السؤال
كيف يعذب إبليس بالنار وهو مخلوق منها ؟!!
===============================
الجواب
الحمد لله
أولاً :
أمَّا أن إبليس سيدخل جهنم خالداً فيها : فهذا مما لا شك فيه ،
وقد ذكر الله تعالى مصيره في الآخرة في عدة آيات ، ومنها :
1. قال تعالى : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ … قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ) الأعراف/12– 18 .
قال الطبري :
وهذا قسم من الله جلّ ثناؤه ، أقسم أن من اتبع من بني آدم عدوَّ الله إبليس وأطاعه : أن يملأ جهنم من جميعهم يعني : من كفرة بني آدم أتباع إبليس ، ومن إبليس وذرّيته " انتهى باختصار وتصرف يسير .
"تفسير الطبري" (8/139) .
2. وقال تعالى : ( قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ … إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) الحجر/32– 44 .
قال الشنقيطي رحمه الله :
وكل آية فيها ذِكر إضلال إبليس لبني آدم بيَّن فيها أن إبليس وجميع من تبعه كلهم في النار كما قال هنا : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ) .
"أضواء البيان" (3/131) .
3. وقال تعالى :
( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ص/84، 85 .
4. وقال تعالى حاكياً قول الجن : ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) الجن/14، 15 .
ثانياً :
أما كيف يعذَّب إبليس في النار وقد خُلق من النار : فالجواب عنه :
أنه لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا الآن ناراً ، كما أن الإنس خلقوا من تراب وليسوا الآن تراباً .
قال أبو الوفاء بن عقيل :
" أضاف الشياطين والجان إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار ، والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين ، وليس الآدمي طيناً حقيقة ، لكنه كان طيناً ، كذلك الجان كان ناراً في الأصل " انتهى .
"لقط المرجان في أحكام الجان" (ص 33) بواسطة "عالم الجن والشياطين" (ص 58) .
وإذا كان الإنس خلقوا من تراب وقليل منه يؤذيهم ، وإن دفنوا تحته ماتوا ، وإن ضربوا به (الفخار مثلا) جرحوا أو ماتوا ، فكذلك ليس غريباً أن يكون الجن قد خلقوا من النار ، ويعذبون بنار جهنم .
والجن خلقهم الله تعالى من نار ، ولكنهم ليسوا الآن ناراً ،
والأدلة على ذلك كثيرة ، منها :
1. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حتى وجدت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى يراه الناس ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" ( 6 / 442 ) ، وصححه ابن حبان ( 6 / 115 ) .
2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ، قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ، ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة . رواه مسلم ( 542 ) .
فمن هذين الحديثين يتبين لنا أن الجن الآن ليسوا ناراً ؛ ويدل على ذلك : ما وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم من برد لسان الشيطان ، كما في الحديث الأول ، وأن الشيطان لو كان باقيًا على ناريته ما احتاج أن يأتي بشهاب ليجعله في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما استطاع الولدان أن يلعبوا به .
3. ومن الأدلة – كذلك – : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) رواه البخاري ( 1933 ) ومسلم ( 2175 ) .
ولو كان الشيطان ناراً لاحترق الإنسان ؛ لأن الشيطان داخله ، فتبين الفرق بين كون الشيطان ناراً وكونه مخلوقاً من نار .
ولو كان الشيطان ناراً الآن –على سبيل الفرض- وأراد الله أن يعذبه بنار جهنم ، فإن الله تعالى على كل شيء قدير ، ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى .
والله أعلم ..
بارك الله فيك وجزاك الجنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختي وجعله في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا على تزويدينا بهذه المعلومات القيمة
العفو
بارك الله فيكن و زادكن علما
بوركت اخيتي على الموضوع القيم زادك الله علما وتبصرة بالحق
آمين و اياك تسنيم
اسعدني مرورك العطر
بارك الله فيك وجزاك الجنة
آميــــــــن و اياك ايمان
اسعدني مرورك العطر
المكي و المدني
§- 1 – تعريف المكي و المدني:
و فيه وردت ثلاثة آراء
– أ – باعتبار زمن النزول:
المكي ما نزل قبل الهجرة و إن كان بغير مكة. أما المدني فهو ما نزل بعد الهجرة
و لو بمكة نفسها.
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]
و الذي نزل في حجة الوداع أو نزل في حجة الوداع كقوله تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة:3]
فالمكي ما وقع خطابا لأهل مكة و المدني ما وقع خطابا لأهل المدينة
و ذلك لأن الغالب على أهل مكة الكفر، فخوطبوا بـ: {يا أَيُّها النَّاسُ}
وإن كان غيرهم داخلا فيه، و لقد كان الغالب على أهل المدينة الإيمان
فخوطبوا بـ: {يا أيها الذين آمنوا} و إن كان غيرهم داخلا فيه.
و هذا الضابط لا ينطبق دوما؛ و ذلك لأننا نجد في سورة البقرة و النساء
و هما مدنيتان خطابا مكيا وهو : {يا أَيُّها النَّاسُ}.
– ج – باعتبار المكان:
فالمكي ما نزل على المصطفى عليه الصلاة و السلام بمكة
يترتب على هذا الرأي عدم ثنائية القسمة، فما نزل عليه بالأسفار
( مثل سورة الأنفال، سورة الفتح و سورة الحج ) لا يطلق عليه مكي و لا مدني
و ذلك مثل ما نزل عليه بتبوك و بيت المقدس
و يدخل في مكة ضواحيها: منى و عرفات و الحديبية
و يدخل في المدينة أيضا ضواحيها: بدر و أحد و سَلع
يوجد مـنهجـان:
منهج سماعي:
يستند إلى الرواية الصحيحة عن الصحابة و التابعين الذين عاصروا الوحي
أو عن التابعين الذين تلقوا عن الصحابة و سمعوا منهم كيفية
النزول و مواقفه و أحداثه
يستند إلى خصائص المكي و خصائص المدني، فإذا ورد في السورة المكية
آية تحمل طابع التنزيل المدني أو تتضمن شيئا من حوادثه قالوا: إنها مدنية.
و إذا ورد في السورة المدنية آية تحمل طابع التنزيل المكي، أو تتضمن شيئا
من حوادثه قالوا: إنها مكية. وهذا منهج قياسي اجتهادي.
ولهذا نجدهم يقولون: كل سورة فيها قصص الأنبياء و الأمم الخالية فهي مكية
و كل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية
– أ – المكي:
*- المميزات:
– الدعوة إلى التوحيد وعبادة الله و ذكر القيامة والجنة والنار و مجادلة المشركين
– يفضح أعمال المشركين من سفك دماء و أكل أموال اليتامى و وأد البنات
– قوة الألفاظ مع قصر الفواصل وإيجاز العبارة
– الإكثار من عرض قصص الأنبياء وتكذيب أقوامهم لهم
*- الضوابـط:
– كل سورة فيها سجدة
– كل سورة فيها لفظ كلا
– كل سورة فيها "يا أيها الناس"
– كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة
*- المميزات:
– بيان العبادات و المعاملات و الحدود و الجهاد والسّلم و الحرب
و نظام الأسرة و قواعد الحكم و وسائل التشريع
– مخاطبة أهل الكتاب و دعوتهم إلى الإسلام
– الكشف عن سلوك المنافقين و بيان خطرهم على الدين
– طول المقاطع والآيات في أسلوب يقرر قواعد التشريع وأهدافه ومراميه
*- الضوابـط:
– كل سورة فيها فريضة أو حد
– كل سورة فيها ذكر المنافقين
– كل سورة فيها مجادلة أهل الكتاب
– كل سورة تبدأ بـ "يا أيها الذين آمنوا"
§- 4 -عدد السور المكية و المدنية و المختلف فيها:
– أ – المكية:
82 سورة، و هي:
الأنعام، الأعراف، يونس، هود، يوسف، إبراهيم ، الحجر، النحل، الإسراء،
الكهف، مريم، طه، الأنبياء، الحج، المؤمنون، الفرقان، الشعراء، النمل،
القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة، سبأ، فاطر، يس، الصافات،
ص، الزمر ، غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، ق،
الذاريات، الطور، النجم، القمر، الواقعة، الملك، القلم، الحاقة، المعارج، نوح،
الجن، المزمل، المدثر، القيامة، الإنسان، المرسلات، النبأ، النازعات،
عبس، التكوير، الانفطار، الانشقاق، البروج، الطارق، الأعلى، الغاشية،
الفجر، البلد، الشمس، الليل، الضحى، الانشراح، التين، العلق، العاديات،
القارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الفيل، قريش، الماعون،
الكوثر، الكافرون، والمسد
– ب – المدنية:
20 سورة، و هي:
البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب،
محمد، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الجمعة،
المنافقون، الطلاق، التحريم، والنصر.
