التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

كيف تواجه الفتن

كيف تواجه الفتن……..


الونشريس

ماذا تفعل في وقت الفتن
أولاً : الحرص على العبادة : روى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " العبادة في الهرج – أي في الفتنة – كهجرة إليّ " .
ثانياً : الإلحاح على الله بالدعاء : قال صلى الله عليه وسلم : " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن " رواه مسلم ، وأن يحفظ الإنسان الأذكار المتعلقة بالفتن وينشرها كما في حديث : كان إذا خاف قوماً قال : " اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك اللهم من شرورهم " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ] ، وما جاء في المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الكرب : " لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم " .
ثالثاً : حسن التأمل للواقع والوعي بالحال ، والبعد عن العاطفة الزائدة التي تؤدي إلى الغفلة والسذاجة .
رابعاً : الصبر وعدم الاستعجال يقول الله تعالى : (( فاصبر إن وعد الله حقٌ واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار )) قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : ( فأمره بالصبر وأخبره أن وعد الله حق وأمره أن يستغفر لذنبه ولا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به ، فإنه سبحانه أمر بالحق ، وأمر بالصبر ، فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر فالمظلوم المحق الذي لايقصرفي علمه يؤمر بالصبر، فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور ) .
خامساً : الحلم والأناة : لأن ذلك يجعل المسلم يبصر حقائق الأمور بحكمة ، ويقف على خفاياها وأبعادها وعواقبها ، كما قال عمرو بن العاص في وصف الروم : ( إنهم لأحلم الناس عند فتنة ) .
سادساً : الرجوع إلى أهل العلم العاملين الصادقين ، والدعاة المخلصين لمعرفة المواقف الشرعية .
سابعاً : عدم تطبيق ما ورد في الفتن – من نصوص – على الواقع المعاصر .. لأن منهج أهل السنة والجماعة إبّان حلول الفتن هو عدم تنزيلها على واقع حاضر .. وإنما يتبين ويظهر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أنبأ وحدث به أمته من حدوث الفتن عقب حدوثها واندثارها ، مع تنبيه الناس من الفتن عامة ، ومن تطبيقها على الواقع الحالي خاصة .
ثامناً : بذل السبب لخلاص الأمة ورفعتها .. بدلاً من الاشتغال بفضول الكلام .
تاسعاً : الحذر من السير في ركاب المنكر ( لأن الكبار رضوا به ) : روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا " .. قال النووي : ( قوله : "من عرف فقد برئ " معناه : من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو لسانه ، فإن عجز فليكرهه بقلبه .. وقوله : " ولكن من رضي وتابع " ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع ) .
عاشراً : الوحدة والإتلاف وترك التنازع والاختلاف لقوله تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) .
الحادي عشر : أهمية التأصيل العلمي القائم على منهج شرعي ، وهذا لابد منه وقت الفتن لأن كثيرين يخوضون بغير علم فيؤدي خوضهم إلى أنواع من البلاء والتفرق والتصرفات الطائشة .. وليحرص المسلم أن يتعلم المسائل العقدية المهمة والتي يخشى من الوقوع فيها بالخطأ مثل مسائل الولاء والبراء ونواقض الإسلام ونحوها من المسائل .
الثاني عشر : الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة : يقول ابن عمر – كما رواه ابن حبان – " لم يكن يُقصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولاعمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة " ، ومما يعين على ذلك لزوم الرفقة الصالحة الناضجة سلوكياً وفكرياً .
الثالث عشر : عدم الاعتماد على الرؤى في وقت الفتن لأنها في الغالب تكون أحاديث نفس .

كيف ندفع الأزمة عنّا

أولاً : تحقيق الإيمان في القلوب .. وترجمته في الواقع العملي .. والله تعالى خرق سننه الكونية من أجل عباده المؤمنين الصادقين .. فهو سبحانه فلق البحر لموسى .. وأوقف الشمس ليوشع .. وصدق الله تعالى : (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )) .
ثانياً : التوبة والرجوع إلى الله تعالى ، قال بعض السلف : ( لما فقد قوم يونس نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم قذف الله في قلوبهم التوبة ولبسوا المسوح وألهوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة .. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم .. والتوبة والندامة على ما مضى منهم .. كشف الله عنهم العذاب .. يقول الله تعالى (( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين )) ولذا قال بعض السلف : ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة ) .
ثالثاً : كثرة الاستغفار لقوله تعالى : (( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) .
رابعاً : كثرة الأعمال الصالحة ، كما قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتقرئ الضيف ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق " .
خامساً : التواصي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لقول الله تعالى : (( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) ولم يقل صالحون .. ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده " صحيح الجامع 1970 .
سادساً : الإكثار من الصدقة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا من الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا " رواه ابن ماجه ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفيء غضب الرب .. " رواه الطبراني – صحيح الجامع 3797 ، وقال ابن أبي الجعد : ( إن الصدقة لتدفع سبعين باباً من السوء ) .
سابعاً : اجتناب الظلم ، وهو التعدي على الناس في دمائهم أو أموالهم أو أعرضهم بغير حق .. يقول الله تعالى : (( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً )) .

الوقفة الثالثة
توجيهات شرعية

أولاً : أن تعلم أن هذه الأزمة إنما أصبنا بها من قبل ذنوبنا وتفريطنا في جنب الله تعالى ، كما قال تعالى : (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) ومن تلك الذنوب التي نمارسها أكل الربا ، وعقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم ، وترك الجهاد في سبيل الله تعالى وغيرها .
ثانياً : الاعتماد على الله تعالى والتوكل عليه ، قال سبحانه (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) مع فعل الأسباب الشرعية .
ثالثاً : أن نثق بنصر الله وأن المستقبل للإسلام ، وأن هذا التحدي الذي تواجهه أمة الإسلام إنما هو نوع أذى ذكره الله تعالى بقوله : (( لن يضروكم إلا أذى )) وإلا فإن العاقبة للمتقين ، ولكن علينا أن نحقق قول الله تعالى : (( إن تنصروا الله ينصركم )) .
رابعاً : تذكر فضل بذل الخير في سبيل الله ، وتفريج الكربات ، وإطعام الطعام ، والتعاون على البر والتقوى .
خامساً : استحضر حرمة الاحتكار واستغلال حاجة الناس وخطورة هذا المسلك .
سادساً : اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
سابعاً : كن متفائلاً وبشر الناس بالخير ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من هديه في وقت الأزمات أن يكون متفائلاً كما حصل منه عندما حاصره أهل الأحزاب ، فقد بشر أصحابه بأنهم سيحوزون على كنوز كسرى وقيصر وقصور صنعاء .
ثامناً : الحذر من الهزيمة النفسية والمعنوية ، ومن محاولة عرض أحكام الشريعة عرضاً اعتذارياً منهزماً ومكافحة البعض للتنازل والمداهنة باسم المصلحة أو الضرورة أو الحالة الراهنة ، وأن ندرك أن النصر الحقيقي هو في الثبات على الدين خاصة في أوقات الفتن والمحن ، والحذر من الوقوع فريسة للحرب الإعلامية والنفسية الضخمة التي تدور رحاها هذه الأيام .

الوقفة الرابعة
خطوات عملية للأستعداد للأزمة

أولاً : على نطاق الأسرة :
1. البعد عن حياة الترف والتعود على حياة الخشونة ولو لفترات زمنية محددة ، لقول عمر رضي الله عنه : ( اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ) .
2. البعد عن الإسراف والتبذير ، لقول الله تعالى : (( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) .
3. الاستغناء عن الخدم والسائقين ، خاصة إذا كانوا كفاراً لأنهم يشكلون خطراً على البلد .
4. تجهيز البيت بخزان ماء إضافي لا يستخدم إلا عند الحاجة ، أو حفر بئر في حديقة المنزل أو الاستراحة ، كما يمكن اقتناء أجهزة إعادة تدوير المياه وترشيد الاستهلاك .
5. وضع كمية مناسبة من المواد الغذائية ، خاصة التمر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " بيت لا تمر فيه جياع أهله " ولا تنسى حليب الأطفال لمن لديهم أطفال صغار .
6. تجهيز المنزل بعدد كافي من الشموع ، وعدد مناسب من البطاريات والمصابيح اليدوية وجهاز راديو صغير .
7. الحصول على جهاز إرسال واستقبال لاسلكي يعمل بالبطاريات ، والهواتف الفضائية قد تكون الأفضل لمواجهة انقطاع شبكة الاتصالات .
8. وضع مكان آمن في المنزل وحدده للجميع مع مراعاة قربه للنساء والكبار .
9. وضع حقيبة إسعافات أولية ، وطفاية حريق ، وأقنعة واقية ، ولا تنسى توفير بعض الأدوية التي يحتاجها أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر ونحوه .
10. وضع دليل للاتصال السريع بالجهات الرسمية كالهلال الأحمر والدفاع المدني .. والشخصيات التي ربما تحتاج إليها عند الضرورة .
11. الاهتمام برفع اللياقة البدنية وتطوير المهارات المختلفة – كالدفاع عن النفس – لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " .
12. تأمين السلاح الشخصي للحاجة ، وتعلم الرماية عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً " .
13. تدريب المنزل على طاعة الأمير لأهميتها وقت الفتن ، كما يجدر تعليم الأبناء على الحراسة الليلية ويمكن إجراء ذلك بإقامة مخيم للأهل والأقارب في البرية .
14. تعلم التعامل مع الصحراء ، وكيفية الحصول على الموارد الأساسية للحياة ، وإحداثيات الآبار ، وطرق التعامل مع الأجهزة المهمة في الصحراء ، وكيفية التصرف في أماكن الكثبان والسبخات ، والتعرف على بعض نباتات الصحراء المهمة ، والتعرف على أنواع الدواب وهوام الأرض .
15. المبادرة إلى الاستفادة من الدورات المختلفة التي تتيحها الأجهزة الرسمية سواء في الدفاع المدني أو الإسعافات الأولية .

ثانياً : على نطاق الحي والمجتمع :
Ý- التجمع حول طلبة العلم وأئمة الجوامع والمساجد والتعاون معهم والصدور عن رأيهم .
ȝ- تكوين فرق عمل لخدمة الحي ، ففرقة لحماية الحي ، وأخرى للتموين ، وثالثة للإسعافات الأولية ، ورابعة لتوفير الماء .. وهكذا .
ʝ- عمل كشوفات بأسماء من لديهم حرف يدوية وقدرات خاصة من الأهالي وتصنيفها ، ومن ثم الاستفادة منها .
˝- مهام هذه اللجان يكون كالتالي :
1) لم شمل المسلمين قدر الاستطاعة ، وبث روح التكافل والتعاون .
2) الإطلاع على خطة الطوارئ للدولة والمشاركة في تنفيذها .
3) التنسيق مع الجهات المعنية الرسمية كالصحة والأمن والدفاع المدني والهيئة .. ، وكذا مع المؤسسات الخيرية والإغاثية في توفير الخدمات الضرورية عند الحاجة ، وكذا الاتصال بذوي الفضل واليسار وحثهم على الإنفاق ، وكذلك الاتصال بأصحاب الخبرات والخدمات للاستفادة منهم عند الحاجة .
4) توفير الأدوية الأساسية الخاصة بالأزمات – يستفاد من قائمة منظمة الصحة العالمية – .
5) وضع دليل للاتصال السريع بالجهات الرسمية ، يشمل : هواتف الجهات الأمنية والصحية والدفاع المدني والهيئات وبعض الشخصيات المهمة في الحي ، كما يحتوي على تحديد المواقع الرسمية التي يحتاجها الناس في الأزمة .
6) إقامة دورات لعامة الناس في الإسعافات الأولية ، الأمن والسلامة ووسائلها ، كيفية الاستعداد للأزمات ومواجهة النوازل .
7) القيام بواجب التهدئة للمجتمع ، وتثبيت الناس في محنتهم ونشر التفاؤل بينهم ، وربطهم بالله ، ومحاربة الشائعات ، والتركيز على امتصاص الأثر النفسي للأزمات والحروب لدى أفراد المجتمع ، وخصوصاً بعض الفئات مثل الصغار والنساء .
8) حصر الآبار ومراكز توزيع الماء في الحي ، وضبط وحماية مصادر الماء من الفوضى والتلويث .
9) تأمين وحماية الطرق للتموين الغذائي والتنقل ، توظيف شباب الحي أو غيرهم في حفظ الأمن .
10) رفع درجة الوعي للحفاظ على الموارد كالمياه والمحافظة على البيئة عند تعطل الخدمة والاستغناء عن الكماليات .
11) وضع خطط عملية للتخلص من النفايات البيئية .
12) رعاية الأسر التي فقدت عائلها .
13) المشاركة في دعم مخيمات اللاجئين التي قد تعد من قبل الجهات الرسمية إغاثياً وأمنياً ودعوياً .
14) مخاطبة أصحاب الشقق المفروشة أو قصور الأفراح لاحتساب الأجر في إيواء الناس مجاناً أو بأسعار رمزية




رد: كيف تواجه الفتن……..

لا اكاد اصدق ما اراه

و الله و الله و الله اشتقت لك كثيييييييييرا ما كل هذهالمدة يا حبيبتي خليتي فراغ كبير في المنتدى




رد: كيف تواجه الفتن……..

الف مبروك اصبحتي عضو ماشي اصبحت من الماس ههه




رد: كيف تواجه الفتن……..

أفرحتني كثيرا إطلالتك أخت هاجر
يتوحشك الخير
أنا ثاني توحشتكم




رد: كيف تواجه الفتن……..

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل7
أفرحتني كثيرا إطلالتك أخت هاجر
يتوحشك الخير
أنا ثاني توحشتكم
ان شاء الله لا تعاد هذه الغيبة منك




رد: كيف تواجه الفتن……..

إن شاء الله ………….




