التعليمية لغة: إن كلمة التعليمية في اللغة العربية مصدر صناعي لكلمة تعليم المشتقة من علّم أي وضع علامة أو سمة من السمات للدلالة على الشيء دون إحضاره.
يرجع الأصل اللغوي للتعليمية إلى الكلمة الأجنبية ديداكتيك المشتقة بدورها من الكلمة اليونانية ديداكتيتوس وتعني فلنتعلم أي يعلم بعضنا أو أتعلم منك وأعلمك.
وكلمة ديداسكو وتعني أتعلم، وكلمة ديداسكن وتعني التعليم
وكانت تطلق على ضرب من الشعر يتناول بالشرح معارف، وهو شبيه بالشعر التعليمي عندنا، والذي نظمه أصحابه من أجل تيسير العلوم للدارسين ليكونوا قادرين على استيعابها، واستظهارها والاستشهاد بها عند الضرورة.
التعليمية عند بعض العلماء :
سميث أب 1962 عرفها على أنها:” فرع من فروع التربية، موضوعها خلاصة المكونات والعلاقات بين الوضعيات التربوية، وموضوعاتها ووسائطها و وسائلها وكل ذلك في إطار وضعية بيداغوجية. وبعبارة أخرى يتعلق موضوعها بالتخطيط للوضعية البيداغوجية وكيفية مراقبتها وتعديلها عند الضرورة. ”
ميلاري 1979 عرفها على أنها:” مجموعة طرق وأساليب وتقنيات التعليم ”
بروسو 1981 يقول :” التعليمية هي الدراسة العلمية لتنظيم وضعيات التعلم التي يندرج فيها الطالب لبلوغ أهداف معرفية عقلي أو وجدانية أو نفس حركية ”
بروسو 1983 يقول :” أن الموضوع الأساسي للتعليمية هو دراسة الشروط اللازم توفرها في الوضعيات أو المشكلات التي تقترح للتلميذ قصد السماح له بإظهار الكيفية التي يشغل بها تصوراته المثالية أو رفضها”
التطور التاريخي
استعمل مصطلح التعليمية بمعنى فن التعليم :
عام 1613 في بحث لـكشوف هيلفج و راتيش :” تقرير مختصر في الديداكتيكا عند راتيش ‘‘
عام 1657 في كتاب ل أجان أموس كومنيروس:” الديداكتيكا الكبرى’‘
من فن التعليم إلى نظرية التعليم :
في أوائل القرن التاسع عشر للميلاد وضع العالم الألماني فردريك هيرببارت 1770-1841 الأسس العلمية التعليمية كنظرية للتعليم تستهدف تربية الفرد
من التعليم إلى التعلم :
جون ديوي 1859 / 1952 أعطى الأهمية لنشاط التعلم في العملية التعليمية واعتبر التعليمية نظرية للتعلم لا للتعليم
التفاعل بين التعليم والتعلم :
نتيجة لتطور البحث في التربية أثناء القرن العشرين اتضح أن النظرة الأحادية
لمفهوم التعليمية عند كل من فردريك هيرببارت ، وجون ديوي كانت نظرة قاصرة لأنهما فصلا التعليم عن التعلم وأكدت تلك الدراسات أن نشاطات كل طرف في العملية التعليمية يربطها التفاعل المنطقي مع الطرف الآخر.
ومن ثمة فإن هذا الفهم الجديد للعملية التعليمية أدى إلى اعتبار التعليمية مقاربة لظواهر التفاعل القائم بين المعرفة والمعلم والمتعلم، موضوعها الأساسي البحث في شروط تنظيم وإعداد الوضعيات التعليمية / التعلمية.
الخلاصة التعليمية اصطلاحا:
1 ـ نستشف مما سبق أن التعليمية نظام من الأحكام المتداخلة والمتفاعلة ترتبط بالظواهر التي تخص عملية التعليم والتعلم، فتحدد و تدرس و تخطط لـ :
ـ الأهداف التربوية و الكفاءات ومحتوياتها ـ الاستراتيجيات وتطبيقاتها التعليمية التعلمية
ـ الوسائل التعليمية التعلمية المساعدة على تحقيق الأهداف ـ التقويم و طرائقه المناسبة ووسائل المراقبة، والتعديل
ـ المواقيت
انطلاقا من الأبعاد الثلاثة لعملية التعليم و التعلم : المعرفة ، المتعلم ، المعلم
2 ـ التعليمية علم من علوم التربية له قواعده ونظرياته يعنى بالعملية التعليمية التعلمية، ويقدم المعلومات وكل المعطيات الضرورية للتخطيط. يرتبط أساسا بالمواد الدراسية من حيث المضمون والتخطيط لها وفق الحاجات والأهداف والقوانين العامة للتعليم، وكذا الوسائل وطرق التبليغ والتقويم .
التعليمية و البيداغوجيا
أوجه الاختلاف بين التعليمية والبيداغوجيا:
التعليمية البيداغوجيا
تهتم بالجانب المنهجي لتوصيل المعرفة مع مراعاة خصوصياتها في عمليتي التعليم والتعلم لا تهتم بدراسة وضعيات التعليم والتعلم من زاوية خصوصية المحتوى، بل تهتم بالبعد المعرفي للتعلم وبأبعاد أخرى نفسية اجتماعية
تتناول منطق التعلم انطلاقا من منطق المعرفة تتناول منطق التعلم من منطق القسم (معلم / متعلم ).
يتم التركيز على شروط اكتساب المتعلم للمعرفة يتم التركيز على الممارسة المهنية وتنفيذ الاختيارات التعليمية التي تسمح بقيادة القسم في أبعاده المختلفة.
تهتم بالعقد التعليمي من منظور العلاقة التعليمية ( تفاعل المعرفة / المعلم / المتعلم ) تهتم بالعلاقة التربوية من منظور التفاعل داخل القسم (معلم / متعلم ).
أنواع التعليمية
التعليمية العامة التعليمية الخاصة
تهتم بتقديم المبادئ الأساسية القوانين العامة والمعطيات النظرية التي تتحكم في العملية التربوية، من مناهج وطرائق تدريس ووسائل بيداغوجية، وأساليب تقويم، واستغلالها أثناء التخطيط لأي عمل تربوي بغض النظر عن المحتويات الدراسية تعتبر التعليمية الخاصة جزء من التعليمية العامة كما أنها تهتم مثلها بالقوانين والمعطيات والمبادئ، ولكن على نطاق أضيق، لأنها تتعلق بمادة دراسية واحدة، وتهتم بعينة تربوية خاصة و بوسائل خاصة.
وبعبارة أخرى فإن التعليمية الخاصة: تمثل الجانب التطبيقي للتعليمية
عناصر التعليمية
المتعلم المعلم المعرفة
البعد النفسي ( السيكولوجي ) البعد التربوي ( البيداغوجي) البعد المعرفي ( الابستيمولوجي)
ويتعلق بالمتعلم وما يتضمنه من استعدادات نفسية،وخصوصيات فردية أو قدرات وتصورات إدراكية تفكيرية. ويرتبط بالمعلم ورسالته،والسبل التربوية التي ينتجها في تقديم مادته، ودوره في عملية نقل الخبرة إلى تلاميذه على ضوء تجربته وكفاءته، ومدى فعاليته في تحسين
مستوى المتعلمين… ويتعلق بمادة التخصص من حيث مفاهيمها الأساسية، وخصائصها البنيوية أو قدراتها الوظيفية..
والدرس، ومكوناته وعناصره، ومفاهيمه، وباختصار فإن هذا البعد يتعلق بالمعارف وبنائها وصعوبات تفعيلها.
1 ـ العلاقة بين المعلم والمتعلم ” العلاقة التربوية ”
معرفة المعلم المبادئ الأساسية لعلم النفس التربوي والبيداغوجيا ‘’ خصائص تلاميذه النفسية وقدراتهم العقلية، ورغباتهم وحاجاتهم… والبيئة التي يعيشون فيها وظروف حياتهم ‘’ يؤدي :
ـ تحسين كفايته الإنتاجية
ـ الاستغلال الأمثل لنشاط المتعلم وفاعليته باعتباره قطبا فاعلا في أي موقف تعليمي
ـ تحسين سلوك المتعلم ليكون له أثر كبير على مردود المعلم إيجابا
ومن ثم كان التفاعل الايجابي مع التلاميذ من الأمور التي تحفزهم على الإصغاء الواعي والاستجابة الطيبة…
2 ـ العلاقة بين المعلم والمعرفة ” العلاقة الابستيمولوجية ”
إن علاقة المعلم بالمعرفة علاقة تنقيب، وتقص عن مفاهيمها، وخصائصها و كيفية بنائها وصحتها، وصلتها بالمناهج، ومدى ملاءمتها لقدرات واستعدادات المتعلمين العقلية والمعرفية، ثم البحث عن آليات تكييفها لتكون في مستوى المتعلمين، مثيرة لاهتماماتهم، مشبعة لحاجاتهم المعرفية والوجدانية والحس حركية، ولا تقتصر هذه العلاقة على ما ذكر بل تتعداها إلى الاجتهاد والسعي لإيجاد أحسن الوسائل والطرائق لتفعيلها وترجمتها إلى قدرات وكفاءات لدى المتعلمين، لأن غاية التعليم والتعلم أن نجعل المعارف النظرية سلوكات عملية تتجلى في مواقف المتعلمين في الحياة العملية الحقيقية بصورة إيجابية ومتلائمة.
3 ـ علاقة المتعلم بالمعرفة” العلاقة المعرفية ”
علاقة المتعلم بالمعرفة علاقة تكوين، يشارك في بناء معارفه بنفسه لاكتساب المهارات والقدرات والمعارف المختلفة لإشباع حاجاته، وميوله وعواطفه، بعد تصحيح تصوراته الخاطئة.
وبالنسبة للباحث بياجه فإن المتعلم يبني معارفه العلمية وينمي ذاكرته من خلال مواجهته لوضعيات ومشاكل، وعليه أن يواجهها ويبذل جهدا لاكتسابها مسترشدا بتوجيهات معلمه.
وظائف التعليمية
أ – الوظيفة التشخيصية:تتم من خلال تقديم المعارف الضرورية عن الحقائق المتعلقة بجميع العناصر المكونة للعملية التعليمية، بجمع وتحليل الحقائق ومحاولة الوصول إلى الأحكام والقوانين العامة التي تفسر تلك الحقائق والظواهر وتوضح العلاقات والتأثيرات المتبادلة بينها.
