التصنيفات
قصص القرآن الكريم

بقرة بنو إسرائيل

بقرة بنو إسرائيل


الونشريس


قصة البقرة :

إن رجلاً من بني إسرائيل قتل رجلاً من قرابته طمعاً في ارثه
أو لأن المقتول امتنع من أن يزوّجه ابنته ،
أما القاتل فبعد أن قتل ذلك الرجل أتى به ورماه في الطريق و تظاهر بالبكاء عليه,
وصار يطالب الأبرياء بدمه ، و تطور الأمر حتى كادت الفتنة تقع ،
فتحاكم بنو إسرائيل إلى النبي موسى ( عليه السَّلام )
فأمرهم موسى بأمر من الله أن يذبحوا بقرةً ،
بعد أن دفع كُل واحدٍ منهم التهمة عن نفسه و اتهم بالجريمة شخصاً آخر ،
و كاد دم المقتول يذهب ،
فتعجب القوم و أكثروا السؤال حول مواصفات البقرة المراد ذبحها ،
و كلما كرروا السؤال كلما زادت الشروط و صعُب تحصيل البقرة الموصوفة ،
و بعد الجهد و المتابعة وجدوا البقرة بأوصافها المذكورة
و اضطروا إلى شرائها بثمن باهظ جداً ،
ثم أنهم عملوا كما أمرهم النبي موسى ( عليه السَّلام )
أي ضربوا الميت بجزء من البقرة المذبوحة فأحيا الله المقتول ،
ثم أن المقتول أرشد الناس إلى القاتل و سمَّاه باسمه ، و هكذا انكشفت الحقيقة التي كانوا يخفونها و ذلك بصورة إعجازية .

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا
قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ))




رد: بقرة بنو إسرائيل

سبحا ن الله العضيم




رد: بقرة بنو إسرائيل

موضووووووووووووع رااااااااائع




رد: بقرة بنو إسرائيل

شكرااااااااااااا على الموضوع المميز




رد: بقرة بنو إسرائيل

سلمت يداااااااااااااااااااااااك




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

ليلة في ظلمة القبر

ليلة في ظلمة القبر


الونشريس

داود العتيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت الأم اضطرابا في بطنها ، تلاه ضرب مؤلم ..

ذهبت إلى الطبيب ، فزف لها البشرى ، قال : يا بشرى هذا غلام

لم تسع الأرضُ الأمَ من الفرح ، سجدت لله شاكرة ، حمدته بلسانها وجوارحها ، رفعت يديها إليه .. ناجته قائلة : ربُّ هب لي من ذريتي قرة عين .

بدأ سعد بالمعافسة في بطن أمه .. يتحرك هنا وهناك بكل فرح وحبور لأنه خارج إلى حياةٍ رحبة ، ظانا أن الدنيا مع سعتها أسعدُ من بطن الأم مع ضيقه !!

أما أمُّه .. فعَينها امتزجت بدمع الألم والأمل، والفرح والحزن، والدمع الحار والبارد ..

ألم الحمل وأمل الذرية ، فرح الأولاد وحزن الولادة ، دمعها الحار خوفا عليه من مس السوء، والدمع البارد لأنه خيل إليها نجاحه فلا تراه إلا رجلا يضرب به المثل .. سندا للظهر ، وعصى يتوكأ عليها .

جاء اليوم المشهود وفرِح الوالدُ بالمولود :

خرج سعد يتنسم عبير الدنيا ويأخذ نفسا عميقا يَروِي عظمَه الطرِيَّ الغَضَّ .

شب قرنُه وبدا مسيرُ الطريق مخالفا لما عوّلت عليه أمه ، حلُمت أن يصبح رجلا صالحا فأمسى طالحا ، يرى نورَ الطريق فيحيد عنه وظلمةَ الشِّعب فيأوي إليه . .

فما حال سعد ؟!!

سعد صاحب العضلات المفتولة والنظارة السوداء ، يركب رأسَه ويخالف الناس ويمشي مع هواه ، يسمع نداء الأذان فلا يلبي ، ويرى الناس تؤم بيت الله وهو صاد عنه ، أعجبته نفسه ، وغرته الأماني ، وظن أن سعادته فيما يفعل ..

ضيع نفسه ووقته ،كأن وجوده في الدنيا ذنب قابله بعصيان وتمرُّد وتنمُّر !!

يفتح عينه من سبات غميق غط فيه ، يتعاجز عن القيام ، أثقلته الذنوب ، على وجهه ضوء أسود فحَدَقُه مظلم، تثائب تثاؤب من بال الشيطان في أذنه ونهض قائما

وبينما هو يمشي في حَمأة اللهو أصابته حُمَّى شديدة فطرحته للفراش صريعا ،كان جسده يمانع الأمراض فأصبح مرتَعا للوباء ، ذهب إلى الطبيب فحذّره وأنذره من اتخاذ الخليلات وشرب المسكرات ، وليته سمع فوعى !!

ومع كرِّ الليالي وفرِّها وإقبال الأيام وإدبارها حان موعد الرحيل وآذنت النفس بالإياب ، وأُخذت الوديعةُ المستودعة .

اعترى سعدا ضعفٌ في جسده .. تنمّلت أطرافه خارت قواه ، نادى : أماه أماه ..

لبّت النداءَ أمُه تهرول وتقول : ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر ؟

ضمته إلى صدرها ، نضحت وجهَه بالماء ، إلا أن " سعدا" يصارع شيئا لا يشبه المرض ..
.. نادته : سعد سعد ، وبصره شاخص إلى السماء كأنه يرتقب ضيفا مفزعا

وبعد شدة هَوْلٍ .. جاءه الضيف ذو الوجه الأسود والعين الجاحظة .. مد يده إلى جوف سعد كأنه وجد ما فقد .. لقد نزع الروح نزعا شديدا غليظا كأنه اقتلع جسده كله ، وسعد يصارخ ويضطرب ولا منجى من الموت ، قد حان ما كنت تحذره يا سعد .

أراد سعد الكلام ولكن لم يسطع ، كان يريد القول :"رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت"
ما زال سعد يقاتل الموت ولكن لا طاقة له بملك الموت !!

لم يكن النزع يسيرا بل غرقا ، لقد هربت روحُه فلم تدع عِرقا ولا عَصَبا إلا اختبأت خلفه ..
وهذا الملك غارق في نزعه ، فالعذاب عسير ولا طاقة للجبال الرواسي به !!’.

وذهب ملك الموت متأبطا شرا ، تاركا جسده المسجى بالهول والهلع . ..
بقي سعد جثة هامدة لا تطيق حراكا بل هي أشد ما تكون في سكونها ..

ضربت الأم صدرها وقالت : بنيَّ سعد وقتك الأواقي ، أجبني ، ما ذا أصابك ؟

فلمَّا لَمْ يجب عرفت أن ليس ثمة مرض .. إنه الموت الذي لا يرده ملك مقرب ولا نبي مرسل

كان سعد تاركا للصلاة مجانبا للطاعة بعيدا عن الخير ، فتحرجوا في الصلاة عليه ، ولم يجدوا بُدا من أن يلقوه في المقبرة رميا، كأنه متاع قد استغني عنه .

حملوه على أكتافهم وهو يسمع قرع نعالهم ويقول : إلى أين ؟ أين تذهبون بي ؟
أنا سعد ابنكم وقريبكم ، دعوني أصل لله ركعات لعله يغفر لي خطيئتي ، لقد ضربت فلانا وشتمت فلانا أريد المغفرة منهم ، وصاحب المتجر يريد مالا لم أعطه ، وقد استعرت متاعا فجحدته …
ولكن لا يسمع نداءَه إلا ربُه ، ولا حياة لمن يناديهم

اقترب من الحفرة التي ستكون له مأوى ومصيرا !!
رأى سورَ المقبرة كأنه قيد في العنق يقطع الوريد ويشد الوثاق !! !!
اقترب من المقابر كأنها غابة موحشة لا يأنس بها إلا الأبالسة !! !!
النبات ذابل ، والشجر محترق ، وكل شيء في هذا المكان خَرِب خَرِب ، فكل ما تراه يدعو إلى الموت ، لا حياة بعد تلك الحياة ، أواه ثم أواه .

لقد بدّلوا اسمه ، فكان "سعدا" في الماضي ، أما الآن فهم يقولون أين "الميت" ؟ ، ويقولون :ضَعُوا "الجنازة" هنا .

يالله !! ما أكثر من خُدع ببريق الدنيا ثم لم تمهله حتى رُمِي في حومة الردى ..

أنزلوا رأسه أولا إلى هذه الحفرة الضيقة فرأى ظلاما عميقا وقَعرا مُخيفا أراد أن يمسك بيد من يدفنه ليقول نشدتك الله إلا تركتني .. دعني وشأني
ولكن الموت ليس فيه رحمة ولا توسل فلا يخرق نواميسَه أحدٌ إلا الله !

استقر سعد في ظلمة القبر وهو يرى بعينه الفانية هيلان التراب عليه ، ويقول ما ذا فعلتُ بهم ؟

طمَّ الثرى جسدَه فلم يعد يرى شيئا ، التقمه القبر وهو مُليم ، فسعد مُحاط بالضنك والكدر ولا رادَّ لما أراد الله .

ثم وضعوا لبِنة عليه أثقلت جسده وأضْنت عظمَه ،ثم أهالوا التراب أخرى وأخرى فلم يُطق التفاتا واستسلم لما هو كائن عليه ..
وما إن فرغوا من توسيده التراب حتى ضربوا أيديهم كفا على كف ينفضون الغبار وتفرقوا شذر مذر .

بقي وحيدا فريدا عاريا ، فارغا من كل شيء ، لا يملك من الأمر قِطْميرا ، فوقه تراب ، يمينه تراب ، وعن شماله التراب ، وتحته التراب ، فراشه التراب ولِحافه .

ما هذا المصير ؟ أين فراشي الناعم ؟ أين الديباج والحرير ؟ أين الهناء ورغد العيش ؟ أين الطعام والشراب ؟ أين فلان وفلانة ، في كل ليلة لي معهم صولة وجولة، نقطِّع الوقت بالحديث الماتع ، والغناء الماجن ، والكلام المؤنس؟
لمَ تركوني في وقت الحاجة والفقر الشديد ؟!!

المكان شديد الإظلام لا أرى إلا سوادا في سواد ؟؟

ثم يجيئه ملكان قبيحا المنظر يقولان له : قم يا سعد .. فيقوم أفزع قيام، وجِلا خائفا يقول لهما : من أنتما ؟
فيقولان نحن عملك السيء؟
فيقول : ماذا تريدون ؟
فيقالان : من ربك؟
فيقول وقد انخلع فؤاده : هاه هاه لا أدري !!

يسائل سعد نفسه ما لي لا أجيب ، فأنا أعلم من ربي ومن خلقني ورزقني ، ولم يُحِرْ جوابا ..
ثم يقولان : من نبيك ؟ ما دينك ؟
ويقول في كل ذلك : هاه لا أدري !!

فيضربانه على رأسه بمِطرقة يسمعه كل شيء قريب منه إلا الثقلين ، ولو سمعوه لصُعقوا . .

ثم يرى منزله من النار ، ويرى غُرفته في الجنة لو كان صالحا ، فيزداد حسرة على حسرة وحرقة على حرقة ويموت في كل حين أسفا وحزنا .

ثم يضمه القبر ضمة تختلف أضلاعه فيها .. فلا يبقى عظم على عظم بل هشيما ..
ويتمنى سعد أن لا تقوم الساعة لأنه يعلم أن ما يأتيه أشد فزعا وأعظم عذابا من هذا فيقول : رب لا تقم الساعة ، رب لا تقم الساعة …

وهذه ليلة سعد في ظلمة القبر البهيم .. وهناك من تطيب نفسه إلى هذا المصير ليس بقلبه ، ولكن حاله تخبرك ، وعند الامتحان يكرم الرجل أو يهان ..

اللهم أسبل علينا رحمتك ، وقِنا عذابك ، واغفر الزَّلَّة ، وتجاوز عن الخطيئة ، وأحسن الخاتمة ، وأجزل المثوبة إنك جواد كريم ونحن الفقراء إليك ..

وصلى الله على محمد .

