الدخول المدرسي 2022-2015
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد:
بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم فإن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
آل عمران102
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
النساء1.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70 } يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
[الأحزاب71،70 ]
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
ثم أما بعد ..
اسال الله العلي القدير ان يوفقنا الى طلب العلم ويقوينا عليه كتلاميذ اولا ثم كمربين
والله الموفق.
رد: الدخول المدرسي 2022-2015
|
رد: الدخول المدرسي 2022-2015
وفقنا الله و اياكم لما فيه الخير و الصلاح و سهل لنا أداء مهمتنا التربوية على أكمل وجه.
|
رد: الدخول المدرسي 2022-2015
نسال الله العلي القدير ان يجعلكم شموعا تضيئ طريق تلامذتنا وان يكتب النجاح على ايديكم وان يبلغكم رسالتكم التربوية التعليمية على اكمل وجه انه على كل شيئ قدير بالتوفيق لجميع الاساتذة والتلاميذ بارك الله في مسعاكم جميعا
|
رد: الدخول المدرسي 2022-2015
نتمنى عودة ميمونة لجميع الطلاب و الأساتذة و العمال
|
رد: الدخول المدرسي 2022-2015
بارك الله فيكم
بسم الله الرحمن الرحيم بما أنك قد سلكت طريق طلب العلم فاعلم أنك على خير وإلى خير بإذن الله تعالى, فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (..ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله لـه طريقاً إلى الجنة) [أخرجه مسلم]. وإني موصيك –ومن بطرفك من أصحابنا وأحبابنا- بوصايا مهذبة مذهبة, باختصار وإجمال, دون إخلال: 1 – ترك المعاصي والذنوب: قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال: 29]. قال محمد بن إسحاق: "(فرقاناً) أي: فصلاً بين الحق والباطل".اهـ قال العماد ابن كثير رحمه الله: "فإن من اتقى الله بفعل أوامره, وترك زواجره وُفق لمعرفة الحق من الباطل".اهـ [تفسير القرآن العظيم 2/301-302]. عن ابن مسعود رضي الله عنه, قال: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه للخطيئة يعملها".اهـ [رواه وكيع في الزهد برقم: (329)]. وقال الإمام وكيع بن الجراح رحمه الله: "استعينوا على الحفظ بترك المعصية".اهـ [رواه ابن حبان في روضة العقلاء ص29]. وقال الإمام الشافعي رحمه الله: شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نورٌ *** ونور الله لا يُهدى لعاصي [ديوان الشافعي ص41]. وقال أحد السلف: "نظرت إلى شاب مستحسن فنسيت القرآن بعد أربعين سنة".اهـ [انظر: صيد الخاطر ص113]. 2 – الإخلاص لله في طلب العلم: قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) [البينة: 5]. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى..) [الحديث؛ متفق عليه]. وعن حماد بن سلمة, قال: "من طلب الحديث لغير الله مُكر به".اهـ [سير أعلام النبلاء 7/448]. وعن الدارقطني رحمه الله, قال: "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله".اهـ [تذكرة السامع ص47]. وقال الإمام الغزّالي في تذكير المتعلم بالإخلاص: "أن يكون قصد المتعلم في الحال: تحلية باطنه وتجميله بالفضيلة، وفي المآل: القرب من الله سبحانه والترقي إلى جوار الملأ الأعلى من الملائكة والمقربين، ولا يقصد به الرئاسة والمال والجاه ومماراة السفهاء ومباهاة الأقران".اهـ [إحياء علوم الدين 1/66]. 3 – العمل بالعلم: قال الله تعالى: (خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ) [البقرة: 63]. قال مجاهد: "(بقوة): بعمل بما فيه".اهـ [انظر: تفسير القرآن العظيم 1/105]. وقال الله تعالى: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) [آل عمران: 7]. قال الإمام مالك رحمه الله: "الراسخ: العالم العامل, فإذا لم يعمل بعلمه فهو الذي يقال فيه: نعوذ بالله من علم لا ينفع".اهـ [القبس شرح موطأ مالك بن أنس لابن العربي 3/1057]. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع..) وذكر منها: (وعن علمه ماذا عمل فيه) [أخرجه الترمذي والطبراني والبزار وغيرهم]. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه, قال: "يا حملة العلم اعملوا به, فإن العالم من علم ثم عمل, ووافق علمه عمله".