إذا أردت الصدق في القول" فداوم على قراءة (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )).
– إذا أردت الرزق كالمطر"فداوم على قراءة (( قل أعوذ برب الفلق )).
-اذا أردت السلامة من كل شر"فداوم على قراءة (( قل أعوذ برب الناس )).
اذا أردت جلب الخير و الرزق و البركة فداوم على قراءة ((بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحق المبين هو نعم المولى و نعم النصير)) وقراءة سورة الفاتحة وسورة"يس" فإنه يأتيك الرزق كالمطر .
– اذا أردت أن يجعل لك الله من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقك من حيث لا تحتسب "فالزم الإستغفار ".
– اذا اردت أن تأمنن مما يروعك و يفزعك فقل : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه و عقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون .
– اذا أردت أن تعرف في أي وقت تفتح فيه السماءو يستجاب فيه الدعاء "فاشهد وقت نداء النادي فأجبه " ففي الحديث : (( من نزل به كرب أو شدة فليجب المنادي )) والمنادي هو المؤذن .
– اذا أردت أن تسلم من أمر يكربك فقل " توكلت على الحي الذي لا يموت أبدا و الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا" ففي الحديث : (( ما أكربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال : يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا يموت أبدا وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )).
– اذا اردت أن تنجو من هم أو غم أو خوف يصيبك فقل : " اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك , أسألك بكل إسم سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري و جلاء حزني وهمي و غمي " فيذهب عنك همك و غمك و حزنك .
– اذا أردت أن يداويك الله من تسعة و تسعين داء أيسرها اللمم فقل ما ورد في الحديث " لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم" فإنها دواء لما ذكر .
– اذا أردت أن تؤجر بما يصيبكمن مصيبة فقل " إنا لله و إنا له راجعون , اللهم عندك احتسبت مصيبتي فأجرني فيها و أبدلني خيرا منها " و أيضا تقول " حسبنا الله ونعم الوكيل ".
– اذا اردت أن ترى النبي صل الله عليه وسلم يوم القيامة يوم الحسرة و الندامة فأكثر من قراءة " إذا الشمس كورت " و " إذا السماء انشقت " و إذا السماء انفطرت " .
– اذا اردت أن ينور وجهك " فداوم على قيام الليل ".
– اذا أردت ان تسلم من عطش يوم القيامة " فلازم الصوم ".
– إذا أردت أن لا يموت قلبك فقل كل يوم أربعين مرة : " يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت " .
– إذا أردت أن تسلم عذاب القبر فاحترز من النجاسات و اترك أكل المحرمات و ارفض الشهوات .
– اذا أردت أن تكون غنيا " فلازم القناعة " .
– إذا أردت أن تكون اعبد الناس " فكن متمسكا بقوله صلى الله عليه و سلم : (( من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن )) , قال أبو هريرة : أنا يا رسول الله , فأخذ بيدي و عد خمسا قال : (( اتق المحارم تكن اعبد الناس , و ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس , و أحسن إلى جارك تكن مؤمنا , و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما , و لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك يميت القلب )).
– اذا اردت أن تكون من المحسنين الخالصين "فاعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
– إذا أردت أن يحبك الله , فاقض حوائج إخوانك المسلمين , ففي الحديث : " إذا أحب الله عبدا صير حوائج الناس إليه ".
– اذا أردت أن توفق للحكمة فاترك فضول الكلام .
– إذا أردت أن توفق لحلاوة العبادة فاترك فضول الطعام و عليك بالصوم و قيام الليل و التهجد فيه .
– إذا أردت التوفق للمحبة " فاترك فضول الرغبة في الدنيا" .
– إن أردت أن تتوفق للخشية "فاترك التوهم في كيفية ذات الله تعالى تسلم من الشك و النفاق .
– إن اردت أن تصلح عيب نفسك " فاترك التجسس على عيوب الناس , فإن التجسس من شعب النفاق كما أن حسن الظن من شعب الإيمان ز
– إن أردت أن تكون أقوى الناس " فتوكل على الله ".
– أن أردت أن تحشر يوم القيامة في النور الهادي و تسلم من الظلمات " فلا تظلم احد من خلق الله تعالى " .
– إن أردت أن تكون أمنا من سخط الله تعالى " فلا تغضب على أحد من خلق الله".
– إن أردت أن لا يفضحك الله على رؤوس الخلائق " فاحفظ لسانك و فرجك " .
– إن أردت أن يستجاب دعائك" فاجتنب الحرام و أكل الربا و السحت ".
– إن أردت أن يستر الله عليك عيبك " فاستر على عيوب الناس , فإن الله تعالى ستار و يحب عباده الستارين ".
– إن أردت أن يكمل إيمانك " فحسن خلقك " .
– إن أردت أن يوسع الله عليك بالرزق طموما كالمطر " فلازم الدوام على الطهارة الكاملة ".
– إن أردت أن تلقى الله نقيا من الذنوب "فاغتسل من الجنابة و لازم غسل الجمعة تلقى الله يوم القيامة و ما عليك من ذنب " .
– إن أردت أن يذهب الله همك و يقضي دينك فقل إذا أصبحت و إذا أمسيت : " اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و أعوذ بك من العجز و الكسل و أعوذ بك من الجبن و البخل و أعوذ بك من غلبة الدين و قهر الرجال ".
– إن أردت أن توفق للخشوع " فاترك عنك فضول النظر ".
– إن أردت العزلة " فاترك الإعتقاد في الناس و توكل على الله".
– إن اردت عدم الجوع و العطش فداوم على قراءة (( لإيلاف فريش إيلافهم )) . فقد جرب ذلك مرار و صح .
– إن أردت أن تمحى عنك خطاياك " فاكثر من الإستغفار و الخشوع و الخضوع و الحسنات في الخلوات " .
– إن أردت الحسنات العظام " فعليك بحسن الخلق و التواضع و الصبر على البلية ".
– إن اردت السلامة من السيئات العظام " فاجتنب سوء الخلق و الشح ".
– إن أردت أن يسكن عنك غضب الجبار " فعليك بإخفاء الصدقة و صلة الرحم ".
– إن أردت أن يقضي الله عنك الدَين فقل ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم للإعرابي حين سأله و قال عليه الصلاة و السلام له : (( لو كان عليك مثل الجبال دينا أداه الله عنك , فقل : " اللهم اكفني بحلالك عن حرامك و اغنني بحلالك عن حرامك و اغنني بفضلك عمن سواك" )) .
– إن أردت أن تنجو و إذا و قعت في هلكة فقل : " بسم الله الرحمن الرحيم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم " مائة مرة , فإن الله يصرف عنك ما شاء من أنواع البلاء .
– إن أردت أن تأمن من قوم خفت شرهم فقل ما ورد في الحديث : "اللهم إنا نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم ". ومنه أيضا " اللهم اكفناهم بما شئت إنك على كل شيء قدير ".