الونشريس
اختكم في الله
إلهام




رد: ليلة في ظلمة القبر

مشكووووووووورة اختي الهام عاش من شافك وشراكي لباس ؟ موضوع عجبني كلماتك روعة مشكورة اني حايرة ومقلقة منيش نقدر ندخل للمنتدى وراه تبدل خلااااااااااص عندي اريد مساعدة اكتبي موضوع وقوليلهم يلقاو حل ارجوكي




رد: ليلة في ظلمة القبر

اللهم أسبل علينا رحمتك ، وقِنا عذابك ، واغفر الزَّلَّة ، وتجاوز عن الخطيئة ، وأحسن الخاتمة ، وأجزل المثوبة إنك جواد كريم ونحن الفقراء إليك ..
يا رب امين الله نحن الفقراء وانت الغني فلا تدعنا نحتاج لبشر اعزنا يا رحمان
بوركت اخيتي اللهم يجعلو من ميزان حسناتك




رد: ليلة في ظلمة القبر

وفيك البركة
شكراا لكما على الرد




رد: ليلة في ظلمة القبر

بارك الله فيك غاليتي الهام على الموضوع المؤثر ..جزاك الله الجنة وحرمنا واياكم من عذاب القبر ..بارك الله فيك




رد: ليلة في ظلمة القبر

وفيك البركة عزيزتي نور شكرااااا على الرد
كم اشتقت لك صديقتي نور




رد: ليلة في ظلمة القبر

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilhem16
وفيك البركة عزيزتي نور شكرااااا على الرد
كم اشتقت لك صديقتي نور

وانا اشتياقي لك أكبر غاليتي الهام …ان شاء الله تكوني بخير .




رد: ليلة في ظلمة القبر

الحمد لله احوالي كلها بخير
وانت عزيزتي نور كيف الاحوال؟




رد: ليلة في ظلمة القبر

الحمد لله انا كيتكوني انت بخير فانا كذلك ….رمضان مبارك غاليتي ….والله اشتقت لك .




رد: ليلة في ظلمة القبر

الحمد لله
شكرا لك نور




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصّة وعبرة 02 !!!

قصّة وعبرة ……..02 !!!


الونشريس


بيت البنـّــاء ..
مضت السنون على بنّاء محترف فأحب أن يتقاعد من عمله ..
وأبلغ صاحب شركة المقاولات الذي يعمل لديه برغبته .. حتى يستمتع براحة
أكثر وسط زوجته وأبنائه فيما تبقى من عمره ..
ولابأس لديه من انقطاع معاشه الشهري فقد استطاع جمع مبلغ جيد ..
شعر صاحب العمل بالأسف على فقد بنّاء ماهر ومخلص رافقه على مدى سنوات
وشاركه أوقات عسره ويسره ..
فسأله إن كان بإمكانه أن يبني هذه القطعة باعتبار خدمته هذه مصلحة شخصية له..
وافق البنــّاء على طلبه وبدأ مشوار البناء .. ومع مرور الوقت بدا هذا البنّاء بالتساهل
في عمله وأدائه وكذلك لم يحرص على استخدام المواد الأصلية
لأن المهمـ لديه أن ينجز البيت بأسرع وقت … وأقل جهد …
عندما انتهى البنّاء البِناء .. جاء صاحب العمل ليتفقد المنزل الجديد ..
فسلمـّ الى البنّاء المفاتيح وقال : " هذا هو بيتك … هدية مني إليك "
تسمر البناء مكانه وقال في نفسه مصدوما :
" لو كنت أعرف أنه لي .. لما بنيته بهذه الطريقة …!! "
____ انتهت _____
خلاصة :
نحن خلال حياتنا نبني لنا بيتا .. نســتلمـ مفاتيحه عندما لايمكننا العودة …




رد: قصّة وعبرة ……..02 !!!

مشكووووووووووووووووووووووووورة اختي
تحياتي




رد: قصّة وعبرة ……..02 !!!

شكراااااااااااا جزيلا لك على هذه القصة المؤثرة




رد: قصّة وعبرة ……..02 !!!

شكرااااااااااااا اختي قصة رائعة




رد: قصّة وعبرة ……..02 !!!

مشكووووووووووريييييييييييييييييين توحششششششششتكم عندي بزااااااااااااااااااااااف مدخلتششششششش وشرااااااااااكوووووووووووووووم




رد: قصّة وعبرة ……..02 !!!

**دمعة حنان الرّوح** merci




telecharger avast




رد: قصّة وعبرة ……..02 !!!




رد: قصّة وعبرة ……..02 !!!

الونشريس




رد: قصّة وعبرة ……..02 !!!

hk nw hq bq الونشريس




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصة هود عليه السلام

قصة هود عليه السلام


الونشريس


قصة هود عليه السلام

نسبه عليه السلام

…وهو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام.

وكان من قبيلة يقال لهم عاد بن عوص بن سام بن نوح. وكانوا عرباً يسكنون الأحقاف – وهي جبال الرمل – وكانت باليمن بين عمان وحضرموت، بأرض مطلة على البحر يقال لها الشحر، واسم واديهم مغيث.

وكانوا كثيراً ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام

كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، ارَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ }

أي عاد ارم وهم عاد الأولى.

{ارَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ} أي مثل القبيلة، وقيل مثل العمد.

وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه: "منهم أربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر".

ويقال أن هوداً عليه السلام أول من تكلم بالعربية.

ويقال للعرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام، العرب العاربة، وهم قبائل كثيرة: منهم عاد، وثمود، وجرهم، وطسم، وجميس، وأميم، ومدين، وعملاق، وعبيل، وجاسم، وقحطان، وبنو يقطن، وغيرهم.

وأما العرب المستعربة فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم كما ولكن أنطقه الله بها في غاية الفصاحة والبيان. وكذلك كان يتلفظ بها رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم.

قوم عاد

والمقصود أن عاداً – وهم عاد الأولى – كانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان. وكانت أصنامهم ثلاثة: صدا، وصمودا، وهرا.

فبعث الله فيهم أخاهم هوداً عليه السلام فدعاهم إلى الله، كما قال تعالى بعد ذكر قوم نوح، وما كان من أمرهم

وقال تعالى بعد ذكر قصة نوح في سورة هود: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُفْتَرُونَ{

} وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ عَاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ}.

وقال تعالى في النجم: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى، وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى، وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى، وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى، فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى، فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى}.

بعثة هود إلى قوم عاد

ولنذكر مضمون القصة مجموعاً من هذه السياقات، مع ما يضاف إلى ذلك من الأخبار.

وقد ذكرنا أنهم أول الأمم الذين عبدوا الأصنام بعد الطوفان. وذلك بين في قوله لهم: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً}

أي جعلهم أشد أهل زمانهم في الخلقة والشدة والبطش.

والمقصود أن عاداً كانوا جفاة كافرين، عتاة متمردين في عبادة الأصنام، فأرسل الله فيهم رجلاً منهم يدعوهم إلى الله وإلى إفراده بالعبادة والإخلاص له، فكذبوه وخالفوه وتنقصوه، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.

فلما أمرهم بعبادة الله ورغبهم في طاعته واستغفاره، ووعدهم على ذلك خير الدنيا والآخرة، وتوعدهم على مخالفة ذلك عقوبة الدنيا والآخرة

{قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ}

أي هذا الأمر الذي تدعونا إليه سفه بالنسبة إلى ما نحن عليه من عبادة هذه الأصنام التي يرتجى منها النصر والرزق، ومع هذا نظن أنك تكذب في دعواك أن الله أرسلك.

{قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ }.

أي ليس الأمر كما تظنون ولا ما تعتقدون و لكنى :

{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ}.

والبلاغ يستلزم عدم الكذب وعدم الزيادة فيه والنقص منه، وهو مع هذا البلاغ على هذه الصفة في غاية النصح لقومه والشفقة عليهم، والحرص على هدايتهم، لا يبتغي منهم أجراً، ولا يطلب منهم جعلاً، بل هو مخلص لله عز وجل في الدعوة إليه، والنصح لخلقه، لا يطلب أجره إلا من الذي أرسله، فإن خير الدنيا والآخرة كله في يديه، وأمره إليه، ولهذا قال:

{يَا قَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}

أي أما لكم عقل تميزون به وتفهمون أني أدعوكم إلى الحق المبين الذي تشهد به فطركم التي خلقتم عليها، وهو دين الحق الذي بعث الله به نوحاً وهلك من خالفه من الخلق. وها أنا أدعوكم إليه ولا أسألكم أجراً عليه، بل أبتغي ذلك عند الله مالك الضر والنفع.

وقال قوم هود له فيما قالوا: {يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ، إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ}

يقولون ما جئتنا بخارق يشهد لك بصدق ما جئت به، وما نحن بالذين نترك عبادة أصنامنا عن مجرد قولك؛ بلا دليل أقمته ولا برهان نصبته، وما نظن إلا أنك مجنون فيما تزعمه. وعندنا أنه إنما أصابك هذا لأن بعض آلهتنا غضب عليك فأصابك في عقلك فاعتراك جنون بسبب ذلك.

وهو قولهم: {إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ}.

{قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ، مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنْظِرُونِي}.

وهذا تحد منه لهم، وتبرأ من آلهتهم وتنقص منه لها، وبيان أنها لا تنفع شيئاً ولا تضر، وأنها جماد حكمها حكمه وفعلها فعله. فإن كانت كما تزعمون من أنها تنصر وتنفع وتضر فها أنا بريء منها لاعن لها

{فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون}

أنتم جميعاً بجميع ما يمكنكم أن تصلوا إليه وتقدروا عليه، ولا تؤخروني ساعة واحدة ولا طرفة عين فإني لا أبالي بكم ولا أفكر فيكم، ولا أنظر إليكم.

{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}

أي أنا متوكل على الله ومتأيد به، وواثق بجنابه الذي لا يضيع من لاذ به واستند إليه، فلست أبالي مخلوقاً سواه، لست أتوكل إلا عليه ولا أعبد إلا إياه.

وهذا وحده برهان قاطع على أن هوداً عبد الله ورسوله، وأنهم على جهل وضلال في عبادتهم غير الله؛ لأنهم لم يصلوا إليه بسوء ولا نالوا منه مكروهاً. فدل على صدقه فيما جاءهم به، وبطلان ما هم عليه وفساد ما ذهبوا إليه.

وقد استبعدوا أن يبعث الله رسولاً بشرياً .

ولهذا قال لهم هود عليه السلام: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ} أي ليس هذا بعجيب: فإن الله أعلم حيث يجعل رسالته.

وقوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُون، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ، إِنْ هِيَ إِلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ، إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ، قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بما كذبون}

استبعدوا الميعاد وأنكروا قيام الأجساد بعد صيرورتها تراباً وعظاماً،

وقالوا: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ}، أي بعيد بعيد هذا الوعد،

{إِنْ هِيَ إِلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} أي يموت قوم ويحيا آخرون. كما يقول بعض الجهلة من الزنادقة: أرحام تدفع وأرض تبلع.

وقال لهم فيما وعظهم به: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُون، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ}.

يقول لهم: أتبنون بكل مكان مرتفع بناء عظيماً هائلاً كالقصور ونحوها، تعبثون ببنائها لأنه لا حاجة لكم فيه، وما ذاك إلا لأنهم كانوا يسكنون الخيام،

كما قال تعالى: {ألم تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، ارَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ}

فعاد ارم هم عاد الأولى الذين كانوا يسكنون الأعمدة التي تحمل الخيام.

وقوله: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} قيل هي القصور، وقيل بروج الحمام وقيل مآخذ الماء {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} أي رجاء منكم أن تعمروا في هذه الدار أعماراً طويلة

{وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِي، وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُون، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.

وقالوا له مما قالوا: {أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ} أي جئتنا لنعبد الله وحده، ونخالف آباءنا وأسلافنا وما كانوا عليه؟ فإن كنت صادقاً فيما جئت به فأتنا بما تعدنا من العذاب والنكال، فإنا لا نؤمن بك ولا نتبعك ولا نصدقك.

قال: {قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ}

أي قد استحققتم بهذه المقالة الرجس والغضب من الله، أتعارضون عبادة الله وحده لا شريك له بعبادة أصنام أنتم نحتموها وسميتموها آلهة من تلقاء أنفسكم؟ اصطلحتم عليها أنتم وآباؤكم، ما نزل الله بها من سلطان. وإذ أبيتم قبول الحق وتماديتم في الباطل، وسواء عليكم أنهيتكم عما أنتم فيه أم لا، فانتظروا الآن عذاب الله الواقع بكم، وبأسه الذي لا يرد ونكاله الذي لا يصد.

