الثقافة البيئية.. لماذا نحن بحاجة إليها؟؟
ثقافة البيئة، أو ما ينبغي عمله من أجل الحفاظ على البيئة وحمايتها أو التفاعل والتعاطي معها، تقوم على عدّة ركائز، منها:
1 ـ الشعور بالمسؤولية:
الإحساس بالمواطنة، وأنّك جزء من هذا الوطن أو البلد، وأنّه بيتك الكبير، وأبناؤه إخوانك.. سعادتك من سعادته وما يصيبه يصيبك.. ثقافة تتلقى دروسها الأولى من أمّك وهي تعلِّمك كيف تُلقي المُهمَل في سلّة المهملات، وأن تبقى نظيفاً ومرتباً في البيت والمدرسة والشارع.. وفي أولى وصايا أبيك في أن لا تقطع شجرة ولا تقتل عصفوراً.. ولا تُخرِّب أو تعتدي على ممتلكات غيرك..
إنّ الطالب أو التلميذ الذي يكتب على مقعد الدراسة ويحوّله إلى لوحة مشوّهة تتداخل فيها الرسوم والخطوط والكلمات المبعثرة والألوان المتنافرة.. لا يقدِّر المسؤولية..
وراكب الحافلة الذي ينقش على المقعد المخصّص للركّاب والمسافرين قلباً وسهماً وكلمات ورموز غير لائقة.. يسيء لنفسه أوّلاً.. وللمال العام ثانياً.. ولأبناء وطنه ثالثاً..
والذي يأكل الموزة ويرمي قشرها على قارعة الطريق ثمّ يضحك من الذين يسقطون بسببه.. انسان عديم الذوق والإحساس..
وذاك الذي يبصق في مرأى ومسمع من الناس القريبين منه.. لا يُقدِّر مدى الاشمئزاز والقرف الذي يصيبهم جرّاء فعلته، ناهيك عمّا يُسبِّبه لهم من أذى نفسي وصحّي..
والشواهد اليومية.. كثيرة. وعكسها موجودة.. أيضاً.
فالذي يرفع القمامة من غرفة الدرس حتى لو لم يكن هو الذي رماها.. تلميذ مسؤول..
والذي يمتنع عن التدخين ـ وهو مدخّن ـ في مكان عام أو مغلق.. إنسان يحترم حريّة وصحّة ومزاج الآخرين..
والذي ينظف أنفه في الحمام.. أو يستخدم المنديل عند العطاس يعطي انطباعاً عن ذوق ولطف وكياسة..
والذي يزيح الحجارة أو القناني المكسورة أو أي شيء يُسبِّب الأذى في الطريق.. يعمل بمبدأ إسلامي وهو (إماطة الأذى عن طريق الناس).
هذه هي المسؤولية.. أشعرُ بها حتى ولو لم تكن هناك لافتة أو تحذير أو إشعار..
كيف أشعر بالمسؤولية إزاء البيئة؟
إذا أحببتُ لغيري ما أحبّ لنفسي.. هذا أوّلاً.
وثانياً: أن أكون أنموذجاً صالحاً لغيري.
إنّ الموظف أو التلميذ أو الفرد في الأسرة الذي لا يترك التبريد أو التدفئة أو الإضاءة مفتوحة وهو خارج غرفته.. إنسان أو مواطن مسؤول.
أمّا الذي لا يشعر لا برقابة داخلية ( وخزة ضمير) ولا برقابة خارجية.. فهو عديم المسؤولية، وقد تكون اللافتة أمام ناظريه لكنّه يتعمّد خرقها.. وربّما عرف الصحيح لكنّه يستسهل الخطأ..
2-النظافة والصحّة:
كيف نحصل على بيئة نظيفة وصحّية؟
ليست هناك إجابة جاهزة على هذا السؤال.. كلّ ما من شأنه أن يحقِّق النظافة، ليصبّه في خدمة البيئة النظيفة..
نَظِّف الزاوية التي أنت فيها.. وبدوري سأقوم بتنظيف المكان الذي أنا فيه.. وبهذا تتسع دوائر النظافة.. وإذا اتسعت حلّت الصحّة والعافية وشاع الصفاء والنقاء والبهجة.. للبولونيين مثل يقول: (لو قام كلُّ امرئ بالتنظيف حول بيته لأصبحت كلُّ مدينة نظيفة)! فالنظافةُ بعضها من بعض وهي لا تتجزّأ.
قد يكون للتعليمات الصحّية الصادرة عن وزارات الصحّة نفع في دفع الذين لا يلتزمون بالنظافة إلاّ بالإنذار والقانون أن يراعوها للغرامات المالية أو العقوبات المترتبة على مخالفتها، لكنّ هؤلاء سرعان ما يديرون ظهرهم للقانون إذا كان القانون نائماً أو مشغولاً عنهم..
