التصنيفات
المكتبة الجامعية

الذكاء الإقتصادي

الذكاء الإقتصادي


الونشريس

د. عبد الرزاق خليل ، أستاذ محاضر .
د.أحلام بوعبدلي ، أستاذ مساعد .
مقدمــــة :
يؤدي تسارع التغيرات الاقتصادية إلى إزدياد الطلب على المعلومات ، حيث أن مدة حياة المنتجات تتقلص ، و التقنيات الحديثة تتطور بسرعة أكبر فأكبر ، و المنافسة تزداد حدة في إطار سوق عالمية .
و يمكن القول أن الذكاء الاقتصادي يعتبر من بين أهم وسائل الاقتصاد المفتوح و المعولم الذي يشهد تغييرات جذرية من خلال التكنولوجيات ، المعلومات و الاتصالات .
ففي ظل هذه التطورات الحديثة يعتبر الذكاء الاقتصادي كشكل من أشكال الحس الاقتصاديالجيد فحتى تستطيع منظمة الأعمال أن تبدع ، تنتج و تسوق ، فهي تحتاج إلى معلوماتأكيدة ،كاملة و قابلة للإستغلال. فتحليل و تنظيم المعلومة أصبح أكثر أهمية : معرفة الأسواق ، تقسيماتها ، مدى تفتحها على العالم و ظروف عملها ، معرفة المنافسة ، التكنولوجيات و الإبداعات … الخ .
إن مدير القرن 21 يجب أن يكون تقني ، تاجر ، رجل قانون ، منظم و إستراتيجي كالجندي في ساحة الحرب ، و التي لا تعترف بالتخصص في الدفاع بل تعتمد على الإستعلام .
و للمعلومات دور هام في جميع مراحل تطور المنظمة ، فلا يمكن لها مهما كان نشاطها أن تتطور أو حتى تحافظ على وجودها إذا كانت تجهل معلومات خاصة ببيئتها .
فمن خلال كل هذا يمكننا طرح العديد من التساؤلات :
– ما هو الذكاء الاقتصادي ؟ و فيما يفيد و يخدم منظمة الأعمال ؟ و هل هو ضرورة أم خيار ؟
سنحاول من خلال هذه الورقة الإجابة عن هذه التساؤلات و غيرها من خلال النقاط التالية : مفهوم الذكاء الاقتصادي ، التحول من اليقظة التكنولوجية إلى الذكاء الاقتصادي ، الذكاء الاقتصادي أداة للتطور و الإبداع الذكاء الاقتصادي و المعلومة الاستراتيجية (المفيدة) ،مراحل الذكاء الاقتصادي ، و أخيرا الذكاء الاقتصادي و القانون .
1- مفهوم الذكاء الاقتصادي :
أول تعريف عملي للذكاء الاقتصادي ظهر سنة 1994 ، من طرف مجموعة العمل في المحافظة العامة للتخطيط ، حيث تم تعريفه على أنه "مجموعة الأعمال المرتبطة بالبحث ، معالجة و بث المعلومة المفيدة للأعوان و المتدخلين الاقتصاديين لصياغة إستراتيجياتهم " .
و نظرا لضرورة إعتماد مدير المنظمة لإستراتيجية تطوير منتج جديد ، الإستثمار في سوق جديد ، تحسين المردودية ، معرفة منافسيه ، أخذ القرار الصائب في الوقت المناسب …الخ ، فإن الأمر يتطلب فهم المحيط الذي يتسع و يتعقد بإستمرار .ففي هذا الإطار تعتبر المعلومة مادة أولية أساسية للإدارة الجيدة للمنظمة .
فالذكاء الاقتصادي إذن يعمل على إيجاد المعلومة المفيدة بأفضل تكلفة، يحللها و يضعها تحت تصرف المقررين في المنظمة في الوقت المناسب ، و بالتالي فهو عامل أساسي للمنافسة1.
و لقد تم إختيار مصطلح الذكاء لأنه يحمل معاني أكثر من مصطلح اليقظة ، فهو يعنى القدرة على التأقلم مع المحيط .
فهذا التعريف يرتكز على الأفكار الأساسية التالية :
– فكرة إنتاج المعلومة ؛
– فكرة دوران و معالجة المعلومة ، حيازة ، معالجة ، بث المعلومة ؛
– فكرة المعلومة المفيدة و الملائمة 2.
و لقد نشأ مفهوم الذكاء الإقتصادي فيما وراء الأطلسي في منتصف الثمانينات ، حيث شهد أهم تطوراته . و تفضل الأدبيات الأمريكية إستعمال مفردات الذكاء التسويقي "Marketing Intelligence " و الذكاء الاقتصادي"Economic Intelligence" عن إستعمال مصطلح ذكاء المنافس competitor" "Intelligence الذي يعد مفهوما ضيقا3.و هناك العديد من المصطلحات المستعملة في منظمات الأعمال حسبما أوضحته دراسة إحصائية أجريت في فرنسا سنة 1999 على 1200 منظمة .و لقد أجريت من قبل المعهد العالي لدراسات الدفاع الوطني L’I H E D N.كما هو مبين في الجدول التالي :

جدول رقم 01 : المصطلح المستعمل في المؤسسة
مؤسسة في طور تطبيق الذكاء الاقتصادي و الاستراتيجي n2
مؤسسة تطبق الذكاء الاقتصادي و الاستراتيجي n 1
%
13,1
9,8
الذكاء الاقتصادي
45,8
54,5
الذكاء التنافسي الاستراتيجي
41,1
35,9
اليقظة
100
100
المجموع

المصدر :F.Bournois,P.J.Romani op.cit.,p.62
حيث : n1:مؤسسات ذات 200-500 أجير=473 منظمة.
n: مؤسسات ذات 500-1000 أجير=175 منظمة.
فمن خلال الجدول نلاحظ أن المصطلح المفضل استعماله في المنظمات هو مصطلح الذكاء التنافسي و ذلك ب 54.5% أو الذكاء الاستراتيجي.
فالذكاء الاقتصادي و التنافسي ظهر منذ زمن ، لكن الجديد في ذلك هو أنه في مرحلة عدم التأكد هذه ، أصبح ضروري جدا للمنظمات :
– بالنسبة للمنظمات الكبيرة ، لأن المحيط يتغير و يجب أن تتكيف و تتعايش معه ؛
– بالنسبة للمنظمات الصغيرة ، و هي دائما مهددة من طرف منافسيها ؛
– بالنسبة للمنظمات المتوسطة ، و التي تطمح أن تصبح قوية ، و لذلك عليها أخذ الأحسن .
– و ما يدل عن شعور الخوف الذي ينتاب منظمات الأعمال من منافسيها،هو شعور بالحرب الاقتصادية.و هو ما تؤكده الدراسة السابقة الذكر.حيث يبين الجدول رقم 2 أن حوالي 95% من المديرين يؤكدون بأنهم في حالة حرب.

جدول رقم 2 : الإحساس بالحرب الاقتصادية في المنظمات :
مؤسسات في طور تطبيق الذكاء الاقتصادي و الاستراتيجي n2
مؤسسات تمارس الذكاء الاقتصادي و الاستراتيجي n1
%
96
94,6
حرب اقتصادية
4
5,4
عدم وجود حرب اقتصادية
100
100
المجموع

المصدر :F.Bournois , P.J.Romani,op.cit.,p.62
حيث : n=653
n1=478
n2=175
و يستعمل الذكاء الاقتصادي في العديد من المجالات :
– تطوير منتج جديد ؛
– تحسين الأداء ؛
– زيادة المبيعات ؛
– إتخاذ القرارات ؛
– الحصول على ميزة تنافسية 4.

