التصنيفات
الأدب واللغة العربية

بنية الخطاب السردي في "سورة يوسف"

بنية الخطاب السردي في "سورة يوسف"


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم في هذا الموضوع

بنية الخطاب السردي في "سورة يوسف"

التحميل من الملفات المرفقة

منقول للفائدة



الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
بنية الخطاب السردي في سورة يوسف.doc‏  153.0 كيلوبايت المشاهدات 70


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

ألف ليلية وليلة 36

ألف ليلية وليلة 3-4-6


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبرماته إخوتي الكرام يسرني أن أقدم لكم الجزء 3 .4 .6 .7من كتاب ألف ليلة وليلة وسأكدم لكم مابقي من الكتاب بحول الله فلا تبخلونا من صالح الدعاء


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
قمر الزمان03.rar‏  4.02 ميجابايت المشاهدات 36
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الصياد والعفريت04.rar‏  4.33 ميجابايت المشاهدات 40
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الأحدب والخياط6.rar‏  3.58 ميجابايت المشاهدات 43
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
عبد الله البري وعبد الله البحري07.rar‏  4.36 ميجابايت المشاهدات 43


رد: ألف ليلية وليلة 3-4-6

بارك الله فيك اخي على جهودك و الكتاب الاكثر من رائع مشكور


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
قمر الزمان03.rar‏  4.02 ميجابايت المشاهدات 36
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الصياد والعفريت04.rar‏  4.33 ميجابايت المشاهدات 40
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الأحدب والخياط6.rar‏  3.58 ميجابايت المشاهدات 43
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
عبد الله البري وعبد الله البحري07.rar‏  4.36 ميجابايت المشاهدات 43


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

طلب سريييع

طلب سريييع


الونشريس

السلام عليكم اريد دروس الثانية ادبي لو تسمحون لكن كل رجائي ان تكون بسرعة




رد: طلب سريييع

يعني ولا واحد حاب يعاوني شحال ولا الخير صعيب عند الناس سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

تحميل كتاب "دراسة في مصادر الأدب" للدكتور الطاهر أحمد مكي

تحميل كتاب "دراسة في مصادر الأدب" للدكتور الطاهر أحمد مكي


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم في هذا الموضوع تحميل كتاب

دراسة في مصادر الأدب

الونشريس

لـ: الدكتور الطاهر أحمد مكي

التحميل من هنـــــــا

منقول للفائدة




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

تحميل قصيدة "رعد البشائر" لمحمد العيد آل خليفة

تحميل قصيدة "رعد البشائر" لمحمد العيد آل خليفة


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم في هذا الموضوع تحميل قصيدة للشيخ محمد العيد آل خليفة بعنوان

رعد البشائر

التحميل من الملفات المرفقة

منقول للفائدة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
____ _______.pdf‏  101.6 كيلوبايت المشاهدات 57


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

كتاب الشاعر محمود درويش 160 قصيدة

كتاب الشاعر محمود درويش 160 قصيدة


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم في هذا الموضوع:


كتاب الشاعر محمود درويش 160 قصيدة

للتحميل: الونشريس

منقول للفائدة




رد: كتاب الشاعر محمود درويش 160 قصيدة

شكرا لك الأخت




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

دلالات السيميائية السردية في القصيدة الشعبية

دلالات السيميائية السردية في القصيدة الشعبية


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم في هذا الموضوع دراسة حول:

دلالات السيميائية السردية في القصيدة الشعبية

"حيزية" لـ بن قيطون أنموذجاً

التحميل من الملفات المرفقة

منقول للفائدة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
دلالات السيميائية السردية في القصيدة الشعبية.pdf‏  113.3 كيلوبايت المشاهدات 99


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

بحث عن اللسانيات التاريخية

بحث عن اللسانيات التاريخية


الونشريس

تحية للجميع ………. أهلا بكم
هل من الممكن مساعدتي في البحث المعنون باللسانيات التاريخية
في انتظار ردودكم واقتراحاتكم تقبلوا سلامي
بالتوفيق ان شاء الله




رد: بحث عن اللسانيات التاريخية

أين أنتم ………..طال انتظاركم




رد: بحث عن اللسانيات التاريخية

في الحقيقة عزيزتي اتمى لو اني استطيع مساعدتك …لكني حاليا ادرس اللسانيات الوظيفية والبنيوية …لكن في اي سنة انت تدرسي لاني اعتقدت ان السانيات التاريخية والتطبيقية تكون فيالسنة الثالثة والرابعة…………المهم اخبريني باحد المباحث او عناوين تخص بحثك لكي افهم اكثر ربما استطيع المساعدة ……………..ويا ريت نعرف الاستاد المدرس للمادة




رد: بحث عن اللسانيات التاريخية

أهلا بك …………أنا أدرس أولى جامعي
هذا البحث مطلوب في مقياس اللسانيات
شكرا وتحياتي




رد: بحث عن اللسانيات التاريخية

لكن لم تزوديني باي عنوان …مبحث….مطلب …………يندرج في بحثك …………..




رد: بحث عن اللسانيات التاريخية

شكرا لاهتمامك…………….اللسانيات التاريخية هو عنوان كامل للبحث




رد: بحث عن اللسانيات التاريخية

مرحبا بالجميع ……..أين انتم …..ألا يتوفر طلبي لديكم
وأخص بالذكر *أميرة الظلام* اين انت………في انتظارك في اقرب وقت
تحياتي




رد: بحث عن اللسانيات التاريخية

تفضلي هذا ماعندي
المقدمة :

1/الأرضيات الخلفية للسانيات التاريخية :
لم تنشأ اللسانيات التاريخية طفرة واحدة , بل قامت على أعمدة ما تقدمها من دراسات حولها غدا يدعي عادة بهذه الفترة بالنحو التقليدي او القواعد المعيارية ذات النزعة الصارمة الى ايثار اسلوب عي اسلوب او خطاب على اخر .فالنحو التقليدي يعتبر مرجعية خلفية لاية دراسة تاريخية تتصورها مهما نعتت نعوتا مختلفة , وخاصة بنظرته الشكلية او القطعية formel على انه يقبل هذا التركيب قبولا واضحا او يرفض تركيبا اخر رفضا قاطعا احيانا بالمنطق الصوري واحيانا اخرى مكتفيا بالحس والملاحظة ولا يعترف بالاشكالية informel وهنا نشأ صراع بين الفئتين
ف1 –ترى في كل ماهو مسموع ومسجل ومتداول ومورث القاعدة المعيارية الصحيحة
ف2-لا شكلية ولا شكلانية التي لا ترى مانعا في مراجعة التقاليد اللسانية العامة ومهما كان موقعنا ازاء كل هذا فان الذي لاشك فيه ان اللسانيات التاريخية من الناحية العلمية والعملية والفكرية قد افادت من كل الابحاث التي تقدمتها في الشرق وفي الغرب وفي اسيا ليس فقط في القرن الثامن عشر بل في ازمنة ابعد من هذا بكثير جدا
واذا كان بعض اللغويين مثل: # ويتني# يؤرخ بداية علم اللغة ببروز القرن التاسع عشر # ان علم اللغة هو في جملته من صنع هذا القرن … ولا شيء يستحق الصفة العلمية من النتائج التي توصل اليها الابحاث القديمة السابقة( للقرن التاسع عشر )…..ولا بد ان تؤرخ من هذا القرن البداية الحقيقية لعلم اللغة فان جورج مونان على الرغم من اشارته بان المقالات التي تناولت علم اللغة في 1816 لم تكن تتجاوز بضع صفحات حتى انها نادرا ما تبلغ ثلاثين صفحة في كتاب ما فانه لا يستسيغ ما ذهب اليه .( ويتني) .معلقا : # لكن هذا الرأي لا بد ان يعاد النظر فيه , وان يدرس في تفاصيله , وذلك لان علم اللغة لم ينبثق طفرة واحدة في القرن التاسع عشر كما تنفجر العاصفة في سماء صافية , لقد مهدت لظهور اراء سابقة # وحتى ان كان جورج مونان في موضع اخر من نفس كتابه لا يتردد في الاعتقاد بان علم اللغة التاريخي قد ظهر الى الوجود حوالي عام 1816- 1820 أي قبل نشوء البحث العلمي في ازمنة ما قبل التاريخ ( ).
وقبل ذلك يعتبر عام 1786 العام الذي شهد اكبر حدث لغوي ففيه قرأ السيروليم جوت william القاضي .
بدر القضاء البريطاني بحثه المشهور امام الجمعية الاسيوية الملكية royal asiatic society في كلكتا
وفيه كد ببراهين لا تقبل الشك العلاقة المباشرة التاريخية بين اللغة السنسكريتية لغة الهند القديمة واللغات اللاتينية واليونانية والجرمانية ولقد حدد هذا الاكتشاف البداية المطلقة لعلم اللسان التاريخية
اما في القرن التاسع عشر فقد تميز مبكرا اربعة علماء في علم اللسانيات : دين راسك
( 1787-1832)والعلما ء الالمانيان جاكوب جريم ( 1785-1863) وفراتربوب ( 1791-1867), همبولت ( 1767-1835).

2- شاملات رومانسية في اللسانيات التاريخية
اذا ذكرنا علم اللغة التاريخي فانه يتبادر لنا مباشرة اللسانيات التاريخية والتي لا يمكن عزلها عن حلقة الامور التي تدخل فيها التاملات الفلسفية والاوهام العاطفية والرومانسية عن باحثي القرن 19 فهم يمثلون مرحلتين من هذا القرن فاما الاولى في التي تضع حدا فاصلا , وبالاحرى تمييز قطعيا او نظميا (سيستيما) تيكيا )بين اللغة كنظام تواصلي انساني عام وبين الانسان ككيان لا علاقة له بهذه اللغة او تلك اليوم الا من حيث الاستعمال او الاستقبال , والثانية والثانية فهي الابرز شأنا والاقوى نفوذا لا تكاد تنجو من الانغماس في الذات والتعليق الضبابي حينا آخر فهذا (ويتني) يتحدث عن الدراسة الوصفية رابطا اياها بالجذور اللغوية التي وقف عليها في اللغة السسكرتية والتي يرى بانها السبيل الى توصيل بين الانسان الى المنطق والتعبير وهي تمثل المرحلة البدائية للغة, الى جانبه كذلك اللغوي: توفار (tovarالى غاية 1954 قائلا : # والخلاصة ان علم اللغة على قدر ما يتيح لنا ان نعبر اغوار الفكر الانساني يجعلنا ايضا نعود الى ما قبل التاريخ حتى نبلغ نشأة الانسان ذاته , غير ان # بلوم فيلد # ذهب مذهبا حيث يرى بانه لا يمكن للتراكيب الللغوية المنشأة والتي ترجع الى ما قبل التاريخ ان تشرح لنا الامور السابقة ومثل ذلك اللغة الهندية الاوروبية التي لا نعلم علم اليقين من الشعب الاول المتكلم بها وما جاء بعدها من تاويلات لكل شعب فهي مجرد فرضيات سرعان ما تزول .
على الرغم مما اسلفنا الحديث فيه فان هذا الرؤى الميتافيزيقية التي تدور حول المصطلحات التي طغت في هذه القرون الا ان وجدت اراء وافكار بل يمكن القول اوهام اخطر من هذه وذلك الى ظهور اللسانيات المعاصرة التي ظهرت بظهور كتاب لفردينان دي سوسير عام 1916 –( محاضرات دي سوسيرا فتلك الرؤى والنظرات كانت مسيطرة على جل لغويين نهاية القرن 18 ثم القرن التاسع عشر أمثال :
1- # شليغر الذي يتمادى في وصف اللغات الهندية الاوروبية بالنبل والكمال وهذا لكونها معربة والتي تكونت تكوينا عضويا مستثنيا منها اللغات السامية زاعما ان بنيتها المعربة مع جذورها ليست قديمة بل هي مستعارة وان الصينية في الاسفل في حين ان السسكريتية لغة منتظمة منذ النشأة الى نسبتها لشعوب نيرة العقول .
2- # همبولت العظيم وهذا لتناوله اشكاليات لغوية جديدة فهو يرى القواعد التي تبنى عليها اللغة هي التي ( )
تهب الكلمات للتعبير , فالمتكف على لغة اجنبية تمنحه مقصورات منفصلة تقدم له الواقع فهو لم يسلم من افتراضاته الحدسية , وتطوراته الميتافيزيقية احد .وربما يكون (بوب ) قد اعتبر منهم فهو الذي يرى بان اللغة ضربا من المملكة الفطرية او قوة داخلية يعتذر الكشف عنها وبعبارة اخرى ان الانسان واللغة خلقا معا وبالرغم من كل ما قلناه عن همبولت فانه كذلك يمكن القول بان شلاشير الذي يوصفه مؤرخو اللسانيات التاريخية بان من الاساطين الذي يعد خاتمة وتتويجا للفترة الزمنية التي دشنها بوب ( ).

3/التفتح الجديد للسانيات التاريخية :
من المتعارف عليه ان اللسانيات التاريخية مادة قديمة قدم أي لغة حضارية معروفة وانه لكل لغة في كل حقبة منهج خاص بها كما ان القواعد المعيارية التي كانت سيدة مناهج اللسانيات التاريخية والتي لم تكن سلبا في يوم من الايام كما نعتتها الوضعية بل بالعكس اتصافها بالطابع الشكلاني او الشكلي يعلى من قيستها ولان تغيير نظان قواعدي يعني تغيير نظام لساني وتعليقا على كل ما قيل عن اللسانيات التاريخية بانها كانت ذات صيغة فلسفية ومنطقية وميتافيزيقية فانها عملت على منهج اللسانيات اللحقة اول قانون علمي الى حد ما بالنسبة الى باقي التخصصات واستطاعت ان تتخلص من الفلسفة التي كانت تقيدها , فالقرن التاسع عشر يعتبر البوابة الكبيرة دخلت من خلالها اللسانيات التاريخية منسلخة الى حد ما من الفلسفة مكتسية ثوب بالعلوم التي ظهرت في هذا العصر , ولا سيما التاريخ والعلوم الطبعية حتى ان احدى اللغويات الفرنسيات ( جاكلين مانسي ميتون ) نقول بان عقلية القرن التاسع عشر مختلفة تماما عما سبقة حيث أسهمت الدراسات اللغوية في إثراء ثقافة اللغويين ليكونوا مزودين بمعارف متراكمة الى هذا الوقت ( ).

4/تعريف اللسانيات التاريخية :
مصطلح اللسانيات التاريخية او علم اللغة التاريخي diachronic linguistic مكون من dia بمعنى (عبر) وchronic بنعنى زمن فدراسة اللغة في هذا المنهج ( المنهج التاريخي ) تتميز بتتبع الظاهرة اللغوية ودراسة التطورات التي حصلت في لغة واخرى والطرق التي تتغير بها من وقت لاخر للوقوف على ما
اصابها من تطور ومعرفة اسرار هذا التطور وقوانينه ( ).

5/ علل التغير الداخلي في اللغة :
يرى اللغوي turgo منذ اواخر القرن18 انه يوجد مبدأ او علة داخلية خاصة بقوانين اللغة نفسها بشأن التحولات او التغيرات التي قد تحدث فيها عبر الزمن وبدأت فكرته تتوضح مع بداية القرن التاسع عشر انطلاقا من اللسانيات التاريخية , نفس الامر الذي شد تودوروف قائلا ان نسب filiation لغتين (أ) او (ب) لا ينطوي على تشابههما فلغة (ب) يمكن ان تكون مختلفة جذريا عن لغة (ا) في سالف الزمان بمعنى ان البحث اللساني لا ينجز بالتشابهات بالعكس يستخدم الاختلافات لمقاومة فرضية النسب ومن فكرة روبير جاك تورقو حول تغير اللغة من الداخل شدت الكثير من اللسانيين الذين تنبهوا الى ان اللغات تتحول فعلا مع الزمن ( )

6-الافكار التي حولها اللسانيات التاريخية:
ف1 :ان اللغة لاتحول فقط ولكنه تتحول لتصبح هذه الفكرة اكثر علمية وتاريخية عندما شرع اللسانيون يميزون بين علاقتين ممكنتين بين كلمة a لعصرA وكلمة b مضارعة annalogus لعهد B لا حق أذا صيغت d بوعي تام على غرار نموذج a فمعنى هذ ا اللفظ مستعار منبعث من حالة لغة ماضية مثال هذه الظاهرة في اللغة الفرنسية hopital ( مستشفى ) الفرنسية التي صيغت في عصر معين تقليد الكلمة اللاتينية hospital وبالمقابل تكون من هناك وراثة اذا كان المرور او الانتقال من A الي B غير واع INCONSCIENT وبالذهاب الى القول بان كلمة قد تاتي متباينة لنظيرتها بعامل الوراثة يسلم حتما بوجود اسباب طبيعية للتغيير اللغوي.

ف2: ان التعبير اللساني يعتبر منتاظما , ويحترم التنظيم الداخلي للغات وهو احدى مبادىء اللسانيات التاريخية التي تنبته منذ اواخر القرن الثامن عشر واخذت به نظريا وعلميا في التاسع عشر وما اللغويون ينظرون الى التغيير اللغوي الداخلي كنظرة عالم الكيمياء حيث يمر من الكيمياء القديمة Lalchimie الي علم الكيمياء lachimie بالحديث ومنذ هذه المدة لم يعد الباحثون في اللغة يعتدون بفارق كتبدل او تغير ان لم يحجر بانسجام او تناسق مؤكد داخل اللغة حتى ان الدارسين يميلون الى ان هذا التناسق او الانتظام للتغيير اللغوي هو الذي يحدد ميلاد اللسانيات انطلاقا متى كان يسمى عندئذ بالاشتقاق

7/مجالات علم اللغة التاريخي : ( اللسانيات التاريخية )
هناك مجالات تاريخية للبحث اللغوي التاريخي:
***61693; إثبات القرابة اللغوية ( بين لغتين فأكثر وذلك بالاستعانة بطريقة المفارنة .
***61693; تتبع الظاهرة اللغوية ودراستها عبر الزمن .
***61693; دراسة التغير الدلالي وما يرتبط به من اعداد المعاجم التاريخية .
***61693; يتناول مستويات الاستخدام اللغوي في المناطق المختلفة وتغير ذلك عبر الزمن .
***61693; كما يتناول ايضا الانتشار اللغوي ودخول اللغة الى مناطق جديدة .
***61693; يبحث ايضا عن الانحسار اللغوي في مناطق يعنيها فالعربية مثلا كان لها على مدى عدة ( ).

8-جاكوب جريم مؤسس لعلم اللغة التاريخي (1785-1863):
هذا الفقلغي (فقه اللغة ) والكاتب الألماني , وهو الذي جعل دارسي اللغة يتخبطون في تحديد ماهية علم اللغة التاريخي من علم اللغة المقارن أو القواعد المقارنة لأنه تحدث حديث صريحا عن معالجة تاريخية اللغة لا معالجة مقارنة للغات الجرمانية مما حوله أن يكون مؤسس لعلم اللغة التاريخي . فالمتتبع لأعماله لا يعتبرها أعمال تاريخية مجردة من طابع الأسلوب المقارن أو العكس فهو تحدث عما أسماه بابدالات الصوامت mutatians consonatiques التي تعد أحد القوانين الجوهرية التي لا تزال اللسانيات التاريخية أو القواعد المقارنة تستعملها الى عصرنا الحالي بالنسبة للغات الهندية الوروبية –ان جريم يفسر التبادلات الصوتية بأنها نتيجة تحول ويسمى الابدال الصواتي الظاهرة الصوتية التي تشاهد في اللغات الجرمانية من جهة وباقي اللغات الهندية الأوروبية من جهة ثانية , وذلك من جهة نظر الصوامت الحابسة Occlusives فالجرمانية تعرض لنا الصوت F بقابلة في اللاتينية والاغريقية والسنسكرتيتية الصوت P والصوت P حيث هو في اللغات الأخرى يكون في شكل B زنفس الشيء TH في مكان وضع D وهلم جر بالنسبة لـ K وG فتمثل Pied ( ق. م) في القوطية : Fotus وفي اللاتينية : Pedis وفي الإغريقية Podos وفي السنسكريتية Padas . وهذا القانون يسمى (قانون جريم ) ( ).
*والى جانب جريم نجد راسك وبوب نعم الذين –على حق – أسسوا علم اللغة التاريخي فكتبوا عن قواعد اللغتين الاسكندنافية والإنجليزية القديمتين والجراماتيكا الألمانية ( ).

9/فرانزبون F.BOPP وراسك مؤسسا للدرس اللغوي المقارن:
يعد بوب مؤسس بحق القواعد المقارنة , ولا سيما يعد صدور كتاب تصريف الأفعال في السنسكريتيةعام 1816 مقارنا اياها بالأنظمة الصرفية المعروفة في اللغات اليونانية اللاتينية والفارسية والجرمانية ليوسع دراسة بعد ذلك في كتابه حتى يشمل اعراب الأسماء , والحق يقال أن الاستدراك الذي انتبه اليه فراتربوب بخصوص اضافة العنصر النحوي كان راموس راسك قد فطن اليه قبله وهي غطنة تدل على ذكاء يفوق حدود اللغوي السطحي , ألم يقل :" لقد اثبتت التجارب أنه لا يعول مطلقا على التوافق بين المفردات , فهناك عدد لا تتخيله من المفردات قادر على الانتقال من لغة الى أخرى ابان امتزاج الشعوب , مهما تكن هاتان اللغتان مختلفتين أصلا ونمودجا …فالتوافق النحوي أقوى دلالة على التطابق الأصلي , لأن اللغة التي تمتزج بغيرها لا تقتبس الا نادرا تحولات الصرف والاعراب , وقد لا تقتبسها مطلقا , وهذا اللون الهام والثابت من التلاؤم قد أغفل مع ذلك كل الاغفال في دراسة تفرع اللغات حتى يومنا هذا , مما أدى الى الأخطاء الشائعة في معظم المناقشات التي دارت حول هذا الموضوع, فكانت الأعمال السابقة غير محققة وذات قيمة علمية ضئيلة ".
كما أن كتاب راسك الذي كتبه عام 1814 حول أصل اللغة الاسكندنافية القديمة لم يصدر الا بعد صدور كتاب فراتربوب بعامين , وان كان عنوان كتابه يوحي بالمقارنة فهو على العكس , لأنه يقوم حول العلاقات التي تربط الايسلندية باللغات الاسكندنافية والجرمانية واليونانية واللاتينية والتوانية والسلافية والأرمنية ليوسع ويشعب هذه الدراسة المقارنة للغات هندو أوروبية أخرى معتبرا أن اليونانية أقدم ما بقي من لغة سائدة تنحدر منها اللغة الاسكندنافية ( ).

10/ المنهج المقارن شرط من شروط تاريخ اللغات :
كان المقاربون في المنهج المقارن شرط من شروط تاريخ اللغات , فالنسبة اليهم من غير الممكن اعادة بناء تاريخ لغة أو مراحل ما قبل أدابيتها Prelitteraire اذا لم تتمكن من مقارنة هذه اللغة باللغات المتواشحبة أو ذات النسب الواحد , معتبرين أن لغة منعزلة لغة لا تاريخ لها , مثل الباسكية التي لا يعرف لها حتى الآن نسب من الأنساب , ومنهجية هؤلاء يقوم على مبدأ التحري بين مختلف اللغات المرصودة لمقارنة عناصر كل منها . فمقارنتهم لم تتم اختياريا ( ).

11/الآنية والزمانية : الوصفية والتاريخية :
لقد ميز دي سوسيربين منهجين في التعامل مع الظاهرة اللغوية.
المنهج الوصفي : هو الذي يتناول الظاهرة كما هي في الواقع اللغوي
المنهج التاريخي : هو الذي يمتم بالتحول المرحلي للسان عبر الحقب الزمنية المختلفة .
من هذا المنطلق تتفرع اللسانيات الى فرعين:
أ-لسانيات وسنكرونية آنية (Synchronique) : وهي الدراسة التي تمتم بالنظام اللساني في ذاته ومن أجل ذاته بمعزل عن التاريخ.
ب-لسانيات تاريخية (Diachronique): فهي الدراسة التي تقوم على التعقب التطوري للغة عبر التاريخ ( ).

12/ أولية المنهج الوصفي على المنهج التاريخي :
تعتبر اللغويات التاريخية لغويات القرن التاسع عشرة , كما تعتبر اللغويات الوصفية لغويات القرن العشرين لكن هناك أولية للتدرس الوصفي النسكروني على الدرس التاريخي الدياكروني لأنه لكي تتحقق الدراسة التاريخية ينبغي أن تسبق بدراسة وصفية جزئية على الأقل للمراحل المتصلة للغة المدروسة اذا ما أريد معرفة تطورها التاريخي من أقدم تسجيلاتها وانتماء بالوقت الراهن ( ).
ويرى دي سوسير أن التقابل بين الوصفية (النسكونية ) والزمانية (الدياكرونية) تقابل لا مجيد عنه لكنه في نفس الوقت يولي الدراسة الآنية وذلك رد فعل على طغيان المنهج التاريخي طيلة القرن التاسع عشر , فاللغة جهاز معقد ينبغي أن يقوم بوصفها وصف دقيقا كاملا قبل دراسة تطورها.
ولقد أشار دي سوسير الى ذلك اشارة واضحة بقوله :" تبدو الحقيقة الآنية وكأنها نفي للحقيقة الزمانية ويخيل الى الناظر السطحي الذي لا يعمق في باطن الأمور أنه يجب أن تختار احداهما دون الأخرى . والواقع أن مثل هذا الخيار ليس بالأمر الضروري لأنهما لا تتنافيان التبة"( ).

الخاتمة :
(رأى محمد مندور في علم اللساني التاريخي من ترجمة عن لانسون )
حيث يرى هذا الأخير أن علم اللسان التاريخي هو علم جدائي , لأن الباحث في هذا المجال لم يبدأ في أبحاث الا منذ زمن حديث , وان كثرت شواهده من القديم فما هي الا آثار انسانية ., فاللغات البابلية والسوسية لا تمثالها اليوم أي لغة حية , وفي الحالات التي تكون لدينا فيها نصوص قديمة للغات لاتزال تكلم , نجد أن السلسلة غير متصلة مثال : اللغات الايرانية نجد لها لغتين : الأولى لغة النقوش الأكعينية (أواخر القرن 6 ق.م) , والثانية لغة الأفستا والتي تعتبر في جزء منها أقدم من الأولى , ثم نجد اللغة الرسمية للعهد الساساني القرن3 بعد الميلاد , ثم لغة النصوص المانوية التي وجدت في تورفان و ثم في القرن العاشر نجد اللغة الفارسية الأدبية , وأخيرا في العصر الحاضر نجد عدة لغات . فلا يمكن دراسة سير تطور لغة أو فترة ما قبل تاريخيتها الا بعد مقارنتها بلغات ربما تكون احداها منحدرة من الأخرى , واما تنحدر كلها من أصل واحد , مثال : اللغات الرومانية هي تطورات مختلفة للغات لاتينية , ومع ذلك فاللغة اللاتينية الأدبية لا تفسر اللغات الاتينية الحديثة وهذا اذا أخذنا بعين الاعتبار نقطة البداية هي لغة الكلام لا اللاتينية لا اللغة المكتوبة , واذا كانت بعض النصوص قد كشفت عن شيء من لغة الكلام اللاتينية , فاننا لا نستطيع أن لقدر قيمة الآثار المنفردة الا بمقارنة اللغات الرومانية بعضها ببعض . حيث نجد أن اللغة لم تنحجر ولم تبق كالسنسكريتية ,و اللاتينية الأدبية ثابتة تقريبا خلال القرون مما نستطيع معه أن نلمح لغة الكلام خلال النصوص . نقول انه في هذه الحالات لا تعطينا النصوص عن اللغة فكرة دقيقة قط والاكتفاء بالنصوص المكتوبة في تتبع تغيرات اللغة غير كاف . لذا وجب استخدام وسائل خاصة , وهي وسائل النحو المقارن ( ).




