التصنيفات
قصص القرآن الكريم

فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة


الونشريس


بسم الله الرحمان الرحيم

فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فيستحب للمسلم أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة لما روى الحاكم من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين). رواه النسائي والحاكم مرفوعا وصححه. ورواه الدارمي والحاكم موقوفا على أبي سعيد وهذا الحديث اختلف في اسناده والصحيح أنه موقوف على أبي سعيد كما صححه النسائي والدارقطني ولكن هذا الموقوف في حكم المرفوع لأن الصحابي عادة لا يشرع عبادة مستقلة لها ثواب خاص من قبل نفسه وإنما يتلقى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون الموقوف هنا في حكم الرفع.
وقد استحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة جمهور الفقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة. قال ابن قدامة: (فصل : ويستحب قراءة الكهف يوم الجمعة).

والفضل يثبت بقراءة السورة كاملة أما من قرأ بعضها فلا يثبت له هذا الفضل فعلى هذا ينبغي على المسلم أن يقرأ جميع السورة من أولها إلى آخرها ولا يفرط في هذا الفضل ومن واظب على قراءة أولها أو آخرها فقد أحدث بدعة وخالف السنة.

ويبتدأ وقت قراءتها على الصحيح من ابتداء اليوم الشرعي من دخول صبح يوم الجمعة إلى غروب الشمس ولا يشرع قراءتها من ليلة الجمعة لأن رواية ليلة الجمعة شاذة لا تثبت تفرد بها أبو النعمان عن هشيم ورواية الجماعة هي المحفوظة عن هشيم فعلى هذا من قرأها ليلا قبل الوقت أو أخرها إلى بعد الغروب لم يوافق فضلها لأن الحديث علق وقتها بيوم الجمعة. وقد ورد فضل قراءتها مطلقا من غير تحديد بيوم الجمعة من رواية الثوري وشعبة والأقرب أن الرواية المقيدة برواية يوم الجمعة محفوظة لا مطعن فيها لأنها زيادة من هشيم وهو حافظ متقن ويؤيد هذا أن جميع شواهد الحديث جاءت مقيدة بيوم الجمعة فلا وجه لإنكار استحباب القراءة يوم الجمعة ومن رد هذه الرواية فقد خالف جادة أهل العلم في قبول زيادة الحافظ وعدم اطراحها من غير دليل بين ولذلك اعتبرها عامة الفقهاء وعملوا بها وخصوا قراءتها بيوم الجمعة ولم نجد أحدا من الأئمة المتقدمين انتقد لفظ الجمعة في المتن مما يدل على غرابة قول من يضعفه اليوم ومخالفته لمسلك الأئمة.

ولا يختص قراءتها بوقت العصر. قال ابن تيمية: (قراءة سورة الكهف يوم الجمعة فيها آثار ذكرها اهل الحديث والفقه لكن هي مطلقة يوم الجمعة ما سمعت انها مختصة بعد العصر).
ويستحب قراءتها للرجل والمرأة والصغير والكبير والمسافر والمقيم لعموم الخبر الوارد فيها. ويستحب للحائض قراءتها على الصحيح عن ظهر قلب أو من المصحف مع وجود حائل ولا يحل لها أن تمس المصحف مباشرة بيدها.

ولا ارتباط بين قراءة الكهف وصلاة الجمعة لأنها تشرع في كل اليوم ولا يشترط لقراءتها حضور الجمعة وكذلك يقرأها من لم يشهد الجمعة سواء كان معذورا أو غير مخاطب بها. وإنما اعتاد كثير من الناس قراءتها قبل الجمعة لتفرغهم لذلك وكونه أرفق لهم وليس في ذلك توقيت من الشارع والأمر في ذلك واسع. وأما قول خالد بن معدان: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة قبل أن يخرج الإمام كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة وبلغ نورها البيت العتيق). فتخصيصه قبل الصلاة اجتهاد لا دليل عليه.

ويجزئ قراءتها عن ظهر قلب أو من المصحف أو من المنشور أو من أجهزة التقنية أو أي وسيلة المهم أن تحصل القراءة تامة والأفضل أن تكون من المصحف. والأفضل أن تكون القراءة مترسلة بتدبر وتعقل ولو قرأها قراءة حدر أجزأ ذلك.

والثواب مرتب على مجرد القراءة لأن كلام الله متعبد بتلاوته ولا يشترط فهم المعاني والوقوف على الحكم والأحكام لكن القراءة مع التفهم والتدبر أفضل.

ويجوز تفريق قراءة سورة الكهف في نفس اليوم فلو قرأ أولها أول النهار ثم انشغل أو كسل ثم أتم قراءتها قبل غروب الشمس أجزاه ذلك وثبت له الثواب ولكن الأفضل أن تكون القراءة متصلة من غير تفريق.

ويجزئ قراءة المؤمن لها على كل حال قياما وقعودا ومستلقيا وسواء كان مستقبلا للقبلة أم لا ولكن كلما كان متهيأ للقراءة مستقبلا للقبلة فهو أفضل. ويجوز للمرأة أن تقرأ السورة وهي مشتغلة بأعمال المنزل كالطبخ ونحوه لأن ذلك لا يؤثر غالبا على القراءة ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه.

ويكره للمؤمن أن يهذ السورة ويتلوها بسرعة متناهية من غير وقوف على آياتها ويشرع له أن يقرأها بخشوع وتؤدة وخضوع لتحصل له بركة ألفاظها ومعانيها.

والمريض الذي كان يواظب على قراءتها كل جمعة ثم منع منها يرجى حصول ثوابها له لأن المريض يكتب له ما كان يعمله من عمل صالح. وكذلك المسافر الذي انشغل عن قراءتها يرجى أن يكتب له ذلك. ومن شرع في قراءتها ثم نزل به مرض ولم يتمها رجي أن يكتب له ثواب قراءتها لأنه معذور وفضل الله واسع.

والسنة أن يقرأها المسلم منفردا ولا يشرع قراءتها جماعيا أو عن طريق مكبر الصوت داخل المسجد أو خارجه وكذلك لا يشرع تفريق القراءة على مجموعة بحيث يقرأ كل شخص بضع آيات ثم يقرأ الآخر ما بعدها حتى يتمون السورة فهذا العمل محدث ولا يترتب عليه الثواب. ولكن يجوز تلقين السورة لجماعة لغرض التعليم.




رد: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

بارك الله فيك وجزاك الجنة




رد: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

انشاء الله




رد: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

شكرا على مرورك




رد: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

جزاك الله خيرا




رد: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

ان شاء الله




رد: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

marciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii




رد: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

بوركت والله يجازيك




رد: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتككككككك
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااا




رد: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

شكرا على مروركم




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصة موسى مع الخضر عليهما السلام

قصة موسى مع الخضر عليهما السلام


الونشريس

السلام عليكم …
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ..
و بعد فهذه إن شاء الله تعالى سلسلة من الحلقات أضعها بين أيديكم
حول القصص في الكتاب و السنة ( الصحيحة ) ..
و شيء من العبر المستخلصة منها ، و قد قال الله تعالى :
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاُوْلِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىَ
وَلَـَكِن تَصْدِيقَ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
و من القصص التي أوردها قصة موسى مع الخضر عليهما السلام …
أولا: الأخبار الواردة فيهما :
1- قال الله تعالى :
وَإِذْ قَالَ مُوسَىَ لِفَتَاهُ لآ أَبْرَحُ حَتّىَ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً *
فَلَمّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً *
فَلَمّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـَذَا نَصَباً *
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى الصّخْرَةِ فَإِنّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ
إِلاّ الشّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً *
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنّا نَبْغِ فَارْتَدّا عَلَىَ آثَارِهِمَا قَصَصاً *
فَوَجَدَا عَبْداً مّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَعَلّمْنَاهُ
مِن لّدُنّا عِلْماً قَالَ لَهُ مُوسَىَ هَلْ أَتّبِعُكَ عَلَىَ أَن تُعَلّمَنِ
مِمّا عُلّمْتَ رُشْداً * قَالَ إِنّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً *
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىَ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً *
قَالَ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اللّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً *
قَالَ فَإِنِ اتّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتّىَ أُحْدِثَ
لَكَ مِنْهُ ذِكْراً *
فَانْطَلَقَا حَتّىَ إِذَا رَكِبَا فِي السّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا
لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنّكَ
لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ
وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً *
فَانْطَلَقَا حَتّىَ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيّةً
بِغَيْرِ نَفْسٍ لّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نّكْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لّكَ
إِنّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ إِن سَأَلْتُكَ
عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لّدُنّي عُذْراً *
فَانطَلَقَا حَتّىَ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ
أَن يُضَيّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضّ فَأَقَامَهُ
قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَـَذَا فِرَاقُ
بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عّلَيْهِ صَبْراً *
أَمّا السّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ
فَأَرَدتّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مّلِكٌ يَأْخُذُ كُلّ سَفِينَةٍ
غَصْباً* وَأَمّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا
طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبّهُمَا خَيْراً مّنْهُ
زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً *
وَأَمّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ
وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبّكَ
أَن يَبْلُغَآ أَشُدّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مّن رّبّكَ
وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عّلَيْهِ صَبْراً *

2- قال البخاري: حدثنا الحميدي, حدثنا سفيان, حدثنا عمرو بن دينار,
أخبرني سعيد بن جبير, قال: قلت لابن عباس: إن نوفاً البكالي يزعم أن موسى
صاحب الخضر عليه السلام, ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل.
قال ابن عباس: كذب عدو الله, حدثنا أبي بن كعب رضي الله عنه أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن موسى قام خطيباً في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم ؟
قال: أنا, فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه,
فأوحى الله إليه إن لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك.
قال موسى: يا رب وكيف لي به ؟
قال: تأخذ معك حوتاً فتجعله بمكتل, فحيثما فقدت الحوت فهو ثم,
فأخذ حوتاً فجعله بمكتل, ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون عليه السلام,
حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رأسيهما فناما, واضطرب الحوت في المكتل,
فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا, وأمسك الله عن الحوت
جرية الماء, فصار عليه مثل الطاق, فلما استيقظ, نسي صاحبه أن يخبره بالحوت,
فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد
قال موسى لفتاه: {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا}
ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به,
قال له فتاه: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت
وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا}
قال: فكان الحوت سرباً, ولموسى وفتاه عجباً,
فقال {ذلك ما كنا نبغِ فارتدا على آثارهما قصصاً}
قال: فرجعا يقصان أثرهما حتى انتهيا إلى الصخرة,
فإذا رجل مسجى بثوب, فسلم عليه موسى
فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام. فقال: أنا موسى.
فقال: موسى بني إسرائيل ؟
قال: نعم قال أتيتك لتعلمني مما علمت رشداً
{قال إنك لن تستطيع معي صبراً} يا موسى إني على علم
من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله
علمكه الله لا أعلمه.
فقال موسى {ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً}
قال له الخضر: {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً}.
فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة, فكلموهم أن يحملوهم,
فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول, فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر
قد قلع لوحاً من ألواح السفينة بالقدوم, فقال له موسى: قد حملونا بغير نول,
فعمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها ؟ لقد جئت شيئاً إمراً
قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً ؟ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني
من أمري عسراً}
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله
فكانت الأولى من موسى نسياناً,
قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة, فنقر في البحر
نقرة أو نقرتين فقال لهالخضر: ما علمي وعلمك في علم الله
إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر.
ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر
غلاماً يلعب مع الغلمان, فأخذ الخضر رأسه فاقتلعه بيده فقتله,
فقال له موسى {أقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً
قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً}
قال: وهذه أشد من الأولى, {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني
قد بلغت من لدني عذراً, فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها
فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض} أي مائلاً,
فقال الخضر بيده {فأقامه}
فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا {لو شئت لاتخذت
عليه أجراً, قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً}
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما»
قال سعيد بن جبير: كان ابن عباس يقرأ {وكان أمامهم ملك يأخذ كل
سفينة صالحة غصباً} وكان يقرأ {وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين}.
روى البخاري عن قتيبة عن سفيان بن عيينة فذكر نحوه,
وفيه: فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت,
حتى انتهيا إلى الصخرة, فنزلا عندها, قال: فوضع موسى رأسه فنام,
قال سفيان: وفي حديث عن عمر قال: وفي أصل الصخرة عين
يقال لها الحياة لا يصيب من مائها شيء إلا حيي فأصاب الحوت
من ماء تلك العين, فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر, فلما استيقظ
قال موسى لفتاه {آتنا غداءنا} قال: وساق الحديث, ووقع عصفور
على حرف السفينة, فغمس منقاره في البحر, فقال الخضر لموسى:
ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور
منقاره وذكر تمامه بنحوه.

وقال البخاري أيضاً: حدثنا إبراهيم بن موسى, حدثنا هشام بن يوسف
أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار
عن)سعيد بن جبير, يزيد أحدهما على صاحبه, وغيرهما قد سمعته يحدث
عن سعيد بن جبير قال: إنا لعند ابن عباس في بيته, إذ قال سلوني, فقلت:
أيأبا عباس جعلني الله فداك, بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم
أنه ليس بموسى بني إسرائيل, أما عمرو فقال لي قال: كذب عدو الله
وأما يعلى فقال لي قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «موسى رسول الله ذكر الناس يوماً
حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى, فأدركه رجل فقال:
أي رسول الله هل في الأرض أعلم منك ؟ قال: لا, فعتب الله عليه
إذ لم يرد العلم إلى الله, قيل: بلى, قال أي رب, وأين ؟ قال:
بمجمع البحرين, قال: أي رب اجعل لي علماً أعلم ذلك به.
قال لي عمرو: قال حيث يفارقك الحوت, وقال لي يعلى:
خذ حوتاً ميتاً حيث ينفخ فيه الروح, فأخذ حوتاً فجعله في مكتل
فقال لفتاه: لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت, قال:
ما كلفت كبيراً, فذلك قوله: {وإذ قال موسى لفتاه} يوشع بن نون
ليست عند سعيد بن جبير, قال: فبينما هو في ظل صخرة في مكان
ثريان إذ يضرب الحوت وموسى نائم, فقال فتاه, لا أوقظه,
حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره, ويضرب الحوت حتى دخل
في البحر فأمسك الله عنه جرية الماء حتى كأن أثره في حجر,
قال: فقال لي عمرو: هكذا كأن أثره في حجر, وحلق بين إبهاميه
واللتين تليهما, قال: {لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً} قال:
وقد قطع الله عنك النصب, ليست هذه عند سعيد بن جبير, أخبره
فرجعا فوجدا خضراً قال: قال عثمان بن أبي سليمان: على
طنفسة خضراء على كبد البحر, قال سعيد بن جبير: مسجى بثوب
قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه عند رأسه, فسلم عليه موسى
فكشف عن وجهه, وقال: هل بأرضي من سلام ؟ من أنت ؟
قال: أنا موسى, قال: موسى بني إسرائيل ؟ قال: نعم, قال: فما شأنك ؟
قال: جئتك لتعلمني مما علمت رشداً, قال: أما يكفيك أن التوراة
بيديك وأن الوحي يأتيك يا موسى, إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه,
وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه, فأخذ طائر بمنقاره من البحر
فقال: والله ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر
بمنقاره من البحر, حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغاراً تحمل
أهل هذا الساحل إلى هذا الساحل الاَخر, عرفوه فقالوا: عبد الله
الصالح, قال: فقلنا لسعيد بن جبير خضر, قال: نعم لا نحمله بأجر,
فخرقها ووتد فيها وتداً, قال موسى {أخرقتها لتغرق أهلها لقد
جئت شيئاً إمراً} قال مجاهد: منكراً, {قال ألم أقل إنك لن تستطيع
معي صبراً} كانت الأولى نسياناً, والثانية شرطاً, والثالثة عمداً,
{قال لا تؤاخذني بما نسيت, ولا ترهقني من أمري عسراً,
فانطلقا حتى إذا لقيا غلاماً فقتله}, قال يعلى: قال سعيد:
وجد غلماناً يلعبون, فأخذ غلاماً كافراً ظريفاً فأضجعه ثم ذبحه
بالسكين, فقال أقتلت نفساً زكية لم تعمل الحنث ؟ وابن عباس
قرأها زكية مسلمة كقولك غلاماً زكياً, فانطلقا فوجدا جداراً
يريد أن ينقض فأقامه, قال سعيد: بيده هكذا ودفع بيده فاستقام,
قال: لو شئت لاتخذت عليه أجراً, قال يعلى: حسبت أن سعيداً
قال: فمسحه بيده فاستقام, قال: لو شئت لاتخذت عليه أجراً,
قال سعيد: أجراً نأكله, وكان وراءهم ملك, وكان أمامهم,
قرأها ابن عباس: أمامهم ملك يزعمون, عن غير سعيد, أنه هدد
بن بدد, والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور ملك يأخذ كل سفينة
غصباً, فأردت إذا هي مرت به أن يدعها بعيبها, فإذا جاوزوا أصلحوها
فانتفعوا بها, منهم من يقول سدوها بقارورة, ومنهم من يقول بالقار,
كان أبواه مؤمنين, وكان هو كافراً, فخشينا أن يرهقهما طغياناً
وكفراً أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه, فأردنا أن يبدلهما
ربهما خيراً منه زكاة, كقوله: {أقتلت نفساً زكية}, وقوله:
{وأقرب رحماً} هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر,
وزعم غير سعيد بن جبير أنهما أبدلا جارية,
وأما داود بن أبي عاصم فقال عن غير واحد: إنها جارية.

ل الخضر حي ؟ .
السؤال: هل الخضر عليه السلام مازال على قيد الحياة كما يدعون؟

الجواب : الصحيح من قولي العلماء ما ذهب إليه الجمهور من أن الخضر
عليه السلام قد مات؛ لظاهر العموم في قوله تعالى سورة الأنبياء الآية 34
( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ) ولما ثبت عن ابن عمر عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء
في آخر حياته فلما سلم قام فقال: " أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها
لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، قال ابن عمر : فوهل الناس في مقالة
رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فيما يتحدثون من الأحاديث عن مائة سنة
وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر
الأرض أحد ، يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن رواه مسلم ثم هذا هو الأصل الغالب
في سنة الله في بني آدم فيجب البقاء معه حتى يثبت ما ينقل عنه من الأدلة، ولم يثبت
فيما نعلم ما يدل على استثناء الخضر عليه السلام.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتاوى اللجنة الدائمة/ ألمجلد الثالث …

– لقد بيَّن النبي صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم أن هذا العبد الصالح هو الخضر عليه السَّلام ،
( وقد سبقت الأحاديث في ذلك ) ، وقد دلت الآيات السابقة ، والأحاديث الصحيحة
على أن الخضر عليه السلام نبي من الأنبياء ، وليس ولياً فقط ، بل هو من أعلى مراتب الأولياء ..
فالأنبياء عليه السلام مرتبتهم أعلى مرات الولاية والقربى ..
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الخضر ليس نبياً ، وقد تولى جمع من العلماء بيان ذلك ، والرد
على من نفى عنه النبوة …
مسألة خطيرة وهي ما ذهب إليه بعض العلماء من أن الخضر لم يمت، وأنه ما زال حياً..
وهذا القول وإن قال به بعض العلماء فهو قول منكر، وباطل ظاهر البطلان ، وأدلة إبطاله كثيرة
من الكتاب والسنة .. منها:
قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} ومعنى التخليد: البقاء إلى قرب
قيام الساعة ، وهذا مما نفاه الله حل وعلا عن البشر ..
وكذلك فإن النبي صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم لَمَّا بعث لم يأته ما يزعمون أنه الخضر، ولم يبايعه، ولم يهاجر ،
ولم يجاهد ولم يحصل شيء من ذلك ألبتة ..علماً بأن الهجرة كانت واجبة قبل فتح مكة…
و كذلك الواجب على الخضر لو كان حياً أن يتبع محمداً صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم ، فلا يخالفه في شريعة ،
ويجب عليه اتباع شريعة محمد صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم ، وطاعته .. فقد قال عمر رَضِيَ اللهُ عنهُ لرسول الله
صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم: "إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟!!" فقال:
((أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟!! لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى
حيا ما وسعه إلا اتباعي))
وقد وضع الكذابون، وروى المجهولون النكرات أحاديث يذكرون فيها أن الخضر لا يزال حيا!!
وجميع تلك الأحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم …
وسنبين في هذا البحث البراهين على أن تلك الأحاديث مكذوبة على رسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم ..
تنبيهان هامان:
وقبل ذكر تلك الأحاديث أذكر شيئاً ورد في صحيح مسلم قد يلبس به الصوفية على العامة والجهال
فيزعمون كذباً وضلالاً أن مسلماً روى ذلك في صحيحه!!
وبعد ذلك أذكر بعض الآثار السيئة لتلك الأحاديث المكذوبة التي وضعها الأفاكون على رسول الله
صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم ليموهوا على الناس بذلك ، ويخدعوهم بأن الخضر عليه السلام ما زال حياً!!
أولا : روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللهُ عنهُ قال:
"حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال. فكان فيما حدثنا قال:
((يأتي وهو محرَّمٌ عليه أن يدخل نقاب المدينة. فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة.
فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس. فيقول له: أشهد أنك الدجال
الذي حدثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته،
أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. قال فيقتله، ثم يحييه. فيقول حين يحييه: والله! ما كنت فيك
قط أشد بصيرة مني الآن. قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه".
فقد قال إبراهيم بن سفيان راوي صحيح مسلم: "يقال: إن هذا الرجل هو الخضر عليه السلام"
وقال معمر بن راشد في جامعه لما روى الحديث: وبلغني أنه الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحيه"..
وهذا القول باطل لأنه لم يسند إلى دليل ، فالأول قال: يُقال! ، والآخر قال: بلغني!
وكل هذه ليست أدلة ..

فالقول بأن ذلك الرجل هو الخضر من القول على الله بغير علم ، والإمامان: معمر ، وإبراهيم
بن سفيان ؛ إنما نقلاه عن مجهول ولم يقولاه ..
ومسلم رحمهُ اللهُ لم يذكر ذلك وإنما هذا من زيادة أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان رحمهُ اللهُ.

ثانياً: إن الاعتقاد بحياة الخضر عليه السلام ، جر إلى خرافات وبلايا ، نطق بها بعض
المجانين من الصوفية والحلولية والزنادقة ..
حتى وصل الحال إلى أن يزعم أكثر الصوفية أن كل ما ينقلونه من علومهم يسمعونه من الخضر،
وقد زاد الجيلي أن الخضر مخلوق من روح الله.. "ولا يعلم هذا الجاهل أن آدم هو الذي أمر الله
جبريل أن ينفخ فيه وجبريل هو روح الله وليس الخضر خلقاً خاصاً".
وقد أدى الاعتقاد بحياة الخضر عليه السلام إلى التماس كثير من الناس للخضر ، وبحثهم عنه
ليدعو لهم ، وليتبركوا بجسده والتبرك بالذوات ممنوع شرعاً إلا ما خصه الشرع وهو التبرك
بذات النبي صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم .
وقد اخترعوا لذلك أساطير وخرافات.
فزعموا أن الخضر عليه السلام يصلي مع الناس متخفياً بزي الفقراء وأن له علامة وذلك أن بؤبؤ
عينيه يتحرك كالزئبق! وأن إبهام اليد اليمنى لا عظم لها!! [انظر: روح المعاني للآلوسي
(15/326)] لذلك إذا صافح بعض الناس بعضهم قبض كل واحد منهم على يمين الآخر مرتكزاً
على الإبهام عله أن يصادف الخضر !!
وكذلك مما يزعمونه من علاماته أنه يكون أول خارج من المسجد!! [سمعت هذا من بعض العوام،
وحدثني بذلك الذي تزعمه العوام الشيخُ عمر محمد فلاتة رحمه الله ، وذكر قصة حصلت له
مع بعض العامة في ذلك ] .
بل وصل حد الغلو في الخضر عليه السلام أن كثيراً من المتصوفة يزعم أنه لقي الخضر وتلقى منه
أحكاماً شرعية وإن كانت مخالفة للشريعة الإسلامية !!
والحكايات عن الخضر ولقيه من بعض الناس وإعانتهم ودفع البلاء عنهم كثيرة جداً لا تحد بحد
وذلك من أبين الأدلة على أنها كذب وبهتان لأن ميزة الكذب أنه لا نهاية له.
ومن ذلك: ما روي عن رياح بن عبيدة قال: رأيت رجلاً يماشي عمر بن عبد العزيز معتمداً
على يديه فلما انصرف قلت له: من الرجل؟ قال: رأيتَه؟ قلت: نعم .قال: أحسبك رجلاً صالحاً
ذاك أخي الخضر ، بشرني أني سأولَّى وأعدل [انظر: فتح الباري(6/311) والبداية والنهاية(1/334) ]
وهذه حكاية باطلة وقد وردت بطرق وقد ذكرها الحافظ ابن كثير وفندها كلها [البداية والنهاية(1/334) ].
ومن ذلك ما ذكر عن عبد الله بن المبارك رحمه الله. قال العلامة الآلوسي: [ روى ابن بشكوال في
كتاب "المستغيثين بالله تعالى" عن عبد الله بن المبارك أنه قال: كنت في غزوة فوقع فرسي ميتاً ،
فرأيت رجلا حسن الوجه طيب الرائحة قال: أتحب أن تركب فرسك؟ قلت: نعم . فوضع يده
على جبهة الفرس حتى انتهى إلى مؤخره ، وقال: أقسمت عليك أيتها العلة بعزة عزة الله ،
وبعظمة عظمة الله ، وبجلال جلال الله ، وبقدرة قدرة الله ، وبسلطان سلطان الله ،
وبـ"لا إله إلا الله" ، وبما جرى به القلم من عند الله ، وبـ"لا حول ولا قوة إلا بالله" إلا انصرفت
فوثب الفرس قائماً بإذن الله تعالى ، وأخذ الرجل بركابي وقال اركب ، فركبت ، ولحقت
بأصحابي . فلما كان من غداة غدٍ وظهرنا على العدو ، فإذا هو بين أيدينا فقلت: ألست صاحبي
بالأمس؟ قال: بلى. فقلت: سألتك بالله تعالى من أنت؟ فوثب قائماً فاهتزت الأرض
تحته خضراء فقال: أنا الخضر . فهذا صريح "أقول: ولكنه ليس بصحيح ، وعلامات الوضع
عليه ظاهرة كما سيأتي من كلام الآلوسي رحمه الله ، والله أعلم" في أنه قد يحضر بعض المعارك]
ثم قال الآلوسي رحمه الله مفنداً لهذه القصة ولغيرها من الشبه التي يستند إليها من يؤمن بحياة الخضر
عليه السلام: [لا يخفى أن نظم الخضر عليه السلام في سلك أويس القرني والنجاشي رحمهما الله ،
ورضي عنهما وأضرابهما ممن لم يمكنه الإتيان إليه ؛ بعيد عن الإنصاف .
وإن لم نقل بوجوب الإتيان عليه –عليه السلام فكيف يقول منصف: بإمامته لجميع
الأنبياء واقتداء جميعهم به ليلة المعراج ، ولا يرى لزوم الإتيان على الخضر –عليه السلام ،
والاجتماع معه مع أنه لا مانع له من ذلك بحسب الظاهر ، ومتى زعم أحد أن نسبته إلى نبينا
–صلى الله عليه وسلم كنسبته إلى موسى –عليه السلام فليجدد إسلامه.
ودعوى أنه كان يأتي ويتعلم خفية لعدم أمره بذلك ، علانية لحكمة إلهية ؛ مما لم يقم عليها الدليل ،
على أنه لو كان كذلك لذكره ولو مرة.
وأين الدليل على الذكر ؟ وأيضاً لا تظهر الحكمة في منعه عن الإتيان مرة أو مرتين على نحو
إتيان جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي رضي الله عنه .
وإن قيل: إن هذه الدعوى مجرد احتمال. قيل: لا يلتفت إلى مثله إلا عند الضرورة ، ولا تتحقق
إلا بعد تحقق وجوده إذ ذاك بالدليل ووجوده كوجوده عندنا .
وأما ما روي عن ابن المبارك رحمه الله فلا نسلِّم ثبوته عنه ، وأنت إذا أمعنت النظر
في ألفاظ القصة استبعدت صحتَها .
ومن أنصف يعلم أن حضوره عليه السلام يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد
رضي الله تعالى عنه: ((إرم فداك أبي وأمي)) كان أهم من حضوره مع ابن المبارك
–رحمه الله واحتمال أنه حضر ولم يره أحد أشبه شيء بالسفسطة ]. انظر: روح المعاني
ومن الخرافات التي نسجت حول الخضر ، وما يفعله مع الناس ما ذكره البرزنجي في كتابه
"الإشاعة لأشراط الساعة" عن العلامة ملا علي قاري في كتابه "المشرب الوردي
في مذهب المهدي" والذي رد فيه على بعض الجهلة الذين نقلوا قصصاً وحكايات من مصادر
مجهولة .
فذكر هذه الحكاية: (اعلم أن الله قد خص أبا حنيفة بالشريعة والكرامة ، ومن كراماته:
أن الخضر عليه السلام كان يجيء إليه كل يوم وقت الصبح ، ويتعلم منه أحكام الشريعة
إلى خمس سنين. فلما توفي أبو حنيفة رحمه الله ناجى الخضر عليه السلام ربه قال:
((إلهي إن كان لي عندك منْزلة فأذن لأبي حنيفة حتى يعلمني من القبر على حسب عادته
حتى أعلم شرع محمد صلى الله عليه وسلم على الكمال ليحصل لي الطريقة والحقيقة)).
[أقول: سبحان الله!! ما أعظم افتراء مخترع هذه الحكاية إذ لو كان هذا الطلب سائغاً لطلب
من الله أن يكون معلمه محمداً –صلى الله عليه وسلم لا سيما وهو صاحب الشرع وهو حي
في قبره حياة أكمل من حياة غيره من الأموات. ] فنودي أن اذهب إلى قبره ، وتعلم منه
ما شئت . فجاء الخضر ، وتعلم منه ما شاء كذلك إلى خمس وعشرين سنة أخرى حتى أتم
الدلائل والأقاويل ، ثم ناجى الخضر ربه ، وقال: ((إلهي ماذا أصنع؟)). فنودي: أن اذهب
إلى صعانك ، واشتغل بالعبادة إلى أن يأتيك أمري –إلى أن قال له: اذهب إلى البقعة الفلانية
وعلم فلاناً علم الشريعة. ففعل الخضر عليه السلام ما أمره.
ثم بعد مدة ظهر في مدينة ما وراء النهر شاب ، وكان اسمه أبا القاسم القشيري ، وكان يخدم
أمه ويحترمها ، ثم إنه قال وقتاً من الأوقات لأمه: يا أماه قد حصل لي الحرص على طلب العلم ،
وقد قال علي رضي الله عنه: (من كان في طلب العلم كانت الجنة في طلبه) فائذني لي بالسفر
إلى بخارى لأتلقى العلم . فقدرت والدته أنها إن لم تأذن له فستكون مانعة للخير ، وإن أذنت له
لم تصبر على فراقه ، فلم يكن لها بد حتى أذنت له ، فودع القشيري أمه وعزم على السفر
مع شاب صاحب له يطلبان العلم . فقعدت أمه على الباب باكية حزينة وقالت: إلهي أشهد أني
حرمت على نفسي الطعام والمنْزل ، ولا أقوم من مقامي حتى أرى ولدي . فمضى القشيري
ليقضي حاجته فتلوثت ثيابه ببوله وقال لصاحبه: اذهب أنت فإني أريد أن أرجع إلى المنْزل ،
وأخاف أن تصيب النجاسة جسمي في المنْزل الثاني ، ويصيب روحي في الثالث!! ، فقعودي
عند والدتي أولى.
ورجع إلى أمه ، فوجدها في مكانها الذي ودعها منه ، فقامت وصافحت ولدها وقالت: الحمد لله.
فأمر الله الخضر عليه السلام: أن اذهب إلى القشيري وعلمه ما تعلمت من أبي حنيفة رحمه الله
لأنه أرضى أمه . فجاء الخضر إلى أبي القاسم وقال: أنت أردت السفر لأجل طلب العلم ،
وقد تركته لرضى أمك ، وقد أمرني الله تعالى أن أجيء إليك كل يوم على الدوام ، وأعلمك.
فكل يوم يجيء إليه الخضر عليه السلام حتى ثلاث سنين ، وعلمه العلوم التي تعلم
من أبي حنيفة في ثلاثين سنة حتى علمه علم الحقائق والدقائق ، ودلائل العلم ، وصار مشهورَ
دهرِه ، وفريدَ عصرهِ حتى صنف ألف كتاب وصار صاحب كرامة وكثر مريدوه وتلاميذه …)
إلخ هذا الهراء.
قال الشيخ ملا على قاري رحمه الله بعد نقله الحكاية السابقة مختصرة جداً: [ولا يخفى أن هذا
مع ركاكته ولحنه ؛ كلام بعض الملحدين الساعين في إفساد هذا الدين إذ حاصله:

1 إن الخضر عليه السلام الذي قال الله في حقه: {عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا
وعلمناه من لدنا علماً } وقد تعلم منه موسى عليه السلام ؛ أصبح من جملة تلاميذ أبي حنيفة
رحمه الله! .

