التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

بحث حول البلدية

بحث حول البلدية


الونشريس

مــقــدمــة

تعتبر البلديات النواة الرئيسية للتنمية المحلية باعتبارها قريبة من المواطن، و قد وضعت أساسا بهدف تسيير شؤون الأشخاص القاطنين بها، و تحسين وضعيتهم الاجتماعية و الاقتصادية و الصحية، و كذا ترقية المحيط الذي يعيشون فيه. فالسكان يعيشون و يعانون يوميا من مشاكل شتى كالسكن، العمل، نقص المرافق الصحية… الخ، و قد خولت الدولة سلطات إلى البلديات بإتباع نظام الامركزية من أجل تخفيف من حدة هذه المشاكل و التقليل منها.

إن الاهتمام بتنمية البلديات و الدوائر يعتبر من الضروريات من أجل رفع المستوى الصحي للسكان في الجزائر، فتسخير الميزانية الخاصة بالبلدية من أجل ترميم و تعديل الطرقات، أنابيب المياه الصالحة للشرب، أنابيب صرف المياه القذرة و كذا القضاء على البيوت القصديرية سيؤدي حتما إلى تخفيض مستوى الأمراض المتنقلة مثل الجرب، الكوليرا… الخ.

1/ الـــــــــــــــــــــــــــبلدية تـعريفها :

عرف المشروع البلدية بموجب المادة الأول من القانون رقم ( 90 – 80 ) المؤرخ في 17 أفريل 1990 المتعلق بقانون البلدية على أن البلدية هي الجماعة الإقليمية الأساسية التي تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، وعرفها قانون البلدية لسنة 1967 بأنها » البلدية هي الجماعة الإقليمية السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأساسية ولا شك أن التعريف الثاني ويعكس الوظائف المثيرة للبلدية ومهامها المتنوعة في ظل الفلسفة الاشتراكية .

2/ تطــــــــــــــــور نظامها
أ : قـــــــــــــــــــــــــــبل الاستقلال
البلدية في المرحلة الاستعمارية 1830-1962 :
لم تحد البلدية عن الولاية فقد كانت هي الأخرى أداة لتحقيق طموحات الإدارة الاستعمارية وفرض هيمنتها ونفوذها. وقد كان يديرها مواطن من الإدارة الاستعمارية و هو متصرف المصالح المدنية و يساعده موظفون جزائرية خاضعون للإدارة الفرنسية وهم القواد ويساعده في لجنة بلدية تتكون من أعضاء أوربيين منتخبين وبعض الجزائريين المعنيين. لقد كانت البلدية مجرد أداة لخدمة الإدارة الفرنسية سواء كانت مدينة أم عسكرية فقد كانت بعيدة كل البعد من أن تتحقق طموحات الجزائريين . ب: بعـــــــــــــــــــــــــــــد الاستقلال
البلدية في المرحلة الانتقالية 62-67 :
تعرضت البلدية في هذه المرحلة لنفس الأزمة التي هزت باقي المؤسسات على اختلاف أنواعها وهذا بحكم الأوربيين أرض الوطن ولقد أتت الدراسات على أن أكثر من 1500 بلدية كانت مشلولة عن العمل بحكم ظروفها الصعبة على المستوى المالي و التقني و لقد فرض هذا الفراغ على السلطة آنذاك أن تعمل على إنشاء لجان خاصة لتتولى مهمة تسيير شؤون البلدية يقودها رئيس عهدة إليه مهام رئيس البلدية .

مرحلة التفكير في إنشاء قانون البلدية :
لقد كان لدستور 1963 و ميثاق الجزائر و ميثاق طرابلس بالغ الأثر في إبراز مكانة البلدية على المستوى الرسمي و الاعتراف بدورها و لعل من الأسباب التي دفعت السلطة آنذاك إلى ضرورة الإسراف في التفكير و إصدار قانون للبلدية هي :
1 / خضوع البلديات أثناء الفترة الاستعمارية للنظام القانوني الفرنسي مما أجبر السلطة إلى ضرورة التعجيل بإصلاح المؤسسات الموروثة و منها البلديات .
2 / عدم مواكبة هذه النصوص لفلسفة الدولة المستقلة و التي تبين الاتجاه الاشتراكي بحسب النصوص الرسمية .
3 / رغبة السلطة في عدم إطالة القترة الانتقالية خاصة و قد نجم تباين محسوس على المستوى التطبيقي أو العملي .
4 / إن دور البلدية أعظم من دور الولاية لاشك بحكم اقترابها أكثر من الجمهور و بحكم مهامها المتنوعة لذا وجب أن يبدأ الإصلاح منها أولاً .
مرحلة قانون البلدية لسنة 90 – 67 :
لقد تميز هذا القانون بالتأثر بنموذجيتين مختلفتين هما النموذج الفرنسي و النموذج اليوغسلافي و يبدوا التأثر بالنظام الفرنسي خاصة بالنسبة لإطلاق الاختصاص للبلديات و كذا في بعض المسائل التنظيمية الأخرى بحكم العامل الاستعماري أما التأثر بالنموذج اليوغسلافي فيعود سره إلى وحدة المصدر الإيديولوجي النظام الاشتراكي واعتماد نظام الحزب الواحد وإعطاء الأولوية في مجال التسيير للعمال والفلاحة .
مرحلة قانون البلدية لسنة 1990 :
وهذه المرحلة تميزت بخضوعها المبادئ وأحكام جديدة أرساها دستور 1979 وعلى رأسها إلغاء نظام الحزب الواحد و اعتماد نظام التعددية الحزبية ولم يعد في ظل هذه المرحلة للعمال والفلاحة أي تبث هجر النظام الاشتراكي .
3/ دور البلدية بالنسبة للمواطن هي:

·المحافظة على الممتلكات
و هذه المحافظة تتمثل في المنشآت الإدارية، التربوية، الثقافية و المنشآت القاعدية كالطرقات و السدود و الجسور و الشبكات المختلفة التي تتطلب جهدا و أموالا في الصيانة و التجديد و التصليح و الحماية.

·التجهيز العام
و نعني به كل المنشآت و المخططات المبرمجة التي تهدف إلى تنمية محلية في كل المجالات التي تمس حياة المواطن اليومية الفردية و الجماعية الاجتماعية و الاقتصادية.
·المحيط و العمران
القيام بكل الأعمال التي تساهم في تقوية نظافة المحيط كجمع الأوساخ و تنظيف و تزيين الأحياء و محاربة الأمراض المتنقلة سواء عن طريق المياه أو الحيوان و محاربة التلوث و حماية البيئة و فرض احترام قواعد البناء و تطوير الأشكال المعمارية الأصيلة و الاستفادة من المخططات في مجال التعمير و البناء، فإن المحيط و العمران هما من المهام التي تعبر عن سلطة الدولة و مصداقية الجماعات المحلية و صدق المسؤولين في تغيير الأمور.
·النشاط الاجتماعي
يتمثل النشاط الاجتماعي في:
– طلب سكن
-مأوى في حالة أمر طارئ ( حريق، فيضان، زلزال…الخ)
-مساعدة للبناء
-طلب معونة غذائية (مائدة رمضان)
-التكفل بالمعوزين و المعوقين
-تشغيل الشباب
-مساعدة العائلات عديمة الدخل
إنها اختصاصات واسعة و هامة فعلا و تتعلق بمختلف مظاهر الحياة المحلية الخاصة بالمواطن بحيث خوّل للبلديات و الولايات صلاحية القيام بأي عمل يستهدف كل النشاطات و هذا ما أكدته بعض المواد من قانوني البلدية و الولاية.
و هذه الصلاحيات و المهام لا تتم إلا في إطار نظرة جديدة للتسيير بعيد كل البعد عن التسيير العشوائي للشؤون العامة و تستطيع تحقيق التنمية المحلية للمواطن بمختلف أبعادها و تطوير المساهمة الديمقراطية المحلية له و خلق جو من التضامن الوطني بين مختلف شرائحه و هذا لا يكون إلا بإدخال الأسلوب الصحي في الجماعات المحلية كنظام جديد و نمط علمي مبني على حرية المواطن ( المستهلك ).

4/واقع البلديات في الجزائر
عرفت البلديات في الجزائر أوضاعا خطيرة و مشاكل مختلفة بعد الاستقلال، فمن همجية الاستعمار و مخلفاته وجدت البلديات نفسها أمام وضع اقتصادي معدوم و حالات اجتماعية تمثلت في وجود عدد كبير من الأرامل و اليتامى و المعطوبين، ضف إلى ذالك خطر وجود الألغام والتي تسببت في عجز و قتل أعداد كبيرة من المواطنين.بالإضافة إلى عدم وجود بنية تحتية، حيث أن المستعمر لم يترك ورائه سوى بنايات و مراكز لا تصلح للاستعمال.و رغم الجهود المبذولة من طرف السلطات المحلية و الوطنية بمختلف شرائحها إلا أن التنمية المحلية بقية بعيدة كل البعد عن المفهوم العلمي.فقد اهتمت الدولة خلال هذه المرحلة بالجانب الاجتماعي محاولة القضاء على مختلف الأوضاع الاجتماعية السيئة وتواصلت عمليات الاهتمام من طرف الدولة بالبلديات خاصة النائية منها و ذلك من أجل القضاء على مشكل الهجرة الريفية. و تحسن الوضع شيئا فشيئا في البلديات التي أصبحت تأمل في تحسين الوضع المالي والاقتصادي.إلا أن جاءت العشرية و التي أعادت الدولة و بلدياتها إلى فترة أللأمن و الخوف و عدم الاستقرار، حيث عانت البلديات و سكانها خاصة النائية و المنعزلة من ويلات الإرهاب الهمجي والأعمى، فأصبحت البلديات خلال هذه المرحلة تحصي عدد موتاها و الضحايا من أرامل و يتامى و ثكلى، بالإضافة إلى أن العديد من البلديات عرفت مجازر جماعية، حرق لممتلكات خاصة و عامة، تدمير…الخ. عشرية سوداء عايشتها البلديات وسكانها تسببت في وفاة 150الف شخص و كذا خسارة ما يقارب من 30مليار دولار و تجنيد لمختلف القطاعات من بينها القطاع الصحي الذي تزايد الضغط عليه بفعل العمل الإجرامي، هذه الأرقام و الأوضاع تسببت في تراجع الاقتصاد الوطني و المحلى على حد سواء. و قد اتخذت العديد من الإجراءات للقضاء على هذه الظاهرة من بينها قانون الرحمة، الوئام المدني و أخرها المصالحة الوطنية إجراءات اتخذت كلها بغرض ترسيخ الأمن و الاستقرار و الذي يجسد التنمية المحلية.