– إن أردت أن تأمن إن خفت من سلطان فقل ما ورد في الحديث : " لا إله إلا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم , لا إله إلا أنت عز جارك و جل ثناؤك لا إله إلا أنت " . و يستحب أن يقول ما تقدم " اللهم نجعلك في نحورهم.. إلخ " , و في الحديث : (( إذا أتيت سلطانا مهابا تخاف أن يسطو عليك فقل : " الله اكبر الله أكبر الله اكبر الله أعز من خلقه جميعا أعز مما اخاف و أحذر و الحمد لله رب العالمين ".
– أن أردت ثبات القلب على الدين , فقد اسند مرفوعا انه كان من دعائه صلى الله عليه و سلم : (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )).
– ان أردت أن يتولى الله قبض روحك " لا عزرائيل " فا قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة , فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يتول قبض روحه إلا الله تعالى " .
و اخيرا ..
إن أردت ان تكون خير الناس " فكن نافعا للناس "
و ارجو التثبيت اذا كان يستحق
فإن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيها سعادة الدارين ذلك أن الله جل جلاله بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى والنور,فمن اتبعه نجى ومن خالفه هلك قال تعالى :
)) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
(آل عمران31)
وأما من عصاه فقد توعده الله تعالى بالفتنة والعماية فقد قال تعالى : ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (النور 63)
وقد نصح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته حق النصيحة وبين لهم ما فيه نجاتهم وسعادتهم مما يقربهم إلى ربهم ويخلصهم من الفتن .
فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظه وجلت منها القلوب, وذرفت منها العيون ,فقلنا :يارسول الله ! كأنها موعظة مودع ,فأوصنا .قال ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ,وإن تأمر عليكم عبدٌ ,وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ,فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور ,فإن كل بدعه ضلالة)) .(رواه أبو داود) وقال الترمذي حديث حسن صحيح. وقوله (عضوا عليها بالنواجذ) أي:اجتهدوا على السنة والزومها ,واحرصوا عليها كما يلزم العاض على الشيء بنواجذه ,خوفاً من ذهابه وتفلته وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال (( الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة )) صحيح الترغيب ( رقم41 ) فالواجب على المسلم إذا من الله عليه بالاستقامة أن يحافظ عليها ,وأن لايشدد على نفسه ,وأن يصحب الأخيار ,ويبتعد عن الأشرار ,فالمسلم مأمور بالثبات على الحق والحذر من الغلو والجفاء,فلا يغلو ويبتدع ويشدد,ولا يجفو ويقصر ويرتكب المعاصي .
إخواني ..فلنتأمل ونتدبر قوله تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً ) ((البقره143)) إن مقتضى كون هذه الأمة وسطاً أن يكون هناك طرفان ,طرفٌ يغلوا وطرف يجفو وكلاهما مذموم ,وثالث وسط وهم الخيار الذين اتبعوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه . روي البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنسٍ ابنِ مالكٍ رضي الله عنه قال : (( جاء ثلاثة رهط أي:ثلاثة أفراد إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها أي :عدُوها قليله وقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غُفر له ماتقدَم من ذنبه وماتأخر؟ قال أحدهم:أما أنا فأُصلي الليل أبداً,وقال الآخر:وأنا أصوم الدهر أبداً ولا أفطر وقال الآخر :وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقالأنتم الذي قلتم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر,وأصلي وأرقد,وأتزوج النساء ,فمن رغب عن سنتي فليس مني )) وبهذا الحوار المفيد والجواب الكافي من الرسول صلى الله عليه وسلم كان الإقتناع من أولئك الرهط بالإتباع لا بالابتداع واحذر أخي رعاك الله من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم .قال تعالى( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) (النساء115)
وعن جابر رضي الله تعالى عنه قال : ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت, عيناه وعلا صوته, واشتد غضبه ,وكأنه منذر جيش ,يقول صبحكم ومساكم .ويقول (بُعِثْتُ أنا والساعه كهاتين) ويقرن بين إصبعيه السبابه والوسطى ويقول:
(أما بعد,فإن خير الحديث كتاب الله ,وخير الهدي هدي محمد,وشر الأمور محدثاتها ,وكل بدعةٍ ضلاله) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي روتْه عائشة رضي الله عنها من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم .
أمرنا أي:ديننا .فكل عباده لم تكن على سنة نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم فهي مردودة على صاحبها .. وهل يعرف الدين إلا عن طريقه صلى الله عليه وسلم ؟ فالخير بما جاء به صلى الله عليه وسلم وكل مدعٍ حب الله تعالى لا يكون صادقا ً حتى يتبع النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (آل عمران31) .. فكل إنسان يحب الله تعالى ، ويسعى إلى مايرضيه ويجتنب ما يبغضه .. فالآية الكريمة ترشده إلى إتباع النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بالكتاب والسنة الصحيحة قولا ً وعملا ً واعتقادا ً .. على فهم السلف الصالح ، قال عليه الصلاة والسلام : (( تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي )) أخرجه البيهقي وصححه الألباني
قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى : (( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )) (الملك2) .. أخلصه وأصوبه ، قالوا : يا ابا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : (( العمل إذا كان خالصا ً ، ولم يكن صوابا ً لم يقبل ، إذا كان صوابا ً ولم يكن خالصا ً لم يقبل حتى يكون خالصا ً صوابا ً ، والخالص أن يكون لله تعالى ، والصواب أن يكون على السنة ( فتاوى ابن تيمية 173 ) ..
تَرْجُ النَّجَاةَ وَلمْ تسْلك مَسالِكَها
إنَّ السَّفِينَة لا تجَرْي عَلى اليَبِسِ
وكل إنسان يدعي حب الله تعالى ، ولكن الشأن كل الشأن أن يحبك الله ، وهذا لا يحصل إلا بالإتباع ..
اللهم احيينا على سنة نبيينا محمدا ً صلى الله عليه وسلم ، وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرتـه .. وصلى الله على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً كثيرا ً ..
بارك الله لك و فيك زادك الله علما
شكرا بارك الله فيك
شكرا جزيلا على الموضوع ربي يحفظك أختي روبي
إذا تذكّرت قِصَر الدنيا، وسرعة زوالها، وأدركتَ أنّها
مزرعة للآخرة، وفرصة لكسب الأعمال الصالحة، وتذكّرتَ
الجنّة وما فيها من النّعيم المقيم، والنّار وما فيها من العذاب
الأليم، ابتعدتَ عن الاسترسال في الشّهوات، وانبعثـت إلى
التوبة النّصوح ورصّعتها بالأعمال الصالحات.
merci khouya pour le sujet
sah kima 9oult khouya ida tfakarna la fin ta3na ray7in ntoubou mias allah yahdina
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، وعلى جميع أنبياء الله المرسلين.