2 وما أسرع فهم التلميذ حيث أخذ عن الخضر في ثلاث سنين ما تعلمه الخضر من أبي حنيفة
حياً وميتاً في ثلاثين سنة!.

3 وأعجب منه أن أبا القاسم القشيري ليس معدوداً في طبقات أبي حنيفة!! .

4 ثم العجب من الخضر عليه السلام أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتعلم منه الإسلام ،
ولا من الصحابة الكرام ، ولا من عظماء التابعين ، وقد رضي بغيرهم! فهذا لا يخفى بطلانه
حتى على العقول السخيفة!!
ثم قال العلامة البرزنجي: إن كلام القائل المذكور باطل من وجوه كثيرة منها ما أشار إليه
الشيخ علي القاري ومنها:

5 أن أبا القاسم القشيري من الفقهاء الشافعية ، ومشايخه في الفقه والكلام والتصوف معروفون.

6 أنه لا يعرف له من التأليف غير كتاب الرسالة والتفسير وكتب أخر معدودة لا تبلغ
ألف ورقة فضلاً عن ألف كتاب.

7 أن الخضر عليه السلام الذي يخاطب ربه ، ويناجيه ، ويجيبه ربه ، ويناديه ؛ لم لا يسأل
ربه أن يعلمه الإسلام من غير واسطة أحد حتى يتعلم من قبر أبي حنيفة رحمه الله ؟!!.

8 أن الخضر عليه السلام إما أن يكون مأموراً بتعلم شرع النبي صلى الله عليه وسلم أو لا ؛
فإن كان مأموراً به فتَرْكُهُ التعلمَ إلى زمن أبي حنيفة رحمه الله بل إلى بعد موته وهو إنما
مات سنة 150 تركٌ للواجب ، وكيف يجوز للمعصوم أن يترك الواجب 150 سنة؟!!
إذا الأصح أنه نبي .

وإن لم يكن مأموراً بذلك ، وإنما هو زيادة تحصيل الكمال فلِمَ لم يأخذه من النبي –صلى الله
عليه وسلم غضاً طَرِيّاً؟!! وإن لم يعلم أنه كمال إلا بعد موت أبي حنيفة رحمه الله فقد جوز
الجهل بالكمال!!.

9 أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله مجتهد ؛ والمجتهد قد يصيب ، وقد يخطئ ، ولذا خالفه
صاحباه في أكثر من ثلث أقواله فكيف يقلد من لا يخطئ قط من يخطئ ويصيب!!.

10 أن جميع فقه أبي حنيفة يمكن أن تجمع أصوله وفروعه في كتاب واحد أو في كتابين
فما الذي في ألف كتاب؟!

11 أن فيها مفاسد كثيرة لا تنحصر لأنها افتراءات وأكاذيب لا يرضاها الله ورسوله
–صلى الله عليه وسلم ، ولا أبو حنيفة نفسه.

انتهى كلام العلامة البرزنجي انظر: الإشاعة لأشراط الساعة(ص/228230).

وقد أطلت في ذلك لبيان مدى تأثير القول بحياة الخضر عليه السلام على العامة والقصاص
والوعاظ الجهلة.
وقد رجح جمع من المحققين وفاة الخضر عليه السلام منذ أمدٍ بعيد ، وفندوا شبه من قال بحياته
منهم العلامة ابن الجوزي في كتابه"عجالة المنتظر في شرح حال الخضر".
وكتاب"القول المنتصر على الدعاوى الفارغة بحياة أبي العباس الخضر لحسين بن الأهدل اليمني.
ومن أجمل من فند شبه من قال بحياة الخضر ودلل على موته العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه
المنار المنيف (ص/6776).
وكثير ممن يعتقد بحياة الخضر يستغيث به لتفريج الكربات عند حصول المدلهمات وهذا
من الشرك الأكبر. والله المستعان




رد: قصة موسى مع الخضر عليهما السلام

جزاك الله خيرا




رد: قصة موسى مع الخضر عليهما السلام

شكرااا جزييييلا




رد: قصة موسى مع الخضر عليهما السلام

بدأت حكاية موسى عليه السلام مع الخضر عليهما السلام ، حينما كان عليه الصلاة والسلام يخطب يوماً في بني إسرائيل، فقام أحدهم سائلاً: هل على وجه الأرض أعلم منك؟ فقال موسى: لا، إتكاءً على ظنه أنه لا أحد أعلم منه، فعتب الله عليه في ذلك، لماذا لم يكل العلم إلى الله، وقال له: إنَّ لي عبداً أعلم منك وإنَّه في مجمع البحرين، وذكر له أن علامة مكانه هي فقد الحوت، فأخذ حوتاً معه في مِكْتَل وسار هو وفتاه يوشع بن نون، وحكت لنا سورة الكهف كيف التقى مع العبد الصالح الخضر، إذ بدأت الحكاية في القرآن الكريم بعزم موسى عليه السلام على الرحلة إلى مَجْمع البحرين في طلب العلم ، كما قال تعالى : " وَإذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ".
ثم تتابعتْ الأحداث حيث نسيا الحوت وواصلا طريقهما، ثم تنبها لنسيانه فعادا، ولقي موسى عليه السلام الخضر عند مجمع البحرين، والخضر (و القول بنبوته قوي ) عبد صالح وهبه الله نعمة عظيمة من العلم وفضلاً كبيراً: "فوَجَدَا عبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً". وتستمر القصة حين يعرض موسى عليه السلام على الخضر مرافقته لطلب العلم، والشرط بينهما، وما حصل أثناء هذه الرحلة من أحداث، في تسلسل قرآني جميل: " قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)".
ثم انطلقا، وحصلت المواقف التي لم يصبر موسى عليها، وكان الختام حين افترقا، ليقدم المعلم للمتعلم تفسيراً لكل ما حصل، في دروس عظيمة ظلت خالدةً تتلى: " قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا". ثم بدأ يشرح له: " أمّا السفينة " ! .

التأملات:
1. العجب بالعلم مكمن الخطر. فعلى الإنسان ألاّ يعجب بعلمه أو بظنّ بنفسه وصول المنتهى. ويظهر ذلك في معاتبة الله تعالى لموسى عليه السلام بعد أن سئل عن أعلم الناس فنسب ذلك إلى نفسه، وهو درس لمن وراءه، أن لا يرى في نفسه إعجاباً بعلمه أو فهمه أو تميزه، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وما أوتي الإنسان من العلم إلا قليلاً حتى لو كثر.
2. تُلحظ مسألة حب الاستطلاع واضحة جليّة، وتتمثل في ذهاب موسى عليه السلام وتساؤله عن الرجل الأعلم منه، لا لمجرد الرؤية، بل قرن ذلك بنية صحيحة وهي التعلم منه.
3. الحرص على التعلم محمدة مهما بلغ شأو الإنسان العلمي وشأنه المعرفي، وهذا هو نهج الأنبياء ومن تبعهم من الصالحين والعلماء، فالعلم ميراث النبوة، ورفعة الشأن، وصلاح الأسس، حتى لو استغرق الأمر من الإنسان زمناً طويلا يسعى به لتحقيق مرامه، ونيل أهدافه. ويظهر ذلك في قوله تعالى: ( أو أمضي حقبا ).
4. يتجلى الأدب الجميل .. أدب المتعلم مع المعلم: ( على أن تعلّمني ). وفيه أيضاً فائدة لطيفة، فالمتعلم له أن يبيّن حاله التي سيكون عليها مع معلمه، لينال رضاه عليه، وإقباله لتعليمه. ورغم أنّ المتعلم هنا أرفع قدراً بحكم النبوة والرسالة ( باعتبار نبوة الخضر عليه السلام ) ، إلا أنه يقدم عرضاً للمعلم كي تطيب نفسه بصحبته بشيئين:
أ. (ستجدني إن شاء الله صابراً ). أي صبر على التعلم مع تعليقه الصبر بالمشيئة.
ب. ( لا أعصي لك أمراً ). وفيه تمام الامتثال والطاعة.
5. على المعلم أن ينصح تلميذه غاية النصح، بتبيين حال العلم حتى لا يُدخله فيما لا يطيقه من العلم: ( قَالَ إنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً). مع تبيين السبب فيما يرده عنه أو يمنعه منه. وذلك في تبيين الخضر لموسى عليهما السلام: (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً).
6. من الأدب التربوي أيضاً ألاّ يتعجل التلميذ بسؤال معلمه حتى ينهي حديثه، فربما عرض الجواب في ثنايا الحديث، وذلك يؤخذ من قوله: (فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً )
7. يُتعلم من القصة المبادرة إلى الإنكار في حال وقوع المنكر، فرغم أنّ موسى عليه السلام قد شرط للخضر ألاّ يسأله، إلا أنه أنكر عليه ما رأى ظاهره المنكر، وقد أنكر ناسياً الشرط في البداية حين خرق السفينة، إلا أنه لم يكن قد نسيه حين قتل الغلام، لكون المنكر عظيماً في نظره. (أخرقتها لتغرق أهلها) ، ( لقد قتَلتَ نفساً زكيّةً بغيرٍ نَفس).
8. للمعلم العتاب حين يخطئ تلميذه أو يجاوز: (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إنَّكَ لن تستطيعَ معيَ صبراً). وعلى المتعلم الاعتذار: (قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً).
9. يجوز إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه، أليست قاعدة عظيمة من قوله تعالى: (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا).
10. صلاح الأب ممتد الأثر ودائم النفع، إذ في الآية دعوة لأن يبدأ الآباء بتربية أنفسهم قبل تربية أبناءهم، فستكون الثمار يانعة وباقية. (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً). حتى قال بعض المفسرين أنه الأب السابع للغلامين.

————–
حاشية: بعد فراغي من كتابة هذه التأملات، وجدتُ أني قد وافقتُ الشيخ السعدي رحمه الله في بعض الفوائد الجليلة التي علق بها على هذه القصة؛ فالحمد لله كثيراً أن توافقت الخواطر ووقع الحافر على الحافر.

قصة الخضر مع موسى عليهما السلام
"تأملات تربوية"




رد: قصة موسى مع الخضر عليهما السلام

الله اعطيك العافية ما شاء الله عليك…….




رد: قصة موسى مع الخضر عليهما السلام

قصــــــــــــــــــــــــــــــــة بارعة ومفيدة
بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك الله لك
ونطمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع بالمزيد




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصة يوسف عليه السلام

قصة يوسف عليه السلام


الونشريس

حياة يوسف عليه السلام في فقرات:

(أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياته عليه السلام ما يلي:

-1 هو يوسف بن يعقوب من زوجته راحيل، ولد في "فدان آرام" بالعراق حينما كان أبوه عند خاله (لابان)، ولما عاد أبوه إلى الشام – مهجر الأسرة الإِبراهيمية – كان معه حدثاً صغيراً. قالوا: وكان عمر يعقوب لما ولد له يوسف (91) سنة، وإن مولد يوسف كان لمضي (251) سنة من مولد إبراهيم.

-2 توفيت أمه وهو صغير، فكفلته عمته وتعلقت نفسها به، فلما اشتد قليلاً أراد أبوه أن يأخذه منها، فضنَّت به وألبسته منطقة لإِبراهيم كانت عندها وجعلتها تحت ثيابه، ثم أظهرت أنها سُرقت منها، وبحثت عنها حتى أخرجتها من تحت ثياب يوسف، وطلبت بقاءه عندها يخدمها مدةً جزاءً له بما صنع، وبهذه الحيلة استبْقَتْه عندها، وكف أبوه عن مطالبتها به.

-3 كان يوسف أثيراً عند أبيه من بين إخوته، وقد رأى يوسف -وهو غلام صغير- رؤيا قصها على أبيه، فقال له أبوه: {لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ} [يوسف: 5]، وذلك خشية عليه من حسدهم. وخلاصة الرؤيا: أنه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له، فعرف يعقوب أنها تتضمن مجداً ليوسف يجعل إخوته وأبويه يخضعون لسلطانه.

-4 حسده إخوته على ولوع أبيهم به وإيثاره عليهم، فدبروا له مكيدة إلقائه في الجب، فمرت قافلة فأرسلت واردها إلى البئر فأدلى دلوه، فتعلق يوسف به، فأخذوه عبداً رقيقاً وانتهى أمره إلى مصر فاشتراه رئيس الشرطة فيها، واحتل عنده مكاناً حسناً اكتسبه بحسن خلقه وصدقه، وأمانته وعبقريته. قالوا: ودخول يوسف إلى مصر يمكن تحديده قريباً من سنة (1600) ق.م في عهد الملك أبابي.

-5 عشقته زوجة سيده وشغفت به، فراودته عن نفسه فاستعصم، فدبرت له مكيدة سجنه إذا لم يُلَبّ رغبتها منه، فقال: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف: 33].

-6 أعطاه الله علم تعبير الرؤى، وكشف بعض المغيبات، فاستخدم ذلك في دعوة السجناء معه إلى توحيد الله، وإلى دينه الحق.

-7 كان معه في السجن فتيان: رئيسُ سُقاةِ الملك، ورئيس الخبازين، فرأى كل منهما في منامه رؤيا وعرضها على يوسف.

أما رئيس سقاة الملك: فقد رأى أنه يعصر خمراً، فقال يوسف: ستخرج من السجن وتعود إلى عملك فتسقي الملك خمراً.

وأما رئيس الخبازين: فقد رأى أنه يحمل فوق رأسه طبقاً من الخبز، والطير تأكل من ذلك الخبر، فأخبره يوسف: أنه سيصلب وتأكل الطير من رأسه.

وأوصى يوسف رئيس السقاة أن يذكره عند الملك.

وقد تحقق ما عبر به يوسف لكل من الرجلين، إلا أن ساقي الملك نسي وصية يوسف.

-8 لبث يوسف في السجن بضع سنين، حتى رأى الملك رؤيا البقرات السمان والبقرات العجاف، والسنابل الخضر والأخر اليابسات، فعرض رؤياه على السحرة والكهنة فلم يجد عندهم جواباً، عند ذلك تذكر ساقي الملك ما أوصاه به يوسف في السجن فأخبر الملك بأمره، فأرسله إلى يوسف يستفتيه في الرؤيا، فكان جواب يوسف بأن البلاد سيأتيها سبع سنوات مخصبات ثم يأتي بعدها سبع سنوات قحط وجدب. ثم يأتي بعد ذلك عام يغاث فيه الناس وتعم فيه البركة.

-9 أُعجب الملك بما عبر به يوسف، فدعاه للخروج من السجن، ولكن يوسف أراد أن يعاد التحقيق في تهمته قبل خروجه، حتى إذا خرج خرج ببراءة تامة، فأعاد الملك التحقيق، فاعترفت المرأة بأنها هي التي راودته عن نفسه. عند ذلك خرج يوسف من السجن، وقربه الملك واستخلصه لنفسه، وجعله على خزائن الأرض، ويشبه هذا المنصب منصب (وزارة التموين والتجارة)، وسماه الملك اسماً يألفونه في مصر بحسب لغتهم (صفنات فعنيح)، وجعله بمثابة الملك مسلّطاً على كلّ مصر، باستثناء الكرسيّ الأول الذي هو للملك.

-10 نظم يوسف أمر البلاد، وأدار دفة المنصب الذي وُكل إليه إدارة رائعة، وادَّخر في سنوات الخصب الحب في سنابله، لمواجهة الشدة في سنوات القحط، وجاءت سنوات القحط التي عمت مصر وبلاد الشام، فقام بتوزيع القوت ضمن تنظيم حكيم عادل.

-11 علمت أسرته في أرض الكنعانيين بأمر في مصر، فوفد إخوته إلاّ شقيقه بنيامين إلى مصر طالبين الميرة، لأن أباه -سيدنا يعقوب- صار حريصاً عليه بعد أن فقد ولده يوسف، فلما رآهم يوسف عليه السلام عرفهم، وأخذ يحقق معهم عن أسرتهم وعن أبيهم، واستجرَّ منهم الحديث فأخبروه عن بنيامين، فأعطاهم ميرتهم ورد لهم فضتهم في أوعيتهم، وكلفهم أن يأتوا بأخيهم بنيامين في المرة الأخرى، وإلا فليس لهم عنده ميرة، فوعدوه بذلك.

-12 ذكروا لأبيهم ما جرى لهم في مصر، والشرط الذي شرطه عليهم العزيز، وبعد إلحاح شديد ومواثيق أعطوها من الله على أنفسهم، أذن لهم يعقوب عليه السلام بأن يأخذوا معهم أخاهم بنيامين.

-13 ولما وفدوا على يوسف عليه السلام دبَّر لهم أمراً يستبقي فيه أخاه بنيامين عنده، فكلف غلمانه أن يدسوا الإِناء الفضيّ الذي يشرب به في رحل أخيه بنيامين. ولما حملوا ميرتهم عائدين إلى بلادهم أرسل الجنود للبحث عن سقاية الملك، فوجدوها في رحل بنيامين فأخذوه، وكان أمراً شديد الوقع على قلوبهم، وعادوا إلى يوسف يرجونه ويتوسلون إليه أن يخلي سبيل أخيهم، وعرضوا عليه أن يأخذ واحدا منهم مكانه، إلا أنه رفض. فرجعوا إلى أبيهم إلا كبيرهم رأوبين، وأخبروه الخبر فظن بهم سوءاً، وحزن حزناً أفقده بصره. ثم أمرهم بالعودة إلى مصر والتحسس عن يوسف وأخيه، فعادوا إلى مصر وألحّوا بالرجاء أن يمنَّ العزيز عليهم بالإِفراج عن أخيهم، وخلال محادثتهم معه بدرت منها بادرة أسرها يوسف في نفسه، إذ قالوا: {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل}، يشيرون إلى الحادثة التي اصطنعتها عمته حينما كان صغيراً لتستبقيه عندها.

-14 وبأسلوب بارع عرّفهم يوسف بنفسه، فقالوا: {أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ؟!} قال: {أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا!} [يوسف: 90] قالوا: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا!} [يوسف: 91] والتمسوا منه العفو والصفح عما كان منهم، فقال: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} [يوسف: 92]. وطلب منهم أن يأتوا بأهلهم أجمعين، وبذلك انتقل بنو إسرائيل إلى مصر، وأقاموا فيها وتوالدوا حتى زمن خروجهم مع موسى عليه السلام.

-15 قالوا: ولما اجتمع يوسف بأبيه – بعد الفراق – كان عمر يعقوب (130) سنة، فيكون عمر يوسف يومئذ (39) سنة، ثم توفي يعقوب بعدها بـ (17)سنة. وعاش يوسف عليه السلام من السنين (110)، ومات في مصر وهو في الحكم ودفن فيها، ثم نقل رفاته إلى الشام أيام موسى عليهما السلام، ودفن بنابلس على الأرجح.

قالوا: وكانت وفاة يوسف عليه السلام قبل مولد موسى عليه السلام بأربع وستين سنة، وبعد مولد إبراهيم بـ (361) سنة. ولكن مثل هذه المدة لا تكفي مطلقاً لأن يتكاثر فيها بنوا إسرائيل إلى المقدار الذي ذكر مؤرخوهم أنهم قد وصلوا إليه أيّام موسى عليه السلام.

(ب) وقد فصَّل القرآن الكريم قصة يوسف عليه السلام في سورة كاملة مسماة باسمه،

وقد أبرزت من حياته مثالاً فريداً من روائع القصص الإِنسانية الهادية المرشدة، مرت في حياة رسول مصلح.

الونشريس




رد: قصة يوسف عليه السلام

بارك الله فيك على الإفادة وجعلها في ميزان حسناتك
الله الله على الطرح المميز




رد: قصة يوسف عليه السلام

جزاك الله خيرا
ووفقك لما يرضاه
شكرا لك




رد: قصة يوسف عليه السلام

بارك الله فيك اخي على الافادة
شكراااا




رد: قصة يوسف عليه السلام

الونشريس




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم

معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم


الونشريس

القرآن الكريم
لأنه كلام الله تعالى أوحاه إليه فدل ذلك على نبوته و صدقة في رسالته لأن القرآن معجز بحروفه وكلماته وتراكيبه و معانيه وأخبار الغيوب التي وردت فيه فكانت كما أخبر كما هو معجز بالأحكام الشرعية و القضايا العقلية التي لا قبل للبشر بمثلها مع التحدي القائم إلى اليوم بأن يأتي الإنس والجن متعاونين مثله قال تعالى: ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) من سورة الإسراء و تحدى العرب أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان على أن يأتوا بعشر سور مثله فما استطاعوا قال تعالى: ( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) و تحداهم بسورة واحدة من مثله فقال: ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله و ادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) نفي لقدرتهم على الإتيان بسورة مثل القرآن في مستقبل الأيام و قد مضى حتى الآن 1421 سنة و لم يستطع الكافرون أن يأتوا بسورة من مثله.
انشقاق القمر
روى أحمد والبخاري و مسلم في صحيحهما أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقين ، قال مطعم: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل و فرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد، وأنزل الله تعالى مصداق ذلك : ( اقتربت الساعة وانشقت القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر)
نزول المطر بدعائه
لقد أمحلت البلاد و أصابها قحط شديد فدخل رجل المسجد و رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فاستقبل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله هلكت الأموال و انقطعت السبل فادع الله لنا يغيثنا، فرفع الرسول صلى الله عليه وسلم يديه فقال: ( اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا ) قال أنس: والله ما في السماء من سحاب ولا قرعة و لا شيء وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت والله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل الرجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله الرجل وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هلكت الأموال وانقطعت السبل ادع الله يمسكها فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: ( اللهم حوالبنا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال ومنابت الشجر ) قال أنس : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس.
فهذه المعجزة هي نزول المطر بدعائه صلى الله عليه وسلم قد كررت مرات عديدة وهي معجزة سماوية كانشقاق القمر لا دخل لغير الله فيها وهي آية نبوته صلى الله عليه وسلم.
نبوع الماء بين أصابعه صلى الله عليه وسلم
ومن معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوته وصدق رسالته نبوع الماء من بين أصابعه الشريفة فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضأوا منه فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ الناس حتى توضأوا من عند آخرهم قال قتاده قلت لأنس : كم كنتم؟ قال: زهاء ثلاثمائة رجل.
فهذه معجزة ظاهرة إذ ليس في طوق البشر أن يأتوا بمثلها إذ لم تجر سنة الله في الكون أن الماء ينبع من بين أصابع الإنسان مهما كان إلا أن تكون آية تدل على صدق نبوة من ادعاها فقد كانت هذه آية على نبوته صلى الله عليه وسلم.
فيضان ماء بئر الحديبية
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه لما كان بالحديبية هو و أصحابه سنة ست من الهجرة وكان الحديبية بئر ماء فنزحها أصحابه بالسقي منها حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء وكانوا ألفاً وأربعمائة رجل ، وخافوا العطش فشكوا ذلك إليه صلى الله عليه وسلم فجاء فجلس على حافة البئر فدعا بماء فجيء به إليه فتمضمض منه ، ومجّ ما تمضمض به في البئر فما هي إلا لحظات ، وإذا البئر فيها الماء فأخذوا يسقون فسقوا وملأوا أوانيهم وأدوات حمل الماء عندهم وهم كما تقدم ألف وأربعمائة رجل وهم أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم وأنزل فيهم قوله تعالى في سورة الفتح: ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثبتهم فتحاً قريباً).
ففيضان الماء من بئر جافة لا ماء بها حتى سقي منها أهل معسكر بكامله لم يكن إلا آية نبوية صادقة تنطق قائلة: أن صدقوا محمداً فيما جاءكم به ودعاكم إليه فإنه رسول الله إليكم حقاًّ وصدقاً.
قدح لبن روى فئاماً من الناس ببركته صلى الله عليه وسلم
روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه القصة التالية: قال: والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذين يخرجون منه فمرّ أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمرّ عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي ، وما في نفسي فقال: " أبا هريرة" قلت له : لبيك يا رسول الله فقال: " الحق" واستأذنت فأذن لي فوجدت لبنًا في قدح ، قال: " من أين لكم هذا اللبن؟" فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان قال: " أبا هرّ" ، قلت: لبيك يا رسول الله ، قال: " انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي" قال- أي أبو هريرة – وأهل الصفة أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهل ، ولا مال ؛ إذا جاءت رسول الله هدية أصاب منها وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ، ولم يصب منها ، قال أبو هريرة وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوّى بها بقية يومي وليلتي ، وقلت: أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم ، وقلت: ما يبقى لي من هذا اللبن؟ ولم يكن من طاعة الله ورسوله بدّ فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال: " يا أبا هريرة خذ فأعطهم" فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى ، ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة ، ثم رفع رأسه ونظر إلي وابتسم ، وقال:" أبا هريرة" فقلت: لبيك رسول الله ، قال: " بقيت أنا وأنت" فقلت: صدقت يا رسول الله قال:" فاقعد فاشرب" قال: فقعدت فشربت ، ثم قال لي:" اشرب" فشربت فما زال يقول لي: اشرب فأشرب حتى قلت: لا ، والذي بعثك بالحق ما أجد له فيّ مسلكًا ، قال:" ناولني القدح" فرددته إليه فشرب من الفضلة.
وهكذا تتجلى هذه المعجزة وهي آية النبوة المحمدية ؛ إذ قدح لبن لا يروي ولا يشبع جماعة من الناس كلهم جياع بحال من الأحوال ، فكيف أرواهم وأشبعهم؟ إنها المعجزة النبوية! وآية أخرى للكمال المحمدي أن يكون صلى الله عليه وسلم هو آخر من يشرب من ذلك القدح الذي شرب جماعة من الناس.
امتلاء عكة سمن بعد فراغها
روى الحافظ أبو يعلى عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كانت لأمي أم سليم شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم بعثت بها ربيبة فقالت: يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم قال: أفرغوا لها عكتها فأفرغت العكة و دفعت إليها قالت: فانطلقت بها و جئت و أم سليم ليست في البيت فعلقت العكة على وتد فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر فقالت: يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت : بلى قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت و معها ربيبة فقالت يا رسول الله إني بعثت معها إليك بعكة فيها سمن قال: قد فعلت قد جاءت قالت: والذي بعثك بالحق و دين الحق إنها لممتلئة تقطر سمناً. قال أنس: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سليم أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه كلي و أطعمي. فجئت إلى البيت فقسمت في قعب لنا و كذا و كذا و تركت فيها ما ائتدمنا به شهرا أو شهرين.
فهذه إحدى المعجزات المحمدية إذ ليس مما جرت به سنة الله في الخلق أن يمتلئ الإناء بعد إفراغه
الطعام القليل يشبع العدد الكثير
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله: قال أ[و طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصاً من شعير ثم أخرجت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد و معه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسلك أبو طلحة.؟ فقلت : نعم قال: بطعام؟ قلت: نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم يا أم سليم ما عندك. فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فآدمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ء أن يقول ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً.
أليست هذه من أعظم المعجزات؟ بل و ربي إنها لمن أعظم المعجزات إن أقراصا عدة حملها غلام تحت ابطه يطعم منها ثمانون رجلا ويشبع كل واحد منهم شبعا لا مزيد عليه ان لم تكن هذه معجزة فما هي المعجزات يا ترى؟