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

تأملات في قصة أصحاب الكهف

تأملات في قصة أصحاب الكهف


الونشريس

تأملات في قصة أصحاب الكهف


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
58.zip‏  59.5 كيلوبايت المشاهدات 25


رد: تأملات في قصة أصحاب الكهف

شكراااااااااااااااااااااااااا


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
58.zip‏  59.5 كيلوبايت المشاهدات 25


التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

الشهاب الثاقب: آية من آيات الخالق

الشهاب الثاقب: آية من آيات الخالق


الونشريس

يقول تعالى: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) [الصافات: 10]. لماذا سمَّى الله هذه الأجسام التي تخترق جو الأرض بالشهب الثاقبة، وماذا تثقب؟ وهل تتطابق هذه الصفة مع ما كشفه العلماء حديثاً من أسرار حول الشهب التي تخترق الغلاف الجوي وتحترق على حدوده؟

إن الإنسان العادي الذي يراقب السماء يرى جسماً يلمع فجأة في السماء ثم يختفي، وبالتالي لا يمكن له أن يصف هذا الجسم إلا إذا درسه دراسة علمية صحيحة. وحديثاً تبين للعلماء أن الشهب ما هي إلا حجارة تسبح في الفضاء فإذا ما اقتربت من الغلاف الجوي للأرض حاولت اختراقه ولكن الغلاف الجوي يتصدى لها ويحدث احتكاك كبير ينتهي بتبدد هذه الشُّهب واحتراقها كما يلي:

عندما يدخل النيزك غلافنا الجوي يخترق الهواء بسرعة عالية جداً وهذه السرعة كافية لتسخين الهواء لدرجات حرارة عالية وكافية لتبخير جزء من النيزك وبالتالي انتشار حرارة كبيرة نرى أثرها من خلال الومضة التي يصدرها النيزك قبل تفتته وتبدده وذوبانه.

كذلك كلمة (ثاقب) تشير إلى السرعة الهائلة التي يسير بها هذا الشهاب، وقد تبين بالفعل أن تسبح بسرعات كبيرة جداً في الفضاء. وتقول الدراسات إنه في كل يوم هناك 1000 طن من النيازك تسقط على الأرض ومعظمها بحجم ذرات الغبار.

الونشريس

الشهاب الثاقب هو عبارة عن حجر مثل هذا يسير في الفضاء بسرعات هائلة وفجأة يقترب من الأرض ولكن الغلاف الجوي يكون له بالمرصاد، وتصوروا لو أن حجراً بهذا الحجم سقط على رؤوسنا فجأة ماذا ستكون النتيجة؟؟ ويؤكد العلماء إن معظم الأحجار التي تصطدم بالغلاف الجوي بحجم الحصى، وهو ما يسمى بالحاصب، فهل ندرك بعد هذه الحقائق معنى قوله تعالى: (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك: 17].

وهنا نود أن نقول إن صفة (ثاقب) التي أوردها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، هي صحيحة جداً من الناحية العلمية، لأن السرعة التي يتحرك بها هذا الشهاب تكفي لثقب أي مادة مهما كانت صلبة!! وهذه المعلومة لم يكن أحد يعرفها زمن نزول القرآن.

الونشريس

صورة لشهاب ثاقب لحظة اختراقه للغلاف الجوي، انظروا كيف يتبدّد ويحترق ولا تتأثر الأرض به، ولو أن هذه الشهب هبطت على الأرض لأحرقتها، لأن الأرض تتعرض كل يوم لملايين الشهب، ولكن الله جعل السماء سقفاً محفوظاً ونحن غافلون ومعرضون عن هذه المعجزة المبهرة والآية العظيمة، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32].

إن هذه النيازك تسلك مسارات معقدة في الفضاء حول الشمس، وتسبح بنظام مذهل ولولا وجود هذا النظام ما بقينا على وجه الأرض حتى الآن! لأن الحجارة تحيط بنا من كل جانب، وتسبح حول الأرض ولكن الله تعالى يصرفها عنا، ويوجهها باتجاه الشياطين الذين يحاولون الخروج خارج الأرض للاطلاع على ما تحمله الملائكة من أخبار المستقبل.

وهنا يتجلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) [الحجر: 16-17]. فهذه الآيات العظيمة تتطابق بشكل مذهل مع الحقائق العلمية، فالسماء تبدو لنا بواسطة المراصد العملاقة بألوان زاهية وكأن المجرات تزينها! والسماء تحوي بروجاً كونية مثل النسيج الكوني الذي يزين السماء وهو عبارة عن بلايين المجرات التي تصطف وفق مشهد مهيب وبديع يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى. وقد حفظ الله هذه السماء بواسطة ملاين الشهب التي تصطدم يومياً مع غلاف الأرض (سماء الأرض) وتحترق وتحرق معها الشياطين الذين يحاولون الصعود خارج الأرض.

طبعاً نحن لم ندرك بعد حقيقة الشياطين علمياً ولكن قد يأتي ذلك اليوم عندما يكتشف العلماء أسراراً كونية جديدة تكشف عن حقيقة الجن والشياطين، ونحن كمؤمنين نؤمن بكل ما جاء في القرآن بغض النظر عن الدليل العلمي. ولكن الملحد يطلب دائماً الدليل العلمي، ولذلك أودع الله في كتابه هذه العجائب لتكون دليلاً على صدق كتاب الله، وحجّة على كل من ينكر صدق رسالة الإسلام.




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

من لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟

من لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟


الونشريس

الكتاب نِعم الأنيس في ساعة الوحدة ، ونِعْم المعرفة في دار الغربة ، هل سمعت بشجرة تؤتي أكلها كلّ حين بألوان مختلفة وطعوم متباينة؟ ومن لك بجليس

إذا غضبت لم يغضب؟ معلّم تحلّى بخلال كثيرة وجمَع أوصافا عديدة,,,,إن وعظ أسمَع، وإن ألهى أمتع، وإن أبكى أدمع، وإن ضرب أوجع،،،،،، يفيدك ولا

يستفيد منك ويزيدك ولا يستزيد منك، إن جدّ فعبرة وإن مزح فنزهة.

قبر الأسرار ومخزن الودائع، قيد العلوم، وينبوع الحكم، معدن المكارم، ومؤنس لا ينام.

إذا أطلت النّظر إليه طال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوّد بيانك، وفخّم ألفاظك……إن ألّفته خلّد على الأيّام ذكرك، وإن درَسته رفع خلق قدرك،

وإن بعته نوّه عندهم باسمك،،،،،، يُقعِد العبيد في مقاعد السّادات، ويُجلس السّوَقة في مجالس الملوك.

فأكرم به من صاحب واعزز به من مرافق!

من جواهر الادب….بتصرّف.




رد: من لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟

مشكور على الموضوع
لكن للاسف لم يعد للكتاب وجود بعد ضهور النت




رد: من لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟

عندك الحق الأخت أميرة




رد: من لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟

قال الشاعر الحكيم :
وأعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب.
ماأجمل لو عنون الموضوع ب : خير جليس !




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

وهم الحب

وهم الحب


الونشريس

وهم الحب

تأليف
محمد بن عبد العزيز المسند

المقدمة
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده …
أما بعد ….

ففي زمن من الأزمان ، أراد أعداء الإسلام غزو بلاد المسلمين ، فأرسلوا عيناً لهم ( أي جاسوساً) يستطلع لهم أحوال المسلمين ، ويتحسّس أخبارهم ، وبينا هو يسير في حيّ من أحياء المسلمين ، رأى غلامين في أيديهما النبل والسهام ، وأحدهما قاعد يبكي ، فدنا منه ، وسأله عن سبب بكائه ، فأجاب الغلام وهو يجهش بالبكاء : (( إنّي قد أخطأت الهدف … )) ثمّ عاد إلى بكائه … فقال له العين : لا بأس ، خذ سهماً آخر ، وأصب الهدف ! فقال الغلام بلهجة غاضبة : (( ولكنّ العدوّ لا ينتظرني حتى آخذ سهماً آخر وأصيب الهدف )) ..

فعاد الرجل إلى قومه ، وأخبرهم بما رأى ، فعلموا أنّ الوقت غير مناسب لغزو المسلمين ..

ثمّ مضت السنون ، وتغيّرت الأحوال ، وأراد الأعداء غزو المسلمين ، فأرسلوا عيناً ، يستطلع لهم الأخبار ، وحين دخل بلاد المسلمين رأى شابّاً في العشرين من عمره ! في هيئة غريبة ، قاعداً يبكي ، فدنا منه ، وسأله عن سبب بكائه ، فرفع رأسه ، وقال مجيباً بصوت يتقطّع ألماً وحسرة : (( إنّ حبيبته التي منحها مهجة قلبه ، وثمرة فؤاده قد هجرته إلى الأبد ، وأحبّت غيره )) ثمّ عاد إلى بكائه … !!

وعاد الرجل إلى قومه يفرك يديه سروراً مبشّراً لهم بالنصر …

إن قوة الأمة وضعفها يكمن في مدى تمسكها بكتاب ربّها وسنّة نبيّها صلى الله عليه وسلم ، ولعل أفضل واقع يترجم ذلك : اهتمامات وشبابها وفتيانها – ذكوراً وإناثاً – كما قال الشاعر :
وينشأ ناشئ الفتيان منّا على ما كان عوده أبوه

ولما كان الحبّ أصل فعل ومبدأه ، وأصل حركة كلّ متحرّك (1) ، وكان محلّه القلب الذي هو أصل صلاح المرء وفساده ، كان أمره في غاية الخطورة … وكان جديراً بالعناية والبيان والتوضيح …
فأقول – وبالله التوفيق – : إنّ الحبّ أنواع :
فمنه ما هو واجب كحبّ الله ورسوله ، وما يندرج تحت ذلك من الحبّ في الله ولله .
ومنه ما هو جائز ومباح ، وهو ما يكون بمقتضى الطبيعة والجبلة كحبّ الوالدين والزوجة والأولاد والعشيرة والوطن ونحو ذلك ، وهذا النوع له حدّ متى ما تجاوزه كان محرّماً ، ومثال ذلك قول أحد الشعراء مخاطباً وطنه :
ويا وطني لقيتك بعد يـأس كأني قد لقيت بك الشبابا
أدير إليك قبل البيت وجهي إذا فهت الشهادة والمتابا(2)

فالشاعر هنا قد جعل الوطن قبلته الأولى التي يدير إليها وجهه إذا نطق بالشهادة قبل القبلة التي جعلها الله لعباده المسلمين ، ولا شكّ أنّ ذلك من الضلال الواضح ، والطغيان المبين .

ومنه ما هو محرم ، وهو الحبّ مع الله ، كما قال تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [ البقرة: من الآية165] ، وهذا نوع من الشرك ، يسمّى : ( شرك المحبّة ) ، وهو درجات بحسب ما يقوم بقلب صاحبه من التعلّق بالمحبوب ومحبّته من دون الله ، وهذا النوع هو الذي أردت الحديث عنه في هذا الكتاب ، وهو ما يمكن أن نسميه بـ ( حبّ الأفلام والمسلسلات والمجلات الهابطة ) ، الذي نشأ عليه الصغير ، وهرم عليه الكبير إلا من رحم الله عز وجل ، حتى إن بعض ما يسمى بالمسلسلات الدينية ! التي يُمثل فيها الصحابة رضي الله عنهم(3) لم يسلم من إقحام هذا النوع من الحبّ فيها .

ولقد كنت منذ زمن أتابع ما ينشر حول هذا الموضوع في بعض الصحف والمجلات ، إضافة إلى ما يصلني من رسائل واتّصالات ، وما أسمعه من قصص وحكايات ، وعند تأمل ذلك كله ، تبيّن لي كثرة الأضرار المترتبة على هذا الوهم وآثاره السيئة على الفرد والمجتمع ، فرأيت جمعها ودراستها في هذا المؤلف ليكون بمثابة صيحة إنذار للغافلين والغافلات ، واللاهين واللاهيات ، سواء من الشباب والشابات ، أو الآباء والأمهات ، وقد حرصت أن يكون بأسلوب سهل ، وعبارات واضحة ، لاسيما وأنه موجه بالدرجة الأولى لفئة المراهقين والشباب ، لاسيما الذين تتراوح أعمارهم ما بين (12- 20 ) سنة ، لأنهم هم الضحية في الغالب ، كما حرصت على الاستشهاد في كل ما أذكره بقصص من ابُتلي بهذا البلاء ، وأقوالهم واعترافاتهم كما صرحوا بها ، ليكون ذلك أدعى للردع والزجر ، علماً بأن أكثر هذه القصص يتضمن مخالفات شرعية كثيرة من اختلاط وخلوة وقلة حياء وغير ذلك مما لا يخفى على مسلم ، وقد علقت على بعضها ، واكتفيت في بعضها بوضع علامة تعجب ، وتركت الباقي لفطنة القارئ ، والله تعالى هو وليّ التوفيق ، وهو حسبي ونعم الوكيل .

محمد بن عبد العزيز المسند

تمهيد

إن المتأمل في نصوص الشرع المطهر يجد أنها قد حرمت كل ما فيه ضرر على الإنسان في دينه ودنياه ، قال تعالى في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [لأعراف: من الآية157] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا ضرر ، ولا ضرار ))(4) ، فالمسلم منهي عن فعل ما يضره مما لم يأذن به الله .

ونحن إذا تأملنا هذا الحبّ – الذي نحن بصدد الحديث عنه – فإننا سنجد أنه يكاد يكون ضرراً محضاً لا نفع فيه ، سوى مجرد أحلام وأوهام ، ومتعة قصيرة زائلة ، يعقبها همّ وغمّ وآلام لا تنقطع ، وذل لا يفارق صاحبه ، إلا أن يتدركه الله برحمة منه ، كما قال الشاعر :
مساكين أهل الحبّ حتى قبورهم عليها غبار الذلّ بين المقابر

وكل كائن حيّ مفطور على حبّ ما ينفعه ، واجتناب ما يؤذيه ويضره ، إلا أن الإنسان على وجه الخصوص – على الرغم من تكريم الله له بنعمة العقل – حين يغلبه هواه ، تنطمس فطرته ، وتعمى بصيرته ، فيترك ما ينفعه ، ويلهث في البحث عمّا يضره ، فينحط بذلك عن مستوى البهيمة ، وهذا هو حال المخدوعين بوهم الحبّ ، نسأل الله السلامة والعافية .

من قال إن هذا الحبّ وهم ؟!