الصـداقة في الإسـلام:
لقد اهتمّ الإسلام اهتماماً كبيراً بتركيز العلاقات الإنسانية على أساس ثابت يخدم عقل الإنسان وقلبه وحياته، لأنّ علاقة الإنسان بالإنسان تترك تأثيرها على الكثير من جوانب حياته الداخلية والخارجية، باعتبار أن طبيعة العلاقة تخلق جواً من الإلفة والمحبّة والحميمية، بما يجعل الإنسان ينجذب إلى الآخر انجذاباً عقلياً وشعورياً. ولهذا فقد تحدّث الإسلام في الكتاب والسنّة عن مسألة الصداقة فيما يحتاجه الإنسان إلى هذه العلاقة، باعتبار أن الصداقة تمثّل حالة من التعاون بين الإنسان وأخيه الإنسان، بحيث يكون موضع سرّه وأمانته وأنسه، لأنّ الإنسان لا يطيق الوحدة، بل يحبّ أن يعيش مع الآخر لأنّه اجتماعيّ الطبع.
وربما كانت علاقة القرابة لا تملأ كلّ ذات الإنسان، فقد يحتاج إلى من يكون قريباً له في العقل وفي الروح ممّن يمكن أن تكون قرابته أكثر من قرابة النسب، لأنّ قرابة النسب تمثّل هذا التواصل في الآباء والأجداد، وربّما لا يحمل التواصل بين هؤلاء في داخله تواصل العقل بالعقل والقلب بالقلب والروح بالروح، ففي الحديث عن الإمام علي(ع): "ربّ أخٍ لم تلده أمك".
الصداقـة في القـرآن:
وعلى ضوء ذلك، ولخطورة تأثير الصديق على الصديق، أراد الله من الإنسان أن يعرف كيف يختار صديقه، وقد تحدّث الله سبحانه وتعالى عن الصداقة بشكلها الإيجابي، كما تحدّث عنها بشكلها السلبي في كتابه المجيد. أما الصداقة في شكلها الإيجابي فهي الصداقة المبنيّة على التقوى، وهي أن تصادق الإنسان الذي يعيش تقوى الفكر فلا يفكّر إلا حقاً، وتقوى القلب فلا ينبض قلبه إلا بالخير، وتقوى الحياة، فلا تتحرّك حياته إلا في الخط المستقيم. وإذا كان الإنسان تقيّاً فلا بد أن يكون ناصحاً لصديقه، لأن الدين النصيحة. ولا بدّ أن يكون الوفيّ لصديقه، لأنّ الوفاء يمثّل عنصراً من عناصر الإيمان، وإذا كان الإنسان تقياً، فلا بدّ أن يعين صديقه وأن يساعده وينصره وأن يؤثره على نفسه، لأن ذلك من عناصر أخوّة الإيمان، ولهذا حدّثنا الله سبحانه وتعالى أنّ صداقة التقوى تتحرّك في الحياة، لأن علاقة مبنيّة على التقوى هي علاقة تبدأ بالله وبرسوله وبأوليائه، وترتكز على قاعدة الإسلام في عقائده كلّها وشرائعه ومناهجه وأهدافها، فما دمت مسلماً تقياً، فإنّ هذه هي العروة الوثقى التي لا تنفصم، لأن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان الذي يسلم وجهه لله وهو محسن المستمسك بالعروة الوثقى.
ثم يحدّثنا الله سبحانه وتعالى عن أنّ هذه الصداقة سوف تستمر إلى الآخرة، لأنّ صداقة الدنيا التي ترتكز على قاعدة الإيمان بالله وتقواه تجد مكانها الرحب في الآخرة، لأن الآخرة هي مواقع رضوان الله ونعيمه. وهذا ما عبّرت عنه الآية الكريمة: {الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [الزخرف:67]. فالمتقون هم الذين تبقى صداقتهم وخلّتهم خالدة لأنها انطلقت من الموقع الثابت، فلا زوال لها بالموت، بل تمتدّ لتكون حياة المحبة في الدار الآخرة كما كانت حياة المحبة في دار الدنيا.
الأصدقـاء في الآخـرة:
ويحدّثنا الله سبحانه وتعالى عن هذه الصداقة في الآخرة، وذلك عندما يلتقي أصدقاء التقوى وأصدقاء الإيمان في الجنة {ونزَعْنا ما في صدورهم من غلّ} فقد جاءوا إلى الآخرة وليس في قلوبهم أيّ حقد، بل كانت المحبّة تغمر قلوبهم، لأنّ محبة الإنسان لله تجعله يحبّ الناس الذين يلتقي بهم ليتعاون معهم، ويحبّ الناس الذين يختلف معهم ليهديهم، ولذلك فأن تكون مؤمناً يعني أن تغمر المحبّة قلبك، فلا مكان للحقد فيه. وهذا ما تعلّمناه من رسول الله(ص) عندما كان يواجه قومه وهم يؤذونه وهو يقول: "اللهم اهدِ قومي فإنّهم لا يعلمون". فالذين لا يحملون الغلّ في قلوبهم هم الأتقياء حقاً، الذين يحبّون الله سبحانه وتعالى، فيحبّون خلقه: "الخلقُ عيال الله وأحب الخلق إلى الله مَن نفع عيال الله وأدخل على بيت سروراً".
{إخواناً على سررٍ متقابلين} [الحجر:47]. متحابّين، متحادثين، يعيشون سعادة الإيمان ورضوان الله أكبر {ورضوانٌ من الله} [آل عمران:15].
مـن نصـادق:
ونرى أنّ القرآن أيضاً يؤكد على المجتمع الذي تصادقه وتعيش معه، فمن هم هؤلاء الذين تعيش معهم وتصادقهم؟ {واصبر نفسك} والحديث هنا مع رسول الله(ص) والله سبحانه وتعالى يخاطب الناس بأسلوب خطابه للرسول(ص) ليعرف الناس أهمية هذا الخطاب، لأنّ الله إذا كان يطلب أمراً من رسوله(ص) وهو حبيبه وأقرب الخلق إليه، فكيف لا يطلبه من الناس؟ فمعنى ذلك أنّ لهذا الأمر أهمية بالغة عند الله سبحانه وتعالى: {واصبِر نفسك مع الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعدُ عيناك تريد زينة الحياة الدنيا ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرُطاً} [الكهف:28]. أي صادق الذين يخلصون لله ويعبدونه ويبتهلون إليه، لأنّ هؤلاء هم الذين يزيدون إيمانك وهم الذين يحفظون لك ودّك ويفون لك الوعد والعهد.