رد: بحث عن اللسانيات التاريخية

لمقدمة
ا-الأرضيات الخلفية للسانيات التاريخية
ب-تأملات رومانسية في اللسانيات التاريخية
ج- الفتح الجديد للسانيات التاريخية
2- تعريف اللسانيات التاريخية
3- علل التغيير الداخلي في اللغة
4- الأفكار التي تدور حولها اللسانيات التاريخية
5- مجالات اللسانيات التاريخية
6- جاكوب جريم مؤسس لعلم اللغة التاريخي
7- فرانز بوب وراسك مؤسس للدرس اللغوي المقارن
8- المنهج المقارن شرط من شروط تاريخ اللغات
9- الانية والزمانية الوضعية والتاريخية
10-أولية المنهج الوصفي على المنهج التاريخي
11- الخاتمة .(رأي الدكتور محمد مندور في علم اللسان التاريخي من ترجمة عن لانسون )
12 أهم المراجع والمصادر

المراجع :
1/ د: عبد الجليل مرتاض : التحولات الجديدة للسانيات التاريخية 2001
2/د: نور الهدى لوشن : مباحث في علم اللغة ومناهج البحث اللغوي , الأستاذة مساعدة في جامعة الشارقة 2000, المكتبة الجامعية –الأزاريطة الاسكندرية.
3/د: محمد فتيح : في الفكر اللغوي . كلية دار العلوم .قسم علم اللغة , جامعة القاهرة , دار الفكر العربي.
4/ مبادئ اللسانيات العامة.




رد: بحث عن اللسانيات التاريخية

شكرا جزيلا على ما قدمت ……..و ألف شكر على اهتمامك




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

مساعدة من فضلم

مساعدة من فضلم


الونشريس

انا طالب سنة اولى جامعي .فرع لغة وادب عربي .

اريد من اخوتي دروس المقرر لاني حاب نبدا في هدا الشهر التحضير ..

الله يخليكم وشكرا ..




رد: مساعدة من فضلم

الادب الجاهلي (الشعر الجاهلي )


ما هو الشعرالجاهلي ؟!
الشعر عند العرب هو الأثر العظيم الذي حفظ لناحياة العرب في جاهليتهم، وإذا كانت الأمم الأخرى تخلد مآثرها بالبنيان والحصون فإنالعرب يعولون على الشعر في حفظ تلك المآثر ونقلها إلى الأجيال القادمة. يقول ابنسلام: "وكان الشعر في الجَاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذونوإليه يصيرون" [1]. فالشعر عند العرب له منزلة عظيمة تفوق منزلة تلك الأبنية .
وقد احببت ان اكتب عن الشعر الجاهلي لأن في حياتنا المعاصرة ندرك الكثير منوسائل الاعلام و اصبحنا ندرك خطرها فقد تحولت لاداة ضغط،و تشويه مختلفة عن تلك التيشهدت نهضة واضحة في خضم تفاعل لغتنا العربية و مبدعينا العرب، حيث كان الشعر هوالواجهة العربية التي تبرز قوة وشجاعة و نبل أخلاقنا العربية تمثلت بابداع شعرائنافي العصر الجاهلي، و مما زاد في ازدهار لغتنا الغناء في تلك الفترة ان الكلمة كانتهي الطريقة الاولى للاعلام ، وتواجد الكثير من الشعراء المبدعين ، حيث كان الشعر فيالعصر الجاهلي يعطي الصورة الادق و الاجمل و قادر على الوصول بسهولة و يسر إلىمبتغاه .ولكننا نرى الآن بعض من التخاذل عن هذا الشعر الرائع وقد اكدت الآيةالكريمة ما آل إليه الشعر قال تعالى :
"
والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهمفي كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون "[2]

أما بعد ؛ فإني أرغببتقديم تقريري هذا راجية من الله ان اوفي حق الشعر والشعراءوقد أردت أن أعرضفيه كل من : قيمة الشعر الجاهلي ، خصائص الشعر الجاهلي ، النثر الجاهلي ، أسلوبالشعر الجاهلي ، أغراض الشعر الجاهلي ، من أبرز شعراء العصر الجاهلي.
الموضوع :
قيمةالشعر الجاهلي:
1- القيمة الفنية: وتشمل المعاني والعاطفة والموسيقى الشعرية ،حيث نظم الشاعر الجاهلي اكثر شعره على اوزان طويلة التفاعيل .
2-
القيمةالتاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها الى السلطة ، فالشعر الجاهلييعتبر وثيقة تاريخية بما يخص احوال الجزيرة واحوال العرب الاجتماعية .
خصائصالشعر الجاهلي:
_1 الصدق: كان الشاعر يعبر عما يشعر به حقيقة مما يختلج في نفسهبالرغم من انه كان فيه المبالغة _2 البساطة: ان الحياة الفطرية والبدوية تجعلالشخصية الانسانية بسيطة ، كذلك كان اثر ذلك على الشعر الجاهلي .
_3
ذكر المرأة : جعل الشاعر للمرأة سمو الكواكب وبهاءها، ونضارة النبات وألوانه وأريح العطر،وخصوبة الأرض، وأصبحت المرأة فردوسة فى تلك الصحراء الواسعة وقد صنع الشاعر هذاالفردوس أو العالم الجميل وفق هواه، فجمع فيه بين الجمال والجلال والنفع والمتعة. وقد حاولت الكشف عما وجدته من ظواهر تتصل بهذه الموضوعات في الشعر الجاهلي، وحاولتمن ناحية أخرى الكشف عما وراءه هذه الظواهر وهي محاولة محفوفة بالصعوبة، لبعد الشقةبيننا وبين ذلك العصر، ولخصوصية ذلك الشعر وطبيعته التى تجعل من الدراسة نوعاً منالإبحار فى عالم كلما ازددنا معرفة به ازدادت أبعادة عمقاً وتعدداً[3]
_4
القولالجامع: كان البيت الواحد من الشعر يجمع معاني تامة ، فمثلا قالوا في امرئ القيسبقصيدته «قفا نبك‏» انه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد[3] .
_5
الاطالة: كان يحمد الشاعر الجاهلي ان يكون طويل النفس ، اي يطيلالقصائد واحيانا كان يخرج عن الموضوع الاساسي ، وهذا يسمى الاستطراد .
_6
الخيال: هو ان اتساع افق الصحراء قد يؤدي الى اتساع خيال الشاعر الجاهلي .
النثر الجاهلي:
النثر هو كلام اختيرت ألفاظه وانتقيت تراكيبهوأحسنت صياغة عباراته بحيث يؤثر في المستمع عن طريق جودة صنعته. فهو يختلف عنالكلام العادي الذي يتكلم به الناس في شؤونهم العادية. وأنواع النثر الجاهلي هي: الخطابة والأمثال والحكم والقصص وسجع الكهان. وسجع الكهان يتصف بقصر جمله وكثرةغريبه والتوازن في عباراته، ويحرص الكاهن على إخفاء كلامه باتباع هذا الأسلوب،والخطابة من أبرز أنواع النثر في العصر الجاهلي، وتتلوها من ناحية الأهمية: الأمثال؛ لسيرورتها بين عامة الناس وخاصتهم .

أسلوب الشعرالجاهلي:
ينتقل الشاعر الجاهلي إلى وصف الطريق الذي يقطعه بما فيه من وحشة، ثميصف ناقته، وبعد ذلك يصل إلى غرضه من مدح أو غيره، وهذا هو المنهج والأسلوب الذيينتهجه الجاهليون في معظم قصائدهم ولا يشذ عن ذلك إلا القليل من الشعر.
وإذاأردنا أن نقف على أسلوب الشعر الجاهلي فلابد لنا من النظر في الألفاظ والتراكيبالتي يتكون منها ذلك الشعر ، فألفاظ الشعر الجاهلي قوية صلبة في مواقف الحروبوالحماسة والمدح والفخر، لينة في مواقف الغزل، فمعظم شعر النابغة الذبياني وعنترةالعبسي وعمرو بن كلثوم من النوع الذي يتصف بقوة الألفاظ ،وهناك نوع من الألفاظ يتصفبالعذوبة؛ لأنه خفيف على السمع ومن ذلك قول امرىء القيس:
وما ذَرَفت عيناكِ إلالِتَضْرِبِي بسَهْميك في أعشار قَلْبٍ مُقَتلاغراض الشعرالجاهلي:
أغراض الشعر الجاهلي هي الموضوعات التي نظم فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛فإذا كان قصد الشاعر وغرضه من الشعر الاعتزاز بنفسه أو قبيلته فشعره فخر، وإذا كانقصد الشاعر التعبير عن الإعجاب بشخص ما في كرمه أو شجاعته أو غير ذلك فشعره مدح،وإذا كان قصده وغرضه النيل من شخص ما وتحقيره فذلك الهجاء :
)
لَيَأتِيَنّـكَمنِّي مَنْـطِقٌ قَـذعٌ باقٍ كما دَنَّسَ القَبْـطِيَّة الوَدكُ(
وإذا كانالشاعر يهدف إلى إظهار الحزن والأسى فذلك الرثاء :
)
أَيَّتُهَا النّفْسُأَجْمـِلِي جَزَعـَا إنّ الذي تَحْذَرين قد وَقَـع(
وإذا حَلَّقَ الشاعر فيالخيال فرسم صوراً بديعة فذلك الوصف :
(فلما علا مَتْنَتَيْهِ الغُـلامُ وسَكَّنمن آلهِ أن يُطـَارا)وإذا عَبَّر عن حديثه مع النساء فذلك الشعر هو الغزل :
(أفاطِمُ قبْلَ بَينِكِ مَتَّعـيني ومَنْعُكِ مَا سَألتُ كأنتَبِيني)وإذا استعطف بشعره أميراً أو غيره فهو الاعتذار:
(ما قُلْتُ منسَيء مِمّا اُتِيْتَ بِه إذاً فَلاَ رَفَعَتْ سَوْطِي إلَيَّ يَدِي(
وإذانظر في الكون وحياة الناس فتلك الحكمة:
)
ومَنْ هَابَ أسْبَابَ المَنَايَايَنَلْنَهُ ولَوْ رامَ أَسْبَابَ السمَاَءِ بِسُلَّم(
وأغراض الشعر الجاهليالتي نريد بسط القول فيها هي:
"
المدح، الهجاء، الرثاء، الفخر، الوصف، الغزل،الاعتذار، الحكمة "
مع أن القصيدة العربية الواحدة تشمل عدداً من الأغراض؛ فهيتبدأ بالغزل ثم يصف الشاعر الصحراء التي قطعها ويتبع ذلك بوصف ناقته، ثم يشرع فيالغرض الذي أنشأ القصيدة من أجله من فخر أو حماسة أو مدح أو رثاء أو اعتذار، ويأتيبالحكمة في ثنايا شعره فهو لا يخصص لها جزءاً من القصيدة.
المنتخبات العامة:لأن هذه المنتخبات هي أقدم وأهم مصادر الشعرالجاهلي ،اسمحوا لي أن أفصل الحديث عنها قليلاً..
المعلقات: يقال بأن أول منرواها مجموعة في ديوان خاص بها هو حمّاد الرواية وهي عنده سبع معلقات .
المفضليات: نسبة للمفضل الضبي أوثق رواة الكوفة، وشرحها بن الأنباري وهي مائةوست وعشرون قصيدة لسبعة وستين شاعراً وهي من أوثق مصادر الشعر الجاهلي.
الأصمعيات: نسبة للأصمعي روايها، وعدد قصائدها مقطعاتها اثنتين وتسعين موزعةعلى واحد وسبعين شاعراً منهم أربعون جاهلياً، ولم تصل إلينا مشروحة ولم تشتمل علىقصائد كاملة وإنما مختارات منها.
إضافة :ولم يتوقف مبدأ أخذ الشعراء منبعضهم ، على المعاني فقط بل تعدى إلى الالفاظ والابيات والصور الجمالية والمواقفالانسانية ، وقد سجل بعضهم هذه الحقيقة في شعرهم مثل امرؤ القيس قوله :
"
عُوجاًعلى الطَّلل المحُيل لأننا نبكى الديار كما بكى ابنُ خِذامِ "[4]

أبرز شعراءالعصر الجاهلي :امريء القيس بن الحارث الكندي توفي عام 74 قبل الهجرطرفة بنالعبد البكري توفي سنة 70 قبل الهجرة
زهير بن أبي سلمى المزني توفي سنة 14 قبلالهجرةلبيد بن ربيعة العامري وهو صحابي توفي سنة 40 هـعمرو بن كلثومالتغلبي توفي سنة 52 قبل الهجرة
عنترة بن شداد العبسي توفي سنة 22 قبل الهجرة
الحارث بن حلزة اليشكري توفي سنة 52 قبل الهجرة
الأعشى ميمون البكري توفيسنة 7 هـ ولم يسلمالنابغة الذبياني توفي سنة 18 قبل الهجرةعبيد بن الأبرصالأسدي توفي سنة 17 قبل الهجرةــــــــــــــ
[4]
ديوان امرؤ القيس (طبع دارالممعارف)

**************************

العصر الجاهلي دراسة وتحليلا

اتفق الناس تسمية على تسمية العصور التي سبقت الإسلام بالعصر الجاهلي وهو في الحقيقة حقبة طويلة من الزمن قد يكون من الممكن تسميتها بالعصور الجاهلية(وليس عصرا واحدا)وسنتحدث عن هذا العصر وعن الشعر متناولة الأدب في تلك الحقبة وخصائص هذا الأدب وقيمته ثم سأعرج على شعراء هذ العصر وبعض من قصائدهم.
وكانت للعرب أسواق تجارية معروفة كسوق عكاظ لها مواسم معروفة يتوافد إليها الشعراء من كل فج ليطرحوا مالديهم من أبيات وقصائد وليستمعوا للقصائد الأجرين وكان يحدث في هذا التجمع الكثير من المسابقات والحوارات الهادفة وكثير مايحدث تحدي بين شاعرين ومباهاه وفخر .

قيمة الشعر الجاهلي:
1- القيمة الفنية: وتشمل المعاني والأخيلة والعاطفة والموسيقى الشعرية ، حيث نظم الشاعر الجاهلي أكثر شعره على أوزان طويلة التفاعيل .
2- القيمة التاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها إلى السلطة ، فالشعر الجاهلي يعتبر وثيقة تاريخية بما يخص أحوال الجزيرة وأحوال العرب الاجتماعية.
القيمة الفنية: وتشمل المعاني والأخيلة والعاطفة والموسيقى الشعرية ، حيث نظم الشاعر الجاهلي أكثر شعره على أوزان طويلة التفاعيل .

2- القيمة التاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها الى السلطة ، فالشعر الجاهلي يعتبر وثيقة تاريخية بما يخص احوال الجزيرة واحوال العرب الاجتماعية .

الوزن و القافية:
الوزن: هو التفعيلات الشعرية الموسيقية الرتيبة التي تتكون منها الابيات ، وتسمى البحور الشعرية .

القافية: وهي ما ياتي به الشاعر في نهاية. كل بيت من ابيات القصيدة ، وابرزها الحرف الاخير الذي يختم به البيت وضبطه النطقي

أنواع الشعر
الشعر العمودي والشعر التقليدي: لقد احتفظ بخاصيته التقليدية بالالتزام بنظام الاوزان والقافية .

2- الشعر المرسل: احتفظ بنظام الاوزان في الشعر وتحرر من نظام القافية الموحدة .

3- الشعر الحر: وهو الشعر الذي تحرر من نظام الاوزان والقوافي معا .

طبقات الشعراء:1-

الشعراء الجاهليون: وهم الذين لم يدركوا الاسلام كامرئ القيس .

2- الشعراء المخضرمون: وهم ادركوا الجاهلية والاسلام حسان بن ثابت .

3- الشعراء الاسلاميون: وهم الذين عاشوا في صدر الاسلام وعهد بني امية .

4- الشعراء المولدون او المحدثون: وهم من جاءوا بعد ذاك كبشار بن برد وابي نؤاس

خصائص الشعر الجاهلي:

1- الصدق: كان الشاعر يعبر عما يشعر به حقيقة مما يختلج في نفسه بالرغم من انه كان فيه المبالغة ، مثل قول عمرو بن كلثوم .

2- البساطة: ان الحياة الفطرية والبدوية تجعل الشخصية الانسانية بسيطة ، كذلك كان اثر ذلك على الشعر الجاهلي .

3- القول الجامع: كان البيت الواحد من الشعر يجمع معاني تامة ، فمثلا قالوا في امرئ القيس بقصيدته «قفا نبك‏» انه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد .

4- الاطالة: كان يحمد الشاعر الجاهلي ان يكون طويل النفس ، اي يطيل القصائد واحيانا كان يخرج عن الموضوع الاساسي ، وهذا يسمى الاستطراد .

5- الخيال: هو ان اتساع افق الصحراء قد يؤدي الى اتساع خيال الشاعر الجاهلي .
شكل القصيدة الجاهلية:

تبدأ القصيدة الجاهلية بذكر الأطلال ثم وصف الخمر وبعدها ذكر الحبيبة، ثم ينتقل الشاعر إلى الحماسة

حتى ما ثبت من الشعر الجاهلي .
__________________
أغراض الشعر العربي الجاهلي:
أولاً: الوصف:

لقد أحاط الشاعر الجاهلي في أوصافه بجميع مظاهر البيئة، فوصف كل ما يخطر على باله وما يتراءى أمامه من مولدات شعورية، فحين يصف "عميرة بن جُعل" ديار الحبيبة الداثرة يبدع فيقول:

قِفارٌ مَروراةٌ يَحَارُ بهـا القطـا

يظلّ بها السبعـان يعتركـان

يثيران من نسج التراب عليهما

قميصيـن أسماطًا ويرتديـان

وبالشَّرف الأعلى وحوش كأنها

على جانب الأرجاء عُوذُ هجان

ثانيًا: الغزل:

وقد اختص الشاعر قصائد بعينها وأوقفها على الغزل وذكر النساء، وفي أحيان أخرى كان يجعل الغزل في مقدمة القصيدة بمثابة الموسيقى التمهيدية للأغنية، توقظ مشاعر المبدع والسامع فتلهب الأحاسيس، وتؤجج العواطف، ورغم السمة العامة للغزل وهو الغزل الصريح المكشوف الذي يسعى للغريزة أول ما يسعى، فإن المثير أن يعجب بعض الشعراء الصعاليك (الشنفرى) بحسن أدب المرأة وأخلاقها العالية فيصفونها:

"لقد أعجبتني لا سقوطًا قناعهـا * إذا ذكرت ولا بذات تلفت

كأن لها في الأرض نسيًا تقصه * على أمها وإن تكلمك تبلَّت

تبيت بُعيد النوم تهدي غبوقهـا * لجارتها إذا الهدية قلت

تحل بمنجـاة من اللـوم بيتهـا * إذا ما بيوت بالمذمة حلت
ثالثـًا: الرثاء:

وعاطفة الشاعر البدوية الفطرية كانت شديدة التوهج، فإن أحب هام وصرَّح وما عرف للصبر سبيلاً، وإن حزن فبكاء ونحيب حتى يملأ الدنيا عويلاً، وكلما جفت الدموع من عينيه استحثها لتسح وتفيض.

ومضرب المثل في الرثاء صخر أخو الخنساء الذي رثته أبياتًا، وبكته أدمعًا ودماءً، تقول الخنساء:

أعيني جـودا ولا تجمـدا ألا تبكيان لصخر الندى؟

ألا تبكيان الجريء الجميل؟ ألا تبكيان الفتى السيـدا؟

وهي ترجو (صخرًا) ألا يشعر بألم تجاه عينيها الذابلتين من البكاء وتلتمس لهما العذر:

ألا يا صخر إن بكَّيت عينـي لقد أضحكتني زمنًا طويـلاً

دَفَعْتُ بك الخطوب وأنت حي فمن ذا يدفع الخطب الجليلا؟

إذا قبح البكـاء علـى قتيـل رأيت بكاءك الحسن الجميلا

رابعًا: الفخر:

كان الجاهلي إذا فخر فجر … هكذا قالوا…

فانتماء الجاهلي لعشيرته وعائلته أمر مقدس، وعوامل ذلك متعددة منها: طبيعة الحياة القاسية التي عاناها العربي مما جعله يعتصم بقوة أكبر منه ويتحد معها؛ ليتحصن من صراع الحياة البدائية المريرة، مما جعل عمرو بن كلثوم يقول بملء فيه:

وأنـا المنعمون إذا قدرنا وأنا المهلكون إذا أتينا

وأنـا الحاكمون بما أردنا وأنا النازلون بحيث شينا

وأنـا النازلـون بكل ثغـر يخاف النازلون به المنونا

ونشرب إن وردنا الماء صفوًا ويشرب غيرنا كدرًا وطينًا

ألا لا يجلهن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ملأنا البر حتى ضاق عنا كذاك البحر نملؤه سفينًا

إذا بلغ الرضيع لنا فطامًا تخر له الجبابر ساجدينا

لنا الدنيا وما أمسى علينا ونبطش حين نبطش قادرينا

خامسًا: الهجاء:

والهجاء المقذع عندهم يزكم الأنوف، ويعشو العيون، ولكنَّ لهم هجاء طريفًا ومنه التهديد والوعيد بقول الشعر الذي تتناقله العرب، فيتأذى منه المهجو أكثر من التهديد بالقتل، وكان الهجاء سلاحًا ماضيًا في قلوب الأعداء فهم يخافون القوافي والأوزان أكثر من الرماح والسنان.

يقول مزرد بن ضرار:

فمن أرمه منها ببيت يَلُح به كشامة وجه، ليس للشام غاسلُ

كذاك جزائي في الهدى وإن أقل فلا البحر منزوح ولا الصوت صاحل

سادسًا: المدح:

ومن رواده زهير بن أبي سلمى وكان لا يمدح إلا بالحق، وكذا النابغة الذبياني الذي تخصص في مدح العظماء والملوك راغبًا في العطاء السخي، ومنهم "الأعشى" وكان سكيرًا مغرمًا بالنساء لا يهمه من يمدح ما دام يعطيه، وقد أنفق كل ما أعطى على خمره ونسائه.

قال زهير في مدح حصن بن حذيفة:

وأبيض فياض يداه غمامـة على معتفيه ما تغب فواضـله

أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائلــه

تراه إذا ما جئتـه متهلـلاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله

ظهور الشعر الجاهلي:و يشمل:

1- شعراء الفرسان .

2- شعراء الصعاليك .

3- شعراء آخرون .

1- شعراء الفرسان: نحن نعلم بان شاعر القبيلة هو لسانها الناطق وعقلها المفكر والمشير بالحق والناهي الى المنكر ، فكيف اذا جمع له الشعر والفروسية فهو صورة صادقة لتلك الحياة البدوية ، حيث كان يتدرب على ركوب الخيل ، ويشهر سيفه ، ويلوح برمحه ، فمن هؤلاء الشعراء:

– المهلهل .

– عبد يغوث .

– حاتم الطائي .

– الفند الزماني (فارس ربيعة) .المهلهل
هو عدي بن ربيعة التغلبي ، خال امرؤ القيس ، وجد عمرو بن كلثوم . قيل أنه من أقدم الشعراء الذين وصلت الينا أبارهم واشعارهم ، وأنه أل من هلهل الشعر ولذلك قيل له المهلهل .

كان له أ اسمه كليب رئيس جيش بكر وتغلب . كليب قتل ناقة البسوس ثم قتل كليب ، ونشبت‏ حرب البسوس بين بكر وتغلب، دامت اربعين سنة .

المختار من شعره: واكثر شعر المهلهل هو في رثاء أخيه كليب، حيث‏يقول:

كليب لا خير في الدنيا و من فيها

ان انت‏خليتها في من يخليها

نعى النعاة كليبا لي فقلت لهم

سالت‏بنا الارض او زالت رواسيها

ليت السماء على من تحتها وقعت

وحالت الارض فانجابت‏بمن فيها

ومن مراثيه المشهورة في اخيه:

اهاج قذاء عيني الادكار

هدوءا فالدموع لها انحدار

و صار الليل مشتملا علينا

كان الليل ليس له نهار

دعوتك يا كليب فلم تجبني

و كيف يجيبني البلد القفار

وانك كنت تحلم عن رجال

وتعفو عنهم ولك اقتدار
توفي المهلهل عام 92 ق . ه / 530م .
الفند الزماني

اسمه شهل بن شيبان ، احد فرسان ربيعة المشهورين ، شعره قليل ، سهل ، عذب ، واكثره في الحماسة التي يتخللها شي‏ء من الحكمة ، وحينما اضطر الى الخوض في حرب البسوس ، قال:

صفحنا عن بني ذهل

وقلنا القوم اخوان

عسى الايام ان يرجعن

اقواما كما كانوا

فلما صرح الشر

وامسى وهو عريان

ولم يبق سوى العدوان

دنا لهم كما دانوا

وفي الشر نجاة حين

لا ينجيك احسان توفي الفندالزماني سنة 92ق .

2- شعراء الصعاليك: جمع صعلوك ، وهو – لغة – الفقير الذي لا مال له . اما الصعاليك في عرف التاريخ الادبي فهم جماعة من شواذ العرب وذؤبانها ، كانوا يغيرون على البدو والحضر ، فيسرعون في النهب; لذلك يتردد في شعرهم صيحات الجزع والفقر والثورة ، ويمتازون بالشجاعة والصبر وسرعة العدو ، وحين نرجع الى اخبار الصعاليك نجدها حافلة بالحديث عن الفقر ، فكل الصعاليك فقراء لا نستثني منهم احدا حتى عروة بن الورد سيد الصعاليك الذين كانوا يلجئون اليه كلما قست عليهم الحياة ليجدوا ماوى حتى يستغنوا ، فالرواة يذكرون انه كان صعلوكا فقيرا مثلهم ، ومن هؤلاء:

– الشنفري الازدي .

– تابط شرا .

– عروة بن الورد .، الشنفري ،‘،
? – 70 ق. هـ / ? – 554 م

شاعر جاهلي ، يماني ، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم ، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم . قتلهُ بنو سلامان ، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال ( أعدى من الشنفري ) . وهو صاحب لامية العرب ، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب .وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .

لامية العرب : للشنفري
أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ
فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ

فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ
وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ

وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى
وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ

لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ
سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ

وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون : سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ
وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ

هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ
لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ

وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي إذا
عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ

وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ
بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ

تابط شرا
اسمه ثابت‏بن جابر . وسبب لقبه انه اخذ ذات يوم سيفا تحت ابطه وخرج ، وكان تابط شرا من الصعاليك حاد البصر والسمع يلحق بالخيل ، ويغزو على رجليه ، وانه مات قتيلا .

واكثر شعره في الحماسة والفخر ، ومن شعره في الفخر:

يا عبد ما لك من شوق وايراق
ومر طيف على الاهوال طراق

لا شي‏ء اسرع مني ليس ذا عذر

وذا جناح بجنب‏الريد خفاق

توفي الشاعر تابط شرا عام 530 للميلاد .

عروة بن الوردعروة بن الورد من بني عبس ، وكان من فرسان العرب ، كان كريم الاخلاق عفيفا صادقا وفيا بالعهود ، وقد فضله
عروة بن الورد بن زيد العبسي ، من غطفان . من شعراء الجاهلية و فرسانها و أجوادها . كان يلقب بعروة الصعاليك لجمعه إياهم ، وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم . قال عبد الملك بن مروان:
من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد . شرح ديوانه ابن السكيت .

