قصة بنائه :
أسس النبي المسجد في ربيع الأول من العام الأول من هجرته ، وكان طوله سبعين ذراعاً، وعرضه ستين ذراعاً، أي ما يقارب 35 متراً طولاً، و30 عرضاً. جعل أساسه من الحجارة والدار من اللَّبِن وهو الطوب الذي لم يحرق بالنار، وكان النبي يبني معهم اللَّبِن والحجارة، وجعل له ثلاثة أبواب، وسقفه من الجريد.
روى البخاري قصة بنائه في حديث طويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه أن النبي: (أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ من بني النجار فجاؤوا، فقال: يا بني النجار ثامِنوني بحائطكم هذا، فقالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، قال: فكان فيه ما أقول لكم، كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خِرَب، وكان فيه نخل، فأمر رسول الله بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، قال: فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه (خشبتان مثبتتان على جانبي الباب) حجارة، قال: جعلوا ينقلون ذاك الصخر وهم يرتجزون، ورسول الله معهم يقولون: اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فانصر الأنصار والمهاجرة).
ولما ازدحم المسجد وكثر المسلمون قام النبي بتوسيعه، وذلك في السنة السابعة من الهجرة بعد عودته من خيبر فزاد في طوله عشرين ذراعاً وفي عرضه كذلك، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه هو الذي اشترى هذه البقعة التي أضافها النبي كما في سنن الترمذي.
ومسجد النبي هو المسجد الذي أسس على التقوى كما في صحيح مسلم. وفيه قال النبي: (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) متفق عليه (فتح الباري وصحيح مسلم). وفيه أيضاً قال النبي: (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته) رواه الطبراني في المعجم الكبير وأبو نعيم في حلية الأولياء وهو حديث صحيح.
منبر النبي
قال النبي : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي). صحيح البخاري ومسلم. قوله على حوضي: أي أنه يعاد هذا المنبر على حاله وينصب على حوضه.
وكان النبي يخطب أولاً إلى جذع نخلة ثم صنع له المنبر فصار يخطب عليه، روى البخاري في صحيحه (فتح الباري) عن جابر رضي الله عنه (أن النبي كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل لك منبراً؟ قال: إن شئتم. فجعلوا له منبراً، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي فضمَّه إليه يئِنُّ أنين الصبي الذي يُسَكَّن قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها). وأقيم بعد الجذع ماكنه أسطوانة تعرف بالإسطوانة المخلقة أي: المطيبة.
ولحرمة هذا المنبر جعل النبي إثم من حلف عنده -كاذباً- عظيماً، فقد روى الإمام أحمد في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: (لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين آثمة ولو على سواك رطب إلا وجب له النار) حديث صحيح.
الروضة
هي موضع في المسجد النبوي الشريف واقع بين المنبر وحجرة النبي . ومن فضلها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي). وذرعها من المنبر إلى الحجرة 53 ذراعاً، أي حوالي 26 متراً ونصف متر.
الصُفة
بعدما حُوِّلت القبلة إلى الكعبة أمرالنبي بعمل سقف على الحائط الشمالي الذي صار مؤخر المسجد، وقد أعد هذا المكان لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل وإليه ينسب أهل الصفة من الصحابة رضي الله عنهم.
الحجرة
هي حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، دُفِن فيها النبي بعد وفاته. ثم دفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه سنة 13 هـ وكان رضي الله عنه قد أوصى عائشة أن يدفن إلى جانب رسول الله فلما توفي حفر له وجعل رأسه عند كتفي رسول الله .
ودفن فيها بعدهما عمر رضي الله عنه سنة 24هـ إلى جانب الصديق، وكان قد استأذن عائشة في ذلك فأذنت له، روى قصة الاستئذان البخاري في صحيحه (فتح الباري).
صفة القبور
قبر النبي في جهة القبلة مقدماً. يليه خلفه قبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه ورأسه عند منكب النبي . ويليه خلفه قبر عمر الفاروق رضي الله عنه، ورأسه عند منكب الصديق. كانت الحجرة الشريفة من جريد مستورة بمسوح الشعر، ثم بنى عمر بن الخطاب حائطاً قصيراً، ثم زاد فيه عمر بن عبد العزيز.
في عهد الوليد بن عبد الملك أعاد عمر بن عبد العزيز بناء الحجرة بأحجار سوداء بعدما سقط عليهم الحائط، فبدت لهم قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. كما في صحيح البخاري (فتح الباري). ثم جُدد جدار الحجرة الشريفة في عهد قايتباي (881هـ).
الحائط المُخَمَّس
هو جدار مرتفع عن الأرض بنحو 13 ذراعاً أي ستة أمتار ونصف، بناه عمر بن عبد العزيز سنة 91هـ حول الحجرة الشريفة، وسمّي مُخَمساً لأنه مكون من خمسة جدران وليس له باب، وجعله مخمساً حتى لا يشبه بالكعبة.
محاولات سرقة جسد النبي وصاحبيه
1- محاولة الحاكم العبيدي: الحاكم بأمر الله (توفي 411 هـ) الأولى. أراد نقل أجسادهم إلى مصر، وكلف بذلك أبا الفتوح الحسن بن جعفر، فلم يُفق بعد أن جاءت ريح شديدة تدرحجت من قوتها الإبل والخيل، وهلك معها خلق من الناس، فكانت رادعاً لأبي الفتوح عن نبش القبور وانشرح صدره لذلك، واعتذر للحاكم بأمر الله بالريح. انظر تفصيلها في: وفاء الوفاء للسمهودي.
2- المحاولة الثانية للحاكم بأمر الله، فقد أرسل من ينبش قبر النبي ، فسكن داراً بجوار المسجد وحفر تحت الأرض فرأى الناس أنواراً وسُمع صائح يقول: أيها الناس إن نبيكم يُنبش ففتش الناس فوجدوهم وقتلوهم. المصدر السابق.
3- محاولة بعض ملوك النصارى عن طريق نصرانيين من المغاربة في سنة (557هـ) في عهد الملك نور الدين زنكي. فقد رأى الملك في منامه النبي يقول أنجدني أنقذني من هذين -يشير إلى رجلين أشقرين- فتجهز وحج إلى المدينة في عشرين رجلاً ومعه مال كثير فوصل المدينة في (16 يوماً)، وكان الناس بالمدينة يأتون إليه يعطيهم من الصدقات، حتى أتى عليه أهل الناس بالمدينة كلهم، ولم يجد فيهم الرجلين اللذين رآهما في المنام، فسأل الناس هل بقي أحد؟
فذكروا له رجلين مغربيين غنيَّين يكثران من الصدقة على الناس وذكروا من صلاحهما وصلاتهما، فطلبهما فأتي بهما فوجدهما اللذين رآهما في المنام فسألهما فذكرا أنهما جاءا للحج وكان منزلهما برباط قرب الحجرة الشريفة، فذهب بهما إلى منزلهما فلم يجد فيه شيئاً مريباً.
وذكر الناس عنده من صلاحهما وعبادتهما فبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه، فرفع حصيراً فيه، فرأى سرداباً محفوراً ينتهي إلى قرب الحجرة الشريفة… فضربهما فاعترفا بحالهما الحقيقي وأنهما جاءا لسرقة جسد النبي … فضرب رقابهما تحت الشباك الذي يلي الحجرة الشريفة.
انظر تفصيلاً أكثر في وفاء الوفا. وبعد هذه الحادثة، أمر السلطان نور الدين زنكي ببناء سور حول الحجرة الشريفة فحفر خندقاً عميقاً وصبّ فيه الرصاص.
4- محاولة جماعة من نصارى الشام، فإنهم دخلوا الحجاز وقتلوا الحجيج وأحرقوا مراكب المسلمين البحرية… ثم تحدثوا أنهم يريدون أخذ جسد النبي، فلما لم يكن بينهم وبين المدينة إلا مسيرة يوم لحقهم المسلمون -وكانوا بعيدين منهم بنحو مسيرة شهر ونصف- فقتلوا منهم وأسروا، وكانت آية عظيمة. انظر رحلة ابن جبير.
5- حاول جماعة من أهل حلب في القرن السابع إخراج جسد الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ودفعا مالاً عظيماً لأمير المدينة فاتفقوا أن يدخلوا ليلاً فطلب الأميرُ شيخَ الخدام بالمسجد النبوي وهو شمس الدين صواب اللمطي، وأمره أن يفتح لهم الباب بالليل ويمكنهم مما أرادوا، فاهتم لذلك، فلما جاؤوه ليلاً وكانوا أربعين رجلاً فتح لهم ومعهم آلات الحفر والشموع قال شيخ الخدام: فوالله ما وصلوا المنبر حتى ابتلعتهم الأرض جميعهم بجميع ما كان معهم من الآلات ولم يبق لهم أثر…
وهذه الحكاية لا تعرف عن غير شمس الدين صواب، فإنه لم يشهدها أحد غيره، وأمر الأمير بكتمها ولم يحدث بها إلا أناساً قليلين، وصواب هذا شيخ صالح أثنى عليه السخاوي كما ذكر ذلك في التحفة اللطيفة، وذكر أن له قصة سيذكرها في ترجمة هارون بن عمر بن الزغب، ولم أجد ترجمته في المطبوع من هذا الكتاب، فالله أعلم بحقيقة الحال. وقد ذكر هذه القصة بتفصيل السمهودي في وفاء الوفا عن المحب الطبري. والله أعلم .
من البدع المتعلقة بزيارة المسجد النبوي
التمسح بشبابيك الحجرة الشريفة وتقبيلها وإلصاق الصدر والبطن بها. قال شيخ الإسلام (المجموع): "واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين والصحابة وأهل البيت وغيرهم، أنه لا يتمسّح به ولا يقبله. بل ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيله إلا الحجر الأسود" لا يشرع الطواف بالحجرة الشريفة لأن الطواف عبادة ولم يشرع إلا حول الكعبة قال تعالى: وليطوفوا بالبيت العتيق. لذا يعد الطواف بالقبور أيا كانت شركا أكبرا ناقلا عن الملة.
توسعات المسجد النبوي عبر التاريخ
1- توسعة النبي سنة (7هـ) بعد عودته من خيبر.
2- توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة (17هـ)، وبنى خارج المسجد رحبة مرتفعة عرفت باسم البطيحاء جعلها لمن أراد رفع صوته بشعر أو كلام أو غيره حفاظاً على حرمة المسجد.
3- توسعة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة (29هـ)
4- توسعة الوليد بن عبد الملك الأموي (من سنة 88هـ إلى 91هـ).
5- توسعة الخليفة المهدي العباسي (من سنة 161هـ إلى 165هـ).
6- توسعة الأشرف قايتباي سنة 888هـ إثر احتراق المسجد النبوي.
7- توسعة السلطان العثماني عبد المجيد (من سنة 1265هـ إلى 1277هـ)
8- توسعة الملك عبد العزيز آل سعود (من سنة 1372هـ إلى 1375هـ).
9- توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (من سنة 1406هـ إلى 1414هـ).
المصدر: موسوعة المساجد فى العالم
بارك الله فيك اخي على المعلومات المفيدة و القيمة
اكبر20 مسجد بالعالم
بعض صور اكبر المساجد في العالم
مسجد الشيخ محمد الرحيم باوا محي الدين – الولايات المتحدة لأمريكية
مسجد خالد بن الوليد – حمص – سوريا
ان شاء الله تبقى هالمسـاجد عامرة بذكر الله وبالمصلين
يلا يا جماعة اعطوني الرد
ان شاء الله
رائع وزاد جماله القمر
سبحان الله
شكرا ع الموضوع الرائع
لا شكر على واجب نورت صفحتي
••ـــــــــــــ••
شُُُُكْرََََََََُُُُُُِِا عَلَى المَْْوْضُوعْ اخْتِي
••ـــــــــــــ••
لا شكر على واجب نورتي صفحتي
شكـرا حلا على الصور ،ولكـن الصور تؤدي الى مدونة اخر،عليكـ تحميلها من بوابة الونشـريـس.
شكر لك يا اختاه
امين وشكرا لكي اختي
لاشكر على واجب
صور كهف أصحاب الكهف .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صور لكهف اصحاب الكهف
قال الله تعالى
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ***1754; إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
(13) الآية
موقع الكهف // الاردن – عمان
بوابة الكهف من الخارج
.
مجاري المياه
.
هذه موجودات لقوم سكنوا من بعدهم قيل فيها جزء من شجرة الزيتون منذ عهد محمد عليه الصلاة والسلام وفيها بعض أواني الشرب
حجرة الدفن الشرقيه ركزوا عليها قيل عددهم سته وسابعهم كلبهم وقيل سبعه وثامنهم كلبهم .. هذه الصورة للغرفه الشرقية بها 3 مقابر القبر اللي على اليمين تصميم للنجمة أما القبر الأيسر مجموع فيه عظامهم ومغطى عليها بالزجاج مع العلم عند الإقتراب من الزجاج تصدر رائحة المسك طيب الله أرضهم
مكان دخول الشمس وقيل تسمى الكوة علماً أن الشمس تزاورهم في كل صباح فقط ولمدة معينه .. والكهف شديد البرودة من الداخل
بارك الله فيك
بارك الله فيك أخي على الصور
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك
شكرااااااااا…
جعله الله في ميزان حسناتك…
بارك الله فيك
السلام عليكم موضوع مميز وجعله الله في ميزان حسناتك
كربلاء مروية بدماء زكية
جاءوا برأسك يابن بنت محمـد *** متـزمِّـلاً بدمـائه تزميــلا
ويكبِّـرون بـأن قتلـت وإنما *** قتلوا بـك التكبيـر والتهليـلا مرحبًا يا عـراق جئت أغنيك *** وبعضٌ من الغنـاء بكـاء
فجراح الحسين بعض جراحي *** وبصدري من الأسى كربلاء في اليوم العاشر من المحرم وبعد أن صلى الإمام الحسين( عليه السلام ) بأصحابه صلاة الصبح، قام خطيبا فيهم وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله تعالى أذن في قتلكم و قتلي في هذا اليوم،فعليكم بالصبر و القتال.
ثم دارت أقصر معركة في تاريخ الإسلام و أعظمها على الإطلاق، معركة لم تستمر اكثر من نصف نهار، لكنها بقيت محفورة في ذاكرة الزمان، واستمر تأثيرها ولا يزال، معركة يتطلع المؤمنون والثوار والشرفاء في كل مكان أن يكونوا قد حضروها، ويرددون دائما: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما.
ولما زحف جيش بن زياد بقيادة عمر بن سعد زحف على الخيام، ورأى الحسين( عليه السلام ) جموع الأعداء كأنهم السيل، رفع يديه بالدعاء وقال:
"اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمن سواك، فكشفته وفرجته، فأنت ولي كل نعمة، ومنتهى كل رغبة". ثم دعا براحلته فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلهم:
"أيها الناس..
إسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم عليّ، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف من أنفسكم، كنتم بذلك أسعد، ولم يكن لكم عليّ سبيل، وإن لم تقبلوا مني العذر، ولم تعطوا النصف من أنفسكم، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة، ثم اقضوا اليّ ولا تنظرون، إن وليي الله الذي أنزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.
عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكان الأنبياء أحق بالبقاء، غير أن الله خلق الدنيا للفناء، فجديدها بال، ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل تلعة، والدار قلعة، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، وأتقوا الله لعلكم تفلحون.
أيها الناس..
إن الله تعإلى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقي من افتتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن اليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحل بكم نقمته، فنعم الرب ربنا وبئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد( صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم أنكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم، لقد إستحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبا لكم ولما تريدون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أيها الناس..
إنسبوني من أنا؟ ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، وأنظروا هل يحل لكم قتلي وإنتهاك حرمتي؟
ألست بن بنت نبيكم، وأبن وصيه وأبن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟
أوليس حمزة سيدالشهداء عم أبي؟
أوليس جعفر الطيار عمي؟
أولم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فإن صدقتموني بما أقول ـ وهو الحق والله ما تعمدت الكذب مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه ـ وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك، يخبرونكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟".
فقال الشمر: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول!.
فقال له حبيب بن مظاهر: والله إني أراك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك!.
ثم قال الحسين( عليه السلام ):
"فإن كنتم في شك من هذا القول أفتشكون أني ابن بنت نبيكم؟ فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم..يحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته، أو مال لكم إستهلكته، أو بقصاص جراحة؟!
ثم نادى: يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحارث، ألم تكتبوا اليّ أن أقدم قد أينعت الثمار وأخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجنده؟!
فقالوا: لم نفعل.
قال( عليه السلام ): "سبحان الله بلى والله لقد فعلتم".
ثم قال: "أيها الناس..
إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض".
فقال له قيس ابن الأشعث: أولاً تنزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ما تحب، ولن يصل إليك منهم مكروه.
فقال الحسين( عليه السلام ): "أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنوا هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟! لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفر فرار العبيد.
عباد الله..
إني عذت بربي وربكم أن ترجمون، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب".
ثم أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها.وخرج إليهم زهير بن القين على فرس ذنوب وهو شاك في السلاح وقال:
يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله، إن حقاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتى الان إخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنا أمة وأنتم أمة.
إن الله ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد( صلى الله عليه وآله وسلم) لينظر ما نحن وأنتم عاملون، وإنا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية يزيد وعبيدالله بن زياد، فإنكم لا تدركون منهما إلا سوء عمر سلطانهما، يسملان أعينكم، ويقطعان أيديكم وأرجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل، ويقتلان أماثلكم وقراءكم، أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وهاني بن عروة وأشباهه".
فسبوه وأثنوا على عبيدالله بن زياد ودعوا له وقالوا: لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه، أو نبعث به وبأصحابه إلى عبيدالله بن زياد سلماً.
فقال زهير: عباد الله..
إن ولد فاطمة أحق بالود والنصر من ابن سمية، فإن لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم، فخلوا بين هذا الرجل وبين يزيد..
فرماه شمر بسهم وهو يقول: أسكت أسكت الله نامتك، أبرمتنا بكثرة كلامك!.
فقال زهير: ما إياك أخاطب، إنما أنت بهيمة، والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.
فقال الشمر: إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة.
فقال زهير: أفبالموت تخوفني، فوالله للموت معه أحب إليّ من الخلد معكم.
عباد الله..
لا يغرنكم عن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه، فوالله لا ينال شفاعة محمد( صلى الله عليه وآله وسلم) قوماً هرقوا دماء ذريته وأهل بيته، وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم.
فناداه رجل من أصحابه: إن أبا عبدالله يقول لك أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح قومه وأبلغ في الدعاء فقد نصحت هؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والبلاغ.
واستأذن برير بن خضير من الحسين في أن يكلم القوم فأذن له، وكان شيخاً تابعياً ناسكاً قارئاً للقرآن، ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة، وله في الهمدانيين شرف وقدر، فوقف قريباً منهم ونادى:
يا معشر الناس..
إن الله بعث محمداً( صلى الله عليه وآله وسلم) بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله وسراجاً منيراً، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه، وقد حيل بينه وبين ابن بنت رسول الله، أفجزاء محمد هذا؟!
فقالوا: يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف عنا، فوالله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله!!
فقال برير: يا قوم إن ثقل محمد قد أصبح بين أظهركم، وهؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوه بهم؟! فقالوا: نريد أن نمكن منهم الأمير عبيدالله بن زياد فيرى فيهم رأيه.
فقال برير: أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاءوا منه؟!، ويلكم يا أهل الكوفة، أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها، وأشهدتم الله عليها وعليكم؟
أدعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم أنكم تقتلون أنفسكم دونهم، حتى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد، وحلأتموهم عن ماء الفرات؟ بئشما خلفتم نبيكم في ذريته، ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة، فبئس القوم أنتم!.
فقال له نفر منهم: يا هذا ما ندري ما تقول.
فقال برير: الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة، اللهم إني أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم، اللهم ألق بأسهم بينهم حتى يلقوك وأنت عليهم غضبان.