قيمـة الصـديـق:
ويحدّثنا الله سبحانه وتعالى عن قيمة الصديق من خلال نداء أهل النار عندما يدخلونها..ما هي استغاثتهم هناك؟ {فما لنا من شافعين* ولا صديق حميم} [الشعراء:100ـ101]. ويتحدث الإمام الصادق(ع) عن هذه الآية فيقول: "لقد عظمت منـزلة الصديق حتى أنّ اهل النار يستغيثون به ويدعون به في النار قبل القريب الحميم، قال الله مخبراً عنهم: {فما لنا من شافعين* ولا صديق حميم}" ومعنى ذلك أنّ الصديق الحميم هو الذي يفي لك، وهو الذي يعينك، حتى أن أهل النار يتلفّتون يميناً ويساراً ويتطلّعون إلى من كانوا يصادقون من أمثالهم فلا يرون أحداً فيتساءلون: أين هو الصديق الحميم؟ فهم يعرفون أنّ صداقة غير المؤمنين صداقة لا ترتكز على أساس، فهي لا تمتدّ بأصحابها إلى الآخرة {الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوّ إلا المتقين}.
أصدقـاء السـوء:
ويحدّثنا الله سبحانه وتعالى عن الأصدقاء في الجانب السلبي، هؤلاء الذين يعيش الإنسان في الآخرة في حسرة من صداقته لهم، فسبحانه وتعالى يقول: {ويوم يعضّ الظالم ـ والمراد بالظالم الذي ظلم نفسه بالكفر أو بالضلال والمعصية ـ على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرسول سبيلاً ـ يا ليتني عشت في خط الرسول(ص) وكان لي طريق إليه وإلى رسالته فيما تمثّله من الهداية إلى الله ـ يا ويلتي ـ فينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور ـ ليتني لم أتّخذ فلاناً خليلاً ـ أي ليتني لم أتّخذ فلاناً صديقاً. وتسأله: ماذا فعل بك فلان؟ فيجيبك ـ لقد أضلّني عن الذكر بعد إذ جاءني ـ فلقد جاء ذكر الله على لسان رسول الله(ص)، وكان عقلي وقلبي منفتحين عليه، وكان قلبي منفتحاً عليه، وجاء هذا الرجل فكان حاجزاً بين عقلي وقلبي وذكر الله، فانحرف بعقلي وقلبي عن مسارهما. ثم عندما واجهت الموقف المصيري خذلني ـ وكان الشيطان ـ شيطان الجنّ أو شيطان الإنس لا فرق ـ للإنسان خذولاً} [الفرقان:27 ـ 29].
ويحدّثنا الله سبحانه وتعالى عن طريقة الشيطان في التسويل للإنسان وخذلانه فيقول: {كمثلِ الشيطان إذ قال للإنسان اكفُر فلمّا كفر قال إني بريءٌ منك إني أخاف الله ربّ العالمين} [الحشر:16]. وفي يوم القيامة يقف الشيطان يتحدّث بطريقة أخرى ليدافع عن نفسه وليحمّلهم المسؤولية كاملة {وقال الشيطان لما قُضِي الأمر إن الله وعدكم وعد الحقّ ـ فقد قال لهم: {وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتّقين} [آل عمران:133]. وها أنتم ترون المتقين كيف يسيرون إلى الجنّة ـ إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ـ لأنّ مهمتي هي أن أعد فأخلف، وأن أوسوس، وأزيّن القبيح وأقبّح الحسن، لأنّ العداوة قد نشأت بيني وبينكم منذ أبيكم آدم وأمّكم حواء، وقد قال الله لكم: {إنّ الشيطان لكم عدو ـ فماذا يصنع العدو مع عدوّه؟ ينصحه أو يغشّه؟ ـ فاتّخذوه عدوّاً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} [فاطر:6] ـ وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ـ {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتّبعك من الغاوين} [الحجر:42] ـ فلا تلوموني ـ فمنذ البداية قلت لله {قال فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم* ثم لآتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف:16ـ17]. فوظيفتي وهدفي كانا منذ البدء واضحين، فلقد أردت بغوايتكم التنفيس عن حقدي وثأري من أبيكم آدم ـ ولوموا أنفسكم ـ فلقد أعطاكم الله عقلاً وأرسل لكم رسلاً وزوّدكم بإرادة وهداكم النجدين، فلماذا لم تنطلقوا في طريق الجنّة، بل انطلقتم في طريق النار وأنتم تعرفون أنّ حزبي هو حزب أهل النار ـ ما أنا بمصرخكم ـ فلو أنّكم صرختم لما أغثتكم ـ وما أنتم بمصرخي ـ ولو صرخت فلن تغيثوني، فلكل يومئذٍ شأن يغنيه ـ إني كفرت بما أشركتموني} [إبراهيم:22]. فأنا أكفر بشرككم بأن تجعلوني شريكاً لله تعالى.
الصداقة في أحاديث المعصومين(ع):
ومن خلال ذلك كلّه، نجد أنّ هذه الآية تعطي وحياً لأحاديث كثيرة، فهناك حديث للرسول(ص) يقول فيه: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، باعتبار أنه يأخذ من دينه من جهة المؤثرات التي تؤثرها الخلّة والصداقة في نفس الشخص الآخر، فإذا أردت أن تصادق فعليك أن تدرس دين من تصادقه، حتى تعرف أنّ من تصادقه لن يضلّك عن دينك، بل قد يقوّي لك دينك. والصداقة أيضاً وسيلة من وسائل الحكم على الأشخاص، فإذا أردت أن تحكم على شخص، سواء كان هذا الحكم إيجابياً أو سلبياً، فما هي القاعدة التي ترتكز عليها في الحكم عليه؟ فعن سليمان بن داود: "لا تحكموا على رجل بشيء حتى تنظروا إلى من يصاحب". أي قل لي من تصاحب أقل لك من أنت، فإنّما يعرف الرجل بأشكاله وألوانه لأنّ كل شكل لشكله ألِفُ.
وجاء في الحديث عن الرسول(ص) أيضاً: "اختبروا الناس بأخدانهم"، أي بأصدقائهم، فالخدين هو الصديق، فإنما يخادن الرجل من يعجبه، بحيث إنّك عندما تنجذب إلى شخص إنما تنجذب إلى خصائصه لأنها تلتقي مع خصائصك، ولأنّ عناصره تلتقي مع عناصرك.
فعن الإمام علي(ع): "النفوس أشكال فما تشاكل منها اتفق، والناس إلى أشكالهم أميل"، ويقول الإمام علي(ع) أيضاً فيما روي عنه:"فساد الأخلاق معاشرة السفهاء، وصلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء، والخلق أشكال، فكلّ يعمل على شاكلته، والناس إخوان، فمن كانت أخوّته في غير ذات الله فإنّها تحوز عداوة، وذلك قوله تعالى: {الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتقين}.