– ج – المختلف فيها:
12 سورة، و هي:
الفاتحة، الرعد، الرحمن، الصف، التغابن، المطففين، القدر،
البينة، الزلزلة، الإخلاص، الفلق، الناس
§- 5 -أمثلة لآيات مكية في سور مدنية و بالعكس:
– أ – آيات مكية في سور مدنية:
*- سورة الأنفال كلها مدنية ما عدا قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ…}[الأنفال:64]
*- سورة المجادلة كلها مدنية ما عدا قوله تعالى:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ…}[المجادلة:7]
– ب – آيات مدنية في سور مكية:
*- سورة يونس كلها مكية ما عدا قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ..} [يونس: 40]
وقوله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ
لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ المُمْتَرِينَ * وَ لا تَكُونَنَّ مِنْ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنْ الْخَاسِرِينَ} الآيتين [94-95]
*- سورة الكهف مكية و استثنى من أولها إلى {جُرُزاً} [الكهف: 1-8]
و قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} [الكهف: 28]
و {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا…}
إلى آخر السورة [الكهف: 107]
§- 6 -ما حمل من مكة إلى المدينة و بالعكس:
– أ – ما حمل من مكة إلى المدينة:
– سورة الأعلى حملها مصعب بن عمير و ابن أم مكتوم – رضي الله عنهما –
– سورة يوسف حملها عوف بن عفراء في الثمانية الذين قدموا على رسول الله
صلى الله عليه و سلم مكة. ثم حمل بعدها سورة الإخلاص
ثم حمل بعدها من سورة الأعراف قوله تعالى:
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}إلى آخر الآية [الأعراف: 158]
– ب – ما حمل من المدينة إلى مكة:
– حملت آية الربا من المدينة إلى مكة، فقرأها عتاب بن أُسيد عليهم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا} [ البقرة: 278]
– سورة براءة حملها أبو بكر الصديق رضي الله عنه في العام التاسع عندما كان
أميرا على الحج، فقرأها علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم النحر على الناس
– قوله تعالى: {إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء: 98]
إلى قوله {عَفُوًّا غَفُورًا} [ النساء: 99]
* ما حمل من المدينة إلى الحبشة:
– حمل من المدينة إلى الحبشة سورة مريم، فقد ثبت أن جعفر بن أبي طالب قرأها على النجاشي
– بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جعفر بن أبي طالب بهذه الآيات إلى الحبشة
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64]
إلى قوله: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ…} [آل عمران: 68]
§- 7 -أهـمية علم المـكي و الـمدني:
– يعرف بالمكي والمدني الناسخ و المنسوخ
– الاستعانة به في تفسير القرآن و فهم معانيه
– تذوق أساليب القرآن والاستفادة منها في أسلوب الدعوة
– الوقوف على السيرة النبوية من خلال الآيات القرآنية
§- 8 -عناية الصحابة و التابعين و العلماء به:
– أ – عناية الصحابة بعلم المكي و المدني:
و نجدهم يضبطون منازل القرآن آية آية ضبطا يحدد الزمان والمكان
و هذا الضبط عماد قوي في تاريخ التشريع
فنرى ابن مسعود يقول: "و الله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله
إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا و أنا أعلم فيم نزلت
– ب – عناية التابعين به:
لقد اعتنى التابعون عناية تامة بهذا العلم، كيف لا و هم تلاميذ صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا رجل يسأل عكرمة عن آية
من القرآن فيجيبه أنها نزلت في سفح ذلك الجبل وأشار إلى "سَلْع"
– ج – عناية العلماء به:
بقد اعتنى العلماء بتحقيق المكي و المدني عناية فائقة فتتبعوا القرآن
آية آية وسورة سورة وفق نزولها و بذلوا جهدا كبيرا
يعطي صورة علمية في التحقيق لعلم المكي و المدني
ولك حبنا واحترامنا
جزاك الله خير الجزاء
معلومات قيمة,مع طابع الإختلاف في التحديد,لكنها واضحة في المغزى
شكرا جزيلا لك.
هل من الشرع تصنيف القرءان إلى مكي ومدني أم مجرد إقتراح منهجي من علماء القرءان؟
ألاتكون السورة الواحدة فيها آيات متداخلة زمانيا,ومكانيا,وتوجها ,عقيدة ومعاملة.؟
أليس تصنيف القرءان إلى مكي ومدني تحكيم بشري تاريخي نسبي للقرءان المطلق المصدر؟وغياب التاريخ في قصص القرءان يكشف عن طبيعة كتاب الله؟
ودمت بكل خير
وتقبلي تساؤلاتي بكل رحابة عقل.
ولك حبنا واحترامنا
جزاك الله خير الجزاء معلومات قيمة,مع طابع الإختلاف في التحديد,لكنها واضحة في المغزى شكرا جزيلا لك. هل من الشرع تصنيف القرءان إلى مكي ومدني أم مجرد إقتراح منهجي من علماء القرءان؟ ألاتكون السورة الواحدة فيها آيات متداخلة زمانيا,ومكانيا,وتوجها ,عقيدة ومعاملة.؟ أليس تصنيف القرءان إلى مكي ومدني تحكيم بشري تاريخي نسبي للقرءان المطلق المصدر؟وغياب التاريخ في قصص القرءان يكشف عن طبيعة كتاب الله؟ ودمت بكل خير وتقبلي تساؤلاتي بكل رحابة عقل. |
أجد دائما نزعة فلسفية في معظم ردودك إن لم أقل جلها
مشكور على المرور الطيب
تحياتي . . .
ذكر تعالى علامة المؤمنين، فقال: {الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبُهم بذكر اللّه}؛ أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضُرُها أفراحها ولذَّاتها. {ألا بذكرِ اللّه تطمئنُّ القلوب}؛ أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئنَّ لشيءٍ سوى ذكره؛ فإنَّه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها والأنس به ومعرفته،
وعلى قَدْرِ معرفتها باللّه ومحبَّتها له يكون ذِكْرُها له، هذا على القول بأنَّ ذكرَ اللّه ذِكْرُ العبد لربِّه من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك، وقيل: إن المراد بذِكْر اللّه كتابُه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين؛ فعلى هذا معنى طمأنينة القلب بذكر اللّه أنها حين تَعْرِفُ معاني القرآن وأحكامه تطمئنُّ لها؛ فإنَّها تدل على الحقِّ المبين المؤيَّد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئنُّ القلوب؛ فإنَّها لا تطمئنُّ إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب اللّه مضمونٌ على أتمِّ الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجِعُ إليه؛ فلا تطمئنُّ بها، بل لا تزال قلقةً من تعارض الأدلَّة وتضادِّ الأحكام، {ولو كان من عندِ غيرِ اللّه لَوَجَدوا فيه اختلافاً كثيراً}، وهذا إنما يعرفه من خَبَرَ كتابَ اللّه، وتدبَّره، وتدبَّر غيره من أنواع العلوم؛ فإنَّه يجد بينها وبينه فرقاً عظيماً.
منقول من موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
هل غرق جميع من على الأرض بعد الطوفان العظيم زمن نوح عليه السلام؟ أم هل غرق جميع من في الأرض – عدا من كان مع نوح – على ظهر السفينة عندما أرسل الله الطوفان ؟ وهل كل مَن في الأرض الآن يعتبرون مِن نسل مَن كان في السفينة ؟
<–SS–>drawGradient()
قال الله تعالى : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ) الشعراء/119-120 .
وقال عز وجل : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) هود/40 .
وقال تعالى : (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) يونس/73 .
كما جاء النص في القرآن الكريم على أن الأرض إنما عمرت بعد ذلك من نسل ذرية نوح عليه السلام فقط ، وأما المؤمنون الذين نجوا معه في السفينة فلم تبق لهم ذرية ، فجميع أهل الأرض الآن من ذرية نوح عليه السلام .
قال الله تعالى : (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ . وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ . وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ . سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) الصافات/77-81 .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام .
وقال قتادة في قوله : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) قال : الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام .
"تفسير القرآن العظيم" لابن كثير (7/22) .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
"وقد اختلف العلماء في عدة من كان معه في السفينة :
فعن ابن عباس رضي الله عنهما : كانوا ثمانين نفسا معهم نساؤهم . وعن كعب الأحبار : كانوا اثنين وسبعين نفسا ، وقيل : كانوا عشرة .
قال جماعة من المفسرين : ارتفع الماء على أعلى جبل بالأرض خمسة عشر ذراعا ، وهو الذي عند أهل الكتاب ، وقيل : ثمانين ذراعا ، وعَمَّ جميع الأرض طولها والعرض ، سهلها وحزنها وجبالها وقفارها ورمالها ولم يبق على وجه الأرض ممن كان بها من الأحياء عين تطرف ، ولا صغير ولا كبير .
قال الإمام مالك عن زيد بن أسلم : كان أهل ذلك الزمان قد ملؤوا السهل والجبل .
…
فإن الله لم يجعل لأحد ممن كان معه من المؤمنين نسلا ولا عقبا سوى نوح عليه السلام . قال تعالى : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) فكل من على وجه الأرض اليوم من سائر أجناس بني آدم ينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة ، وهم : سام وحام ويافث" انتهى باختصار .
"البداية والنهاية" (1/111-114) .
وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" ضمير الفصل في قوله : ( هُمُ الْبَاقِينَ ) للحصر ، أي : لم يبق أحد من الناس إلا من نجاه الله مع نوح في السفينة من ذريته ، ثم من تناسل منهم ، فلم يبق من أبناء آدم غير ذرية نوح ، فجميع الأمم من ذرية أولاد نوح الثلاثة ، وظاهر هذا أن من آمن مع نوح غير أبنائه لم يكن لهم نسل . قال ابن عباس : لما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساءه . وبذلك يندفع التعارض بين هذه الآية وبين قوله في سورة هود : ( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) هود/40 ، وهذا جار على أن الطوفان قد عم الأرض كلها ، واستأصل جميع البشر ، إلا من حملهم نوح في السفينة" انتهى .
"التحرير والتنوير" (23/47) .
وأما قوله سبحانه وتعالى : ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ) الإسراء/3 . وقوله عز وجل : (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) مريم/58.
فلا يدل على استمرار نسل المؤمنين الذين حملهم نوح عليه السلام معه ، بل المقصود أبناء نوح عليه السلام الذين استمر نسلهم دون باقي المؤمنين .
قال العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله : "قوله تعالى : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) ، بين أن ذرية من حمل من نوح لم يبق منها إلا ذرية نوح في قوله : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)" انتهى .
"أضواء البيان" (3/13) .
والله أعلم .
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
بوركت اخي
شكرا جزيلا
بشارة الأنبياء
محمّد(صلى الله عليه و سلم .. بشارة الأنبياء
* أسرة البلاغ
رسالة الأنبياء الكبرى ودعوتهم الجامعة هي "الدين"، فهم جميعاً بعثوا ليبشِّروا به ديناً واحداً هو دين الإسلام.. دين الخضوع والإستسلام لأمر الله.. دين الهداية والإنقاذ للبشرية مع تفاوت في درجات التبليغ، واختلاف في منهج التعبُّد والبناء الاجتماعي.
ومع هذا التفاوت في الرسالات، والدعوات الإلهيّة، فإنّ معالمها الرئيسيّة جميعاً تتركّز في الرسالة الشاملة لهذا الدين، رسالة محمّدصلى الله عليه و سلم .
فهي جميعاً قبس من أنوار هذا الدين، وتشكيلة عقائدية، وتشريعية من مادة هذا المنهاج الكبير.. وهي جميعاً تسلك كخطوات تمهيدية، ومبادئ تحضيرية لإعداد البشرية من أجل حمل رسالة هذا الدين، والإيمان بدعوته.
لذا كان طبيعيّاً أن يوجّه الأنبياء ـ أصحاب الرسالات الكبرى ـ كموسى وعيسى(ع) أتباعهم إلى انتظار هذا الدين العظيم، لإعتناق دعوته، والتصديق برسالته، والإيمان بنبيّه محمّد(ص)، فقد أشارت الكتب الإلهيّة المقدّسة ـ التوراة والإنجيل ـ إلى مجيء هذا النبيّ العظيم، موجهة أتباعها إلى انتظار الدين، والإنضواء تحت دعوته، والتصديق برسالته.
ولقد كان اليهود ينتظرون بعثة نبيّ يبعثه الله منقذاً وهادياً للبشرية ويعرفونه في كتبهم وتباشير مستقبلهم، ولقد كانوا يصرِّحون بذلك وينتظرون بعثته لينتصروا به على العرب من الأوس والخزرج.
ولقد سجّل القرآن هذه الحقيقة وذكّر اليهود بها، فخاطبهم بقوله: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقُ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الكَافِرِينَ) (البقرة/ 89).
ولقد حدثت أحداث ووقائع تاريخيّة مشهورة في التاريخ اليهودي من قبل مجيء محمد(ص) دلّت على ذات المعنى الذي أشارت إليه الآية الكريمة من بعد البعثة (… وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ…).
فقد ورد عن ابن عبّاس في تفسير هذه الآية قوله: "كان اليهود يستفتحون – أي يستنصرون – على الأوس والخزرج برسول الله (ص) قبل مبعثه، فلمّا بعثه الله من العرب ولم يكن من بني إسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه، فقال لهم معاذ بن جبل، وبشر بن البراء بن معرور: يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمّد، ونحن أهل الشرك وتصفونه وتذكرون أنّه مبعوث.فقال سلام بن مِشكم أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بالّذي كنّا نذكر لكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية".
وروى العياشي بإسناده رفعه إلى أبي بصير عن أبي عبدالله، فقال: "كانت اليهود تجد في كتبها أنّ مهاجر محمّد رسول الله (ص) ما بين عيَر واُحُد، فخرجوا يطلبون الموضع فمرّوا بجبل يقال له حداد، فقالوا حداد وحد سواء فتفرّقوا عنده، فنزل بعضهم بتيماء، وبعضهم بفدك، وبعضهم بخيبر، فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم فمرّ بهم أعرابيّ من قيس فتكاروا منه، وقال لهم أمرُّ بكم ما بين عيَر واُحُد فقالوا له إذا مررت بهما فآذِنّا بهما، فلمّا توسّط بهم أرض المدينة، قال ذلك عيَر، وهذا اُحُد، فنزلوا عن ظهر إبله، وقالوا له قد أصبنا بغيتنا، فلا حاجة بنا إلى إبلك، فاذهب حيث شئت، وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر: إنّا قد أصبنا الموضع، فهلمّوا إلينا، فكتبوا إليهم: إنّا قد استقرّت بنا الدار، واتخذنا بها الأموال، وما أقربنا منكم، فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم، واتخذوا بأرض المدينة أموالاً، فلمّا كثرت أموالهم بلغ ذلك، تبعاً، فغزاهم، فتحصّنوا منه، فحاصرهم ثمّ أمنهم فنزلوا عليه، فقال لهم إنّي قد استطبت بلادكم، ولا أراني إلاّ مقيماً فيكم، فقالوا له: ليس ذلك لك، إنّها مهاجر نبي، وليس ذلك لأحد حتى يكون ذلك. فقال لهم: فإنّي مخلف فيكم من أُسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره، فخلف حيين تراهم الأوس والخزرج، فلمّا كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود، فكانت اليهود تقول لهم: أمّا لو بعث محمّد لنخرجنّكم من ديارنا وأموالنا، فلمّا بعث الله محمّداً (صلى الله عليه و سلم آمنت به الأنصار، وكفرت به اليهود".
وهو قوله تعالى: (وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحون عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) إلى آخر الآية.
– بشارة الإنجيل بمجيء رسول الله محمد(ص):
على الرغم من التحريف الذي تحمله الأناجيل المتداولة، فإنّ ما وصل منها بأيدينا لازال يحمل البشارة برسول الله محمد(ص)، ومع ذلك فإنّ المترجمين للأناجيل حاولوا أن يُحرِّفوا ذلك أيضاً، كما سيتّضح فيما يلي:
جاء في إنجيل يوحنّا: (إن كنتم تحبّوني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب فيعطيكم "بار قليط" ـ معزّياً ـ آخر ليمكث معكم إلى الأبد…).
(وأمّا المعزي الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي، فهو يعلّمكم كلّ شيء، ويذكّركم بكلّ ما قلته لكم).