عين الرقابة المفتوحة تساعد في التطبيقات الحازمة لكنّها لا تجلب النظافة دائماً.. ثقافة النظافة أن نعتبر المحلّة أو المدينة هي بيتنا الثاني.. الصينيون يذهبون أكثر من ذلك.. هم يقولون: (العالم هو بيتنا.. حافظ على نظافته)!
في ثقافتنا الإسلامية الصحّية.. الطهارة تعني النظافة لأنّها تحصل بإزالة القذارات والنجاسات.. وهل النظافة غير ذلك؟ يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ الله طيِّب يحبّ الطيب، نظيف يحبّ النظافة».
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يربط بين النظافة وتحسّن الأحوال المعيشية: «كنس البيوت ينفي الفقر». وورد في الأمثال: «النظافةُ نصفُ الغنى». فما علاقة النظافة بالغنى؟
إنّ المتجر النظيف أجلب للزبائن. ، والبيت النظيف أشرح للصدر.. وأكثر بهجة للضيوف.
والحديقة النظيفة تسرّ الناظرين. ، وحافلة النقل النظيفة، والقطار النظيف، والطائرة النظيفة تستقطب الركاب والمسافرين أكثر من غيرها..
المطاعم والفنادق الواقعة في المناطق النظيفة، والتي تراعي شروط النظافة يرتادها زبائن وسيّاح أكثر..
أمّا سواحل البحار والأنهار النظيفة فيتكاثف الناس فيها ممّا يحقِّق لمقاهيها ومطاعمها ونواديها النظيفة أرباحاً طيِّبة..
بعد هذا.. أليست النظافةُ تجلبُ الغنى؟!
ليس الغنى وحده.. بل الصحبة والعشرة الطيِّبة أيضاً.. ففي الحديث: «تنظّفوا بكلّ ما استطعتم (من أدوات النظافة) فإنّ الله بني الإسلام على النظافة، ولن يدخل الجنّة إلاّ كلّ نظيف».
التفت.. النظافةُ لا تجلب الغنى فقط.. إنّها سبب لدخول الجنّة أيضاً!
هل تعلم أنّ الأشياء النظيفة (تُسبّح)؟!
كيف؟ !! لا ندري.
هكذا جاء في بعض الأحاديث، غير أنّ نقاء الثياب والأماكن وطهارتها جزء من طهارتنا.. وكلّما كانت طاهرة ونظيفة.. كانت أدعا إلى الصفاء وذكر الله..
3 ـ الثقافة الجمالية والذوقية:
شيء من النظافة + شيء من الذوق الفنّي يُحيلان البيوتات البسيطة أو الفقيرة إلى جنينات..
ليست فخامة الأثاث والديكور هما الجمال الوحيد..
انظر إلى متجر يكدِّس البضاعة فوق بعضها البعض.. وقارنهُ بآخر يعرض بضاعته ومنتوجاته بطريقة فنّية فيها لمسة جمالية راقية.. قد تكون بضائع الأوّل أغلى وأثمن.. لكن أسلوب العرض هو الذي جعل الزبائن يقبلون على الثاني ويُعرضون عن الأوّل..
الذوق الجمالي ليس شيئاً ترفياً في العناية بالبيئة.. هو جمالها المكمّل.. هو مسؤوليتك ومسؤوليتي ومسؤولية الدولة..
صاحب البلدية ذو الذوق الرفيع يساهم في توفير أسباب الجمال في المدينة..
فأعمدة الكهرباء ذات الأبعاد المتناسقة والألوان المتجانسة والمصابيح الموحّدة تضفي على جوّ المدينة ـ خاصة في الليل ـ طابعاً شاعرياً قريباً من القلب..
والحدائق العامة التي تتوزع فيها النوافير وكأنّها ولدت هناك.. وأصص وأحواض الورود الزاهية المبثوثة في جنباتها، والتي لا تفتر يد البستانيين في تقليمها وتشذيبها والعناية بسقايتها، وهندسة أشجارها.. تغرسُ في مخيلة الناظر نشوة جمالية.. وقد تعلِّمه درساً في تذوّق الجمال.
السير المروري المنتظم أو المنظّم وفق إشارات ضوئية تُراعى من قبل السائقين.. يقفون حيث تُضيء إشارة الوقوف.. ويتحركون عندما تشتعل إشارة الحركة.. هو نهرٌ جار من السيارات المتدفقة في تناسق بديع.. (قارن ذلك مع ما تشاهده من فوضى مرورية في بعض بلداننا)!!