2- من اليقظة التكنولوجية إلى الذكاء الاقتصادي :
إن مفهوم الذكاء الاقتصادي يغطي في الولايات المتحدة كل مجالات البحث الممكنة التي قد تعزز القدرة التنافسية لمنظمة الأعمال ، كما يتميز ببعده النشط ، و هو البعد الذي يغيب عن كثير من الناس5.
يمكن تعريف اليقظة على أنها "نشاط مستمر و متكرر يهدف إلى المراقبة الفعالة للمحيط من أجل التنبؤ بالتطور".
و هذا يعني أنها تشكل إجراء بواسطته تعرف المؤسسة وضعية و تطور محيطها الخارجي، حتى تتنبأ و تتصرف6 .
إن دور اليقظة يرتكز على المراقبة المنتظمة لمختلف القطاعات التي تحيط بالمنظمة من أجل متابعة تطورها و نموها ، و من أجل التنبؤ – إذا أمكن – بالتطورات المستقبلية ، فحتى تكون اليقظة فعالة و ذات مردودية يجب أن تحتوي على عنصرين مهمين ، الجمع ثم تحليل و إستغلال المعلومات7.
إن مراقبة و ملاحظة المنافسين يجب أن تكون مستمرة في المنظمة ، فحيازة المعلومة تمثل العنصر الأول للذكاء الاقتصادي ، و الذي يظهر اليوم كمجال للبحث و العمل ، له نماذجه ووسائله الخاصة ، فمنذ عدة سنوات عرفت مجالات معالجة و إستخدام المعلومة – و التي تعطي الذكاء الاقتصادي أهميته البالغة – تطورات هامة .
فمنذ الثمانينات أخذ الذكاء الاقتصادي بعضالأهميته ، حيث كانت اليقظة التكنولوجية بمثابة أحد العناصر الممهدة له . فقد أصبح مديري المنظمات و المساهمين فيها يحسون بضرورة دراسة السوق و المنافسة ، خاصة الإعتماد على التطور التكنولوجي ، و ذلك بواسطة بحوث تكميلية للوصول إلى ملاحظة مستمرة للمحيط المعقد و المتغير للمنظمات8. و هو ما يبين لنا كيفية الإنتقال من اليقظة إلى الذكاء .
فإذن يمكن القول أن الذكاء الاقتصادي يوجه لكل المؤسسة ، و يستعمل من طرف الكل ، على عكس اليقظة حيث يكون التخصص فيها حسب الأهداف الجزئية للمؤسسة ، يقظة تكنولوجية أين تهتم فقط بالأمور التكنولوجية ، اليقظة التنافسية أين تهتم فقط بالمنافسين و العملاء و هذا ما سنراه في العنصر الموالي . فالذكاء الاقتصادي يأتي من الإطار الضيق بمختلف أنواع اليقظة9. و المتمثلة فيما يلي :
أ.اليقظة التكنولوجية :
تحتوي اليقظة التكنولوجية على البحوث في مجال :
– الحيازة العلمية و التقنية ، لثمرة البحث الأساسي و التطبيقي ؛
– المنتوجات أو الخدمات ؛
– طرق الإنتاج ؛
– المواد،
– أنظمة المعلومات . 10
و يمكن إختصار كل ذلك في الشكل البياني التالي:
الشكل رقم 01 : عناصر اليقظة التكنولوجية .
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]

المصدر :13A.Chettih,op.cit.,p.
ب-اليقظة التنافسية :
فبواسطة هذه اليقظة نستطيع إيجاد الترابط بين الأنواع الأخرى ، لأنها تهتم بمختلف المعلومات الخاصة بالمنافسين ، و التي بدورها قد تكون مفيدة لكل النشاطات المنظمة11 .
إن هدف هذه اليقظة التنافسية هو تفصيل و تحديد منتوجات المنافسين التي يمكن أن تدخل السوق من أجل تحليل إستراتيجياتهم ، و الإهتمام بوظائف المنتوج من جهة نظر المستهلك ، و حساب تكاليف هذه الوظائف و ذلك كما هو مبين في الشكل أدناه 12.

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]الشكل رقم 2 : عناصر اليقظة التنافسية

المصدر :A.Chettih ;op.cit.,p15.
ج-اليقظة التجارية :
و تهتم اليقظة التجارية أساسا بـ :
-العملاء أو الأسواق ؛
-الموردين ؛
-سوق العمل .13.

و هو ما يبينه الشكل الموالي

الشكل رقم 03 : عناصر اليقظة التجارية .

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]

المصدر : A.Chettih,op.cit.,p18

د-اليقظة الكلية ( يقظة المحيط ) :
و هو نوع يهم باقي المكونين للمحيط ( ما عدا الذين سبق ذكرهم ) ، أي باقي محيط المؤسسة، العوامل الإجتماعية ، الثقافية ، السياسية ، و التي تؤثر على المعايير الإقتصادية و المالية . و هو ما يدفع المسيرين إلى تطوير الوسائل الأساسية التي تسمح بمراقبة الأبعاد الإجتماعية- الثقافية لليد العاملة ، و كذلك ذهنيات و عادات الأجيال الصاعدة و طموحاتهم .
كل هذه العوامل لها تأثير قوي على إستراتيجية منظمة الأعمال و لا يجب أن نهملها 14.

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif[/IMG]الشكل رقم 4 : عناصر اليقظة الكلية .

المصدر :19 A.Chettih,op.cit.,p
3.الذكاء الإقتصادي أداة للتطوير و الإبداع :
3-1-الذكاء الإقتصادي كوسيلة حواريين المنظمة و محيطها :
تقود إستراتيجيات التمييز في المنظمة إلى طرح منتوجات ذات تنافسية عالية في الأسواق ، معتمدة في ذلك على المعلومة ، التي تعد سلعة غير مادية تستخدم عند الحاجة . و بذلك تعد المعلومة مصدرا للأرباح ، و ضمانا لإستمرار و بقاء المنظمة .
فللحفاظ على الميزة التنافسية بين منافسيها ، ينبغي على المنظمة أن تكون سباقة في الحصول على المعلومات و الإشارات التي تسمح لها بالتنبؤ بالإحتياجات ، و ردة فعل السوق ، مثلا : إطلاق منتج جديد ، التغير في التشريعات ، إكتشاف بعض التطورات و التكنولوجيات الجديدة ، …إلخ .
فتطور الذكاء الإقتصادي يعتبر أقوى وسيلة معرفة تحت تصرف المنظمة. كما أن تطبيقه بطريقة غير مباشرة بواسطة خلية متكاملة أو بواسطة متخصصين ، يعتبر عامل لتطوير إدارة المعلومة ، و تدفقها داخل المنظمة .
3-2.المعلومة و الإبداع :
لقد إهتمت النظرية الإقتصادية بالتطور التكنولوجي و الإبداع كأهم العوامل اللازمة لتنافسية منظمات الأعمال . و أثار موضوع الإبداع العديد من النقاشات منذ أكثر من ثلاثين سنة ، حيث ظهر بصورة جديدة و كان محل إهتمام نظريات الإدارة و حتى علم إجتماع المنظمات ، و كذا التحليل الإقتصادي و الإستراتيجي .
بصفة عامة يمكن تحديد عنصرين أساسين للإبداع هما : محتواه التكنولوجي من جهة ، و خصائصه الإبداعية من جهة أخرى ، ويمكن تصنيف الإبداع كما يلي :

شكل رقم 05 : التصنيف التقليدي للإبداع
إدراك المنتج ( التطور التكنولوجي)
قوي
ضعيف
ضعيف
إدراك المستهلك (التطور الإدراكي )
إبداع تقني
( تعديل في الهيكل الداخلي )
إبداع إضافي
إبداع جذري
تغيير كامل
إبداع إجتماعي
تعديل في التطبيقات
قوي

المصدر :A. Bloch , Op.cit. , P. 27

منه يمكن القول أن أهم أنواع الإبداع :
الإبداع الإضافي : و لقد وجد هذا النوع ليضع خطوة إضافية في تطور المنتج ، حيث يحدث تطور لدى المستعملين .
-الإبداع التقني : لا يظهر مباشرة على المنتج بحد ذاته ( إدراك المستهلك ضعيف ) ، و إنما يمثل تقدم للمنتج ( ربح الوقت ، الإقتصاد …إلخ ) .
الإبداع الإجتماعي : و يتميز بمحتواه التكنولوجي الضعيف ، و التغير في سلوك الإستهلاك و/أو الإستعمال في نفس الوقت .
الإبداع الجذري : و هو إبداع ذو محتوى تكنولوجي قوي ، كما يتميز بتغير جذري في سلوك الإستهلاك و الإستخدام15.
3-2-1-الإدارة الإستراتيجية للمعلومة ، أداة مميزة للإبداع :
لقد أظهرت التطورات الحديثة للأعمال المرتبطة بالإبداع ، الدور المهم للمعلومة ، و إستغلالها الفعال في تطوير الإبداع ، لذلك فإن ضرورة أخذ و إستغلال إشارات و حركات المحيط بطريقة مستمرة تبدو من الأعمال المميزة للذكاء الإقتصادي .
و غني عن البيان أن المشاريع الإبداعية تتميز بدرجة عالية من عدم التأكد ( عدم التأكد من سلوك المستهلك ، عدم التأكد من التطور التكنولوجي …إلخ ) ، من هنا يمكن القول أن الإشكالية الأساسية للنمو أو التطور الإبداعي في المنظمة تتمثل في البحث عن الطرق الكفيلة بإدارة فعالة لعدم التأكد ، و ذلك عن طريق إدارة المعلومات التي تعتبر من عوامل الإبداع .
و تعتبر مختلف أنواع اليقظة و الذكاء الإقتصادي بمثابة وسائل مميزة لإدارة عدم التأكد و المعلومة .
كما أنها تسمح بطريقة حديثة و ديناميكية بتحديد مختلف القوى المحركة لمحيط المنظمة كشرط أساسي لتفاعلها مع هذا المحيط .
من هنا يبدو الدور المركزي للمعلومة في حركية الإبداع ، و ذلك من خلال مساهمتها في تكوين الذكاء الإقتصادي في المنظمة و إستخدامها لأغراض التخطيط الإستراتيجي16 .
4-الذكاء الإقتصادي و المعلومة الإستراتيجية :
تعمل المنظمة الآن في محيط تتدفق فيه المعلومة بسرعة و بكمية كبيرة ، فلقد أصبح اليوم بإمكان أفراد المنظمات الحصول على عشرات المعلومات ذات المصادر المختلفة : زملاء ، مجلات ، صحافة ، تعليمات ، جرائد رسمية ، رسائل إلكترونية …إلخ ، و هذا يعد عائقا بالنسبة للمنظمة ، و يتطلب من المتخصصين في الذكاء الإقتصادي ، التركيز على تنظيم هذا الكم من المعطيات حسب إحتياجات النشاط .
فليست كل المعلومات مفيدة ، و لا تشترك من حيث الأهداف17.
إن قيمة المعلومة تعتمد على مدى منفعتها و هذا يتطلب مجموعة حقيقية من المعلومات التي تستطيع الحصول عليها ، فالصعوبة تتمثل أساسا في معرفة المعطيات و المعلومات التي يجهلها الغير أو على الأقل التي يصلوا لها قبلنا ، أو حيازة المعطيات و المعلومات – بطرق غير شرعية أو بطريقة حربية – التي يعرفها الغير ، لكنها مخبأة أي الحرب السرية ، فالصعوبة ليست في حيازة المعلومة ، و إنما في إستخراج هذه المعلومة بطريقة أسرع من الآخرين من الكم الهائل للمعلومات المتاحة ، و الشكل الموالي يبين لنا كيفية إستخراج المعلومة .