فجعل القوم يرمونه بالسهام، فتقهقر.ثم أن الحسين( عليه السلام ) ركب فرسه واخذ مصحفا ونشره على رأسه، ووقف بازاء القوم وقال:
يا قوم إن بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم استشهدهم عن نفسه وما عليه من سيف النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) ولامته وعمامته، فأجابوه بالتصديق، فسألهم عما أقدمهم على قتله؟
قالوا: طاعة للأمير عبيد الله بن زياد.
فقال عليه السلام: تبا لكم أبتها الجماعة وترحا، أحين استصرختمونا والهين فاصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم إلباً لاعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل اصبح لكم فيهم.
فهلا لكم الويلات؟ تركتمونا والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم البها كطيره الدبا، وتداعيتم عليه كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، فسحقا لكم يا عبيد الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرفي الكلم، عصبة الإثم، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن!.
ويحكم أهؤلاء تعضدون؟ وعنا تتخاذلون؟! أجل والله، غدر فيكم قديم، وشجت عليه أصولكم، وتآزرت فروعكم، فكنتم اخبث ثمرة، شجى للناظر، واكلة للغاصب.
ألا وإن الدعي بن الدعي، قد ركز بين إثنبين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد، وخذلان الناصر، ثم انشد يقول:
فإن نهزم فهزامون قدما وان نهزم فغير مهزمينا
وما أن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس بكلكله أناخ بآخرينا
أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريثما يركب الفرس، حتى تدور بكم دور الرحى، وتقلق بكم قلق المحور، عهد عهده إليّ أبي عن جدي رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكون أمركم عليكم غمة ثم اقضوا اليّ ولا تنظرون، اني توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.
ثم رفع يديه نحو السماء وقال:
اللهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسني يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيف، يسقيهم كأسا مصبرة، فإنهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربنا، عليك توكلنا واليك المصير.
ولله لا يدع أحداً منهم إلا انتقم لي منه، قتلة بقتلة، وضربة بضربة، وأنه لينتصر لي ولاهل بيتي وأشياعي.. ولما سمح الحر بن يزيد الرياحي كلامه واستغاثته، أقبل على عمر بن سعد وقال له: أمقاتل أنت هذا الرجل؟
قال بن سعد: إي والله، قتالا أيسره أن تسقط فيه الرؤوس وتطيح الأيدي.
قال الحر: مالكم فيما عرضه عليكم من الخصال؟
فقال بن سعد: لو كان الأمر اليّ لقبلت، ولكن أميركم أبى ذلك.
فتركه ووقف مع الناس، وكان إلى جنبه قرة بن قيس، فقال لقرة: هل سقيت فرسك اليوم؟
قال قرة: لا.
قال الحر: فهل تريد أن تسقيه؟
فظن قرة أنه يريد الإعتزال ويكره أن يشاهده.
فأخذ الحر يدنو من الحسين قليلاً، فقال له المهاجر بن أوس: أتريد أن تحمل؟ فسكت الحر، وأخذته الرعدة، فارتاب المهاجر من هذا الحال، وقال له: لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك، فما هذا الذي أراه منك؟
فقال الحر: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، ووالله لا أختار على الجنة شيئا ولو أحرقت.
ثم ضرب جواده نحو الحسين منكساً رمحه، قالباً ترسه، وقد طأطأ برأسه حياءً من آل الرسول، بما أتى إليهم وجعجع بهم في هذا المكان على غير ماء ولا كلأ، فرفع صوته وهو يقترب من الإمام الحسين( عليه السلام ) قائلا: اللهم إليك أنيب فتب عليّ، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيك، يا أبا عبدالله إني تائب فهل لي من توبة؟
فقال الحسين: نعم، يتوب الله عليك.ستأذن الحسين في أن يكلم القوم، فأذن له، فنادى بأعلى صوته:
يا أهل الكوفة، لأمكم الهبل والعبر، أدعوتم هذا العبد الصالح، حتى إذا جاءكم أسلمتموه، وزعمتم أنكم قاتلي أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه، وأمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب، فمنعتموه التوجه إلى بلاد الله العريضة حتى يأمن وأهل بيته، وأصبح كالأسير في أيديكم، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا، وحلأتموه ونساءه وصبيته وصحبه عن ماء الفرات الجاري، الذي يشرب به اليهود والنصارى والمجوس، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه، وها هم قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمداً في ذريته، لا سقاكم الله يوم الظمأ..
فحملت عليه رجالة ترميه بالنبل، فتقهقر حتى وقف أمام الحسين.. وتقدم عمر بن سعد نحو عسكر الحسين ورمى بسهم وقال:
اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى..
ثم رمى الناس، فلم يبق من أصحاب الحسين أحد إلا أصابه من سهامهم، فقال( عليه السلام ) لأصحابه: قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم.
فحمل أصحابه حملة واحدة، واقتتلوا ساعة، فما انجلت الغبرة إلا عن خمسين صريعا من أصحاب الحسين، فضرب الحسين( عليه السلام ) يده على لحيته وجعل يقول: اشتد غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولداً، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتد غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم، أما والله لا أجيبهم إلى شيء مما يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضب بدمي.
ثم صاح: أما من مغيث يغيثنا؟! أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟!
فبكت النساء وكثر صراخهم.
وسمع الأنصاريان (سعد ابن الحارث وأخوه أبو الحتوف) إستنصار الحسين واستغاثته وبكاء عياله، وكانا مع ابن سعد، فمالا بسيفيهما على أعداء الحسين وقاتلا حتى قتلا.
وأخذ أصحاب الحسين بعد أن قلّ عددهم وبان النقص فيهم، يبرز الرجل بعد الرجل، فأكثروا القتل في أهل الكوفة، فصاح عمرو بن الحجاج بأصحابه: أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر، وأهل البصائر، وقوماً مستميتين، لا يبرز إليهم أحد منكم إلا قتلوه على قلتهم، والله لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم!.
فقال عمر ابن سعد: صدقت، الرأي ما رأيت، أرسل في الناس من يعزم عليهم إن لا يبارزهم رجل منهم، ولو خرجتم إليهم وحداناً لأتوا عليكم.
ثم حمل عمرو بن الحجاج على ميمنة الحسين( عليه السلام ) فثبتوا له وجثوا على الركب، و اشرعوا الرماح فلم تقدم الخيل، فلما ذهبت الخيل لترجع رشقهم أصحاب الحسين بالنبل فصرعوا رجالاً وجرحوا آخرين.ثم حمل عمرو بن الحجاج من نحو الفرات فاقتتلوا ساعة، وفيها قاتل مسلم بن عوسجة فشد علبه مسلم بن عبدالله الضبابي وعبدالله البجلي وثارت لشدة الجلاد غبرة شديدة، وما انجلت الغبرة إلا ومسلم صريع وبه رمق من الحياة، فمشى إليه الحسين ومعه حبيب بن مظاهر الأسدي، فقال له الحسين: رحمك الله يا مسلم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
ودنى منه حبيب وقال: عز عليّ مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة.
فقال مسلم بصوت ضعيف: بشرك الله بخير.
ثم قال له حبيب: لولا أعلم أني في الأثر من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك.
فقال مسلم: فأني أوصيك بهذا، وأشار للحسين فقاتل دونه حتى تموت.
فقال له حبيب: لأنعمنك عيناً.
ثم مات رضوان الله عليه.
وصاحت جارية له: وامسلماه، يا سيداه، يا ابن عوسجتاه.
فنادى أصحاب ابن سعد مستبشرين: قتلنا مسلما. ]وحمل الشمر في جماعة من اصحابه على ميسرة الحسين فثبتوا لهم حتى كشفوهم وفيها قاتل عبدالله بن عمير الكبي وكنيته ابو وهب فقال الحسين عنه احبسه لأقرانه، فقاتل قتالا شديداً فقتل تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا وشد عليه هاني به ثبت الحضرمي فقطع يده اليمنى وقطع بكر بن حي ساقة.
وأخذت زوجته أم وهب بنت عبدالله من النمر بن قاسط عمودا واقبلت نحوه تقول له.
فداك أبي وامي قاتل دون الطيبن ذرية محمد صلى الله عليه واله وسلم فأراد أن يردها إلى الخيمة فلم تطاوعه وأخذت تجاذبه ثوبه وتقول: لن ادعك دون أموت معك.
فناداهم الحسين جزيتم عن أهل بيت نبيكم خيرا… ارجعي إلى الخيمة فانه ليس على النساء قتال … فرجعت.
وحينما قتل وهب مشت إليه زوجته أم وهب وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول:
هنيئا لك الجنة اسأل الله الذي رزقك الجنة أن يصحبني معك
فقال الشمر لغلامه رستم: اضرب رأسها بالعمود فشدخه وماتت مكانها وهي اول امرأة قتلت من أصحاب الحسين.
وقطع رأسه ورمى به إلى جهة الحسين فأخذته أمه ومسحت الدم عنه ثم أخذت عمود خيمة وبرزت إلى الأعداء فردها الحسين وقال:
ارجعي رحمك الله فقد وضع عنك الجهاد فرجعت وهي تقول: اللهم لا تقطع رجائي.
فقال الحسين: لا يقطع الله رجاءك.
وحمل الشمر حتى طعن فسطاط الحسين بالرمح وقال:
علي بالنار لأحرقه على أهله.
فتصايحت النساء وخرجن من الفسطاط وناده الحسين
يابن ذي الجوشن أنت تدعوا النار لتحرق بيتي على أهلي؟ أحرقك الله بالنار!.
وقال له شبث بن ربعي: أمرعبا للنساء صرت؟ ما رأيت مقالا أسوأ من مقالك وموقفا اقبح من موقفك فاستحى وانصرف.
وحمل على جماعته زهير بن القين في عشرة من اصحابه حتى كشفوهم عن البيوت. ولما نظر من بقي من أصحاب الحسين إلى كثرة من قتل منهم اخذ من قتل منهم اخذ الرجلان والثلاثة والأربعة يستأذنون الحسين في الذب عنه والدفاع عن حرمه وكل يحمي الآخر من كيد عدوه.
فخرج الجابريان وهما سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن سريع وهما ابنا عم وهما يبكيان فقال الحسين:
– ما يبكيكما اني لارجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين قالا : جعلنا الله فداك ما على أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بك ولا تقدر أن ننفعك فجزاهما الحسين خيرا فقاتلا قريبا منه حتى قتلا.