وقال تعالى: {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِي، قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ، فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}

هلاك قوم عاد

اهلكهم الله تعالى بأن سلط عليهم ريح صرصر عاتيه وقد ذكر الله تعالى خبر إهلاكهم في غير آية مجملاً ومفصلاً، كقوله:

{فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ}

وأما تفصيل إهلاكهم فلما قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم}

كان هذا أول ما ابتدأهم العذاب، أنهم منع عنهم المطر، فطلبوا السقيا فرأوا عارضاً في السماء وظنوه سقيا رحمة، فإذا هو سقيا عذاب.

ولهذا قال تعالى: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ} أي من وقوع العذاب وهو قولهم: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ} ومثلها في الأعراف.

وقد ذكر المفسرون وغيرهم هاهنا هذا الخبر:

أنهم لما أبوا إلا الكفر بالله عز وجل، أمسك عنهم القطر ثلاث سنين، حتى جهدهم ذلك قال: وكان الناس إذا جهدهم أمر في ذلك الزمان فطلبوا من الله الفرج منه إنما يطلبونه بحرمة ومكان بيته.

وكان معروفاً عند أهل ذلك الزمان، وبه العماليق مقيمون، وهم من سلالة عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، وكان سيدهم إذ ذاك رجلاً يقال إنه معاوية بن بكر، وكانت أمه من قوم عاد واسمها جلهدة ابنة الخيبري.

قال: فبعث عاد وفداً قريباً من سبعين رجلاً ليستسقوا لهم عند الحرم، فمروا بمعاوية بن بكر بظاهر مكة، فنزلوا عليه فأقاموا عنده شهراً، يشربون الخمر، وتغنيهم الجرادتان، و هما جاريتان لمعاوية وكانوا قد وصلوا إليه في شهر. فلما طال مقامهم عنده، وأخذته شفقة على قومه، واستحيا منهم أن يأمرهم بالانصراف – عمل شعراً يعرض لهم فيه بالانصراف، وأمر الجاريتان أن تغنيهم به، فقال:

ألا يا قيل ويحك قم فهينم ** لعل الله يمنحنا غماما

فيسقي أرض عاد إن عادا ** قد أمسوا لا يبينون الكلاما

من العطش الشديد فليس نرجو * به الشيخ الكبير ولا الغلاما

وقد كانت نساؤهم بخير ** فقد أمست نساؤهم أيامى

وإن الوحش يأتيهم جهارا ** ولا يخشى لعادي سهاما

وأنتم ها هنا فيما اشتهيتم ** نهاركم وليلكم تماما

فقبح وفدكم من وفد قوم ** ولا لقوا التحية والسلاما

قال: فعند ذلك تنبه القوم لما جاءوا له، فنهضوا إلى الحرم ودعوا لقومهم، فدعا داعيهم وهو قيل بن عنز

فأنشأ الله سحابات ثلاثاً: بيضاء وحمراء وسوداء،

ثم ناداه مناد من السماء: اختر لنفسك أو لقومك من هذا السحاب،

فقال: اخترت السحابة السوداء فإنها أكثر السحاب ماء

فناداه مناد: اخترت رماد رمددا، لا تبقي من عاد أحداً، لا والداً يترك ولا ولداً إلا جعلته همداً إلا بني اللوذية الهمدا. قال وهم من بطن عاد كانوا مقيمين بمكة، فلم يصبهم ما أصاب قومهم.

قال: ومن بقي من أنسابهم وأعقابهم هم عاد الآخرة.

قال: وساق الله السحابة السوداء التي اختارها قيل بن عنز بما فيها من النقمة إلى عاد، حتى تخرج عليهم من واد يقال له المغيث، فلما رأوها استبشروا، وقالوا هذا عارض ممطرنا،

فيقول تعالى: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ، تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}

أي تهلك كل شيء أمرت به.

فكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح فيما يذكرون امرأة من عاد يقال لها "مهد" فلما تبينت ما فيها صاحت ثم صعقت.

فلما أفاقت قالوا ما رأيت يا مهد؟

قالت رأيت ريحاً فيها شبه النار أمامها رجال يقودونها، فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، والحسوم الدائمة؛ فلم تدع من عاد أحداً إلا هلك.

قال: واعتزل هود عليه السلام – فيما ذكر لي – في حظيرة هو ومن معه من المؤمنين، ما يصيبهم إلا ما تلين عليه الجلود، وتلذ الأنفس، وإنها لتمر على عاد بالظعن فيما بين السماء والأرض، وتدمغهم بالحجارة.

وقد قال ابن مسعود وابن عباس وغير واحد من أئمة التابعين: هي الباردة، والعاتية الشديد الهبوب.

{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً} أي كوامل متتابعات. قيل كان أولها الجمعة، وقيل الأربعاء.

{فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}

شبههم بأعجاز النخل التي لا رؤوس لها، وذلك لأن الريح كانت تجيء إلى أحدهم فتحمله فترفعه في الهواء؛ ثم تنكسه على أم رأسه فتشدخه فيبقى جثة بلا رأس، كما قال: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} أي في يوم نحس عليهم، مستمر عذابه عليهم.

{تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ}

وفي الآية الأخرى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}

ومعلوم أنها ثمانية أيام متتابعات والمراد في أيام نحسات، أي عليهم.

وقال تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} أي التي لا تنتج خيراً، فإن الريح المفردة لا تثير سحاباً ولا تلقح شجراً، بل هي عقيم لا نتيجة خير لها،

ولهذا قال: {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} أي كالشيء البالي الفاني الذي لا ينتفع به بالكلية.

وأما قوله: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}

فإن عاداً لما رأوا هذا العارض وهو الناشئ في الجو كالسحاب ظنوه سحاب مطر، فإذا هو سحاب عذاب. اعتقدوه رحمة فإذا هو نقمة رجوا فيه الخير فنالوا منه غاية الشر.

قال تعالى: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ} أي من العذاب،

ثم فسره بقوله: {رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}

يحتمل أن ذلك العذاب هو ما أصابهم من الريح الصرصر العاتية الباردة الشديدة الهبوط، التي استمرت عليهم سبع ليال بأيامها الثمانية فلم تبق منهم أحداً، بل تتبعتهم حتى كانت تدخل عليهم كهوف الجبال والغيران فتلفهم وتخرجهم وتهلكهم، وتدمر عليهم البيوت المحكمة والقصور المشيدة، فكما منوا بشدتهم وبقوتهم وقالوا: من أشد منا قوة؟ سلط الله عليهم ما هو أشد منهم قوة، وأقدر عليهم، وهو الريح العقيم.

ويحتمل أن هذه الريح أثارت في آخر الأمر سحابة، ظن من بقي منهم أنها سحابة فيها رحمة بهم وغياث لمن بقي منهم، فأرسلها الله عليهم شرراً وناراً. كما ذكره غير واحد , وهو أشد ما يكون من العذاب بالأشياء المختلفة المتضادة . والله أعلم.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فتح الله على عاد من الريح التي أهلكوا بها إلا مثل موضع الخاتم، فمرت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم بين السماء والأرض، فلما رأى ذلك أهل الحاضرة من عاد، الريح وما فيها {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة.

و ما رواه مسلم في صحيحه حيث قال :عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به"

قالت: "وإذا غيبت السماء تغير لونه، وخرج ودخل، وأقبل وأدبر. فإذا أمطرت سرى عنه، فعرفت ذلك عائشة فسألته

فقال: "لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: {فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا}".

عن عائشة أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً قط حتى أرى منه لهواته، إنما كانت يبتسم وقالت: كان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه،

قالت يا رسول الله: إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية؟

فقال: "يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب! قد عذب قوم نوح بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا"

فهذا الحديث كالصريح في تغاير القصتين كما أشرنا إليه أولاً. فعلى هذا تكون القصة المذكورة في سورة الأحقاف خبراً عن قوم عاد الثانية وتكون بقية السياقات في القرآن خبراً عن عاد الأولى، والله أعلم بالصواب.




رد: قصة هود عليه السلام

شكرااااا فرحات
جزاك الله خيرا




رد: قصة هود عليه السلام

لا شكر على واجب اخي
تقبل الله صيمك وقيامك




رد: قصة هود عليه السلام

الونشريس




رد: قصة هود عليه السلام

أخي بارك الله فيك




رد: قصة هود عليه السلام

شكـــــــــــــــــــــــرا جزيل الشكر على المضوع




رد: قصة هود عليه السلام

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hm88
الونشريس

سررت بمرورك الجميل
جزل الشكر لك انت ايضا
تقبل الله صيامك




رد: قصة هود عليه السلام

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ibrahimouvic
أخي بارك الله فيك

وفيك بارك الله ابرهيم
جزيل الشكر لك
تقبل الله صيامك




رد: قصة هود عليه السلام

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المدريدي علاء الدين
شكـــــــــــــــــــــــرا جزيل الشكر على المضوع

فيك بارك الله على هذه الاطلالة المميزة
تقبل الله صيامك




رد: قصة هود عليه السلام

السلام عليكم
بارك الله فيك …شكرا لهذا المجهود الطيب




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصص في رحاب القرآن الكريم .متجدد

قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد


الونشريس

* السلام عليكم ورحمة الله وبركانه *

تعلمون ان الله عز وجل عندما انزل كتابه العزيز على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , أورد فيه العديد من القصص لتكون عبرة لكل مسلم يتعلم منها , وفيها ضرب الله لنا الأمثلة والعبر حتى نعتبر , وحتى نعمل في حياتنا بهدى القرآن الكريم و وبسنة رسول الله .
فكرت في ان ألخص لكم بعض القصص المستنبطة من القرآن الكريم من كتاب الدكتور :حسن صبحي . على أمل ان نستفيد بحول الله تعالى .
*******************
القصة الاولى -1- : معجزة القلم