ب- الوظيفة التخمينية:تتم من خلال :
ـ فهم العلاقات والتأثيرات المتبادلة بين مختلف الحقائق والظواهر التعليمية
ـ فهم العوامل والنتائج المترتبة عن النشاطات التعليمية بصياغة الاتجاهات العامة للنشاط
لتحديد الصيغ الضرورية التي تؤدي إلى النتائج المتوخاة من العملية التعليمية مستقبلا.
جـ- الوظيفة الفنية: وتهتم بتزويد العاملين في حقل التعليم بالوسائل والأدوات والشروط لتحقيق الأهداف ولرفع فاعلية العملية التعليمية أو المتعلقة بأساليب وطرائق التعليم.
خصائص التعليمية
أ – تجعل المتعلم محور العملية التربوية.
ب ـ العمل على تطوير قدرات المتعلم في التحليل والتفكير والإبداع…الخ
جـ ـ تنطلق من المكتسبات القبلية للمتعلم لبناء تعلمات جديدة.
د ـ تشخص صعوبات التعلم لأجل تحقيق أكبر نجاح في التعلم والتحصيل.
هـ ـ تعتبر المعلم شريكا في اتخاذ القرار بينه وبين المتعلمين، فلا يستبد بآرائه.
و ـ تعطي مكانة بارزة للتقويم، وبالأخص التقويم التكويني للتأكد من فعالية النشاط التعليمي.
مفاهيم لها علاقة بالتعليمية
أ ـ الوضعية التعليمية أو الموقف التعلمي التعليمي:
هي مجموع العلاقات القائمة بشكل ظاهر بين المتعلم و وسط معرفي يحتوي على أدوات وأشياء ( وسائل إيضاح، سبورة، جهاز عاكس… الخ ) ونظام تربوي يمثله المعلم بهدف إكساب المتعلم معرفة مبنية أو في طريق البناء.
أنواع الوضعيات :
أ- 1 – وضعية الفعل: تتمثل في دفع التلميذ إلى إنجاز عمل ، بناء على ممارسته و باستثمار طاقته الفكرية وتسخير قدراته الشخصية للوصول إلى الأداء الناجح.
حيث يجد التلميذ نفسه خلال النشاط في مواجهة مشكل يتطلب حلا .ومن خلال بحثه عن الحل يلجأ إلى إنتاج أفعال بإمكانها أن تنتهي إلى إكسابه مهارة ما .
أ- 2 – وضعية الصياغة: تتمثل في حسن صياغة التعليمات أو المعلومات المتبادلة بين المعلم والمتعلم ، التي تراهن على الكفاءة اللغوية ، وما يتبعها من دقة وضبط في المعاني وتحكم في توجيه الخطاب التعليمي. أما الجدلية المطابقة لهذه الوضعية فتتمثل في كون التعلم تفرضه ظروف مختلفة تحتم ظهور تبادل المعلومات واللجوء إلى لغة معينة لضمان نجاح هذا التبادل وتبرير المواقف .
أ- 3 – وضعية التصديق: تتمثل في كون المتعلم مطالب بالبرهنة على ما يقول أو يفصل بشواهد أو ممارسات من اجتهاده الخاص ، مراهنة على المعارف المكتسبة ودور عملية الفهم.. بعبارة أخرى فالتبادلات لا تهم فقط المعلومات ولكن تهم أيضا ما يدلي به التلميذ..
ب ـ العقد التعليمي:
هذا المصطلح أدخله "بروسو و "شوفالار"في التعليمية بينا من خلاله العلاقة التي تربط المعلم بالمتعلم، وهو عبارة عن نسق من الالتزامات المتبادلة بين الطرفين ستظهر في شكل سلوكات مبنية على قواعد واضحة يعبر عنها بشكل صريح أحيانا وبشكل ضمني في أغلب الأحيان.
فالمعلم ينتظر ويتوقع مجموعة من الاستجابات والسلوكات المحددة من المتعلمين، وبالمقابل فإن المتعلمين ينتظرون مجموعة محددة من سلوكات المعلم تمكنهم من التعلم وكسب المهارات والقدرات… وينطلق العقد التعليمي من مقتضيات طبيعة المحتويات التعليمية وطرق تعليمها وتعلمها.
جـ ـ النقلة التعليمية:
ـ تعبر عن التحولات والتغييرات التي تطرأ على المعرفة من طابعها العلمي المرجعي (الأكاديمي) إلى طابعها التعليمي ( من معرفة علمية مرجعية إلى معرفة تعليمية) وهذا لتماشى وإمكانات المتعلمين.
ـ وتعني أن المعرفة لا يمكن أن تنتقل بشكل آلي من المعلم إلى المتعلم، وإنما تخضع إلى تقييم وتعديل يقوم به المختصون والمهتمون لتصبح ملائمة للقيمة التي وضعت لها ، مما يؤدي إلى التمييز بين مستويين من المعرفة هما: المعرفة العلمية والمعرف المتعلمة وأن الانتقال من المعرفة العلمية إلى المعرفة المتعلمة، لا تكون مباشرة وإما تطرأ عليها تحولات من خلال مرورها بمستويين مترابطين هما:
جـ ـ 1 ـ مستوى النقلة الخارجية : التي يقوم بها المكلفون بالتفكير في محتويات التعليم من أساتذة جامعيين ومهتمين بمشكلات التعليم، ومؤلفي كتب… الخ، فيحدثون غربلة وتصفية للمعرفة باختيار ما يناسب منها لمرحلة من التعليم.
جـ ـ 2 ـ مستوى النقلة الداخلية ( التكييفات ) : وتتم عن طريق المعلم حيث يكيف المعرفة الموضوعة للتدريس بما يتلاءم مع المتعلمين.
د ـ التصورات التعليمية :
يؤكد مفهوم التصور أو التصورات أن ذهن المتعلم ليس خاليا فلديه تصورات أولية تسمح له بفهم وتفسير العالم المحيط به بطريقته الخاصة. وقد استخدم مفهوم التصور في علم النفس الوراثي (التكويني ) وعلم النفس الاجتماعي، ثم أدخل إلى ميدان التعليمية.
وقد بينت الدراسات في العلوم النفسية أن المتعلمين يعالجون موضوعات المدرسة بتصوراتهم الشخصية، وأن هذه التصورات تلعب دورا في بناء معارفهم وأنها تقاوم التعلم بشدة، لذا ينبغي التساؤل عنها ودحضها وتعويضها بالمعارف الصحيحة.
هـ ـ العوائق التعليمية :
تشير كلمة العوائق التربوية إلى العقبات التي تحول دون الوصول إلى بناء المعرفة في ظروف حسنة، وتعرقل حصول عملية التعليم والتعلم بالكيفية المرغوبة،وتقف حجر عثرة تعيق تحكم المتعلمين في المفاهيم، وتمنعهم من اكتشاف المعارف، وإكساب المهارات و الخبرات في ظروف ملائمة.
وتخذ العوائق مظهرين:
– مظهر إيجابي: يشكل تحد فيتحول إلى مثير يساعد المتعلم على تحقيق الهدف التعليمي.
– مظهر سلبي: يشكل صعوبة تؤدي إلى فشل المتعلم في تحقيق الهدف التعليمي.
إن التنبؤ بهذه العوائق أو كشفها ومعاينتها يعد عملا جوهريا في التعليمية.
خلال بناء المعرفة يلاحظ التلميذ وبصفة دورية أن المعارف والتصورات التي مكنته في الماضي من حل بعض المشكلات ،لم تصبح بنفس الجدوى في وضعية جديدة. أي لم يبق لها المفعول الكافي للمساعدة على إيجاد الحل في الوضعية الجديدة وذلك ما يسمى بالعائق حسب تعبير باشلار ، هذه العبارة تلتقي مع فكرة اختلال التوازن المعرفي التي جاء بها بياجي ،وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى ضرورة التمييز بين التركيز على التلميذ والتركيز على المحتوى التعليمي.
فمن حيث المحتوى نميز بين المفاهيم الحساسة الهرمية التي يستلزم التحكم في الواحد منها التحكم في سابقيه مثلا :معرفة عملية الجمع يجب أن تسبق عملية الضرب
هذه العوائق هي عوائق موضوعية أو كما يسميها بر وسو عوائق معرفية
أما العوائق التي تحدث عنها باشلار فهي العوائق الذاتية وقد تختلف إذًا حسب الأشخاص وليست هناك وسيلة للكشف عنها سوى الملاحظة. أي ملاحظة التلميذ وهو يباشر نشاطا تعليميا ما. وأن تجميع وتصنيف هذه الملاحظات يقدم للمعلم معلومات ذات أهمية قصوى .
الوضعية التعلّمية في المقاربة بالكفاءات
التعلّم هو الانتقال من وضعية اللاّعلم إلى إدراج معارف جديدة. والتعلّم يقتضي عملية بناء، لا استقبال المعارف فقط.
في المقاربة بالكفاءات، تمكّن الوضعية التعلّمية التلميذ من تجنيد المضامين والمسارات المكتسبة من أجل حلّ الوضعيات المشكلة التي كانت أساس بناء الكفاءات المقصودة. أمّا ضبط هذا التعلّم، فإنّه يكون بتقييم تكويني مندمج.
ويكون التعلّم مستمرّا ودائما من أجل:
· التحكّم في المضامين الموارد؛
· تعلّم كيفية تجنيدها لحلّ وضعيات مشكلة معيّنة؛
· إدماجها في عائلة الوضعيات.
نقصد بعائلة الوضعيات مجموعة من الوضعيات لها نفس درجة التعقّد، وترتبط كلّها بنفس الكفاءات. وتُجمع الكفاءاتفيعائلات منالوضعياتحسبالمعالمالتي تكوّن الثوابت: العمل المطلوب، الموضوع، نوعالسند المقدّموالموارد(معارف،مهارات، سلوكات) التي ينبغي تجنيدها (مسعى أوطريقة أومسار مشترك …). ينبغي أن نفهم من عبارة " عائلة الوضعيات "مفهوم التشارك الفوقي للمواد.
تهدف الوضعية الإدماجية إلى إنتاج وثيقة، ملخّص، تطبيق مسعى خاصّ (تجريبي أو اختراعي …).