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif[/IMG]

الشكل رقم 06 : حيازة المعلومة المفتاحية

Source : P.Bouvard ,A. Storhaye , Knowledge Management , Edition EMS , Paris , 2022 , P .31 .
فالبحث قادر أن يوفر لنا 10% من المعلومات المفيدة التي نحتاجها ، و نستبعد 90 % الباقية18 .
فما هي المعلومة الإستراتيجية للمنظمة ؟ نتكلم دائما عن المعلومات العملية و التقنية ، ولكن المعلومات الإستراتيجية تغطي مجالا أكثر إتساعا ، فهي كل المعلومات التي يمكن أن تكون ذات فائدة لمشاريع المنظمة . و تتميز هذه المعلومات بأنها تخص مجالات متعددة و لا يمكن تجزيئها – و بالإعتماد عليها بشكل متكامل – تحدد المنظمة نشاطها و محاور تطورها . فعلى المنظمة أن تقوم بعملية تصفية للمعلومات التي تلتقطها ، و أن تحتفظ فقط بالمعلومات التي تفيدها كما عليها تجنب الإغراق بمعلومات غزيرة و غير قابلة للإستعمال19.
و هناك تعريف واسع للمعلومة المفيدة بأنها " المعلومة التي يحتاج إليها متخذ القرار في الوقت المناسب و بالشكل الذي يرغب فيه " ، و هذا يتضمن :
-ضرورة تحديد متخذي القرار ، و هو أمر ليس بالسهل في جماعات كبيرة مختلفة ؛
-ضرورة تحديد الإحتياجات ؛
-يجب إعطاء شكل للمعلومة ؛
-يجب توفيرها في الوقت المناسب ، فالشخص الذي يمارس الذكاء الإقتصادي يجب أن يستقي المعلومة بما يتلاءم و نظام المنظمة 20.
-إن المهمة الشاملة الدائمة للذكاء الإقتصادي ، هي الإستجابة إلى مختلف الإحتياجات و النشاطات الدقيقة و الخاصة . فمختلف مراحل حياة و نمو المنظمة ، ترتبط دائما بإحتياجات خاصة للمعلومة. فمثلا إنشاء منظمة ، إنطلاق منتج جديد ، دخول منافس جديد في السوق ، إنخفاض تكاليف التصنيع و الإنتاج …إلخ ، فكل من هذه الوضعيات تقوم على معلومات مفيدة و خاصة. و التي تحتاج إلى بحث و إستغلال في حدود معينة بوضوح21 .
و هو ما سنعالجه في العنصر الموالي من خلال دراسة مراحل الذكاء الإقتصادي .
5-مراحل الذكاء الإقتصادي :
إن أول مرحلة لنشاط الذكاء الإقتصادي هي تحديد الحاجة للمعلومة ، حيازة المعلومة ، معالجتها ، بثها ، وإستعمالها22 .
و يمكننا عرض أهم مراحل الذكاء الإقتصادي فيما يلي :
5-1-تحديد الحاجة للمعلومة :
و هو أمر ليس صعب في أغلب الحالات ، فليس من الضروري توفير الوسائل الحديثة ، و إنما يكفي في أغلب الحالات أن نطلب بمهارة : ما هي المعلومات التي نرغب في الحصول عليها ؟ .
و هو ما يتطلب من المتخصصين في الذكاء الإقتصادي معرفة جيدة بتنظيم المنظمة 23.

5-2-جمع المعلومة :
بمجرد تحديد الحاجة للمعلومة ، يتم إختيار أشكال للبحث عن هذه المعلومة ، و فيما يلي نذكر أهم مصادر المعلومة :
5-2-1-مصادر رسمية : و تحتوي أساسا على :
– الصحافة ؛
– الكتب ؛
– وسائل الإعلام ؛
– بنوك المعطيات و الأقراص المضغوطة (CD ROM) ؛
– مصادر معلومات الرسمية 24.
5-2-2-مصادر غير رسمية :
إن أهم ما يميز هذه المصادر أن المعلومات التي تقدمها تتطلب مجهود شخصي من الفرد الذي يريد جمع المعلومة ، يجب أن يبقى على إتصال ، أن ينتقل ، يضيع الوقت ،…إلخ حتى يحصل على ذلك ، و تتنوع هذه المصادر من بينها ما يلي :
-المنافسين في حد ذاتهم ؛
-الموردين ؛
-مهمات وأسفار الدراسة ؛
-المعارض ؛
-الطلبة المتمرنين ؛
-المصادر الداخلية للمنظمة 25
و الشكل الموالي يبين لنا مختلف مصادر المعلومات التي تحصل عليها المنظمة .
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.gif[/IMG]الشكل رقم 7 : مصادر المعلومات

الأهمية والفائدة الإستراتيجية للمعلومة

المصدر:A.Bloch,op.cit.,p.53.
5-3-معالجة المعلومة :
إن معالجة المعلومة هي أساس الذكاء الإقتصادي ، فهذا الإجراء يعتمد أساسا على قيمة المعلومة بالنسبة للمستعمل .
و تعني المعالجة تجميع كل المعطيات المحصل عليها من أجل تحليلها بشكل متجانس . و تعتبر ترجمة المعلومة خطوة أساسية لإجراء المعالجة . فهي تعطي صورة تحليلية ، غنية لكل المعلومات التي تكون مختفية دائما في سطور الوثائق26 .
و نعلم أن ما يواجه أفراد المنظمة اليوم ليس نقص المعلومة و إنما كثرتها لذلك يجب معالجة المعلومة ، و هو ما يتطلب العمليات التالية :
– التقييم ؛
– فرز المفيد منها من غير المفيد ؛
– تحليل ؛
– تحويلها إلى شكل مناسب 27
5-4-بث المعلومة من أجل إتخاذ القرار :
إن الخطوة الموالية للخطوات الثلاث السابقة هي إعطاء قيمة لهذه المعلومة ببثها داخل المنظمة حتى تساهم في خلق قيمة مضافة .
إن كل العمليات السابقة ، تحديد ، جميع ، و معالجة المعلومة ، يكون بدون فائدة ، إذ لم يتم بث هذه المعلومة و إيصالها لمتخذي القرار بالمنظمة . فالمعلومة لا تكون ذات قيمة إلا إذا جاءت في الوقت المناسب و بالشكل المراد ، للشخص الذي يستخدمها
تكلفالمعلومةكثيرا ، لذلك يجب توفيرها للذين يحتاجون لها من أجل إستخدامها28 .
إن بث المعلومة إذا يشكل خطوة أساسية لإجراء الذكاء الإقتصادي ، بشرط أن تستخدم بذكاء و حذر 29.
و يعتبر بث المعلومة غير كافي ، بل يجب أيضا تحويل هذه المعلومات إلى فعل حتى تحقق قيمة مضافة فالمتخصصين في الذكاء الإقتصادي يجب أن يكونوا قادرين على إقناع الآخرين بالعملية ، و على تركيب التقنيات التي تسمح بتطبيقها في المنظمة30 .
إن عملية تحديد ، جمع ، معالجة و بث المعلومة تمثل أهم مكونات معادلة قيمة المعلومة ، ويمكن صياغة معادلة قيمة المعلومة كما يلي :

قيمة المعلومة = تحليل جيد للإحتياج × صحة و نوعية المصادر × نوعية التحليل × البث و التغذية الراجعة × الحماية

-فإذا لم نفهم ما هي إحتياجات طالب المعلومة ، فإننا نكون قد أضعنا أهم عنصر في الذكاء الإقتصادي .
-إن لم يكن لدينا مصدر موثوق ، فلا داعي للمواصلة ، فالمصادر رديئة النوعية تؤدي إلى تشوش في المعلومات ، وهو ما يعقد عمل التحليل ، أما إذا كانت المصادر موثوقة فهي تسهل أكثر عمل التحليل .
-التحليل يجعل المعلومة التي نحتاجها قابلة للإستعمال .
-المعلومة التي لا يتم بثها و إعلانها لا تفيد في شيء ، و التغذية الراجعة Feed-Back تبين لنا ما إذا كانت المعلومة قد أدت إلى تلبية رغبة المستعمل أم لا.
-يجب الإحتفاظ ببعض المعلومات السرية و الإستراتيجية و حمايتها31 .
و يمكن تلخيص كل ما سبق ذكره في الشكل الموالي :

شكل رقم 08 : مراحل الذكاء الإقتصادي

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif[/IMG]

3

المصدر :R.Paturel ,J.L.Levet, l’intégration de la démarche d’intelligence économique dans le management stratégique , conférence internationale de management stratégique, université de lille,France,1999.