توفية دين جابر الذي استغرق كل ماله
روى البخاري رحمه الله تعالى في دلائل النبوة المحمدية قصة جابر:
فقال: حدثنا أبو نعيم وساق السند إلى جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه فقال: إن أبي توفى و عليه دين فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبي ترك دينا وليس عندي الا ما يخرج نخلة ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معي لكيلا يفحش علي الغرماء فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه قال: انزعوه فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم. وهكذا بعد أن كان الدين قد استغرق كل التمر ولسنين عدة أيضا وفي التمر الموجود كل الديون وبقي التمر في البيادر مثل ما سددت به الديون الكثيرة وذلك ببركة وجود الرسول الله صلى الله عليه وسلم بين البيادر ودعائه بالبركة فيها فباركها الله عزو جل فوفت الديون وزادت فكانت هذه آية النبوة و معجزة ظاهرة .
انقياد الشجر له صلى الله عليه وسلم
روى مسلم بسنده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فأتبعته بإداوة فيها ماء، فنظر فلم ير شيئا يستتر به و إذ شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق إلى أحدهما فأخذ ببعض من أغصانها وقال: انقادي علي بإذن الله. فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما أي جمعهما، وقال: التئما علي بإذن الله . فالتأمتا قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس بقربي منه فيبعد فجلست أحدث نفسي فحانت مني إلتفاتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا وقامت كل واحدة منهما على ساق .
فهذه إحدى المعجزات الخارقة للعادة التي لا تكون إلا لنبي من الأنبياء
تكثير الطعام
إن معجزة تكثير الطعام والشراب قد تكررت فبلغت عشرات المرات وفي ظروف مختلفة و مناسبات عديدة فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها " وهي غزوة تبوك " فأرمل فيها المسلمون و احتاجوا إلى الطعام فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم تحملهم و تبلغهم علوهم ينحرونها؟ ادع يا رسول الله بغبرات الزاد فادع الله فيها بالبركة، قال: "أجل" ، فدعا بغبرات الزاد فجاء الناس بما بقي معهم فجمعت ثم دعا الله فيها بالبركة و دعاهم بأوعيتهم فملأوها و فضل كثير. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أني عبدالله ورسوله ومن لقي الله عزوجل بها غير شاك دخل الجنة.
فهذه معجزة ظاهرة في تكثير الطعام القليل حتى أصبح كثيرا.
حنين الجذع شوقاً إليه صلى الله عليه وسلم
فقد روى أحمد رحمه الله عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع نخلة فقالت امرأة من الأنصار وكان لها غلام نجار: يا رسول الله إن لي غلاماً نجارًا أفآمره أن يتخذ لك منبرًا تخطب عليه؟ قال: "بلى"، فاتخذ له منبرًا فلما كان يوم الجمعة خطب صلى الله عليه وسلم على المنبر فأنّ الجذع الذي كان يقوم عليه كما يئنّ الصبي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن هذا بكى لما فقد من الذكر". وفي رواية البخاري فصاحت النخلة " جذع النخلة" صياح الصبي ، ثم نزل صلى الله عليه وسلم فضمه إليه يئن أنين الصبي الذي يسكن ، قال: " كانت تبكي "النخلة" على ما كانت تسمع من الذكر عندها".
فحنين الجذع شوقا على سماع الذكر و تألما لفراق الحبيب الذي كان يخطب إليه واقفا عليه وهو جماد لا روح له ولا عقل في ظاهر الأمر ، وحسب علم الناس بالجمادات آية من أعظم الآيات الدالة على مثلها على نبوة الحبيب صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته وهي معجزة كبرى على مثلها امن البشر لعجزهم على الإتيان بمثلها.
تسبيح الحصى في يديه وسلام الشجر عليه
روى الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى عن سويد بن يزيد السلمي قال: سمعت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه يقول: لا اذكر عثمان إلا بخير بعد شيء رايته، وبين ذلك الخبر الذي رآه فقال: كنت رجلاً اتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرايته يوما جالسا وحده فاغتنمت خلوته فجئت حتى جلست إليه ، فجاء ابو بكر فسلم عليه ثم جلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء عمر فسلم و جلس عن يمين أبي بكر ، ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين عمر، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات فأخذهن في كفه فسبّحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل ثم وضعهن فخرسن أي يسكتن ، ثم أخذهن فوضعهن في كف أبي بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل ، ثم وضعهن فخرسن ، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل ، ثم وضعهن فخرسن ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبّحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل ، ثم وضعهن فخرسن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هذه خلافة النبوّة".فهذه المعجزة ذات شطرين الأول تسبيح الحصى في أيدي الراشدين والثاني الخلافة فعلاً قد انحصرت في الصديق والفاروق وذي النورين ، ثم اضطربت.
سلام الحجر عليه صلى الله عليه وسلم
فقد روى مسلم وأحمد بسنده عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن". فسلام الحجر وهو جماد أمر خارق للعادة ، معجز للبشر أن يأتوا بمثله ، فلذا هو آية النبوة المحمدية ومعجزة من معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم.
سجود البعير له صلى الله عليه وسلم وشكواه إليه
روى النسائي وأحمد بسندهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه ، وانه استصعب عليهم فمنعهم ظهره ، وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا حمل نسني عليه ، وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " قوموا" فقاموا فدخل الحائط. والجمل في ناحية ، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، فقال الأنصار: انه صار مثل الكلب، وإنا نخاف عليك صولته، فقال: " ليس عليّ منه بأس" ، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل نحوه حتى خرّ ساجداً بين يديه، فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قص حتى أدخله في العمل. فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن أحق أن نسجد لك، فقال:" لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأموت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها".
كما روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوماً مع بعض أصحابه حائطا من حيطان الأنصار ، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه ، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه فسكن ، فقال صلى الله عليه وسلم: " من صاحب الجمل؟" فجاء فتى من الأنصار قال: هو لي يا رسول الله ، فقال له صلى الله عليه وسلم:" أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكها الله لك إنه شكا إليّ انك تجيعه وتدئبه" أـي تواصل العمل عليه بدون انقطاع.
أليست هذه آية من آيات النبوة ومعجزة من عظيم معجزاتها؟ بلى. ولذا كان الكفر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من أقبح الكفر وأسوأه، ولا يكون إلا من جهل كامل ، أو حسد قاتل ، أو خوف فوات منافع مادية طائلة ، كما كان شان الجهال من الأمم والشعوب وحسد اليهود ، وخوف رجال الكنيسة من زوال سلطانهم الروحي ، وما يترتب عليه من فقدانهم المال والرئاسة الروحية على الشعوب المسيحية.
شهادة الذئب برسالته صلى الله عليه وسلم
فقد روى أحمد رحمه الله تعالى في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: عدا الذئب على شاة فأخذها ، فطلبها الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه فقال: ألا تتقي الله، تنزع مني رزقًا ساقه الله إليّ؟! فقال: يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بشر يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال: فاقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة ، ثم خرج فقال للراعي :" اخبرهم" فاخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده".
توقير الوحش له صلى الله عليه وسلم واحترامه
فقد روى أحمد بسنده عن مجاهد قال: قالت عائشة رضي الله عنها: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتدّ وأقبل وأدبر ، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يترمرم أس لم يتحرك ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه بحركاته. فكون الحيوان الوحشي يسكن فلا يتحرك مدة ما هو صلى الله عليه وسلم في البيت ، وإذا خرج لعب فأقبل وأدبر كعادة الحيوان في ذلك آية من آيات النبوة المحمدية ومعجزة؛ إذ مثل هذا لا يقع لغير النبي صلى الله عليه وسلم. وإن قال قائل: ان الانسان في إمكانه تربية الحيوان على سلوك معين قلنا هناك فرق بين التربية وبين عدمها، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما كان ربّى هذا الحيوان ولا كان له به أدنى صلة، وإنما الحيوان ألهم احترام النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، فكان إذا أحس بدخول الرسول البيت سكن وربض وترك الترمرم، وإذا خرج صلى الله عليه وسلم من البيت لعب فاقبل وأدبر حسب فطرته التي فطره الله تعالى عليها ، فكان سلوكه الخاص آية من آيات النبوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية والتسليم.
احترام الأسد لمولاه صلى الله عليه وسلم
فقد روى عبد الرزاق صاحب "المصنف" أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ الجيش بأرض الروم ، أو أسر في أرض الروم، فانطلق هاربا يلتمس الجيش فإذا هو بأسد فقال له: يا أبا الحارث "كنية الأسد" إني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد يبصبصه حتى قام إلى جنبه لم يزل كذلك حتى أبلغه الجيش ، ثم همهم ساعة ، قال: فرأيت أنه يودع ثم رجع عني وتركني.
فهذه وان كانت كرامة لسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها معجزة نبوية؛ إذ الأسد ألان جانبيه ورقّ لسفينة وماشاه حتى وصل به إلى الجيش بعد أن قال له يا أبا الحارث إني فلان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان ما فعله الأسد من احترام سفينة من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلذا عدت هذه من المعجزات المحمدية.
نطق الغزالة ووفاؤها له صلى الله عليه وسلم
فقد روى أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة قصة الغزالة هذه، فقال: عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط، فقالت: يا رسول الله إني أخذت ولي خشفان فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم " أين صاحب هذه؟" فقال القوم: نحن يا رسول الله قال : " خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعها وترجع إليكم" فقالوا: من لنا بذلك؟ قال: " أنا" فأطلقوها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت إليهم ، فأوثقوها فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أين صاحب هذه" فقالوا: هذا يا رسول الله، فقال: " تبيعونها؟" فقالوا: هي لك يا رسول الله فقال:" فخلوا عنها" فأطلقوها فذهبت.
فنطق الغزالة ووفاؤها له صلى الله عليه وسلم آية من آيات النبوة المحمدية ومعجزة من معجزاته الموجبة للإيمان به وطاعته ومحبته صلى الله عليه وسلم.
خروج الجن من الصبي بدعائه صلى الله عليه وسلم
فقد قال أحمد رحمه الله تعالى وساق سنده إلى ابن عباس رضي الله عنه قال: إن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن به لمما، وانه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا، قال: فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثعّ ثعّة فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى.
شفاء الضرير بدعائه صلى الله عليه وسلم
فقد روى أحمد بسنده عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضريراً أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله أن يعافيني فقال: " إن شيءت أخّرت ذلك فهو أفضل لآخرتك ، وان شيءت دعوت لك" قال: لا ، بل ادع الله لي، قال: فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين، وأن يدعو بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك وأتـوجه إليك بنبيك محمد نبّي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك في حاجتي هذه فتقضى، اللهم شفعه في" ففعل الرجل فبرأ.
شفاء علي رضي الله عنه بتفاله صلى الله عليه وسلم
ففي الصحيح: قال صلى الله عليه وسلم في غزو خيبر:" لأعطين الراية غدا رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله علي يده. فما أصبحوا نادى علياً فقالوا: مريض يا رسول الله يشكو عينه، فقال: ائتوني به. فأتي به فنفث في عينه بقليل من ريقه صلى الله عليه وسلم فبرأ لتوه ولم يمرض بعينه بعد ذلك قط.
ردّ عين قتادة بعد تدليها
إذ في أحد أصيب قتادة بن النعمان في عينه حتى سقطت وتدلت على وجنته فردها صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة فبرئت على الفور ، وكانت أحسن من قبل.
شفاء الصبي بفضل سؤره صلى الله عليه وسلم
روى ابن أبي شيبة أن امرأة من خثعم أتت النبي صلى الله عليه وسلم بصبي به بلاء لا يتكلم ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فمضمض فاه، وغسل يديه، ثم أعطاها إياه وأمرها بسقيه ومسحه به، ففعلت فبرئ الولد وعقل عقلاً يفضل له عقول الناس.
تحول جذل الحطب سيفاً
لقد انكسر سيف عكاشة بن محصن يوم بدر فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم جذل الحطب فقال له: "اضرب به" فانقلب في يده سيفاً صارمًا طويلاً ابيض شديد المتن، فقاتل به، ثم لم يزل عنده يشهد به المواقف إلى أن استشهد عكاشة في قتال أهل الردة.
صدق إخباره بالغيب
فقد روى أبو داود في أم ورقة بنت نوفل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا بدراً قالت له: يا رسول الله ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم لعل الله أن يرزقني الشهادة فقال لها: " قري في بيتك فإن الله يرزقك الشهادة" فكانت تسمى الشهيدة وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في بيتها مؤذنا يؤذن لها وكانت قد دبرت غلاما لها وجارية فقاما إليها بالليل فغماها في قطيعة لها حتى ماتت و ذهبا فأصبح عمر فطلبهما فجئ بهما فصلبهما عمر رضي الله عنه فكان أو ل من صلب بالمدينة.
ومن آيات نبوته صدق إخباره الغيب
أول خبر: قوله في الحسن رضي الله عنه: إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين. فكان الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم فقد أصلح به بين من كان مع الحسن وبين من كان مع معاوية

ثاني خبر: قوله صلى الله عليه وسلم : اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان . فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم فمات أبو بكر بمرض أصابه و قتل عمر في المحراب شهيداً و قتل عثمان في داره شهيداً فرضي الله عنهم أجمعين.

ثالث خبر: قوله صلى الله عليه وسلم لسراقة بن مالك و قد خرج في ملاحقته صلى الله عليه وسلم يوم هجرته حيث أعطت قريش جولئز لمن يأتيها بمحمد صلى الله عليه وسلم قال له و قد ساخت قوائم فرسه في الأرض مرتين : كيف بك إذا ألبست سواري كسرى؟. فلما أتى بهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألبسهما إياه وقال: الحمدلله الذي سلبهما كسرى وألبسهما سراقة. فهذا غيب محض وقد تم كما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم.

رابع خبر: قوله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة . وقد وقع هذا كما أخبر فقد اقتتل علي و معاوية رضي الله عنهما بجيشيهما في صفين و دعواهما واحدة فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

خامس خبر: قوله صلى الله عليه وسلم إن هذا قبر أبي رغال و إن معه غصنا من ذهب. فحفروه فوجدوه كما أخبر صلى الله عليه وسلم و ذلك حين كان ذاهبا الى الطائف فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

سادس خبر: قوله صلى الله عليه وسلم لخباب بن الأرت وقد جاء يشكو إليه ما يلقى المؤمنون من كفار قريش يطلب منه أن يستنصر بالله تعالى لهم، قال له وقد احمر وجهه أو تغير لونه صلى الله عليه وسلم: لقد كان من قبلكم تحفر له الحفرة و يجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق نصفين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء إلى حضرموت ما يخشى إلا الله والذئب على غنمه. وقد تم هذا الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

سابع خبر: قوله صلى الله عليه وسلم : منعت العراق درهمها و قفيزها و منعت الشام مدها و دينارها و منعت مصر أردبها و دينارها وعدتم من حيث بدأتم. فهذا الخبر قد وقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم فقد منعت العراق والشام و مصر ما كانوا يؤدونه إلى أهل الحجاز من خراج وغيره و عاد أهل الحجاز كما بدأوا فمسهم الجوع ونالهم التعب بعد ما أصابهم من رغد العيش وسعة الرزق.

ثامن خبر: قوله صلى الله عليه وسلم: الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء. فهذا الخبر من أنباء الغيب إذ كانت خلافة أبي بكر سنتين و أربعة أشهر إلا عشر ليال، و كانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً وكانت خلافة علي خمس سنوات إلا شهرين و تكميل الثلاثين بخلافة الحسن بن علي إذ كانت نحو من ستة أشهر ثم نزل عليها لمعاوية عام أربعين للهجرة مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم " ان ابني هذا سيد و سيصلح الله به بين فئتين.

تاسع خبر: قوله صلى الله عليه وسلم في عثمان رضي الله عنه: افتح له و بشره بالجنة على بلوى تصيبه. و ذلك في حديث نصه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً ( بستاناً) فدلى رجليه في القف فقال أبو موسى وكان معه : لأكونن اليوم بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست خلف الباب فجاء رجل فقال : افتح فقلت : من أنت ؟ قال أبو بكر. فأخبرت الرسول صلى الله عليه وسلم: فقال : افتح له وبشره بالجنة. ثم جاء عمر فقال كذلك ثم جاء عثمان فقال: ائذن له و بشره بالجنة على بلوى تصيبه .

عاشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم لنسائه: كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب. وكان ذلك فقد خرجت عائشة رضي الله عنها تريد الصلح بين علي ومعاوية رضي الله عنهما في وقعة الجمل فلما بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب فقالت رضي الله عنها: أي ماء هذا؟ فقالوا : ماء الحوأب فقالت : ما أظنني إلا راجعة، قال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم : " كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب." فهذا الخبر الصادق قد وقع كما أخبر به قبل وقوعه بكذا سنة.

ثاني عشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أحمد عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغلي حين ولى غزوة العشيرة: يا أبا تراب ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قلنا : بلى يا رسول الله قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك يا علي على هذه – يعني قرنه- حتى يبل – اي بالدم –هذه – اي لحيته". فكان كما اخبر صلى الله عليه وسلم فقد ضرب عبدالرحمن بن ملجم أحد الخوارج عليا رضي الله عنه بالكوفة فقتله على نحو ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.

ثالث عشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم: سيكون في هذه الأمة بعث إلى السند والهند. فكان كما أخبر فقد حدث أبو هريرة رضي الله عنه فقال: حدثني خليلي الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم " يكون في هذه الأمة بعث إلى السند والهند" فإن أدركته فاستشهدت فذاك، وإن أنا رجعت فأنا أبو هريرة المحدث قد أعتقني من النار. فهذا الخبر وقع فقد غزا المسلمون الهند أيام معاوية سنة اربع واربعون .

رابع عشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم في سهيل بن عمرو ففي يوم صلح الحديبية غضب عمر رضي الله عنه من تعنت سهيل وكان ممثلا لقريش يومئذ فقال له صلى الله عليه وسلم: عسى أن يقوم مقاماً يسرك يا عمر. وكان الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم إذ مات الرسول الكريم فاضطربت البلاد ونجم الكفر ووقف سهيل بن عمرو بباب الكعبة بمكة فخطب فثبت أهل مكة وقوي بصائرهم فحفظهم الله من الردة بسببه وهو موقف سر به عمر والمؤمنون.

خامس عشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة في الجنة. و سئل عنها: فقال: هم الذين يكونون على ما أنا عليه اليوم وأصحابي. وقال: إنها ستكون أنماط و يغدو أحدهم في حلة و يروح في أخرى و توضع بين يديه صحفة و ترفع أخرى و يسترون بيوتهم كما تستر الكعبة. وقال: أنتم اليوم خير منكم يومئذ و إنهم إذا مشوا المطيطاء و خدمتهم بنات فارس و الروم رد الله بأسهم بينهم وسلط شرارهم على خيارهم.
فهذا القول النبوي الشريف الجزء الاول منه كما أخبر حيث بلغت فرق هذه الامة ثلاث وسبعين فرقة كما اخبر و الجزء الثاني وهو قوله انها ستكون فقد صح واقعا فقد بسط الله الرزق على الامة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم .




رد: معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم

بوركت على هذا الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك
اللهم صلي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى




رد: معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم

اختياركم لهذا الموضوع موفق
بارك الله لك
ونطمع بالمزيد




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

أصحاب الرس

أصحاب الرس


الونشريس

قال تعالى في سورة الفرقان آية 38: (( وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ))
وقال تعالى في سورة ق آية 12: (( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ))
قال تعالى في سورة الفرقان آية 38: (( وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ))
وقال تعالى في سورة ق آية 12: (( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ))

أختلفوا فى أصحاب الرس من هم . فَقَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ اِبْن عَبَّاس هُمْ أَهْل قَرْيَة مِنْ
قُرَى ثَمُود وَقَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : هُمْ قَوْم كَانُوا يَعْبُدُونَ شَجَرَة صَنَوْبَر فَدَعَا
عَلَيْهِمْ نَبِيّهمْ ; وَكَانَ مِنْ وَلَد يَهُوذَا ، فَيَبِسَتْ الشَّجَرَة فَقَتَلُوهُ وَرَسُّوهُ فِي بِئْر , فَأَظَلَّتْهُمْ
سَحَابَة سَوْدَاء فَأَحْرَقَتْهُمْ . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : هُمْ قَوْم بِأَذْرَبِيجَانَ قَتَلُوا أَنْبِيَاء فَجَفَّتْ أَشْجَارهمْ وَزُرُوعهمْ فَمَاتُوا جُوعًا وَعَطَشًا




رد: أصحاب الرس

الونشريس




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

اسماء الانبياء و معانيها ارجو

اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*


الونشريس

باللغة العربية
باللغة الانجليزية
معنى الاسم
نزوله / أرسل إلى
لمحات تاريخية
1
آدم
Adam
الأرض
إلتقى بزوجته حواء في عرفات
  • هو أبو البشر خلقه الله من قبضة قبضها من جميع الأرض ثم خلق زوجته حواء من ضلعه وأسكنهما في جنة (ليست جنة الآخرة)
  • من الانبياء السريانيين
2
شيث
Seth
هبة الله
في الجزيرة العربية
  • هو شيث بن آدم
  • الابن الثالث لآدم وقد ولد بعد أن قتل قابيل أخيه هابيل
  • من الانبياء السريانيين
  • أنزلت عليه 50 صحيفة (نص حديث الرسول)
3
إدريس
Enoch
المكرًس
بابل ثم مصر
  • هو اخنوخ (ادريس) بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم
  • من الانبياء السريانيين
  • الارجح انه ولد ببابل بالعراق
  • كان أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب
  • رفعه الله مكاناً علياً (السماء الرابعة)
4
نوح
Noah
الهادئ
ناحية البقاع
منطقة الكرك
  • نوح بن لامك بن متوشلخ بن اخنوخ (ادريس) بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم
  • من الانبياء أولي العزم
  • من الانبياء السريانيين
  • أولاده: سام (العرب) حام (الحبش) يافث (الروم) ويام (كنعان) الذي كفر وطغى ونزل من السفينة
  • السفينة: الطول: (300 ذراع = 157 متر) والعرض (50 ذراع = 26 متر) والارتفاع (30 ذراع = 15 متر) وعدد ثلاثة أدوار (للدواب وللناس وللطير) واستغرقت الرحلة 150 يوم واستقرت على جبل الجودي قرب الموصل بالعراق
5
هود
Heber
الرفيق
قبيلة عاد
بمنطقة الاحقاف باليمن (قرب حضرموت) وهم من العرب
  • هو هود بن شالخ بن أرفخشد بن ارم بن سام بن نوح وعند أهل الكتاب اسمه (عابر)، وتذكر مصادر تاريخية اخرى أنه هود بن عبدالله بن رباح بن الخلود بن عاد
  • من الانبياء العرب
  • قوم عاد سكنوا الخيام ذات الاعمدة العالية (إرم) – لم تكن المدينة من ذهب !!
  • أصنامهم: صمد، صمود، وهر
  • اهلكهم الله بريح صرصرة لمدة ثمانية ايام (سبع ليال)
  • قوم عاد هم من أصل: عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح
6
صالح
Salih
الصلاح
قبيلة ثمود بمنطقة الحجر بين الحجاز وتبوك وهم من العرب
  • هو صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح
  • من الانبياء العرب
  • قوم ثمود من أصل: ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح
  • أهلكهم الله بصيحة من السماء ورجفة من أسفلهم بعد ثلاثة أيام اصفرت واحمرت واسودت وجوهم من الانتظار لعذابهم وذلك لقتلهم الناقة
7
إبراهيم
Abraham
أب رحيم
بابل
القرن 19 ق.م
  • هو ابراهيم بن آزر (تارخ) بن ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
  • من الانبياء أولي العزم
  • يعتبر أبو الانبياء
  • أخواه: ناحور وهاران (والد لوط)
  • أمه: أميلة (بونا) بنت كربتا بن كرني بن أرفخشد بن سام بن نوح
  • ولد ابراهيم ببابل في زمن الملك النمرود بن كنعان ثم هاجر إلى حران (قرب مصب نهر الفرات بين سورية وتركيا) ثم أرض الشام ثم بلاد أيليا ومصر ثم مات بقرية قدوم ودفن بالخليل
  • أول أولاده – اسماعيل من زوجته هاجر ثم اسحاق من زوجته سارة
  • بعد موت سارة، تزوج قنطور وانجب منها: زمران، يقشان، مادان، مدين، وشياق، شوح
  • وتزوج حجون بنت أمين وانجب منها: كيسان، سورج، أميم، لوطان، نافس
8
لوط
Lot
المتستر
سدوم قرب
قرى غور زغر (البحر الميت)
القرن 18 ق.م
  • هو لوط بن هاران بن آزر (تارخ) بن ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
  • هو ابن أخ النبي ابراهيم الخليل عليه السلام
  • قوم سدوم كانوا يأتون بأقبح الفواحش (الشذوذ الجنسي)
  • أهلكهم الله بأن جعل قريتهم عاليها سافلها وأمطرهم بحجارة من سجيل
  • ورد اسم قرى لوط بالقرآن- المؤتفكات أي المنقلبات
9
إسحاق
Isaac
ضاحك
بابل
القرن 18 ق.م
  • هو اسحاق بن ابراهيم الخليل

عند أهل الكتاب – بالعبرية اسمه (شاحاك)

  • تزوج من رفقة بنت بتونيل بن ناحور بن آزر
  • ابناؤه:

ü عيصو (تسميه العرب العيص وهو والد الروم)
ü يعقوب (اسرائيل)

10
إسماعيل
Ishmael
يسمع الله
قبائل جرهم والعماليق واهل اليمن وما والاها
  • هو اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام
  • ولد ببيت المقدس ثم رحل ابراهيم وزوجته هاجر إلى مكة واسماعيل رضيعاً
  • نزلوا جبال فاران (قرب مكة)
  • ترعرع اسماعيل في ارض مكة بقبيلة جرهم العربية
  • أول من تكلم العربية الفصيحة
  • ساعد أبيه ابراهيم ببناء الكعبة
  • أول من ركب الخيل
  • تزوج من عمارة بنت سعد بن اسامة العماليقي (فارقها بأمر أبيه)
  • تزوج من السيدة بنت مضاض الجرهمي وانجب منها: نابت، قيذر، إزبل، ميشي، ماش، مسع، دوصا، أرر، يطور، نبش، طيما، قيذما
  • دفن بالحجر (بين الحجاز وتبوك)
11
إسرائيل
يعقوب
Israel
Jacob
مجاهد الله
يعقب أو يخلف
فلسطين
  • هو يعقوب (اسرائيل) بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • هرب الى خاله لابان في قرية حران (قرب مصب نهر الفرات بين سورية وتركيا) خوفا من اخيه العوص
  • في طريق هربه نزل بموضع ونام وحلم بالملائكة والله يبارك له ففرح ونذر بأن يبني مسجداً (هذا الموضع هو بيت إيل أي بيت الله وهو بيت المقدس الذي بناه لاحقاً بطريق العودة)
  • أولاده (الاسباط الاثنى عشر):

ü من ليا بنت خاله لابان: روبين، شمعون، لاوي، يهوذا، ايساخر، زابلون
ü من جاريتها (زلفى): جاد، أشير
ü من راحيل بنت خاله لابان: يوسف، بنيامين
ü من جاريتها (بلهى): دان، نفتالي

12
يوسف
Joseph
الله يزيد
مصر
  • هو يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام
  • امه راحيل بنت لابان
  • ولد بفلسطين
  • قصته:

ü أخبر والده بحلمه بأن أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين فقال له والده بأن لا يخبر أحد بهذا الحلم
ü تواطؤ أخوته (بسبب الغيرة) وقرروا قتله أو ابعاده عن والدهم
ü رموه ببئر
ü إلتقطه من البئر أحد المسافرين من الشام إلى مصر واسمه مالك بن زهر بن نويت بن مديان وباعه للوزير (العزيز) بعشرين درهم واسم هذا العزيز هو قطفير بن روحيب وزجته راعيل بنت رماييل ولقبها زليخا وكانت بنت أخت الملك آنذاك الريان بن الوليد (من العماليق)
ü سجن مظلوما بسبب نزاهته وصونه عن عمل الفحشاء التي ارغمته اياها زليخا امرأة العزيز
ü سجن معه ساقي الملك وكان اسمه نبوا، والخباز الخاص بقصر الحكم وكان اسمه مجلث
ü مكث في السجن سبع سنين (هذا هو الارجح)
ü فسر حلم الملك المزعج الذي لم يتمكن أحد من الكهنة تأويله
ü جعله الملك من خاصته وأكابر رجالات دولته وولاه الخزينة (الاهراء) وهو البيت الكبير الذي يجمع به الطعام للملك
ü تزوج من زليخا بعد موت زوجها (العزيز) قطفير
ü انجب منها: أفرايم ومنسا
ü في أعوام الجفاف والقحط، جاؤوا أخوته من فلسطين إلى مصر طالبين الغذاء – فعرفهم ولم يتعرفوا عليه
ü طلب منهم احضار اخيهم من ابيهم (بنيامين) في العام المقبل اذا ما ارادوا الحصول على الغذاء
ü رفض أبيهم ارسال بنيامين الى مصر، إلا أن يعاهدوه وأن يوثقوا ذلك بميثاق بأن يحافظوا عليه
ü إلتقى بأخيه بنيامين سراً ثم احتال على اخوته كي يبقي بنيامين عنده في مصر
ü عندما رجعوا الاخوة إلى فلسطين من غير بنيامين حزن والدهم حزناً شديدأ وابيضت عيناه من البكاء الشديد المستمر
ü فعادوا الاخوة في العام الثالث ليحاولوا استرداد أخيهم بنيامين، فأخبرهم يوسف بحقيقته واعطاهم قميصه ليرموه بوجه أبيهم حتى يعود إليه نظره (بمشيئة الله)، وطلب منهم احضار جميع أهليهم وذلك للاستقرار والسكن بمصر
ü وعند قدوم أبيهم وأهلهم إلى مصر والالتقاء بيوسف، سجدوا له (قتحققت رؤيا يوسف عندما كان صغيرا)
ü وأوصى يوسف اولاده بأن يدفنوه بفلسطين (الخليل)، فنقل جثمانه نبي الله موسى فيما بعد

13
أيوب
Job
مستقيم
حران (قرب مصب نهر الفرات بين سورية وتركيا)
  • هو أيوب بن موص بن رازح بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • زوجته: ليا بنت منسا بن يعقوب
  • كان أيوب رجلاً غنياً كثير المال (الانعام، العبيد، المواشي، الاراضي، الخ)
  • سلب منه ماله وابتلاه الله في جسده عدا قلبه ولسانه
  • ظل صابراً مدة ثمانية عشر عام
  • ثم أنعم الله عليه بالخير
14
شعيب
Jethro
متفوق
أهل مدين
(قرب البدع شمال غرب المملكة العربية السعودية حالياً)
وهم من العرب
القرن 18 ق.م
  • الأرجح أنه شعيب بن ميكيل بن يشجن بن مدين بن ابراهيم الخليل (أو شعيب بن صفيون بن عنقا بن نابت بن مدين بن ابراهيم الخليل)
  • من الانبياء العرب
  • قوم مدين هم من بني مدين بن مادان بن ابراهيم الخليل
  • كان أهل مدين كفاراً وقطاع طرق ويعبدون الأيكة (نوع من الشجر) وأسوأ الناس معاملة ويبخسون المكيال والميزان
  • أمه بنت نبي الله لوط
  • لقبه خطيب الانبياء (جاء في حديث للرسول)
  • لما كذبوه قومه برسالته ذكرًهم بالعذاب الذي حل بالأقوام التي سلفت كقوم نوح وهود وصالح ثم أهلكهم الله بصيحة من السماء
15
يونس
Jonah
حمامة
نينوى بالموصل في العراق
  • هو يونس بن متًى (ذو النون)
  • عند أهل الكتاب اسمه (يونان بن أمتاي)
  • غضب من قومه لأنهم كذبوه وتمردوا عليه وظلوا يعبدون صنمهم عشتار فوعدهم بعذاب من الله
  • رحل عنهم قبل أن يأمره الله فتحقق لقومه العذاب، فقذف الله التوبة في قلوبهم
  • ركب السفينة ليرحل فاضطربت بسبب الاعاصير
  • فاقترع كل من بالسفينة، فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة ليتخففوا منه
  • وقعت القرعة على يونس ثلاثة مرات، فألقوه في البحر
  • فابتلعه الحوت ومكث في بطنه (ثلاثة أو سبعة أيام) ثم لفظه بالعراء
16
موسى
Moses
منقذ
مصر
  • هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليه السلام
  • من الانبياء أولي العزم
  • يعتبر أول انبياء بني اسرائيل
  • اولاً: نشأته

ü كان فرعون متسلطاُ على بني اسرائيل ومتكبراً (يقال أنه رمسيس الثاني – القرن 13 ق.م) (وهذا فيه شك كبير!!)
ü رأى فرعون بمنامه أن ناراُ قادمة من بيت المقدس تحرق مصر كلها إلا منازل بني اسرائيل، ففسره الكهنة بأن ولد من بني اسرائيل قد يعظم شأنه ويتغلب على فرعون
ü أمر فرعون بأن يقتل جميع المواليد الذكور
ü ولد موسى وهو الاصغر بين أخوته فخافت أمه عليه فوضعته في صندوق خشبي ورمته في النيل
ü التقطت الصندوق زوجة فرعون – وهي آسيا بنت مزاحم بنت عبيد بنت الوليد بن الريان
ü فقررت أن تتبناه، وبقدرة الله رد موسى إلى أمه لكي ترضعه لانه لم تستطع أي إمرأة في قصر فرعون ان ترضعه
ü امه هي أيارخا واخوته هم هارون و مريم
ü ولما كبر موسى اكتسب شخصية قوية وأصبح له شأن كونه ترعرع في بيت فرعون وكذلك بني اسرائيل لأن موسى منهم
ü وفي يوم وجد رجلان يختصمان، احدهما اسرائيلي والآخر مصري، فساند موسى الاسرائيلي وقتل المصري
ü خاف موسى من فرعون ورجاله

  • ثانياً: خروجه من مصر

ü هرب موسى من مصر خوفاً من فرعون تجاه مدينة مدين
ü التقى بنبي الله شعيب وقص عليه قصته
ü تزوج بنت شعيب صفورا وانجب منها ولدين (جرشون و عازر)
ü قرر العودة إلى مصر

  • ثالثاً: النبوة وعودته إلى مصر ولقائه بفرعون

ü كلم الله في وادي طوى المقدس حيث نزلت عليه النبوة
ü امره الله بأن يذهب إلى فرعون ويهديه إلى إعلاء كلمة الله (فأصبح موسى رسولاً)
ü سأل الله تعالى بأن يمده بأخيه هارون ليعاونه على تأدية الرسالة
ü التقى بأخيه هارون قرب جبل حوري في البرية
ü عند لقاء فرعون طلب موسى منه أولاً أن يرفع الاضطهاد عن بني اسرائيل
ü وثانيأ بأن يوحد الله الواحد الأحد
ü فكذبه فرعون وتواعدا يوم الزينة (شم النسيم)
ü انتصر موسى على سحرة فرعون فآمنوا بالله، فعاقبهم فرعون بأن قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف (اليد اليمنى والرجل اليسرى)
ü ظل موسى يدعو الناس إلى التوحيد بالله، وكانوا يستهزؤون به وبقدرة الله
ü عاقبهم الله بالجراد فقالوا لموسى ادعو ربك بأن يزيل هذه العاقبة ونوحد الله
ü وبعدها عادوا إلى استهزائهم بموسى
ü فعاقبهم الله بالقمل ثم الضفادع ثم الدم
ü ثم امر الله موسى بالخروج مع بني اسرائيل من مصر متوجهين إلى بيت المقدس
ü لحقهم فرعون وجنوده فأغرقهم الله بالبحر

