(وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ) (فصلت : 23 )، فهؤلاء لما ظنوا أن الله سبحانه لا يعلم كثيرا مما يعملون ، كان هذا إساءة لظنهم بربهم فأرداهم ذلك الظن ، وهذا شأن كل من جحد صفات كماله ونعوت جلاله ووصفه بما لا يليق به ، فإذا ظن هذا أنه يُدخله الجنة كان هذا غرورا وخداعا من نفسه وتسويلا من الشيطان لا إحسان ظَنٍّ بربه ..
فيا لله ما ظن أصحاب الكبائر والظلمة بالله إذا لقوه ومظالم العباد عندهم ، فإن كان ينفعهم قولهم حسَّنَّا ظنوننا بك لم يعذب ظالم ولا فاسق فليصنع العبد ما شاء ، وليرتكب كل ما نهاه الله عنه وليحسِّن ظنه بالله فإن النار لا تمسه ، فسبحان الله ما يبلغ الغرور بالعبد ..
فهذا حسن ظن .. , والأول غرور
ربي حسن خلقنا بالإيمان واجعل حسن الظن بابا نفتحه كلما دخلنا لعبادتك لتدعنا نصاب بالغرور إذا نجحنا وعلمنا أن الحمد هو أول مراتب الشكر .
دمتم سالمين .
علاج الغرور
الإكثار من الصلوات (اللهم صلى على محمد وآل محمد) مع الإعتقاد الكامل بها.
الزهد
أن تملك نفسك وتتقرب من الله تعالى في كل فعل وعمل
وترك المعاصي وعدم الخضوع لزينه الدنيا
علاج الغرور
إكثار من قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) علاج الغرور
دواء الوسواس
إكثار من قول ( لا اله الا الله علاج الوسواس)
القرب من الله:
ان تكون صادقا فترك المعصية للعمر كله ، حتى ولو كان ألف سنة
شكررراااا لك.
الدنيا متاع الغرور
الحمدلله الذي جعل الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
وبعد:
الحقيقة أن الدنيا قد أقبلت وتزينت وتوسعت وأصبحت هم كثير من الناس صباحاً ومساءً.
والنبي صلى الله عليه وسلم خاف ذلك على أمته لعلمه أنها فتنة مهلكةً لهم , فقد جاء في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم {فو الله لا الفقر أخشى عليكم ,ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها , وتهلككم كما أهلكتهم }
وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله , أكلتنا الضبع _ يعني من شدة الجدب _ فقال النبي صلى الله عليه وسلم { غير ذلك أخوف عندي أن تصب عليكم الدنيا صباً }
ففي هذه الأحاديث وعد وتخوف , وعد بأن الله سيبسط عليهم الدنيا ,وتخوف عليهم من هذا البسط .
فقد تخوف الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته من فتنة الحياة الدنيا, ومن أن تبسط عليهم فيكون فيها هلاكهم وفساد دينهم وتمزيق وحدتهم.
وعن كعب بن عياض قال : سمعت قال:الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال }
لذلك اشتد تحذيره صلى الله عليه وسلم لأمته من الاغترار بالدنيا أو الركون إليها وأخبر أنها موضع لامتحان الناس وابتلائهم فكان يقول : { إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها ,فينظر كيف تعملون , فاتقوا الدنيا واتقوا النساء}
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال {كن في الدنيا كأنك غريب أو عبير سبيل }
والإنسان في الدنيا غريب على الحقيقة, لان الوطن الحقيقي هو الجنة وهي التي أنزل الله منها الأبوين في البداية , وإليها المرجع إن شاالله تعالى بفضله ومنه ,قال ابن رجب : {لما خلق الله آدم عليه السلام أُسكن هو وزوجته الجنة , ثم أُهبط منها, ووعد بالرجوع إليها وصالحوا ذريتهما , فالمؤمن أبداً يحن إلى وطنه الأول , وحب الوطن من الإيمان }
فالإنسان في هذه الدنيا مسافر , فلا ينبغي أن يتخذها المؤمن وطناً ومسكناً إذ أنها دار ممر سريع , الراكب فيها لا يفتر ليلاً ولانهاراً , والمسافر ربما ينزل منزلاً فيستريح , ولكن مسافر الدنيا لا ينزل , بل هو دائماً في سفر. كل لحظة تنقضي تقطع شوطاً من هذه الدنيا لتقرب من الآخرة .