لست أنا الذي قال ذلك ، وإنّما هم أهل الحبّ أنفسهم الذين جربوه واكتووا بناره وعذابه ، هم الذين قالوا ذلك ، وإليك شيئاً من أقوالهم واعترافاتهم :
تقول إحداهنّ :
(( أنا فتاة في التاسعة والعشرين من عمري ، تعرفت على شاب أثناء دراستي الجامعية ! كانت الظروف! كلها تدعونها لكي نكون معاً رغم أنّه ليس من بلدي ، تفاهمنا منذ الوهلة الأولى ، ومع مرور الأيام توطدت العلاقة بحيث أصبحنا لا نطيق فراقاً ! ، وبعد انتهاء الدراسة عاد إلى بلده ، وعدت إلى أسرتي ، واستمر اتصالنا عبر الهاتف والرسائل ، ووعدني بأنه سيأتي لطلب يدي عندما يحصل على عمل ، وبالطبع وعدته بالانتظار. لم أفكر أبداً بالتخلي عنه رغم توفر فرص كثيرة لبدء حياة جديدة مع آخر!!
عندما حصل على عمل اتصل بي ليخبرني أنه آت لطلب يدي ، وفاتحت أهلي بالموضوع(5) وأنا خائفة من رفضهم ، ولكنهم لم يرفضوا ! … سألني أبي فقط إن كان أحد من أهله سيأتي معه ، ولمّا سألته عن ذلك تغير صوته ، وقال : إنه قادم في زيارة مبدئية … شيء ما بداخلي أقنعني بأنه لم يكن صادقاً .. وأتي بالفعل ، وليته لم يأت(6) ، لأنه عاد إلى بلده وانقطعت اتصالاته ، وكلّما اتصلت به تهرب منّي ، إلى أن كتبت له خطاباً ، وطلبت منه تفسيراً ، وجاءني الردّ الذي صدمني ، قال: ((لم أعد أحبك ، ولا أعرف كيف تغيّر شعوري نحوك ، ولذلك أريد إنهاء العلاقة ))…!!
أدركت كم كنت مغفلة وساذجة لأنني تعلقت بالوهم ستّ سنوات … ماذا أقول لأهلي ؟ أشعر بوحدة قاتلة ، وليست لدي رغبة في عمل أي شيء … ))(7) إلى آخر ما ذكرت … فتأملوا قولها : ((تعلقت بالوهم ست سنين )) فهو الشاهد .
وتقول أخرى : (( إنني فتاة في العشرين ، لم أكن أؤمن بشيء اسمه الحبّ – وما زلت – ولا أثق مطلقاً بأي شاب ، بل كثيراً ما كنت أنصح صديقاتي وأحذرهن من فخاخ الحبّ الزائف الذي لم أستطع أن أمنع نفسي من الوقوع فيه … نعم ، وقعت فيه …

كان ذلك في مكان عام.. شاب يلاحقني بنظراته، ويحاول أن يعطيني رقم هاتفه، فخفق قلبي له بشدة(8) وشعرت بانجذاب إليه ! وأنه الفارس الذي ارتسمت صورته في خيالي ورأيته في أحلامي … وكأنه قد لاحظ مدى خجلي وتردّدي ، فأعطى الرقم لصديقتي ، وأخذته منها والدنيا لا تكاد تسعني ، واتصلت به ، وتعارفنا! وتحدثنا طويلاً !.. فكان مهذّباً جداً (9) ، وكنت صريحة وصادقة معه …
وشيئاً فشيئاً صارحني بحبه ! ، وطلب مني الخروج معه … رفضت في البداية ، وأفهمته أني لست مستعدة لفقد ثقة أهلي ، والتنازل عن مبادئي وأخلاقي التي تمنعني من تجاوز الحدود التي رسمتها لنفسي .. لكنه استطاع إقناعي ، ويبدو أن الحبّ أعماني فلم أميّز الصحّ من الخطأ .. وخرجت معه (10) ، فكانت المرّة الأولى في حياتي ، وصارحته برأيي فيه وفي أمثاله من الشباب ، فلم يعجبه كلامي ، وسخر مني ، بل اتهمني بتمثيل دور الفتاة الشريفة ، وأشبعني تجريحاً (11) ، وكان اللقاء الأول والأخير (12) ، فقد قررت التضحية بحبّي من أجل كرامتي ، ولكنه احتفظ بكتاب يتضمن أشعاراً ومذكرات لي كتبتها بخطي ، ووقعتها باسمي ، وقد رفض إعادتها لي … ))(13)

وتقول ثالثة في خاطرة لها :
(( الأحلام تبقى أمامي ، والأوهام تنبت في قلبي ، والكلمات التي اخترتها لا تُكتب ، لكنها توجد في فكري وأحاسيسي ، حكاية فيها كل المعاناة التي أعيشها اليوم ، منذ أن افتقدت الثقة ، ومنذ أن أصبح الحبّ وهماً ومأساة أهرب منها أو أتجاهلها … الحبّ – يا حبيبتي – لا يعترف بالحذر أو الخوف منه ، فإما أن تطرق أبواب الحبّ وتوهم نفسك أنك تحبّ ، وإما أن تهرب منه أو تتجاهله … ))(14) . ففي هذه العبارات تصريح واضح بأن هذا الحب ما هو إلا وهم ومأساة .

وفيما يأتي من اعترافات (( المحبين )) مزيد تأكيد لذلك .

هل نحن بحاجة إلى هذا الحبّ ؟!

إن من المؤسف جداً أن الكثير من وسائل الإعلام بما تبثّه من أفلام ومسلسلات وقصص وأشعار … توحي إلى كلّ فتى وفتاة بأن هذا الحبّ أمر ضروري في حياة كل إنسان ، وأن الفتاة التي لا تتخذ لها خديناً وعشيقاً هي فتاة شاذة ، وغير ناضجة ولا واعية ، ممّا يدفعها إلى البحث عن ( حبيب ) ! بأي ثمن ، ولو على حساب حيائها وعفتها وكرامتها وطهارتها ، وحين تعجز الفتاة عن ذلك لغلبة الحياء أو لأمور أخرى ، فإنها تشك في نفسها ، وتعدّ ذلك مشكلة تحتاج إلى حلّ ، وقد كتبت إحداهن إلى إحدى المجلات الساقطة رسالة تقول فيها :

(( سيدتي .. لا أريد الإطالة ، ولذا سأطرح مشكلتي باختصار : عمري 18 عاماً ، مشكلتي أنني لا أعرف كيف أتعامل مع الرجال ، أتهرب دائماً من الكلام معهم ، حتى إذا شعرت بميل نحو أحدهم إذا تقرب إلي كرهته خوفاً منه ، ولم أجرب علاقة حبّ أبداً . بم تفسرين هذه الحالة ، لقد كتبت لك بعد كثير من التردّد .. )) .
فأجابت المحررة ! – وما أدراك ما المحررة (15) – بأن هذا الخوف خوف مبالغ فيه ، وأن هذا الحياء لا مبرر له ، وهو يدلّ على عدم النضوج العاطفي والفكري .. إلى آخر ما ذكرت …
إنها حرب شعواء على العفّة والفضيلة والحياء ، حرب يقف خلفها إماً مغرضون حاقدون يريدون هدم الدين ، وتقويض دعائمه ، وإما ماديون منتفعون شهوانيون ، همّهم إخراج المرأة بأي وسيلة ، ليستمتعوا بها كيفما شاؤوا ، ومتى شاؤوا دون قيد أو ضابط ، ولكن خابوا وخسروا ، فإن الفتاة المسلمة اليوم بدأت تعي وتدرك ما يحاك ضدها من مؤامرات ومخططات ، ولا أدلّ على ذلك من عودة انتشار الحجاب الإسلامي من جديد بعد زمن التعري والتبرج والسفور ، وهذا لا يعني عدم وجود مغفلين ومغفلات لازلن يلهثن خلف الوهم ، فاحذري – أختي المسلمة – أن تكوني منهنّ .
ولندخل الآن في صلب الموضوع – وهو أضرار الحبّ المذكور – فما هي الأضرار المترتبة على هذا الوهم المسمى بـ ( الحبّ ) ؟
الأضرار كثيرة ، ويمكن تصنيفها إلى ما يلي :
أولاً : الأضرار الدينية .
ثانياً : الأضرار النفسية .
ثالثاً : الأضرار الصحية .
رابعاً : الأضرار الاجتماعية .
خامساً : الأضرار الأدبية .
سادساً : الأضرار المادية .
وسأعرض لكل واحد منها – إن شاء الله – بالتفصيل .