ويحدّثنا القرآن الكريم عن قريب السوء عندما تحين ساعة الحساب أو العذاب {قال قائل منهم إني كان لي قرين* يقول أئنّك لمن المصدقين} أي أنّ هذا الرجل عندما كان في ساعة الحساب أو عندما أدخل النار أراد أن يجد لنفسه عذراً فقدّم تقريراً عن خلفيّات كفره باليوم الآخر. فهذا القرين كان يقول له هل تصدّق هذه الخرافة؟ وأية خرافة؟ {أئِذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً أئنّا لمدينون} أي هل أنّنا إذا متنا سوف ندان ونحاكم ونجازى؟ {قال هل أنتم مطّلعون} أي هل ترون القرين؟ {فاطّلع فرآه في سواء الجحيم} [الصافات:51ـ53]. فاختر أصدقاءك من أهل النعيم لا من أهل الجحيم، فإنما يعرف الناس بالإيمان وبالعمل الصالح.
ويحدّثنا القرآن عن مشاعر الإنسان يوم القيامة عندما يرى قرين السوء {قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} [الزخرف:38]. فيا ليتني لم أرك بحيث تكون المسافة بيني وبينك بعيدة جداً، إلى حد لا أراك فيها، فأذكر كيف كنت توسوس لي وتضلّني حتى وصلت إلى هذا المصير المحتوم في نار جهنم. ويحدثنا الله سبحانه وتعالى عن موقف قرين السوء عندما يبدأ الحساب، وقد قدّم الإنسان إلى المحكمة بين يدي الله، فيحاول هذا الشخص أن يقدّم عذره ليحمّل قرينه الذي كان إلى جانبه مسؤولية ضلاله {قال قرينه ربنا ما أطغيته ـ فأنا لا أتحمّل المسؤولية ـ ولكن كان في ضلال بعيد ـ فهو يسيء ولا دخل لي في اجتذابه، فما ضغطت عليه ولا أكرهته على ذلك، فهو صاحب عقل يفكّر ـ قال لا تختصموا لديّ ـ فقد صدر الحكم ـ وقد قدّمت إليكم بالوعيد* ما يبدّل القول لديّ ـ فالله سبحانه وتعالى يقول أن لا خصام في اليوم الآخر ـ وما أنا بظلاّم للعبيد* يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} [ق:27ـ30]. والله سبحانه وتعالى يحدثنا عن الأشخاص الذين يحيطون به وهم قرناء السوء {وقيّضنا لهم قرناء فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم} [فصلت:25]. صحيح أن الله سبحانه وتعالى ينسب الأمر إلى نفسه في هذه الآية، ولكن ليس معنى ذلك أنه أرسل إليهم قرناء السوء، ولكنهم عندما يتحرّكون من خلال ما أعطاهم الله من إرادة واختيار، فإنهم يتحملون مسؤوليتهم في اختيار قرنائهم. وهكذا فإن الله سبحانه وتعالى أراد لنا من خلال ذلك أن نختار القرين الذي يمكن له أن يعيننا على الطريق الصحيح بدلاً من القرين الذي يدفع بنا إلى الطريق المنحرف.
اختبـار الصديـق:
ويحدّثنا الإمام الصادق(ع) عن بعض العلامات التي يختبر فيها الإنسان صديقه: "من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك شراً فاتخذه لنفسك صديقاً". فقد تحدث بين الأصدقاء مشاكل وخلافات تجعل أحدهما يغضب من الآخر، لكنّه يبقى على خطّ المودّة، فلا يحاول أن يتكلّم عنك بالشرّ، فإذا حصل ذلك لمرات ثلاث فاعتبره متوازناً وأنه يملك قاعدة أخلاقية فلا يدفعه غضبه إلى أن يقول ما ليس له بحقّ.
وقد ورد في الحديث عنه(ع): "لا تسمّ رجلاً صديقاً سمة معروفة حتى تختبره بثلاث، فتنظر غضبه يخرجه من الحقّ إلى الباطل، وعند الدينار والدرهم ـ أي هل يخونك أو يكون أميناً على الدينار والدرهم؟ فقد لا تكون عنده قيمة للدينار والدرهم، بل القيمة عنده في الصداقة ـ وحتى تسافر معه"، لأنّ السفر يمثل التعب الذي ربما يخرج الإنسان عن توازنه، فإذا بقي في خطّ التوازن فإنّ معنى ذلك أنه ينطلق من قاعدة أخلاقية رصينة.
أصـدقـاء إيجابيـون:
وقد ورد بعض الأحاديث عن الذين نتخذهم أصدقاء، فعن الصادق(ع): "إصحب من تتزيّن به ولا تصحب من يتزيّن بك"، أي صاحب من تستفيد منه ومن يكون في صحبتك له زينة لك من خلال علمه وأخلاقه، لا الشخص الذي يعتبر نفسه صديقاً لك ولكنه ليس في مستوى الصداقة.
ومن مواعظ الحسن بن علي(ع) في آخر لحظات حياته، قال لجنادة في مرضه الذي توفي فيه: "إصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدّق قولك، وإن صلت شدّ صولك ـ في الدفاع عن نفسك ـ وإن مددت يدك بفضل مدّها، وإن بدت عنك ثلمة سدّها، وإن رأى منه حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن سكتّ عنه ابتداك، وإن نزلت إحدى الملمّات بك ساواك".
وعن علي(ع): "أكثر الصواب والصلاح في صحبة أولي النهى والألباب". وعنه(ع): "صاحب الحكماء ـ بحيث يعطيك من حكمته حكمة ـ وجالس الحلماء ـ وهم الذين يملكون سعة الصدر ـ وأعرض عن الدنيا تسكن جنّة المأوى"، وعنه(ع): "عجبت لمن يرغب في التكثّر من الأصحاب كيف لا يصحب العلماء الألبّاء الأتقياء الذين يغنم فضائلهم، وتهذّبه علومهم، وتزيّنه صحبتهم". وقال(ع): "من دعاك إلى الدار الباقية ـ أي انفتح بك على الآخرة ـ وأعانك على العمل ـ الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ـ فهو الصديق الشقيق". لأنه هو الذي يؤدّي إلى نجاتك وحسن سلامة مصيرك.. وعنه(ع): "قارن أهل الخير تكن منهم ـ أي اقترن بهم وصاحبهم ـ وباين أهل الشر ـ أي ابتعد وافترق عنهم ـ تبن عنهم".
ويبقى للحديث بقية في الكثير من شؤون الصداقة، لأن ذلك يدخل في الصميم من حياتنا..