اهـ [الموافقات 1/41]. وقال وكيع بن الجراح رحمه الله: "كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به".اهـ [الباعث الحثيث ص158]. وقال سفيان بن عيينة: "من عمل بما يعلم, كفي ما لم يعلم".اهـ [سير أعلام النبلاء 8/467]. وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "إنما قصر بنا عن علم ما جهلنا تقصيرنا في العمل بما علمنا".اهـ [المحرر الوجيز 12/240]. وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: "والعلم يُراد للعمل, كما العمل يراد للنجاة, فإذا كان العلم قاصراً عن العمل, كان العلم كلاً على العالم, ونعوذ بالله من علم عاد كلاً, وأورث ذلاً, وصار في رقبة صاحبه غلاً".اهـ [اقتضاء العلم العمل ص158]. ونصح الإمام ابن الجوزي ابنه فقال له: "إياك أن تقف مع صورة العلم دون العمل به, فإن الداخلين على الأمراء والمقبلين على أهل الدنيا قد اعرضوا عن العمل بالعلم فمنعوا البركة والنفع به".اهـ [لفتة الكبد في نصيحة الولد ص66]. وقال الإمام الغزالي: "والعالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا".اهـ [إحياء علوم الدين 1/66]. وقال الإمام النووي رحمه الله: "وينبغي أن يستعمل ما يسمعه من أحاديث العبادات والآداب فذلك زكاة الحديث وسبب حفظه".اهـ [تدريب الراوي 2 / 144]. 4 – الصبر على طلب العلم؛ قال الله تعالى: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً، قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً، وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً، قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) [الكهف: 66 – 69]. قال الشيخ العلامة عبد القادر بن عبد العزيز فك الله أسره: "فلما طلب موسى عليه السلام التعلم، أرشده الخضر إلى أهم ما يلزم طالب العلم ألا وهو الصبر".اهـ [الجامع في طلب العلم الشريف ص205]. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر) [أخرجه البخاري]. وعن يحيى بن أبي كثير رحمه الله قال: "لا يستطاع طلب العلم براحة الجسد".اهـ [رواه مسلم]. وقال الجنيد بن محمد: "باب كل علم نفيس جليل مفتاحه بذل المجهود".اهـ [الجامع لأخلاق الراوي 2/180]. وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "والناس طبقات في العلم, موقعهم من العلم بقدر درجاتهم فيه, فحق على طلبة العلم بلوغ جهدهم في الاستكثار من علمه, والصبر على كل عارض دون طلبه, وإخلاص النية لله في إدراك علمه نصاً واستنباطاً, والرغبة إلى الله في العون عليه فإنه لا يُدرك خير إلا بعونه".اهـ [الفقيه والمتفقه 2/102]. وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: "فحقيق على المتوسم به استفراغ المجهود في طلبه –أي العلم-".اهـ [الفقيه والمتفقه 2/71]. 5 – الاستمرارية في طلب العلم؛ قال الله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) [طه: 114]. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا) [رواه البزار والدارمي]. وعن سعيد بن جبير قال: "لا يزال الرجل عالماً ما تعلم, فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون ".اهـ [تذكرة السامع ص27]. وقال الإمام مالك رحمه الله: "إن كان الرجل ليختلف للرجل ثلاثين سنة يتعلم منه".اهـ [الديباج 1/99]. وعن الحر بن عبد الرحمن قال: "طلبت إعراب القرآن خمساً وأربعين سنة".اهـ [التاريخ الكبير 3/82]. وقال ثعلب عن إبراهيم الحربي: "ما فقدته في مجلس نحو ولا لغة نحواً من خمسين سنة" [طبقات الحنابلة 1/89]. وقيل لابن المبارك: "إلى كم تكتب الحديث؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أسمعها بعد".اهـ [شرف أصحاب الحديث ص68]. وقال الحسن بن منصور الجصاص: قلت لأحمد بن حنبل: "إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قال: حتى يموت".اهـ [شرف أصحاب الحديث ص68]. وقال عبد الله بن محمد البغوي: "سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر".اهـ [شرف أصحاب الحديث ص68]. وذكر محمد كردعلي في "كنوز الأجداد" (ص:123): ".. عن بعض الثقات، أنه كان بحضرة أبي جعفر الطبري قبل موته، وتوفي بعد ساعة أو: أقل منها، فذُكر لـه هذا الدعاء عن جعفر بن محمد، فاستدعى محبرة وصحيفة فكتبه، فقيل لـه: أفي هذه الحال؟! فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى الممات".