الهدف النهائي الإدماجي(OTI) هدف نقترح بلوغه في نهاية مسار دراسيّ، حيث يحدّد مداه وفق تنظيم المسار الدراسي. ويرى " روجرسX.Rogiers " أنّالهدف النهائي الإدماجي (OTI) سنويّ، وذات طابع يتعلّق بالمادّة.
ويحدّد ملمح التخرّج للمرحلة بكاملها وللأطوار التي تشكّله، كما يحدّد للسنة أيضا. ويتميّز عن الهدف النهائي الإدماجي (بصفة عامّة) بإدماجه للقيم والكفاءات العرضية، وينتمي إلى مقاربة منهاجية. يرتبط الملمح بالكفاءة الشاملة بهذه العلاقة التي تمثّل ارتباط الجزء بالكلّ.
الكفاءة الختامية متعلّقة بميدان من الميادين المهيكلة لمادّة من المواد، وتعبّر عمّا هو منتظر من التلميذ من حسن التصرّف في نهاية فترة دراسية في ميدان مهيكِل للمادّة.
5.2.4. الوضعية المشكلة: هيوضعيةتعلّميةينجزهاالمدرّسبهدفإنشاءفضاءللتفكيروالتحليلحولمشكلة مطلوب حلّها، وذلك ما يمكّن المتعلّمين من تنمية كفاءاتهم وبناء معارف من خلال تجنيد موارد يمتلكها (معارف تقريرية، معارف إجرائية، معارف شرطية، مواقف وتصرّفات). ثمّ إنّ إعداد المفاهيم، واختبار المعارف العملية تكون في معالجة الوضعيات المشكلة، كما تستخرج المميّزات الوجيهة.
إنّها وضعية تعلّمية تزعزع التلميذ فيما يعتقده وفي مهاراته، وتزوّده في الوقت نفسه بالوسائل التي تمكّنه تجاوز المشكلة بعد بحث. فيتوصّل إلى عدّة حلول ممكنة، بعضها أفضل من بعض: إذ يتعيّن على المتعلّمأنيجدأفضل الأسئلة، أن يتصرّف،أن يبرهن،أن يبني نماذج ويستبدلها بغيرها،وأن يتعرّف على تلك التي تتطابق وسياقه الثقافي الاجتماعي.
o تستخدم معارف ذات طابع تقريري، وإجرائي، وشرطي؛
o لها دلالة لدى التلميذ لأنّها تستخدم أشياء يعرفها وذات علاقة بواقعه؛
o إنّها كلّية نظرا لبعدها الشامل، لأنّها تمكّن من إدماج عدد كبير من المعارف المختلفة الطبيعة التي اكتسبها التلاميذ في فترة زمنية معيّنة (ثلاثي على الأقلّ)؛
o إنّها واقعية بامتلاكها هدفا ( منتوج )، وأنّها تستدعي عملا حقيقيا وأنّها تتطلّب استخدام معارف، وتقنيات، واستراتيجيات أو لوغاريتمات؛
o الوضعية المشكلة منظّمة حول تخطّي التلميذ أو القسم للحاجز الذي يكون عادة واضحا؛
o تنتظم الدراسة حول وضعية ذات طابع واقعي تمكّن التلميذ حقيقة من صياغة الفرضيات والتكهّنات؛
o يستقبلالتلاميذالوضعية المقترحة كتحدّ لا بدّ من مواجهته،وحيث هم قادرون على الخوض فيه.
للإجابة عن الأسئلة المطروحة، أو المشكلة التي ينبغي حلّه.ا
يمكن اقتراح أربعة أنماط من الوضعيات المشكلة تؤدّي بالتلميذ إلى:
– اتّخاذ القـرار: ينبغي اختيار أفضل البدائل الممكنة لمواجهة عدد من الصعوبات؛
– تحليل وتصور نظام: فهم منطق وضعية من الوضعيات، أو تصور نظام يستجيب لأهداف محدّدة؛
– معالجة الاختلالات: إجراء تحليل عميق لنظام مختلّ، والعثور على سبب الاختلال، ثمّ إعداد الإجراءات التي يمكن أن تجنّبنا الوقوع في هذا الخلل؛
يتميّز مسار الحلّ بأربع مراحل كبرى:
– التمثّل حيث يُـبني نموذج من الوضعيات؛
– الحلّ حيث يُعدّ نموذج للمشكلة المطلوب حلّها؛
– التواصل حيث ننقل الحلّ الذي وجدناه إلى الآخرين،
– الفحص حيث نقيّم الحلّ وكلّ المسعى المتّبع.
. أدوات التقويم: الوضعية الإدماجية
في نظام مبني على المقاربة بالكفاءات، ينبغي أن يكون نظام التقويم منصبّا على الموارد الضرورية لاكتساب الكفاءات الخاصّة بكل مادة تعليمية والكفاءات العرضية (الأفقية) والتحكّم فيها:
· المعـارف؛
· المهـارات؛
· السلوكـات.
ينبغيأن نولياهتماما خاصّا لكلّ ما من شأنه أن يعمل على إدماج المعارف، إذ أنّ مثل هذا التحكم يبقى مطلوبا أكثر فأكثر، وذلك لثلاثة أسباب على الأقلّ: أوّلا، كلّما كانت المعارف مدمجة، كان التحكّم في المفاهيم القاعديةأفضل، ومن ثمّة تلتحم المعارف الجديدة التي تتطلّبها التربية المتواصلة التحاما أفضل.
يوفّـر تقويم الوضعيات الإدماجية فوائد عدّة، منها:
· قياس درجة التحكّم في الموارد أو المفاهيم والترتيبات؛
· تقويم المساعي، والطرائق، والمسارات المتّبعة؛
· تقويم السلوك (مواقف وتصرّفات)؛
· مراجعة المعارف المكتسبة في سياقات أخرى؛
· الوعي بدرجة التعقّد؛
· التوعية بالأبعاد الأخلاقية وما بين الأشخاص؛ وهي أبعاد ينبغي أن تكون موضوع تعلّم أيضا.
إذا كان تقويم المعارف يجري منعزلا، فإنّ تقويم الكفاءة لا يمكن أن يكون إلاّ داخل وضعية إدماجية تربط مجموع مكوّنات الكفاءة.
تشهد العشريات الأخيرة – عالميا – جهودا مكثفة لتحسين مردود المنظومات التربوية و تفادي العجز القائم فيها، فانصب الاهتمام ليس فقط على المادة الدراسية – كما كان سابقا – و التحكم فيها، بل أدرك مختلف المهتمين بالمجال التربوي و المختصين فيه أنه للتكفل الجدي بالتعليم لا بد من معرفة أحسن الأقطاب الثلاثة للوضعية التعليمية و هم :
المعلم ، المتعلم و المادة الدراسية و التفاعلات بين هذه العناصر الثلاثة، و الكل يعلم أن الوظيفة الأساسية للتعليمية هي تحليل نشاط المعلم في الصف من جهة و بأساليب تعلم المتعلمين، وانصب اهتمام الديداكتيكيين على الوضعيات العلمية التي يلعب فيها المتعلم الدور الأساسي، و يكون دور المعلم دورا مسهلا للتعلم و موجها له .
لكن هذا لا يعنى أن النظرية التقليدية لم تعد موجودة بل هي ما تزال سائدة في كثير من النظم التعليمية، فالمدرس في هذه النظرية هو العنصر الأساسي في الموقف التعليمي و هو المهيمن على مناخ الفصل الدراسي و ما يحدث بداخله بمعنى أن المدرس هو المحرك لدوافع التلاميذ و هو المشكل لاتجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة التي تعتمد في غالبيتها على المحاضرات التي قد تصحبها أحيانا الصبورة و الطباشير ، و ينحصر اهتمام المدرس في تحقيق أهدافه هو و التي تدور معظمها حول تلقين المادة الدراسية ، أما التلميذ فهو أداة سلبية عليه أن يأخذ و يتقبل ما يعطي له دون مناقشة و يغفل تماما دوره كأحد المتغيرات الأساسية في الموقف التعليمي، أما النظريات الجديدة فقد جاءت كرد فعل لسابقتها و أصبحت تركز على الفروق الفردية للمتعلمين وزاد الاهتمام بدور التلميذ و مشاركته الإيجابية في العملية التعليمية وانتشرت دراسات الفروق الفردية و الميول و الاتجاهات و القدرات، و أتيحت الفرصة للتلاميذ لاختيار ما يرغبون دراسته من موضوعات مستعينين بالمدرس كموجه و مرشد عند الحاجة (كوثر كوجك 1997 ص 14).
فنظرا لسرعة تغير المعارف و المعلومات لم يعد التركيز في أهداف المنهج على حفظ و تخزين كم كبير من الحقائق و المعلومات و إنما تحول التركيز إلى تنمية القدرات العليا للتفكير، فالمهم أن يتعلم الكائن كيف يفكر بدلا من فيما يفكر ، المهم أن يتعلم الطالب كيف يحل المشكلات بأسلوب علمي و منطقي و كيف يتعامل مع المعلومات ،المهم أن يتعلم الطالب فن الحوار، آداب التعلم، ديمقراطية السلوك و تقبل الآراء المختلفة، و يحترم وجهات النظر المتباينة و المهم أيضا أن يتعلم أن لكل مشكلة أكثر من حل و أن هناك أكثر من أسلوب للوصول للحل، أن يتعلم الطالب الاعتماد على النفس و أن يتعود على التعلم الذاتي و أن التعلم عملية تستمر مدى الحياة و لا تتوقف عند جدران الصف . (كوثر كوجك ،المرجع السابق ، ص 24).
فالتعليمية ركزت على أهمية التفاعل بين المعلم و المتعلم و ضرورة أن يحترم كلا منهم العقد الذي يربطهما (الرجوع لدراسات بروسو حول الموضوع) كما ركزت على محتويات المادة الدراسية التي ينبغي أن تكون متماشية مع مستوى التلاميذ العقلي و تعمل على تنمية مهارتهم المعرفية وفق الأهداف المسطرة مسبقا .
و نظرا لأهمية كل من المعلم و المتعلم و المادة الدراسية و كونهم من أبرز مكونات التعليمية رأينا أن نلخصها في هذه الفقرات حتى نفيد بها قراءنا الكرام .