أبيات متفرقة له

إِذا المَرءُ لَم يَطلُب مَعاشاً لِنَفسِـهِ
شَكا الفَقرَ أَو لامَ الصَديقَ فَأَكثَـرا

وَصارَ عَلى الأَدنَينَ كَلّاً وَأَوشَكَت
صِلاتُ ذَوي القُربى لَهُ أَن تَنَكَّرا

وَما طالِبُ الحاجاتِ مِن كُلِّ وِجهَةٍ
مِنَ الناسِ إِلّا مَن أَجَـدَّ وَشَمَّـرا

فَسِر في بِلادِ اللَهِ وَاِلتَمِسِ الغِنـى
تَعِش ذا يَسارٍ أَو تَموتَ فَتُعـذَرا

# #

أَعَيَّرتُمونـي أَنَّ أُمّـي تَريـعَـةٌ
وَهَل يُنجِبَن في القَومِ غَيرُ التَرائِعِ

وَما طالِبُ الأَوتارِ إِلّا اِبـنُ حُـرَّةٍ
طَويلُ نَجادِ السَيفِ عاري الأَشاجِعِ

******
أَبلِغ لَدَيـكَ عامِـراً إِن لَقيتَهـا
فَقَد بَلَغَت دارُ الحِفاظِ قَرارَهـا

رَحَلنا مِنَ الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّءِ
نَسوقُ النِساءَ عوذَها وَعِشارَها

تَرى كُلَّ بَيضاءِ العَوارِضِ طَفلَةٍ
تُفَرّي إِذا شالَ السِماكُ صِدارَها

وَقَد عَلِمَت أَن لا اِنقِلابَ لِرَحلِها
إِذا تَرَكَت مِن آخِرِ اللَيلِ دارَها
توفي ابن الورد سنة 596 للميلاد .

3- شعراء آخرون: وهناك افراد من الشعراء في يثرب وغيرها من مدن الحجاز والجزيرة العربية اعتنقوا اليهودية كالسموال بن عاديا ، او النصرانية كقس بن ساعدة .

السموال، السَمَوأل ،‘،
? – 64 ق. هـ / ? – 560 م

السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي . و اسمه معرب من الاسم العبري "شمويل" (***1513;***1456;***1473;***1502;***1493;***1468;***1488;***1461;***1500;)
وهو شاعر جاهلي يهودي حكيم من سكان خيبر في شمالي المدينة ، كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الأبلق. أشهر شعره لاميته وهي من أجود الشعر ، والتي مطلعها :

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه – فكل رداء يرتديه جميلُ

وفي علماء الأدب من ينسبها لعبد الملك بن عبدالرحيم الحارثي . وهو الذي تنسب اٍليه قصة الوفاء مع امرئ القيس .ومختصر القصة أن امرئ القيس ترك عند السموأل أهله وأدراعَه أمانة حتى يعود من رحلته إلى ملك الروم ، وقد حاول الملك الحارث بين ظالم أن يغري السموأل بتسليم أمانة امرئ القيس إليه فأبى ، ثم هدَّده بقتل ابنه إذا لم يعطه ذلك فأصرَّ السموأل على موقفه مضحياً بابنه الذي قتله الحارث بن ظالم .

لامية السمؤال

إذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فـكـل رداء يرتديـه جمـيـل

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء سـبيل

تـعـيرنا أنـا قـليـل عـديـدنـا
فقلـت لهـا إن الكرام قليل

ومـا قل من كانـت بقايـاه مثلنا
شـباب تسـامى لـلـعلا وكهول

ومـا ضرنـا أنـا قـليل وجـارنـا
عـزيز وجـار الأكثريـن ذليل

لنـا جـبـل يـحتـلـه مـن نـجيره
منيع يرد الـطـرف وهو كليل

رسـا أصـلـه تحـت الثرى وسما به
إلى النجم فرع لا ينال طويل

هو الأبلق الفردالذي شاع ذكره
يعز على من رامه ويطول

وإنـا لـقـوم مـا نرى القتل سبة
إذا مـا رأتـه عامر وسـلول

يـقرب حـب المـوت آجـالـنا لـنا
وتـكـرهه آجـالـهم فتـطـول

ومـا مـات مـنا سـيد حـتف أنـفه
ولا طل مـنـا حيث كـان قتيل

تسـيل عـلى حـد الـظبات نفوسـنا
وليست على غير الظبات تسيل

صـفونا فـلم نـكدر وأخـلص سـرنا
إنـاث أطـابـت حـملنا وفحول

عـلـونـا إلـى خير الظهور وحطنا
لوقت إلى خير البطـون نزول

فنحن كماء المزن مـا في نـصابنا
كـهام ولا فـينا يـعد بـخيل

وتـنكر إن شئنا على الناس قولهم
ولا ينكرون القول حين نقول

إذا سـيـد مـنـا خـلا قـام سـيـد
قؤول لما قال الكرام فـعول

ومـا أخـمدت نـار لنا دون طارق
ولا ذمنا في الـنازلين نزيل

وأيـامنا مشـهـورة فـي عـدونـا
لـها غـرر مـعلـومـة وحجول

توفي ابن عاديا سنة 560ه . ق .

قس بن ساعدة الاياديهو اسقف نجران ، وكان خطيبها البارع وحكيمها ، ويتصف بالزهد في الدنيا ، وكان يحضر سوق عكاظ ويلقي الشعر .

يروى ان النبي صلى الله عليه وآله راى قس في سوق عكاظ على جمل احمر وهو يقول :

«ايها الناس ، اسمعوا وعوا انه من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت . . . آيات محكمات: مطر ونبات وآباء وامهات ، وذاهب وآت ، ضوء وظلام ، وبر وآثام ، لباس ومركب ، ومطعم ومشرب ، ونجوم تمور ، وبحور لا تغور) ، وسقف مرفوع ، وليل داج ، وسماء ذات‏ابراج ، ما لي ارى الناس يموتون ولا يرجعون . . . يا معشر اياد اين ثمود وعاد ؟ واين الآباء والاجداد ؟

ومن نوادر شعره:
وفي الذاهبين الاولين

من القرن لنا بصائر

لما رايت مواردا

للموت ليس لها مصادر

ورايت قومي نحوها

يمضي الاصاغر والاكابر

لا يرجع الماضي ولا

يبقى من الباقين غابر
ايقنت اني لا محالة

حيث صار القوم صائر توفي ابن ساعدة سنة 600 للميلاد .

‘، الأعشى ،‘،? – 7 هـ – ? – 628 م
ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي ، أبو بصير ، المعروف بأعشى قيس ،
ويقال له أعشى بكر بن وائل و الأعشى الكبير . من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات . كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كلَّ مسلك، وليس أحدٌ ممن عرف قبله أكثر شعراً منه . وكان يُغنّي بشعره فسمّي (صناجة العرب) و كانت أشهر أبياته :

هريرة َ ودعها ، وإنْ لامَ لائمُ ، غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ

قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره .
عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم ، ولقب بالأعشى لضعف بصره ، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره .

قصيدة : هريرة َ ودعها ، وإنْ لامَ لائمُ

هريرة َ ودعها، وإنْ لامَ لائمُ،
غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ

لَقَدْ كَانَ في حَوْلٍ ثَوَاءٍ ثَوَيْتَهُ،
تقضّي لبناتٍ، ويسأمُ سائمُ

مبتَّلة ٌ هيفاءُ رودٌ شبابها،
لَهَا مُقْلَتَا رِئْمٍ وَأسْوَدُ فَاحِمُ

وَوَجْهٌ نَقِيُّ اللّوْنِ صَافٍ يَزينُهُ
معَ الحليِ لباتٌ لها ومعاصمُ

وَتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثّنَايَا، كأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُهُ مُتَنَاعِمُ

هيَ الهَمّ لا تَدْنُو، وَلا يَسْتَطِيعُها
منَ العيسِ إلاّ النّجياتُ الرّواسمُ

رَأَيْتُ بَني شَيْبَانَ يَظْهَرُ مِنْهُمُ
لقوميَ عمداً نغصة ٌ ومظالمُ

فإنْ تصبحوا أدنى العدوّ فقبلكمْ
مِنَ الدّهْرِ عَادَتْنَا الرِّبابُ وَدارِمُ

وسعدٌ وكعبٌ والعبادُ وطيءٌّ،
ودودانُ في ألفافها والأراقمُ

فما فَضّنا من صَانعٍ بَعْدَ عَهْدِكُمْ
فيطمعَ فينا زاهرٌ والأصارمُ

ولنْ تنتهوا حتى تكسّرَ بيننا
رِمَاحٌ بِأيْدِي شُجْعَة ٍ وَقَوَائمُ

وحتى يبيتَ القومُ في الصّفّ ليلة ً
يقولونَ نوّرْ صبحُ، واللّيلُ عاتمُ

وقوفاً وراءَ الطّعنِ، والخيلُ تحتهمْ،
تشدّ على أكتافهنّ القوادم

إذا ما سمعنَ الزّجرَ يمّمنَ مقدماً
عَلَيها أُسُودُ الزّارَتَينِ الضّرَاغِمُ

أبَا ثَابِتٍ أوْ تَنْتَمُونَ، فإنّمَا
يَهِيمُ لِعَيْنَيْهِ مِنَ الشرّ هَائِمُ

متى تلقنا، والخيلُ تحملُ يزّنا،
خناذيذَ منها جلّة ٌ وصلادمُ

فَتَلْقَ أُنَاساً لا يَخِيمُ سِلاحُهُمْ،
إذا كَانَ حمّاً للصّفِيحِ الجَماجمُ

وَإنّا أُنَاسٌ يَعْتَدِي البأس خَلفُنَا،
كمَا يَعتَدي المَاءَ الظماءُ الحَوَائِمُ

فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَقُولُ ابنُ مُسهِرٍ
برغمكَ إذْ حلّتْ علينا اللّهازمُ

يزيدُ يغضّ الطّرفَ دوني كأنّما
زَوَى بَينَ عَيْنَيْهِ عَليّ المَحَاجِمُ

فلا يَنبَسِطْ من بينِ عَينَيكَ ما انزَوَى،
وَلا تَلْقَني إلا وَأنْفُكَ رَاغِمُ

فأقسمُ باللهِ الّذي أنا عبدهُ،
لتصطفقنْ يوماً عليكَ المآتمُ

يَقُلْنَ حَرَامٌ مَا أُحِلّ بِرَبّنَا
وتتركُ أمولاً عليها الخواتمُ

أبَا ثَابِتٍ لا تَعْلَقَنْكَ رِمَاحُنَا،
أبَا ثَابِتٍ اقْعُدْ وَعِرْضُكَ سَالِمُ

أفي كُلّ عَامٍ تَقْتُلُونَ ونَتّدِي،
فتلكَ التّي تبيضّ منها المقادمُ

وَذَرْنَا وَقَوْماً إنْ هُمُ عَمَدوا لَنَا
أبَا ثَابِتٍ، وَاجْلِسْ فَإنّكَ نَاعِمُ

طَعامُ العِرَاقِ المُستَفيضُ الذي تَرى،
وفي كلّ عامٍ حلّة ٌ ودراهمُ

أتَأمُرُ سَيّاراً بِقَتْلِ سَرَاتِنَا،
وتزعمُ بعدَ القتلِ أنّكَ سالمُ

أبَا ثَابِتٍ! إنّا إذَا تَسْبِقُنّنا،
سيرعدُ سرحٌ أوْ ينبَّهُ نائمُ

بمُشْعِلَة ٍ يَغْشَى الفِرَاش رَشاشُهَا،
يبيتُ لها ضوءٌ منَ النّارِ جاحمُ

تَقَرُّ بِهِ عَيْنُ الّذي كَانَ شَامِتاً،
وَتَبْتَلُّ مِنْهَا سُرّة ٌ وَمَآكِمُ

وتلقى حصانٌ تخدمُ ابنة َعمّها،
كما كانَ يلقى النّصفاتُ الخوادمُ

إذا اتّصلتْ قالتْ: أبكرَ بنَ وائلٍ،
وبكرٌ سبتها، والأنوفُ رواغمُ
، الحارث بن حلزة ،‘،
? – 54 ق. هـ / ? – 570 م
الحارث بن حِلِّزَة بن مكروه بن يزيد اليشكري الوائلي . شاعر جاهلي من أهل بادية العراق ، وهو أحد أصحاب المعلقات . كان أبرص فخوراً، ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند الملك بالحيرة، جمع بها كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم حتى صار مضرب المثل في الافتخار ، فقيل: أفخر من الحارث بن حلّزة .

معلقة : الحارث بن حِلِّزَة اليشكري

آذَنَتْـنَـا بِبَيْنِهَـا أَسْمَـاءُ
رُبَّ ثَاوٍ يُمَـلُّ مِنْـهُ الثَّـوَاءُ

بَعْدَ عَهْـدٍ لَنَـا بِبُرْقَـةِ شَمَّـاءَ
فَأَدْنَـى دِيَارِهَـا الخَلْصَاءُ

فَالمُحَيَّـاةُ فَالصِّفَـاحُ فَأَعْنَـاقُ
فِتَـاقٍ فَعاذِبٌ فَالْوَفَـاءُ

فَرِيَـاضُ الْقَطَـا فَأَوْدِيَـةُ الشُّرْبُبِ
فَالشُّعْبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ

لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فِيهَا فَأَبْكِي الــيَوْمَ
دَلْهَاً وَمَا يُحِيرُ البُكَاءُ

وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَـدَتْ هِنْـدٌ النَّـارَ
أَخِيرَاً تُلْـوِي بِهَـا العَلْيَاءُ

فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَـا مِـنْ بَعِيـدٍ
بِخَزَازَى هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ

أوْقَدَتْهَا بَيْنَ العَقِيـقِ فَشَخْصَيْــنِ
بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّيَاءُ

غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَسْتَعِينُ عَلَى الْهَـمِّ
إذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَّجَاءُ

بِزَفُـوفٍ كَأَنَّـهَـا هِقْلَـةٌ أُمُّ
رِئَـالٍ دَوِّيَّـةٌ سَقْفَـاءُ

آنَسَـتْ نَبْـأَةً وَأَفزَعَهَـا القُــنَّاصُ
عَصْرَاً وَقَدْ دَنَا الإِمْسَاءُ

فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْـعِ وَالْوَقْــعِ
مَنِينَـاً كَأَنَّـهُ إِهْبَاءُ

وَطِرَاقَاً مِنْ خَلْفِهِـنَّ طِـرَاقٌ
سَاقِطَاتٌ أَلْوَتْ بِهَا الصَّحْرَاءُ

أَتَلَهَّـى بِهَا الْهَوَاجِرَ إِذْ كُلُّ ابْــنِ
هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَمْيَـاءُ

وَأَتَانَا مِنَ الْحَـوَادِثِ وَالأَنْبَـاءِ
خَطْـبٌ نُعْنَـى بِهِ وَنُسَاءُ

إِنَّ إِخْوَانَنَـا الأَرَاقِـمَ يَغْلُـونَ
عَلَيْنَا فِي قِيلِهِـمْ إِحْفَـاءُ

يَخْلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْــبِ
وَلا يَنْفَعُ الْخَلِيَّ الْخَلاءُ

زَعَمَوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْــرَ
مُـوَالٍ لَنَا وَأَنَّـا الوَلاءُ

أَجْمَعُوا أمْرَهُـمْ عِشَاءً فلَمَّـا
أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ

مِنْ مُنَادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْـهَالِ
خَيْلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَاءُ

أَيُّهَا النَّاطِـقُ الْمُرَقِّـشُ عَنَّـا
عِنْدَ عَمْـرٍو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ

لا تَخَلْنَـا عَلَـى غَرَاتِـكَ إنَّـا
قَبْلُ مَا قَدْ وَشَى بِنَا الأَعْدَاءُ

فَبَقِينَـا عَلَى الشَّنَـاءَةِ تَنْمِيــنَا
حُصُـونٌ وَعِـزَّةٌ قَعْسَاءُ

قَبْلَ مَا الْيَوْمِ بَيَّضَتْ بِعُيُونِ
النَّــاسِ فِيهَا تَغَيُّـظٌ وَإِبَـاءُ

وَكَأَنَّ الْمَنُـونَ تَـرْدِي بِنَا أَرْعَنَ
جَوْناً يَنْجَابُ عَنْهُ الْعَمَاءُ

مُكْفَهِـرَّاً عَلَى الْحَـوَادِثِ لا تَرْتُوهُ
لِلدَّهْرِ مُـؤْيِدٌ صَمَّـاءُ

إِرَمِـيٌّ بِمِثْلِـهِ جَالَـتِ الْخَيْــلُ
وَتَأْبَى لِخَصْمِهَا الإِجْلاءُ

مَلِكٌ مُقْسِطٌ وَأَفْضَلُ مَنْ يَمـْـشِي
وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ

أَيُّمَا خُطَّـةٍ أَرَدْتُـمْ فَأَدُّوهَــا
إِلَيْنَا تُشْفَى بِهَا الأَمْلاءُ

إِنْ نَبَشْتُمْ مَا بَيْنَ مِلْحَةَ فَالصَّاقِبِ
فِيهِ الأَمْوَاتُ وَالأَحْيَـاءُ
النابغة الذبياني ،‘،
؟؟ -18 ق .هـ – ؟؟ -605 م

هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري ، أبو أمامة . شاعر جاهلي نصراني من الطبقة الأولى . له قصيدة يعدها البعض من المعلقات ، ومطلعها:

يا دار مية بالعلياء فالسند – أقوت وطال عليها سالف الأبد، الأعشى ،‘،? – 7 هـ – ? – 628 م
ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي ، أبو بصير ، المعروف بأعشى قيس ،
ويقال له أعشى بكر بن وائل و الأعشى الكبير . من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات . كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كلَّ مسلك، وليس أحدٌ ممن عرف قبله أكثر شعراً منه . وكان يُغنّي بشعره فسمّي (صناجة العرب) و كانت أشهر أبياته :

هريرة َ ودعها ، وإنْ لامَ لائمُ ، غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ

قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره .
عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم ، ولقب بالأعشى لضعف بصره ، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره .

قصيدة : هريرة َ ودعها ، وإنْ لامَ لائمُ

هريرة َ ودعها، وإنْ لامَ لائمُ،
غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ

لَقَدْ كَانَ في حَوْلٍ ثَوَاءٍ ثَوَيْتَهُ،
تقضّي لبناتٍ، ويسأمُ سائمُ

مبتَّلة ٌ هيفاءُ رودٌ شبابها،
لَهَا مُقْلَتَا رِئْمٍ وَأسْوَدُ فَاحِمُ

وَوَجْهٌ نَقِيُّ اللّوْنِ صَافٍ يَزينُهُ
معَ الحليِ لباتٌ لها ومعاصمُ

وَتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثّنَايَا، كأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُهُ مُتَنَاعِمُ

هيَ الهَمّ لا تَدْنُو، وَلا يَسْتَطِيعُها
منَ العيسِ إلاّ النّجياتُ الرّواسمُ

رَأَيْتُ بَني شَيْبَانَ يَظْهَرُ مِنْهُمُ
لقوميَ عمداً نغصة ٌ ومظالمُ

فإنْ تصبحوا أدنى العدوّ فقبلكمْ
مِنَ الدّهْرِ عَادَتْنَا الرِّبابُ وَدارِمُ

وسعدٌ وكعبٌ والعبادُ وطيءٌّ،
ودودانُ في ألفافها والأراقمُ

فما فَضّنا من صَانعٍ بَعْدَ عَهْدِكُمْ
فيطمعَ فينا زاهرٌ والأصارمُ

ولنْ تنتهوا حتى تكسّرَ بيننا
رِمَاحٌ بِأيْدِي شُجْعَة ٍ وَقَوَائمُ

وحتى يبيتَ القومُ في الصّفّ ليلة ً
يقولونَ نوّرْ صبحُ، واللّيلُ عاتمُ

وقوفاً وراءَ الطّعنِ، والخيلُ تحتهمْ،
تشدّ على أكتافهنّ القوادم

إذا ما سمعنَ الزّجرَ يمّمنَ مقدماً
عَلَيها أُسُودُ الزّارَتَينِ الضّرَاغِمُ

أبَا ثَابِتٍ أوْ تَنْتَمُونَ، فإنّمَا
يَهِيمُ لِعَيْنَيْهِ مِنَ الشرّ هَائِمُ

متى تلقنا، والخيلُ تحملُ يزّنا،
خناذيذَ منها جلّة ٌ وصلادمُ

فَتَلْقَ أُنَاساً لا يَخِيمُ سِلاحُهُمْ،
إذا كَانَ حمّاً للصّفِيحِ الجَماجمُ

وَإنّا أُنَاسٌ يَعْتَدِي البأس خَلفُنَا،
كمَا يَعتَدي المَاءَ الظماءُ الحَوَائِمُ

فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَقُولُ ابنُ مُسهِرٍ
برغمكَ إذْ حلّتْ علينا اللّهازمُ

يزيدُ يغضّ الطّرفَ دوني كأنّما
زَوَى بَينَ عَيْنَيْهِ عَليّ المَحَاجِمُ

فلا يَنبَسِطْ من بينِ عَينَيكَ ما انزَوَى،
وَلا تَلْقَني إلا وَأنْفُكَ رَاغِمُ

فأقسمُ باللهِ الّذي أنا عبدهُ،
لتصطفقنْ يوماً عليكَ المآتمُ

يَقُلْنَ حَرَامٌ مَا أُحِلّ بِرَبّنَا
وتتركُ أمولاً عليها الخواتمُ

أبَا ثَابِتٍ لا تَعْلَقَنْكَ رِمَاحُنَا،
أبَا ثَابِتٍ اقْعُدْ وَعِرْضُكَ سَالِمُ

أفي كُلّ عَامٍ تَقْتُلُونَ ونَتّدِي،
فتلكَ التّي تبيضّ منها المقادمُ

وَذَرْنَا وَقَوْماً إنْ هُمُ عَمَدوا لَنَا
أبَا ثَابِتٍ، وَاجْلِسْ فَإنّكَ نَاعِمُ

طَعامُ العِرَاقِ المُستَفيضُ الذي تَرى،
وفي كلّ عامٍ حلّة ٌ ودراهمُ

أتَأمُرُ سَيّاراً بِقَتْلِ سَرَاتِنَا،
وتزعمُ بعدَ القتلِ أنّكَ سالمُ

أبَا ثَابِتٍ! إنّا إذَا تَسْبِقُنّنا،
سيرعدُ سرحٌ أوْ ينبَّهُ نائمُ

بمُشْعِلَة ٍ يَغْشَى الفِرَاش رَشاشُهَا،
يبيتُ لها ضوءٌ منَ النّارِ جاحمُ

تَقَرُّ بِهِ عَيْنُ الّذي كَانَ شَامِتاً،
وَتَبْتَلُّ مِنْهَا سُرّة ٌ وَمَآكِمُ

وتلقى حصانٌ تخدمُ ابنة َعمّها،
كما كانَ يلقى النّصفاتُ الخوادمُ

إذا اتّصلتْ قالتْ: أبكرَ بنَ وائلٍ،
وبكرٌ سبتها، والأنوفُ رواغمُ
، الحارث بن حلزة ،‘،
? – 54 ق. هـ / ? – 570 م
الحارث بن حِلِّزَة بن مكروه بن يزيد اليشكري الوائلي . شاعر جاهلي من أهل بادية العراق ، وهو أحد أصحاب المعلقات . كان أبرص فخوراً، ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند الملك بالحيرة، جمع بها كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم حتى صار مضرب المثل في الافتخار ، فقيل: أفخر من الحارث بن حلّزة .

معلقة : الحارث بن حِلِّزَة اليشكري

آذَنَتْـنَـا بِبَيْنِهَـا أَسْمَـاءُ
رُبَّ ثَاوٍ يُمَـلُّ مِنْـهُ الثَّـوَاءُ

بَعْدَ عَهْـدٍ لَنَـا بِبُرْقَـةِ شَمَّـاءَ
فَأَدْنَـى دِيَارِهَـا الخَلْصَاءُ

فَالمُحَيَّـاةُ فَالصِّفَـاحُ فَأَعْنَـاقُ
فِتَـاقٍ فَعاذِبٌ فَالْوَفَـاءُ

فَرِيَـاضُ الْقَطَـا فَأَوْدِيَـةُ الشُّرْبُبِ
فَالشُّعْبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ

لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فِيهَا فَأَبْكِي الــيَوْمَ
دَلْهَاً وَمَا يُحِيرُ البُكَاءُ

وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَـدَتْ هِنْـدٌ النَّـارَ
أَخِيرَاً تُلْـوِي بِهَـا العَلْيَاءُ

فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَـا مِـنْ بَعِيـدٍ
بِخَزَازَى هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ

أوْقَدَتْهَا بَيْنَ العَقِيـقِ فَشَخْصَيْــنِ
بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّيَاءُ

غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَسْتَعِينُ عَلَى الْهَـمِّ
إذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَّجَاءُ

بِزَفُـوفٍ كَأَنَّـهَـا هِقْلَـةٌ أُمُّ
رِئَـالٍ دَوِّيَّـةٌ سَقْفَـاءُ

آنَسَـتْ نَبْـأَةً وَأَفزَعَهَـا القُــنَّاصُ
عَصْرَاً وَقَدْ دَنَا الإِمْسَاءُ

فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْـعِ وَالْوَقْــعِ
مَنِينَـاً كَأَنَّـهُ إِهْبَاءُ

وَطِرَاقَاً مِنْ خَلْفِهِـنَّ طِـرَاقٌ
سَاقِطَاتٌ أَلْوَتْ بِهَا الصَّحْرَاءُ

أَتَلَهَّـى بِهَا الْهَوَاجِرَ إِذْ كُلُّ ابْــنِ
هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَمْيَـاءُ

وَأَتَانَا مِنَ الْحَـوَادِثِ وَالأَنْبَـاءِ
خَطْـبٌ نُعْنَـى بِهِ وَنُسَاءُ

إِنَّ إِخْوَانَنَـا الأَرَاقِـمَ يَغْلُـونَ
عَلَيْنَا فِي قِيلِهِـمْ إِحْفَـاءُ

يَخْلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْــبِ
وَلا يَنْفَعُ الْخَلِيَّ الْخَلاءُ

زَعَمَوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْــرَ
مُـوَالٍ لَنَا وَأَنَّـا الوَلاءُ

أَجْمَعُوا أمْرَهُـمْ عِشَاءً فلَمَّـا
أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ

مِنْ مُنَادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْـهَالِ
خَيْلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَاءُ

أَيُّهَا النَّاطِـقُ الْمُرَقِّـشُ عَنَّـا
عِنْدَ عَمْـرٍو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ

لا تَخَلْنَـا عَلَـى غَرَاتِـكَ إنَّـا
قَبْلُ مَا قَدْ وَشَى بِنَا الأَعْدَاءُ

فَبَقِينَـا عَلَى الشَّنَـاءَةِ تَنْمِيــنَا
حُصُـونٌ وَعِـزَّةٌ قَعْسَاءُ

قَبْلَ مَا الْيَوْمِ بَيَّضَتْ بِعُيُونِ
النَّــاسِ فِيهَا تَغَيُّـظٌ وَإِبَـاءُ

وَكَأَنَّ الْمَنُـونَ تَـرْدِي بِنَا أَرْعَنَ
جَوْناً يَنْجَابُ عَنْهُ الْعَمَاءُ

مُكْفَهِـرَّاً عَلَى الْحَـوَادِثِ لا تَرْتُوهُ
لِلدَّهْرِ مُـؤْيِدٌ صَمَّـاءُ

إِرَمِـيٌّ بِمِثْلِـهِ جَالَـتِ الْخَيْــلُ
وَتَأْبَى لِخَصْمِهَا الإِجْلاءُ

مَلِكٌ مُقْسِطٌ وَأَفْضَلُ مَنْ يَمـْـشِي
وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ

أَيُّمَا خُطَّـةٍ أَرَدْتُـمْ فَأَدُّوهَــا
إِلَيْنَا تُشْفَى بِهَا الأَمْلاءُ

إِنْ نَبَشْتُمْ مَا بَيْنَ مِلْحَةَ فَالصَّاقِبِ
فِيهِ الأَمْوَاتُ وَالأَحْيَـاءُ
النابغة الذبياني ،‘،
؟؟ -18 ق .هـ – ؟؟ -605 م

هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري ، أبو أمامة . شاعر جاهلي نصراني من الطبقة الأولى . له قصيدة يعدها البعض من المعلقات ، ومطلعها:

يا دار مية بالعلياء فالسند – أقوت وطال عليها سالف الأبد

لقب بالنابغة لأنه نبغ في الشعر بعد أن كبر وتقدمت به السن , وقيل بل لأنه قال: ( فقد نبغت لنا منهم شئون) . أما الدكتور يوسف خليف الذي كتب عنه وعن عصره في كتاب " الروائع من الأدب العربي" فيغلب عليه الظن بأنه لقب به لنبوغه في الشعر وتفوقه فيه . بل هو في رأيه قمة شامخة من قمم مدرسة الصنعة الجاهلية التي سمي أربابها بعبيد الشعر ـ لعكوفهم الطويل على تجويد شعرهم و نخله و تهذيبه ـ شأنه شأن زهير بن أبي سلمى و لبيد بن ربيعة و عبيد بن الأبرص . حتى لقد ارتضاه شعراء عصره حكما بينهم في سوق عكاظ (حيث كانت تضرب له قبة حمراء متميزة , ويأتيه الشعراء من شتى القبائل ليعرضوا عليه شعرهم) .وهو الذي حكم بتفضيل الخنساء على حسان بن ثابت في قصة له مأثورة.

