ذكر الأستاذ بديع الزمان النَّورْسي عدداً من الحِكَم المستفادة من صيام شهر رمضان المبارك، الذي وصفه بأنه أسطع الشعائر الإسلامية وأجَلَّها، وأنه يأتي في أوائل الأركان الخمسة للإسلام.
وبيَّن الأستاذ بديع الزمان النُّورْسي أن أكثر الحِكم المتمخضة عن صوم رمضان تتوجه إلى إظهار ربوبية الحق تبارك وتعالى، كما تتوجه إلى حياة الإنسان الاجتماعية، وإلى حياته الشخصية، وتتوجه أيضاً إلى تربية النفس وتزكيتها، وإلى القيام بالشكر تجاه النِّعَم الإلهية.
وقد ذكر الأستاذ النُّورْسي في إحدى رسائله، وهي الرسالة المسمى بـ "المكتوبات" تسع حِكَمٍ تُستفاد من صيام شهر رمضان المبارك.
ولأهمية هذه الحِكَم فقد ارتأينا إفرادها وجمعها في مكان واحد، فتجمع منها تسع حكم قصيرة في مادتها، بيد أنها غنية في مضمونها. وقد اجتهدنا أن نضع لكل حكمة عنواناً مستوحى من مضمونها، والحِكَم في الأصل غير معنونة، وإنما جاءت تحت عنوان "نكات" .
قال بديع الزمان النُّورْسي:
إن الله سبحانه وتعالى قد خلق وجه الأرض مائدة ممتدة عامرة بالنِّعَم التي لا يحصرها العدُّ، وأعدها إعداداً بديعاً من حيث لا يحتسبه الإنسان. فهو سبحانه يبين بهذا الوضع كمال ربوبيته ورحمانيته ورحيميته، بيد أن الإنسان لا يبصر تماماً -تحت حجاب الغفلة وضمن ستائر الأسباب- الحقيقة الباهرة التي يفيدها، ويعبر عنها هذا الوضع، وقد ينساها.
أما في رمضان المبارك، فالمؤمنون يصبحون فوراً في حكم جيش منظم، يتقلدون جميعاً وشاح العبودية لله، ويكونون في وضع متأهب قبيل الإفطار؛ لتلبية أمر القادر الأزلي: "تفضلوا" إلى مائدة ضيافته الكريمة…فيقابلون -بوضعه هذا- تلك الرحمة الجليلة الكلية بعبودية واسعة منظمة عظيمة…
تُرى، هل يستحق أولئك الذين لم يشتركوا في مثل هذه العبودية السامية، وفي مثل هذه الكرامة الرفيعة أن يُطلق عليهم اسم إنسان؟!
……يتبع