من آثار السلف الصالحين في المتحابين في الله
بسم الله الرحمن الرحيم
روى البيهقي رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال : ( إن الله تعالى يقول : إني لأهم بأهل الأرض عذاباً ، فإذا نظرت إلى عُمَّار بيوتي ، والمتحابين فيَّ ، والمستغفرين بالأسحار صرفت عذابي عنهم ) رواه البيهقي في شعب الإيمان .
وعن الحسن البصري رحمه الله قال : " كل من اتبع طريقة طاعة الحق تعالى لزمتك مودته ، ومن أحب رجلاً صالحاً فكأنما أحب الله عزوجل " .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : "لولا صحبة الأخيار ، ومناجاة الحق تعالى بالأسحار ، ماأحببت البقاء في هذه الدار " .
وقال أيضاً "لقاء الإخوان ليس يعدله عندي شيءٌ "
وقال مطرف بن الشخير : " أوثق أعمالي عندي حب الرجل الصالح " .
وقال أبو نصر بشر الحافي رحمه الله : عليك بصحبة الأخيار إن أردت الراحة في تلك الدار ، وتنفك من رق الأغيار " .
وقال أحمد بن الرفاعي رحمه الله : " مصاحبة أهل التقوى نعمة عظيمة من نعم الله على العبد " .
وقال أحد هم : " لا تبع ذرة من الحب في لله أو في الله بقناطير من الأعمال " .
وقال علي الوفا رحمه الله : " إذا أحببت أخاً في الله تعالى ، فاحفظه ، تزدد به من أحببته من أجله " .
وقال الشيخ محمد الشاذلي رحمه الله :"إذا رأيت نفسك معرضة عن أهل الله فاعلم أنك مطرود عن باب الله " .
وقال أيضاً : عليك بصحبة الفقراء فإنه لو لم يكن إلا أخذهم بيدك يوم القيامة ، مع مايحملون عن أصحابي في الدنيا من المصائب لكان في ذلك كفاية ، وكما استغنى بصحبتهم فقير ، وجبر كسير ، وارتفع وضيع ، وستر شنيع ، وهلك ظالم ، وارتفعت مظالم ، وفيهم ورد الحديث : ( بهم ترزقون وتمطرون وترحمون ) .
وقال الشيخ سليمان الخضيري رحمه الله : " من أراد أن يعطى الخير الكثير فليصاحب أهل المراقبة " .
وقال الشيخ علي الخواص رحمه الله : " من أراد أن يكمل إيمانه وأن يحسن ظنه فليصاحب الأخيار " .
وقال الشيخ عبدالقادر أفضل الدين رحمه الله :" عليك بالود في الله ، فقد ورد أن الله يقول لعبده : هل واليت لي ولياً أو عاديت لي عدواً " .
حشرنا الله تحت لواء حبيبهم الأعظم صلى الله عليه وسلم وجعلنا ممن يحيون هذه السنة العظيمة حتى تحيا بها الأمة وتكشف بها الغمة .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أتمنى من الكل التفاعل .
شكــــــــــرا على الموضوع الرائع
نتمنى أن نقتدي بالسلف الصالح
و يعم الحب في الله و لله
و نكون من الذي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله
سبحـــــــــــــــانه
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه
كان سليمان التيمي عنده زوجتان كانوا يقتسمون الليل أثلاثاً
قال أبو سليمان الداراني : والله لولا قيام الليل ما أحببت الدنيا
قال أبو الدرداء : صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور
قال ثابت : كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة
سألت ابنة الربيع أباها : يا أبتاه ، الناس ينامون ولا أراك تنام ؟ قال يا بنية إن أباك يخاف السيئات
قال طاووس : ما كنت أرى أحداً ينام في السحر
كان ابن مسعود إذا هدأت العيون قام فيسمع له دوي كدوي النحل حتى يصبح
كان عمرو بن دينار يجزأ الليل ثلاثة أجزاء : ثلثاً ينام وثلثاً يدرس وثلثاً يصلي
قال عبدالله بن داود : كان أحدهم إذا بلغ 40 سنة طوى فراشه ، كان لا ينام الليل
قال أبو عثمان النهدي : تضيفت أبا هريرة سبعاً ، فكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثاً ، يصلي هذا ، ثم يوقظ هذا ، ويصلي هذا ثم يوقظ هذا
كان زيد بن الحارث يجزىء الليل إلى ثلاثة أجزاء : جزء عليه وجزء على ابنه ، وجزء على ابنه الآخر
قال وكيع : كان علي والحسن ابنا صالح وأمهم قد جزءوا الليل ثلاثة أجزاء
قال ابن المنكدر : ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث قيــام الليل — ولقاء الإخوان — والصلاة في الجماعة
قال الأوزاعي : من أطال قيام الليل ، هوّن الله عليه وقوف يوم القيامة
منقوووووووول
جزاك الله خيرا على الموضوع المميز
جزاك الله خيرا
ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خيراً من أخٍ صالح".