إن التقسيم الإداري الجديد يتضمن 48 ولاية حيث أن كل ولاية تحتوي علي مجموعة من الدوائر و كل دائرة تحتوي علي مجموعة من البلديات و يوجد في الجزائر حاليا حوالي 1541 بلدية على المستوى الوطني لكن اغلبياتها موجودة في الجزء الشمالي و تعاني البلديات من مشكل إما شساعة مساحتها كبلديات الجنوب أو اكتضاظ سكانها كبلديات الشمال و هذا ما يجعل كل منها غير قادر على عملية التسيير. بالإضافة إلي
النقائص الحاصلة في تسيير الجماعات المحلية و التي تكمن في :
üعدم استطاعة رؤساء المجالس الشعبية البلدية و رئيس المجلس الشعبي الولائي تجاوز نظرتهم الضيقة لمفهوم التمثيل الشعبي و تمثيل الدولة لأنهم يهتمون دائما بدورهم كممثلين للمواطنين على حساب مهمتهم كممثلين للدولة مما أعطى تناقضات و تضاربات.
üإن التعددية داخل المجالس الشعبية المنتخبة كانت شكلية متحزبة و مضرة بمصلحة المواطنين نظرا لانعدام التكوين المتخصص و قلة الوعي في طرح القضايا و حلها.في معظم الحالات يصل على رأس المجالس الشعبية المحلية عن طريق الانتخاب أو التعيين أشخاص من أفاق مختلفة فنجد أشخاص يمثلون وزنا شعبيا بدون ثقافة و لا دراية بعالم الجماعات المحلية، أشخاص يمثلون وزنا شعبيا و يملكون تكوينا عاليا و ثقافة عامة و لكنهم لا يفقهون في عالم التسيير و قليلا جدا ما نصادف شخصا أصبح رئيسا للمجلس الشعبي البلدي أو الولائي صاحب وزن شعبي و تكوين عالي و يملك برنامجا يتماشى و واقع الجماعات المحلية و مهامها.
üفالشعبية و العروشية تحل محل البرامج و الإخلاص يحل محل العلم و الأخلاق تحل محل القدرة و كأن المجالس المحلية أصبحت منصة يصل إليها من هو أكثر الناس شعبية و عروشية و إخلاصا و أخلاقا و ليس من هو أقدرهم و أعلمهم و أملكهم لاستيعاب البعد الحقيقي لوظيفة الجماعات المحلية.
فكم عشنا اختيار رأس القائمة في أي انتخابات يكون إما للعرش الذي يملك أكبر قوة على المناورة و اللعب بعواطف المواطنين أو أنه ينتمي الى أو ابن العائلة…
كما عشنا كيف أن أشخاص أصحاب حرف لا علاقة لهم بالتسيير فضلهم حزبهم على عناصر أخرى من نفس الحزب ذات شهادات عليا و اختصاص في ميدان الإدارة و التسيير و التقنيات و أصبحوا نوابا لرئيس المجلس الشعبي البلدي أو الولائي جاهل أمي لا علم و لا خبرة و لا ذكاء و لا حتى شخصية له و هكذا تضيع مصالح المواطنين و تحطم مصداقية الدولة لا لشيء إلا لأننا ما زلنا نعتبر بأن الشعبوية أولى من التخصص و التجربة في الميدان لا تتماشى و التغيير و العشائرية هي أساس نظام الحكم. و هذا الواقع المتمثل في تفضيل أصحاب غير الاختصاص و البلوغ بهم إلى تسيير شؤون الجماعات المحلية قد أفرز ممارسات سلبية فتطورت لتصبح قاعدة عامة.
و من أبرز هذه السلبيات:
üالجماعات المحلية تعيش عجزا ماليا بسبب أن مسئوليها لا يهتم إلا بالمدفوعات على حساب تقوية الإيرادات و كيف لا تبقى مشلولة الحركة و هي دائما تطالب بتسجيل مشاريع جديدة و هي غير قادرة على تصفية رزنامة المشاريع المسجلة.
ü وجود الموظفون في حالات الكسل و التباطؤ و قلة الاهتمام و هم يعيشون حالات التجاوزات و قلة الاعتبار و عدم احترام تخصصاتهم لان المسؤولين لا يملكون من البرامج سوى برامج تغيير الأشخاص من مناصبهم عوض تغيير إيجابي لطرق العمل.
üالجماعات الإقليمية عاجزة على حل مشاكل المواطنين لان منتخبيها لا يقومون بأي دراسة و لا جرد لا للإمكانيات و لا للاحتياجات.
üتعيش الجماعات الإقليمية صرا عات رهيبة لان منتخبيها لا يميزون بين إلزامية تمثيلهم للدولة قبل فرض رؤية حزبهم على واقع المؤسسات و الأشخاص الشيء الذي أدى إلى سحب الثقة في الكثير من رؤساء المجالس الشعبية البلدية أو الولائية.
üكيف تسير الجماعات المحلية نحو التنمية المحلية و مؤسساتها عرضة للتلاعبات والاستفزازات و النهب و لا مبالاة.
ü كيف يتطور التضامن المحلي بين مختلف الفئات و المساعدات الاجتماعية تقدم إلا لحسابات سياسية أو لاعتبارات ذاتية أو لرد الجميل.
إنها في الحقيقة وقائع لا يمكن نكرانها و لا تغطيتها و يجب العمل على إيجاد نظرة تساهم على جعل البلدية و الولاية إطارا محليا لإبراز المواهب و التعاون و لتقديم المبادرات الفردية منها و الجماعية و هذا بوضع برنامج عمل يرتكز على مبادئ عامة وطنية و على خصائص محلية في إطار أسلوب جديد للتسيير واضح الأهداف و الوسائل يطبقه كل منتخب مهما كانت توجهاته السياسية و قناعته، و تطرح مختلف الجوانب التي هي من اختصاص البلدية و الولاية و التي يتبعها المنتخبون في تسييرها بغية تقديم الخدمات إلى المواطنين في أحسن وضعية بما يتماشى و السياسة العامة للحكومة و حسب الواقع المحلي، و بهذا الإجراء و هذا النمط تستطيع الجماعات المحلية فهم المهام و الصلاحيات و تعطى النظرة الواقعية و الاستراتيجية للتكفل بكل ما يهم حياة المواطن و مصلحة الدولة و مصداقية الجماعات المحلية.
كيف يمكن للديمقراطية أن تنجح و هي بعيدة عن المواطنين سواء فيما يتعلق بتسيير شؤونه المحلية أو ممارسة هذه الديمقراطية محليا بدون إطار و لا تنسيق و لا مشاركة و السبب في ذلك أن المنتخبين المحليين يعتقدون أن التمثيل الشعبي ينحصر في أشخاصهم، وكما سبق و أن ذكرنا أن للجماعات المحلية صلاحيات متشعبة و تختص في كل قطاعات النشاط منها: قطاع الشبيبة و الرياضة – قطاع السياحة – قطاع الفلاحة – قطاع الصحة-قطاع النقل – قطاع العمل و التكوين المهني – قطاع التربية – قطاع الصناعة و الطاقة – قطاع المياه – قطاع التخطيط و التهيئة العمرانية – قطاع الحماية و الترقية الاجتماعية لبعض فئات المواطنين – قطاع الثقافة – قطاع التجارة – قطاع البريد و المواصلات – قطاع المنشآت الأساسية القاعدية – قطاع الشؤون الدينية و الأوقاف – قطاع السكن – قطاع الغابات و استصلاح الأراضي.

5/ هيئــــــــــــــــــــــــــــــة البلدية
1/ المجلس الشعبي البلدي : يعد المجلس الشعبي البلدي هيئة أساسية في تسيير وإدارة البلدية كجماعة إدارية لا مركزية إقليمية و عليه فإن دراسة المجلس الشعبي تقتضي أن نتطرق لتشكيله ولقواعد سيره ونظام مداولاته ولصلاحيته .

تشكيل المجلس :
يتشكل المجلس الشعبي البلدي من مجموعة منتخبين يتم اختيارهم من قبل سكان البلدية بموجب أسلوب الاقتراع العام السري المباشر وذلك لمدة خمس سنوات، ويختلف عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي بحسب التعداد السكاني للبلدية وفق الجدول التالي :
* 80 أعضاء في البلديات التي يقل عدد سكانها عن 10.000 نسمة .

* 90 أعضاء في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين 10000 و 20000 نسمة

* 11 عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين 2.00001 و50000 نسمة

* 15 عضوا في البلديات التي يتساوى عدد سكانها بين 500001 و100000 نسمة

* 23 عضوا في البلديات التي يتساوى عدد سكانها بين 1000001 و200000 نسمة .

* 33 عضوا في البلديات التي يساوي عدد سكانها أو يفوق 200000 .

هذا و يجدر التنبيه أن قانون 1990 لم يعط أولوية لأي فئة من فئات المجتمع عن غيرها وهذا خلافا للمرحلة السابقة حيث كانت الأولوية معترف بها رسميا لفئة العمال والفلاحين والمثقفين كما سلف القول .

يطرح النظام الانتخابي البلدي البحث في جملة من القواعد القانونية تدور حول المسائل الرئيسية التالية : الناخب ، المنتخب » المترشح « والعملية الانتخابية

أولا : الناخب ( Electeur ): يمكن القول أن الناخب هو الشخص المسجل بالقائمة الانتخابية ، والتي تتضمن أسماء جميع الأشخاص الذين يحق لهم ممارسة حق التصويت أو الاقتراع ، وذلك نظرا لتوافر شروط معينة تمكن من الحصول على بطاقة الناخب وبالرجوع إلى المادة 5 من قانون الانتخابات الوارد بالأمر رقم 07/97 السابق تجدها تنص على ما يلي : » يعد ناخبا كل جزائري وجزائرية بلغ من العمر ثمانية عشر سنة كاملة يوم الاقتراع وكان متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية ولم يوجد في إحدى حالات فقدان الأهلية المحددة في التشريع المعمول به « وعليه فإن شروط الناخب تتمثل – أساسا – في ما يلي :

أ ) التمتع بالجنسية الجزائرية : يعتبر الانتخاب من الحقوق السياسية ، حتى أن الدستور الجزائري رفعه إلى مرتبة الحقوق والحريات الأساسية للمواطن والتى غالبا ما تقتصر ممارستها على الوطن دون الأجانب .

وواضح من النص السابق، أن المشرع قد جعل الانتخاب مطلقا من ناحيتي :

1- فهو لم يميز بين الجنسية الأصلية والجنسية المكتسبة ، وفي ذلك بند لنظرية التفرقة التي نشترط على المتجنسين مرور فترة زمنية معينة تكون اختيار المدى ولائه وتعلقه بوطنه الجديد .

2- كما أنه لم يميز بين الجهتين حينما أعطى للنساء الجزائريات حق الانتخاب على قدم المساواة مع الرجال، اعتبارا من أن حرمانهن من ذلك يعد منافيا للديمقراطية القريبة في نظر الأغلبية .

ب) بلوغ سن18 سنة : يلاحظ أن الدساتير المحافظة غالبا ما تتجه صوب رفع السن التي يحق فيها الشخص التصويت » سن الرشد الأساسي « في حين تميل الدساتير » الشورية « إلى تخفيفها .

وفي هذا السياق فقد حدد التشريع الجزائري هذا السن ببلوغ 18 سنة كاملة يوم الاقتراع، رغبة منه في اشتراك فئة الشباب في عملية التغير السياسي والاجتماعي بالبلاد وهو بذلك إنما ينقصه بسنة واحدة عنسن الرشد المدني المحدد بـ 19 سنة طبقا للمادة 40 من ق م .

ج ) التمتع بالحقوق الوطنية » المدنية والسياسية « : يحرم الشخص من ممارسة بعض حقوقه المدنية » حق الملكية ، حق القيام ببعض التصرفات المدنية « أو السياسة » حق الترشح ، حق الانتخاب « كعقوبة تبعية لارتكابه بعض الجرائم .

د) عدم الوجود في إحدى حالات عدم الأهلية للانتخاب : دون الخوض في تفسير طبيعة الانتخاب، فإنه لا يمكن تجاهل وظيفته وبعده الاجتماعي ، الأمر الذي يقتضي استبعاد مجموعة من أفراد المجتمع لا تمتع بالأهلية الكافية لممارسته .

إن فقدان الأهلية لممارسة حق الانتخاب ترد حسب المادة 7 من قانون الانتخابات، لعوامل متعددة : الإدانة الجزائية ، عامل الثقة والقصر .

1- الإدانة الجزائية : حيث يعتبر فاقدا الأهلية الانتخاب المحكوم عليه بسبب جنية أو بعقوبة الحبس في الجنح التي يحكم فيها بالحرمان من ممارسة حق الانتخاب طبقا للمادة 8 و14 من قانون العقوبات .

سحب الثقة من القصر : نظرا لعدم الاعتداء أو الثقة برأيهم ، استبعد القانون مجموعة من الأشخاص لعدة أسباب هي :

الحجر، مناهضة ثورة نوفمبر 1954، الإفلاس شريطة عدم رد الاعتبار و الحجز.وعلى كل فإن فقدان الأهلية الانتخابية ليس دائما إذ يسجل الأشخاص الذين استعادوا أهليتهم الانتخابية أنفسهم في القوائم الانتخابية وفقا للمادة 6 من هذا القانون إثر إعادة الاعتبار لهم أو رفع الحجر عليهم أو بعد إجراء عفو شامل كما تشير المادة 13 من قانون الانتخاب .

2- التسجيل بالقائمة الإنتخابية بالبلدية : بالإضافة إلى توافر الشروط الموضوعية السابقة يجب توافر شرط شكلي آخر هو التسجيل بالقائمة الانتخابية بالبلدية والحصول على بطاقة الناخب . ولا يمكن للشخص أن يسجل بالقائمة الانتخابية بالبلدية إلا إذا كان موطنه بها ، ومع ذلك ، فقد وردت عدة إنشاءات على قاعدة ارتباط الانتخاب بالموطن ، تتعلق أساسا بحالة كل من : الجزائريين المقيمين بالخارج وأعضاء الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن ، حيث يمكن لهؤلاء التسجيل ببلدية مسقط رأس أحد أصولهم .

ثانيا : المنتخب ( المترشح )

يتكون المجلس الشعبي البلدي من عدد من الأعضاء يتراوح بين 7 و33 منتخبا بلديا حسب عدد السكان للبلدية يتم انتخابهم لمدة خمس سنوات، تمدد وجوبا لدى تطبيق المواد 90 ، 93 ، 96 من الدستور، كما تشير المادة 75 من قانون الانتخابات بطريقة الأغلبية النسبية حيث توزع المقاعد حسب عدد الأصوات التي تحصلت عليها كل قائمة مع تطبيق قاعدة الباقي الأقوى والمعامل الانتخابي .

لقد كفل الدستور احترام مبدأ المساواة في المواطن ومنها حق تقلد المهام في الدولة عبر مختلف أجهزتها بما فيها المجالس المنتخبة : البلدية والولاية وذلك وفقا للشروط التي تحددها القوانين . وبالرجوع لأحكام قانون الانتخابات تجدها تنص على جملة من الشروط .

ا) الشروط : وتنقسم إلى شروط موضوعية وآخر شكلية .

الشروط الموضوعية : لم يتعرض قانون الانتخابات تحديدا ومباشرة وصراحة إلى الشروط الموضوعية الواجب توافرها في المترشح لعضوية المجلس الشعبي البلدي ما عدا شرط السن المتمثل في بلوغ 25 سنة يوم الاقتراع إلا أنه نص على ضرورة مراعاة الشروط الأخرى التي يشترطها التشريع صراحة ومنها شروط الآخروعليه فإنه للشرط في المترشح أن تتوفر فيه – من باب أولى – باقي الشروط الناخب من : جنسية جزائرية ، وتمتع بالحقوق الوطنية ، وعدم الوجود في إحدى حالات فقدان الأهلية للانتخاب و إيجاد موطن بالبلدية .