قد لا نحتاج إلى أقوال طائلة حتى نُدخل الجمال أو نزرعه في كلّ مكان.. ما نحتاجه ـ أحياناً ـ الذوق والروح التعاونية واللمسات الجمالية..
البيئة لوحة فنية رائعة.. ومَن يتعامل معها على أنّها كذلك فيراعي نظافتها.. وجمالها وروائحها وألوانها وظلالها.. هو فنان حتى ولو لم يدرس الفنّ!
هل أنت معنا في أنّ البيئة لا تحتاج النظافة فقط وإنّما إلى الروح الفنّية الجميلة أيضاً؟!
4 ـ الالتزام الشرعيّ:
نحنُ مسلمون.. والإحساس بمسؤولية المواطنة.. والاعتناء بالصحّة والنظافة ومراعاة الذوق الجماليّ الرفيع من صُلب أدبنا وثقافتنا..
إنّ الإسلام الذي يعلّمني أن أرفع الأذى عن طريق المسلمين ويعتبر ذلك صدقةً لي أُثاب وأُكافئ عليها، يدعوني إلى احترام البيئة وعدم الإضرار بها حتى ولو لم أجد لافتة مكتوب عليها (ممنوع) وأخرى عليها (جمجمة تتقاطع عليها عظمتان) وثالثة عليها علامة (× ) .. الخ.
هذا الإسلام نفسُه يطالبني بعدم الاعتداء على جيراني بأن أرفع حائطاً بيني وبينهم يحجبُ عنهم الضوء والهواء، وهو ذاتُه الذي يربّيني على أن لا أخدش حاسّة الشمّ لديه بما ينبعث من بيتي من روائح كريهة أو أصوات مزعجة!
فهل أحتاج ـ أنا المتأدِّب بتعاليم الإسلام ـ إلى أن أُحذِّر من عدم السعال والعطاس والبصاق بدون منديل يمنع انتشار الفيروسات أو العدوى؟
هل أنا بحاجة إلى تنبيه أو إلفات نظر أنّ رائحة الثوم والبصل والجوارب المتعرّقة تثير الاشمئزاز والتقزّز؟
الثقافة البيئية.. هي ثقافة شرعية.. فما دام فيها احترام لصحّة وذوق ومشاعر الإنسان نفسه، وصحّة وذوق ومشاعر الآخر، فهي في الصميم من ثقافتنا الشرعية والإسلامية حتى ولو لم ترد فيها نصوص صريحة!
إنّ معنى الجار الصالح ليس فقط الذي يُلقي التحية عليَّ في الصباح، بل الذي لا يتعمّد الإساءة إليَّ في إلقاء نفاياته أمام بيتي..
ومعنى المواطنة الصالحة ليس الالتزام بالتعليمات والقوانين الرسمية فقط، بل التي لا تتجاوز على حقوق الآخرين.. فالذين يكتبون الشعارات، ويُلصقون الصور والإعلانات على جدران البيوت والمحلاّت بدون إذن أصحابها يتصرّفون في أموال الناس بدون رضاهم، ممّا لا يجيزه الإسلام لهم، فخارجُ البيت كداخله وتابعٌ له.. فكما لا يحقّ لي الاعتداء أو التعدّي على حرمته..
واس – الجزائر: أُعلن في الجزائر أنه سيتم قريباً صنع طائرة جزائرية بدون طيار تُستخدم
في الأغراض البيئية، قام بتصميمها فريق من الباحثين من مخبر "علم الطيران وأنظمة الدفع
" بجامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران غرب الجزائر.
ويمكن للطائرة أن تحلق على ارتفاع 7 آلاف متر في استقلالية كاملة لمدة 36 ساعة.
ويصل امتداد أجنحة الطائرة إلى 3 أمتار، وطول هيكلها إلى مترين ونصف المتر، وهي موجهة
للاستخدامات المدنية، وبخاصة مهام المراقبة البيئية مثل الصيد البحري والتوقعات الجوية
والقياسات العلمية ورسم الخرائط، وفق ما صرح به المسؤول عن المشروع.
ويمكن أن تمتد مهام الطائرة بدون طيار إلى ضبط حركة المرور من خلال الصور التي ترسل إلى
المصالح المختصة، مع إمكانية توظيفها في مكافحة الإرهاب وحراسة الحدود.
وقال أحد الخبراء المشاركين: إن التحدي العلمي القائم يتمثل في صنع الطائرة بأقل تكلفة؛ لتكون
قادرة على القيام بمهام لفترة طويلة في مجال واسع للتحليق، بغض النظر عن الظروف المناخية.