I- المعلم :
عندما نتحدث عنه نشير إلى شخصيته مؤهلاته ، تكوينه ، سلوكه و قدرته على التكيف مع المواقف المستجدة ، قدرته على التبليغ و التسميع و التنشيط الجماعي ، و قدرته على استثمار علاقاته التربوية في بناء الدرس ، كما نتحدث عن حبه لمهنته أو تذمره منها كلها عوامل متداخلة و متفاعلة تساعد بصورة أو بأخرى في بناء و تكوين المتعلم .
مما لا شك فيه أن المعلم في كل حركة و تعبير لوجهه و لباسه و أسلوبه و نظراته يترك في نفسية التلميذ شيئا فرديا من شخصيته و ذاته (أحمد خنسة، 2000، ص269).
و كما قال الباحث فوراستيه (Faurastié) إذا كان من عادة المهندس المعماري أن يدرس في شهرين ما ينوي بناءه في سنة فإن الواجب يفرض عليه اليوم أن يدرس في سنة ما يريد تشييده في شهر حتى يقوم إنجازه على أسس ثابتة و دعائم سليمة، و إذا كان هذا من واجب المهندس المعماري فما بالك بالمعلم الذي ينشئ العقول، إن المعلم أولى بالابتعاد عن كل ارتجال و عشوائية حتى يكون عمله هادفا فعالا، و يكون ذلك بالتخطيط الدقيق (عبد المؤمن يعقوبي، 1996 ص 27).
1 – صفات المعلم و مهاراته : الكثير من الكتاب و المختصين ركزوا على صفات ينبغي على المعلم الاتصاف بها حتى يكون مدرسا ناجحا كالصفات الأخلاقية حب العمل، حسن التصرف، الأمانة… و الصفات الجسدية و حسن المظهر و… كلها صفات أساسية و ضرورية لا بد للمعلم التحلي بها لكننا لن نكثر الحديث عنها و هذا لأننا سوف نركز على بعض المهارات الأدائية التي ثبتت فعاليتها و ضرورتها في الصف .
v مهارة تقديم الدرس و تهيئة التلاميذ : من العوامل التي تضمن حسن متابعة التلاميذ للدرس و رغبتهم في التعلم هي الخمس الدقائق الأولى في الدرس، ففيها يستطيع المعلم لفت انتباه التلاميذ و إثارة رغبتهم و دافعيتهم للتعلم، و إما ينصرف التلاميذ من الدرس و لا يبالون بما سيقوله، لذلك نقول أن المدرس الناجح يستطيع من خلال تقديم شيق أن يثير دافعية التلاميذ .
و تتنوع طرق التقديم حسب الموضوع و سن التلاميذ كما يتم ربط الدرس بالدرس السابق أو بالمعارف السابقة للتعرف على مستوى التلاميذ و الانطلاق منه لاستكمال بنيتهم المعرفية عن الموضوع ، كما يمكن للمعلم الاستعانة بأشرطة أو أفلام عن الموضوع ….و الأفكار بالنسبة للتقديم لا ينتهي، لكن المهم أن تكون متنوعة حتى لا تفقد جاذبيتها و على المعلم ألا يطيل في المقدمة على حساب زمن الدرس و أن ينتقل من التقديم إلى الموضوع المحدد للدرس .
v مهارة إنهاء الدرس : قد تكون نهاية الدرس أكاديمية أي تركز على تلخيص النقاط العلمية و العملية التي تناولها الدرس و يتم عن طريق أسئلة توجه للتلاميذ أو قد يقوم المعلم بهذا التلخيص، و في هذه المرحلة تستخلص التعميمات الأساسية في الدرس و تكتب على السبورة و قد يهتم المعلم عند إنهاء الدرس ببعض الجوانب الوجدانية و السلوكية كأن يشكرهم على تجاوبهم و متابعتهم الدرس (قد يكون فردي أو جماعي) كما قد يعاتب البعض على سلوكياتهم السلبية .
v مهارة الشرح : تعني القدرة على توضيح معنى المفاهيم و المدركات الواردة في الدرس و هذه المهارة جوهر عملية التدريس العلمية و الاجتماعية، مع ضرورة أن يكون المعلم ملما بمادته متعمقا في مفاهيمها بحيث يستطيع تبسيطها و توضيحها بأكثر من طريقة و من بين الأساليب التي يمكن الاستعانة بها (الأمثلة ، التشبيهات ، الاستعانة ببعض الرسوم ….).
و يجب التركيز في الشرح الجيد على الاختصار، التسلسل المنطقي و الترتيب، توضيح علاقة الأفكار و المفاهيم … (كوثر حسين كوجك ، المرجع السابق ،ص 269-272).
v حيوية المدرس : ترتبط حيوية المعلم بمواصفاته الشخصية، لكن هذا لا يعني أنها موهبة و لكنها مهارة تدريس و هي قابلة للتعلم من خلال الممارسة و التدريب، و لكي تؤدى هذه المهارة بكفاءة فإن المدرس بحاجة إلى تدريب صوته (التنويع في درجاته و مستوياته) و تحركاته و تعبيرات الوجه.
v التفاعل بين المعلم و التلاميذ في الفصل : يظهر من خلال التفاعل اللالفظي (الإيماءات) و التفاعل اللفظي الذي يركز على الكلام الذي يجري داخل الموقف التعليمي من المعلم أو المتعلم .
و قد أوضحت الدراسات و التي من أشهرها دراسات فلاندرز (Flanders)، أن المعلم يأخذ معظم وقت الحصة بالكلام و لا يدع مجالا كبيرا للتلاميذ للتحدث أو الحوار، كما دلت النتائج أن نسبة كبيرة من كلام المعلم تكون في صورة أسئلة تعليمات وتوجيهات أو تحذير أو توبيخ لتوجيه سلوك التلاميذ، كما وجد أن نسبة مبادرة التلاميذ بالكلام منخفضة للغاية، كما أن نسبة الحوار المتبادل بين التلاميذ بعضهم ببعض منخفضة جدا.
وقد وجد أنه كلما زاد دور التلميذ الإيجابي في الموقف التعليمي زاد التعلم وزادت كفاءة العملية التعليمية، لذلك يتم تدريب المعلمين قبل الخدمة-في كليات التربية- وبعد التخرج لرفع مهارتهم في هذا الجانب، بمعنى تدريبهم على زيادة التفاعل في الفصل، بحيث يكون الدور الأكبر للتلاميذ وتعويد المعلم على التقليل من دوره الدكتاتوري المهيمن على الموقف التعليمي.
v مهارة صياغة وتوجيه الأسئلة أثناء التدريس : يستخدم المعلم الأسئلة من آن لآخر في المحاضرة وفي الحوار والمناقشة وفي مرحلة تقييم الطلاب والتأكد من فهمهم للدرس، ومن المهم أن يتقن المعلم مهارة صياغة وتوجيه الأسئلة، وأن يميز بين أنواعها ومستوياتها، وتعتبر الأسئلة عملية ديناميكية تساعد على التفاعل المتبادل بين المدرس والتلاميذ والتلاميذ وبعضهم البعض.
ويمكن تصنيف الأسئلة إلى قسمين :
أسئلة تختبر وتؤكد المعلومات وتسمى أسئلة الحقائق (Fact questions).
أسئلة تدفع التلاميذ إلى التفكير وخلق الحقائق أو التوصل إليها، وتسمى أحيانا أسئلة التفكير (Thought question).
v مهارة تعزيز استجابات التلاميذ : التعزيز سلوك لفظي يأتي عقب سلوك آخر سواء كان لفظيا أو غير لفظي بهدف التعبير عن مدى الموافقة أو الرفض للسلوك.
أنواعه :
التعزيز اللفظي : كأن يقول المعلم للتلميذ أحسنت، جيد أكمل، أو غير صحيح، إجابتك ناقصة.
التعزيز غير اللفظي : يكون في صورة ابتسامة أو تصفيق من الزملاء…
التعزيز الفوري : يكون مباشرة بعد أداء السلوك دون تأجيل.
التعزيز السلبي : وفيه لا يكون هناك رد فعل لسلوك الفرد بل تجاهل وإهمال كامل.
v مهارة استخدام الوسائل التعليمية : تتطلب المهارة أن يكون المعلم ملما بأنواع الوسائل التعليمية المختلفة والمواقف التي تصلح فيها وسيلة ما، واستعمال أكثر من وسيلة إذا استدعى الأمر ذلك، مع التأكد من أنها تعمل بكفاءة قبل موعد الدرس.
v مهارة إعطاء التعليمات : نادرا ما يخلو درس من الدروس في جميع التخصصات من تقديم التعليمات للتلاميذ والتي تكون إما شفهية أو مكتوبة ومدونة، ومن الضروري أن تكون التعليمات مقدمة بلغة سليمة وواضحة ودقيقة، وما يساعد المعلم على إتقان هذه المهارة أن يجري تعليماته في خطوات قصيرة في تسلسل منطقي تمكن التلميذ من متابعتها وتنفيذها بطريقة صحيحة، ومن الضروري أن يوضح المعلم للتلاميذ الأهداف من هذه التعليمات والنتائج المتوقع منها… وقد يستعين المعلم في تعليماته ببعض الرسوم التوضيحية والأرقام والرموز لمساعدة التلاميذ على المتابعة والفهم.
v مهارة إدارة المناقشة : إن المناقشة تزيد من فاعلية التلاميذ ومشاركتهم الإيجابية في الموقف التعليمي؛ وهناك عدة أنواع للمناقشة ولكل منها أهدافها الخاصة في مناقشة المجموعات الكبيرة يجد المعلم طريقة ونظام الفصل وترتب المقاعد على شكل دائرة، ويجلس المعلم في مقعد في الدائرة يرى فيه الجميع، ويعين أحد التلاميذ ليصبح مقررا للجلسة لتدوين نقاط المشاركة والآراء المختلفة مع ضرورة تغيير المقرر في كل جلسة حتى لا يستأثر واحد منهم بهذا الدور، ويشرح المعلم أهداف المناقشة وموضوعها ويوضح قواعد النقاش ( كيف يأخذ الكلمة، أو كيف يعلق على كلام زملائه، أو يطلب استفسار) ، وحتى تنجح المناقشة لابد أن يشعر التلاميذ بالارتياح والاطمئنان ولا يشعرون بالتهديد حتى يبدو بآرائهم أي كانت، وعلى المعلم كمدير للمناقشة، ضبط الوقت والتأكد من أن كل جوانب المناقشة قد نوقشت.