معلقة : النابغة الذبياني

يَـا دَارَ مَيَّـةَ بالعَليْـاءِ ، فالسَّـنَـدِ
أَقْوَتْ ، وطَالَ عَلَيهَـا سَالِـفُ الأَبَـدِ

وقَفـتُ فِيهَـا أُصَيـلا كـي أُسائِلُهـا
عَيَّتْ جَوَاباً ، ومَا بالرَّبعِ مِـنْ أَحَـدِ

إلاَّ الأَوَارِيَّ لأْيــاً مَــا أُبَيِّنُـهَـا
والنُّؤي كَالحَوْضِ بالمَظلومـةِ الجَلَـدِ

رَدَّتْ عَلـيَـهِ أقَاصِـيـهِ ، ولـبّـدَهُ
ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بالمِسحَـاةِ فِـي الثَّـأَدِ

خَلَّـتْ سَبِيـلَ أَتِـيٍّ كَـانَ يَحْبِسُـهُ
ورفَّعَتْـهُ إلـى السَّجْفَيـنِ ، فالنَّضَـدِ

أضحتْ خَلاءً ، وأَضحى أَهلُهَا احْتَمَلُوا
أَخْنَى عَليهَا الَّذِي أَخْنَـى عَلَـى لُبَـدِ

فَعَدِّ عَمَّا تَـرَى ، إِذْ لاَ ارتِجَـاعَ لَـهُ
وانْـمِ القُتُـودَ عَلَـى عَيْرانَـةٍ أُجُـدِ

مَقذوفَةٍ بِدَخِيـسِ النَّحـضِ ، بَازِلُهَـا
لَهُ صَريفٌ ، صَريفُ القَعْـوِ بالمَسَـدِ

كَأَنَّ رَحْلِي ، وَقَـدْ زَالَ النَّهَـارُ بِنَـا
يَومَ الجليلِ ، عَلَـى مُستأنِـسٍ وحِـدِ

مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ ، مَوْشِـيٍّ أَكَارِعُـهُ
طَاوي المَصِيرِ ، كَسَيفِ الصَّيقل الفَرَدِ

سَرتْ عَلَيهِ ، مِنَ الجَوزَاءِ ، سَارِيَـةٌ
تُزجِي الشَّمَالُ عَلَيـهِ جَامِـدَ البَـرَدِ

فَارتَاعَ مِنْ صَوتِ كَلاَّبٍ ، فَبَاتَ لَـهُ
طَوعَ الشَّوَامتِ مِنْ خَوفٍ ومِنْ صَرَدِ

فبَثّهُـنَّ عَلَـيـهِ ، واستَـمَـرَّ بِــهِ
صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئَـاتٌ مِـنَ الحَـرَدِ

وكَانَ ضُمْرانُ مِنـهُ حَيـثُ يُوزِعُـهُ
طَعْنَ المُعارِكِ عِندَ المُحْجَـرِ النَّجُـدِ

شَكَّ الفَريصـةَ بالمِـدْرَى ، فَأنفَذَهَـا
شك المُبَيطِرِ ، إِذْ يَشفِي مِـنَ العَضَـدِ

كَأَنَّه ، خَارجَا مِـنْ جَنـبِ صَفْحَتِـهِ

أوس بن حَجَر ،‘،
95 – 2 ق. هـ / 530 – 620 م
أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى ، كان كثير الأسفار ، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة. عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام. في شعره حكمة و رقة ، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب . وكان غزلاً مغرماً بالنساء.

قصيدة : ودّعْ لميسَ وداعَ الصّـارمِ اللاحِـي

ودّعْ لميسَ وداعَ الصّـارمِ اللاحِـي
إذْ فنّكتْ في فسـادٍ بعـدَ إصْـلاحِ

إذْ تستبيـكَ بمصقـولٍ عوارضُـهُ
حمشِ اللّثاتِ عذابٍ غيـرِ ممـلاحِ

وقدْ لهـوتُ بمثـلِ الرّثـمِ آنسـة ٍ
تُصْبي الحليمَ عَرُوبٍ غير مِكْـلاحِ

كأنّ رِيقَتَها بعـد الكَـرَى اغْتَبَقَـتْ
من ماءِ أصْهَبَ في الحانوتِ نَضّاحِ

أوْ مـنْ معتّقـة ٍ ورهـاءَ نشوتُهـا
أوْ مـنْ أنابيـبِ رمّـانٍ وتـفّـاحِ

هبّتْ تلومُ وليستْ ساعـة َ اللاحـي
هلاّ انتظرتِ بهذا اللّـومِ إصباحـي

إنْ أشْرَبِ الخَمْرَ أوْ أُرْزَأ لها ثمَنـاً
فلا محالَـة َ يومـاً أنّنـي صاحـي

ولا محالَـة َ مـنْ قبـرٍ بمحنـيـة
ٍ وكفـنٍ كسـرَاة ِ الثـورِ وضّـاحِ

دَعِ العَجوزَيْـنِ لا تسمـعْ لِقِيلهمـا
وَاعْمَدْ إلى سيّدٍ في الحيّ جَحْجـاحِ

كـانَ الشّبـابُ يلهِّينـا ويعجبُـنَـا
فَمَـا وَهَبْنـا ولا بِعْنـا بِـأرْبَـاحِ

إنّي أرقتُ ولمْ تأرقْ معِي صاحـي
لمستكـفٍّ بعيـدَ الـنّـومِ لــوّاحِ

قد نمتَ عنّي وباتَ البرقَ يُسهرنـي
كما استْتَضـاءَ يَهـوديٌّ بِمِصْبـاحِ

يا منْ لبـرقٍ أبيـتُ اللّيـلَ أرقبُـهُ
في عارِضٍ كمضيءِ الصُّبحِ لمّـاحِ

دانٍ مُسِـفٍّ فوَيـقَ الأرْضِ هَيْدبُـهُ
يَكـادُ يَدفَعُـهُ مَـن قـامَ بِالـرّاحِ

حاتَم الطائي ،‘،
? – 46 ق. هـ / ? – 577 م

حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي القحطاني ، أبوعدي . شاعر جاهلي ، من قبيلة طيء فارس جواد يضرب المثل بجوده . كان من أهل نجد ، وزار الشام فتزوج من ماوية بنت حجر الغسانية ، ومات في عوارض (جبل في بلاد طيء) يعتبر أشهر العرب بالكرم و الشهامة ويعد مضرب المثل في الجود و الكرم. كان يدين بالمسيحية ، سكن وقومه في بلاد الجبلين ( أجا و سلمى ) التي تسمى الآن منطقة حائل ، وتقع شمال السعودية . توجد بقايا أطلال قصره وقبره في بلدة توارن في حائل .

قصيدة : مهلاً نـوار، اقلـي اللـوم والعـذلا،

مهلاً نـوار، اقلـي اللـوم والعـذلا،
ولا تقولي، لشيء فات، مـا فعـلا؟

ولا تقولـي لمـال، كنـت مهلكـه،

مهلاً، وإن كنت أعطي الجن والخبـلا

يرى البخيل سيـل المـال واحـدة ،
إن الجواد يرى ، فـي مالـه، سيـلا

إن البخيـلَ، إذا مـا مـات، يتبعـه

سُوءُ الثّناءِ، ويحوي الـوارِثُ الإبِـلا

فاصدقْ حديثـك، إن المـرء يتبعـه
ما كان يَبني، إذا مـا نَعْشُـهُ حُمِـلا

لَيـتَ البخيـلَ يـراهُ النّـاسُ كُلُّهُـمُ
كما يراهم، فـلا يقـرى ، إذا نـزلا

لا تعذليني على مـال وصلـت بـهِ
رحماً، وخير سبيل المال مـا وصـلا

يَسعى الفتى ، وحِمامُ الموْتِ يُدرِكُـه
ُ وكلُّ يوْمٍ يُدَنّـي، للفتـى ، الأجَـلا

إني لأعلـم أنـي سـوف يدركنـي
يومي، أصبح، عن دنيـاي، مشتغـلا

فليتَ شعري، وليـتٌ غيـرُ مُدرِكـة
ٍ لأيّ حالٍ بهـا أضْحَـى بنُـو ثُعَـلا

أبلـغْ بنـي ثعـل عنـي مغلغلـة ،
جهد الرسالـة لا محكـاً، ولا بطـلا

أغزوا بني ثعـل، فالغـزو حظكـم،
عُدّوا الرّوابي ولا تبكوا لمـن نكَـلا

ويهـاً فداؤكـم أمـي ومـا ولـدتْ،
حامُوا على مجدِكم، واكفوا من اتّكـلا

، زُهَير بن أبي سُلمَى ،‘،
? – 13 ق. هـ / ? – 609 م

زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني ، من مُضَر . حكيم الشعراء في الجاهلية و في أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة . قال ابن الأعرابي : كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره . كان أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب و بجير شاعرين ، وأخته الخنساء شاعرة . ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد) ، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام . قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات)، أشهر شعره معلقته .

معلقة : زهير بن أبي سلمى

أَمِـنْ أُمِّ أَوْفَـى دِمْنَـةٌ لَـمْ تَكَـلَّـمِ
بِحَوْمَـانَـةِ الــدُّرَّاجِ فَالمُتَـثَـلَّـمِ

وَدَارٌ لَـهَـا بِالرَّقْمَتَـيْـنِ كَأَنَّـهَـا
مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِـي نَوَاشِـرِ مِعْصَـمِ

بِهَـا العِيْـنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِيـنَ خِلْفَـةً
وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِـنْ كُـلِّ مَجْثَـمِ

وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْـدِ عِشْرِيـنَ حِجَّـةً
فَلأيَـاً عَرَفْـتُ الـدَّارَ بَعْـدَ تَوَهُّـمِ

أَثَافِيَ سُفْعـاً فِـي مُعَـرَّسِ مِرْجَـلِ
وَنُؤْيـاً كَجِـذْمِ الحَـوْضِ لَـمْ يَتَثَلَّـمِ

فَلَمَّا عَرَفْـتُ الـدَّارَ قُلْـتُ لِرَبْعِهَـا
أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَـا الرَّبْـعُ وَاسْلَـمِ

تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِـنْ ظَعَائِـنٍ
تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْيَـاءِ مِـنْ فَـوْقِ جُرْثُـمِ

جَعَلْنَ القَنَـانَ عَـنْ يَمِيـنٍ وَحَزْنَـهُ
وَكَمْ بِالقَنَـانِ مِـنْ مُحِـلٍّ وَمُحْـرِمِ

عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِـتَـاقٍ وكِـلَّـةٍ
وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِـهَـةُ الــدَّمِ

وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَـانِ يَعْلُـوْنَ مَتْنَـهُ
عَلَيْـهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِـمِ المُتَـنَـعِّـمِ

بَكَرْنَ بُكُـورًا وَاسْتَحْـرَنَ بِسُحْـرَةٍ
فَهُـنَّ وَوَادِي الـرَّسِّ كَالْيَـدِ لِلْـفَـمِ

وَفِيْهِـنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْـفِ وَمَنْـظَـرٌ
أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِـرِ المُتَـوَسِّـمِ

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْـنِ فِـي كُـلِّ مَنْـزِلٍ
نَزَلْنَ بِـهِ حَـبُّ الفَنَـا لَـمْ يُحَطَّـمِ

فَلَمَّـا وَرَدْنَ المَـاءَ زُرْقـاً جِمَامُـهُ
وَضَعْنَ عِصِـيَّ الحَاضِـرِ المُتَخَيِّـمِ

المصدر: من عدة مصادر





رد: مساعدة من فضلم

لفصل الأول

الشعر الجاهلي بين الرواية والتدوين

القضية التي يبدو انها اصبحت لا تقبل جدلا حولها

هي ان العرب في العصر الجاهلي كانوا يعرفون الكتابة

وهي قضية ثابتة بشهادة الواقع التاريخي من ناحية

وشهادة النصوص الادبية من ناحية اخرى

فالجزيرة العربية لم تكن متخلفة حضاريا ولم تكن بمعزل عن الحضارات المجاورة لها

كما صورها الباحثون القدماء ..

والنقطة الحاسمة في الموضوع ان مجتمع الجزيرة العربية

كان يعرف اسلوبين مختلفين من الحياة الاجتماعية:

احدهما مجتمع البادية وكانت وحدة الحياة فيه القبيلة المتنقلة

والاخر مجتمع المدن وكانت وحدة الحياة فيه القبيلة المستقرة

ومما لا شك فيه ان الكتابة كانت معروفة في مجتمع المدن

وبخاصة المدن التجارية..

ففي مثل هذه المدن تكون الكتابة امرا حيويا لابد منه لقيام حياة

اقتصادية منظمة بها..

وهذه المسألة اصبحت مقررة بين الباحثين ولم تعد موضع نظر بينهم

وانما المشكلة تتركز في مجتمع البادية والى اي مدة كانت الكتابة منتشرة فيه

وقد حاول بعض الباحثين امثال كرنكو و بلاشير

ان يثبتوا انتشار الكتابة في مجتمع البادية

ولكن الادلة التي جاءوا بها كانت هزيلة

وانه من النادر حتى في ايامنا هذه ان نجد بين البدو من يعرف القراءة والكتابة

وحتى في المدن التي انتشرت فيها الكتابة

لم تكن الكتابة تستخدم الا في مجالات محدودة

وذلك لانها لم تأخذ شكل ظاهرة حضارية بقدر ما اخذت شكل ظاهرة حيوية

فقد كانت ضرورة حيوية ظهرت في المجتمع لتفي ببعض احتياجاته الاساسية

وعلى وجه التحديد فقد استخدمت الكتابة في:

تسجيل الديون و تدوين الصكوك و قيد المعاملات المالية

و اثبات حسابات البيع و الشراء وفوائد الربا

وقد وقف ناصر الدين الاسد طويلا امام هذه المسألة وحاول ان يستقصي

المجالات التي كانت تستخدم فيها الكتابة في العصر الجاهلي

ونحن لا ننكر عليه محاولاته ولا نختلف معه فيما انتهى اليه من نتائج

وانما موضوع الخلاف يتركز حول ما ذهب اليه من محاولة

لاثبات ان الكتابة كانت تستخدم لتدوين الشعر في هذا العصر ..

نستكمل الفصل الاول ..

ونحن لا ننكر ان من الشعراء الجاهليين من عرفوا الكتابة

ولكن هذا لا يعني مطلقا ان العرب دونوا الشعر في ذلك العصر

وشغلوا بتدوينه او حتى فكروا في ذلك

وذلك لأن مثل هذا العمل يستلزم مستوى حضاريا معينا

تكون فيه الكتابة ظاهرة حضارية وليست مجرد ظاهرة حيوية

وهذا مالم يكن متوفرا في العصر الجاهلي..

ومن هنا كنا لانطمئن الى قصة كتابة المعلقات وتعليقها على استار الكعبة

وهذا الخبر مصدره ابن عبد ربه في القرن الرابع الهجري

ولم يقل به احد قبله

فأين كان الرواة الذين جمعوا الشعر الجاهلي و اخباره؟

وكيف اغفلوا ذكرها

ولم يذكرها حماد وهو الذي قام بجمع هذه المعلقات؟

واين كانت هذه المعلقات حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ؟

وكيف كان مصيرها؟؟

نستكمل الفصل الاول …

لم تكن الكتابة اذن وسيلة لتدوين الشعر في العصر الجاهلي

وان تكن قد استخدمت في ظروف معينة لتدوين بعض قصائد ومقطوعات منه

وهي قصائد ومقطوعات لا نملك دليلا على انها وصلت الى عصر التدوين مكتوبة

اما الاغلبية المطلقة من نصوص هذا الشعر فقد احتفظ بها الرواة في ذاكرتهم

وتناقلوها عبر الاجيال عن طريق الرواية الشفوية

وهي حقيقة تجد تأييدا لها فيما يقرره ابن سلام

كانت الرواية الشفوية اذن الوسيلة الاساسية لحفظ الشعر الجاهلي

وكان لكل شاعر راوٍ أو رواة يلازمونه ويأخذون عنه شعره

ثم يتولون اذاعته بين الناس

وكان هؤلاء الرواة عادة من ناشئة الشعراء الذين يلازمون كبارهم

لا من اجل الرواية فحسب وانما من اجل تعلم الشعر

وهم غالبا من اسرة الشاعر او قبيلته

واحيانا هم غرباء عن القبيلة …

والواقع أن دور الراوي كان خطيرا

فهو الذي ينقلنا من حالة انتشار فوضوية الى حالة جمع مرتب للاثار الشعرية

كما يقول بلاشير

وكانت مهمته الاساسية معاونة الشاعر على نشر قصائده بين الجماهير

ولكنه في بعض الاحيان كان يعينه على انشائها

ويصحح ما بها من خطأ ويقوم ما اعوج منها

فإذا ما ودع الشاعر الحياة اصبح الراوي الامين على تراثه الفني

والمسئول لا عن نشره واذاعته بين الناس فحسب

وانما ايضا عن جمعه واعلان الظروف والمناسبات التي أوحت به …

ومعنى هذا ان مهمة الراوي لم تكن تنتهي بانتهاء حياة شاعره

بل كانت تزداد اهمية وخطرا

اذ يصبح مسئولا امام التاريخ الادبي عن حمل امانة الكلمة والحفاظ عليها

وتسليمها للأجيال التالية سليمة كاملة كما سلمها صاحبها اليه


طبقات الشعراء الجاهليين)

الشعراء الجاهليون اجمالا يمكن حصر امكاناتهم ونتاجاتهم ومكانتهم في عصرهم في ثلاث طبقات الاولى اولئك الذين كرسوا حياتهم في قول الشعر
واتخذوه حرفة لهم فهم يتغنون فيه وبكل ماجاؤا به من قصائد رائعة التنسيق والحبك والبلاغة وقد ملىء شعرهم بالصور الشعرية والاخيلة فهم قادرون على التعبير بمتا يختلج في انفسهم من عاطفة جياشة وفي قومهم باصدق تعبير ومنهم من صاغ الحكمة شعرا باحسن اسلوب وامتن عبارة واصدق احساس فهم الشعراء الفحول واصحاب المعلقات ومن شاكلهم
اما الطبقة الثانية فهم الذين لا يقولون الشعر الا عابرا او عن قلة فهم يقولون القصيدة مترجمين ما في نفوسهم من احساس او عاطفة قوية فيهم او اثر حادثة او حالة المت بهم ويغلب على شعر هؤلاء صفة السرد او الخبر الا انه لا يخلو من مقطوعات شعرية قيمة جدا
اما الطبقة الثالثة فهي طبقة الشعراء الصعاليك وهو طبقة نشاءت بين الطبقيتين وسموا بالصعاليك لفقرهم – لاحظ كتابي في الادب والفن — المراءة في الشعر الجاهلي – وقد عاش الصعاليك على الغزو وتحدي المصاعب وحب المغامرة وكانوا يمقتون الاغنياء البخلاء ويستبيحون اموالهم ويقسمونها بينهم
وهؤلاء الصعاليك يفخرون بكبريائهم ويمتازون يخفة حركاتهم وتنقلهم وعدم مبالاتهم في حهم للمال فهم يسيرون على نهج – كل يوم له رزقه – فلا يدخرون مالا ولا يحسبون لغد حساب فان لم يجدوا طعاما لهم في يوم من الايام اخذوه بالاغارة والقتال

مكانة الشعراء الجاهليين
————-
الشاعر العربي يتميز بمكانته العالية المرموقة في قومه وعند قبيلته او القبائل الاخرى تبعا لقوة شاعريته واشتهاره بين القبائل فكما كان يقال فلان فارس القبيلة الفلانية يقال فلان شاعرها واذا نبغ في القبيلة شاعر او ابدع في القصيد كان ذلك مدعاة للفرح والابتهاج به واقامة الحفلات والتكريم له فيما تتقدم القبائل الاخرى للتهنئة لقبيلته وذلك لان الشاعر بمثابة الفارس حا مي الاعراض فهو لسان قومه الذي يتكلم عنهم في المجتمعات والوفود وفي المناظرات والمواسم والاسواق حيث كانت اسواق الشعر قائمة ورائجة مثل سوق عكاظ وسوق المربد خيرشاهد على ذلك و هومقوي عزيمة قومه في الحرب وناقل الاخبار ويمكن القول بان الشاعر في الجاهلية بمثابة الصحيفة هذا اليوم تنشر كل خبر يقع وتنتصرلوجهة نظر محرريها اواحزابهم والعاملين فيها اوما انشئت لاجله .

خصائص الشعر العربي
———————-
اختص الشعر العربي الجاهلي بتمثيل الحياة في الجزيرة العربية التي قيل فيها و يمثل صورة صادقة واضحة المعالم والملامح لحياة المجتمع البدوي في صور نابعة من حياة العربي ذاته فنلاحظ في الشعرالجاهلي الخيام والاطلال والحلو الترحال والابل والصحراء المجدبة والرمال المحرقة وما يعتريها اثناء جريان الرياح وفيه تتجسد معالم عادات القوم من غزو وحب وثأر وشجاعة وحفظ للجوار فالشعر تجسيد حي لمشاعرالشاعر في قومه وما يعتمل في نفسه من عاطفة وحب وكره وبغض وحكمة ورثاء ووصف لما تقع عينه عليه اويؤثر في نفسيته مثل وصف لحيوان او مكان او اطلال
ويمتاز الشعر العربي بانه يمثل صورا جلية واضحة لاعمال القوم ويمتاز بمتانة شعرية عالية وباسلوب قوي تظهر البداوة فيه جلية الا ما ندر حيث شعراء الحاضرة وبالاضافةالى ذلك فهو ديوان العرب ففيه تاريخ العرب وانسابهم ووقائعهم وحكمهم وادابهم
وقد تحدى الشعر الجاهلي عواقب ونوائب الزمن وطول المدى فهو خالد على مرور الدهر وما زالت هذه الاشعار والقصائد حية بكل معاني الحياة وتعبر في بعض الاحيان عن حالة الانسان في هذا القرن وعاطفته لحد الان وستبقى تمثل نفسية الانسان العربي ونوازعه وما يعتمل في قلبه من عواطف ومشاعرواحاسيس.

<div align="center">مظاهر الحياةالعقلية في العصر الجاهلي
صار من الثابت بين الباحثين أن العصر الجاهلي لايشمل كل ما سبق الإسلام من حقب طوالٍ، ولكنه يقتصر على حقبة لا تزيد على القرنين منالزمان، وهي ما اصطلح الباحثون على تسميتها بالجاهلية الثانية، وفي تلك الحقبة ظهرهذا الإنتاج الغزير الناضج من الشعر والنثر، واكتملت للغة العربية خصائصها التيبرزت من خلال هذا النتاج الأدبي الوفير، كما استقرَّ أيضًا رسم حروفها الألفبائية. فما انتهى إلينا، إذن، من أدب جاهلي هو أدب الجاهلية الثانية، وهو ما نستطيع الحديثعنه ودراسة فنونه وخصائصه، أما أدب ما قبل هذه الحقبة التاريخية فهو أدب ما يسمىبالجاهلية الأولى، وهو أدب لم تتوافر نصوص منه، فالحديث عنه غير ممكن. ومن هنا فإنالأبحاث التي استقصت أولية الشعر العربي أو أولية اللغة العربية تقوم على مجردالحدس والتخمين، أو على نوع من الأخبار الوهمية والخرافات.
على أن اللغةالعربية التي سُجِّلت بها النصوص الأدبية في عصر الجاهلية الثانية هي واحدة منالأسرة السامية التي تشمل: 1- الأكادية والبابلية والآشورية. 2-الآرامية. 3- الكنعانية. 4- الحبشية. 5- ثم العربية بفرعيها: الشمالي والجنوبي.

وإذاكانت الأمية قد شاعت بين العرب، فإن هذا لا يعني قط انعدام القراءة والكتابة لديهم،فلقد انتشرت بينهم القراءة والكتابة بالقدر الذي يسمح لهم بتدوين معاملاتهم وآدابهموإذا كانت الذاكرة العربية التي تميزت بالقوة قد حفظت قدرًا كبيرًا من الأشعار، فإنالتدوين أيضًا كان مساندًا للرواية الشفوية.
أمّا طرح ابن سلام في كتابه طبقاتفحول الشعراء لقضية الانتحال فينبغي أن يؤخذ على أنه دليل على ما بذله الأقدمون منجهود لتنقية الشعر الجاهلي من التزييف، ووضع المعايير العلمية الدقيقة لضمان سلامةالشعر الجاهلي وتوثيقه.
الشعر الجاهلي. أما مراكز الشعر العربي في العصرالجاهلي، فإنه بالإضافة إلى الجزيرة العربية نفسها: نجدًا وحجازًا، فقد عاش الشعرالعربي وازدهر في إمارتين اثنتين هما: إمارة الغساسنة والمناذرة، وقد قامتا فيالأطراف الشمالية من شبه الجزيرة.
أما إمارة الغساسنة، فقد قامت في بلاد الشام،حيث اتخذ الرومان، ثم خلفاؤهم البيزنطيون من بعدهم، من الغساسنة حلفاء لهم ضدأعدائهم التقليديين من الفرس، وحلفائهم من المناذرة في العراق. وقد كان الغساسنةعربًا من الجنوب نزحوا إلى الشمال، وأقاموا إمارتهم العربية تلك في شرق الأردن،وكانوا قد تنصّروا في القرن الرابع الميلادي. وكانت إمارة الغساسنة على جانب كبيرمن الثراء والتحضّر، ومن أهم ملوكهم الحارث الأصغر، ثم ابناه من بعده النعمانوعمرو، والأخير هو الذي قصده النابغة الذبياني، كما قصد حسان بن ثابت النعمان بنالمنذر أيضًا ومدحه في قصائد شهيرة، منها قصيدته التي من أبياتها:
أولاد جَفْنةحول قبر أبيهمُ قبر ابن مارية الكريم المفضِلِ
وكما قامت إمارة الغساسنة فيالشام، فقد قامت إمارة المناذرة في العراق. وكما كان الغساسنة عربًا ذوي أصولٍيمنية، فكذلك كان المناذرة. ومثلما قصد شعراءُ الجزيرة أمراءَ الغساسنة، فكذلكقصدوا أمراءَ المناذرة، الذين كان من أشهرهم المنذر بن ماء السماء حوالي (514 – 554م)، وعمرو بن هند (554 – 569م) الذي ازدهرت الحركة الأدبية في أيّامه، وقد وفدعليه في الحيرة، حاضرة المناذرة، عمرو بن قميئة والمسيَّب بن عَلَس والحارث بنحِلِّزة وعمرو بن كلثوم.كما وفد النابغةُ الذبياني على أبي قابوس النعمان بن المنذرالرابع (580 – 602م)، ووفد عليه أيضًا أوس بن حجر والمنخل اليشكري ولبيد والمثقِّبالعبدي وحجْر بن خالد.
ولا شك أن طبيعة المنافسة السياسية بين المناذرةالتابعين لدولة فارس والغساسنة الموالين للبيزنطيين قد انعكست على الحياة الأدبيةعلى نحوٍ ليس بالقليل.