أتمنى ردودكم
أتمنى الردود
توصيات ملتقى جهوي احتضنته قسنطينة
دعوة إلى إدراج محاور التربية البيئية في المناهج التربوية
رفعت جمعية حماية الطبيعة والبيئة بولاية قسنطينة مجموعة من التوصيات، خلال اختتام الملتقى الجهوي حول التربية البيئية في الوسط التربوي، تحت شعار ”من أجل بيئة متوازنة”، بمشاركة العديد من الولايات الشرقية بمتوسطة الإخوة بسكري بقسنطينة، إلى الحكومة تطالب بإدراج محاور التربية البئية ضمن المقرر الدراسي.
وجهت الجمعية نداءها إلى وزارة التربية، والبيئة، والمعهد الوطني للتكوينات البيئية، ناهيك عن وزارة السياحة، تطالب فيه بإنجاز المشاريع البيئية بالمؤسسات التربوية، وبرمجة دورات ولائية وجهوية ووطنية، وإنشاء مجلس استشاري للتربية البيئية، واستثمار وسائل الإعلام والاتصال في التوعية (الصحفي الصغير الإعلامي)، وتدعيم التكوين البيئي في مجال التربية البيئية، وإدراج محاور التربية البيئية في مواد أخرى، وتخفيف حجم الساعات المسندة للأساتذة لصالح مواد التربية البيئية، وإنشاء مكتبة خضراء عبر المؤسسات التربوية، وضرورة إشراك المجتمع المدني الفعال والشركاء مع المؤسسات التربوية، واستحداث جائزة خضراء عبر كل المؤسسات وفتح مجال الإبداع، وإنشاء دار للتربية البيئية في كل ولاية.
وشدد الحاضرون على ضرورة إنشاء النوادي البيئية على مستوى جميع المؤسسات التربوية، مؤكدين بأن الوضع البيئي في الجزائر بحاجة إلى تفعيل القوانين لضمان محيط سليم يضمن صحة المواطن وجمالية الأحياء والمدن. ودعا المشاركون إلى ضرورة فرض غرامات صارمة على المعتدين على البيئة والمحيط، مثلما هو معمول به في العديد من الدول، ناهيك عن إطلاق حملات التحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة ميدانيا، وليس برفع الشعارات فقط، حتى تصبح الثقافة البيئية جزءا لا يتجزأ من سلوكيات المواطن الجزائري اليومية، بعدما أصبحت الجزائر تصنف من بين أكثـر عواصم العالم تلوثا. وناقش مختصون في البيئة والتربية، بداية هذا الأسبوع، خلال هذا الملتقى، مشكل النفايات الكيميائية التي تفرزها المخابر الموجودة على مستوى المؤسسات التربوية والمطروح منذ عدة سنوات، خاصة وأنها تعتبر مواد خطيرة وسامة تؤثـر على صحة التلاميذ، إذ تقوم كل مؤسسة بتخزينها داخل محيطها على أمل أن يتم جمعها والتخلص منها.
وطالبت ممثلة عن مديرية البيئة لقسنطينة، خلال الملتقى، المسؤولين عن المؤسسات التربوية بجمعها في منطقة محددة ليتم نقلها إلى المؤسسة الخاصة بالتخلص من النفايات، كما أكدت المتحدثة أن المناطق الصناعية الموجودة بالولاية هي المسؤولة عن التلوث، حيث يتم التخلص من النفايات في أغلب الحالات بطريق غير مطابقة للنصوص.
واحتضنت فعاليات هذا الملتقى متوسطة الإخوة بسكري بقسنطينة، والذي نظمته مديرية التربية بالتنسيق مع جمعية حماية الطبيعة والبيئة بمشاركة 9 ولايات من الشرق، بهدف ترسيخ الثقافة البيئية لدى فئة الأطفال، وإيجاد الحلول الممكنة للمشاكل البيئية، إضافة إلى تبادل الخبرات والزيارات بين الولايات من أجل توسيع المعارف البيئية، وكذا إنشاء وتفعيل النوادي البيئية في الوسط التربوي
المصدر صحيفة الفجر
التربية البيئية المدرسية
تمثل التربية البيئية محوراً مهماً من محاور مناهج العلوم في التعليم العام، وهي من التجديدات التي ظهرت في السبعينيات من القرن الماضي نتيجة للممارسات الخاطئة للإنسان مع بيئته، وإساءة استغلال مواردها، ما أدى إلى العديد من المشكلات البيئية.
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
التربية البيئية المدرسية.doc | 61.5 كيلوبايت | المشاهدات 71 |
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
التربية البيئية المدرسية.doc | 61.5 كيلوبايت | المشاهدات 71 |
http://www.ouarsenis.com/up/download85727.html