v مهارة إدارة دروس المعمل : يتطلب من المعلم مهارة غالية في التخطيط والإعداد السابق لزمن الدرس، ونقصد بالمعمل تجارب المخبر، التطبيقات…
والمهارة الأساسية اللازمة للمعلم في دروس المعمل هي القدرة على الملاحظة لما يدور في حجرة الدرس (يلاحظ أداء التلاميذ وأساليب تعاملهم مع بعضهم البعض والتأكد من حسن استخدام الأجهزة ) على المعلم أن يوضح في بداية العمل السلوك الناتج والنتائج المتوقعة من هذه التجربة (كوجك كوثر حسين، ص 269-296). إضافة إلى المهارات التي سبق ذكرها فإن إتقان المعلم لصياغة الأهداف التدريسية صياغة سليمة يعتبر كذلك من أهم المهارات اللازم توافرها في كل مدرس بصرف النظر عن مادة تخصصه أو عن المرحلة التي يدرس لها ومن المهم أن يختار المعلم أنواع الأنشطة التي توائم الأهداف المحددة للدرس مع مراعاة الظروف المادية والاجتماعية للبيئة المدرسية، ومراعاة ميول التلاميذ بحيث تدفعهم الأنشطة المختارة للمشاركة الإيجابية والتفاعل المثمر مع الموقف التعليمي، مع ضرورة أن ينوع المعلم في الأنشطة التعليمية التي يختارها سواء في الدرس الواحد أو من درس لآخر لأن هذا يؤدي لتعلم أفضل ويبعد الملل عند المعلم والتلميذ على حد السواء (كوجك كوثر حسين ، المرجع السابق، ص 26). فالمعلم من خلال تحديده للأهداف أن يحدد نوعية التعبير المعرفي والمهاري الذي يصبو إلى إحداثه على سلوك المتعلم، ماذا ينتظر من المتعلم إنجازه في نهاية الدرس ؟ أو ما الذي ينبغي أن يكون المتعلم قادرا على فعله في نهاية هذا النشاط ؟ (عبد المؤمن يعقوبي، المرجع السابق، ص 24) (1)
نستخلص إذا أن وضوح الأهداف ودقتها يمكنان المعلم من السيطرة على الموقف التعليمي التعلمي ويجعل هذا الأمر يحدد الوسائل المناسبة لتحقيق هذه الأهداف …
بعد تحديد الأهداف على المعلم أن يعمل على التخطيط الجيد للمنهج المدرسي تمهيدا للتدريس، فالتخطيط بمثابة رسم بياني أو خريطة توضيحية يستعين بها المعلم قبل التنفيذ والتقييم فالتخطيط يوضح مسار عمل المعلم واتجاهاته وطرقه ومشكلاته وكيف يمكن التغلب عليها.
لهذا كان لابد من أن يتقن المعلم مهارة التخطيط لتدريسه حتى يتمكن من توفير أفضل بيئة تعليمية ويعمل على خلق المناخ الذي يشجع على حدوث أكبر قدر من التفاعل وبالتالي أكبر قدر من التعلم (كوجك كوثر حسين، المرجع السابق، ص 55).
فالتخطيط يكون من خلال البحث عن وضعية الانطلاق من خلال التعرف على مكتسبات التلاميذ ذات العلاقة المرجعية بالموضوع الجديد وعلى مدى تحكمهم في هذه المهارات والقدرات، في هذا الصدد تقول الباحثة أنا بونابوار (Anna Bonaboir) "إن نجاح الفعل التعليمي يتوقف أولا وقبل كل شيء على وضعية الانطلاق فالمعلم الذي يقبل على درس الأفعال الناسخة في قواعد اللغة العربية ينبغي أن يتأكد من مدى استيعاب تلاميذه ومدى تحكمهم في عناصر الجملة الاسمية، وإلا فإن جميع جهوده ستذهب سدى إذا لم تتوفر لديهم هذه الأرضية (عبد المؤمن يعقوبي، المرجع السابق، ص 28)
2 – تجربة المعلم التجديدية والطليعية : التجربة الطليعية هي تجربة تربوية تعطي نتائج خلال العملية التربوية الدراسية، أما التجربة التجديدية فهي الأفكار الجديدة والطرائق والوسائل الجديدة في تنظيم وإجراء العملية التربوية.
وعندما نتحدث عن تجربة المعلم نرمز للجانب الموضوعي والطرق التي يستخدمها والأساليب التي يتبناها، ويرمز الجانب الشخصي إلى كيفية استخدام هذه الوسائل والطرائق تبعا لميزاته الشخصية (أحمد خنسة، المرجع السابق، ص 353) فتجربة المعلم ضرورية لنجاح العملية التعليمية، وهذا لأنها تعتبر عصارة جهود متواصلة ومختلفة وفقا للمستويات التي يتعامل معها المعلم، فتجربته تمكنه من ربح الوقت واختيار أحسن السبل لتعلم أفضل.
3 – أهمية خلق جو سيكولوجي في الصف (القسم) : في التعليمية التقليدية المعلم هو محور العملية التعليمية وهو التحكم في المعرفة والعلاقة التي تربط المعلم والمتعلم علاقة سلطة، والتقييم فيها يخضع لمنحنى قوس (Courbe de gauss) فالتلميذ ينظم نفسه بنفسه حتى يتعلم، في حين أن التعليمية الحديثة تركز على البناء النشيط لمعرفة التلميذ، وجعلت محور اهتمام الأستاذ هو كيف يتعلم التلميذ، وكيف نسهل عملية التعلم؟
(Michel Minder, 1999, P16).
فالدور الديداكتيكي للمعلم في البيداغوجية الفعالة هو مساعدة التلاميذ على الحصول بأنفسهم على المعرفة، فالمعلم قبل أن يكون مختصا في وظيفته يكون مهندسا في التربية وتقنيا في التعلم، صحيح أن المعلومات التي يحملها ليست دون جدوى، لكن بما أنه يعمل على أن يكسب التلاميذ استقلاليتهم عليه أن يظهر أكثر كمستشار أو مختص في المناهج أكثر من المعارف، وأن يكون على دراية بديناميكيات الجماعة، ومتحكم في ردود أفعاله حتى لا يسقطها على قسمه، فعلى المعلم أن يتنازل عن الدور المسيطر في القسم، ألا يفرض المعرفة، فالمهم أن يعمل على النمو الشخصي للتلاميذ وتقدم لهم يد المساعدة كراشدين دون إغفال نقل المعرفة… (Michel Minder, ibid, P 138-212) بالنسبة لـ ك. روجرس فإن المهمة الرئيسية للمعلم هي القدرة على خلق جو ذهني وانفعالي مناسب في الصف، جو الدعم السيكولوجي، وذلك يتحقق إذا اتبع المبادئ التالية :
أن يبين للأطفال من البداية وعلى مر العملية الدراسية ثقته الكاملة بهم.
يجب أن ينطلق دائما من أنه توجد لدى الطالب دافعية داخلية للتعلم.
يجب أن يبدو للطلاب كمصدر للتجربة المتنوعة والفنية، بحيث يمكن اللجوء إليها للمساعدة عند الاصطدام بصعوبات حل هذه المسألة أو تلك.
يجب أن يسعى لبلوغ الود الذي يسمح له بفهم أحاسيس ومعايشات كل طالب.
يجب أن يساعد الطلاب في صياغة وتدقيق الأهداف والمهام الماثلة أمام الجماعة وأمام الطلاب (أحمد خنسة، المرجع السابق، ص 358).
وقد أعطى ميالاري (Mialaret) أهمية لجانب مهم من مكونات الفعل التعليمي التعلمي، وهو الجانب السيكولوجي للمتعلم، إذ على المعلم أن يضع في حساباته خصائص المتعلمين الموجودين بين يديه (السن، الجنس، الوسط المعيشي، القدرات العقلية، الفروق الفردية…) (عبد المؤمن يعقوبي، المرجع السابق، ص 26) وهذا الأمر يصعب من مهام المعلم الذي لابد أن يكون على دراية بمبادئ علم النفس، وعلم النفس النمو، وكذا علم الاجتماع، بالإضافة إلى تخصصه في مادة تدريسه، ولكن السؤال الذي نطرحه، هل بإمكان المعلم أن يكون كما نريده نظريا، وكما تصبو إليه المدارس الحديثـة، والمبادئ الجديدة لعلم النفس وللتعليمية؟ هل يمكن أن يقوم المعلم بكل ما طلبناه منه في ظل العراقيل التي يعيشها ميدانيا من اكتظاظ للأقسام، كثافة البرامج، عدم وجود تعاون بين المؤسسة التربوية؟ كل هذه العراقيل تجعلنا نتحدث عن بعض المشكلات التي يواجهها المعلمون في ميدانهم، والتي نلخصها فيما سيأتي.
4 – مشكلات المعلم : المعروف عن كل مهنة أن لها صعوبات وعراقيل تقف حاجزا وعائقا أمام حسن سيرها، وقد تكون هذه المشكلات ذات طبيعة مادية أو غير ذلك، فما بالك بمهنة التعليم التي تعتبر من أعقد المهن وأكثرها حساسية.
v مشكلات متعلقة بالأهداف : إن المعلم يبدأ نشاطه التعليمي بتكوين فكرة واضحة عما يريد إنجازه من خلال عملية التعليم، بالتالي عليه أن يقف على الأهداف التي يتوقع من طلبته إنجازها نتيجة هذه العملية.
v مشكلات متعلقة بخصائص الطلاب : يتباين عادة الطلاب في خصائصهم الجسمية والانفعالية والاجتماعية، هذا الأمر الذي يفرض على المعلم مواجهة مشكلة فهم الطلاب من خلال التعرف على قدراتهم ومستوى نموهم، ونقاط ضعفهم وقوتهم لتحديد مدى استعدادهم وقدراتهم على إنجاز الأهداف التعليمية المسطرة.
v مشكلات متعلقة بالتعلم : يحتاج المعلم لأداء مهمته التعليمية إلى معرفة المبادئ المتنوعة التي تحكم عملية اكتساب المعلومات لدى الطلاب، ونظرا لتنوع سلوك الطلاب، فإن المعلم سيواجه مشكلة اختيار مبادئ التعلم التي تتفق مع طبيعة المواقف التعليمية التعلمية.
v مشكلات متعلقة بالتعليم : لابد من أن يلجأ المعلم إلى اختيار طريقة أو أكثر من طرق التدريس التي تختلف باختلاف المواد، وقد تختلف في نفس المادة حتى يكون هناك استيعاب أكثر للمتعلمين.
v مشكلات متعلقة بالتقويم : يقوم المعلم بالتقويم للتعرف على مدى التقدم في تحقيق الشيء الذي يجعله يواجه اختبار أو تطوير الإجراءات التي تساعده على معرفة هذا التقدم (سامي محمد ملحم، 2001، ص 36-37).