الشروط الشكلية : يشرط لقبول الترشيح توافر ما يلي :

– ضرورة اعتماد الترشيح من طرف حزب أو عدة أحزاب ، أو بموجب تدعيم شعبي يتمثل في تقديم قائمة تحتوي على نسبة معينة من توقيعات الناخبين بالبلدية لا تقل عن 5 % طبقا للمادة 82 من قانون الانتخابات .

– الامتناع عن الترشيح في أكثر من قائمة واحدة غبر التراب الوطني

– عدم الترشيح في قائمة واحدة لأكثر من مترشح في آسرة واحدة سواء بالقرابة أو بالمصاهرة من الدرجة الثانية تفاديا لتحول المجالس البلدية إلى مجالس عائلية

– إثبات أداء الخدمة الوطنية أو الإعفاء منها كما تشير المادة 93 من ق الانتخابات

ب) الحالات Les cas : بالرغم من توافر الشروط السابقة نص القانون على بعض الأوضاع التي تشكل حالات عدم القابلة للانتخاب أو حالات تعارض أو تناف، و هي في حقيقتها يجب عدم توافرها في المنتخب البلدي .

1- حالات عدم القابلة للانتخاب :

لقد أخذ المشرع بعدة حالات لعدم القابلية للانتخاب حتما استبعد في قوائم الترشح بعض الموظفين وذوي المراكز المؤثرة، و هذا حفاظا على مصداقية العملية الانتخابية .

ولهذا النص المادة 98 من قانون الانتخابات على أنه : » يعد غير قابلين للانتخاب خلال ممارسة وظائفهم ولمدة سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة الاختصاص حيث يمارسون أو سبق لهم أن مارسوا فيها وظائفهم: الولاة، رؤساء الدوائر، الكتاب العامون للولايات، أعضاء المجالس التنفيذية للولايات، القضاة، أعضاء، موظفو أسلاك الأمن، مسيرو أموال البلدية، مسئولو المصالح البلدية .

والظاهر من النص أن عدم القابلية الانتخاب هنا أنه لا يمكن لهؤلاء الترشح في دائرة اختصاصهم الوظيفي من حيث المكان أو فيها لكن بعد مدة سنة من توقفهم عن العمل فيها من حيث الزمان .

2- حالات التعارض و حالات التنافي: تبرز هذه الحالات إلى الوجود بعد الإعلان عن نتائج الاقتراع، حيث يجب على بعض الأشخاص و الموظفين ممن يحتلون مراكز مؤثرة إما الاستقالة ممن مناصبهم الوظيفية أو التخلي عن عضويتهم الوظيفية أو التخلي عن عضويتهم بالمجلس الشعبي البلدي المنتخب، حسب ما تفرضه القوانين الأساسية الخاصة بهم. وإذا كانت النصوص السابقة وخاصة قانون الانتخابات رقم 08-08 لسنة 1980 ، قد أشارت صراحة إلى هذه الحالات فإن قانون الانتخابات الحالي سكت عن ذلك، على الرغم من الإشارة إلى هذه الحالات في المادة 31 من ق البلدي رقم 8-90

الـخـاتـمـة:
إن أنماط التسيير حيثما وجدت، هي قابلة للتحسن و الاكتمال و بالتالي للتطور و معنى هذا يمكن تعديل الهياكل و تحسينها في البلدية لتكون في خدمة المواطن طبقا لما تمليه التجربة و العلوم الحديثة لتنفيذ الأهداف الجديدة و تنمية القوى الإنتاجية وفقا لارتفاع درجة النضج و الوعي الاجتماعي لدى المسيرين و لما تحقق من أشكال التقدم بحيث تؤدي إلى تشكيل إطارات منسجمة من المسيرين و السعي إلى رفع مستوى الوعي السياسي و الصحي و التكوين الاقتصادي لدى المكلفين بالتطبيق و ذلك تجنبا لأخطار الانحراف و التحجر البيروقراطي.
إن الإنجازات التي على عاتق الجماعات المحلية لابد و أن تلبي معايير موضوعية علمية، لا شعبوية و لا لأغراض سياسية انتخابية و تؤدي خدمة حقيقية تساهم في ترقية المستهلك إما فكريا، اجتماعيا، اقتصاديا أو سياسيا.

و اعتبارا من هذا كله، فان مهام البلدية يجب أن يعطي تصورا آخر لطريقة تسييرها بما يتماشى و الخط التوجيهي للإصلاحات الجارية وطنيا و دوليا.


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
بحث حول البلدية.doc‏  76.0 كيلوبايت المشاهدات 148


التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

البيروني

البيروني


الونشريس

البيروني

هو محمد بن أحمد المكنى بأبي الريحان البيروني، ولد في خوارزم عام 362 هـ. ويروى أنه ارتحل عن خوارزم إلى كوركنج على أثر حادث مهم لم تعرف ماهيته، ثم انتقل إلى جرجان. والتحق هناك بشمس المعالي قابوس، من سلالة بني زياد. ومن جرجان عاد إلى كوركنج حيث تقرب من بني مأمون، ملوك خوارزم، ونال لديهم حظوة كبيرة. ولكن وقوع خوازم بيد الغازي سبكتكين اضطر البيروني إلى الارتحال باتجاه بلاد الهند، حيث مكث أربعين سنة، على ما يروى. وقد جاب البيروني بلاد الهند، باحثاً منقباً، مما أتاح له أن يترك مؤلفات قيمة لها شأنها في حقول العلم. وقد عاد من الهند إلى غزنة ومنها إلى خوارزم حيث توفي في حدود عام 440 هـ.
ترك البيروني ما يقارب المائة مؤلف شملت حقول التاريخ والرياضيات والفلك وسوى ذلك، وأهم آثاره: كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية، كتاب تاريخ الهند، كتاب مقاليد علم الهيئة وما يحدث في بسيطة الكرة، كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم، كتاب استخراج الأوتار في الدائرة، كتاب استيعاب الوجوه الممكنة في صفة الإسطرلاب، كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب التطبيق إلى حركة الشمس، كتاب كيفية رسوم الهند في تعلم الحساب، كتاب في تحقيق منازل القمر، كتاب جلاء الأذهان في زيج البتاني، كتاب الصيدلية في الطب، كتاب رؤية الأهلة، كتاب جدول التقويم، كتاب تهذيب فصول الفرغاني، مقالة في تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمورة من الأرض، كتاب إيضاح الأدلة على كيفية سمت القبلة، كتاب تصور أمر الفجر والشفق في جهة الشرق والغرب من الأفق، كتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم، كتاب المسائل الهندسية.
ساهم البيروني في تقسيم الزاوية ثلاثة أقسام متساوية، وكان متعمقاً في معرفة قانون تناسب الجيوب. وقد اشتغل بالجداول الرياضية للجيب والظل بالاستناد إلى الجداول التي كان قد وضعها أبو الوفاء البوزجاني. واكتشف طريقة لتعيين الوزن النوعي. فضلاً عن ذلك قام البيروني بعمل دراسات نظرية وتطبيقية على ضغط السوائل، وعلى توازن هذه السوائل. كما شرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من تحت إلى فوق، وكيفية ارتفاع السوائل في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد، على الرغم من اختلاف أشكال هذه الأوعية وأحجامها. وقد نبّه إلى أن الأرض تدور حول محورها، ووضع نظرية لاستخراج محيط الأرض..




التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

العـراق على خارطة الطفيلي . تحـليل سياسي و استراتيـجي

العـراق على خارطة الطفيلي … تحـليل سياسي و استراتيـجي


الونشريس

.

بسم الله الرحمن الرحيم

العــراق على خارطة الطفيلـي

إذا ما توخينا في مهمة التحليل السياسي أن تكون نتيجتها وصفاً دقيقاً ـ أو حتى قريباً من الدقة ـ لاي أزمة من الازمات ، فان الاسلم أن نقف مقدماً عند آخر نقطة على خط الازمة و نضرب فيها اسفيناً للدلالة . ثم نعود مرة واحدة الى نقطة البداية من نفس الخط ، حيث نبدأ تقدمنا من هناك في مسيرة تمتد على الخط الواصل بين نقطتي البداية و النهاية . و غالباً ما تمر المسافة المقطوعة بينهما بسيل طويل و مرهق من المنحدرات و المنحنيات الحادة ..

عملية تصوير الازمة بهذا الاسلوب تشبه في سياقها تلك العروض السينمائية التي يبدأ دوران شريطها بعرض مشهد متأخر من الاحداث يستمر لدقائق معدودة ، قبل ان يعود بطريقة (الفلاش باك) الى الوراء و يستطرد رواية الحدث من بدايته الصحيحة ..

و لـو طالعنا أزمة الحـرب في العراق من جميـع جوانبـها فان أسئـلة مهمة ستكون محل البحث هذه المـرة :
ما هو مستقبل هذا الصراع ، و في أي الاتجاهات يسير ؟
ما الذي تخطط له قيادة الاحتلال الصهيوني/الامريكي كي تحسم معركتها و تحدد مصير جيشها في العـراق ؟
هل نتوقع حدوث تغييرات ذات شأن في السـياسة الخارجية الامريكية مع مجيء رئيس جديد يؤكد تصميمه مرة تلو الاخرى على سحب قواته من العراق ؟ . ثم مـا درجة المصداقيـة في تصريحاته هــذه ؟

إن شريط الاحداث يستهل دورته أمامنا بمشهد افتتاحي :
حفل تنصيب "باراك أوباما" رئيساً للولايات المتحدة بتاريخ 20 كانون الثاني 2022 .

شهدت هذه المناسبة رحيل رئيس سابق ، و قدوم رئيس جديد .
رئيس سابق يحزم أغراضه للمغادرة نهائياً : جورج بـوش . و علامات كثيرة دلت على أن حضوره الى الاحتفال كان واجباً ثقيلا بالكاد استطـاع تأديته ، و أكثر من هـذا أن نظراتـه المتكسرة وشت بأن صاحبها كان يغلـي حنقاً تجاه من حوله … هو يرى أنه أصبح أخيراً هدفاً تنقض عليه ألسنـة الجميـع (و أحذيتهم كذلك ) . الكـل يلومه و يهاجمه على حقبتين رئاسيتين ازدحمتا بالعواصف و النيران ، لكنه يظن أنه لا يجب تحميله كامل المسؤولية ، فالقرارات لم تكن قراراته ، و السياسات لم تكن سياساته . و لقد حاول أن يلمح بهذا ذات مرة في معرض تبريره لاستمرار الاحتلال في العراق ، فردد قائلا : (( إن الرب هو الذي أمرني بغزو العراق )) ، و ترك مسألة تخمين هوية هذا الرب الى سامعيه !

رئيس قادم يضع قدمه على مشارف عصر جديد للولايات المتحدة : "باراك أوباما" . و هو يحاول أن يلائم خطواته مع الظروف التي ألمّت مؤخراً بالامبراطورية ، و كان حرصه الاوحد في ظهوره الاول أن يكون مقنعـاً لجماهيره و أن تحافظ وقفته على انتصابها و لا تترنح بوجه الرياح .

الخطاب الرئاسي كان مجهزاً و معبـأ ً ليكـون محاولـة جادة للـفت الانتباه الى الواقع الامريكي المستجد . و استولت على الكلمات في البداية مسحة حزن غامقة :
" ندرك جميعاً أننا في خضم أزمة ."
" أمتنا في حرب ضد شبكة واسعة من العنف و الحقد ."
" اقتصادنا ضعيف جداً نتيجة الجشع و عدم المسؤولية من قبل البعض ، و كذلك بسبب اخفاقنا الجماعي
للقيام بالخيارات الصعبة و إعداد الامة لحقبة جديدة ."

و بعد نصوص و فقرات استذكر فيها كفاح الاجداد و تضحياتهم من أجل بناء الامة الامريكية ، حاول أوباما أن يبث في سامعيه اشارات للتفاؤل :
" أقول لكم بأن التحديات التي نواجهها فعلية ، خطرة و كثيرة … لكن يجب أن يدرك الشعب الامريكي
أنـنا سنتغلب عليها ."
" لا نزال أكثر أمم العالم ازدهاراً ."
" عمالنا ليسوا أقل انتاجاً … عقولنا ليست أقل ابتكاراً … قدراتنا لم تنخفض ."
" اعتباراً من اليوم يجب أن ننهض و نزيل الغبار عن أنفسنا و نبدأ مجدداً بناء أمريـكا ."

ثم تحول بعد ذلك الى الحديث عن النوايا المقبلة :
" سنبدأ ترك العراق بطريقة مسؤولة الى شعبه و السعي الى سلام في افغانستان ."
" مع الاصدقاء السابقين و الخصوم السابقين ، سنعمل بلا كلل لخفض التهديد النووي و التصدي لشبح
الاحتباس الاحراري ."