قال ابن رجب : { أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم ألبته ,وإنما هو سائر في قطع منازل السفر , حتى ينتهي به السفر إلى آخره , وهو الموت ومن كانت هذه حاله في الدنيا , فهمته تحصيل الزاد للسفر, وليس همة في الاستكثار من متاع الدنيا ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه أن يكون بلاغهم في الدنيا كزاد الراكب }وعلى هذا جاءت آيات كثيرة في القرآن لتقرر هذه الحقيقة وتحذر من الاغترار بالدنيا والتعلق بها
قال تعالى {فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل }التوبة *38*
وقال تعالى {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } آل عمران *185*
ولحب الدنيا علامات منها :
*تواصل اشتغال العبد بها حتى مايكاد شغله ينتهي
قال الحسن { إياكم وماشغل من الدنيا , فإن الدنيا كثيرة الأشغال لايفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب }
*أن صاحبها كثير الهموم مشتت الذهن مضطرب النفس
قال الرسول صلى الله عليه وسلم { من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ,وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ماقدر له }
*ومن علامات حب الدنيا : حب أهلها والتملق لهم ومحاباتهم واتخاذهم أخلاء وعدم إنكار منكرهم
*ومن علامات حب الدنيا :إكثار صاحبها من ذكرها ,إذن أن من أحب شيئا أكثر من ذكره فلا يرى صاحب الدنيا إلا وهو يتحدث عن المال وطرق جمعه وتحصيله , وعن أصناف المأكل والملبس والمسكن , أوعن الأزواج والبنين أوعن الأسواق والمشتريات
آثار حب الدنيا :
1_ أن حبها يقضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر الله
2_ أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ماكان له فيها ومن أحب مالعنه الله ومقته فقد عرض نفسه للعنه ومقته
3_إنه إذا أحبها صيرها غاية وتوسل إليها بالأعمال التي جعلها الله وسائل إليه وللدار الآخرة وهذا شر معكوس حيث جعل الوسيلة غاية ثم توسل بأعمال الآخرة إلى دنياه
ومن هؤلاء الثلاثة التي تسعر بهم النار: الغازي, والمتصدق, والقارئ, الذين أرادوا بتلك الأعمال الدنيا والنصيب العاجل والحديث في مسلم.
فانظروا إلى محبة الدنيا كيف حرمت هؤلاء الأجر وأفسدت عليهم عملهم وجعلتهم أول الداخلين إلى النار.
4_ أن محبتها تعترض بين العبد وبين فعل ما يعود عليه نفعه في الآخرة باشتغاله عنه بمحبوبه .
فمنهم : من شغلته عن الإيمان وتحقيقه وعن عبودية القلب فيؤدي الواجبات ظاهراً لا باطناً
ومنهم من شغلته عن كثير من الواجبات . ومنهم من شغلته عن واجب يعارض تحصيلها وإن قام بغيره
5_ أن محبتها تجعلها أكبر هم للعبد , فيشتت لذلك شمله وجميع أموره ويظل يشعر بالحاجة والفقر مهما حصل له منها وتضطرب لها نفسه فيؤثر ذلك على صحته بأمراض وسقام متنوعة ليس لها سبب سوى حمل هم الدنيا وحبها والتعلق بها
6_ حب الدنيا يورث طول الأمل الذي يلقي على بصيرة الإنسان غشاوات الغفلة فينسى الآخرة والسعي لها فلا يحسب للموت الذي قد يباغته وهو غارق في آثامه سارح في أو هامه حسابا
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا , ولا مبلغ علمنا , واقطع عنا همومها , واجعل اللهم همنا وسعينا في رضاك
أسال الله أن يجعل فيما كتبنا تجلية للحق , وتنبيهاً للغافل, وأن يكون زاداً لنا إلى الجنة . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقوووووووول
بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين
جزيت كل خير
شكراااا على مرورك اختي هبة الرحمان
الغرور
السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ..
" لا يدخل الجنه من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "!!!!
نسأل الله السلامه من التكبر والغرور ومن اصحابها ..
