
مــقــدمــة
إن الاهتمام بتنمية البلديات و الدوائر يعتبر من الضروريات من أجل رفع المستوى الصحي للسكان في الجزائر، فتسخير الميزانية الخاصة بالبلدية من أجل ترميم و تعديل الطرقات، أنابيب المياه الصالحة للشرب، أنابيب صرف المياه القذرة و كذا القضاء على البيوت القصديرية سيؤدي حتما إلى تخفيض مستوى الأمراض المتنقلة مثل الجرب، الكوليرا… الخ.
عرف المشروع البلدية بموجب المادة الأول من القانون رقم ( 90 – 80 ) المؤرخ في 17 أفريل 1990 المتعلق بقانون البلدية على أن البلدية هي الجماعة الإقليمية الأساسية التي تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، وعرفها قانون البلدية لسنة 1967 بأنها » البلدية هي الجماعة الإقليمية السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأساسية ولا شك أن التعريف الثاني ويعكس الوظائف المثيرة للبلدية ومهامها المتنوعة في ظل الفلسفة الاشتراكية .
2/ تطــــــــــــــــور نظامها
أ : قـــــــــــــــــــــــــــبل الاستقلال
البلدية في المرحلة الاستعمارية 1830-1962 :
لم تحد البلدية عن الولاية فقد كانت هي الأخرى أداة لتحقيق طموحات الإدارة الاستعمارية وفرض هيمنتها ونفوذها. وقد كان يديرها مواطن من الإدارة الاستعمارية و هو متصرف المصالح المدنية و يساعده موظفون جزائرية خاضعون للإدارة الفرنسية وهم القواد ويساعده في لجنة بلدية تتكون من أعضاء أوربيين منتخبين وبعض الجزائريين المعنيين. لقد كانت البلدية مجرد أداة لخدمة الإدارة الفرنسية سواء كانت مدينة أم عسكرية فقد كانت بعيدة كل البعد من أن تتحقق طموحات الجزائريين . ب: بعـــــــــــــــــــــــــــــد الاستقلال
البلدية في المرحلة الانتقالية 62-67 :
تعرضت البلدية في هذه المرحلة لنفس الأزمة التي هزت باقي المؤسسات على اختلاف أنواعها وهذا بحكم الأوربيين أرض الوطن ولقد أتت الدراسات على أن أكثر من 1500 بلدية كانت مشلولة عن العمل بحكم ظروفها الصعبة على المستوى المالي و التقني و لقد فرض هذا الفراغ على السلطة آنذاك أن تعمل على إنشاء لجان خاصة لتتولى مهمة تسيير شؤون البلدية يقودها رئيس عهدة إليه مهام رئيس البلدية .
لقد كان لدستور 1963 و ميثاق الجزائر و ميثاق طرابلس بالغ الأثر في إبراز مكانة البلدية على المستوى الرسمي و الاعتراف بدورها و لعل من الأسباب التي دفعت السلطة آنذاك إلى ضرورة الإسراف في التفكير و إصدار قانون للبلدية هي :
1 / خضوع البلديات أثناء الفترة الاستعمارية للنظام القانوني الفرنسي مما أجبر السلطة إلى ضرورة التعجيل بإصلاح المؤسسات الموروثة و منها البلديات .
2 / عدم مواكبة هذه النصوص لفلسفة الدولة المستقلة و التي تبين الاتجاه الاشتراكي بحسب النصوص الرسمية .
3 / رغبة السلطة في عدم إطالة القترة الانتقالية خاصة و قد نجم تباين محسوس على المستوى التطبيقي أو العملي .
4 / إن دور البلدية أعظم من دور الولاية لاشك بحكم اقترابها أكثر من الجمهور و بحكم مهامها المتنوعة لذا وجب أن يبدأ الإصلاح منها أولاً .
مرحلة قانون البلدية لسنة 90 – 67 :
لقد تميز هذا القانون بالتأثر بنموذجيتين مختلفتين هما النموذج الفرنسي و النموذج اليوغسلافي و يبدوا التأثر بالنظام الفرنسي خاصة بالنسبة لإطلاق الاختصاص للبلديات و كذا في بعض المسائل التنظيمية الأخرى بحكم العامل الاستعماري أما التأثر بالنموذج اليوغسلافي فيعود سره إلى وحدة المصدر الإيديولوجي النظام الاشتراكي واعتماد نظام الحزب الواحد وإعطاء الأولوية في مجال التسيير للعمال والفلاحة .
مرحلة قانون البلدية لسنة 1990 :
وهذه المرحلة تميزت بخضوعها المبادئ وأحكام جديدة أرساها دستور 1979 وعلى رأسها إلغاء نظام الحزب الواحد و اعتماد نظام التعددية الحزبية ولم يعد في ظل هذه المرحلة للعمال والفلاحة أي تبث هجر النظام الاشتراكي .
3/ دور البلدية بالنسبة للمواطن هي:
·المحافظة على الممتلكات
و هذه المحافظة تتمثل في المنشآت الإدارية، التربوية، الثقافية و المنشآت القاعدية كالطرقات و السدود و الجسور و الشبكات المختلفة التي تتطلب جهدا و أموالا في الصيانة و التجديد و التصليح و الحماية.
·التجهيز العام
و نعني به كل المنشآت و المخططات المبرمجة التي تهدف إلى تنمية محلية في كل المجالات التي تمس حياة المواطن اليومية الفردية و الجماعية الاجتماعية و الاقتصادية.
·المحيط و العمران
القيام بكل الأعمال التي تساهم في تقوية نظافة المحيط كجمع الأوساخ و تنظيف و تزيين الأحياء و محاربة الأمراض المتنقلة سواء عن طريق المياه أو الحيوان و محاربة التلوث و حماية البيئة و فرض احترام قواعد البناء و تطوير الأشكال المعمارية الأصيلة و الاستفادة من المخططات في مجال التعمير و البناء، فإن المحيط و العمران هما من المهام التي تعبر عن سلطة الدولة و مصداقية الجماعات المحلية و صدق المسؤولين في تغيير الأمور.
·النشاط الاجتماعي
يتمثل النشاط الاجتماعي في:
– طلب سكن
-مأوى في حالة أمر طارئ ( حريق، فيضان، زلزال…الخ)
-مساعدة للبناء
-طلب معونة غذائية (مائدة رمضان)
-التكفل بالمعوزين و المعوقين
-تشغيل الشباب
-مساعدة العائلات عديمة الدخل
إنها اختصاصات واسعة و هامة فعلا و تتعلق بمختلف مظاهر الحياة المحلية الخاصة بالمواطن بحيث خوّل للبلديات و الولايات صلاحية القيام بأي عمل يستهدف كل النشاطات و هذا ما أكدته بعض المواد من قانوني البلدية و الولاية.
و هذه الصلاحيات و المهام لا تتم إلا في إطار نظرة جديدة للتسيير بعيد كل البعد عن التسيير العشوائي للشؤون العامة و تستطيع تحقيق التنمية المحلية للمواطن بمختلف أبعادها و تطوير المساهمة الديمقراطية المحلية له و خلق جو من التضامن الوطني بين مختلف شرائحه و هذا لا يكون إلا بإدخال الأسلوب الصحي في الجماعات المحلية كنظام جديد و نمط علمي مبني على حرية المواطن ( المستهلك ).
إن التقسيم الإداري الجديد يتضمن 48 ولاية حيث أن كل ولاية تحتوي علي مجموعة من الدوائر و كل دائرة تحتوي علي مجموعة من البلديات و يوجد في الجزائر حاليا حوالي 1541 بلدية على المستوى الوطني لكن اغلبياتها موجودة في الجزء الشمالي و تعاني البلديات من مشكل إما شساعة مساحتها كبلديات الجنوب أو اكتضاظ سكانها كبلديات الشمال و هذا ما يجعل كل منها غير قادر على عملية التسيير. بالإضافة إلي
النقائص الحاصلة في تسيير الجماعات المحلية و التي تكمن في :
üعدم استطاعة رؤساء المجالس الشعبية البلدية و رئيس المجلس الشعبي الولائي تجاوز نظرتهم الضيقة لمفهوم التمثيل الشعبي و تمثيل الدولة لأنهم يهتمون دائما بدورهم كممثلين للمواطنين على حساب مهمتهم كممثلين للدولة مما أعطى تناقضات و تضاربات.