قصةهذا العدد تبدأ بقصة مريم البتول عليها السلام( والبتول هي العذراء ).
قال الله تعالى في سورة آل عمران الىيات من 42 الى 44: (( وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44).في قصة خلق السيدة العذراء مريم عليها السلام, ثم نشأتها وتقواها وطاعتها لخاقها , الشرح الوافي لقدرة الله سبحانه وتعالى التي لا حدود لها . كانت والدتها السيدة :حنة بنت فاقود زوجة رجل صالح يدعى : عمران بن باشم من نسل داود عليه السلام . كان عمران هو الذي يؤدي الصلوات امام بني اسرائيل في المسجد . وكانت السيدة أم مريم عاقرا , وعرفت هي الاخرى بانها من العابدات الصالحات واشتهرت بالتقوى والورع . كانت واقفة امام نافذة بيتها فرأت طائرا يطعم فرخا له , ويضع الطعام في منقاره , فتمنت أن يكون لها طفل .
قامت تصلي لله وتدعوه ان يرزقها ولدا ونذرت ان استجاب الله لدعائها ان تقدم ابنها الى المسجد ليقيم فيه ويخدمه .فاستجاب الرحمن لدعائها وانجبت انثى فقالت مخاطبة المولى عز وجل : يارب , لقد وضعت أنثى ولم أضع ولدا ولقد سميتها : مريم . وسأوفي بنذري لك يارب ولسوف أهبها لخدمة المسجد .
********************************
بعث الله سبحانه وتعالى بالانبياء الى بني اسرائيل , عسى ان يهتدوا ويطيعوا الله . فقد كان بنوا اسرائيل متمردين بطبعهم .
وبعد مدة عرف زكريا عليه السلام وسط قومه بالتقوى والورع , وكان هو النبي في بني اسرائيل . كان يجمع علماء بني اسرائيل واحبارهم حوله كل يوم , يدرسون كلام الله ووصاياه التي انزلها على سيدنا موسى عليه السلام .
كان زكريا عليه السلام نجارا , يكتفي بالرزق القليل الذي يبعثه الله اليه , راضيا بنعم المولى عز وجل . يخصص اكثر وقته للعبادة والصلاة . وفي ذلك الحين قدمت السيدة حنة ابنتها مريم عليها السلام الى المسجد لكي تقيم فيه وهذا لتوفي نذرها لله عز وجل . فقدمتها لزكريا عليه السلام حتى تتعلم العبادة وخدمة المسجد . اختار زكريا عليه السلام مكانا شريفا لمريم لتقيم فيه وكانت تتعبد ليلها ونهارها حتى أصبحت مضرب الامثال في عبادتها وتقواها بين بني اسرائيل .
وكان النبي زكريا عليه السلام كلما دخل اليها رأى عندها رزقا غريبا . يجد فاكهة الشتاء خلال الصيف , ويجد فاكهة الصيف في اشهر الشتاء .فيسألها : من أين لك هذا الرزق يا مريم ؟
فتقول السيدة مريم :انه من عند الله .
تأكد زكريا عليه السلام ان الله سبحانه وتعالى وضع في المكان الذي تتعبد فيه مريم عليها السلام بركة لا تعادلها بركة اخرى , فطمع زكريا عليه السلام في رحمة ربه فوقف يدعو الله من المكان الذي تقف فيه مريم ويقول : يارب .يامن رزق مريم الثمر في غير اوانه , هب لي ولدا وان كان في غير أوانه .
كان زكريا عليه السلام قد بلغ من كبر سنه مالا يرجو ان ينجب وهو في ذلك العمر ,وكان النبي يعرف قدرة الله عز وجل فدعا بكل ايمان في مهبط البركة عند مريم عليها السلام , يسأل الله تعالى ان يهبه ابنا يرثه في الحكم والنبوة , فهو من سلالة آل يعقوب .
أدرك أحبار وعلماء اليهود مدى البركة والخير الذي يحيط بمريم , فتنازعوا فيما بينهم , كل واحد يريد ىان يكفل مريم ويرعاها لينال شيئا من البركة التي تحيط بها ….اشتد النزاع بين الاحبار واليهود على كفالتها .
فقال احدهم :دعونا نقترع فيما بيننا على من يكفل مريم .
وافقوا على الاقتراع فيما بينهم باقلامهم . كان لكل عالم منهم قلم يكتب به , ويعرف به .
جاؤا بسلة ووضع كل عالم قلمه بها , وطلبوا من طفل صغير ان يستخرج أحد الاقلام منها , ليكون صاحبه هو من يكفل مريم . سحب الطفل قلما فكان قلم زكريا عليه السلام .
لم يرض علماء اليهود بذلك الاقتراع كعادتهم ونشب النزاع مجددا بينهم .
فقال احدهم : دعونا نرمي باقلامنا في النهر . القلم الذي يجري خلاف او عكس جريات تيار الماء يكون هو الغالب وصاحب الحق في الزواج من مريم .
اندهش العلماء من هذه الفكرة فكيف يجري القلم عكس تيار الماء ؟ لكنهم وافقوا في النهاية على الرمي باقلامهم في النهر . جرت كل الاقلام مع التيار الا قلم زكريا عليه السلام فقد جرى عكس التيار وسط دهشة الجميع ..
قال لهم زكريا: هاهو الله تعالى يجعل قلمي يجري عكس التيار . ان الله يريد كفالة مريم لي .
ثار احبار اليهود وطلبوا اعادة الاقتراع للمرة الثالثة على ان يكفلها الذي يكون الاول فيهم من يتحرك قلمه مع التيار .
رمى العلماء من جديد اقلامهم في ماء النهر , فكان قلم زكريا عليه السلام هو الذي جرى مع الماء بينما ثبتت باقي الاقلام …فتولى وكريا عليه السلام كفالة مريم عليها السلام .
****************************************
هذه هي قصة: معجزة القلم
حتى اكون امينة أعلمكم ان القصة مأخوذة من كتاب : قصص القرآن الكريم للدكتور : حسن صبحي .
أسأل الله العظيم ان يوفقني في كتابة باقي القصص المذكورة .هذا ان راقكم الامر .
أستودعكم الله *لاتنسوني بدعوة في ظهر الغيب * اختكم في الله :طالبة العلى




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد

الله يبارك ويزيد ويثبتك على دينك ….الله يكثر من مثالك ياختي نور وسمحيلي
عجبني موضوعك في القمة الله ينور دربك واصلي اختاه وصحى فطورك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد

"………..أسأل الله العظيم ان يوفقني في كتابة باقي القصص المذكورة .هذا ان راقكم الامر .
أستودعكم الله *لاتنسوني بدعوة في ظهر الغيب * اختكم في الله :طالبة العلى ……."

ربي يوفقك أكيد راق ……… ماننساش ختي بالدعاء الله يحفظك ويزيدك قوة




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **دمعة حنان الرّوح**
الله يبارك ويزيد ويثبتك على دينك ….الله يكثر من مثالك ياختي نور وسمحيلي
عجبني موضوعك في القمة الله ينور دربك واصلي اختاه وصحى فطورك

فرحتي برجوعك اكبر اختي لينا ماتتصوريش قداش فرحت لرجوعك وان شاء الله ربي يخليك للمنتدى والله لا يحرمنا من مشاركاتك ياغالية قلبي لينا ….وان شاء الله تكوني سامحتيني . صحى فطورك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **دمعة حنان الرّوح**
"………..أسأل الله العظيم ان يوفقني في كتابة باقي القصص المذكورة .هذا ان راقكم الامر .
أستودعكم الله *لاتنسوني بدعوة في ظهر الغيب * اختكم في الله :طالبة العلى ……."

ربي يوفقك أكيد راق ……… ماننساش ختي بالدعاء الله يحفظك ويزيدك قوة

اللهم أمين . بارك الله فيك غاليتي سررت برجوعك … وحتى انا لن انساك غاليتي*لينا* صحى فطورك وتقبل الله صيامك .




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد

بارك الله فيك اخيتي طالبة العلى

جعل الله هاته الكلمات في ميزان حساناتك والله نحن جيل اليوم لا يستطسع ان يحكم كتاب ويقرأه
وبالتالي طريقتك يا اخيتي في انو تروينا القصص رويدا وبطريقة ذكية

احييك على ما فعلتيه

وانا فعلا تعجبني هاته المواصيع

في انتظار جديدك

تحياتي مرة اخرى




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد

بارك الله فيك أختي نور ما شاء الله عليك أختي و ربي يوفقك انشاء الله في كتابة باقي القصص ويجعلها انشاء الله في ميزان حسناتك .{ آآآآآآآمين}
اسال الله العظيم ان ييسر خطاياك ويعطيك ثمرة أعمالك بجعلك من اصحاب الجنة .( آآآمين يارب العالمين ).
الله يبارك عليك دايما حاذقة و نشيطة كيما عرفتك . قال تعالى {قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون } صدق الله العلي العظيم. فانا أتمنى من أعماق قلبي أن تبقاي و تستمري في هذا النجاح و في هذا التألق وبالتوفيق .كان الله في عونك خيتي . ايــــه نسيت حاجة : شكرااااا جزيلاعلى الافادة ههههه
و صحى سحورك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد

قرات موضوعك البارحة و اعجبني كثيرا كثيرا كثيرا اختي بارك الله فيك
اختيار موفق جدا و فكرة الموضوع رائعة
جعل الله هدا العمل في ميزان حسناتك ان شاء الله
واصلي نور و الله ينور دربك و يصونك و يعطيك كل ما تتمنين
تحياتي




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد

بارك الله فيك و احسن اليك و اتمنى ان يكون فعلا الموضوع متجدد اختي الكريمة بوركتي و رزقتي كل خير
تقبل الله صالح اعمالك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم …متجدد

اين قصة اليوم اخيتي طالبة العلى نحن في الانتظار

كما دكرت سابقا رغم انني احب كثيرا ان اقرا قصص القران الا ان طول القصص يعجزني فلا افعل

لدا انا جد سعيدة بموضوعك هذا




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصص القران

قصص القران


الونشريس

مجموعة قيمة من قصص القران ارجو ان ترسلها للاجر والثواب


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
قصص القرآن.zip‏  215.4 كيلوبايت المشاهدات 4


التصنيفات
قصص القرآن الكريم

الرجل المؤمن

الرجل المؤمن


الونشريس

الونشريس

تقبلو تحياتي …




رد: الرجل المؤمن

الشيطان لم يرهقك أخي العيد ونشرتها
وان شاء الله كتب لك في ميزان حسناتك ما يضاهي عدد حبات الرمل والحصى
شكرا لهده الافادة الطيبة




رد: الرجل المؤمن

شكراااا لك ملاك على مرورك الحلو وزاد الموضوع اشراقا

انشاء الله يبعدو علينا وعليكم




رد: الرجل المؤمن

شكرا اخي موليار على الموضوع




رد: الرجل المؤمن

العفو اخي عبد الحميدش
سعدت بمرورك اخي




رد: الرجل المؤمن

الونشريس




رد: الرجل المؤمن

مشكور اخي على الموضوع القيم جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

دمت مخلصا ووفيا




رد: الرجل المؤمن

شكرا لك اخي موليار بارك الله فيك و اضيف الى ميزان حسناتك انشاء الله
نحن ننتضر جديدك على احر من الجمر فواصل ولا تفاصل




رد: الرجل المؤمن

شكراااااااااااااااااااااااااااااا لمروركم
بارك الله فيكم




رد: الرجل المؤمن

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته….
جزاك الله كل خير لفته كريمه وجميله

ان شاء الله يكتب لك في ميزان حسناتك عدد قطرات المطر وذرات الرمل

ابو المعتصم




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج


الونشريس

الإسراء والمعراج في العقيدة الإسلامية حادثة جرت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر منذ أعلن النبي محمد أن الله قد أرسل جبريل يكلفه برسالة دينية يبلغها إلى قبيلته قريش ومن ثم إلى البشرية وأنها تتمة وخاتمة لرسالات السماءالسابقة، وحسب التاريخ الإسلامي للفترة هذه والمصطلح على تسميته السيرة النبوية يعد الإسراء الرحلة التي قام بها النبي محمد على البراق مع جبريل ليلا من بلده مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، وهي رحلة استهجنت قبيلة قريش حدوثها لدرجة أن بعضهم صار يصفق ويصفر مستهزئاً ولكن النبي محمد على تأكيدها وأنه انتقل بعد من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل أوحسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملآ الآعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة. ورد في سورة الإسراء ***64831;سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)***64830;

ويؤكد علماء المسلمين أن هذه الرحلة تمت بالروح والجسد معاً وإلا لما حصل لها الإنكار المبالغ فيه من قبيلة قريش، وأن هذه الرحلة تجاوزت حدود الزمان والمكان.

روي عن ابن هشام في السيرة النبوية :

قال ‏‏:‏‏ ثم أسري برسول الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس من إيلياء، وقد فشا الإسلام بمكة في قريش، وفي القبائل كلها
‏‏.‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ كان من الحديث فيما بلغني عن مسراه، عن عبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري ،وعائشة زوج النبي، ومعاوية بن أبي سفيان، والحسن بن أبي الحسن البصري، وابن شهاب الزهري، وقتادة وغيرهم من أهل العلم، وأم هانئ بنت أبي طالب، ما اجتمع في هذا الحديث، كل يحدث عنه بعض ما ذكر من أمره حين أُسري به، وكان في مسراه، وما ذكر عنه بلاء وتمحيص، وأمر من أمر الله عز وجل في قدرته وسلطانه، فيه عبرة لأولي الألباب، وهدى ورحمة وثبات لمن آمن وصدق، وكان من أمر الله سبحانه ‏والله على يقين، فأسرى به سبحانه والله كيف شاء، ليريه من آياته ما أراد، حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم، وقدرته التي يصنع بها ما يريد ‏‏.‏‏

رواية عبد الله بن مسعود عن الإسراء
فكان عبد الله بن مسعود – فيما بلغني عنه – يقول ‏‏:‏‏

أُتي رسول الله ) بالبراق – وهي الدابة التي كانت تحُمل عليها الأنبياء قبله، تضع حافرها في منتهى طرفها – فحُمل عليها، ثم خرج به صاحبه، يرى الآيات فيما بين السماء والأرض، حتى انتهى إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم الخليل وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء قد جمُعوا له، فصلى بهم ‏‏.‏‏ ثم أُتي بثلاثة آنية، إناء فيه لبن، وإناء فيه خمر، وإناء فيه ماء ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله () ‏‏:‏‏ فسمعت قائلا يقول حين عُرضت علي ‏‏:‏‏ إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته، وإن أخذ اللبن هُدي وهديت أمته ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأخذت إناء اللبن، فشربت منه، فقال لي جبريل ‏‏:‏‏ هُديت وهديت أمتك يا محمد ‏‏.‏‏

رواية الحسن عن مسراه
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحُدثت عن الحسن أنه قال ‏‏:‏‏ قال رسول الله ‏‏:‏‏ بينا أنا نائم في الحجر، إذ جاءني جبريل، فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئا، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثانية فهمزني بقدمه، فجلست ولم أر شيئا، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلست، فأخذ بعضدي، فقمت معه، فخرج بي إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض، بين البغل والحمار، في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه، يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه، ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته ‏‏.‏‏ [بحاجة لمصدر]

رواية قتادة عن مسراه
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحُدثت عن قتادة أنه قال ‏‏:‏‏ حُدثت أن رسول الله قال ‏‏:‏‏ لما دنوت منه لأركبه شَـمَس، فوضع جبريل يده على مَعرفته، ثم قال ‏‏:‏‏ ألا تستحي يا براق مما تصنع، فوالله ما ركبك عبد لله قبل محمد أكرم عليه منه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فاستحيا حتى ارفضّ عرقا، ثم قر حتى ركبته ‏‏.‏‏ [بحاجة لمصدر]

تفسير كلمة البراق في الروايات الإسلامية:

هو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه.