و كان لابد أن تعلو نبرة القوة في لحظة من اللحظات :
" لن نعتذر عن طريقة عيشنا و لن نتوانى في الدفاع عنها . و للذين يسعون الى تحقيق أهدافهم من خلال
الارهاب و قتل الابرياء ، نقول لهم الآن : لايمكنكم القضاء علينا و سنلحق الهزيمة بكم ."

و في وسـط الحديث عن الآمال و الطموحات ، بدا أن مسحة الحزن أخذت تغطي على الكلمات مرة أخـرى :
" العالم يتغير ، و علينا أن نتغير ."
" أميركا تـقف في مواجهة الخـطر ."
" في شتاء المحن هذا ، علينا أن نواجه التيارات الباردة و العواصف بالأمل و الفضيلة ."

كانت هذه لقطات المشهد الافتتاحي ..
و تلك كانت صور و كلمات حاول أصحابها أن يصنعوا منها مشاهد حية و ساطعة الى الحد الذي يخطف الابصار و المشاعر معـاً .
و كثير منا قد ينسى أحياناً ـ أخشى أن أقول دائماً ـ أن وراء هذه الصور و المشاهد تقف عقول و مصالح و سياسات …

صورة الرئيس الجالس في البيت الابيض يمكن لها أن تتحدث عن التغيير كما تريد ، و يجوز لها أن تتحول الى دعوة تنادي بالشعارات و القيم كما نادى بها من قبل الآباء المؤسسون للولايات المتحدة . و باعتبار أن صدى النداءات يصل اعتيادياً الى الشعوب ، فـان هؤلاء لهم أن يفسروا الكلمات و يأخذوا بالشعارات كما يشتهون ..

بتأثير الصور و الكلمات يمكن للشعوب أن تمنح نفسها أملا جديداً في الحياة !
و بحسابات هـذا التأثير يمكن لاصحاب السياسات و المطامح أن يطمئنوا مؤقتاً أن هذه الشعوب ستتحمل بعد قدراً اضافياً من أعباء تنفيذ سياساتهم و خططهم ..!

المصالح و السياسات في الولايات المتحدة ليس لاحد سبيل الى تغييرها أو التدخل فيها ، لانها ثابتة بثبات أصحابها و واضعيها و لا تتغير برحـيل رئيس أو مجيء رئيس آخر .. و مـراكز القوى التي تتحكم بالسياسات ، تقودها و توجهها و تحرص على استمراريتها ، ليسـت تلك التي يتخيـل الناس وجودها في حجرات و حدائق البيـت الابيض الامريكي .. انها شئ آخر لا يخضع لحسابات الصور و لا تربطه علاقة بالشعارات ..

انها بؤر و تكتلات من طراز بشع و مخيف !

و في مناطق و بقع خفية عن الانظار ، على أرض الولايات المتحدة ، يقف تحالف غريب من ثلاث قوى رئيسية اتخذت الكفر و الشر منهجاً أبدياً لها :
***9679; عائلات أمريكـية من أصل يهودي ( آل روتشيلد ، آل روكفلر ، آل مورغان ، … ) : تكدست في خزائنها ثروات فاحشة بشتى الوسائل المشروعة و غير المشروعة . و هي تحتفظ لنفسها بحقوق الملكية لكبرى البنوك و الشركات في العالم .
***9679; الطبقة العليا في المحافل الماسونية Free masons : و هؤلاء يطلقون على أنفسهم البناؤون الاحرار، و لهم رب يعبدونه من دون الله : المسيح الدجال المنتظر .
***9679; جماعة الطبقـة المستنيرة Illuminati : و هؤلاء أيضاً لهم رب يعبدونه و يقدسونه من دون الله : الشيطان "أبليس" .

تحالف خطير و غير مسبوق في التاريخ لقوى شريرة و ملحدة ، تظن أنها تحوز على قدرات و أموال تعطيها الحق كاملاً في ان تتحكم بارزاق الشعوب و فرصهم و مصائرهم ، و عليها أن تتشبث بهذا الحق بكل قوة و تضرب بقسوة كل من يفكر بالتصدي لها و الوقوف في طريقها ..
خليط من المجموعات اليهودية ، تعتبـر فعلياً صاحبة السلطة و النفوذ الحقيقيين في الولايات المتحدة الامريكية ، و في عدد من دول العالم في الشرق و الغرب .

و قصة هذا الخليط لها أصول و جذور نبتت و نمت قبل بضع مئات من السنين ، في عالم كان مختلفاً كلياً في هيئته و صراعاته عما نعرفه في حاضرنا المعاصر ..

و إن رحلة العودة الى الاصول و البدايات بطريقة (الفلاش باك) ستنزل بنا الى منطقة بعيدة جغرافياً و تاريخياً : أرض القارة الاوربية زمن القرون الوسطى .

كان المجـتمع الاوربي آنذاك يعيش حالـة من الفوضى و الارتباك ، و تتـناوب على دوله و شعوبه ظواهر و تحولات أخذت تفعل فعلها في تركيبة النسيج السياسي و الاجتماعي و الديني :
ـ جحافل جيوش عادت الى أرضها مهزومة تجرّ أذيـال الخيبة بعد حملات عسكرية متواليـة على العالم الاسلامي ، و قد فشلت جميعها في انتزاع بيت المقدس من أصحابه المسلمين ..
ـ كنيسة تقود العالم المسيحي في أوربا ، و تشعـر بالاحباط بعد فشل دعواتها لاحلال و تثبيت الممالك الصليبية في الشرق ..

ـ جالية من أقليات يهودية نجحت في استغلال ظروف الحرب عبر سلسلة من الاحتكارات التجارية و القروض الربوية و تمكـنت من جنـي ثروات طائلة . و صار ظاهراً أنها ستصبح قريبـاً قوة لها ثقلـها و تأثيرها على مجرى الصراعات المتوقعة في الساحة الاوربية ..

كان من شأن الظواهر الناشئة أن تجد طريقها الى التفاعل بعنف و قوة .. و كانت المؤشرات العديدة تدل على قرب الصدام الحتمي بيـن قوتين كبيرتين ، تتـنافس كل منهما بهدف السيطرة على القارة و شعوبها : قوة المال .. و قوة الدين !

و لاح لرجال الكنيسة مبكراً أن مكانتهم مهددة بخطر وشيك، إذ توجد بوادر تغيير ترفرف في الافق ، و الواضح انها ستسعى لانتزاع سلطاتهم الروحية .. و من الواجب عليهم أن يتحركوا عاجلاً لمقاومة التغيير المحتمل و سبق المحظور قبل وقوعه .. و كان أن هبت موجة من انتفاضة حامية راحت تطارد الاقليات اليهودية في الممالك الاوربية بهدف التخلص نهائياً من فسادهم و استغلالهم . و صدرت قوانين و شـُنت حملات واسعة لملاحقة اليهود في كل مكان لابادتهم او تهجيرهم قسراً الى مناطق نائية ..

و لقد خطر لمجموعة المرابين و الحاخامات اليهود أن في وسعهم احتواء الموجة الجديدة و مواجهتها بمناورات الهروب من أقليم الى آخر ، و من مملكة الى أخرى ، لكن تبين لهم بعدها أن الموجة عالية ،
تبتلع كل اقليم و كل دولة ، و تحاصرهم من جميع الجهات ..

في دول مثـل انكلترة و فرنسـا و النمسا و اسبانيا و ايطاليا و غيرها ، أصبح اليهودي شريداً بلا مأوى ، تائهاً تطارده القوانين و القيود .. و أمسى في نهاية المطاف معزولا و اقامته محددة داخل أحياء "الجيـتو" الحقيرة ..

و أدرك مجموعة الاثرياء و الكهنة أنهم مكشوفون أمام خصومهم . و كان عليهم أن يفكروا في حل سريـع للنجاة من الكارثة ..
و في وقت بدا لهم أن منطق المواجهة المباشرة لا طاقة لهم على تحمله ، فان فكرة أشار بها عليهم أحد زعماء اليهود خارج أوربا ، و مضمونها الاستفادة من حيلة "حصان طروادة" الشهيرة ـ أثـارت اهتمامهم الى أبعد الحدود و أوحت لهم بالحل المطلوب !

الفكرة بسيطة في جـوهرها ، لكن أبعادها المدمرة في الامد البعيد تفوق الوصف ، و هي ترشدهم باختصار : (( ألا تتورطـوا في مجابهة تقليدية مع عدو يفوقكم قوة و ضخامة . و لاتظنوا في انفسكم القدرة على تحطيمه من الخارج … عليكم أن تتسللوا على مهل و تعملوا على تقويضه من الداخل .. و مع طول النفس و الصبر فان عوامل الوهن ستترك آثارها على جسده الضخم ، و سيغدو في النهاية كيانـاً منهاراً يمكنكم سحقه بضربة واحدة )) ..

و هكذا … مستفيداً من مواهبه على التكيف و التلائم مع الاوضاع الطارئة ، فان اليهودي المنبوذ استوعب الفكرة الجديدة ، و اتخذ قراره في تغيير أساليبه و وسائله بما لا يمس الاهداف و الغايات .. و كان مطلوباً أن يتحول الى كائن (طفيلـي) ضئيل و ضعـيف ، و لايمكن رؤيته بالعين المجردة ، يتسرب الى أجساد خصومه دون ان يشعـروا بوجوده ، و يأخذ وقـته و مجاله لنخرهم و استنزافهم من الداخل ..

و كان أن استجابت أوربا المسيحية للفكـرة دون ان تعي حقيقة ما يجري .. و لم يسعها الانتباه الى ما يحدث امـام عينيها و لاتفهم مغزاه بالضبط : حشود من اليهود تتنازل عن عقيدتها و تدين بولائها للمسيحية دون سبب واضح .و لعل الكنيسة اقتنعت بوهم أنها حققت الانتصار اخيراً و لم يعد ثمة خطر يهدد وجودها ..! ( حدثت في العالم الاسلامي حركة مشابهة لما حصل في أوربا ، و نشأ في مجتمع الخلافة ما عُرف تاريخياً باسم "يهود الدونمة" ) .

و مع تعاقب الزمن و توارث الاجيال لفكرة الطفيلي و قضيته و واجباته ، فان المخطط المتفق عليه كان يسير في طريقه المرسوم دون عوائق تذكر !
و خلال عصور الانتظار الطويلة لم يكف أثرياء اليهود عن الحركـة و العمل .. و نشطت رؤوس الاموال في كل اتجاه ، تؤسس المواقع و تمد الخطوط و تشتري الولاءات .. و مضت السنوات نحـو النتيجة المنتظرة ، و كل جسد استضاف الطفيلي دون ان يعلم بدأ يستشعر أعراض الدوار و التعب ، و لعله تصور أنها نوبات عابرة ستزول بعد مدة و لم يدر انه في طريقه الى السقوط !

و جاء الاوان …
و برزت ظواهر على السطح لم يجد من تعرضوا لها تفسيراً لاسبابها !
جماهير غاضبة تـثور على الملوك و الانظمة بشكل هستيري ، لا يمكن تهدئته و لا حتى اخماده و لو برشقـات الرصاص .. و ربما تولد الاحساس لدى من كان يراقب المشهد عن قرب أن يداً خـفية كانت تغذي بطريقة ما الاحتـقانات الشعبـية و تزيدها فـوراناً و اشتعالاً ، غير أن دليـلاً ملموساً على وقوع التحريض من جهة ما لم يكن في متناول أحد !

في خلفية المشهد استمتع الطفيلي اليهودي بلذة التفرج على الاحداث الصاخبة ..
و في ساحة المواجهة تقدمت الجماهير فاقدة لصوابها و لم تعد تعنيها مسألة التفكير في العواقب !
و أمام الاعاصير و الاضطرابات ، وقف الحكام في حالة عجز تام !

كان الايقاع ذاتـه يتكرر في كل مرة ، و كانت الثورات تتفجر بالتعاقب في بقع متفرقة من القارة الاوربـية :
ثورة في انكلترة ضد الملك شارل الاول عام 1649 م ..
ثورة في فرنسـا ضد الملك لويس السادس عشر عام 1789 م ..
ثورة ضد نظام الحكم في اسبانيا عام 1865 م ..
ثور في روسيا ضد القيصر نيقولا الثاني في العام 1917 م ..

شعوب ساخطة تضرب بجنون في كل اتجاه .. تقارع الجيوش و تطيح بالعروش !
و ما تلبث الحرائق أن تنطفئ بعد حين . و يكون الحكام الجدد هم وكلاء الطفيلي المخلصون !

و اندفعت خيوط اللهب تصيب مواقع أخرى في العالم :
ثورة في أمريكا ضد الوجود البريطاني عام 1776 م ( و هذه حالة خاصة !) ..
ثورة في الخلافة الاسلامية العثـمانية ضد السلطان عبد الحميد الثاني عام 1909 م ..
ثورة الخميني في ايران ضد نظام الشاه محمد بهلوي في عام 1979 م ..