*************************************

أولاً : الأضرار الدينية

وأعظمها وأخطرها :
1- الوقوع في الشرك الذي حرّمه الله عز وجل ، وحذر منه ، وجعله حائلاً بين المرء ودخول الجنّة ، كما قال سبحانه : {كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ } [البقرة: من الآية165] .
وقال سبحانه : {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: من الآية72] .
وقال تعالى : {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: من الآية31] .
ومن ذلك قول الشاعر :
لا تدعُني إلا بـ ( يا عبدها ) فإنه أشرف أسمائي
فهذا تصريح منه بالشرك ، وعبادة غير الله ! وهذا هو لسان حال كثير ممن ابتلوا بهذا الوهم ، وإن لم يصرّحوا به بلسان المقال ، بل قد صرح به بعضهم ، فهذا أحدهم يقول في مجلة مشهورة :
(( ما تعشقتُ غير حبّكِ ديناً وسوى الله ما عبدتُ سواكِ ))(16)
وأقبح منه قول أحدهم في أغنية مشهورة : (( الحبّ ديني ومذهبي )) .
نعوذ بالله من الخذلان …
ويقول أحدهم :
(( يا حبيبتي … يا أحلى اسم نطقه لساني منذ ولادتي …. يا أجمل ما رأت عيناي منذ أن أبصرت النور .. ويا أحلى رمز كتبته مع رمز اسمي (….) وسيكون كذلك للأبد شاءت الظروف(17) أم لم تشأ … أقول لك : إني أحبك حتى الموت ، ولن ينسيني إياك إلا الموت وحده مهما حصل ! .. فإذا كان لي حياة سأحياها ، فإن هواءها أنت ، وبلسمها وعطرها أنت … ! .
وإذا كان لي قلب ، فنبضه هو أنت … ! وإن كان لي بصر ، فعيناي أنتِ .. وإذا كان لي سعادة فسعادتي ابتسامة محياك البريئة !.
حبيبتي .. لم ولن أتخيل نفسي وحيداً بدونكِ كما هي حالكِ أنتِ بالتأكيد .. فالحياة من غيركِ أصبحت بلا طعم ولا هواء … تلاشت فائدتها … وانعدمت أهميتها .. وتساوت مع الممات ..! ولكن ، ما عساي أن أفعل وقد كتب لنا قدرنا أن نفترق … ))(18) .
فهو يحبّها حتى الموت – كما يقول – ولن ينساها أبداً مهما حصل ! وهي هواؤه وبلسمه ، بل هي نبض قلبه ، ودمه ، وهي بصر عينيه … إلى آخر ما ذكر ، وهذا يذكرني بالحديث القدسي الذي يقول الله تعالى فيه : (( …. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به .. )) الحديث (19) ، وهذا قد جعل حبيبه بصره الذي يبصر به ، وسمعه الذي يسمع به كما يقول ، وصدق الله حين قال : { .. يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..} .
نعوذ بالله من الخذلان …
وتقول إحداهن في مجلة مشهورة أيضاً :
(( حين أناجيك بليلي في شبه صلاة …
حين لا يكون لي بدونك أمل في نجاة ..
حين يجمعنا هوى أصدق من الصلوات !.. ))(20) إلخ .
فنعوذ بالله من هوى هو أصدق من الصلوات ، وما أحلم ربّ الأرض والسموات .
وتقول أخرى :
(( نداء لك أيها الغائب … ))
ألا يكفي هذا الغياب ؟
فوالله أراك معي دائماً …
ففي النهار شمسي أنت … وفي الليل قمري …
واللهِ أنت الدنيا وما بعدها ..
فخبرني يا زمان بحقّ دنياك …. بحق السماء والنجوم …
عن الغائب الذي لم يعد …. ))(21)
أرأيتم كيف تعلقت بالوهم … بغائب لم يعد ، ولن يعود ، وجعلته الدنيا وما بعدها ، وشمسها وقمرها ؟! بل هو معها – وهو الغائب – في كل مكان ! فبربّكم خبروني ماذا بقي لله عز وجل من الحبّ والإجلال والتعظيم والمراقبة ؟!
والأمثلة على ذلك كثيرة ، لمن تأمل ما يُنشر بعين البصيرة ، وفي الأشعار الشعبية والقصائد النبطيّة من العبارات الشركية ، والألفاظ الكفرية ، أضعاف ما في الفصحى والعربية ، فإلى الله المشتكى .
فإن سلم صاحب هذا الحبّ من الوقوع في الشرك ، فلن يسلم من سخط الله عز وجل ، فإن من ابتلي بهذا الوهم لابد أن يقصر في حقوق الله تعالى عليه ، ويترك بعضها ، فيبيت في سخط الله ، ويصبح في سخط الله ، ومن أمثلة التقصير في حقوق الله تعالى : التهاون في الصلاة التي هي عماد الدين ، واستثقالها ، وتأخيرها عن وقتها ، وعدم الخشوع فيها ، أما تركها بالكلية فهو كفر ، لقوله النبي صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )) (22) .
ومن ذلك : التقصير في حقوق الوالدين وعقوقهم ، وقد حدثني بعضهم أنه كان يجلس عند جهاز الهاتف بالساعات ، حتى غضب عليه والداه ، ورضى الله في رضى الوالدين ، وسخطه في سخطهما كما ثبت في الحديث (23) .
ومن الأضرار الدينيّة :
2- التشبه بالكفار وتقليدهم ومحاكاتهم ، وقد جاء في الحديث : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) (24) وقد عُني الكفار بهذا النوع من الحب عناية فائقة كما في المجتمع الغربي المعاصر ، حتى اخترعوا له عيداً سموه عيد الحب أو عيد العشاق يحتفلون به كل عام ، ويلبسون لباساً خاصاً ، ويقدمون فيه الورود الحمراء … إلخ ، وقد سرى ذلك – وللأسف الشديد – إلى بلاد المسلمين لاسيما مع ظهور الفضائيات . وسمعنا أخباراً يندى له الجبين من تشبه بعض المسلمين – وبخاصة النساء (25) – بأولئك الكفار – ومشاركتهم في الاحتفال بهذا العيد ، ومن المعلوم لدى كل مسلم أنه ليس في الإسلام سوى عيدين اثنين في العام لا ثالث لهما ، وأنه لا يجوز الاحتفال بأي عيد من الأعياد المبتدعة سواء سمي عيداً أم لم يسم مادام أنه يتكرر كل عام . فكيف إذا كان عيداً سخيفاً لا يحتفل به إلا أراذل الناس من البطالين الفارغين . فلنفتخر بديننا ، ولنعتز بعقيدتنا ، ولا نكن أذناباً تابعين لغيرنا ، ولنكن كما قال الشاعر :
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم فمن يساوي بأنف الناقة الذنبا
ومن الأضرار الدينيّة :
3- الوقوع في الفاحشة التي حرمها الله عز وجل ، والتي هي من كبائر الذنوب ، ومن أسباب سخط علام الغيوب ، فكم من فتاة عفيفة شريفة كُشف سواتها ، وانتهك عرضها ، وفتى عفيف شريف غرق في أوحال الفاحشة وقذارتها ، باسم الصداقة والحبّ ، والأخبار في ذلك مبكية ومحزنة ، تتفطر منها القلوب ، وتقشعر من هولها الأبدان ، وإن كانت قليلة – ولله الحمد – إذ أن أي فتاة مسلمة عاقلة تدرك هذا الأمر جيداً ، وتحسب له ألف حساب ولكن حين تستحكم الغفلة ، وتثور العاطفة (26) ، يحضر الشيطان ، وتنسى الفتاة نفسها في غمرة الهوى ، فلا تفيق إلا وهي غارقة في مستنقع الرذيلة الآسن ، ولن أطيل بذكر القصص في ذلك ، ويكفي أن أذكر في هذا المقام قصة واحدة فقط لتكون عبرة لمن أراد أن يعتبر :
تقول صاحبة القصة :
(( لا أريد أن تكتبوا مأساتي هذه تحت عنوان ( دمعة ندم ) بل اكتبوها بعنوان ( دموع الندم والحسرة ) ، تلك الدموع التي ذرفتها سنين طوالاً … إنها دموع كثيرة تجرّعت خلالها آلاماً عديدة ، وإهانات ، ونظرات كلها تحتقرني بسبب ما اقترفته في حق نفسي وأهلي … وقبل هذا وذاك : حق ربي .
إنني فتاة لا تستحق الرحمة أو الشفقة … لقد أسأت إلى والدتي وأخواتي ، وجعلت أعينهم دوماً إلى الأرض ، لا يستطيعون رفعها خجلاً من نظرات الآخرين …
كل ذلك كان بسببي … لقد خنت الثقة التي أعطوني إياها (27) بسبب الهاتف اللعين .
بسبب ذلك الإنسان المجرد من الضمير ، الذي أغراني بكلامه المعسول ، فلعب بعواطفي وأحاسيسي حتى أسير معه في الطريق السيء …
وبالتدريج جعلني أتمادى في علاقتي معه إلى أسوأ منحدر … كل ذلك بسبب الحب الوهمي الذي أعمى عيني عن الحقيقة ، وأدى بي في النهاية إلى فقدان أعز ما تفخر به الفتاة ، ويفخر به أبواها ، عندما يزفانها إلى الشاب الذي يأتي إلى منزلها بالطريق الحلال .. لقد أضعت هذا الشرف مع إنسان عديم الشرف ، إنسان باع ضميره وإنسانيته بعد أن أخذ مني كل شيء ، فتركني أعاني وأقاسي بعد لحظات قصيرة قضيتها معه .. لقد تركني في محنة كبيرة بعد أن أصبحت حاملاً ! .. وآنذاك لم يكن أحد يعلم بمصيبتي سوى الله سبحانه … وعندما حاولت البحث عنه كان يتهرب مني ، على عكس ما كان يفعله معي من قبل أن يأخذ ما يريد … لقد مكثت في نار وعذاب طوال أربعة أشهر ، ولا يعلم إلا الله ما قاسيته من آلام نفسية بسبب عصياني لربي ، واقترافي لهذا الذنب .. ولأن الحمل أثقل نفسيتي وأتعبها .. كنت أفكر كيف أقابل أهلي بهذه المصيبة التي تتحرك في أحشائي ؟ .. فوالدي رجل ضعيف ، يشقى ويكد من أجلنا ، ولا يكاد الراتب يكفيه .. ووالدتي امرأة عفيفة ، وفرت كل شيء لي من أجل أن أتم دراستي لأصل إلى أعلى المراتب .
لقد خيبت ظنها ، وأسأت إليها إساءة كبيرة لا تغتفر ، لا زلت أتجرع مرارتها حتى الآن .. إن قلب ذلك الوحش رقّ لي أخيراً حيث ردّ على مكالمتي الهاتفية بعد أن طاردته … وعندما علم بحملي ، عرض على مساعدتي في الإجهاض وإسقاط الجنين الذي يتحرك داخل أحشائي .. كدت أجنّ .. لم يفكر أن يتقدم للزواج مني لإصلاح ما أفسده (28) .. بل وضعني أمام خيارين : إما أن يتركني في محنتي ، أو أسقط هذا الحمل للنجاة من الفضيحة والعار … !
ولمّا مرت الأيام دون أن يتقدم لخطبتي ، ذهبت إلى الشرطة لأخبرهم بما حدث من جانبه ، وبعد أن بحثوا عنه في كل مكان وجدوه بعد شهرين من بلاغي ، لأنه أعطاني اسماً غير اسمه الحقيقي (29) .. لكنه في النهاية وقع في أيدي الشرطة ، واتضح أنه متزوج ولديه أربعة من الأولاد ، ووضع في السجن .
وعندما علمت أنه متزوج أدركت كم كنت غبية عندما سرت وراءه كالعمياء !..
ولكن ماذا يفيد ذلك بعد أن وقعت في الهوة السحيقة التي جعلتني أتردى داخلها ؟!
لقد ظن أنني ما زلت تلك الفتاة التي أعماها كذبه ، فأرسل إلي من سجنه امرأة تخبرني بأنني إذا أنكرت أمام القاضي أنه انتهك عرضي فسوف يتزوجني بعد خروجي من السجن .. لكني رفضت عرضه الرخيص .. والآن أكتب لكم بعد خروجي من سجن الشرطة إلي سجني الأكبر .. منزلي .. ها أنا قابعة فيه لا أكلم أحداً ، ولا يراني أحد ، بسبب تلك الفضيحة التي سببتها لأسرتي ، فأهدرت كرامتها ، ولوثت سمعتها النقية ..
لقد أصبح والدي كالشبح يمشي متهالكاً يكاد يسقط من الإعياء .. بينما أصبحت أمي هزيلة ضعيفة ، تهذي باستمرار ، وسجنت نفسها بإرادتها داخل المنزل خشية كلام الناس ونظراتهم … )) .
ثم تختم رسالتها بقولها :
(( إنني من هذه الغربة الكئيبة أرسل إليكم بحالي المرير .. إنني أبكي ليلاًً ونهاراً ولعل الله يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، وأطلب منكم الدعاء لي بأن يتوب الله علي ويخفف من آلامي )) (30) .
فهل بعد هذه العبرة من عبرة ، وهل بعد هذه العبرات من عبرات ، إلا لمن كُتب عليه الشقاء ، عياذاً بالله .
ومن الأضرار الدينيّة :
4- ضعف الأمة ، وتقهقرها ، وتسلط الأعداء عليها :
فما فشا هذا الوهم في أمة إلا قضى عليها ، وحطم رجولة شبابها ، وسلط عليها الأعداء ، وماذا يُرجى من أمة قد غرق شبابها ونساؤها في الأوهام ؟
في العصر الجاهلي قبل بزوغ فجر الإسلام ، كان لا يُسمع إلا صوت قيس وهو يغني على ليلاه ، فلما بزغ فجر الإسلام ، وأكرم الله هذه الأمة بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ، انقطع هذا الصوت ، ولم يُسمع إلا صوت الحق وهو يدعو إلى العزة والكرامة ، وجنة عرضها السماوات والأرض ، حتى إن الشباب – بل حتى الأطفال – كانوا يتسابقون إلى ساحات الجهاد طمعاً في نيل الشهادة .
ولما ضعف المسلمون ، وتخلوا عن دينهم – إلا من رحم الله عز وجل – عاد ذلك الصوت النشاز يجلجل في الآفاق ، ولم يعد قيساً واحداً ، بل آلاف (( الأقياس )) ، ولا ليلى واحدة ، بل آلاف ((الليالى )) ، وإذا أردتم البرهان والدليل فاستمعوا إلى ما ينعق به المغنون عبر موجات الأثير : كل يغني على ليلاه – كما يقال ؛ وينوح على حبيبه (31) .. ولذا كان انتشار هذا الوهم بين شباب الأمة وفتياتها دليلاً على ضعف الأمة ، وانحطاطها وتخلفها ، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة بوادر يقظة وانتباه ، لعلها تكون إرهاصاً لعودة الأمة إلى سابق عزها ومجدها ، بل هي كذلك إن شاء الله .