  • رابعاً: حياته بعد موت فرعون

ü بعد نجاة بني اسرائيل من فرعون، بدءوا بالتذمر والطغيان
ü ذهب موسى للقاء الله ليعلمه أصول الدين (فأنزل الله التوراة على موسى – الألواح)
ü أضلهم هارون السامري بعبادة عجل صنعه من الذهب
ü غضب منهم موسى فأرسل الله لهم الضباب فتم قتل جميع من آمن بالعجل
ü أمر الله موسى بأن يذهب ليحرر بيت المقدس من الكنعانيين والعماليق، فخاف الكثير من بني اسرائيل وارتدوا مرة أخرى
ü فحرم الله بيت المقدس على بني اسرائيل 40 سنة فتاهوا في صحراء سيناء (التيه)
ü حدثت أمور وقصص كثيرة أثناء سنوات التيه منها:
ü قصة أصحاب السبت (كان الصيد محرم يوم السبت فطغت طائفة من بني اسرائيل فصادت جميع الحيتان في ذلك اليوم فعاقبهم الله بأن مسخهم إلى قردة وخنازير) الاعراف 163
ü قصة البقرة (وهي باختصار قصة الشاب الفقير الذي خطب ابنة عمه الغني فرفض العم فقتله الشاب فاتهم الكثير من الناس، فأمرهم الله بأن يذبحوا البقرة ويضربوا بجسمها جسد العم الميت فقام وأشار إلى قاتله) البقرة 67
üقصة قارون (وهو ابن عم موسى واسمه قارون بن يصهر بن قاهث، وكان غني، فبطر وطغى كفرعون فأغرقه الله وقصوره وحلاله على مرأى من بني اسرائيل) – القصص 77
ü قصة بلعاء بن باعوراء (وهو من بني اسرائيل أتاه الله العلم والحكمة فاتبع الشيطان ليضل بني اسرائيل) الاعراف 176
ü قصة موسى والخضر – سورة الكهف 60

  • موته

ü توفي عليه السلام في التيه في سيناء بعد موت اخيه هارون عليه السلام بسنة

17
هارون
Aaron
موطن القوة
مصر
  • هو هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • كان مساعد ووزير النبي موسى (أخيه الأكبر) والمتحدث عنه
  • زوجته البشيب وأبناؤه: بشر، بشير، مبشر، العازر
  • دفن بجبل هارون بالبتراء بالاردن
18
يوشع
Joshua
الخلاص
بلاد الشام
منتصف القرن 12 قبل الميلاد
  • هو يوشع بن نون بن أفرايم بن يوسف الصديق عليه السلام
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • نقيب السبط الخامس (أسباط بني اسرائيل الاثني عشر) وهو سبط الصديق يوسف عليه السلام (جاء ذكره بالقرآن) – المائدة 12
  • فتى النبي موسى عليه السلام الذي رافقه بأسفاره (لقاء موسى بالخضر)
  • أول أنبياء بني اسرائيل بعد موسى وهارون
  • خرج من التيه قاصداً وفاتحاً لبيت المقدس مع خليفته "كالب بن يوقنا" (زوج مريم أخت النبي موسى)
  • حدثت له احدى المعجزات الإلهية عندما تأخر وقت غروب الشمس يوم الجمعة قبل فتح بيت المقدس
  • دفن بأحد ضواحي منطقة السلط (غرب الأردن)
19
ذو الكفل
Ezekiel
قوة الله
أهل دمشق
  • الارجح انه (حزقيل بن بوذي)
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • سمي بذي الكفل لأنه تكفل لقومه بأن يقضي بينهم بالحق
  • وردت قصته بسورة البقرة 243 عندما دعا الله بأن يحيي الناس التي هربت من ديارها خوفاً من الطاعون ثم أماتهم الله
20
إلياس
Elijah
الرب الإلهي
قرب بعلبك
بلبنان
  • هو إلياس بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • كان وزيراً مقرباً للملك إحاب وزوجته أزبل
  • كان سائر الناس يعبدون صنمهم بعل
  • فافتتن الملك بهذا الصنم
  • هرب إلياس من بني اسرائيل وأقام عند إمرأة لها ولد اسمه اليسع
  • آمن اليسع بالله وآتاه الله النبوة بعد إلياس
21
اليسع
Elisha
الرب مخًلصي
بانياس
بسورية
  • هو أسباط بن عدي من نسليوسف الصديق عليه السلام
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • تتلمذ على يد النبي إلياس
22
شمويل
Samuel
سمع الله (بكسر الميم)
بلاد الشام
القرن 10 ق.م
  • هو شمويل بن بالي بن علقمة (ألقانة) بن يرخام بن اليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • عند أهل الكتاب اسمه (صموئيل)
  • كان قاضياً عادلاً
  • عيًن طالوت (شاؤول) ملكاً على بني اسرائيل
  • مات ودفن في فارس
23
داود
David
المحبوب
بلاد الشام
القرن 10 ق.م
  • هو داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوينادب بن إرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليه السلام
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • وهبه الله الصوت العذب ما لم يعطه لأحد
  • كان حداداً (عمل الدروع وإلانة الحديد وإعادة تصنيعه)
  • انتدبه الملك طالوت لمقاتلة جالوت فقتله
  • زوجًه الملك طالوت بنته ميكال
  • أتاه الله الملك والنبوة
  • مات ودفن ببيت لحم (فلسطين)
24
سليمان
Solomon
رجل السلام
بلاد الشام
القرن 10 ق.م
  • هو سليمان بن داود عليهما السلام
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • آتاه الله العلم والحكمة وعلمه منطق الطير وسخر له الرياح والجن
  • من أشهر قصصه: زواجه من بلقيس ملكة سبأ (وهي بنت السيرج من بني يعرب بن قحطان)
  • إعاد بناء المسجد الأقصى الذي بناه النبي يعقوب من قبل. وبنى بجانبه هيكلا عظيما (هيكل سليمان) مقدسا عند اليهود (ولا زالوا يبحثون عنه إلى اليوم)
  • مات متكئاً على عصاه (سقط بعد عام بعد أن اكلت الارضة عصاه)
25

شعيا
Isaiah
خلاص
فلسطين
القرن السابع ق.م
  • هو شعيا بن أمصيا
  • عند أهل الكتاب اسمه "أشعياء بن آموص"
  • من انبياء بني اسرائيل
  • عاش بزمن الملك حزقيا في بيت المقدس
  • قرر ملك بابل "سنحاريب" الاستيلاء على بيت المقدس، فقدم على رأس جيش من 600 ألف مقاتل
  • دعا الملك حزقيا ربه فانتصر على سنحاريب ومات الكثير من البابليين (لم يبقى منهم إلا سنحاريب وخمسة من مساعديه، منهم نبوخذنصر)
  • اسرهم حزقيا وربطهم بالحبال وجعلهم يلفون بيت المقدس مدة سبعين يوماً ثم أطلق سراحهم وارسلهم الى بابل
  • بعد موت حزقيا، قام بنو اسرائيل بقتل النبي شعيا عليه السلام
  • النبي شعيا هو من بشًر بالنبي عيسى بن مريم والنبي محمد عليه الصلاة والسلام
  • يعد سفره (سفر اشعياء) في العهد القديم من أهم ركائز الأدب العبري
26
ارميا
Jeremiah
الرب يرفعني
فلسطين
منتصف القرن السابع ق.م
  • هو ارميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • ذكره بعض السلف أنه الخضر !!
  • تنبأ بسقوط أورشليم بيد نبوخذنصر (السبي البابلي)
  • بعد سقوط بيت المقدس وسبي الآلاف وخراب البلاد، خيًره نبوخذنصر بالذهاب إلى بابل او البقاء بفلسطين، ففضل البقاء
  • تتلمذ على يده زرادشت ثم فارقه واخترع الديانة الزرادشتية أو المجوسية
  • توفي في مصر عام 570 ق.م
27
دانيال
Daniel
حكم الله
فلسطين
القرن السابع ق.م
  • هو دانيال بن يوحنا من ذرية النبي داود
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • تم اسره اثناء السبي البابلي لبيت المقدس
  • رماه نبوخذنصر في بئر مع أسدين فلم يأكلانه، فعرف أنه رجل مقدس
  • دعا النبي دانيال ربه بأن يتم دفنه على يد أحد رجال أمة محمد عليه الصلاة والسلام
  • وجد جثمانه الشريف رجل يدعى حرقوص أثناء فتح تستر بفارس على يد أبو موسى الاشعري (حديث الرسول: "من دل على دانيال فبشروه بالجنة")
28
يوئيل
Joel
يهوه هو الله
بلاد الشام
  • من انبياء بني اسرائيل
  • عاش في مملكة اسرائيل الجنوبية (مملكة يهوذا)
29
هوشياع
Hosea
الخلاص
فلسطين
  • عند أهل الكتاب اسمه (هوشع)
  • من انبياء بني اسرائيل
  • عاش في مملكة اسرائيل الشمالية
30
صفاني
Zephaniah
الله يستر
فلسطين
القرن السابع ق.م
  • هو صفاني بن كوشي بن جدليا بن امريا بن حزقيا
  • عند أهل الكتاب اسمه (صفنيا)
  • من انبياء بني اسرائيل
  • عاش بفترة الملك يوشيا – ملك مملكة يهوذا
31
ناحميا
Nehemiah
المعزي
بابل
القرن السادس ق.م
  • هو ناحميا بن حاكليا
  • عند أهل الكتاب اسمه (نحميا)
  • من انبياء بني اسرائيل
  • قائد الفوج الثالث للعودة إلى بيت المقدس
32
حيقوق
Habakkuk
يعانق
فلسطين
القرن السادس ق.م
  • عند أهل الكتاب اسمه حبقوق
  • من انبياء بني اسرائيل
  • كان‌ حارساً لمعبد سليمان‌ في‌ القدس‌
  • وقع‌ في‌ أسر الملك‌ البابلي‌ "نبوخذنصر"، وأمضى‌ سنوات‌ طويلة‌ في‌ سجن‌ بابل
  • قدم النبي‌ حيقوق‌ إلى‌ إيران عندما فتح‌ " كوروش"‌ بابل‌
  • استقر حيقوق في‌ همدان‌ حتى‌ توفي،‌ فدفن‌ في‌ (تويسركان)
  • بشّر ببعثة‌ خاتم‌ الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام
33
عزير
Ezra
مساعد
فلسطين
القرن السادس ق.م
  • هو عزير بن شريه من بني فنحاس بن العزار بن نبي اللههارون بن عمران
  • من انبياء بني اسرائيل
  • ولد ببابل بعد السبي البابلي
  • أماته الله مائة عام ثم أحياه ليجدد الدين لليهود
  • حفظ التوراة ونقله إلى اليهود بعد دمار بني إسرائيل من قبل نبوخذنصر
  • يقال أن قبره إما بدمشق بسورية أو العمارة بالعراق
34
زكريا
Zachariah
ذكر الله
فلسطين
أواخر القرن الثاني ق.م
  • هو زكريا بن برخيا من نسل داود عليه السلام
  • من انبياء بني اسرائيل
  • كان من كبار الربانيين في خدمة الهيكل، تحت أمر رئيسهم والكاهن الأكبر عمران (والد مريم)
  • تزوج من إيشاع (ويسميها أهل الكتاب اليصابات)، وكانت أختها حنة وهي أم مريم العذراء عليها السلام
  • تكفل زكريا بتربيةمريم العذراء بعد موت أبيها عمران
  • دعا زكريا ربه لينجب ولدً فوهبه الله يحيى
  • مات بعد مقتل ابنه نبي الله يحيى
35
يحيى
John
حنون
فلسطين
الشهر الثالث ق.م
  • هو يحيى بن زكريا عليهما السلام
  • من انبياء بني اسرائيل
  • يسميه أهل الكتاب يوحنا المعمدان
  • ترعرع ببيئة دينية ورعة وكان من خدام الهيكل
  • آتاه الله الحكمة والعلم عندما كان صغيراً، وأقبل على معرفة الشريعة وأصولها وأحكامها حتى صار عالماً متبحراً، ومرجعاً يرجع إليه في الفتاوى الدينية
  • أنزل الله عليه النبوة قبل أن يبلغ من العمر ثلاثين سنة

·مقتله عليه السلام
كان حاكم فلسطين في ذلك الوقت (هيرودس) وكان رجلاً شريراً فاسقاً، وكانت له ابنة أخ يقال لها: (هيروديا) بارعة الجمال، فأراد هيرودس أن يتزوج منها، وكانت البنت وأمها تريدان هذا الزواج، فلما علم يحيى عليه السلام بذلك أعلن معارضته لهذا الزواج، وبينَّ تحريم زواج العم بابنة أخيه في الشريعة. فحقدت أم الفتاة على يحيى، فزينت ابنتها (هيروديا) بأحسن زينتها، وأدخلتها على عمها، فرقصت أمامه حتى ملكت مشاعره، فطلبت منه رأس يحيى على طبق فاستجاب لطلبها وأمر بقتل يحيى

36
عيسى
Jesus
المخلص
فلسطين
القرن الاول ميلادي
  • هو عيسى بن مريم عليهما السلام
  • من الانبياء أولي العزم
  • آخر أنبياء بني اسرائيل
  • اسمه بالآرامية (ياشوا) واسموه النصارى اليونانيين (ايسوس)
  • امه العذراء مريم بنت عمران عليها السلام أحدى سيدات الكون
  • اصطفاها الله بين نساء العالم بأن ينفخ روحه فيها لتنجب النبي عيسى عليه السلام
  • بعد ظهور بوادر الحمل عليها، رآها ابن خالها يوسف بن يعقوب النجار (كان يتعبد دائما معها)، والارجح ان الكثير من الناس اتهموهما بالحمل منه
  • ولادة النبي عيسى عليه السلام كانت من احدى أكبر المعجزات الإلهية
  • عندمت وضعت مريم مولودها النبي عيسى ورجعت به إلى قومها ، كلمهم في المهد عليه السلام "قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا …. " سورة مريم 30
  • نشأ عيسى عليه السلام في بيت لحم
  • ظهر عليه العلم وهو صغير وآتاه الله النبوة وهو في الثلاثين
  • بدأ بنو اسرائيل يشكون منه ويتحرشون به
  • انتقل هو وأمه من بيت لحم الى بيت المقدس
  • أيده الله سبحانه بالكثير من المعجزات منها:

ü كان يصنع من الطين كهيئة طير فينفخ فيه فيصبح طيرا باذن الله
ü كان يمسح يده على الأعمى فيشفيه باذن الله
ü كان يشفى الأبرص بإذن الله
ü كان يحيي الموتى باذن الله

  • سانده 12 من انصاره (الحواريين)
  • سأله الحواريون بأن ينزل الله مائدة من السماء وذلك لتقوية يقينهم بوجود الله وأن لا يدعوا مجالاً للشك في قلوبهم، فدعا عليه السلام ربه فأنزل الله المائدة
  • رفع المسيح إلى السماء

ü خاف اليهود على سلطانهم الدنيوي و الديني, فتآمر أحبار اليهود و ذهبوا الى الحاكم الروماني في الشام, وأخذوا يحذرونه من عيسى عليه السلام
ü فخاف الحاكم على ملكه, فأمر بالبحث على عيسى ليقتلوه و يصلبوه
ü فبدأت مؤامرة اليهود على عيسى عليه السلام بقتله, و ذلك بعد ثلاثة أعوام على رسالته
ü يؤمن المسلمون بأن الله رفع المسيح إليه في السماء وأنه لم يقتل ولم يصلب، وأنه سيعود إلى الأرض في آخر الزمان ليقتل المسيح الدجال
ü ويعتقد المسلمون أن اليهود صلبوا شبيها للمسيح (تلميذه الخائن يهوذا الاسخريوطي)

  • الانجيل

ü هو كتاب النصارى وتعني لدى المسيحيين بالمفهوم الروحي البشارة بمجيء المسيح وتقديم نفسه ذبيحة فداء على الصليب نيابة عن الجنس البشري ثم دفنه في القبر وقيامه في اليوم الثالث كما جاء في كتب النبوات في العهد القديم
ü الذين كتبوا الانجيل هم:
ü انجيل القديس متى (متى العشار) وهو أحد تلاميذ نبي الله عيسى (الحواريين)
ü انجيل مرقس البشير أو ماركوس وهو كاتب السفر الثاني وهو ابن أخت برنارا (النصارى لا يعترفون بإنجيل برنابا)
ü انجيل القديس لوقا وهو أحد تلاميذ المسيح السبعين وكاتب سفرين من العهد الجديد (انجيل لوقا وانجيل أعمال الرسل) وكان طبيباً ورساماً ومن الارجح انه هو من رسم ايقونة العذراء والطفل يسوع
ü انجيل يوحنا وهو يوحنا بن الزبدي ويسمى يوحنا الرائي ويوحنا الحبيب وهو أحد تلاميذ نبي الله يحيى (يوحنا المعمدان) ومن ثم أحد تلاميذ نبي الله عيسى الاثنى عشر (الحواريين) وهو كاتب الرسائل الثلاثة وسفر الرؤيا

37
محمد
كثير الحمد
مكة المكرمة
القرن السادس ميلادي
  • خاتم الانبياء والمرسلين
  • من الانبياء أولي العزم
  • من الانبياء العرب
  • هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي من ذرية معد بن عدنان، وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام
  • أمه آمنة بنت وهب (ماتت وهو في سن السادسة)
  • قبل البعثة

ü ولد بمكة عام 570 ميلادي (53 قبل الهجرة)(عام الفيل)، يتيم الاب ثم ماتت امه وهو صغير فتكفل بتربيته جده عبدالمطلب ثم ترعرع في بيت عمه أبو طالب
ü أرضعته ثويبة ثم حليمة السعدية
ü كانت حاضنته أم أيمن
ü اشتغل بالرعي ثم بالتجارة
ü تزوج في سن الخامسة والعشرين من السيدة خديجة بنت خويلد وأنجب منها ابنيه القاسم وعبدالله وبناته زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة. فأما القاسم وعبد الله فماتوا في الجاهلية وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه. إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده.
ü كان حنيفيا يعبد الله على ملة إبراهيم الخليل ويرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية
ü لقب بالصادق الأمين
ü نزل عليه الوحي وكُلّف بالرسالة وهو في سن الأربعين

  • نزول الاسلام والرسالة ثم الهجرة

ü ظل الرسول يدعو الناس سراً لمدة ثلاث سنوات
ü نزل الوحي يكلف الرسول بإعلان الدعوة والجهر بها حيث قضى بعدها عشر سنوات في مكة مجاهراً بدعوة أهلها وكل من يأتي إليها من التجار والحجيج وغيرهم
ü توفي كل من: زوجته خديجة وعمه أبو طالب وهما أكبر مؤيديه ومسانديه في عام 619 ميلادي فسمي بعام الحزن
ü خرج إلى الطائف ليدعوا أهلها إلى الاسلام وليساندوه لكنهم رفضوا الدعوة وآذوه ورموه بالحجارة
ü حدثت معجزة الاسراء والمعراج في عام 620 ميلادي حيث أسرى الله بالرسول إلى المسجد الأقصى ثم أعرج به إلى السماء
ü هاجر إلى المدينة المنورة (يثرب) عام 622 ميلادي وهو في الثالثة والخمسين من عمره، بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارض دعوته وسعوا إلى قتله

  • حياة الرسول بعد الهجرة

ü عاش الرسول بالمدينة عشر سنين داعياً الناس إلى الإسلام، حيث أسس نواة الحضارة الإسلامية
ü امر ببناء المسجد النبوي
ü ساهم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار (أهل المدينة)
ü أسس دستور المدينة (52 بند)

  • أهم الغزوات:

ü غزوة بدر 17 رمضان 2 هجري (624 م) ضد كفار قريش وانتصر المسلمين
ü غزوة أحد 15 شوال 3 هجري (625 م) ضد كفار قريش وخسر المسلمين (انتصار الكفار جاء بذكاء قائد فرسانهم خالد بن الوليد)
ü غزوة بني قينقاع 3 هجري (625 م) ضد اليهود وانتصر المسلمين وأجلوهم إلى خيبر
ü عقد الرسول صلح الحديبية مع كفار قريش بمكة 6 هجري (628 م)
ü غزوة خيبر (الاحزاب) 7 هجري (629 م) ضد اليهود وبعض القبائل العربية الوثنية
ü انقض الكفار بنود عقد صلح الحديبية حيث تآمروا مع قبيلة بني بكر الموالية لهم من خلال إعطاؤهم السلاح لمقاتلة قبيلة خزاعة الموالية للمسلمين (8 هجري – 630 م)
ü فتح مكة (8 هجري – 630 م) انتصر المسلمين ودخلوا مكة فاتحين لها بدون عناء
ü غزوة حنين (8 هجري – 630 م) ضد قبائل هوازن وثقيف وبني هلال وانتصر المسلمين
ü غزوة تبوك (9 هجري – 631 م) ضد الروم انسحب المسلمين بطعم الانتصار حيث كان عدد جيش الروم يفوق المسلمين بأربعة أضعاف (120 ألف مقابل 30 ألف من المسلمين)

  • عام الوفود: بدأ الإسلام بالانتشار فبدأت وفود القبائل تأتي معلنة الدخول في الإسلام. وكذلك قام الرسول بإرسال رسله إلى جميع أنحاء المعمورة يدعوهم إلى الاسلام
  • حجة الوداع (10 هجري – 632 م)
  • وفاته عليه أفضل الصلاة والسلام في شهر صفر 11 هجري الموافق 633 م
  • معجزته الخالدة هي القرآن الكريم
  • لمحات أخرى عن حياته

ü زوجاته:
§ خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية – ولم يتزوج غيرها إلا بعد وفاتها وذلك قبل الهجرة
§ سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية
§ عائشة بنت أبي بكر الصديق القرشية التيمية
§ حفصة بنت عمر بن الخطاب القرشية العدوية
§ زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية
§ أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية
§ زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية
§ جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية
§ صفية بنت حيي بن أخطب الإسرائيلية الهارونية النضيرية
§ أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب القرشية الأموية
§ ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية
§ مارية بنت شمعون القبطية (انجب منها ولده ابراهيم)
ü أسمائه الأخرى:
محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب (الذي ليس بعده نبي) والنبي ورسول الله والمزمل والمدثر والبشير والنذير والمذكر والسراج المنير وخاتم النبيين و طه

ü آراء ونظرات عن النبي محمد
§ آمن بعض اليهود والمسيحيين بما أتى به رسول الإسلام، فأسلموا وأقروا لمحمد بالنبوة وأمنوا بحمله لآخر الرسالات، بينما لم يؤمن به البعض الآخر إما عن قناعة أو جهل بما يدعو إليه أو نتيجة لتضليل
§ للرافضين من الديانتين السابقتين إدعاءات كثيرة، منها كذب محمد واختلاقه للقرآن وتلقيه مساعدة من بعض الأشخاص
§ وينتقده البعض مثل القس مارتن لوثر الذي وصفه بالشيطان وأول أبناء إبليس
§ ينظر إليه البعض الآخر نظرة إيجابية لنبذه الفكر الوثني ودعوته للتوحيد واحترام الملائكة والأنبياء مثل الحاخام اليهودي موسى بن ميمون
§ وتعتبره كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة من الإصلاحيين مثله مثل كونفوشيوس وكذلك الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وغيرهم
§ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ظهر تيار منتقد لمحمد ربما بسبب الخلط بين تصرفات الإرهابيين والمتطرفين الإسلاميين ورسالة الإسلام بشكل عام. ويُرجع أنصار هذا التيار سبب العنف الموجود في العالم الإسلامي إلى تعاليم الإسلام ومحمد، وأنتجوا أعمالا ينتقدون فيها محمد مثل كتاب نبي الخراب، فيلم فتنة، والرسوم الكاريكاتورية في صحيفة يولاندس بوستن
§ أما عن البابية والبهائية فيعتبرون محمد أحد الأنبياء والرسل، لكنه ليس خاتمهم بل هناك من بعده آخرون ويعتبرون تعاليم محمد منسوخة بتعاليمهما.
§ ويعتبره ناناك مؤسس الديانة السيخية أنه أحد رسل البراهما





رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

…………………………………….الف شكر الله يرحم والديك




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

جزاك الرحمن الفردوس الاعلى وبارك فيك




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

شكرا على مروركي اختي




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

والدينا او والديك و شكرا




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

شكرا على مروركم




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

شكرا على الموضوع المفيد , بارك الله فيك




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

موضوع مفيد لكن الأنيبياء الذين لم يذكرهم القرآن الكريم هم فقط موضع الخلاف بين المؤرخين المسلمين وغيرهم حبذا لو أشرت إلى المصدر لأن الموضوع حساس . مرة بارك الله فيك أخي أيوب .




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

شكرا على مروركم اخواتي الاعزاء




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم


الونشريس

سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

1. ما هو نسب النبي صلى الله عليه وسلم؟
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان . إلى هنا معلوم الصحة . وما فوق عدنان مختلف فيه . ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب . والقول بأنه إسحاق باطل . ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة عام الفيل . وكانت وقعة الفيل تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته وإلا فأهل الفيل نصارى أهل كتاب دينهم خير من دين أهل مكة . لأنهم عباد أوثان . فنصرهم الله نصرا لا صنع للبشر فيه تقدمة للنبي الذي أخرجته قريش من مكة . وتعظيما للبلد الحرام.

2. أمه وجداته من قبل أمه
قال ابن هشام فولد عبد الله بن عبد المطلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله . وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . وأمها : برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . وأم برة أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . وأم أم حبيب برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . قال ابن هشام : فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشرف ولد آدم حسبا ، وأفضلهم نسبا من قبل أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم .

3. ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل.

4. نبوته صلى الله عليه وسلم
فلما كمل له أربعون أشرق عليه نور النبوة وأكرمه الله تعالى برسالته وبعثه إلى خلقه واختصه بكرامته وجعله أمينه بينه وبين عباده . ولا خلاف أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان يوم الاثنين واختلف في شهر المبعث . فقيل لثمان مضين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل هذا قول الأكثرين وقيل بل كان ذلك في رمضان واحتج هؤلاء بقوله تعالى : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن البقرة 185 ] قالوا : أول ما أكرمه الله 76 تعالى بنبوته أنزل عليه القرآن وإلى هذا ذهب جماعة منهم يحيى الصرصري حيث يقول في نونيته وأتت عليه أربعون فأشرقت شمس النبوة منه في رمضان والأولون قالوا : إنما كان إنزال القرآن في رمضان جملة واحدة في ليلة القدر إلى بيت العزة ثم أنزل منجما بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة . وقالت طائفة أنزل فيه القرآن أي في شأنه وتعظيمه وفرض صومه . وقيل كان ابتداء المبعث في شهر رجب .

5. متى بعث رسول الله ؟
ذكر ابن إسحاق أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعث على رأس أربعين من مولده عليه السلام وهذا مروي عن ابن عباس ، وجبير بن مطعم وقباث بن أشيم وعطاء وسعيد بن المسيب ، وأنس بن مالك وهو صحيح عند أهل السير والعلم بالأثر وقد روي أنه نبئ لأربعين وشهرين من مولده وقيل لقباث بن أشيم من أكبر أنت أم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ فقال رسول الله أكبر مني ، وأنا أسن منه وولد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عام الفيل ووقفت بي أمي على روث الفيل ويروى : خزق الطير فرأيته أخضر محيلا ، أي قد أتى عليه حول وفي غير رواية البكائي من هذا الكتاب أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لبلال لا يفتك صيام يوم الاثنين فإني قد ولدت فيه وبعثت فيه وأموت فيه.

6. كيف كان مبعثه صلى الله عليه وسلم؟
وأول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر النبوة الرؤيا فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. قيل وكان ذلك ستة أشهر ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والله أعلم . ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة فجاءه الملك وهو بغار حراء وكان يحب الخلوة فيه. ما أول ما نزل عليه من القرآن الكريم؟ فأول ما أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق [ العلق 1 ] هذا قول عائشة والجمهور . وقال جابر : أول ما أنزل عليه يا أيها المدثر والصحيح قول ع ائشة ل وجوه أحدها : أن قوله ما أنا بقارئ صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئا . الثاني : الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار فإنه إذا قرأ في نفسه أنذر بما قرأه فأمره بالقراءة أولا ثم بالإنذار بما قرأه ثانيا . الثالث أن حديث جابر وقوله أول ما أنزل من القرآن يا أيها المدثر قول جابر وعائشة أخبرت عن خبره صلى الله عليه وسلم عن نفسه بذلك . الرابع أن حديث جابر الذي احتج به صريح في أنه قد تقدم نزول الملك عليه أولا قبل نزول يا أيها المدثر فإنه قال فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء فرجعت إلى أهلي فقلت : زملوني دثروني فأنزل الله يا أيها المدثر وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق فدل حديث جابر على تأخر نزول يا أيها المدثر والحجة في روايته لا في رأيه والله أعلم .

7. ما أول ما نزل عليه من القرآن؟
كان صلى الله عليه وسلم بغار حراء وكان يحب الخلوة فيه فأول ما أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق [ العلق 1 ] هذا قول عائشة والجمهور .

8. ما هو ترتيب الدعوة في حياته صلى الله عليه وسلم؟
المرتبة الأولى : النبوة.
الثانية: إنذار عشيرته الأقربين.
الثالثة: إنذار قومه.
الرابعة: إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة.
الخامسة: إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر.

9. كيف كانت دعوته صلى الله عليه وسلم للناس؟
أقام صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين يدعو إلى الله سبحانه مستخفيا ثم نزل عليه فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين [ الحجر : 94 ] . فأعلن صلى الله عليه وسلم بالدعوة وجاهر قومه بالعداوة واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين حتى أذن الله لهم بالهجرتين .

10. من هو أول من آمن بنبوته صلى الله عليه وسلم؟
لما دعا إلى الله استجاب له عباد من كل قبيلة . فكان حائز السبق صديق الأمة أبا بكر رضي الله عنه . فوازره في دين الله . ودعا معه إلى الله . فاستجاب لأبي بكر عثمان وطلحة وسعد رضي الله عنهم .
وبادر إلى استجابته أيضا صديقة النساء خديجة رضي الله عنها . وبادر إلى الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وكان ابن ثمان سنين وقيل أكثر إذ كان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه من عمه .

11. ما صفته صلى الله عليه وسلم في الإنجيل؟
قال ابن إسحاق : وقد كان – فيما بلغني عما كان وضع عيسى ابن مريم فيما جاءه من الله في الإنجيل لأهل الإنجيل – من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أثبت يحنس الحواري لهم حين نسخ لهم الإنجيل عن عهد عيسى ابن مريم عليه السلام في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إليهم أنه قال ( من أبغضني فقد أبغض الرب ، ولولا أني صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلي ، ما كانت لهم خطيئة ولكن من الآن بطروا وظنوا أنهم يعزونني ، وأيضا للرب ولكن لا بد من أن تتم الكلمة التي في الناموس أنهم أبغضوني مجانا ، أي باطلا . فلو قد جاء المنحمنا هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب وروح القدس هذا الذي من عند الرب خرج فهو شهيد علي وأنتم أيضا ; لأنكم قديما كنتم معي في هذا ، قلت لكم لكيما لا تشكوا ). والمنحمنا بالسريانية : محمد وهو بالرومية البرقليطس صلى الله عليه وآله وسلم .

12. ما أسماء النبي صلى الله عليه وسلم؟
وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال ومن أشهرها محمد،وأحمد،والمتوكل،والماحي، والحاشر والعاقب والمقفي ونبي التوبة ونبي الرحمة ونبي الملحمة والفاتح والأمين . ويلحق بهذه الأسماء الشاهد والمبشر والبشير والنذير والقاسم والضحوك والقتال وعبد الله والسراج المنير وسيد ولد آدم وصاحب لواء الحمد وصاحب المقام المحمود وغير ذلك من الأسماء لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدح فله من كل وصف اسم لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه ويشتق له منه اسم وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم يخصه .

13. كيف وصفه علي بن أبي طالب رضى الله عنه؟
كان علي بن أبي طالب عليه السلام إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد . وكان ربعة من القوم ، ولم يكن بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم وكان أبيض مشربا ، أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد دقيق المسربة أجرد شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع ، كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا ، بين كتفيه خاتم النبوة وهو ( صلى الله عليه وسلم ) خاتم النبيين أجود الناس كفا ، وأجرأ الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم .

14. كيف كانت ملابسه صلى الله عليه وسلم؟
كانت له عمامة تسمى : السحاب كساها عليا وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة . وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ويلبس العمامة بغير قلنسوة . وكان إذا اعتم أرخى عمامته بين كتفيه كما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث قال (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه ) وكان يلبس في كل موطن ما يناسبه،ولبس القميص وكان أحب الثياب إليه وكان كمه إلى الرسغ ولبس الجبة والفروج وهو شبه القباء والفرجية ولبس القباء أيضا ولبس في السفر جبة ضيقة الكمين ولبس الإزار والرداء،كان رداؤه وبرده طول ستة أذرع في ثلاثة وشبر وإزاره من نسج عمان طول أربعة أذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر .

15. ما غالب لبسه صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
كان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نسج من القطن وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان.

16. كيف كان هديه صلى الله عليه وسلم في اللباس؟
كان هديه في اللباس أن يلبس ما تيسر من اللباس من الصوف تارة والقطن تارة والكتان تارة .

17. ما هديه صلى الله عليه وسلم في لبس البرود؟
لبس البرود اليمانية والبرد الأخضر ولبس الجبة والقباء والقميص والسراويل والإزار والرداء والخف والنعل وأرخى الذؤابة من خلفه تارة وتركها تارة . وكان يتلحى بالعمامة تحت الحنك .
موقع السيرة النبوية

18. ما صفة طيبه وعطره؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ المِسك فيمسح به رأسه و لحيته و كان صلى الله عليه و سلم لا يردُّ الطيب، رواه البخاري. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"، ورواه الترمذي في الأدب باب ما جاء في طيب الرجال والنساء، والنسائي في الزينة باب الفصل بين طيب الرجال والنساء، وهو حديث صحيح.
صفحة الشمائل المحمدية

19. ما أحب الألوان إليه صلى الله عليه وسلم؟
كان أحب الثياب إليه البيضاء . وكان صلى الله عليه وسلم لا يبدو منه إلا طيب، كان آية ذلك في بدنه الشريف أنه لا يتَّسِخ له ثوب لا يصيبها الوسخ من العرق أو ما سوى ذلك وكان الذباب لا يقع على ثيابه.
صفحة الشمائل المحمدية

20. ما صفة نعله وخفه صلى الله عليه وسلم؟
كان لنعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قِبالان مُثَنَّى شراكهما أي لكلٍ منهما قِبالان ، والقِبال هو زِمام يوضع بين الإصبع الوسطى و التي تليها ويُسمَّى شِسعاً، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يضع أحد القِبالين بين الإبهام و التي تليها والآخر بين الوسطى و التي تليها و الشِّراك للسير (أي النعل). وكان يلبس النعل ليس فيها شعر، كما رُؤيَ بنعلين مخصوفتين أي مخروزتين مُخاطتين ضُمَّ فيها طاق إلى طاق. وطول نعله شِبر وإصبعان و عرضها مِمَّا يلي الكعبان سبع أصابع وبطن القدم خمس أصابع ورأسها مُحَدَّد. وكان عليه الصلاة والسلام يقول موصياً الناس: " إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين و إذا نزع فليبدأ بالشمال ".

21. ما صفة خاتمه صلى الله عليه وسلم؟
لقد كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة و فَصُّه (أي حجره) كذلك ، وكان عليه الصلاة و السلام يجعل فَصَّ خاتمه مِمَّا يلي كفه ، نقش عليه من الأسفل إلى الأعلى (( محمد رسول الله ))، و ذلك لكي لا تكون كلمة "محمد" صلى الله عليه و سلم فوق كلمة {الله} سبحانه و تعالى.
صفحة الشمائل المحمدية

22. ما صفة سيفه صلى الله عليه وسلم؟
كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة ". والمراد بالسيف هنا، ذو الفقار وكان لا يكاد يفارقه ولقد دخل به مكة يوم الفتح. والقبيعة كالطبيعة ما على طرف مقبض السيف يعتمد الكف عليها لئلا يزلق.
صفحة الشمائل المحمدية

23. هل كان لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم درع؟
عن الزبير بن العوام قال: " كان على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أُحُد درعان وفي روايات أخرى أنه كان للنبي عليه الصلاة و السلام سبعة أدرعٍ.
صفحة الشمائل المحمدية

24. ما صفة كحله صلى الله عليه وسلم؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: " اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر و يُنبِت الشعر"، وزعم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل منها كلَّ ليلةٍ ثلاثةً في هذه وثلاثة في هذه. قوله (اكتحلوا بالإثمد) المخاطَب بذلك الأصِحّاء أمّا العين المريضة فقد يضُرَّها الإثمِد، والإثمِد هو حجر الكحل المعدني المعروف ومعدنه بالمشرق وهو أسود يضرب إلى حمرة. وقوله (فإنّه يجلو البصر) أي يقوّيه و يدفع المواد الرديئة المنحدرة إليه من الرأس لاسيما إذا أُضيف إليه قليل من المسك. وأمّا قوله (يُنبت الشعر) أي يقوّي طبقات شعر العينين التي هي الأهداب وهذا إذا اكتحل به من اعتاده فإن اكتحل به من لم يعتده رمدت عينه.
صفحة الشمائل المحمدية

25. ما صفة عيشه صلى الله عليه وسلم؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما شَبِعَ آل محمد صلى الله عليه و سلم منذ قَدِموا المدينة ثلاثة أيام تِباعاً من خبز بُرّ، حتى مضى لسبيله أي مات صلى الله عليه وسلم".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً " (أي ما يسدُّ الجوع) متفق عليه.
صفحة الشمائل المحمدية

26. ما صفة شرابه صلى الله عليه وسلم؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " دَخَلتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه و خالد عن شماله فقال لي: الشَّربة لك فإن شئتَ آثرتَ بها خالداَ، فقُلتُ ما كنتُ لأوثِرَ على سؤرك أحداً، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من أطعَمَهُ الله طعاماً فليقُل: "اللهم بارِك لنا فيه وأطعِمنا خيراً منه، ومن سقاه الله عزّ و جلّ لبَناً فليقُل: اللهم بارك لنا فيه وزِدنا منه"، ثم قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء يُجزىء مكان الطعام والشراب غير اللبن ".
صفحة الشمائل المحمدية

27. كيف كان صلى الله عليه وسلم يشرب؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم .
و عن أنَس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و آله سلم كان يتنفَّس في الإناء ثلاثاً إذا شرب ويقول هو أمرَاُ و أروى ، قوله (كان يتنفس في الإناء ثلاثاً) وفي رواية لمسلم (كان يتنفس في الشراب ثلاثاً ) المراد منه أنه يشرب من الإناء ثم يزيله عن فيه (أي فمه) ويتنفس خارجه ثم يشرب وهكذا لا أنه كان يتنفس في جوف الإناء أو الماء المشروب. وكان عليه الصلاة والسلام غالباً ما يشرب وهو قاعد.
صفحة الشمائل المحمدية

28. ما صفة تكأته صلى الله عليه وسلم؟
عن جابر بن سَمُرَة قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مُتَّكئاً على وسادة على يساره ".
وعن عبد الرحمن بن أبي بَكرَة عن أبيه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أحدِّثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله ، قال: الإشراك بالله و عقوق الوالِدَين، قال وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مُتَّكِئاً، قال وشهادة الزور أو قول الزور، قال فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا لَيته سكت ".
صفحة الشمائل المحمدية

29. ما صفة فراشه صلى الله عليه وسلم؟
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فراش من أدم. (أي من جلد مدبوغ) محشو بالليف.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثَّر بجنبه فبكيت، فقال: ما يُبكيك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-كسرى وقيصر قد يطؤون على الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد اثَّر في جنبك!. فقال: لا تبكِ يا عبد الله فإن لهم الدنيا و لنا الآخرة ".
صفحة الشمائل المحمدية

30. ماهديه صلى الله عليه وسلم في النوم؟
كان عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ينام أول الليل ، و يُحيي آخره .و كان إذا أوى إلى فِراشه قال: (باسمك اللهم أموت و أحيا) ، و إذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النُّشور).
وكان إذا أخذ مضجعه، وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وقال: "ربِّ قِني عذابك يوم تبعث عبادك"، رواه أحمد في المسند والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن حبان وصححه الحافظ في الفتح.

31. ما صفة عطاس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته، رواه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم.

32. ما صفة مشيته رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا مشى تَكَفَّأ ( أي مال يميناً و شمالاً و مال إلى قصد المشية ) ويمشي الهُوَينا ( أي يُقارِب الخُطا ).
صفحة الشمائل المحمدية

33. ما صفة كلامه صلى الله عليه وسلم؟
كان كلامه صلى الله عليه وسلم بَيِّن فَصْل ظاهر يحفظه من جَلَس إليه.وكان يُحَدِّث حديثاً لو عَدَّه العادُّ لأحصاه،و يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه ،
وكان يُعرِض عن كل كلام قبيح و يُكَنِّي عن الأمور المُستَقبَحَة في العُرف إذا اضطره الكلام إلى ذكرها، وكان صلى الله عليه و سلم يذكر الله تعالى بين الخطوتين.
صفحة الشمائل المحمدية

34. ما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضحك؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسما.

35. ما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في البكاء؟
لم يكن بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهيق و رفع صوت ولكن تدمع عيناه حتى تنهملان ويُسمَع لصدره أزيز، ويبكي رحمة لِمَيِّت وخوفاً على أمَّته وشفقة من خشية الله تعالى وعند سماع القرآن وفي صلاة الليل.
صفحة الشمائل المحمدية

36. ما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركوب؟
ركب الخيل والإبل والبغال والحمير وركب الفرس مسرجة تارة وعريا أخرى وكان يجريها في بعض الأحيان وكان يركب وحده وهو الأكثر وربما أردف خلفه على البعير وربما أردف خلفه وأركب أمامه وكانوا ثلاثة على بعير وأردف الرجال وأردف بعض نسائه وكان أكثر مراكبه الخيل والإبل.

37. ما هديه صلى الله عليه وسلم في المعاملة؟
كان أحسن الناس معاملة . وكان إذا استسلف سلفا قضى خيرا منه . وكان إذا استسلف من رجل سلفا قضاه إياه ودعا له فقال : بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الحمد والأداء.

38. ما هديه صلى الله عليه وسلم في قضاء الحاجة؟
كان إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث الرجس النجس الشيطان الرجيم . وكان إذا خرج يقول : غفرانك وكان يستنجي بالماء تارة ويستجمر بالأحجار تارة ويجمع بينهما تارة . وكان إذا ذهب في سفره للحاجة انطلق حتى يتوارى عن أصحابه وربما كان يبعد نحو الميلين . وكان يستتر للحاجة بالهدف تارة وبحائش النخل تارة وبشجر الوادي تارة . وكان إذا أراد أن يبول في عزاز من الأرض – وهو الموضع الصلب – أخذ عودا من الأرض فنكت به حتى يثرى ثم يبول.
موقع السيرة النبوية

39. ما هديه صلى الله عليه وسلم في البدء بالأعمال؟
كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وأخذه وعطائه وكانت يمينه لطعامه وشرابه وطهوره ويساره لخلائه ونحوه من إزالة الأذى.

40. ما هديه صلى الله عليه وسلم في حلق رأسه؟
كان هديه في حلق الرأس تركه كله أو أخذه كله ولم يكن يحلق بعضه ويدع بعضه ولم يحفظ عنه حلقه إلا في نسك.
41. ما هديه صلى الله عليه وسلم في السواك؟
كان يحب السواك وكان يستاك مفطرا وصائما ويستاك عند الانتباه من النوم وعند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل وكان يستاك بعود الأراك.

42. ما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب؟
قال صلى الله عليه وسلم قصوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس.

43. ما هديه صلى الله عليه وسلم في تقليم الأظفار؟
وقت النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في تقليم الأظفار ألا تترك أكثر من أربعين يوما وليلة.

44. ما هديه صلى الله عليه وسلم في الخطبة؟
خطب صلى الله عليه وسلم على الأرض وعلى المنبر وعلى البعير وعلى الناقة . وكان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.

45. ما صفة منبره صلى الله عليه وسلم؟
كان منبره ثلاث درجات فإذا استوى عليه واستقبل الناس أخذ المؤذن في الأذان فقط ولم يقل شيئا قبله ولا بعده فإذا أخذ في الخطبة لم يرفع أحد صوته بشيء البتة لا مؤذن ولا غيره .

46. كيف كانت محتوى خطبه صلى الله عليه وسلم؟
كان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم.

47. من هم الصحابة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق؟
عثمان بن عفان،والزبير بن العوام ،وعبد الرحمن بن عوف،وسعد بن أبي وقاص،وطلحة بن عبيد الله.

48. متى أظهر له صلى الله عليه وسلم قومه العداوة ومن الذي دافع عنه؟
قال ابن إسحاق : فلما بادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه – فيما بلغني – حتى ذكر آلهتهم وعابها ; فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا خلافه وعداوته إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام وهم قليل مستخفون ودافع عنه عمه أبوطالب ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله مظهرا لأمره لا يرده عنه شيء .

49. ما أساليب قريش لصد الناس عن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
قال ابن إسحاق : ثم إن قريشا تذامروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا معه فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ومنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم منهم بعمه أبي طالب وقد قام أبو طالب حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه فاجتمعوا إليه . وقاموا معه وأجابوه إلى ما دعاهم إليه إلا ما كان من أبي لهب عدو الله الملعون .

50. ماذا كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم لرؤساء قريش عندما قالوا يا محمد لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة .. فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا ، فنحن نسودك علينا ، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ؟
قال صلى الله عليه وسلم : ما بي ما تقولون ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا ، وأنزل علي كتابا ، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا ، فبلغتكم رسالات ربي ، ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم.

51. كيف كانت قريش تعذب من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
كانوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر ، من استضعفوا منهم يفتنونهم عن دينهم فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبه ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم .

52. كيف كان أمية بن خلف يعذب بلال بن أبي رباح عندما أسلم وآمن بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم؟
كان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له ( لا والله ) لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى ، فيقول وهو في ذلك البلاء أحد أحد .

53. من أول شهيدة في الإسلام؟
سمية أم عمار بن ياسر.

54. كيف كانت بنو مخزوم تعذب آل ياسر بسبب إسلامهم؟
كانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه – وكانوا أهل بيت إسلام – إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة ، فيمر بهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيقول : صبرا آل ياسر موعدكم الجنة.

55. كيف كان موقف أبي جهل تجاه من أسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم وما أساليبه في ذلك؟
كان أبو جهل إذا سمع بالرجل قد أسلم ، له شرف ومنعة أنبه وأخزاه وقال تركت دين أبيك وهو خير منك : لنسفهن حلمك ولنفيلن رأيك ، ولنضعن شرفك ، وإن كان تاجرا ، قال والله لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك ، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به .

56. كيف كان موقف الصديق من العبيد الذين أسلموا وكان كفار قريش يعذبهم؟
كان الصديق إذا مر بأحد من العبيد يعذب اشتراه وأعتقه.

57. من هم عتقاء الصديق رضي الله عنه؟
بلال،وعامر بن فهيرة،وأم شميس وزنيرة،النهدية وبنتها.

58. من أول من آمن من الصبيان برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

59. ما أول دم أهريق في الإسلام؟
في السنة الرابعة من البعثة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى مع بعض أصحابه في شعبة من الشعاب فرآهم رجل من الكفار ومعه جماعة من قريش . فسبوهم . وضرب سعد بن أبي وقاص رجلا منهم فسال دمه . فكان أول دم أهريق في الإسلام .

60. ما أسلوب كفار قريش في الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه – مثل عمار بن ياسر ، وخباب بن الأرت ، وصهيب الرومي وبلال وأشباههم – فإذا مرت بهم قريش استهزءوا بهم وقالوا : أهؤلاء – جلساؤه – قد من الله عليهم من بيننا ؟
61. في أي سنة هاجر بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة وكم كان عددهم؟
في السنة الخامسة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لما اشتد عليهم العذاب والأذى . وقال إن فيها رجلا لا يظلم الناس عنده وكانوا اثني عشر رجلا وأربع نسوة . وكان أول من هاجر إليها : عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

62. ما ذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ملك الحبشة النجاشي؟
إن فيها رجلا لا يظلم الناس عنده.

63. كم كان عدد المهاجرين في الهجرة الثانية إلى الحبشة؟
من الرجال ثلاثة وثمانون رجلا ومن النساء ثمان عشرة امرأة .

64. ما اسم الصحابي الجليل الذي رافق النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب لدعوة أهل الطائف؟
زيد بن حارثة رضي الله عنه؟

65. ما اسم النصراني الذي أسلم وآمن عندما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم في طريق رجوعه من الطائف؟
اسمه عداس.

66. بماذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه عند عوته من الطائف؟
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي..

67. هل أسري به صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده أم بروحه فقط؟
أسري به صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده.

68. من هو من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم الذي نصب له العداء مع امرأته؟
أبو لهب بن عبد المطلب وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب.

69. كيف كانت تؤذي أم جميل زوجة أبي لهب النبي صلى الله عليه وسلم؟
كانت تحمل الشوك وتطرحه في طريق رسول الله.

70. ما جزاء أم جميل امرأة أبي لهب في الآخرة؟
يربط في عنقها حبل من مسد وتساق إلى شفير جهنم ثم يرمى بها إلى قعرها هكذا أبدا.

71. من الذي كان إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم همزه ولمزه؟
أمية بن خلف بن وهب بن جذافة بن جمح.

72. ماذا قررت كفار قريش لما رأت أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزداد يوما بعد يوم في مكة وأن الإسلام يفشو في القبائل؟
ئتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ، ولا يبتاعوا منهم.

73. ماذا قررت كفار قريش لما رأت أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزداد يوما بعد يوم في مكة؟
ئتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ، ولا يبتاعوا منهم.

74. من الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم لدعوة أهل المدينة إلى الإسلام بعد بيعة العقبة؟
الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه.

75. أين أقام مصب بن عمير رضي الله عنه بعد وصوله إلى المدينة يقرء الناس القرآن ويعلمهم الإسلام؟
في منزل أبي أمامة أسعد بن زرارة رضي الله عنه.

76. من هو الذي لم يسجد لله سجدة واستشهد ودخل الجنة؟
الصحابي الجليل الأصيرم رضي الله عنه أسلم يوم أحد فقاتل وقتل ولم يسجد لله سجدة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم عمل قليلا وأجر كثيرا.

77. ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للذين جاؤوا لمايعته في بيعة العقبة الثانية؟
أبايعكم على أن تمنعوني – إذا قدمت عليكم – مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم . ولكم الجنة.

78. من هو أول من بايعه صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية؟
الصحابي الجليل البراء بن معرور رضي الله عنه.

79. كم كان عدد أهل بيعة العقبة الثانية؟
كان جميع أهل العقبة : سبعين رجلا وامرأتين.

80. من هو أول من خرج إلى المدينة بعد أن أذن الله بالهجرة؟
الصحابي الجليل أبو سلمة بن عبد الأسد.
81. ماذا اقترح أبو جهل في دار الندوة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم؟
ال أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاما جلدا . ثم نعطيه سيفا صارما ، ثم يضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل . فلا تدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ولا يمكنها معاداة القبائل كلها ، ونسوق ديته .

82. كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشا تآمر في دار الندوة على قتله ؟
أخبر ه بذلك جبريل عليه السلام وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة.

83. من الذي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة من الصحابة؟
أبوبكر الصديق رضي الله عنه.

84. ما اسم المكان الذي توقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق أثناء خروجهما من مكة؟
غار ثور.

85. من كان دليلا للنبي صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة إلى المدينة؟
عبد الله بن أريقط الليثي وكان هاديا ماهرا – وكان على دين قومه أي غير مسلم – واستأجراه وأمناه على ذلك وسلما إليه راحلتيهما ، وواعداه غار ثور بعد ثلاث .

86. ماذا قال أبوبكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حينما وصل كفار قريش إلى باب غار ثور، وماذا كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم له؟
قال أبو بكر يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا . فقال صلى الله عليه وسلم " ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ لا تحزن إن الله معنا.

87. كم مكث النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر في غار ثور؟
مكثا في الغار ثلاثا.

88. متى قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ؟
كان قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة من ربيع الأول.

89. من الذي أدى ودائع الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بعد هجرته إلى المدينة ؟
أقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكة ثلاث ليال وأيامها ، حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة.

90. ما هي منازله صلى الله عليه وسلم بقباء؟
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم بن هدم ، أخي بني عمرو بن عوف ، ثم نزل على سعد بن خيثمة . و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من منزل كلثوم بن هدم جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة.

91. أين نزل أبوبكر الصديق رضي الله عنه بعد وصوله المدينة؟
نزل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على خبيب بن إساف ، أحد بني الحارث الخزرج بالسنح كما كان منزله على خارجة بن زيد بن أبي زهير أخي بني الحارث بن الخزرج .

92. متى بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء مسجد قباء؟
أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء ، في بني عمرو بن عوف ، يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده.

93. ما أول عمل بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة؟
بناء مسجد.

94. ماذا قال صلى الله عليه وسلم لأهل القبائل الذين كانوا يرغبون في نزوله صلى الله عليه وسلم عندهم ويعترضون سبيل ناقته؟
خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة.

95. أين كان مبرك ناقته صلى الله عليه وسلم ؟
دار بني مالك بن النجار.

96. أين نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من قباء ؟
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب الأنصاري حتى بنى مسجده ومساكنه فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرغب المسلمين في العمل فيه فعمل فيه المهاجرون والأنصار ، ودأبوا فيه.

97. ما ذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار بعد نزوله المدينة وبنائه لمسجده؟
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار آخى بينهم على المواساة يتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعة بدر فلما أنزل الله عز وجل وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله [ الأحزاب 6 ] رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة.
موسوعة السيرة النبوية

98. ما أسماء قبائل اليهود التي كانت في المدينة في زمن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم؟
بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة.

99. كيف عامل النبي صلى الله عليهم يهود المدينة في بداية الأمر؟
وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بالمدينة من اليهود وكتب بينه وبينهم كتابا وبادر حبرهم وعالمهم عبد الله بن سلام فدخل في الإسلام وأبى عامتهم إلا الكفر.

100. ما ذا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم من يهود المدينة بعد ما غدروا ونقضوا العهد؟
من على بني قينقاع وأجلى بني النضير وقتل بني قريظة وسبى ذريتهم ونزلت ( سورة الحشر ) في بني النضير و ( سورة الأحزاب ) في بني قريظة.
101. متى حولة القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة؟
كان صلى الله عليه وسلم يصلي إلى قبلة بيت المقدس ويحب أن يصرف إلى الكعبة وقال لجبريل وددت أن يصرف الله وجهي عن قبلة اليهود فقال إنما أنا عبد فادع ربك واسأله فجعل يقلب وجهه في السماء يرجو ذلك حتى أنزل الله عليه( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) [ البقرة 144 ] وذلك بعد ستة عشر شهرا من مقدمه المدينة قبل وقعة بدر بشهرين.

102. متى أذن الله للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمين بالجهاد المسلح؟
لما رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة وشمروا لهم عن ساق العداوة والمحاربة وصاحوا بهم من كل جانب والله سبحانه يأمرهم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت المؤمنين واشتد الجناح أذن الله تعالى لهم حينئذ في القتال ولم يفرضه عليهم فقال تعالى : (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير )(الحج 39). وذلك بعد مقدمه المدينة.
موسوعة السيرة النبوية

103. ما الدليل على أن الإذن بالجهاد نزل بعد الهجرة وإخراج المؤمنين من ديارهم؟
قوله تعالى (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) [ الحج 40 ] وهؤلاء هم المهاجرون.

104. ماهي أسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؟
خديجة بنت خويلد،سودة بنت زمعة،عائشة بنت أبى بكر،حفصة بنت عمر بن الخطاب، زينب بنت خزيمة، أم سلمة ( هند بنت أمية )، زينب بنت عمته، جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار،صفية بنت حُيى بن أخطب، أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان ، مارية بنت شمعون القبطية، ميمونة بنت الحارث الهلالية، أسماء بنت النعمان، قتيلة بنت قيس رضى الله عنهن.




رد: سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

مشكووورة حبيبتي على قصة سيد الخلة محمد صلى الله علية و سلم دمت متالقة




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصة سيدنا ادم عليه السلام

قصة سيدنا ادم عليه السلام


الونشريس

الونشريس
خلق الله النبياء للدعوة و الارشاد و كان لكل نبي مهمته و قصته و اليوم جايب قصة ابونا ادم عليه السلام
الونشريس

نبذة:
أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.

الونشريس

سيرته:
خلق آدم عليه السلام:
أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض – وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم – بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق – يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له,

<A dir=rtl target="_newLIGN=’RIGHT’"> </SPAN>ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !
هذه الحيرة </SPAN>و الدهشة </SPAN>التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. </SPAN>أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، </SPAN>ولا يعلمون الغيب . </SPAN>لقد خفيت عليهم حكمة </SPAN>الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور:</SPAN> (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).


وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله</SPAN> ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .</SPAN>
أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر – ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة – ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟
سجود الملائكة لآدم:
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان</SPAN> يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ؟ الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .</SPAN>
أما كيف</SPAN> كان السجود ؟ وأين ؟ ومتى ؟ كل </SPAN>ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً</SPAN>..
فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . وبدلا من التوبة والأوبة إلى الله تبارك وتعالى، ردّ إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح:</SPAN> ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ</SPAN>) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه ( مِنْهَا</SPAN>) فهل هي الجنة ؟ أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز لكن الأرجح رحمة الله تعالى، فلم يكن إبليس في الجنة، وحتى آدم عليه السلام لم يكن في الجنة على الأرجح . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .</SPAN>
</SPAN>قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ</SPAN></SPAN> </SPAN>(8</SPAN>4 )</SPAN> لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ</SPAN></SPAN> (85) (ص)</SPAN>

هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس:</SPAN> (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد</SPAN>. ف كشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: </SPAN>( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ</SPAN>) ويستدرك فيقول: ( إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ</SPAN>) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .
وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن – سبحانه – إرادته . وحدد المنهج والطريق: </SPAN>( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ</SPAN></SPAN>) .
ف هي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .

</SPAN>

تعليم آدم الأسماء:
ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي </SPAN>العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة</SPAN>: (</SPAN> وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا</SPAN> ) . </SPAN>سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها – وهي ألفاظ منطوقة – رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . </SPAN>
أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . .</SPAN> ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء .</SPAN> ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: </SPAN>(</SPAN> قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ</SPAN></SPAN> ) .</SPAN>

أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه ع َـ</SPAN>ل ِـ</SPAN>م َ</SPAN> ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.</STRONG>
سكن آدم وحواء في الجنة</SPAN> :</SPAN>
اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء</STRONG>. ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة. </SPAN>لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد </SPAN>سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال أكثرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.
كان الله قد سمح لآدم وحواء بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة.</SPAN> غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه ويوسوس إليه: (</SPAN>هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ) . </SPAN>وأقسم إبليس لآدم أنه صادق في نصحه لهم، ولم يكن آدم عليه السلام بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم بالله كذا، فضعف عزمه ونسي وأكل من الشجرة هو وحواء.
ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.
لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح</SPAN> عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. ولم تكن لآدم تجارب سابقة في العصيان، فلم يعرف كيف يتوب، فألهمه الله سبحانه وتعالى عبارات التوبة (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23) (الأعرف) </SPAN>وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض:</SPAN>
وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه.</SPAN> ف</SPAN> أدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها .</SPAN>.. وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا ال</SPAN>تصور غير منطقي</SPAN> لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما </SPAN>تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا</SPAN> من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
هابيل وقابيل:</SPAN>
لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.</SPAN>
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. و</SPAN>يقال أن قابيل كان </SPAN>يريد زوجة هابيل</SPAN> لنفسه.. ف</SPAN>أمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل</SPAN> ولم يتقبل من قابيل</SPAN>. قال تعالى في سورة (المائدة):
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. </SPAN>قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض</SPAN>. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى</SPAN> القاتل غرابا حيا بجانب</SPAN> جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل </SPAN>على أخيه هابيل </SPAN>كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قال آدم حين عرف القصة: (</SPAN>هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) </SPAN>وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
موت آدم عليه السلام:</SPAN>
وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.

وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته"

الونشريس




رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام

جزاك الله خير ان شاء الله




رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام

بارك الله فيك اخي
ننتظر جديدك




رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام

الونشريس




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصص في رحاب القرآن الكريم . قصة : سيدنا يوسف متجدد

قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد


الونشريس

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته *
أيُّها الصِّدِّيق!
القصة الثالثة -3- : « قصة سيّدنا يوسف عليه السّلام »

عاشَ آلُ إبراهيمَ في أرضِ فلسطينَ.. تلكَ الأرض الطيّبة المَليئة بالمُروجِ الخَضراءِ والمَراعي وأشجارِ الزَّيتون.
كان سيّدُنا يعقوبُ كأبيه إسحاقَ وجدِّه إبراهيمَ خليلِ الرحمنِ كريماً يُساعِدُ الفُقراءَ ويُكرِمُ الضُّيوفَ والغُرَباء..
لهذا كانَ سيّدُنا يعقوبُ يَذبَحُ في كلّ يومٍ كَبْشاً، فيُطعِمُ مِن لَحمهِ الفقراءَ ويأكلُ هو وعِيالُه منه.
وكانَ هناك رجلٌ صالحٌ اسمُه دميال؛ دميال كان رجُلاً فقيراً، وكان ذلكَ اليومَ صائماً.. لم يكن عنده طَعامٌ لإفطارِه، كان يَنتظرُ أن يَبعَثَ يعقوبُ إليه بالطعام..
سيّدُنا يعقوبُ كعادتهِ ذَبحَ كبشاً، ووَزّعَ لحمَهُ على الفقراءِ، وتعشّى هو وعيالُه منه، وباتُوا ليلتَهم تلك شِباعاً.
أمّا الرجلُ الفقيرُ دميال فقد نامَ جائعاً ونوى الصومَ في الغد.
كانَ دميال ذلك اليومَ صائماً، وضاعَفَ ألمَ الجُوعِ أنّه لم يَجِد شيئاً يُفطِرُ به في العشاء.. نام جائعاً.. تَحمَّل آلامَ الجُوع ونام..

الرؤيا
وفي تلك الليلةِ.. بدأت حوادثُ القصّةِ المُثيرة التي وقَعَت قبل آلافِ السنين.
كان يوسفُ قد بَلَغ من العمرِ تِسعَ سِنين.. فتىً جميلٌ يَشُعّ النورُ من عينَيه، قلبُه مُفعَمٌ بالطُّهر..
كان جَمالُه يَتلألأ في وجههِ.. في عَينَيهِ التي تَشعّانِ صَفاءً.
من أجلِ هذا أحبَّه أبوه كما لمَ يُحِبَّ أحداً غيرَه.
سيّدُنا يعقوبُ كانَ يتَوسَّمُ فيه النبوّةَ.. ربّما يَختارهُ الله نبيّاً من بعده..
كان يوسفُ جميلاً ليس في وجههِ فقط، بل في رُوحهِ وأخلاقهِ وصِفاتِه.
عندما يراه المرءُ يَشعرُ أنه أمامَ مَلاكٍ هبَطَ من السماءِ، لهذا كانَ محبوباً من الجميع…
وكانَ أعظمَهُم حُبّاً له أبوه يعقوب.. كانَ يوسفُ طاهراً طُهْرَ قَطَرات النَّدى، وكانت عَيناهُ صافيتين صفاءَ السماء، وكان وجهُه يَتألّقُ كالنجوم.
من أجلِ هذا حَسَدَهُ إخوَتُه العشَرة… في البدايةِ حَسَدوه ثمّ حَقَدوا عليه.. وبعدها كانوا يَتمنَّون له الموت؛ وربّما خَطّطوا للتخلّصِ منه!
في تلك الليلة أغَمض يوسفُ عَينَيه وهو غافلٌ عمّا يَحُوكُ إخوتُه مِن دَسائسَ ومُؤامرات.
ورأى يوسفُ حُلماً عجيباً.. رأى أحَدَ عَشَرَ كوكباً، ورأى الشمسَ والقمرَ… رأى الجميعَ يَسجُدون له..
كانَ مَشهداً رائعاً يَبهَرُ الناظر.. شَعرَ يوسفُ أنّ تل الكواكبَ وأن الشمسَ والقمرَ لها شعورٌ وادراكٌ، وأنها جاءت بإرادتها لِتسَجُد له وتَخضَعَ عند قدَمَيه!!
أمرٌ عجيب.. تَعَجّبَ يوسف.. وأحَسَّ أن تلكَ الأجرامَ السماويّةَ المُنيرةَ تَبتسمُ له وتُمجّده.
أضاءت الرؤيا قلبَه.. وهَزَّت وُجدانَهُ.. واستيقَظَ يوسفُ.. وما تزال الرؤيا تُهيمنُ على مشاعرِهِ وأحاسيسِه..
كانت الرؤيا تملأ قلبَه وصدرَه وكيانَه.. وكانت صُورُ الكواكبِ والشمسِ القمرِ تَتراءى له، لَكأنّها ما تزالُ ماثلةً أمامه.
هَزَّت الرؤيا وجدانَهُ، لأنّه لا يعرفُ تفسيرَها. حارَ في تعبيرِها لهذا جاء إلى أبيه وقال:
الونشريس
يا أبتِ إنّي رَأيتُ أحَدَ عَشَرَ كَوكباً والشَّمسَ والقَمَرَ رَأيتُهُم لي ساجِدين الونشريس.
يا أبي رأيتُهم اجتَمَعوا جميعاً ثم سَجَدوا.. شَعَرتُ أنّ تلك الكواكبَ كانت تُدرِكُ ما تَفعَل.. شَعَرتُ أنّها تَبتسمُ لي، ثمّ سَجَدتْ أمامي بخضوع.
أصغى سيّدُنا يعقوب باهتمامٍ إلى رؤيا يوسف.. أدركَ أنّ ليوسفَ شأناً في المستقبل.. شأناً عظيماً..
قال لابنهِ بإشفاق:
ـ الونشريس يا بُنَيّ لا تَقْصُصْ رُؤياكَ على إخوَتِكَ فيَكيدوا لكَ كَيداً.. إنّ الشيطانَ للإنسانِ عدوٌّ مُبين الونشريس.
يا بُنيّ، لا تُخبِر إخوتَكَ بهذه الرؤيا العجيبة.. لأنّهم سوف يَحسُدونَكَ وقد يُوَسوِسُ الشيطانُ في أنفسِهم..
إنّ الله سبحانه يا يوسفُ سوف يَختارُك لإبلاغِ رسالتهِ.. وسوف يُعلّمكَ تعبيرَ الرُّؤى والأحاديث.. سيُبارِكُكَ الله يا ولدي كما بارَكَ آباءك من قبلُ.. إبراهيمَ وإسحاقَ، وكما بارك آلَ يعقوب.