قال الحسن البصري -رحمه الله-: "استكثروا في الأصدقاء المؤمنين
فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
قال بعض السلف: "إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهموم".
قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحبُّ فدم له على ما ُيحبُّ".
جاء رجل إلى الحسن البصري -رحمه الله-: فقال: "يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي. قال: أدِّبه بالذكر".
قال بعض السلف: "القلوب مشاكي الأنوار، ومن خلط زيته اضطرب نوره، فعُمِّيت عليه السَّبيل".
قيل للإمام أحمد -رحمه الله-: "كم بيننا وبين عرش الرحمن؟
قال: دعوة صادقة من قلب صادق".
يا رب املأ قلوبنا بحبك و العمل على طاعتك
مشكووور اخي على النصائح الثمينة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أما بعد:
فمن فضائل السلف: كثرة محاسبتهم لأنفسهم، ويقظتهم التامة حيال ما يقع من خلل وهفوات، واستدراك ذلك كله بالندم والاستغفار والتوبة، ومن الأخبار الواردة عنهم في محاسبة النفس ولومها:
مقت النفس:
قال أبو بكر رضي الله عنه: "من مقت نفسه في ذات الله، آمنه الله مقته" (مواعظ الصحابة ص95).
حاسبوا أنفسكم:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]" (الحلية1/52).
أكرهوا أنفسكم:
قال ابن الملوك: "إن الصالحين فيما مضى كانت أنفسهم تؤاتيهم على الخير عفواً، وإن أنفسنا لا تكاد تؤاتينا إلا على كرهٍ، فينبغي لنا أن نكرهها" (محاسبة النفس 143).
صفة المؤمن:
عن الحسن في قوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2].
قال: "لاتلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه، ماذا أردت بكلمتـي؟، ماذا أردت بـأكلتـي؟، ماذا أردت بشربتي؟… والعاجز يمضي قدماً لا يحاسب نفسه" (محاسبة النفس ص32).
لا تسيء إلى نفسك:
عن سفيان بن عيينة قال: "كان الرجل من السلف يلقى الأخ من إخوانه فيقول: يا هذا، إن استطعت أن تسيء إلى من تحب فافعل".
فقال له رجل: "وهل يسيء الإنسان إلى من يحب؟".
قال: نعم، نفسك أعز الأنفس عليك، فإن عصيت الله فقد أسأت إليها" (حفظ العمر ص68).
حوار مع النفس:
قال إبراهيم التيمي: "مثّلت نفسي في الجنة آكل ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثّلتُ نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي شيء تريدين؟، قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً، فقلت: فأنت في الأمنية فاعملي" (محاسبة النفس ص34).
ألست صاحبة كذا؟
قال مالك بن دينار: "رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟، ثم زمَّها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله، فكان لها قائداً" (محاسبة النفس ص34).
صفة المتقي:
قال ميمون بن مهران: "لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمِن حلال ذلك أم حرام" (الحلية 4/89).
عفوك اللهم:
قال خويل بن محمد: "كأن خويلاً قد وُقف للحساب فقيل له: يا خويل بن محمد، قد عمّرناك ستين سنة فما صنعت فيها؟"، فجمعت نوم ستين سنة مع قائلة النهار، وإذا قطعة من عمري نوم، وجمعت ساعات أكلي فإذا قطعة من عمري قد ذهبت في الأكل، ثم جمعت ساعات وضوئي، فإذا قطعة من عمري قد ذهبت فيها، ثم نظرت في صلاتي، فإذا صلاة منقوصة وصومٌ منخرق، فما هو إلا عفو الله أو الهلكة" (صفة الصفوة 3/348).