والحمد لله رب العالمين
حثت الشريعة الإسلامية عليالعمل وأكدت علي قيمته للفرد وللمجتمع الذي يعيش فيه.. ولقد حرص علي ذلك سيدنا رسولالله صلي الله عليه وسلم في كثير من مواقفه وأحاديثه ومنها هذا الحديث حيث قال: "إنقامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا تقوم حتي يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر" وبهذا جعل الإسلام طريق الآخرة هو نفسه طريق الدنيا ليس هناك طريق للآخرة اسمهالعبادة وطريق للدنيا اسمه العمل وإنما هو طريق واحد أوله في الدنيا وآخره فيالآخرة لا يفترق فيه العمل عن العبادة ولا العبادة عن العمل فكلاهما شيء واحد فينظر الإسلام.
وقد مرت علي البشرية فترات طويلة في الماضي والحاضر كانت تحسفيها بالفرقة بين الطريقين كانت تعتقد أن العمل للآخرة يقتضي الانقطاع عن الدنياوالعمل للدنيا يزحم وقت الآخرة.
وقد كانت تؤدي في القديم إلي عزلة بعضالناس وتنسكهم وتكالب آخرين علي الحياة يجعلونها همهم الأوحد فتوردهم موارد الحتفوالشقاء وما تزال هذه الفرقة تؤدي إلي نتائجها تلك في العالم الحديث ولكنها تزيد فيمدنيتنا الحاضرة حتي تبلغ مبلغ الجنون وحالات الهستيريا وضغط الدم وهي صدي لتلكالفرقة التي توزع النفس الواحدة في وجهات شتي ثم لا تربط بينها برباط. والطريقلتوحيد هذا الشتات وربطه كله في كيان هو توحيد الدنيا والآخرة في طريق. عندئذ لاتتوزع الحياة عملا وعبادة منفصلين ولا تتوزع النفس جسما وروحا منفصلين ولا تتوزعالأهداف عملية ونظرية أو واقعية ومثالية لا تلتقيان.
والإسلام يصنع هذهالعجيبة في سهولة ويسر قال الله تعالي: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسنصيبك من الدنيا" 77 القصص وإن أمام المسلمين الكسالى اليوم قدوة في رسول الله صليالله عليه وسلم أن عليهم أن يعملوا دائما ولا يكلوا ليعوضوا العقود الطويلة وهذه هيالفطرة السليمة التي نشاهدها في كل خلق الله المسير ومنها النحل الذي نتعلم منهدرسا نستفيد منه ألا وهو العمل الجاد والمثمر الذي وعاه النحل قبل الإنسان بملايينالسنين.
هذا العالم العجيب للنحل والذي يسير وفق منهاج دقيق لا يقدم ولايؤخر نتعرف عليه من خلال هذه الدراسة للدكتور رضا فضل علي بكر أستاذ علم الحشراتبكلية العلوم جامعة عين شمس علنا نستفيد من هذه الحشرة الضئيلة في الحجم العظيمة فيالمكانة والمقدار في جعل الدنيا طريقا للآخرة عن طريق العمل الجاد والمثمر.
إيحاء للنحل
يستهل الكاتب دراسته بهذه الآية من سورة النجل "وأوحيربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتًا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كلالثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إنفي ذلك لآية لقوم يتفكرون" "النحل 68 :69".
ويضيف: إيحاء الله للنحل هوإلهامها والإلقاء في روعها وتعليمها في وجه أعلم به لا سبيل لأحد إلي الوقوف عليهلم يأتها رسول الله من عند الله ولكن الله تعالي عرفها الأعمال العجيبة التي يعجزفيها العقلاء من البشر. وذلك في بنائها البيوت المسدسة من أضلاع متساوية بمجردطباعها ولا يتم مثل ذلك للعقلاء إلا بآلات قياسية حديثة وكل ذلك إلهام ولا خلاف بينالمتأولين أن الوحي هنا بمعني الإلهام وهو ما يخلقه الله تعالي في القلب ابتداء منغير سبب ظاهر. والفعل أوحي فعل معجز خالد ونلحظ أن الظاهرة الزمنية قد تلغي تمامافالفعل أوحي هنا غير مرتبط بزمن فالله سبحانه وتعالي أوحي إلي النحل ومازال الوحيمستمرا وسيستمر حتي يرث الله الأرض ومن عليها وخص الله سبحانه وتعالي هذا الوحيللنحل. فالآية الشريفة عمت الوحي لجنس النحل كله سابقه وحاضره ومستقبله وبذلك يتميزالنحل عن باقي الكائنات الحياة فيما عدا البشر بأن الله سبحانه وتعالي يوحي إليها. بل إن وحي الله للبشر إنما يكون لخاصتهم ممن اصطفاهم الله لرسالته بينما الوحي إليالنحل فهو لجميعها وعامتها. وهناك من الآثار الواضحة المحسوسة وما يشير إلي وجودهذا الوحي وتري ذلك جليا في وحي الله للنحل حيث ميزه بخصال تتعلق باختيار المسكنوجمع الغذاء لإخراج ما فيه شفاء للناس والنحل لا يشاركه الإنسان أو أي كائن نافعآخر في هذه الخصال. فمن حيث السكن فإن نحل العسل في حياته البرية يبني أقراصهالشمعية في الأماكن التي لا تكاد تصلح لسكن أي كائن آخر سواء كان نافعا أو ضارًابالإضافة إلي ذلك فإن النحل لا يفسد الأرض التي يعيش فيها.. ومن حيث حصوله عليالطعام فهو لا يشارك أي كائن آخر نافع في تناول غذائه فإن غذاءه من رحيق الأزهاروحبوب اللقاح فإن لم يجمعها النحل ذهب هباء. بل إن ميكانيكية هذا الجمع تعودبالفائدة الكبرى علي سائر الكائنات بما فيها الإنسان. والميزة الثالثة التي خص اللهبها وأوحاها إليه من تحويل غذائه إلي مواد شافية متعددة لا تتحقق في مخلوق آخر سواءكان نباتًا أو حيوانًا وذلك بتذليل سبل الطعام لها حتي تخرج شرابا من أجوافها فيهشفاء للناس.
ودلائل وحي الله للنحل يتمثل في سلوكه وإتباع ما أوحي اللهإليه به وهو في الأفعال "اتخذي من الجبال بيوتًا" "النحل 68" "ثم كلي من كلالثمرات" "النحل 69" "فاسلكي سبل ربك ذللا" ولكل أمر من هذه الأوامر مجمل والنحليذعن لوحي الله له فيقوم بهذه الأعمال علي أكمل وجه فنجد في طاعته وتنفيذه لوحيالله تفصيلات لما هو مجمل وفي هذا عبرة للإنسان ودرس يجب تأمله.