– وجاء عبدالله وعبدالرحمن ابنا عروة الغفاريان فقالا : قد حازنا الناس إليك فجعلا يقاتلان بين يديه حتى قتلا.
– وخرج عمرو بن خالد الصيداوي وسعد مولاه وجابر بن الحارث السلماني ومجمع بن عبدالله العائذي وشدوا جميعا على اهل الكوفة فلما أوغلوا فيهم عطفوا عليهم وقطعوهم عن اصحابهم فندب اليهم الحسين أخاه العباس فاستنقذهم بسيفه وقد جرحوا بأجمعهم وفي أثناء الطريق اقترب منهم العدو فشدوا بأسيافهم مع ما بهم من الجراح وقاتلوا حتى قتلوا في مكان واحد. والتفت أبوثمامة الصائدي إلى الشمس قد زالت، فقال للإمام الحسين( عليه السلام ): نفسي لك الفداء، اني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، لا والله لا تقتل حتى اقتل دونك، واحب أن ألقى الله وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها.
فرفع الحسين رأسه إلى السماء وقال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها، سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي.
فقال الحصين بن نمير: إنها لا تقبل.
فقال له حبيب بن مظاهر: زعمت لا تقبل الصلاة من آل رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) وأنصارهم، وتقبل منك يا فاسق؟!
فحمل عليه الحصين فضرب حبيب وجه فرسه بالسيف فشبت به ووقع عنه، فاستنقذه أصحابه، وقاتلهم حبيب قتالا شديدا حتى قتل.
فهد مقتله الحسين( عليه السلام ) وقال: عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي.
ثم قام الحسين للصلاة مع من بقى من أصحابه، وأبى القوم إلا أن يمطروه بسهامهم، فقام أمامه زهير بن القين وسعيد بن عبدالله الحنفي يمنعون عنه السهام، حتى أثخن سعيدا بالسهام وسقط على الأرض وهو يقول: "اللهم العنهم لعن عاد وثمود، وابلغ نبيك مني السلام، وابلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك صلى الله عليه واله وسلم".
ثم التفت إلى الحسين( عليه السلام ) قائلا: "أوفيت يابن رسول الله؟".
قال الحسين( عليه السلام ): "نعم، أنت أمامي في الجنة".
وقضى نحبه، فوجد فيه ثلاثة عشر سهما غير الضرب والطعن.
ولما فرغ الحسين( عليه السلام ) من الصلاة قال لأصحابه: "يا كرام هذه الجنة قد فتحت أبوابها، واتصلت أنهارها، وأينعت ثمارها، وهذا رسول الله والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله يتوقعون قدومكم، ويتباشرون بكم، فحاموا عن دين الله ودين نبيه، وذبوا عن حرم الرسول".
فقالوا: "نفوسنا لنفسك الفداء، ودماؤنا لدمك الوفاء، فو الله لا يصل إليك وإلى حرمك سوء وفينا عرق يضرب..!". ثم خرج الحر بن يزيد الرياحي، ومعه زهير ابن القين يحمي ظهره، فكان إذا شدّ أحدهما واستلحم، شدّ الآخر واستنقذه منهم، هذا والحر يرتجز ويقول:
إني أنا الحر ومأوى الضيـف أضرب في أعناقكم بالسيف
عن خير من حلّ بأرض الخيف أضربكم ولا أرى من حيف
فقال الحصين ليزيد بن سفيان: هذا الحر الذي كنت تتمنى قتله.
فقال يزيد: نعم، وخرج إليه يطلب المبارزة، فما أسرع أن قتله الحر.
ثم رمى أيوب بن مشرح الخيواني فرس الحر بسهم فعقره، وشبّ به الفرس فوثب عنه كأنه ليث وبيده السيف، وجعل يقاتل راجلا حتى قتل نيفاً وأربعين، فشدت عليه الرجالة فصرعته، فحمله أصحاب الحسين( عليه السلام ) ووضعوه أمام الفسطاط الذي يقاتلون دونه، فقال الحسين( عليه السلام ):
لنعم الحر حر بني رياح صبور عند مشتبك الرماح
ونعم الحر إذ فادى حسيناً وجاد بنفسه عند الصباحثم أن عمر بن سعد وجه عمرو ابن سعيد في جماعة من الرماة، فرموا أصحاب الحسين وعقروا خيولهم، ولم يبق مع الحسين فارساً إلا الضحاك بن عبدالله المشرقي، يقول الرواة أن الضحاك كان يقول: لما رأيت خيل أصحابنا تعقر، أقبلت بفرسي وأدخلتها فسطاطاً لأصحابنا، واقتتلوا أشدّ القتال، وكان من أراد الخروج يودع الحسين بقوله: السلام عليك يا ابن رسول الله، فيجيبه الحسين( عليه السلام ): وعليك السلام، ونحن خلفك.. ثم يقرأ: "ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".وخرج سلمان بن مضارب البجلي، وكان ابن عم زهير ابن القين، فقاتل حتى قتل.
وخرج بعده زهير ابن القين، فوضع يده على منكب الحسين( عليه السلام )، وقال مستأذناً:
أقدم هديت هادياً مهديا فاليوم ألقى جدك النبيا
وحسناً والمرتضى عليا وذا الجناحين الفتى الكميا
وأسد الله الشهيد الحيا
فقال الحسين( عليه السلام ): وأنا ألقاهم على أثرك.
فحمل على القوم وهو يقول:
أنا زهير وأنا ابن القين أذودكم بالسيف عن حسين
فقتل مائة وعشرين، ثم عطف عليه كثير ابن عبدالله الصعبي والمهاجر ابن أوس، فقتلاه، فوقف الحسين( عليه السلام ) على جثمانه وقال: لا يبعدنك الله يا زهير، ولعن قاتليك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير. ورمى نافع بن هلال الجملي المذحجي العدو بنبال مسمومة كتب اسمه عليها وهو يقول:
مسومة تجري بها أخفاقها
أرمي بها معلمة أفواقها
والنفس لاينفعها اشفاقها
ليملأن أرضها رشاقها
فقتل اثني عشر رجلا سوى من جرح ولما فنيت نباله جرد سيفه يضرب فيهم فأحاطوا به يرمونه بالحجارة والنصال حتى كسروا عضديه وأخذوه أسيرا فأمسكه الشمر ومعه أصحابه يسوقونه فقال له ابن سعد: ما حملك على ما صنعت بنفسك؟ فقال:
إن ربي يعلم ما أردت.
فقال له رجل وقد نظر إلى الدماء تسيل على وجهه ولحيته: أما ترى مابك؟
فقال:والله لقد قتلت منكم اثني عشر رجلا سوى من جرحت وما الوم نفسي على الجهد ولو بقيت لي عضد ما اسرتموني !
وجرد الشمر سيفه,فقال له نافع:
والله يا شمر لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه ثم قدمه الشمر وضرب عنقه. ولما صرع واضح التركي مولى الحرث المذحجي استغاث بالحسين فأتاه أبو عبدالله واعتنقه!
فقال: من مثلي وابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) واضع خده على خدي ثم فاضت نفسه الطاهرة.
ومشى الحسين إلى أسلم مولاه واعتنقه وكان به رمق فتبسم وافتخر بذلك ومات! ونادى يزيد بن معقل:
يا برير كيف صنع الله بك؟
فقال:صنع الله بي خيراً وصنع بك شراً.
فدعاه برير إلى المباهلة فرفعا أيدهما إلى الله سبحانه وتعالى يدعوانه أن يلعن الكاذب ويقتله ثم تضاربا فضربه برير على رأسه فقدت المغفر والدماغ كأنما هوى من شاهق وسيف برير ثابت في رأسه وبينما هو يريد أن يخرجه إذ حمل عليه رضي بن منقذ العبدي واعتنق بريرا واعتركا فصرعه برير وجلس على صدره فاستغاث رضي بأصحابه فذهب كعب بن جابر عمرو الأزدي ليحمل على برير فصاح به عفيف بن زهير بن أبي الأخنس (هذا برير بن خضير القاري الذي كان يقرؤنا القرآن في جامع الكوفة) فلم يلتفت إليه وطعن بريراً في ظهره فبرك برير على رضي وعض وجهه وقطع طرف أنفه وألقاه كب برمحه وضربه بسيفه فقتله. ونادى حنظلة بن سعد الشبامي:
(يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد… ياقوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد…. يا قوم لاتقتلوا حسينا فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى.
فجزاه الحسين خيراً وقال:
(رحمك الله انهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق ونهضوا إليك ليستبيحوك واصحابك فكيف بهم الآن وقد قتلوا أخوانك الصالحين.
قال: صدقت يا ابن رسول الله أفلا نروح إلى الآخرة؟ فأذن له فسلم على الحسين وتقدم يقاتل حتى قتل. واقبل عابس بن شبيب الشاكري على شوذب مولى شاكر وكان شوذب من الرجال المخلصين.
فقال: ياشوذب ما في نفسك أن تصنع؟ قال: أقاتل معك حتى أقتل فجزاه خيراً وقال له: تقدم بين يدي أبي عبدالله( عليه السلام )حتى يحتسبك كما احتسب غيرك وحتى أحتسبك فان هذا يوم نطلب فيه الأجر بكل ما نقدر عليه فسلم شوذب على الحسين وقاتل حنى قتل.
فوقف عابس أمام أبي عبدالله( عليه السلام )وقال:
(ما امسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي منك ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشيء أعز على من نفسي لفعلت السلام عليك اشهد أني على هداك وهدى أبيك! ومشى نحو القوم مصلتا سيفه وبه ضربة على جبينه فنادى:
ألا رجل فأحجموا عنه لأنهم عرفوه أشجع الناس, فصاح عمر بن سعد:
(أرضخوا بالحجارة فرمي بها فلما رأى ذلك القى درعه ومغفره وشد على الناس أنه ليطرد أكثر من مائتين, ثم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل. وقف جون مولى أبي ذر الغفاري أمام الحسين يستأذنه فقال عليه السلام:
(يا جون إنما تبعتنا طلبا للعافية فأنت في اذن مني؟)
فوقع على قدميه يقبلهما ويقول (أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم…واضاف أن ريحي لنتن وحسبي للئيم ولوني لأسود فتنفس علي بالجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم!
