من نظام الاحياء الى نظام الاموات"
و دائما على مستوى المنهج ، هناك عائق التجريب الذي يطرح مشاكل كبيرة ؛ فمن المشكلات التي تعترض العالم البيولوجي مشكلة الفرق بين الوسطين الطبيعي و الاصطناعي ؛ فالكائن الحي في المخبر ليس كما هو في حالته الطبيعية ، إذ أن تغير المحيط من وسط طبيعي الى شروط اصطناعية يشوه الكائن الحي و يخلق اضطرابا في العضوية و يفقد التوازن "كالعصفور مثلا في الطبيعة ليس هو نفسه في القفص"فالإضطرابات النفسية التي تصيبه تأثر كثيرا على النتائج المتوصل إليها في التجربة
ومعلوم ان التجريب في المادة الجامدة يقتضي تكرار الظاهرة في المختبر للتأكد من صحة الملاحظات و الفرضيات ، و اذا كان الباحث في ميدان المادة الجامدة يستطيع اصطناع و تكرار الظاهرة وقت ما شاء "كأن نجرب مثلا على معدن من المعادن كالحديد مثلا فنجده يتمدد بالحرارة،فنعيد التجربة مرات و مرات ثم نصل إلى نتيجة عامة مفادها أن الحديد يتمدد بالحرارة و نعمم هدا الحكم على جميع المعادن"، ففي المادة الحية يتعذر تكرار التجربة لأن تكرارها لا يؤدي دائما الى نفس النتيجة ، مثال ذلك ان حقن فأر بـ1سم3 من المصل لا يؤثر فيه في المرة الاولى ، و في الثانية قد يصاب بصدمة عضوية ، و الثالثة تؤدي الى موته ، مما يعني أن نفس الاسباب لا تؤدي الى نفس النتائج في البيولوجيا ، و هو ما يلزم عنه عدم امكانية تطبيق مبدأ الحتمية بصورة صارمة في البيولوجيا ، علما ان التجريب و تكراره يستند الى هذا المبدأ.
ويضاف الى كل هذه الصعاب مجموعة الموانع الدينية والخلقية والقانونية التي تحرم وتمنع التجريب على الأحياء، فهناك العديد من الهيئات الدينية و الإنسانية ترفض إستخدام المنهج التجريبي على المادة الحية ،خصوصا مع ظهور فكرة الإستنساخ،فالإنسان كائن مقدس لايمكن تشبيهه بالمادة الجامدة.
جـ- النقد : لكن هذه مجرد عوائق تاريخية لازمت البيولوجيا عند بداياتها و محاولتها الظهور كعلم يضاهي العلوم المادية الاخرى بعد انفصالها عن الفلسفة ، كما ان هذه العوائق كانت نتيجة لعدم اكتمال بعض العلوم الاخرى التي لها علاقة بالبيولوجيا خاصة علم الكمياء .. و سرعان ما تــمّ تجاوزها.
أ- نقيض الاطروحة : وخلافا لما سبق ، يعتقد البعض أنه يمكن اخضاع المادة الحية الى المنهج التجريبي ، فالمادة الحية كالجامدة من حيث المكونات ، وعليه يمكن تفسيرها بالقوانين الفيزيائية- الكميائية أي يمكن دراستها بنفس الكيفية التي ندرس بها المادة الجامدة، يقول غوبلو ( لاشيء مستحيل في العلم) . ويعود الفضل في ادخال المنهج التجريبي في البيولوجيا الى العالم الفيزيولوجي ( كلود بيرنار ) في كتابه "المدخل الى علم الطب التجريبي" متجاوزا بذلك العوائق المنهجية التي صادفت المادة الحية في تطبيقها للمنهج العلمي حيث يقول:" إن إنكار تحليل الكائنات الحية عن طريق التجربة هو إنكار للمنهج التجريبي و إيقاف للعلم"
ب- الادلة : و ما يثبت ذلك ، أنه مادامت المادة الحية تتكون من نفس عناصر المادة الجامدة كالاوكسجين و الهيدروجين و الكربون و الكالسيوم و الفسفور … فإنه يمكن دراسة المادة الحية تماما مثل المادة الجامدة هذا على مستوى طبيعة الموضوع.
أما على مستوى المنهج فقد صار من الممكن القيام بالملاحظة الدقيقة على العضوية دون الحاجة الى فصل الاعضاء عن بعضها ، أي ملاحظة العضوية وهي تقوم بوظيفتها ، و ذلك بفضل ابتكار وسائل الملاحظة كالمجهر الالكتروني و الأشعة و المنظار، بالاضافة الى اكتشاف الكثير من العلوم المساعدة للبيولوجيا مثل : علم الوراثة ،علم التشريح ،علم الخلية.