إعجاز
ويشير الكاتب إلي إعجاز لغوي وعلمي في آية النحل حيث جاء الأمر بصفةالتأنيث بقوله "اتخذي" ثم كلي. فاسلكي" فمملكة النحل تتربع عليها ملكة أنثى وعددضئيل من الذكور أما باقي أفراد المملكة فهو الشغالات ومن هنا يتبين لنا دقة التعبيرفإن الحقيقة العلمية أكدت أن الذي يقوم بتلك الأفعال إنما هي الشغالة وجاء الضميرمفردا لأن وحي الله للنحل جعلها غريزة موروثة في كل نحلة علي حدة فتعرف كل شغالةعملها بمجرد نشأتها ولم يعرف حتي الآن أنها تتعلم وتتدرب علي ذلك لتكتسب هذا السلوكبل تقوم بعملها علي أكمل وجه بدون سابق معرفة لها به.
وذكر الله الجبالوالشجر ومما يعرشون كأماكن لبيوت النحل لكي يتعرف الناس منها علي أماكن وجود النحلوالحقيقة العلمية تثبت أن هناك بعض الأنواع تسكن الجبال والأشجار ولا يمكناستثناؤها وهي صورة رائعة لاستجابة النحل لوحي الله فهي تعيش في الجبال والأشجار أوفيما يعده لها الإنسان من يوم أوحي الله لها حتي تقوم الساعة لتضرب أروع الأمثلةللإخلاص فيطاعة ربها. وقد يفهم أيضا من هذا التسلسل إشارة إلي أن النحل موجود قبلالإنسان.
نظام الحكم
عندما يرفع الغطاء الشمعي وتخرج الملكة من طورالعذراء يقابلها الجميع كعضو عادي في المجتمع .. بل تمتنع العاملات عن تغذيتهابالغذاء الملكي مادامت عذراء لم تلقح ولا يقوم بخدمتها أي فرد فتمارس الملكةالعذراء غير الملقحة نشاطا غير منتظم داخل الخلية علي الأقراص فتأكل ما تحويهالأعين السداسية من العسل بنفسها ثم تبدأ بمهاجمة البيوت الملكية التي لم تفقسمثيلاتها بعد فتقرض أغطيتها وتمد آلة لسعها وتقتل الطور الموجود بداخلها وأحياناكثيرة تعترضها الشغالات وتمنعها من ذلك. وأفراد الرعية في الخلية يقابلن هذا الأمربفتور شديد فلا يتدخلن لأن هذا الأمر يخص فئة قليلة جدا منهم ألا وهي الملكات الجددثم بعد ذلك يأتي موكب الزفاف حيث تتهيأ الملكة العذراء للطيران وخلفها الذكور فإذاعادت وفي مؤخرتها الجهاز التناسلي للذكر الذي يظل عالقا بها بعد التلقيح عندئذتستقبلها العاملات بمهرجان عظيم فتلتف حولها الوصيفات لأول مرة فيزال العضوالتناسلي الذكري العالق بها ويبدأ النحل كله باحترامه وتقديم الغذاء الملكي لهاوخدمتها بعناية فائقة أما إذا عادت الملكة العذراء بدون تلقيح لأي سبب ما يستقبلهاالنحل بفتور وينعزل عنها ويحتقرها حتي تعيد الكرة مرة ثانية وتنجح في التلقيح.
وبالرغم من أن الملكة هي أهم فرد في مجتمع النحل فإنها لا تحكم خلية النحلعلي الإطلاق غير أنها تنتج هرمونات تحدد مختلف نواحي سلوك النحل. أما من يحكم خليةالنحل فهن العاملات أنفسهن فهن اللواتي يقررن أين يقمن بيتا جديدا بعد المشاورةوالاستقرار علي رأي الجماعة ومتي وأين يجمعن رحيق الأزهار وهن اللواتي يقررن متيتستبدل مليكتهن ومن ذلك نخلص إلي أنه علي الرغم من أن ملكة النحل تتمتع بهذهالسيادة المطلقة والاحترام فيها فإنها لا تستعمل مركزها الممتاز في استبعاد الرعيةفهي ملكة ذات ملك قائم علي الفطرة السليمة يأتمر بأمر الرأي العام والرأي بينهمقائم علي الشورى لتحقيق وحي الله والملكة تنفذ في جميع أعمالها مشيئة أفراد الخليةالتي تحكما بحيث تبقي السيادة المطلقة التي تتمتع بها محصورة في الأمور الشكليةالنظرية فهي لا تمارس أي نوع من أنواع الحكم والنهي في مملكة النحل إنما هو للعمالللنحل الشغال فالذي يعمل وينتج هو الذي يمارس حق الحكم.
النحل والعلومالحديثة
في هذا الجزء من الدراسة يؤكد الباحث أن الله سبحانه وتعالي ألهمالنحل بعلوم يعتبرها الإنسان في العصر الحاضر تقنية حديثة وقد سبقت الإنسان بهذهالعلوم بملايين السنين ومن هذه العلوم:
–
علم دراسة الجدوى واتخاذ القرار: ففي النحل وقبل بناء البيت يتم تحديد كل من: ما الغرض من البيت؟ وما مكانه؟ وماطبيعة هذا البيت؟ ومتي يبني هذا البيت؟ وكيف تخطط لرسم البيت؟ وكم يلزم لبناء هذاالبيت؟ وماذا يترتب علي بناء هذا البيت للحفاظ عليه؟ وبعد هذه الدراسة تقرر ما تراهمناسبا وتتخذ القرار.–
علم الاجتماع: هناك الشورى داخل هذا المجتمعواحترام ولي الأمر والمنافسة الشريفة بين طوائف النحل المختلفة وتقاسم النحل فيمابينه أعمال الخلية كل حسب سنه ومقدراته وكل أفراد الخلية مكفولة له حق الرعايةوتكافؤ الفرص لا فرق بين ضعيف وقوي.–
العلوم السياسية والاقتصادية: أعطتالنحلة أروع مثل في سياسة مملكتها ومن النواحي الاقتصادية فقد وصلت إلي ما لم يصلإليه الإنسان. – العلوم الحربية والأمنية: النحلة البسيطة التي ليست أهلا لتحمل هذهالمسئولية الخطيرة وهبها الباريء سبحانه وتعالي من القوة والحكمة ما تستطيع بهالدفاع عن نفسها وعن خليتها دون أن تتعرض لهذا الخطر العظيم.–
علمالكيمياء: أطلق البعض علي خلايا النحل أنها معامل لتصنيع العسل وإذا تتبعنا عمليةصنع العسل التي لا يقدر عليها إلا النحل سنجد أنها عملية كيميائية ماهرة ولا يعرفالعلم الحديث سببا لإضافة نوع من الأحماض الأمينية لعملية تركيب العسل ولا كيف يعرفالنحل أن العسل قد نضج.–
علم الاستشعار عن بعد: عندما يبتعد النحل عنالخلية باحثا عن الرحيق حتي مسافة أحد عشر كيلو مترا يحفظ زاوية ميل الشمس فيالذهاب وفي العودة يكون قد تغيرت هذه الزاوية فيعدلها وكأن به جهاز كمبيوتر مبرمجًاحتى لو عاد بعد غروب الشمس.–
فن الهندسة الوراثية: لقد اعترف العلم وأقرالعلماء بأن النحل تقيم بيوتها بوحي يلقي إليها وبيوت النحل تبني علي أساس مكينتتجلى فيه روعة الفن وجمال الذوق وإبداع الهندسة.. والنحل يراعي قوانين التهويةوالمتانة وخصائص مواد الأساس.