üإن التعددية داخل المجالس الشعبية المنتخبة كانت شكلية متحزبة و مضرة بمصلحة المواطنين نظرا لانعدام التكوين المتخصص و قلة الوعي في طرح القضايا و حلها.في معظم الحالات يصل على رأس المجالس الشعبية المحلية عن طريق الانتخاب أو التعيين أشخاص من أفاق مختلفة فنجد أشخاص يمثلون وزنا شعبيا بدون ثقافة و لا دراية بعالم الجماعات المحلية، أشخاص يمثلون وزنا شعبيا و يملكون تكوينا عاليا و ثقافة عامة و لكنهم لا يفقهون في عالم التسيير و قليلا جدا ما نصادف شخصا أصبح رئيسا للمجلس الشعبي البلدي أو الولائي صاحب وزن شعبي و تكوين عالي و يملك برنامجا يتماشى و واقع الجماعات المحلية و مهامها.
üفالشعبية و العروشية تحل محل البرامج و الإخلاص يحل محل العلم و الأخلاق تحل محل القدرة و كأن المجالس المحلية أصبحت منصة يصل إليها من هو أكثر الناس شعبية و عروشية و إخلاصا و أخلاقا و ليس من هو أقدرهم و أعلمهم و أملكهم لاستيعاب البعد الحقيقي لوظيفة الجماعات المحلية.
فكم عشنا اختيار رأس القائمة في أي انتخابات يكون إما للعرش الذي يملك أكبر قوة على المناورة و اللعب بعواطف المواطنين أو أنه ينتمي الى أو ابن العائلة…
كما عشنا كيف أن أشخاص أصحاب حرف لا علاقة لهم بالتسيير فضلهم حزبهم على عناصر أخرى من نفس الحزب ذات شهادات عليا و اختصاص في ميدان الإدارة و التسيير و التقنيات و أصبحوا نوابا لرئيس المجلس الشعبي البلدي أو الولائي جاهل أمي لا علم و لا خبرة و لا ذكاء و لا حتى شخصية له و هكذا تضيع مصالح المواطنين و تحطم مصداقية الدولة لا لشيء إلا لأننا ما زلنا نعتبر بأن الشعبوية أولى من التخصص و التجربة في الميدان لا تتماشى و التغيير و العشائرية هي أساس نظام الحكم. و هذا الواقع المتمثل في تفضيل أصحاب غير الاختصاص و البلوغ بهم إلى تسيير شؤون الجماعات المحلية قد أفرز ممارسات سلبية فتطورت لتصبح قاعدة عامة.
و من أبرز هذه السلبيات:
üالجماعات المحلية تعيش عجزا ماليا بسبب أن مسئوليها لا يهتم إلا بالمدفوعات على حساب تقوية الإيرادات و كيف لا تبقى مشلولة الحركة و هي دائما تطالب بتسجيل مشاريع جديدة و هي غير قادرة على تصفية رزنامة المشاريع المسجلة.
ü وجود الموظفون في حالات الكسل و التباطؤ و قلة الاهتمام و هم يعيشون حالات التجاوزات و قلة الاعتبار و عدم احترام تخصصاتهم لان المسؤولين لا يملكون من البرامج سوى برامج تغيير الأشخاص من مناصبهم عوض تغيير إيجابي لطرق العمل.
üالجماعات الإقليمية عاجزة على حل مشاكل المواطنين لان منتخبيها لا يقومون بأي دراسة و لا جرد لا للإمكانيات و لا للاحتياجات.
üتعيش الجماعات الإقليمية صرا عات رهيبة لان منتخبيها لا يميزون بين إلزامية تمثيلهم للدولة قبل فرض رؤية حزبهم على واقع المؤسسات و الأشخاص الشيء الذي أدى إلى سحب الثقة في الكثير من رؤساء المجالس الشعبية البلدية أو الولائية.
üكيف تسير الجماعات المحلية نحو التنمية المحلية و مؤسساتها عرضة للتلاعبات والاستفزازات و النهب و لا مبالاة.
ü كيف يتطور التضامن المحلي بين مختلف الفئات و المساعدات الاجتماعية تقدم إلا لحسابات سياسية أو لاعتبارات ذاتية أو لرد الجميل.
إنها في الحقيقة وقائع لا يمكن نكرانها و لا تغطيتها و يجب العمل على إيجاد نظرة تساهم على جعل البلدية و الولاية إطارا محليا لإبراز المواهب و التعاون و لتقديم المبادرات الفردية منها و الجماعية و هذا بوضع برنامج عمل يرتكز على مبادئ عامة وطنية و على خصائص محلية في إطار أسلوب جديد للتسيير واضح الأهداف و الوسائل يطبقه كل منتخب مهما كانت توجهاته السياسية و قناعته، و تطرح مختلف الجوانب التي هي من اختصاص البلدية و الولاية و التي يتبعها المنتخبون في تسييرها بغية تقديم الخدمات إلى المواطنين في أحسن وضعية بما يتماشى و السياسة العامة للحكومة و حسب الواقع المحلي، و بهذا الإجراء و هذا النمط تستطيع الجماعات المحلية فهم المهام و الصلاحيات و تعطى النظرة الواقعية و الاستراتيجية للتكفل بكل ما يهم حياة المواطن و مصلحة الدولة و مصداقية الجماعات المحلية.
كيف يمكن للديمقراطية أن تنجح و هي بعيدة عن المواطنين سواء فيما يتعلق بتسيير شؤونه المحلية أو ممارسة هذه الديمقراطية محليا بدون إطار و لا تنسيق و لا مشاركة و السبب في ذلك أن المنتخبين المحليين يعتقدون أن التمثيل الشعبي ينحصر في أشخاصهم، وكما سبق و أن ذكرنا أن للجماعات المحلية صلاحيات متشعبة و تختص في كل قطاعات النشاط منها: قطاع الشبيبة و الرياضة – قطاع السياحة – قطاع الفلاحة – قطاع الصحة-قطاع النقل – قطاع العمل و التكوين المهني – قطاع التربية – قطاع الصناعة و الطاقة – قطاع المياه – قطاع التخطيط و التهيئة العمرانية – قطاع الحماية و الترقية الاجتماعية لبعض فئات المواطنين – قطاع الثقافة – قطاع التجارة – قطاع البريد و المواصلات – قطاع المنشآت الأساسية القاعدية – قطاع الشؤون الدينية و الأوقاف – قطاع السكن – قطاع الغابات و استصلاح الأراضي.
1/ المجلس الشعبي البلدي : يعد المجلس الشعبي البلدي هيئة أساسية في تسيير وإدارة البلدية كجماعة إدارية لا مركزية إقليمية و عليه فإن دراسة المجلس الشعبي تقتضي أن نتطرق لتشكيله ولقواعد سيره ونظام مداولاته ولصلاحيته .
يتشكل المجلس الشعبي البلدي من مجموعة منتخبين يتم اختيارهم من قبل سكان البلدية بموجب أسلوب الاقتراع العام السري المباشر وذلك لمدة خمس سنوات، ويختلف عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي بحسب التعداد السكاني للبلدية وفق الجدول التالي :
* 80 أعضاء في البلديات التي يقل عدد سكانها عن 10.000 نسمة .
* 90 أعضاء في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين 10000 و 20000 نسمة
* 11 عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين 2.00001 و50000 نسمة
* 15 عضوا في البلديات التي يتساوى عدد سكانها بين 500001 و100000 نسمة
* 23 عضوا في البلديات التي يتساوى عدد سكانها بين 1000001 و200000 نسمة .
* 33 عضوا في البلديات التي يساوي عدد سكانها أو يفوق 200000 .
هذا و يجدر التنبيه أن قانون 1990 لم يعط أولوية لأي فئة من فئات المجتمع عن غيرها وهذا خلافا للمرحلة السابقة حيث كانت الأولوية معترف بها رسميا لفئة العمال والفلاحين والمثقفين كما سلف القول .
يطرح النظام الانتخابي البلدي البحث في جملة من القواعد القانونية تدور حول المسائل الرئيسية التالية : الناخب ، المنتخب » المترشح « والعملية الانتخابية
أولا : الناخب ( Electeur ): يمكن القول أن الناخب هو الشخص المسجل بالقائمة الانتخابية ، والتي تتضمن أسماء جميع الأشخاص الذين يحق لهم ممارسة حق التصويت أو الاقتراع ، وذلك نظرا لتوافر شروط معينة تمكن من الحصول على بطاقة الناخب وبالرجوع إلى المادة 5 من قانون الانتخابات الوارد بالأمر رقم 07/97 السابق تجدها تنص على ما يلي : » يعد ناخبا كل جزائري وجزائرية بلغ من العمر ثمانية عشر سنة كاملة يوم الاقتراع وكان متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية ولم يوجد في إحدى حالات فقدان الأهلية المحددة في التشريع المعمول به « وعليه فإن شروط الناخب تتمثل – أساسا – في ما يلي :
أ ) التمتع بالجنسية الجزائرية : يعتبر الانتخاب من الحقوق السياسية ، حتى أن الدستور الجزائري رفعه إلى مرتبة الحقوق والحريات الأساسية للمواطن والتى غالبا ما تقتصر ممارستها على الوطن دون الأجانب .