المؤامرة
تضاعَفَ الحَسَدُ في نفوسِ الإخوة العَشْرةِ.. وازدادَ حِقدُهم على يوسف.. ربّما سَمِعوا بالرؤيا! أو لعلّهم رأوا حُبَّ أبيهِم يَزدادُ أكثرَ فأكثر..
كانوا يذهبونَ كلَّ يومٍ إلى البَوادي لرَعْيِ الماشيةِ، وكانوا يُفكّرونَ في شيءٍ واحدٍ فقط هو: كيف يَتَخلّصونَ مِن يوسف!
الشيطانُ وَسْوَسَ في نفوسِهم، فَكّروا في قتلِه.. ولكن كيف ؟!
الشيطانُ وَسوَسَ في صدوِرهم، قالوا: نأخُذُه مَعَنا إلى المَراتِع، ثمّ نَتَخلّصُ منه!
وهكذا كانت المُؤامرة.
مرّتْ أيامٌ وهُم يَتظاهرونَ بحُبِّ يوسُف.. يَبْتَسِمونَ له ويُحَبّبونَ له الذَّهابَ معهم إلى الفَلاة؛ يَلعَبُ في تلك المُروجِ الجميلة.
كان يوسفُ بَريئاً طيّباً.. وكان طاهراً طُهْرَ قميصهِ الأبيضِ الجميل.
لهذا صَدَّقَهم.. صَدَّق حُبَّهمُ الكاذبَ، وأحبَّ الذَّهابَ معهم إلى الباديةِ تلك الأرض الواسعةِ والآفاقِ الجميلةِ والمُروجِ الخضراء.
ولكنّ سيّدَنا يعقوب كانَ يخافُ على ولدِه الغَدْرَ، كان لا يَسمَحُ له بالذَّهاب.
ذاتَ مساءٍ جاء الإخوةُ العشرةُ من الفَلاة.. ابتَسَموا ليوسفَ، قالوا له:
ما أجملَ تلكَ المَراتِعَ والمُروج! ما أجمَلَ تلك الفَلَوات.. لقد استَمْتَعنا كثيراً ولَعِبنا كثيراً، لماذا لا تأتي معنا يا يوسف ؟
يوسفُ كان يُحبّ الذهابَ؛ ولكنّه أيضاً كان يُطيعُ أباه، وهو لا يَفعلُ شيئاً دونَ إذنهِ.
إخوةُ يوسفَ العشرةُ قالوا:
سوف نَتحدّثُ مع والدِنا ليسمَحَ لك بالذَّهابِ معنا..
وَفرِح يوسف.
جلسَ الجميعُ حول مأدبةِ العشاء، وتناوَلوا طعامَهم بصَمت، وكان الإخوةُ العَشرةُ وحدَهُم يَتبادلونَ نَظَراتٍ ذاتَ معنى.
كانوا قد نَسَجوا مؤامرةً دنيئة كما تَنسِج العَنكبوتُ بَيتَها المُخيف.
في البدايةِ ابتَسَموا وتظاهَروا بحبِّ يوسف، وقالوا لأبيهم:
ـ يا أبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا على يوسفَ وإنّا لَه لَناصحون.
نحنُ نُحبُّ يوسف يا أبانا.. نُحبُّه كثيراً.
الونشريس
يا أبانا أرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ ويَلْعَبْ وإنّا لَه لَحافِظون الونشريس.
يا أبانا دَعْهُ يَنطلق معنا في الغدِ إلى المَراتع ليَلعبَ ويَلهو… سنُحافِظُ عليه ونَردُّه سالماً.
كان يعقوبُ لا يرغبُ بذهابِ يوسف مع أخوتهِ. إنّهم يَحسُدونَه وقد يَخدَعهُم الشيطانُ فيَغدرون به.
لهذا قال لهم بحزن:
ـ الونشريس إنّي لَيَحزُنني أن تَذْهَبوا بهِ، وأخافُ أن يَأُكُلَه الذِّئبُ وأنتم عَنهُ غافِلون الونشريس.
يا أولادي أنا أُحِبُّ يوسف.. إنّه ما يزالُ صغيراً وقد تَغفلون عنه، والذئابُ كثيرةٌ فيَفترسه ذئب.
قال أَبناؤه العشرة:
ـ نحنُ عَشرةُ فِتيان فكيف يأكُلُه الذئب ؟! سنُحافِظُ عليه كالرِّجال الأقوياء؛ و الونشريس لَئِنْ أكَلَهُ الذِّئْبُ ونَحْنُ عُصْبَةٌ إنّا إذاً لَخاسِرون الونشريس.
وأقسَمَ الإخوةُ العشرةُ على أن يُحافظوا على يوسفَ حتى يَرُدّوه سالماً.
سَكَت يعقوبُ عليه السّلام ولم يَقُل شيئاً، وأدرك الجميعُ أنّه قد رَضِي بقضاء الله.

الذئابُ البشرية
طَلَع الفجرُ.. واستَعدّ الإخوةُ العشرةُ للانطلاقِ إلى البَوادي البعيدةِ حيثُ المُروجُ الخضراءُ والفَلَواتُ والنَّسائمُ الطيّبة.
وجاء يوسفُ مُبتَهِجاً بِذَهابهِ معهم.
كانوا يَبتسِمونَ له فتَضاعَفَ حُبُّه لهم. كان يوسفُ مِثلَ مَلاكٍ ليس في قلبهِ الطاهرِ سوى المحبّةِ والرحمة والطِّيبة.
وهكذا انطلَقَ الجميعُ يَسُوقونَ الماشية.
وعندما أمعَنوا في الفلاةِ وغابَتْ عن العُيونِ مَضاربُ الخِيامِ.. غابت تلكَ الابتساماتُ الكاذبة.. ذابت كما يَذوبُ المِلحُ في المياه.
جاءَ يهوذا وصَفَع يوسفَ بشدّةٍ وصاحَ به:
ـ أسرِعْ يا بنَ راحِيل!
تَعجّبَ يوسفُ لهذا العمل.. نَظَر إلى أخيهِ بِدَهشَة.. تَصوَّر أنّه يَمْزَحُ معه… ولكنْ لا! إنّ عَينَيهِ تَبرقانِ بالشَّرّ؛ وقد ظَهرَت أسنانُه مثلَ أنيابِ ذئبٍ مُتوحِّش..
شَعَر يوسفُ بالخوف.. وأسرَعَ في مَشيه.. فُوجئ بِرَكْلَةٍ من أخٍ آخَر!! سقَطَ على وجههِ، ونَظَر إلى مَن رَكَلَه، كانَ شَمْعُون.
قال يوسف بألم!!
ـ لماذا يا شَمعون ؟ أنا أخوك.. أنا ابنُ يعقوب.
صاح راوبين:
ـ اسكُتْ لا تَتفوَّه أبداً، أنتَ ابنُ راحِيل..
بكى يوسفُ، خَنَقته العَبْرةُ، قال لهم:
أنا أخوكُم.. أنا يوسف.
تَحَلّقوا حولَهُ جمَيعاً وصاحوا:
ـ بَلْ أنت عَدوُّنا.. عَدوّنا الذي استحْوَذَ على قلب يعقوب.
بَرقَت العيونُ بالشرِّ، واستَلَّ أحدُهُم خنجرَهُ لِيقتُلَه. ركضَ يوسفُ.. لا يدري أينَ يَذهب..
ركضَوا وراءه وأمَسكوا به.. انهالُوا علَيه بالضَّرب.. نَزَف من أنفِه الدمُ..
تبادلَ الإخوةُ العشرةُ النَّظرات..
قالَ أحدُهم:
ـ ماذا تَنتظرون ؟! هذه فُرصَتُنا للتخلّصِ منه.
قال آخَرُ بصوتٍ يُشبِهُ فَحيحَ الأفاعي:
ـ لنَأخُذْه إلى مكانٍ بعيدٍ ونَرميه.. وهناكَ تَفترسُه الذئابُ وتُريحُنا منه.
اعترضَ بعضُهم قائلاً:
ـ وربّما استطاعَ العَودةَ فيفَضَحنا أمامَ أبينا.
قال شمعون:
ـ أُصْغُوا إليَّ.. نَذهبُ به إلى طريق القَوافل.. هناك بئرٌ عميقةُ الغَور… نُلقيهِ في البئر.. فإمّا أن يموتَ فيها أو تَنَتِشلَهُ القوافلُ وتأخُذَه بعيداً، وسوف يُباع ويُشترى مِثلَ كلِّ العبيد.
أصغى الجميعُ باهتمامٍ إلى خطّةِ شمعون، وبَرقَت العيونُ بتلك المؤامرةِ الدنيئة.
تَحوّلَ الإخوة إلى ذئابٍ لا تَعرفُ غيرَ الغَدر؛ وظلّ يوسفُ يَنظرُ إلى إخوتهِ بدهشة.. تصَوَّر نفسَه في حُلُمٍ مُخيف.. ولكنْ.. لا لا.. إنّها الحقيقة.. إنّ إخوتَه يتآمرونَ عليه منذ وقتٍ طويل.
وأخيراً تَمكّنوا من تحقيقِ هَدَفهِم.. جاءوا به إلى هذهِ الصحراءِ حتى لا يُشاهِدَهُم أحد… وحتى لا يعَرِفَ أحدٌ ماذا فعلوا بيوسف!!
نظَرَ يوسفُ إلى السماء.. تساءَلَ في نفسِه.. ألا يَدري إخوتُه أنّ الله يُراقِبهُم جميعاً ويَعرِفُ حتَّى أسرارَهُم ؟!
سَمِعَهُم يقولون:
ـ سوف نَتُوبُ من فِعلتِنا ونُصبِحُ قوماً صالحين!

في أعماق البئر
يوسفُ حتّى تلك اللحظةِ لَم يُصدِّقْ ما يَفعلُه إخوتُه به..
ولكنْ عندما وجَدَ نفسَهُ على حافّةِ البئر أدركَ أنّ الشيطانَ قد تَمكّنَ من إخوتهِ، وقد تَحوّلوا إلى ذئابٍ بشريّة لا رحمةَ في قُلوبِها.
جَرَّدُوهِ مِن قميصهِ الذي أهداه أبوه إليه.. قميصِه الأبيضِ الجميل..
كانَ يوسفُ يَهتِفُ بهم:
أنا أخوكُم.. أُريدُ أن أعودَ إلى أبي وأُمّي وخَيمَتي.. أنا أُحبُّكم يا أخوتي، لماذا تَفعلونَ بِي هكذا.. أحَقّاً تُلْقُوني في هذه البئرِ المظلمة.. شمعون.. راوبين.. يهوذا ؟!
راحَ يوسفُ يُنادِيهم باسمائِهم.. ولكنْ لا أحدَ في قلبهِ رحمةٌ لأخيهِ..
اندَفَع بعضُهم، وراح يَركُلُه بقوّةٍ. وأخيراً ضَعُفَت مُقاوَمتُه ولَم يستَطِعْ أن يَتَشبّثَ بحافةِ البئرِ، فهوَى إلى الأعماقِ المُظلِمة..
الهواءُ داخلَ البئرِ كانَ رَطْباً، والفضاءُ كانَ مُظلِماً، وكان يوسفُ يَنظُرُ إلى فُوهةِ البئر.. كانَ ينظرُ إلى السماءِ الزرقاءِ الصافية.
شَعرَ يوسفُ أن قلبَهُ يَمتلئُ بالنورِ، وأن مَلاكاً يُحدِّثُه بهدوءٍ، يقولُ له: اصبِرْ يا يوسف.. لَسَوفَ تَخرُجُ مِن هذه البئر، وسوف تُخبِرُ إخوتَكَ هؤلاءِ بما فَعَلوا بك…
غادَرَ الخَوفُ قلبَ يوسف.. لقد كانَ مُؤمناً بالله، وكانَ واثِقاً بأنّ ما حَصَلَ هو امتِحانٌ له.. لهذا صَبرَ يوسفُ، وكانَ يَنتظرُ ما يَجري بهدوء.
الصمتُ يَغمُرُ المكانَ.. يوسفُ هو الآن في البئرِ جالسٌ فوقَ الصخرةِ التي يَنبَعُ مِن تَحتِها الماء…
كان ينظرُ إلى السماء.. وشيئاً فشيئاً تلاشَت الزُّرقَة.. أدرَك أن الشمسَ قد غابَت وأن إخوَتَهُ سيَعودون.. فبكى من أجلِ أبيه… ونامَ يوسف…

الحُزن الطويل
غابَتِ الشمسُ.. وما يزالُ الإخوةُ العَشرةُ يُفكِّرونَ بِعُذرٍ مَقبولٍ يُقدّمونَهُ إلى أبيهم…
قالَ أحدُ هم: إنّ الأرضَ مَليئةٌ بالذِّئاب.. فنقول لأبينا: ذَهَبْنا نَتَسابقُ وتَرَكنا أمتِعَتَنا عند يوسفَ، فجاء الذئبُ وافتَرَسَه… ثُمّ نُعطيه قميصَ يوسفَ بعد أن نُلطِّخَهُ بالدم.
في ذلك اليومِ أنجَبَت نَعجَةٌ حَمْلاً صغيراً… وحتّى لا يَشُكَّ بهم أبوهم ذَبَحوا الحملَ الصغيرَ أمامَ أُمّه دون رحمة… ولَطَّخوا قميصَ يوسفَ بدمهِ…
وهكذا عادُوا إلى أبيهم…
كان الظلامُ قد غَمَر الأرض… اختارُوا العَودةَ في الظلامِ حتى لا يرى يعقوبُ علاماتِ الكذبِ في وجوههم.
كانَ سيّدُنا يعقوبُ واقفاً ينتظرُ عَودةَ أبنائِه. من بَعيدٍ.. سَمِعَ أصواتَ الماشيةِ، وسَمع صوتَ بُكاء…
وشيئاً فشيئاً لاحَ له أبناؤه.. ولكن يوسف لم يَكُن معهم.. جاءوا جميعُهم إلاّ يوسف..
رآهمُ يَبكونَ بصوتٍ عالٍ… يَبكون بلا دموعٍ…
سألَ يعقوب:
ـ أينَ أخوكُم يوسف.
ازدادَ بُكاؤهم.. وقَدَّم شَمعونُ قميصَ يوسفَ المُلَطَّخَ بدماءِ المؤامرةِ الدنيئة، قالَ لأبيه:
ـ ذَهَبْنا نَتَسابَقُ وتَرَكْنا أمتِعَتَنا لدى يوسف.. فجاءَ ذئبٌ وافتَرَسَ يوسف.. وَجَدْنا قَميصَهُ الدامي.. يا أبانا لقد أكَلَ الذئبُ يوسف في غفلةٍ منا.
فنظرَ يعقوبُ إلى القميصِ كانَ سالماً ليس فيه شَقٌّ واحدٌ، أدركَ يعقوبُ أنهم يَكذبونَ عليه..
قالَ وهو يبكي:
ـ ما أرأفَ ذلكَ الذئب… أكلَ حبيبي يوسفَ ولم يَشُقَّ له قميصاَ!!
تبادلَ الإخوةُ العشرةُ النَّظرات.. قالوا في أنفُسِهم: ما أغبانا! كيف غَفَلنا عن هذا الأمر ؟ لو أننا مَزَّقنا القميصَ لصَدَّقَنا أبونا.
ولكنّهم وبدَلَ أن يَعترِفوا بجريمتِهم قالوا:
ـ أنت لا تُصَدِّقُنا يا أبانا… مع أننا لا نَكذِب أبداً. لقد أكَلَ الذئبُ يوسف، وهذا قميصُه الدامي!
بكى يعقوبُ.. هَمَلت عَيناهُ بالدموعِ، وقال:
الونشريس
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُم أنفُسُكُم أمْراً فَصَبرٌ جَميلٌ واللهُ المُستَعانُ على ما تَصِفون الونشريس.
قالَ يعقوبُ: سأصِبرُ، سأتَحَّمل، وأنا أعرِفُ أنَّ نفوسَكُم قد وَسْوَسَت لكم.
في تلك الليلةِ لَم يَنَمْ سيّدُنا يعقوب. كان يُفكّرُ في شيءٍ واحدٍ فقط هو: أين يوسفُ ابنُه الطاهر… ولدُه الطيِّبُ البارّ ؟ ومنذ تلكَ الليلة بدأ حزنُ يعقوبَ الطويل.

لؤلؤة في البئر
اللهُ سبحانه لم يَترُكْ يوسفَ وحيداً.. هو مع كلِّ الناسِ الطيّبين.. كان يوسفُ حزيناً، ولكنْ كانَ صابراً يَعرِفُ أنّ ماحَدَثَ هو امتحانٌ له.. لهذا كانَ ينظرُ إلى السماءِ ويُتَمِتمُ بكلماتِ الحمد.
رأى يوسفُ في عالَم الرؤيا أحَدَ عَشَرَ كوكباً ورأى الشمسَ والقمرَ، رآهُم يَهبِطونَ إلى داخلِ البئر، فامتلأ نوراً.. رآهم يَبتَسِمونَ له ويَسجُدونَ احتراماً وإجلالاً..
واستَيقظَ يوسفُ من غَفْوَتِه.. وتَطَلَّع إلى السماءِ الزرقاء.. رأى سِرْباً من الطيورِ البيضاءِ المُهاجرة.. فدَمِعَت عيناهُ من أجلِ أبيه.
مَرَّت ثلاثةُ أيّامٍ ويوسفُ في داخلِ البئر.. مِثل لؤلؤة في أعماقِ البحر… مثلِ لؤلؤةٍ في أعماقِ الظُّلمة. لا أحدَ يَعرِفُ أنّ في هذه البئر لؤلؤةً ما خَلَقَ اللهُ أجملَ منها… إنها روحُ يوسفَ ذلك الفَتى الطاهر الجميل.. لا أحدَ يعرفُ ذلك إلاّ الله سبحانه.
ثلاثةَ أيامٍ ويوسفُ لا يأكلُ شيئاً.. كان يَكتَفي بشربِ الماء… يوسفُ تَعوّدَ الصومَ كان يَصومُ مع أبيه.. فتَحمّلَ آلامَ الجُوعِ بصبر.
من أجل هذا كانت رُوحُه شفّافةً طاهرة… مِثلَ أجنحةِ الطيورِ البيضاءِ المُهاجِرة.

القافلة
مَرَّت ثلاثةُ أيامٍ على يوسفَ وهو في البئرِ، لم يَسمَعْ خلالَها سوى عُواءِ الذئابِ وهي تَجُوبُ الفَلاة.
وفجأة سَمِعَ أصواتاً غريبة! أرهَفَ سَمْعَهُ جيّداً. نعم إنّها قافلةٌ تجاريّة… عرَفَ ذلك من وَقْعِ خُطى الجِمالِ وأصواتِ الرِّجال.
تَوقَّفت القافلةُ قريباً من البئر… وأرسَلَ التجّارُ « الوارِدَ » لِيَستَقي من البئر..
ألقى الرجلُ دَلْوَهُ إلى أعماقِ البئر. كان يوسفُ يَنتظرُ هذه اللحظة.. كان الحبلُ هو حبل نجاتهِ وخَلاصهِ من البئر، تَدفَّق نَبعٌ من الفَرَح في قلبه! إنّ الله لا ينسى عبادَه، فأنقذَهَ مَن هذه البئرِ المُظلمة.
مِثلَ لؤلوةٍ تَخرُجُ مِن صَدَفةٍ.. خَرَجَ يوسفُ من البئر مِثلَ قمرٍ يَشُقُّ طريقَهُ وسطَ الظلامِ.. سَطَعَ وجهُ يوسفَ وأضاءَ المكان..
حتّى « الوارِد » لم يَخَفْ مِن المُفاجأة.. صاح:
ـ يا بُشرى! هذا غُلام.. يا لَلْفَرحة…
تجّارُ القافلةِ ظنّوا أن يوسفَ عبدٌ من العبيدِ الآبِقين، فَرَّ فسَقَطَ في هذه البئر..
لهذا لم يَسألوه عن قبيلتهِ وأصلهِ وقصّتهِ.. جَعَلوه ضمنَ البضائعِ التي سيَبيعونَها في مصر.

مصر
استأنَفَت القافلةُ طريقَها إلى مصر… وبعدَ اثنَي عَشَرَ يوماً وَصَلت إلى مصر، وهناكَ بدَأ فصلٌ جديدٌ من قصّةِ يوسف.
يوسفُ هوالآن في مصر، حيث يَختَرِقُ نهرُ النيلِ تلكَ الأرضَ ويَهَبُها الخِصْب.
يوسفُ ما يزالُ حتّى الآن صغيراً، ألقَتْ به المَقاديرُ في تلك الأرض… أصبَحَ بِضاعةً يُريدُ التجّارُ بَيْعَها في مصر.
يوسفُ تعلّم الصَّمت… ولكنّ قلبَهُ مليء بالحُبّ… بحُبِّ الله سبحانه الذي أحسَنَ إليه.
التجّارُ خافوا مِن سُكوتِه.. خافوا إذا ما تَكلّم وقال إنّه ليس عبداً لهم، لهذا أرادوا بَيعَهُ ولو بمبلغٍ زَهيد.
رأى يوسفُ نفسَه في أرضٍ جديدة؛ أرضٍ لم يَرَها من قَبلُ، رأى نهرَ النيلِ القادمِ من الجنوب… ورأى فيه الزوارقَ تَنسابُ فوق مِياهه النَّيليّة.. ورأى الفلاّحينَ يَنقلونَ المياهَ بالدِّلاءِ لريِّ حُقولِهم ومَزارعِهم.
عَرَضَت القافلةُ بضائعَها من خَشَبٍ وفِضة؛ وعَرَضت أيضاً يوسفَ. كان هَمّ التجّار بَيعه حتّى لو بثمنٍ زهيد..
في ذلك اليومِ.. جاءَ « العزيزُ » وهو المسؤول الأعلى عن أمنِ مصر، وتَفقّد بنفسِه القافلة..
رجالُ الحَرَسِ يَحفّونَ العزيزَ وهو يَستعرضُ البضائعَ والتجّارَ، ووَقَعت عيناهُ على يوسف.. تساءل عن ذلك الفتى البَهيِّ الوَجه..
قالوا له: إنه غُلامٌ للبيع..
تساءلَ عن ثمنهِ، فقالوا: نَبيعُه بعشرينِ درهماً فقط.
نَقدَهُم « العزيزُ » الثَّمنَ، وكانوا فَرِحين.. فباعُوه وكانوا فيه من الزاهدين.
وهكذا انتقَلَ يوسفُ إلى قصرٍ كبيرٍ تَحُوطُه الحدائقُ، فهو قَصرُ عزيزِ مصرَ الرجلِ الثاني في الدولة.
دَخَلَ يوسفُ القصرَ، ووَقَعَت عيناه على سيّدةٍ حَسْناءَ عَرَفَ أنها زوجةُ العزيزِ وصاحبةُ القصرِ المُنيف.
قالَ العزيزُ لزوجتهِ: « أكْرِمي مَثْواه » إنّه فتى أتوسّمُ فيه الخيرَ، ربّما يَنفَعُنا « أو نَتَّخِذهُ وَلَداً » نحن محرومونَ من الوَلَد، فلنتّخِذْ من يوسفَ ولداً لنا.
نَظَرت « زَليخا » إلى يوسف.. كان فتىً بهيَّ الطَّلعة مُشرِقَ الوجهِ يَشُعُّ من عَينَيهِ الصفاء.. لَكأنه مَلاكٌ هَبَطَ من السماء.
في ذلك اليوم اغتَسلَ يوسفُ في الحمّام وارتَدى حُلّةً جديدةً، حلّةً مصنوعةً من خيوطِ الكَتّانِ كانت أرَقَّ من الحرير.
كان المِصريّون في ذلك الزمنِ يَزرعونَ الكَتّانَ ويَنسِجونَ من خُيوطهِ أنواعَ الثيابِ والحُلَل.
كان يوسفُ يعيشُ سيّداً في القصر، ومع ذلك فقانونُ البلادِ يَعتبرُه عَبداً للعزيزِ وزوجتهِ لأنّه مِلْكٌ لهما.
وهكذا عاشَ يوسفُ في واحدٍ من أجمَلِ وأكبَرِ القُصورِ المصريّة.
ولكن هل كان يوسفُ سعيداً بحياتهِ الجديدة ؟ كلاّ.
كان يَحِنُّ إلى أبيه وإلى تلك البَوادي.. هناك يعيشُ ناعِمَ البالِ يَعبُد الله وحدَهُ ولا يُشركُ به شيئاً.
أمّا هنا.. فالناسُ يَعبُدونَ الأوثان، ويعبدونَ المَلِكَ أيضاً.
ومع ذلك عاشَ يوسفُ صابراً مؤمناً باللهِ وبأنبيائه إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوب.
عاشَ يوسفُ وكانَ قلبُه يمتلئ كلَّ يومٍ بالإيمان، وكانَ الصفاءُ يَشُعُّ من عينيهِ أكثرَ فأكثر.
كلُّ الناسِ أحَبُّوه… أحَبُّوا فيه صفاءه وشَهامَته وأخلاقَه، وهو أيضاً كان يُحبُّ الناسَ يُريدُ لهم الخير.. يُساعدُ الفقيرَ والبائس، فإذا رأى فلاّحاً مُتْعَباً ساعَدَه، أو رأى عامِلاً عَجُوزاً هَبَّ إلى إعانته.
هكذا عاشَ يوسف.. كانَ يَكبرُ كلَّ عام، وكانت رُوحُه تَكبُرُ كلَّ يومٍ، وقلبُه يَكبرُ ويَكبُر، ويَتدَفّقُ رحمةً وطِيبة.
وتَمُرّ الأعوام.. حتّى إذا بَلغَ أشُدَّهُ وبَلَغَ من العمرِ ثماني عشرة سنةً أضاءت في قلبهِ الحقيقة.. أصبَحَ يَشعُرُ بها أكثر فأكثر، تُضيء مِثل الشمسِ والنجوم.
كان يوسفُ مؤمناً بالله.. لا يُحبّ أحداً مثل حُبّه لله.. لا يخافُ من أحدٍ خَوفَهُ من الله.. ولا يَهابُ أحداً غيرَ الله.

الامتحان الصعب
هو الآن في عُنْفُوانِ الشباب.. يعيشُ في قصرٍ كبيرٍ مُنيف، ولكنّ ذلك لم يُلَوِّثْ روحَهُ الطاهرة.. ظَلَّت نفسُه بيضاءَ مِثلَ أجنحةِ الحَمامِ الأبيض.
في القصرِ الكبيرِ بَدَأت مِحنَةُ يوسف. كلُّ الذينَ يَعرفون يوسفَ كانوا يُحبّونه… ولكنّ بعضَ الذينَ أحَبُّوه لم يكن حُبُّهم إلاّ محنةً ليوسف…
عاشَ يوسفُ في ذلك القصرِ المُنيفِ، وكانت سيّدةُ القصرِ إمرأةً حَسْناءَ يَهابُها الجَميع.
كان اسمُها « زَليخا ».
« زليخا » أحَبّتْ يوسف؛ عَشِقَتْهُ.. ولكنّها لم تَعْشَقْ روحَهُ الطاهرة، عَشِقَت جمالَهُ وحُسنَه.
لهذا أرادت من يوسفَ أن يكونَ لها.
أصبحَ يوسفُ أُمنيَتَها في الحياة.. لا تُفكِّرُ ألاّ فيه حتّى « شَغَفَها حُبّاً ».
تَنظُرُ إليه بحبِّ وعِشقٍ، وتتحدّثُ معه بلهجةِ الأسير الذليل.. تَتَقرّبُ إليه..
أمّا يوسفُ فكانَ يَهربُ.. إنّه لا يُريدُ لروحهِ أن تَسقُطَ في وَحَلِ الرذيلة.. يُريدُ أن يَبقى طاهراً مِثلَ قَطرةِ النَّدى، وأن تَبقى روحُه شفّافةً بيضاءَ مثلَ أجنحَةِ الحَمام.
وهكذا بَدَأت مِحنةُ يوسف.. زليخا تُريدُ منه أن يَخُون.. يَخُون العهدَ مع ربِّه، ويَخُون نفسَهُ البيضاءَ.. وهو يُريدُ منها الوَفاءَ والطُّهَر والعَفاف.
لهذا كانَ يَفِرُّ منها.. كان يَهرُبُ من الخَطيئة.. أمّا هي فكانت تَزدادُ به تَعلُّقاً.. وكانت تُفكّر بوسيلةٍ تُخضِعُه بها.
وذاتَ يومٍ خلا القصرُ إلاّ من زليخا ويوسف، كانت زليخا تَنتظرُ مِثلَ هذه الفُرصةِ..وكانَ يوسفُ يقومُ ببعضِ أعمالهِ، فإذا به يَرى زليخا تُغلِقُ أبوابَ القصرِ بإحكام.. ثمّ تَهمِسُ به قائلة:
ـ الونشريس هَيْتَ لَك الونشريس.
وأدرك يوسفُ ما تريد، فهتَفَ مُستنكِراً:
ـ الونشريس مَعاذَ الله.. إنّه رَبِّي أحْسَنَ مَثْواي الونشريس.
ولكن زليخا وقد تأجَّجَ في نفسِها الغَرام، حاوَلَت إرغامَه. أمّا هو فكان يزدادُ تَمَنُّعاً.. كان يَفِرُّ منها هنا وهناك في أروِقَةِ القصر…
وشيئاً فشيئاً هدأ يوسف لا يَدري كيف يَتَخلّصُ من هذه المِحنة ؟ أمّا هي فتَصَوّرت أن يوسف قد رضَخ لإرادتها.. حانَت منها التِفاتةٌ إلى صَنَمٍ في القصر.. فشَعَرت بالخجلِ من نفسِها..
لهذا ألقَتْ مَلاءةً على وجهِ الصنم… ورآها يوسف، قال لها:
ـ ماذا تَفعلين ؟!
قالت:
ـ إنني أخجَلُ من إلهي أن يَراني بهذهِ الحال!
وهنا انتَفَضَ يوسفُ، هتَفَ بشدّة:
ـ أتَستَحينَ من حَجَرٍ لا يَفْقَهُ شيئاً ولا أستَحي من ربّي وإلهي وسيّدي الذي خَلَقَني وأكرَمَني؟!
قالَ يوسفُ ذلك وفَرَّ باتّجاهِ الباب، ولكن زليخا أسرَعَت خَلْفَهُ، وتَشبَّثَت بقميصِه، فانشَقَّ القميص. وأمسَكَ يوسفُ بمقبضِ البابِ وفَتَحه.. وفي هذه اللحظةِ وَجَدا السيِّدَ في البابِ يُريد الدُّخول.
كانت زليخا في قمّةِ الهياجِ، وكانت تريدُ الانتقامَ من يوسف الذي عانَدها ورفضها، وتُبرّئ نفسها فقالت:
ـ الونشريس ما جَزاءُ مَن أرادَ بأهلِكَ سُوءً إلاّ أنْ يُسجَنَ أو عَذابٌ أليم الونشريس.
ولم يكن أمام يوسف إلاّ أن يُدافعَ عن نفسهِ فقال:
ـ الونشريس هِيَ راوَدَتْني عَن نَفْسِي الونشريس.
وحارَ العزيزُ ماذا يفعل ؟! وتساءل في نفسهِ عن صاحبِ الحق…
وكانَ مع العزيزِ رجلٌ آخَرُ هو ابنُ عمّ زليخا فقال:
أُنظرْ إلى قميصِ يوسف، فإن كان مَشْقوقاً من الصَّدرِ فإنّ زليخا مع الحقّ.. وإن كان القميصُ مَشقوقاً من الظَّهر فقد صَدَقَ يوسف.
ونَظَر العزيزُ إلى قميصِ يوسف.. فرآهُ مَشقوقاً من الظَّهر، فأدركَ الحقيقة.. التَفَت إلى زوجتهِ.. وقال:
ـ الونشريس إنّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إنّ كَيْدَكُنَّ عَظيم الونشريس.
وقال ليوسف:
ـ الونشريس أعرِضْ عن هذا الونشريس لا تُحدِّث به أحداً.
وطلب العزيزُ مِن زوجته أن تستغفر قائلاً: ـ الونشريس واستَغْفِري لذَنْبِكِ الونشريس.
وانتهى كلُّ شيء.. عادت الحياةُ إلى مَجاريها مرّةً أخرى.. ولكن زليخا لم تَكُفَّ عن مُضايَقَةِ يوسف.. راحَت تُهدّدُه بالسِّجنِ والعذابِ إذا لم يَستَجِبْ لها.. أصبَحَ يوسفُ كلَّ حياتها.. حتّى أنّها تَرفُضُ اللقاءَ بأيِّ إنسانٍ حتى صَديقاتِها في المدينة. لَم يَعُدْن يَرَينَها بعد ذلك.
وشاعَت القصّةُ بين النساء… وتَعجَّبت بعضُ النِّسوةِ من زليخا، كيف تُحبُّ فتاها وعبدَها وتُراوده عن نفسهِ وهي سيّدةُ البِلاد ؟!