5 – نظريات التعليم : بعض نظريات التعليم مشتقة من نظريات التعلم لكنها تهتم أكثر بالممارسة و التطبيق التربوي ، و قد بذلت الجهود في الماضي لاستخدام نظريات التعلم كأساس التطبيق العملي التربوي، إذ تم منها استخلاص أسس و مبادئ مفيدة في النواحـي العملية ، لكن هذه الجهود لم تحقق الأهداف المنشودة.
و جاءت نظريات التعليم فاهتمت بالمبادئ الأساسية و بالسلوك اهتماما قليلا و اهتمت بنواحي التطبيق العملية لتحقيق الأهداف التربوية ، و من أهم نظريات التعليم :
أ- نظرية المنظم المتقدم "الأسقالة" لأوزبيل :
(L ‘apprentissage Intelligent ou L’ apprentissage verbal signifiant)
يرى أوزبيل (Ausubel) أن عمل المدرسة يتلخص في تحديد المعارف المنظمة المستقرة الواضحة التي تتألف منها العلوم المختلفة ، و عمل المعلم أن ينقل هذه المعارف بطريقة تمكن المتعلم من استيعابها و تصبح وظيفية بالنسبة له و تكون ذات معنى ، و المعنى ما هو إلا خبرة شعورية متمايزة تنبثق لدى الفرد و ترمز على شكل مفاهيم يتم استيعابها في بنائه المعرفي و يعتمد التعلم بالمعنى على طبيعة المادة التي يتعلمها الفرد و على توافر محتوى مناسب في بنية الفرد المعرفية ، يفترض أوزبيل أن عقل المتعلم يقوم بخزن المعلومات بصورة هرمية متسلسلة من العام إلى الخاص و حتى تستوعب بصورة مناسبة من المستحسـن أن تقدم على شكل ملخص معمم و شامل يشتمل على ركائز فكرية تثبت المعلومات الجديدة في البنى العقلية للمتعلم و يسمى بالأسقالة ، كما يسميه (المنظم المتقدم) و ذلك لربط المسافة بين ما يعرفه المتعلم من قبل و ما يحتاج لتعلمه لاحقا.
و يجب أن تكون المنظمات واضحة في مفاهيمها و تظهر على شكل شجرة أو ما يسمى بمنظومات العرض أو وسائل الإيضاح أو على شكل جداول أو تعريفات و مفاهيم أو على شكل مقدمات للمبادئ و التعليم حسب أوزبيل نوعان لكل منهما بعدان (2) ، التعليم بالاستقبال (Enseignement réceptif) و التعليم بالاستكشاف (Enseignement transmissif) و يرى أوزبيل أن التعليم بالاستقبال أهم من التعليم الاستكشاف كما أن التعليم بالاستقبال بالمعنى هو الأهم، و يتم التعليم بالمعنى من خلال الربط الذي يجب أن يتم بين المعلومات اللاحقة و المعلومات السابقة و هذا يذكرنا بخطوات التدريس التي نادى بها هاربارت و هي (المقدمة ، العرض ، الربط ، التعميم ، التلخيص، ثم التطبيق) و التعليم بالمعنى حسب هذه النظرية هو أن يكون التعليم الجديد خبرة سابقة يدركها المتعلم و تتولد لديه دافعية داخلية (حسن منسي، المرجع السابق، ص 99-100).
نلاحظ أن هذه النظرية لا تصلح للأطفال الصغار و إنما تكون مناسبة للكبار و الجامعيين.
ب- نظرية برونر للتعليم الاستكشافي :
هذا النموذج من التدريس أكد على أهمية مساعدة التلاميذ على فهم بنية المادة الدراسية و أفكارها المفتاحية و الاعتقاد بأن التعليم الحق يتحقق من خلال الاستكشاف الشخصي، و لم يكن هدف التربية زيادة حجم معرفة التلميذ فحسب أو قاعدته المعرفية بل خلق إمكانيات لكي يخترع التلميذ و يكتشف ، و حين طبق هذا التعليم في العلوم و العلوم الاجتماعية أكد على الاستدلال الاستقرائي و على عمليات الاستقصاء و البحث و التي تميز الطريقة العلمية ، كما اعتمد برونر مفهوم المساعدة أو المساندة باعتباره عملية تتم من خلالها معاونة المتعلم على إتقان مشكلة معينة تتعدى قدرته النهائية عن طريق مساعدة المدرس أو شخص آخر أكثر تقدما… كما أن للحوار الاجتماعي دور في عملية التعلم ، فالتفاعلات الاجتماعية داخل المدرسة و خارجها سهلت من اكتساب الطفل للغة و لسلوكيات حل المشكلة.. فالمدرسون الذين يستخدمون التعلم بالاستكشاف و التعلم المعتمد على حل المشكلات يطرحون أسئلة على التلاميذ و يتيحون لهم التوصل إلى أفكارهم هم، و هذا النوع من التعليم موجه نحو العملية أي أن التأكيد انصرف إلى كيفية اكتشاف المعرفة و بنائها أو تكوينها أكثر منه إلى فهم محتوى سبق تحديده و اعتمد على النشاط بمعنى أن التلاميذ استخدموا خبرتهم المباشرة و الملاحظة و التجريب لاكتساب المعلومات و حل المشكلات (جابر عبد الحميد، 1999، ص 145-147) .
ج- نظرية جان بياجيه التصور المعرفي التعليمي لتكوين المفاهيم :
تقوم نظرية بياجيه على تطوير المعرفة إذ ترتكز على التفكير و البنى العقلية عند المتعلم ، و يتم التطوير من خلال عمليتين متكاملتين و هما :
التمثل (Assimilation) : و يقوم على تغيير و تحليل الخبرة الخارجية بحيث تناسب التراكيب المعرفية الموجودة في البنى العقلية للفرد.
التأقلم (التلاؤم) (Accomodation) : و تقوم على تغيير التراكيب المعرفية الموجودة لدى الفرد بحيث تناسب الخبرات و المؤثرات الخارجية الجديدة.
تتم هاتان العمليتان ليبقى الفرد في حالة اتزان الذي إذا حدث لا يكون المتعلم بحاجة إلى تعلم أشياء جديدة و في حالة عدم الاتزان يعطي عندها المتعلم المعلومات اللازمة إلى أن يتحقق عنده الاتزان ، و يركز بياجيه على مبدأ أساسي مفاده أنه لا بد للمعلم من أن يحدد من البداية مستوى التطور العقلي لطلابه و إلا فإنه سيعطي معلومات أكثر أو أقل من مستوى المرحلة و بذلك لا يحدث التعلم ، كما أنه لا بد من مطالبة المتعلم بتبرير استجابته و مجابهته باستراتيجيات تفكيرية مضادة (حسن منسي، المرجع السابق، ص 103-105).
د- نظرية جانيه في التعليم (التعليم الهرمي) :
يرى جانيه أن التعليم جانب واحد من جوانب التربية و هو جانب هام لابد من الاهتمام به إذا أردنا تحين الممارسات التربوية، كما يرى أنه لابد من تصميم التعليم مسبقا و تخطيط إجراءاته قبل استخدامها في حجرة الدرس ، و هو يرفض التدريس الارتجالي و أن يعمل المعلم على أساس الحدس (التخمين) دون خطط ، لكن يؤمن بضرورة المحافظة على قدر من التلقائية في العملية التربوية و حسبه فإن المعلم لابد عليه أن يركز على المتعلم و على البيئة المحيطة به ، و يرفض جانيه من يقول أن هناك نمط واحد للتعليم بل يرى أن هناك 8 أنماط للتعليم و التعلم و لكل نمط شروط و ظروف تيسر اكتسابه و هي مرتبة ترتيبا هرميا، و أنه على المعلم أن يراعي الأنماط الدنيا كلما أراد أن يعد تعليما لنط أعلى و هذا لا يدفعه إلى الاهتمام بالخصائص المبدئية لتلاميذه (3) (حسن منسي، المرجع السابق، ص 106).
نلاحظ من خلال هذه النظريات أن الهدف عند أصحابها هو تيسير عملية التعلم و مساعدة التلميذ على أن يكتسب القدر المناسب من المعارف و يتمكن من حل المشكلات المعروضة عليه و إن اختلفت الطرق و المبادئ . نلخص لنقول أن عملية التدريس تتضمن عناصر أساسية وهي التخطيط ، التنفيذ، و التقويم و كل عملية تتضمن مجموعة من ألوان النشاط التعليمي كالشرح و إلقاء الأسئلة و إجراء التجارب و هذه الأنشطة يمكن تحليلها إلى مهارات أساسية و أخرى فرعية يهتدي بها الباحث في تحديد الكفاءات المهنية للمعلم (4)(عبد الرحمان صالح الأزرق، 2000 ص 23).
II- المتعلم :
يعتبر التلاميذ من أهم مدخلات إدارة بيئة التعليم و التعلم ، بل إنهم أهم المدخلات العملية التعليمية ، إذ بدون التلاميذ لا يكون هناك فصل (قسم) و لا يكون هناك تعليم وتلاميذ المدارس ذوو أعمار مختلفة ووفقا لأعمارهم يقسم التعليم إلى مراحل ، و تأسيسا على ذلك فإن الإدارة الفعالة لبيئة التعليـم و التعلم تتطلب من المعلم أن يقف على كافة النواحي المتصلة بالتلاميذ من حيث نموهم و تعلمهم (أحمد إسماعيل حجي، 2000 ص 29) .