****************************************

ثانياًً : الأضرار النفسية
فإن لهذا الحب المزعوم أضراراً نفسية بالغة الأثر ، قد تنتهي بصاحبها إلى الجنون ، فمن ذلك :
1- فقدان الثقة بالنفس ..
تقول إحداهن : (( أكتب مشكلتي لعلي أجد الحل الذي يريحني ، ويعيد النوم إلى جفوني ، والراحة إلى نفسي .. والتي لم أذقها منذ أن تعرفتُ عليه عن طريق الهاتف ! حينما طلبت إحدى صديقاتي ، ورد علي أخوها ، وجذبني إليه رقّة حديثه ، بعدها وجدتُ نفسي مشدودة للتفكير فيه ، والتعلق به (32) .. وتكرر الاتصال ، وتعمدت اختيار الأوقات التي لا تكون صديقتي موجودة فيها (33) .. وتواعدنا على الزواج !
وفجأة .. لاحظت تهربه من الحديث معي ، وانقطعت إتصالته بي .. حاولت بأسلوب غير مباشر التعرف على أسباب هذا التحول ، دون فائدة .. وأخيراً وبطريق الصدفة أخبرتني صديقتي أن أخاها قد وقع اختياره على إحدى القريبات ، وسيتم زفافهما قريباً ..
أصابتني دهشة أفقدتني توازني وقدرتي على الرد عليه .. وفقدت بعدها الثقة في نفسي وفي كل من حولي .. تقدم لي الكثيرون ولكنني أرفضهم جميعاً دون أي مبرر ..
العمر يتقدم بي ، ولكني عاجزة عن نسيان هذا الجرح القديم ، الذي تمكن مني لدرجة كبيرة بدأت تثير شكوك أهلي تجاهي ، ولا أدري كيف أتخلص مما أنا فيه .. ))(34) .
إنها لا تزال متعلقة بالوهم على الرغم من أن الأمر قد انتهى .
2- الاكتئاب النفسي :
يقول أحد الشباب : (( أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة ، ولظروف عملي فإني أسكن بعيداً عن زوجتي وأطفالي مسافة 200 كم ، وأسافر لزوجتي يومين في الأسبوع، وأحياناً يوماً واحداً، كنت أحبّ زوجتي كثيراً، وكانت هي كذلك ، إلا أن ضعف مرتبي حال بيني وبين إحضارها للإقامة عندي..
وفي ليلة من الليالي اتصلت فتاة ! تريد التعرف بي ، فرفضت ذلك ، وأفهمتها بأني متزوج ولدي أطفال، وقمت بإقفال السماعة في وجهها ، وما كان منها إلا أن أصرت على محادثتي والتعرف علي ، ومن تلك اللحظة أصابني صداع لم يفارقني تلك الليلة ، وفي التالي اتصلت بي ، فرد عليها أحد زملائي فلم تكلمه، ثم ردّ عليها الثاني والثالث ، فلم ترد إلا أنا ، وفي ساعة متأخرة من الليل اتصلت ، ولم يكن غيري ، فرفعتُ سماعة الهاتف ، وزيّن لي الشيطان محادثتها ، وتعرفت عليها ، ويا ليتني لم أفعل ، فلقد زلزلت كياني ، وزرعت طريقي أشواكاً ، بل لقد فرقتني عن زوجتي وأولادي ، فلم يعد لهم في قلبي من الحبّ مثل ما كان قبل ذلك ، كان فكري في ذلك الشيطان الذي تمثل لي في صورة تلك الفتاة ، فقدت أعصابي مع زوجتي وأولادي ، أثور عليهم لأدنى سبب ، بسبب تلك الفتاة التي زرعت المرض والخوف في أعماقي .. حاولت أن أقاطعها فلم أقدر .. كانت تلعب بأعصابي كثيراً .. نسيتُ حتى عملي من كثرة السهر ، ومع ذلك أصابني الاكتئاب النفسي ، وذهبت إلى عيادة الأمراض النفسية ، وأعطوني أقراصاً فلم ينفع معي أي علاج …. )) (35) .
3- فقدان الأمن والراحة ، والخوف من الفضيحة :
وذلك أن أدعياء الحبّ يقومون – في الغالب – بتسجيل المكالمات الهاتفية التي تتمّ بينهم وبين الفتيات ضحايا الحبّ ، وقد يطلبون منهن صوراً باسم الحبّ ، فيحتفظون بها ، مع الرسائل الوردية المعطرة التي تبعثها الفتيات إليهم ، فإذا ما استعصت الفتاة عليهم ، وأبت الخروج معهم ، قاموا يهدّدونها بتلك الصور والرسائل ، وبصوتها في الهاتف ، وهنا يُسقط في يد الفتاة ، وتعيش في وضع مأساوي سيء ، وقد تستجيب لمطالبهم خوفاً من الفضيحة ! فتبوء بالإثم في الدنيا ، والفضيحة الكبرى في الآخرة وما فيها من العذاب الأليم .
تقول إحداهن – وقد كتبت لي مشكلتها بنفسها – :
((مشكلتي هي مشكلة بعض البنات هذه الأيام ، في جوّ غابت فيه مراقبة الأهل ، ووجد فيه الفراغ ، وصديقات السوء ، وأفلام خليعة ، وأغان وطرب ومجون .. في هذه الأجواء الملوثة ، وفي هذه الفترة من الزمن – والتي هي عليّ الآن كالحديد الحامي الذي يلسعني كل لحظة – تعرفت على ذئب قذر ، وقد طالت فترة تعارفنا إلى سنة تبادلنا خلالها الصور!! .. أعطيته كل ما عندي من وقت وتفكير ، بل ومساعدات مالية .. كان قذراً ، وكنت أقذر منه ! .. طلب مني كل شيء باسم الحبّ ، وبذلت له كل شيء .. بعدها التحقت بالجامعة ، وأقمت في سكن الطالبات ، ويا سبحان الله . وجدت فتيات قمة في الالتزام .. في الطهر والعفاف .. قمة في عمل الخير والصلاح ! أعجبت بهنّ ، أحببنني بإخلاص ، وأخذن يتقربن إلي .. فتعلمت منهن الصلاة والدين .. وشعرت بالإيمان يسري في أوصالي .. ولكن ماذا أفعل وهذا الذئب يطاردني في كل مكان ، حتى هنا في السكن ، فيتصل بي يومياً على أنه أخي الذي يريد أن يطمئن علي !! ، والمشرفة المسكينة قد صدقت هذه الكذبة ، فكانت تلح علي لمكالمته ، فكنت أكلمه وأنا كارهة له ، وفي الوقت نفسه خائفة منه ، إلى أن عزمت على التوبة النصوح وتبت إلى الله عز وجل ، وحولت إلى دراسة العلم الشرعي بعد أن كنت في كلية علمية ، المشكلة أنه لا يزال يطاردني ، ويطلب مني الخروج معه !! ، ويهددني بكل ما لديه من أدلة وبراهين ، من صور ومكالمات قد سجلها علي ، والأدهى من ذلك أنه يتصل على منزلنا حيث يقيم أخي الأصغر ، وأخاف عليه من هذا الذئب ، أخاف عليه من الغيرة التي ستقتله غماً إذا علم بالأمر ، ومن … ومن .. ومن أخته التي طالما أحبها واعتبرها قدوة له في الجدّ والمذاكرة … ))
إلى آخر ما جاء في رسالتها ، وهي طويلة جداً اختصرتها في هذه الأسطر …
وإني بهذه المناسبة أودّ أن أوجه نصيحة إلى كل فتاة ابتليت بمثل هذا الأمر ، فأقول : إن الخطأ لا يمكن تصحيحه بخطأ آخر ، فإذا كنت قد أخطأت أولاً بإقامة علاقة محرّمة مع هذا الذئب ، وأعطيتيه صورك ورسائلك ، وصار يهددك بها ، فلا تُتْبعي هذا الخطأ بخطأ أكبر منه ، وهو استجابتك له ، وتلبية مطالبه الآثمة ، فإنه أقلّ وأذلّ من أن يقوم بتنفيذها، إذ هو شريك لك في الفضيحة، وحتى لو أقدم على تنفيذها، فإنك ما دمت قد حافظت على عرضك وشرفك ، وتبت إلى الله توبة نصوحاً ، فإن ذلك لن يضيرك شيئاً ، وسيكون هو المتضرّر الأكبر ، وبإمكانك التعاون مع رجال الحسبة (( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) للإيقاع به أو كفّ شره بأسلوب حكيم لا ينالك منه ضرر ، ولكثير منهم خبرة في هذا المجال ، وهذا أمر متيسر جداً .. ثم إن الفتاة إذا تابت إلى الله توبة نصوحاً ، وصدقت في توبتها ، جعل الله لها مخرجاً ، وأسوق لك هذه القصة لتعلمي أن الله لا يتخلى عن عباده المؤمنين :
تقول صاحبة القصة : (( كنت جالسة في المنزل عندما رنّ جرس الهاتف .. فنهضت ورفعت السماعة ، فإذا برجل يطلب صاحباً له ، قلت له : إن الرقم خطأ ، وألنت له صوتي ، فإذا به يتصل مرة ثانية ، وأكلمه حتى قال لي إنه يحبني ! ولا يستطيع الاستغناء عني ، وأن نيته سليمة ! فصدقته ، وذهبت معه ، وأخذنا صوراً عديدة !!! ، وبعد أربع سنوات مكثتها معه إذ به يقول : إذا لم تمكنيني من نفسك فسأفضحك ، وأقدم الصور لأهلك .. فرفضت بشدة ، وابتعدت عنه ، وأصبحت أرفض محادثته في الهاتف أو مقابلته ، ويقدر الله عز وجل أن يخطبني صاحب أبي ، وقبل زواجي بأيام اتصل بي ذلك النذل ، وقال لي : إن تزوجت من هذا الرجل فسأفضحك عنده !! فأصبحت في حيرة من أمري ، وتوجهت إلى الله عز وجل أدعوه بإخلاص أن يخلصني من هذا الرجل ، وبعد زواجي بيومين علمت أنه أراد الذهاب إلى زوجي ومعه الصور ، وفي طريقه إلى مقر عمل زوجي ، توفي في حادث سيارة ، واحترقت الصور معه .. )) (36) .
ففي هذه القصة عظة وعبرة لكل شاب وفتاة .
4- الفشل الدراسي :
وهذا هو الغالب على من ابتُلي بهذا البلاء ، لانشغال فكره وقلبه بالتفكير بـ ( المحبوب ) ، ولكثرة السهر ، وضياع الأوقات الطويلة في مكالمات تافهة رخيصة ، لا تترك وقتاً للمذاكرة والمثابرة ..
تقول إحداهن : (( أنا فتاة في السادسة عشرة من عمري (37) ، متفوقة في دراستي ، أحببت أحد المشاهير بشكل جنوني ، تملأ صوره الكبيرة حجرتي ، وأدس صوره الصغيرة في كل كتبي ، وأحلم دائماً بلقائه ، وأثور إذا تحدثت عنه زميلاتي .. بدأ مستواي الدراسي في الانحدار بسبب هذا الحبّ الجنوني ، لدرجة أني أخشى من الاستمرار في الانحدار ، وفي نفس الوقت لا أستطيع التغلب على مشاعري ، وأشعر بأنني وحدي في مشكلة تهدد مستقبلي ، ولا أستطيع مصارحة أحد بها .. ))(38) .
ومن الأضرار النفسية :
5- انتظار من لا يأتي :
وما أطول ساعات الانتظار – بل حتى لحظاته وما أشدها على النفس ، فكيف إذا امتدت إلى شهور وأعوام !
تقول إحدى الفتيات – وهي من ضحايا هذا الوهم – :
(( من خلال حديث أخي عن صديقه الملتزم ، أحببته (39) .. شعرت بمشاعر الحبّ تسيطر علي تجاهه ، ولأني فتاة مسلمة ملتزمة بأمور ديني ، نجحت في التمسك بالفضيلة ، والامتناع عن أي سلوك يمكن أن يُظهر مشاعري تجاهه ، وظللت على هذه الحال لمدة أربع سنوات .. رفضتُ كلّ من يتقدم لي من أجل هذا الحبّ! ، وانتظاراً لذلك الشاب الذي لا يعلم بمشاعري نحوه ! .. والآن أنتظر .. وأعيش حالة نفسية سيئة من جراء هذا الانتظار .. )) (40) . انتظار من لا يأتي .. !!
ومن أعجب ما وقفت عليه في هذا الموضوع ، ما ذكره أحد الأخصائيين في مؤتمر عقده مؤخراً ، أنه شاهد حالة غريبة لفتاة في العشرين من عمرها ، نمت لها لحية بسبب إخفاقها في الحب ! حيث أحدثت هذه الصدمة اضطراباً في إفراز الهرمونات ، مما أدى إلى نمو لحيتها ..(41) .
وقد سئل أحد الأطباء النفسانيين – ضمن تحقيق أجراه بعض الصحفيين – : هل من الممكن أن للحبّ مجانين في نهاية القرن العشرين ؟ (42)
فأجاب : هذا سؤال طريف ، ولكنه على طرافته – سؤال مطروح في كل زمان ومكان ، ففي عصرنا الحالي ، الموصوف بأنه عصر المادية ، أن تؤدي الصدمة العاطفية إلي العيادة النفسية ، ولقد عُرِضتْ علي حالات مرضية كثيرة ، كان الحبّ هو السبب الرئيس لها ، والعامل الأكثر تأثيراً فيها ))(43) .
وقد قام بعض الصحفيين بزيارة لإحدى المصحات النفسية ، ووقفوا على بعض الحالات من ضحايا الحبّ الموهوم ، منها حالة الشاب ( ط.أ ) التي كانت ابنة عمه هي السبب في تدهور عقله ، ووصوله إلى حافة الجنون ، ولما سُئل طبيبه المعالج عن سبب وصوله إلى تلك الحالة ، أجاب بأنها قصة طويلة ومعقدة، خلاصتها أن هذا الشاب ( أحبّ) ابنة عمه الذي كان على خلاف مع أخيه والد هذا الشاب، وكانت الفتاة على علم بهذا الخلاف ، فأرادت الانتقام لأبيها في شخص ابن عمها ، فأوهمته بحبها له ، حتى إذا ما جاء اليوم الموعود للزواج ، رفضته ، وتزوجت بغيره ، فصُدم هذا الشاب ، ووقع فيما يشبه الفصام العصبي .. ))(44) .
هذه بعض الأضرار النفسية لوهم الحبّ ، وهي قليل من كثير ، ومن تأملها وجدها مصداقاً لقول الله تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً }[طـه: من الآية124] أي : عيشة ضيقّة نكدة ، وهي ما يصيب المعرض عن ذكر ربه من الهموم والغموم والآلام والأمراض النفسية وغيرها … ))(45) . والله تعالى أعلم .

*******************************

ثالثاًً : الأضرار الصحية
وهي التي تصيب البدن ، بخلاف الأضرار النفسية التي تصيب الروح مع سلامة البدن ، وقد يكون الضرر النفسي سبباً لوقوع الضرر البدني ، كما هو الحال في هم الحبّ .
تروي إحدى الفتيات ، تقول : (( في يوم من الأيام جاءني اتصال من صديقة لي، تخبرني فيه بأن صديقة لنا في العناية المركزة بالمستشفي ، فهرعتُ إليها وأنا لا أعلم السبب ، وحينما وصلت إليها ، وجدتها ممددة على السرير دون حراك ، وقد أصابتها حالة تشنج عنيفة ، تركتْ بصمات زرقاء وسوداء حول عينيها ، وفي جميع أجزاء وجهها ، وعندما سألت شقيقتها عن السبب ، أخذتني بعيداً عن والدتها المنهارة ، وقالت لي : لقد اكتشفتْ أن خالداً متزوج ، ولديه ولد !!! ..
أما عن خالد هذا ، فهو شاب قد تعرفتْ عليه عن طريق الهاتف ! وبعد عدة لقاءات وعدها بالزواج ! ، وها هي تدخل المستشفى من أجله ، ولو علم هذان الأبوان المنهاران أمام غرفة ابنتهما سبب دخولها المستشفى لقتلاها بدلاً من أن يبكيا عليها !)) (46) .
وأغرب من ذلك ، ما نُشر في بعض الصحف من قصّة تلك المرأة المصرية التي فوجئت وهي تفتح دولاب ملابسها بعد أن عادت إلى بيتها ، بشاب يخرج من ذلك الدولاب ، فتعالت صرخاتها مستغيثة بالجيران ، وقد حاول الشاب إقناعها بأنه إنما جاء لخطبة ابنتها التي تربطه بها علاقة حب ! ولكن المرأة أصرت على استدعاء الشرطة ، وكانت المفاجأة ، أن سقط ميتاً بالسكتة القلبية قبل أن ينقل إلى قسم الشرطة في أغرب حادث حبّ غرامي مجنون … ))(47) ..
وقد سئل الأستاذ الدكتور مصطفى محمود عن الحبّ قبل الزواج فأجاب : (( الحبّ هو اتحاد شديد العمق ، يؤدي التفريق فيه إلى سلسلة من انفجارات العذاب والألم ، قد تستمر حتى الموت ، وقد تنتهي بتغير الشخصية تماماً ، وتحولها كما يتحول الراديوم بعد تفجر الإشعاع إلى رصاص ، أما الحبّ بعد الزواج ، فهو الحبّ الحقيقي الذي ينمو ويعيش ، ويتحدى النسيان ، ويضفي النبل والإخلاص والجلال على أبطاله )) (48) .