المَلاك
سَمِعَت زليخا بما يجري في المدينة، أنّ نساءها يَسْخَرنَ منها.. وفكّرت أن تفعلَ شيئاً يُسكِتُهنّ.
أرسَلَت زليخا وراء صديقاتِها وكُنَّ من عِلْيَةِ القَوم..
وما أسرَعَ أن لَبَّت النِّسوةُ دعوةَ زليخا، فجِئْنَ إلى قصرِها المُنيف.
كانت زليخا قد أعَدَّت لهنَّ وسائدَ وَثيرةً.. وجَلَسَت النِّسوةُ في حضرةِ زليخا ساكِتات.. وجاءَ الخَدَمُ يَحمِلونَ أطباقَ الفاكهة…
وبَدأت الأحاديثُ، ودَعَت زليخا صديقاتِها إلى تَناولِ الفاكهة..
كلُّ واحدةٍ أخَذَت سِكّيناً لتقشّرَ الفاكهة.. وكُنّ مُستَغرقاتٍ في أحاديثهنّ حتّى نَسِينَ لماذا جِئْنَ.
وفي تلك اللحظاتِ.. أشارتَ زليخا إلى أحدِ الخَدَمِ وأمَرَته باستدعاءِ يوسف حالاً.
وجاءَ يوسف… وحَدَث شيءٌ رهيب.. وقَفَ يوسفُ أمام زليخا امتثالاً لسيّدةِ القصر.. كان يَرتَدي حُلّةً جميلةً.. وأضاءَ المكانَ وجهُه الجميلُ الذي يَشُعُّ صفاءً وإيماناً.
بدا يوسفُ في تلك اللحظاتِ مَلاكاً يشّعُ بالنور، ودُهِشت النِّسوةُ لمنظرِه.. لم تَكُن النِّسوة ليَتصَوّرنّ جَمالاً بهذا السُّموّ…
إنّ جمالَ يوسف من النِّوع الآسِر.. وحَدَث شيء في نُفوسهنّ… ذُهِلْنَ عن أنفُسِهنّ ورُحنَ يُقطّعنَ أيديهنّ بالسَّكاكين دون وعي..
لقد هَيمَنَ يوسفُ على القلوب. كان جَمالهُ مَلائكياً شفّافاً يتَدفّقُ صفاءً ونوراً، وهَتَفَت النِّسوة:
ـ الونشريس حاش للهِ ما هذا بَشَراً إنْ هذا إلاّ مَلَكٌ كريم الونشريس!!
تضاعَفَت مِحنةُ يوسف… وهو يرى ما حَلّ بالنسوةِ، وأصغى لما تقوله زليخا لَهُنّ:
ـ الونشريس فَذلِكُنَّ الّذِي لُمْتُنَّني فيهِ ولَئنْ لَم يَفْعَلْ ما آمُرُه لَيُسجَنَّنَ ولَيكونَّنْ مِن الصّاغِرين الونشريس.
ولم يَبقَ أمامَ يوسفَ غيرُ طريقَين: أن يَستَجيبَ لِنداءِ الشيطان.. أو السِّجن…
ونظر يوسف إلى السماء، وقال بخشوع:
ـ الونشريس ربِّ السِّجنُ أحَبُّ إلَيّ مِمّا يَدْعُونَني إلَيه € الونشريس.
إنّ يوسفَ يُفضّلُ السِّجنَ والعذابَ على تلك الحياةِ المُلَوّثةِ الفاسدة.
مِن أجلِ هذا استَغاثَ باللهِ في أن يُنقِذَهُ من شُرورِ الشيطان:
ـ الونشريس وإلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنَّ أصْبُ إلَيْهِنَّ وأكُنْ مِن الجاهِلِين الونشريس.
يوسفُ الذي أضاءت قلبَه أنوارُ السماء لا يُمكنُ أن يُصغي إلى وَسْوَسَةِ الشيطان… حتّى لو تَعذَّب في سبيلِ ذلك، حتّى لو أُلقي في السجن.
اللهُ سبحانه استَجابَ دعوةَ يوسف.. لقد رأى العزيزُ أن يَضَعَ حَدّاً للشائعاتِ الكثيرة، وأن يُلْقيَ يوسفَ في السجنِ مدّةً من الزمنِ رَيْثَما تَهدأُ الأُمور.
وهكذا سِيقَ يوسفُ بلا جَريرةٍ ولا ذنبٍ إلى السجن، ورأى السجّانُ يوسفَ فتأثرّ بأخلاقهِ وصفاتهِ، وقالَ له:
أنا أحِبُّكَ يا يوسف، إنّك إنسانَ طيِّب ومن الظپُلم أن يَسجنوك.
وتأثّرَ يوسفُ إنّه لا يُريدُ حُبّاً غيرَ حُبّ الله، فكَم تَجَرَّع الغَصَصَ من هذا الحبّ، لهذا قال يوسفُ للسجّان:
ـ لا تُحِبَّني؛ فإنّ عَمّتي أحَبَّتني فنَسَبَت إلَيّ السّرقة، وأبي أحَبَّني فحَسَدَني إخوتَي وألقَوْني في الجُبّ، وامرأةُ العزيزِ احبَّتني فألْقَوني في السِّجن.

السِّجن
يوسفُ هو الآنَ في السجن… الأيامُ تَمُرّ، والشهورُ تَمضي، ويوسفُ في السجنِ يتَحمّل كُلّ ذلك العذابِ من أجل أن يَبقى طاهراً.
وتشاءُ الأقدارُ أن يَدخُلَ السجنَ رَجُلان.. كانا من عَبيدِ المَلِك، غَضِبَ علَيهما فألقاهما في السجن… وهناك يَتَعرّفان على يوسفَ ويتأثّران بشخصيّته.
وسألَ كلٌّ صاحِبَه عن عملهِ، قال أحَدُهما:
ـ أنا ساقي المَلِك، أُقدّم له الشَّراب.
وقال الآخر:
ـ وأنا طَبّاخُ المَلِك.
وسألا يوسفَ عن صَنعتهِ، فقال: إنني أُعَبِّرُ الأحلام وأفسِّرُ الرُّؤيا..
وهكذا تَمرُّ الأيام.. وكان في السجنِ أُناسٌ كثيرون… وكانَ يوسفُ يَتفَقّدهُم جميعاً ويَرفقُ بهم؛ ويَتفقّدُ طعامَهُم ومَنامَهُم؛ فعُرِفَ بين السُّجَناءِ بالإحسان والمَحبّة للناس.
وذاتَ ليلةٍ وكانَ السُّجَناء نائمين جميعاً.. رأى ساقي المَلِكِ حُلماً.. رأى نفسَه يَعصِرُ عِنَباً، ورأى طبّاخُ الملك هو الآخر حُلماً عجيباً، رأى نفسَهُ يَحمِلُ خُبزاً فوق رأسهِ وجاءت الطيورُ فحَطَّت وراحَت تأكُلُ من ذلك الخبز!
في الصباحِ وعندما استَيقَظا حَدَّث كلٌّ منهما الآخرَ بما رأى من حلم.
ولم يَعرِفا تفسيرَ حُلمَيهِما ففَكّرا أن يسألا يوسفَ، فقال أحدُهما:
ـ الونشريس إنّي أراني أعْصِرُ خَمْراً الونشريس!
وقال الآخر:
ـ الونشريس إنّي أراني أحْمِلُ فَوْقَ رأسِي خُبْزاً تأكُلُ الطَّيرُ مِنْهُ الونشريس!
نَبِّأنا بتأويلهِ إنّا نَراكَ مِن المُحِسنين.
اللهُ سبحانه وَهَبَ يوسفَ قدرةً عجيبةً على تفسيرِ الأحلامِ. إنه يَعرِفُ تلكَ الإشاراتِ ويَفُكُّ رُموزَها، لَكأنّه ينظرُ إلى حقائقَ لا أحلام!

الدعوة إلى الله
اغتَنَم يوسفُ هذه الفُرصةَ لِيَدعوهُما إلى عبادةِ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.. أرادَ أولاً أن تَزداد ثِقَتُهما به فقال:
ـ إنّني أعرفُ حتّى نوعَ الطعامِ الذي سيأتي به السجّانُ إليكما، لقد آتاني اللهُ العِلم.. لأنّي تَرَكتُ عبادةَ الوثنَين وعبَدَتُ الله وحدَه لا شريكَ له..
إنّني أتْبَعُ دينَ آبائي إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوب.
انها نعمةٌ أنعمَ بها الله علينا أهلَ البيت وعلى الناس، ولكنّ أكثرَ الناس لا يَشكُرون.
كانَ الرجُلانِ يُصغيانِ إلى كلماتِ يوسف التي تَنفُذُ في القلب.
قال يوسف:
ـ يا صاحِبَيَّ.. أيُّهما أفضَلُ: أن نَعبُدَ آلهةً شتّى لا علاقةَ لأحدٍ بالآخرِ ولا حولَ لها ولا قوّة، أم نَعبُدُ اللهَ الواحدَ القهّار ؟!
اللهُ وحدَه هو الإله، وباقي الأشياء التي تَعبُدونَها مُجرَّدُ أسماءٍ وتماثيلَ لا قيمةَ لها ولا سُلطان.. القوّةُ وحدَها لله سبحانه. إن دِيني هو دينُ التوحيد الخالص..
سكتَ يوسفُ لحظاتٍ، ثمّ قال:
ـ يا صاحِبيّ! إنّ أحدَكُما يعودُ إلى عَمَلهِ فيَعصِرُ العِنَبَ للمَلِكِ ويَسقيه.. وأمّا الآخَرُ فإنّه سيُصلَب.. وسيُترَكُ على الصَّليب حتّى تأكُلَ الطيرُ من رأسهِ.
شَعَر الرجلُ الذي رأى الطيورَ تأكلُ الخبزَ فوقَ رأسهِ بالخوف وقال:
ـ إنني لَم أرَ شيئاً، لقد كَذَبتُ علَيك.
أجاب يوسف:
الونشريس
قُضِيَ الأمرَ الّذِي فِيهِ تَسْتَفتيانِ الونشريس.
والتفَتَ يوسفُ إلى ساقي المَلكِ وقال له:
ـ الونشريس أُذكُرْني عِندَ ربِّكَ الونشريس.
وفي اليوم التالي.. جاء السجّان، وأخرجَ الرجلَين من السجن… ذهبَ الساقي إلى الملك وعادَ إلى عمل.. أمّا الطبّاخُ فقد نُفِّذَ فيه حكمُ الإعدام صَلباً وتُرِكَ على الصَّليب.
كان ساقي الملك قد وعَدَ يوسفَ بأنّه سيذكره عندَ الملكِ، سيقول أنّه مظلوم.. وأنّه سُجِن دونَ ذنب..
ولكنّ الساقي نَسِيَ وعدَهْ.. لهذا ظَلَّ يوسفُ في السجنِ عدّةَ سنواتٍ تحَمّلها يوسف بصبرٍ وإيمانٍ بأنّ الله لن يَنساه أبداً.

رؤيا المَلِك
ذاتَ ليلةٍ وعندما أوى الملكُ إلى فِراشهِ رأى في عالَمِ المَنامِ رؤيا عجيبة.
رأى سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ جميلة المنظِر يَمْرَحْنَ في العُشبِ الأخضرِ على شاطئ النهر… فجأةً ظَهَرت سَبعُ بَقَراتٍ هَزيلاتٍ قبيحاتِ المنظر.. تَقدّمْنَ نحو البقراتِ السِّمانِ وافتَرسْنَها جميعاً.
هَبَّ من نومهِ مَذعوراً، وجَفَّف عَرَقَهُ ثمّ نام فرأى حُلُماً آخر…
رأى سَبْعَ سنابلَ خَضراءِ اللونِ زاهيةٍ ممتلئة بالحَبّ، ورأى إلى جانبها سبعَ سنابلَ يابسةٍ فارغة.. السنابلُ اليابسةُ ابتَلَعت السنابلَ الخضراءَ الجميلة..
مرّةً أخرى هَبّ الملكُ من نومهِ، وأقلقته الرؤيا.. فأرسَلَ وراءَ رجالِ دولته وعَقَدَ معهم اجتماعاً.
تَحدَّث الملكُ عن رؤياه العجيبة.. حَدَّثهم عن البَقَراتِ العِجاف التي طَلَعت من الشاطئ وابتَلَعت البقراتِ السِّمان.. وحَدَّثَهم عن السَّنابلِ الخضراءِ التي ابتَلَعتْها السنابلُ العِجاف…
وفكّرَ رجالُ الدولة في رؤيا الملك.. ولكنْ دونَ جَدوى.
الساقي كان يَملأ أقداحَ الخمر..
كلُّ رجالِ الدولة قالوا: إنّها أضغاثُ أحلام.. إنّها مُجرَّدُ أحلامٍ لا معنى لها…
وعندما رأوا الملكَ مهموماً قالوا:
ـ ما نحنُ بتفسيرِ الأحلامِ بعالِمين..
فجأة وفي تلك اللحظاتِ.. وبينما كان الملكُ يَبحثُ عن تفسيرٍ لرؤياه هَتَف الساقي:
ـ الونشريس أنا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأويِلهِ فأرْسِلُونِ الونشريس!
الملكُ تعَجَّب من الساقي، ولكنّ الساقي أخبرَ الملكَ بما حَدثَ له قبل سنواتٍ يومَ كانَ في السجنِ، ورأى مع صاحبهِ الخبّازِ تلك الرؤيا… يوسفُ هو الذي فَسَّر لهما الرؤيا… فجاء تفسيرُه صادقاً يُنبئ بالحقيقة.
الملكُ أرسلَ الساقي إلى يوسف..

الأزمة الاقتصادية
جاء الساقي إلى السجنِ، ودخَلَ على يوسف، وقال له:
ـ يوسف أيُّها الصِّدِّيقُ! أفْتِنا في رؤيا المَلكِ.. إنّه يَرى سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يأكُلهنّ سبعٌ عِجاف؛ وسبعَ سُنبلاتٍ خُضرٍ وأُخَرَ يابسات.. ما هو يا تُرى تفسيرُها، أخبِرْني يا يوسف لكي أعودَ فأخبِرَ الملك ورجال الدولة.. وسيعلمون منزلتَك وصِدقَك.
ورأى يوسفُ الحقائقَ واضحةً، لقد آتاهُ اللهَ تأويلَ الرؤى والأحلام الصادقة.. لهذا قالَ يوسف وهو يُحذّرُهم من الأزمةِ الاقتصادية القادمة!
ـ الونشريس تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنينَ دَأَباً؛ فمَا حَصَدْتُم فَذَرُوهُ في سُنبلِهِ إلاّ قَليلاً مِمّا تأكُلُونَ. ثُمّ يَأتِي مِنْ بَعْدِ ذلكَ سَبْعٌ شِدادٌ يأكُلْن ما قَدّمتُم لَهُنّ إلاّ قليلاً مِمّا تُحْصِنونَ. ثُمّ يأتي مِن بَعْدِ ذلكَ عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وفيهِ يَعصِرون الونشريس.
وانطلَق الساقي يحملُ إلى الملك ورجالِ دولته كلماتِ يوسفَ الصِّدّيق.
وقَفَ الساقي أمامَ الملكِ وأخبرَه بكلّ التفاصيل.
فوجئ الملك، قال في نفسه:
ـ معنى هذا أن النِّيلَ سيَفيض بالمياه سبعَ سنواتٍ قادمة، ثم تكفُّ السماءُ عن المطر سبعَ سنواتٍ أخرى، فينتشرُ القَحطُ والجَفافُ والمَجاعةُ وينخفضُ مَنسوبُ المياهِ في النِّيل.
ولكنّ يوسف لم يُفسِّر الرؤيا فقط بل وضَعَ خطّةً لتجاوزِ الأزمةِ الاقتصادية، قال له: إزرَعوا خلالَ السنواتِ السَّبعِ الأولى باستمرار، واجتَهِدوا في عَمَلِكُم.. واجمَعوا الحَصادَ في مَخازِنَ خاصّة، واقتَصِدوا في الطعام.
حتّى إذا جاءت سَنواتُ الجفافِ تكونُ المَخازنُ مُمتلئةً بسنابِلِ القمح.. وسيَكفي المخزونُ في إطعام أهلِ مصر.
وعندما تَنتهي سنواتُ القحطِ يأتي عامٌ جديدٌ مَواسِمُه مَليئةٌ بالخير والمطر.
أدركَ الملكُ أنّه يَملكُ كنزاً كبيراً اسمُه يوسف.. يوسفُ الذي يُعاني السجنَ منذ سنينَ طويلة.
لهذا أصدرَ أمراً بالإفراجِ عنه وقال:
ـ إئْتُوني بهِ.
وجاء ساقي الملك إلى السجن للإفراج عن يوسف..
هل فَرِح يوسفُ بالحريّة ؟ كلاّ لقد رَفَض الخروجَ من السجن، وقال:
ـ ارجِعْ إلى الملكِ واسأَلْهُ عن النِّسوةِ اللاّتي قَطَّعنَ أيديهنَّ.. إن رَبّي بِكَيدِهنَّ عَليم.
عاد الساقي إلى الملك، وأخبرَه بموقفِ يوسف، قال له:
ـ إنّ يوسفَ لا يَخرُجُ من السجنِ حتّى تَثبُتَ براءتُه.. يقول: ليسألِ الملكُ النساءَ لماذا قَطّعنَ أيديهنّ ؟! وأنّ العزيز يعرف أنّني بريء.
استَدعى الملكُ النسوةَ، وكانت معهن إمرأةُ العزيز نفسُها..
وسألهنّ الملكُ قائلاً:
ـ ما خَطْبُكُنَّ إذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَن نَفسِه ؟!
أجابَت النسوة جميعاً وهُنَّ يَعتَرفْنَ ببراءةِ يوسف من جميعِ التُّهمِ الباطلة:
ـ حاشَ للهِ ما عَلِمْنا عليَهِ مِن سُوءٍ.. إنّه بريء من كلِّ ما نُسِبَ إليه.. إنّه طاهر.. مِثلَ قَطَرات النَّدى.
وظَهَرت براءةُ يوسف، واعتَرَفَت امرأةُ العزيز قائلة:
ـ لقط ظَهَرت الحقيقة.. أنا التي راوَدتُه عن نفسِه. إنّه صادقٌ في كلِّ ما يقول..
الملكُ أُعجِب بنزاهةِ يوسف.. بأمانتهِ بعلمهِ وحلمهِ وصبرِه وبكلِّ صفاته.. لهذا قال:
ـ ائتُوني بهِ أسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي.
ظهَرَت براءةُ يوسف.. مِثلما تظهرُ الشمس.. وأُفرِجَ عنه ليخرجَ من السجن.. كما تَخرُجُ اللؤلؤةُ من أعماق بحار مظلمة.
دخلَ يوسفَ على الملك… تَحدَّثا معاً.. ازدادَ إعجابُ الملكِ به.. إنّه يقفُ أمامَ إنسانٍ عالِم… في قلبهِ روحٌ كبيرة.. وفي صدره علومٌ كثيرة.
الملكُ قالَ ليوسف:
ـ إنّك اليَوْمَ لَدَيْنا مَكينٌ أمين.
لقد أصبحَ يوسفُ شخصيّةً كبيرةً في البلاد.. ولكنّ يوسفَ لم يُفكّر إلاّ في شيءٍ واحد، هو أن يُنقِذَ مصرَ من الكارثةِ الاقتصاديةِ القادمة، لهذا قال:
ـ إجْعَلْني على خَزائنِ الأرضِ إنّي حَفيظٌ عَليم.
كان يُريدُ أن يُنظّم شؤونَ الزراعةِ والريِّ وخَزنِ المحاصيلِ استعداداً لسنواتِ الجَفافِ والقَحط.
ووافَقَ الملكُ على الفَور.. فأصبحَ يوسفُ سيّدَ مِصرَ كلّها؛ لقد صَبرَ يوسف… صَبَر على كلِّ شيء.. كان مؤمناً باللهِ فظلّ قلبُه طاهراً يملأه الإيمان.. اللهُ سبحانه شَمِلَهُ برحمتهِ فأنقذَه من البئر ومن الانحرافِ ومن السجن، ثمّ جَعَله سيّداً لبلادٍ كبيرةٍ هي مصر.

الزراعة
مِصرُ هي هِبَةُ النِّيل.. الناسُ في قديمِ الزمان، وقبلَ آلافِ السنين يَرتادونَ نهرَ النِّيلِ لريِّ حُقولِهم ومَزارعِهم بطريقةٍ بِدائيّة.. جاء يوسفُ الصدِّيقُ عليه السّلام إلى الحكمِ فنَشَطت حَركةُ الزراعةِ، وأدخَلَ تحسيناتٍ على طريقة الريّ..
كانوا يَعتَمدونَ الدِّلاءَ في ريِّ الحقول.. فجاءَ يوسفُ عليه السّلام واستخدم طريقةَ الأحواض. على الشاطئ عندما يَفيضُ النيلُ تمتلئ الأحواضُ دون جُهدٍ من الفلاّحين.. وتبقى مليئةً بالمياه.. ومن الأحواض تتفرّعُ القَنَواتُ لتسقيَ الحقولَ والمَزارع. فازدَهَرت الزراعةُ وازدادَ الإنتاج.
وأمرَ سيّدُنا يوسفُ عليه السّلام ببناءِ مَخازِنَ للحُبوبِ.. فكان يَدَّخِرُ المحاصيلَ إلاّ ما يكفي حاجةَ الناسِ في غذائهم اليوميّ.
سبعةَ أعوامٍ وهم يزرعونَ ويَحصدون ويَخزنونَ الحبوب. لقد كانت تلك السنواتُ مليئةً بالخيرِ والبركةِ والنَّماء.

السَّنواتُ العِجاف
بدأت سنواتُ الجَفاف.. انقَطَعَ المطرُ ذلك العام.. النيلُ لم يَفِضْ كعادته كلَّ عام.. ذَبَلَت الزروع.. وأقْفَرَت الحقول.. وجاء العامُ التالي.. انحَسَرَت مياهُ النيل أكثرَ وقَلّ منسوبُ الماء في النهر.. وسادَ القَحطُ في مصرَ والبلدانِ المجاورة.
أهلُ مصرَ أحبُّوا يوسفَ أكثر؛ لأنه أَنقذَهُم من سنواتِ الجُوعِ والقَحطِ والجفاف… المخازنُ مليئةٌ بالحبوب، ويوسفُ الإنسانُ الطيّبُ المُحِسنُ كان يُطعمَ الجياعَ ويُوزّعُ الحبوبَ بالعدل.
مصرُ نَجَت من الكارثةِ الاقتصادية بفضلِ يوسف.. ويوسفُ لا يُنكِرُ أن ذلك كانَ من فضلِ الله.
الجَفافُ لم يَضرِب بلادَ مصرَ وحدَها… بل مناطقَ واسعةً من الأرض…
لهذا كانت القوافلُ تأتي من كلِّ مكان للتزوّدِ بالقمح؛ وكان يوسفُ عزيزَ مصر لا يَرُدّ من يأتي إلى مصرَ خائباً.
كلُّ القوافلِ كانت تُغادرُ مصرَ وهي تَحمِلُ معها القمحَ والغذاءَ، وقد امتلأت نفوسُ الناس إعجاباً بعزيزِ مصرَ الذي كان يُعاملُهم كإخوةٍ له، وكان يملأ أوعيتَهُم فيعودون إلى أهليهم وديارِهم وافِرين.
أصبَحت مصرُ في ظلِّ يوسفَ عزيزِ مصرَ الجديدِ بَلَداً مليئاً بالخير، وكانت القوافلُ تأتي من أصقاعٍ بعيدة… وكان يوسفُ يستقبلُ الوافدينَ بطيبةٍ ومَحبّة… لم يَستغلَّ منصَبه ولم يَستغلَّ قُدرتَه؛ كان مُتواضعاً… يَستقبلُ الناس.. يَتبسّمُ في وجوهِهم ويوفِّرُ سَكناً مناسباً للوافدينَ من الدِّيارِ البعيدة.

قافلة من فلسطين
وذاتَ يومٍ.. وصَلَت قافلةٌ من أرضِ فلسطين، كان فيها عَشرةُ إخوة… هم أيضاً جاءوا ليَشتَروا القمحَ، لم يكونوا يَملكونَ شيئاً سوى دراهمَ من فضّة..
جاءَ الإخوة العشرةُ ودَخَلوا على عزيزِ مصر…
وقَفَ الإخوةُ العشرة… أمامَ العزيزِ وانحَنَوا له بإجلال…
نهضَ يوسفُ وراح ينظرُ إليهم، وردّ على تحيّتهم بأحسنَ منها.
وعَرَفهم يوسف.. عَرَفهم جميعاً. إنّهم إخوتُه العَشرة… إخوتُه الذين حَسَدوه… وأرادوا أن يَقتُلوه.. إخوتُه الذينَ دَفَعوا به إلى أعماقِ البئر في تلك البَوادي المُقفِرة حيثُ طُرقُ القوافل.
نعم إنهم إخوتُه: شمعون، راوبين، لاوي… عرفهم بعد عِشرينَ سنة..
تُرى.. ماذا فعَلَ يوسفُ في تلك اللحظات ؟! إنّهم لَم يَعرفوه.. بعد تلك السنين تَغيَّر يوسفُ، هو الآنَ في الثلاثينَ من عمرهِ.. لقد أخَذوا قميصَهُ ودَفَعوه في أعماقِ الجُبّ… ولكنّ الله لا يَنسى عبادَه المُخلصين.. هو الآن عزيزُ مصر.. يَرتدي حُلّةَ الملكِ وحولَهُ الحَرَسُ والجنود، وفي يدَيه مفاتيحُ مخازنَ مليئةٍ بالقمح..
تُرى ماذا يفعلُ يوسف؟! هل يَطرُدُهم ؟! هل يَنتقمُ منهم ؟ كلاّ! لماذا لم يفعل ذلك وقد أرادوا قَتلَه ؟! لأنّ قلبَ يوسف مُفعَم بالإيمان، ليس فيه سِوى الحبِّ وليس فيه سوى الخير…
وكان يوسف نبيّاً مُعلّماً للناسِ وهادياً إلى الله…
يوسف رحَّبَ بهم، أنزلهم في دارِ الاستراحة… وهم أحَبّوا هذا العزيزَ الطيّبَ الذي لم يَرفضْ بِضاعَتَهم مُقابلَ القمح.
ملأ جميعَ أوعِيَتِهم.. تَحدَّثَ معهم بودٍّ، سألَهم عن بلادِهم.. وكم عَدَدُهم.. قالوا له كلَّ شيء، قالوا له: إنّ يعقوبَ من ذرّيةٍِ إبراهيم.. قالوا له: إننا اثنا عَشَر أخاً.. ماتَ أحدُنا وهو يوسف.. أكَلَه الذئب! وسألهم: وأين أخوكم الآخر ؟
قالوا:
ـ لَم يُرسِلْه أبونا معنا.
ـ لماذا ؟
ـ لأنه أرسَلَ معنا شقيقَه يوسفَ فأكَلَه الذئب.. لهذا لم يُرسِلْ معنا بنيامين. هو يخافُ عليه ما خافَهُ على يوسفَ من قبل.
يوسفُ رحّبَ بإخوتهِ، ولكنْ لم يكشِفْ لهم عن هوّيتهِ، لم يَقُل لهم شيئاً عن نفسِه…
كانَ يسألهم عن أرضِهم وبلادِهم، وهم أيضاً أخبَروه بحُزنِ أبيهم يعقوب… حَدَّثوه عن بكائهِ وحُزنهِ وكيف فَقَد بَصرَه، وابيَضَّت عَيناه… حَدَّثوه عن حُبّه ليوسفَ الذي أكَلَه الذئبُ قبل عِشرينَ سنة!
أمرَ يوسفُ العُمَّالَ بأن يَملأوا أوعيتَهُم بالقمح؛ أمّا هو فذَهَب إلى مكانٍ بين الأشجار وراحَ يبكي.. يبكي على والدَيه، وعلى بنيامين، لقد هَزَّه الشوقُ إليهم..

العَودَة
ذهبَ يوسفُ لِيُشرفَ على تَجهيزِ القافلة، وأمَرَ الموظّفَ الذي يَقبِضُ أثمانَ القمحِ بوضعِ الفضّةِ التي أخذَها من إخوتهِ في رِحالهم دون أن يَشعُروا بذلك.
يوسفُ أدركَ أن حالتَهم المعيشيّةَ ليست طيّبة، لهذا أعادَ أموالَهُم ولم يُخبِرْهُم بذلك.
جاء إليهم ليودّعَهم، قالَ لهم:
ـ هل أنتم راضُون عن الكَيل ؟..
ـ أجل، لقد أحسَنتَ الينا أيّها العزيز.
ـ في المرّةِ القادمةِ وإذا ما جئتم إلى مصرَ فائتوني بأخيكم. سنُضيفُ إليكم سَهماً آخرَ في الكَيل.. وإذا لم تَفعلوا فلا تأتوا إلى هنا أبداً.
قال أحدهم:
ـ سَنُراوِدُ عنه أباه.. سنقولُ له ذلك… سنُلحُّ عليه حتّى يوافقَ على إرساله.
وهكذا عادت القافلةُ إلى أرضِ الخليل… الإخوة حَدّثوا أباهم بما جَرى لهم… قالوا لقد مُنِعَ عنّا الكَيلُ إذا لم نأخُذْ أخانا بنيامين معنا.. هكذا قالَ عزيزُ مصر.
قال يعقوب عليه السّلام:
ـ هل آمَنُكُم عَلَيه إلاّ كما أمِنتُكُم على أخيهِ من قَبلُ، فاللهُ خَيرٌ حافظاً وهو أرحَمُ الراحمين ؟!
بكى يعقوب.. تذكّر يوسفَ الذي اختَفى منذ عشرينَ سنة. وعندما ذَهبوا ليفتَحوا مَتاعَهُم وَجَدوا فضّتهم التي اشتَرَوا بها القمحَ قد أُعيدَت إليهم.. فَرحوا جدّاً وعادوا إلى أبيهم يُبشِّرونه:
ـ يا أبانا هل نطلبُ أكثرَ من هذا ؟! لقد أُعيدت إلينا أموالُنا مع القمح… فارسِلْ معنا أخانا من أجلِ أن نَميرَ أهلَنا ونَحفَظَ أخانا ونَزدادَ كَيْلَ بعير.
قال يعقوب:
ـ لن أرسِلَهُ معكم حتّى تُعطوني مِيثاقاً على إعادته.. إلاّ إذا أُحيطَ بكم.
أعطى الإخوةُ مِيثاقَهُم في المحافظِة على بنيامينَ من كلّ مكروه.