وواضح من النص السابق، أن المشرع قد جعل الانتخاب مطلقا من ناحيتي :
1- فهو لم يميز بين الجنسية الأصلية والجنسية المكتسبة ، وفي ذلك بند لنظرية التفرقة التي نشترط على المتجنسين مرور فترة زمنية معينة تكون اختيار المدى ولائه وتعلقه بوطنه الجديد .
2- كما أنه لم يميز بين الجهتين حينما أعطى للنساء الجزائريات حق الانتخاب على قدم المساواة مع الرجال، اعتبارا من أن حرمانهن من ذلك يعد منافيا للديمقراطية القريبة في نظر الأغلبية .
ب) بلوغ سن18 سنة : يلاحظ أن الدساتير المحافظة غالبا ما تتجه صوب رفع السن التي يحق فيها الشخص التصويت » سن الرشد الأساسي « في حين تميل الدساتير » الشورية « إلى تخفيفها .
وفي هذا السياق فقد حدد التشريع الجزائري هذا السن ببلوغ 18 سنة كاملة يوم الاقتراع، رغبة منه في اشتراك فئة الشباب في عملية التغير السياسي والاجتماعي بالبلاد وهو بذلك إنما ينقصه بسنة واحدة عنسن الرشد المدني المحدد بـ 19 سنة طبقا للمادة 40 من ق م .
ج ) التمتع بالحقوق الوطنية » المدنية والسياسية « : يحرم الشخص من ممارسة بعض حقوقه المدنية » حق الملكية ، حق القيام ببعض التصرفات المدنية « أو السياسة » حق الترشح ، حق الانتخاب « كعقوبة تبعية لارتكابه بعض الجرائم .
د) عدم الوجود في إحدى حالات عدم الأهلية للانتخاب : دون الخوض في تفسير طبيعة الانتخاب، فإنه لا يمكن تجاهل وظيفته وبعده الاجتماعي ، الأمر الذي يقتضي استبعاد مجموعة من أفراد المجتمع لا تمتع بالأهلية الكافية لممارسته .
إن فقدان الأهلية لممارسة حق الانتخاب ترد حسب المادة 7 من قانون الانتخابات، لعوامل متعددة : الإدانة الجزائية ، عامل الثقة والقصر .
1- الإدانة الجزائية : حيث يعتبر فاقدا الأهلية الانتخاب المحكوم عليه بسبب جنية أو بعقوبة الحبس في الجنح التي يحكم فيها بالحرمان من ممارسة حق الانتخاب طبقا للمادة 8 و14 من قانون العقوبات .
سحب الثقة من القصر : نظرا لعدم الاعتداء أو الثقة برأيهم ، استبعد القانون مجموعة من الأشخاص لعدة أسباب هي :
الحجر، مناهضة ثورة نوفمبر 1954، الإفلاس شريطة عدم رد الاعتبار و الحجز.وعلى كل فإن فقدان الأهلية الانتخابية ليس دائما إذ يسجل الأشخاص الذين استعادوا أهليتهم الانتخابية أنفسهم في القوائم الانتخابية وفقا للمادة 6 من هذا القانون إثر إعادة الاعتبار لهم أو رفع الحجر عليهم أو بعد إجراء عفو شامل كما تشير المادة 13 من قانون الانتخاب .
2- التسجيل بالقائمة الإنتخابية بالبلدية : بالإضافة إلى توافر الشروط الموضوعية السابقة يجب توافر شرط شكلي آخر هو التسجيل بالقائمة الانتخابية بالبلدية والحصول على بطاقة الناخب . ولا يمكن للشخص أن يسجل بالقائمة الانتخابية بالبلدية إلا إذا كان موطنه بها ، ومع ذلك ، فقد وردت عدة إنشاءات على قاعدة ارتباط الانتخاب بالموطن ، تتعلق أساسا بحالة كل من : الجزائريين المقيمين بالخارج وأعضاء الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن ، حيث يمكن لهؤلاء التسجيل ببلدية مسقط رأس أحد أصولهم .
ثانيا : المنتخب ( المترشح )
يتكون المجلس الشعبي البلدي من عدد من الأعضاء يتراوح بين 7 و33 منتخبا بلديا حسب عدد السكان للبلدية يتم انتخابهم لمدة خمس سنوات، تمدد وجوبا لدى تطبيق المواد 90 ، 93 ، 96 من الدستور، كما تشير المادة 75 من قانون الانتخابات بطريقة الأغلبية النسبية حيث توزع المقاعد حسب عدد الأصوات التي تحصلت عليها كل قائمة مع تطبيق قاعدة الباقي الأقوى والمعامل الانتخابي .
لقد كفل الدستور احترام مبدأ المساواة في المواطن ومنها حق تقلد المهام في الدولة عبر مختلف أجهزتها بما فيها المجالس المنتخبة : البلدية والولاية وذلك وفقا للشروط التي تحددها القوانين . وبالرجوع لأحكام قانون الانتخابات تجدها تنص على جملة من الشروط .
ا) الشروط : وتنقسم إلى شروط موضوعية وآخر شكلية .
الشروط الموضوعية : لم يتعرض قانون الانتخابات تحديدا ومباشرة وصراحة إلى الشروط الموضوعية الواجب توافرها في المترشح لعضوية المجلس الشعبي البلدي ما عدا شرط السن المتمثل في بلوغ 25 سنة يوم الاقتراع إلا أنه نص على ضرورة مراعاة الشروط الأخرى التي يشترطها التشريع صراحة ومنها شروط الآخروعليه فإنه للشرط في المترشح أن تتوفر فيه – من باب أولى – باقي الشروط الناخب من : جنسية جزائرية ، وتمتع بالحقوق الوطنية ، وعدم الوجود في إحدى حالات فقدان الأهلية للانتخاب و إيجاد موطن بالبلدية .
الشروط الشكلية : يشرط لقبول الترشيح توافر ما يلي :
– ضرورة اعتماد الترشيح من طرف حزب أو عدة أحزاب ، أو بموجب تدعيم شعبي يتمثل في تقديم قائمة تحتوي على نسبة معينة من توقيعات الناخبين بالبلدية لا تقل عن 5 % طبقا للمادة 82 من قانون الانتخابات .
– الامتناع عن الترشيح في أكثر من قائمة واحدة غبر التراب الوطني
– عدم الترشيح في قائمة واحدة لأكثر من مترشح في آسرة واحدة سواء بالقرابة أو بالمصاهرة من الدرجة الثانية تفاديا لتحول المجالس البلدية إلى مجالس عائلية
– إثبات أداء الخدمة الوطنية أو الإعفاء منها كما تشير المادة 93 من ق الانتخابات
ب) الحالات Les cas : بالرغم من توافر الشروط السابقة نص القانون على بعض الأوضاع التي تشكل حالات عدم القابلة للانتخاب أو حالات تعارض أو تناف، و هي في حقيقتها يجب عدم توافرها في المنتخب البلدي .
لقد أخذ المشرع بعدة حالات لعدم القابلية للانتخاب حتما استبعد في قوائم الترشح بعض الموظفين وذوي المراكز المؤثرة، و هذا حفاظا على مصداقية العملية الانتخابية .
ولهذا النص المادة 98 من قانون الانتخابات على أنه : » يعد غير قابلين للانتخاب خلال ممارسة وظائفهم ولمدة سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة الاختصاص حيث يمارسون أو سبق لهم أن مارسوا فيها وظائفهم: الولاة، رؤساء الدوائر، الكتاب العامون للولايات، أعضاء المجالس التنفيذية للولايات، القضاة، أعضاء، موظفو أسلاك الأمن، مسيرو أموال البلدية، مسئولو المصالح البلدية .
والظاهر من النص أن عدم القابلية الانتخاب هنا أنه لا يمكن لهؤلاء الترشح في دائرة اختصاصهم الوظيفي من حيث المكان أو فيها لكن بعد مدة سنة من توقفهم عن العمل فيها من حيث الزمان .