****************************************

رابعاً: الأضرار الاجتماعية
وهي كثيرة جداً ، ومن أخطرها :
1- انتشار الفساد في المجتمع ، وشيوع الفاحشة فيه ..
فكم من عفيفة حرّة صارت باسم الحبّ من البغايا ، وعفيف صار به عبداً للصبيان والصبايا .. ! ويحضرني في هذا المقام قصة فتاة جامعية (49)وقعت في وهم الحبّ ، وجرى لها ما جرى لغيرها من ضحايا هذا الوهم : نظرة فابتسامة فكلام فموعد فلقاء ففجور فندم وحسرة … لكن هذه الفتاة لم يقف أمرها عند هذا الحدّ ، فقد قام الذئب بتصويرها معه وهي تمارس الفجور ، في شريط فيديو ، ثم صار يهددها بهذا الشريط ، حتى انقادت له ، وصارت كالخاتم في يده ، يخرج بها متى شاء بلا قيود ، ولم يكتف الذئب بذلك حتى أشرك معه غيره من الذئاب البشرية المسعورة ، فإذا بالفتاة الجامعية المصونة ، تتحول إلى بغي فاجرة ، تنتقل من رجل إلى آخر …!! ثم تنتهي القصة بقيام هذه الفتاة بقتل ذلك الذئب انتقاماً لشرفها وعرضها ، لتودع في سجن خلف القضبان (50) .
2- فشل الحياة الزوجية ، وكثرة وقوع الطلاق في المجتمع :
ففي دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية تبين أن معظم الذين تزوجوا بعد قصة حبّ كبيرة لم ينجح زواجهم !(51) .
وليس هذا في ديار الغرب فحسب ، بل حتى في بلاد المسلمين ، ففي دراسة أجريت في المستشفى التخصصي بالرياض على الطلاق ، وجد أن أكثر حالات الطلاق إنما تقع في الزيجات التي تمت بعد علاقة حبّ !(52)
وتبيّن د. خديجة علوي أستاذة علم الاجتماع السبب ، فتقول : (( إن مفهوم الصداقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج أمر مرفوض دينياً واجتماعياً ، فهي ضمن الأفكار الفاسدة التي وردت إلى مجتمعنا بسبب الانفتاح اللامحدود على المجتمعات الغربية .. )) .
ثم تضيف : (( إن هذه الصداقة التي تنشأ بين الشاب والفتاة بحجة أنها ضرورية لوضع أخلاق وطباع الشريك المرتقب تحت المجهر أو لغير ذلك ، ما هي إلا وهم كبير ، إذ أنّها تأتي بنتائج عكسية على العلاقة ذاتها فيما بعد إذا ما تم الزواج بينهما .. ففي الغالب تكثر الخلافات ، وعدم التفاهم يزداد حدة لأن كلاً منهما بدأ يرصد بدقة عيوب الآخر وسيئاته بعد أن كانت غائبة عنه تحت ( وهم الحبّ ) الذي ربط بينهما عن طريق الصداقة ، وكثيراً ما تفشل هذه الزيجات ، لأن الأسس التي قامت عليها من البداية أسس واهية ))(53) .
وأكبر شاهد على ذلك هو الواقع ، فقد روت إحدى الأخوات قصتها مع إحدى زميلاتها ، قالت :
(( رأيتها بعد انقطاع دام أكثر من عام ، فهالني منظرها .. لقد تغيرت تماماً ، فقد تحول احمرار وجنتيها إلى هالات سوداء حول العينيين ، ونحل جسمها الممتلئ إلى وزن الريشة ، وتحول مرحها إلى حزن لا يفارقها ، تعلوها غبرة ، ويكسوها شحوب وكآبة ، وحينما سألتها : ما الذي غيرك ، وأوصلك إلى هذا الحد من التدهور ؟! أجابت بصوت متهدج : أتذكرين ناصر ؟ ( وهو شابّ تعرفت عليه عن طريق الهاتف ) ، لقد تزوجْتُه وليتني لم أفعل !
فأصابني الذهول مما سمعت ، أهذا هو ناصر الذي أوهمت نفسك بأنه سيجعلك أسعد إنسانة و.. و.. ؟!
فابتسمتْ ابتسامة ممزوجة بالألم والحسرة ، وقالت : لقد كان سراباً ! لقد تحول بعد زواجنا إلى شيء آخر ! تحول إلى الضدّ وانقلب إلى وحش كاسر ، يسمعني ألذع الكلمات ، ويعيرني بحبي له قبل الزواج ، ويذكرني بأسوأ أفعاله ولقاءاتي معه ، ويهددني بإخبار والدي .. !)) .
وأسقطت من عينيها دمعتين ملتهبتين ، وقالت :
(( صدقيني ، لولا هذا الطفل الذي أخشى على مستقبله ، والذي أرى فيه كل آمالي التي لم تتحقق في والده لتركته عاجلاً غير آجل !! ))(54) .
أما القصة الثانية ، فقد روتها صاحبتها بنفسها ، فقالت :
(( أنا السبب في مأساتي .. نسجت خيوطها بيدي ثم اكتويت بنارها ..
قبل سنوات ربطتني علاقة حبّ ! بشاب توجت بالزواج منه ، ورغم علمي من البداية باستهتاره إلا أنني رضيت به زوجاً ! بعد ما أدركت أنني لا أستطيع العيش بدونه ! ..
قد تسألون : ولم قبلت الزواج منه وهو بهذه الحالة ؟
أقول لكم : إنني راهنت على إصلاحه وجعله إنساناً آخر ، ولهذا تحديت أهلي ، وأعلنت تمردي عليهم ، وتجاهلت كلّ تحذيراتهم ، وعشت مع من أحببته كروحي ! أشهراً قليلة ، وشعرت أنني أسير بالفعل نحو الهدف الذي رسمته لنفسي .. غيّرت من سلوكياته الكثير ، وحملت منه ، وأنجبت طفلة جميلة ، ولكنه عاد مرة أخرى إلى استهتاره ، وفشلت في إصلاحه ..
ارتبط زوجي بأصدقاء السوء ، وصار يتغيب عن المنزل لفترات طويلة .. كنت أنظر لطفلتي وأحدث نفسي : ما العمل عندما تكبر ، ووالدها بهذه الحالة السيئة .. استهتار ، وإهمال ، وعدم اكتراث ..!! وماذا أفعل عندما أقرر الخلاص منه ، وأربّي ابنتي بعيداً عنه ، وكيف تعيش ابنتي في هذا الجو الفارغ من الوئام الأسري ؟!
لجأت إلى أهله وطلبت وساطتهم ، ونصحه وإرشاده ، ولكن فشِلتْ أيضاً كلّ محاولاتهم ، بل تمادى في سهراته الخارجية ، وغيابه عن المنزل ، والأسوأ من ذلك أنه نقل مقرّ السهرات الفاسدة إلى منزلنا ، فأصبحت في موقف لا أحسد عليه ، وعندما عجزت عن مقاومة هذا الوضع السيء لزوجي ، قررت الانفصال عنه قبل أن أدخل وطفلتي عالمه المميت ))(55).
3- خراب البيوت ، والتفريق بين المرء وزوجه وأهله :
وهذا ما يطمح إليه إبليس اللعين ، فبينما المرء سعيد مع زوجه وأهله وأولاده ، يبعث إليه إبليس واحداً من جنوده من شياطين الإنس ، فيفسد عليه حياته باسم الحبّ أو غيره ، ومن الشواهد على ذلك ، ما ذكرته آنفاً من قصة ذلك الشابّ المتزوج الذي اتصلت به فتاة ، فما زالت به إلى أن تعلق بها ، حتى كره زوجته وأولاده وأهملهم … الخ (56) .
4- رفض الزواج ، وتفشي العنوسة :
فالفتاة التي تقع في هذا الوهم ، ترفض الزواج في وقته ، إما انتظاراً للحبيب الموهوم الذي غالباً لا يأتي ، وإما خوفاً من الفضيحة إن كانت قد فرطت في عرضها ، ولا يخفى ما في ذلك من الآثار السيئة على المجتمع ..
تقول إحداهن : (( أنا فتاة جامعية ! أحببت شاباً بكل معنى الكلمة ! واخترته حبيباً لقلبي ، ورفيقاً لدربي ! بموافقة ومباركة الأهل !!! ، وفيما كنا نقوم بالاستعداد للزواج فوجئنا باعتراضات رسمية ، وعقبات وهمية ، حالت دون إتمام فرحتنا ، لكننا لم نستسلم ، فحاولنا التغلب عليها ، وضحينا بالكثير دون جدوى ، ولم نفقد الأمل رغم وصولنا إلى طريق مسدود ! ..
واستمرت اللقاءات والاتصالات فيما بيننا ! وفي ذات يوم نسينا أنفسنا في غمرة الحب !! فكان الشيطان ثالثنا ..
ومن هنا بدأت المشكلة أو المأساة الكبرى ، فبدلاً من تصحيح غلطته أو غلطتنا ، فوجئت به يتهمني زوراً وظلماً بأبشع التهم ، ويزعم ويدعي بأني لم أكن عذراء … واتخذ من ذلك حيلة للتهرب من المسؤولية ، وتصحيح غلطة فظيعة ارتكبناها في لحظة طيش ..
كيف يمكن أن يحدث لي هذا ، ولم يمسسني أحد – غيره – ، وقد أقسمت له أني لم أعرف رجلاً قبله ولا بعده ، وبكيت أمامه ، وتوسلت إليه ألا يتخلى عني ، فواعدني خيراً ، وعاد يؤكد حبه لي ! .. وكثرت اللقاءات بيننا ، فكنت أحرص خلالها على عدم إغضابه ، وكان هو الآمر الناهي ، والقاضي والجلاد ، ثم بدأ يتهرب مني ، وينتحل الأعذار ، وأخيراً طال غيابه وانقطعت أخباره ، فأدركت أنني كنت الجانية على شرفي والضحية ، وأنني قد حكمت على نفسي بالإعدام ..
لقد صبرت ، وانتظرت بما فيه الكفاية ، ورفضت عشرات الشبان خوفاً من افتضاح أمري فتكون نهايتي .. )) (57) .
ويقول أحد الشباب :
(( أنا شاب في المرحلة الجامعية ! تعرفت على فتاة تكبرني قليلاً ، وأحببتها ! وقد مضى على حبنا عشر سنوات !!! ، قبل ثلاث سنوات فكرت بأن نعزز هذا الحبّ بالزواج ، وفعلاً كلمت إخوتي ، فلم يعارضوا ، ولكن المشكلة أن أحد إخوتي كان قد تقدم لأختها التي أكبر منها فرفضت أمها ، فوجدتُ حلاً ، وهو أن الفتاة تكلم أمها ، ففعلت ، لكن أمها أيضاً رفضت وبأعلى صوتها ، وقالت بصريح العبارة : لن أزوجك أبداً فاترك الفتاة وشأنها ..
لقد تقدم لهذه الفتاة ناس كثيرون ، ولكنها ترفض بشدة ، وهكذا هي حياتي وحياتها ، فما الحل ؟(58) ))(59)

5- الخيانة الزوجية :
إن الرجل السوي قد يحتمل من زوجته كل شيء – دون الكفر بالله – إلا الخيانة الزوجية ، ومن هنا الضرر من أخطر الأضرار التي تزلزل كيان المجتمع ، وتقضي على الثقة بين أفراده .. وإن من أهمّ الأسباب الداعية إلى ذلك – إن لم يكن هو السبب الرئيس – : وهم الحب المدمر .. وقد كتب لي أحدهم قصته مع فتاة أحبته ! لكنها زُفت لغيره ، فأبت إلا الخيانة معه قبل زفافها بأيام ، ثم لا زالت تلاحقه بعد زواجها ، وتغريه .. حتى خلصه الله من شرها ..
يقول هذا الشاب معترفاً : (( إنها هي التي كانت تحبني ! أمّا أنا فلم يدخل حبّها قلبي في لحظة من اللحظات )) وهذا هو حال أكثر الفتيات ، المخدوعات بوهم الحبّ ، ثم يضيف قائلاً : (( ولشدة تعلقها بي ! لم تستطع الذهاب مع زوجها إلى منزله ، وبقيت عند أهلها ما يقرب السنتين ، ثم أنجبت ولداً وهي عند أهلها ! ، وفي هذه الأثناء تبت إلى الله ، لكنها لم تتركني وشأني بل كانت تطاردني في كل مكان ، وتتحين الفرص لمقابلتي ، حتى عدت لها مرة ثانية ، ثم تبت إلى الله ، ودعوته أن يبعدها عني ، وبالفعل … فقد أخذها زوجها إلى منزله البعيد عنا … )) .
فيالها من خيانة عظيمة تضج منها الملائكة ، وتُظلم منها السماء ، وتهتز لهولها الأرض .. كل ذلك باسم الحبّ الزائف !!
6- القتل وفشوّ الجريمة في المجتمع :
وما أعظم حرمة الدماء عند الله ، فقد ورد في الحديث : (( أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ))(60) . والقتل ها هنا أنواع :
أحدها : قتل النفس ، وهو أن يقتل المحبّ نفسه(61) ، وربما أشرك معه محبوبه ، إما احتجاجاً على القدر ، أو انتقاماً لنفسه من محبوبه الذي تخلى عنه !!
والثاني : قتل الغير ، إما غيرة على العرض ، وذلك من قبل طرف ثالث كأحد أقرباء الفتاة ، أو انتقاماً لخيانة الحبيب ، أو من أجل الظفر به . وذلك بقتل أناس أبرياء لا ذنب لهم .
أما النوع الأول فقد نشرت إحدى الصحف قصة تلك الفتاة التي أشعلت النار في جسدها لتخلي حبيبها عنها ، وارتباطه بأخرى ! ، وكانت قبل ذلك قد حبست نفسها في غرفتها بمنزلها مدة ثلاثة أيام متتالية..
تقول إحدى جاراتها : إن هذه الشابة المسكينة لم تتوقف عن البكاء طيلة تلك الفترة ، مشيرة إلى أنها حاولت مواساتها ، لكنها ردت عليها بأنها قد رتبت لقاءً أخيراً مع حبيبها الذي ألحق بها ضرراً بالغاً ! .. وتم اللقاء الأخير الذي تحول إلى مواجهة عنيفة بينهما ، ثم دخلا في مشادة كلامية حادة ، وعندها توجهت الفتاة إلى مكان قريب ، وتناولت وعاء مليئاً بالبنزين ، فصبته على جسدها أمام حشد من الناس ، وأشعلت النار ، وقد حاول ( الحبيب ) منعها ، لكنها انقضت عليه وهي تشتعل ناراً ، واحتضنته بكل ما أوتيت من قوة ليحترقا جميعاً في مشهد مروع لم يُشهد له مثيل ))(62) .
كما نشرت بعض الصحف قصة مشابهة لهذه القصة حصلت في إحدى الدول العربية ، يقول الخبر : ((انتحر شاب وفتاة في محافظة جرش ، شمال الأردن بعد أن أطلق الرصاص على نفسيهما في أجواء تراجيدية ، تحاكي قصة ( روميو وجوليت )(63) .
الشاب 24 عاماً ، والفتاة 22 عاماً ، عاشا في السنوات الأخيرة قصة عاطفية لم تُكتب لها نهاية سعيدة ! بعد أن اصطدمت برفض الأهل لزواجهما ، بحسب رسالة تركها المنتحران بخط يديهما ، قالا فيها : إنهما أقدما على الانتحار بكامل إرادتهما وقواهما العقلية ..!!
وتشير التحقيقات أنه عُثر على الشاب (ع) والفتاة (ر) ملطخين بالدماء بعد أن عبرا عن احتجاجهما بالرصاص ، وإلى جوار جثتيهما رسالة تشير إلى اتفاق قديم بينهما على الزواج ، أدى اليأس من تحقيقه إلى هذه النهاية المفجعة ..
وأفادت التحقيقات إلى أن الشاب أطلق الرصاص على رأس الفتاة أولاً ، ثم أطلق النار على رأسه ، وتوفي على الفور ، فيما بقيت الفتاة تحت خطر الموت لمدة ثلاثة أيام ثم فارقت الحياة ! ))(64) .
وأعجب من ذلك ، قصة ذلك الطيار المغربي الذي فضل الانتحار ومعه جميع الركاب ، حين علم بوجود رجل على متن الطائرة التي يقودها كان قد انتزع منه فتاة يحبها !!! على الرغم من اعتراضه سلفاً على وجوده في الطائرة ، فما كان منه إلا أن قاد حفلة موت جماعية ذهب ضحيتها جميع الركاب …(65) .
أما القتل غيرة على العرض والشرف ، فقد نشرت إحدى الصحف العربية خبراً يقول :
(( أقدم مواطن من إمارة دبي على قتل ابنته وصديقها ! وسلم نفسه للشرطة ..
وكان المواطن (س.ك) البالغ من العمر 50 عاماً قد اكتشف وجود علاقة بين ابنته البالغة من العمر 20 عاماً ، والشاب (م . م) وعمره 25 عاماً .. وقد شاهد والدُ الفتاة الشاب وهو يقترب من منزله ، وقد صعدت ابنته مع الشاب في سيارته ، وغابا لفترة، ولما عادت مع صديقها! كان الأب في انتظارها حاملاً بندقيته .. وأوقف الأب سيارته في عرض الطريق لإجبار الشاب على التوقف ، لكنه تمكن من الإفلات بسيارته ومعه الفتاة إلى قرية مجاورة ، فتعقبهما الأب بسيارته ، وتمكن من اللحاق بهما عند جدار القرية ، وأمطرهما من بندقيته اثنتي عشرة طلقة ، بعد أن صدم بسيارته سيارة الشاب لإجباره على الوقوف … ولقي الاثنان (الشاب والفتاة) حتفهما على الفور ، وتوجه الأب إلى مركز الشرطة ليسلم نفسه .
وقد عثرت الشرطة على السيارة وبداخلهما القتيلان ، وهما يسبحان في الدماء .. ))(66) .
أما قتل الأبرياء انتقاماً لغدر الحبيب ، أو فقده فمن أمثلته ما تقدم قريباً من قصة الطيار المغربي ، وقد نشرت الصحف أيضاً قصة تلك الممرضة العربية ، التي حُكم عليها بالإعدام بتهمة القتل العمد والشروع فيه ، وكانت هذه الممرضة – وهي في العشرينات من عمرها – قد حاولت قتل المرضى انتقاماً من الطبيب المعالج الذي رفض حبها (67) .. !!! (68) .
أرأيتم ماذا يصنع الحب المجنون ؟!
هذا وإن من أبشع جرائم القتل التي تحدث بسبب هذا الحب الملعون ، أن تحب المرأة رجلاً غير زوجها ، فتتفق معه على قتل زوجها والتخلص منه ، وهي – لعمر الله – جريمة من أعظم الجرائم ، وشواهدها لا تكاد تحصى ، لاسيما في بعض البلاد العربية . ومن ذلك ما نشرته بعض الصحف أن فتاة وضعت السم لزوجها قبل زفافهما بيوم واحد حتى تتمكن من الزواج بشاب آخر تحبه منذ فترة طويلة!. وكان العريس قد توجه إلى منزل عروسه ليعرض عليهم كروت الدعوة لحفل الزفاف ، فقدمت له العروس كوب شاي مسموم ، وفور خروجه من المنزل سقط على الأرض ، واكتشف الأطباء أنه مات مسموماً ..(69) .