[ لقد حاول التحـالف اليهودي تطبيق التجربة نفسها عام 1991 بعد وقف نيران العدوان الثلاثينـي على العراق ، حين دفع بالمتظاهرين في شمال و جنوب البلاد الى القيام بأعمال شغب و تخريب واسعة النطاق … و في وقت قدمت جماعة "باقر الحكيم" نفسها على أنها الحكومة المقبلة للعراق و بقيت تنتظر و تترقب في ايران ، فان النظام آنذاك فاجأ جميع من حوله في قدرته على الصمود و قمع التمرد الحاصل و اخماد حرائقه … ] .

………………………………..

قلنا ان الثورة الامريكية كانت حالة خاصة .
و السبب أن الدولة الامريكية نشأت في ملابسات و ظروف معقدة تختلف عن الاسس الطبيعية التي تقوم على أساسها كافة الدول ..

و لعل أمريكـا كانت محط الاهتمام بصورة استثنائية من قبل جماعة المرابين اليهود منذ السنوات الاولى لاكتشافها :
قارة مكتشفة حديثاً . و أراضي خصبة بموارد و ثـروات لم يتم استخراجها و استغلالهـا بعد ، و كأنها كانت تلوح بذراعيها لكل قناصي الفرص على اختلاف ألوانهم و أنتماءاتهم للقدوم اليها و تجربة حظوظهم على أرضها ..
مجتمع يعيش نشوة الميلاد ، و لم يزل بعد خالياً من القيود و القوانين . و أصبح ملجأ ً طبيعياً تلوذ اليه مجموعات من المغامرين و الخارجين عن القانون من بلدان و قارات العالم القديم .. هؤلاء قبلـوا بالمجازفة و اقلعوا بمراكبهم متحملين أهوال السفر عبر المحيط ، و أبحروا باتجاه الارض الموعودة ..

و أعطى الطفيلي نفسه مجالا للتفكير و تقليب الامور على كافة الوجوه :
بلاد ما تزال في طور التشكل ، و هذا ما يحفزه على ان يرصد لها جانبـاً من جهوده و خططـه للتدخل في عملية تشكيلها على وفق مبادئه و أهدافه الخاصة ، خاصة وأنه قاسى من صعوبات التعامل مع الدول و الحضارات الاخرى و خاض مع شعوبها صراعات كثيرة .. و صحيح أن حكوماتها كانت تتساقط في يده دائماً ، لكن السيطرة و التحكم في شعوب لها ثقافتها و قيمها المتجذرة كانت عملية بالغة الصعوبة ..

و اذن .. فالارض الجديدة كانت مكاناً مثالياً من وجهة نظره ..
مجتمع من الاشرار و المجرمين سيصبحوا بعد فترة جنوداً طوع أوامره ..
و ثروات غنية سيمنحه استثمارها قدرات عظيمة و امكانيات مهولة ..
ثم أن بعدها جغرافياً بمسافة شاسعة عن قارات العالم ( آسيا و أفريقيا و أوربا ) سيبقيه بمأمن عن الصراعات و الحروب الناشبة هناك .

و شأن رجل أعمال ناجح يعرف تماماً متى يُقـْدِم و متى يحجم و متى يتوجب عليه الانتظار ، فان جماعة المرابين لم تجازف مبكراً بالقاء نقودها في مخاطرة غير محسوبة ، و اختارت مبدئياً أن تبقي نطـاق تحركاتها ضمن مساحة الامبراطـورية البريطانـية ـ و كانت في عنفـوان شبابها ـ حيث استطاعت أن ترسخ أقدامها هناك . و باستخدام النفوذ المتاح لها تمكنت من دفع القوات البريطانية الى

خوض حملة عسكرية هدفها غزو الاراضي الامريكية و تحويلها الى مجموعة مستعمرات تابعة لسلطة الامبراطورية ..

و راح الطفيلي يراقب عن بعد تفاعلات التجربة و يدرس نتائجها أولا بأول ..
ثم في مرحلة ما تطور التماس بين قوات الحكومة البريطانية و أهالي المستعمرات من الامريكيـين الى صدام مسلح و عنيف .. و رأت جماعة المرابين أن بقاءها في لندن لا يعطيها ما تريد و أن الوقت حان لتتدخل بنفسها في حل الازمة و تمسك زمام الامور بيدها ..

لهذه الاسباب قلنا أن الثورة الامريكية حالة خاصة .. و نادرة جداً !
المجموعة اليهودية هي التي دعمت أولاً عملية الغزو البريطاني للاراضي الامريكية ..
و هي نفسها بعد ذلك تبنت ثورة الامريكيين ضد هذا الغزو و ساعدتهم على هزيمته و انهاءه !
ثم أنها أدركت عقـب انتصار الثوار ضرورة أن تنظم كل شئ بنفسها و لا تدع للآخرين المجـال لممارسة المسؤوليات عنها :
ـ ركزت جهـودها أولاً على استصدار القوانين التي تسمح لها بالتحكم المطلق في النظام الاقتصادي الامريكي و السيطرة على حركة النقد ..
ـ رتبت أوضاعها لتمارس سلطاتها من وراء الستار كحكومة خفية ترسم سياسات واستراتيجيات الدولة الجديدة ، و تدع بعدها واجبات التنفيذ على عاتق "الادارة" في البيت الابيض ..
ـ حددت شروطاً صارمة لاختيار من يتقدم لمنصب الرئاسة الامريكية ، كي يكون واحداً من الاعضاء المسجلين و المواظبين في منظمتي الطبقة المستنيرة و الماسون الأحرار ..
ـ رفعت شعار "النظام العالمي الجديد" كعنوان بارز يسطر باختصار مشـروعها القادم للسيطرة على العالم و تخريب حضاراته و أديانه ..

………………………………..

كانت هذه قصة نشأة و استقلال دولة الولايات المتحدة الامريكية !
و تلك كانت لمحة سريعة عن القوى المسيطرة على سياساتها و تحركاتها ..
و الدور الذي لعبته بعد ذلك الامبراطورية الامريكية على المسرح العالمي ـ المشاركة في حربين عالميتـين و القيام بعدها بتأسيـس الكيان الصهيوني و تأمين الحمايـة له من الاخطار المحيطة به ـ معروف تاريخياً و لايحتاج الى شرح و تفصيل أكثر ..

و نحن هنا لا نتحدث من وحي الآراء و النظريات .. و الشواهد التي تؤيد كل ما قلـناه عديـدة و متنوعة . و الغريب في الامر أن جماعة القوى اليهودية رغم قرارها السابق بالبقاء في الظل ، فانها لم تستطع فـي بعض الاوقات أن تكبح رغبتها في التأكيد على حقيقة وجودها و مدى تأثيرها في القرار السياسي الامريكي .. و خلال مناسبات متـفرقة شـاءت أن تدع وكـلاءها يصرحون بتبعيتهم لها و اعترافهم بقوتها و سيطرتها ..

و نذكر على سبيل المثـال :
***9679; مبادرة قائد قوات العدوان الثلاثيني على العراق الجنرال "نورمان شوارسكوف" بالتصريح فور انتهاء العمليات العسـكرية فـي آذار 1991 : (( إن كل ما قمنا به من حرب كان من أجل اليهود و في سبيل اسرائيل )) .

***9679; ما أذاعته شبكات الاعلام الامريكية أوائل التسعينات من تسجيلات لمكالمات هاتفية بصوت الشخصية الابرز في اللوبي الصهيوني آنذاك "ديفـيد ستينر" ، و فيها تكشف مدى النفـوذ اليهـودي في الولايات المتحدة و قدرته على فرض السياسات و الاملاءات ـ في كافة الامور و أدق التفاصيل ـ على الرئيس "بوش الاب" ، و على خلفه من بعده "بيل كلنتون" ، دون ان يجسر هذا الرئيس أو ذاك على المخالفة او الاعتراض .
***9679; اعتراف الرئيس "كلـنتون" علـناً فـي خضـم الازمات الاخلاقية و القانـونية التي لاحقتـه طويلاً أواخر التسعينات حتى كادت أن تتسبب في سقوطه عن كرسي الرئاسة الامريكية .. و وجد نفسه يقـول أمام شعبه في لحظة ضعف انساني : (( لست سوى رئيس افتراضي . غيري هو الذي يحكم ! )) .
***9679; تداعيـات الازمة المالـية الاخيرة التي جعلت الكثير من المثقفين الامريكيين يفيقون على صدمة ما عرضته أمامهم تقارير وسائل الاعلام التي راحت تسترعي الانتباه الى أحداث و وقائع حول أسس قيام النظام المالي الامريكي و أن واضعيه في الاصل و المتحكمين فيه لاحقـاً هم طبقة العائلات اليـهودية الثـرية في الولايات المتحدة .

و قائمة الشواهد طويلة …….!

………………………………..

نقطة فاصلة أعرضها هنا على شكل أسئلة :
هل ابتعدنا عن السؤال الاصلي موضع البحث بأكثر من المطلوب ؟
ما هي ضرورات العودة الى الماضي و الاستغراق في همومه بالشكل الذي طرحناه ؟!
و هـل تحتمل معضلـة البحث في احتمالات الانسحـاب الامريكـي في العراق كل هذا القدر من الشرح و الاسهـاب ؟

لا أجد نفسي ملزماً في البحث عن تفسيرات تعلل ما سبق من شروح و توضح أهميتها بالنسبة لنا ..
كما لايسعـني القـول أننا ابتعدنا عن صميم المشكلة .. بل العكس ، أجد أننا اقتربنا منها بأكثر مما كنا نفعل في السابق ..
و السؤال الابسط الذي يحسم الجدل :
كيف نسـتطيع كمجموعات و فصائل مقاومة عراقية أن نخطط ـ و نحسن التخطيط ـ في مواجهة عدو لا نعرفه ، و بالتالي فاننا لا نفهمه ، و لا يمكن لنا التنبـؤ بما يدور في تفكيره ؟

إن المعرفة هي الاساس . و هي مقدمة الطريق للفهم و الاستيعاب ، وصـولاً الى التخطيط الجـاد وانتهاءً بالعمل المثمر البنـّاء .
و الآن يمكننا القول أكثر من أي وقت فات أن نظرنا أصبح ثاقباً بما يكفي للتطلع الى ما هو أبعد من الحواجز و الاستار الممتدة أمامنا ..

الآن يمكننا أن نقول بملء ثـقة :
هذا هو العدو الحقيقي .. و علينا أن نرتب أفكارنا و قدراتنا لمواجهته كما يجب ..
هذه هي صورته بالحجم الطبيعي امامنا !

هذه هي خططه و مشروعاته و مؤامراته ضدنا .. هذه أبعادها الممتدة بامتداد العالم !
و هذه امكانياتـه و تأثيراته على المسرح العالمي ( و العراق عقدة حـرجة في وسطه !) ..

و اذا كانت السطور التي سبقت سرداً اعتمد على خلاصة حكايات من التاريخ ، فان السطور التي تلي تشكل عرضاً تحليلياً وفق رؤية و اجتهادات شخصية . و يجوز أن غيري لهم رؤى و اجتهادات أخــرى ..
و لا أميل عادة الى لغة الارقام و الجداول ، مع التسليم بأهميتها في بعض الحالات . و منذ بدايات الكتابة وجدت نفسي مقبلاً في العموم على الانتماء الى مدرسة في التحليل السياسي و الاستراتيجـي تناقش الموضوعات و تهتدي الى حقائقها الكامنة بطريقة التعامل مع الشخوص المؤثرين في الحدث ، تتعرف على عقائدهم و تفتش في ضمائرهم و تبحث في غاياتهم ..

السياسات في محصلتها نتيجة لعقائد و حساسيات أفراد .. توجهها الاهداف و المطامح أكثر مما قد تفعل جداول الارقام ..!

و إن قراراً بسحب القوات الامريكية من العراق أو ابقاءها سيكون انعكاساً كاملاً لسياسات مجموعة القوى اليهودية التي لها القول الفصل في تحديد هذا القرار ..
و أتصور أن هذه المجموعة معتادة في كل حين أن تفرد على الطاولة أمامها خارطة للعالم بالحجم الكبير ، تظهر آخر المواقع التي سقطت في أيديهم ، و تؤشر بقية المواقع التي لم تسقط بعد … وعلى أساس النظر الى الخارطة تعيد المجموعة حساباتها و تراجع قائمة خطواتها القادمة ..
و أتصور أيضاً أن في وسط هذه الخارطة بقعة صـغيرة مكتوب عليها "العـراق" ، و قد ظلـت لقرابة أربعين سنة موقعاً مستعصياً !

إن هذه المجموعة في سياق تقريرها لمصير الوجود الامريكي في العراق ستسعى ـ أياً كان القرار المتفق على تنفيذه ـ لتحقيق حالة من التوازن بين ثلاثة عناصر رئيسية : رغباتها ، و مصالحها ، و الحقائق المعروضة أمامـها من تقارير الميدان …

***1777;.الرغبات و الدوافع اليهودية :
دائماً ما احتل العراق ركناً مميزاً في خانة الحسابات اليهودية !
و مشكلتهم مع هذا البلد ليست فقط انه حاول من قبل الوقوف في وجه المخططات الصهيونيـة و أعلن ـ بعد بروزه كقوة اقليمية لها تأثير يحسب له الآخرون ألف حساب ـ تحديه الصريح لمشروع القوى الكبـرى في العالم : الولايات المتحدة الامريكية . و استعداده للدخول معها في مواجهة مفتوحة مهما كانت فداحة التكاليف التي يتوجب عليه أن يدفعها ..

