هناك سؤالان مهمان على المسلم أن يسألهما لنفسه وهو يستعد لاستقبال شهر رمضان , شهر البر والإيمان , شهر الخير والإحسان , شهر الصفح والغفران.
فالسؤال الأول هو : كيف أستعد استعدادا حقيقيا لاستقبال شهر رمضان ؟ .
لكي يستعد المسلم لاستقبال شهر رمضان فإن عليه أن يعلم أن شهر رمضان يحتاج منه إلى استقبال خاص , فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا ببلوغه رمضان. فإذا دخل شهر رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".
وقال معلى بن الفضل : كانوا (السلف) يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يُبلغهم رمضان, ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.
وقال يحيى بن أبي كثير : كان من دعائهم : اللهم سَلِمني إلى رمضان, وسلم لي رمضان, وتَسَلمه مني متقبلاً.
وهذا الاستقبال الخاص يتضمن من المسلم عدة أمور منها :
1- التوبة والإنابة من جميع الذنوب:
فالتوبة تتجدد في رمضان حتى يتعرض المؤمن لنفحات الله ورحماته , قال تعالى : " فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) سورة هود , وقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) سورة التحريم .
عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النهارِ، وًيبْسُطُ يَدَهُ بِالنهارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" .أخرجه أحمد 4/395 ومسلم 8/99 .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ , فَإِنِّى أَتُوبُ إِلَيْهِ في الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (447).
قال الشاعر :
فَتُب لله حقاً ثُمَّ أقبِل * * * بُعيد التّوب والدّمع المسالِ
ستلقى الله توّاباً رحيماً * * * مجيباً للدعاءِ وللسؤالِ
فيا ربّي أنَبْتُ إليك طَوعاً * * * تقبّل تَوبتي وألطف بحالي
2- التحلل من جميع المظالم :
على المسلم وهو يستقبل شهر رمضان أن يستقبله ويستعد له بالتحلل من جميع الظالم سواء كانت في حق الله أم في حق العباد , فالمظالم التي في حق الله تحتاج إلى أن يرد تلك المظالم إلى أصحابها وأن يطلب منهم المسامحة والصفح , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:مَنْ كَانََتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ حِينَ لاَ يَكُونُ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، وَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَجُعَلَتْ عَلَيْهِ.
– وفي رواية : رَحِمَ اللهُ عَبْدًا كَانَتْ لأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ فِي عِرْضٍ أَوْ مَالٍ ، فَجَاءَهُ فَاسْتَحَلَّهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ حَمَّلُوا عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ. أخرجه أحمد 2/435(9613) .
قال الشاعر :
إلهي لا تعذبني فإني * * * مقر بالذي قد كان منى
فكم من زلة لي في البرايا * * * وأنت علي ذو فضل ومنِّ
يظن الناس بي خيراً وإني * * * لشر الناس إن لم تعفو عني
3- تصفية القلب من علائق الدنيا:
وفي استقبال رمضان يصفي المسلم قلبه من علائق الدنيا ويقبل على عبادة الله تعالى بحب وإخبات حتى يشرح الله صدره للإسلام والإيمان , قال تعالى : : أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (22) سورة الزمر .
ومن تصفية القلب الصدق مع النفس ومع النفس ومع الناس وحب الخير للجميع , والبعد عن أمراض القلوب من غل وحقد وحسد وكبر وغيبة ونميمة وغش وغيرها , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كُلّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ . قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ ، نَعْرِفُهُ. فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ رواه ابن ماجه (4307) .
قال الشاعر :
أنا إن بكيت فلن ألام على البكا * * * فلطالما استغرقت في العصيان ِ
يا رب إن لم ترضى إلا ذا تُقى * * * من للمسيء المذنب الحيرانِ
4- الحرص على مجاهدة النفس في العبادة:
وكذا في استقبال رمضان يستعد المسلم لمجاهدة نفسه من الشيطان والهوى والشهوات والشبهات , ويقبل بجد واجتهاد وإخلاص وإتقان على الصوم والصلاة وقيام الليل والصدقة ,وليعلم أن عزه وشرفه في تلك المجاهدة, فعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت ، فإنك مفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزي به ، و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل و عزه استغناؤه عن الناس " .أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 61 / 2 ) الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 505.
قال الشاعر :
رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح *** هذا أوان تبتل وصـــلاح
واغنم ثواب صيامه وقيامه *** تسعد بخير دائم وفلاح
والسؤال الثاني هو : ما هو برنامجي الإيماني في شهر رمضان ؟ .
رمضان فرصة من أعظم الفرص للإقبال على العبادة والتعرض لنفحات الرحمات والخيرات من الله تعالى ,فعَن أَنَسٍ ، قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : اطلُبُوا الخَيرَ وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ الله ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحاتٌ مِن رَحمَتِهِ يُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ ، واسأَلُوا الله أَن يَستُرَ عَوَراتِكُم وأَن يُؤَمِّنَ رَوعاتِكُم. رواه الطبراني في " الكبير " (720 )الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 511 .
ولن ينال المؤمن تقوى الله إلا بالإقبال على تلك العبادات , فهو شهر يتربى فيه على التقوى , قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة .
قال المناوي: "أجزي به صاحبه جزاء كثيراً، وأتولى الجزاء عليه بنفسي فلا أكله إلى ملك مقرب ولا غيره لأنه سرّ بيني وبين عبدي، لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزي بتولي الله سبحانه إحسانه". "فيض القدير" (4/250).
قال الشاعر :
شهر يفوق على الشهور بليلة *** من ألف شهر فضلت تفضـيلاً
طوبى لعبد صح فيه صيامه *** ودعا المهيمن بكرة وأصيــلا
وبليلة قــد قام يختم ورده *** متبتـــلاً لإلهــه تبتــيلا
وعلى المسلم الحقيقي أن يكون من أهل التميز في رمضان فيضع لنفسه برنامجا من بداية الشهر يتميز فيه على غيره وهذا البرنامج يتضمن :
1- الإقبال على كتاب الله تعالى تلاوة وتدبراً وحفظاً , فلا يدع الشهر يمر دون أن يختم القرآن الكريم على الأقل ختمتين .
2- المحافظة على جميع الصلوات في جماعة وصلاة التراويح في المسجد ويفضل المسجد الذي يختم القرآن .
3-حضور مجالس العلم في المساجد وغيرها والحرص على الاستفادة منها وسؤال العلماء .
4- قيام الثلث الأخير من الليل .
5- الإكثار من الذكر والدعاء وبخاصة عن الإفطار وفي الصلوات.
6- الإكثار من التصدق وإفطار الصائم وزكاة الفطر.