(لا أتكلّم معكم كثيراً انّ رئيس هذا العالم يأتي، وليس له فيّ شيء).
(ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحقّ الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي..).
(لكنّي أقول لكم الحقّ، إنّه خير لكم أن أنطلق، لأنّه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله لكم ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى برّ وعلى دينونة، أمّا على خطية فلانّهم لا يؤمنون بي، وأمّا على برّ فلانّي ذاهب إلى ربّي ولا ترونني أيضاً، وأمّا على دينونة فلانّ رئيس هذا العالم قد دين. إنّ لي أُموراً كثيراً أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأمّا متى جاء ذلك روح الحقّ، فهو يرشدكم إلى جميع الحقّ، لأنّه لا يتكلّم من نفسه، بل كلّ ما يسمع يتكلّم به ويخبركم بأمور آتية، ذلك يمجدني لأنّه يأخذ ممّا لي ويخبركم..).
وبالتأمل في هذه النصوص نجد أنّها تشير إلى:
1 ـ أنّ المسيح (ع) يوصّي ويبشّر بمجيء معزٍّ بعده.
2 ـ وأنّ مجيئه مشروط بذهابه.
3 ـ وأنّه مرسل من قبل الله تعالى.
4 ـ وأنّه يعلّم كلّ شيء.
5 ـ وأنّه يذكّر بما قاله المسيح (ع).
6 ـ وأنّه يشهد للمسيح (ع).
7 ـ وأنّ العالم سيتبع دينه.
8 ـ وأنّه لا يتكلّم من نفسه، بل يتكلّم بما يسمع.
9 ـ وأنّه يخبر بأمور آتية.
10 ـ وأنّه يمجد المسيح (ع).
11 ـ وأنّه يبقى معهم إلى الأبد.
وإذا راجعنا صفات رسول الله محمّد (ص) فنجد أنّ هذه تنطبق عليه تماماً، فإنّه يحمل القرآن الذي هو (تبيان لكلّ شيء)، ويخبّر عن أمور آتية وقعت بعد نزوله، وأنّه يشهد للمسيح (ع) بالنبوّة، والرسالة، ويمجّد المسيح (ع)، وهو لا يتحدّث من نفسه بل بما يوحى إليه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى) (النجم/ 3-4).
وقد انتشر دينه في العالم، وقرآنه حيّ خالد إلى الأبد، ويزداد يقيننا أكثر إذا علمنا أنّ كلمة المعزى هي ترجمة محرفة لكلمة (بيريكليتوس) اليونانيّة التي كتب بها إنجيل يوحنّا منذ البداية، وهي تعني في ترجمتها الدقيقة (أحمد)، وقد حرّفت الكلمة في الأناجيل عند ترجمتها إلى (باريكليتوس) والتي تعني المعزي.
وذلك ينطبق حرفيّاً مع ما أثبته القرآن من كلام المسيح (ع) إلى بني إسرائيل: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ…) (الصّف/ 6).
مَن يراجع التاريخ يجد أنّ تبشير المسيح (ع) بنبيّ يأتي بعده كان من الأمور المسلّمة لدى النصارى من زمن المسيح (ع)، وقبل ظهور الإسلام، وقد نقل المؤرّخون مثل (وليم مور)، بأنّه وجد
من أتقياء المسيحيّين بعد المسيح (ع)، مَن ادّعى كونه هو (البارقليط) الموعود، وإن ناساً كثيرين قد اتّبعوه مصدّقين.. وذلك يؤكّد بأنّ النصارى ظلّوا قروناً قبل البعثة النبويّة ينتظرون هذا المرسل.
وقد دفع هذا الاعتقاد بالبعض إلى استغلاله والادّعاء بأنّه هو النبيّ الموعود منهم (منتسي) الذي كان رجلاً روحانيّاً وادعى في عام (187) بأنّه هو الرّسول الذي أخبر عنه المسيح وقد تبعه جماعة من الناس. وهذا بدوره يؤكّد أنّ مسيحيّي القرون الاُولى كانوا يفهمون البارقليط إنساناً رسولاً سويّاً لا ملاكاً ولا روحاً إلهيّاً، حيث حاول بعض القسسة تفسير البارقليط بأنّه روح القدس، وأنّه حلّ بعد المسيح على تلاميذه فأنطقهم بكلّ اللغات!..
كما أنّنا لم نجد في التاريخ ورود معارضة من قبل نصارى صدر الإسلام عند نزول القرآن وإخباره بأنّ التوراة والإنجيل قد بشّرتا برسول الله محمّد (صلى الله عليه و سلم ولكن نقلت وقائع تأريخيّة عن نقاش اليهود والنصارى فيما إذا كان الرّسول الموعود هو هذا أم غيره، ممّا يؤكّد أنّ البشارة الواردة هي بشارة برسول إنسان يرسل من قبل الله تعالى.. وقد دخل الإسلام كثير من اليهود والنصارى بسبب تلك البشارة المثبتة في كتبهم.
وقد أشار القرآن إلى هذه الحقائق مثبّتاً إيّاها، ومحتجّاً بها على اليهود والنصارى بقوله: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّورَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ…) (الأعراف/ 157).
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرَاً بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعْدِي اسْمهُ أَحْمَدُ) (الصّف/ 6).
ولقد تجلّت هذه الحقائق لدى كلّ منصف وباحث عن الحقّ.. يريد الاستجابة لدعوة الهدى.. كالنجاشي ملك الحبشة المسيحي الذي استجاب لكلمة الحقّ حينما وجّه إليه رسول الله (ص) كتاباً يدعوه فيه للإيمان ويحثّه على الدخول في الإسلام، فأسلم، وسجلت كلمته الخالدة التي احتضنها قلب التاريخ فحفظها شهادة انصاف.. وكلمة منصف لا يتأثّر بموروثات البيئة، ولا يخضع لضغط الكبرياء والعصبيّة..
قال كلمته الخالدة: "أشهد الله أنّه النبي الذي ينتظره أهل الكتاب..".
وهكذا يتّضح لكلّ منصف وباحث عن الحقّ أنّ محمّداً (ص) كان بشارة الأنبياء ومنتظر الرُّسُل المرجو لإصلاح البشرية وإنقاذها.. يبشّر به الأنبياء ويدعون الله لبعثته.
فهذا أبو الأنبياء إبراهيم (ع) بشّر قبل موسى وعيسى بالبعثة ودعا ربّه أن يبعث في هذه الأمّة نبيّاً منها، هادياً ومنقذاً فكانت هذه الدعوة إشارة إلى مجيء نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وسلم، كان القرآن قد كشف عنها، في آيتين متناسقتين في الصيغة والمعنى، فقال تعالى حاكياً عن لسان إبراهيم دعاءه: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِم رَسُولاً مِنْهُم يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِك وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّك أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (البقرة/ 129).
فكان هذا الدُّعاء المستجاب بشارة، وإشارة إلى بعثة نبيّ الرّحمة محمّد (صلى الله عليه و سلم هادياً ومرشداً من ذرِّيّة إبراهيم (ع).
هذا الدعاء الذي وجد جوابه في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّنَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةِ وَإِنْ كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَ لٍ مُبِينٍ) (الجمعة/ 2).
قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم : "أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى عليهما السّلام".
و لكن اختي عند الصلاة على رسول الله لا يجب كتابة (ص)و يجب كتابة (صلى الله عليه و سلم)
شكراااااا
شكرا لك وشكرا
ولم شكرا على الواجب
يوسف عليه السلام
قصص الانبياء – يوسف عليه السلام
يوسف عليه السلام
نبذة:
ولد سيدنا يوسف وكان له 11 أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فقص على والده ما رأى فقال له ألا يقصها على إخوته، ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله، ثم مر به ناس من البدو فأخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه، ولكنها أخذت تراوده عن نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن، ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن ، واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط، ثم اجتمع شمله مع إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه.
المسيرة
سيرته:
قبل أن نبدأ بقصة يوسف عليه السلام، نود الإشارة لعدة أمور. أولها اختلاف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص الأنبياء، فجاءت قصص الأنبياء في عدة سور، بينما جاءت قصة يوسف كاملة في سورة واحدة. قال تعالى في سورة (يوسف):
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) (يوسف)
واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟ قيل إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم.. وقيل لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم.. وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء، وحيل النساء ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد والفقه، وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات.. وقيل: إنها سميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان إلى السعادة.
ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها.. نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة.. إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية.. يلتحم مضمونها وشكلها، ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها. (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) هذا ما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم، لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز.
لنمضي الآن بقصة يوسف -عليه السلام- ولنقسمها لعدد من الفصول والمشاهد ليسهل علينا تتبع الأحداث.
المشهد الأول من فصل طفوله يوسف:
ذهب يوسف الصبي الصغير لأبيه، وحكى له عن رؤيا رآها. أخبره بأنه رأى في المنام أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له. استمع الأب إلى رؤيا ابنه وحذره أن يحكيها لأخوته. فلقد أدرك يعقوب -عليه السلام- بحدسه وبصيرته أن وراء هذه الرؤية شأنا عظيما لهذا الغلام. لذلك نصحه بأن لا يقص رؤياه على إخوته خشية أن يستشعورا ما وراءها لأخيهم الصغير -غير الشقيق، حيث تزوج يعقوب من امرأة ثانية أنجبت له يوسف وشقيقه- فيجد الشيطان من هذا ثغرة في نفوسهم، فتمتلئ نفوسهم بالحقد، فيدبروا له أمرا يسوؤه. استجاب يوسف لتحذير أبيه.. لم يحدث أخوته بما رأى، وأغلب الظن أنهم كانوا يكرهونه إلى الحد الذي يصعب فيه أن يطمئن إليهم ويحكي لهم دخائله الخاصة وأحلامه.
المشهد الثاني:
اجتمع أخوة يوسف يتحدثون في أمره. (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) أي نحن مجموعة قوية تدفع وتنفع، فأبونا مخطئ في تفضيل هذين الصبيين على مجموعة من الرجال النافعين! فاقترح أحدهم حلا للموضوع: (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا). إنه الحقد وتدخل الشيطان الذي ضخم حب أبيهم ليوسف وإيثاره عليهم حتى جعله يوازي القتل. أكبر جرائم الأرض قاطبة بعد الشرك بالله. وطرحه في أرض بعيدة نائية مرادف للقتل، لأنه سيموت هناك لا محاله. ولماذا هذا كله؟! حتى لا يراه أبوه فينساه فيوجه حبه كله لهم. ومن ثم يتوبون عن جريمتهم (وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ).
قال قائل منهم -حرك الله أعماقه بشفقة خفية، أو أثار الله في أعماقه رعبا من القتل: ما الداعي لقتله؟ إن كنتم تريدون الخلاص منه، فلنلقه في بئر تمر عليها القوافل.. ستلتقطه قافلة وترحل به بعيدا.. سيختفي عن وجه أبيه.. ويتحقق غرضنا من إبعاده.
انهزمت فكرة القتل، واختيرت فكرة النفي والإبعاد. نفهم من هذا أن الأخوة، رغم شرهم وحسدهم، كان في قلوبهم، أو في قلوب بعضهم، بعض خير لم يمت بعد.
المشهد الثالث:
توجه الأبناء لأبيهم يطلبون منه السماح ليوسف بمرافقتهم. دار الحوار بينهم وبين أبيهم بنعومة وعتاب خفي، وإثارة للمشاعر.. مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ..؟ أيمكن أن يكون يوسف أخانا، وأنت تخاف عليه من بيننا ولا تستأمننا عليه، ونحن نحبه وننصح له ونرعاه؟ لماذا لا ترسله معنا يرتع ويلعب؟
وردا على العتاب الاستنكاري الأول جعل يعقوب عليه السلام ينفي -بطريقة غير مباشرة- أنه لا يأمنهم عليه، ويعلل احتجازه معه بقلة صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب: قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ .
ففندوا فكرة الذئب الذي يخاف أبوه أن يأكله.. نحن عشرة من الرجال.. فهل نغفل عنه ونحن كثرة؟ نكون خاسرين غير أهل للرجولة لو وقع ذلك.. لن يأكله الذئب ولا داعي للخوف عليه.
وافق الأب تحت ضغط أبنائه.. ليتحقق قدر الله وتتم القصة كما تقتضي مشيئته!
المشهد الرابع:
خرج الأخوة ومعهم يوسف، وأخذوه للصحراء. اختاروا بئرا لا ينقطع عنها مرور القوافل وحملوه وهموا بإلقائه في البئر.. وأوحى الله إلى يوسف أنه ناج فلا يخاف.. وأنه سيلقاهم بعد يومهم هذا وينبئهم بما فعلوه.
المشهد الخامس:
عند العشاء جاء الأبناء باكين ليحكوا لأبيهم قصة الذئب المزعومة. أخبروه بأنهم ذهبوا يستبقون، فجاء ذئب على غفلة، وأكل يوسف. لقد ألهاهم الحقد الفائر عن سبك الكذبة، فلو كانوا أهدأ أعصابا ما فعلوها من المرة الأولى التي يأذن لهم فيها يعقوب باصطحاب يوسف معهم! ولكنهم كانوا معجلين لا يصبرون، يخشون ألا تواتيهم الفرصة مرة أخرى. كذلك كان التقاطهم لحكاية الذئب دليلا على التسرع، وقد كان أبوهم يحذرهم منها أمس، وهم ينفونها. فلم يكن من المستساغ أن يذهبوا في الصباح ليتركوا يوسف للذئب الذي حذرهم أبوهم منه أمس! وبمثل هذا التسرع جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان ونسوا في انفعالهم أن يمزقوا قميص يوسف.. جاءوا بالقميص كما هو سليما، ولكن ملطخا بالدم.. وانتهى كلامهم بدليل قوي على كذبهم حين قالوا: (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) أي وما أنت بمطمئن لما نقوله، ولو كان هو الصدق، لأنك تشك فينا ولا تطمئن لما نقوله.
أدرك يعقوب من دلائل الحال ومن نداء قلبه ومن الأكذوبة الواضحة، أن يوسف لم يأكله الذئب، وأنهم دبروا له مكيدة ما، وأنهم يلفقون له قصة لم تقع، فواجههم بأن نفوسهم قد حسنت لهم أمرا منكرا وذللته ويسرت لهم ارتكابه؛ وأنه سيصبر متحملا متجملا لا يجزع ولا يفزع ولا يشكو، مستعينا بالله على ما يلفقونه من حيل وأكاذيب: قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
المشهد الأخير من الفصل الأول من حياة سيدنا يوسف عليه السلام:
أثناء وجود يوسف بالبئر، مرت عليه قافلة.. قافلة في طريقها إلى مصر.. قافلة كبيرة.. سارت طويلا حتى سميت سيارة.. توقفوا للتزود بالماء.. وأرسلوا أحدهم للبئر فأدلى الدلو فيه.. تعلق يوسف به.. ظن من دلاه أنه امتلأ بالماء فسحبه.. ففرح بما رأى.. رأى غلاما متعلقا بالدلو.. فسرى على يوسف حكم الأشياء المفقودة التي يلتقطها أحد.. يصير عبدا لمن التقطه.. هكذا كان قانون ذلك الزمان البعيد.
فرح به من وجده في البداية، ثم زهد فيه حين فكر في همه ومسئوليته، وزهد فيه لأنه وجده صبيا صغيرا.. وعزم على التخلص منه لدى وصوله إلى مصر.. ولم يكد يصل إلى مصر حتى باعه في سوق الرقيق بثمن زهيد، دراهم معدودة. ومن هناك اشتراه رجل تبدو عليه الأهمية.
انتهت المحنة الأولى في حياة هذا النبي الكريم، لبتدأ المحنة الثانية، والفصل الثاني من حياته.
ثم يكشف الله تعالى مضمون القصة البعيد في بدايتها (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ). لقد انطبقت جدران العبودية على يوسف. ألقي في البئر، أهين، حرم من أبيه، التقط من البئر، صار عبدا يباع في الأسواق، اشتراه رجل من مصر، صار مملوكا لهذا الرجل.. انطبقت المأساة، وصار يوسف بلا حول ولا قوة.. هكذا يظن أي إنسان.. غير أن الحقيقة شيء يختلف عن الظن تماما.
ما نتصور نحن أنه مأساة ومحنة وفتنة.. كان هو أول سلم يصعده يوسف في طريقه إلى مجده.. (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) .. ينفذ تدبيره رغم تدبير الآخرين. ينفذ من خلاله تدبير الآخرين فيفسده ويتحقق وعد الله، وقد وعد الله يوسف بالنبوة.