***************************************
خامساً: الأضرار الأدبية
ومن أعظمها : سقوط كرامة المرأة من عين الرجل ..
فالمرأة التي تخون أهلها ومجتمعها ، وتقيم علاقة مع رجل غريب ، تسقط من عينه ، وكلما اقتربت منه ، وقدمت له من تنازلات ، ولبت له من رغبات ، ازداد لها احتقاراً ، وتسقط من عينه تماماً حين تمنحه أغلى ما تملك : عرضها وشرفها ، وغالباً ما يتخلى عنها ، ويبحث عن غيرها ..
تقول إحداهن : (( أحببت شاباً منذ ستة أشهر ، وتطورت علاقتي به تطوراً سريعاً .. وأخجل من القول إنني كنت أذهب معه إلى إحدى الشقق المفروشة التي يمتلكها صديق له (70) ..ذلك أنه استطاع أن يقنعني بأن المكان المغلق سوف يحميني من نظرات الآخرين حين يروننا معاً! وانسقت معه لأنني أحبه(71) ولأنه وعدني بالزواج (72) .
المشكلة أنني طالبت هذا الشاب بالزواج ، ولكنه منذ ذهابي معه إلى الشقة بدأ يتهرب مني (73) .. إنني أعيش في جحيم من الخوف والمهانة ، ولا أعرف كيف أتصرف ، ولا أستطيع مواجهة أهلي ، فهم يثقون بي تماماً (74) .. علماً بأني أبلغ السابعة عشرة من عمري .. ))(75) .
وهذه أخرى تقول : (( تعرفت عليه ، وبعد فترة من التعارف أعلن عن استعداده للخطبة ، فرحنا ، وظن الجميع ! أن الزواج قادم ، ولكن للأسف تكررت لقاءاتنا بشكل منفرد خارج إطار الأسرة ! ، وبعدها سولت لنا أنفسنا ارتكاب بعض الآثام الصغيرة التي بدأت تتزايد مع مرور الأيام ، وللأسف تركني بعد ارتكاب جريمته بحجة أني لم أحافظ على نفسي ، وبالتالي لا يمكن أن يستأمنني على نفسي بعد الزواج ))(76) .
وهو صادق ، إذ كيف يأمن امرأة خانت أهلها ولم تحافظ على عرضها .

*****************************************
سادساً: الأضرار المادية
وهي تتخلص فيما يلي : إمّا في إنفاق الأموال الطائلة على الحبيب الموهوم ، وبذلها له بدون مقابل ، وقد يكون من مدمني المخدرات ، أو في تسديد فواتير الهاتف ذات المبالغ الكبيرة ، أو في تضييع أوقات طويلة كان يمكن أن تستغل في عمل نافع تُجنى منه أرباح وفيرة ..
فأما الإنفاق على الحبيب الموهوم ، فقد ذكرت إحدى الأخوات قصة فتاة ميسورة الحال ، أحبت شخصاً عن طريق الهاتف ! ، وقد كان مؤهلة لا يتجاوز الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية ، وبذلك لم تكن لديه مهنة يتعيش منها ، فتولت هذه الفتاة مهمة الإنفاق عليه !! حتى لم تعد تجد ما تنفقه على نفسها ، وقد وصل ما أنفقت عليه خلال أربعة أشهر فقط : ثمانية عشر ألف ريال باعترافها هي (77) فهل سمعتم بحمق أعظم من هذا الحمق ؟ وضياع أكثر من هذا الضياع ؟ ، وبذل للمال في سبيل الباطل من أجل حب موهوم ؟
وأما فواتير الهاتف ، فقد نشرت بعض الصحف قريباً قصة رجل بلغت فاتورة هاتفه مبالغ خيالية بسبب طول مكالمات ابنه الهاتفية ، وكثرتها على القنوات الفضائية الخارجية ، كل ذلك باسم الصداقة والحبّ ..!! (78) .
أما تضييع الأوقات ، وإشغالها بالمكالمات التافهة ، فقد حدثني أحدهم – وهو شابٌ في المرحلة الثانوية – أنه كان يجلس عند جهاز الهاتف ساعات طويلة حتى أهمل دروسه ، وأغضب والديه ، والنتيجة : لا شيء سوى الضياع ، والضلال ، والتعلق بالوهم .
هذه بعض الأضرار المادية لوهم الحبّ ، وقد تكون هناك أضرار أخرى كثيرة لمن تأمل بعين البصيرة ..

***********************************

من عجائب هذا الوهم
إن من أعجب ما قرأت في موضوع ( وهم الحبّ ) ما ذكره الإمام ابن حزم في بعض كتبه ، قال : (( دخلت يوماً على عمّار بن زياد ، صاحبنا ، فوجدته مهموماً ، فسألته عما به ، فتمنع ساعة ثم قال : لقد وقع لي أعجوبة ما سُمع بها قط ! قلت : وما ذاك ؟! قال : رأيت في نومي الليلة جارية فاستيقظتُ وقد ذهب قلبي فيها ، وهِمْتُ بها ، وإني لفي أصعب حال من حبّها .. !! .
قال ابن حزم : (( ولقد بقي أياماً كثيرة تزيد على الشهر !! مغموماً لا يهنأ بشيء وجداً عليها ! إلى عذلْتُه ، وقلتُ له : من الخطأ العظيم أن تُشغل نفسك بغير حقيقة ، وتعلق وهمك بمعدوم لا يوجد .. هل تعلم من هي ؟ قال : لا والله . قلت : إنك لقليل الرأي ، مُصاب البصيرة إذ تحبّ من لم تره قط ، ولا خُلق ، ولا هو في الدنيا ، ولو عشقت صورة من الصور المصنوعة لكنت عندي أعذر .. فما زلت به حتى سلا ))(79) .
وأعجب من قصة هذا الرجل ، ما نشرته إحدى المجلات الساقطة من قصة تلك الفتاة ذات السبعة عشر ربيعاً والتي بعثت بها إلى زاوية الشكاوى العاطفية ، حيث تقول : (( إنني أعاني من أغرب مشكلة يمكن أن تسمعوا عنها ، وأرجو أن تصدقوني ، ولا تسخروا منّي ، إنني أحب شخصاً ميتاً ..!! هذه هي الحقيقة دون زيادة أو نقصان . أحبّ (….) الراحل ، ولا أفكر إلا فيه ، حتى لم يعد في حياتي وقت لشيء أو إنسان غيره …!! أعرف أن هذا الحبّ سخيف جداً (80) ولا معنى له ، لا مستقبل له ، لكنني لا أقدر على مقاومة عواطفي (81) ، فأظل أفكر فيه ليلاً ونهاراً ! ولا أقدر على فعل أي شيء غير البكاء .. في بعض الأحيان أدرك مدى الخطأ الذي أرتكبه بحبي لإنسان لا يوجد في هذه الحياة ، وأظل أتساءل : هل هو الجنون ؟! ما معنى هذا الحبّ الذي يسيطر على حياتي ؟! هل فقدت أعصابي إلى هذا الحدّ ؟!
أفكاري تعذبني ، وحبّي يقيدني إليه ، فهل تستطيعون مساعدتي (82) ؟
هذه بعض عجائب هذا الحبّ (الوهم) ، وهي – لعمر الله – أكبر دليل على الخواء الروحي ، والفراغ النفسي لدى أولئك الفارغين والفارغات ، الغارقين في أوحال الوهم ، الذين لم يتذوقوا حلاوة الأنس بالله ، ومحبته ، ومناجاته ، فكانت النتيجة هي العذاب والضنك الذي ذكره الله عز وجل في محكم كتابه فقال سبحانه : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً…} هذا في الدنيا ، أما في الآخرة : {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طـه:124-127] .
*************************************

حب من نوع آخر …!
هناك حبّ (وهم) من نوع آخر لا يقل خطراً عن النوع الأولى ، إن لم يكن أخطر منه ، ذلكم هو الذي يكون بين جنس واحد !!
إن الميل الغريزي الذي يكون بين جنسين مختلفين أمر تقتضيه الطبيعة البشرية التي خلقها الله عز وجل ، ولذا شرع الله الزواج لإشباع هذا الميل بالطريقة السليمة .. ولكن حين يكون هذا الميل بين أفراد الجنس الواحد ، فإنه يكون خروجاً عن الفطرة السوية ، وعن مقتضى الطبيعة البشرية ، وهو ما يسمى بالتعبير العصري (( بالشذوذ الجنسي )) ، وهذا النوع قد يبدأ أولاً باسم الإعجاب أو الحب في الله ، ثم لا يلبث أن يتحول إلى تعلق وعشق وغرام ، يزعج القلب ، ويوهن البدن ، ويُشغل التفكير ، وإن من أهمّ أسباب وقوع هذا الوهم ، تأخير الزواج ، وصعوبة التقاء الجنسين بالطريقة المشروعة التي أباحها الله عز وجل ، مع فراغ القلب من محبة الله عز وجل ، والتعلق به وتعظيمه وتوحيده . فالقلب المعلق بالله لا يرضى بغيره بديلاً ، وإن أحب شيئاً فإنما يحبه في الله ولله ، وفي حدود ما أباح الله ، فيكون هذا المحبوب عوناً له على طاعة الله .
وهذا النوع من الوهم كثيراً ما يصدر من المراهقين والمراهقات لاسيّما في هذا العصر الذي كثرت فيه المغريات والملهيات التي تصرف القلب عن التعلق بالله تعالى ، مع تقصير الآباء في تربية أولادهم على محبّة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يضاف إلى ذلك صعوبة الزواج المبكر الذي أصبح في هذا الزمن ضرباً من التخلف ، إن لم يكن من المستحيل .
والحديث عن هذا الوهم كالحديث عن الوهم الذي قبله من جهة ما يترتب عليه من الأضرار ، إلا أن الأول قد يتحقق بطريقة صحيحة – وهي الزواج – ولو بنسبة ضئيلة جداً ، أما هذا الوهم فهو غير قابل للتحقيق أبداً إلا بالحرام ، ومن هنا تكمن خطورته على الفرد والمجتمع ..