هذا بالقطع له جانب من اعتبارات الصراع .. لكن المشكلة أوسع من ذلك بكثير ..!

إن مشاعر العداوة اليهودية تجاه العراق و ما ترتب عليها من مؤامرات ضده ، حكمتها منذ البداية و سيّرتها على طول الخط دوافع و غايات خاضعة لمبدأ الايمان بعقيدة قديمة ، لاقت رواجاً كبيـراً خلال العقود الاربعة الاخيرة في عموم العالم الصهيوني ـ المسيحي في الغرب . و هي معروفة باسم عقيدة "هرمـجدون" ..

و تقوم هذه العقيدة على سلسلة متصلة من الغيبـيات الافتراضية :
***9668; إن البشرية بأسرها تقف بانتظار اندلاع حرب عالمية ثالثة ، ستكون معاركها اذا ما وقعت حريقاً مدمراً تصطلي بنيرانه مئات الملايين من الناس !
***9668; إن مسرح العمليات المتوقع لهذه الحرب الرهيبة سيكون على التلال المطلة على وادي "مجـدو" في شمـال فلسطين ، حيث سيتصارع أعتى ملـوك الارض على احتلال تلك المنطقة و يتسـابقون للاستيلاء عليها !
***9668; إنها ستكون ـ حسـب زعمهم ـ منازلة فاصلة بين قـوى الخير (من بني اسرائيل و حشـود المسيحيين الملتفة حولهم ) ، و قوى الشـر ( العرب و المسلمين ) !
***9668; انها الموقعة الكبرى التي ستشهد عـودة المسيح المنتـظر ليدافع بنفسه عن الشعب المختار ضد جحافل المعتدين على اسرائـيل . و سينال بركات النصـر و النجاة من يلتزم الايمـان به ، و يحل الغضب و العذاب على جموع المنكرين لعودته !

و في وسط السلسلة توجد نبوءة تثير مخاوف بني صهيون :
***9668; على رأس الجيوش الزاحفة سيكون ملك بابلي يحرق نصف اسرائيل !
***9668; إن بابل التي أسقطت مملكتي يهوذا و اسرائيل قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام هي المرشح الاقوى لمعاودة الكرّة من جديد !

مفاهيم تتلاعب فيها الخرافات بالحـقائق ، و تتشابك فيها الشكوك مع الوسـاوس . و تنفرز عنها سياسات و اتجاهات و مواقف … و بنو اسرائيل تضغط على اعصابهـم فكرة أنهم يسيرون في قدر مقدور و لا مهرب منه مهما جربوا من سبل .

***1778;.المصالح اليهـودية :
و هي في الظرف الحالي لها ارتباط وثيق مع المصالح الامبراطورية للولايات المتحدة ..
و لقد كان مشوار الطفيلي دائماً يتضمن استنزاف الجسد المضيف و امتصاص طاقته و حيويته الى أقصى مدى ، ثم الانتقال بعدها الى جسد جديد له كل قوة و حيوية الجسد السابق ..

هكذا تواصلت دورة حياته و تواتـرت لمئات من السنين .. لكن مـأزقه هذه المرة أن فارقـاً في التوقيت طرأ بشكل مفاجئ لم يحسب حسابه ..
فأولاً .. إن الجسـد المضيف حالياً (الامبراطورية الامريكية) يعاني بوادر الاعياء بشكل واضح ، خصوصاً بعـد تداعيات الحروب الاخيرة فـي ساحتـي العراق و أفغانستان ، و ما أدت الـيه من أزمات اقتصادية مروعة .
و ثانياً .. لا يوجد حتى الآن بديل ظاهر يغري الطفيلي بالانتقال الى جسده .. و ربما يكون الاتحاد الاوربي ـ و فرنسا بالدرجة الاولى ـ مشروعاً مقترحاً في المخطط اليهودي كقوة بديلة في المستقبل ، غير أن هذه القوة ليست جاهزة بعد لتسلم المهام و الاعباء الامبراطورية ..

و اذن .. فالمضيف الحالي على شفا حفرة ..
و المضيف البديل ليس مستعداً بعد للدور المرتقب !

***1779;.الحقائق على الارض :
و الاقرب للتصور أن تقارير الموقف لدى قيادة قوات الاحـتلال الصهيوني/الامريكي في العراق تـدل و تؤكد على جملة من الحقائق :

***9679; إن صفحات العمليات لخطة فرض القانون انتهت تقريباً و لم تتوصل الى تحقيق الهدف النهائي في اخماد جذوة المقاومة و القضـاء عليها كاملاً . لكنـها في العامين المنصرمين ( 2022 ـ 2022 ) حققت فـي المقابل مكاسب لا شك فيها ، و على قيادة الاحتلال الاستفادة من هذه المكـاسب لتعزيز أوضاعها في العراق

***9679; أحد أهم المكاسب المتحققة وفق التقدير العام أن زخـم الضربات الاخيرة قد حطم قسماً كبيراً من القاعدة المادية لمجموعات المقاومة ( الاسلحة و الذخائر و التجهيزات الادارية ) ، كما أحدث تأثيراً موازياً في قاعدتها المعنوية .

***9679; إن عمليات فرض القانون و ما رافقها من اسراف في استخدام القوة طوال الفترة الماضية أرغمت مجموعات المجاهدين على الانكفاء بغية المحافظة على ما تبقى من قدراتها .. و النتيجة المفترضة أن كل عنصر في هذه المجموعات لم يعد مهيئا نفسياً كما في السابق للانكشاف السريع في الشـوارع و شـن الاشتباكات ضد قوات الاحتلال أو تشكيلات الحكومة .. و هكذا فان عمليات من نمط الكمائن على الارتال و الدوريات ، أو الغارات على خطوط الامداد ( كما تفعل كتائب "طالبان" في أفغانستان ) صارت عملياً خارج نطاق القدرة لدى المقاومة العراقية .

***9679; التقارير الواردة تشير الى بقاء عدد قليل جداً من أفراد المقاومة القادرين على حمل السلاح و إجادة مهارات القتال ، في مقابل زيادة كبيرة جداً في عديد القوات الحكومية .

***9679; اجراءات العزل و التطويق المطبقة على الكثير من المدن و القرى العراقية نجحت بدرجة كبيرة في قطع خطوط الاتصال و امـدادات السلاح بين منطقة و أخرى ، و ذلـك يعني أن المجموعات العاملة داخل كـل قاطـع معزول تعاني نقصاً في مخزون السلاح و العتاد ، و عملية تعويضها و سد النقص الحاصل لديها ليست يسيرة كما في السابق .

***9679; الانتشار الجغرافي للمقاومة ـ أو ما يطلقون عليه مناطق التمرد ـ انحسر كثيراً باستثناء عدد قليل من الجيوب ، و سيتم التفرغ لتصفيتها في وقت قريب .

***9679; إن قيادة الاحتلال و التشكيلات العسكرية للحكومة ( الشرطة و الحـرس ) قد تجاوزتـا معاً مرحلة سابقة سادت فيها الشكوك بين الاثنين ، مع الاحتفاظ بزمام القيادة و السيطرة ضمن صلاحيات الجانب الامريكي ..

***9679; و في سياق التعاون المتبادل ، كان من خيارات قيادة الاحتلال تمكين القـوات الحكومية من ايجـاد قواعد ارتكاز لها في معظم المناطق و معاونتها لفرض السيطرة على كافة المدن و القرى العراقية .

***9679; المؤشرات الناتجة من عمليات الحرب النفسية الموجهة ضد الشعب العراقي ـ و المقاومة جزأ منه بطبيعة الحال ـ تعطي الانطباع بان معظم العراقيين ما عادوا مؤمنين بقضيتهم ، و يبدو أنهم سئـموا من طول زمن الحرب حتى اليوم .

***9679; و من ضمن المؤشرات الناتجة أيضاً أن انخفاضاً حاداً أصاب المشاعر الدينية و الوطنية لدى عموم الشعب ، و الحملات الدعائية الموجهة يهودياً تضغط في اتجاه أن يسلـّم الجميع بفكرة بقاء الوجــود الاجنبي كصمام أمان يحفظ الاستقرار الهش في البلاد .

***9679; من وجهة النظر اليهودية / الامريكية لم يعد في صفوف المقاومة العراقية ـ بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي ـ من يتولى مهمات الخطاب الاعلامي الحماسي للحث على الجهاد في سبيل الله و الايمان بأقداره سبحانه و الثقة بنصره القريب . و هذا يشكل عاملا يؤدي الى تراجع فظيع في همم و معنويات المجاهديـن في ميدان القتال .

***9679; يتداخل مع هذا العامل ان كثيراً ممن يمكن أن يقوموا بمهمة كهذه ( دعاة ، شيوخ ، … ) استطاع الحزب الاسلامي العراقي باساليبه المعهودة استقطابهم الى مشروعه ، و تحولت فتاواهم و خطبهم الى دعوات للاستسلام و القبول بالوضع القائم ، مع انذار الناس بضرورة الاشتراك في هذا الوضع قبل أن يضيع كل شئ من أيديهم .

***9679; خريطة الموقف العسكري تشير حالياً الى عدم وجود مناطق تلجأ اليـها عناصر المقاومة كملاذات آمنة كما تعودت في سابق عهدها .. و إن الخطة الأمريكية استعارت مبادئهـا في الاساس من مثـل صيني قديـم :
(( عليك بتجفيف ماء البحر كي تستطيع القضاء على السمك )) .
و لذلك فان جهود الاحتلال ركزت على حرمان المقاومة من وسطها الحاضن ، و كان في مقدمة مـن فقدوا ميزة الاحتضان تنظيم القاعدة الذي تلاشى تلاحمه القديم مع الجماهير السنية .

***9679; إن ظروف عمل المجاهدين تجبرهم على التوزع ضمن مجموعات متفـرقة تنسق فعالياتها بنظـام (لا مركزي) للعمل المسلـح ، و مع النجاح الذي يحقـقه هذا الاسلوب من عمليات الكـر و الفر ضد الاحتلال و أعوانه ، فان الارجح أن مجموعات المقاومة لن تستطيع مستقبلا اذا ما انسحبت الـقوات الاجنبية من البلاد ، أن تقود عملا (مركزيــاً) منظماً للاطاحة بالحكومة العميلة كما فعلت وحـدات فيتنام الشمالية قبل أكثر من ثلاثين عاماً حين أطاحت بحكومة سايغون و اجتاحت فيتنام الجنوبية .

***9679; لقد سلطت وسائل الاعلام أضوائهـا على الممـارسات الوحشية التي تمـارسها الاحزاب المرتبطة بايران ضد من يقعوا رهائن في أيديها من العراقيين .. و الغاية المتوخاة أن يكون الفرد العراقي فـي حالة هلع مستمر ، تثـبط عزيمته مقدمـاً فـي أي مواجهة قادمـة قد تقع مع الاذرع القوية للايرانيين في العراق ( ميليشيات بدر ، التيار الصدري ، الحرس الثوري الايراني ،قوات الحكومة الطائفية و فيها عناصر مزروعة من فيلق القدس الايراني ، ……. ) .

***9679; لا يرد على البال أن من تبقى من مجموعات و فصائل المقاومة ستفـلح في صياغة مشروع ناجـح للتوحد و الاتفاق على تنسيق متجانس للعمليات … هذا الامر مستبعد كلياً بسبب الاخفاقات الكثيرة التي

لحقت بهذه الفكرة من قبل ، خاصة و أن هذه الفصائل و المجموعات تنتمي الى مرجعيات متباينة فكرياً و سياسـياً .

***9679; أربـعة فصائل رئيسية كان لها ثقلها على الساحة العراقية ، و كان معولاً على قوتها و سعة انتشارها لتكون قادرة على حسم الامور بعد التحرير المأمول و انتزاع السلطة في البلاد ..
لكن ما استجد على هذه الفصائل من ظروف و متغيرات يلغي نظرياً هـذه الفكرة :
ـ تنظيم القاعدة : بات مكروهاً و معزولاً ، و مع ذلك لا يبدو أنه يفكر بالتخلي عن مشروع "الدولـة" خاصته .. و هناك قلق متزايد في حال حصول الانسحاب الامريكي أن ينصرف بحماقـة الى التصادم الدموي مجدداً مع بقية الفصائل بهدف تثبيت دولتـه في مناطق و قرى ما تزال واقعة تحت سيطرته ، وهذا كله على حساب التحالف المطلوب مع الآخرين ضد الخطر الايراني الوشيك .
ـ الجيش الاسلامي : أصبح مجرد صـورة في الاعلام ، و كـوادره متبعثـرة ، بين من تورط في الصحوات و بين من بقي عاجزاً عن القيام بشئ .
ـ كتائب ثورة العشرين : تعاني من الانقسامات المستمرة و تفاقم مشاكلها الداخلية .
ـ أنصار السنة : انفرط عقدها بعد الانفصال المعروف بين جناحيها ( جماعة أنصار الاسلام ) التـي واصلت بمفردها خيار الجهاد ضد المحتل ،و (الهيئة الشرعية) التي ارتأت الركوب في قطار يسير نحو اتجاهات أخرى .