اترككم مع مختارات واجمل ماقيل عن هذا المرض …
ما تعاظم أحد على من دونه إلا بقدر ما تصاغر لمن فوقه…
أبو حيان التوحيدي
من علامات الانهيار العصبي أن يظن الإنسان أن ما يفعله في غاية الأهمية…
برتراند راسل
الغرور هو المخدر الذي يسكن ألام الغباء…
فرانك ليهي
الغرور هو أن ترى في نفسك ما لا يستطيع الآخرون رؤيته…
جورج هيجنز
الغرور هو تعويض الطبيعة للتفاهة…
مجهول
الغرور هو ما تقدمه الطبيعة الكريمة لتخفيف ألام الحمقى…
بيلامي بروكس
أكثر الناس تزدهيهم الأماني، ويعبث بعقولهم الإغراء، فإذا هم من صرعى الغرور…
طه حسين
عجبت لابن أدم يتكبر، وأوله نطفة وآخره جيفة…
الإمام علي بن أبي طالب
الغرور دليل على الذل أكثر منه دليل على الكبر…
جوناثان سويفت
لا يوجد درجات للغرور، يوجد فقط درجات في إخفاؤه…
مارك تواين
ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي…
فرانسوا دو لا روشفوكول
——————————————————————————–
بسم الله الرحمــــــــــــــان الرحيــــــــــــــــــم**
*مــــــــــا الفرق بيــــن الثــــقة والـــــــــغرور*
نقابل في حياتنا اليومية مئات من البشر مختلفين الصفات
في الطبيعة،وفي الاخلاق،وفي الشكل،فبعضهم يكون طيب
والآخر شرير،وبعضهم صادقا ،والآخر كـــــــــــــــــا ذبا.
ويمكن ان نميز بشكل واضح بين الطيب والشريـــــــــــر
و بين الكاذب والصادق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن كيف يمكننا ان نفرق بين المغرور
والواثق من نفسه.
نقابل كثير من الاشخاص واحد منهم يقول أنا بامكاني
ان أ فعل كذا وكذا دون منازع ولا احد يشك في قدرتي.
ويأتي الآخر ويقول نفس الكــــــــــــــــــــــــــــــــلام .
ومن هذه الامثلة لا يمكن ان نفرق بين من هو مغرور
وبين من هو واثــــــــــــــــــق من نفسه.
فالمـــــــــغرور يقول نفس الكـــــــــــلام
والـــــــــواثق من نفسه يقول نفس الكلام
ورغم ان هناك فرق كــــــبير بين الغرور
والثقة بالنفس الاانهمـــا قريبين من بعض.
ولان هذين المفهومين متلازمين فان الكثير
من الناس يفهم الآخر بشكل خــــــــــاطئ
فيمكن ان يكون الشخص واثــق من نفسه
ولكن نحكم عليه بالغروروالعكس صحيح
فنظلم المظلــــــــــوم ونعطي الحق للظالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال المطـــــــــــروح
كيف يمكنكم أن تميـــزوا
بين الواثــــــق من نفسه
وبين المــــــــغرور؟؟؟
تحيـــــــــــــــــــــــــاتي.
من خلال الافعال الي الطابق قول كل واحد فيهم
واذا أمعنت النظر في بعض جوانبه الأخرى وجدته ضعيفا عاجزا ،تؤذيه الذبابة الشاردة ، وتقتله النسمة الباردة , والإنسان العاقل هو الذي لا ينسى جوانب الضعف والعجز فيه ،فمن علائم الخير في كل أمة أن تنجو من مرضين خطيرين ، مرض الغرور ومرض الإحتقار .
أما الغرور فهو أن ترى أفرادها يحتقرون كل من سواهم ويتطاولون الى ما ليس في قدرتهم حتى ليرتفع أحدهم عن الإصغاء الى النصيحة والإستماع للرأي ،والخضوع لكبير أو الإجلال لعالم ، وحين تبتلى الأمة بمثل هذا المرض تستعصي على نصح الناصحين ، وتنحدر وهي تظن أنها في أعلى عليين ، وتتراكم عليها المصائب وهي تظن أنها في أتم صحة ،تتكالب عليها الدنيا وهي تظن أنها أقوى من أعدائها ،تهزمهم بصرخه ، وتردهم بإشارة وتدفعهم عنها بالضجه والثرثرة .