فأذن له الحسين فقتل خمسا وعشرين وقتل,
فوقف عليه الحسين وقال: اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) وعرف بينه وبين آل محمد( صلى الله عليه وآله وسلم). وكان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي شيخا كبيرا صحابيا رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) وسمع حديثه وشهد معه بدرا وحنينا فاستأذن الحسين وبرز شادا وسطه بالعمامة رافعا حاجبيه بالعصابة ولما نظر إليه الحسين بهذه الهيئة قال:شكر الله لك يا شيخ, فقتل على كبره ثمانية عشر رجلا وقتل. وجاء عمرو جنادة الانصاري بعد إن قتل أبوه وهو إبن إحدى عشر سنة يستأذن الحسين فأبى وقال:
(هذا غلام قتل أبوه في الحملة الأولى ولعل أمه تكره ذلك)
فقال الغلام:ان أمي امرتني والبستني لامة حربي
فأذن له فما أسرع أن قتل ورمي برأسه إلى جهة الحسين فأخذته أمه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلا قريبا فمات وعادت إلى المخيم فأخذت عمودا وقيل سيفا وأنشأت تقول:
خاوية بالية نحيفة
إني عجوز في النسا ضعيفة
دون بني فاطمة الشريفة
أضربكم بضربة عنيفة
فردها الحسين إلى الخيمة بعد أن أصابت بالعمود رجلين.وقاتل الحجاج بن مسروق الجعفي حتى خضب بالدماء فرجع إلى الحسين يقول:
ثم أباك ذا الندى عليا
اليوم ألقى جدك النبيا
ذاك الذي نعرفه الوصيا
فقال الحسين:وأنا القاهما على أثرك فرجع يقاتل حتى قتلولما أثخن بالجراح سويد بن عمرو بن أبي المطاع سقط لوجهه وظن أنه قتل,فلما قتل الحسين وسمعهم يقولون(قتل الحسين) أخرج سكينة كانت معه فقاتل بها وتعطفوا عليه فقتلوه وكان آخر من قتل من الأصحاب بعد الحسين عليه السلام. لما لم يبق مع الحسين الا أهل بيته عزموا على ملاقاة الحتوف ببأس شديد وحفاظ مر ونفوس أبية وأقبل بعضهم يودع بعضا وأول من تقدم أبو الحسن علي الأكبر وهو يرتجز:
نحن ورب البيت أولى بالنبي
أنا علي بن الحسين بن علي
أضرب بالسيف أحامي عن أبي
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي
ضرب غلام هاشمي قرشي
ولم يتمالك الحسين عليه السلام دون أن أرخى عينيه بالدموع وصاح بعمر بن سعد:
(ما لك؟ قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسلط عليك من يذبحك على فراشك)
ثم رفع شيبته المقدسة نحو السماء وقال:
(اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم أشبه الناس برسولك محمد خَلقا وخُلقا ومنطقا وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيك نظرنا إليه اللهم فامنعهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا) ثم تلا قوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
ولم يزل علي الأكبر يخمل على الميمنة ويعيدها على الميسرة ويغوص في الاوساط فلم يقابله جحفل الا رده ولا برز إليه شجاع إلا قتله. فقتل مائة وعشرين فارسا وقد اشتد به العطش فرجع إلى أبيه يستريح ويذكر ما أجهده من العطش فقال له الحسين:
(ما أسرع الملتقى بجدك فيسقيك بكأسه شربة لا تظمأ بعدها أبدا) وأخذ لسانه فمصه ودفع إليه خاتمه ليضعه في فمه
ورجع علي إلى الميدان مبتهجا بما قاله أبوه.
فقال مرة بن منقذ العبدي، علي آثام العرب إن لم أثكل أباه به, فطعنه بالرمح في ظهره وضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته فاعتنق علي الأكبر فرسه فاحتمله إلى معسكر الأعداء وأحاطوا به حتى قطعوه بسيوفهم إربا إربا.
ونادى رافعا صوته: عليك مني السلام أبا عبدالله هذا جدي قد سقاني بكأسه شربة لا أظمأ بعدها أبدا وهو يقول إن لك كأسا مذخورة فأتاه الحسين عليه السلام وانكب عليه واضعا خده على خده وهو يقول: على الدنيا بعدك العفا ما اجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول يعز على جدك وأبيك أن تدعوهم فلا يجيبونك وتستغيث بهم فلا يغيثنوك.
وأمر فتيانه أن يحملوه إلى الخيمة فجاؤا به إلى الفسطاط الذي يقاتلون أمامه. وخرج من بعده عبدالله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب و أمه رقية الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول:
وعصبة باتوا على دين أبي
اليوم ألقى مسلما وهو أبي
فقتل جماعة بثلاث حملات ورماه يزيد بن الرقاد الجهني فاتقاه بيده فسمرها إلى جبهته فما استطاع أن يزيلها فقال:
(اللهم انهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا)
وبينما هو على هذا إذ حمل عليه رجل برمحه فطعنه في قلبه ومات فجاء إليه يزيد ابن الرقاد واخرج سهمه من جبهته وبقي النصل فيها وهو ميت.ولما قتل عبدالله بن مسلم حمل آل أبي طالب حملة واحدة فصاح بهم الحسين عليه السلام:
صبرا على الموت يا بني عمومتي والله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم.
فوقع فيهم عون بن عبدالله بن جعفر الطيار وأمه العقيلة زينب,وأخوه محمد و أمه الخوصاء وعبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب وأخوه جعفر بن عقيل ومحمد بن مسلم بن عقيل.
وخرج أبو بكر بن أمير المؤمنين عليه السلام واسمه محمد فقتله زحر بن بدر النخعي.
وخرج عبدالله بن عقيل فما زال يضرب فيهم حتى أثخن بالجراح وسقط إلى الأرض فجاء إليه عثمان بن خالد التيمي فقتله. وخرج أبو بكر بن الحسين بن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو عبدالله الأكبر و أمه رملة, فقاتل حتى قتل.
وخرج من بعده أخوه لامه وأبيه القاسم وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر إليه الحسين عليه السلام اعتنقه وبكى ثم أذن له فبرز وكأن وجهه شقة القمر وبيده السيف وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان فمشى يضرب بسيفه فانقطع شسع نعله اليسرى وأنف ابن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحتفي في الميدان فوقف يشد شسع نعله وهو لا يزن الحرب إلا بمثله غير مكترث بالجمع ولا مبال بالألوف.
وبينما هو على هذا إذ شد عليه عمرو بن سعد بن نفيل الازدي فقال له حميد بن مسلم:
وما تريد من الغلام؟ يكفيك هؤلاء الذين تراهم احتوشوه!
فقال: والله لأشدن عليه, فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف فوقع الغلام لوجهه فقال يا عماه…فأتاه الحسين كالليث الغضبان فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بالساعد فأطنها من المرفق فصاح صيحة عظيمة سمعها المعسكر فحلت خيل ابن سعد لتستنقذه فاستقبله بصدرها ووطأته بحوافرها فمات.
(وانجلت الغبرة وإذا الحسين قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك خصمهم يوم القيامة جدك.
ثم قال: عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوت والله كثر واتره وقل ناصره ثم احتمله وكان صدره على الحسين ( عليه السلام ) ورجلاه يخطان في الأرض فألقاه مع علي الأكبر والقتلى حوله من أهل بيته.
ورفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم احصهم عددا ولا تغادر منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا!
صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيتي لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا. ولما رأى العباس عليه السلام كثرة القتلى من أهله قال لاخوته من أمه وأبيه عبدالله وعثمان وجعفر:
(تقدموا يا بني أمي حتى أراكم نصحتم لله ورسوله, والتفت إلى عبدالله وكان أكبر من عثمان وجعفر وقال:ت قدم يا أخي حتى أراك قتيلا وأحتسبك), فقاتلوا بين يدي أبي الفضل حتى قتلوا بأجمعهم. ولم يستطع العباس صبرا على البقاء بعد أن فنى صحبه وأهل بيته فجاء إلى الحسين وقال: قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين وأريد أن آخذ ثأري منهم فأمره الحسين ( عليه السلام ) أن يطلب الماء للأطفال فذهب العباس إلى القوم ووعظهم وحذرهم غضب الجبار فلم ينفع فنادى بصوت عال:
يا عمر بن سعد:هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى فاسقوهم من الماء قد أحرق الظمأ قلوبهم
فأثر كلامه في نفوس القوم حتى بكى بعضهم ولكن الشمر صاح بأعلى صوته: يا بن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد!
فرجع إلى أخيه يخبره فسمع الأطفال يتصارخون من العطش.
ثم أنه أخذ القربة فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم وأخذ يطرد أولئك الأعداء وحده ولواء الحمد يرف على رأسه فلم تثبت له الرجال ونزل إلى الفرات مطمأنا غير مبال بذلك الجمع.
ولما اغترف من الماء لكي يشرب تذكر عطش الحسين ومن معه فرمى الماء وقال:
وبعده لا كنت أن كنت أن تكوني
يا نفس من بعد الحسين هوني
وتـــشـــربين بــــارد المـــــعين
هذا الحسين وارد المنون
تالله ما هذا فعال ديني
ثم ملأ القربة وركب جواده وتوجه نحو المخيم فقطع عليه الطريق وجعل يضرب حتى أكثر القتل فيهم وكشفهم عن الطريق وهو يقول:
حتى أوارى في المصاليت لقى
لا أرهب الموت إذا الموت زقا
إني أنا العباس أغدوا بالسقا
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقى
ولا أخاف الشر يوم الملتقى
فكمن له زيد بن الوقاد الجهني.من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل فضربه على يمينه فبتراها فقال ( عليه السلام ):
إني أحامي أبدا عن ديني
والله إن قطعتم يميني نجل النبي الطاهر الأمين
وعن إمام صادق اليقين
فلم يعبأ بيمينه,حيث أن همه كان إيصال الماء إلى أطفال الحسين وعياله, ولكن حكيم بن الطفيل كمن له وراء نخلة فلما مر به ضربه على شماله فقطعها وتكاثروا عليه!وأتته السهام كالمطر فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها وسهم أصاب صدره وضربه رجل بالعمود على رأسه ففلق هامته!