1 – حقيقة المتعلم : عندما نتحدث عنه فإننا نشير إلى مكتسبا ته خصائصه السيكولوجية إلى سنه (طفل أو مراهق)، جنسه (ذكر أو أنثى) وكلها عوامل تؤثر على فهمنا لهذا الفرد ، فالمتعلم عندما يدخل الصف يحمل معه أفكارا تربى عليها و نمى بها من الصعب عليه التخلي عليها بسهولة ، لهذا من الضروري حتى تنجح العملية التعليمية أن نراعي كل الجوانب النفسية و المعرفية و الاجتماعية لهذا المتعلم حتى لا تذهب جهودنا سدا ، و حسب بياجيه فالمعرفة تكتسب إذا ربطت بمعارف سابقة ، و التعلم لن يحدث إلا إذا اندمج في شبكة من ذي قبل في النسق المعرفي للفرد ، فالمتعلم يحمل تصورات لن يتخلى عنها بسهولة لأنه حصل عليها من خلال تفاعلاته الاجتماعية و معايشته لمحيطه. فكل التعليميات أصبحت تركز أنه في كل تعلم لابد أن نأخذ بعين الاعتبار التصورات الموجودة في عقلية التلميذ و في نظامه المعرفي . فعلى البيداغوجي أن يحلل طبيعة التصورات الخاطئة حتى يتغلب على عوائق التعلم (Laurence cornu, 1992 p 50) .
و حتى ينخرط التلميذ حقيقة في التعلم يجب أن تكون المهام الماثلة أمامه خلال النشاط الدراسي مفهومة من قبله و أن يقبلها داخليا بمعنى أن تكتسب أهمية للطالب و أن تلقى بهذا الشكل صدى و نقطة ارتكاز في معايشاته (أحمد خنسة ، المرجع السابق، ص 274) ، و قد وضع ماجر (Mager 1969) مجموعة من الشروط الإيجابية بهدف تدعيم التلميذ في وضعية التعلم و التي نجملها فيما يلي:
التعرف على ردود الفعل الخاصة بالتلميذ و رغبته في التعلم و تتبعه و التعليق عليها بالإيجاب .
مكافأة و تشجيع المتعلم تجاه ما يرغب تعلمه .
التصريح للتلميذ بنتائج تعلمه بمفرده و ليس أمام الملأ (تجنبا للإحراج).
أن يكون التلميذ على دراية بالأهداف التعليمية حتى يفهم المقصود منذ البداية.
إعطاء الحرية للتلميذ في اختيار و تنظيم المادة التعليمية .
التعامل مع المتعلم كشخص و ليس كرقم في قسم ما .
إظهار الفرح عندما ينجح التلميذ .
هذه الشروط تؤكد على ضرورة أن يظهر المعلم احساساته الإيجابية و شعوره تجاه تلاميذه، فالمعلم الذي لا يظهر حبه لمهنته و لا لتلاميذه لن يكون له تأثير يذكر على تلاميذه من الناحية البيداغوجية.
و ينقل لنا ماجر مرة أخرى انطباعات الطلبة عندما سئلوا عن الطرق التي كان لها الأثر الإيجابي على اهتماماتهم و آداءاتهم و ما الذي كانوا ينتظرونه من الأستاذ ، فكانت أهم النقاط التي ركزوا عليها :
الأستاذ علمنا مواجهة المشكل و حله بمفردنا ، إنه قدم وسائل لنتعلم.
كان يجزأ موضوع التعلم إلى أجزاء حتى نستوعب أكثر ، كما كان يعمل على طرح موضوع الدراسة بصيغة أخرى.
يوفر لنا الكتب التي نحتاج إليها عند تعلمنا .
شجع ورحب برغبتنا في التعلم وساعدنا، كما كان يبدي اهتماما شخصيا لما كنا نقوم به.
كان المعلم يوجه مناقشاتنا ولا يفرض علينا أفكاره.
كان المعلم يلقي درسه بشكل رائع، ويربط الأحداث الواقعية الحديثة بالأحداث الماضية.
كان المعلم قادرا على أن يجعل المتعلم يشعر بما هو منتظر منه.
كان المعلم يستعمل الأفلام وكان يستعين بأساتذة آخرين لإثراء الدرس.
كان المعلم يبحث عن وجهات نظر تلاميذه، ويحترم آراء هم حتى إذا لم يكن يتبناها (Michel Minder,ibid,PP138-139).
الملاحظ مما ذكره ماجر، ومما ذكره آخرون مثله أن المتعلم يبحث عن الشخص الذي ينمي لديه روح الثقة ويبعث فيه الطمأنينة حتى لا تكون عملية التعلم عبء ثقيل، بل متعة يكتشف من خلالها حقيقة ذاته وحدود إمكاناته حتى يبذل أكبر جهد للوصول إلى مبتغاه، فالمتعلم يبحث عمن يسمعه ويفيده وقت الحاجة.
2 – ماهية التعلم : التعلم عملية مكتسبة تشمل على تغيير في الأداء أو السلوك والاستجابات،يحدث نتيجة نشاط تتم ممارسته من قبل المتعلم أو التدرب أو مثيرات قد يتعرض لها ودوافع تسهم في دفعه من أجل تحقيق النضج (سامي محمد ملحم، المرجع السابق، ص 45).
والتعلم يتوقف على درجة نضج الكائن الحي، أي أنه يرتبط بالنمو، والوصول إلى درجة معينة من النضج في كل مرحلة من مراحل العمر، إلى أن يكتمل نضج الإنسان، ومعنى هذا أن الإنسان في كل عملية نمو، وفي كل مرحلة من مراحل النمو، يكون مهيأ للتعلم.
فالتعلم تعديل في السلوك نتيجة احتكاك الفرد بمواقف مختلفة في البيئة التي يعيش فيها، مما يؤدي إلى تغيير أداء الفرد، ويتم التعلم تحت شرط الخبرة والممارسة، وينتج عن التعلم كاكتساب لسلوك جديد- يكون لها تأثيرها على الكائن الحي (أحمد إسماعيل حجي، المرجع السابق، ص 29-30).
وقد أشارت نتائج بحوث عديدة أجريت في التربية وعلم النفس-لدراسة العوامل التي تؤثر على التعلم- إلى أن اشتراك الشخص المراد أن يتعلم في اختيار الخبرات والأنشطة التعليمية وفي تخطيط وسائل وطرق تحقيق الأهداف المنشودة يؤدي -دون شك- إلى تعلم أفضل بمعنى أن التعلم يتم بتلقائية ذاتية من المتعلم، وبالتالي تكون النتائج أوقع ويمتد أثرها إلى أمد أوسع (كوثر حسين كوجك، المرجع السابق، ص 56) ، ورواد المدرسة المفتوحة يؤكدون على مبدأ أساسي يتمثل في أن تكون المدرسة مفتوحة على العالم، فالتعلم عليه أن يكون حقيقي وواقعي، أي ينبثق من وضعيات حقيقية في الحياة، مع مراعاة نمو ودرجة ذكاء المتعلمين، وقد جاء مارتيناند ( Martinand ) بمفهوم التطبيقات الاجتماعية المرجعية (Les Pratiques Sociales de références) ، والذي يعني استعمال بعض المعطيات الاجتماعية لتسهيل عملية التعلم كالجريدة المدرسية (Journal Scolaire) بمثابة تطبيق اجتماعي مرجعي لتسهيل تعلم النحو؛ إضافة إلى استعمال الصور والأشرطة لتسهيل عملية التعلم (Michel Minder, Ibid, P 135-136).
3 – ضبط التعلم : يهدف ضبط التعلم إلى توجيه التعلم ، بمعنى ضبط العوامل المؤثرة على عملية التعلم و التي تتظمن بعدين رئيسيين هما :
الضبط الخارجي : أي تحديد معنى الشروط الخارجية التي قد تسهل أو تعوق التعليم ، أي أن هناك بعض الشروط البيئية المحددة للتعلم والتي لها تأثيرها على عملية التعلم ، و من الوسائل التي يستخدمها المعلم للضبط الخارجي ، وسائل العرض ، تشخيص مصادر المشكلات ، تحديد مصادر المعلومات المرتبطة بموضوع التعلم ، تحديد الشروط الاجتماعية و ترتيبها ، تقديم بعض العناصر أو المكونات المرتبطة بموضوع التعلم.
الضبط الداخلي : يحدث بواسطة المتعلم ذاته و هو مكمل للبعد الخارجي و يتمثل في اختيار أنسب الظروف لتحقيق التعلم ، و يمكن للمتعلم اكتسابه من خلال اتصاله بالمعلمين و المشرفين التربويين، كما أن اكتساب عادات الدراسة و الاستذكار من أفضل الوسائل الفعالة لتحقيق الضبط الداخلي، إضافة لكل هذا فإن للتعلم مثيرات كالجهد الذي يقوم به المتعلم في أداء بعض العمليات الداخلية (التفكير، الإدراك، الفهم ، التذكر) ، و خبراته السابقة ، بالإضافة إلى الفروق الفردية بين المتعلمين (سامي محمد ملحم، المرجع السابق، ص 48).
مما سبق ذكره يتضح لنا أن عملية التعلم تستلزم تفاعل بين أطرافها –المعلم ، المتعلم- و أن هذا الأخير لن يتم إلا إذا نجح التفاعل و ظهرت نتائجه.
III- تفاعل المعلم و المتعلم :
التدريس عملية إنسانية ووسيلة اتصال و تفاهم بين طرفين ، فلا يمكن أن نقول أن مدرسا قد قام بعملية تدريس ناجحة إذا لم يوجد من تعلم منه شيئا، فنحن لا نستطيع أن نتحدث عن التدريس دون التحدث عن التعلم، و نحن لا نقدر أن نشهد أن المعلم قد قدم درسا جيدا إذا لم يحدث هذا الدرس أثره المنشود على التلاميذ ، وقد عبر ديوي (Dewey) عن هذه الفكرة عندما شبه المدرس بالبائع و مهمة البائع أن يبيع بضاعته للمشترين فإذا لم يشتري أحد بضاعته فلا يمكن أن تتم عملية البيع (كوثر حسين كوجك ، المرجع السابق، ص 100).
المعلم ينظم في العملية التربوية نشاط الطالب ، و هذا الأخير عليه أن يمتلك دافعا إدراكيا دراسيا ، فالمعلم يقوم كل المكونات الضرورية و يساعد الطالب على استيعابها ، غير أنه بدون نشاط الطالب نفسه فإنه لا يكون وجود للنشاط الدراسي ، زيادة على ذلك فإن الطالب عندما يستوعب المادة الدراسية أو الموضوع و عندما يمتلك المعارف و الأفعال يحولها بحيث تكتسب المفاهيم المعالجة في حالات معينة مضمونا آخر بالمقارنة مع ما أعطاه المعلم ، و لكي يعرف التلميذ كيف يقوم بالواجب الدراسي يجب على المعلم أن يتدخل في هذه العملية و لا يكتفي بالمراقبة و النتيجة النهائية (أحمد خنسة ، المرجع السابق، ص 287) .