اترك ما لايعنيك:
مرَّ حسان بن أبي سنان بغرفة، فقال: "متى بنيت هذه؟ ثم أقبل على نفسه فقال: تسألين عما لا يعنيك؟ لأعاقبنك بصوم سنة فصامها" (الحلية 3/39).
عمر يحاسب نفسه:
قال أنس بن مالك: "دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حائطاً فسمعته يقول- وبيني وبينه جدار-: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ! والله لتتقينَّ الله يا ابن الخطاب أو ليعذبنّك" (محاسبة النفس ص31).
شهيد المحاسبة:
كان توبة بن الصمة محاسباً لنفسه، فحسب فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: "يا ويلتي! ألقى المليك بأحدٍ وعشرين ألف ذنب كيف؟ وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب ثم خرَّ مغشيًّا عليه فإذا هو ميت" (حفظ العمر ص69).
أفضل الأعمال:
قال عمر بن عبدالعزيز: "أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس" (محاسبة النفس ص82).
زاد العقلاء:
عن وهب بن منبه قال: "مكتوب في حكمه آل داود حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات:
ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحلّ ويحمد، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات، وإجماماً للقلوب" (محاسبة النفس ص36).
أخي…
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها *** لنفسي في نفسي عن الناس شاغلُ
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا لك
قال إمام الجرح والتعديل في عصره :" يحيى بن معين رحمه الله تعالى ".
استقبلتُ رجلاً في وجهه بأمر يكرهه،ولكن أبين له خطأه فيما بيني
وبينه، فإن قبل ذلك وإلاَّ تركته ". انظر سير أعلام النبلاء 11/83).
وبينه فنعم، وإن قرعني بين الملأ فلا " وهذا حق؛ فإن النصح في السر
حب وشفقة، والنصح في العلن انتقاص وفضيحة. وهذا هو قول
الشافعي رحمه الله: " من وعظ أخاه سرّاً فقد نصحه وزانه، ومن
وعظه علانية فقد فضحه وشانه ".(الإحياء 2 / 182)
المؤمنين : إنك أخطأت في كذا وكذا ، وأنصحك بكذا وبكذا ، فقال له
علي رضي الله عنه :" إذا نصحتني فانصحني بيني وبينك ، فإني
لا آمن عليكم ولا على نفسي حين تنصحني علناً بين الناس "
أحد، وعظوه سراً، )) حتى قال بعضهم: (( من وعظ أخاه فيما بينه
وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه )) .
الصلاة والصيام وانما ادرك عندنا بسخ بسخاء الأنفس وسلامة
الصدور والنصح للأمة "
يهتك ويعير)) (جامع العلوم: (ص:77).
ذكره الفضيل من علامات النصح، وهو أن النصح يقترن به
الستر، والتعيير يقترن به الإعلان))
على الناس كافة على ماذكرنا قبل، ولكن ابداءها لا يجب إلا سراً، لأن من
وعظ أخاه علانية فقدشانه، ومن وعظه سراً فقد زانه، فإبلاغ المجهود
للمسلم فيما يزين أخاه أحرى من القصد فيما يشينه))
ان خير الاعمال احمدها عاقبة واحسنها اخلاصا
فانصح سراً لا جهراً، وبتعريض لاتصريح، إلا أن لا يفهم المنصوح
تعريضك، فلابد من التصريح)) (
الرجل من أخيه شيئاً يأمره في رفق، فيؤجر في أمره ونهيه، وإن أحد
هؤلاء يخرق بصاحبه، فيستغضب أخاه، ويهتك ستره)) جامع العلوم: (ص77)
شرط القبول منك، فإن تعديت هذه الوجوه، فأنت ظالم لا ناصح، وطالب
طاعة وملك، لا مؤدي حق أمانة وأخوة، وليس هذا حكم العقل، ولا
حكم الصداقة، لكن حكم الأمير مع رعيته، والسيد مع عبده)) الأخلاق والسير: (ص44)
وتنفير، وقد قال الله تعالى: { فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً } (طه: من الآية44).