أما المرض الثاني فهو مرض احتقار النفس .. وما اقساه من مرض على الأمة ..اذ يشل فيها الوعي والحياة والحركة ويجعلها ذليله أمام كل جبار ،ضعيفة أمام كل قوي فكم من أمتنا من قضى عليهم الخمول والكسل والعزلة ،، ولو سألتهم عن ذلك لأجابوك:من نحن ؟ وما قيمتنا؟ وما شأننا في الحياة؟وهل نستطيع ان نوقف الشمس او نؤخر عجلة الزمان ؟ كلا .. المسلم شيء عظيم يستطيع أن يفعل أشياء وأشياء ،ولكن مثل هؤلاء في مجتمعنا كثيرون ، وأعجب من ذلك أن هؤلاء المصابين بمرض الخمول والإحتقار ومن مصاب بداء الغرور فهو يقدر نفسه في أمته تقدير المغرور المتبجح ، ولكنه يضع نفسه أمام الأعداء موضع الحقير الذي ليس من حقه أن يرفع رأسا أو يطلب كرامة أو يناشد حرية .
وما أجمل أدب الإسلام وتعليمه حين نهاناعن هذين المرضين ،، فهو يبعدنا عن الغرور بتذكيرنا دائما بقدرة الله فوق قدرتنا ، قال تعالى ( وما بكم من نعمة فمن الله).
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وإن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل، وكثير من الطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم لو استغلوها لاستطاعوا أن يفعلوا الكثير،
الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد ، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرف أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل و التأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم..اكتسبوا كل ذرة فيها.
روي عن يزيد بن المهلب الذي كان أميرًا ولكن شاء الله أن يحبس، فهرب من الحبس فمر برهط
من أهل البرية رعاة فقال لفتاه: استسقنا منهم لبنًا فسقوه فقال: أعطهم ألفًا فقال الفتى: إنهم
لا يعرفونك فقال: ولكني أعرف نفسي.
والثقة بالنفس لا تعني الغرور أو الغطرسة، وإنما هي نوع من الاطمئنان المدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح والحصول على ما يريده الإنسان من أهداف.يقول الشافعي رحمه الله :
‘من ساما بنفسه فوق ما يساوي رده الله تعالى إلى قيمته’
لكن ما هي العوامل التي تجعل الانسان يفقد ثقته في نفسه؟
وكيف يقوي الانسان ثقته في نفسه؟
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااا
شكرا على مرور العطر
معنى الغرور
معنى الغرور :لغة : يطلق الغرور في اللغة على عدة معان أهمها :
أ- الخداع سواء أكان للنفس أو للغير ، أو للنفس وللغير معاً ، تقول : غرّه ، يغرّه ، غروراً أي خدعه ، وغرّ نفسه يغرها غروراً تعنى خدعها .
ومنه قوله تعالى { وما يعدهم الشيطان إلا غروراً }
ب- ما يؤدى إلى الغرور ، وما يوقع فيه ، قال الجوهري ، و الغرور بالضم ما اغتر به من متاع الدنيا .
ومنه قوله سبحانه { يا أيها الناس إن وعد الله حق ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور } .
اصطلاحاً : أما في اصطلاح الدعاة أو العاملين فإن الغرور : هو إعجاب العامل بنفسه إعجاباً يصل إلى حد احتقار أو استصغار كل ما يصدر عن الآخرين بجنب ما يصدر عنه ، ولكن دون النيل من ذواتهم أو الترفع على أشخاصهم .
ولا شك أن من كان بهذه المثابة فهو مخدوع ، وتبعاً لذلك فإننا يمكن أن نفهم مدى التلاقي بين المعنى الاصطلاحي و المعنى اللغوي .