ازدهر الشعر العربي، إبان الجاهلية، ازدهارًا عظيمًاتمثل في هذا العدد الكبير من الشعراء الذين تزخر المصادر بأسمائهم وأشعارهم، إذنظموا في جاهليتهم الأخيرة قبل الإسلام كثيرًا من الشِّعر. ومع هذا فقد ضاع معظمهذا الشعر، على حد قول أبي عمرو بن العلاء : "ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلاأقلُّه، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علمٌ وشعر كثير". وقد اشتهرت في الجاهلية بيوتكاملة بقول الشعر، فالنعمان بن بشير، مثلاً، كان أبوه وعمه شاعرين، وكذلك جده، ثمأولاده من بعده. وكعب بن مالك الصحابي الشاعر كان أبوه وعمه شاعرين، ثم أبناؤهوأحفاده، وكذلك كان أمرُ بيت أبي سُلمى، ومنه زهير وولداه كعب وبُجير، وأخوال كعبشعراء، ومنهم بشامةُ ابن الغدير. ثم هناك حسان بن ثابت الصحابي الشاعر، وقد تسلسلالشعر في بيته لبضعة أجيال.
عرف تاريخ الشعر العربي، في العصر الجاهلي، نساءًشواعر منهنَّ على سبيل المثال: الخنساء وخِرْنَق وكبشة أخت عمرو بن معْدي كَرِبوجليلة بنت مُرَّة امرأة كُليب الفارس المشهور، ولها في كليب مراثٍ من عيون الشعرالعربي، وقيسة بنت جابر امرأة حارثة بن بدر ولها أيضًا مراثٍ في زوجها، وأميمةامرأة ابن الدُّمَيْنة. وقد كان أبو نُواس الشاعر العباسي يروي لستين شاعرة منالعرب.
والناظر في المصادر العربية تهوله تلك الكثرة من الأشعار والشعراء خاصةإذا ضَمّ إليها ما جاء في كتب التاريخ والسير والمغازي والبلدان واللغة والنحووالتفسير، إذ تزخر كلها بكثير من أشعار الجاهليين بما يوحي أن الشعر كان غذاءحياتها، وأن هذه الأمة قد وهبت من الشاعرية الفذة ما يجعل المرء يتوهم أن كل فرد منرجالها ونسائها وعلمائها كان يقول الشعر. وتدلُّ هذه الكثرة من الشعر والشعراء علىأن الشاعرية كانت فطرة فيهم، ثم ساندت هذه الفطرة الشاعرة عواملُ أخرى منها تلكالطبيعة التي عاش العربي الأول كل دقائقها من جبال ووهادٍ ووديان وسماء ونجوموأمطار وسيول وكائنات. لقد كانت الطبيعة كتابًا مفتوحًا أمام بصر الشاعر العربيوبصيرته، ومن هنا استلهمها في أشعاره. ويضاف إلى الطبيعة تلك الحروب التي ألهبتمشاعره بحماسة موّارة، ثم حياة الإنسان العربي في بساطتها وفضائلها، وفي معاناتهوصراعاته ضد الجدب والخوف معًا. ومن ثم جاء هذا الشعر ممثلاً لحياة الجزيرة العربيةفي بيئاتها وأحوالها المختلفة، ولحياة الإنسان العربي في أخلاقه وطباعه وعاداتهوعقائده وبطولاته وأفكاره.
كانت للشاعر العربي في قبيلته منزلة رفيعة. كما كانترموز القبيلة العربية الأساسية ثلاثة، هي: القائد، والفارس والشاعر. وكان الشاعر فيالقبيلة لسانها الناطق والمدافع معًا. بل كان بيت الشعر أحيانًا يرفع من شأن قبيلة،كما يُحكى عن بني أنف الناقة الذين كانوا يعيَّرون بلقبهم، حتى كان الرجل منهميحتال على إخفاء لقبه، فما إن قال فيهم الحطيئة بيته الشهير:
قومٌ هم الأنفوالأذناب غيرُهُمُ ومن يُسوِّي بأنف الناقةِ الذَّنبا
حتى صاروا يباهون بلقبهمونسبهم.
يُعدُّ الشعر العربي الجاهلي سجلاً حقيقيًا للحياة العربية والعقلالعربي في ثقافاته وخبراته الحية والمتنوعة، وقد كان الشِّعر الجاهليّ النموذجوالمثال الذي يحتذيه اللاحقون احتذاءً حفظ على الأمة العربية أصالتها، ولكنه لميحُلْ قَطُّ دون محاولات التطور والتجديد في مختلف العصور. وصار الشعر العربيالجاهلي مع قرينه الإسلامي مصدرًا أساسيًا في حركة التأليف في العلوم العربيةوالإسلامية: لغةً ونحوًا وبلاغةً وتفسيرًا، كما انبثق عنه علم العروض والقوافي، وهوأوثق العلوم صلةً بالشعر، فضلاً عن كتب المختارات الشعرية على اختلاف مناهجها، ثمتلك الشروح التي أضاءت النصَّ الشعري أمام قارئه، وبددت عامل الغرابة اللغوية، وغذتالأذواق، بل وأبقت على قريحة الشاعرية العربية، على تباين في مستوى تلك القرائح: أفرادًا وأقاليم وعصورًا.
واشتهرت في الأدب الجاهلي قصائد عُرفت بالمعلقات هيمن النماذج الرّائعة في الأدب العربي.

مظاهر الحياةالعقلية في العصر الجاهلي
صار من الثابت بين الباحثين أن العصر الجاهلي لايشمل كل ما سبق الإسلام من حقب طوالٍ، ولكنه يقتصر على حقبة لا تزيد على القرنين منالزمان، وهي ما اصطلح الباحثون على تسميتها بالجاهلية الثانية، وفي تلك الحقبة ظهرهذا الإنتاج الغزير الناضج من الشعر والنثر، واكتملت للغة العربية خصائصها التيبرزت من خلال هذا النتاج الأدبي الوفير، كما استقرَّ أيضًا رسم حروفها الألفبائية. فما انتهى إلينا، إذن، من أدب جاهلي هو أدب الجاهلية الثانية، وهو ما نستطيع الحديثعنه ودراسة فنونه وخصائصه، أما أدب ما قبل هذه الحقبة التاريخية فهو أدب ما يسمىبالجاهلية الأولى، وهو أدب لم تتوافر نصوص منه، فالحديث عنه غير ممكن. ومن هنا فإنالأبحاث التي استقصت أولية الشعر العربي أو أولية اللغة العربية تقوم على مجردالحدس والتخمين، أو على نوع من الأخبار الوهمية والخرافات.
على أن اللغةالعربية التي سُجِّلت بها النصوص الأدبية في عصر الجاهلية الثانية هي واحدة منالأسرة السامية التي تشمل: 1- الأكادية والبابلية والآشورية. 2-الآرامية. 3- الكنعانية. 4- الحبشية. 5- ثم العربية بفرعيها: الشمالي والجنوبي.

وإذاكانت الأمية قد شاعت بين العرب، فإن هذا لا يعني قط انعدام القراءة والكتابة لديهم،فلقد انتشرت بينهم القراءة والكتابة بالقدر الذي يسمح لهم بتدوين معاملاتهم وآدابهموإذا كانت الذاكرة العربية التي تميزت بالقوة قد حفظت قدرًا كبيرًا من الأشعار، فإنالتدوين أيضًا كان مساندًا للرواية الشفوية.
أمّا طرح ابن سلام في كتابه طبقاتفحول الشعراء لقضية الانتحال فينبغي أن يؤخذ على أنه دليل على ما بذله الأقدمون منجهود لتنقية الشعر الجاهلي من التزييف، ووضع المعايير العلمية الدقيقة لضمان سلامةالشعر الجاهلي وتوثيقه.
الشعر الجاهلي. أما مراكز الشعر العربي في العصرالجاهلي، فإنه بالإضافة إلى الجزيرة العربية نفسها: نجدًا وحجازًا، فقد عاش الشعرالعربي وازدهر في إمارتين اثنتين هما: إمارة الغساسنة والمناذرة، وقد قامتا فيالأطراف الشمالية من شبه الجزيرة.
أما إمارة الغساسنة، فقد قامت في بلاد الشام،حيث اتخذ الرومان، ثم خلفاؤهم البيزنطيون من بعدهم، من الغساسنة حلفاء لهم ضدأعدائهم التقليديين من الفرس، وحلفائهم من المناذرة في العراق. وقد كان الغساسنةعربًا من الجنوب نزحوا إلى الشمال، وأقاموا إمارتهم العربية تلك في شرق الأردن،وكانوا قد تنصّروا في القرن الرابع الميلادي. وكانت إمارة الغساسنة على جانب كبيرمن الثراء والتحضّر، ومن أهم ملوكهم الحارث الأصغر، ثم ابناه من بعده النعمانوعمرو، والأخير هو الذي قصده النابغة الذبياني، كما قصد حسان بن ثابت النعمان بنالمنذر أيضًا ومدحه في قصائد شهيرة، منها قصيدته التي من أبياتها:
أولاد جَفْنةحول قبر أبيهمُ قبر ابن مارية الكريم المفضِلِ
وكما قامت إمارة الغساسنة فيالشام، فقد قامت إمارة المناذرة في العراق. وكما كان الغساسنة عربًا ذوي أصولٍيمنية، فكذلك كان المناذرة. ومثلما قصد شعراءُ الجزيرة أمراءَ الغساسنة، فكذلكقصدوا أمراءَ المناذرة، الذين كان من أشهرهم المنذر بن ماء السماء حوالي (514 – 554م)، وعمرو بن هند (554 – 569م) الذي ازدهرت الحركة الأدبية في أيّامه، وقد وفدعليه في الحيرة، حاضرة المناذرة، عمرو بن قميئة والمسيَّب بن عَلَس والحارث بنحِلِّزة وعمرو بن كلثوم.كما وفد النابغةُ الذبياني على أبي قابوس النعمان بن المنذرالرابع (580 – 602م)، ووفد عليه أيضًا أوس بن حجر والمنخل اليشكري ولبيد والمثقِّبالعبدي وحجْر بن خالد.
ولا شك أن طبيعة المنافسة السياسية بين المناذرةالتابعين لدولة فارس والغساسنة الموالين للبيزنطيين قد انعكست على الحياة الأدبيةعلى نحوٍ ليس بالقليل.

ازدهر الشعر العربي، إبان الجاهلية، ازدهارًا عظيمًاتمثل في هذا العدد الكبير من الشعراء الذين تزخر المصادر بأسمائهم وأشعارهم، إذنظموا في جاهليتهم الأخيرة قبل الإسلام كثيرًا من الشِّعر. ومع هذا فقد ضاع معظمهذا الشعر، على حد قول أبي عمرو بن العلاء : "ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلاأقلُّه، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علمٌ وشعر كثير". وقد اشتهرت في الجاهلية بيوتكاملة بقول الشعر، فالنعمان بن بشير، مثلاً، كان أبوه وعمه شاعرين، وكذلك جده، ثمأولاده من بعده. وكعب بن مالك الصحابي الشاعر كان أبوه وعمه شاعرين، ثم أبناؤهوأحفاده، وكذلك كان أمرُ بيت أبي سُلمى، ومنه زهير وولداه كعب وبُجير، وأخوال كعبشعراء، ومنهم بشامةُ ابن الغدير. ثم هناك حسان بن ثابت الصحابي الشاعر، وقد تسلسلالشعر في بيته لبضعة أجيال.
عرف تاريخ الشعر العربي، في العصر الجاهلي، نساءًشواعر منهنَّ على سبيل المثال: الخنساء وخِرْنَق وكبشة أخت عمرو بن معْدي كَرِبوجليلة بنت مُرَّة امرأة كُليب الفارس المشهور، ولها في كليب مراثٍ من عيون الشعرالعربي، وقيسة بنت جابر امرأة حارثة بن بدر ولها أيضًا مراثٍ في زوجها، وأميمةامرأة ابن الدُّمَيْنة. وقد كان أبو نُواس الشاعر العباسي يروي لستين شاعرة منالعرب.
والناظر في المصادر العربية تهوله تلك الكثرة من الأشعار والشعراء خاصةإذا ضَمّ إليها ما جاء في كتب التاريخ والسير والمغازي والبلدان واللغة والنحووالتفسير، إذ تزخر كلها بكثير من أشعار الجاهليين بما يوحي أن الشعر كان غذاءحياتها، وأن هذه الأمة قد وهبت من الشاعرية الفذة ما يجعل المرء يتوهم أن كل فرد منرجالها ونسائها وعلمائها كان يقول الشعر. وتدلُّ هذه الكثرة من الشعر والشعراء علىأن الشاعرية كانت فطرة فيهم، ثم ساندت هذه الفطرة الشاعرة عواملُ أخرى منها تلكالطبيعة التي عاش العربي الأول كل دقائقها من جبال ووهادٍ ووديان وسماء ونجوموأمطار وسيول وكائنات. لقد كانت الطبيعة كتابًا مفتوحًا أمام بصر الشاعر العربيوبصيرته، ومن هنا استلهمها في أشعاره. ويضاف إلى الطبيعة تلك الحروب التي ألهبتمشاعره بحماسة موّارة، ثم حياة الإنسان العربي في بساطتها وفضائلها، وفي معاناتهوصراعاته ضد الجدب والخوف معًا. ومن ثم جاء هذا الشعر ممثلاً لحياة الجزيرة العربيةفي بيئاتها وأحوالها المختلفة، ولحياة الإنسان العربي في أخلاقه وطباعه وعاداتهوعقائده وبطولاته وأفكاره.
كانت للشاعر العربي في قبيلته منزلة رفيعة. كما كانترموز القبيلة العربية الأساسية ثلاثة، هي: القائد، والفارس والشاعر. وكان الشاعر فيالقبيلة لسانها الناطق والمدافع معًا. بل كان بيت الشعر أحيانًا يرفع من شأن قبيلة،كما يُحكى عن بني أنف الناقة الذين كانوا يعيَّرون بلقبهم، حتى كان الرجل منهميحتال على إخفاء لقبه، فما إن قال فيهم الحطيئة بيته الشهير:
قومٌ هم الأنفوالأذناب غيرُهُمُ ومن يُسوِّي بأنف الناقةِ الذَّنبا
حتى صاروا يباهون بلقبهمونسبهم.
يُعدُّ الشعر العربي الجاهلي سجلاً حقيقيًا للحياة العربية والعقلالعربي في ثقافاته وخبراته الحية والمتنوعة، وقد كان الشِّعر الجاهليّ النموذجوالمثال الذي يحتذيه اللاحقون احتذاءً حفظ على الأمة العربية أصالتها، ولكنه لميحُلْ قَطُّ دون محاولات التطور والتجديد في مختلف العصور. وصار الشعر العربيالجاهلي مع قرينه الإسلامي مصدرًا أساسيًا في حركة التأليف في العلوم العربيةوالإسلامية: لغةً ونحوًا وبلاغةً وتفسيرًا، كما انبثق عنه علم العروض والقوافي، وهوأوثق العلوم صلةً بالشعر، فضلاً عن كتب المختارات الشعرية على اختلاف مناهجها، ثمتلك الشروح التي أضاءت النصَّ الشعري أمام قارئه، وبددت عامل الغرابة اللغوية، وغذتالأذواق، بل وأبقت على قريحة الشاعرية العربية، على تباين في مستوى تلك القرائح: أفرادًا وأقاليم وعصورًا.
واشتهرت في الأدب الجاهلي قصائد عُرفت بالمعلقات هيمن النماذج الرّائعة في الأدب العربي.

<b><font size="4">الحياة العقلية في العصر الجاهلي
العصر الجاهلي :*

*تمهيد:
*يجدر بنا قبل دراسة بعض نماذج الأدب الجاهلي من(الشعر والنثر)وإن كان النثر قليلا جدا مقارنة بالشعر أن نقدم بهذه اللمحة عن بيئة الأدب،و مظاهر الحياة العربية المختلفة من سياسية، واجتماعية، ودينية وعقلية فالأدب صورة للحياة وللنفس وللبيئة الطبيعية و الاجتماعية.
*ويطلق الأدب الجاهلي على أدب تلك الفترة التي سبقت الإسلام بنحو مائة وثلاثين عام قبل الهجرة.وقد شب هذا الأدب وترعرع في بلاد العرب،يستمد موضوعاته ومعانيه،ويستلهم نظراته وعواطفه من بيئتها الطبيعية والاجتماعية والفكرية،ويحدد لنا بشعره ونثره فكرة صادقة عن تلك البيئة.مما يعين الدارس على فهم أدب ذلك العصر،واستنتاج خصائصه التي تميزه عن سائر العصور الأدبية التي جاءت بعده مع أن الكثير منه مجهول لضياع أثاره ولا نعرف عنه إلا القليل .
*بلاد العرب:
يطلق على بلاد العرب جزيرة العرب أو الجزيرة العربية وتقع في الجنوب الغربي من أسيا، وهي في الواقع شبه جزيرة،لأن الماء لا يحيط بها من جهتها الشمالية،لكن القدماء سموها جزيرة تجوزا،وهي في جملتها صحراء ،بها الكثير من الجبال الجرداء،ويتخللها وديان تجري فيها السيول أحيان، وإلى جانب ذلك: بعض العيون والواحات.
*وتحد جزيرة العرب بنهر الفراة وبادية الشام شمالا،وبالخليج العربي،وبحر عمان شرقا،وبالبحر العربي والمحيط الهندي جنوبا وببحر الأحمر (بحر القلزم)غربا،وتبلغ مساحتها نحو ربع أوروبا،وتتكون الجزيرةالعربية من جزأين كبيرين:
*(ا)أما الحجاز:فسمي بهذه التسمية لأن سلسلة جبال السراة التي يصل ارتفاعها أحيانا إلى 3150م،تمتد من الشمال إلى بلاد اليمن جنوبا،فسمته العرب حجازا،لأنه حجز بين تهامة ونجد.والحجاز أرضه قفر، قليلة المطر شديدة الحرارة،إالا في بعض المناطق كالطائف التي يعتدل جوها ،وتجود أرضها وأشهر مدن الحجاز :مكة،وبها (الكعبة )البيت الحرام ،ويثرب (المدينة المنورة)التي هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم،وبها لحق بربه.وكان يسكن الحجاز من القبائل العربية (قريش)في مكة،و(الأوس والخزرج)في المدينة ،و(ثقيف)في الطائف.
*(ب)وأما اليمن:فيقع جنوبي الحجاز،وهو أرض منخفضة على شاطئ البحر الأحمر،مرتفعة في الداخل،وقد إشتهر بالثروة والغنى والحضارة،جوه معتدل بسبب إشرافه على المحيط الهندي(البحر العربي)و البحر الأحمر،وأمطاره غزيرة وأرضه خصبة.وأشهر مدن اليمن: نجران التي اشتهرت في الجاهلية بإعتناق أهلهاالنصرانية،وصنعاء في الوسط وهي عاصمة اليمن الحديثة،وفي الشمال الشرقي منها مأرب المعروفة بسدها الذي ورد في القران في قصة سبأ.ومن أكبر القبائل التي كانت تسكن اليمن قبيلة همدان،وقبيلتامذحج ومراد.ومناخ شبه الجزيرة قاري،حار صيفا،بارد شتاء،وليس بها أنهار ولذا يعتمد أهلها على الأمطار.
أصل العرب:
يرجع أصل العرب لإلى شعبين عضيمين كبيرين،تفرعت منهما القباائل العربية،وهما:
*(أ)عرب الشمال أوالحجازيون: وهم من نسل عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ويسمون: بالعرب المستعربة،لأن إسماعيل عليه السلام لم تكن لغته الأصلية اللغة العربية،وإنما نطق بها لما رحل مع أبيه إبراهيم إلى الحجاز وأصهلر إلى قبيلة جرهم،وتكلم بلسانهم.
*(ب)عرب الجنوب:وهم من نسل قحطان،ويسمون بالعرب العاربة،لأن العربية في الأصل لغتهم ولسانهم.وكل العدنانيين و القحطانيين ينقسمون إلى فرعين أساسيين،وكل فرع ينقسم إلى قبائل متعددة،والقبيلة هي الوحدة التي أقاموا عليها نظامهم الاجتماعي،ومن أشهر القبائل العدنانية:بكر،وتغلب وهما من فرع ربيعة،قريش وكنانة وأسد وقيس وتميم وهم من فرع مضرومن أشهر قبائل القحطانيين:طيئ وكندة ولخم والأزد وغسان، وهم من فرع كهلان،وقضاعة وجهينة و عذرة وكلب وهم من فرع حمير.
و القبيلة:
أسرة واحدة كبيرة تنتمي إلى أب وأم واحدة،ولها شيخ هو سيد القبيلة،ومن وظائفه الفصل بين المتخاصمين وسيادته مستمدة من احترام وإجلال القبيلة له و علاقة القبائل تقوم غالبا على العداء،فالقبيلة إما مغيرة أو مغار عليها،إلا أن يكون بين بعض القبائل حلف أو مهادنة.ولكل قبيلة شاعر أو أكثر يرفع ذكرها،ويتغنى بمفاخرها،ويهجو أعداءها،وكل فرد في القبيلة متعصب لقبيلته، مادح لمحاسنها،وعلى القبيلة أن تحميه، وتدافع عنه،وتطالب بدمه،فالفرد من القبيلة و إليها،حتى ليقول قائلهم:
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد.
لغة العرب:
*اللغة العربية هي إحدى اللغات السامية التي نشأت عن أصل واحد،وهيالاشورية والعبرية والسريانية والحبشية)،وتقتصر اللغات العربية في كتابتها على الحروف دون الحركات،ويزيد حروفها عن اللغات الآرية مع كثرة الاشتقاق في صيغها وقد مرت اللغة العربية بأطوار غابت عنها مراحلها الأولى،ولكن مؤرخي العربية اتفقوا على أن للعرب منذ القديم لغتين:جنوبية أو قحطا نية،ولها حروف تخالف الحروف المعروفة، وشمالية أو عدنانية،وهي أحدث من لغة الجنوب،وكل ما وصلنا من شعر جاهلي فهو بلغة الشمال،لأن الشعراء الذين وصلتنا أشعارهم إما من قبيلة ربيعة أو مضر،وهما منا القبائل العدنانية،أو من قبائل يمنية رحلت إلى الشمال، كطيئ وكندة و تنوخ،وقد تقاربت اللغتان على مر الأيام بسبب الاتصال عن طريق الحروب و التجارة والأسواق الأدبية كسوق عكاظ قرب الطائف،وذي المجاز و مجنة قرب مكة. وبذلك تغلبت اللغة العدنانية على القحطانية،وحين نزل القران الكريم بلغة قريش،تمت السيادة للغة العدنانية،وأصبحت معروفة باللغة الفصحى. وقد كان لنزول القران بها اثر في رقيها وحفظها وإثرائها بكمية هائلة من الألفاظ و التعبيرات و المعاني مما أعان على بسط نفوذها،واستمرار الارتقاء بها في المجالات العلمية والأدبية إلى عصرنا الحالي.
العرب الذين أخذت عنهم اللغة:

*قال (أبو نصر الفارابي) في أول كتابه المسمى بالألفاظ والحروف: *كانت(قريش)أجود العرب انتقاء للأفصح من الألفاظ،وأسهلها على اللسان عند النطق،وأحسنها مسموعا، وأبينها عما في النفس.والذين أخذت عنهم العربية هم (قيس)و(تميم)و(أسد) وعليهم إتكل في الغريب و الأعراب والتصريف،ثم(هذيل)وبعض(كنانة)وبعض(الطائيين) ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر القبائل. وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضري قط،ولا عن سكان البراري ممن يسكن أطراف بلادهم المجاورة لسائر الأمم الذين حولهم.
*و الذي نقل اللغة واللسان العربي عن هؤلاء وأثبتها في كتاب فصيرها علما و صناعة هم أهل(البصرة) و(الكوفة) فقط من بين أمصار العرب.
*حياة العرب السياسية:
تاريخ العرب في الجاهلية غامض،ولم يدون،لتفشي الأمية بينهم،ومع ذلك فقد كانت هناك حياة سياسية، بعضها متصل بنظام حياتهم الداخلية و بعضها الأخر متصل بعلاقتهم وإتصالهم بمن حولهم:
(أ)أما فيما يتصل بنظمهم الداخلية: فقد قامت في اليمن دولة سبأ،التي كانت عاصمتها (مأرب) ،كما قامت دولة حمير التي كانت عاصمتها (ظفار) وقد حاربت الفرس والأحباش،وفي الشمال نجد العدنانيين الذين تعددت قبائلهم وأكبر فروعهم :ربيعة و مضر وكانت بينهما أحداث كثيرة وحروب طويلة،كحرب البسوس بين بكر وتغلب وحرب داحس والغبراء يبن عبس وذبيان،وكانت مكة أعظم موطن العدنانيين و قد سكنتها كنانة و قريش،وانتهت إليهما ولاية البيت الحرام ثم انحصرت في قريش.
*(ب)وأما فيما يتصل بعلاقة العرب بغيرهم:فقد اتصلوا بمن حولهم عن طريق التجارة،وأشار القران الكريم إلى ذلك وكانت هذه التجارة وسيلة إلى معرفتهم ببعض شؤون الممالك وعمرانها،كما نقلوا عن طريق تلك الرحلات كثيرا من ألفاظ تلك الأمم كالفارسية والرومية و المصرية والحبشية و أدخلوها في لغتهم. *وبالإضافة إلى ذلك فقد أقامت الدولتان الكبيرتان (الفرس و الروم) إمارتين عربيتين على حدودها لدفع غزوات العرب،فكونت (فارس) من القبائل المجاورة لحدودها إمارة الحيرة وكان أميرها يعينه ملك فارس ومن أشهرهم النعمان بن المنذر الذي مدحه النابغة الذبياني و إعتذر إليه كذلك أقام الروم إمارة الغساسنة و كانوا يدينون بالنصرانية،واشتهروا بالكرم وقد مدح حسان بن ثابت وغيره بعض أمرائهم،ونتج عن هذا الاتصال بين العرب وجيرانهم تسرب أنواع من الثقافات إليهم،ظهرت في الألفاظ و القصص و الأخبار.