2- حالات التعارض و حالات التنافي: تبرز هذه الحالات إلى الوجود بعد الإعلان عن نتائج الاقتراع، حيث يجب على بعض الأشخاص و الموظفين ممن يحتلون مراكز مؤثرة إما الاستقالة ممن مناصبهم الوظيفية أو التخلي عن عضويتهم الوظيفية أو التخلي عن عضويتهم بالمجلس الشعبي البلدي المنتخب، حسب ما تفرضه القوانين الأساسية الخاصة بهم. وإذا كانت النصوص السابقة وخاصة قانون الانتخابات رقم 08-08 لسنة 1980 ، قد أشارت صراحة إلى هذه الحالات فإن قانون الانتخابات الحالي سكت عن ذلك، على الرغم من الإشارة إلى هذه الحالات في المادة 31 من ق البلدي رقم 8-90
و اعتبارا من هذا كله، فان مهام البلدية يجب أن يعطي تصورا آخر لطريقة تسييرها بما يتماشى و الخط التوجيهي للإصلاحات الجارية وطنيا و دوليا.
البيروني
![]()
البيروني
هو محمد بن أحمد المكنى بأبي الريحان البيروني، ولد في خوارزم عام 362 هـ. ويروى أنه ارتحل عن خوارزم إلى كوركنج على أثر حادث مهم لم تعرف ماهيته، ثم انتقل إلى جرجان. والتحق هناك بشمس المعالي قابوس، من سلالة بني زياد. ومن جرجان عاد إلى كوركنج حيث تقرب من بني مأمون، ملوك خوارزم، ونال لديهم حظوة كبيرة. ولكن وقوع خوازم بيد الغازي سبكتكين اضطر البيروني إلى الارتحال باتجاه بلاد الهند، حيث مكث أربعين سنة، على ما يروى. وقد جاب البيروني بلاد الهند، باحثاً منقباً، مما أتاح له أن يترك مؤلفات قيمة لها شأنها في حقول العلم. وقد عاد من الهند إلى غزنة ومنها إلى خوارزم حيث توفي في حدود عام 440 هـ.
| العـراق على خارطة الطفيلي … تحـليل سياسي و استراتيـجي
![]() . بسم الله الرحمن الرحيم
العــراق على خارطة الطفيلـي إذا ما توخينا في مهمة التحليل السياسي أن تكون نتيجتها وصفاً دقيقاً ـ أو حتى قريباً من الدقة ـ لاي أزمة من الازمات ، فان الاسلم أن نقف مقدماً عند آخر نقطة على خط الازمة و نضرب فيها اسفيناً للدلالة . ثم نعود مرة واحدة الى نقطة البداية من نفس الخط ، حيث نبدأ تقدمنا من هناك في مسيرة تمتد على الخط الواصل بين نقطتي البداية و النهاية . و غالباً ما تمر المسافة المقطوعة بينهما بسيل طويل و مرهق من المنحدرات و المنحنيات الحادة .. عملية تصوير الازمة بهذا الاسلوب تشبه في سياقها تلك العروض السينمائية التي يبدأ دوران شريطها بعرض مشهد متأخر من الاحداث يستمر لدقائق معدودة ، قبل ان يعود بطريقة (الفلاش باك) الى الوراء و يستطرد رواية الحدث من بدايته الصحيحة .. و لـو طالعنا أزمة الحـرب في العراق من جميـع جوانبـها فان أسئـلة مهمة ستكون محل البحث هذه المـرة : إن شريط الاحداث يستهل دورته أمامنا بمشهد افتتاحي : شهدت هذه المناسبة رحيل رئيس سابق ، و قدوم رئيس جديد . رئيس قادم يضع قدمه على مشارف عصر جديد للولايات المتحدة : "باراك أوباما" . و هو يحاول أن يلائم خطواته مع الظروف التي ألمّت مؤخراً بالامبراطورية ، و كان حرصه الاوحد في ظهوره الاول أن يكون مقنعـاً لجماهيره و أن تحافظ وقفته على انتصابها و لا تترنح بوجه الرياح . الخطاب الرئاسي كان مجهزاً و معبـأ ً ليكـون محاولـة جادة للـفت الانتباه الى الواقع الامريكي المستجد . و استولت على الكلمات في البداية مسحة حزن غامقة : و بعد نصوص و فقرات استذكر فيها كفاح الاجداد و تضحياتهم من أجل بناء الامة الامريكية ، حاول أوباما أن يبث في سامعيه اشارات للتفاؤل : ثم تحول بعد ذلك الى الحديث عن النوايا المقبلة : و كان لابد أن تعلو نبرة القوة في لحظة من اللحظات : و في وسـط الحديث عن الآمال و الطموحات ، بدا أن مسحة الحزن أخذت تغطي على الكلمات مرة أخـرى : كانت هذه لقطات المشهد الافتتاحي .. صورة الرئيس الجالس في البيت الابيض يمكن لها أن تتحدث عن التغيير كما تريد ، و يجوز لها أن تتحول الى دعوة تنادي بالشعارات و القيم كما نادى بها من قبل الآباء المؤسسون للولايات المتحدة . و باعتبار أن صدى النداءات يصل اعتيادياً الى الشعوب ، فـان هؤلاء لهم أن يفسروا الكلمات و يأخذوا بالشعارات كما يشتهون .. بتأثير الصور و الكلمات يمكن للشعوب أن تمنح نفسها أملا جديداً في الحياة ! المصالح و السياسات في الولايات المتحدة ليس لاحد سبيل الى تغييرها أو التدخل فيها ، لانها ثابتة بثبات أصحابها و واضعيها و لا تتغير برحـيل رئيس أو مجيء رئيس آخر .. و مـراكز القوى التي تتحكم بالسياسات ، تقودها و توجهها و تحرص على استمراريتها ، ليسـت تلك التي يتخيـل الناس وجودها في حجرات و حدائق البيـت الابيض الامريكي .. انها شئ آخر لا يخضع لحسابات الصور و لا تربطه علاقة بالشعارات .. انها بؤر و تكتلات من طراز بشع و مخيف ! و في مناطق و بقع خفية عن الانظار ، على أرض الولايات المتحدة ، يقف تحالف غريب من ثلاث قوى رئيسية اتخذت الكفر و الشر منهجاً أبدياً لها : تحالف خطير و غير مسبوق في التاريخ لقوى شريرة و ملحدة ، تظن أنها تحوز على قدرات و أموال تعطيها الحق كاملاً في ان تتحكم بارزاق الشعوب و فرصهم و مصائرهم ، و عليها أن تتشبث بهذا الحق بكل قوة و تضرب بقسوة كل من يفكر بالتصدي لها و الوقوف في طريقها .. و قصة هذا الخليط لها أصول و جذور نبتت و نمت قبل بضع مئات من السنين ، في عالم كان مختلفاً كلياً في هيئته و صراعاته عما نعرفه في حاضرنا المعاصر .. و إن رحلة العودة الى الاصول و البدايات بطريقة (الفلاش باك) ستنزل بنا الى منطقة بعيدة جغرافياً و تاريخياً : أرض القارة الاوربية زمن القرون الوسطى . كان المجـتمع الاوربي آنذاك يعيش حالـة من الفوضى و الارتباك ، و تتـناوب على دوله و شعوبه ظواهر و تحولات أخذت تفعل فعلها في تركيبة النسيج السياسي و الاجتماعي و الديني : ـ جالية من أقليات يهودية نجحت في استغلال ظروف الحرب عبر سلسلة من الاحتكارات التجارية و القروض الربوية و تمكـنت من جنـي ثروات طائلة . و صار ظاهراً أنها ستصبح قريبـاً قوة لها ثقلـها و تأثيرها على مجرى الصراعات المتوقعة في الساحة الاوربية .. كان من شأن الظواهر الناشئة أن تجد طريقها الى التفاعل بعنف و قوة .. و