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )( متفق عليه )
في موضع النصح في السر) من علامات النصح، فالنصح يقترن به
الستر، والتعيير يقترن بها الإعلان)) الفرق بين النصيحة والتعيير: (ص36)
المرء ما ضر الآخر، ساء ذلك الآخر أم لم يسؤه، وأن يسره ما
نفعه، سر الآخر أو ساءه، فهذا شرط في النصيحة زائد على
شروط الصداقة )) الأخلاق والسير: (41)
دينه، ونظرله في صلاح دنياه، فقد أحسن صلته، وأدى واجب حقه…))
( تاريخ الطبري: (6/572)) .
مكتبة المسجد النبوي
منقـــــــول
بارك اللّه فيك على الموضوع القيّم واللّه إنّه يصلح أن يكون خطبة جمعة وأيّ جمعة!!!جمعة حاشدة بالملايين
فما مصيبة هذه الأمّه إلاّ النّصيحة في الجهر من كلّ من هبّ ودبّ ينفر النّاس عن الدّين
فاللّهم اصلح حال أمتّنا واهدنا لما تحبّ وترضى
بارك اللّه فيك على الموضوع القيّم واللّه إنّه يصلح أن يكون خطبة جمعة وأيّ جمعة!!!جمعة حاشدة بالملايين
فما مصيبة هذه الأمّه إلاّ النّصيحة في الجهر من كلّ من هبّ ودبّ ينفر النّاس عن الدّين فاللّهم اصلح حال أمتّنا واهدنا لما تحبّ وترضى |
يعطيك الصحة خويا فاروق فالقليل القليل من من يعرف ويفهم
المعنى الحقيقي للنصيحة السرية فالكثير يحب نشر النصيحة
علانية من أجل التقليل من قيمة المخاطب لا من أجل نصيحته
نسأل الله العافية
عودتنا أخي هديدو بكتاباتك القيمة، موضوع شيق يستحق الرد ويستاهل التقييم، لأن النصيحة جهرا أعني أمام الغير فيه تجريح للمشاعر . وخدش للأحاسيس، نسأل الله العافية. ونرجو و نسأله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه … واحسنه أن ننصح سرا و أن لا نبالغ في ذلك .. حتى لا ينفر منا الغير.. مواضيعك بناءة ننتظر منك المزيد والمزيد………………
فضل يوم عرفة وحال السلف فيه
فيوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات، وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره. وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران.
ويوم كهذا –أخي الحاج- حري بك أن تتعرف على فضائله، وما ميزه الله به على غيره من الأيام، وتعرف كيف كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه؟
نسأل الله أن يعتق رقابنا من النار في هذا اليوم العظيم.
1-إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آيه؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) "المائدة: 3" قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
2- قال صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) "رواه أهل السّنن". وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: (نزلت –أي آية (اليوم أكملت)- في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد).
3-إنه يوم أقسم الله به:
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: (وشاهد ومشهود) "البروج: 3"، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..) "رواه الترمذي وحسنه الألباني".
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: (والشفع والوتر) "الفجر: 3" قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك.
4-أن صيامه يكفر سنتين:
فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) "رواه مسلم".
وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
5- أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم.
فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد وصححه الألباني"
فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق !
6-أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف:
ففي صحيح مسلم عن عائشة _رضي الله عنها_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه أحمد وصححه الألباني".
وينبغي على الحاج أن يحافظ على الأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة ومنها:
* حفظ جوارحه عن المحرمات في ذلك اليوم: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل بن عباس رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه من خلفه، وجعل الفتى يلاحظ إليهن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ابن أخي، إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له) "رواه أحمد.
* الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم: فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة، فمنّا المكبر ومنا المهلل… ) "رواه مسلم"
* الإكثار من الدعاء بالمعفرة والعتق في هذا اليوم، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) "رواه الترمذي وحسنه الألباني".
فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين، ولا يتعدى في عدائه، ولا يستبطئ الإجابة، ويلح في الدعاء، فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء.