*حياة العرب الأجتماعية
ينقسم العرب إلى قسمين رئيسيين:
*(أ)سكان البدو: وهم أغلب سكان الجزيرة،وعيشتهم قائمة على الإرتحال و التنقل وراء العشب و الماءومن ثم سكنوا الخيام المصنوعة من الوبر و الشعر والصوف،وقد أكثر الشعراء في وصفها و الوقوف أمام أطلالها (ما بقي من أحجار بعد رحيل سكانها) ،وأكثر طعام أهل البادية: الحليب و التمر،والإبل عماد حياتهم،يأكلون من لحومها،ويشربون من ألبانها،ويكتسبون من أوبارها،ويحملون عليها أثقالهم،ولقد قوموا بها الأشياء،وافتدوا بها أسراهم في الحروب: وقال فيها شعراؤهم القصائد الطويلة،كما كانوا يعنون بالخيل، فاستخدموها في الصيد و السباق والحروب،وكانت متاع المترفين،لذلك ورد فيها أقل مما ورد في الإبل.
*وكانت العلاقة بين القبائل العربية علاقة عداء،فسادت الحروب حياتهم وانبعثت من خلالها صيحات السلام، وظهرت عاطفة الإنتقام و الأخذ بالثأر،وكثر في أشعارهم وصف الوقائع و الفخر بالإنتصار والحرص على الشرف،ومن أجل ذلك سادت الأخلاق الحربية فيهم،وهي الشجاعة والكرم والوفاء،ومارس العرب من متع الحياة الصيد،وتفشت بينهم عادة شرب الخمر و لعب الميسر،وخاصة بين المترفين منهم،وقامت حياة العربي في الصحراء على أساس الاعتماد على النفس،ومواجهة الحياة بخيرها وشرها.وشاركت المرأة الرجل في كثير من شؤون الحياة ،وفي الحروب كن يخرجن لإثارة الحماسة،ومما يدل على مكانتها،أنه لا تكاد تخلو قصيدة من الافتتاح بذكرها والتغزل بها.
*(ب)أماسكان الحضر:فقد سكنوا المدن،وعاشوا في استقرار،واتخذوا الدور والقصور،وكانوا أقل شجاعة وأشد حبا للمال،وكان أهل اليمن أرسخ قدما في الحضارة،وقد نقل المؤرخون كثيرا من أحوالهم،في ثيابهم الفاخرة،وأطباق الذهب والفضة التي يأكلون فيها،وتزيين قصور أغنيائهم بأنواع الزينة،وقد أمدهم بذلك كثرة أموالهم عن طريق التجارة و الزراعة،وكانت (قريش) في مكة أكثر أهل الحجا




رد: مساعدة من فضلم

دروس اللسانيات العامة لسداسي الاول مدخل اصطلاحي
1. مفهوم علم اللسان (اللسانيات)
عبّرديسوسير (de Saussure) منذمايزيدعننصفقرنعنالمشاكلالتيتعترضالمقاربةالعلمية لظواهراللغة (ولكلالظواهرالإنسانية). فبينماتعملالعلومالأخرىعلىموضوعاتمحدّدةسلفايمكنتناو لهابعدذلكمنزوايانظرمختلفة،ففيميداناللسان،بعيداعنال قولأنالموضوعيسبقوجهةالنظر،يبدولناأنوجهةالنظرهيالتي تشكلالموضوع،وعلىأيةحالفإنلاشيءيخبرنامسبقاماإذاكانت إحدىزواياتناولالظاهرةنفسهاسابقةأملاحقةعنزواياالنظر الأخرى. ولهذاقالأيضاأنهيمكننادراسةاللسانمنعدةنواحفيآنواحد، لكنموضوعاللسانياتسيبدولناإذامجموعةمختلطةمنالأشياءغ يرالمتجانسة،دونرابطفيمابينها. فإذاتصرفناكذلك،فُتحالبابلعدةعلوم (علمالنفس،الانتروبولوجيا،النحوالمعياري،الفيلولوجيا ،إلخ…)،ويضافإليهاحالياالأكوستيك،الفيزيولوجيا،علم الأعصاب،الارطوفونيا،طبالأطفال،علمالاجتماع،الاثنولو جيا،الفلسفة.
اللسان،كموضوعمعقد،يمكنالتطرقإليهإذامنعدةوجهاتنظر؛ك خاصيةبشريةأوكظاهرةاجتماعيةأوكنمطلتسجيلالنصوص (الأدبيةمنهاعلىالخصوص) أوكمادةللتطبيقاتالتقنية. منهذاالمنطلقيتضحلناأنهيشكلموضوعدراسةللعديدمنالعلوم التيلاتنتميللعلومالإنسانيةأوالاجتماعيةفحسببلوتلكال منتميةلعلومالحياةوللعلومالدقيقةأيضا.
تعريفعلماللسان:
ماهوعلماللسان؟يتعلقهذاالحقلأساسابطبيعةاللغةوالتواص لاللغوي؛ تلك الأداة التي نستعملها يوميا لتبليغ الآخرين أفكارنا وما يدور بخلدنا. يبدوأنالبشرقدافتتنواباللغةوالتواصلمنذآلافالسنين،وح تىيومناهذاأينبدأفهمالطبيعةالمعقدةلهذاالوجهمنالحياة البشرية.
علماللسانأواللسانيات (علىقياسالرياضيات،والطبيعيات،والبصريات…) يقابلالمصطلحالأجنبي (linguistique) بالفرنسية،و(linguistics) بالانجليزية. يعودالفضلفيظهورهذاالعلمبمفهومهالمتدوالفيعصرناإلىال عالمالسويسريالمشهورفردينانديسوسير (Ferdinand de Saussure)،مؤسساللسانياتالحديثة.
يعتبرديسوسير أن الدراسةاللسانية ”هيدراسةمناللسانوإليه“دراسةعلميةموضوعية،مقصيابذلكك لالاعتباراتالتيلاتعدمنصميمموضوعاللسانيات. صحيحأنالعالمالنفسانيقدينظرفيأحداثالكلاملأنلهاجانبا سيكولوجيامهما. وينظرعالمالاجتماعفيهاأيضالارتباطهابالمجتمع؛كماينظر فيهاعالمالانثروبولوجياأيضا. ولكنفيكلهذهالأحوال،وفيغيرها،كليتناولاللسانوأحداثهم نجانبواحدوليسهوفيالحقيقةالموضوعالرئيسيالذيتطرقهالل سانياتالبحتة؛ولهذافإناللسانيات ”هيدراسةمناللسانوإليه“.
تهتم اللسانيات بموضوع اللغة من كل الجوانب:الدلالي، والنحوي، والصرفي، وكذا الصوتي. وتقوم الدراسة في اللسانيات على الموضوعية أي وصف اللغة كما هي عليه وتحليل جوانبها من أجل بيان حقيقتها دراسة بعيدة عن الذاتية والأهواء، وتتوخى الدقة في وصف نظام اللغة إعتمادا على الإستقراء والملاحظة التي تكشف عن خصائص اللغة كما هي في الواقع الاستعمالي لمستعمليها. لذلك فاللسانيات علم إستقرائي موضوعي تجريبي ومنهجي يقوم على الملاحظات والفرضيات والتجارب والمسلمات ويعني بالحقائق اللغوية القابلة للإختيار بالمبادئ الثابتة ويقنن نتائجه في صيغ مجردة ورموز رياضية.
والغايةمنهذاالعلمهيالتطلعإلىأسراراللسانكظاهرةبشرية عامةالوجود،ومنثمإلىالقانونالذىيضبطبنيتهومجاريهوتطو رهعلىمرالزمانوكيفيةاستعمالالناطقينله.
أما موضوع اللسانيات فقد وضعأندريمارتيني (André Martinet) تحديدادقيقايُرجعإليه؛قال:"إناللسانهوأداةتبليغ،يحصل علىمقياسهاتحليللمايخبرهالإنسانعلىخلافبينجماعةوأخرى . وينتهيهذاالتحليلإلىوحداتذاتمضمونمعنويوصوتملفوظوهيا لعناصرالدالةعلىمعنى (monèmes) ويتقطعهذاالصوتالملفوظبدورهإلىوحداتمميزةومتعاقبة: وهيالعناصرالصوتية (phonèmes) ويكونعددهامحصورافيكللسانوتختلفهيأيضامنحيثماهيتهاوا لنسبالقائمةبينهماباختلافالألسنة."
وللتصديلدراسةاللسانتوجهانأحدهماذونزعةحسيةنقليةيعتم دفيهاعلىالمشاهدةوالاستقراءانطلاقامنالمدونةاللغويةل معاينةالأحداثاللغويةوتصنيفهالاستنباطالقوانين،وذلكك مافعلالرواةالعربأوالهنودفيدراستهمللغاتهمقديما،والم دارسالبنويةالتيانبثقتعنتوجهاتديسوسير،مثلالمدرسةالو ظيفية،والمدرسةالبنويةالأمريكية. وأماالنزعةالثانيةفتعرفبالنزعةالعقليةالمبنيةعلىالاف تراضاتالاستنتاجيةالمنطلقةمنمسلماتثميستنتجمنهاقواعد بفعلعملياتمعينة ويمثل هذه النزعة المدرسة البصرية قديما، والمدرسة التوليدية التحويلية وعلى رأسها نوام تشومسكي حاليا.
مدخل تاريخي إلى الدراسات اللغوية قبل ظهور علم اللسان الحديث:
علماللسانالمعروفحديثالمينشأمنالعدمبلكاننتيجةسلسلةم نتطورالفكرالبشريحولموضوعهالرئيس ’اللغة‘،فلاعجبإذالفهمالنظرياتالحديثةالمبنيةعلىمفاه يمكانتنتيجةتطورطويلاستمرعدةقرونمنالرجوع إلىالدراساتالقديمة،وهوماسنشيرإليهباختصارشديد. والسؤالالمطروحهناهومتىنشأتاللسانيات؟
نشوءاللسانياتمسألةلايمكنالجزمفيها. يقولجورجمونان (Georges Mounin) ”يحددتاريخنشوءاللسانياتبحسبنظرةالباحثإليها،فمنالمم كنأنيقالأنهانشأتفيالقرنالخامسقبلالميلاد،أوفيسنة 1816 معفرانزبوب،أوفيسنة 1916 معديسوسير،أوفيسنة 1962 معتروبتزكوي،أوفيسنة 1956 معتشومسكي.“. يبينهذاالقولمدىاختلافالباحثينلافيتحديدعلماللسانالت حديدالعامموضوعاومنهجا،بلوفيتقييمالنظرياتالمذهبيةوم ايتبعهامنمناهجالتحليل.
بدايات التحليل العلمي للسان البشري:
الدراساتاللغويةقبلظهورعلماللسانالحديث
اختراع الكتابة
إن ”الذين اخترعوا الكتابة وطوروها هم في الحقيقة من أكبر اللسانيين، بل هم الذين ابتدعوا اللسانيات.“ هذا ما كتبه أنطوان ميي للتعبير عن أن أول تفكير علمي حول اللسان بدأه أولئك الذين فكروا في كيفية الحفاظ على الكلام الزائل الذي يتلاشى بتلاشي أصواته المنتشرة في الهواء. وهكذا تمكن بني البشر، بواسطة هذا الاختراع العظيم، من التواصل عبر مسافات بعيدة، بل وبين الأجيال المتعاقبة.
مرت الكتابة بأطوار؛ فبدأ الإنسان يستعمل للتعبير عن المعاني الصور كالنقوش على الحجر، وتسمى الكتابة التصويرية الرمزية للمعاني، وبعد مدة، وللتخفيف من مشاق الكتابة التصويرية وتعقيدها، وضع كتابة تصور رمزيا حروف الهجاء، وقد تم ذلك على يد الفينيقيين الذين جعلوا لكل حرف صوتي صورة واحدة بسيطة سهلة التصوير منذ ما يزيد عن الثلاثة آلاف سنة؛ ويعدهذا الاختراع امتداد للتطورات التي مست الأنظمة الكتابية على مدى قرون تعاقبت فيها الحضارات في بلاد الرافدين. وهكذا خرجت إلى الوجود الكتابة الأبجدية التي انتشرت في أكثر أنحاء العالم وكيفتها الأمم التي استعارتها منهم مثل اليونانيين الذين أضافوا صورا للصوائت غير الممثلة في أبجدية اليونانيين، وقد سميت حينها بالألفبائية المعروفة حاليا. كل هذا دليل واضح على قدم البحث وإعمال للتأمل في تحليل مدارج الكلام والتوصل إلى مستويي التحليل: مستوى العناصر الدالة، ومستوى العناصر غير الدالة، وتشخيصها بصفاتها الذاتية، والتمييز بينها بمقابلة بعضها ببعض.

الدراسات اللغوية عند الهنود:
الحضارة الهندية من الحضارات التي يشهد لها بعظمة إنجازاتها في مجالات عديدة كالطب، والفلسفة، والرياضيات، والهندسة. أما إنجازاتها في مجال الدراسات اللغوية فلا تخفى عن العيان لما تركوه من آثار مكتوبة غزيرة ذات قيمة علمية جمة. لقد وصل إلينا من جملة هذه الآثار كتاب خطير لأهم نحوي هندي يدعى بانيني. وهو لا يمثل في الواقع إلا حلقة متقدمة من أجيال النحاة الهنود الذين اهتموا بدراسة اللغة السنسكريتية (لغة الكتاب المقدس الفيدا) للحفاظ عليها من الضياع بسبب انتشار لغات أخرى مكانها في الهند.
جاء إذا كتاب بانيني المسمى ’الأست – أدهياي‘ ومعناه الكتب الثمانية متضمنا أربعة آلاف سوترة؛ وهي عبارات في غاية الإيجاز احتيجت إلى شروح كثيرة أهمها وأشهرها ال’مها بها سهيا‘ معناه: الشرح الكبير للنحوي الهندي المشهور ’باتنجالي‘ (150 ق.م.).
بنى الهنود دراساتهم اللغوية على المشاهدة والاستقراء (وهو منهج علمي أصيل)؛ فقد انطلقوا من خلال تصفح جزئيات اللغة السنسكريتية ومجاري كلامهم من مشافهة بعضهم لبعض، وبالنظر في النصوص القديمة. تميزت دراستهم بالمنهج الوصفي حيث ينظر إلى حالة اللغة في زمان معين ولا ينظر إلى التحولات التي تطرأ عليها على مر الأيام، وهذا يجعل من تحليلهم تحليلا بنويا كما نلفيه الآن في الدراسات اللغوية الحديثة أو ما كان سائدا عند العلماء العرب قديما.
الدراسات اللغوية عند الإغريق:
فيالقرنالسادسقبلالميلادبدأالفكرالإغريقييتبلورفيجمي عالميادين وعلى الأخص في مجال الفلسفة. ولذا فليس من المستغرب أن نجد ملاحظات عديدة حول اللغة فزيادة على تعليم النحو عندالنحاةالإغريقوهدفهم تلقينالمتعلمالكلاموالكتابة، مع ماعرفعنهؤلاءالنحاةأنهمأولعوابالنظرالعقليوالمنطقيفي اللغةوالنحو الذيعدوهجزءامنالفلسفة،وبالتاليمنالبحثالعامفيطبيعةا لعالمالذييحيطبهموالنواميسالاجتماعيةالتيتحيطبهموتتح كمفيهم.
ومنالمسائلالمثيرةللانتباهذلكالجدالالذيدامعدةقرونبي نعلماءالإغريقحولنشأةاللغةوأدىبهم إلىالانقسامإلىفريقين :الطبيعيونوالاصطلاحيون.يرىالفريقالأولوعلىرأسهأفلاط ونأناللغةمنصنعالطبيعةأيأنهاانحدرتمنأصلتحكمهقوانينخ الدةغيرقابلةللتغييروأخذتبهذاالرأيمدرسةالشذوذيينوعل ىرأسهاقراطيسومدرسةالرواقيينمؤسسهازينونحواليق300مأم االفريقالثانيالذييتزعمهأرسطوفيؤكدعلىأناللغةوليدةال عرفوالتقليدوالتزمبهذاالرأيالقياسيونوعلىرأسهمأرسترا خوسوالأبيقوريونوعلىرأسهمأبيقور.
وقامعددمنعلماءالإغريقبدراسةمظاهرالنحووالصرففياللغة الإغريقيةالقديمةومنهم بروتاغوراس الذي قامبتمييزالأجناسالثلاثةفياللغةالإغريقية :المذكروالمؤنثوالوسطوقسمالجملإلىأنواعحسبالوظائفالد لاليةالعامةللتركيبالنحويةالخاصةمثل: السؤالوالإثباتوالأمروالتمني. وأما أفلاطون فأولمنتحدثبإسهابعنالنحوالإغريقيفدرسظاهرةالافتراضوا لتداخلاللغويوبينوجودأصلأجنبيلعددكبيرمنالمفرداتالإغ ريقيةوقسمالجملةإلىإسميةوفعليةواكتفىبالتمييزبينالأس ماءوالأفعالورأىبأنالأسماءهيالعباراتالتيتدلعمنيقومب الحدثفيالجملةوأنالأفعالهيالعباراتالتيتدلعلىحدثأوصف ةفيالجملة.غير أن تلميذه أرسطو خالفه في أمورعدةمنهاالنظرةالفلسفيةللكون.وأصلاللغةوطبيعتهاوع لىعكسأستاذهفإنهلميقمبصياغةأصولالكلماتومعانيهالأنقض يةالمعنىالأصليبدتلهغيرمهمةعلىالإطلاقوذلكلاعتقادهبأ ناللغةوليدةالاصطلاحوالعرفوالتقليدويرىأرسطوأنكلشيءف يهذاالعالميتكونمنشكلومادة.واكتشفأرسطوأيضاصيغالفعلا لمختلفةفياللغةالإغريقيةوأكدعلىأنالتغيراتالمنتظمةفي أشكالالفعلترتبطارتباطاوثيقابمفهومزمنحدوثه.
لقدنظرنحاةالإغريقإلىالعالمبمنظارفلسفيميتافيريقي،فا صطبغتقواعدهمبصيغةفلسفيةعقلانيةأثرت أيما تأثير على الدراسات اللغوية الأوروبية.
***8195;
الدراسات اللغوية عند الرومان:
تأثر الرومانيونباليونانيين أشد التأثرومثال على هذا التأثر استمرار الصراع بين أصحاب القياس والشذوذ والطبيعة والاصطلاح ولذا حاولوا دائما إخضاع دراسة لغتهم إلى القوانين المسننة من طرف الإغريق واكتفوا بتبني ونشر أفكارهم.
كانت بدايات الدراسات اللغوية عند الرومان على يد الرواقي الشهير "قراطيس" لتشهد روما بعدها تدفق عدد كبير من العلماء الإغريق وعنهم أخذ الرومان الاهتمام بلغتهم اللغة اللاتينية.
الدراسات اللغوية عند العرب:
ترجع نشأة النحو العربي حسب الروايات المتوارثة إلى خشية المسلمين على القرآن الكريم من مخاطر اللحن والتحريف؛فقد كان مصحف عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه يعوزه الشكل والتنقيط مما أدى إلى انتشار اللحن بين أقوام من غير العرب قد دخلت في الإسلام فقام أبو الأسود الدؤلي بوضع الشكل نقاطا أملاها على كاتبه إذ يقول له: "إذ رأيتني فتحت فمي بالحرف فأنقط نقطة فوقه على أعلاه وإن ضممت فمي فأنقط بين يدي الحرف وإن كسرت فأنقط النقطة نقطتين ومن هذه الحادثة يتضح لنا أن النحو العربي قد وضع لخدمة أغراض تطبيقية بحتة.
والنحو عندهم كما يرى ابن جني: "والنحو هو انتحاء سمت كلام العرب…ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها بالفصاحة فينطق بها" هذا هو الهدف من النحو وكان العرب يعظمون النحو والنحاة حتى ذهب بهم الأمر إلى تسمية كتاب سبويه الكتاب بأنه قرآن النحو ومن النحاة العرب الأوائل الخليل بن احمد الفراهيدي100هـ-175هـ وكان قد عالج عدة نظريات تتعلق بالنحو والصرف والعروض والقياس والمعاجم والصوتيات؛وهذا ما جعل حسان تمام يقول عنه:إن دوره في بناء النظرية النحوية يضعه في منزلة النحاة لم يبلغها أحد قبله ولا بعده وقد بلغ النحو ذروته على يد سبويه، تلميذ الخليل، في أواخر القرن الثاني للهجرة. ومع انتشار الإسلام في العراق أصبحت الكوفة والبصرة مركزين من مراكز المسلمين فأنشأت مدرستان نحويتان هما مدرسة البصرة والكوفة وكان بينهما خلاف حاد في القضايا النحوية وتنافس شديد.
إن الدراسات النحوية العربية قد بلغت مستوى علمي رفيع ونضج فكري مستنير جمعت بين النقل والعقل والوصف والتحليل تناولت مظاهر عديدة لم يتطرق إليها علماء الغرب إلا في القرن العشرين ومنها المورفولوجيا والتركيب والدلالة والصوتيات وصناعة المعاجم.يقول برجشتراسر الألماني إنه لم يسبق الأوربيين في هذا العلم، أي الصوتيات، إلا قومان من أقوام الشرق هما أهل العرب والهنود و يقول فيرث الانجليزي: إن علم الأصوات قد نما وشب في خدمة لغتين مقدستين هما: السنسكريتية والعربية. ويقول فيشر« إذا استثنينا الصين لا يوجد شعب آخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب».
النحوالمقارن والدراسات التاريخية:
أولا: علم اللغة المقارن
كان لاكتشاف اللغة السنسكريتية في عام 1786م في الهند على يد وليام جونز أهمية كبرى في تاريخ الدراسات اللغوية؛ فقد ظهر جليا للدارسين إمكانية مقارنة اللغات وردها إلى لغة أم واحدة تفرعت عنها. وعلى إثر هذا الاكتشاف العظيم برز للوجود أسلوب مقارن هدفه الكشف عن أوجه القرابة بين اللغات ولا سيما بين اللغات الهندية الأوروبية. وقد برع في المجال المقارن كل من فريديرك فون شليجل، وفرانز بوب، وراسموس راسك، وشلايشر، وجاكوب غريم، إلى أن أصبح النحو المقارن في تحول بارز لنظرة الباحثين إليه دراسة تاريخية تعنى بالبحث التطوري والتعاقبي للغات.
ثانيا: اللسانياتالتاريخية:
هيدراسةتطور اللغةالواحدة عبرالأزمنةوكيفية المختلفةمنذالنشأةإلىالوقتالحاضرلمعرفتتاريخهامنذالع صورالأولى وأسبابالتغيرات الصوتيةوالنحويةوالدلالية التيتحدثإماداخللغةمعينةبواسطةالأفراد؛وإماخارجهاعنط ريقالاحتكاكباللغاتالأخرى.
وفيمايخصالمنهجالمتبعفياللسانياتالتاريخيةفإنالباحثي قومبجمععيناتلغويةمنالاسرةالواحدةويسجلالتطوراتالمتت اليةللكلمةالواحدةعبرمختلفالعصورثميحاولجاهدابناءالش كلالافتراضيالأولعلىأسسمنهجية تتمثل في: المنهجالمقارن،ومنهجإعادةالتركيبالداخلي، والمنهجالفيلولوجي.ومعنهايةالقرنالتاسععشرميلاديظهرت نتائجاللسانياتالتاريخيةمخيبة للآمال مماأدىإلىالاقتناعبضرورة التغيير. وكانأولمنأحدثالقطيعةالسويسريفيردينانديسويسرالذيطفق يحاضرفيفرعجديدمناللسانياتيعنىبدراسةاللغةدراسةوصفية .
علماللسانالحديث (فرديناندديسوسير):
يعود الفضل في ظهور اللسانيات الحديثة إلى نشر كتاب دي سوسير "محاضرات في اللسانيات العامة" (Cours de linguistique générale)سنة 1916 أي بعد ثلاث سنوات من وفاة صاحبه وهذا بعد أن جمع ألبير سيشهاي و شارل بالي محاضرات أستاذهما وقاما بتصفيفها ونشرها.
1. التعريفبموضوعالدراسةاللسانيةومنهجها
يقوم دي سوسير، في تأسيسه للسانيات الحديثة، بتوجيه مجموعة من الانتقادات للدراسات السابقة التي يقسمها إلى ثلاث مراحل هي:
مرحلة القواعد أو النحو المعياري: مؤاخذات دي سوسير لهذا المنهج الذي اعتمده الإغريق قبل أن يمتد إلى النحاة الفرنسيين من أتباع مدرسة بول رويال (Port Royal) تتمثل في:
– أن هذه الدراسة قائمة على المنطق بشكل جوهري، وهي خلو من أية نظرة علمية، سامقة على اللغة ذاتها، وتهدف إلى تقديم قواعد لتمييز الصيغ السليمة من الفاسدة؛
– إنها منحى معياري بعيد جدا عن الملاحظة الصرف وله رؤية ضيقة محدودة؛
مرحلة الفيلولوجيا التاريخية : تهدف هذه الدراسة إلى شرح النصوص القديمة وتفسيرها والبحث في خصائص أسلوب المؤلف بالاعتماد على المنهج التاريخي. عيوب هذه الدراسة، حسب دي سوسير، تتمثل في ما يلي:
– إنها تعتبر اللغة وسيلة وليست غاية؛
– تهتم بالنصوص المكتوبة وتقصي من اهتمامها الخطاب المنطوق، مع العلم أن اللغة ظاهرة منطوقة، وهذا ما جعلها تبتعد عن الدراسة العلمية الدقيقة؛
– إنها تعتمد على المنهج التاريخي العاجز عن الرؤية الشاملة للغة وعن الوصف العلمي الدقيق لنظامها ولمستويات التحليل الخاصة بها.
مرحلة الفيليولجيا المقارنة: تهدف هذه الدراسة إلى المقارنة بين لغتين فأكثر لكشف صلات القرابة بين اللغات؛ ظهرت مع اكتشاف اللغة السنسكريتية من قبل الأوروبيين على يد فرانز بوب (Frantz Bopp) واضع منهج النحو المقارن. ينتقد دي سوسير هذا النوع من الدراسات على النحو الآتي:
– إنها لم تكن لتقوى على تشكيل اللسانيات الحقيقية لكونها لم تتوخ استخلاص طبيعة غرض دراستها، أي أنها لم تحدد غرضا لمنهجها، بحيث إنها لم تكن تتساءل عن معنى التقارب الذي كانت تبحث عنه، ولم تهتم بأبعاد العلاقات التي كانت تكتشفها؛
– إن القواعد المقارنة لم تكن قادرة على الوصول إلى نتائج مهمة نظرا لكونها تحصر نفسها في المقارنة ولم تكن تاريخية؛
– إنها تعتمد على مبدأ خاطئ، وذلك حينما تكتفي بالبحث في الظاهرة الصوتية معزولة عن نظامها النحوي الآني الواردة فيه.
مهمة اللسانيات عند دي سوسير:
ما إن يفرغ دي سوسير في محاضراته من توجيه مجموعة الانتقادات للمناهج السابقة حتى يستقبلنا بالنظر في مهمة اللسانيات عنده وهي:
– السعي إلى الدراسة العلمية والموضوعية للسان البشري من خلال متابعة رصد شكله الآني الذي يبرز اللغة بوصفها بنى مترابطة ووحدات متعالقة بشكل منتظم ومتناسق يجعل منها نظاما من العناصر والقيم؛
– دراسة اللغة لذاتها ولأجل ذاتها؛
– تقديم الوصف والتأريخ لمجموع اللغات وهذا يعني سرد تاريخ الأسر اللغوية، وإعادة بناء اللغات الأم في كل منها ما أمكنها ذلك؛
– البحث عن القوى الموجودة في اللغات كافة، وبطريقة شمولية متواصلة، ثم استخلاص القوانين العامة التي يمكن أن ترد إليها كل ظواهر التاريخ الخاصة؛
– تحديد نفسها والاعتراف بنفسها وذلك باستقلالها عن باقي العلوم الأخرى.
منهج اللسانيات عند دي سوسير:
تعتمد النظرية التي وضعها وجردها دي سوسير على مجموعة من المبادئ التي لخصها لنا العلامة عبد الرحمن الحاج صالح في ما يلي، على أن يتم الحديث بالتفصيل عنها لاحقا:
– بناء دي سوسير لنظرية الدليل اللغوي من خلال تحديده للعلاقة القائمة بين الدال والمدلول، تفسر ماهية الدلالة اللغوية إلى حد ما. وإشارته بعد هذا إلى وجود علم أشمل من علم اللسان يتضمنه ويتضمن الأنظمة الدلالية التبليغية الأخرى، يسميه السيميولوجيا أو علم الأدلة أو علم السيمياء؛
– تمييزه بين اللغة والكلام؛ فاللغة وضع (code) (أو مجموعة منتظمة من الرموز) تصطلح عليها الجماعة ويشترك في استعمالها جميع أفرادها، وأما الكلام فتأدية فردية للغة. وخروجه بعد ذلك إلى الحكم بأن اللغة بهذا المعنى أي بما هو قدر مشترك، هي صورة وليس بمادة؛
– تحديده، بناء على هذا، لموضوع اللسانيات: هو اللغة لا الكلام في ذاته وإن كانت اللغة لا تظهر ولا يمكن مشاهدتها إلا من خلال الكلام أي من تأدية كل فرد لها ومن كيفية استعمال مجموع الأفراد لها. أما الظواهر الخاصة بالكلام فدراستها وإن كانت ضرورية لدراسة اللسان إلا أنها لاحقة بها وليست هي غاية علم اللسان في حد ذاته؛
– توضيحه لمعنى الارتباط في قول العلماء “إن اللسان نظام (Système) ترتبط فيه جميع أجزائه بعضها ببعض” على أساس اتحاد الهويات واختلافها أي على أن العناصر اللغوية في ذاتها أمثلة تبقى هي هي في أذهان المتخاطبين وإن اختلفت تأدياتها وعلى أن كل واحد منها يكسب هويته عند المتخاطبين بمخالفته ومقابلته لغيره (مبدأ التقابل). إلا أن الاختلاف – بمعنى التباين والتقابل- هو جوهر النظام نفسه. فاللغة كصورة هي مجموع المباينات (التقابلات) الحاصلة بين عناصره وعلى هذا فكل عنصر فيها كيان تبايني أو تفاضلي ونسبي وسالب غير موجب لأنه ينتج عن مقابلته لكل واحد من العناصر الأخرى ويتحصل وجوده بالنسبة إلى غيره ولا شيء يعتبر في نفسه إلا بالإضافة إلى غيره؛
– تمييزه بين نوعين من الدراسة: الزمانية والآنية. وأن النظام الللغوي في عمله الآني لا يمكن تفسيره بالعوامل التاريخية الطارئة بل يرد إلى النظام في حد ذاته وهذا ما لا يمكن ضمان نتائجه إلا عن طريق دراسة اللغة في زمن معين يكون حينها النظام اللغوي في حالة استقرار.
2. مفهومالبنية (النظام) عندديسوسير:
***8592; شجرة
***8592; حصان
يؤاخذديسوسيرسابقيهعلىرؤيتهمالمشظيةللغة لاعتبارهماللغةمدونةأيقائمةمنالعناصرالتيتحيلفردياوب طريقةمستقلةإلىأشياءالعالم.
مثال: كلمةشجرةتطابقمباشرةالشيءالممثلفيالرسموكذاالأمربالن سبةلكلمةحصانالمطابقةللحيوانالمرسومههنا. ومن ثم فلكلشيءفيالعالماسميعينهويطابقه. معرفةلغةماهوإذامعرفةالأسماءالتيتعينأشياءالعالم؛ وهذا ما ينتج عنه وجود لغة واحدة مشتركة بين جميع أبناء البشر غير أن الواقع يكذب هذه الفكرة.
وبالمقابل فإن دي سوسير عرف اللغة على أنها كلمنظم،وهينظام(système) يتحددبداخلهكلعنصرانطلاقامنالعلاقاتالتييقيمهامعالعن اصرالأخرى. وأن اللغةلاتقتصرعلىقائمةمنالأسماء (مدونة) لكنعلىنظاممنالعلامات (signes). وبذلك أصبحت فكرةأناللغةتشكلنظاماأساسيةوهيالتيتشكلالأطروحةالرئي سةالتيتحددتانطلاقامنديسوسيروهيالتيتعطيلمفهومالنظام دورامركزيا.
تعريفالنظام
نظامماهومجموعةمنالعناصرالمتجانسة: ومنهناوجبتحديدعناصرنظاماللغة،وسوفنرىأنديسوسيرلايست عملمصطلح ”كلمة“(mot) بل ”العلامة“ (signe). لاتتحددقيمةالعناصرإلاسلبيامنخلالالتقابلاتالتيتقيمه افيمابينها على أساس اتحاد الهويات واختلافها.
فينظامماالعلاقاتبينالعناصر(العلامات) هيالتيتعلوعلىالعناصرولذاوجبتحديدالطبيعةالدقيقةللعل اقاتبينعناصرالنظاماللغو، فبعد أن يتم تصنيف العناصر، والنظر في العلاقات القائمة في ما بينها، يستطيع الباحث الكشف عن القانون المنظم لهذه العلاقات بين العناصر، اللغوية هنا، وهذا هو هدف اللسانيات المعلن.
3. أهمثنائياتديسوسير
– اللغةوالكلام:
خلص دي سوسير، بعد النظر في الوقائع اللغوية إلى تحديد ثلاثة مفاهيم تعد أساس النظرية اللسانية الحديثة؛ وهي:
أ‌. اللسان:
اللسان ملكة يشترك فيها جميع بني البشر وتتجلى في تلك القدرة البشرية، أو في ذلك الاستعداد الذي يولد به الطفل ويؤهله لاكتساب اللغة من المجتمع واستعمالها. وهذا الاستعداد يجعل من الإنسان مختلفا جدا عن باقي الكائنات الحية الأخرى ولا سيما الحيوانات التي تولد وهي مزودة أصلا، غريزيا، بنظام تواصلي.
ب‌. اللغة:
هي تلك القواعد، الصوتية، والصرفية، والتركيبية، …، التي يتواضع عليه الناس وتتموضع بشكل لا شعوري على مستوى أدمغة المتكلمين من المجموعة اللسانية الواحدة.
ج. الكلام:
هو الإنجاز الفعلي للغة؛ وهو عبارة عن سلسلة صوتية يتصل بعضها بعضها الآخر إتصالا وثيقا، فنحن لا نتكلم أصواتا منفردة و إنما كلمات وجمل وملفوظات. وتتشكل آلية الكلام من جانبين: جانب عضوي، وجانب نفسي. وحركة الكلام تبدأ من الرباط النفسي أو العقلي الذي سبق الاتفاق عليه في عقول المتكلمين بين دلالة معينة ومجموعة من الأصوات ترمز إليها وسرعان ما تنتقل إلى عملية عضوية عن طريق إشارات عصبية يرسلها العقل إلى الجهاز النطقي لإنتاج الصوت المطلوب وفي الحال تبدأ مهمة الجهاز النطقي الذي يصدر أصوات متتابعة مسموعة تنتقل عن طريق الموجات الصوتية أذن السامع وأذن السامع بدورها توصل الرمز الصوتي الذي استقبله إلى العقل الذي يعطي هذه الرموز ومدلوله أسواء اتفق الفهم تماما مع ما في ذهن المتكلم أم لا.
إن سر العملية الكلامية كلها يكمن في تلك الصلة القائمة في عقول إثنين بين الرمز والمدلول وما عدا ذلك من العملية الكلامية فهو عضوي طبيعي ميكانيكي.
إن التقابل بين اللغة والكلام أنتج مجموعة من الظواهر المتفاوتة يمكن وصفها:
اللغة ضرورية عند دي سوسير لكي يكون اللفظ واضحا ومفهوما ولكي يحدث تأثيراتها إلا أن اللفظ ضروري لكي يقوم اللغة.فالعلاقة بينهم علاقة الجوهر بالعرض.
اللغة: – ثابتة ومستقرة إلى حد ما؛
– تفرض علينا من الخارج ويكتسبها الفرد بطريقة سلبية ويكون ذلك عادة في الطفولة؛
– لا يمكن أن تتغير أو تستبدل تبعا لمزاج الفرد وأن أي ابتكار خارج لابد له من موافقة الجماعة اللغوية قبل أن تجد طريقة إلى نظام اللغة؛
– نتاج الجماعة و ملك لهم.
الكلام: – شيء عابر سريع الزوال؛
– نشاط متعمد مقصود؛
– يتسم بالفردية.
وبما أن دي سوسير انطلق في تحديده لعلم اللسان من مفهوم اللغة باعتبارها نظاما فقد قدم اللغة في الدراسة على الكلام؛ وهذا متوقع من دي سوسير الذي بنى نظريته على مفهوم النظام أو البنية فحتى تكون الدراسة بنوية، من الضروري أن تجعل من اللغة منطلقا لها أي إيلاء الأسبقية للسانيات اللغة على لسانيات الكلام.
غير أن المشكلة القائمة هنا هو عدم تمكن الباحث من ملاحظة اللغة بحكم أنها ضمنية متوضعة في دماغ الناطقين وأنه لحد الساعة لا يمكن لعلم تشريح الدماغ من الوصول إلى المناطق المخصصة للغة لمعرفة ما هي عليه في الواقع، فهنا يتدخل الكلام باعتباره نتاجا للغة ليكون الدليل على القواعد اللغوية، فيلجأ الباحث مضطرا للعمل على مدونة كلامية ليصنف أولا الوحدات اللغوية على مختلف مستوياتها، وليلاحظ العلاقات القائمة بينها وحتى كشف أو يستقرأ القوانين التي سمحت بإيجاد تلك الصيغ الشكلية والتعابير المادية أي الكلام.
الدالوالمدلول
1. تمهيد:
نقل المعنى من شخص إلى آخر يرتكز على وجود الدليل اللغوي. كان دي سوسير سباقا إلى تحديد هذا المفهوم الهام بطريقة دقيقة بواسطة المفاهيم الآتية:
يتكون الدليل من قسمين:
ا) القسم المادي: الدال (الصورة السمعية، الصورة العقلية للدليل، التمثل العقلي الصوتي)
ب) القسم غير المادي: المدلول (القسم المفهومي للدليل، المفهوم).