عودة إلى رواية الحسن
قال الحسن في حديثه ‏‏:‏‏ فمضى رسول الله ، ومضى جبريل معه، حتى انتهى به إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فأمَّهم رسول الله فصلى بهم، ثم أُتي بإناءين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن ‏‏.‏‏[بحاجة لمصدر] قال ‏‏:‏‏ فأخذ رسول الله إناء اللبن، فشرب منه، وترك إناء الخمر ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال له جبريل ‏‏:‏‏ هديت للفطرة، وهديت أمتك يا محمد، وحرمت عليكم الخمر ‏‏.‏‏ ثم انصرف رسول الله إلى مكة، فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر ‏‏.‏‏ فقال أكثر الناس ‏‏:‏‏ هذا والله الإمْر البين، والله إن العير لتطرد، شهرا من مكة إلى الشام مدبرة، وشهرا مقبلة، أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة، ويرجع إلى مكة ‏‏!‏‏ قال ‏‏:‏‏ فارتد كثير ممن كان أسلم، وذهب الناس إلى أبي بكر، فقالوا له ‏‏:‏‏ هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال لهم‏ أبو بكر ‏‏:‏‏ إنكم تكذبون عليه ؛ فقالوا ‏‏:‏‏ بلى، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ؛ فقال أبو بكر ‏‏:‏‏ والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يُعجبكم من ذلك ‏‏!‏‏ فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدّقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه، ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله، فقال:‏‏ يا نبي الله، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ؛ قال ‏‏:‏‏ يا نبي الله، فصفه لي، فإني قد جئته – قال الحسن ‏‏:‏‏ فقال رسول الله ‏‏:‏‏ فرُفع لي حتى نظرت إليه – فجعل رسول الله () يصفه لأبي بكر، ويقول أبو بكر:‏‏ صدقت، أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئا، قال ‏‏:‏‏ صدقت، أشهد أنك رسول الله، حتى إذا انتهى، قال رسول الله لأبي بكر:‏‏ وأنت يا أبا بكر الصديق ؛ فيومئذ سماه الصديق ‏‏.‏‏ قال الحسن ‏‏:‏‏ وأنزل الله فيمن ارتد عن إسلامه لذلك:‏‏ ‏‏(‏‏ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(60) ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏

فهذا حديث الحسن عن مسرى رسول الله.‏‏ وما دخل فيه من حديث قتادة.‏‏

وصفه لإبراهيم وموسى وعيسى
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وزعم الزهرى عن سعيد بن المسيب أن رسول الله وصف لأصحابه إبراهيم وموسى وعيسى حين رآهم في تلك الليلة، فقال ‏‏:‏‏ أما إبراهيم، فلم أر رجلا أشبه قط بصاحبكم، ولا صاحبكم أشبه به منه ؛ وأما موسى، فرجل آدم طويل ضرب جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة ؛ وأما عيسى بن مريم، فرجل أحمر، بين القصير والطويل، سبط الشعر، كثير خِيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس، تخال رأسه يقطر ماء، وليس به ماء، أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفي ‏‏.‏‏

رواية أم هانئ عن الإسراء
قال محمد بن إسحاق ‏‏:‏‏ وكان فيما بلغني عن أمر هانئ بنت أبي طالب ا، واسمها هند، في مسرى رسول الله ()، أنها كانت تقول ‏‏:‏‏ ما أُسري برسول الله () إلا وهو في بيتي، نام عندي تلك الليلة في بيتي، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أهبَّنا رسول الله () ؛ فلما صلى الصبح وصلينا معه، قال ‏‏:‏‏ يا أم هانئ، لقد ‏صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين، ثم قام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه، فتكشَّف عن بطنه كأنه قُبطية مطوية، فقلت له ‏‏:‏‏ يا نبي الله، لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك §ويؤذوك ؛ قال ‏‏:‏‏ والله لأحدثنهموه ‏‏.‏‏

قالت ‏‏:‏‏ فقلت لجارية لي حبشية ‏‏:‏‏ ويحك اتبعي رسول الله () حتى تسمعي ما يقول للناس، وما يقولون له ‏‏.‏‏ فلما خرج رسول الله إلى الناس أخبرهم، فعجبوا وقالوا ‏‏:‏‏ ما آية ذلك يا محمد ‏‏؟‏‏ فإنا لم نسمع بمثل هذا قط ؛ قال ‏‏:‏‏ آية ذلك أني مررت بعير بني فلان بوادي كذا وكذا، فأنفرهم حس الدابة، فندَّ لهم بعير، فدللتهم عليه، وأنا موجَّه إلى الشام ‏‏.‏‏

ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بني فلان، فوجدت القوم نياما، ولهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء، فكشفت غطاءه وشربت ما فيه، ثم غطيت عليه كما كان ؛ وآية ذلك أن عيرهم الآن يصوب من البيضاء، ثنية التنعيم، يقدمها جمل أورق، عليه غرارتان، إحداهما سوداء، والآخرى برقاء ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أولُ من الجمل كما وصف لهم، وسألوهم عن الإناء، فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءا ماء ثم غطوه، وأنهم هبوا فوجدوه مغطى كما غطوه، ولم يجدوا فيه ماء ‏‏.‏‏ وسألوا الآخرين وهم بمكة، فقالوا ‏‏:‏‏ صدق والله، لقد أُنْفرنا في الوادي الذي ذكر، وندّ لنا بعير، فسمعنا صوت رجل يدعونا إليه، حتى أخذناه ‏‏.‏‏«»

[عدل]قصة المعراج

الرسول يصعد إلى السماء الأولى ‏‏(‏‏ حديث الخدري عن المعراج‏‏)‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني من لا أتهم عن أبي سعيد الخدري أنه قال ‏‏:‏‏ سمعت رسول الله يقول ‏‏:‏‏ لما فرغت مما كان في بيت المقدس، أُتي بالمعراج، ولم أر شيئا قط أحسن منه، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حُضر، فأصعدني صاحبي فيه، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء، يقال له ‏‏:‏‏ باب الحفظة، عليه ملك من الملائكة، يقال له ‏‏:‏‏ إسماعيل، تحت يديه اثنا عشر ألف ملك، تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك – قال ‏‏:‏‏ يقول رسول الله حين حدث بهذا الحديث ‏‏:‏‏ وما يعلم جنود ربك إلا هو – فلما دُخل بي، قال ‏‏:‏‏ من هذا يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا محمد ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ أوقد بعث ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فدعا لي بخير، وقاله ‏‏.‏‏

صفة مالك خازن النار :
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول الله، أنه قال ‏‏:‏‏ تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا، فلم يلقني ملك إلا ضاحكا مستبشرا، يقول ‏خيرا ويدعو به، حتى لقيني ملك من الملائكة، فقال مثل ما قالوا، ودعا بمثل ما دعوا به، إلا أنه لم يضحك، ولم أر منه من البشر مثل ما رأيت من غيره، فقلت لجبريل ‏‏:‏‏ يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ولم يضحك إلي، ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال لي جبريل ‏‏:‏‏ أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك، أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك، لضحك إليك، ولكنه لا يضحك، هذا مالك صاحب النار ‏‏.‏‏

من صفات جهنم:
فقال رسول الله ‏‏:‏‏ فقلت لجبريل، وهو من الله بالمكان الذي وصف لكم ‏‏(‏‏ مطاع ثم أمين ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ ألا تأمره أن يُريني النار ‏‏؟‏‏ فقال ‏‏:‏‏ بلى، يا مالك، أرِ محمدا النار ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فكشف عنها غطاءها، فقال ‏‏:‏‏ ففارت وارتفعت، حتى ظننت لتأخذن ما أرى ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلت لجبريل ‏‏:‏‏ يا جبريل، مُرْه فليردها إلى مكانها ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأمره، فقال لها ‏‏:‏‏ اخبي، فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه ‏‏.‏‏ فما شبَّهت رجوعها إلا وقوع الظل ‏‏.‏‏ حتى إذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها ‏‏.‏‏

عرض الأرواح على آدم:
و قال أبو سعيد الخدري في حديثه ‏‏:‏‏ إن رسول الله قال ‏‏:‏‏ لما دخلت السماء الدنيا، رأيت بها رجلا جالسا تُعرض عليه أرواح بني آدم، فيقول لبعضها إذا عُرضت عليه خيرا ويُسّر به، ويقول ‏‏:‏‏ روح طيبة خرجت من جسد طيب ؛ ويقول لبعضها إذا عُرضت عليه ‏‏:‏‏ أف، ويعبس بوجهه ويقول ‏‏:‏‏ روح ‏خبيثة خرجت من جسد خبيث ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ من هذا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا أبوك آدم، تعرض عليه أرواح ذريته، فإذا مرت به روح المؤمن منهم سر بها ‏‏.‏‏ وقال ‏‏:‏‏ روح طيبة خرجت من جسد طيب ‏‏.‏‏ وإذا مرت به روح الكافر منهم أفَّف منها وكرهها، وساءه ذلك، وقال ‏‏:‏‏ روح خبيثة خرجت من جسد خبيث ‏‏.‏‏

صفة أكلة أموال اليتامى ظلما
قال ‏‏:‏‏ ثم رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الإبل، في أيديهم قطع من نار كالأفهار، يقذفونها في أفواههم، فتخرج من أدبارهم ‏‏.‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ من هؤلاء يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هؤلاء أكلة أمول اليتامى ظلما ‏‏.‏‏

صفة أكلة الربا
قال ‏‏:‏‏ ثم رأيت رجالا لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل آل فرعون، يمرون عليهم كالإبل المهيومة حين يُعرضون على النار، يطئونهم لا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ من هؤلاء يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هؤلاء أكلة الربا ‏‏.‏‏

صفة الزناة من بني آدم
قال ‏‏:‏‏ ثم رأيت رجالا بين أيديهم لحم ثـمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون السمين الطيب ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ من هؤلاء يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء، ويذهبون إلى ما حرم الله عليهم منهن ‏‏.‏‏ ‏

من نسبت ابنا لزوجها من غيره
قال ‏‏:‏‏ ثم رأيت نساء معلقات بثديهنّ، فقلت ‏‏:‏‏ من هؤلاء يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هؤلاء اللاتي أدخلن على الرجال من ليس من أولادهم ‏‏.‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني جعفر بن عمرو، عن القاسم بن محمد أن رسول الله، قال ‏‏:‏‏ اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم، فأكل حرائبهم، واطلع على عوراتهم ‏‏.‏‏