كانت المؤشرات العديدة تدل على قرب الصدام الحتمي بيـن قوتين كبيرتين ، تتـنافس كل منهما بهدف السيطرة على القارة و شعوبها : قوة المال .. و قوة الدين ! و لاح لرجال الكنيسة مبكراً أن مكانتهم مهددة بخطر وشيك، إذ توجد بوادر تغيير ترفرف في الافق ، و الواضح انها ستسعى لانتزاع سلطاتهم الروحية .. و من الواجب عليهم أن يتحركوا عاجلاً لمقاومة التغيير المحتمل و سبق المحظور قبل وقوعه .. و كان أن هبت موجة من انتفاضة حامية راحت تطارد الاقليات اليهودية في الممالك الاوربية بهدف التخلص نهائياً من فسادهم و استغلالهم . و صدرت قوانين و شـُنت حملات واسعة لملاحقة اليهود في كل مكان لابادتهم او تهجيرهم قسراً الى مناطق نائية .. و لقد خطر لمجموعة المرابين و الحاخامات اليهود أن في وسعهم احتواء الموجة الجديدة و مواجهتها بمناورات الهروب من أقليم الى آخر ، و من مملكة الى أخرى ، لكن تبين لهم بعدها أن الموجة عالية ، في دول مثـل انكلترة و فرنسـا و النمسا و اسبانيا و ايطاليا و غيرها ، أصبح اليهودي شريداً بلا مأوى ، تائهاً تطارده القوانين و القيود .. و أمسى في نهاية المطاف معزولا و اقامته محددة داخل أحياء "الجيـتو" الحقيرة .. و أدرك مجموعة الاثرياء و الكهنة أنهم مكشوفون أمام خصومهم . و كان عليهم أن يفكروا في حل سريـع للنجاة من الكارثة .. الفكرة بسيطة في جـوهرها ، لكن أبعادها المدمرة في الامد البعيد تفوق الوصف ، و هي ترشدهم باختصار : (( ألا تتورطـوا في مجابهة تقليدية مع عدو يفوقكم قوة و ضخامة . و لاتظنوا في انفسكم القدرة على تحطيمه من الخارج … عليكم أن تتسللوا على مهل و تعملوا على تقويضه من الداخل .. و مع طول النفس و الصبر فان عوامل الوهن ستترك آثارها على جسده الضخم ، و سيغدو في النهاية كيانـاً منهاراً يمكنكم سحقه بضربة واحدة )) .. و هكذا … مستفيداً من مواهبه على التكيف و التلائم مع الاوضاع الطارئة ، فان اليهودي المنبوذ استوعب الفكرة الجديدة ، و اتخذ قراره في تغيير أساليبه و وسائله بما لا يمس الاهداف و الغايات .. و كان مطلوباً أن يتحول الى كائن (طفيلـي) ضئيل و ضعـيف ، و لايمكن رؤيته بالعين المجردة ، يتسرب الى أجساد خصومه دون ان يشعـروا بوجوده ، و يأخذ وقـته و مجاله لنخرهم و استنزافهم من الداخل .. و كان أن استجابت أوربا المسيحية للفكـرة دون ان تعي حقيقة ما يجري .. و لم يسعها الانتباه الى ما يحدث امـام عينيها و لاتفهم مغزاه بالضبط : حشود من اليهود تتنازل عن عقيدتها و تدين بولائها للمسيحية دون سبب واضح .و لعل الكنيسة اقتنعت بوهم أنها حققت الانتصار اخيراً و لم يعد ثمة خطر يهدد وجودها ..! ( حدثت في العالم الاسلامي حركة مشابهة لما حصل في أوربا ، و نشأ في مجتمع الخلافة ما عُرف تاريخياً باسم "يهود الدونمة" ) . و مع تعاقب الزمن و توارث الاجيال لفكرة الطفيلي و قضيته و واجباته ، فان المخطط المتفق عليه كان يسير في طريقه المرسوم دون عوائق تذكر ! و جاء الاوان … في خلفية المشهد استمتع الطفيلي اليهودي بلذة التفرج على الاحداث الصاخبة .. كان الايقاع ذاتـه يتكرر في كل مرة ، و كانت الثورات تتفجر بالتعاقب في بقع متفرقة من القارة الاوربـية : شعوب ساخطة تضرب بجنون في كل اتجاه .. تقارع الجيوش و تطيح بالعروش ! و اندفعت خيوط اللهب تصيب مواقع أخرى في العالم : [ لقد حاول التحـالف اليهودي تطبيق التجربة نفسها عام 1991 بعد وقف نيران العدوان الثلاثينـي على العراق ، حين دفع بالمتظاهرين في شمال و جنوب البلاد الى القيام بأعمال شغب و تخريب واسعة النطاق … و في وقت قدمت جماعة "باقر الحكيم" نفسها على أنها الحكومة المقبلة للعراق و بقيت تنتظر و تترقب في ايران ، فان النظام آنذاك فاجأ جميع من حوله في قدرته على الصمود و قمع التمرد الحاصل و اخماد حرائقه … ] . ………………………………..
قلنا ان الثورة الامريكية كانت حالة خاصة . و لعل أمريكـا كانت محط الاهتمام بصورة استثنائية من قبل جماعة المرابين اليهود منذ السنوات الاولى لاكتشافها : و أعطى الطفيلي نفسه مجالا للتفكير و تقليب الامور على كافة الوجوه : و اذن .. فالارض الجديدة كانت مكاناً مثالياً من وجهة نظره .. و شأن رجل أعمال ناجح يعرف تماماً متى يُقـْدِم و متى يحجم و متى يتوجب عليه الانتظار ، فان جماعة المرابين لم تجازف مبكراً بالقاء نقودها في مخاطرة غير محسوبة ، و اختارت مبدئياً أن تبقي نطـاق تحركاتها ضمن مساحة الامبراطـورية البريطانـية ـ و كانت في عنفـوان شبابها ـ حيث استطاعت أن ترسخ أقدامها هناك . و باستخدام النفوذ المتاح لها تمكنت من دفع القوات البريطانية الى خوض حملة عسكرية هدفها غزو الاراضي الامريكية و تحويلها الى مجموعة مستعمرات تابعة لسلطة الامبراطورية .. و راح الطفيلي يراقب عن بعد تفاعلات التجربة و يدرس نتائجها أولا بأول .. لهذه الاسباب قلنا أن الثورة الامريكية حالة خاصة .. و نادرة جداً !
………………………………..
كانت هذه قصة نشأة و استقلال دولة الولايات المتحدة الامريكية ! و نحن هنا لا نتحدث من وحي الآراء و النظريات .. و الشواهد التي تؤيد كل ما قلـناه عديـدة و متنوعة . و الغريب في الامر أن جماعة القوى اليهودية رغم قرارها السابق بالبقاء في الظل ، فانها لم تستطع فـي بعض الاوقات أن تكبح رغبتها في التأكيد على حقيقة وجودها و مدى تأثيرها في القرار السياسي الامريكي .. و خلال مناسبات متـفرقة شـاءت أن تدع وكـلاءها يصرحون بتبعيتهم لها و اعترافهم بقوتها و سيطرتها .. و نذكر على سبيل المثـال : ***9679; ما أذاعته شبكات الاعلام الامريكية أوائل التسعينات من تسجيلات لمكالمات هاتفية بصوت الشخصية الابرز في اللوبي الصهيوني آنذاك "ديفـيد ستينر" ، و فيها تكشف مدى النفـوذ اليهـودي في الولايات المتحدة و قدرته على فرض السياسات و الاملاءات ـ في كافة الامور و أدق التفاصيل ـ على الرئيس "بوش الاب" ، و على خلفه من بعده "بيل كلنتون" ، دون ان يجسر هذا الرئيس أو ذاك على المخالفة او الاعتراض . و قائمة الشواهد طويلة …….!
………………………………..
