انتقادات للقرارات غير المدروسة لبابا أحمد عشية الدخول المدرسي
”مشكلة ثقل المحفظة لن تحل بتوحيد الأدوات المدرسية”
لا تزال مشكلة المحفظة المدرسية تثير مخاوف أولياء أزيد من 8 ملايين تلميذ، خاصة ما تعلق بالذين يزاولون دراستهم في الابتدائي والمتوسط، فرغم الإجراءات التي لجأت إليها وزارة التربية بتحديد قائمة للأدوات المدرسية للتخفيف من ثقلها وحديثها عن عقوبات للمخالفين عن تطبيقها، إلا أن المتتبعين للشأن التربوي يعتبرون أن ذلك ليس حلا للقضاء على مشكلة ثقل المحافظ، باعتبار أن ألاف المتمدرسين يدرسون بمؤسسات بعيدة عن منازلهم وملزمون بأخذ مستلزمات الصباح والمساء من كراريس وكتب.
ويرى مختصون أن تقليص حجم الكراريس والأدوات المدرسية من قبل وزارة التربية الوطنية ليس حلا للقضاء على مشكل المحفظة الثقيلة التي تتسبب في عواقب وخيمة على الأطفال المتمدرسين، باعتبار أن الكتب المدرسية حافظت عليها الوزارة والتلميذ مجبر على حملها، وهي التي تتسبب في ثقل المحفظة، خاصة ما تعلق بتلاميذ المناطق النائية الذين يضطرون إلى قطع أزيد من 5 كيلومترات للوصول إلى مدارسهم، ما يجعلهم مجبرين على حمل مستلزمات الصباح والمساء مما يثقل المحفظة باعتبار أنهم لا يعودون إلى منازلهم في الظهيرة.
هذا في الوقت الذي لم يفصل فيه بعد وزير التربية عبد اللطيف بابا احمد في تقسيم الكتاب المدرسي إلى جزئين، وفي تخفيف البرامج المكثفة التي اعتبرها أساتذة بأنها وراء المحفظة الثقيلة للمتمدرسين، وذلك في ظل انتقادات وجهت إلى الوزير حول مقترح تقسيم الكتاب إلى قسمين، باعتبار أنه في العديد من المواد الكتاب أصلا في جزئين، خاصة في الطور المتوسط.
”كل محفظة تزيد عن 3 كلغ تسبب التواءً في العمود الفقري”
ويرى رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، في تصريحه لـ”الفجر”، أن الحل الأمثل هو تقسيم الكتاب المدرسي إلى ثلاثة أجزاء، ويخصص كتاب لكل فصل، مع أهمية مراجعة كثافة البرامج، في ظل تحذيرات البروفيسور مصطفى جودي من مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية العمومية ”حسن بادي” للحراش، من حمل التلاميذ لمحافظ ثقيلة، لأنه قد يسبب لهم التواء في العمود الفقري.
وأكد البروفسور في حديث مع وكالة الأنباء الجزائرية أن ”المحفظة الثقيلة التي تفوق ثلاث كيلوغرامات تتسبب في التواء العمود الفقري للتلميذ”، فقد أظهرت دراسات علمية أنه توجد علاقة وطيدة بين حمل محفظة ثقيلة لمدة ولمسافة طويلتين والتواء العمود الفقري.
وأوضح البروفيسور جودي أن المحفظة التي يفوق وزنها 11 كيلوغراما لا تناسب البنية الجسدية للطفل، ما يعرقل نموه، مضيفا أن الأطفال النحفاء وطويلي القامة أكثر عرضة لالتواء العمود الفقري الذي يمكن أن يزداد حدة مع الوقت مما يتطلب إجراء عملية جراحية، وأشار أيضا إلى نقص المنشآت القاعدية والمصالح المتخصصة للتكفل بالأطفال المصابين بالتواء العمود الفقري عبر التراب الوطني. وذكر بأنه تم توجيه مجموعة من الاقتراحات لوزارة التربية الوطنية حتى يتم تخفيف محتوى المحفظة.
وحسب المختص ذاته، يمكن استبدال الكتب والأدوات المدرسية بالألواح الإلكترونية الموصولة بالأنترنت أو بالحواسيب المحمولة التي تعد أقل تكلفة من الكتب ومسلية أيضا. وفيما يخص محتوى المحفظة يوصي بأن تشمل فقط بعض اللوازم الأساسية كالأقلام وأدوات الرسم الضرورية لتعلم الكتابة وتطوير القدرات الذهنية وبأن لا يتجاوز وزنها 3 كيلوغرامات.
وفي هذا الشأن أمرت وزارة التربية الوطنية رؤساء المؤسسات التربوية بتوحيد قائمة الأدوات المدرسية بالنسبة إلى مرحلة التعليم الابتدائي، مهددة بفرض عقوبات على كل من تسول له نفسه الخروج عن هذه القائمة التي جاءت بعد توصيات الجماعة التربوية بخصوص تخفيف حجم المحفظة، معتبرة الخروج عنها بمثابة الخط الأحمر، وحثت الأولياء والمعلمين على ضرورة التقيد التام بما جاء فيها، مهددة بفرض عقوبات على كل من تسول نفسه الخروج عن هذه القائمة التي جاءت بعد توصيات الأسرة التربوية بخصوص تخفيف حجم المحفظة بالنسبة لتلاميذ مرحلة التعليم الابتدائي.
المصدر صحيفة الفجر.