6. الذكاء الاقتصادي و القانون :
ينبغي أن يتم نشاط الذكاء الاقتصادي في ظل الاحترام الكامل للقوانين و التشريعات ذات الصلة حتى و إن كانت دول عديدة لا تمتلك بعد قوانين خاصة بهذا المجال بسبب حداثة المهنة .
و بغض النظر عن الممارسات المخابراتية غير القانونية ،و التي تعاقب عليها القوانين الجنائية ،فإن أنشطة الذكاء الاقتصادي لا تخلو من المخاطر القانونية و يمكن أن تضع منظمة الأعمال في وضعية حرجة إذ لم يتم التحكم فيها .و من ثم فإن قيام الغير بتحريك دعوة قضائية بالمنافسة غير الشريفة (Concurrence déloyale) ضد المنظمة يبدو من المخاطر الهامة و غير المعروفة . و بالتالي فإن إحاطة ممارس الذكاء الاقتصادي بهذه المخاطر يعد أمرا ضروريا 32،و عليه فإن سعي الجمعيات المهنية للذكاء الاقتصادي في الدول الصناعية كفيل بتطوير هذه المهنة و طمأنة منظمات الأعمال ، و يعد دورا مكملا لمجهودات الدول في حقل تقنيين المهنة .
6. الأخلاق ، القانون و أخلاقيات المهنة :
يمكن القول أن اخلاقيات المهنة تستطيع أن تضع حواجز تمنع التجاوزات التي قد يقع فيها المهنيون كذلك بالنسبة للقوانين و المبادئ الأخلاقية للفرد نفسه .
و الشكل الموالي يوضح هذه العلاقة .

الشكل رقم 09 : تفاعل الإطار الأخلاقي ، القانوني
و أخلاقيات المهنة في ممارسة الذكاء الاقتصادي

إطار أخلاقيات المهنة

الإطار الأخلاقي

3

1

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG][IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image009.gif[/IMG]

2

الإطار القانوني

المصدر :B.Martinet , Y.M.Martin ,
Op.cit ; P 110

الإطار القانوني : يتمثل في القوانين التي تحكم المهنة و تعد متغيرة .
الإطار الأخلاقي : يتمثل في المبادئ الأخلاقية للفرد و تشكل ضميره .
الإطار أخلاقيات المهنة : تتمثل في القواعد التي تحددها الجمعيات المهنية بشكل عفوي .
و نلاحظ من خلال الشكل السالف أن الأطر الثلاثة لا تتطابق بشكل كلي و يمكن التأكيد أن مجال نشاط الذكاء الاقتصادي ينحصر في الأنشطة التي تكون أخلاقية مهنيا و قانونية.
و نحاول فيما يلي إستجلاء القوانين و الأخلاقيات المتعلقة بالذكاء الاقتصادي في كل من فرنسا
و الولايات المتحدة .
1.1.6 التشريع الفرنسي :
تعد القوانين الفرنسية فقيرة من حيث القواعد الخاصة بالذكاء الاقتصادي و هو ما يعد شيئا طبيعيا بالنظر لحداثة المهنة .
تاريخيا ،فإن أولى القواعد التي صدرت كانت خاصة بالجوسسة في مجال الدفاع الوطني و المتمثلة في غالب الحالات في أعمال إفشاء الأسرار و جرائم الخيانة التي يعاقب عليها القانون الجنائي .
أما عن التجاوزات المرتبطة بالذكاء الاقتصادي فإن المشرع الفرنسي ضمنها في عدة قوانين، خاصة القانون الجنائي ،و هو ما يعد مخالفا للمقاربة المعمول بها في الولايات المتحدة الأمريكية كما نسري .
ومن أمثلة مضامين القانون الجنائي الفرنسي في هذا المجال ما يلي33 :
-حماية الخبرة الخاصة بالصناعةProtection du savoir –faire)
-التعدي على سرية المصنع أو الخبرة (Violation du secret de fabrique
-التعسف في إستخدام الهندسة العكسية .
-توظيف مستخدمي المنافس بشكل يضر به .
-نشر معلومات مشوهة .
-الرشوة.
6-1-2 التشريع الأمريكي :
أمضى الرئيس الأمريكي كلنتن سنة 1996 على القانون الأمريكي للجوسسة الاقتصادية (EEA)UsEconouic Espionage Act .
و قد إعتبر هذا القانون أن سرقة أسرار منظمات الأعمال أو الحصول عليها بطريقة التدليس (Fraude)أو تالخداع بمثابة جريمة فدرالية من صلاحيات ال FBI34 ، فالمادة 1831 من القانون أعلاه تعرف الجوسسة الاقتصادية كما يلي :
أي شخص يعلم أن الجريمة سيتفيد منها حكومة أو منظمة أو عون أجنبي:
-سرقة أسرار الأعمال ؛
-نقل ، إعادة إنتاج ،تصوير ،إتلاف ،إرسال أسرار الأعمال ،إستلام ،شراء أو الإحتفاظ بأسرار الأعمال ؛
-محاولة القيام بما سبق ؛
التآمر نع الغير من أجل القيام بما سبق .
يعاقب بـ500.000 دولار أمريكي و أو/ 15 سنة سجنا بالنسبة للأشخاص و 10 مليون دولار بالنسبة للمنظمات .
أما المادة 1839 فهي تتعرض لتعريف المصطلحات الهامة التي تستخدم في القانون .
منظمة أجنبية : وكالة، وزارة، هيئة تابعة ،مشروع ،جمعية،كيان ممتلك عن طريق الأغلبية، أو مراقب،أو مرعى، أو مدار، أو حكومة أجنبية .
العون الأجنبي :إطار ، موظف ،ممثل لحكومة أجنبية.
سر الأعمال :كل معلومة إقتصادية، مالية، علميه ،تقنية،و هندسية لمنظمة أعمال. وهذا يضم النماذج الخطط ،التسجيلات ،البرامج –الصيغ –التصميم ،الطرق التقنية –الأساليب ،الإجراءات،و الرموز
سواء كانت مادية أو غير مادية .
المالك :هو الشخص أو المنظمة الذي يعد قانونيا مالكا أو معادلا للمالك أو الحاصل على رخصة (Li) عن سر الأعمال المضي .
6-1-3 الممارسات المختلفة لأخلاقيات المهنة
لا يوجد هناك دستورا لأخلاقيات المهنة معترف به من قبل المهنيين على الصعيدالدولي .لكن تسعى بعض الجمعيات المهنية الوطنية و المحلية و حتى بعض منظمات الأعمال التي وضع قواعد لآداب و سلوك هذه المهنة .
و تعد الولايات المتحدة البلد السابق في مجال التفكير في أخلاقيات المهنة ذلك أن الذكاء الاقتصادي يعد قديما نسبيا من حيث الظهور مقارنة بالدول الأخرى إضافة إلى كون المخاطر القانونية في هذا البلد الحبر من غيره و قد ظهر صدر دستور ،اخلاقيات مهنة الذكاء الاقتصادي في الولايات المتحدة سنة 1986 ، بلغ سنة 1994 عدد أعضاء النقابة المهنية 2400 35.
1-بذل العناية باستمرار من أجل زيادة احترام المهنة و الاعتراف بها على الصعيد المحلي الاقليمي و الوطني .
2-أداء الواجبات بعناية و سرعة مع ضمان مستوى عال من المهنية و تجنب كل الممارسات التي لاتتفق مع أخلاقيات المهنة .
3-الانتساب بشرف المنظمة الأعمال و الالتزام و بسياستها و أهدافها و تعليماتها
4-الخضوع لكل القوانين المحلية الجهوية و الفدرالية عن طريق التنفيذ التزاماتها .
5-أن يقدم المهني كل المعلومات الملائمة بما فيها التعريف بنفسه و المنظمة التي ينتمي إليها وذلك قبل المشروع في أي حوار .
6-الاحترام الكامل لكل طلبات السرية .
7-ترقية و تشجيع الاحترام الكامل لهذه المعايير الأخلاقية من قبل المهني على مستوى المنظمة التي يعمل بها و على مستوى كل المهنة .