7- صلة الرحم والتواصل مع الناس الصالحين .
8- عمل ايجابي نافع كل يوم يستغل فيه كل دقيقة من أوقات الشهر , ولا يضيع وقته أمام الفضائيات وفي متابعة الأفلام والمسلسلات .
9- يجعل بيته بيتاً ربانياً يشعر فيه أهل بيته بقيمة الشهر فيجمعهم على القرآن فيختمونه معاً ويعمل لوحات بفضائل الشهر يعلقها داخل المنزل ويعقد الدروس العلمية لأهل بيته ويصطحبهم إلى المسجد للصلاة ودروس العلم.
10 – لو تيسر له عمل عمرة في رمضان فليسارع بها فإنها تعدل حجة .
قال الشاعر :
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه * * * ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح
فالنفس تدأب في قول وفي عمل * * * صوم النهار وبالليل التراويح
اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال .
اللهم بلغنا رمضان ..و اعنا على صيامه و قيامه امين يارب العالمين
اللهم بلغنا رمضان ..و اعنا على صيامه و قيامه امين يارب العالمين
اللهم بلغنا رمضان ..و اعنا على صيامه و قيامه امين يارب العالمين
شكرااااا ملاك
اللهم بلغنا رمضان ، موضوع رائع أختي بارك الله فيك
إن شاء الله سنجتازه كما العادة إيمان وطاعة وعبادة…
أسعد الله جميع أوقاتكم باليمن والمسرات
أحبتي كلنا نعلم أنه شهر رمضان شهر فضيل شهر العبادات والطاعات وقراءة القران والبحث عن الخيرات لكسب الاجر والثواب والبعد عن المعاصي
والصوم عن كل المحرمات ليس فقط الصوم عن الاكل والنوم طوال النهار وترك الصلاة وقراءة القران الي متى هذه الغفله ؟
كنا نتحرى رمضان فرحين بقدومه ونتبادل فيه التهاني هل نفرح برمضان من أجل الاكل وترك العبادات !!
شباب في ريعان الشباب المؤذن يؤذن في هذا الشهر الفضيل وغيره من الشهور فتجدهم لايبألون بهذا النداء وبدل من الذهاب للمسجد تجدهم يبسطون بالشوارع ويرفعون صوت الاغاني فوق صوت الاذان ويفحطون بالشوارع ويزعجون المصلين !!
لاأعلم أي أعمال سيقابلون رب العباد بها؟
في بداية شهر رمضان نشاهد الاجتهاد بالعبادة
والمساجد مملوءه بالمصلين وما أن ينتصف الشهر فتجد الكسل والخمول والمساجد يقل بها المصلين وملحوظ بشكل كبير جدآ!!
الي متى هذه الغفله الي متى التفريط بليالي هذا الشهر الفضيل ؟
العشر الاولى رحلت والعشر الاخرى قاربت على الرحيل فلماذا لانجتهد بالعشر الاواخر بالتقرب الي الله بالعبادات والاجتهاد بااداء الصلوات فان الله تواب وغفور رحيم حتى بااخر يوم يقبل التوبه
علينا ياعباد الله أن نجتهد بالعشر الاواخر بها ليله خير من الف شهر وهي ليلة القدر كلها أيام ويرحل رمضان فااوصيكم بنفسي واياكم بالاجتهاد بهذه العشر الاواخر قدر الامكان حتى ننال رضى الرحمن
ونكسب الاجر وتكتب في ميزان أعمالنا وقد لاندرك رمضان القادم .
بالامس كانوا معنا واليوم لانراهم ولايعلم الانسان متى توفيه المنيه وقد لاندرك العشر الاواخر.
والانسان يوم القيامه ويوم الحساب يسأل عن أعماله وهي الشاهده عليه فلا نعلم هل تدخله اعماله الجنه أم النار
فاكسبوا هذه العشره الخيره .
تزودُوا فيها بالطاعات
أعملوا الخير واسعوا له
تحيات فأختكم في الله – طالبة العلى –
نعم لا يعلم أحد متى تأخذه المنية فعلى كل أحد منا انتهاز الفرصة ما دام في الدنيا شكراااااااا لك أختي نور على موضوعك الرائع انّ موضوعك في محله غاليتي و أرجو من كل انسان يقرأ هذا الموضوع أن يستفيد شكرااااااا لك مجددا على التوعية بارك الله فيك أختاه وجعله في ميزان حسناتك آآآآآآآآآمين يارب العالمين و دمت لنا بارعة و متألقة صحـــــى حورك حنونتي
نعم لا يعلم أحد متى تأخذه المنية فعلى كل أحد منا انتهاز الفرصة ما دام في الدنيا شكراااااااا لك أختي نور على موضوعك الرائع انّ موضوعك في محله غاليتي و أرجو من كل انسان يقرأ هذا الموضوع أن يستفيد شكرااااااا لك مجددا على التوعية بارك الله فيك أختاه وجعله في ميزان حسناتك آآآآآآآآآمين يارب العالمين و دمت لنا بارعة و متألقة صحـــــى حورك حنونتي
|
وانت الاروع اختي الغالية في ردودك وكلماتك النيرة التي لا تترك للكلام مجالا. فالف شكر غاليتي على المرور العطر ..سرني كثيرا تواجدك . أسأل الله ان يوفقك لما يحب ويرضى . بارك الله فيك . وصح سحورك حبيبتي عفاف.
عفــــــــــــــــــــــــــــوااااااااااااااااا
الله يسلمك حنونتي و أنتي زادا
شكراا وفقك الله غاليتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله جميع أوقاتكم باليمن والمسرات
أحبتي كلنا نعلم أنه شهر رمضان شهر فضيل شهر العبادات والطاعات وقراءة القران والبحث عن الخيرات لكسب الاجر والثواب والبعد عن المعاصي والصوم عن كل المحرمات ليس فقط الصوم عن الاكل والنوم طوال النهار وترك الصلاة وقراءة القران الي متى هذه الغفله ؟ كنا نتحرى رمضان فرحين بقدومه ونتبادل فيه التهاني هل نفرح برمضان من أجل الاكل وترك العبادات !! شباب في ريعان الشباب المؤذن يؤذن في هذا الشهر الفضيل وغيره من الشهور فتجدهم لايبألون بهذا النداء وبدل من الذهاب للمسجد تجدهم يبسطون بالشوارع ويرفعون صوت الاغاني فوق صوت الاذان ويفحطون بالشوارع ويزعجون المصلين !! لاأعلم أي أعمال سيقابلون رب العباد بها؟ في بداية شهر رمضان نشاهد الاجتهاد بالعبادة والمساجد مملوءه بالمصلين وما أن ينتصف الشهر فتجد الكسل والخمول والمساجد يقل بها المصلين وملحوظ بشكل كبير جدآ!! الي متى هذه الغفله الي متى التفريط بليالي هذا الشهر الفضيل ؟ العشر الاولى رحلت والعشر الاخرى قاربت على الرحيل فلماذا لانجتهد بالعشر الاواخر بالتقرب الي الله بالعبادات والاجتهاد بااداء الصلوات فان الله تواب وغفور رحيم حتى بااخر يوم يقبل التوبه علينا ياعباد الله أن نجتهد بالعشر الاواخر بها ليله خير من الف شهر وهي ليلة القدر كلها أيام ويرحل رمضان فااوصيكم بنفسي واياكم بالاجتهاد بهذه العشر الاواخر قدر الامكان حتى ننال رضى الرحمن ونكسب الاجر وتكتب في ميزان أعمالنا وقد لاندرك رمضان القادم . بالامس كانوا معنا واليوم لانراهم ولايعلم الانسان متى توفيه المنيه وقد لاندرك العشر الاواخر. والانسان يوم القيامه ويوم الحساب يسأل عن أعماله وهي الشاهده عليه فلا نعلم هل تدخله اعماله الجنه أم النار فاكسبوا هذه العشره الخيره . تزودُوا فيها بالطاعات أعملوا الخير واسعوا له تحيات فأختكم في الله – طالبة العلى – |
بارك الله فيك اختي وفي مواضعك المميزة
كلمات رائعه وجميلة وفعلا حسيت انها قرعت وجداني
بالامس كانوا معنا واليوم لانراهم ولايعلم الانسان متى توفيه
اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين
اللهم قونا على عبادتك في هذا الشهر
اسال الله ان يوفقك ويبارك فيك
والشكر لك اختي ندى على المرور الجميل . سرني تواجدك . شكراا
أنبهك فقط ان توقيعك مخالف فارجو التغيير .
كلمات رائعه وجميلة وفعلا حسيت انها قرعت وجداني بالامس كانوا معنا واليوم لانراهم ولايعلم الانسان متى توفيه اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين اللهم قونا على عبادتك في هذا الشهر اسال الله ان يوفقك ويبارك فيك |
اللهم آمين . والشكر لك اخي الكريم على لطف مرورك وعلى الاضافة المميزة . تقبل تحياتي العطرة
منهج المسلم فى العشر من ذى الحجة
منهج المسلم والمسلمة
فى العشر الأوائل من ذى الحجة
الصيام …… الإكثار من العمل الصالح
الإستئذان من الزوج فى صيام النوافل
ثواب صيام العشر من ذى الحجة
الأضحية
كيف تقسم الأضحية ؟
كيف يضحى من لا يملك ثمن الأضحية ؟
جزاك الله خيرا
استيقظ أحد الصالحين يوما .. فى ساعة متأخرة من الليل قبل الفجر …. فوجدامرأته تتهجد .. وتصلى وتدعو دامعة العينين مخلصة الدعاء لله. فتعجب منصلاحها وكيف أنه الرجل ينام بينما تبقى هى زاهدة عابدة .
فقال لها : ألا تنامين .. ما الذى أبقاك الى الآن؟
فردت الزوجة الصالحة بخشوع :وكيف ينام .. من علم أن حبيبه لا ينام؟
صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز و جل
إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر .. وكأنها قد سقطتمن قاموسهم .. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتهاقبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون.
..
إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا .. أحب لقاءه .. بل أخذ يفكـّـرفيه جل وقته .. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم .. حتى يلاقي حبيبه ..فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر .. يحبون الله ؟ هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟
–
دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أنيذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذاالرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق ).. ومقابل هذا العمل سيدفعله مديره ألف دولار يوميا .. وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف علىإيقاظ الثري ..ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر ..
إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا .. هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟ ألن تحرصكل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟ ألن تحاول بكل الطرقإثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟
ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى رازقكوهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين منالدولارات يوميا فقد قال تعالى : "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
..
أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسةوالنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة؟ثواب صلاة الفجر
وركعتا الفجر هما السنة القبلية التي تسبق صلاة الفجر , وهي من أحب الأمورإلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول " ركعتا الفجر خير من الدنيا ومافيها ". وفي رواية لمسلم ( لهما أحب إلي من الدنيا جميعها )
فإذا كانت الدنيا بأسرها وما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليهوسلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها ؟
لن يلج النار
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ عليها وعلى العصر دخل الجنةوأبعد عن النار فقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم " من صلىالبردين دخل الجنة " وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلى قبلطلوع الشمس وقبل غروبها " . والبردان هما صلاة الفجر والعصر ,"
قرآن الفجر
يقول تعالى " وقرءان الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " وقرآن الفجر هوصلاة الفجر التي تشهدها الملائكة , وقد فصل ذلك النبي صلى الله عليه وسلمإذ قال " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار , ويجتمعون فيصلاة الفجر وصلاة العصر , ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلّون وأتيناهم وهم يصلّون "
فما أسعد أولئك الرجال الذين جاهدوا أنفسهم , وزهدوا بلذة الفراش ودفئه , وقاوموا كل دوافع الجذب التي تجذبهم إلى الفراش , ليحصلوا على صك البراءةمن النفاق , وليكونوا أهلا لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة , ولينالوا شرف شهود الملائكة وسؤال الرب عنهم . ولعظمة الفجر أقسم الله فيهإذ قال " والفجر وليال عشر
أخي المسلم- لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان وتحيي القلوب ، وتشرحالصدور ، وتملأ النفس بالسرور ، ويثقل الله بها الموازين ويعظم الأجور.أخيالمسلم : إن لذة الدقائق التي تنامُها وقت الفجر لا تعدل ضَمّةً من ضمّاتالقبر ، أو زفرة من زفرات النار، يأكل المرءُ بعدها أصابعه ندماً أبدالدهر ، يقول : ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) .فتباً للذة تعقبندماً ، وراحة تجلب ألماً.
أيها الأخ الفاضل : تذكر نعمة الله التي تتوالى تباعاً عليك وانظر في حالقوم ينام أحدهم ورأسه مثقل بالهموم والأحزان وبدنه منهك من التعب بحثاً عنلقمة يسد بها جوعته ، يستيقظ صباح كل يوم إما على أزيز المدافع ، أو لفحالبرد أو ألم الجوع ، وحوله صبية يتضاغون جُوعاً ، ويتلَّوون ألماً ، وأنتهنا آمِنٌ في سِرْبِك ، معافىً في بدنك ، عندك قوتُ عَامِك ، فاحذر أنتُسلبَ هذه النعمة بشؤم المعصية ، والتقصير في شكر المنعم جل وعلا.
أخي : هل أمنت الموت حين أويت إلى فراشك ، فلعل نومتك التي تنامها لا تقومبعدها إلا في ضيق القبر.فاستعد الآن ، مادمت في دار المهلة ، وأعد للسؤالجواباً ، وليكن الجواب صواباً.نسأل الله أن تكون ممن يستمعون الحق فيتبعونأحسنه ، وأن يختم لنا ولك بخاتمة السعادة ، وأن يعيننا على ذكره وشكرهوحسن عبادته
حكم التفريط في صلاة الفجر
قال الله تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا "
–
إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه .. يلتزم فيهالعبد أمام الله بواجبات .. ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد .. ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء–
لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاءفي الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا .. لا فيجماعة ولا غيرها … فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"
ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهمايعني من ثواب لأتوهما ولو حبوا أي زحفا على الأقدام" رواه الإمام البخاريفي باب الآذان.–
إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تترك الصلاة متعمدا، فإنه من تركالصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله " رواه الإمام أحمد فيمسنده.فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟
فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟
وبعد هذه المقالة .. ما هو العلاج ؟
·
أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا·
أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس·
أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس·
أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر·
أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة·
أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيمجعلنا الله وإياكم من المحبين لله عز وجل .. ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
موضوع رائع
فضل عشر الاواخر من رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله
لا إله إلا الله
والله اكبر
فضل عشر الاواخر من رمضان ..!
يقول الله تبارك وتعالى : { وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرة } (القصص 68) ،
وقد اختار سبحانه العشر الأواخر من شهر من رمضان ، من بين سائر أيام الشهر ، وخصها بمزيد من الفضل وعظيم الأجر .
فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها ، تقول عائشة رضي الله عنهاكان رسول الله صلى الله عليه وسلم (يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ) رواه مسلم .
وكان يحيي فيها الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة القرآن ،
تقول عائشة رضي الله عنها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجَدَّ وشد المئزر ) رواه مسلم .
فكان يوقظ أهله في هذه الليالي للصلاة والذكر ، حرصا على اغتنامها بما هي جديرة به من العبادة ،
قال ابن رجب : " ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه " .
وشد المئزر هو كناية عن ترك الجماع واعتزال النساء ، والجد والاجتهاد .
وداوم صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف فيها حتى قبض ، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ) .
وما ذلك إلا تفرغاً للعبادة ، وقطعاً للشواغل والصوارف ، وتحرياً لليلة القدر ، هذه الليلة الشريفة المباركة ، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر ،
فقال سبحانه: { ليلة القدر خير من ألف شهر} ( القدر 3) .
في هذه الليلة تقدر مقادير الخلائق على مدار العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات ، والسعداء والأشقياء ، والآجال والأرزاق ،
قال تعالى:{ فيها يفرق كل أمر حكيم } ( الدخان 4) .
وقد أخفى الله عز وجل علمها عن العباد ، ليكثروا من العبادة ، وليجتهدوا في العمل ، فيظهر من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها ، من العاجز المفرط ، فإن من حرص على شيء جد في طلبه ، وهان عليه ما يلقاه من تعب في سبيل الوصول إليه .
هذه الليلة العظيمة يستحب تحريها في العشر الأواخر من رمضان ، وهي في الأوتار أرجى وآكد ،
فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) ، وهي في السبع الأواخر أرجى من غيرها ،
ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) رواه البخاري .
وهي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ) رواه أبوداود .
فاحرص أخي المسلم على الاقتداء بنبيك صلى الله عليه وسلم ، واجتهد في هذه الأيام والليالي ، وتعرض لنفحات الرب الكريم المتفضل ، عسى أن تصيبك نفحة من نفحاته لا تشقى بعدها أبداً ، وأكثر من الدعاء والتضرع ، وخصوصاً الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين قالت : يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : ( قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) رواه أحمد وغيره.
تحياتي
منقول
اللهم بلغنا رمضان
شكرا لك حبيبتي على الموضوع الجميل وربي يقدرنا ونكونوا من الاوئل في الأواخر العشر
نورت الموضوع بمرورك نجومة شكرا
رمضان فرصة للتغيير
رمضان فرصة العمر السانحة وموسم البضاعة الرابحة والكِفة الراجحة ولما حباه الله تعالى من المميزات فهو بحق مدرسة لإعداد الرجال وهو بصدق جامعة لتخريج الأبطال . هنا مصنع الأبطال يصنع أمةً ** وينفخ فيها قـوة الروح والـفــكر ويخلع عنها كل قيد يعــوقها ** ويعلي منار الحق والصدق والصبر فالأسباب مهيأة ، والأبواب مشرعة وما بقي إلا العزيمة الصادقة ، والصحبة الصالحة ، والاستعانة بالله في أن يوفقك للخير والهداية . رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح هذا أوان تبتل وصـــلاح واغنم ثواب صيامه وقيامه تسعد بخير دائم وفلاح رمضان فرصة الجميع للتغيير? فرمضان فرصة للتغيير ..ليصبح العبد من المتقين الأخيار ، ومن الصالحين الأبرار . يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183] فقوله { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } خل الـذنوب صغـرها وكبيرها ذاك الـتقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تـحـقـرن صـغيرةً إن الجبـــــــالَ من الحـصى ? ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مفرطاً في صلاته ، فلا يصليها مطلقاً ، أو يؤخرها عن وقتها , أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد ، جاء في الحديث عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي ? في الرؤيا قال :" أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " رواه البخاري ورمضان فرصة للتغيير .. لمن ابتلاه الله تعالى بتعاطي الحرام ، من خـمر ومخدرات ، أو دخان و مسكرات ، أن لا يفعل بعد إفطاره ما يخل بهذه العزيمة القوية ، أو يوهنها? ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مقصرًا في نوافل العبادات ؛ فلم يجعل له منها نصيباً ، ولم يأخذ لنفسه قسماً مفروضاً ، فيغير من حاله ، ويبدل من شأنه ، ففي رمضان تتهيأ النفوس ، وتقبل القلوب ، وتخشع الأفئدة ، فينتهز هذه الفرصة ، فيحافظ على شيء منها ، فهي مكملة لفرائضه ، متممة لها?
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن هجر القرآن قراءة وتدبراً ، وحفظاً وعملاً حتى أصبح القرآن نسياً منسياً ، أن يكون هذا الشهر بداية للتغيير ، فترتب لنفسك جزءاً من القرآن ، لا تنفك عنه بأي حال من الأحوال يقول النبي : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " رواه الترمذي (2910) وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه .
و رمضان فرصة للتغيير ..للمرأة المسلمة التي أصبح حجابها مهلهلاً ، وعباءتها مطرزة ، وثيابها فاتنة ، وعطرها يفوح و في كل يوم إلى الأسواق تروح . . قال :" أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية " رواه أحمد
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن تعود على حياة المترفين ، ونشأ على حب الدعة واللين ، أن يأخذ من رمضان درسا في تربية النفس على المجاهدة والخشونة في أمر الحياة ، فربما تسلب النعمة ، و تحل النقمة . فالدنيا غدارة غرارة مناحة مناعة
ورمضان فرصة للتغيير .. من أخلاقنا . فمن جبل على الأنانية والشح وفقدان روح الشعور بالجسد الواحد ، فشهر الصوم مدرسة عملية ، له وهو أوقع في نفس الإنسان من نصح الناصح ، وخطبة الخطيب الصوم يمنحنا مشاعر رحمة وتعاون وتعفف وسماح
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان قليل الصبر ، سريع الغضب ، أن يتعلم منه الصبر والأناة . فأنت الآن تصبر على الجوع والعطش والتعب والنصب ساعات طويلة ورمضان فرصة للتغيير .. لمن ابتلاه الله تعالى بقلب قاسٍ كالصـخر الراسي ، لا تدمع له عين أن ينتهز فرصة هذا الشهر الذي تكون للنفوس فيه صولة . . وللقلوب فيه جولة . . فيحرص على ترقيق قلبه ، بصرفه عن الذنوب التي هي جالبة الخطوب ، و حاجبة القلوب عن علام الغيوب وما أحسن قول القائل :رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانهـا وترك الذنوب حياة القلوب وخـير لنفسك عصيانهـا
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مذنباً ومسرفاً على نفسه بالخطايا والموبقات فإذا به يسمع الأغنيات بأصوات المغنين والمغنيات ، ويشاهد القنوات بصورها الفاضحات ، ويعاكس الفتيات ، ويسهر على الموبقات ، ويعاقر المنكرات ، أن يسارع إلى الإنابة ، ويبادر إلى الاستقامة ،قبل زوال النعم ،وحلـول النقم] فبادر يا رعاك الله إليها في مثل هذا الشهر المبارك ،فأبواب الجنة مشرعة ، وأبواب النار مغلقة ، ولله في كل ليلة عتقاء من النار ، فاجتهد أن تكون واحدا منهم ، جعلني الله وإياك ووالدينا ممن فاز بالرضا والرضوان والفوز بالجنان والنجاة من النيران .
منقول
مشكووووووووووووووووووووووووووورة
سجود السهو
فضائل صوم ستة من شوال
الحمد لله المتفضِّل بالنِّعم، وكاشف الضرَّاء والنِّقم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وآله وأصحابه أنصار الدين. وبعد:
أخي المسلم: لا شك أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس.
ومن أجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية.
لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صلاحاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً.
والصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها.. لذلك فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب.
وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.
وصيام الستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان.
وقد أرشد أمته إلى فضل الست من شوال، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام..
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: {من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} [رواه مسلم وغيره].
قال الإمام النووي – رحمه الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..).
ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: (قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً).
أخي المسلم: صيام هذه الست بعض رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات.
قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله -: (فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً).
أخي المسلم: ليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي!
بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره..
قيل لبشر الحافي – رحمه الله -: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: (بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها).
أخي المسلم: في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال.
وإليك هذه الفوائد أسوقها إليك من كلام الحافظ ابن رجب – رحمه الله -:
إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.
إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.
إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبي يقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فبقول: {أفلا أكون عبداً شكورا}.
وقد أمر الله – سبحانه وتعالى – عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك.
كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام.
وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه، فيقول: لا تسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر، للتوفيق والإعانة عليه.
كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم. وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر.
إن الأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بإنقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً..
كان النبي عمله ديمة.. وسئلت عائشة – رضي الله عنها -: هل كان النبي يخص يوماً من الأيام؟ فقالت: لا كان عمله ديمة. وقالت: كان النبي لا يزيد في رمضان و لا غيره على إحدى عشرة ركعة، وقد كان النبي} يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال، فترك في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكف العشر الأول منه.
مشكوووووووووووووووووورة موضوع رائع
الحكمة من الأذان في أذن المولود
أمرنا الرسول –صلى الله عليه وسلم- بأن نؤذن في أذن المولود اليمنى ونقيم الصلاة في الأذن اليسرى، ونحن كمسلمين نقوم بذلك وبعضنا قد لا يعي الفائدة والحكمة من ذلك.
فمن المعروف أن الأذان تتبعه الإقامة وتتبعهما بعد ذلك الصلاة، ولكن المولود لا يصلي، فالصلاة تكون عند وفاته وهذا ليتعلم المسلمون أن الحياة بين الولادة والوفاة قصيرة جدا، ليكون هذا محفزا ليستغل هذا الوقت القصير في التقرب إلى الله وعبادته
بعد التحية و السلام
بارك الله فيك على هدا الموضوع القيم الدي يستحق منا كل الشكر و السلام
مشكووووووووووور اخي صيام علي مواضيعك المميزة
بارك الله فيك
تحياتي لك
موضوووووووووووووووع مميز ج
مشكوووووور اخي كثييرا
على المعلووماات القيمة
الصوم وعبادة السر
د. بدر عبد الحميد هميسه
عبادة السر هي العبادة التي تكون خالصة لله تعالى وحده , بعيدة كل البعد عن الرياء والسمعة , وهذا ما يعلمنا إياه الصوم , فهو يربي النفوس على التقوى والإخلاص , وحسن المراقبة والخشية من الله تعالى وحده ,قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة .
لذا فقد جعل الله تعالى أجر الصوم منه وحده فلا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا حاسب غير الله فيحسبه , عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ , وَأَبِى سَعِيدٍ , قَالاَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ إِنَّ الصَّوْمَ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ إِنَّ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَيْنِ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِىَ اللَّهَ فَرِحَ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.أخرجه أحمد 2/232(7174) و"مسلم" 3/158.
قال المناوي: "أجزي به صاحبه جزاء كثيراً، وأتولى الجزاء عليه بنفسي فلا أكله إلى ملك مقرب ولا غيره لأنه سرّ بيني وبين عبدي، لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزي بتولي الله سبحانه إحسانه". "فيض القدير" (4/250).
وفي طيب ريح خلوف الصائم عند الله عز وجل معنيان:
أحدهما: أن الصيام لماّ كان سراً بين العبد وبين ربه في الدنيا أظهره الله في الآخرة علانية للخلق ليشتهر بذلك أهل الصيام ويُعرفون بصيامهم بين الناس جزاءً لإخفائهم صيامهم في الدنيا.
قال مكحول: يُروّح على أهل الجنة برائحة فيقولون: ربنا ما وجدنا ريحاً منذ دخلنا الجنة أطيب من هذا الريح فيقال: هذه رائحة أفواه الصوام.
فالعبادات كلها تستطيع إثباتها والتدليل عليها خلا الصوم , فلو أقسمت على أن فلانا قد صلى , فقلنا لك : ما الدليل على ذلك؟. قلت : كان بجواري في الصف , ساعتها نقول لك : صدقت , ولو أقسمت على أن فلاناً قد دفع الزكاة من ماله للفقراء والمحتاجين , فقلنا لك : وكيف عرفت ؟. فقلت: رأيته بعيني , لقلنا لك : صدقت , ولو قلت : إن فلاناً قد حج إلى بيت الله الحرام وأدى المناسك , فطالبناك بالدليل , فقلت : كان معي , لقلنا لك : صدقت .. وهكذا في سائر العبادات .
أما إذا أقسمت على أن فلاناً قد صام فقلنا لك : ما دليلك ؟ . صعب عليك إثبات ذلك , فمن أدراك أنه صائم ؟ .
لذا كان الصوم لله وحده لا يعرف أمره ولا سره إلا من أطلع على أسرار النفوس وخبايا الصدور .
عَنْ صَفْوَانَ ، عَن أَبي سَعِيد ، عَنِ النبِى صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ صَامَ يَومًا فِي سَبِيلِ الله ، عَز وَجَل ،
بَاعَدَ الله وَجْهَهُ مِنْ جَهَنمَ سَبْعِينَ عَامًا. أخرجه أحمد 3/45(11426. والنسائي 4/173 وفي "الكبرى" 2567.
فعلى الرغم أن الله تعالى قال في محكم تنزيله : " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) سورة الأنعام .
إلا أن الصوم له خصوصية عبادة السر التي لا يطلع عليها إلا رب العزة تبارك وتعالى .
فالله تعالى يريد من عباده أن يجعلوا عبادتهم ونسكهم خالصة له تعالى وحده حتى تقبل , في الحديث المرسل عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَقِفُ الْمَوْقِفَ أُرِيدُ وَجْهَ اللهِ، وَأُرِيدُ أَنْ يُرَى مَوْطِنِي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَتْ: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف: 110]. البيهقي : شعب الإيمان 5/341.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِىَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِى قَالَ بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ . فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلاَنًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ . فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِالَّذِى قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِى مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِى سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ . فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ جَرِىءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رُكْبَتِى فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَة. أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (42) و"الترمذي" 2382 و"النَّسائي" في "الكبرى" 11824 و"ابن خزيمة" 2482 .
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَاعِدًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : يُبْكِينِي شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ ، وَإِنَّ مَنْ عَادَى ِللهِ وَلِيًّا ، فَقَدْ بَارَزَ اللهَ بِالْمُحَارَبَةِ ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا ، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى ، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ. أخرجه ابن ماجة (3989) ، والحاكم ( 4/328 ) ، والبيهقي أيضا في " شعب الإيمان " ( 2316/1 ) الألباني انظر حديث رقم : 2029 في ضعيف الجامع
وفي الصحيح من حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعلمنَّ أقوامًا مِن أمتي يومَ القيامةِ يأتون بحسناتٍ كأمثالِ الجبال بِيضًا، يجعلُها اللهُ هباءً منثورا". قال ثوبان: صفهم لنا أنْ لا نكون منهم يا رسول الله! قال: "أما إنهم إخوانُكم، ومن جِلدَتِكم، ويأخذون مِن الليلِ كما تأخذون، لكنهم إذا خَلَوا بمحارمِ اللهِ انتهكوها".أخرجه ابن ماجه ( 4245 ) ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5028 في صحيح الجامع .
يروى أن مسلمة بن عبد الملك كان في جملة من الجند يحاصرون إحدى قلاع الروم ، وكانت محصنة والدخول إليها صعباً إلا من نقب فيها تخرج منه أوساخ المدينة ، فوقف مسلمة ينادي في الجند : من يدخل النقب ويزيح الصخرة التي تحبس الباب ويبكر حتى ندخل فقام رجل قد غطى وجهه بثوبه وقال إنا يا أمير الجند ودخل النقب وفتح الباب ودخل الجند القلعة فاتحين .. وبعدها وقف مسلمة بين الجند ينادي عن صاحب النقد حتى يكرمه على ما فعل ، وكان يردد من الذي فتح لنا الباب فما يجيبه احد ! فقال أقسمت على صاحب النقب أن يأتيني في أي ساعة من ليل أو نهار . فطُرق باب مسلمة طارق ليلاً ، فيلقاه مسلمة مستبشراُ أنت صاحب النقب فقال الطارق هو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه . قال مسلمة وما هي . قال : ألا ترفع اسمه لدى الخليفة ولا تأمر له بجائزة ولا تنظر له بعين من التمييز ، قال مسلمة افعل له ذلك . فقال الطارق أنا صاحب النقب وانصرف وترك جيش مسلمة ذاهبا إلى سد الثغور في أماكن أخرى" ( ابن منظور : مختصر تاريخ دمشق 7/273 ) .
لذا فإن الصوم يربينا ويعلمنا على أفضل العبادات : عبادة السر , يقول ابن القيم – معلقاً على عبارة أمير المؤمنين : " ومن تزين بما ليس فيه شانه الله " : " لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص ، فإنه يظهر للناس أمراً وهو في الباطن بخلافه ، عامله الله بنقيض قصده ، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعاً وقدراً ، ولما كان المخلص يُعجَّل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس ، عجَّل للمتزين بما ليس فيه من عقوبته ، أن شانه الله بين الناس ، ؛ لأنه شان باطنه عند الله ، وهذا موجب أسماء الرب الحسنى وصفاته العليا " ( إعلام الموقعين : 3/180).
ورضي الله عن عمر الفاروق القائل : " فمن خلصت نيته في الحق ، ولو على نفسه ، كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تزّين بما ليس فيه شانه الله " .
قال ابن أبي عون: صام داوود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ،،كان يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطريق, قال ابن الجوزي :فيظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت ويظن أهله أنه قد أكل في السوق.التذكرة الحمدونية 1/51.
فكما أن هؤلاء قد أخلصوا لله تعالى في صومهم فإنهم أيضا يجب أن يخلصوا له في سائر عبادتهم , فيخلصون له في صلاتهم ويجعلونها له سبحانه وحده , لذا كانت صلاة الليل من أفضل الصلوات لأنها تكون سراً بين العبد وربه , وقال تعالى في وصف المؤمنين المتقين : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) سورة الذاريات .
عن سهل بن سعد أإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت أحبب من شئت ، فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل عزه استغناؤه عن الناس " .أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 61 / 2 و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 253 ) و الحاكم ( 4 / 324 – 325 ) و قال : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 505.
عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ ، يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ ، وَثَلاَثَةٌ يَبْغَضُهُمُ اللَّهُ ، فَأَمَّا الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ ، فَرَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللهِ ، وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، فَمَنَعُوهُ ، فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا ، لاَ يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلاَّ اللَّهُ وَالَّذِي أَعْطَاهُ ، وَقَوْمٌ سَارُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ ، نَزَلُوا فَوَضَعُوا رُؤُوسَهُمْ ، فَقَامَ أَحَدُهُمْ يَتَمَلَّقُنِي وَيَتْلُو آيَاتِي ، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَهُزِمُوا ، وَأَقْبَلَ بِصَدْرِهِ حَتَّى يُقْتَلَ ، أَوْ يُفْتَحَ لَهُ . وَالثَّلاَثَةُ الَّذِينَ يَبْغَضُهُمُ اللَّهُ : الشَّيْخُ الزَّانِي ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ ، وَالْغَنِيُّ الظَّلُومُ. أخرجه "أحمد" 5/153 (21682) و"التِّرمِذي" 2568 و"النَّسائي" 3/207 و5/84 ، و"ابن خزيمة" 2456 و2564 و"ابن حِبان" 3349.
أخرج الإمام أحمد في الزهد (ص 148) وعنه أبو نعيم الأصفهاني في الحلية (1/165) والبيهقي في الشعب (5/416-417): إن أبا ذر كان يقول : (يأيها الناس إني لكم ناصح ، إني عليكم شفيق ، صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور ، وصوموا الدنيا لحر يوم النشور ، وتصدقوا مخافة يوم عسير ، يأيها الناس إني لكم ناصح ، إني عليكم شفيق) .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا مِنْ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ". أخرجه أبو داود (2/70 ، رقم 1451 ، والنسائى فى الكبرى (1/413 ، رقم 1310) ، وابن ماجه (1/423 ، رقم 1335) ، وابن حبان (6/308 ، رقم 2569) ، والحاكم (1/461 ، رقم 1189 ، وقال : صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. والبيهقى (2/501 ، رقم 4420) ، وصححه الألباني في المشكاة ( 1238 ) ، والتعليق الرغيب 217 ، وصحيح أبي داود ( 1182 ) وصحيح الجامع 333.
قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود": وَفِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى تَفْسِير الْآيَة الْكَرِيمَة إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) سورة الأحزاب .
عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ وَقِيلَ قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ثَلاَثًا فَجِئْتُ فِى النَّاسِ لأَنْظُرَ فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ فَكَانَ أَوَّلَ شَىْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الأَرْحَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ. أخرجه أحمد 5/451(24192) و"ابن ماجة" 1334 والتِّرْمِذِيّ" 2485 الألباني : الصحيحة 2/113.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى ، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ ، وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى ، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ.)". أخرجه أحمد 2/250(7404) و((أبو داود)) 1308 و((ابن ماجة)) 1336.
قال الشاعر :
يا رَجالَ الليِلِ جدُّوا * * * رُبَّ صْوتٍ لا يُرَّدُّ
ما يقوم الليل إلا * * * من له عزم وجِدُّ
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَيِيدٍ ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا شِرْكُ السَّرَائِرِ ؟ قَالَ : يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي ، فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ ، جَاهِدًا ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ ، فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ. أخرجه ابن خزيمة 37 , صحيح الترغيب والترهيب 1/8.
كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: "لأن أصلي في جوف الليل ركعة أحبُّ إليَّ من أن أصلي بالنهار عشر ركعات".
قال الشاعر :
لله قوم أخلصوا في حبه *** فأختصهم ورضا بهم خداماَ
قوم إذا هجم الظلام عليهم *** قاموا فكانوا سجدا و قياما
يتلذذون بذكره في ليلهم *** و نهارهم لا يفترون صياما
فسيفرحون بورد حوض محمد *** و سيسكنون من الجنان خياما
و سيغنمون عراسا بعراسِ *** و يبوءون من الجنان مكانا
و تقر أعينهم بما أخفى لهم *** و سيسمعون من الجليل سلاما
كان هناك رجلا اشترى غلاما,فقال الغلام: يا مولاي إن لي معك ثلاثة شروط:- احدها:أن لا تمنعني عن الصلاة المكتوبة إذا جاء وقتها. ثانيها: أن تأمرنى بالنهار ما شئت ولا تأمرنى بالليل. ثالثها:أن تجعل لي منزلا في بيتك لا يدخله غيري. فقال له الرجل:لك هذه الشروط انظر في البيوت فاختار الغلام بيتا خرابا. فسأله الرجل عن السبب. فأجاب الغلام:-يا مولاي أما علمت أن الخراب مع الله بستان. فكان يخدم مولاه بالنهار ويتفرغ للعبادة بالليل وفى يوم طاف مولاه في الدار فبلغ حجرته فإذا هي منورة والغلام ساجد وعلى رأسه قنديل من نور
معلق بين السماء والأرض والغلام يناجى ربه ويتضرع ويقول:الهي أوجبت على حق مولاي خدمته بالنهار ولولا ذلك ما اشتغلت ليلى ولا نهاري إلا بخدمتك فاعذرني يا رب. ومولاه ينظر إليه حتى انفجر الصبح ورد القنديل
فاخبر امرأته فلما كانت الليلة الثانية اخذ بيد امرأته واراها ما يحدث وظلا يبكيان حتى الصباح فدعا الغلام
وقال له:أنت عتيق لوجه الله تعالى حتى تتفرغ لعبادة من كنت تعتذر إليه فرفع الغلام يده إلى السماء وقال:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَمْ مِنْ أَشْعَثَ ، أَغْبَرَ ، ذِي طِمْرَيْنِ ، لاَ يُؤْبَهُ لَهُ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ. أخرجه التِّرْمِذِي (3854)الألباني:رقم : 4573 في صحيح الجامع .
كان بشر الحافي يقول : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ أَنَّ الذُّلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ العِزِّ، وَأَنَّ الفَقْرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الغِنَى، وَأَنَّ المَوْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ البَقَاءِ. وَعَنْهُ، قَالَ: قَدْ يَكُوْن الرَّجُلُ مُرَائِياً بَعْدَ مَوْتِه، يُحِبُّ أَنْ يَكْثُرَ الخَلْقُ فِي جِنَازَتِهِ. لاَ تَجِدُ حَلاَوَةَ العِبَادَةِ حَتَّى تَجعَلَ بَينَكَ وَبَيْنَ الشَّهَوَاتِ سُدّاً. السير 19/466.
وكما أخلصوا في صلاتهم وجعلوها سراً بينهم وبين ربهم فإنهم – كذلك – يخلصون في صدقاتهم ويجعلونها خالصة له تعالى وحده , قال تعالى : " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) سورة البقرة .
وقال تعالى: " وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) سورة الرعد.
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) سورة فاطر.
عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئ غَضَبَ الرَّبِّ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيْدُ فِي الْعُمرِ ، وَفِعلُ الْمَعْرُوف يَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ . شعب الإيمان ( 3442 ) صحيح الجامع ( 3760 ) .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِى خَلاَءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ، وَرَجُلٌ كَانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا فِى الْمَسْجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا في اللَّهِ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَ : إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَمْ تَعْلَمْ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ. أخرجه : البخاري 2/138 ( 1443 ) ، ومسلم 3/93 ( 1031 ) ( 91 ) .
وهذا علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره ،ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة ، ولا يعلمون من وضعها ، وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره .. لئلا يطلع عليه أحد .. وبقي كذلك سنوات طويلة ، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام .. فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد ، فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره ، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين وعن ابن عائشة قال : سمعت أهل المدينة يقولون :ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.!! الحلية 3/136 , صفة الصفوة 2/96.
ولا يكون الإخلاص في الصوم والصلاة والصدقة بل في سائر أعمالهم , عن قيس بن أبي حازم قال سمعت الزبير بن العوام يقول أيكم استطاع أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل . الزهد لابن المبارك 393.
قال الخُريبي : كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عملٍ صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها . " تهذيب الكمال ": 678.
كان أبوبكر رضي الله عنه إذا صلى الفجر خرج إلى الصحراء ، فاحتبس فيها شيئا يسيرا ، ثم عاد إلى المدينة . فعجب عمر رضي الله عنه من خروجه فتبعه يوما خفية بعدما صلى الفجر فإذا أبوبكر يخرج من المدينة ، ويأتي على خيمة قديمة في الصحراء فاختبأ له عمر خلف صخرة ، فلبث أبوبكر في الخيمة شيئا يسيرا ثم خرج فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمة فإذا فيها امرأة ضعيفة عمياء وعندها صبية صغار ، فسألها عمر : من هذا الذي يأتيكم ، فقالت : لا أعرفه ، هذا رجل من المسلمين يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا ، قال : فماذا يفعل ؟ قالت : يكنس بيتنا ، ويعجن عجيننا ويحلب داجننا ثم يخرج . فخرج عمر وهو يقول : لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر ، لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر . تاريخ دمشق لابن عساكر 30/322.
روي أن يوم المحشر سأل عبد ربه : يا رب أين فلان وفلان لم أرهم؟ قال جل وعلا هؤلاء عبدوني سرا فأدخلتهم جنتي سرا.
ولقد ضرب السلف الصالح رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في حسن الإخلاص في العبادة لله رب العالمين , من ذلك ما روي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه كان يصلي في بيته فإذا شَعَرَ بأحدٍ قطع صلاة النافلة ونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول: هذا لا يفتر من النوم؟! غالب وقته على فراشه نائم؟! وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم .
قال الأعمش: كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقرأ في المصحف، فاستأذن عليه رجل فغطّى المصحف وقال: لا يراني هذا أنِّي أقرأ فيه كل ساعة.
وللإمام الماوردي قصة في الإخلاص في تصنيف الكتب، فقد ألف المؤلفات في التفسير والفقه وغير ذلك ولم يظهر شيء في حياته, ولما دنت وفاته قال لشخص يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي وإنما إذا عاينت الموت ووقعت في النزع فاجعل يدك في يدي فإن قبضت عليها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء فاعمد إليها وألقها في دجلة بالليل وإذا بسطت يدي فاعلم أنها قبلت مني وأني ظفرت بما أرجوه من النية الخالصة، فلما حضرته الوفاة بسط يده ، فأظهرت كتبه بعد ذلك.
ودخل عبد الله بن محيريز دكاناً يريد أن يشتري ثوباً، فقال رجل قد عَرَفَه لصاحب المحل: هذا ابن محيريز فأحسِن بيعه، فغضب ابن محيريز وطرح الثوب وقال " إنما نشتري بأموالنا، لسنا نشتري بديننا ".
وروى صاحب طبقات الحنابلة: أن عبد الغني المقدسي المحدث الشهير, كان مسجوناً في بيت المقدس في فلسطين, فقام من الليل صادقاً مع الله مخلصاً, فأخذ يصلي, ومعه في السجن قوم من اليهود والنصارى, فأخذ يبكي حتى الصباح, فلما أصبح الصباح ورأى أولئك النفر هذا الصادق العابد المخلص, ذهبوا إلى السجان, وقالوا: أطلقنا فإنا قد أسلمنا, ودخلنا في دين هذا الرجل, قال: ولِمَ؟ أدعاكم للإسلام؟ قالوا: ما دعانا للإسلام, ولكن بتنا معه في ليلة ذكرنا بيوم القيامة..!.
ورأى ابن عمر رجلاً يُصلي ويُتابع فقال له: ما هذا؟ قال: إني لم أصل البارحة، فقال ابن عمر: أتريد أن تخبرني الآن ! إنما هما ركعتان.
ووقف رجل يصلي في المسجد، فسجد وجعل يبكي بكاءً شديداً، فجاء إليه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه فقال: " أنت .. أنت .. لو كان هذا في بيتك ".
كان الإمام أحمد يقول: " أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف، قد بُليتُ بالشهرة، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً ".
قال الشافعي: " وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منهُ شيء ".
روي عن ابن الجوزي عن الحسن أنه قال: كنت مع ابن المبارك فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا، يعني حيث لم نعرف ولم نوقر. انظر : خمسون قصة من إخلاص السلف : أرشيف ملتقى المحدثين ( الموسوعة الشاملة 2/403 ).
فتعلم من الصوم حسن الإخلاص لله تعالى , وحسن المراقبة له وحده , وتعلم منه أن تدفن حسناتك كما تدفن سيئاتك .
اللهم اجعلنا ممن يقولون فيعملون , ويعملون فيخلصون , ويخلصون فيقبلون , ويقبلون فيفوزون
شكـــــــــــــ بارك الله فيك ـــــــــرا
شكرا جزيلا