كما أصبح على مستوى التجريب القيام بالتجربة دون الحاجة الى ابطال وظيفة العضو أو فصله ، و حتى و إن تــمّ فصل العضو الحي فيمكن بقائه حيا مدة من الزمن بعد وضعه في محاليل كميائية خاصة وخير دليل على ذلك التطور الكبير الذي عرفه مجال الطب من خلال زراعة الأعضاء "كزراعة القلب،الكلى،الكبد،…".وتجارب التهديم و التي تقوم على قطع العضو و استئصاله قصد التعرف على وظيفته و تأثيره على بقية الأعضاء "كقطع الأعصاب مثلا"
وماتاريخ العلم إلا دليل على أنه من الممكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية من خلال التجارب التي قام بها كلود برنار حول بول الأرانب حيث بين بأن المادة الحية تخضع لمبدأ الحتمية كالظواهر الجامدة و بالتالي يمكن دراستها دراسة تجريبية و تفسيرها تفسيرا سببيا للوصول الى القوانين التي تتحكم فيها:" جميع الحيوانات الآكلة العشب إذا ما فرغت بطونها تغذت على المواد المدخرة في أجسامها وهي عبارة عن بروتينات" و كذلك التجارب التي قام بها مندل حول نبات البازلاء و التي أدت إلى ظهور علم الوراثة الذي وصل إلى أعلى درجات العلم ،و الشيء نفسه في الأبحاث التي قام بها باستور بإكتشاف داء الكلب و الجمرة الخبيثة التي كانت تصيب الماشية ،وكذا التفنيد التجريبي لفكرة النشوء العفوي للجراثيم.
بالإضافة إلى كل هذا تطور الوعي الإنساني عموما الذي سمح بالتشريح والتجريب في البيولوجيا إلى الحد الذي جعل بعض الأفراد يهبون أجسامهم و أعضائهم بعد وفاتهم لمراكز البحث العلمي للتجريب عليها بل و الإستفادة منها إذا أمكن ذلك.
جـ- النقد : ولكن لو كانت المادة الحية كالجامدة لأمكن دراستها دراسة علمية على غرار المادة الجامدة ، غير ان ذلك تصادفه جملة من العوائق و الصعوبات تكشف عن الطبيعة المعقدة للمادة الحية . كما انه اذا كانت الظواهر الجامدة تفسر تفسيرا حتميا و آليا ، فإن للغائية إعتبار و أهمية في فهم وتفسير المادة الحية ، مع ما تحمله الغائية من اعتبارات ميتافيزيقية قد لا تكون للمعرفة العلمية علاقة بها. .
التركيب : و بذلك يمكن القول أن المادة الحية يمكن دراستها دراسة علمية ، لكن مع مراعاة طبيعتها وخصوصياتها التي تختلف عن طبيعة المادة الجامدة ، بحيث يمكن للبيولوجيا ان تستعير المنهج التجريبي من العلوم المادية الاخرى مع الاحتفاظ بطبيعتها الخاصة كما يذهب عليه أستاذ علم الوراثة الفرنسي فرنسوا جاكوب الذي يرى بأن المادة الحية تخضع للتجريب كما هو الشأن في المادة الجامدة و لكن هذا مع مراعاة خصوصياتها .
وحسب رأيي الشخصي فإن الظواهر الحية قابلة للمنهج التجريبي إذا تمكنا من معرفة طبيعة هذه الظواهر و خصائصها،والقوانين التي تحكمها و ما يظهر من عوائق من حين لآخر في ميدان البحث،فهذا لا يعود إلى الظاهرة،بل يرتد إلى قصور و سائل البحث.
الخاتمة:
وهكذا يتضح ان المشكل المطروح في ميدان البيولوجيا على مستوى المنهج خاصة ، يعود اساسا الى طبيعة الموضوع المدروس و هو الظاهرة الحية ، والى كون البيولوجيا علم حديث العهد بالدراسات العلمية ، و يمكنه تجاوز تلك العقبات التي تعترضه تدريجياوعليه فالتجريب في البيولوجيا أمر ممكن و واقع و لكنه محدود مقارنة بالعلوم الفيزيائية و الكيميائية بالطبيعة المعقدة للكائنات الحية و الإعتبارت الأخلاقية و العقائدية و الإديويولوجية.
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
أخترت لكم من كتاب الفلسفة لطلاب البكالوريا ، للأستاذ أوبليل
1. طرح المشكلة:
أ/ المدخل: إذا كان الاستقراءالعلمي أو التجريبي ينصبُّ من جهة، على الكشف عن الظواهر ومعرفة أسبابها القريبة وصياغتها في قوانيــن، فإنّه من جهة أخرى، ينتقل فيه العالم من ملاحظة بعض العيّنات من الظاهرة الطبيعية إلى تعميم القوانين التي تحدّد صورتها وما يضمن مشروعية الانتقال من أحكام جزئية إلى أحكام كلِّية هو مبدأ الحتمية الذي ينص على أنّ الكون يخضع لنظام ثابت وعام . ومعنى ذلك، أن مبدأ الحتمية مبدأ مطلق يشمل جميع الظواهر الكونية، وهو ما قام يدافع عنه أنصار النظرية الميكانيكية التقليدية ..