الخــاتـمـة

كأداة للتطوير و الابداع لكل منظمات الأعمال ، فإن الذكاء الإقتصادي لا يمكن فصله عن الرهان الأساسي و هو المعلومة .فالزيادة الكبيرة لهذه الأخيرة باعتبارها موردا بحد ذاته للمنظمة تعمل على تغيير عميق للعلاقات المعقدة التي تربط المنظمة بمحيطها .

كما بينا سابقا فإن الالتزام بتنفيذ و قيادة نظام ذكاء إقتصادي بالمنظمة هو بمثابة استغلال لكم متنوع من المعلومات التي تواجهها باستمرار لمحاولة التأثير علىهذا النسيج المعقد الذي يتشكل من التدفقات و المبادلات .

إذ كانت مبادئ الذكاء الاقتصادي بسيطة نسبيا فأن و تصمم ووضع نظام ما له بالمنظمة يعد أمرا أقل سهولة بل خطيرا فكل ما يتعلق بالمعلومات هو مرادف لرهانات سلطة داخل المنظمة فالذي تعرف يحكم .و لاشك أن وضع هذا النظام لإعادة النظر في ثقافة المنظمة و تقرير قوتها على التطور نحو "ثقافة المعلومات "حقيقية و هو ما يتطلب من الأدارة اعتماد و سياسة مرافقة و اتصال داخلية خاصة .

من جهة اخرى يستوجب نشاط ذكاء الاقتصادي معرفة محاسبي المهنة بالاخلاقيات و قوانين التي تحكمها حتى لا تقع المنظمة تحت حائل دعاوى المنافسة غير الشريفة "الخيانة " …إلخ .

من أسف أنه و حتى الآن لم يتم في البيئة العربية رصد كافة مناطق الاهتمام القانوني المتعلقة بمهنة الذكاء الاقتصادي فاعتبار هذه المنطقة مستهلكة للتكنولوجيا لا يعني أنها تتنازل عن حماية منظمات أعمالها و من ثم حماية مصالحها القومية .و هو ما يتطلب تقنيين هذه المهنة و تشجيع إنشاء النقابات المهنية الخاصة بها لوضع دستور أخلاقيات على غرار ما يجري في الدول السباقة في هذا المجال تحقيق هذا الهدف يرتبط ايضا بوضع تشريعات خاصة بالانترنيت فعلينا أن تدرك أن الحاجة للدخول السلس إلى العصر الرقمي و احتلال مكانة حقيقية و إنجاز خططنا الطموحة في حقل المعلومات عموما و الأعمال الالكترونية تتطلب حزمة معتبرة دواعيته تشريعات تقنية المعلومات و هي حزمة أقل ما ينبغي أن تتصف به أنها و لهذه الرؤية شاملة متوازنة مدركة لما لدى التي **و مبدعة في الاخذ باعتبار ما لدينا نحن ، و أن ككون وليدة إبداع وطني شأنها شأن التقنية ذاتها القائمة على الابداع .

المراجع :

1- F .Bournois , P.J. Romani , L’intelligence économique et stratégique dans les entreprise Française , Economica , Paris , 2000, P.2 .
2- B .Martinet , L’intelligence économique , deuxième édition , Editions d’organisation , Paris , 2001 , P .12 .
3- A .Bloch , L’intelligence économique , Economica , Paris , 1996 ,P .10.
4-B .Martinet , op.cit ,P.13.
5-A .Bloch , op.cit , P.10.
6-A .Chettih , Le rôle de L’intelligence économique dans le développement stratégique d’ une entreprise ,Mémoire de magistère , Mangement , université de Laghouat ,2005, P .04.
7-Ibid , P.06.
8-A .Bloch , op.cit ,P.14.
9-B .Besson , J.C.Possin , Du renseignement à L’intelligence économique, 2éme édition , Dunod , Paris ,2001 ,P. 27.
10-A .Bloch ,op.cit, P.150.
11-A .Chettih , op .cit,P.13 .
12-Ibid ,P.15.
13-A .Bloch ,op .cit ,P.13.
14- A .Chettih , op.cit , P.28.
15-A .Bloch , op .cit ,PP.27-28.
16-Ibid , P .30.
17-Ibid , P .43.
18-P.Bouvard , op.cit , P .31.

19-حسين علي ، استثمار الابداع في عالم الأعمال ، من الفكرة إلى المنتج ، الطبعة الأولى ، سلسلة الرضا للمعلومات ، دار الرضا للنشر ، سوريا ، 2000 ، ص ص 74-75.

20-B .Martinet , op .cit ,P .12.
21-A .Bloch, op .cit ,P .43.
22-B .Martinet ,op.cit ,P .17.
23-Ibid , P .26.
24-Ibid , P .31.
25-Ibid , P .35.
26-A.Bloch , op .cit ,P .18.
27-B .Martinet ,op .cit , P.55.
28- Ibid , P.75.
29- A .Bloch ,op cit ,P.19.
30-B .Martinet, op .cit ,P .1050.
31-Ibid , P.16.
32-A.Bloch , op.cit , P .89.
33-B.Martinet , op.cit , PP .112-118.
34-Ibid , P .125.
-35 يونس عرب ، التشريعات و القوانين المتعلقة بالأنترنيت في الدول العربية ، مجلة إتحاد المصارف العربية ، ديسمبر 2022 ، ص ص .48-53 .




رد: الذكاء الإقتصادي

شكرا بارك الله فيك




التصنيفات
المكتبة الجامعية

بحث حول صندوق النقد الدولي fmi .doc

بحث حول صندوق النقد الدولي fmi .doc


الونشريس

بحث شامل حول صندوق النقد الدولي imf جاهز للطباعة و للتعديل ايضا بصيغة .doc

التحميل




التصنيفات
المكتبة الجامعية

كتاب مدخل الي النظرية النسبية ألبرت انشطاين

كتاب مدخل الي النظرية النسبية ألبرت انشطاين


الونشريس

ألبرت أينشتاين (بالألمانية: Albert Einstein) (14 مارس 1879 – 18 أبريل 1955)، عالم في الفيزياء النظرية. ولد في ألمانيا، لأبوين يهوديين، وحصل على الجنسيتين السويسرية والأمريكية. يشتهر أينشتاين بأنه واضع النظرية النسبية الخاصة والنظرية النسبية العامة الشهيرتين اللتان حققتا له شهرة إعلامية منقطعة النظير بين جميع الفيزيائيين، حاز في العام 1921 على جائزة نوبل في الفيزياء.
«مدخل إلى النظرية النسبية» للفيزيائي أينشتاين الذي قدّم فيه النظرية الأكثر تعقيداً والأكثر إثارة للجدل. ورقة أينشتاين العلمية الثالثة كانت عن "النظرية النسبية الخاصة"، فتناولت الورقة الزمان، والمكان، والكتلة، والطاقة، وأسهمت نظرية أينشتاين بإزالة الغموض الذي نجم عن التجربة الشهيرة التي أجراها الأمريكيان الفيزيائي "ألبرت ميكلسون والكيميائي إدوارد مورلي" أواخر القرن التاسع عشر في عام 1887، فقد أثبت أينشتاين أن موجات الضوء تستطيع أن تنتشر في الخلاء دون الحاجة لوجود وسط أو مجال، على خلاف الموجات الأخرى المعروفة التي تحتاج إلى وسط تنتشر فيه كالهواء أو الماء وأن سرعة الضوء هي سرعة ثابتة وليست نسبية مع حركة المراقب (الملاحظ)، تجدر الإشارة إلى أن نظرية أينشتاين تلك تناقضت بشكل كلّي مع استنتاجات "إسحاق نيوتن". جاءت تسمية النظرية بالخاصة للتفريق بينها وبين نظرية أينشتاين اللاحقة التي سُمِّيت بالنسبية العامة.
النظرية التي هزت العالم والتي لم يفهمها الكثيرون لكن لديهم فكرة عامة عما تعنيه

تحميل الكتاب من الرابط التالي
http://www.ouarsenis.com/up/download79310.html




التصنيفات
المكتبة الجامعية

مذكرة تخرج: الاقتصاد الاسلامي كمنهج لحل المشكلة الاقتصادية

مذكرة تخرج: الاقتصاد الاسلامي كمنهج لحل المشكلة الاقتصادية


الونشريس

مذكرة تخرج ليسانس بعنوان الاقتصاد الاسلامي كمنهج لحل المشكلة الاقتصادية
بسم الله الرحمن الرحيم

لطلاب المحاسبة

مذكرة تخرج ليسانس بعنوان: الاقتصاد الاسلامي كمنهج لحل المشكلة الاقتصادية بصيغة rar التحميل: http://www.4shared.com/file/lwkukOa8/_____.html

الونشريس




رد: مذكرة تخرج: الاقتصاد الاسلامي كمنهج لحل المشكلة الاقتصادية

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ***9829;

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر




التصنيفات
المكتبة الجامعية

الخطابة في الادب الجزائري الحديث

الخطابة في الادب الجزائري الحديث


الونشريس

الخطابة في الادب الجزائري الحديث موضوعاتها و خصائصها
التحميل
من هنا




التصنيفات
المكتبة الجامعية

في اجتماعيات الجريمة و الإنحراف: قراءة معاصرة

في اجتماعيات الجريمة و الإنحراف: قراءة معاصرة


الونشريس

في اجتماعيات الجريمة و الإنحراف:

قراءة معاصرة في النظريات الاجتماعية المفسرة

http://www.ouarsenis.com/up//uploads…243cde3604.pdf




رد: في اجتماعيات الجريمة و الإنحراف: قراءة معاصرة

شكرا على اثراء المنتدى ……………………………..