هكذا يمكننا أن نقول أن التعليم عملية تعاون و نشاط مشترك بين المعلم و المتعلم ، فلكل منهما دوره المكمل للآخر ، فالمعلم ينظم نشاطه التعليمي من خلال التخاطب و الاحتكاك اليومي مع التلميذ و بواسطة و سائل مادية أخرى ، و المتعلم يستجيب بالجهد المبذول للتعلم و بخبراته الخاصة حتى تتم العملية التعليمية وفقا للأهداف المسطرة.
VI- المادة الدراسية :
إن التطور الذي عرفته الديداكتيك لبناء مفهومها و لاكتساب استقلالها من هيمنة العلوم الأخرى جعلها تركز على المادة الدراسية حتى تصل إلى فعالية أكبر للنشاط أو الفعل التعليمي، ففي المغرب مثلا أنجزت عدة دراسات ذات طابع ديداكتيكي و التي تهتم بالتفكير في المادة و مفاهيمها و بناء استراتيجيات لتدريسها.
فديداكتيك المادة (Didactique de la discipline) هي تأمل في طبيعة المادة التعليمية ، و هو مجال مفتوح قابل للمراجعة ، فالمعرفة تتطور بناء على إسهامات العلوم المختلفة، البحث فيه لا يهتم فقط "بالكيف" أي بالطرق و الوسائل التعليمية لكن كذلك بالمادة ، إذ لا ينبغي أن نهتم بكيف ندفع التلميذ للتعلم بل لابد من الاهتمام بالدرجة الأولى بماذا يقدر التلميذ أن يتعلمه في المادة ؟ كما أن ديداكتيك المادة الدراسية تهتم بتجريب الاستراتيجيات و التأكد من صلاحياتها المرحلية.
و الاهتمام بالمادة الدراسية في المنظور الديداكتيكي يرجع إلى إبراز النظرة الجديدة للمادة الدراسية و تغيير النظرة التي تعتبر أن المادة الدراسية معرفة مسبقة و نهائية و لا مجال لتغيرها أو استبدالها رغم شعورنا بقصورها و محدوديتها، و الشخص المختص في مادة ما هو المؤهل لإدخال تعديلات عليها فانتقاء ما ينبغي أن يتعلمه من معارف لغوية من شأن المختص في اللغة، و ما ينبغي تعلمه في الرياضيات من شأن المختص في الرياضيات و هكذا…لكن هذا لم يعد يكف ، إذ لا بد من تدخل الديداكتيكي الذي يتوفر بالإضافة إلى اختصاصه في مادة من المواد على معرفة بمجلات معرفية أخرى مرتبطة بالتدريس، فدراسة المادة التعليمية –التي تعتبر موضوع الديداكتيك- يتم من خلال بعدين :
بعد إبستيمولوجي يتعلق بالمادة ذاتها من حيث طبيعتها و بنيتها، منطقها و منهج دراستها.
بعد بيداغوجي مرتبط أساسا بتعليم المادة و مشاكل تعلمها.
لا يمكن تطور أي عمل ديداكتيكي دون أن يكون هذا العمل مرتبط بمادة تعليمية معينة ، إلا إذا رجعنا إلى الديداكتيكا العامة ، التي يسعى البعض إلى جعلها مجالا معرفيا يهتم بدراسة العناصر المشتركة بين المواد الدراسية، من حيث تعلمها و تعليمها لذلك دعا برنار جيسمان إلى القيام ببحوث في الديداكتيك النظرية حول مواضيع مشتركة بين المواد الدراسية من طرف مجموعات ذات اختصاصات مختلفة( معجم علوم التربية ، 1994، ص.ص71-70) .
و حتى ينجح المعلم و المتعلم في العملية التعليمية فإن هناك أشخاص آخرون يشكلون قاعدة أساسية في الفصل التعليمي كمدير المؤسسة الذي يعتبر دوره أساسي حتى تسير الأمور بصورة أحسن. و إذا كنا نؤمن أن الإدارة لا ينبغي أن تظل مجرد تسيير و تيسير ، و إنما ينبغي أن يضاف إلى هاتين المهمتين مهمة أخطر هي التطوير، فالمدير ينبغي أن يشيع في مؤسسته مناخ التطوير و التحسين إلى أحسن وضع. فهو المسؤول التنفيذي عن كافة أنشطة المدرسة في كافة المجالات التربوية و التعليمية و الأنشطة المدرسية و الشؤون الفنية و الإدارية و المالية… (أحمد إسماعيل حجي، المرجع الساق ص.ص 38-39).
مشكور ،بارك.
شكرا بارك الله فيك
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الجملة الميكانيكية الوحدة التعليمية 1.doc | 354.5 كيلوبايت | المشاهدات 236 |
باااااااااااارك الله فيك
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الجملة الميكانيكية الوحدة التعليمية 1.doc | 354.5 كيلوبايت | المشاهدات 236 |
السلام كله صحة وعافية شكــــــــــــــــــــــــرا
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الجملة الميكانيكية الوحدة التعليمية 1.doc | 354.5 كيلوبايت | المشاهدات 236 |
مشكور يا أخي وصح فطورك
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الجملة الميكانيكية الوحدة التعليمية 1.doc | 354.5 كيلوبايت | المشاهدات 236 |
جعلها الله في ميزان حسناتك
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الجملة الميكانيكية الوحدة التعليمية 1.doc | 354.5 كيلوبايت | المشاهدات 236 |
شكرا لإفادتكم بهذه المعلومات
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الجملة الميكانيكية الوحدة التعليمية 1.doc | 354.5 كيلوبايت | المشاهدات 236 |
thank you very muchhhhhhhhhhhh
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الجملة الميكانيكية الوحدة التعليمية 1.doc | 354.5 كيلوبايت | المشاهدات 236 |
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الجملة الميكانيكية الوحدة التعليمية 1.doc | 354.5 كيلوبايت | المشاهدات 236 |
[Merciiiiiiiiiiiiiiiiii beaucoupppppp]
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الجملة الميكانيكية الوحدة التعليمية 1.doc | 354.5 كيلوبايت | المشاهدات 236 |
التحميل
إضغط على الايقونة
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
شكرا لكم كثيرا
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
بارك فيك على الموضوع
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
الله يرضى عليك يا ابن الونشريس البار الله يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك إن شاء الله. بارك الله فيك. واصل
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
تستحقون المزيد من الثناء والشكر جزاكم الله كل خير
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
شكرا لكم سيدي الكريم على هذه المعلومات القيمة ونجن مدراء جدد نحتاج منكم دائما الى معلومات تفيدنا في عملنا
شكرا لكم ويورك فيكم
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
مشكور بوركت ودمت متميزا
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
دليل الوثائق الادارية.doc | 220.5 كيلوبايت | المشاهدات 3046 |
محتوى النص (الأفكار):
1- الاعتماد على الأجهزة التعليميّة في العملية التربوية من مقتضيات عصر التقدم التكنولوجي .
2- أنواع الأجهزة التعليمية الواردة في النص:
– التلفزيون [ ذو وظيفة تثقيفية…].
– جهاز الفيديو [ و من مزاياه تنويع طرائق التدريس، ربطه بأجهزة أخرى ، اختيار المكان
و الزمان…].
– جهاز العرض العلوي[ القدرة على إسقاط صور كبيرة ناصعة للمادة التعليمية..].
– أجهزة عرض الشرائح [ وهي أجهزة إسقاط ضوئية مثيرة لاهتمام المتعلم….]
– جهاز الحاسب الآلي «الكومبيوتر» و يخدم المتعلم، و الإدارة في مختلف مهامها.
أهمية النص: الأجهزة التعليمية نافعة للإنسان إذا أحسن استغلالها .
التحميل من الملفات المرفقة
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
ees.doc | 31.0 كيلوبايت | المشاهدات 763 |
بارك الله فيكم
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
ees.doc | 31.0 كيلوبايت | المشاهدات 763 |
سلام عليكم هل يمكنك تزويدي بقانون لتحديد التوقيت نحن في متوسطتنا نبدا 8 الى 12و15 و ندخل 12.45 الى غاية 16.15 مديرنا حقار قاع واش كاين احنا مساعدين ماهوش قاع عادنا من طاقم لاداري شكرا مسبقا
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
ees.doc | 31.0 كيلوبايت | المشاهدات 763 |
مشكور—-
مشكور
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
ees.doc | 31.0 كيلوبايت | المشاهدات 763 |
شكرا اخي الكريم
مواقع لتعلم الإنجليزية في مختلف الأطوار التعليمية و الأعمار
http://www.teachingenglish.org.uk/talk/questions.shtml
|
رد: مواقع لتعلم الإنجليزية في مخنلف الأطوار
thank you very much
|
رد: مواقع لتعلم الإنجليزية في مختلف الأطوار التعليمية و الأعمار
welcommmmmmmm
|
رد: مواقع لتعلم الإنجليزية في مختلف الأطوار التعليمية و الأعمار
Thank you very much
|
رد: مواقع لتعلم الإنجليزية في مختلف الأطوار التعليمية و الأعمار
thanks so much
|
رد: مواقع لتعلم الإنجليزية في مختلف الأطوار التعليمية و الأعمار
welcammmmmmm
|
رد: مواقع لتعلم الإنجليزية في مختلف الأطوار التعليمية و الأعمار
ما هو مفهوم التجسيم الفني
|
رد: مواقع لتعلم الإنجليزية في مختلف الأطوار التعليمية و الأعمار
goooooooooooooooooooooooooooood
التصنيفات
حقيبة القصص التعليمية للاطفال
| حقيبة القصص التعليمية للاطفال
عناوين القصص كلها موجودة على الواجهة وهي كالتالي قصة الاشقاء الاربعة قصة ابناء المد قصة عائلة التاء قصة تمهيد للتاء المفتوحة والمربوطة قصة عائلة التنوين قصة تنوين الفتح والهمزات الثلاث قصة سوبر شدة قصة عائلة أل التعريف قصة حدثان في حياة أل التعريف قصة الاخوة حروف الجر مع عائلة أل التعريف قصة الشقيقان أ أ قصة غادة واسماء الاشارة قصة ليلى الذكية والالف المقصورة قصة رحلات الهمزات المتطرفة قصة الاميرات الاربعة الهمزات المتوسطة التحميل من الرابط |