ب/ المسار: غير أن التقدم العلمي الهائل والذي مكن العلماء من اقتحام عالم الذرة، وما انتهى إليه البحث العلمي في مجال الميكروفيزياء من نتائج، جعل الكثير من الفلاسفة والعلماء المعاصرين يراجعون حساباتهم ويعيدون النظر في مفهوم مبدأ الحتمية، بل أنَّ الأمرَ بلغ درجة رفض البعض لهذا المبدأ. والقول بمبدأ مخالف له وهو مبدأ اللاحمية .
ج/ السؤال: والحالة هذه، هل يمكن الجزم بأنّ مبدأ الحتمية مبدأ مطلق يقتضيه الاستقراء العلمي وضروري لتأسيس العلم ؟
2. محاولة حلّ المشكلة:
أ/ القضية: النظرية الميكانيكية التقليدية
1- منطقها: [ مبدأ الحتمية مطلق يقتضيه الاستقراء العلمي وضروري لتأسيس العلم ].
2- مسلماتها وما تستوجبه من قوانين:
ظل الكلاسيكيون ([1]) وإلى غاية مطلع القرن العشرين يعتقدون جازمين بأنَّ مبدأ الحتمية كوني، أي أنّه مطلق وعام باعتبار أن الظواهر جميعها سواء تلك المتعلّقة بالمادة الجامدة أو المادة الحية أو الظواهر الإنسانية تخضع لنظام ثابت لا يقبل الاستثناء أو الاحتمال أو الصدفة. والعلم في نظر هؤلاء يقوم أساساً على مبدأ الحتمية، وفي هذا يقول كلود بيرنار: « لابد من التسليم كبديهية تجريبية (= مبدأ الحتمية) ، بأنّ وجود كلّ ظاهرة […] هي محدّدة تحديدا مطلقا . وما إنكار هذه القضيّة سوى إنكار للعِلم ذاته » .
وما يؤكد هذه الحقيقة ما وصل إليه العالم ((نيوتن)) من نتائج علمية دقيقة تتعلق بظاهرة السقوط الحرّ . لقد استطاع ((نيوتن)) بفضل دراسته لهذه الظاهرة أن يؤسس نظريته المشهورة في (الجاذبية)، وهي الأساس الذي أشيد عليه الميكانيك الكلاسيكي .
لقد نظر أصحاب النظرية الميكانيكية التقليدية إلى الطبيعة بما في ذلك الإنسان نظرة آلية ميكانيكية، فاعتبروا الطبيعة آلة وظواهرها الجامدة أو الحية أجزاؤها، وهي تعمل متفاعلة تفاعلا ميكانيكيا تمليه ضرورة عمياء مجهولة المصير. ومعنى ذلك، أن الظواهر يتحتَّم وقوعها متى توفرت أسبابها، فالظواهر مهما كانت متناهية في الكبر أو الصغر تسير بموجب قوانين ثابتة وصارمة . وعلى هذا الأساس يستطيع العلم توقع الظواهر قبل وقوعها والتنبؤ بها . وفي هذا الصدد يقول ((لابلاس)) : « لو أنّ عقلا عرف في لحظة ما جميع القوى الموجودة في الطبيعة، وعرف أحوال جميع الكائنات التي تتألف منها، وكان قويا إلى درجة أن يُخضِعَ جميع هذه المعطيات للتحليل، لأستطاع أن يحيط في صيغة واحدة بحركات أكبر الأجسام في الكون وبحركات أخف الذرات. فلا يرتاب في أي شيء . ويكون المستقبل والحاضر ماثلين أمام عينيه ([2]) » .
النتيجة: إذن، مبدأ الحتمية كوني والطبيعة تخضع لنظام ثابت وعام أي قوانين صارمة وثابت، والإيمان بالحتمية يبرِّرُ مشروعيةَ الاستقراءِ ويؤسسُ العلمَ .
ولكن، هل يمكن قبول هذا الطرح الذي تصور العَالَمَ كما لو كان آلةً ضخمة؟
طالع المزيد من كتاب الفلسفة لطلاب البكالوريا ، للأستاذ أوبليل
[1] – أنصار النظرية الميكانيكية التقليدية (هنري بوانكاريه ؛ كلود بيرنار؛ ب.س لابلاس ..)
[2] – منقول عن كتاب (الوجيز في الفلسفة)، ص: 279 ، محمود يعقوبي، المعهد الوطني التربوي، الجزائر (1984-1985) .
توقعتها الأستاذه كذلك // مشكوووور