وسقط على الأرض ينادي:
عليك مني السلام أبا عبدالله.
فأتاه الحسين فرآه مقطوع اليمين والشمال فانحنى عليه وبكى بكاءا عاليا وقال ( عليه السلام ) الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي.
ورجع الحسين إلى المخيم منكسرا حزينا باكيا يكفكف دموعه وقد تدافعت الرجال على مخيمه فنادى:
أما من مغيث يغيثنا؟ أما من مجير يجيرنا؟ أما من طالب حق ينصرنا إما من خائف من النار فيذب عنا!
فأتته سكينة وسألته عن عمها أخبرها بقتله! وسمعته زينب فصاحت: وا أخاه وا عباساه وا ضيعتنا من بعدك! وبكت النسوة وبكى الحسين معهن. ولما قتل العباس التفت الحسي ن( عليه السلام ) فلم ير أحدا ينصره ونظر إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحي وهو إذ ذاك يسمع عويل الايامى وصراخ الأطفال فصاح بأعلى صوته:
(هل من ذاب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في اغاثتنا؟
ثم إنه عليه السلام أمر عياله بالسكوت,وودعهم وكانت عليه جبة خز دكناء وعمامة موردة أرخى لها ذوابتين والتحف ببردة رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) وتقلد بسيفه. وطلب ثوبا لايرغب فيه أحد يضعه تحت ثيابه لئلا يجرد منه فانه مقتول مسلوب فأتوه بتبان فلم يرغب فيه لأنه من لباس الذلة وأخذ ثوبا خلقا ولبسه تحت ثيابه. ودعا الرضيع يودعه فأتته زينب بابنه عبدالله وأمه الرباب فأجلسه في حجره ويقول:
(بعدا لهؤلاء القوم إذا كان جدك المصطفى خصمهم).
ثم أتى به نحو القوم يطلب له الماء فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه فتلقى الحسين الدم بكفه ورنى به نحو السماء.
وقال: هون ما نزل بي إنه بعين الله تعالى اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل إلهي إن كنت حبست عنا النصر فاجعله لما هو خير منه وانتقم من الظالمين واجعل ما حل بنافي العاجل ذخيرة لنا في الآجل اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمد( صلى الله عليه وآله وسلم) ثم نزل عن فرسه وحفر له قبرا بجفن سيفه ودفنه مرملا بدمه وصلى عليه.
وتقدم الحسي ن( عليه السلام ) نحو القوم مصلتا سيفه آيسا من الحياة ودعا الناس إلى البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل جمعا كثيرا ثم حمل على الميمنة وهو يقول:
والعار أولى من دخول النار
الموت أولى من ركوب العار وحمل على الميسرة وهو يقول:
آليت أن لا أنثني
أنا الحسين بن علي
أمضي على دين النبي
أحمي عيالات أبي
قال عبدالله بن عمار بن يغوث: ما رأيت مكثورا قد قتل ولده وأهل بيته وصحبه أربط جأشا منه ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد ولم يثبت له أحد.
فصاح عمر بن سعد بالجمع: هذا ابن الانزع البطين هذا ابن قتال العرب احملوا عليه من كل جانب فأتته أربعة آلاف نبلة وحال الرجال بينه وبين رحله فصاح بهم:
(يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون.)
فناداه شمر: ما تقول يا بن فاطمة؟
قال:أنا الذي أقاتلكم والنساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا.
فقال شمر: لك ذلك.
وقصده القوم واشتد به العطش فحمل من نحو الفرات على عمرو بن الحجاج وكان في أربعة آلاف فكشفهم عن الماء و اقحم الفرس الماء ولما مد يده ليشرب ناداه رجل أتلتذ بالماء وقد هتكت حرمك؟
فرمى الماء ولم يشرب وقصد الخيمة.
ثم أخرج السهم من قفاه فوضع يده تحت الجرح فلما امتلأت رمى به نحو السماء وقال:
(هون علي ما نزل بي إنه بعين الله) ثم وضعها ثانيا فلما امتلأت لطخ به رأسه ووجهه ولحيته وقال:
(هكذا أكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا مخضب بدمي وأقول: يا جدي قتلني فلان وفلان). ثم انهم لبثوا هنيئة وعادوا إلى الحسين وأحاطوا له وهو صريع على الأرض لا يستطيع النهوض فنظر عبدالله بن الحسن وله إحدى عشرة سنة إلى عمه وقد أحدق القوم به فأقبل يشتد نحو عمه وأرادت زينب حبسه فأفلت منها وجاء إلى عمه وأهوى بحر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين فصاح الغلام :
(يا ابن الخبيثة أتضرب عمي؟ فضربه واتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلد فإذا هي معلقة فصاح الغلام: يا عماه! ووقع في حجر الحسين فضمه اليه وقال: (يا ابن أخي أصبر على مانزل بك واحتسب في ذلك الخير فان الله تعإلى يلحقك بآبائك الصالحين)
ورفع يديه قائلا: اللهم ان متعتهم إلى حين ففرقهم تفريقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا.
ورمى الغلام حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمه…و أمه واقفة بباب الخيمة تنظر إليه وهي مدهوشة. وبقى الحسين مطروحا مليا ولو شاءوا أن يقتلوه لفعلوا…إلا أن كل قبيلة تتكل على غيرها في قتله وتكره الإقدام.
فتقدم إليه زرعة بن شريك فضربه على كتفه الأيسر ورماه الحصين في حلقه, وضربه آخذا على عاتقه وطعنه سنان بن أنس في ترقوته ثم في بواني صدره,ثم رماه بسهم في نحره وطعنه صالح بن وهب في جنبه.
قال هلال بن نافع:
(كنت واقفا نحو الحسين وهو يجود بنفسه فوالله ما رأيت قتيلا قط مضمخا بدمه أحسن منه وجها ولا أنور ولقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله! فاستقى في هذه الحال فأبوا أن يسقوه!
وقال له رجل:
(لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها!)
فقال عليه السلام:
(أنا لا أرد الحامية و إنما أرد على جدي رسول الله واسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر و أشكوا إليه ما ارتكبتم مني وفعلتم بي. ولما اشتد به الحال رفع طرفه إلى السماء وقال:
(اللهم متعال المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابغ النعمة حسن البلاء قريب إذا دعيت محيط بما خلقت قابل التوبة لمن تاب إليك قادر على ما أردت تدرك ما طلبت شكور إذا شكرت ذكور إذا ذكرت أدعوك محتاجا وأرغب إليك فقيرا وافزع إليك خائفا وأبكي مكروبا واستعين بك ضعيفا وأتوكل عليك كافيا اللهم أحكم بيننا وبين قومنا فانهم غرونا وخذلنا وغدروا بنا و قتلونا ونحن عترة نبيك وولد حبيبك محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) الذي اصطفيته بالرسالة و ائتمنته على الوحي فاجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا يا أرحم الراحمين.
(صبرا على قضائك يا رب لا إله إلا سواك يا غياث المستغيثين مالي رب سواك ولا معبود غيرك صبرا على حكمك يا غياث من لا غياث له يا دائما لا نفاد له, يا محيي الموتى يا قائما على كل نفس بما كسبت أحكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين.
ونادت أم كلثوم و زينب العقيلة
(وامحمداه واابتاه واعلياه واجعفراه واحمزتاه هذا الحسين بالعراء صريع بكربلاء) ثم نادت زينب: ليت السماء أطبقت على الأرض وليت الجبال تدك دكت على السهل!!) وانتهت نحو الحسين وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه والحسين يجود بنفسه! فصاحت:
(أي عمر أيقتل أبو عبدالله وأنت تنظر اليه؟!)
فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته.
فقالت: ويحكم أما فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد!
ثم صاح ابن سعد بالناس: أنزلوا إليه وأريحوه فبدر إليه شمر فرفسه برجله وجلس على صدره وقبض على شيبته المقدسة وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة و أحتز رأسه المقدس!! وأقبل القوم على سلبه فأخذ اسحاق ابن حوية قميصه,وأخذ الأخنس ابن مرثد بن علقمة الحضرمي عمامته وأخذ الأسود بن خالد نعليه وأخذ سيفه رجل من بني نميم اسمه الأسود بن حنظلة.
وجاء بجدل فرأى الخاتم في اصبعه والدماء عليه فقطع اصبعه وأخذ الخاتم وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته وأخذ ثوبه الخلق جعونة الحضرمي وأخذ القوس و الحلل الرحيل بن خثيمة الجعفي وهاني بن شبيب الحضرمي وجرير بن مسعود الحضرمي. انا ادري أنا القصة طويلة ولكن والله تستحق عناء القرأة لأنها قصة سيد شباي الجنة الامام حسين عليه السلام حفيد الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم .
عفوا في اخر النص من المفروض ان اكتب شباب الجنة ولكن سهوا اخطأت ولم استطيع التعديل لان الوقت قد مر والمسموح لنا فقط بي ثلاث دقائق بعد كتابة الموضوع بي التعديل .
مالي لا ارى اي تفاعل للاعضاء هل هو جهل بالموضوع أو أنكم لم ترو له أهمية أرجوا منكم جواب؟
و هو ثري بالخرائط من الحقبة التى سبقت الإسلام حتى العصر الحديث
شششششكككككككككككككرررررررررررررررررااااااااااااااا اااااااا
شكرا اخي مجلد مفيد
ان وضع قطعة نحاسـية أو معدنية على شكل هلال هي رمز له معنى وله أصل
فإن فتحة الهلال تكون باتجاه القبلة لتعطي دلالة على تحديد اتجاه القبلة لسكان المنطقة المحيطة
بالمسجد وللمارة .