[عدل]تفاصيل صعود النبي في السموات
ثم رجع إلى حديث أبي سعيد الخدري، قال ‏‏:‏‏ ثم أصعدني إلى السماء الثانية، فإذا فيها ابنا الخالة ‏‏:‏‏ عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا، قال ‏‏:‏‏ ثم أصعدني إلى السماء الثالثة، فإذا فيها رجل صورته كصورة القمر ليلة البدر ؛ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ من هذا يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا أخوك يوسف ابن يعقوب ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم أصعدني إلى السماء الرابعة، فإذا فيها رجل فسألته ‏‏:‏‏ ‏من هو ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا إدريس – قال ‏‏:‏‏ يقول رسول الله ‏‏:‏‏ ورفعناه مكانا عاليا – قال ‏‏:‏‏ ثم أصعدني إلى السماء الخامسة فإذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية، عظيم العثنون، لم أر كهلا أجمل منه ؛ قال‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ من هذا يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال هذا المحبَّب في قومه هارون بن عمران ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم أصعدني إلى السماء السادسة، فإذا فيها رجل آدم طويل أقنى، كأنه من رجال شنوءة ؛ فقلت له ‏‏:‏‏ من هذا يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا أخوك موسى بن عمران ‏‏.‏‏ ثم أصعدني إلى السماء السابعة، فإذا فيها كهل جالس على كرسي إلى باب البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يرجعون فيه إلى يوم القيامة ‏‏.‏‏ لم أر رجلا أشبه بصاحبكم، ولا صاحبكم أشبه به منه ؛ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ من هذا يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا أبوك إبراهيم ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم دخل بي الجنة، فرأيت فيها جارية لعساء، فسألتها ‏‏:‏‏ لمن أنت ‏‏؟‏‏ وقد أعجبتني حين رأيتها ؛ فقالت ‏‏:‏‏ لزيد بن حارثة، فبشَّر بها رسول الله زيد بن حارثة ‏‏.‏‏ ‏

[عدل]فرض الصلاة في الإسراء والمعراج
قال ابن إسحاق:‏‏ ومن حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي، فيما بلغني:‏‏ أن جبريل لم يصعد به إلى سماء من السماوات إلا قالوا له حين يستأذن في دخولها:‏‏ من هذا يا جبريل؟‏‏ فيقول:‏‏ محمد ؛ فيقولون:‏‏ أوقد بعث إليه؟‏‏ فيقول:‏‏ نعم؛ فيقولون:‏‏ حياه الله من أخ وصاحب!‏‏ حتى انتهى به إلى السماء السابعة، ثم انتهى به إلى ربه، ففرض عليه خمسين صلاة في كل يوم.‏‏ موسى بن عمران يطلب من النبي عليه الصلاة والسلام سؤال ربه التخفيف عن أمته في أمر الصلاة قال:‏‏ قال رسول الله:‏‏ فأقبلت راجعا، فلما مررت بموسى بن عمران، ونعم الصاحب كان لكم، سألني كم فُرض عليك من الصلاة؟‏‏ فقلت:‏‏ خمسين صلاة كل يوم؛ فقال:‏‏ إن الصلاة ثقيلة، وإن أمتك ضعيفة، فارجع إلى ربك، فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك.‏‏ فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتي، فوضع عني عشرا.‏‏ ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك؛ فرجعت فسألت ربي، أن يخفف عني وعن أمتي، فوضع عني عشرا.‏‏ ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك ؛ فرجعت فسألت ربي، فوضع عني عشرا ‏‏.‏‏ ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك، كلما رجعت إليه، قال ‏‏:‏‏ فارجع فاسأل ربك، حتى انتهيت إلى أن وضع ذلك عني، إلا خمس صلوات في كل يوم وليلة.‏‏ ثم رجعت إلى موسى، فقال لي مثل ذلك، فقلت:‏‏ قد راجعت ربي وسألته، حتى استحييت منه، فما أنا بفاعل ‏‏.‏‏




رد: الإسراء والمعراج

هنا كتاب السرية النبوية




رد: الإسراء والمعراج

اصحاب الكهفان قصة اصحاب الكهف تمثل صفحة ناصعة من صفحات البذل و التضحية و العطاء,فهم شباب تركوا زخارف الدنيا الفانية خوفا على انفسهم من ان يفتنوا في دينهم ومن ترك شيئا لله عوضه عنه خيرا قال الله تعالىام حسبت ان اصحاب الكهف و الرقيم كانوا من ءاياتنا عجبا 9 اذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من امرنا رشدا 10 فضربنا على ءاذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا 12 نحن نقص عليك نباهم بالحق انهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدى 13 وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعو من دونه الاها لقد قلنا شططا14 هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لولا ياتون عليهم بسلطان بين فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا15 ) هؤلاء الفتية اعتزلوا الدنيا من اجل الله فعوضهم الله خيرا




رد: الإسراء والمعراج

رووووعة مشكوور




رد: الإسراء والمعراج

اختياركم لهذا الموضوع موفق
بارك الله لك
ونطمع بالمزيد




رد: الإسراء والمعراج




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

مفهوم القصة القرآنية

مفهوم القصة القرآنية


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفهوم القصة القرآنية

حقق القصص القرآني غايات سامية في إطار ما صوّر من المواقف، وما تضمنه من معنى، وكان في ذلك مثلاً أعلى في عرض حقائق التاريخ، وفي الإشارة إلى معالم تاريخ البشرية، وصور سلوكها، وتأمل مواقف الأمم، برجالاتها ونسائها، بما في ذلك من خير وشر، صلاح وفساد، وكان لهذا الفن القصصي فضل الكشف عما طمسته الأيام والسنون، ومحاه النسيان والتقادم، {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} [النساء: 164].

ولم يكن ذلك الاستدعاء التاريخي لبعض مظاهر القديم في جوانب منه ضرباً من التذكير العارض، أو التشويق السطحي، بل كان مثار توجيه ونصح وإرشاد، وموطن تذكير لأولي الألباب، ومثابة تقوية للعزيمة والهمة، فهو يؤنس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويسلِّيه، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُِوْلِي الأَْلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

وقد كانت هذه الآية آخر آية في سورة يوسف، بعد أن استغرقت قصة يوسف السورة كلها، باستثناء آيتي الافتتاح، وباستثناء ما سبق الآية الأخيرة بدءاً من قوله تعالى تعقيباً على قصة يوسف: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوْحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف: 102].

وقامت القصة القرآنية بمهمة جليلة، هي: التذكير العملي الواقعي الحيّ، تطبيقاً لقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45].

ومنهج التذكير هذا، يتجلى في القصة غايةً ووسيلة معاً، وليس أدلّ على ذلك من تتبع ظاهرة عامة، في معظم قصص الأمم السابقة البائدة، هذه الظاهرة، هي بدء القصة بالعبرة منها، وهي الادّكار والاتّعاظ، فهذه جملة قرآنية تتكرر في القرآن الكريم أربع مرات وهي: {َلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}

نراها في أربع صور في قصة أربع أمم هكذا:

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ عَادٌ} [القمر: 17].
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ} [القمر: 22].
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ} [القمر: 32].
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} [القمر: 40].

وعلاوة على أن هذه الآيات كلها مكية، نجدها كلها في سورة القمر، ثم تتكرر في السورة عبارات عن ((كذب)) هؤلاء الأقوام، وسوق العذاب والنُّذُر لهم، كل ذلك في سورة عدد آياتها 54 آية.

وهذا المنهج القصصي التذكيري، يتلاءم مع المنهج القرآني العام، المتمثل في الهداية والرحمة والإبانة:

{وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204].
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]، {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} [يس: 69].
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ} [البقرة: 185].

والاتباع:

{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18].

والتذكير:

{سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى} [الأعلى: 6].
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا} [الإسراء: 41].
{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1].
{فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45].
{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} [الإسراء: 106].

وضرب المثل:

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الإسراء: 89].
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الكهف: 54].
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الروم: 58].

والتدبّر، وتثبيت الفؤاد:

{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: 82].
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} [يوسف: 111].
{وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود: 120].

والإنذار:

{بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} [1-ق].
{وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى} [113-طه].
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى} [7-الشورى].
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ} [19-الأنعام].

هذا إلى جانب التعقل والتفكر، والعلم…، والإخبار:

{تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا} [101-الأعراف]، ومثلها [99-طه].

وهذا المنهج المتكامل من استحضار الأحداث والعبر، والتذكير، وتسلية الرسول وإيناسه والهداية والرحمة والإبانة، والإتباع، وضرب المثل، والتدبر، والإنذار وغير ذلك من أسرار المنهج الإلهي العظيم، استدعى أن يستند هذا الأسلوب العظيم، على مصطلح له اشتقاقه المتناسب مع الغوص في أعماق التاريخ، وتأمل سلوك الأمم والملوك والرعايا بما في ذلك من قصّ الأثر وتتبعه والنظر فيه: قصصت الأثر، واقتصصته، وتقصصته، وخرجت في أثر فلان قصصاً، قال تعالى: {وَقَالَتْ لأُِخْتِهِ قُصِّيهِ} [11-القصص]، {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [64-الكهف].

ولقد أشرنا إلى الآية الأخيرة من سورة يوسف {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ …}، وكانت الآية الثالثة: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ…}، ويأتي التعبير نفسه مع سورة تتشابه مع سورة يوسف في اهتمامها بعرض قصة متكاملة تستغرق آيات السورة في معظمها، مع مقدمات وخواتيم موجزة، هذه السورة هي سورة الكهف، التي تبدأ القصة منذ الآية التاسعة بعد التمهيد الضروري، حتى الآية 26، ثم ترد قصص أخرى، وفي أثناء ذلك نجد قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ} [13-الكهف].

وتتوالى آيات القص:

{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُون} [76-النمل].
{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [176-الأعراف].
{فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ} [25-القصص].
{قَصَصْنَا عَلَيْكَ} [118-النحل]، [78-غافر].
{قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ..} [164-النساء].

وحملت سورة من سور القرآن الكريم اسم ((القصص)) وعدد آياتها 88 آية.

وكان القصص الديني عملاً من رسالات الأنبياء، له غايته السامية العظيمة:

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي} [130-الأنعام].
{إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي} [35-الأعراف].
{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [176-الأعراف].

وفي تأمل هذه الأبيات التي تضمنت غايات القص وغيرها، تبين ارتباط القص بغايات مهمة هي: الحديث، والنّبأ، والخبر.

ومن الحديث:

{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [9-طه].
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ} [13-الكهف].

ومن الخبر:

{وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [31-محمد].

وهكذا نقف على معنى القصص القرآني المرتبط بغاية سامية، والمستند إلى مادة وفيرة، عمرها القرون المتعاقبة، وأن الحدث والحديث، والخبر، والنبأ فيها هو مما يعجز عن استيعابه راوٍ أو قصاص من البشر؛ لأنه يتطلب الاستقصاء إلى أبعد مدى، والتوغل إلى أقصى غاية؛ توظيفاً لهذا الاستدعاء التراثي البعيد، في تبليغ الرسالة، وتأدية الأمانة، أمانة النبيّ الذي اشتق لقبه من مادة النبأ والإنباء، وهي جزء من صميم القصص حيث:

{أنباء القرى} [100-هود]، {أنباء الغيب} [49-هود]، و{نبأ موسى} [3-القصص]، {ونبأ أهل الكهف} [13-الكهف] و((أخبار)) أولئك جميعاً وغيرهم.




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

الاسراء والمعراج

الاسراء والمعراج


الونشريس

الإسراء والمعراج"الأولي "

الحمد لله العلي الأعلى سبحانه مولي دان له كل مولي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى . أحمد الله وأشكره أتوب إليه واستغفره وأستعين به وأستنصره وأساله من نعمه التي لا تحصي . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله فكان خير من نصح أوصي . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلى يوم الدين أما بعد فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير .يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين يشيد بعظمة نبيه الأمين ورسوله الكريم " بسم الله الرحمن الرحيم" سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير "
عباد الله أيها المسلمون :
إنه والله لحدث عظيم إسراء رسول الله صلي الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى بفلسطين حدث يذهل الألباب ويدهش العقول ويحير النفوس ويبعث التساؤل .
ماذا عسي أن تفعل الأهواء وضح الدليل وصحت الأنــــــباء

وضح الدليل فلا ينال توهم منهم ولا يلقي إليه مــــــــــــراء

يتساءلون وحق أن يتساءلوا في النوم أم في اليقظة الإسراء

إسراء أحمد لحظة من برزخ طويت لها الأبعاد والآنـــــــــاء
لا تسألن الدهر عنه فقد عني لله يفعل فيه كيف يشــــــــــــاء
هذا هو النور الذي فخرت به بدر التمام الليلة الليـــــــــــــلاء

إنه والله لحدث عظيم رؤية رسول الله صلي الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالي ميزة لا تنال وخصوصية تكاد تكون المحال سألها موسى عليه السلام فكان من أمره ما كان " ولما جاء موسي لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلي الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين " وسألها قوم موسى عليه السلام فصعقوا وعنبوا أكبر تعنيب " وإذ قلتم ياموسي لن نؤمن لك حتى نري الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثنا كم من بعد موتكم لعلكم تشكرون " وعرض بذلك سلطان العاشقين عمر بن الفارض رحمه فقال يخاطب رب العزة سبحانه وتعالي : زدني بفرط الحب فيك تحيرا وارحم حشا بلظى هواك تســعرا