***9679; المقاومة المسلحة أجادت استخدام ما تيسر لها من أدوات و وسائل و تمكنت أخيراً من حسم الجدل حول قـدرتها على تحقيق النصـر و الحاق الهزيمة عسكرياً بـقوات الاحتلال ، لكن رؤيـة الطرف الامريكي/الصهيوني أنه ما زال الاقدر عملياً على التحرك في ميادين أخـرى ليقوم بافراغ هذا النصر من محتواه ( الحرب النفسية و المخادعات الدبلوماسية )

***9679; مجـالات الاعلام و الحرب النفسية لهـا ثقل رئيسي في الحرب و يتجلى لليهود و الامريكيين أن المقاومة غير موفقة حالياً و لا تمتلك خطة منهجية لادارة معارك ناجحة في هذه المجالات .

………………………………..

أظن ان مجموعة القوى اليهودية و هي تراجع أوراق الملف العراقي قد أصابتها حالة من التشتت في الافكار و المشاعر .. و أظنها موزعة في الاستماع لصدى نداءين متعاليين من اتجاهين مختلفين :

نداء الرغبات الحاقدة ، يشدد على استخدام أكثر الاساليب خشونة لاحكام القبضة على العراق حتى لا تقوم له كبلد مستقل قائمة في المستقبل ، و لا يصبح فيما بعد مصدراً للتشاؤم في المعركة المفترضة المسماة (هرمجدون) ..

نداء العقل و الحكمة ـ و هو أقل صياحاً لكنه أكثر دهاءً ـ يعطي الاولوية للحفاظ علـى الولايات المتحدة كامبراطورية يتوجب انعاش انفاسها بكل وسيلة ممكنة ، إذ ينبغي في الظرف الراهن كـسب الوقت و تأجيل اعلان الوفاة لها ، فالنذر الحمراء تخبر الجميع أن عملاقـاً آخر ينهض للمنافـسة في

أعماق الشرق و هو سائر قدماً في الطريق الامبراطوري : الصيـن … و اذا كان لا بد من الرحيل عسكرياً فهذا لا يعني أبداً أنه سيتم التسامح مع موضوع العراق ، و لا يجب أن يشك احد أن ما تـم إعداده للعـراقيين بعد ذلك هو أسوء مما فات ( ضغوط سياسية عنيفة ، أزمات و قلاقـل طائفية ، ضربات اقتصادية ، … ، مزيد من التفكك و التشظية للكيان العراقي الضعيف ) .

تلبية النداء الاول يقتضي ـ من جملة المقتضيات ـ ابقاء القوات في العراق .
و تلبية النداء الثاني يحتم ـ كأحد التنازلات المطلوبة ـ سحب القوات من هناك لان ابقاءها أصبح عبئاً ثقـيلا فوق احتمال الامبراطورية الامريكية .

و مجموعة القوى الخفية متذبذبة ـ أو لعلها كانت ـ بين الخيارين !
و في تقديرنا أنها تحاول القيام برهان معقول يسعى للتوفيق بين الامـرين .. حيث يمكن لها مبدئياً أن تعطي الاذن بالترويج لفكرة الانسحاب ، كما تعطي الصورة اعلامياً الانطباع للناس بان الادارة الجديدة تدين الغزو السابق و هي ماضية على قدم و سابق لمعالجة ما تـلاه من تداعيات و أعراض سيئة على الامريكيين و العراقيين معاً .
و يمكن في هذا الاطار التفكير بابقاء التواجد العسكري الامريكي ، شرط أن تقلل تكاليفه الباهظـة
الى تكاليف معقولة يمكن احتمالها .

[ ليـس هناك ما يمنع التفكير أن قراراً سرياً بالانسحاب كـان قد اتخـذ بالفعل خلال فترة رئاسة "جورج بوش" أواخر العام 2022 . و ان خطة فرض القانون كانت صفحة تمهيدية ضمن عمل مبرمج و متسلسل تقوده خطوة بخطوة قيادة الاحتلال .. و كان مطلوباً الاجهاز التام على جميع الاخطار التي قد تعيق حصول هذا الانسحاب فيما بعد . ]

تكاد تتبدى من بعيد بوادر التحركات الاستراتيجية للاحتلال الصهيوني/الامريكي في العراق و تلوح خطوطها العريضة على النحو التالي :

***9679; فـي المستقبل المنظور ستنفذ قيادة الاحتلال عمليات انسحاب واسعة لقطعاتها من المدن العراقية و الانتقال بعيداً الى مواقعها الخلفية ، حيث القواعد الدائميـة التـي انتـهت أعمال تشييدها و تأمينها ، متحولة بذلك الى عنصر ساند في القتال ، و تاركة وراءهـا التشكـيلات الحكومية التي جاء وقت استخدامها لتتحمل بمفردها عناء الاحتكاك المباشر مع المقاومة العراقية .

***9679; تفترض قياة الاحتلال أن المقاومة العراقية ستواصل ادارة عملياتها على نمط (حرب العصابات) ، و بناء على هذا ستكون التشكيلات الحكومية بما تتصف به من نفس طائفي صفوي قادرة بما يكفـي على تصفية ما تبقى من المقاومين ، خصوصاً مع استمرار الدعم الامريكي لهذه التشكيلات و تقديم الاسناد الجـوي و المدفعي لها خلال العمليات .

***9679; و من الفرضيات كذلك أن كثيراً من أفراد المقاومة سيجدون مشقة نفـسية في أن يدخلوا حربـاً عراقية ـ عراقية وفقاً للخطة اليهودية المرسومة ، خاصة بعد انخراط أعداد كبيرة منهم ـ أو من أقاربهم ـ في التشكيلات الامنية الحكومية، و تروعهم فكرة أن يكونوا جزءً من الحرب الاهلية التي كانت دائماً هاجساً أشبه بالكابوس الذي يريد الجميع أن يتفادى وقوعه .

***9679; حتى لو فكرت مجاميع المقاومة ـ في حال انسحاب القطعات الامريكية ـ بالتخلي عن خيارات حرب العصابات و حاولت بيـأس توسيع عملياتـها الى ثورة شاملة ضد السلطات الحكومية ، فمن المتوقع أن فعاليات انتشار هذه المجاميع ستكون على نفس الشكل التقليدي الذي ألفته قوات الاحتلال من قبـل :
انكشاف المجاهدين في مناطق مفتوحة بشكل فوضوي لفترة من الوقت ، مما يتيح الفرصـة للجانب المقابل لمعالجة الموقف و صبّ أثقل ما يمكن من النيران ضدهم بهدف الابادة الجماعية .

***9679; يبدو أن الفكرة العالقة في الاذهان حتى الآن ، في حال قرر الاحتلال الصهيوني/الامريكي ترحيل قواته من العراق ، فان الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء لن تستطيع المطاولة وحدها بعد ذلك و لو ساعة اضافية !
و التقدير اليهودي انه يجب تشجيع هذه الفكرة أكثر من ذي قبل و حمل الآخرين على التسليم بها كأمر مؤكد بديهياً .. و المقصود في ساعات الحسم أن تصطدم المقاومة العراقية بموقف معاكس ، حين تجد أن حكومة الاحتلال (رغم كونها مهلهلة سياسياً) ، إلا انها محاطة بقوة كبيرة من التشكيلات العسكرية لحمايتها من كل تهديد ..
و بينما تواصل قيادة الاحتلال جهودها لتفكيك النظام السياسي الحاكم في العراق ، فانها تعمل في اتجاه آخر لدعم التشكيلات الحكومية و رفدها بكل الخبرات و الكفاءات الممكنة، كي تصبح في النهاية جيشاً من المرتزقة يتسم بالحرفية القتالية دون أن يمتلك شرف الانتماء الوطني و العسكري .

***9679; حسابات قيادة الاحتلال تعتمد في الاساس ان عناصـر المقاومة ستغلـب عليهم حالة من الشرود و التردد بعد حصول الانسحاب المتوقع ، مع العلم ان اجراءاته الاولى لن تكون محسوسة لهم ، و فـي هذه الاثناء سيتهيأ لها و لاعوانها المجال الكافي للامساك بزمام المبادأة و ضبط الاوضاع الجديدة .

***9679; الوقت لا يمر في صالح المقاومة العراقية ، و من المتوقع أنها لن تتـحمل الضغط المفروض عليها من جميع الجبهات و قد تتـآكل و تذوب مع الزمن ..
و في حين أن الاحتلال سيكيّـف تحركاته للصمود فترة أطول في الحرب ، فان المقاومة ستبقى تعمل وفق نفس الاساليب القديمة بلا مناورات فاعلة .

***9679; التخطيط المستقبلي للقوات المسلحة الامريكية انها ستتعامل مع المناطق المتمردة من الجو و بكافـة أشكال التعرض الجوي : السمتيات المقاتلة ، طائرات الهجوم الارضي ، القاصفات الثقيلة ، …

***9679; تنفتح قوات الاحتلال حالياً في اكثـر من مئـة قاعـدة عسكرية في العراق ، بين مقرات للقيادة أو معسكرات للتدريب أو منظومات رادار ..

و لقد أفصحت القيادة العسكـرية الامريكية عن نوايـاها في تـوزيع قواتها على عدد من القواعد في العراق بحيث تحقق هدفين : تغطية جوية شاملة للاجواء العراقية ، و تحقيق التكامل العملياتي مع بقية قواعدها الموجودة في دول الخليج العربـي ..

و على هذا الاساس يمكن لنا أن نخمن القواعد المرشحة لضمان بقاء طويل الامد في العراق :

في شمـال العراق :
ـ كافة المطارات الموجودة في مناطق كردستان ( أربيل و السليمانية ) .
ـ القاعدة الجوية في القيارة (جنوب الموصل) .
ـ القاعدة الجوية في كركوك . و تشرف على الحقول النفطية و مصافي التكرير .

في وسط العراق :
ـ قاعدة البكر الجوية ( بلـد) . وهي أكبر القواعد الامريكية في البلاد .
ـ مطار بغداد و المعسكرات الملحقة به ( غرب بغداد) .

في شرق العراق
ـ قاعدة أبو عبيدة الجوية و معسكر الدلتـا (الكوت) .

في غـرب العراق :
ـ قاعدة البغدادي الجوية (قرب حديثة) .
ـ قاعدة الحبانية الجوية .

في جنوب العراق :
ـ قاعدة علي بن أبي طالب الجوية ( الناصرية) .
ـ معسكر بوكا (أم قصر ) و مطار الشعيبة (البصرة). و التصريحات تترى عن عزم قيادة الاحتلال على اخلاء هذه المواقع و تصفية وجودها العسكري هناك . لكن المعرفة الوثيقة بهذه المنطقة و مدى أهميتهـا الاستراتيجية كنقطة تطل على أكثر الجبهات حيوية في المنطقة : الموانئ الموجودة علـى الخليج ، و الصحراء الممتدة على أرض الجزيرة العربية جنـوباً ، ثم شمـالاً حيث الحقول النفطية جنوب البصرة … كل هذا يجعلنا نشك في قيام العدو بالتفريط في مواقع تتمتع بقيمة استراتيجية بهذا المستوى .

[ نقول مرة أخرى ، هذه خلاصة اجتهاد شخصي ، و لاننا نفتقد للمعلومات الكافية عن الموضوع فاننا اتبعنا المبدأ المعروف في الاستخبارات : التقدير هو ما تقوم به عندما لا تعرف . ]

***9679; على المستوى العام ، اختفاء القطعات الامريكية من الشوارع سيجري انجازه بدرجات متفاوتة، إذ يحدث أن تضطر بعض الوحدات للبـقاء في القواطع الـتي تعرف بالمـناطق الساخنة ، و مواصلة العمليات فيها حتى تتم السيطرة عليها بصورة نهائية .

***9679; على المستوى الاعلامي ، ستواصل قيادة الاحتلال عمليات الضخ لحملات الدعاية الموجهة ضـد الرافضين للاحتلال سعياً الى ارغامهم على الرضوخ جميعاً للفكرة القائلة : (( مهما فعلتم فانكـم لن تتمكنوا من الغاء الآخرين .. لا جدوى من البقاء على مواقفكم المتصلبة ، و الخيار الاوفر لكـم ان تنضموا الى الآخرين تحت المظلة الامريكية ، و إلا ستكونوا في المحصلة الخاسر الوحيد )) .

***9679; إدارة "باراك أوباما" ستكون مدفوعة للقول بانها تعطي أسبقية التعامل مع قائمة أعـداء الولايات المتحدة بالدرجة الاولى للزمر و المجموعات الارهابية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم .و بناء على ذلك فانها ستوصي بـ :
ـ تخفيف الانتشار العسكري في العراق .
ـ رجوع أعداد كبيرة من الجنود الى أحضان الوطن الامريكي .
ـ انتقال أعداد أخرى لترصين الموقف العسكري في افغانستان حيث تتركز معاقل الارهابيين .
ـ مطالبة شعب الولايات المتحدة بتفهم ضرورات الامن القومي الامريكي ، و ما تمـليه من وجوب إبقـاء عدد من الوحدات ـ ولو شكلياُ ـ في العراق متحصنة داخل قواعد تقع بعيداً عن المدن .