فالقبلة تعرف من داخل المسجد باتجاه المحراب وتعرف من خارج المسجد من فتحة الهلال وهذا هو الهدف والغاية من وضع الهلال على رأس المنــارة
اشكرك على المعلومة صراحة لم اكن اعلم ذلك شكرا مرة اخرى ونحن فى انتظار معلومات اخرى
جزاك الله خيرا …………….على ما قدمتي من معلومة مهمة
معلومة مهمة وقيمة …..مشكوورة اختي الغالية
جزاك الله خيرا
كلما تعلمت اكتشفت مدى جهلي
شكرا على المعلومة القيمة
بارك الله فيك
بارك الله فيك على هذه المعلومة
جعلها الله في ميزان حسناتك
مملكة سبأ .الماضي الغامض
هي مملكة قديمة امتدت من شواطيء البحر الاحمروالحبشة وضمت جنوب جزيرة العرب حيث تقع اليمن في أيامنا هذه واستمرت حتى استيلاء الدولة الحميرية عليها في اواخر القرن الثالث بعد الميلاد، بدأت المملكة بالازدهار حوالي القرن الثامن ق.م.
اشتهرت سبأ بغناها وقد تاجرت بالعطور و الدرر و البخور واللبان . وقد ذكر إنتاجها للعطور في عدة مصادر مثل العهد القديم . وقد ذكرت سبأ في القرآن الكريم, كما تحمل إحدى سوره اسمها وذلك لكثرة القصص عنها، وأشهرها قصة بلقيس بالنبي سليمان عليه السلام، وقصة السد العظيم وسيل العرم . و لم يرتبط تاريخ اليمن السحيق باسم مملكة من الممالك القديمة مثلما ارتبط باسم سبأ التي ورد ذكرها في الكتب السماوية، وحيكت حولها الأساطير، والحكايات والقصص، لتتبدى من خلال الكم المتراكم عبر القرون من الصور والتداعيات والأخيلة العالقة في الوجدان الشعبي وأعمال العديد من الفنانين رمزا تتزاوج فيه معالم الجمال الفاتن، والرخاء العميم، والثروة الوفيرة والقوة المنيعة….نشأت مملكة سبأ قبل القرن العاشر ق.م وكانت عاصمتها مدينة مأرب، وقد تمكن ملوكها حوالي منتصف القرن الثامن ق.م من بناء السد المشهور بسد مأرب ومن إنشاء علاقات تجارية مع شواطئ أفريقيا ومع بلدان بعيدة مثل الهند وبلاد اليونان، كما استوطن السبأيون مناطق في أفريقيا وانشؤوا فيها ممكلة خاضعة لهم عرفت باسم ..مملكة الأكسوم..بقي تاريخ نشوء حضارة سبأ موضع خلاف حتى الآن، فالسبئيون لم يشرعوا بكتابة تقاريرهم الحكومية حتى سنة 600 قبل الميلاد، لذلك لا يوجد أي سجلات سابقة لهذا التاريخ، ويعتقد أن السبأيون قدأسسوا مجتمعهم ما بين 1100-1000 قبل الميلاد، وانهارت حضارتهم حوالي 550 بعد الميلاد، بسبب الهجمات التي دامت قرنين والتي كانوا يتعرضون لها من جانب الفرس والدولة الحميرية.
يعود أقدم المصادر التي تشير إلى قوم سبأ إلى سجلات الملك سيرجون الثاني الآشوري الحربية (722-705 قبل الميلاد)، في تلك السجلات يشير الملك الآشوري في سجلاته التي دون فيها الأمم التي كانت تدفع له الضرائب إلى ملك سبأ "إيت عمارا". هذا أقدم مصدر يشير إلى الحضارة السَّبئية، إلا أنه ليس من الصواب أن نستنتج أن هذه الحضارة قد تم إنشاؤها حوالي 700 قبل الميلاد فقط اعتماداً على هذا المصدر الوحيد، لأن احتمال تشكل هذه الحضارة قبل ذلك وارد جداً، وهذا يعني أن تاريخ سبأ قد يسبق هذا التاريخ. ورد في نقوش أراد نانار، أحد ملوك مدينة أور المتأخرىن، كلمة "سابوم" والتي تعني "مدينة سبأ" ، وإذا صح تفسير هذه الكلمة على أنها مدينة سبأ، فهذا يعني أن تاريخها يعود إلى 2500 قبل الميلاد.
يقول "روبان " أن أقدم الشواهد على وجود هذه المملكة تعود إلى بدايات حضارة جنوب الجزيرة العربية، ففي أقدم النصوص المكتشفة في اليمن التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، نجد اسم ..سبأ.. في صفات الملوك المعروفين بـ" مكرب سبأ"، وهي النصوص الأولى التي تتميز بقصرها، والمنحوتة على الحجر تخلد الانتهاء من أعمال التشييد بتقديم الأواني الطقسية كقرابين، وكانت مملكة سبأ آنئذ ثيوقراطية " دينية " تقوم على العبادة الجماعية لبعض الآلهة.يشير الدكتور "كريستيان روبان " عالم الآثار الألماني إلى أن كل الدلائل والشواهد الأثرية تؤكد أن السبئيين اتخذوا من منطقة مأرب عاصمة لمملكتهم وانحصار أراضي سبأ في الأصل بمنطقة مأرب، إلا أنها توسعت في عهد الملك المشهور كرب ايلحواني عام" 700- 680" قبل الميلاد لتشمل كل المناطق الغربية من اليمن، ثم انحصرت فيما بعد في منطقتي مأرب وصنعاء العاصمة السبئية الثانية والتي أنشأت حوالي القرن الأول الميلادي".كان الجيش السبئي من أقوى جيوش ذلك الزمان، وقد ضمن لحكامه امتداداً توسعياً جيداً، فقد اجتاحت سبأ منطقة القتبيين، وتمكنت من السيطرة على عدة مناطق في القارة الإفريقية، وفي عام 24 قبل الميلاد وأثناء إحدى الحملات على المغرب، هزم الجيش السبئي جيش ماركوس ايليون غاركوس الروماني الذي كان يحكم مصر كجزء من الإمبراطورية الرومانية التي كانت أعظم قوة في ذلك الزمن دون منازع، يمكن تصوير سبأ على أنها كانت بلاداً معتدلة سياسياً، إلا أنها ما كانت لتتأخر في استخدام القوة عند الضرورة.. لقد كانت سبأ بجيشها وحضارتها المتقدمة من " القوى العظيمة" في ذلك الزمان.ولقد ورد في القرآن ذكر سبأ قال تعالى (لَقَد كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزقِ رَبِّكُم وَاشكُرُوا لَهُ بَلدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ’) سورة سبأ الأية 15 …وذكر جيش سبأ القوي، وتظهر ثقة هذا الجيش بنفسه من خلال كلام قواد الجيش السبئي مع ملكتهم كما ورد في سورة النمل: (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَإذَا تَأْمُرِينَ) (النمل: 33).كانت مأرب هي عاصمة سبأ، وكانت غنية جداً، والفضل يعود إلى موقعها الجغرافي، كانت العاصمة قريبة جداً من نهر الدهنا الذي كانت نقطة التقائه مع جبل بلق مناسبة جداً لبناء سد، استغل السبئيون هذه الميزة وبنوا سداً في تلك المنطقة حيث نشأتحضارتهم، وبدؤوا يمارسون الري والزراعة، وهكذا وصلوا إلى مستوى عال جداً من الازدهار. لقد كانت مأرب العاصمة من أكثر المناطق ازدهاراً في ذلك الزمن. هذا بعض من المعلومات الكثيرة عن هذه المملكة القديمة والرائعة ..وربما الغامضة حتى يومنا هذا … ولكم تحياتي
(لَقَد كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزقِ رَبِّكُم وَاشكُرُوا لَهُ بَلدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ’)
لولا أنّها حضارة عظيمة لما ذكرت في القرآن العظيم.
جزاك اللّه خيرا على الموضوع القيّم وشكرا لك على المجهودات المبذولة.
بارك الله فيك اخي على الاضافة
اسعدني مرورك
شكرا لك
مشكورة هبة الرحمان على الموضوع المميز والمفيد
شكرا لكي
و الشكر الجزيل لك على المرور
نورتي الصفحة
اشتقت اليك
انا كدلك اشتقت اليكي كتيررررررررررر
والموضوع منور بصحبته
مشكور على الافادة
العفو اختي
اسعدني مرورك
رحلـــة إلـــــــى الجنـــــــــة
[
اعزائنا المسافرين معنا فى هذه الرحله هيا بنا لنترك الدنيا بكل نعيمها وشقائها و ننطلق
بعقولنا وقلوبنا الى الجنه بحثا عن النعيم الذى لا ينتهى واللذة التى لا توصف
هيا بنا الى سعادة بلا شقاء
وحب بلا كراهيه..هيا ننطلق الى مكان لم تراه عين ولم تسمعه اذن
ولم يتخيله عقل ولم يخطر على قلب بشر
عزيزى المسافر
اغلق عينيك افتح قلبك تنفس بعمق
واستعد للا نطلا ق
على باب الجنه
ها نحن نقترب لعلك تشم الان را ئحه الجنه لعلك ترى ابوابها
جهز نفسك للد خول ولكن انتظر
كيف ستدخل الجنه وانت بهذة الهيئه
انظر هناك ستجد شجره على باب الجنه ما اعظمها ما اجملها
ينبع من اصلها عينان تقد م لتشرب من احداها ليجرى فى وجهك
نضره النعيم
وتواضاء من الاخرى لتزداد حسنا وجمالا
الان يمكنك الدخول تقدم نحو الباب
اذهب ببصرك فيما وراء الباب ومتع عينيك بدار النعيم
تنفس الان بعمق املأ صدرك بهذة الرائحة الذكيه يالها من رائحة طيبه
انظر تلك القصور الشاهقة ليست كقصور الدنيا بنائها لبنه من ذهب ولبنه من فضة
وهناك نوع اخر من قصور عباره عن لؤلؤة واحده مجوفه
نفسك فى قصر من قصور الجنه
احجز قصرك من الان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يصلى لله تعالى فى كل يوم اثنتى عشر
ركعة تطوعا غير الفريضه الا بني الله له بيتا في الجنة
والان هيا بنا فى جوله حره نتجول فى بساتين الجنه ما من شجره الا وساقها من ذهب وما
من نخله الا وجذ وعها من الذ مرد الاخضر
الى كل من قضى حياته يلهث وراء الذهب والحريرهل تعجبك هذه الاشجار هل تشتاق الى هذا
اذا ما رأيك ان تغرس شجر فى الجنه باسمك وملكك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخله فى الجنه
سبحان الله وبحمده
عزيزى المسافر لعل ما رايته فى الرحله اصابك بالذهول
لعلك تحتاج شربه ماء تروى بها ظمأك هيا نشرب من ذلك النهر ولكن انتظر انه ليس نهرا
عاديا ان حافتاه من الذهب ماؤه يجرى فى مجرى من الدر والياقوت ولونه ابيض من الثلج
ومذاقه احلى من العسل
اشرب اشرب اروى عطشك انه الكو ثر
الى كل من باع الجنه من اجل متعه عابره او لذه فانيه الا تستحق الجنه التضحيه
الثمن فى منتناول الجميع قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
كل امتى يدخلون الجنه الا من ابى قالوا ومن يابى يا رسول الله
قال من اطاعنى دخل الجنه ومن عصانى فقد ابى
وقال عليه افضل صلاه وسلام
الا هل مشمر للجنه فان الجنة لا مثيل لها هى ورب الكعبه نور يتلاءلاء وريحانه تهتز وقصر
مشيد ونهر جارى وثمره نضيجه وزوجه جميله
فقال الصحابه نحن المشمرون لها يا رسول الله فقال قولوا ان شاء الله
قولوا ان شاء الله اعزائى المسافرين ها قد رجعنا الى الحياه الدنيا
داعين المولى عز وجل اى يدخلنا الجنه بغير حساب بر حمته وغفرانه ولنعلم جميعا ان طريقنا
للجنه يبدأ من الان فهل من مشمر ان شاء الله
ادعوكم الى المشاركه
ولله الحمد من قبل ومن بعد
للامانة منقول
هااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااايلللللللللللللللللللللللللللللللل روعةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
شكراااا على المرور أخي الكريم
بارك الله فيك
قال حماد بن زيد :
قيل لأيوب السختياني: العلم اليوم أكثر أم أقل؟؟
فقال أيوب:
الكلام اليوم أكثر … والعلم كان قبل اليوم أكثر.