الدليل االلغوي هو إذا اجتماع دليل ومدلول (المعنى). ومن الصعب تصور أحدهما دون الآخر.
المدلول يتشكل من عناصر دلالية تسمى بالسمات الدلالية وهو مفهوم نابع من علم الدلالة. السمات الدلالية تعرض عادة من قبل اللسانيين على شكل خصائص ثنائية (فاعلة أو غير فاعلة تكتب بواسطة ”+“ أو ”-“.
مثال:
المدلول (رجل) يمكنه أن يضم السمات الدلالية الآتية:
[+ حيوان] [+ عاقل]. وبتحديد أن الرجل حيوان عاقل نقابله بالحيوان غير العاقل، ونقابله بالجماد، وبالنبات وهي ليست حيوانات.
2. دي سوسير والدليل اللغوي
"إن العلامة اللغوية لا تربط شيئا باسم بل تصورا بصورة سمعية، وهذه الأخيرة ليست الصوت المادي، الذي هو شيء فيزيائي صرف، بل هي الدفع النفسي لهذا الصوت…
إن العلامة الألسنية إذن هي كيان نفسي ذو وجهين يمكن تمثيله بالشكل التالي…"

يمكننا إعادة بناء تصور دي سوسير للعلامة اللسانية حسب الشكل الآتي:

3. خصائص الدليل اللغوي
إعتباطي: العلاقة التي تربط الدال بالمدلول علاقة وضعية غير طبعية غير حتمية. يقولعبدالقاهرالجرجاني "إنالكلمةالمفردةفيدلالتهاعلىمعناهاليستمنإملاءا لعقل بلهيمحضاتفاقفلوأنواضعاللغةقدقال " رضبمكانضرب" لماكانفيذلكمايؤديإلىفساد".
غير أن هناك استثناء يتمثل في الدال المحاكي للصوت الطبيعي مثل: مواء القطة، صياح الديك…إلخ. نتنبه إلى أن هذا التطابق نسبي على كل حال إذ كل لغة تستعمله بشكل خاص بها وفق تمثل الواقع الخارجي من قبل المتكلمين مثل: صوت البط: عند الفرنسيين: (couin – couin، وعند الانجليز: (quack – quack)
وضعي: لكي يتفاهم أعضاء مجموعة واحدة يجب أن يتفقوا على نفس الوضع أو على نفس العلامات.
خطي: الدال يتسلل بطريقة خطية وفق المحور الزمني. يلزمنا مدة معينة للتلفظ بكلمة فالأصوات في كلمة ”رجل“ تتعاقب الواحد تلو الآخر بطريقة مضبوطة حتى يحصل التفاهم
كيان تفاضلي سلبي: تجرى مجاريه بوجوده أو بعدم وجوده فهو يدل على مدلوله عند مقابلته مع دليل آخر وهو ينتمي إلى نظام، نظام اللغة المعينة ولا يكتسب قيمته إلا عند تقابله مع أدلة أخرى تنتمي إلى نفس النظام.
ثبوت العلامة وتغيرها: تمتاز اللغة بالجمود ونتاج قوى تاريخية تقاوم كل تغير اعتباطي ولذا يستبعد حدوث تغير لغوي مفاجئ وسريع. وبالمقابل تتغير اللغة بالتدريج عبر الزمن من ناحية المفردات ومعانيها ومهما تكن قوى التغير فإنها تؤدي إلى تبدل العلاقة بين الدال والمدلول.
4. نقد 1
يقصي دي سوسير ”المرجع“، أي الشيء الخارجي الذي تحيل عليه العلامة اللسانية، من مكونات العلامة اللغوية، واعترض عليه أوقدن و ريتشارد معتبرين أن المرجع مكون هام من مكونات العلامة وعبرا عن فكرتهما في الشكل الآتي:

5. نقد 2
اعترض إميل بنفنيست على دي سوسير في مفهوم العلاقة الاعتباطية بين الدال والمدلول على أنه حكم خاطئ فالعلاقة الاعتباطية هي بين الدال والشيء الموجود في الواقع الخارجي. ويرى بنفنيست أن الربط الجوهري بين الدال والمدلول ليس اعتباطيا بل العلاقة تلازمية أي أن أحدهما سبب في وجود الآخر.




رد: مساعدة من فضلم

دروس اللسانيات العامة لسداسي الاول مدخل اصطلاحي
1. مفهوم علم اللسان (اللسانيات)
عبّرديسوسير (de Saussure) منذمايزيدعننصفقرنعنالمشاكلالتيتعترضالمقاربةالعلمية لظواهراللغة (ولكلالظواهرالإنسانية). فبينماتعملالعلومالأخرىعلىموضوعاتمحدّدةسلفايمكنتناو لهابعدذلكمنزوايانظرمختلفة،ففيميداناللسان،بعيداعنال قولأنالموضوعيسبقوجهةالنظر،يبدولناأنوجهةالنظرهيالتي تشكلالموضوع،وعلىأيةحالفإنلاشيءيخبرنامسبقاماإذاكانت إحدىزواياتناولالظاهرةنفسهاسابقةأملاحقةعنزواياالنظر الأخرى. ولهذاقالأيضاأنهيمكننادراسةاللسانمنعدةنواحفيآنواحد، لكنموضوعاللسانياتسيبدولناإذامجموعةمختلطةمنالأشياءغ يرالمتجانسة،دونرابطفيمابينها. فإذاتصرفناكذلك،فُتحالبابلعدةعلوم (علمالنفس،الانتروبولوجيا،النحوالمعياري،الفيلولوجيا ،إلخ…)،ويضافإليهاحالياالأكوستيك،الفيزيولوجيا،علم الأعصاب،الارطوفونيا،طبالأطفال،علمالاجتماع،الاثنولو جيا،الفلسفة.
اللسان،كموضوعمعقد،يمكنالتطرقإليهإذامنعدةوجهاتنظر؛ك خاصيةبشريةأوكظاهرةاجتماعيةأوكنمطلتسجيلالنصوص (الأدبيةمنهاعلىالخصوص) أوكمادةللتطبيقاتالتقنية. منهذاالمنطلقيتضحلناأنهيشكلموضوعدراسةللعديدمنالعلوم التيلاتنتميللعلومالإنسانيةأوالاجتماعيةفحسببلوتلكال منتميةلعلومالحياةوللعلومالدقيقةأيضا.
تعريفعلماللسان:
ماهوعلماللسان؟يتعلقهذاالحقلأساسابطبيعةاللغةوالتواص لاللغوي؛ تلك الأداة التي نستعملها يوميا لتبليغ الآخرين أفكارنا وما يدور بخلدنا. يبدوأنالبشرقدافتتنواباللغةوالتواصلمنذآلافالسنين،وح تىيومناهذاأينبدأفهمالطبيعةالمعقدةلهذاالوجهمنالحياة البشرية.
علماللسانأواللسانيات (علىقياسالرياضيات،والطبيعيات،والبصريات…) يقابلالمصطلحالأجنبي (linguistique) بالفرنسية،و(linguistics) بالانجليزية. يعودالفضلفيظهورهذاالعلمبمفهومهالمتدوالفيعصرناإلىال عالمالسويسريالمشهورفردينانديسوسير (Ferdinand de Saussure)،مؤسساللسانياتالحديثة.
يعتبرديسوسير أن الدراسةاللسانية ”هيدراسةمناللسانوإليه“دراسةعلميةموضوعية،مقصيابذلكك لالاعتباراتالتيلاتعدمنصميمموضوعاللسانيات. صحيحأنالعالمالنفسانيقدينظرفيأحداثالكلاملأنلهاجانبا سيكولوجيامهما. وينظرعالمالاجتماعفيهاأيضالارتباطهابالمجتمع؛كماينظر فيهاعالمالانثروبولوجياأيضا. ولكنفيكلهذهالأحوال،وفيغيرها،كليتناولاللسانوأحداثهم نجانبواحدوليسهوفيالحقيقةالموضوعالرئيسيالذيتطرقهالل سانياتالبحتة؛ولهذافإناللسانيات ”هيدراسةمناللسانوإليه“.
تهتم اللسانيات بموضوع اللغة من كل الجوانب:الدلالي، والنحوي، والصرفي، وكذا الصوتي. وتقوم الدراسة في اللسانيات على الموضوعية أي وصف اللغة كما هي عليه وتحليل جوانبها من أجل بيان حقيقتها دراسة بعيدة عن الذاتية والأهواء، وتتوخى الدقة في وصف نظام اللغة إعتمادا على الإستقراء والملاحظة التي تكشف عن خصائص اللغة كما هي في الواقع الاستعمالي لمستعمليها. لذلك فاللسانيات علم إستقرائي موضوعي تجريبي ومنهجي يقوم على الملاحظات والفرضيات والتجارب والمسلمات ويعني بالحقائق اللغوية القابلة للإختيار بالمبادئ الثابتة ويقنن نتائجه في صيغ مجردة ورموز رياضية.
والغايةمنهذاالعلمهيالتطلعإلىأسراراللسانكظاهرةبشرية عامةالوجود،ومنثمإلىالقانونالذىيضبطبنيتهومجاريهوتطو رهعلىمرالزمانوكيفيةاستعمالالناطقينله.
أما موضوع اللسانيات فقد وضعأندريمارتيني (André Martinet) تحديدادقيقايُرجعإليه؛قال:"إناللسانهوأداةتبليغ،يحصل علىمقياسهاتحليللمايخبرهالإنسانعلىخلافبينجماعةوأخرى . وينتهيهذاالتحليلإلىوحداتذاتمضمونمعنويوصوتملفوظوهيا لعناصرالدالةعلىمعنى (monèmes) ويتقطعهذاالصوتالملفوظبدورهإلىوحداتمميزةومتعاقبة: وهيالعناصرالصوتية (phonèmes) ويكونعددهامحصورافيكللسانوتختلفهيأيضامنحيثماهيتهاوا لنسبالقائمةبينهماباختلافالألسنة."
وللتصديلدراسةاللسانتوجهانأحدهماذونزعةحسيةنقليةيعتم دفيهاعلىالمشاهدةوالاستقراءانطلاقامنالمدونةاللغويةل معاينةالأحداثاللغويةوتصنيفهالاستنباطالقوانين،وذلكك مافعلالرواةالعربأوالهنودفيدراستهمللغاتهمقديما،والم دارسالبنويةالتيانبثقتعنتوجهاتديسوسير،مثلالمدرسةالو ظيفية،والمدرسةالبنويةالأمريكية. وأماالنزعةالثانيةفتعرفبالنزعةالعقليةالمبنيةعلىالاف تراضاتالاستنتاجيةالمنطلقةمنمسلماتثميستنتجمنهاقواعد بفعلعملياتمعينة ويمثل هذه النزعة المدرسة البصرية قديما، والمدرسة التوليدية التحويلية وعلى رأسها نوام تشومسكي حاليا.
مدخل تاريخي إلى الدراسات اللغوية قبل ظهور علم اللسان الحديث:
علماللسانالمعروفحديثالمينشأمنالعدمبلكاننتيجةسلسلةم نتطورالفكرالبشريحولموضوعهالرئيس ’اللغة‘،فلاعجبإذالفهمالنظرياتالحديثةالمبنيةعلىمفاه يمكانتنتيجةتطورطويلاستمرعدةقرونمنالرجوع إلىالدراساتالقديمة،وهوماسنشيرإليهباختصارشديد. والسؤالالمطروحهناهومتىنشأتاللسانيات؟
نشوءاللسانياتمسألةلايمكنالجزمفيها. يقولجورجمونان (Georges Mounin) ”يحددتاريخنشوءاللسانياتبحسبنظرةالباحثإليها،فمنالمم كنأنيقالأنهانشأتفيالقرنالخامسقبلالميلاد،أوفيسنة 1816 معفرانزبوب،أوفيسنة 1916 معديسوسير،أوفيسنة 1962 معتروبتزكوي،أوفيسنة 1956 معتشومسكي.“. يبينهذاالقولمدىاختلافالباحثينلافيتحديدعلماللسانالت حديدالعامموضوعاومنهجا،بلوفيتقييمالنظرياتالمذهبيةوم ايتبعهامنمناهجالتحليل.
بدايات التحليل العلمي للسان البشري:
الدراساتاللغويةقبلظهورعلماللسانالحديث
اختراع الكتابة
إن ”الذين اخترعوا الكتابة وطوروها هم في الحقيقة من أكبر اللسانيين، بل هم الذين ابتدعوا اللسانيات.“ هذا ما كتبه أنطوان ميي للتعبير عن أن أول تفكير علمي حول اللسان بدأه أولئك الذين فكروا في كيفية الحفاظ على الكلام الزائل الذي يتلاشى بتلاشي أصواته المنتشرة في الهواء. وهكذا تمكن بني البشر، بواسطة هذا الاختراع العظيم، من التواصل عبر مسافات بعيدة، بل وبين الأجيال المتعاقبة.
مرت الكتابة بأطوار؛ فبدأ الإنسان يستعمل للتعبير عن المعاني الصور كالنقوش على الحجر، وتسمى الكتابة التصويرية الرمزية للمعاني، وبعد مدة، وللتخفيف من مشاق الكتابة التصويرية وتعقيدها، وضع كتابة تصور رمزيا حروف الهجاء، وقد تم ذلك على يد الفينيقيين الذين جعلوا لكل حرف صوتي صورة واحدة بسيطة سهلة التصوير منذ ما يزيد عن الثلاثة آلاف سنة؛ ويعدهذا الاختراع امتداد للتطورات التي مست الأنظمة الكتابية على مدى قرون تعاقبت فيها الحضارات في بلاد الرافدين. وهكذا خرجت إلى الوجود الكتابة الأبجدية التي انتشرت في أكثر أنحاء العالم وكيفتها الأمم التي استعارتها منهم مثل اليونانيين الذين أضافوا صورا للصوائت غير الممثلة في أبجدية اليونانيين، وقد سميت حينها بالألفبائية المعروفة حاليا. كل هذا دليل واضح على قدم البحث وإعمال للتأمل في تحليل مدارج الكلام والتوصل إلى مستويي التحليل: مستوى العناصر الدالة، ومستوى العناصر غير الدالة، وتشخيصها بصفاتها الذاتية، والتمييز بينها بمقابلة بعضها ببعض.

الدراسات اللغوية عند الهنود:
الحضارة الهندية من الحضارات التي يشهد لها بعظمة إنجازاتها في مجالات عديدة كالطب، والفلسفة، والرياضيات، والهندسة. أما إنجازاتها في مجال الدراسات اللغوية فلا تخفى عن العيان لما تركوه من آثار مكتوبة غزيرة ذات قيمة علمية جمة. لقد وصل إلينا من جملة هذه الآثار كتاب خطير لأهم نحوي هندي يدعى بانيني. وهو لا يمثل في الواقع إلا حلقة متقدمة من أجيال النحاة الهنود الذين اهتموا بدراسة اللغة السنسكريتية (لغة الكتاب المقدس الفيدا) للحفاظ عليها من الضياع بسبب انتشار لغات أخرى مكانها في الهند.
جاء إذا كتاب بانيني المسمى ’الأست – أدهياي‘ ومعناه الكتب الثمانية متضمنا أربعة آلاف سوترة؛ وهي عبارات في غاية الإيجاز احتيجت إلى شروح كثيرة أهمها وأشهرها ال’مها بها سهيا‘ معناه: الشرح الكبير للنحوي الهندي المشهور ’باتنجالي‘ (150 ق.م.).
بنى الهنود دراساتهم اللغوية على المشاهدة والاستقراء (وهو منهج علمي أصيل)؛ فقد انطلقوا من خلال تصفح جزئيات اللغة السنسكريتية ومجاري كلامهم من مشافهة بعضهم لبعض، وبالنظر في النصوص القديمة. تميزت دراستهم بالمنهج الوصفي حيث ينظر إلى حالة اللغة في زمان معين ولا ينظر إلى التحولات التي تطرأ عليها على مر الأيام، وهذا يجعل من تحليلهم تحليلا بنويا كما نلفيه الآن في الدراسات اللغوية الحديثة أو ما كان سائدا عند العلماء العرب قديما.
الدراسات اللغوية عند الإغريق:
فيالقرنالسادسقبلالميلادبدأالفكرالإغريقييتبلورفيجمي عالميادين وعلى الأخص في مجال الفلسفة. ولذا فليس من المستغرب أن نجد ملاحظات عديدة حول اللغة فزيادة على تعليم النحو عندالنحاةالإغريقوهدفهم تلقينالمتعلمالكلاموالكتابة، مع ماعرفعنهؤلاءالنحاةأنهمأولعوابالنظرالعقليوالمنطقيفي اللغةوالنحو الذيعدوهجزءامنالفلسفة،وبالتاليمنالبحثالعامفيطبيعةا لعالمالذييحيطبهموالنواميسالاجتماعيةالتيتحيطبهموتتح كمفيهم.
ومنالمسائلالمثيرةللانتباهذلكالجدالالذيدامعدةقرونبي نعلماءالإغريقحولنشأةاللغةوأدىبهم إلىالانقسامإلىفريقين :الطبيعيونوالاصطلاحيون.يرىالفريقالأولوعلىرأسهأفلاط ونأناللغةمنصنعالطبيعةأيأنهاانحدرتمنأصلتحكمهقوانينخ الدةغيرقابلةللتغييروأخذتبهذاالرأيمدرسةالشذوذيينوعل ىرأسهاقراطيسومدرسةالرواقيينمؤسسهازينونحواليق300مأم االفريقالثانيالذييتزعمهأرسطوفيؤكدعلىأناللغةوليدةال عرفوالتقليدوالتزمبهذاالرأيالقياسيونوعلىرأسهمأرسترا خوسوالأبيقوريونوعلىرأسهمأبيقور.
وقامعددمنعلماءالإغريقبدراسةمظاهرالنحووالصرففياللغة الإغريقيةالقديمةومنهم بروتاغوراس الذي قامبتمييزالأجناسالثلاثةفياللغةالإغريقية :المذكروالمؤنثوالوسطوقسمالجملإلىأنواعحسبالوظائفالد لاليةالعامةللتركيبالنحويةالخاصةمثل: السؤالوالإثباتوالأمروالتمني. وأما أفلاطون فأولمنتحدثبإسهابعنالنحوالإغريقيفدرسظاهرةالافتراضوا لتداخلاللغويوبينوجودأصلأجنبيلعددكبيرمنالمفرداتالإغ ريقيةوقسمالجملةإلىإسميةوفعليةواكتفىبالتمييزبينالأس ماءوالأفعالورأىبأنالأسماءهيالعباراتالتيتدلعمنيقومب الحدثفيالجملةوأنالأفعالهيالعباراتالتيتدلعلىحدثأوصف ةفيالجملة.غير أن تلميذه أرسطو خالفه في أمورعدةمنهاالنظرةالفلسفيةللكون.وأصلاللغةوطبيعتهاوع لىعكسأستاذهفإنهلميقمبصياغةأصولالكلماتومعانيهالأنقض يةالمعنىالأصليبدتلهغيرمهمةعلىالإطلاقوذلكلاعتقادهبأ ناللغةوليدةالاصطلاحوالعرفوالتقليدويرىأرسطوأنكلشيءف يهذاالعالميتكونمنشكلومادة.واكتشفأرسطوأيضاصيغالفعلا لمختلفةفياللغةالإغريقيةوأكدعلىأنالتغيراتالمنتظمةفي أشكالالفعلترتبطارتباطاوثيقابمفهومزمنحدوثه.
لقدنظرنحاةالإغريقإلىالعالمبمنظارفلسفيميتافيريقي،فا صطبغتقواعدهمبصيغةفلسفيةعقلانيةأثرت أيما تأثير على الدراسات اللغوية الأوروبية.
***8195;
الدراسات اللغوية عند الرومان:
تأثر الرومانيونباليونانيين أشد التأثرومثال على هذا التأثر استمرار الصراع بين أصحاب القياس والشذوذ والطبيعة والاصطلاح ولذا حاولوا دائما إخضاع دراسة لغتهم إلى القوانين المسننة من طرف الإغريق واكتفوا بتبني ونشر أفكارهم.
كانت بدايات الدراسات اللغوية عند الرومان على يد الرواقي الشهير "قراطيس" لتشهد روما بعدها تدفق عدد كبير من العلماء الإغريق وعنهم أخذ الرومان الاهتمام بلغتهم اللغة اللاتينية.
الدراسات اللغوية عند العرب:
ترجع نشأة النحو العربي حسب الروايات المتوارثة إلى خشية المسلمين على القرآن الكريم من مخاطر اللحن والتحريف؛فقد كان مصحف عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه يعوزه الشكل والتنقيط مما أدى إلى انتشار اللحن بين أقوام من غير العرب قد دخلت في الإسلام فقام أبو الأسود الدؤلي بوضع الشكل نقاطا أملاها على كاتبه إذ يقول له: "إذ رأيتني فتحت فمي بالحرف فأنقط نقطة فوقه على أعلاه وإن ضممت فمي فأنقط بين يدي الحرف وإن كسرت فأنقط النقطة نقطتين ومن هذه الحادثة يتضح لنا أن النحو العربي قد وضع لخدمة أغراض تطبيقية بحتة.
والنحو عندهم كما يرى ابن جني: "والنحو هو انتحاء سمت كلام العرب…ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها بالفصاحة فينطق بها" هذا هو الهدف من النحو وكان العرب يعظمون النحو والنحاة حتى ذهب بهم الأمر إلى تسمية كتاب سبويه الكتاب بأنه قرآن النحو ومن النحاة العرب الأوائل الخليل بن احمد الفراهيدي100هـ-175هـ وكان قد عالج عدة نظريات تتعلق بالنحو والصرف والعروض والقياس والمعاجم والصوتيات؛وهذا ما جعل حسان تمام يقول عنه:إن دوره في بناء النظرية النحوية يضعه في منزلة النحاة لم يبلغها أحد قبله ولا بعده وقد بلغ النحو ذروته على يد سبويه، تلميذ الخليل، في أواخر القرن الثاني للهجرة. ومع انتشار الإسلام في العراق أصبحت الكوفة والبصرة مركزين من مراكز المسلمين فأنشأت مدرستان نحويتان هما مدرسة البصرة والكوفة وكان بينهما خلاف حاد في القضايا النحوية وتنافس شديد.
إن الدراسات النحوية العربية قد بلغت مستوى علمي رفيع ونضج فكري مستنير جمعت بين النقل والعقل والوصف والتحليل تناولت مظاهر عديدة لم يتطرق إليها علماء الغرب إلا في القرن العشرين ومنها المورفولوجيا والتركيب والدلالة والصوتيات وصناعة المعاجم.يقول برجشتراسر الألماني إنه لم يسبق الأوربيين في هذا العلم، أي الصوتيات، إلا قومان من أقوام الشرق هما أهل العرب والهنود و يقول فيرث الانجليزي: إن علم الأصوات قد نما وشب في خدمة لغتين مقدستين هما: السنسكريتية والعربية. ويقول فيشر« إذا استثنينا الصين لا يوجد شعب آخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب».
النحوالمقارن والدراسات التاريخية:
أولا: علم اللغة المقارن
كان لاكتشاف اللغة السنسكريتية في عام 1786م في الهند على يد وليام جونز أهمية كبرى في تاريخ الدراسات اللغوية؛ فقد ظهر جليا للدارسين إمكانية مقارنة اللغات وردها إلى لغة أم واحدة تفرعت عنها. وعلى إثر هذا الاكتشاف العظيم برز للوجود أسلوب مقارن هدفه الكشف عن أوجه القرابة بين اللغات ولا سيما بين اللغات الهندية الأوروبية. وقد برع في المجال المقارن كل من فريديرك فون شليجل، وفرانز بوب، وراسموس راسك، وشلايشر، وجاكوب غريم، إلى أن أصبح النحو المقارن في تحول بارز لنظرة الباحثين إليه دراسة تاريخية تعنى بالبحث التطوري والتعاقبي للغات.
ثانيا: اللسانياتالتاريخية:
هيدراسةتطور اللغةالواحدة عبرالأزمنةوكيفية المختلفةمنذالنشأةإلىالوقتالحاضرلمعرفتتاريخهامنذالع صورالأولى وأسبابالتغيرات الصوتيةوالنحويةوالدلالية التيتحدثإماداخللغةمعينةبواسطةالأفراد؛وإماخارجهاعنط ريقالاحتكاكباللغاتالأخرى.
وفيمايخصالمنهجالمتبعفياللسانياتالتاريخيةفإنالباحثي قومبجمععيناتلغويةمنالاسرةالواحدةويسجلالتطوراتالمتت اليةللكلمةالواحدةعبرمختلفالعصورثميحاولجاهدابناءالش كلالافتراضيالأولعلىأسسمنهجية تتمثل في: المنهجالمقارن،ومنهجإعادةالتركيبالداخلي، والمنهجالفيلولوجي.ومعنهايةالقرنالتاسععشرميلاديظهرت نتائجاللسانياتالتاريخيةمخيبة للآمال مماأدىإلىالاقتناعبضرورة التغيير. وكانأولمنأحدثالقطيعةالسويسريفيردينانديسويسرالذيطفق يحاضرفيفرعجديدمناللسانياتيعنىبدراسةاللغةدراسةوصفية .
علماللسانالحديث (فرديناندديسوسير):
يعود الفضل في ظهور اللسانيات الحديثة إلى نشر كتاب دي سوسير "محاضرات في اللسانيات العامة" (Cours de linguistique générale)سنة 1916 أي بعد ثلاث سنوات من وفاة صاحبه وهذا بعد أن جمع ألبير سيشهاي و شارل بالي محاضرات أستاذهما وقاما بتصفيفها ونشرها.
1. التعريفبموضوعالدراسةاللسانيةومنهجها
يقوم دي سوسير، في تأسيسه للسانيات الحديثة، بتوجيه مجموعة من الانتقادات للدراسات السابقة التي يقسمها إلى ثلاث مراحل هي:
مرحلة القواعد أو النحو المعياري: مؤاخذات دي سوسير لهذا المنهج الذي اعتمده الإغريق قبل أن يمتد إلى النحاة الفرنسيين من أتباع مدرسة بول رويال (Port Royal) تتمثل في:
– أن هذه الدراسة قائمة على المنطق بشكل جوهري، وهي خلو من أية نظرة علمية، سامقة على اللغة ذاتها، وتهدف إلى تقديم قواعد لتمييز الصيغ السليمة من الفاسدة؛
– إنها منحى معياري بعيد جدا عن الملاحظة الصرف وله رؤية ضيقة محدودة؛
مرحلة الفيلولوجيا التاريخية : تهدف هذه الدراسة إلى شرح النصوص القديمة وتفسيرها والبحث في خصائص أسلوب المؤلف بالاعتماد على المنهج التاريخي. عيوب هذه الدراسة، حسب دي سوسير، تتمثل في ما يلي:
– إنها تعتبر اللغة وسيلة وليست غاية؛
– تهتم بالنصوص المكتوبة وتقصي من اهتمامها الخطاب المنطوق، مع العلم أن اللغة ظاهرة منطوقة، وهذا ما جعلها تبتعد عن الدراسة العلمية الدقيقة؛
– إنها تعتمد على المنهج التاريخي العاجز عن الرؤية الشاملة للغة وعن الوصف العلمي الدقيق لنظامها ولمستويات التحليل الخاصة بها.
مرحلة الفيليولجيا المقارنة: تهدف هذه الدراسة إلى المقارنة بين لغتين فأكثر لكشف صلات القرابة بين اللغات؛ ظهرت مع اكتشاف اللغة السنسكريتية من قبل الأوروبيين على يد فرانز بوب (Frantz Bopp) واضع منهج النحو المقارن. ينتقد دي سوسير هذا النوع من الدراسات على النحو الآتي:
– إنها لم تكن لتقوى على تشكيل اللسانيات الحقيقية لكونها لم تتوخ استخلاص طبيعة غرض دراستها، أي أنها لم تحدد غرضا لمنهجها، بحيث إنها لم تكن تتساءل عن معنى التقارب الذي كانت تبحث عنه، ولم تهتم بأبعاد العلاقات التي كانت تكتشفها؛
– إن القواعد المقارنة لم تكن قادرة على الوصول إلى نتائج مهمة نظرا لكونها تحصر نفسها في المقارنة ولم تكن تاريخية؛
– إنها تعتمد على مبدأ خاطئ، وذلك حينما تكتفي بالبحث في الظاهرة الصوتية معزولة عن نظامها النحوي الآني الواردة فيه.
مهمة اللسانيات عند دي سوسير:
ما إن يفرغ دي سوسير في محاضراته من توجيه مجموعة الانتقادات للمناهج السابقة حتى يستقبلنا بالنظر في مهمة اللسانيات عنده وهي:
– السعي إلى الدراسة العلمية والموضوعية للسان البشري من خلال متابعة رصد شكله الآني الذي يبرز اللغة بوصفها بنى مترابطة ووحدات متعالقة بشكل منتظم ومتناسق يجعل منها نظاما من العناصر والقيم؛
– دراسة اللغة لذاتها ولأجل ذاتها؛
– تقديم الوصف والتأريخ لمجموع اللغات وهذا يعني سرد تاريخ الأسر اللغوية، وإعادة بناء اللغات الأم في كل منها ما أمكنها ذلك؛
– البحث عن القوى الموجودة في اللغات كافة، وبطريقة شمولية متواصلة، ثم استخلاص القوانين العامة التي يمكن أن ترد إليها كل ظواهر التاريخ الخاصة؛
– تحديد نفسها والاعتراف بنفسها وذلك باستقلالها عن باقي العلوم الأخرى.
منهج اللسانيات عند دي سوسير:
تعتمد النظرية التي وضعها وجردها دي سوسير على مجموعة من المبادئ التي لخصها لنا العلامة عبد الرحمن الحاج صالح في ما يلي، على أن يتم الحديث بالتفصيل عنها لاحقا:
– بناء دي سوسير لنظرية الدليل اللغوي من خلال تحديده للعلاقة القائمة بين الدال والمدلول، تفسر ماهية الدلالة اللغوية إلى حد ما. وإشارته بعد هذا إلى وجود علم أشمل من علم اللسان يتضمنه ويتضمن الأنظمة الدلالية التبليغية الأخرى، يسميه السيميولوجيا أو علم الأدلة أو علم السيمياء؛
– تمييزه بين اللغة والكلام؛ فاللغة وضع (code) (أو مجموعة منتظمة من الرموز) تصطلح عليها الجماعة ويشترك في استعمالها جميع أفرادها، وأما الكلام فتأدية فردية للغة. وخروجه بعد ذلك إلى الحكم بأن اللغة بهذا المعنى أي بما هو قدر مشترك، هي صورة وليس بمادة؛
– تحديده، بناء على هذا، لموضوع اللسانيات: هو اللغة لا الكلام في ذاته وإن كانت اللغة لا تظهر ولا يمكن مشاهدتها إلا من خلال الكلام أي من تأدية كل فرد لها ومن كيفية استعمال مجموع الأفراد لها. أما الظواهر الخاصة بالكلام فدراستها وإن كانت ضرورية لدراسة اللسان إلا أنها لاحقة بها وليست هي غاية علم اللسان في حد ذاته؛
– توضيحه لمعنى الارتباط في قول العلماء “إن اللسان نظام (Système) ترتبط فيه جميع أجزائه بعضها ببعض” على أساس اتحاد الهويات واختلافها أي على أن العناصر اللغوية في ذاتها أمثلة تبقى هي هي في أذهان المتخاطبين وإن اختلفت تأدياتها وعلى أن كل واحد منها يكسب هويته عند المتخاطبين بمخالفته ومقابلته لغيره (مبدأ التقابل). إلا أن الاختلاف – بمعنى التباين والتقابل- هو جوهر النظام نفسه. فاللغة كصورة هي مجموع المباينات (التقابلات) الحاصلة بين عناصره وعلى هذا فكل عنصر فيها كيان تبايني أو تفاضلي ونسبي وسالب غير موجب لأنه ينتج عن مقابلته لكل واحد من العناصر الأخرى ويتحصل وجوده بالنسبة إلى غيره ولا شيء يعتبر في نفسه إلا بالإضافة إلى غيره؛
– تمييزه بين نوعين من الدراسة: الزمانية والآنية. وأن النظام الللغوي في عمله الآني لا يمكن تفسيره بالعوامل التاريخية الطارئة بل يرد إلى النظام في حد ذاته وهذا ما لا يمكن ضمان نتائجه إلا عن طريق دراسة اللغة في زمن معين يكون حينها النظام اللغوي في حالة استقرار.
2. مفهومالبنية (النظام) عندديسوسير:
***8592; شجرة
***8592; حصان
يؤاخذديسوسيرسابقيهعلىرؤيتهمالمشظيةللغة لاعتبارهماللغةمدونةأيقائمةمنالعناصرالتيتحيلفردياوب طريقةمستقلةإلىأشياءالعالم.
مثال: كلمةشجرةتطابقمباشرةالشيءالممثلفيالرسموكذاالأمربالن سبةلكلمةحصانالمطابقةللحيوانالمرسومههنا. ومن ثم فلكلشيءفيالعالماسميعينهويطابقه. معرفةلغةماهوإذامعرفةالأسماءالتيتعينأشياءالعالم؛ وهذا ما ينتج عنه وجود لغة واحدة مشتركة بين جميع أبناء البشر غير أن الواقع يكذب هذه الفكرة.
وبالمقابل فإن دي سوسير عرف اللغة على أنها كلمنظم،وهينظام(système) يتحددبداخلهكلعنصرانطلاقامنالعلاقاتالتييقيمهامعالعن اصرالأخرى. وأن اللغةلاتقتصرعلىقائمةمنالأسماء (مدونة) لكنعلىنظاممنالعلامات (signes). وبذلك أصبحت فكرةأناللغةتشكلنظاماأساسيةوهيالتيتشكلالأطروحةالرئي سةالتيتحددتانطلاقامنديسوسيروهيالتيتعطيلمفهومالنظام دورامركزيا.
تعريفالنظام
نظامماهومجموعةمنالعناصرالمتجانسة: ومنهناوجبتحديدعناصرنظاماللغة،وسوفنرىأنديسوسيرلايست عملمصطلح ”كلمة“(mot) بل ”العلامة“ (signe). لاتتحددقيمةالعناصرإلاسلبيامنخلالالتقابلاتالتيتقيمه افيمابينها على أساس اتحاد الهويات واختلافها.
فينظامماالعلاقاتبينالعناصر(العلامات) هيالتيتعلوعلىالعناصرولذاوجبتحديدالطبيعةالدقيقةللعل اقاتبينعناصرالنظاماللغو، فبعد أن يتم تصنيف العناصر، والنظر في العلاقات القائمة في ما بينها، يستطيع الباحث الكشف عن القانون المنظم لهذه العلاقات بين العناصر، اللغوية هنا، وهذا هو هدف اللسانيات المعلن.
3. أهمثنائياتديسوسير
– اللغةوالكلام:
خلص دي سوسير، بعد النظر في الوقائع اللغوية إلى تحديد ثلاثة مفاهيم تعد أساس النظرية اللسانية الحديثة؛ وهي:
أ‌. اللسان:
اللسان ملكة يشترك فيها جميع بني البشر وتتجلى في تلك القدرة البشرية، أو في ذلك الاستعداد الذي يولد به الطفل ويؤهله لاكتساب اللغة من المجتمع واستعمالها. وهذا الاستعداد يجعل من الإنسان مختلفا جدا عن باقي الكائنات الحية الأخرى ولا سيما الحيوانات التي تولد وهي مزودة أصلا، غريزيا، بنظام تواصلي.
ب‌. اللغة:
هي تلك القواعد، الصوتية، والصرفية، والتركيبية، …، التي يتواضع عليه الناس وتتموضع بشكل لا شعوري على مستوى أدمغة المتكلمين من المجموعة اللسانية الواحدة.
ج. الكلام:
هو الإنجاز الفعلي للغة؛ وهو عبارة عن سلسلة صوتية يتصل بعضها بعضها الآخر إتصالا وثيقا، فنحن لا نتكلم أصواتا منفردة و إنما كلمات وجمل وملفوظات. وتتشكل آلية الكلام من جانبين: جانب عضوي، وجانب نفسي. وحركة الكلام تبدأ من الرباط النفسي أو العقلي الذي سبق الاتفاق عليه في عقول المتكلمين بين دلالة معينة ومجموعة من الأصوات ترمز إليها وسرعان ما تنتقل إلى عملية عضوية عن طريق إشارات عصبية يرسلها العقل إلى الجهاز النطقي لإنتاج الصوت المطلوب وفي الحال تبدأ مهمة الجهاز النطقي الذي يصدر أصوات متتابعة مسموعة تنتقل عن طريق الموجات الصوتية أذن السامع وأذن السامع بدورها توصل الرمز الصوتي الذي استقبله إلى العقل الذي يعطي هذه الرموز ومدلوله أسواء اتفق الفهم تماما مع ما في ذهن المتكلم أم لا.
إن سر العملية الكلامية كلها يكمن في تلك الصلة القائمة في عقول إثنين بين الرمز والمدلول وما عدا ذلك من العملية الكلامية فهو عضوي طبيعي ميكانيكي.
إن التقابل بين اللغة والكلام أنتج مجموعة من الظواهر المتفاوتة يمكن وصفها:
اللغة ضرورية عند دي سوسير لكي يكون اللفظ واضحا ومفهوما ولكي يحدث تأثيراتها إلا أن اللفظ ضروري لكي يقوم اللغة.فالعلاقة بينهم علاقة الجوهر بالعرض.
اللغة: – ثابتة ومستقرة إلى حد ما؛
– تفرض علينا من الخارج ويكتسبها الفرد بطريقة سلبية ويكون ذلك عادة في الطفولة؛
– لا يمكن أن تتغير أو تستبدل تبعا لمزاج الفرد وأن أي ابتكار خارج لابد له من موافقة الجماعة اللغوية قبل أن تجد طريقة إلى نظام اللغة؛
– نتاج الجماعة و ملك لهم.
الكلام: – شيء عابر سريع الزوال؛
– نشاط متعمد مقصود؛
– يتسم بالفردية.
وبما أن دي سوسير انطلق في تحديده لعلم اللسان من مفهوم اللغة باعتبارها نظاما فقد قدم اللغة في الدراسة على الكلام؛ وهذا متوقع من دي سوسير الذي بنى نظريته على مفهوم النظام أو البنية فحتى تكون الدراسة بنوية، من الضروري أن تجعل من اللغة منطلقا لها أي إيلاء الأسبقية للسانيات اللغة على لسانيات الكلام.
غير أن المشكلة القائمة هنا هو عدم تمكن الباحث من ملاحظة اللغة بحكم أنها ضمنية متوضعة في دماغ الناطقين وأنه لحد الساعة لا يمكن لعلم تشريح الدماغ من الوصول إلى المناطق المخصصة للغة لمعرفة ما هي عليه في الواقع، فهنا يتدخل الكلام باعتباره نتاجا للغة ليكون الدليل على القواعد اللغوية، فيلجأ الباحث مضطرا للعمل على مدونة كلامية ليصنف أولا الوحدات اللغوية على مختلف مستوياتها، وليلاحظ العلاقات القائمة بينها وحتى كشف أو يستقرأ القوانين التي سمحت بإيجاد تلك الصيغ الشكلية والتعابير المادية أي الكلام.
الدالوالمدلول
1. تمهيد:
نقل المعنى من شخص إلى آخر يرتكز على وجود الدليل اللغوي. كان دي سوسير سباقا إلى تحديد هذا المفهوم الهام بطريقة دقيقة بواسطة المفاهيم الآتية:
يتكون الدليل من قسمين:
ا) القسم المادي: الدال (الصورة السمعية، الصورة العقلية للدليل، التمثل العقلي الصوتي)
ب) القسم غير المادي: المدلول (القسم المفهومي للدليل، المفهوم).

الدليل االلغوي هو إذا اجتماع دليل ومدلول (المعنى). ومن الصعب تصور أحدهما دون الآخر.
المدلول يتشكل من عناصر دلالية تسمى بالسمات الدلالية وهو مفهوم نابع من علم الدلالة. السمات الدلالية تعرض عادة من قبل اللسانيين على شكل خصائص ثنائية (فاعلة أو غير فاعلة تكتب بواسطة ”+“ أو ”-“.
مثال:
المدلول (رجل) يمكنه أن يضم السمات الدلالية الآتية:
[+ حيوان] [+ عاقل]. وبتحديد أن الرجل حيوان عاقل نقابله بالحيوان غير العاقل، ونقابله بالجماد، وبالنبات وهي ليست حيوانات.
2. دي سوسير والدليل اللغوي
"إن العلامة اللغوية لا تربط شيئا باسم بل تصورا بصورة سمعية، وهذه الأخيرة ليست الصوت المادي، الذي هو شيء فيزيائي صرف، بل هي الدفع النفسي لهذا الصوت…
إن العلامة الألسنية إذن هي كيان نفسي ذو وجهين يمكن تمثيله بالشكل التالي…"

يمكننا إعادة بناء تصور دي سوسير للعلامة اللسانية حسب الشكل الآتي:

3. خصائص الدليل اللغوي
إعتباطي: العلاقة التي تربط الدال بالمدلول علاقة وضعية غير طبعية غير حتمية. يقولعبدالقاهرالجرجاني "إنالكلمةالمفردةفيدلالتهاعلىمعناهاليستمنإملاءا لعقل بلهيمحضاتفاقفلوأنواضعاللغةقدقال " رضبمكانضرب" لماكانفيذلكمايؤديإلىفساد".
غير أن هناك استثناء يتمثل في الدال المحاكي للصوت الطبيعي مثل: مواء القطة، صياح الديك…إلخ. نتنبه إلى أن هذا التطابق نسبي على كل حال إذ كل لغة تستعمله بشكل خاص بها وفق تمثل الواقع الخارجي من قبل المتكلمين مثل: صوت البط: عند الفرنسيين: (couin – couin، وعند الانجليز: (quack – quack)
وضعي: لكي يتفاهم أعضاء مجموعة واحدة يجب أن يتفقوا على نفس الوضع أو على نفس العلامات.
خطي: الدال يتسلل بطريقة خطية وفق المحور الزمني. يلزمنا مدة معينة للتلفظ بكلمة فالأصوات في كلمة ”رجل“ تتعاقب الواحد تلو الآخر بطريقة مضبوطة حتى يحصل التفاهم
كيان تفاضلي سلبي: تجرى مجاريه بوجوده أو بعدم وجوده فهو يدل على مدلوله عند مقابلته مع دليل آخر وهو ينتمي إلى نظام، نظام اللغة المعينة ولا يكتسب قيمته إلا عند تقابله مع أدلة أخرى تنتمي إلى نفس النظام.
ثبوت العلامة وتغيرها: تمتاز اللغة بالجمود ونتاج قوى تاريخية تقاوم كل تغير اعتباطي ولذا يستبعد حدوث تغير لغوي مفاجئ وسريع. وبالمقابل تتغير اللغة بالتدريج عبر الزمن من ناحية المفردات ومعانيها ومهما تكن قوى التغير فإنها تؤدي إلى تبدل العلاقة بين الدال والمدلول.
4. نقد 1
يقصي دي سوسير ”المرجع“، أي الشيء الخارجي الذي تحيل عليه العلامة اللسانية، من مكونات العلامة اللغوية، واعترض عليه أوقدن و ريتشارد معتبرين أن المرجع مكون هام من مكونات العلامة وعبرا عن فكرتهما في الشكل الآتي:

5. نقد 2
اعترض إميل بنفنيست على دي سوسير في مفهوم العلاقة الاعتباطية بين الدال والمدلول على أنه حكم خاطئ فالعلاقة الاعتباطية هي بين الدال والشيء الموجود في الواقع الخارجي. ويرى بنفنيست أن الربط الجوهري بين الدال والمدلول ليس اعتباطيا بل العلاقة تلازمية أي أن أحدهما سبب في وجود الآخر.




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

الى ام كلثوم

الى ام كلثوم


الونشريس

انا طالبة ادب عربي سنة رابعة ابحث عن مراجع تساعدني في مذكرتي -سيميائيةى الطبيعة في شعر الشابي-
و احتاج الى قصة ارضا حوحو بعنوان -صاحبة الوحي –
مع جزيل الشكر




رد: الى ام كلثوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاري البحث عن طلبك




رد: الى ام كلثوم

مشكوووورة اختي ام كلثووووووووووووووم




رد: الى ام كلثوم

و انا احتاج ايضا لقصة صاحبة الوحي ارضا حوحو
وشكــــــــــــرا