التصنيفات
المكتبة الجامعية

téléchargez gratuitement des livres médicals très utils pour vos études

téléchargez gratuitement des livres médicals très utils pour vos études


الونشريس

J’ai trouvé un site vous permettant de télécharger gratuitement des livres médicals que vous aurez besoin comme référence dans vos études.

avec mes souhaits de réussir.

voila le site

/




التصنيفات
المكتبة الجامعية

مذكرة : استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في المؤسسة الاقتصادية الجزائرية

مذكرة : استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في المؤسسة الاقتصادية الجزائرية


الونشريس

مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في التصال و العلاقات العامة : استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في المؤسسة الاقتصادية الجزائرية

تحميل المذكرة من موقع جامعة قسنطينة تحميلا مباشرا

http://bu.umc.edu.dz/opacar/theses/s…n/ABOU2427.pdf




التصنيفات
المكتبة الجامعية

بحث حول السياسة المالية في الجزائر

بحث حول السياسة المالية في الجزائر


الونشريس

بحث جاهز حول السياسة المالية في الجزائر

http://www.ouarsenis.com/up/download83455.html




التصنيفات
المكتبة الجامعية

عااااااااااااااااااااااااااااااااجل من فضلكم

عااااااااااااااااااااااااااااااااجل من فضلكم


الونشريس

ارجومن حضرتكم مساعدتي في البحث عن مقياس الدافعية للتعلم و له علاقة بالوسائل التعليمية
لكي استعين به في مذكرة تخرجي بعنوان الوسائل التعليمية و علاقتها بالدافعية للتعلم
اريد مساعدة ارجووووووووووووكم




رد: عااااااااااااااااااااااااااااااااجل من فضلكم


إعداد
أنور عبد الله الزهراني
مشرف التوجيه والإرشاد

مقدمة
يواجه كثير من العاملين في الميدان التربوي والمهتمين بشؤون الأبناء من الآباء والأمهات عدم وجود رغبة التعلم في كثير من الأحيان لدى الطالب نحو التعلم واستمرار هذه الرغبة بهذا الاتجاه السلبي تقلق المعلمين والآباء وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى التسرب من الدراسة أو إلى الضعف الدراسي .
وما يهمنا هنا أننا نضع أيدينا على بعض الجوانب التي من خلالها يمكن التعرف على أسباب انخفاض الرغبة أو ارتفاعها تجاه التعلم والتي يمكن تسميتها علمياً بالدافعية للتعلم ، وتظهر أهمية الدافعية عندما نعرف أن الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي لا يزيد عن 50% إلى 60% وفق النسب الإحصائية العالمية ذات الدلالة .
ولذلك كثيراً ما نجد بعض المتعلمين (الطلاب) منخفضي القدرات ورغم ذلك يتميزون بتحصيل دراسي عال ، ونرى متعلمين آخرين من ذوي الذكاء المرتفع ولكن تحصيلهم الدراسي منخفض ، وغالباً ما يكون العامل المسئول في مثل هذه الحالات هو ارتفاع أو انخفاض الدافعية للتحصيل .
إن ما يبذل من جهد في فهم دوافع الطلاب نحو التعلم يعد من مؤشرات نجاح المعلمين والتربويين عامة.
في السطور التالية سوف نعرض لمفهوم الدافعية وأنواعها وعلاقتها بالتعلم وأثرها على التحصيل وأسباب انخفاضها لدى أبنائنا الطلاب .

مفهوم الدافعية :
الدافع عملية داخلية توجه نشاط الفرد نحو هدف في بيئته ، فهي حالة داخلية تحرك السلوك وتوجهه ، وإن أي نشاط يقوم به الفرد لا يبدأ أو لا يستمر دون وجود دافع ، وليس من الثابت أن نجد كل المتعلمين ( الطلاب ) مدفوعين بدرجة عالية أو متساوية ، وهذا ما يجب أن يعرفه الآباء والمربون في الميدان التربوي حيث يرغبون دائماً أن يجدوا الطالب مهتماً بالدراسة ويميل إليها ويعتبرونه شيئاً هاماً يجب أن يقوم به الطالب .
وفي مثل هذه النظرة من المعلمين تجاه الطلاب ما يجعل الطالب يشعر بالإحباط أو عدم الرضا عن المدرسة لدرجة أنه يريد أن يتركها نهائياً ولا يكمل تعليمه، وهذا ما جعل الاهتمام بالدوافع والتعرف عليها وكيفية استثارتها مهمة جداً لإنجاح العملية التعليمية.
أنواع الدافعية :
أ‌-الدوافع الأولية : ويطلق عليها الفطرية أو الوراثية، وأساس الدوافع الأولية يرجع إلى الوراثة التي تتصل اتصالا مباشراً بحياة الإنسان وحاجاته الفسيولوجية الأساسية، وأهم أنواع هذه الدوافع دافع الجوع والعطش والأمومة والدافع الجنسي.
ب‌-الدوافع الثانوية : ويطلق عليها الدوافع المكتسبة أو الاجتماعية أو المتعلمة، وتنشأ نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة والظروف الاجتماعية المختلفة التي يعيش فيها. وكل من هذه الدوافع له أثره على الإنسان ولا يمكن التقليل من أثر أي من هذه الدوافع على حساب الدوافع الأخرى.
الدافعية وعلاقتها بالتعلم :
إذا كانت الدافعية وسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية فإنها تعد من أهم العوامل التي تساعد على تحصيل المعرفة والفهم والمهارات وغيرها من الأهداف التي نسعى لتحقيقها مثلها في ذلك مثل الذكاء والخبرة السابقة ، فالمتعلمون (الطلاب) الذين يتمتعون بدافعية عالية يتم تحصيلهم الدراسي بفاعلية أكبر في حين أن المتعلمين الذين ليس لديهم دافعية عالية قد يصبحون مثار شغب وسخرية داخل الفصل .
هذا وتُعَد الحاجات الأساسية دوافع قوية لدى الإنسان وهي تمثل الطاقة التي توجه السلوك نحو غرض معين . علماً بأن السلوك المعقد لا ينبعث عادة من حاجة واحدة ، أي أن أساسه لا يكون حاجة واحدة ، فمثلاً الطالب الذي يقوم بتحرير مجلة المدرسة قد يقضي وقتاً طويلاً في مطالعة الصحف وفي كتابة المقالات ويمضي في ذلك ساعات طويلة بعد المدرسة . وهذا النشاط قد يكون مرتبطاً بإشباع عدة حاجات مثل الحاجة إلى النجاح والتقدير والحاجة إلى الشعور بالأهمية والحاجة إلى الاستقلال والحاجة إلى الإنجاز.
لذلك نجد أن المعلم (نتيجة لدوره الهام في العملية التعليمية التربوية) يقوم بدور الوسيط في عملية إشباع وتحريك الدوافع (البواعث) لدى الطلاب.
الثواب والعقاب وعلاقتهما بالدافعية نحو التعلم :
يعرف الثواب أو المكافأة بأنه كل ما يمكن أن يعمل على إيجاد الشعور بالرضا والارتياح عند المتعلم سواء كان ذلك بالتشجيع العاطفي أو التشجيع اللفظي أو التشجيع المادي كإعطاء المتعلم جوائز عينية أو وضع اسمه في لوحة الشرف أو شهادة تقدير أو الثناء اللفظي المباشر من قبل المعلم والوالدين. أي أن للثواب أهمية في التعلم فهو يشبع الحاجة للتقدير في المقام الأول .
أما العقاب فهو كل ما يؤدي إلى الشعور بعدم الرضا وعدم الارتياح كأن يقوم المعلم أو الوالدان بالتأنيب والزجر والقسوة أو الحرمان .
وهذا الثواب والعقاب لا يتم اتخاذه داخل المدرسة فقط بل يتم أيضاً داخل الأسرة ، فالثواب (المكافأة) له أثر كبير في سرعة التعلم ، أما العقاب بمختلف أنواعه فإنه يؤدي إلى نتائج عكس ذلك أي تقليل القابلية للتعلم والبطء في اكتساب الخبرات الجديدة إلى جانب انعكاساته النفسية السلبية إن لم يكن وفق الأسس العلمية لذلك .
من هنا يمكن القول أن المدح والثواب له أثر إيجابي على التعلم وإتقان المادة المراد تعلمها ، كما أن الذم والعقاب والتوبيخ قد يكف السلوك بشكل مؤقت دون أن يخلق سلوكاً ثابتاً إضافة إلى ما ينتج عن ذلك من الشعور بالكراهية عند المتعلم للمادة والمعلم وكذا حب واحترام الابن لوالديه، وبذا يقل إنتاجه وتقل سرعة تعلمه ويتأخر عن غيره ممن حظي بالمدح والثناء .
ولكن يجب الحذر من الإسراف في المديح فقد يخلق ذلك عند المتعلم الشعور بالغرور والمبالغة في تقدير الذات ، كما أنه يبعث على الفتور في الأداء ما لم يحظ بمزيد من الثناء ، ولهذا يجب أن يكون المديح بالقدر الذي يدعم ويعزز السلوك وفق قدر مناسب .