وها هو ذا يلقي محبته على صاحبه الذي اشتراه.. وها هو ذا السيد يقول لزوجته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا. وليس هذا السيد رجلا هين الشأن.. إنما هو رجل مهم.. رجل من الطبقة الحاكمة في مصر.. سنعلم بعد قليل أنه وزير من وزراء الملك. وزير خطير سماه القرآن "العزيز"، وكان قدماء المصريين يطلقون الصفات كأسماء على الوزراء. فهذا العزيز.. وهذا العادل.. وهذا القوي.. إلى آخره.. وأرجح الآراء أن العزيز هو رئيس وزراء مصر.
وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض.. سيتربى كصبي في بيت رجل يحكم. وسيعلمه الله من تأويل الأحاديث والرؤى.. وسيحتاج إليه الملك في مصر يوما. (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ). تم هذا كله من خلال فتنة قاسية تعرض لها يوسف.
ثم يبين لنا المولى عز وجل كرمه على يوسف فيقول:
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) (يوسف)
كان يوسف أجمل رجل في عصره.. وكان نقاء أعماقه وصفاء سريرته يضفيان على وجهه مزيدا من الجمال. وأوتي صحة الحكم على الأمور.. وأوتي علما بالحياة وأحوالها. وأوتي أسلوبا في الحوار يخضع قلب من يستمع إليه.. وأوتي نبلا وعفة، جعلاه شخصية إنسانية لا تقاوم.
وأدرك سيده أن الله قد أكرمه بإرسال يوسف إليه.. اكتشف أن يوسف أكثر من رأى في حياته أمانة واستقامة وشهامة وكرما.. وجعله سيده مسئولا عن بيته وأكرمه وعامله كابنه.
ويبدأ المشهد الأول من الفصل الثاني في حياته:
في هذا المشهد تبدأ محنة يوسف الثانية، وهي أشد وأعمق من المحنة الأولى. جاءته وقد أوتي صحة الحكم وأوتي العلم -رحمة من الله- ليواجهها وينجو منها جزاء إحسانه الذي سجله الله له في قرآنه. يذكر الله تعالى هذه المحنة في كتابه الكريم:
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) (يوسف)
لا يذكر السياق القرآني شيئا عن سنها وسنه، فلننظر في ذلك من باب التقدير. لقد أحضر يوسف صبيا من البئر، كانت هي زوجة في الثلاثة والعشرين مثلا، وكان هو في الثانية عشرا. بعد ثلاثة عشر عاما صارت هي في السادسة والثلاثين ووصل عمره إلى الخامسة والعشرين. أغلب الظن أن الأمر كذلك. إن تصرف المرأة في الحادثة وما بعدها يشير إلى أنها مكتملة جريئة.
والآن، لنتدبر معنا في كلمات هذه الآيات.
(وَرَاوَدَتْهُ) صراحة (عَن نَّفْسِهِ )، وأغلقت (الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ). لن تفر مني هذه المرة. هذا يعني أنه كانت هناك مرات سابقة فر فيها منها. مرات سابقة لم تكن الدعوة فيها بهذه الصراحة وهذا التعري. فيبدوا أن امرأة العزيز سئمت تجاهل يوسف لتلميحاتها المستمرة وإباءه.. فقررت أن تغير خطتها. خرجت من التلميح إلى التصريح.. أغلقت الأبواب ومزقت أقنعة الحياء وصرحت بحبها وطالبته بنفسه.
ثم يتجاوزز السياق القرآني الحوار الذي دار بين امرأة العزيز ويوسف عليه السلام، ولنا أن نتصور كيف حاولت إغراءه إما بلباسها أو كلماتها أو حركاتها. لكن ما يهمنا هنا هو موقف يوسف -عليه السلام- من هذا الإغواء.
يقف هذا النبي الكريم في وجه سيدته قائلا (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) أعيذ نفسي بالله أن أفعل هذا مع زوجة من أكرمني بأن نجاني من الجب وجعل في هذه الدار مثواي الطيب الآمن. ولا يفلح الظالمون الذين يتجاوزون حدود الله، فيرتكبون ما تدعينني اللحظة إليه.
ثم (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) اتفق المفسرون حول همها بالمعصية، واختلفوا حول همه. فمنهم من أخذ بالإسرائيليات وذكر أن يعقوب ظهر له، أو جبريل نزل إليه، لكن التلفيق والاختلاق ظاهر في هذه الزوايات الإسرائيلية. ومن قائل: إنها همت به تقصد المعصية وهم بها يقصد المعصية ولم يفعل، ومن قائل: إنها همت به لتقبله وهم بها ليضربها، ومن قائل: إن هذا الهم كان بينهما قبل الحادث. كان حركة نفسية داخل نفس يوسف في السن التي اجتاز فيها فترة المراهقة. ثم صرف الله عنه. وأفضل تفسير تطمئن إليه نفسي أن هناك تقديما وتأخيرا في الآية.
قال أبو حاتم: كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة، فلما أتيت على قوله تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا). قال أبو عبيدة: هذا على التقديم والتأخير. بمعنى ولقد همت به.. ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها. يستقيم هذا التفسير مع عصمة الأنبياء.. كما يستقيم مع روح الآيات التي تلحقه مباشرة (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) وهذه الآية التي تثبت أن يوسف من عباد الله المخلصين، تقطع في نفس الوقت بنجاته من سلطان الشيطان. قال تعالى لإبليس يوم الخلق (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) وما دام يوسف من عباده المخلصين، فقد وضح الأمر بالنسبة إليه. لا يعني هذا أن يوسف كان يخلو من مشاعر الرجولة، ولا يعني هذا أنه كان في نقاء الملائكة وعدم احتفالهم بالحس. إنما يعني أنه تعرض لإغراء طويل قاومه فلم تمل نفسه يوما، ثم أسكنها تقواها كونه مطلعا على برهان ربه، عارفا أنه يوسف بن يعقوب النبي، ابن إسحق النبي، ابن إبراهيم جد الأنبياء وخليل الرحمن.
يبدو أن يوسف -عليه السلام- آثر الانصراف متجها إلى الباب حتى لا يتطور الأمر أكثر. لكن امرأة العزيز لحقت به لتمسكه، تدفهعا الشهوة لذلك. فأمسكت قميصه من الخلف، فتمزق في يدها. وهنا تقطع المفاجأة. فتح الباب زوجها -العزيز. وهنا تتبدى المرأة المكتملة، فتجد الجواب حاضرا على السؤال البديهي الذي يطرح الموقف. فتقول متهمة الفتى: قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
واقترحت هذه المراة -العاشقة- سريعا العقاب -المأمون- الواجب تنفيذه على يوسف، خشية أن يفتك به العزيز من شدة غضبه. بيّنت للعزيز أن أفضل عقاب له هو السجن. بعد هذا الاتهام الباطل والحكم السريع جهر يوسف بالحقيقة ليدافع عن نفسه: قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي
تجاوز السياق القرآني رد الزوج، لكنه بين كيفية تبرأة يوسف -عليه السلام- من هذه التهمة الباطلة:
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) (يوسف)
لا نعلم إن كان الشاهد مرافقا للزوج منذ البداية، أم أن العزيز استدعاه بعد الحادثة ليأخذ برأيه.. كما أشارت بعض الروايات أن هذا الشاهد رجل كبير، بينما أخبرت روايات أخرى أنه طفل رضيع. كل هذا جائز. وهو لا يغير من الأمر شيئا. ما يذكره القرآن أن الشاهد أمرهم بالنظر للقميص، فإن كان ممزقا من الأمام فذلك من أثر مدافعتها له وهو يريد الاعتداء عليها فهي صادقة وهو كاذب. وإن كان قميصه ممزقا من الخلف فهو إذن من أثر تملصه منها وتعقبها هي له حتى الباب، فهي كاذبة وهو صادق.
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) (يوسف)
فتأكد الزوج من خيانة زوجته عندما رأى قميص يوسف ممزق من الخلف. لكن الدم لم يثر في عروقه ولم يصرخ ولم يغضب. فرضت عليه قيم الطبقة الراقية التي وقع فيها الحادث أن يواجه الموقف بلباقة وتلطف.. نسب ما فعلته إلى كيد النساء عموما. وصرح بأن كيد النساء عموم عظيم. وهكذا سيق الأمر كما لو كان ثناء يساق. ولا نحسب أنه يسوء المرأة أن يقال لها: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ). فهو دلالة على أنها أنثى كاملة مستوفية لمقدرة الأنثى على الكيد. بعدها التفت الزوج إلى يوسف قائلا له: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا) أهمل هذا الموضوع ولا تعره اهتماما ولا تتحدث به. هذا هو المهم.. المحافظة على الظواهر.. ثم يوجه عظة -مختصرة- للمرأة التي ضبطت متلبسة بمراودة فتاها عن نفسها وتمزيق قميصه: (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ).