نقطة فاصلة أعرضها هنا على شكل أسئلة : لا أجد نفسي ملزماً في البحث عن تفسيرات تعلل ما سبق من شروح و توضح أهميتها بالنسبة لنا .. إن المعرفة هي الاساس . و هي مقدمة الطريق للفهم و الاستيعاب ، وصـولاً الى التخطيط الجـاد وانتهاءً بالعمل المثمر البنـّاء . الآن يمكننا أن نقول بملء ثـقة : هذه هي خططه و مشروعاته و مؤامراته ضدنا .. هذه أبعادها الممتدة بامتداد العالم ! و اذا كانت السطور التي سبقت سرداً اعتمد على خلاصة حكايات من التاريخ ، فان السطور التي تلي تشكل عرضاً تحليلياً وفق رؤية و اجتهادات شخصية . و يجوز أن غيري لهم رؤى و اجتهادات أخــرى .. السياسات في محصلتها نتيجة لعقائد و حساسيات أفراد .. توجهها الاهداف و المطامح أكثر مما قد تفعل جداول الارقام ..! و إن قراراً بسحب القوات الامريكية من العراق أو ابقاءها سيكون انعكاساً كاملاً لسياسات مجموعة القوى اليهودية التي لها القول الفصل في تحديد هذا القرار .. إن هذه المجموعة في سياق تقريرها لمصير الوجود الامريكي في العراق ستسعى ـ أياً كان القرار المتفق على تنفيذه ـ لتحقيق حالة من التوازن بين ثلاثة عناصر رئيسية : رغباتها ، و مصالحها ، و الحقائق المعروضة أمامـها من تقارير الميدان … ***1777;.الرغبات و الدوافع اليهودية : هذا بالقطع له جانب من اعتبارات الصراع .. لكن المشكلة أوسع من ذلك بكثير ..! إن مشاعر العداوة اليهودية تجاه العراق و ما ترتب عليها من مؤامرات ضده ، حكمتها منذ البداية و سيّرتها على طول الخط دوافع و غايات خاضعة لمبدأ الايمان بعقيدة قديمة ، لاقت رواجاً كبيـراً خلال العقود الاربعة الاخيرة في عموم العالم الصهيوني ـ المسيحي في الغرب . و هي معروفة باسم عقيدة "هرمـجدون" .. و تقوم هذه العقيدة على سلسلة متصلة من الغيبـيات الافتراضية : و في وسط السلسلة توجد نبوءة تثير مخاوف بني صهيون : مفاهيم تتلاعب فيها الخرافات بالحـقائق ، و تتشابك فيها الشكوك مع الوسـاوس . و تنفرز عنها سياسات و اتجاهات و مواقف … و بنو اسرائيل تضغط على اعصابهـم فكرة أنهم يسيرون في قدر مقدور و لا مهرب منه مهما جربوا من سبل . ***1778;.المصالح اليهـودية : هكذا تواصلت دورة حياته و تواتـرت لمئات من السنين .. لكن مـأزقه هذه المرة أن فارقـاً في التوقيت طرأ بشكل مفاجئ لم يحسب حسابه .. و اذن .. فالمضيف الحالي على شفا حفرة .. ***1779;.الحقائق على الارض : ***9679; إن صفحات العمليات لخطة فرض القانون انتهت تقريباً و لم تتوصل الى تحقيق الهدف النهائي في اخماد جذوة المقاومة و القضـاء عليها كاملاً . لكنـها في العامين المنصرمين ( 2022 ـ 2022 ) حققت فـي المقابل مكاسب لا شك فيها ، و على قيادة الاحتلال الاستفادة من هذه المكـاسب لتعزيز أوضاعها في العراق ***9679; أحد أهم المكاسب المتحققة وفق التقدير العام أن زخـم الضربات الاخيرة قد حطم قسماً كبيراً من القاعدة المادية لمجموعات المقاومة ( الاسلحة و الذخائر و التجهيزات الادارية ) ، كما أحدث تأثيراً موازياً في قاعدتها المعنوية . ***9679; إن عمليات فرض القانون و ما رافقها من اسراف في استخدام القوة طوال الفترة الماضية أرغمت مجموعات المجاهدين على الانكفاء بغية المحافظة على ما تبقى من قدراتها .. و النتيجة المفترضة أن كل عنصر في هذه المجموعات لم يعد مهيئا نفسياً كما في السابق للانكشاف السريع في الشـوارع و شـن الاشتباكات ضد قوات الاحتلال أو تشكيلات الحكومة .. و هكذا فان عمليات من نمط الكمائن على الارتال و الدوريات ، أو الغارات على خطوط الامداد ( كما تفعل كتائب "طالبان" في أفغانستان ) صارت عملياً خارج نطاق القدرة لدى المقاومة العراقية . ***9679; التقارير الواردة تشير الى بقاء عدد قليل جداً من أفراد المقاومة القادرين على حمل السلاح و إجادة مهارات القتال ، في مقابل زيادة كبيرة جداً في عديد القوات الحكومية . ***9679; اجراءات العزل و التطويق المطبقة على الكثير من المدن و القرى العراقية نجحت بدرجة كبيرة في قطع خطوط الاتصال و امـدادات السلاح بين منطقة و أخرى ، و ذلـك يعني أن المجموعات العاملة داخل كـل قاطـع معزول تعاني نقصاً في مخزون السلاح و العتاد ، و عملية تعويضها و سد النقص الحاصل لديها ليست يسيرة كما في السابق . ***9679; الانتشار الجغرافي للمقاومة ـ أو ما يطلقون عليه مناطق التمرد ـ انحسر كثيراً باستثناء عدد قليل من الجيوب ، و سيتم التفرغ لتصفيتها في وقت قريب . ***9679; إن قيادة الاحتلال و التشكيلات العسكرية للحكومة ( الشرطة و الحـرس ) قد تجاوزتـا معاً مرحلة سابقة سادت فيها الشكوك بين الاثنين ، مع الاحتفاظ بزمام القيادة و السيطرة ضمن صلاحيات الجانب الامريكي .. ***9679; و في سياق التعاون المتبادل ، كان من خيارات قيادة الاحتلال تمكين القـوات الحكومية من ايجـاد قواعد ارتكاز لها في معظم المناطق و معاونتها لفرض السيطرة على كافة المدن و القرى العراقية . ***9679; المؤشرات الناتجة من عمليات الحرب النفسية الموجهة ضد الشعب العراقي ـ و المقاومة جزأ منه بطبيعة الحال ـ تعطي الانطباع بان معظم العراقيين ما عادوا مؤمنين بقضيتهم ، و يبدو أنهم سئـموا من طول زمن الحرب حتى اليوم . ***9679; و من ضمن المؤشرات الناتجة أيضاً أن انخفاضاً حاداً أصاب المشاعر الدينية و الوطنية لدى عموم الشعب ، و الحملات الدعائية الموجهة يهودياً تضغط في اتجاه أن يسلـّم الجميع بفكرة بقاء الوجــود الاجنبي كصمام أمان يحفظ الاستقرار الهش في البلاد . ***9679; من وجهة النظر اليهودية / الامريكية لم يعد في صفوف المقاومة العراقية ـ بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي ـ من يتولى مهمات الخطاب الاعلامي الحماسي للحث على الجهاد في سبيل الله و الايمان بأقداره سبحانه و الثقة بنصره القريب . و هذا يشكل عاملا يؤدي الى تراجع فظيع في همم و معنويات المجاهديـن في ميدان القتال . ***9679; يتداخل مع هذا العامل ان كثيراً ممن يمكن أن يقوموا بمهمة كهذه ( دعاة ، شيوخ ، … ) استطاع الحزب الاسلامي العراقي باساليبه المعهودة استقطابهم الى مشروعه ، و تحولت فتاواهم و خطبهم الى دعوات للاستسلام و القبول بالوضع القائم ، مع انذار الناس بضرورة الاشتراك في هذا الوضع قبل أن يضيع كل شئ من أيديهم . ***9679; خريطة الموقف العسكري تشير حالياً الى عدم وجود مناطق تلجأ اليـها عناصر المقاومة كملاذات آمنة كما تعودت في سابق عهدها .. و إن الخطة الأمريكية استعارت مبادئهـا في الاساس من مثـل صيني قديـم : ***9679; إن ظروف عمل المجاهدين تجبرهم على التوزع ضمن مجموعات متفـرقة تنسق فعالياتها بنظـام (لا مركزي) للعمل المسلـح ، و مع النجاح الذي يحقـقه هذا الاسلوب من عمليات الكـر و الفر ضد الاحتلال و أعوانه ، فان الارجح أن مجموعات المقاومة لن تستطيع مستقبلا اذا ما انسحبت الـقوات الاجنبية من البلاد ، أن تقود عملا (مركزيــاً) منظماً للاطاحة بالحكومة العميلة كما فعلت وحـدات فيتنام الشمالية قبل أكثر من ثلاثين عاماً حين أطاحت بحكومة سايغون و اجتاحت فيتنام الجنوبية . ***9679; لقد سلطت وسائل الاعلام أضوائهـا على الممـارسات الوحشية التي تمـارسها الاحزاب المرتبطة بايران ضد من يقعوا رهائن في أيديها من العراقيين .. و الغاية المتوخاة أن يكون الفرد العراقي فـي حالة هلع مستمر ، تثـبط عزيمته مقدمـاً فـي أي مواجهة قادمـة قد تقع مع الاذرع القوية للايرانيين في العراق ( ميليشيات بدر ، التيار الصدري ، الحرس الثوري الايراني ،قوات الحكومة الطائفية و فيها عناصر مزروعة من فيلق القدس الايراني ، ……. ) . ***9679; لا يرد على البال أن من تبقى من مجموعات و فصائل المقاومة ستفـلح في صياغة مشروع ناجـح للتوحد و الاتفاق على تنسيق متجانس للعمليات … هذا الامر مستبعد كلياً بسبب الاخفاقات الكثيرة التي لحقت بهذه الفكرة من قبل ، خاصة و أن هذه الفصائل و المجموعات تنتمي الى مرجعيات متباينة فكرياً و سياسـياً . ***9679; أربـعة فصائل رئيسية كان لها ثقلها على الساحة العراقية ، و كان معولاً على قوتها و سعة انتشارها لتكون قادرة على حسم الامور بعد التحرير المأمول و انتزاع السلطة في البلاد .. ***9679; المقاومة المسلحة أجادت استخدام ما تيسر لها من أدوات و وسائل و تمكنت أخيراً من حسم الجدل حول قـدرتها على تحقيق النصـر و الحاق الهزيمة عسكرياً بـقوات الاحتلال ، لكن رؤيـة الطرف الامريكي/الصهيوني أنه ما زال الاقدر عملياً على التحرك في ميادين أخـرى ليقوم بافراغ هذا النصر من محتواه ( الحرب النفسية و المخادعات الدبلوماسية ) ***9679; مجـالات الاعلام و الحرب النفسية لهـا ثقل رئيسي في الحرب و يتجلى لليهود و الامريكيين أن المقاومة غير موفقة حالياً و لا تمتلك خطة منهجية لادارة معارك ناجحة في هذه المجالات .