* ولتحذر _أخي الحاج _من الذنوب التي تمنع المغفرة في هذا اليوم، كالإصرار على الكبائر والاختيال والكذب والنميمة والغيبة وغيرها، إذ كيف تطمع في العتق من النار وأنت مصر على الكبائر والذنوب؟! وكيف ترجو المغفرة وأنت تبارز الله بالمعاصي في هذا اليوم العظيم؟!
* ومن آداب الدعاء في هذا اليوم أن يقف الحاج مستقبلاً القبلة رافعاً يديه، متضرعاً إلى ربه معترفاً بتقصيره في حقه، عازماً على التوبة الصادقة.
قال ابن القيم _رحمه الله _ :
لما طلعت شمس يوم التاسع سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة، وكان معه أصحابه ، منهم الملبي ومنهم المكبر، وهو يسمع ذلك ولا ينكر على هؤلاء ولا على هؤلاء، فنزل بنمرة حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرحلت، ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة، فخطب الناس وهو على راحلته خطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها.
وخطب صلى الله عليه وسلم خطبة واحدة، لم تكن خطبتين، فلمّا أتمها أمر بلالاً فأذن، ثم أقام الصلاة، فصلى الظهر ركعتين أسرّ فيهما بالقراءة، ثم أقام فصلى العصر ركعتين أيضاً ومعه أهل مكة وصلوا بصلاته قصراً وجمعاً بلا ريب، ولم يأمرهم بالإتمام، ولا بترك الجمع.
فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف، فوقف في ذيل الجبل عند الصخرات، واستقبل القبلة، وجعل جل المشاة بين يديه، وكان على بعيره، فأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنة، وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك، بل قال: (وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف).
وأرسل إلى الناس أن يكونوا على مشاعرهم ويقفوا بها، فإنها من إرث أبيهم إبراهيم، وهنالك أقبل ناس على أهل نجد، فسألوه عن الحج فقال: (الحج عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع تم حجه، أيام منى ثلاثة، فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه). وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره، وأخبرهم أن خير الدعاء دعاء يوم عرفة.
فلما غربت الشمس، واستحكم غروبها بحيث ذهبت الصفرة أفاض إلى عرفة، وأردف أسامة بن زيد خلفه، وأفاض بالسكينة، وضم إليه زمام ناقته، حتى إنّ رأسها ليصيب طرف رحله وهو يقول: (يا أيها الناس، عليكم السكينة، فإن البر ليس بالإيضاع) أي: ليس بالإسراع.
وكان صلى الله عليه وسلم يلبي في مسيره ذلك، ولم يقطع التلبية، فلما كان في أثناء الطريق نزل صلوات الله وسلامه عليه فبال، وتوضأ وضوءاً خفيفاً، فقال له أسامة: الصلاة يا رسول الله، فقال: (الصلاة- أو المصلى- أمامك).
ثم سار حتى أتى المزدلفة، فتوضأ وضوء الصلاة، ثم أمر بالأذان فأذن المؤذن، ثم قام فصلى المغرب قبل حط الرحال وتبريك الجمال، فلما حطوا رحالهم أمر فاقيمت الصلاة، ثم صلى عشاء الآخرة بإقامة بلا أذان، ولم يصل بينهما شيئاً ثم نام حتى أصبح، ولم يحي تلك الليلة، ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء.
أما عن أحوال السلف الصالح بعرفة فقد كانت تتنوع :
فمنهم من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء: وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!.
ومنهم من كان يغلب عليه الرجاء: قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
إذا ظهر لك _أخي الحاج_ حال السلف الصالح في هذا اليوم، فاعلم أنه يجب أن يكون حالك بين خوف صادق ورجاء محمود كما كان حالهم.
والخوف الصادق: هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط.
والرجاء المحمود: هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله، فهو راج لثواب الله، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله، فهو راج لمغفرته وعفوه.
قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) "البقرة: 218".
فينبغي عليك أخي الحاج أن تجمع في هذا الموقف العظيم وفي هذا اليوم المبارك بين الأمرين: الخوف والرجاء؛ فتخاف من عقاب الله وعذابه، وترجو مغفرته وثوابه.