اهـ وقال الزرنوجي: "صناعتنا من المهد إلى اللحد, فمن أراد أن يترك علمنا هذا ساعة, فليتركه الساعة".اهـ [تعليم المتعلم طريق التعلم ص111]. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الاستمرار في طلب العلم لمن شرع فيه, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ولهذا مضت السنة، بأن الشروع في العلم والجهاد يلزم، كالشروع في الحج، يعنى أن ما حفظه من علم الدين، وعلم الجهاد ليس له إضاعته".اهـ [مجموع الفتاوى 28/186 – 187]. 6 – الاعتناء بحفظ العلم؛ قال الله تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) [العنكبوت: 49]. عن أبي زيد بن أخطب, قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن, فأعلمنا أحفظنا" [أخرجه مسلم]. عن مروان بن محمد قال: "ثلاثة لا يستغني عنها صاحب العلم: الصدق والحفظ وصحة الكتب".اهـ [رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/36]. وقال الأعمش: "احفظوا ما جمعتم؛ فإن الذي يجمع ولا يحفظ كالرجل كان جالساً على خوان يأخذ لقمةً لقمة, فينبذها وراء ظهره؛ فمتى تراه يشبع؟!".اهـ [الجامع لأخلاق الراوي 2/248]. وقال عبد الرزاق بن همام: "كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تعده".اهـ [الحث علي حفظ العلم لابن الجوزي ص 11 – 13]. وقال الإمام الشافعي رحمه الله: علمي معي حيثما يممتُ ينفعني *** قلبي وعاء له لا بطنُ صندوقِ إن كنت في البيتِ كان العلمُ فيه معي *** أو كنت في السوقِ كان العلم في السوقِ [ديوان الشافعي 51]. وقال الإمام ابن الجوزى رحمه الله: "فإن الله عز وجل خَصَّ أمتنا بحفظ القرآن والعلم.. وعلى هذا فليس العلم إلا ما حصل بالحفظ".اهـ [الحث علي حفظ العلم لابن الجوزي ص 11 – 13]. وقال الإمام الماوردى رحمه الله: "وربما استثقل المتعلم الدرس والحفظ، واتكل بعد فهم المعاني، على الرجوع إلى الكتب والمطالعة فيها عند الحاجة، فلا يكون إلا كمن أطلق ما صادَهُ ثِقة بالقدرة عليه، بعد الامتناع منه، فلا تُعْقِبه الثقة إلا خجلا، والتفريط إلا ندما. – إلى أن قال – والعرب تقول فى أمثالها حَرْفٌ في قلبك، خير من ألف في كتبك، وقالوا: لاخير في علم لايَعْبُرُ معك الوادي، ولايَعمُرُ بك النادي".اهـ [أدب الدنيا والدين ص 65]. وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي: "كنت أعيد كل درس مائة مرة, وإذا كان في المسألة بيت شعر يُستشد به حفظت القصيدة كلها من أجله".اهـ وقال عمر بن شبّة: "أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة".اهـ [تهذيب التهذيب 6/416]. 7 – الاعتناء بفهم العلم؛ قال الله تعالى: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا) [الأنبياء: 78-79]. عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي مما ليس في كتاب الله؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة؛ إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن, وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل, وفكاك الأسير, وأن لا يقتل مسلم بكافر. [أخرجه البخاري]. قال سفيان الثوري رحمه الله: "معرفة معاني الحديث وتفسيره أشد من حفظه".اهـ [الآداب الشرعية 2/119]. وقال علي بن المديني رحمه الله: "التفقه في معاني الحديث نصف العلم, ومعرفة الرجال نصف العلم".اهـ [مقدمة تهذيب الكمال 1/165]. وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: "صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده, بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما..".اهـ [إعلام الموقعين 1/87]. 8 – الإكثار من القراءة والنظر في الكتب وعدم الاكتفاء بالأخذ عن المشايخ؛ قال الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1-5]. قال أبو عمرو بن العلاء: "ما دخلتُ على رجل قط ولا مررت ببابه فرأيته ينظر في دفتر وجليسه فارغ إلا حكمتُ عليه واعتقدت أنه أفضل منه عقلاً".اهـ [جامع بيان العلم وفضله 2/360]. وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "فسبيل طالب الكمال في طلب العلم: الاطلاع على الكتب التي قد تخلفت من المصنفات, فليكثر من المطالعة.. وما يخلو كتاب من فائدة".