أثر الدافعية على التحصيل الدراسي :
كما عرضنا سابقاً أن الطلاب يختلفون في طرائق وأساليب الاستجابة للأنظمة التعليمية والمدرسية، فالبعض من المتعلمين يقبل على الدراسة بشغف وارتياح وفاعلية عالية للتحصيل العلمي والبعض الآخر يقبل على الدراسة بتحفظ وتردد. والبعض يرفض أن يتعلم أي شيء يقدمه المعلم ، الأمر الذي يؤكد أهمية الدافعية في تفسير الفروق الفردية في التحصيل الدراسي بين الطلاب .
وبهذا نجد أن بعض المتعلمين قد يتميزون بتحصيل دراسي عال رغم أن قدراتهم الفعلية قد تكون منخفضة، وعلى العكس من ذلك نجد بعض المتعلمين من ذوي الذكاء المرتفع وقد يكون تحصيلهم الدراسي منخفضاً.
لذلك نجد أن التحصيل الدراسي يرجع إلى عوامل منها ، ارتفاع أو انخفاض الدافعية نحو التحصيل حيث يوجد ارتباط وعلاقة قوية بين الدافع للتحصيل و الإنجاز (الأداء). ونتيجة لذلك فإنه يتعين على الآباء والمربين الاهتمام بتشجيع الأبناء على الإنجاز في شتى المواقف وعلى التدريب والممارسة على الاستقلال (عدم التبعية) والاعتماد على الذات.
مع ملاحظة أنه كلما ارتفع مستوى الطموح بين الآباء تجاه تحقيق أهداف معينة كلما انتقل أثر ذلك إلى الأبناء وكان من أهم أسباب ارتفاع الإنجاز لديهم.
ومن هنا يتبين أهمية الدوافع في سلوك الفرد بوجه عام، وفي مواقفه في التعلم المدرسي بوجه خاص.
وظائف الدوافع في عملية التعلم :
1)تضع الدوافع أمام الفرد أهدافاً معينة يسعى وينشط لتحقيقها بناءً على وضوح الهدف وحيويته والغرض منه وقربه أو بعده (وهنا يصبح التعلم مجدياً )
2)تمد السلوك بالطاقة وتثير النشاط . فالتعلم يحدث عن طريق النشاط الذي يقوم به الطالب، ويحدث هذا النشاط عند ظهور دافع (حاجة تسعى إلى الإشباع) ويزداد ذلك النشاط بزيادة الدافع.
3)تساعد على تحديد أوجه النشاط المطلوب لكي يتم التعلم، فالدوافع تجعل الفرد يستجيب لبعض المواقف (تركيز الانتباه في اتجاه واحد) وحول نشاط معين حسب اللزوم ومقتضيات الظروف.

دور المعلم في إثارة الدافعية للتعلم :
إن الاهتمام بدوافع المتعلمين (الطلاب) وميولهم واتجاهاتهم من قبل المعلمين ذو أهمية في إنجاح العملية التعليمية، (وهنا تظهر كفاءة المعلم). فالدوافع تنشط السلوك نحو تحقيق هدف معين كما ذكر. لذلك يمكن للمعلم توجيه هذا النشاط نحو أداءات أفضل والعمل على استمراريته وتنوعه في مواقف التعلم المختلفة .
وتعتبر إثارة ميول المتعلمين نحو أداء معين واستخدام المنافسة بقدر مناسب بينهم من الأمور الهامة التي تستخدم لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية (مع الأخذ في الاعتبار قدرات واستعدادات المتعلمين) حيث أنه يمكن أن يصل إلى معدل معين من التقدم لا يزيد بصورة ملحوظة مهما زادت مواقف التعلم والممارسة . وإن دفع المتعلم إلى القيام بأداء مهام لا تتناسب مع قدراته وإمكانياته لاشك إنه يؤدي إلى التعثر والإحباط نحو التعلم ومن ثم الاستمرار في الدراسة
لذلك يمكن للمعلم أن يعمل على رفع مستوى طموح المتعلمين بدرجة تعادل درجة استعدادهم وميولهم وقدراتهم نحو الأنشطة المختلفة حتى يتسنى للمتعلمين النجاح والاستمرارية في الأداء وعدم التعرض للإحباط.
ولا ينسى المعلم الفروق الفردية ودورها في إنجاح الإنجاز في التعلم حيث أن الطلاب يختلفون من حيث القدرات والاستعدادات كما هم يختلفون بالأوصاف الجسمية حتى وإن كانو أخوة توائم ، مع الأخذ بالاعتبار بأن لا يدفع الطلاب إلي طموح أكبر من مما يملكون من قدرات وإمكانيات حتى لا يصابوا بشيء من الإحباط ، مع التأكيد على أن ذلك ليس خاصاً فقط بالمعلمين وإنما يشمل أولياء الأمور أيضا .