انتهى الحادث الأول.. لكن الفتنة لم تنته.. فلم يفصل سيد البيت بين المرأة وفتاها.. كل ما طلبه هو إغلاق الحديث في هذا الموضوع. غير أن هذا الموضوع بالذات. وهذا الأمر يصعب تحقيقه في قصر يمتلئ بالخدم والخادمات والمستشارين والوصيفات.
http://www.almhml.com/c/-806
بارك الله فيك اخي على القصة
شكراااا
ان في قصص الأنبياء لعبر لمن يعتبر من ذوي الألباب….
شكرا أخي في الله على القصة وجزاك المولى عز وجل ألف خير
السلام عليكم شكرا لكم على
مروركم العطر كما اتمنى لكم المزيد من التالق
تفسير القرآن
سورة الفاتحة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
سورة الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة; لأنه يفتتح بها القرآن العظيم, وتسمى المثاني; لأنها تقرأ في كل ركعة, ولها أسماء أخر. أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به, (اللهِ) علم على الرب -تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه, وهو أخص أسماء الله تعالى, ولا يسمى به غيره سبحانه. (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين, وهما اسمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
(الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
(الرَّحْمَنِ) الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة, وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر, وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح, والكف عن المعاصي والسيئات.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
إنا نخصك وحدك بالعبادة, ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا, فالأمر كله بيدك, لا يملك منه أحد مثقال ذرة. وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده, وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير اله, ومن أمراض الرياء والعجب, والكبرياء.
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
دُلَّنا, وأرشدنا, ووفقنا إلى الطريق المستقيم, وثبتنا عليه حتى نلقاك, وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته, الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم, فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه.
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين, فهم أهل الهداية والاستقامة, ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم, الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به, وهم اليهود, ومن كان على شاكلتهم, والضالين, وهم الذين لم يهتدوا, فضلوا الطريق, وهم النصارى, ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال, ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام, فمن كان أعرف للحق وأتبع له, كان أولى بالصراط المستقيم, ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام, فدلت الآية على فضلهم, وعظيم منزلتهم, رضي الله عنهم. ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة الفاتحة: (آمين), ومعناها: اللهم استجب, وليست آية من سورة الفاتحة باتفاق العلماء; ولهذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصاحف.
***1605;***1588;***1603;***1608;***1585; hadido
بارك الله فيك اخي هاديدو
موضوع رائع
وردكم الأروع بارك الله فيكم
وصدق الله العظيم إد قال
((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أم القرآن:الفاتحة هي أم القرآن ، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم ".
أخرجه البخاري
السبع المثاني: إنها الفاتحة أعظم وأفضل سورة في القرآن الكريم ..
إنها سورة التوحيد ..والصلاة ..و الشافية الناجية..الكافية ..
بارك الله فيك أخي هديدو وشرح الله قلبك للأيمان
وصدق الله العظيم إد قال ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ )) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أم القرآن:الفاتحة هي أم القرآن ، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم ". أخرجه البخاري السبع المثاني: إنها الفاتحة أعظم وأفضل سورة في القرآن الكريم .. إنها سورة التوحيد ..والصلاة ..و الشافية الناجية..الكافية ..
اللهم انفعنا بها يأرحم الرحمين
|
السلام عليكم
شكرا لك اخي هديدوعلى الموضوع
اتمنى لك المزيد من التألق
وبارك الله فيك
على التفسير الواضح
الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم .
وهذا التعريف للقرآن جامع مانع .
فقولنا " كلام الله " : خرج به : كلام البشر وغيرهم .
وقولنا " المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم " : خرج به : الذي أنزل على غيره كالإنجيل والتوراة والزبور .
وقولنا " المتعبد بتلاوته " : خرج به الأحاديث القدسية .
وهو نور ويقين ، وهو الحبل المتين ، وهو منهج الصالحين ، فيه أخبار الأولين من الأنبياء والصالحين وكيف أن من عصى أمرهم ذاق بأس الله وكان من الأذلين، وفيه آيات تحكي معجزات الله وقدرته في هذا الكون المتين ، وفيه بيان لأصل هذا الآدمي الذي كان من ماء مهين ، وفيه أحكام العقيدة التي يجب أن ينطوي عليها كل قلب مستكين ، وفيه أحكام الشريعة التي تبين المباح من الحرام وتبين الباطل من الحق المبين ، وفيه بيان المعاد ومصير الآدمي إما إلى نار يخزى فيها فيكون من الصاغرين ، وإما إلى جنة ذات جنات وعيون وزروع ومقام أمين .
وفيه شفاء للصدور ، وفيه للأعمى تبصرة ونور ، قال الله تعالى : ( وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ) الإسراء / 82
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآيات :
يقول تعالى مخبراً عن كتابه الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد إنه ( شفاء ورحمة للمؤمنين ) أي : يذهب ما في القلوب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل ، فالقرآن يشفي من ذلك كله ، وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه ، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة ، وأما الكافر الظالم نفسه بذلك فلا يزيده سماعه القرآن إلا بعداً وكفراً والآفة من الكافر لا من القرآن ، قال تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك يُنادون من مكان بعيد ) فصلت / 44 ، وقال تعالى : ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون . وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) التوبة / 124 – 125 ، والآيات في ذلك كثيرة .
قال قتادة – في قوله : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) – : إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ، { ولا يزيد الظالمين إلا خساراً } ، أي : لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه فإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين .
" تفسير ابن كثير " ( 3 / 60 ) .
وقال الله تعالى : ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ) يونس / 57 ، وقال الله تعالى : ( ولو جعلناه قرءاناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) فصلت / 44 .
وفيه هداية الناس من الضلال إلى الحق قال الله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) البقرة / 2 ، وقال الله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ) الشورى / 9 ، وقال الله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم . صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ) الشورى / 52 – 53 .
وفيه ما لا يستطيع عده جهد العادِّين ، فيجب على كل من أرد السعادتين في هذين الدارين أن يحتكم إليه ويعمل بأمره .
يقول الإمام ابن حزم :
ولما تبين بالبراهين والمعجزات أن القرآن هو عهد الله إلينا والذي ألزمنا الإقرار به والعمل بما فيه ، وصح بنقل الكافة الذي لا مجال للشك فيه أن هذا القرآن هو المكتوب في المصاحف المشهورة في الآفاق كلها وجب الانقياد لما فيه فكان هو الأصل المرجوع إليه لأننا وجدنا فيه : ( وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) الأنعام / 38 ، فما في القرآن من أمر أو نهي فواجب الوقوف عنده .
سبحان الله
شكرااااا
معنى الأسمين:يأجوج مأجوج اسمان عربيان وقيل أعجميان..واشتقاق اسميهما من أجت النار أجيجا:والأجاج: هو الماء شـديد الملوحـة المحرق من ملوحتـه وقيل مـأجوج من مـاج إذا اضطرب.
*من السلالة البشرية ولايخرجون إلا لهلاكها.
*مكانهم معروف.. وخروجهم مجهول.
*صغار العيون ذلف الأنوف صهب الشعور.
*أهانهم الله بافتراس حشرة النغف أجسادهم.
اصل جنسهم
أصل يأجـوج مأجوج من البشر من ذرية آدم وحواء عليهمـا السلام وهمـا ذرية يافث أبي الترك ويافث من ولد نوح عليه السلام.
صفاتهم
هم صنف من الرجـال يشبهـون أبناء جنسهم من الترك المغول صغار العيـون ذلف الأنوف صهب الشعـور عـراض الوجوه كأن وجوهـهم المجان المـطرقة (الدروع المستديـرة) رجـال أقويـاء لاطاقة لأحد بقتالهم.
علامات خروجهم
خروجهم علامة على قـرب النفخ في الصور وخراب الدنيا وقيام الساعة.
قال تعـالى حتى إذا فتحت يأجوج مأجوج وهم من كل حدب ينسلون. واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا)الأنبياء:96-97.
ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن زينب بنت جحش قالت:دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم يومـا من الأيام فزعا خائفا وهو يقـول: " لاإله إلا الله ويل للعرب من شـر قد اقترب قد فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعلق بأصبعـه الإبهام والتي تليهـا: فقلت :يارسـول الله :أفنهلك وفيـنا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث".
افعالهم اذا خرجوا
إذا خرج المسيح الدجال وعاش في الأرض فـسادا فإن الله تعـالى ينزل المسيح ابن مريم ويقوم بقتل المسيح الدجال.
وفي هذه الأثناء يوحي الله تعالى إلى المسيح عيسى عليه السلام: أني قد أخرجت عبادا لايدان أحد بقتلهـم فحرز عبادي(لاتجعلهم يذهبون إلى ديارهم) وأن يذهبوا إلى الطور وهو جبل في فلسطين في بيت المقـدس, وبعد هذا الإيـحاء من الله عز وجل يدك الله سبحانه وتعالى السد الذي بنـاه ذو القرنين فيخرج يأجوج مأجوج فهم كما قال الله تعالى في كتابه:من كل حدب ينسلون , أناس أعـدادهم هائلة كـالنمل والجـراد إذا أتى لايستطيع أحد أن يحصيهم إلا الله. قال فـإذا خرجوا فيعيثون في الأرض فسادا. ويقتلون كل من يواجهـونه حتى أنهم إذا أتوا بحيرة طبرية في فلسطيـن قامـوا بشربـها الصفوف الأولى حتى إذا مدوا الصفوف الآخرة على هذه البحيرة قال بعضهم لبعض: لقد كان في هذا المـكان ماء, حتى ينتهـوا إلى جبل الخمـر وهو جبل قريب من بيت المقدس, فيصيبهم الغـرور والعجب في أنفسهم وفي قوتهم فيقول بعضهـم لبعض. قد قتلنا أهل الأرض, فهلم نقتل أهل السمـاء فيزيـدهم الله تعالـى فتنة وبلاء وضياعا فيرد الله عز وجل هذه السهام وهي مخضبة بالدماء ليزيد من فتنتهم وبلاءهم.
دعاء المسيح
عندها يتجه المسيح عيسى عليه السلام وأصحـابه إلى الله فيلجـؤون إليـه ويتضرعون إليه ويرجون منه أن ينقذهم مما وقع بهم من البـلاء العظيم فيستجيب لهم عز وجل
فيرسل على يأجوج ومأجوج النغف(وهو دود يكون في أنوف الإبل والغنم ) فهذه حكـمة من الله تعالـى أنه أهانهم بإبادة هذا الجبروت العظيم بحشرة صغيرة فيصبحون قتلى لأن هذا الدود يفترسهم بإذن الله تعالى فيـموتون ميتة واحـدة جماعية, وبنفس واحد, فتمتلئ الأرض بجثثهم ونتنهم حتى لايوجد موضع شبر إلا وقد امتلأ بجثثهم فيدعو عيسى عليه السلام وصحبه الله عز وجل أن يريح الأرض من أجسادهم ورائحتهم فيستجيب الله لدعواهم فيرسل على قوم يأجوج ومأجوج طيرا كأعناق البخت (الجمل) فتحمل هذه الجثث وتقوم بطرحها في مكان لايعلمه إلا الله تعالى.
سد يأجوج ومأجوج
بنـاه ذو القرنين رحمه الله وكان ملـكا صالحا أعطـاه الله القوة الخـارقة والمعجزات فكان يسعـى في الأرض ويساعد عباد الله المؤمنين وعنـدما وصل إلى هذه القرية التي كانت بجـوار يأجوج مأجوج شكوا إلى ذي القرنين مايجدونـه من بطشهـم وفسادهم فقالـوا: ياذا الـ قرنين إن يـأجوج ومـأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سـدا) أي إخراجا, أموالا, ذهبا, ولكن لتساعدنا على منع بطش هؤلاء المفـسديـن في الأرض فرفض أن يأخذ خراجا منهم, وبنى لهم هـذا السد العظيم.
مكان السد
مكانه في المشـرق قال تعـالى(حتى إذا بلغ مطلع الشمـس) فعندما بلغ مطـلع الشمس وجد هذه القرية ولكـن أين مكانها بالتحديد فهو من علم الله..
وصف السد
1-بين جبلـين قال تعالى(حتى إذا بلغ بين السدين) والسدان:جبلان عظيمان.
2-أنه من حديـد قال تعالى(اتوني زبر الحديد).
3-أنه قد طلي بالنحاس المذاب.
4-ارتفاع السد بلغ به ذو القرنين إلى رؤوس الجبلين قال تعالى(حتى إذا ساوى بين الصدفين) والصدفان رأسا الجبلين.
لذا هذا السد رحمة من الله إلى وقت محدد ومعلوم, فإذا جاء هذا الأجل دك هذا السد.
صفة خروجهم
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: يحفرونـه كل يوم منذ أن بنى عليهم ذو القرنين هذا السد العظيم من الآف السنين إلى يومـنا هذا, وهم في كل يـوم يحفرونه حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليـهم رئيسهم: ارجعوا غدا. قال علـيه الصلاة والسلام:فيعيده الله كأشد مـاكان حـتى إذا بلغـوا مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على النـاس قال رئيـسهم ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى. قال رسول الله فيرجعون (الغد) فهو كهيـئته حين تركوه فيـخرقونه فيخرجون على النـاس فيفعلون مايفعـلون.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فسبحان الله ماأقسى تلك اللحظات وما أصعبها حين يظهرون ترتاب الأنفس ويزيد الخوف وترتعش القلوب ….فابدءو من الآن بالأعمال الصالحة التي كنتم تفتقرون لها والتي فاتتكم واجعلوا هذا اليوم بداية لكم لا عليكم
(( منقوووووول) تاكدو ان ردكم مهم لا تكن بخيلا
بارك الله فيك عزيزتى ميسرة على المعلومات ننتظر جديدك فلا تبخلى علينا بمواضيعك
ادا سمحتيلى عزيزتى ميسرة وجدت بعض المعلومات و حبيت نضيفها فى موضوعك
هو
لكنهم شديدي القوة والبائس لذلك
شكرا الاخت الحنونة فريال ربي يخليك للمنتدى بصح فريال كاينين معلومات مكررة لوكان تنحيها خير باه القارئ مايملش تعرفي يقرئ المعلومة ويزيد يعاودها بازاف الموضوع تاعي وتاعك طويل بزاف والاختيار لك ورجعيلي
أختاي : ميسرة ، فريال "
شكرا الاخت حكمة قدر على الرد المميز بارك الله فيك اشرقت الصفحة بمرورك
شكرا على معلومات مفيدة
شكرا الاخ زاكي على الرد بارك الله فيك وربي يحفضك
القضايا أنواع
أخبارها إن كانت غيبا فعلمها عند الله ,وكل محاولة اسقاط مادي علمي واقعي على الغيب هو تجاوز لمعيار الصدق(المبالغة في تفسير القرءان علميا),الذي يجب أن يكون عدم تناقض الفكر مع نفسه'(لكل حقيقته),إن كانت واقائع مادية زمانية مكانية ,فهي تجريبية معيار صدقها الواقع الملاحظ.(أين نجد ياجوج وماجوج لو حفرنا …)
وإذا اجتمع الغيب مع الواقع ,ينبغي التأويل حتى لانتناقض.
ياجوج وماجوج,ألايمكن اعتبارهم جنس بشري غاب عن الحضارة الإنسانية لمدة طويلة يعودون في زمان التطور العلمي التقني(المسيح الدجال).؟
السد هو عجز ذاتي في الإبداع والعلم…؟
فليس كل مايذكر من أحادبث الترهيب والترغيب حول علامات الساعة الصغرى والكبرى صحيحا,ويفهم بمدلوله المباشر.
مدلول اللفظ يتغير بتغير الثقافة السائدة.
لكل زمان فهمه الخاص
ودام الجميع بكل خير.
جزاك الله خير على الموضوع…
وجعله لك في ميزان حسناتك…
ننتظر جديدك…
بسم الله الرحمن الرحيم
الصفات الأربعة لأهل الجنة
أسأل الله أن يوفقني و إياكم لنكون منهم
السلام عليكم شكرا على المرور
انشاء الله نكون ممن ذكرتهم يا اخي
بوركت
شكرا على المرور راحيل
شكرا لك الاخ حميد وبارك الله فيك على المعلومات القيمة
جزاك الله بها الحسنات
انت حقيقة تبدع في هذا القسم