………………………………..
أظن ان مجموعة القوى اليهودية و هي تراجع أوراق الملف العراقي قد أصابتها حالة من التشتت في الافكار و المشاعر .. و أظنها موزعة في الاستماع لصدى نداءين متعاليين من اتجاهين مختلفين : نداء الرغبات الحاقدة ، يشدد على استخدام أكثر الاساليب خشونة لاحكام القبضة على العراق حتى لا تقوم له كبلد مستقل قائمة في المستقبل ، و لا يصبح فيما بعد مصدراً للتشاؤم في المعركة المفترضة المسماة (هرمجدون) .. نداء العقل و الحكمة ـ و هو أقل صياحاً لكنه أكثر دهاءً ـ يعطي الاولوية للحفاظ علـى الولايات المتحدة كامبراطورية يتوجب انعاش انفاسها بكل وسيلة ممكنة ، إذ ينبغي في الظرف الراهن كـسب الوقت و تأجيل اعلان الوفاة لها ، فالنذر الحمراء تخبر الجميع أن عملاقـاً آخر ينهض للمنافـسة في أعماق الشرق و هو سائر قدماً في الطريق الامبراطوري : الصيـن … و اذا كان لا بد من الرحيل عسكرياً فهذا لا يعني أبداً أنه سيتم التسامح مع موضوع العراق ، و لا يجب أن يشك احد أن ما تـم إعداده للعـراقيين بعد ذلك هو أسوء مما فات ( ضغوط سياسية عنيفة ، أزمات و قلاقـل طائفية ، ضربات اقتصادية ، … ، مزيد من التفكك و التشظية للكيان العراقي الضعيف ) . تلبية النداء الاول يقتضي ـ من جملة المقتضيات ـ ابقاء القوات في العراق . و مجموعة القوى الخفية متذبذبة ـ أو لعلها كانت ـ بين الخيارين ! [ ليـس هناك ما يمنع التفكير أن قراراً سرياً بالانسحاب كـان قد اتخـذ بالفعل خلال فترة رئاسة "جورج بوش" أواخر العام 2022 . و ان خطة فرض القانون كانت صفحة تمهيدية ضمن عمل مبرمج و متسلسل تقوده خطوة بخطوة قيادة الاحتلال .. و كان مطلوباً الاجهاز التام على جميع الاخطار التي قد تعيق حصول هذا الانسحاب فيما بعد . ] تكاد تتبدى من بعيد بوادر التحركات الاستراتيجية للاحتلال الصهيوني/الامريكي في العراق و تلوح خطوطها العريضة على النحو التالي : ***9679; فـي المستقبل المنظور ستنفذ قيادة الاحتلال عمليات انسحاب واسعة لقطعاتها من المدن العراقية و الانتقال بعيداً الى مواقعها الخلفية ، حيث القواعد الدائميـة التـي انتـهت أعمال تشييدها و تأمينها ، متحولة بذلك الى عنصر ساند في القتال ، و تاركة وراءهـا التشكـيلات الحكومية التي جاء وقت استخدامها لتتحمل بمفردها عناء الاحتكاك المباشر مع المقاومة العراقية . ***9679; تفترض قياة الاحتلال أن المقاومة العراقية ستواصل ادارة عملياتها على نمط (حرب العصابات) ، و بناء على هذا ستكون التشكيلات الحكومية بما تتصف به من نفس طائفي صفوي قادرة بما يكفـي على تصفية ما تبقى من المقاومين ، خصوصاً مع استمرار الدعم الامريكي لهذه التشكيلات و تقديم الاسناد الجـوي و المدفعي لها خلال العمليات . ***9679; و من الفرضيات كذلك أن كثيراً من أفراد المقاومة سيجدون مشقة نفـسية في أن يدخلوا حربـاً عراقية ـ عراقية وفقاً للخطة اليهودية المرسومة ، خاصة بعد انخراط أعداد كبيرة منهم ـ أو من أقاربهم ـ في التشكيلات الامنية الحكومية، و تروعهم فكرة أن يكونوا جزءً من الحرب الاهلية التي كانت دائماً هاجساً أشبه بالكابوس الذي يريد الجميع أن يتفادى وقوعه . ***9679; حتى لو فكرت مجاميع المقاومة ـ في حال انسحاب القطعات الامريكية ـ بالتخلي عن خيارات حرب العصابات و حاولت بيـأس توسيع عملياتـها الى ثورة شاملة ضد السلطات الحكومية ، فمن المتوقع أن فعاليات انتشار هذه المجاميع ستكون على نفس الشكل التقليدي الذي ألفته قوات الاحتلال من قبـل : ***9679; يبدو أن الفكرة العالقة في الاذهان حتى الآن ، في حال قرر الاحتلال الصهيوني/الامريكي ترحيل قواته من العراق ، فان الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء لن تستطيع المطاولة وحدها بعد ذلك و لو ساعة اضافية ! ***9679; حسابات قيادة الاحتلال تعتمد في الاساس ان عناصـر المقاومة ستغلـب عليهم حالة من الشرود و التردد بعد حصول الانسحاب المتوقع ، مع العلم ان اجراءاته الاولى لن تكون محسوسة لهم ، و فـي هذه الاثناء سيتهيأ لها و لاعوانها المجال الكافي للامساك بزمام المبادأة و ضبط الاوضاع الجديدة . ***9679; الوقت لا يمر في صالح المقاومة العراقية ، و من المتوقع أنها لن تتـحمل الضغط المفروض عليها من جميع الجبهات و قد تتـآكل و تذوب مع الزمن .. ***9679; التخطيط المستقبلي للقوات المسلحة الامريكية انها ستتعامل مع المناطق المتمردة من الجو و بكافـة أشكال التعرض الجوي : السمتيات المقاتلة ، طائرات الهجوم الارضي ، القاصفات الثقيلة ، … ***9679; تنفتح قوات الاحتلال حالياً في اكثـر من مئـة قاعـدة عسكرية في العراق ، بين مقرات للقيادة أو معسكرات للتدريب أو منظومات رادار .. و لقد أفصحت القيادة العسكـرية الامريكية عن نوايـاها في تـوزيع قواتها على عدد من القواعد في العراق بحيث تحقق هدفين : تغطية جوية شاملة للاجواء العراقية ، و تحقيق التكامل العملياتي مع بقية قواعدها الموجودة في دول الخليج العربـي .. و على هذا الاساس يمكن لنا أن نخمن القواعد المرشحة لضمان بقاء طويل الامد في العراق : في شمـال العراق : في وسط العراق : في شرق العراق في غـرب العراق : في جنوب العراق : [ نقول مرة أخرى ، هذه خلاصة اجتهاد شخصي ، و لاننا نفتقد للمعلومات الكافية عن الموضوع فاننا اتبعنا المبدأ المعروف في الاستخبارات : التقدير هو ما تقوم به عندما لا تعرف . ] ***9679; على المستوى العام ، اختفاء القطعات الامريكية من الشوارع سيجري انجازه بدرجات متفاوتة، إذ يحدث أن تضطر بعض الوحدات للبـقاء في القواطع الـتي تعرف بالمـناطق الساخنة ، و مواصلة العمليات فيها حتى تتم السيطرة عليها بصورة نهائية . ***9679; على المستوى الاعلامي ، ستواصل قيادة الاحتلال عمليات الضخ لحملات الدعاية الموجهة ضـد الرافضين للاحتلال سعياً الى ارغامهم على الرضوخ جميعاً للفكرة القائلة : (( مهما فعلتم فانكـم لن تتمكنوا من الغاء الآخرين .. لا جدوى من البقاء على مواقفكم المتصلبة ، و الخيار الاوفر لكـم ان تنضموا الى الآخرين تحت المظلة الامريكية ، و إلا ستكونوا في المحصلة الخاسر الوحيد )) . ***9679; إدارة "باراك أوباما" ستكون مدفوعة للقول بانها تعطي أسبقية التعامل مع قائمة أعـداء الولايات المتحدة بالدرجة الاولى للزمر و المجموعات الارهابية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم .و بناء على ذلك فانها ستوصي بـ : [ تقديرات شخصيـة : التعـداد المحتمل للقوات التي ستظل في العراق يتراوح بين 40000 و 50000 جندي امريكي . ] ***9679; لن يحين موعد الانسحاب المزعوم من العـراق إلا و تكون الدوائر اليهـودية و الامريكية قـد استثمرت الى أبعد حد النظرية السياسية المعلنة للمقاومة العراقية ، و التي تكرر القول في كل وقت ان عملياتها متواصلة طالما بقي المحتل الاجنبي في بلادها و انها توجه نيرانها حصراً ضد جنوده و مواقعـه ..