أسباب الغرور
ولما كان الغرور شدة الإعجاب بالنفس ، فإن أسبابه التي تؤدى إليه وبواعثه التي توقع فيه هي في جملتها أسباب الإعجاب بالنفس ويزاد عليها :
( 1 ) إهمال النفس من التفتيش والمحاسبة :
إذ قد يكون السبب في الغرور إنما هو إهمال النفس من التفتيش والمحاسبة ذلك أن بعض العاملين قد يبتلى بالإعجاب بالنفس ولإهماله نفسه من التفتيش والمحاسبة يتمكن الداء منه ويتحول إلى احتقار أو استصغار ما يقع من الآخرين بالإضافة إلى ما يقع منه وبذلك يصير مغرورا ولعل هذا هو السر في وصية الإسلام بالتفتيش في النفس ومحاسبتها أولا بأول :
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون }
(2) الإهمال أو عدم المتابعة والأخذ باليد من الآخرين :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هو الإهمال أو عدم المتابعة والأخذ باليد من الآخرين :
ذلك أن بعض العاملين قد يصاب بآفة الإعجاب بالنفس ويكون من ضعف الإرادة وخور العزيمة وفتور الهمة بحيث لا يستطع التطهر بذاته من هذه الآفة وإ نما لابد له من متابعة الآخرين ووقوفهم بجواره وأخذهم بيده وقد لا يلتفت الآخرين إلى ذلك فيقعدون عن أداء دورهم وواجبهم وحينئذ تتمكن هذه الآفة من النفس وتتحول بمرور الزمن إلى غرور والعياذ بالله 0
ولعل ذلك هو السر في تأكيد الإسلام على النصيحة حتى جعل الدين كله منحصرا فيها وراجعا إليها : إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) قلنا : لمن ؟ قال : الله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسمين وعامتهم ) ولعله السر أيضا في دعوته إلى التضامن والتعاون بين المسلمين :إذ يقول الله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى } ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه )
(3) الغلو أو التشدد في الدين :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هو الغلو أو التشدد في الدين ذلك أن بعض العاملين قد يقبل على منهج الله في غلو وتشدد وبعد فترة من الزمان ينظر حوله فيرى غيره من العاملين يسلكون المنهج الوسط فيظن لغفلته أو عدم إدراكه طبيعة هذا الدين أن ذلك منهم تفريط أو تضيع ويتمادى به هذا الظن إلى جد الاحتقار والاستصغار لكل ما يصدر عنهم بالإضافة إلى ما يقع منه وذلك هو الغرور
ولعل ذلك هو بعض السر في دعوة الإسلام إلى الوسطية بل وتحذيره من الغلو أو التشدد في الدين :
إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم للرهط الذين عزموا على التبتل واعتزال الحياة: ( أنتم قلتم كذا وكذا : أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى ) ويقول : ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاثا يعنى : المتعمقين المجاوزين الحدود في أقوالهم ( إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين ) ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا 000 الحديث )
(4) التعمق في العلم لاسيما غرائب وشواذ المسائل مع إهمال العمل :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هو التعمق في العلم لاسيما غرائب وشواذ المسائل مع إهمال العمل :ذلك أن بعض العاملين قد يكون كل همه التعمق في العلم لاسيما غرائب وشواذ المسائل مع إهماله العمل وربما لاحظ أثناء طرح هذه المسائل غفلة بعض العاملين عنها وعدم إلمامهم بها إنما لأنها ثانوية لا يضر الجهل بها وإما لأنه لا يترتب عليها عمل فيخطر بباله أن هؤلاء لا يتقنون من مسائل العلم شيئا وإن أتقنوا فإنما هو قليل في جانب ما لديه من الغرائب والشواذ وما يزال هذا الخاطر يتردد في نفسه ويلح عليه حتى يتحول إلى احتقار واستصغار ما لدى الآخرين بالإضافة إلى ما عنده وذلك هو داء الغرور 0
ولعل ذلك هو السر في دعوة الإسلام إلى أن يكون السعي في طلب العلم دائما حول النافع والمفيد إذ كان من دعائه صلى الله عليه وسلم( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها ) بل وفي تأكيده على أن يكون هذا العلم مقرونا بالعمل وإلا كان الهلاك والبوار إذ يقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }
{ أتأمرون الناس بالير وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون }
وإذ يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ( يجئ بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون : أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه )
(5) الوقوف عند الطاعات مع نسيان المعاصي والسيئات :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هو الوقوف عند الطاعات مع نسيان المعاصي والسيئات ذلك أننا جميعا بشر وشأن البشر سوى النبيين الصواب والخطأ وإذا غفل العامل عن ذلك فإنه كثيرا ما يقف عند الطاعة أو الصواب في الوقت الذي ينسى فيه المعصية أو الخطأ وتكون العاقبة الإعجاب بالنفس المقرون باحتقار ما يقع فيه الآخرون إلى جانب ما يصدر عنه وهذا هو الغرور
ولقد لفت المولى سبحانه وتعالى النظر إلى هذا السبب أو إلى هذا الباعث وهو يمدح صنفا من المؤمنين يؤدى الطاعة ويخاف أن يكون قد وقع منه ما يحول بينه وبين قبولها فقال : { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } تقول عائشة رضى الله تعالى عنها قلت يا رسول الله : ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال : ( لا يا بنت الصديق ولكنه الذي يصلى ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل )
كما لفت النبي صلى الله عليه وسلم النظر إلى ذلك حين دعا إلى أن يكون التعويل بعد الفراغ من العمل على فضل الله ورحمته لا على العمل نفسه وإلا كان الغرور والضياع فقال : ( لن ينجى أحدا منكم عمله ) قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشئ من الدلجة والقصد تبلغوا ) وقد عبر عن ذلك كله بوضوح سيدنا عبد الله بن مسعود حين بين أثر تذكر الذنب ونسيانه على سلوك الإنسان فقال ( إن المؤمن من يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا أي نحاه بيده ودفعه عنه )
(6) الركون إلى الدنيا :
وقد يكون السبب في الغرور هو الركون إلى الدنيا : ذلك أن بعض العاملين قد يفطن إلى أنه مبتلى بآفة الإعجاب بالنفس بيد أنه لركونه إلى الدنيا وانغماسه فيها ربما يعتريه الكسل فلا يستطيع أن يجمع همته لمداواة نفسه بل قد يأخذ في التسويف وتأخير التوبة وبمرور الزمن يتحول الإعجاب بالنفس إلى داء أكبر وأبعد ألا وهو الغرور
وقد لفت القرآن الكريم النظر إلى هذا السبب أو إلى هذا الباعث من خلال ذم الدنيا والتحذير منها إذا اتخذها الناس هدفا أو غاية فقال { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما }
{ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا } { إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون }
وقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة : إن أعطى رضى وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله وأشعت رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذى له وإن شفع لم يشفع ) وقلما كان صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه :
( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منها واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ) .
ولقد وعى سلف الأمة ما يجره الركون إلى الدنيا والاطمئنان إليها على المرء من وبال فأعرضوا عنها إلا بمقدار ما يتزودون منه للآخرة وجرى ذلك كثيرا على ألسنتهم يقول على رضى الله تعالى عنه :_
( ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهم بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ) .
ويقول الحسن رحمه الله :-
( من نافسك في دينك فنافسه فيه ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره ) .
ويصور بعضهم هذا الوعي وذلك الإحساس قائلا :
إن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحى وطنا
جعلوه لجة واتخذوا صالح العمال منها سفنا
7- رؤية بعض ذوى الأسوة والقدوة على حال دون الحال التي ينبغي أن يكونوا عليها :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هي رؤية بعض ذوى الأسوة والقدوة على حال دون الحال التي ينبغي أن يكونوا عليها .
ذلك أن بعض ذوى الأسوة والقدوة قد ينزلون لسبب أو لآخر عن الحال التي ينبغي أن يكونوا عليها من أخذ أنفسهم بالعزيمة في غالب الأحيان إلى حال أقل منها من أخذ أنفسهم بالرخص في بعض الأوقات .
وربما رأي ذلك من يحاول الإقتداء والتأسي بهم ولقلة رصيده من الفقه أو لعدم اكتمال تربيته يتوهم أو يظن أنهم بذلك دونه في العمل بمراحل ويظل هذا الوهم أو هذا الظن يلاحقه ويلح عليه حتى يتحول والعياذ بالله إلى الإعجاب بالنفس ثم الغرور .
merci mon frére
meeeeeeeeeeeeeeeeerciiiiii
thhhhhhhhhhhhhhhhhanks
الله يخليك
شكرا على الموضوع
تحياتي
موضوع ممتاز بارك الله فيك ..
ننتظر جديدك ..
الله يخليك
شكرا على الموضوع
تحياتي