فهنيئاً لك أخي الحاج، يا من رزقك الله الوقوف بعرفة بجوار قوم يجارون الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه، وتائب أخلص الله من التوبة وصدقه، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكه وأطلقه وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء، ويباهي بجمعهم أهل السماء، ويدنو ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، وأعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم بلغنا يوم عرفة واهدنا الى الصراط المستقيم وامتنا مسلمين بارك الله فيك اخي شكرا
بمروركم الطيب تتعطر الصفحات وبردودكم العطر تشرق البسمات
لكم مني شكرا يفوق عدد الصفحات بمعانى الاحترام وارقى التحيات
بمروركم الطيب تتعطر الصفحات وبردودكم العطر تشرق البسمات
لكم مني شكرا يفوق عدد الصفحات بمعانى الاحترام وارقى التحيات
من اخلاق الصحابة والسلف الصالح
كان أويس القرني إذا رماه الصبيان بالحجارة يقول:
يا إخوتاه، إن كان ولابد... فارموني بالصغار
لئلا تدموا ساقي فتمعنوني من الصلاة
وخرج إبراهيم بن أدهم إلى بعض البرارى
فاستقبله جندي فقال: أين العمران؟
فأشار إلى المقبرة، فضرب رأسه فشجه
فلما أخبر أنه إبراهيم، جعل يقبل يده ورجله
فقال: إنه لما ضرب رأسي سألت الله له الجنة
لأني علمت أنى أؤجر بضربه إياي
فلم أحب أن يكون نصيبي منه الخير ونصيبه منى الشر
وأجتاز بعضهم في سكة، فطرح عليه رماد من السطح
فجعل أصحابه يتكلمون.
فقال: من استحق النار فصولح على الرماد
ينبغي له أن لا يغضب.
جاء في البخاري من حديث ابن عباس رضى الله عنهما، أن رجلاً استأذن على عمر رضى الله عنه، فآذن له
فقال له: يا ابن الخطاب، والله ما تعطينا الجزل
ولا تحكم بيننا بالعدل
فغضب عمر رضى الله عنه، حتى هم أن يوقع به
. فقال الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم :
{خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]
وإن هذا من الجاهلين
فوالله ما جاوزها عمر رضى الله عنه حين تلاها عليه
وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل
شتم رجل ابن عباس رضى الله عنه فلما قضى مقتله
فقال: يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها؟
فنكس الرجل رأسه واستحى
وأسمع رجل معاوية كلاماً شديداً فقيل له: لو عاقبته؟
فقال: إني لأستحي أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي
وأقسم معاوية نطعاً
فبعث منها إلى شيخ من أهل دمشق فلم يعجبه فجعل عليه يميناً أن يضرب رأس معاوية
فأتى معاوية فأخبره
فقال له معاوية: أوف بنذرك وارفق بالشيخ.
جاء غلام لأبى ذر وقد كسر رجل شاة له
فقال له: من كسر رجل هذه؟
قال: أنا فعلته عمداً لأغيظك، فتضربنى، فتأثم
فقال: لأغظين من حرضك على غيظي
فأعتقه (أى الغلام)
شتم رجل عدى ابن حاتم وهو ساكت
فلما فرغ من مقالته
قال: إن كان بقي عندك شئ فقل قبل أن يأتي شباب الحي
فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا
دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة
فمر برجل نائم فعثر به، فرفع رأسه وقال: أمجنونٌ أنت؟
فقال عمر: لا
فهم به الحرس
فقال عمر:
مه إنما سألني أمجنون؟ فقلت: لا
لقي رجل على بن الحسين رضى الله عنهما، فسبه
فثارت إليه العبيد،
فقال: مهلاً
ثم أقبل على الرجل فقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر
ألك حاجة نعينك عليها ؟
فاستحى الرجل
فألقى عليه خميصة كانت عليه
وأمر له بألف درهم
فكان الرجل بعد ذلك يقول:
أشهد أنك من أولاد الرسول
المصدر : كتاب مختصر منهاج القاصدين لابن قدامه رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا الاخت حياة على الطرح المميز لكي مني اجمل تحية
عفوا لك اخي و اشكرك على المرور العطر
بارك الله فيك حياة
أمتعتينا بأخلاق الصحابة
شكـــــــــرًا
عفوا يا رحيل