………………………………..
هل يكون الكلام سليماً اذا قلنا أن العدو أحكم أطواقه حول رقابنا و أغلق جميع المخارج و الابواب ســواء أردنا ذلك أم لم نرد ؟! من الانصاف بأنفسنا أن نفكر طويلا قبل الاجابة .
| سلسلة جبال الألب
![]()
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الألب هي سلسلة جبال في أوروبا تمتد من النمسا و سلوفينيا بإيطاليا و سويسرا و لشنشتاين و ألمانيا وحتى فرنسا غرباً. وكلمة ألب تعني أبيض باللغة اللاتينية. أعلى قمة في سلسلة الألب هي قمة مونت بلانك الواقع على الحدود الفرنسية-الإيطلالية وتبلغ 4810 متراً. يقسم الخط الوصل بين بحيرة كومو و بحيرة كونستانس القسم الغربي يقع في فرنسا و إيطاليا و سويسرا. و يتميز هذا القسم بكون قممه أعلى ارتفاعاً لكن السلسلة الجبلية أقصر مسافةً.أعلى القمم في الجزء الغربي هي قمة مونت بلانك (4810متر) و قمة دفورسبيتز (4638 متر). بينما يقع القسم الشرقي من الجبال في إيطاليا و النمسا و سويسرا و ألمانيا و لشنشتاين و سلوفينيا. وأعلى قممه هي بيز بيرنينا (4049 متر) و أورتلر (3905 متر) يوجد إلى الشمال من جبال الألب مجموعة من الهضاب من أهمها : هضبة فرنسا الوسطى و هضبة بافاريا في ألمانيا و تبرز أهمية هذه الهضاب كمناطق للرعي و التعدين. كما توجد فيها بعض المناطق الغابية المتفرقة . تشكلت جبال الألب منذ حوالي 30 مليون سنة، تحت تأثير قوى الانضغاط بين الصفيحة الأفريقية و الصفيحة الأوروآسيوية حيث حدث اصطدام الصفيحتين، فانزلقت الصفيحة الأوروآسيوية تحت الصفيحة الأفريقية وهذا ماتسبب في تكون جبال الألب. خريطة توضح تضاريس منطقة الألب
![]()
|
رد: سلسلة جبال الألب
merciiiiiiiiiiiiiiii
|
رد: سلسلة جبال الألب
شكرا جزيلا
| الفرق بين الفتوحات وحروب الاستعمار والاحتلال:
![]()
الفرق بين الفتوحات وحروب الاستعمار والاحتلال:
هناك فرقكبير بين الفتح من جهة، وبين الاحتلال والاستعمار من جهة أخرى، وهذا الفرق يمكنفي ثلاث محاور: الدوافع، الأهداف ، والنتائج. فالعنف في الإسلام لا يشكلالأولوية وإنما يقع في مرتبة أدنى؛ لأن الأولوية في الفتوحات الإسلامية هي للعقيدةونشرها، وتوحيد الشعوب والقبائل بالإسلام تحت حكم الإسلام، وهذا يشكل اختلافاًجوهرياً في الحالات الأخرى (الاستعمار والاحتلال) التي يشكل العنف والاستبدادالأولوية والمرتبة المهمة والمكانة العلية. أولاً: مفهومالاستعمار: كان مفهوم الاستعمار (بسين طلبه) هو طلبالاعمار، وإن الغربي هو الرجل الأشقر الذي له المركزية في توجيه العالم.. وإن البشرخلقوا إما سادة أو عبيداً.. وانهم الأوصياء على البشرية باعتبار البشرية الصفراء.. والسمراء والسوداء لا تستطيع أن تقود نفسها. إلا أن الحقيقة المرة لمفهومالاستعمار هي غير ذلك، إذ تشير بأنه "ظاهرة سياسية اقتصادية وعسكرية تتجسد في قدومموجات متتالية من سكان البلدان الإمبريالية إلى المستعمرات… بقصد استيطانهاوالإقامة فيها بشكل دائم أو الهيمنة على الحياة الاقتصادية والثقافية واستغلالثروات البلاد. وترافق هذه الظاهرة حملات عسكرية عنيفة من أجل حماية هؤلاءالمستوطنين، وإرغام سكان البلاد الأصليين على القبول بهم. أما دور هؤلاء المستعمرينالأجانب فيكمن في تأمين استمرارية النهب الاستعماري لهذه البلاد. ويؤدي هذا النوعمن الاستعمار إما إلى طرد السكان الأصليين… وإما إلى الاستئثار بالحكموالامتيازات. وهناك الاستعمار التقليدي الذي يكتفي باستغلال البلاد وحكمها بواسطةجيوشه وعملائه". وفي المحصلة ينهب المستعمر بشكل منظم خيرات وثروات البلادالمستعمرة، ويستغل الشعب الأصلي؛ ليسخره كعمال محطماً كرامته وشوكته، ويسعى لتدميرثقافته وحضارته ولغته وهويته وحتى دينه إن استطاع؛ ذلك لأن المستعمر يسعى للتسلطعلى كل ما في البلاد وتطويعها لمصلحته، محاولاً إطالة مدة الاستعمار لأطول مايمكن. رابعاً: مفهومالفتوحات: تشير كلمة فتح البلد في المعجم الوسيط إلى "التغلب عليه وتملكه"، أما المفهوم السياسي للفتوحات فهي "ضم البلاد المفتوحة إلىالدولة الفاتحة، واعتبارها ولاية من ولاياتها، وتطبيق النظام الحاكم في البلد الأمعلى الولاية الجديدة"، "ولقد عرفت الفتوحات العربية مع ظهور الإسلام وبعده مبادئأكثر وضوحا وعدالة، مستمدة جذورها من القرآن والسنة وتعليمات الخلفاء. ويعود حسنمعاملة العرب لأهالي البلاد المفتوحة، إلى أن الفتوحات العربية لم تكن تستهدفاستعمار الأراضي والسكان، وإنما كانت تستهدف نشر الدعوة والجهاد في سبيل الله"، وهوما سيتضح بجلاء عند الحديث عن الفتوحات الإسلامية والتي امتدت من حدود الصين شرقاًإلى شاطئ الأطلسي غرباً في أقل من مائة عام لا تبخلوا بالردود من فضلكم.
| اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ااريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح عن هدا الموضوع
|
رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …
اين انتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اريد التوضيح غداااااااااااااا
|
رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …
لقد تاجل تصحيح هدا التطبيق الى الخميس المقبل اريد منكم التوضيحات من فضلكم…
|
رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …
اريد مواضيع ت+ج 2م بلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز
|
رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …
je veux la réponse de l’exercice n1 page 216 en mathématique
|
رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …
ااااااا درناه العام لي فات لكن …………… ادقيقة نشوفلك
|
رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …
شكرا اختي جوجونات على المرور نعم انا سنة 2 متوسط
| مظاهر السيادة وعلاقات الجزائر الخارجية
![]() 1- مظاهر السيادة وعلاقات الجزائر الخارجية : 4- علاقة الجزائر مع بريطانياواسبانيا :كانت العلاقات ودية في أغلب الأحيان مع بريطانيا أما مع اسبانيا تميزت بالتوتر بسبب احتلال المرسى الكبير الذي تم تحريره عام 1792.
| دور المغرب الاسلامي في نشر الاسلام مذكرة سنة ثانية متوسط
| التباين الاقتصادي في آسيا 2م
![]() مذكرة درس التباين الاقتصادي في آسيا 2متوسط 2022
| تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية
![]() السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
|
رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية
شكرااااا لك كثيرا فقد استفدة منه كثيرااااااا
|
رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية
انت باشعة
|
رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية
انت قبيحة وباشعة ولا تعجبي أحد في هذا الكون ولقد فيرستي حاسوبي لذلك يجب أن تحذفي هذه الصورة لأنها لم تعجب الغاشي
|
رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية
شكراااااااااااااا اماني على الشرح والمساعدة بارك الله فيك
|
رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية
merçi bazaf
|
رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية
شششششششششششششكككككككككككككككككككككرررررررررررررررر ررررااااااااااااااااااااااااااااا
|
رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية
aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa
|