وإن سألتك أن أراك حقيقة فاصفح ولا تجعل جوابي لم تـــــر

وعرض بذلك الإمام البوصيري رحمه الله فقال يخاطب رسول الله صلي الله عليه وسلم :
كيف ترق رقيك الأنبياء يا سماء ما طاولتها سمــــــــــــاء

لم يدانوك في علاك وقد حـــال سنا منك دونهم وســــــــناء

إنما مثلوا صفاتك للناس كما مثل النجوم المــــــــــــــــــــاء
لذلك كان حريا أن تفتتح هذه الآية بسبحان الله . بتقديس الله سبحانه وتعالي الذي له قدرته البارعة في تصريف عوالمه الواسعة الشاسعة . تقديسا يتطابق فيه القول والفعل تقديسا يتوافق فيه الأثر والعين تقديسا ينزه الله تعالي عن الريب والشبهات " قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلي ذي العرش سبحانه وتعالي عما يقولون علوا كبيرا تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا "وتصح الحكمة القائلة أعددت لكل أعجوبة سبحان الله ولكل نعمة ما شاء الله لا قوة إلا بالله . سبحان الله عجبا أن يقطع سار من المسافات في بضع ساعات بل في لحظات أو هنيهات مالا تقطعه الإبل الراشدة في شهرين كاملين فضلا عن عروجه إلى السماء سماء سماء ثم إلى الكرسي ثم إلى العرش ثم إلى حيث لا يعلم علمه إلا الله " ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع المر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما يعلمون " . حق أن تعجب أيها الإنسان عجبا يزيدك اعتقادا في قدرة الله عجبا يملؤك إيمانا بقول الله " إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " .
ماتت خديجة وهلك أبو طالب وسمي رسول الله صلي الله عليه وسلم عام موتهما عام الحزن واشتد الإيذاء برسول الله صلي الله عليه وسلم فخرج من مكة يعرض نفسه علي القبائل المجاورة لعله يجد من يأخذ بيده ليبلغ رسالة ربه فقوبل بالتهكم والاستهزاء ورد بالإهانة والإباء فما كان ليحزن وما كان ليستكين وقد صور لنا هذا المشهد العظيم قول القائل :
لقد رمي الهادي الحبيب محمد بأفتك سهم في صميم سويــــــــــــداء

لقد نال منه الحزن أعتي مناله بفقدانه كفئين من خير أكفــــــــــــــاء

فراح إلى الأحياء يعرض نفسه عسي أن يفوز منهم بوقــــــــــــــــاء

فرد بسخر لاذع وتهكم مشين وازدراء مهين وأقبح إيـــــــــــــــــذاء
فراح إلى الرحمن يشكو ويرتجي بمقلة بكاء وراحة دعــــــــــــــــــاء
يقول إلهي أنت لي من مجبه يقابل إحساني بأقبح أجـــــــــــــــــــواء
وما كان رب الورى وهو كفيله ليتركه يشكو الأسى دون إشجــــــاء
فسل من الأعماق سل همومه وصب علي نار الأسى قصد إطفـــــــاء
لنعلم أن لا عز دون مذلة ولا صبح إلا بعد ليل وظلمــــــــــــــــــــاء
من أجل ذلك الله أسري بعبده وأطلع إصباح الرضا بعد ليل وإمساء

عباد الله أيها المسلمون: ذهب بن حزم وبن عبد البر وبه جزم النووي في الروضة أنه في ليلة السابع والعشرين من شهر الله رجب سنة اثنتين وخمسين من عمر رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو نائم في بيت أم هاني بين عمه حمزة والعباس رضي الله عنهما هبط عليه جبريل الأمين في طائفة من الملائكة المقربين فأيقظوا النبي صلي الله عليه وسلم في هدوء وسكون واحتمل الملائكة الكرام محمدا عليه الصلاة والسلام حيث جاءوا به زمزم ثم شقوا عن صدره المعظم وملؤه بالعلم واليقين والنور ليقوي علي مشاهدة مافي هذه الرحلة من عظائم الأمور ثم أطبقوه كما كان . ثم جيء بالبراق مسرجا ملجما فأركبوا النبي مفخما معظما وأخذ بالركاب جبريل وتولي الزمام ميكائيل وطار البراق وسط الرفاق يسابق بحافره منتهى ناظره وما هو إلا قليل من الوقت حتى وصلوا إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه السميع البصير . وهناك أطلعه الله من مكنوناته علي ما نطقت به محكمات آياته صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون . وهناك جمع الله له الأنبياء والمرسلين فصلي بهم إماما أجمعين و بعد الصلاة عطش رسول الله صلي الله عليه وسلم فأسرع جبريل في غمضه العين فأحضر خمرا ولبنا في إناءين مختلفين فاختار اللبن لأول مرة فقال له جبريل أصبت الفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون . ثم جيء بالمعراج فانتصب مرقاة من فضة ومرقاة من ذهب فعرج فيه رسول الله إلى السبع الطباق ثم إلى سدرة المنتهي حيث وقف جبريل السير وانتهي فعاتبه ليسلك سبيله أهاهنا يترك الخليل خليله فقال له تقدم يا محمد والذي نفسي بيده لو أنك تقدمت اخترقت ولو أني تقدمت احترقت وما منا إلا له مقام معلوم وصدق من قال :
هناك جثي جبريل واحتبس الخطا وقال وداعا يا أعز الأخــــــــــلاء

فعاتبه أن يترك الخل خله وأنحي عليه دائما كل إنحــــــــــــــــــــاء

فناداه جبريل الأمين يحثه ويدلـي إليه العذر أكرم إدلاء

محمد يا خير الورى أدن واخترق حجاب السنا لا تخشى أية أجواء
هذا مقامي لست أعدو حدوده وكل مليـــــــــــــــك ذو حدود وأجواء
بربك لو أني تقدمت خطوة لصرت شعاعا واحترقت بأضـــــــــــواء

ثم زج به إلى الكرسي الذي وسع الأرض والسماوات العلي ثم إلى العرش الذي تمتثل له العوالم امتثال أصغر حلقة إلى أوسع فلك ثم إلى المستوي الذي سمع فيه صريف الأقلام وهي تخط حوادث الأكوان علي صفحات الأيام ثم زج به في بحار لا نهائية عميقة حيث عاين ربه كما جاءت به الأخبار الوثيقة عاين بلا كيف ولا انحصار من لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ثم زج به في اللانهائية التي تناهي النهي عن وصفها دون إنهاء وشاهد بين الحق والنور والهدي مشاهد لا تغني بإنسان سوداء رأي ربه بالعين والقلب والحجا رأي النور لا يقوي علي وصفه رائي روي البيهقي رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه قال سألت النبي صلي الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ فقال نورا أني أراه وفي رواية الإمام مسلم رأيت نورا . وصدق من قال :
أسري بك الرحمن من أم القري ليلا تؤو علي البراق الشامــــا

وتجمع الرسل الكرام جماعة بالمسجد الأقصى فكنت إمامـــــــا

ورقيت في السبع الطباق وجبتها لتجوز سوق العرش الأسناما

فإذا العوالم منك أصغر حلقة في قيعة جنباتها تترامــــــــــــــي
ورأيت ربك رؤية بصرية لا فهم يدركها ولا إفهامــــــــــــــــــا
فرض الإله عليك خمس فرائض وكساك أثواب الرضا إكرامــا
طفت العوالم رحلة ميمونة وسعت عجائبه الورى أقلامـــــــــا
ورجعت لم يبرد منامك .. يالها لحظات ليل مثلت أعوامــــــــــا

اتقوا الله عباد الله واعلموا أن قدرة الله لا يستعصي عليها شيء ولتعلموا أن الله علي كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما . روي الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماوات العليا أوحي الله فيما أوحي إلى خمسين صلاة فهبط إلى نبي الله موسي فسأله ماذا انزل الله عليك قال خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فما زال بين موسي وربه حتى قال له الله ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد هي خمسون في الأجر خمس في العمل فنزل إلى موسي قال ارجع إلى ربك فسأله التخفيف فقال لقد راجعت ربي حتى استحييت أن أراجعه أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .
الثانية :
يقول الله " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا " هنا يعبر الله عن الإسراء والمعراج أنها كانت رؤيا أي أنها كانت بالروح وفي المنام وفي الآية التي في صدر السورة عبر "بعبده " أي بجسد عبده وبمجموع الآيتين يكون الإسراء بالروح والجسد معا وهي معجزة من المعجزات التي أيد بها رب العزة رسوله صلي الله عليه وسلم والتي لها مقدماتها ونتائجها فمن مقدماتها أنها كانت تسلية لرسول الله صلي الله عليه وسلم لما مات عمه وزوجته وأوذي بعدها ممن عرض نفسه عليهم . ومن نتائجها إنها كانت فتنة للناس ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة فعن بن عباس رضى الله عنهما قال لما كانت الليلة التي أسري فيها برسول الله صلي الله عليه وسلم اصبح الرسول معتزلا حزينا يجلس في ظل الكعبة فمر عليه عدو الله أبو جهل فقال له هل عندك شي فقال اسري بي الليلة قال من أين إلى أين قال من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قال وأصبحت بين ظهرانينا فقال له لو جمعت لك الناس أتحدثهم بهذا الحديث فقال نعم فجمع له القوم فحدثهم فقالوا له صف لنا بيت المقدس قال الرسول فوصفت لهم البيت بابا بابا وشباكا شباكا حتى التبس عليه الوصف فأحضر له جبريل بيت المقدس علي كفه فوصفه وكان من القوم من رأي بيت المقدس وعرفه فمنهم من صفق ومنهم من وضع يديه علي قلبه ومنهم من ارتد فذهبوا إلى أبي بكر فقصوا عليه الخبر فقال إن كان قال ذلك فقد صدق فهو يحدثني بما هو أكبر من ذلك فأصدقه يحدثني بخبر السماء يأتيه ومن هنا سمي أبو بكر بالصديق .




رد: الاسراء والمعراج

الإسراء والمعراج " الثانية "

الحمد لله القدير بيده الأمر . أمره بين الكاف والنون إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأسأله الوقاية والحماية من جميع الآفات وأتوكل في جميع الأمور عليه . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله فكان أقرب المقربين إليه . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلى يوم الدين أما بعد : فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله فالتقوى مخرج من الضيق وسعة في الرزق (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) .
وصدق من قال :