منقول
للتحميل إضغط على الرابط
http://www.ouarsenis.com/up//view.php?file=d9c5b76b74
اللهم بلغنا الجنة بغير سابقة عذاب ولا مشقة سفر, واجعلنا اللهم من ورثة الجنة ومتعنا اللهم بالنظر الى وجهك الكريم
اللهم آمييييييييييييييين
شكرا لك اخ هديدو على التذكير وسدد خطاك الى كل مافيه خير لك وللمؤمنين اجمعين
اللهم بلغنا الجنة امييييييييييييييييييييييييين
اللهم ارزقنا حسنا الخاتمة
عفوا هذا الملف غير متوفر ربما تم حذفه من قبل الادارة
لم أستطع التحميل. ماذا افعل؟
الدنيا : الحياة حلوة
الآخرة : و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
الدنيا: أحب الفن .. أحب العلم .. أحب العشق .. أحب الخلود
الآخرة : كل من عليها فان ، و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام
الدنيا : أنا الشباب
الآخرة : شباب اليوم .. غدا في المشيب
الدنيا : الحياة متعه .. اجعل حياتك كما تهوى .. امرح .. اعشق .. اشرب
الآخرة : صدقت .. لن ياخذ النسان معه الا عمله
الدنيا : هل سأنتظر طويلا ؟
الآخرة : لا .. لن يطول انتظارك
الدنيا : الى متى سأنتظر ؟
الآخرة : دقات قلب المرء قائلة له .. ان الحياة دقائق و ثواني .
الدنيا : اذا .. اني راحلة .
الآخرة : و ما تدري نفس ماذا تكسب إذا .. و ما تدري نفس بأي ارض تموت
الدنيا : اذا .. ماذا سافعل في مدة الانتظار ؟
الآخرة : اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا .. و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
كل من عليها فان ، و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام
و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
اللهم تب علينا
وجنبنا معصيتك
وعافنا من حب الدنيا واتباع الهوى
واهدنا الى السير على هدى الحبيب وحببنا في طاعتك وحب الاخرة
جزاك الله خيرا اخي على هذا الطرح
يجب على حافظ القرآن أن لا يقصد بحفظه تحصيل منافع دنيوية لأن حفظه ليس سلعة يتاجر بها في الدنيا ، بل هي عبادة يقدمها بين يدي ربِّه تبارك وتعالى .
وقد اختصَّ الله تعالى حافظ القرآن بخصائص في الدنيا وفي الآخرة ، ومنها :
في الدنيا
1. أنه يُقدَّم على غيره في الصلاة إماماً .
عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه " . رواه مسلم ( 673 ) .
وعن عبد الله بن عمر قال : لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا . رواه البخاري ( 660 ) .
2. أنه يقدَّم على غيره في القبر في جهة القبلة إذا اضطررنا لدفنه مع غيره .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى " أحد " في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم . رواه البخاري ( 1278 ) .
3. يقدّم في الإمارة والرئاسة إذا أطاق حملها .
عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال : من استعملتَ على أهل الوادي ؟ فقال : ابن أبزى ! قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا ! قال : فاستخلفتَ عليهم مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب الله عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض ، قال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين . رواه مسلم ( 817 ) .
وأما في الآخرة :
4. فإن منزلة الحافظ للقرآن عند آخر آية كان يحفظها .
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ". رواه الترمذي ( 2914 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2329 ) : حسن صحيح ، وأبو داود ( 1464 ) .
ومعنى القراءة هنا : الحفظ .
5. أنه يكون مع الملائكة رفيقاً لهم في منازلهم .
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران " . رواه البخاري ( 4653 ) ومسلم ( 798 ) .
6. أنه يُلبس تاج الكرامة وحلة الكرامة .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زِدْه ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة " . رواه الترمذي ( 2915 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2328 ) : حسن .
7. أنه يَشفع فيه القرآن عند ربِّه .
عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة . رواه مسلم ( 804 ) ، والبخاري معلَّقاً .
وأما أقرباؤه وذريته فقد ورد الدليل في والديه أنهما يكسيان حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، وما ذلك إلا لرعايتهما وتعليمهما ولدهما ، وحتى لو كانا جاهليْن فإن الله يكرمهما بولدهما ، وأما من كان يصدُّ ولده عن القرآن ويمنعه منه فهذا من المحرومين .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، فيقولان : يا رب أنى لنا هذا ؟ فيقال لهما : بتعليم ولدكما القرآن " . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 6 / 51 ) .
وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان : بم كسينا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن " . رواه الحاكم ( 1 / 756 ) .
والحديثان يحسن أحدهما الآخر ، انظر " السلسلة الصحيحة " ( 2829 ) .
الشيخ محمد المنجد
إن يقينك يحيى في قلبك على قدر حياة كلمات القرآن
فكلما زادت كلمات القرآن حياة في قلبك ازداد رصيدك من الحياة
(أومن كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس)
كلمات القرآن لا بد أن يكون لها عمق في داخلك و ليست سطحية
فكلما زاد عمق الكلام في قلبك زاد عمق الكلمة في القلب و إذا حصل ذلك زاد اليقين.
لما يقال لك انكب على كتاب الله ، ليس بمجرد الانكباب على الألفاظ ، لا بد أن يكون بين تذكر و تفكر…….و الوسيلة >> الألفاظ
فالألفاظ مهمة ، لكنها وسيلة …
القرآن هو الطريق لصلاح القلوب وزيادة الإيمان والوصول لله عز وجل لكن بشرط إحياء الألفاظ كما ينبغي.
شكرا لكي اخي هديدو على الموضوع القيم جزاك الله خيرا
من جوامع كلم النبي عليه الصلاة والسلام في أمر الدنيا والآخرة قوله : الدنيا عرض حاضر، يأكل منه البر والفاجر…والآخرة وعد صدق يحكم فيها ملك قادر، يفصل الحق من الباطل.
وقوله صلىالله عليه وسلم:الدنيا خضرة حلوة،فمن أخذها بحقها بورك له فيها ، ومن أخذها بغير حقها كان كالأكل الذي لايشبع.
صدق رسول الله (ص)
شكرا اختي ام السعد اتمنى ان تكوني في تمام الصحى والعافيا
شكرا لك عبد الحميد ش يسعدني ويسرني سؤالك عني وعن صحتي ـ الله يعافيك من كل مكروه ـ الحمد لله على كل حال. أنا بخير ……..