هواجس يعقوب
عندما تَجَهّزت القافلة وجاءَ ابناءُ يعقوبَ لتوديعِ أبيهم، قالَ لهم الأب:
ـ يا أبنائي، لا تَدخُلوا مِصرَ من بابٍ واحدٍ وادخُلوها من أبوابٍ متفرقة… أخشى عليكم من الحَسَد… ولكنّ هذا لا يُغْني شيئاً عنكم أمامَ مشيئةِ اللهِ سبحانه..
كان يعقوبُ عليه السّلام يخافُ على ابنائه الحَسَد… كان يَشعرُ أن حادثاً ما سيَقَع لهم وسيُفرَّقُ جَمعُهم… لهذا أراد أن يَدفعَ عنهم شَرّ الحسد… ولكن مشيئةَ الله هي الحاكمة، لهذا قالَ يعقوب عليه السّلام:
ـ الونشريس إنِ الحُكْمُ إلاّ للهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وعَلَيهِ فَلْيَتَوكَّلِ المُتَوكّلون الونشريس.
وهكذا انطَلَقت القافلةُ تَطوي الصحراءَ إلى مصر.. وتَمرُّ الأيامُ.. وبعد اثنَي عشرَ يوماً وَصَلت القافلةُ قريباً من أرضِ مصر..
وهناك افترَقَ الإخوة، كلّ اثنين دخلوا مصرَ على حِدَة؛ كانوا أحدَ عَشَر أخاً.. مَن الذي ظلّ وحيداً ؟ بنيامين ظلّ وحيداً دخلَ مصرَ لوحده.. لهذا كان حزيناً جدّاً…
وعندما دَخَلوا على عزيزِ مصرَ لشراءِ القمحِ دخلوا أيضاً اثنَينِ اثنين؛ وأخيراً دخلَ بنيامين على العزيز. كانت لحظاتٍ مثيرة.. فبعدَ عشرينَ سنةً وقَعَت عَيْنا يوسفَ على شقيقهِ بنيامين… كانَ قد تَرَكَهُ طفلاً وها هو الآنَ قد أصبَحَ شابّاً… ولكنْ ما بالُه حزيناً.. تَساءلَ يوسفُ في نفسِه… قالَ يوسفُ لبنيامين:
ـ ما هذا الحُزنُ الذي أراهُ على وجهِك ؟! هل وَقَع لكَ مكروه؟
قال بنيامين:
ـ كلاّ أيُّها العزيز، ولكنْ تَذكَّرتُ أخي يوسف.. لو كانَ حيّاً لَجاءَ معي ولم أبقَ وحيداً…
سأل يوسف:
ـ وماذا حَصَلَ ليوسف ؟
ـ ذَهَبَ مع إخوتي إلى الصحراء ولم يَرجِع.. كانَ ذلك قبل عشرينَ سنة.. قالوا: إنّ الذئبَ أكلَ يوسف… ومنذ ذلك اليومِ لم أرَ سوى قميصهِ المُدمّى…
أبي لم يُصدّقْهم.. ما يزالُ حتى اليوم يبكي على يوسف. آه يا يوسف… ما أطيبَه وأطهَرَه!
قالَ يوسف:
ـ لا تَحْزَنْ يا بنيامين، أنا أخوكَ.. تعالَ لنتناولَ الغداء…
جَلَس يوسفُ على سريرِ المُلك، وأجلَسَ بنيامينَ إلى جانبِه وراحَ يتَحدّثُ معه ليطيّبَ خاطِرَه.

الحقيقة
أحَبَّ بنيامينُ عزيزَ مصر.. ولكن لا يدري سبباً لهذا الحبّ.. رآه يَتَدفّق طيبةً ورحمةً وإحساناً..
قالَ يوسفُ لبنيامين:
ـ لو رأيتَ أخاكَ اليومَ فهل ستَعرفه.
ـ ربّما.. إنّ ملامحَهُ لا تَغيبُ عن بالي.
أرادَ يوسفُ أن يُدخِلَ في قلبِ أخيه الفرح، فقال:
ـ اسمَع يا بنيامين جيّداً. إن إخوتَك هؤلاء حَسَدوا أخاك فأخَذَوه إلى الصحراء وألقَوهُ في البئر.. إنّ يوسف ما يزالُ حيّاً… صَبَر وتحمّلَ واللهُ لا يُضِيعُ أجرَ الصابرين.. إنّي أنا أخوك حقّاً.. لقد مَنَّ الله عليَّ وجَعَلني عزيزاً في مصر..
لم يتَحمَّلْ بنيامين فَرَكَ عَينَيه، كان مثلَ النائمِ فانتَبَه وألقى نفسَه على صدرِ أخيه يَشمُّه ويبكي.. وبكى يوسف..
قال لأخيه:
ـ لا تُخبِرْ إخوتَك.. سوف أعملُ على بقائك في مصر.. سأصنَعُ شيئاً، فلا تَحزنْ بسببِ ذلك.

الخطة
جاء الإخوةُ يسألون عن بنيامين.. قالوا للعزيز: إنّ أبانا أوصانا بالحفاظِ عليه وأخَذَ علينا المِيثاق.
أمرَ يوسفُ فِتيانَهُ أن يُجهِّزوا القافلةَ ويملأوا أوعيتَها بالقمح..
وجاء يوسفُ ليشرفَ على سَيرِ العمل.. كان العمّالُ مشغولينَ وكان الإخوة يَتفقّدونَ جِمالَهُم…
اقتَرَب يوسفُ من بعيرِ أخيه بنيامين ووضَعَ كأساً فِضيّاً ثمنياً في رَحْلِه… وأهالَ عليه القمح..
كانَ ما صنَعَه يوسف خطّةً من أجلِ أن يَحتفظَ بأخيهِ بنيامين في مصر..
تَحَرّكت القافلةُ لِتُغادرَ مصرَ عائدةً إلى أرض فلسطين..
من بعيدٍ سَمِعَ الإخوةُ نِداءً يَهتِفُ بهم:
ـ تَوقَّفوا إنّكم سارِقون!
فوجئ الإخوةُ جميعاً، باستثناءِ بنيامينَ الذي كانَ يَعرِفُ ما يَجري؛ جاء الإخوة إلى الحارسِ المِصريّ، قالوا له:
ـ ماذا تَفْقِدون ؟
قالَ الحارس:
ـ نفقد صُواع المَلِكِ الذي يَشرَبُ به.. ولِمَن جاءَ بهِ حِمْلُ بَعير.
أقسمَ الإخوة أنّهم لم يَسْرِقوا شيئاً، وقالوا:
ـ تاللهِ لَقَد عَلِمْتُم ما جِئْنا لِنُفْسِدَ في الأرضِ، لقد جِئنا نَشتري القمحَ لأهلِنا.
ـ قالَ الحارس:
ـ سَنُفتّشُ أمتِعَتَكُم، وإذا ظهرَ كذبُكم فما هي عُقوبةُ السارقِ عندكم ؟
قال الإخوة:
ـ عقوبتُه أن يُصبِحَ عبداً لِمَن سَرقَ منه..
ـ حَسَناً، سنفتّشُ أوعيتَكُم جميعاً.
جاء يوسفُ، وراح يفتّشُ بنفسِه أوعيةَ القافلة.. بَدَأ بأوعِيتِهم ثمّ جاء إلى وِعاء بنيامين.. ووضَعَ يده في وعاء القمحِ واستخرجَ الصُّواعَ منه.
دُهِش الإخوةُ جميعاً. أمّا بنيامينُ فقد وقَفَ يَنظرُ بحزنٍ وصَمت.
قالَ يوسف:
ـ والآن ما هو رأيُكُم ؟!
قال الإخوة وهم يَنظرون بغيطٍ إلى بنيامين:
ـ إنْ سَرَقَ فقد سَرَقَ أخٌ لَهُ مِن قَبلُ!
شَعرَ يوسفُ بالحزن: إنّ إخوَتَهُ ما يزالونَ يَحسدونَهُ ويَحسدونَ أخاه ويَكرهونَهُما، ولكنّه خاطَبَهم قائلاً:
ـ أنتُم شَرٌّ مكاناً، واللهُ أعلَمُ بما تَصِفُون.
جاء الأخُ الأكبرُ وتوسّلَ إلى العزيز قائلاً:
ـ إنّ له أباً وهو شيخٌ كبير، وقد أخَذَ علينا المِيثاقَ أن نُعيدَه إليه سالماً… فخُذْ أحدَنا مكانَهُ ليكونَ عبداً.
قال يوسف:
ـ معاذَ اللهِ أنْ نأخُذَ إلاّ مَن وَجَدْنا مَتاعَنا عِندَه.. إنّا اذاً لَظالِمون.
عندما شَعَروا باليأسِ اجتَمَع الإخوةُ فيما بينهم وراحوا يَتَشاورون… ماذا يفعلون ؟ وكيف يَعودونَ إلى أبيهم ؟
ـ ماذا نفعلُ الآن ؟
ـ إن أبانا قد أخَذَ علينا الميثاق.
ـ وماذا نَفعل ؟ نقولُ له الحقيقة..
ـ نَعَم، نقولُ له إن بنيامين قد سَرَق، وقد استَعبَدوه عُقوبةً له على سرقتهَ صُواعَ المَلك.
قال الأخُ الاكبر:
ـ كيف نَعودُ إلى أبينا دونَ بنيامين ؟ والميثاقُ الذي أخَذَهُ علينا أن نُعيدَه سالماً.. هل نَسِيتُم ما فَعَلتُم بيوسفَ من قَبل. لم نَرحَمْ شَيخوخَةَ أبينا.. لا.. لا لن أعودَ إلى أبي؛ سأبقى في مصرَ حتى يأذَنَ لي أبي.. أمّا أنتُم فعودوا.. قولوا لأبيكم: يا أبانا إنّ ابنَكَ سَرَق.. إننا لا نَعَلمُ الغَيب.. لا نعلمُ أن بنيامينَ سيَسرِق!
سكتَ الإخوة.. كانوا أحَدَ عَشَر أخاً.. بنيامينُ أخَذَهُ العزيز.. والأخُ الأكبرُ ظلَّ في مصر.. لا يريدُ أن يُقابِلَ أباه مرّةً أخرى وقد أخَلَّ بالميثاق..
الإخوةُ التسعةُ عادوا إلى فلسطين.. عادوا ليُخبروا أباهم بما حَصَل.. كان سيّدُنا يعقوبُ يخافُ عليهم من الحَسَد. لهذا أمرَهُم أن يَدخُلوا مصرَ من أبوابٍ متفرّقة.. كان يُريد لهم أن يدخلوا مُتفرّقينَ ليعودوا بأجمعِهم.. لقد عادَ تسعةٌ منهم ومعهم نبأ آخرُ حزين.
جاء الإخوةُ التسعةُ إلى سيّدِنا يعقوبَ وقالوا له:
ـ يا أبانا إنّ ابنَك سَرَقَ.. وما شَهِدْنا إلاّ بما عَلِمْنا.
سكتَ سيّدُنا يعقوب… شَعَر الإخوة أن أباهم لم يُصدِّقْهُم، فقالوا:
ـ إذا لم تُصدِّقْنا فاسأل القوافلَ والناسَ الذين كانوا معنا في مصر.. وإنّنا لَصادقون.
أمسَكَ سيدُنا يعقوبُ بعصاهُ ونهضَ قائلاً:
ـ بل سَوَّلت لَكُم أنفسُكُم أمراً فصَبرٌ جميلٌ… سأصبِرُ مرّةً أخرى، ربّما يُعيدُهم الله إليّ جميعاً…
لكن سيّدنا يعقوب تألّمَ بسببِ ما حَصَل… تذكّرَ يوسفَ الذي اختفى منذ عشرينَ سنة.
لقد أدركَ بأنّ ما حَدَث مُرتبطٌ بما حَصَل ليوسف، لهذا قال:
ـ يا أسَفى على يوسف.
قال الإخوةُ التسعة:
ـ إنّكَ لا تَتركُ ذِكرَ يوسف.. لَسَوف تَموتُ من كَثرةِ حُزنِك وبكائك على يوسف!
قال سيّدُنا يعقوب:
ـ إنّني أشكو حُزني إلى الله.. وأعلَمُ مِن اللهِ ما لا تَعلمون.
سكتَ قليلاً وقالَ لأبنائه:
ـ أذهَبوا يا أولادي.. أذهَبوا وأبحَثوا عن يوسفَ وأخيه، لا تَشعُروا باليأس.. لأنّ الكفارَ هم وحدَهُم الذينَ يَشعُرونَ باليأسِ والقُنوط.

أنا يوسف
نَفَدَ القَمحُ، وشاعَ الحزنُ في بيتِ سيّدنا يعقوب، لقد فَقَد أولادَه الثلاثةَ: يوسفَ وبنيامينَ وأخاهُم الأكبر.
مِن أجل هذا أمَرَ سيّدُنا يعقوبُ أولادَه أن يَذهَبوا لِيَمتاروا الطعامَ ويَبحثوا عن يوسفَ وأخيه.
وشَدَّ الإخوةُ الرِّحالَ إلى مصرَ للمرّةِ الثالثة… لم يَكن مَعَِهم من الفضّةِ إلاّ القليل، ولكنّهم ذَهَبوا ليجيئوا بأخيهم بنيامين.
عندما وصلوا مصرَ لم يُكرِمْهُم أحدٌ بسببِ ما حَدَث في الرِّحلةِ السابقة.. لهذا ذَهبوا إلى عزيزِ مصرَ الذي أخذَ بنيامين… ذهبوا إليه ليتَحدّثوا معه بِرِقّة فلَعلّه يَبيعُ لهم بهذه الفضةِ قَمحاً، ولعلّ هذا العزيزَ الطيّبَ يُطلِقَ سَراحَ بنيامين؛
دخلَ الإخوةُ على عزيزِ مصر، وقالوا له:
ـ يا أيُّها العزيزُ مَسَّنا وأهْلَنا الضُّرُّ وجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأوْفِ لَنا الكَيْلَ وتَصَدَّقْ عَلَينا إنّ اللهَ يَجْزي المُتَصَدّقين.
شيءٌ عجيبٌ لَفَت نظرَ الإخوة! إنّ بنيامينَ يَجلِسُ مع العزيزِ ويَرتدي حُلّةً من الكَتّانِ فاخِرة…
وفي تلك اللحظاتِ المُثيرة.. قالَ يوسفُ وهو يَفيضُ رحمةً لهم:
ـ هَل عَلِمْتُم ما فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وأخيهِ إذ أنتمُ جاهِلون ؟!
لقد نَسِيَ يوسفُ كلَّ الآلام التي سَبّبها إخوتُه له ولأبيه.. نَسِيَ كلَّ تلكَ المعاناةِ الطويلة. أراد أن يقول لهم فقط إن جَهلكم قد أوصَلَني إلى هذه المكانةِ؛ لأن الله قد اختارَني ومَنَّ علَيّ وكافأني على صبري وإيماني.
وفي تلك اللحظة.. استيقَظَ الإخوةُ على حقيقةٍ كبرى.. إنّ هذا العزيزَ الذي يَلتَفّ حولَه الحُرّاسُ والجنودُ وصاحبُ الكلمةِ الأولى في مصر هو يوسف!! يوسفُ أخوهُم الذي تآمَروا عليه.. يوسفُ الطيّبُ الطاهرُ الذي كافأهم على الإساءةِ إحساناً ومَلأ لهم أوعيَتَهُم قمحاً وأعادَ إليهم فِضّتهم وأموالَهُم..
هَتَف الإخوة بدهشة:
ـ إنكَ لأنتَ يوسف ؟!
أجابَ يوسفُ وعيناه تَفيضانِ بالدمعِ خشوعاً لله ربِّ العالمين:
ـ نعم، الونشريس أنا يُوسُفُ وهذا أخِي قَد مَنَّ اللهُ علَينا… إنّه مَن يَتَّقِ ويَصْبِرْ فإنّ اللهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُحِسنين الونشريس.
واكتَشَف الإخوةُ الحقيقةَ بعد عشرينَ سنةً من التّيهِ والضَّلال، فقالوا لأخيهم يوسف:
ـ تاللهِ لقد آثَرَكَ اللهُ عَلَينا وإنْ كُنّا لَخاطِئين.
وابتَسَم لهم يوسف.. إنّهمُ إخوتُه أضَلّهم الشيطانُ في لحظةِ حسدٍ، وعادوا إلى الطريق!
ـ الونشريس لا تَثْرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ.. يَغْفِرُ اللهُ لَكُم وَهُوَ أرحَمُ الراحِمين الونشريس.
أرادَ يوسفُ ذلك الفتى الشَّهمُ الذي غَضَّ نَظَرهُ عن كلِّ الإساءاتِ.. أرادَ أن يَضَعَ حدّاً لآلام أبيه…
قبلَ عشرينَ سنةً أخذَ إخوتُه قميصَهُ ولَطّخوه بدمٍ كَذِب..
وأخَذوه إلى أبيهم وقالوا له: يا أبانا إن الذئبَ قد أكَلَ يوسف! أراد يوسفُ أن يَمسَحَ هذهِ الكِذبةَ من ذاكرتِهم، لهذا خَلَعَ قميصَهُ الكَتّانيّ وقال لهم:
ـ إذهبوا بِقَميصي هذا فألْقُوهُ على وَجهِ أبي يَأْتِ بَصيراً وائتُوني بأهلِكُم أجمعين.
كُلُّ الأخوةِ راحُوا يَشمّون قميصَ يوسف ويَبْكون… يَبكون فَرَحاً ونَدَماً.. فَرَحاً بأخيهم الذي أصبَحَ الرجلَ الأولَ في مصر، ونَدَماً على ما فَعلوه قبلَ عشرينَ سنة…
من أجل هذا انحنَوا إجلالاً لعزيزِ مصر، لهذا الإنسانِ الطاهر، وغادروا القصرَ على عَجَل..
كانوا يُريدونَ العودةَ إلى أبيهم بأقصى سُرعةٍ ليُدخِلوا الفَرحةَ على قلبهِ الحزين.. وهكذا انطَلَقت القافلةُ تطوي الصحاري… لم تكن هذه القافلةُ تَحمِلُ قمحاً؛ إنّها تَحملُ قَميصَ يوسفَ والفرحةَ الكبرى.

نهاية الألم
كانَ سيّدُنا يعقوب.. يَخرُجُ إلى طريقِ القوافلِ كلَّ يومٍ وينتظرُ عَودةَ ابنائه..
وفي أصيلِ أحدِ الأيّام وفيما كانت الشمسُ تَهبِطُ للمغيبِ في الصحراء.. شَمَّ سيّدُنا يعقوبُ نسائمَ طيّبة.. فيها رائحةُ يوسف… قالَ لبعضِ أولادهِ الذين لم يَذهبوا في تلك الرِّحلة إلى مصر:
ـ إني لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لولا أنْ تُفَنِّدونِ!
قال ابناؤه:
ـ تاللهِ إنّك لَفي ضَلالِكَ القَديم..
قالوا لأبيهم أنتَ ما تزال على ضلالكِ القديمِ في حُبّك ليوسفَ وأخيه أكثرَ منّا!!
وفي تلك اللحظاتِ.. شاهَدَ الجميعُ جَمَلاً يَتّجهُ نحوهم بسرعة، وكان رجلٌ يُلِّوح بقميصٍ من بعيد.. ماهي إلاّ لحظات وإذا بأحدِ ابنائه قد سَبقَ القافلةَ وجاء لِيَزِفَّ بُشرى العُثورِ على يوسف..
إنّ يوسفَ لم يأكُلْه الذئبُ، ولم يَمُت طوالَ العشرينَ سنةً الماضية.
وألقى البَشيرُ قميصَ يوسفَ على وجهِ يعقوب.. فحَدَث شيءٌ عجيب! لقد عادَ النورُ إلى عَينَي يعقوبَ فرأى الدنيا مُضيئةً جميلةً بعد أن كانت سوداءَ حزينة.
من أجلِ هذا دَمِعَت عيناهُ فَرَحاً، وقالَ لإبنائه:
ـ ألَم أقُلْ لَكُم إنّي أعلَمُ مِن اللهِ ما لا تَعلَمونَ ؟!
أولاده أطرَقوا برؤوسِهم خَجَلاً وحُزناً وقالوا:
ـ يا أبانا استَغْفِرْ لَنا ذُنوبَنا إنّا كُنّا خاطِئين.
قال الأبُ الذي عادَ إليه بَصَرهُ برحمةٍ من الله:
ـ سَوفَ أستَغفِرُ لَكُم رَبِّي إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ..
قالَ يعقوبُ ذلك لأنه يُريدُ أن يؤجِّلَ دعاءه إلى وقتِ السَّحَرِ، من أجل أن يَستجيبَ اللهُ ويَغفِرَ لأبنائهِ ما فَعَلوه من قبل.
شَعَر سيّدُنا يعقوبُ أنّه يَستعيدُ شَبابَهُ من جديد؛ كانت الفرَحةُ تُضيء قلبَه وعينيه.
أخبرَ زوجتَه أمَّ يوسف بالبُشرى وعَمَّت الفرحة.
أمَرَ سيّدُنا يعقوب عليه السّلام أنْ يتَجهَّزَ الجميعُ للرَّحيلِ إلى مصر، ليعيشوا في بلادِ مصرَ وفي ظلالِ حاكمِها العادِل والطيّبِ والصدّيقِ يوسف عليه السّلام.

وتحقّقت رؤيا يوسف
قبلَ عشرينَ سنةً كانَ يوسفُ قد رأى حُلُماً عَجيباً. رأى الشمسَ والقمرَ وأحدَ عَشَرَ كوكباً رآهم جَميعاً يَسجُدونَ له إجلالاً.. وتَعَجّبَ يوسف وقتَها.. ثَمّ وقَعَت الحوادثُ بعد ذلك.. ليجدَ نفسَه بعيداً عن أهلهِ وإخوتهِ في أرضٍ بعيدة…
لقد مَرَّت عشرون سنةً وها هو الآن يَحكُمُ مصرَ ويَنتظرُ قُدومَ أبوَيه من الباديةِ إلى هذه البلادِ الجميلةِ المليئةِ بالخير.
أمَرَ يوسفُ بِضَربِ خَيمةٍ كبيرةٍ جدّاً في الصحراءِ لأجلِ أن يَستقبلَ إبويَهِ وأخوتَه…
وكانَ الجنودُ يُراقبونَ طريقَ القوافلِ مُنتظرينَ قُدومَ قافلةٍ من أرض فلسطينَ فيها أُسرةُ عزيزِ مصر؛ التي تعيش في البادية!
وذاتَ صباحٍ رأى الجنودُ القافلة… إنها قافلةُ يعقوب عليه السّلام وزوجتهِ وأبنائه.
وانطَلَق فارسٌ إلى مصرَ يُبشّرُ يوسفَ بقدومِ أبوَيه وإخوته.

الشمس والقمر والكواكب
استُقبِلَ سيّدُنا يعقوبُ باحترامٍ عميقٍ، وأُدخِلَ ومَن معه الخيمةَ الكبيرة ريثما يَصلُ عزيزُ مصر.
كانَ سيّدُنا يعقوبُ يَنتظرُ بشوقٍ لقاءَ ابنهِ يوسفَ بعد عشرينَ سنةً من الفراقِ والعذابِ والبكاء!
وجاءَ يوسفُ في مركبةٍ تَجرُّها خُيولٌ سريعة… كانت الخُيولُ تَطوي الأرضَ بسرعةٍ فائقة.. كأنها كانت تُدرِكُ شوقَ يوسفَ إلى لقاءِ أبوَيه..
ووصلَ يوسف.. لِيدَخُلَ الخَيمة.. كان يَرتدي حُلّةَ العِزّة وقد سَطَع النورُ من وجههِ المُضيء… ونَهَض الجيمعُ احتراماً لعزيزِ مصر… ثمّ لينحَنوا اجلالاً لعزيزِ مصر. وفي تلك اللحظة تَوهَّجَت رؤيا يوسفَ التي رآها قبلَ عشرينَ سنة… عندما رأى الشمسَ والقمرَ وأحَدَ عَشَرَ كوكباً يَسجُدونَ له…
ها هو الآن يَرى أباه وأمّه وإخوته الأحَدَ عَشرَ يَنحنَون له بإجلال.
وعانَقَ يوسفُ والدَيه، وأخَذ بأيديهما لِيَرفَعها إلى سريرِ المُلك والعزّة..
وقال يوسف لأبيه:
ـ الونشريس يا أبتي هذا تأويلُ رُؤيايَ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها رَبّي حَقّاً، وقَد أحسَنَ بي إذ أخْرَجَني مِن السِّجنِ وجاءَ بِكُم مِن البَدْوِ مِن بَعْدِ أنْ نَزَغَ الشيطانُ بيني وبينَ إخوَتي إن رَبّي لَطيفٌ لما يَشاءُ إنّه هُوَ العَليمُ الحكيم الونشريس.
ورفَعَ يوسفُ يَدَيه إلى السماء شاكراًالله على نعمه:
ـ الونشريس رَبّي قَد آتَيتَني مِن المُلْكِ وعَلّمْتَني مِن تأويلِ الأحاديثِ فاطِرَ السماواتِ والأرضِ.. أنتَ وَليّي في الدُّنيا والآخِرةِ تَوَفَّني مُسلِماً وألحِقْني بالصّالحين الونشريس.
ما أطيَبَك يا يوسف! ما أطهَرك أيّها الفتى المؤمن!
لقد تَناسى يوسفُ كلَّ الآلام والمعاناةِ وعلى مدى عشرينَ سنة واستقبلَ إخوته بحبّ، وقال: إن الشيطانَ هو الذي نَزَغ بينه وبينهم!
وهنا تَكمنُ عَظَمةُ يوسف…. في تلك النفسِ الطاهرةِ وفي ذلك القلبِ الطيب.
وهكذا عاشَ سيّدُنا يعقوبُ وأبناؤه في مصرَ بلدِ الخيرات وفي ظِلالِ حاكمٍ عادل.. أنعَشَ البلادَ وأنقَذها من أكبرِ أزمةٍ اقتصاديّةٍ آنذاك.

*************************

أستودعكم الله *لاتنسوني بدعوة في ظهر الغيب *

اختكم في الله :طالبة العلى




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

بارك الله فيك أختي نور و جعلها الله لك في ميزان حسناتك{ آآآآآآآآمين يا رب العالمين } .
شكراااااااااااااا لك أختاه على كل المجهودات المبذولة نحوك اتجاهنا في سبيل افادتنا و تسليتنا بارك الله فيك أيتها الغالية وجزاك الله كل خير ماذا عساني القول الكلمات تعجز عن الخروج لكن الله بكل شيئ عليم و جزاك الله خير ما قدمت وكتبت لنا بوركت غاليتي ……..صديقتك المخلصة والتي أحبتك في الله ……….صحى سحورك حبيبتي وغدا باذن الله سأكمل باقي القصة فقد أصبحت أشعر بالنعاس الآن ………. صحى سحورك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رايكي
بارك الله فيك أختي نور و جعلها الله لك في ميزان حسناتك{ آآآآآآآآمين يا رب العالمين } .
شكراااااااااااااا لك أختاه على كل المجهودات المبذولة نحوك اتجاهنا في سبيل افادتنا و تسليتنا بارك الله فيك أيتها الغالية وجزاك الله كل خير ماذا عساني القول الكلمات تعجز عن الخروج لكن الله بكل شيئ عليم و جزاك الله خير ما قدمت وكتبت لنا بوركت غاليتي ……..صديقتك المخلصة والتي أحبتك في الله ……….صحى سحورك حبيبتي وغدا باذن الله سأكمل باقي القصة فقد أصبحت أشعر بالنعاس الآن ………. صحى سحورك


شكرا وألف شكر اختي على وفائك لزيارة مواضيعي وعلى تحفيزك الدائم . شكرا جزيلا حبيبتي عفاف على المرور العطر سرني كثيرا تواجدك . اتمنى لك كل الخير . صح سحورك و دمت بود




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

ربي يجازيك اختي نور ويفرحك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fethicompta
ربي يجازيك اختي نور ويفرحك

اللهم آمين يارب . شكرا جزيلا لك اخي فتحي على المرور الجميل . سرني كثيرا تواجدك . وربي يفرحك انت كذلك ويوفقك . شكرا




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

شكرا اخيتي

رغم ان القصة بالنسبة لي معروفة

لكنني وجدت بين ثنايا السطور الكثير من المعلومات التي كنت اجهلها

تحياتي مجددا على مجهوداتك الرائعة التي تقومين بها

احيي فيك هاته الروح العالية المفعمة بنية صادقة في جوهر انسان راق

لك مني الف قبلة وتحية وسلام

غفوا على الرد المتاخر لظروف

سلام




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميمة
شكرا اخيتي

رغم ان القصة بالنسبة لي معروفة

لكنني وجدت بين ثنايا السطور الكثير من المعلومات التي كنت اجهلها

تحياتي مجددا على مجهوداتك الرائعة التي تقومين بها

احيي فيك هاته الروح العالية المفعمة بنية صادقة في جوهر انسان راق

لك مني الف قبلة وتحية وسلام

غفوا على الرد المتاخر لظروف

سلام

وكم أسعد بتواجدك اختي الغالية أسماء . أزف لك تحياتي العطرة وأرسل لك باقة انت عنوانها . بارك الله فيك على المرور الجميل وعلى الرد الاجمل . سرني كثيرا تواجدك .وتأخرك في الرد لا يهم المهم انك بخير ولكل ظروفه يكفيني تشجيعكم المستمر الذي يجعلني اواصل مواضيعي. ألف شكر اختي الغالية أسماء . تحياتي وصح سحورك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

بارك الله فيك اختي طالبة العلى جزاك الله خيرا دائما اجد مواضيعك مميزة لك مني الف تحية وسلام

ربي يخليك اختي جزاك الله الفردوس
صح صحورك صديقتي




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ker
بارك الله فيك اختي طالبة العلى جزاك الله خيرا دائما اجد مواضيعك مميزة لك مني الف تحية وسلام

ربي يخليك اختي جزاك الله الفردوس
صح صحورك صديقتي

الله يخليك يالغالية ربي يحفظك وانت زادا .وانا لطالما وجدتك منورة مواضيعي بردودك العطرة وتواجدك الجميل . تقبلي تحياتي اختي الغالية وشكرا جزيلا على الكلمات النيرة . صح سحورك اختي .




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

جزاك الله خيرا




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

أصحاب السبت

أصحاب السبت


الونشريس

أبطال هذه الحادثة ، جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية ، وكان اليهود لا يعملون يوم
السبت ، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله . لقد ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت
للساحل ، وتتراءى لأهل القرية ، بحيث يسهل صيدها . ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع . فانهارت عزائم
فرقة من القوم، واحتالوا الحيل – على شيمة اليهود –وبدأوا بالصيد يوم السبت. لم يصطادوا السمك
مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ، ثم اصطادوها يوم
الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد ، وهو محرّم عليهم . فانقسم أهل القرية لثلاث فرق : فرقة
عاصية ، تصطاد بالحيلة – وفرقة لا تعصي الله وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث فتأمر بالمعروف وتنهى
عن المنكر وتحذّر المخالفين من غضب الله ، وفرقة ثالثة سلبية لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن
المنكر . جاء أمر الله وحل بالعصاة العذاب، لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين
عن المنكر . أما الفرقة الثالثة ،التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المنكر ، فقد سكت النصّ القرآني
عنها . لقد كان العذاب شديدا . لقد مسخهم الله ، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.




رد: أصحاب السبت

الله يعلم ما يعلمون موضوع جميل جدااااااااااااااااااااااااا شكرا
الونشريس