أسباب انخفاض الدافعية :
يرجع انخفاض الدافعية نحو الدراسة إلى عدة أسباب منها :
1) الاستجابة لسلوك الوالدين : ويتمثل ذلك في عدة نقاط :
‌أ- توقعات الوالدين ، فعندما تكون توقعات الوالدين مرتفعة جداً فإن الأطفال يخافونً من الفشل وبالتالي تنخفض الدافعية
‌ب- التوقعات المنخفضة جداً، فقد يقدر الآباء أطفالهم تقديراً منخفضاً وينقلون إليهم مستوى طموح متدنّ ٍ، وبهذا يتعلم الأطفال أنه لا يتوقع منهم إلا القليل فيستجيبون تبعاً لذلك. فنجد الآباء غير المبالين لا يشجعون الطالب على التحضير وبذل الجهد والأداء الجيد في الامتحانات لأنهم يعتقدون أنهم غير قادرين على ذلك مما يَجُر إلى هذه التبعات السلبية.
‌ج- عدم الاهتمام ، فقد ينشغل الآباء بشؤونهم الخاصة ومشكلاتهم فلا يعيرون اهتماماً بعمل الطالب في المدرسة كما لو أن تعلمه ليس من شأنهم ، وقد يكون الآباء مهتمين بالتحصيل إلا أنهم غير مهتمين بالعملية التي تؤدي إلى ذلك التحصيل .
‌د- التسيب ، لا يضع الآباء المتسيبون في التربية حدوداً لأطفالهم ، ولا يتوقعون منهم الطاعة ، فالانضباط لا يعتبر جزءاً من الحياة اليومية في بيوتهم ، وربما يعتقد بعضهم أن التسيب يعلم الطالب الاستقلالية ، ويزيد دافعيته إلا أن ذلك يولد لدى الطالب شعوراً بعدم الأمن ويخفض من دافعيته للتحصيل .
‌ه- الصراعات الأسرية أو الزوجية الحادة ، فقد تشغل المشكلات الأسرية الأطفال ولا تترك لديهم رغبة في الدراسة ، فكيف تكون المدرسة مهمة لهم إذا كانوا يدركون أن شعورهم بالأمن مهدد بأخطار مستمرة .
‌و- النبذ و النقد المتكرر : يشعر الأطفال المنبوذون باليأس وعدم الكفاءة والغضب فتنخفض الدافعية نحو التحصيل ويظهر ذلك كما لو كان طريقة للانتقام من الوالدين .
‌ز- الحماية الزائدة، كثير من الآباء يحمون أطفالهم حماية زائدة لأسباب متعددة أكثرها شيوعاً الخوف على سلامة الأطفال والرغبة في أن يعيشوا حياة أفضل من تلك التي عاشها الآباء.
2) تدني تقدير الذات : يؤدي تدني اعتبار الذات وتقديرها إلى انخفاض الدافعية للتعلم ، فمجرد شعور الطالب بعدم القيمة وعدم الاهتمام به وتقديره يكون ذلك عاملاً من عوامل ضعف الدافعية .
3) الجو المدرسي غير المناسب : إن الجو التعليمي في نظام المدرسة أو في صف معين يمكن أن يؤدي إلى خفض الدافعية للتعلم لدى عدد كبير من الطلاب ، ويعتمد جو المدرسة على مزيج من العوامل المرتبطة بالكادر الإداري والتعليمي ، فإذا كانت الروح المعنوية للعاملين في المدرسة مرتفعة فإن جو المدرسة يصبح أقرب إلى الإنجاز والتفاؤل فيما يتعلق بالتعلم وبالعلاقات الإنسانية وللمعلم الدور الأكبر في رفع معنويات طلابه ، وجعل بيئة الصف دافعاً قوياً للتحصيل واكتساب وتعديل السلوك .
4) المشكلات النمائية : إن الأطفال الذين يسير نموهم بمعدل بطيء بالمقارنة مع أقرانهم هم أقل دافعية من أقرانهم أي أن توقعاتهم لأدائهم في التعلم قد يكون أقل من توقعات أقرانهم فهم يتصرفون وينظرون لأنفسهم كأشخاص أقل قدرة من غيرهم .
دور الآباء في الوقاية من انخفاض الدافعية عند الأبناء :
لا يقل دور الآباء عن دور المعلمين فيما يتعلق بارتفاع أو انخفاض الدافعية عند الآباء كونهم أي الآباء أول من يقوم بالتعامل مع الطفل داخل المنزل وبالتالي يقومون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بغرس كثير من السلوكيات والاعتقادات وتعزيزها عند الأطفال سواءً كانت إيجابية أو سلبية ، لهذا يمكن القول إنه ينبغي على الأب دائماً أن يشجع لدى الطفل الشعور بالقدرة ( إنني أستطيع ) إذ ينبغي أن يُشجع الأطفال من عمر مبكر على المحاولة وعلى بذل أقصى جهد مستطاع وعلى تحمل الإحباط ، ويتم إظهار التقبل الأبوي للطفل من خلال الثقة به واحترامه والإصغاء إليه عندما يتحدث مع تجنب الانتقاد والسخرية فأساس الدافعية للتعلم مدى الحياة يبدأ من تقبل الكبار للمحاولات التي يقوم بها الطفل للتعامل مع البيئة المحيطة به .
كذلك فإن الآباء مطالبون بوضع أهدافٍ واقعية فلا ينظر الأب إلى الابن كما ينظر هو لنفسه أو لغيره من أقرانه خاصة عندما يتعثر باستمرار في الوصول إلى الأهداف المطلوبة ، فالطفل غير الناضج أو الذي يعاني من صعوبات في التعلم لا ينجز بالمستوى نفسه الذي ينجز فيه الناضجون ويؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى ظهور ضعف الدافعية وفي مثل هذه الحالات يجب أن يتم تغيير توقعات الآباء من الطفل تغييراً أساسياً ، فالأطفال غير الناضجين يمكن أن يحققوا نجاحاً أفضل إذا التحقوا بالمدرسة في عمر متأخر عن المعتاد .
وهنا يمكن القول أن على الآباء أن يكونوا واعين لمفهوم الاستعداد وهذا يتطلب ألا تكون توقعاتهم من الطفل أعلى أو أدنى من اللازم.

الأساليب الإرشادية لرفع مستوى الدافعية عند الطلاب :
التعزيز الإيجابي الفوري مثل تقديم المكافأة المادية والمعنوية من قبل الوالدين والمعلمين التي تترك أثراً واضحاً لدى الطلاب منخفضي الدافعية ، والمكافأة قد تكون من نوع الثناء اللفظي أو المادي كزيادة في المصروف الشخصي أو الذهاب في رحلة …. الخ.
توجيه انتباه الطالب منخفض الدافعية إلى ملاحظة نماذج (قدوة) من ذوي التحصيل الدراسي المرتفع وما حققوه من مكانه
مساعدة الطالب في أن يدرك استطاعته النجاح بما يملكه من قدرات وإبداعات على تخطي الجوانب السلبية والأفكار غير العقلانية التي قد تكون مسيطرة عليه.
تنمية ورعاية قدرات الطالب العقلية، مع السعي إلى زيادة إدراك أهمية التعلم كوسيلة للتقدم والارتقاء ومن ثم التصرف في ضوء هذه القناعة وفق ما يناسب طبيعة المرحلة العمرية .
ضبط المثيرات واستثمار المواقف وذلك بتهيئة المكان المناسب للطالب وإبعاده عن مشتتات الانتباه وعدم الانشغال بأي سلوك أخر عندما يجلس للدراسة واستثمار المواقف التربوية بما يدعم عملية الدافعية .
إثراء المادة الدراسية بفاعلية وتوفير الوسائل والأنشطة المساعدة على ذلك .
تنمية وعي الطالب بأهمية التعلم .
إبراز أهمية النجاح في سعادة الفرد وفق الاستجابات الإيجابية .
تنمية الإبداعات وتشجيع المواهب.
إيجاد حلول تربوية لمشكلات الطالب النفسية والصحية والأسرية… وما إلى ذلك .
تنمية البيئة الصفية بشكل إيجابي .
إظهار المدرسة بالمظهر اللائق أمام الطالب من قبل الأسرة .
مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين عند التعامل معهم من قبل المعلمين والآباء.

من العرض السابق نستخلص بعض النقاط الهامة في تنمية الدافعية نحو التعلم كمايلي :

• المعلم الناجح هو الذي يبذل جهده في فهم دوافع المتعلمين حتى يتمكن من تحقيق أكبر قدر من التعلم الهادف بين المتعلمين ، كذلك قدرته على ملاحظة سلوك المتعلمين ودوافع ذلك ، وهذا يساعده على خفض التوتر الذي يشعر به المتعلم مما يدفع عملية التحصيل واكتساب السلوك على نحوٍ سواء .
• الاهتمام بالفروق الفردية بين الطلاب .
• أهمية الحوافز المادية والمعنوية في تثبيت التعلم ونمائه .
• تنويع الحوافز من قبل المدرسة والأسرة بسبب اختلاف مستويات الدافعية عند المتعلمين.
• تحقيق ميول المتعلمين نحو نشاط معين واستخدام المنافسة – بقدر مناسب بينهم – ، فالميول تعتبر من الأمور الهامة التي تستخدم لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية .
• الاهتمام بتشجيع الأبناء على الإنجاز وعلى التدريب والممارسة على الاستقلالية والاعتماد على الذات .
• تقنين الثواب والعقاب داخل الأسرة والمدرسة إذ أن ذلك يؤثر على دافعية التعلم إيجابياً وسلبياً (تقدير الموقف ) .
• عدم لجوء المعلمين والآباء لأسلوب المقارنة بين المتعلمين خاصة الإخوة منهم .
• لا يكون الدافع نحو التعلم ( الطموح ) أكبر من قدرات وإمكانيات المتعلم حتى لا يصاب بالفشل.
• عدم التدخل بشكل مباشر بفرض نوع التعلم ومستواه على الطالب كالتخصص بالمرحلة الجامعية.

المراجع

1) محمد زيدان وأخرون (1983) : التعلم نفسياً وتربوياً ، ط 2. مكتبة دار الفؤاد ، الرياض
2) نزيه حمدي – نسيمه داود (1989) : مشكلات الأطفال
والمراهقين وأساليب المساعدة فيها ، الجامعة الاردنية ، الاردن .
3) محمد التويجري وأخرون (1422) : علم النفس التربوي ، ط4 . مكتبة العبيكان ، الرياض
4) محمود عطا (1996) : الإرشاد النفسي والتربوي . مكتبة الخريجي ، الرياض

_________________

https://sites.google.com/site/modernteachingstrategies/




رد: عااااااااااااااااااااااااااااااااجل من فضلكم

و الله اشكرك جزيييييييييييييييل الشكر على مساعدتك لي
بارك الله فيك
شكراااااا على معلوماتك التي سوف اوضفها هي كدلك
لكن اريد مقياسا لباحث تربوي يقيس الدافعية للتعلم و هدا ما سوف اضعه في الاستمارة
ارجوووووو مساعدتك لي مرة اخرى ان اردت
اسفة على الازعاج




رد: عااااااااااااااااااااااااااااااااجل من فضلكم

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sousou star
و الله اشكرك جزيييييييييييييييل الشكر على مساعدتك لي
بارك الله فيك
شكراااااا على معلوماتك التي سوف اوضفها هي كدلك
لكن اريد مقياسا لباحث تربوي يقيس الدافعية للتعلم حيث يكون عبارة عن استمارة تحتوي على ابعاد
ارجوووووو مساعدتك لي مرة اخرى ان اردت
اسفة على الازعاج