هذا وهُم ليس لهم منتديات ولا ملتقيات، ولا انترنت، فكيف لو كان عندهم ما عندنا، أو الأصح فكيف بنا نحن، ما أكثر كلامنا وقلة علمنا … والله المستعان.
نسأل الله العفو والعافية والمغفرة والرحمة .
شكراا لكما على مروركما أخواي الكريمان
شكرا جزيلا على الموضوع المميز أختي خولة
العفو أخي الياس شكرا على مرورك
يااااااااااااااااااااه ماجمله من نعيم .احيانا اتساءل لما لا اموت واطمئن .فكل ثانية تمضي عليا وانا لاادري ربما ارتكب ما يغضب الله .يا رحمان اسكنا في جنانك يا رحمان .
شكرا لك اختي خولة بكل صراحة جعلتي قلبي يحترق من شوقي لها .
شكرا جزيلا على ما تتركه اناملك من صدى فيا وفي الغير .شكرااااا
شكراا لك أختي الغالية على المرور العطر نورتي الصفحة
انظروا وتمعنوا فى هذه الحقائق العلمية
شكرااااااااااااااااا
قلعتها تستضيف مهرجانات عالمية في لبنان
نادراً ما يغادر السائح لبنان من دون زيارة مدينة بعلبك وتحديداً هياكلها الرومانية، احدى روائع العالم القديم، التي تستقطب حسب احصائيات منظمة اليونسكو 120 الف سائح سنوياً، يقصدونها لرؤية عظمة الآثار الرومانية. وكلمة بعلبك تعني في الفينيقية «مدينة بعل» وقد سميت نسبة الى اله الشمس بعل، لذا اطلق عليها لقب «مدينة شمس»، وعندما احتلها الاغريق عام 332 ق.م عرفت حينها بمدينة Heliopolis نسبة الى Helios اله الشمس لدى اليونانيين.
الرومان دخلوا المدينة عام 16 ق.م في عهد الامبراطور اغسطس وخلفوا وراءهم الآثار التي اكسبت بعلبك شهرتها العالمية. وتعتبر هياكل بعلبك من اكثر الآثار الرومانية المحافظ عليها رغم مرور مئات السنين وتعرضها للسرقة والحروب والزلازل، خاصة عام 1759 عندما دمر زلزال قوي قسماً كبيراً من المدينة، الا ان علماء الآثار واكثرهم من الالمان والفرنسيين واللبنانيين استطاعوا ترميم الهياكل واعادتها تقريباً مثلما كانت. وتضم قلعة بعلبك معابد جوبيتر وفينوس وباخوس التي كانت مخصصة قديماً للطقوس الدينية كتقديم الذبائح للآلهة، اما اليوم فيمكن للزائر التوقف عند ضخامة هذه الهياكل وروعة هندستها.
فمعبد جوبيتر الذي يعتبر الاهم يحتوي على احجار يصل قياسها الى عشرين متراً، فيه ستة اعمدة عملاقة لا تزال صامدة وهي اساس روعته وأهميته الكبيرة، ويرجح ان هذه الاحجار استقدمت منحوتة من روما بسبب طابعها الغربي وجمعت في بعلبك.
المهرجانات
* وتشتهر بعلبك بمهرجانها الدولي السنوي الذي يقام في معبدي جوبيتر وباخوس والذي يستقطب اهم واشهر الفنانين العالميين لإحياء حفلات رائعة في احد اجمل الاماكن الاثرية في العالم.
وكان هذا المهرجان قد افتتح رسمياً في صيف 1956 ومن مؤسسته زلفا شمعون عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية السابق كميل شمعون، وقد استقطب منذ البداية اهم المغنين والراقصين العالميين اضافة الى اشهر اعمال الاوبرا، كأوبرا باريس وميلانو، كما استضافت هياكله عمالقة الفن العربي، وأبرزهم ام كلثوم، ولا ننسى مسرحيات الرحابنة وإطلالات فيروز ووديع الصافي وصباح فخري ونصري شمس الدين وفرقة عبد الحليم كركلا للرقص الشعبي. غير ان هذه المهرجانات توقفت خلال الحرب اللبنانية لفترة 22 عاماً لتعود من جديد عام 1997 ولتستمر حتى اليوم بفضل جهود رئيسة لجنة المهرجانات مي عريضة، التي استطاعت احضار اهم الفنانين والفرق العالمية لامتاع الجمهور المتعطش للفن والتسلية. ومن ابرز من جاء في السنوات الاخيرة المغني العالمي ستينغ وفرقة Lord of the dance. اما هذا العام، فكانت الفنانة القديرة وردة الجزائرية من اهم الاسماء التي شاركت في المهرجان لتطل على جمهورها بعد غياب طويل.
ومن المؤكد ان هذه المهرجانات تنشّط الحركة الاقتصادية في المدينة، بداية يستفيد اهلها من بيع التذكارات على مدخل القلعة خاصة العباءات والتحف الخشبية التي ترمز الى بعلبك، كما بإمكان الزائر تذوق الصفيحة البعلبكية الشهية وهي عبارة عن لحم مغلف بعجينة صغيرة مربعة الشكل يشتهر بها البقاعيون عامة والبعلبكيون بشكل خاص.
الاقامة والمطاعم
* تزدهر الفنادق والمطاعم بشكل كبير خلال هذه الفترة. فمن اراد حضور احدى الحفلات، خاصة اذا كان آتياً من منطقة بعيدة، يمكنه قضاء الليلة في احد فنادق بعلبك حيث سيشعر بالراحة وحسن الاستقبال.
ويقدم فندق Palmyra الذي يعود تأسيسه الى حوالي 120 سنة والواقع في الشارع المقابل للآثارات منظراً رائعاً للمقيمين، كما يحتوي على متحفه الخاص الذي يحكي تاريخ بعلبك في احدى صالاته. اما بالنسبة الى غرفه فهي مريحة وتختلف الواحدة عن الاخرى من حيث الديكور وقد استقبلت العديد من الشخصيات الهامة التي زارت بعلبك امثال الجنرال الفرنسي شارل ديغول والكاتب جان كوكتو. سعر الغرفة يتراوح اجمالاً بين 35 و55 دولارا.
ولمن اراد الاقامة في فندق افخم يمكنه التوجه الى Annex Palmyra الذي يقع في الشارع نفسه. وغرف هذا الفندق واسعة واكثر فخامة كما يحتوي على صالات كبرى لتناول الطعام. تكلفة الغرفة بحدود 75 دولارا. رقم الهاتف: 009618370230.
ايضاً يمكن لأي شخص قضاء ليلة في بعلبك والتمتع بطابعها التاريخي بتكلفة لا تتعدى العشر دولارات اذا قصد نزل شومان في وسط المدينة الذي يضم 5 غرف ميزتها الاساسية اطلالتها الجميلة على هياكل بعلبك. رقم الهاتف: 009618370160.
وتنتشر المطاعم بكثرة على طول طريق رأس العين، وهذه المنطقة تشتهر بطبيعتها الخلابة حيث تكثر الاشجار والحدائق، وتقدم هذه المطاعم باغلبيتها المازة اللبنانية الشهية والمشاوي بسعر يتراوح بين 10 و15 دولارا. ومن المطاعم الهامة ايضاً مطعم «أصيلة» مقابل فندق Palmyra الذي يتميز بباحته الواسعة التي تطل على القلعة وهو يعتبر من المطاعم الفخمة في بعلبك.
المعالم الأثرية الاخرى في بعلبك * ويستطيع الزائر قبل مغادرته بعلبك مشاهدة بقايا جامع ام عياد الذي يقال انه بني على انقاض كنيسة مار يوحنا التي بناها البيزنطيون عندما كانوا متواجدين في المنطقة. ايضاً من المعالم الاثرية الاخرى قبتا أمجد ودوريس، وهما عبارة عن بقايا لجامعين بنيا من حجارة استخدمت من معابد بعلبك. كما بإمكان الزائر رؤية محطة القطار التي تعود الى حقبة الثلاثينات والتي بناها الفرنسيون في فترة انتدابهم للبنان. هذه المحطة لا تعمل حالياً إنما من الجميل رؤيتها قبل مغادرة بعلبك كي يجمع المرء في زيارته لمدينة الشمس حقبا مختلفة من التاريخ القديم والمعاصر.