[ تقديرات شخصيـة : التعـداد المحتمل للقوات التي ستظل في العراق يتراوح بين 40000 و 50000 جندي امريكي . ]

***9679; لن يحين موعد الانسحاب المزعوم من العـراق إلا و تكون الدوائر اليهـودية و الامريكية قـد استثمرت الى أبعد حد النظرية السياسية المعلنة للمقاومة العراقية ، و التي تكرر القول في كل وقت ان عملياتها متواصلة طالما بقي المحتل الاجنبي في بلادها و انها توجه نيرانها حصراً ضد جنوده و مواقعـه ..
و نرصد في تصريحات أوباما التي تشير الى الانسحاب و تـرك العراق الى شعبه ، مقاصد خفيـة يراد منها اقتلاع نظرية المقاومة من جذورها ، باعتبار انها ستجد نفسها في موقف بالغ الحرج بعدما يحدث الانسحاب الامريكي و تدرك تلقائياً ان مشروعيتها قد زالت و انتفت الحاجة الى وجودها ، و ان فكرة العمل المسلح الموجه ضد حكومـة (عراقيـة) و جيـش (عراقي) و أجهزة و مؤسسات (عراقية) ـ مهما كثر النقاش حول تبعيتها أو طائفيتها ـ أمر غير مقبول و يلاقي الاستهجان لدى غالبيـة العراقيين .

………………………………..

هل يكون الكلام سليماً اذا قلنا أن العدو أحكم أطواقه حول رقابنا و أغلق جميع المخارج و الابواب ســواء أردنا ذلك أم لم نرد ؟!

من الانصاف بأنفسنا أن نفكر طويلا قبل الاجابة .




التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

سلسلة جبال الألب

سلسلة جبال الألب


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الألب هي سلسلة جبال في أوروبا تمتد من النمسا و سلوفينيا بإيطاليا و سويسرا و لشنشتاين و ألمانيا وحتى فرنسا غرباً.

وكلمة ألب تعني أبيض باللغة اللاتينية. أعلى قمة في سلسلة الألب هي قمة مونت بلانك الواقع على الحدود الفرنسية-الإيطلالية وتبلغ 4810 متراً.

يقسم الخط الوصل بين بحيرة كومو و بحيرة كونستانس القسم الغربي يقع في فرنسا و إيطاليا و سويسرا.

و يتميز هذا القسم بكون قممه أعلى ارتفاعاً لكن السلسلة الجبلية أقصر مسافةً.أعلى القمم في الجزء الغربي هي قمة مونت بلانك (4810متر) و قمة دفورسبيتز (4638 متر). بينما يقع القسم الشرقي من الجبال في إيطاليا و النمسا و سويسرا و ألمانيا و لشنشتاين و سلوفينيا.

وأعلى قممه هي بيز بيرنينا (4049 متر) و أورتلر (3905 متر)

يوجد إلى الشمال من جبال الألب مجموعة من الهضاب من أهمها : هضبة فرنسا الوسطى و هضبة بافاريا في ألمانيا و تبرز أهمية هذه الهضاب كمناطق للرعي و التعدين. كما توجد فيها بعض المناطق الغابية المتفرقة .

تشكلت جبال الألب منذ حوالي 30 مليون سنة، تحت تأثير قوى الانضغاط بين الصفيحة الأفريقية و الصفيحة الأوروآسيوية حيث حدث اصطدام الصفيحتين، فانزلقت الصفيحة الأوروآسيوية تحت الصفيحة الأفريقية وهذا ماتسبب في تكون جبال الألب.

خريطة توضح تضاريس منطقة الألب

الونشريس




رد: سلسلة جبال الألب

merciiiiiiiiiiiiiiii




رد: سلسلة جبال الألب

شكرا جزيلا




التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

الفرق بين الفتوحات وحروب الاستعمار والاحتلال:

الفرق بين الفتوحات وحروب الاستعمار والاحتلال:


الونشريس

الفرق بين الفتوحات وحروب الاستعمار والاحتلال:
هناك فرقكبير بين الفتح من جهة، وبين الاحتلال والاستعمار من جهة أخرى،
وهذا الفرق يمكنفي ثلاث محاور: الدوافع، الأهداف ، والنتائج.
فالعنف في الإسلام لا يشكلالأولوية وإنما يقع في مرتبة أدنى؛ لأن الأولوية في الفتوحات الإسلامية هي للعقيدةونشرها، وتوحيد الشعوب والقبائل بالإسلام تحت حكم الإسلام، وهذا يشكل اختلافاًجوهرياً في الحالات الأخرى (الاستعمار والاحتلال) التي يشكل العنف والاستبدادالأولوية والمرتبة المهمة والمكانة العلية.
أولاً: مفهومالاستعمار:
كان مفهوم الاستعمار (بسين طلبه) هو طلبالاعمار، وإن الغربي هو الرجل الأشقر الذي له المركزية في توجيه العالم.. وإن البشرخلقوا إما سادة أو عبيداً.. وانهم الأوصياء على البشرية باعتبار البشرية الصفراء.. والسمراء والسوداء لا تستطيع أن تقود نفسها.
إلا أن الحقيقة المرة لمفهومالاستعمار هي غير ذلك، إذ تشير بأنه "ظاهرة سياسية اقتصادية وعسكرية تتجسد في قدومموجات متتالية من سكان البلدان الإمبريالية إلى المستعمرات… بقصد استيطانهاوالإقامة فيها بشكل دائم أو الهيمنة على الحياة الاقتصادية والثقافية واستغلالثروات البلاد. وترافق هذه الظاهرة حملات عسكرية عنيفة من أجل حماية هؤلاءالمستوطنين، وإرغام سكان البلاد الأصليين على القبول بهم. أما دور هؤلاء المستعمرينالأجانب فيكمن في تأمين استمرارية النهب الاستعماري لهذه البلاد. ويؤدي هذا النوعمن الاستعمار إما إلى طرد السكان الأصليين… وإما إلى الاستئثار بالحكموالامتيازات. وهناك الاستعمار التقليدي الذي يكتفي باستغلال البلاد وحكمها بواسطةجيوشه وعملائه".
وفي المحصلة ينهب المستعمر بشكل منظم خيرات وثروات البلادالمستعمرة، ويستغل الشعب الأصلي؛ ليسخره كعمال محطماً كرامته وشوكته، ويسعى لتدميرثقافته وحضارته ولغته وهويته وحتى دينه إن استطاع؛ ذلك لأن المستعمر يسعى للتسلطعلى كل ما في البلاد وتطويعها لمصلحته، محاولاً إطالة مدة الاستعمار لأطول مايمكن.
رابعاً: مفهومالفتوحات:
تشير كلمة فتح البلد في المعجم الوسيط إلى "التغلب عليه وتملكه"، أما المفهوم السياسي للفتوحات فهي "ضم البلاد المفتوحة إلىالدولة الفاتحة، واعتبارها ولاية من ولاياتها، وتطبيق النظام الحاكم في البلد الأمعلى الولاية الجديدة"، "ولقد عرفت الفتوحات العربية مع ظهور الإسلام وبعده مبادئأكثر وضوحا وعدالة، مستمدة جذورها من القرآن والسنة وتعليمات الخلفاء. ويعود حسنمعاملة العرب لأهالي البلاد المفتوحة، إلى أن الفتوحات العربية لم تكن تستهدفاستعمار الأراضي والسكان، وإنما كانت تستهدف نشر الدعوة والجهاد في سبيل الله"، وهوما سيتضح بجلاء عند الحديث عن الفتوحات الإسلامية والتي امتدت من حدود الصين شرقاًإلى شاطئ الأطلسي غرباً في أقل من مائة عام

لا تبخلوا بالردود من فضلكم.




التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح .

اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

ااريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح عن هدا الموضوع
تطبيق
يعتبر الانتخاب للمواطن حق و واجب في نفس الوقت . وضح دلك .




رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …

اين انتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اريد التوضيح غداااااااااااااا




رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …

لقد تاجل تصحيح هدا التطبيق الى الخميس المقبل

اريد منكم التوضيحات من فضلكم…




رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …

اريد مواضيع ت+ج 2م بلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز




رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …

je veux la réponse de l’exercice n1 page 216 en mathématique




رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …

ااااااا درناه العام لي فات لكن …………… ادقيقة نشوفلك
نتي سنة 2م ؟




رد: اريد من كل واحد منكم يحطلي توضيح …

شكرا اختي جوجونات على المرور نعم انا سنة 2 متوسط




التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

مظاهر السيادة وعلاقات الجزائر الخارجية

مظاهر السيادة وعلاقات الجزائر الخارجية


الونشريس

1- مظاهر السيادة وعلاقات الجزائر الخارجية :
جسّدت علاقات الجزائر الخارجية تجسيدا قويا لسيادتها الكاملة حيث قامت بابرام معاهدات دبلوماسية وتجارية مع دول العالم المختلفة واستقبلت بموجبها قناصل ( سفراء ) هذه الدول .
2- علاقة الجزائر بالدولة العثمانية : تميزت العلاقة بين الطرفين في كونهما إسلاميتين كانتا تواجهان خطرا مشتركا ولهما مصالح مشتركة وهو مادفع الجزائر الى الاعلان عن ولائها الروحي والتبعية الإسمية للدولة العثمانية وتحالفها معها .
3- علاقة الجزائر مع فرنسا : عرفت تطورات متباينة من المودة والتعاون إلى التوتر والحروب ثم أزمة الديون وماترتب عنها من نزاع إلى الاحتلال 1830 .

4- علاقة الجزائر مع بريطانياواسبانيا :كانت العلاقات ودية في أغلب الأحيان مع بريطانيا أما مع اسبانيا تميزت بالتوتر بسبب احتلال المرسى الكبير الذي تم تحريره عام 1792.
5- علاقة الجزائر مع الولايات المتحدة الأمريكية :
سعت لاقامة علاقة صادقة وتعاون مع الجزائر لحماية سفنها التجارية في حوض البحر المتوسط .




التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

دور المغرب الاسلامي في نشر الاسلام مذكرة سنة ثانية متوسط

دور المغرب الاسلامي في نشر الاسلام مذكرة سنة ثانية متوسط





التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

التباين الاقتصادي في آسيا 2م

التباين الاقتصادي في آسيا 2م


الونشريس

مذكرة درس التباين الاقتصادي في آسيا 2متوسط 2022
أنظر الملفات المرفقة في الأسفل..
TAH 2022 ط§ظ„طھط¨ط§ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ‚طھطµط§ط¯ظٹ ظپظٹ ط¢ط³ظٹط§.doc

2013 ط§ظ„طھط¨ط§ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ‚طھطµط§ط¯ظٹ ظپظٹ ط¢ط³ظٹط§.rar




التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية

تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أقدم لكم تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية:
-قارة أوروبا:تقع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يفصلها عن آسيا جبال الأورال وعن إفريقيا البحر الأبيض المتوسط وعن قارة أمريكا المحيط الأطلسي ومن الشمال القطب المتجمد الشمالي ، مساحتها 10.5 م/كلم2، عدد سكانها يتجاوز 727 م/ن تعتبر أوروبا من القارات المتطورة وذلك لأنها مهد الثورة الصناعية.
2- مفهوم الثورة الصناعية:هي سلسلة التغيرات والتطورات التي حدثت في أوروبا تحولت على أثرها وسائل الإنتاج الصناعي من يدوية بسيطة إلى أجهزة وآلات صناعية ضخمة شملت مختلف الميادين ، ظهرت ببريطانيا ثم مت بقية العالم. 3-أسباب قيام الثورة الصناعية:
– النهضة الأوروبية التي عرفتها القارة في بداية القرن 15م.
-استقرار الأوضاع السياسية.
-تقدم العلوم والاختراعات.
-توفر المواد الأولية ورؤوس الأموال.
4-أثر الثورة الصناعية على أوروبا:
-سيطرة الطبقة البرجوازية على الاقتصاد والحياة السياسية
-هجرة الفلاحين إلى المدينة وظهور طبقة العمال (البروليتارية)
– تحسن المستوى المعيشي والثقافي .
– نمو الحركة الاستعمارية الأوروبية.
-تطور وسائل النقل وتنوع الأسواق وبروز المؤسسات المالية(البنوك-والبورصة..)




رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية

شكرااااا لك كثيرا فقد استفدة منه كثيرااااااا




رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية

انت باشعة
ط§ظ„ظˆظ†ط´ط±ظٹط³




رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية

انت قبيحة وباشعة ولا تعجبي أحد في هذا الكون ولقد فيرستي حاسوبي لذلك يجب أن تحذفي هذه الصورة لأنها لم تعجب الغاشي




رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية

شكراااااااااااااا اماني على الشرح والمساعدة بارك الله فيك




رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية

merçi bazaf




رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية

شششششششششششششكككككككككككككككككككككرررررررررررررررر ررررااااااااااااااااااااااااااااا




رد: تحضير درس أوروبا مهد الثورة الصناعية

aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa