التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

تأثير الأدوية والملوثات الكيميائية على حب الشباب

تأثير الأدوية والملوثات الكيميائية على حب الشباب


الونشريس

تأثير الأدوية والملوثات الكيميائية على حب الشباب

حب الشباب ( acne vulgaris ) ، أصل هذه الكلمات يوناني ، فكلمة acneأصلها akme وتعني حبة أو نقطة ، وكلمة ( vulgaris ) تعني أمر اعتيادي أو شائع . وبهذا المعنى يمكن أن نعرف حب الشباب على أنه حالة فسيولوجية طبيعية تظهر في فترة زمنية محدودة من عمر الانسان خلال فترة الشباب ، حيث يعتبر حب الشباب من أكثر الاختلالات الجلدية التي تصيب البالغين . وأن المرحلة العمرية الأكثر اصابة هي ما بين سن الرابعة عشرة والسابعة عشرة عند الاناث ، وما بين الساِدسة عشرة الى التاسعة عشرة عند الذكور ، وحب الشباب نادر الحدوث بعد مرور مرحلة الشباب ، على أن هناك نسبة ضئيلة ممن يشكون من ظهور حب الشباب بعد هذه الفترة . وحب الشباب يصيب المناطق الجلدية التي يكثر فيها تواجد الغدد الدهنية ، وخصوصا مناطق الوجه ومنطقة الظهر العلوية ومنطقة الصدر ، والغدد الدهنية عبارة عن غدد حويصلية الشكل تفرز مواد دهنية لها تأثيرات ايجابية منها أنها تلطف وترطب الجلد ، كما انها تحتوي مواد قاتلة للبكتيريا الضارة بالجلد ، والغدد الدهنية تكون عادة مرتبطة ومتصلة بجريبات الشعر ، لأن الافرازات الدهنية تمر بمحاذات ساق الشعرة الى سطح الجلد ، أما المناطق الجلدية التي لا يوجد فيها شعر فان الغدد الدهنية تفرز افرازاتها مباشرة الى سطح الجلد .
ان أسباب ظهور حب الشباب لازالت غير واضحة تماما ، مع أن هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورا هاما في ظهور حب الشباب ، نذكر منها :
1 – العوامل الهرمونية :
حجم الغدد الدهنية يزداد مع تقدم العمر ، وعند مرحلة البلوغ – الذكور والاناث على حد سواء – يزداد تركيز الهرمونات الجنسية ، ومن الناحية الفسيولوجية ، فان افراز الغدد الدهنية واقع تحت السيطرة الهرمونية وخصوصا الجنسية منها ، ولهذا يزداد افراز وحجم الغدد الدهنية بشكل ملحوظ ، مما يزيد من لزوجة الافرازات ، ويكون هذا مصحوبا بزيادة نشاط الخلايا الظهارية التي تبطن الفتحات الجريبية للشعر والتي تمر من خلالها المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الدهنية . كل ذلك يؤدي الى صعوبة تصريف المواد الدهنية عبر الفتحات الجريبية للشعر مما ينتج عن ذلك تجمع المواد الدهنية وتكوين ما يسمى بالزوان (comedones)، والزوان اما أن يكون بشكل مغلق ذو رأس لون أبيض بسبب عدم تعرض المواد الدهنية للهواء وبالتالي عدم تأكسدها ، في حين أن الزوان الأسود يكون مفتوحا وملامسا للهواء وان المواد الدهنية قد تأكسدت وتحول لونها الى الأسود وتكون عادة على السطح الخارجي .

لقد لوحظ بعض الاختلالات في استقلاب الهرمونات الذكرية عند الأشخاص المصابين بحب الشباب ، والمتمثلة بما يلي :
أ – زيادة تحويل هرمون تستوستيرون ( testosterone ) الى تستوستيرون ثنائي الهيدروجين الاكثر فعالية من الأول ، بواسطة أنزيم يدعى
(5- alpha reductase) موجود في الغدد الدهنية .
ب – زيادة انتاج هرمون تستوستيرون .
ج – نقص البروتين الذي يرتبط به هرمون تستوستيرون في الدم ، مما يزيد من تركيزه في الدم والأنسجة وخصوصا الغدد الدهنية .
هرمون الأستروجين والمركبات الشبيهة له تقلل من حجم الغدة الدهنية ، ولكن بجرعات عالية . في حين أن هرمون البروجسترون يعمل على انتفاخ الغدة الدهنية نتيجة حبسه للماء في الجسم ، ولعل هذا تفسير لما يحصل عند السيدات من ظهور حب الشباب أثناء الدورة الشهرية .
2– تقرن مسار خروج الافرازات الدهنية :
وينتج من تراكم خلايا طبقة الجلد الظهارية المبطنة لمسار خروج الافرازات الدهنية ، والسبب وراء ذلك هو هرمون تستوستيرون والأحماض الدهنية الحرة . وأن هذا التراكم يمنع خروج الافرازات الدهنية الى سطح الجلد مكونا انتفاخات جلدية مؤلمة .
3 – البكتيريا :
لقد تم عزل عدة انواع من البكتيريا التي تزيد من حدة حب الشباب ، الا ان البكتيريا التي يطلق عليها ( P.acne ) و( staph . epidermidis) هما الأكثر شيوعا ، وتعملان على تحلل المواد الدهنية الى أحماض دهنية حرة تخرش وتهيج جدار الجريب الذي تمر من خلاله الافرازات الدهنية والنتيجة انتفاخات جلدية مؤلمة .

4– تأثير الغذاء على حب الشباب :
لا توجد ادلة علمية على أن الغذاء له دور في تنشيط وظهور حب الشباب ، ولهذا فان الحمية الغذائية ليست ضرورية للحد من حب الشباب.
5 – الانفعالات النفسية :
لوحظ بأن الانفعالات النفسية تؤثر علىظهور حب الشباب .
6-الأدوية والملوثات الكيميائية :
لقد لوحظ بأن بعض الأدوية إذا أخذت أثناء فترة الإصابة بحب الشباب تزيد الأمر سوء لأنها تزيد من حساسية الغدد الدهنية للهرمونات الذكرية ، وبالتالي زيادة إفرازاتها ، مثل مركبات الكورتيزون ، وموانع الحمل المحتوية على مركبات هرمون البروجسترون ، في حين أن مركبات الاستروجين لها فعل مضاد للهرمونات الذكرية ، ولذلك فان اعطاء مضادات الاستروجين تزيد من الافرازات الدهنية ، كما ان بعض الادوية المقاومة للصرع ، ومركبات الليثيوم واليود والمركبات العضوية الهالوجينية وزيوتها الطيارة ، تتسبب في زيادة ظهور حب الشباب . اما اذا تناول الشخص مثل هذه الأدوية ، او تعرض للملوثات البيئية كأن يتطلب عمله التعامل معها مثلا ، في غير فترة ظهور حب الشباب ، فانها تسبب ظهور بثور أو حبوب جلدية صغيرة شبيهة بحب الشباب يطلق عليها البثور الجلدية البيئية( acne venevata ) .
العلاج :
الطرق المتبعة في علاج حب الشباب تهدف الى :
1-التقليل من البكتيريا التي تزيد من أعراض حب الشباب . وذلك باستخدام المضادات الحيوية سواء كانت موضوعية (على شكل كريمات أو صابون ) على الجلد مباشرة أو عن طريق الفم .
2-التقليل من افراز المواد الدهنية ، عن طريق المعالجة الهرمونية
3- التقليل من التقرن الذي يعيق خروج افرازات الغدد الدهنية ، عن طريق استخدام المقشرات الجلدية الموضعية .

الصيدلاني راتب الحنيطي




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء وحليب الام الجزء الرابع

الدواء وحليب الام الجزء الرابع


الونشريس

الجزء الرابع
مراحل إفراز الحليب:-
يمر إفراز الحليب بالمراحل الثلاثة التالية:-
1 – مرحلة إفراز اللبأ (colostrum stage) : والذي يبدأ إفرازه بشكل واضح من اليوم الثاني بعد الولاده و يستمر حتى اليوم الرابع أو الخامس .

2 – المرحلة الإنتقالية (transitional period) وهي الفتره التي يتم فيها إنخفاض اللبأ تدريجياً و تكوين الحليب الطبيعي (full milk) وهذه الفتره الإنتقاليه تبدأ من اليوم الخامس حتى الأسبوع الثالث أو الرابع من الرضاعة.

3- المرحلة الثالثة (period of fully established milk secretion) : وفيها يتكون الحليب التام الطبيعي و يكون ذلك بعد الأسبوع الثالث أو الرابع من الرضاعة .

اللبأ (Colostrum) :

اللبأ هو الحليب غير التام و الذي يفرز في الأسابيع الأخيره من الحمل، و يكون إفرازه واضحاً بعد الولاده إبتداءً من اليوم الثاني حتى اليوم الرابع أو الخامس .

يتميز اللبأ بالخصائص التالية:-
1 – يعتبر اللبأ سائلاً صافياً يميل إلى اللون الليموني الأصفر الغامق و هذا اللون الأصفر عائد إلى وجود مادة (carotenoid) التي تتحول إلى فيتامين ( أ ) مقارنه باللون الأبيض للحليب العادي و ذلك بسبب وجود أملاح الكالسيوم لبروتين الكازيين (Ca++-salt of casein) ووجود المواد الدهنيه على شكل مستحلب (emulsified lipid) .
2 – يكون اللبأ قاعدي التفاعل أي أن قيمة الأس الهيدروجيني (PH) تبلغ 7.7 (PH = 7.7) وذلك لوجود كميات عالية من البروتينات في اللبأ .

3 – تكون قيمة الوزن أو الثقل النوعي (specific grarity) ما بين 1.040 و 1.060 هذه القيمه العالية -مقارنه بتلك القيمة للحليب العادي وهي 1.030- مردها إلى قلة محتوى اللبأ الدهني وزيادته في الحليب التام الطبيعي، ذلك أن الثقل النوعي للدهنيات أقل من واحد صحيح و لذلك عندما يزيد محتوى الحليب من الدهنيات تنخفض قيمة الثقل النوعي له .

4 – يحتوي اللبأ على كمات كبيرة من البروتينات تقّدر بما نسبته 8% وهي تفوق تلك الكمية الموجوده في الحليب الطبيعي و التي تقدّر بِ(1.1%) .

كما يحتوي أيضاً على كميات كبيره من المعادن و الأيونات كأيونات الصوديوم و الكلور و البوتاسيوم، وذلك لزيادة نسبة الماء التي يتناولها الطفل وبالتالي منعه من الجفاف و أعراضه .

هذا بالإضافه لإحتوائه على البوتاسيوم و الفسفور، و الأحماض الأمينيه و الفيتامينات و خصوصاً فيتامين أ حيث يعتبر اللبأ غنياُ جداً بهذا الفيتامين و لكن محتواه من الكربوهيدرات و الدهنيات يكون قليلاً مقارنه بالكميات الموجوده في الحليب الطبيعي، و تقدّر نسبة الكربوهيدرات في اللبأ بِ 4% و الدهنيات بِ 3% في حين نسبتها في الحليب الطبعي 7% ،3.5% على التوالي .

5 – يحتوي اللبأ من الناحية المجهريه (microscopically) على الكريات اللبأيه (colostrum corpuscles) وهي عبارة عن مزيج من خلايا غديه منتزعه و خلايا لمفيه و حيدة الخلايا و أخرى عديدة الخلايا و حبيبات دهنيه مختلفة الأحجام.
وظائف اللبأ (functions of colostrm) :
تكمن أهمية اللبأ بالنسبة للطفل الرضيع بتحقيق الفوائد التالية له:-

1-القيمة الغذائية :
يحتوي اللبأ على كميات كبيرة من البروتينات أكثر مما يحتويه الحليب العادي، ذلك أن البروتينات مهمة للطفل و خاصه في بداية حياته، لإستغلالها في عمليات البناء (anabolic process) لمختلف أجهزة وأعضاء جسمه .

2-الناحية المناعية (Immunollogical aspect) :
لإحتوائه على الأجسام المضاده مثل IgA الذي بدوره يقاوم أنواع كثيره مختلفه من البكتيريا و الرواشح (الفيروسات)، كذلك يحتوي اللبأ على الخلايا المناعية التي تقوم بمهاجمة الأجسام الغريبة و الأجسام المجهريه الحية الضارة بجسم الطفل حيث تقوم بمقاومتها و إبتلاعها و إطلاق الأنزيمات المحلله وبالتالي القضاء عليها .

3-تليين أمعاء الطفل (laxative effect) :
يعتبر اللبأ من العوامل المساعده التي تساعد الطفل على طرح السوائل المخاطيه (meconium) الموجوده في جهازه الهضمي و ذلك عن طريق إثارة و من ثم زيادة الحركة الدوديه لجهازه الهضمي (stimulation of perstalsis movment).

4-ترطيب حلمة الثدي و تليينها
(emollient action on the nipple) :
يساعد اللبأعلى ترطيب و تليين حلمة الثدي لمنعها من الجفاف و التشقق و كذلك لمنح الطفل سهولة الرضاعه .

إن كمية اللبأ التي تفرز يومياً لا تكون كميه كبيره بل تتراوح ما بين 10-40 سم3 إعتماداً على عدة عوامل -منها مثلاً نوع و كمية الغذاء الذي تتناوله الأم المرضع. بعد إيام قليلة من الرضاعة، يدخل اللبأ في المرحلة الإنتقالية حتى تقريباً الإسبوع الثالث أو الرابع، بعد هذه المرحله يدخل الحليب في مرحلته التامه، حيث يتبعها إزدياد تدريجي في المحتوى السكري و الدهني مع نقصان في كمية البروتينات و المعادن، أما إذا بقيت الصفات الفيزيائيه والبيولوجيه للبأ على ما هي عليه و لم تتغير ولم تخف شيئاً فشيئاً بعد اليوم الثالث أو الخامس بعد الولاد، فإن ذلك يعني أن الثدي لن يفرز الحليب بشكله التام و الطبيعي مما يشير إلى أن الحليب غير صالح للرضاعه (deteriorating) .

بعد المرحله الإنتقالية يبدأ الثدي بإفراز الحليب التام الطبيعي
(full milk) والذي يمكن أن نعرفه بأنه محلول يتكون من البروتينات و الكربوهيدرات و الأملاح والفيتامينات و باقي العناصر الغذائيه الأخرى حيث تكون المواد الدهنيه بشكل معلق (suspended) أو تكون على شكل مستحلب (emusified fats) و يأخذ الحليب العادي اللون الأبيض لوجود أملاح الكالسيوم لبروتين الكازيين و لوجود المواد الدهنيه المستحلبه، كما أن الحليب حامضي التفاعل مقارنه بحليب اللبأ ذلك لإن المحتوى البروتيني أقل في الحليب العادي عنه في اللبأ و تكون قيمة اأس الهيدروجيني (PH=6.6 – 6.8)، و إن قيمة الوزن النوعي للحليب العادي (Sp. gr.) تعادل (1.032 – 1.030) كما أن الحليب إذا غلي فإنه لا يتخثر و لكن بدلاً من ذلك تتكون طبقه على السطح محتوية على الكازين و أملاح الكالسيوم، بينما إذا غلي اللبأ فإنه يتخثر على شكل قطع كبيره .




رد: الدواء وحليب الام

الاخت المشرفة العامة المحترمة
ارجو اضافة الجزء الرابع الى العنوان




رد: الدواء وحليب الام

بارك الله فيك ورمضان كريم لجميع اهلنا في الأردن الحبيب .




رد: الدواء وحليب الام

كل عام وانتم بخير اخي اين العلم




رد: الدواء وحليب الام

شكرا بارك الله فيك




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

التداخلات الدوائية – 1

التداخلات الدوائية – 1


الونشريس

مقدمة

تتأثر القيمة العلاجية لدواء عندما يتزامن مع أخذ دواء آخر أو غذاء من قبل المريض نتيجة التداخلات الدوائية – الدوائية والدوائية – الغذائية التي قد تحدث . بعض هذه التداخلات قد تكون من الناحية السريرية خطرة في حين أن البعض الآخر منها قد تكون أقل خطورة ، والتداخلات سواء كانت دوائية دوائية أو دوائية غذائية نؤدي الى زيادة سمية الأدوية أو تقليل القيمة العلاجية . ومع هذا ليست كل التداخلات سيئة فالبعض منها يمكن استغلاله بشكل إيجابي في المعالجة الدوائية أو معالجة الجرعات الزائدة التي قد يتناولها المريض .
تزداد خطورة التداخلات في حالة أخذ أكثر من دواء من قبل المريض في آن واحد ، وتزداد أيضا كلما تقدم الشخص بالعمر حيث تضعف الوظائف الفسيولوجية لكثير من أعضاء جسمه وخصوصا الأعضاء التي لها دور رئيس في التحكم بزمن بقاء الدواء في الجسم ، مثل : القلب والكبد والكلى ، وغيرها ، إضافة إلى إصابة الشخص بأمراض مزمنة تؤثر على حركية الدواء في الجسم .
ويكون تأثير التداخلات في أخطر حالاته عند استعمال الأدوية ذات الدليل العلاجي الضيق ( narrow therapeutic index ) كدواء ثيوفيلين ودواء فينايتون مع أدوية أو أغذية تتسبب في تغيير تركيز هذه الأدوية في الدم زيادة أو نقصانا .
ولما كان من المتعذر معرفة جميع أنواع التداخلات الدوائية معرفة شاملة ، فقد عمدت في هذا الكتاب الى التعريف بآليات التداخلات الدوائية التي تسهّل استنتاج حدوثها لدى العارفين بخصائص الأدوية . وقد حرصت على أن يكون هذا الكتاب قاعدة يستند عليها العاملون في القطاعات الطبية في تنبؤ حدوث أية تداخلات دوائية – دوائية أو دوائية – غذائية محتملة وذلك للحصول على أفضل نتائج لاستخدامات الأدوية .
يتألف الكتاب من فصلبن رئيسيين ، الأول يتناول التداخلات الدوائية – الدوائية ،والفصل الثاني يتناول التداخلات الدوائية – الغذائية .
ويتضمن الكتاب شرحا مفصلا لمختلف الآليات التي من خلالها تحدث هذه التداخلات ، سواء كانت تداخلات تحدث أثناء تحضير المستحضرات الصيدلانية قبل إعطائها للمريض ، أو تداخلات تحدث داخل جسم الإنسان والمتمثلة بالتداخلات الناتجة عن حركية الدواء وتلك الناتجة عن آلية فعل الدواء .
وإنني أهيب بزملائي الصيادلة والعاملين في القطاعات الطبية المختلفة الأخرى بذل أقصى ما لديهم لتجنب الوقوع في أخطار هذه التداخلات ، كما ويسعدني أن أستمع لآراء واقتراحات اخواني الزملاء وخاصة السلبية منها من أجل تحسين المادة العلمية للكتاب وزيادة للفائدة . وختاما ، لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى عمادة كلية الصيدلة / جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ممثلة بعميدها الأستاذ الدكتور معتز الشيخ سالم والدكتور صعفان الصافي / قسم الصيدلة السريرية الذي قام – مشكورا – بمراجعة الكتاب .
أسأل الله أن يكون ما قدمته نافعا لجميع المهتمين في القطاعات الطبية المختلفة ، والله من وراء القصد .
الصيدلاني راتب الحنيطي
22/5/2001




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والطعام – 4

الدواء والطعام – 4


الونشريس

التداخلات الدوائية الغذائية التي تؤثر على فعالية الدواء .

تحدث بعض مكونات الغذاء خللا في تأثير بعض الأدوية ، وقد تكون مفيدة في تجنب أو زوال الآثار السيئة للأدوية عند التحكم بنوع وكمية الغذاء ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، نذكر منها ما يلي 450:
1- فعالية دواء ليفو- دوبا المستخدم لعلاج داء باركنسون تخف أو تتوقف بأخذ أطعمة تحتوي على كميات عالية من فيتامين ب6 لأن هذا الفيتامين يسّرع من استقلاب ليفو – دوبا .
2- فيتامين ك يقلل من فعالية دواء وارفارين المانع لتخثر الدم بسبب منافسته الدخول إلى خلايا الكبد التي تنتج مادة بروثرومبين ( prothrombin ) .
3- اثنان من الكهارل ( electrolytes ) يؤثران على عضلة القلب وعلى فعالية دواء ديجوكسين ، هما : البوتاسيوم والكالسيوم . فالبوتاسيوم يقلل من قوة انقباض عضلة القلب ويزيد من فترة انبساطه ، بينما عنصر الكالسيوم يزيد من قوة الانقباض ويزيد كذلك من فترة الانبساط . ودواء ديجوكسين الذي يستخدم في حالة قصور عمل القلب يزيد من انقباض عضلة القلب ، وعليه فان البوتاسيوم من الناحية الفسيولوجية يعتبر مخالفا لعمل دواء ديجوكسين في حين أن الكالسيوم مشابها له . تظهر سمية دواء ديجوكسين عند هبوط مستوى البوتاسيوم في الدم ، ومن الأسباب التي تؤدي إلى هبوطه الإصابة بالاسهالات الشديدة والمتكررة ، واستخدام الملينات بشكل متكرر ، استخدام الأدوية المدرة للبول الطاردة للبوتاسيوم ، وغيرها . ولتعويض نقص البوتاسيوم ينصح بتناول الأغذية ذات المحتوى العالي من البوتاسيوم أثناء تعرض الشخص لمثل هذه الحالات التي تؤدي الى نقصانه في الدم .
4- الأدوية الخافضة لفرط التوتر الشرياني ( hypertension ) تتأثر جرعاتها بالأغذية التي ترفع مستوى الصوديوم في الدم ، فالإكثار من شرب عصير عرقسوس يؤدي الى رفع مستوى الصوديوم في الجسم ، بسبب احتوائه على مادة ستروئيدية هي كاربينوكسولون ( carbenoxolone ) التي تعمل على حبس الصوديوم والماء في الجسم وطرح البوتاسيوم.
5- المرضى الذين يأخذون أدوية مانعة للانزيم المؤكسد للمركبات أحادية الأمين ( MAOI ) يتعرضون لارتفاع حاد – وقد يكون خطير – للتوتر الشرياني ا إذا أكثروا من تناول أغذية تحتوي على مادة تايرامين ( tyramine ) مثل الجبن والشوكولاتة وبعض أنواع المشروبات الروحية . ذلك أن هذه المادة تستقلب عادة عن طريق الأمعاء لوجود الانزيم المؤكسد للمركبات أحدية الأمين ، فعند تثبيط هذا الانزيم فان كميات كبيرة من مادة تايرامين الموجودة في الطعام سوف تدخل الدورة الدموية مسببة تحرر مادة نور- أدرينالين من مناطق تخزينه في النهايات العصبية والنتيجة هي ارتفاع في التوتر الشرياني .

الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية الغذائية




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

مسميات المخدرات

مسميات المخدرات


الونشريس

مسميات المخدرات

كثير من مسميات أدويةالمخدرات يرتكز على أصل لهذه التسمية – تماما كما هو الحال في كثير من أسماء الأشخاص وغير الأشخاص – وانه من المفيد جدا أن يدرك الشخص أصل تسمية الأشياء وخصوصا تلك التي ضمن مهنته أو اختصاصه ، فقد يسمى الدواء مثلا بناء على مناسبة حدثت في ذلك الوقت ، أو نسبة الى مصدره ، أو نسبة إلى الشخص الذي اكتشفه ، أو أن يشتق اسم الدواء من معتقدات اجتماعية ، وغيرها . والأمثلة التالية توضح هذا المعنى .
1- الأفيون ( opium ) .
الأفيون ( opium ) مشتقة من اللغة الاغريقية القديمة ( opion ) ومعناها العصير ويستخرج الأفيون من محافظ نبات الخشخاشPapaver somniferum ) ) غير الناضجة المعروف في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس ومصر وآسيا الوسطى ثم انتشر فيما بعد الى الهند والصين ، ولم يعرف في بلاد الغرب الا في القرن الخامس عشر وذلك في انكلترا نظرا لعلاقتها مع الهند . والأصل في اسم النبات أنه مشتق من الكلمات الإغريقية القديمة ، فكلمة ( papaver ) تعني ( poppy ) وهي محافظ الخشخاش ، وكلمة ( somniferum ) تعني جلب النوم .

2 – دواء مورفين ( Morphine ) .
تمكن الصيدلاني الألماني سيرتيرنر ( Serturner ) عام 1803 م من عزل المادة الفعالة في خام الأفيون وهو المورفين المسؤول عن معظم الآثار الفسيولوجية والنفسية المترتبة على استخدام الأفيون بأي صورة من الصور . وكلمة مورفين جاءت نسبة إلى اله الأحلام عند الإغريق والذي يعرف باسم ( مورفيس ) ( Morpheus ) . وتبلغ فاعلية المورفين عشرة أضعاف فاعلية الأفيون . وكان استخدام المورفين شائعا ومباحا قبل أن يتم التعرف على خصائصه الادمانية ، وفي أواسط القرن التاسع عشر بدأ باستعمال المورفين كحقن تخت الجلد ، ثم استخدم عن طريق الحقن في الوريد مباشرة لتخفيف حدة الآلام ، وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب الأهلية التي بدأت سنة 1861م – أواخر 1864م ، لمواجهة احتياجات العمليات الجراحية أثناء الحرب ، ولعلاج الدوسنتاريا ( الزحار ) وحالات الإسهال الشديدة . ويمثل عام 1853م نقطة تحول هامة في تاريخ استخدام المورفين عندما استحدث العالم الكسندر وود ( Alexander Wood ) في نفس العام طريقة الحقن تحت الجلد أدى ذلك إلى زيادة في تأثير المورفين ، وكانت زوجة هذا العالم هي أولى ضحايا حقن المورفين تحت الجلد ، فقد توفيت بسبب أخذها جرعة عالية من المورفين .

3- دواء هيروين ( Heroine )
كلمة هيروين مشتقة من كلمة لاتينية تعني البطولة ، باعتبار أن تحضيره كان أمرا بطوليا لان الأطباء عندما عرفوا أن المورفين يسبب الإدمان لذلك جدّ بعضهم لاكتشاف مشتق جديد للمورفين ، فكان الهيروين . والهيروين مادة شبه مصنعة ( semisynynthetic )من المورفين ، تم الحصول عليها في لندن عام 1874 م على يد العالم ( رايت ) ( C.B. Wright ) ، عن طريق غلي المورفين مع حمض الأستيل- الخل – ( Acetic acid ) لعدة ساعات . وقد عرف بثنائي أستيل المورفين ( diacetylmorphine ) الى أن أطلقت عليه الشركة الدوائية المشهورة (باير ) ( Bayer ) سنة 1898م اسم هيروين كمركب جديد يفيد المدمنين على المورفين وكبديل له في معالجة السعال وغيرها مما أدى الى تسميته بدواء الربGod’s own medicine )(.
الفعل الدوائي للهيروين هو نفس عمل المورفين ، ذلك أن الهيروين يتحول في جسم الإنسان إلى مورفين خلال دقائق معدودة ، وللهيروين فاعلية سريعة لتخفيف الألم ، والنتائج هي نشوة ومرح في المزاج وشعور بالسلام والارتياح والطمأنينة لأن الدواء يزيل عناء البيئة داخليا وخارجيا على السواء . ويعتبر هذا من أهم الأسباب التي تجعل الإدمان على الهيروين أقوى منه على أية أدوية أخرى غير مشروعة ، والهيروين أقوى من المورفين في تسكين الألم بثلاثة أضعاف وأقوى من الأفيون بثلاثين مرة . وهو يستخدم في معالجة إزالة الألم وكمهدئ وموقف للسعال ومقاوم للإسهال ، كما أنه يستخدم في معالجة مرضى السرطان .إلا أنه لم يعد للهيروين أي استخدام طبي نظرا لسرعة الإدمان عليه . ومن أسمائه المتداولة بين المدمنين نذكر منها : حجارة هونج كونج ، الهيروين الصيني ، لؤلؤة التنين الأبيض ، واحة الأحلام ، وغيرها .

4- القنب الهندي – الحشيش –
– القنب كلمة لاتينية معناها ضوضاء، وقد سمي الحشيش بهذا الاسم لأن متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى ذروة مفعولها. ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش، ومعناه في اللغة العربية "العشب" أو النبات البري، ويرى بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية "شيش" التي تعني الفرح، انطلاقاً مما يشعر به المتعاطي من نشوة وفرح عند تعاطيه الحشيش. عرفت الشعوب القديمة الحشيش وصنعوا من أليافه أمتن الحبال والأقمشة واستخدموا بذوره ( القنبز ) غذاء للطيور ، وأسماه الصينيون واهب السعادة .
وأطلق عليه الهندوس اسم مخفف الأحزان ، وفي القرن السابع قبل الميلاد استعمله الآشوريون في حفلاتهم الدينية وسموه نبتة "كونوبو"، واشتق العالم النباتي ليناوس سنة 1753م من هذه التسمية كلمة "كنابيس" Cannabis.
وكان الكهنة الهنود يعتبرون الكنابيس (القنب – الحشيش) من أصل إلهي لما له من تأثير كبير واستخدموه في طقوسهم وحفلاتهم الدينية، وورد ذكره في أساطيرهم القديمة ووصفوه بأنه أحب شراب إلى الإله "أندرا"، ولا يزال يستخدم هذا النبات في معابد الهندوس والسيخ في الهند ونيبال ومعابد أتباع شيتا في الأعياد المقدسة حتى الآن.

وقد عرف العالم الإسلامي الحشيش في القرن الحادي عشر الميلادي، حيث استعمله قائد القرامطة في آسيا الوسطى حسن بن صباح، وكان يقدمه مكافأة لأفراد مجموعته البارزين، وقد عرف منذ ذلك الوقت باسم الحشيش، وعرفت هذه الفرقة بالحشاشين.

أما أوروبا فعرفت الحشيش في القرن السابع عشر عن طريق حركة الاستشراق التي ركزت في كتاباتها على الهند وفارس والعالم العربي، ونقل نابليون بونابرت وجنوده بعد فشل حملتهم على مصر في القرن التاسع عشر هذا المخدر إلى أوروبا. وكانت معرفة الولايات المتحدة الأميركية به في بدايات القرن العشرين، حيث نقله إليها العمال المكسيكيون الذين وفدوا إلى العمل داخل الولايات المتحدة.

5 – كحول :
الخمرة – في اللغة العربية – هي كل مسكر مخامر للعقل مغط عليه ، وخمر الشيء بمعنى ستره . وهناك لفظ الغول الذي يطلق على الخمرة ، وسبب هذه التسمية هو أن الكحول يغتال العقل ، ويطلق عليه الكحول ( alcohol ) في اللغة الإنجليزية . ويقصد بالكحول الكحول الايثيلي أو الايثانول ( ethyl alcohol , ethanol ) ، وينتج من تخمر المواد السكرية والنشوية ، وقد عرفت المشروبات الكحولية منذ فجر التاريخ عندما شرب الإنسان نقيع الفواكه والأوراق النباتية في المياه الراكدة ، وعندما أدخل الكيميائين العرب عملية التقطير إلى أوروبا في العصور الوسطى ، ظن العاملون بالكيمياء هناك أن الكحول هو إكسير الحياة الذي يفتشون عنه . إن التنوع في تصنيع المشروبات الكحولية المختلفة يمكن الحصول عليه باستعمال مصادر سكرية مختلفة للتخمير ، بقصد الحصول على العنصر الأساسي والفعال فيها وهو الايثانول الناتج من تخمبر السكر مع حويصلات الخميرة أو البكتيريا . فمثلا ، تصنع البيرة من حبوب الشعير ، والنبيذ يخمّر من العنب أو التوت ، والوسكي يصنع من الحبوب مثل الذرة ، وغيرها . ولكن الخميرة أو البكتيريا التي تحول السكر إلى كحول لا تستطيع إنتاج كميات كبيرة ، لأنها تموت كلما زاد تركيز الكحول عن نسبة محددة ، بمعنى أن هناك سقفا بيولوجيا لانتاج الكحول عن طريق مثل هذه الكائنات الدقيقة . فمثلا ،تركيز الكحول في البيرة ( 5 ) % ، وفي النبيذ ( 12 % ) . إلا أن التطور في تقنيات التقطير أدت إلى إمكانية الحصول على تراكيز مرتفعة من الكحول قد تصل الى حد الايثانول النقي تقريبا . وقد أوجدت عملية التقطير هذه مشروبات كحولية قوية مثل الويسكي ، والجن ، والفودكا وغيرها .

6 – أدوية مجموعة الباربيتيوريت ( Barbiturates )

هذه الأدوية مشتقة من حمض الباربيتيوريك ( barbituric acid ) الذي تم تصنيعه عام 1862 م أكتشفها ألفرد باير ( A. Bayer ) ويقال بأن هذه التسمية جاءت تيمنا باسم القديسة باربارا ( Sajnt Barbara ) ، حيث تم تحضير هذه الحمض في عيد ميلادها في 4 / 9 / 1862 م . وأول ما عزل من هذا الحمض هو الباربيتون ( barbitone ) ودخل في الاستخدام السريري عام 1903م ، وبعد تسع سنوات تم تكوين فينوباربيتون ( phenobarbitone ) ، وتوالت بعد ذلك المئات من هذه المجموعة . ويرى أهل الاختصاص أن الباربيتيوريت تمثل خطرا حقيقيا في عالم المواد النفسية ، لكنها استمرت فترة طويلة لا تستثير من الاهتمام ما يكفي للاقلال من أخطارها ان لم يكن لتحاشيها . ويستشهدون على ذلك بأن هناك مقالا نشره الدكتور ولكوكس ( Dr. Willcox ) في عام 1913م عن الأخطار المميتة لدواء الباربيتون الذي بدا استعماله سريريا عام 1903م ، ولكن أحدا لم يلتفت إليه إلا في الخمسينات عندما نشرت مجلة لانست ( Lancent ) المشهورة في افتتاحيتها بأن الباربيتيوريت مواد نفسية لها القدرة على إحداث إدمان حقيقي ، وان استعمالها ينطوي على مخاطر لا تلقى من الحذر ما تستحقه . وفي الوقت نفسه نشرت " المجلة الطبية البريطانية " في الافتتاحية بأن الباربيتيوريت تحتوي على كل خصائص المواد المحدثة للإدمان .
7 – القات

القات شجرة دائمة الخضرة ، يصل ارتفاعها الى حوالي سبعة أمتار ولكن السكان يقلمون أغصانها لتظل قليلة الارتفاع ليسهل عليهم قطف أوراقها الخضراء الداكنة ، وشجرة القات لا بذور لها ولا زهر ولا ثمر . تنمو على سطح مرتفعات بعض المناطق مثل أثيوبيا واليمن وكينيا وأوغندة وزائير وتنزانيا ، وغيرها . إلا إنها توجد بكثرة في اليمن وشرق أفريقيا وبخاصة أثيوبيا والصومال . ومن الصعب تحديد سبب تسمية القات بهذا الاسم ، الا أن هناك رأي يشير الى أن كلمتي القات والقهوة مأخوذتان من الكلمة ( قهفا ) وهي اسم مدينة في الحبشة ، وجمع القات و القهوة معا لان كلا النبتتين تحتاجان إلى ظروف مناخية متشابهة ، إلا إن شجرة القات أكثر ربحا إضافة إلى أنها لا تحتاج إلى رعاية في الزراعة ، كما أنها تعطي ثمارها بعد ( 3 ) سنوات ثم تستمر في إعطاء الثمار طوال السنة . أما شجرة البن فتحتاج إلى رعاية زراعية ، وتعطي ثمارها بعد ( 6 ) سنوات ، فضلا عما تحتاجه من تكلفة في الحصاد وتعرية الثمار .

والجزء المستخدم من النبتة هو الأوراق – واسم النبتة هو ( catha edulis forsk ) – ذات رائحة عطرية مميزة ، وذات مذاق عطري حلو وقابض . وتظل الأوراق طازجة لمدة تقرب من أربعة أيام ثم تتحول من اللون الأخضر الى الأصفر حيث تفقد قدرا من فاعليتها . وأول ما أسماها باسمها العلمي ووصفها وصفا دقيقا هو العالم السويدي بير فورسكال ( Per Forsskal ) الذي توفي في اليمن سنة 1763 م .
8 – التبغ أو الدخان ( الطباق )
يقال بأن كلمة تبغ مشتقة من كلمة تباغو وهي اسم جزيرة من جزر أنتيل في المكسيك في أمريكا الشمالية .
وقيل أنه عندما وصل المستكشفون الأوروبيون الى الأراضي الأمريكية ( عدا المناطق الشمالية حيث موطن الأسكيمو أو النهاية الجنوبية ) وجدوا المستوطنين هناك يستعملون التبغ بشتى الطرق ، فقد لاحظ رجال كولومبوس الذين وصلوا إلى كوبا عام 1492 م الناس هناك من رجال ونساء يستنشقون الدخان من لفائف يصنعونها من أوراق التبغ على شكل مخروطي وكانوا يطلقون على هذه اللفائف اسم توباكوس ( tobacos ) وهي الشكل الابتدائي للسيجارة المعروفة حاليا . والنبات الذي تصنع منه هذه اللفائف هو نبات النيكوتيانه التبغية ( nicotiana tabacum )، في حين أن المستكشفون البريطانيون والفرنسيون والأسبان الذين غزوا الجزء الشرقي من أمريكا الشمالية وجدوا الأهالي هناك يدخنون التبغ بأداة الغليون – البايب ( pipe ) ، والنبات الذين يدخنونه هو نبات نيكوتيانه رستيكا ( nicotina rustica ).
وتعرف عليها سفير اسبانيا في البرتغال جان نيكوت ( Jean Nicot ) عام 1530م ، وزرعها في حديقته واستعمل أوراقها في معالجة الألم النصفي من الرأس ( الشقيقة ) ، وأرسلها كذلك الى ملكة فرنسا آنذاك كاترين دو ميديسس ( Catherin de Medicis ) لعلاج الشقيقة الذي أصابها فوجدت فيه علاجا مناسبا، وكان يستخدم بشكل منقوع عن طريق الفم أو بشكل تحاميل شرجية وأدى هذا الاستخدام الى كثير من الوفيات لم يستطع أحد أن يفسرها في ذلك الحين.وعند فصل المادة الفعالة في التبغ أطلق عليها نيكوتين نسبة الى السفير الفرنسي في البرتغال جان نيكوت.

الصيدلاني راتب الحنيطي




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء وحليب الام – الجزء السادس

الدواء وحليب الام – الجزء السادس


الونشريس

العوامل التي تؤثر على حجم ومكونات الحليب
العوامل الفسيولوجية ( physiologic factors ) : وتشمل تلك المتعلقة بالام من حيث العمر ،الاصابة بأمراض تؤثر على افراز الهرمونات ذات العلاقة وقت الولادة ، العرق ، وقت الارضاع ، وسلوك الطفل الارضاعي، الخ.
العوامل الخارجية : مثل التغذية ، والادوية التي من شأنها التدخل في هرمون الحليب وافرازه ، والتدخل في هرمون اكسيتوسين المسؤل عن تدفق الحليب الى الطفل.
الا اننا سوف نتطرق الى تأثير الادوية على الرضاعة ، فأقول : ان هناك العديد من الادوية التي تؤثر على حليب الام اما بزيادة حجم الحليب او نقصانه وقد يكون مصاحبا بتغيرات لمكوناته ، وقد لوحظ بان معظم الادوية تؤثر على هرمون البرولاكتين ( prolactin ) بالدرجة الاولى .

وعليه يمكن تقسيم الادوية التي تؤثر على الرضاعة الى ما يلي :
1 – أدوية تثبط الرضاعة ( drugs that inhibit lactation ).
2 – أدوية تزيد من حجم الحليب ( drugs that enhance lactation ) .
3 – نباتات طبية تزيد من افراز الحليب.

الادوية التي تثبط افراز الحليب

وقد يكون استخدام هذه الادوية بصورة متعمدة لوقف الحليب لاسباب معينة ، ومن هذه الادوية :
– الهرمونات السترويدية ( steroid hormones ) ، وهي المشتقة من الاستروجين والبروجستين .

دواء ليفو – دوبا ( L- Dopa ) حيث يتحول في الجسم الى مادة الدوبامين المثبطة لهرمون الحليب ( البرولاكتين ) .

فيتامين ب 6 ( vitamin B6 ) . يعتبر مساعد انزيمي يسرع من تحول دوبا الى دوبامين.

دواء ميترجولين ( metergolline ) ، وهو مضاد لفعل سيروتينين .

دواء كلوميفين ( clomiphene ) .

مشتقات الارجوت : ( ergot derivatives ). تمنع افراز البرولاكتين عن طريق تنشيط مستقبلات الدوبامين على الغدة النخامية , ومن هذه المشتقات المستعملة لوقف ادرار الحليب بشكل طبي ( Lisuride ) ،

أدوية تقلل من تأثير هرمون اكسيتوسين ( oxytocin ) ، وهو الهرمون المسؤل عن طرح الحليب عبر القنوات الحليبية ( عصرها ) حتى تصل الى فم الطفل عن طريق انقباض الخلايا الظهارية الطلائية العضلية المحيطة بالعنبات المفرزة للحليب الموجودة في الثدي ، ويعتبر الادرينالين والايثانول والتدخين من بين المواد التي تثبط افراز هذا الهرمون وبالتالي قلة في كمية الحليب التي ياخذها الطفل




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

التداخلات الدوائية – 2

التداخلات الدوائية – 2


الونشريس

ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الأدوية الجديدة والتي ساهمت بشكل فعال في معالجة الكثير من الحالات المرضية . ومع ذلك فقد ترافق مع حسنات استخدام هذه الأدوية زيادة في الآثار السيئة المتعلقة بالدواء ، والتي يمكن التنبؤ ببعضها في حين أن البعض الآخر من هذه الآثار السيئة قد تظهر بشكل غير متوقع ومن الاستحالة بمكان التنبؤ بها . التداخلات الدوائية تعتبر أحد هذه الآثار الجانبية المرافقة عند استخدام الأدوية والتي يمكن تعريفها على أنها الحالة التي يتم فيها إخلال أو تدخل في مفعول دواء بسبب دواء آخر أعطي قبله أو في نفس الوقت . التداخلات الدوائية قد تكون مرغوبة وغير مرغوبة ، وقد تكون مفيدة وقد تكون ضارة . وأن هناك اهتماما بالغا تم تركيزه على هذا الموضوع حيث تم رصد العديد من التداخلات الدوائية وتخصيص مجلات علمية متخصصة تبحث بآلية حدوث التداخلات الدوائية وتحذر من التداخلات غير المرغوبة و المشاكل المترتبة على ظهورها وتنبه إلى طرق الوقاية لمنعها أو تقليلها. وأن مفهوم التداخلات الدوائية لم يعد محصورا بين الأدوية وحدها ، بل هناك تداخلات بين الدواء والغذاء ( drug – nutrient interactions ) – وهو ما سنتحدث عنه في الفصل الثاني من هذا الكتاب -إن شاء الله – وتداخلات دوائية مخبرية ( drug – laboratory test interactions ) – أي أن النتائج المخبرية قد تتاثر سلبا أو إيجابا بأخذ المريض دواء أثناء فترة عمل الفحوصات المخبرية . وأخيرا فان الدواء قد يحدث آثارا سيئة غير مرغوبة بسبب وجود مرض معين ، وهذا ما يطلق عليه بالتداخلات الدوائية – المرضية ( drug – disease interactions ) .
العوامل التي تساهم في ظهور التداخلات الدوائية تشمل ما يلي :
1- التأثيرات الدوائية المتعددة : معظم الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض لا تمتلك فعالية واحدة فقط ، بل قد تؤثر على عدة أنظمة فسيولوجية داخل جسم الإنسان . وبالتالي فان هناك زيادة في احتمالية تعرض نظام فسيولوجي أو أكثر في الجسم نتيجة إعطاء أكثر من دواء في آن واحد ، فمثلا عند إعطاء دواء (chlorpromazine)من مجموعة الأدوية المضادة للذهان مع دواء( amitriptyline ) الذي ينتمي لأدوية مضادات الاكتئاب ، مع دواء ( trihexyphenidyl ) المستخدم لعلاج داء باركنسون ، في آن واحد ، فسوف تظهر على المريض بشكل واضح أعراض معاكسة استيل كولين( anticholinergic effects )) . لأن هذه الأدوية وان كان لكل منها فعالية دوائية خاصة به، إلا أنها تشترك جميعا في تأثيرها المضاد لفعل استيل كولين مثل جفاف الفم وتشويش في الرؤية وغيرها. وقد يكون هذا التأثير لكل دواء لوحده ضعيفا ، إلا أن اجتماع هذه الأدوية يعطي تأثيرا متآزرا وواضحا .
2- تردد المريض على أكثر من طبيب : وفي هذه الحالة قد يوصف للمريض أكثر من دواء ، فمثلا طبيب يصف دواء مضاد للهستامين ، وطبيب آخر يصف لنفس المريض دواء مضاد للقلق ، مما يؤدي إلى زيادة تثبيط الجهاز العصبي . ومثل هذه الأخطار يمكن تجنبها أو على الأقل الحد منها عن طريق دراسة السجل الطبي للمريض من قبل الطبيب والصيدلاني .
3- استخدام أدوية تصرف بدون وصفة طبية مع أخرى يتم وصفها عن طريق الطبيب المعالج : التقارير التي ترصد التداخلات الدوائية أظهرت أن من بين الأسباب التي تؤدي إلى ظهور تداخلات دوائية هو استخدام أدوية لا تصرف بوصفة طبية ( مثل أدوية مسكنة للألم ، مضادات الحموضة ، أدوية السعال ، . ) مع أدوية تصرف بوصفة طبية . حتى أن كثيرا من المرضى عندما يتم سؤالهم من قبل الطبيب عن الأدوية التي يستخدمونها لا يعيرون اهتماما بالأدوية التي لا تصرف بوصفة طبية ، ولا يقومون بذكرها أمام الطبيب . إضافة إلى ذلك فان بعض الأشخاص يستخدمون مستحضرات تحتوي فيتامينات ومعادن بشكل اعتيادي ولا تعد بنظرهم من الأدوية .
4- تعاون المريض مع طبيبه ومدى التزامه بتناول الأدوية : الكثير من المرضى لا يتناولون أدويتهم حسب الإرشادات المرفقة ، وهذا راجع إلى عدة أسباب منها عدم تقديم معلومات كافية من قبل الطبيب أو الصيدلاني حول كيفية ووقت أخذ الدواء ومقدار الجرعة. وفي مواضع أخرى وخصوصا إذا كان المريض متقدما في السن ويأخذ أكثر من دواء ، فانه يحصل نوع من التشويش والخلط في تعليمات أخذ الدواء ، بالرغم من فهمه المسبق للتعليمات ولكن قد يحصل نسيان أخذ جرعة من أحد أدويته . أو أن عدم التزام المريض يؤدي الى عدم تناوله الجرعة الموصوفة من الدواء زيادة أو نقصا،. إن عدم التزام المريض بأخذ الدواء لأي سبب كان ، يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث التداخلات الدوائية.
5- إساءة استخدام الأدوية : يعتبر الإدمان على بعض الأدوية سببا في حدوث التداخلات الدوائية ، ولعل أهم الأدوية هي مجموعة أمفيتامين ، باربيتيوريت ، المسكنات المخدرة ، المارغوانا ، والتدخين . ولقد أكدت الدراسات أن دواء ثيوفلين يطرح من الجسم بسرعة كبيرة عند الأشخاص المدخنين والذين يتعاطون المارغوانا ، لأن مثل هذه المواد تسرع استقلاب دواء ثيوفلين وكثير من الأدوية الأخرى . كما أن تعاطي الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي بشكل عام ، يشكل عائقا في تحديد جرعات أدوية التخدير العام لإجراء العمليات الجراحية .
6- عوامل تتعلق بالمريض تهيئ ظهور التداخلات الدوائية : كثير من العوامل المتعلقة بالمريض تؤثر سلبا أو إيجابا على فعالية الأدوية ، وأن هناك تقارير ودراسات توضح و تبين كيف أن هذه العوامل تساعد وتهيئ ظهور الآثار الجانبية للأدوية كالتي تنتج من التداخلات الدوائية . من هذه العوامل ما يلي :
q العمر : يعتبر عامل العمر ( Age ) من العوامل المهمة عند الحديث عن المشاكل المتعلقة بالأدوية ، وخلصت الدراسات الى أن الفئات العمرية الأكثر تعرضا لمساوئ الأدوية والتي منها المساوئ الناتجة عن التداخلات الدوائية هم الصغار وكبار السن . ففي الأطفال حديثي الولادة يكون الحاجز البيولوجي الذي يفصل الدم عن الدماغ ( blood – brain barrier ) أكثر نفاذية لمادة البليروبين مقارنة بالأطفال والكبار ، فزيادة هذه المادة بشكلها الحر في الدم تحت ظروف معينة مثل إزاحتها من مناطق ارتباطها بالبروتين بسبب أخذ أدوية تحل محل البليروبين (مثل : اسبرين ، أدوية سلفا )سوف يزيد من عبور هذه المادة الى الدماغ عبر الحاجز الدموي الدماغي الأمر الذي قد يتسبب في حدوث اليرقان النووي * ( kernicterus ) .
وهناك العديد من العوامل التي تساعد في طهور التداخلات الدوائية فيما يخص الكبار . فمن المعلوم بأن معظم كبار السن لديهم أكثر من مرض ( ارتفاع التوتر الشرياني _ ضغط الدم _ وداء السكري ) ، وهذا يعكس أو يتطلب صرف أكثر من دواء في آن واحد . إضافة إلى تردي في وظائف الكلى والكبد والجهاز الهضمي والتي تكون عادة مرتبطة بتقدم العمر والتي قد تؤثر على معايير الحركة الدوائية ( الأمتصاص ، التوزيع ، الاستقلاب ، والاطراح ) وبالتالي ينعكس تأثيرها على الاستجابة الدوائية .
q العوامل الوراثية ( Genetic factors ) :
العوامل الوراثية قد تكون وراء ظهور آثارا جانبية لبعض الأدوية عند مرضى معينين . لقد لوحظ بأن معدل استقلاب دواء آيزونيازيد ( isoniazid ) واقع تحت سيطرة العوامل الوراثية . يكون معدل الاستقلاب لدى بعض الأشخاص سريعا في حين أن أشخاصا آخرين يكون معدل استقلابهم لهذا الدواء بطيئا . وعليه فان نظام اعطاء الجرعات لدى المرضى الذين يكون معدل استقلابهم لهذا الدواء سريعا قد يكون ساما لدى المرضى الذين يكون معدل استقلابهم لهذا الدواء بطيئا . ولقد لوحظ أيضا بأن دواء آيزونيازيد يثبط استقلاب دواء فينايتون ، الأمر الذي قد ينتج عنه ظهور علامات سامة لدواء فينايتون مثل رأرأة العين ( nystagmus ) ، ترنّح(ataxia ) ، دوار غير طبيعي (lethargy ) . وفي حقيقة الأمر تبين بأن مثل هؤلاء المرضى الذين تظهر عليهم الآثار السيئة لدواء فينايتون عند أخذهم لدواء آيزونيازيد كان معدل استقلابهم لدواء آيزونيازيد بطيئا .
q الحالات المرضية ( Disease states ) : قد تؤثر العديد من الحالات المرضية على استجابة الدواء . فأمراض الكبد قد تطيل معدل استقلاب الدواء ، وقد يكون هناك نقص في تصنيع بروتينات الدم وخصوصا الألبيومين مما يزيد من كمية الدواء الحر عن القيمة المطلوبة ، وأن أمراض الكلى أيضا تؤثر بشكل كبير على فاعلية الدواء وخصوصا إذا كان طرح الدواء من الجسم يعتمد بدرجة كبيرة على الكلى .
q الادمان الكحول ( Alcoholism ) : لقد بينت كثير من الدراسات أن مدمني الكحول يكون لديهم تسارع في استقلاب الأدوية مثل : وارفارين ، وفينايتون ، وتولبيوتامايد ، نتيجة زيادة النشاط الانزيمي بسبب الأدمان على شرب الكحول . وعلى عكس ذلك فان شرب الكحول بشكل غير مدمن قد يثبط النشاط الانزيمي . إضافة إلى أن تعاطي الكحول مع الأدوية المثبطة للجهاز العصبي يؤدي إلى مزيد من التأثير المهدئ والمثبط للجهاز العصبي .
q التدخين ( Smoking ) : لقد لوحظ بان التدخين يزيد من نشاط الانزيمات المسؤولة عن استقلاب الأدوية وخصوصا تلك الموجودة في الكبد .
q الغذاء ( Diet ) : الأنواع المتعدد من الأطعمة وما تحويه تؤثر على معايير الحركة الدوائية . فالغذاء قد يبطل أو يؤخر عملية امتصاص الأدوية ، كما أنه قد يسرع أو يبطئ عملية الاستقلاب ، وقد ينقص أو يرفع من قيمة درجة حموضة البول . ان كل هذه الأمور تؤثر على الاستجابة الدوائية . وفي الفصل الثاني من هذا الكتاب هنالك شرحا مفصلا .
q العوامل البيئية ( Environmental factors ) : المركبات العطرية العضوية متعددة الحلقات كمبيدات الحشرات والأعشاب ومخلفات المصانع والحافلات تزيد من استقلاب الأدوية عن طريق التحفيز الانزيمي . وعليه فان توخي الحذر مطلوب في حالة إعطاء أدوية لمرضى يتطلب عملهم التعرض لمثل هذه المركبات الكيميائية .
q الفروقات الشخصية ( Individual variation ) : لقد لوحظ أن هناك فروقات بين الأشخاص في مدى استجابتهم للأدوية الأمر الذي عادة يصعب تفسيره .
الصيدلاني راتب الحنيطي
الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والطعام -5

الدواء والطعام -5


الونشريس

تأثير سوء التغذية على معايير الحركة الدوائية.
The effect of malnutrition on drug pharmacokinetics

سوء التغذية يعرض الشخص للإصابة بأمراض مختلفة وخصوصا الأمراض البكتيرية ، ولهذا قد تعطى الأدوية بشكل أوسع للأشخاص الذين يتعرضون لحالة سوء التغذية مقارنة بغيرهم . وكما ذكرنا ، فان استجابة المريض للدواء تعتمد على عدة عوامل أهمها العوامل التي تتحكم في مصير الدواء في الجسم ، وهي ما يطلق عليها بمعايير الحركة الدوائية والمتمثلة بعمليات الامتصاص والتوزيع والاستقلاب والطرح التي يقوم بها الجسم . إضافة إلى عوامل أخرى مهمة مثل عامل البيئة وعامل الوراثة . ولقد لوحظ تأثر معايير الحركة الدوائية عند حدوث حالة سوء التغذية ، الأمر الذي ُيستوجب معه إعادة النظر في حساب الجرعة المعطاة للمريض ومراقبته خوفا من ظهور أعراض سيئة للدواء، إضافة إلى مراقبة حدوث التداخلات الدوائية- الدوائية والدوائية – الغذائية التي قد تنشأ عند إعطاء المريض أكثر من دواء . ذلك أن حالة سوء التغذية تؤدي إلى تغيرات َمرضية وفسيولوجية مختلفة في أعضاء مهمة من الجسم والتي لها دور كبير في تحديد زمن بقاء الدواء في الجسم . ومن أعضاء الجسم المهمة التي يختل عملها الفسيولوجي أثناء فترة سوء التغذية هي :
1- الجهاز الهضمي : مما ينتج عنه خلل في وظائف المعدة والأمعاء والبنكرياس ، الأمر الذي تتأثر معه عملية امتصاص الأدوية والأغذية وتأثر الدورة المعوية الكبدية وخلل في مقدرة الجهاز الهضمي على استقلاب بعض الأدوية ، اضافة الى الحاق ضرر ببكتيريا الأمعاء المستوِطنة .
2- الكبد : يعتبر الكبد من أهم أعضاء الجسم الذي يقوم باستقلاب الأدوية والملوثات الكيماوية وازالة سميتها من الجسم ، وتتأثر هذه العملية بوجود حالة سوء التغذية وكذلك تتأثر المرارة التي لها دور في طرح بعض الأدوية ، كما تتأثر الدورة المعوية الكبدية .
3- الكلى : تؤثر حالة سوء التغذية على وظائف الكلى وبالتالي على طرح الأدوية .
4- مكونات الجسم من البروتينات والدهون والسوائل ومعدل انتاجها : يؤدي الخلل في هذه المكونات إلى زعزعة ارتباط الأدوية بالبروتينات والدهون وبالتالي إلى خلل في توزيع الدواء وحجم توزيعه واحتفاظ الأنسجة به، كل ذلك يؤثر على ارتباط الدواء مع مستقبله وظهور فعالية دوائية غير متوقعة .
5- عضلات القلب : القلب هو العضو الذي يضخ الدم حاملا معه الدواء الى جميع أجزاء الجسم ، وعليه فان أي خلل يصيب وظيفة القلب سوف تؤدي الى قلة في معدل النتاج القلبي ، وحجم الدم ، ووقت الدورة الدموية . والنتيجة هي قلة وصول الدم الى أعضاء مهمة لها دور فاعل في تحديد مصير الدواء في الجسم ، مثل الكبد والكلى ، وأنسجة أخرى .
الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والجريمة

الدواء والجريمة


الونشريس

الدواء والجريمة

تعرف الجريمة بأنها كل فعل أو إمتناع يتعارض مع القيم و الأفكار التي استقرت في وجدان الجماعة"وهي حقيقة واقعية الهدف منها إشباع للغريزة بطرق شاذة، و هذه الغرائز لا تتعدى الغرائز الثلاث التالية:
الغريزة الاولى : تؤدي إلى القتل والإعتداء بصفة عامــة.
الغريزة الثانية: تؤدي إلى السرقة و جرائم الإعتداء على المـــال و الأملاك.
-الغريزة الثالثة: تؤدي إلى جرائم الشرف بما فيها القذف .
والجريمة سلوك تجرمه وتعاقب عليه الدولة، لما له من ضرر يقع على المجتمع يستوجب وقفه وسن قوانين العقوبات ، وتختلف الجريمة كما ونوعا باختلاف الازمنة والامكنة ، وتتعدد وتتنوع معها الاساليب والحيل التي تسهل وتخدم اتمام الجريمه بالسرعة الممكنه ، ومن هذه الاساليب هو استخدام بعض الادوية .

والمقصود بدواء الجريمة هو أي دواء يمكن استخدامه لتسهيل اتمام الاعتداء ،أيا كان هذا الاعتداء ، وخصوصا الاعتداءات الجنسية ( الاغتصاب الجنسي ) ( date rape drugs ) ، وهذا النوع من الادويه يمتلك خصائص دوائية معينة مثل تسببه في النعاس ( sedative ) ، والنوم ( hypnotic )، وانفصال الشعور ( dissociative ) ، و وفقدان للذاكرة ( amnesia ) ، وقد تجتمع أكثر من خاصية في الدواء الواحد ، وبالطبع كلما كان الدواء يمتلك اكثر من خاصية كان ( لسوء الحظ ) أكثر فعالية وأقل وقت لبلوغ الجريمة.

كما يمكن أن تضاف بعض هذه الأدوية الى الطعام والشراب دون علم الضحية ، وخصوصا تلك التي لا تمتلك طعما ولا رائحة ولا لون ملفت للنظر والانتباه، وان مثل هذه الادويه تعمل بطريقة تؤدي الى اضعاف الضحية وعجزها عن طلب المعونة والدفاع عن نفسها.

ونذكر بعضا من الأدوية المستخدمة:

الكحول :
يعتبر الكحول من أكثر المواد استخداما في تسهيل عملية الاعتداء وخصوصا الاعتداءات الجنسية، لتوفره وسهولة الحصول عليه وعدم وجود قانون يمنع تداوله، والدرجة الكبيرة في تقبله وشربه من قبل الآخرين عند تقديمه لهم أو دعوتهم للمشاركة في شرب الكحول، كما أنه يمكن للضحية ( او لأي شخص ) الاستمرار في الشرب تحت الحاح أو ضغط المستضيف حتى يصل الى مرحلة الارتخاء والنعاس وربما الاغماء وعدم الشعور بمحيطه .
الأدوية المهدئه :

ومن أهمهما استخدام أدوية تنتمي الى مجموعة أدوية بنزوديازبين ( Benzodiazepines ) ، وهي مجموعة دوائية مهمه ذات استخدام متعدد في علاج كثير من الحالات المرضيه ، وهي أدويه مهدئة للجهاز العصبي، تبعث على النوم وتقلل من الارق والقلق ، كما أنها ترخي العضلات ، ومنها ما يؤدي الى فقد الذاكرة وخصوصا تلك المتعلقة بمجريات الامور التي حدثت أثناء تأثير الدواء على الشخص ( أو الضحية ) .
وتشير الدراسات الى أن أكثر الأدوية المستخدمهة من هذه المجموعة الدوائية هي : دواء ( flunitrazepam ) والمعروف تحت الاسم التجاري ( Rohypnol ) ، دواء ( midazolam ) ، ودواء ( temazepam ) . لما تمتلكه هذه الأدوية من تأثير مثبط يؤدي الى النعاس الشديد وفقد الذاكرة واضعاف حركة العضلات مما يساعد على استسلام الضحية وعدم القدرة على الدفاع عن نفسها أو حتى طلب المساعدة.
والجدير بالذكر أن دواء ( flunitrazepam )هو الاكثر ارتباطا بالاعتداء الجنسي ويطلق عليه عدة أسماء متعارف عليها بين المفسدين ، مثل: الدوائر ( circles ) ، أقراص النسيان ( forget-me pills )، الهبوط ( landing gear ) ، الفاليوم المكسيكي ( Mexican valium ) ، ممحاة الذاكرة ( mind eraser ) ، الصراصير ( roachies ) ، وغيرها من الاسماء المتداولة.

جاما- هيدروكسي بيوتريت ( Gamma- hydroxybuterate, GHB ):

مادة كيميائية مثبطة للجهاز العصبي، يستخدم كمخدر ، ويسبب نوم عميق، وله استخدامات طبية أخرى . وقد لا يشعر الشخص بتناول هذه المادة ، بسبب سهولة اذابتها في الماء ، ولكون المادة لا لون لها ، الا أن لها طعم ملحي ، ويمكن اخفاءه باذابة المادة في المشروبات الخفيفة التي لا تحتوي على كحول ( soft drinks ) ، ومثل هذه المشروبات عادة تحتوي على مواد منكهة ومواد تجعل من المشروب حلو المذاق ، وقد تضاف مادة GHB الى أشربة السوس حلوة المذاق لاخفاء التأثير الملحي الذي تسببه مادة GHB.
يلزم لظهور التأثير الدوائي لهذه المادة اعطاءها بجرعات عالية ( 1.8 – 2.8 ) غم ، مما يعطي المحال أمام الفحص المخبري في الكشف عنها في السوائل المتبقية في المعدة أو خارج جسم الانسان .
يوجد هناك مادتان تتحولان في الجسم الى مادة ( GHB ) ، وهما ( Gamma-butyrolactone ,GBL )، ومادة ( 1,4-butanediol , 1,4BDO ) .ويمكن استخدامهما لنفس الغرض.
ومن الاسماء المتداولة بين من يتعاطون مثل هذا الدواء ، الماء الملحي ( salty water ) ، الصابون ، السائل ( liquid E ) ، الكرز ( cherry meth ) ، الخيال ( fantasy ) ، جاما ، وغيرها.
دواء كاريسوبرودول ( carisoprodol ):

يعمل على تثبيط الجهاز العصبي ، مرخي للعضلات ( muscle relaxant ) ، أقرص تحتوي على 350 ملغم ويمكن اضافة الاسبرين والكودائين اليه ، سحب من معظم الاسواق ، من أسماءه المتداولة في الشارع D ,Dance ,Danz , somata

كيتامين Ketamine:

مخدر ومسكن يعطى عن طريق الحقن الوريدي والعضلي ، وهو ينتمي الى دواء فنسايكلين ، ذو خواص مهيجة وخواص مهدئة تبعث على الكآبة ( dysphoria ) وخواص مهلوسة وخواص مسكنة للألم الأمر الذي يؤدي الى صعوبة تصنيفه دوائيا ، الى أن استقر تصنيفه تحت قائمة تعرف بالمخدرات منعزلة الخواص ( dissociative anesthesia )، وهذا المعنى يتضمن وجود حالة من النعاس ( sedation ) ، عدم القدرة على الحركة ( immobility ) ، فقدان الذاكرة ( amnesia ) ، إزالة الألم ( analgesia ) وشعور بالانعزال عن الجسم ( out of body ) وعن المحيط الذي يعيش فيه،
من اسماءه المنداولة في الشارع : فاليوم القط ( cat valium ) ، أخضر – ك ( green – K )،زيت ( نفط ) العسل ( honey oil ) ، ket-kat ، Lady – K,، الحمض السوبر ( super acid )، وغيرها.

خطورة هذه الادوية:
قد تحدث للضحية مضاعفات صحية غير متوقعة ، وأهمها بالطبع تثبيط جهاز التنفس والاغماء وربما الموت، وخصوصا اذا ما أخذت بجرعات عالية دون علم الضحية ، وتسوء الأمور حين يترافق أخذها مع أدوية أخرى يستخدمها الشخص لحالات مرضيه لديه ، أو شرب الكحول ، وقد تظهر سمية دواء أو أكثر نتيجة التداخلات الدوائية التي تؤدي مثلا الى اضطرابات في عملية الاستقلاب الدوائي.

الوقاية والحماية من الاعتداء بهذه الأدوية:

هناك بعض الامور الاحترازية التي يمكن أن يقي الشخص نفسه من الوقوع في فخ المجرمين ومنها :
1 – الحذر الشديد من سرعة قبول المشروبات من أشخاص غير معروفين .
2 – افتح غطاء المشروب بنفسك.
3 – الحرص على أن يكون الشراب معك طوال الوقت.
4 – لا تشترك مع الاخرين في مشروب واحد.
5 – لا تشرب من عبوات مفتوحة ، أو معادة الاغلاق ، لربما وضع فيها الدواء المخدر.
6 – حاول متابعة ومراقبة الشخص الذي دعاك لتناول مشروب وخصوصا اذا كان هذا الشخص غير معروف لديك.
7 – احذر المشروبات غريبة اللون ، والطعم والرائحة.
8 – اذا شعرت بعلامات كتلك الشبيهة بشرب الكحول وانت لم تتعاطى الكحول ، فاطلب المساعدة فورا.

الصيدلاني راتب الحنيطي




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء وحليب الام – الجزء الخامس

الدواء وحليب الام – الجزء الخامس


الونشريس

فوائد الرضاعة الطبيعية

كانت الرضاعة الطبيعية هي الوسلية الغذائية الوحيدة المعروفة عبر التاريخ، وإذا كان هناك عائق يمنع الأم من إرضاع طفلها، فالبديل عندئذ هو حليب مرضعة أخرى . بعد ذلك تراجع معدل الإرضاع الطبيعي في كثير من بلدان العالم بسبب التقدم العلمي والصناعي الذي أوجد وسائل تصنيع الأغذية البديلة لحليب الأم بعد التعرف على طرق التجميد والتجفيف والبسترة وغيرها، فبدأ عهد الرضاعة الصناعية من الزجاجة منذ عام 1920 وأخذ بالازدياد على أساس أن الرضاعة من الزجاجة مظهر حضاري جديد، والنظر إلى الرضاعة من الثدي على أنها نمط قديم عفى عليه الزمن، ومما شجع الرضاعة الصناعية هي الشركات التجارية المنتجة لبدائل حليب الأم .
إلا أن هذا النمط الحضاري المزعوم كان أحد الأسباب القوية التي ساهمت في رفع معدل المرض والوفيات بين الأطفال الرضع لأسباب تعود إلى الحليب الصناعي لعدم ملائمته للطفل بشكل كبير مقارنة لحليب الأم، وأسباب أخرى تعود الى عدم الالتزام التام بالنظافة العامة فيما يتعلق بحفظ الحليب وتعقيم مستلزمات الرضاعة الصناعية ( الزجاجة ، الحلمة ، الأواني ….. ) مما يتسبب في التلوث البكتيري وينتج عنه حالات كثيرة لا تحصى من الاسهالات والجفاف الأمر الذي يؤدى الى رفع معدل الأمراض الوفيات بين الأطفال الرضع .
الرضاعة الصناعية تعتبر من الاختيارات السيئة كبديل للرضاعة الطبيعية لأنها أوجدت ما لا يوجد من مشاكل صحية مما فتح المجال أمام العاملين في المجالات الصحية باعادة النظر ومراجعة حساباتهم والاهتمام من جديد بالرضاعة الطبيعية واكتشاف العديد من الفوائد التي تعود على الأم والطفل. فظهرت مؤسسات وهيئات تنادي بالعودة الى الرضاعة الطبيعية، والرجوع الى الطبيعة .
ونسمع ونقرأ في هذه الأيام الصيحات العالية المشجعة للرضاعة من الثدي وأنه حق من حقوق الطفل الرضيع، وقد ارتفعت نسبة الرضاعة من الثدي من منتصف السبعينات إلى يومنا هذا .
الرضاعة الطبيعية هي أنسب الوسائل المتعارف عليها في تغذية الأطفال الرضع، وهناك العديد من الأبحاث والدراسات التي تحث عليها وتبين فوائدها وأهميتها. فهناك انخفاض في الرضاعة الطبيعية خلال العقود الأخيرة لوحظ بداية في الدول المتقدمة و من ثم في البلدان النامية ، ففي السويد لوحظ أن هناك بطء في النمو السكاني خلال القرنين الثامن عشر و التاسع عشر عن طريق المكتب المركزي للإحصاء (central Bureau of statistics) الذي أسس عام 1749م. و قد كان واضحاً آنذاك (1750 – 1800م) بأن هذا التباطؤ في النمو السكاني سببه معدل الوفيات العالي عند الأطفال، و في مناطق شعبيه (local areas) بقي مقارباً لهذه النسب من معدلات الوفيات حتى سنة 1830، و بناء على السجلات آنذاك تبين أن معدل وفيات الأطفال كان سببه الرئيسي الإلتهابات المعويه، و إن الإصابه بمثل هذه الإلتهابات كانت تتناسب عكسياً مع الرضاعة الطبيعية، بمعنى أن حالات الوفيات كانت واضحه في أطفال الرضاعة الصناعيه مقارنه بأطفال الرضاعة الطبيعية .
الأسباب التي تجعل الأمهات تبتعد عن الرضاعة الطبيعية تتمثل في العادات المحلية لكل بلد و العوامل الاقتصادية و الاجتماعية فالفقر يفرض على الأمهات الذهاب إلى العمل لمساعدة أزواجهن و تأمين الإحتياجات المعيشيه، و من هنا نجد العلاقه العكسيه بين عدد مرات الرضاعة الطبيعية و عبء العمل واضحة تماماً كما هو الحال في الدول الناميه .
وعندما تلجأ الأم في الدول الناميه إلى إتخاذ قرار الإرضاع الصناعي فإنها تشهر سلاحاً فتاكاً ضد وليدها و هو بمثابة الوأد البطيء .
لقد تمت معرفة بعض فوائد الرضاعة الطبيعية مقارنة ببدائل الرضاعة الصناعية منذ سنين خلت، و كثير من الفوائد لم يكشف النقاب عنها إلا في السنوات الأخيرة إعتماداً على المقاييس الفسيولوجية و النفسية و الغذائية و الإجتماعية لكل من التغذية عن طريق الثدي و التغذية الصناعية (الزجاجة). و يجب أن تقيّم هذه الفوائد بناءً على هذه المقاييس بشكل واضح و مزود بحيثيات وافية و مقنعة لتضمن إستمرار و نمو قبول الرضاعة الطبيعية كوسيلة حديثة لتغذية الطفل في المجتمعات المتحضرة .
و فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على الطفل فحسب، بل تتعداها إلى الأم والأب اضافة الى أن الرضاعة الطبيعية تعتبر صديق حميم للبيئة من حيث الحد من تصنيع المواد البلاستيكية التي تلوث البيئة ، ولهذا فعندما نتحدث عن هذه الفوائد فإننا نتحدث عنها من عدة نواحي .
الفوائد التي تعود على الأم المرضع:-
– زيادة قوة الرابطة النفسية بين الأم و طفلها.
– حليب الأم إقتصادي لا يكلف شيئاً مقارنة بالأغذية البديلة الإصطناعية من شراء الزجاجات و مواد تنظيفها و تعقيمها .
– لايحتاج إلى تحضير -فهو في متناول اليد- لا يوجد تعليمات تحضير الرضعه كتلك المتعلقه بالتغذية عن طريق الزجاجة .
– تساعد الرضاعة الطبيعية على إعادة وضع الرحم إلى حجمه الطبيعي بوقت قصير نتيجة لحدوث التقلصات التي تحدث لجدران الرحم بسبب الإنعكاسات العصبية التي يحدثها مص الطفل لحلمة الثدي .
– تعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة من وسائل منع الحمل (وإن كان لا يعول عليها كثيراً) ذلك أن إستمرارية الرضاعة تجعل تركيز هرمون الحليب (البرولاكتين) في دم الأم عالياً و ثابتاً مما ينتج عنه كبح إفراز الهرمونات التي لها علاقه بالإباضة .
– هناك دلائل قوية تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من إحتمالية الإصابه بسرطان الثدي و من هذه الدلائل و الإشارات ما يلي:-

أ – لقد لوحظ أن قلة الإصابة بسرطان الثدي في الدول النامية مردها إلى إعتماد النساء على الرضاعة الطبيعية في تغذية أطفالهن و طول فترة الإرضاع و إستمراريتها و زيادة معدل الولادة (26) .
ب – لقد لوحظ بأن النساء في قرى صيد الأسماك في هونغ كونغ اللواتي يرضعن أطفالهن من الثدي الأيمن فقط، وجد بأن إحتمالية الإصابة بسرطان الثدي الأيسر أكثر منه في الأيمن بعد سن اليأس (25) .
جـ- توصلت أبحاث اجريت في السويد الى أن أحد مكونات حليب الأمهات لها القدرة على مقاومة السرطان، وأن الباحثين اختبروا تأثير حليب الأم على الخلايا داخل أنابيب الاختبار فثبت أن أحد مكوناته وتدعى مونوميرك لاكتالبيومين تسببت في موت الخلايا السرطانية (24) .

فوائد الرضاعة الطبيعية التي تعود للأب:

تتمثل بطفل صحيح الجسم ، ندرة إصابة الطفل بالأمراض مقارنة بأطفال الرضاعة الصناعية، وهذا يخفف عن الأب أعباء السهر وتقليل مصاريف المعالجة وبالتالي استغلال الوقت والمال في سبل أخرى تخدم العائلة.

فوائد الرضاعة الطبيعية التي تعود على الطفل – كثيرة – نورد منها مايلي:-
1- يعتبر حليب الأم هو الأنسب للطفل، ذلك أن مكوناته تتغير كماً و نوعاً تبعاً للتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الطفل، هذه التغييرات تشمل النمو العام للطفل، وكل فتره يمر بها الطفل من فترات نموه تحتاج إلى مواد غذائية تتناسب مع تلك الفترة، على النقيض من الأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على الرضاعة الصناعية، حيث تكون كمية و نوع المواد الغذائية ثابتة لا تتغير و لا تلبي إحتياجات الفترات الفسيولوجية المختلفة للنمو، إضافة إلى ذلك فإن الوجبة الغذائية المحضرة من الحليب المصنّع قد تكون مخففه كثيراً عن طريق زيادة كمية الماء المضاف مما يعيق أو يقلل من أخذ الكمية الكافية من المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل مما ينتج عنه سوء التغذية، و قد يكون العكس، بمعنى أن الوجبة المحضرة قد تكون مركزه ذلك أن كمية الماء المضافة قليلة مما يؤدي إلى زيادة أخذ الطفل من المواد الغذائية التي قد تضر بالطفل .

2- الوقاية من الأمراض و الإنتانات (Infections) : الدلائل التي لها علاقة بوقاية و إعاقة الإنتانات عن طريق الرضاعة من الثدي مستمرة في الإزدياد . من بين جميع الإنتانات، فإن إنتانات الجهاز الهضمي هي الأكثر أهمية لتسببها في رفع معدل الوفيات و خصوصاً في الدول النامية، و لذلك كتب العالم (Jelliffe) بأنه في المناطق الإستوائية و بدون مبالغة -يمكن القول أن الرضاعة الطبيعية لمدة ستة شهور على الأقل ضرورية جداً لبقاء الحياة. وإن التغذية من الزجاجة يمكن إعتباره (بعبارة غير منطوية على المبالغة) سلاحـاً قاتلاً في أيدي امهات المناطق الإستوائية .
هناك دلائل على أن الرضاعة الطبيعية تمنح وقايه للطفل من الإنتانات المعويه القولونيه الناخرة (necrotizing enterocolitis) . إن إنتانات الجهاز الهضمي الشديدة نادراً حدوثها في الأطفال الذين إعتمدوا في تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية دون مساعدتهم بمواد غذائية إضافيه (25) .
أطفال الرضاعة الطبيعية قلما يصابوا بأنتانات الجهاز التنفسي ، حتى لو أصيبوا بها فإن سرعة الشفاء منها تكون بدرجة أعلى مقارنة بالأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم عن طريق الزجاجه و المتمثله في الإصابه بالرشوحات (common cold) إنتانات القصبات الهوائية (Bronchitis) و الإصابه بذات الرئه (penumonia)فلقد لوحظ بأن 1.87% من أطفال الرضاعة عن طريق الزجاجة يصابوا بذات الرئة مقارنة بـِ 0.15% في الأطفال الذين إستمروا لمدة ستة شهور على الرضاعة الطبيعية. كما أن الرضاعة الطبيعية توفر الحماية للطفل من الإصابة بالإلتهابات الفيروسيه، و خير مثال -هو فيروس ((R.S.V.)Respiratory Syncitial Virus) و إصابة الأطفال بهذا الفيروس يؤدي إلى إلتهابات شديدة في الأجزاء السفلية من الجهاز التنفسي و في بعض الأحيان قد يكون مميتاً .
الإصابة بإنتانات الأذن و طرشها أكثر وضوحاً و بمعدل عشرة أضعاف في أطفال الرضاعة الصناعية مقارنه بأطفال الرضاعة الطبيعية، و لقد لوحظ علاقة عكسية بين إحتمالية الإصابة بإنتانات الأذن الوسطى و بين فترة الإرضاع، مع أدنى إحتمال بإصابة الأذن الوسطى بالإنتانات في أطفال الرضاعة الطبيعية التي إستمرت فترة الإرضاع لديهم لفترة تزيد عن (12) شهراً (25) .

وبشكل عام يمكن أن نجمل الحديث بأن أطفال الرضاعة الطبيعية هم الأقل عرضة بالإصابة بالأمراض و خصوصاً إذا كانت فترة الرضاعة قد زادت عن 4.5 شهراً و لقد وجد أيضاً أن الإصابة بموت الفجأه (Cot death) الموت المفاجيء غير معروف السبب هو أقل حدوثاً في أطفال الرضاعة الطبيعية (25).

و إذا أردنا أن نفسر دور الرضاعة الطبيعية في التقليل من الإصابه بالأمراض فإن ذلك يقودنا إلى الحديث عن الخصائص المناعية لحليب الثدي ، فحليب الأم يكسب الطفل حماية ضد أمراض عرفت لمئات السنين، ومع ذلك فإن الباحثين قد بدأوا حديثاً بالتعرف و تعيين مكونات حليب الأم الذي يجعله -بلا منازع- المادة المغذية للطفل، فمنذ الأزمنه القديمه كان ينظر لحليب الأم كنسيج حي ، و هذا صحيح بالتأكيد فهذا (الدم الأبيض) يحتوي على هرمونات، أنزيمات ، و خلايا شبيه بالليكوسايت (leucocyte- like cells)، وهذه المكونات الأخيرة التي تسهم إسهاماً كبيراً في جعل حليب الأم فريداً في خاصيته كمانع للإنتانات . والحديث حول هذه النقطة يحتاج الى نشره في مجلات أكثر تخصصا .

الرضاعة الطبيعية والبيئة
تعتبر الرضاعة الطبيعية أحد أصدقاء البيئة، حيث تقلل من النفايات البلاستيكية المتمثلة بالعبوات الخاصة لتحضير الحليب المجفف ولوازمها من حلمات اصطناعية وغيرها.

المراجع :
الحنيطي راتب : الأدوية والرضاعة الطبيعية . الطبعة الأولى 1997م




رد: الدواء وحليب الام – الجزء الخامس

الونشريس




رد: الدواء وحليب الام – الجزء الخامس

يبارك فيك اخي امين العلم على هذا الاهتمام