مرادي منك نسيان المـــــراد إذا رمت السبيل إلى الرشاد

تزود للذي لابــــــــــــــد منه فان الموت ميقات العبــــــاد
أترضى أن تكون رفيق قــوم لهم زاد وأنت بغــــــــير زاد
وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين :
" والنجم إذ اهوي . ما ضل صاحبكم وما غوي . وما ينطق عن الهوي . إن هو إلا وحي يوحي .علمه شديد القوي ذو مرة فاستوي . وهو بالأفق العلي . ثم دني فتدلي . فكان قاب قوسين أو أدني . فأوحي إلي عبده ما أوحي . ما كذب الفؤاد ما رأي . أفتمارونه علي ما يري . ولقد رآه نزلة أخري . عند سدرة المنتهي . عندها جنة المأوي . إذ يغشي السدرة ما يغشي . ما زاغ البصر وما طغي . لقد رأي من آيات ربه الكبرى ".
بدأ الإسراء بشق صدر النبي صلي الله عليه وسلم وهنا تتجلى العظمة الإلهية فقد تولاه جبريل بنفسه فشق من نحره إلى لبته بدون مخدر ولا آلات جراحة ثم غسل صدر الحبيب بماء زمزم ذلك الماء الذي له من الخصائص مالا يعلمه إلا الله. لذلك فعند الشرب منه يدعو الإنسان " اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء " . ذلك الماء الذي قال عنه الحبيب " ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم " . ذلك الماء قال عنه الحبيب " ماء زمزم لما شرب له " . ثم ملأ صدر الحبيب بالعلم والنور واليقين ثم أطبق صدر الحبيب كما كان بدون ألم ولا جراحة ولا فترة نقاهة . بل واصل الحبيب رحلته في الحال . ثم جيء بالبراق وهو دابة فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى ناظره فلما ركب الحبيب تحرك واضطرب فقال له جبريل مه أيها البراق فوالله ما ركبك أفضل من محمد .وأخذ بالركاب جبريل وتولي الزمام ميكائيل وطار البراق وسط الرفاق . وفي الطريق رأي عجوزا شمطاء قد تزينت بكل زينة وعليها من الحلل والجوهر تنادي هلم إلي يا محمد فقال النبي من هذه يا جبريل فقال سر يا محمد ثم رأي رجلا متنحيا علي جانب الطريق ينادي هلم إلي يا محمد فقال من هذا يا جبريل فقال سر يا محمد ثم رأي خلقا كثيرين يقولون السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا حاشر السلام عليك ياعاقب . ثم قال جبريل أما العجوز الشمطاء التي تزينت بكل زينة فهي الدنيا لم يبق من عمرها إلا مثل ما يبقي من عمر هذه العجوز نعم فهي فانية وإلي زوال وهي دار غرور واسمع لربك " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " . وأما الذي كان متنحيا ينادي فهذا هو الشيطان هذا العدو الذي أخذ علي نفسه العهد ليقعدن في الصراط المستقيم لأمتك واسمع لربك "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير "لذلك ينبغي علي المسلم أن لا يغتر بالشيطان ولا وسوسته " يا أيها الناس كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " . وأما الخلق الذين سلموا عليك فهم إبراهيم وموسى وعيسي . قال النبي ثم بلغنا أرضا قال جبريل انزل هنا يا محمد فصل ثم قال أتدري أي أرض هذه ؟ هنا مدين هنا شجرة نبي الله موسى عليه السلام . ثم بلغنا أرضا فقال جبريل انزل فصل هنا ثم قال هذا بيت لحم حيث ولد عيسي عليه السلام . قال ثم أتينا الوادي الذي في المدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الروابي فقال شداد بن أوس كيف وجدتها قال مثل الحمة السنخة . قال ومررنا علي عير لقريش في مكان كذا وكذا فسلمت عليهم وقد ضل منهم بعير ومسكه لهم فلان بن فلان ويتقدمهم بعير أسود عليه مسح أسود وله غرارتان سوداوان ويصلون في يوم كذا . يروي لما كذبت قريش النبي قال أحدهم هذه شمس اليوم الذي حدد محمد لوصول العير قد أشرقت وإذا بآخر يصيح وها هي العير قد أقبلت . وصدق النبي وكذبت قريش وصدق الله " وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ".
ثم وصل بهم المسير إلى المسجد الأقصي الذي باركنا حوله . والبركة هنا أن الأرض من حوله خصبة طيبة التربة والأقصي بدأ نبي الله داوود بناءه وأوحي الله إليه ياداوود يبني هذا البيت ابن لك طاهر اليد من الدم فبناه نبي الله سليمان وعن هذا سئل النبي أي المساجد وضع أولا ؟ قال المسجد الحرام قيل ثم ماذا قال المسجد الأقصي قيل كم بينهما قال أربعون وهو أحد المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها ويصح في ذلك ما روي الإمام أحمد رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه " لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصي ومسجدي هذا ". فربط البراق في الحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخل المسجد فعرف النبيين ما بين راكع وساجد وقائم ثم أذن مؤذن فأقيمت الصلاة فقاموا صفوفا ينتظرون من يؤمهم فأخذ جبريل بيد النبي صلي الله عليه وسلم فقدمه فصلي بهم إماما أجمعين . وبعد الصلاة عطش رسول الله صلي الله عليه وسلم فأسرع جبريل وأحضر خمرا ولبنا وماء فاختار النبي اللبن لأول مرة فقال له جبريل أصبت الفطرة لو اخترت الماء لغرقت أمتك ولو اخترت الخمر لغوت أمتك لكنك اخترت أفضل الثلاث اخترت اللبن ليدل علي فضل اللبن علي سائر الزاد لذلك كان الرسول إذا قدم إليه غير اللبن قال الحمد لله اللهم ارزقنا خيرا منه وإذا قدم إليه اللبن قال الحمد لله اللهم زدنا منه . وبعد الصلاة قيل هذا مالك خازن النار فسلم عليه قال فالتفت إليه فبدأني بالسلام .
ثم جيء بالمعراج فانتصب مرقاة من فضة ومرقاة من ذهب فعرج فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم السماوات السبع فكان كلما أتوا سماء استفتحوها قيل من ؟ قال جبريل قيل ومن معك ؟ قال محمد قيل أو قد أوحي إليه ؟ قال نعم فيفتحون ويرحبون فأتوا علي السماء الدنيا فإذا فيها آدم أبو البشر فقال جبريل هذا أبوك آدم تقدم فسلم عليه فسلم عليه . فقال له مرحبا بابني نعم الابن أنت . ورأي عن يمينه ناسا كثيرين وعن شماله ناسا كثيرين . فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر عن شماله بكي فقال من هؤلاء يا أخي يا جبريل قال أما الخلق الذين عن يمينه فهم أهل اليمين أهل الجنة وأما الذين عن الشمال فهم أهل النار . ثم رأي نهرين يطردان فقال ما هذان يا أخي يا جبريل ؟ فقال هذان هما النيل والفرات ثم رأي نهرا عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد قال فضربت بيدي فإذا هو مسك أزفر فقلت ما هذا يا أخي يا جبريل ؟ فقال هذا هو نهر الكوثر " إنا أعطيناك الكوثر " ووصفه النبي فقال " ماؤه أبيض من الثلج وأشهي من اللبن وأحلي من العسل من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا " . ثم تقدم نحو السماء الثانية فإذا فيها ابني الخالة عيسي ويحي عليهما السلام فسلم عليهما ورحبا به وأقرا بنبوته ودعوا له بخير . ثم تقدم نحو السماء الثالثة فإذا نبي الله يوسف وقد أوتي شطر الجمال فسلم عليه وأقر بنبوته ودعي له بخير . ثم تقدم نحو السماء الرابعة فإذا نبي الله إدريس عليه السلام وقد رفعه الله فقال ورفعناه مكانا عليا فسلم عليه وأقر بنبوته ودعي له بخير . ثم تقدم نحو السماء الخامسة فإذا نبي الله هارون فسلم عليه وأقر بنبوته ودعي له بخير . ثم تقدم نحو السماء السادسة فإذا نبي الله موسي عليه السلام فسلم عليه وأقر بنبوته ودعي له بخير . ثم تقدم نحو السماء السابعة فإذا نبي الله إبراهيم أبو الأنبياء مسند ظهره إلى البيت المعمور الذي مثله في السماء كمثل الكعبة في الأرض وفي كل يوم يدخله سبعون ألف ملك ولا يعودون إلى يوم القيامة "قال تعالي : والبيت المعمور " أي تعمره الملائكة يتعبدون فيه ويطوفون حوله كما يطوف الناس بالكعبة في الأرض . ثم تقدم نحو سدرة المنتهي وقد غشيها من أمر الله ما غشيها فلا يستطيع أحد أن يصفها ( قيل غشيها نور الله وقيل غشيها فراش من ذهب ) أوراقها مثل آذان الفيلة وثمارها مثل القلال وهنا وقف جبريل السير وانتهي وقال للرسول لو أنك تقدمت اخترقت ولو أني تقدمت احترقت وما منا إلا له مقام معلوم . ثم إلى الكرسي الذي وسع الأرض والسموات العلي . ثم إلى العرش الذي تنتسب له العوالم انتساب أصغر حلقة إلى أوسع فلك . ثم إلى المستوي الذي سمع فيه صرير الأقلام تخط حوادث الأكوان علي صفحات الأيام ثم إلى بحار قدسية عميقة حيث عاين ربه كما جاءت به الأخبار الوثيقة . فقال التحيات لله والصلوات والطيبات فقال الله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فقال النبي السلم علينا وعلي عباد الله الصالحين اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله .

الثانية :
عباد الله :
في هذه الآيات الكريمات نزه الله علم نبيه عن الضلال . وعمله عن الغواية . ونطقه عن الهوى . وفؤاده عن التكذيب . وبصره عن الزيغ . وفى رحلة الإسراء والمعراج ما جاوز الحد بصره . وما التفت إلى غير الجهة التي تعنيه . وأكد الله ذلك وأقسم عليه وفى ذلك ثناء من رب العزة جل وعلا على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في أروع صوره وأجلى معانيه واسمع لربك : (إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ) .ويقول الله رب العالمين:" لقد رأي من آيات ربه الكبرى " . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : لما انتهيت إلى السماء فإذا برق وصواعق وأتيت علي قوم بطونهم كالبيوت الضخمة فيها الحيات تري من خارج بطونهم قلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل فقال هؤلاء هم أكلة الربا .
ولقد رأي الرسول جبريل علي هيئته مرتين الأولي رآه قبل البعثة له ستمائة جناح سد بهما المشرق والمغرب قال تعالي " ولقد رآه بالأفق المبين " والمرة الثانية رآه يوم الإسراء والمعراج " ولقد رآه نزلة أخري عند سدرة المنتهي عندها جنة المأوي " .

منقووووووووووول




رد: الاسراء والمعراج

من أسرار الإسراء والمعراج
قال سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ اْلأَقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الإسراء:.1
إليكم بعض المعاني والأسرار الّتي تستنبط من هذه الذكرى العظيمة:
المعنى الأول: قال تعالى: {سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ اْلأَقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبصِيرُ} وصف الله سيّدنا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم بالعبودية؛ ومقام العبودية لله عزّ وجلّ هو أشرف مقامات الإنسان فيه يتنافس المتنافسون وإليه يتطلّع المتطلّعون، صحيح أن كلمة عبودية في عرف البشر تعني الإذلال والاسترقاق واستغلال السيّد لجهود عبده لكن العبودية في عُرف الشّرع مِنْحَةٌ وعطاء يلجأ من خلالها العبد إلى مناجاة ربِّه في السّرَّاء والضّرّاء في السرّ والعلانية لينعم بدفء المحبّة والأنس به.. انظروا حين يمتن الله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم في أشرف المنازل فيصفه بالعبودية لا بالنّبوة ولا بالرسالة ففي مقام الوحي: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَاب}، {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}، {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَان}.
وفي مقام الدعوة {وَإِنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}.
وفي مقام الإسراء {سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ اْلأَقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنّهُ هُوَ السَّمِيعُ البصير} وهذا المعنى يتكرّر في سورة الإسراء كثيرًا فعاد فيها {ذُرِيَةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}، {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ، وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن}، ولذلك كان الإسراء جزاء من ربِّك عطاء حسابًا للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فهو خير من عبد الله وخير مَن دعَا إلى الله، وأحبُّ من جاهد في الله، وأفضل مَن صبر في جنب الله حين أوذي.
المعنى الثاني: أهمية المسجد الأقصى، ففي سنن النسائي عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إنّ سليمان بن داوود عليه السّلام لمّا بنى بيت المقدس سأل الله عزّ وجلّ خلالاً ثلاثة: سأل الله عزّ وجلّ حكمًا يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله عزّ وجلّ ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده وسأل الله عزّ وجلّ حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهره إلاّ الصّلاة فيه، أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمّه، وهو من المساجد الثلاثة الّتي لا يشدّ الرّحال إلاّ إليهم.
وحين أدرك المسلمون هذه الفضائل كانوا يتنافسون في شدّ الرِّحال إليه بداية من سيّدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.
ولقد ضرب أسلافنا في المغرب العربي عمومًا وفي الجزائر خصوصًا، أمثالاً رائعة في تعظيم المسجد الأقصى حَجًا وجهادًا ورباطًا وإعانة، وقد ورد في التاريخ أنّ الإمام حسن بن شعيب الملقب بالغوث مدفون بتلمسان وتلميذ العالم عبد القادر الجيلالي كان من الّذين جاهدوا الصليبيين هناك وقطعت يده هناك ودفنت بالأرض المباركة، وكانت صدقات وإعانات الجزائريين ترصد باستمرار إلى البيت المقدس ولهم رواق ”رواق المغاربة” وعلى أرض الجزائر كما تعلمون أعلنت الدولة الفلسطينية سنة 1988 وفي الجزائر انعقد مؤتمر القدس العالمي سنة .2007
أيّها المؤمنون.. إنّ الإسراء معجزة دالة على مكانة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم عند ربِّه ورفعة شأنه عنده، ورفعة شأنه هي رفعة لأمّته صلّى الله عليه وسلّم.

***65279;

المصدر :الشيخ محمد كرومي / إمام مسجد الرحمة شلالة العذاورة ـ المدية