اهـ وسئل الإمام البخاري رحمه الله عن دواء للحفظ, فقال: "إدامة النظر في الكتب".اهـ [جامع بيان العلم وفضله 2/357]. وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في "جامع بيان العلم وفضله" 2/359: ومما يحفظ قديماً: نعم المحدث والجليس كتاب *** تخلو به إن ملك الأصحاب لا مفشياً سراً ولا متكبراً *** وتفاد منه حكمة وصواب وقيل للمأمون: ما ألذ الأشياء؟ قال: التنزه في عقول الرجال".اهـ -يعني قراءة الكتب-. وقال بعض الوزراء: "يا غلام ائتني بأنس الخلوة, ومجمع السلوة", فظن جلساؤه أنه يستدعي شراباً, فأتاه بسفط فيه كتب! وقال شيخنا أبو بصير الطرطوسي حفظه الله: " غزارة المطالعة والاطلاع .. بحيث تقرأ ـ فيما ينفعك في دينك ودنياك ـ في اليوم الواحد مالا يقل عن خمس ساعات".اهـ [مذكرة في طلب العلم ص59]. هذه بعض الوصايا سقتها على عجالة, مع أن الموضوع يحتاج إلى كتاب لا إلى فتوى مقتضبة أو مقالة, وما هي إلا قطرة من مطرة, وغيض من فيض.. ويطيب لي في ذيل هذه الوصايا أن أسوق لك نتفاً يسيرة تبين لك حال أهل العلم مع القراءة ومطالعة الكتب, لأشحذ بذلك همتك, وأقوي عزيمتك, فلا تكل ولا تمل.. فهذا الإمام المزني رحمه الله قرأ كتاب الرسالة في أصول الفقه للشافعي, خمسين مرة. [انظر: مقدمة محقق الرسالة ص4]. وهذا فقيه العراق عبد الله بن محمد: طالع كتاب "المغني" ثلاثاً وعشرين مرة. [ذيل طبقات الحنابلة 2/411]. وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "وإني أخبر عن حالي: ما أشبع من مطالعة الكتب, وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز.. ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر, وأنا بعدُ في الطلب".اهـ ودخل الطبيب على أبي بكر الأنباري في مرض موته, فنظر إلى مائه –أي: بوله- فقال: "قد كنت تفعل شيئاً لا يفعله أحد", ثم خرج, فقال: "ما يجيء منه شيء", قال له: "ما الذي كنت تفعل؟", قال الأنباري رحمه الله: "كنت أعيد كل أسبوع عشرة آلاف ورقة".اهـ وعن الحسن اللؤلؤي قال: "لقد غبرت لي أربعون عاماً ما قمتُ ولا نمت إلا والكتاب على صدري".اهـ [جامع بيان العلم وفضله 2/360]. وعن عبد الرحمن بن تيمية قال عن أبيه: "كان الجدُّ إذا دخل الخلاء يقول لي: اقرأ في هذا الكتاب، وارفع صوتك حتى أسمع".اهـ وقال أبو هلال العسكري: "حكي لي عن بعض المشايخ أنه قال: رأيت في بعض قرى النَّبط فتى فصيح اللهجة حسن البيان, فسألته عن سبب فصاحته مع لُكنَةِ أهل جِلدته, فقال: كنت أَعمد في كل يوم إلى خمسين ورقة من كتب الجاحظ. فأرفع بها صوتي في قراءتها, فما مرَّ بي إلا زمان قصير حتى صرتُ إلى ما ترى.اهـ [الحث على طلب العلم ص72]. وكان الجاحظ –المعتزلي- يكتري الدكاكين من الوراقين, ويبيت فيها للنظر في الكتب. وهذا الشيخ الإمام عبد الله عزام رحمه الله, وهو يتناول الغداء يأمر أحد أبنائه أن يقرأ عليه بعض الكتب.
وقد أخبرني بعض مشايخي أنه أختصر فتح الباري لابن حجر كاملاً في نحو أربعة أشهر.. وأخيراً: إن أردت كتاباً مرشداً لطالب العلم, لم يدخر مؤلفه فيه نصحاً للطالب إلا سطره وحبره؛ فعليك بكتاب: "الجامع في طلب العلم الشريف" للشيخ العلامة عبد القادر بن عبد العزيز فك الله أسره.. قال شيخنا العلامة أبو محمد المقدسي فك الله أسره: "ومصنف الكتاب قد أبان للطالب تفاصيل كل كتاب نصح به ونبه إلى ما ينبغي التنبيه عليه في هذه الكتب ونصح لطالب العلم وأفاد وأجاد في كتابه هذا من حيث مراتب ومستويات الطلب التي جعلها ثلاث مراحل, وفي نظري وتقديري أن من اتبع هذه المراحل ودرسها بجدية فهو أهل إن أنهاها لأن يكون طالب علم متقدم فاهم للواقع الذي يعيشه متبصر بعقيدته وتوحيده ، واعلم أنه لا يضر الكتاب ما صدر عن مؤلفه أو نسب إليه من أقاويل صدرت بإشراف أمن الدولة المصرية فهو لم يتراجع رغم ما نشر عنه عن أصول هذا الكتاب المفيد وخطوطه العريضة ؛ يعرف ذلك كل من سبر غور ما نسب إليه مما سمي بالترشيد ، أضف إلى هذا أن طالب الحق لا يهمه من قال بقدر ما يهمه ما قال والكتاب قد وضعه مؤلفه من قبل بتكليف من إخواننا المجاهدين الثقات ليصير منهجا لطلب العلم".اهـ [فتوى رقم: (1850)]. وبالله التوفيق.
كتبه الشيخ أبو همام بكر الأثري في إجابته عن سؤال لطالب علم (بتصرف)
|