*********************************************
أمور يجب أن تحذرها الفتاة المسلمة
أن للوقوع في مثل هذا الوهم المدمر أسباباً عدة ينبغي تجنبها ، من أهمها ما يلي :
أولاً : النظر إلى الصور المحرمة ، سواء كان النظر مباشراً ، أم بواسطة ، كمجلة أو جريدة أو شاشة . فالنظر إلى الصور من أعظم أسباب الفتنة ، والوقوع في الشرك ، وكم من فتاة عفيفة طاهرة ، وقعت في أسر الحبّ والهوى بسبب نظرة ، وقد كتبت إلى إحدى الأخوات الصالحات رسالة تذكر فيها أنها وقعت أسيرة للهوى بسبب نظرة نظرتها إلى شخص تافه في التلفاز ! ولهذا ورد الوعيد الشديد في حقّ المصورين ، كما جاء الأمر بتطهير البيوت من الصور ، وأن البيت الذي فيه صورة لا تدخله الملائكة ، وإذا لم تدخله الملائكة صار مأوى للشياطين ، ومن تأمل حال الناس اليوم رأى العجب العجاب من كثرة الصور في البيوت وتنوعها ، وتساهل الناس في اقتنائها والنظر إليها ، مع الخطورة البالغة لهذا الأمر ، بل إن وسائل الإعلام – وللأسف الشديد – لتتسابق إلى نشر الصور الجميلة التي تُختار بعناية فائقة للفت أنظار الناس ، حتى صرح أحدهم بكل وقاحة ، في لقاء صحفي معه بقوله : (( إننا نصطاد الجميلات )) !!! يعني المغفلات .
ثانياً : الهاتف ، فإنه – مع ما فيه من النفع العظيم – يعدّ من أخطر أدوات هذا العصر إذا أسيء استخدامه ، حتى قيل : إنه ما من جريمة تحدث في هذا الزمن إلا وللهاتف دور فعّال فيها ، فعلى كل فتاة أن تحذره ، وتحذر كل من يحاول العبث عن طريقه ، فلا يفعل ذلك إلا مريض فاشل ، أو ذئب مخاتل ، والأصل ألا يردّ على الهاتف إلا رجل ، فإن لم يوجد فطفل مميز ، فإن لم يوجد فلتردّ المرأة مع الحذر ، ولا تسترسل في الكلام حتى وإن كان المتصل جاداً ، بل تكتفي بردّ السلام ، وقول (نعم) أو (لا) ، وإذا كان المتصل عابثاً فلتشغل سماعة الهاتف ساعة حتى يمل ، عندها سيبحث عن رقم آخر .
ثالثاً : الفراغ النفسي والروحي والعاطفي .. فمثل هذا الفراغ هو الذي يقود في كثير من الأحيان إلى الوقوع في مثل هذه الأوهام الكاذبة ، فإن العاطفة إذا لم تضبط بالعقل فإنها تتحول إلى عاصفة ، تقتلع كل ما أمامها ، فعلى الفتاة المسلمة أن تملأ وقتها وفراغها بكلّ عمل مفيد ونافع ، من قراءة كتاب ، أو سماع شريط ، أو استماع لإذاعة القرآن الكريم أو المشاركة في عمل البيت ، أو بعض الأعمال الخيرية النافعة ، مع تخصيص وقت يومي لقراءة القرآن الكريم وتدبّر معانيه ، وبهذا لا يجد الشيطان سبيلاً إلى الإغواء ، وهذا لا يمنع من الترفيه عن النفس بشيء من المباح أحياناً ، لتقبل النفس على الطاعة بانشراح ونشاط .
رابعاً : الخلوة والعزلة .. فعلى الفتاة أن تحذر من ذلك أشد الحذر ، وأن تشارك أهلها في مجالسهم وارتباطاتهم ( ما دامت سالمة من المحرمات ) ، وإن أخطر ما يكون من الخلوة : أن تجلس الفتاة وحدها في البيت عند خروج أهلها بحجة الدراسة أو غيرها .
خامساً : وسائل الإعلام المختلفة … ومن أخطرها في هذا الزمن : القنوات الفضائية المدمرة التي تدعو الفتاة المسلمة إلى نبذ الحياء والعفاف وهتك الستر بأساليب خبيثة ملتوية ، ومحاربة الفضيلة باسم التحرر والحبّ! فعلى كل فتاة مسلمة ترجو النجاة ، أن تتقي الله عز وجل وتخشاه ، وتقاطع هذه القنوات المدمرة ، وغيرها من وسائل الإعلام المضللة .
سادساً : رفيقات السوء .. وهنّ أخطر ما يكون على الفتاة ، فكم من فتاة صالحة عفيفة تحولت بسبب رفيقات السوء إلى فتاة ماجنة مستهترة . وإن الفتاة المؤمنة ، ذات الشخصية القوية هي التي تحرص على صحبة الصالحات ولا تتأثر بغيرها ، بل تؤثر ولا تتأثر وتجرّ غيرها إلى الصلاح ، ولا ترضى أن يجرها أحد إلى طريق الفساد .
سابعاً : البحث عن زوج … !فأقول : أختي الكريمة ، ليست المرأة هي التي تبحث عن الرجال ، وإنما الرجال هم الذين يبحثون عن المرأة ، فهي المطلوبة ، وليست هي الطالبة ، ومتى ما كانت المرأة هي الطالبة ، فإنما تعرض كرامتها للامتهان ، لاسيما إذا وقعت في أيدي بعض اللئام – وما أكثرهم في هذا الزمن – ، وعلى الفتاة المسلمة أن تلجأ إلى الله عز وجل ، وتبتهل إليه بقلب صادق ، أن يرزقها زوجاً صالحاً ، ولن يخيب الله دعاءها .
ثامناً : رفض الزواج في أوانه بحجج واهية ، كإكمال الدراسة مثلاً ، أو انتظار من هو أفضل ، وقد يمضي العمر ولا يأتي هذا الأفضل ، وهنا قد تلجأ بعض النساء – بتزيين من الشيطان – إلى سلوك طرق ملتوية للحصول على زوج – كالهاتف مثلاً – ، ويستغل بعض ذئاب البشر هذه الفرصة ، فينصبون شباكهم لإيقاعها في الفخّ باسم الحبّ والوعد بالزواج ..
تاسعاً : الإعجاب .. فقد تعجب الفتاة بشخص ما ، إما لدينه ، وإما لأمر آخر قد يكون تافهاً وحقيراً !! فيستغلّ الشيطان هذا الإعجاب ليحوله إلى عشق وجنون ، وهنا تقع الفتاة في الوهم ، وقد يتطور الأمر إلى اتصال ! ، ثم لقاء!! ، ثم .. تقع الكارثة باسم الحبّ والإعجاب .
عاشراً : التقليد الأعمى … الذي ينتج عن ضعف الشخصية ، والشعور بالنقص ، فبعض الفتيات قد تكون بعيدة عن مثل هاتيك الأمور ، لكنها حين ترى من حولها منهمكاً في فعلها ، فإنها تفعل مثله تقليداً ! ولكن حين تكون الفتاة ذات شخصية قوية ، وفطرة سوية ، فإنها لا تسمح لنفسها بتقليد غيرها لاسيما في الشر ، بل إن غيرها ليقلدها في فعل الخير ، والتمسك به . وهذا ما نريده منك أيتها الفتاة المسلمة .
حادي عشر : البحث عن مخرج … فقد تبتلى بعض الفتيات بأب غليظ ، أو أمّ مقصرة ، أو زوجة أب قاسية ، فتفتقد العطف والحنان ، فتبحث عنه من طريق آخر ، وستجد من يغمرها بالحنان والعطف من ذئاب البشر ، لكنّه حنان كاذب ، وعطف مصطنع ، لغرض دنيء لا يخفى ، ولذا سرعان ما ينقلب ذلك العطف والحنان إلى ضده ، متى ما حصل الذئب غرضه !
ثاني عشر : المراسلة ..فلا تكاد تخلو مجلّة من المجلات الساقطة من صفحة مخصصة لما يسمى بالتعارف ، حيث يضع الشاب صورته وعنوانه مبدياً استعداده لمراسلة الجنس اللطيف بغرض التعارف لا غير !! فيزين الشيطان لبعض الفتيات مراسلة هؤلاء الشباب فيقعن في الوهم ، وقد يغوي الشيطان الفتاة – إن كان فيها شيء من الصلاح – بمراسلة أولئك الشبان بغرض دعوتهم إلى الله ، وهدايتهم ، وقد يُظهر بعضهم الاستجابة لذلك حتى يوقع هذه الفتاة في شباك الوهم ، فتقع ، وحينئذ يعزّ عليها الخروج ، فإن كانت الفتاة حريصة على الدعوة ، فلتقتصر على دعوة فتيات مثلها ، ولتدع دعوة الفتيان إلى شباب أمثالهم .
ثالث عشر : التسلية وإزجاء الوقت .. فأقول : إن التسلية لا تكون فيما حرم الله عز وجل ، ولا فيما يضرّ ولا ينفع ، وفيما أباح الله من الحلال المفيد غنية عمّا حرم ، وإن مثل من تتسلى بمحادثة الرجال ومكالمتهم ، كمثل من يتسلى بالنار والبنزين ! فهل تكون النتيجة إلا الاحتراق ..
رابع عشر : الاختلاط المحرم سواء في الحدائق ، أو الأسواق ، أو التجمعات العائلية ، أو في المدارس والجامعات ، أو غيرها من الأماكن ، فالاختلاط بين الرجال والنساء شر كله ، وهو من أعظم أسباب الفتنة ، والعاقل يرى ويتأمل .
هذه بعض الأمور التي أودّ من كلّ فتاة مسلمة أن تحذرها وتتجنبها ، والسلامة لا يعدلها شيء .
وأخيراً – أختي المسلمة – أنصحك بالإكثار من هذا الدعاء : (( اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمّن سواك )) .

*****************************************




رد: وهم الحب

اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمّن سواك

شكرا على الموضوع القيم والمعمق جعله الله فى ميزان حسناتك




رد: وهم الحب

بارك الله فيك شكرا للافادة




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

قصيصة واعظة

قصيصة واعظة


الونشريس

جاء رجلٌ إلى بشر الحافي – رحمه الله – ؛ وقال له : عظني …
فقال بشر : ((
إنّ في هذه الدار نملة تجمع الحب في الصيف ؛ فتأكله في الشتاء .. فلما كان يوم : أخذت حبة في فمها .. فجاء عصفور ، فأخذها والحبة ، فلا ما جمعت أكلت ، ولا ما أمّلت نالت !! )) .

هذه هي الحياة إنسان يجمع فيأتيه الموت ويأخذه وما جمع




رد: قصيصة واعظة

فعلا انت على حق……………..




رد: قصيصة واعظة

شكراعلى الرد




رد: قصيصة واعظة

مشكورة اختي الغالية على القصة الواعضة

دمتي وفية




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

العين والحســـد

العين والحســـد


الونشريس

العين والحســـد

( العين – النفس – النظرة )

يقول الله تعالى:} وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين {
يقول ابن كثير : قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما "ليزلقونك" لينفذونك "بأبصارهم" أي يعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم أ.هـ. وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة. يقول صلى الله عليه وسلم : "عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ؛ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ" ( حديث صحيح )، ويقول الشاعر:

ترميك مزلقة العيون بطرفها *** وتكل عنك نصال نبل الرامي

يقول ابن القيم في الزاد :أبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العين ، وقالوا : إنما ذلك أوهام لا حقيقة له ، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل ، ومن أغلظهم حجاباً ، وأكثفهم طباعاً ، وأبعدهم معرفة عن الأرواح والنفوس . وصفاتها وأفعالها وتأثيراتها ، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ، ولا تنكره ، وإن اختلفوا في سببه وجهة تأثير العين.

فقالت طائفة :إن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة ، انبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين ، فيتضرر . قالوا : ولا يستنكر هذا ، كما لا يستنكر انبعاث قوة سمية من الأفعى تتصل بالإنسان ، فيهلك ، وهذا أمر قد اشتهر عن نوع من الأفاعي أنها إذا وقع بصرها على الإنسان هلك ، فكذلك العائن.

وقالت فرقة أخرى :لا يستبعد أن ينبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية ، فتتصل بالمعين ، وتتخلل مسام جسمه ، فيحصل له الضرر .

وقالت فرقة أخرى :قد أجرى الله العادة بخلق ما يشاء من الضرر عند مقابلة عين العائن لمن يعينه من غير أن يكون منه قوة ولا سبب ولا تأثير أصلاً ، وهذا مذهب منكري الأسباب والقوى والتأثيرات في العالم ، وهؤلاء قد سدوا على أنفسهم باب العلل والتأثيرات والأسباب ، وخالفوا العقلاء أجمعين .
ويقول: ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة ، وجعل في كثير منها خواص وكيفيات مؤثرة ، ولا يمكن لعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام ، فإنه أمر مشاهد محسوس ، وأنت ترى الوجه كيف يحمر حمرة شديدة إذا نظر إليه من يحتشمه ويستحي منه ، ويصفر صفرة شديدة عند نظر من يخافه إليه ، وقد شاهد الناس من يسقم من النظر وتضعف قواه ، وهذا كله بواسطة تأثير الأرواح ، ولشدة ارتباطها بالعين ينسب الفعل إليها ، وليست هي الفاعلة ، وإنما التأثير للروح ، والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها ، فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بيناً ، ولهذا أمر الله – سبحانه – رسوله أن يستعيذ به من شره ، وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية ، وهو أصل الإصابة بالعين ، فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة ، وتقابل المحسود ، فتؤثر فيه بتلك الخاصية ، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى ، فإن السم كامن فيها بالقوة ، فإذا قابلت عدوها ، انبعثت منها قوة غضبية ، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية ، فمنها ما تشد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين ، ومنها ما تؤثر في طمس البصر ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الأبتر ، وذي الطفيتين من الحيات : " إنهما يلتمسان البصر ، ويسقطان الحبل "(1) .

ومنها ، ما تؤثر في الإنسان كيفيتها بمجرد الرؤية من غير اتصال به ، لشدة خبث تلك النفس ، وكيفيتها الخبيثة المؤثرة ، والتأثير غير موقوف على الإتصالات الجسمية ، كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة ، بل التأثير يكون تارة بالإتصال ، وتارة بالمقابلة ، وتارة بالرؤية ، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه ، وتارة بالأدعية والرقى والتعوذات ، وتارة بالوهم والتخيل ، ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية ، بل قد يكون أعمى ، فيوصف له الشئ ، فتؤثر نفسه فيه ، وإن لم يره ، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية .
أعين الإنس وأعين الجن

قال تعالى : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) الأعراف /27

الإصابة بالعين إما أن تكون من عين إنسية أو عين من الجن ، فالجن يصيبون بالعين كإصابة الإنس أو أشد ، ففي سنن النسائي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ وَعيْنِ الإنسِ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ.
يقول ابن القيم : والعَيْن عَيْنان ، عَيْنٌ إنسية ، وعَيْنٌ جِنِّية . فقد صح عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ ((اسْتَْرقُوا لها ، فإنَّ بها النَّظرَة)) .
قال الحسين بن مسعود الفرَّاء : وقوله ((سَفْعَة)) أى : نظرة ، يعنى من الجن، يقول : بها عينٌ أصابْتها من نظَرِ الجن أنفذُ من أسِّنَة الرِماح . ((استرقوا)) : من الرقية ، وهى : ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء.
يقول الشاعر:

وقد عالجوه بالتمائم والرقى *** وصبوا عليه المـاء من ألم النكس
وقالوا أصابته من الجن أعين *** ولو علموا داووه من أعين الإنس

يقول الجاحظ في كتابه الحيوان :وقد روى الثَّوري عن سِماك بن حَرْب عن ابن عبّاس أنّه قال على مِنبر البَصرة: إنّ الكلاب من الحِنّ، وإنّ الحِنَّ من ضَعَفَةِ الجِنّ، فإذا غشِيكم منها شيءٌ فألقوا إليه شيئاً واطردوها، فإنّ لها أنفسَ سوء.
وجاء في الحديث الحث على التستر والإحتراز من نظر الجن فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول : بسم الله) رواه الترمذي وصححه الألباني .

العـائـــن

والمعيان و المعين والمعيون

الذي يصيب بالعين يسمى العائن والمعيان اذا عرف عنه شدة الإصابة بالعين ، ويسمى المصاب بالعين بالمعين والمعيون يقول عباس بن مرداس :

أكليب مالك كل يوم ظالماً *** والظلم أنكـد وجهه ملعونُ
قد كان قومك يحسبونك سيداً *** و إخال أنك سيد معيون

فالعائن الذي يصيب بعينه أو حسده ويقال رجل مِعْيانٌ و عَيونٌ أي شديد الإِصابة بالعين ، ويقال للذي يصيب بالعين اشوَه و تَعَيَّنَ الرجلُ إِذا تَشَوَّهَ وتأَنى ليصيب شيئاً بعينه ، والأَشْوَه السريعُ الإصابةِ بالعين، يقال: لا تُشَوِّهْ عَلَيَّ أي لا تَقُل ما أحْسَنَه فتُصِيبَنِي بعيْن، والنَّفْس العيْن والنافِسُ العائِن والمَنْفُوس المَعْيُون، ورجل نَفُوس حَسُود يتَعَيَّن أموالَ الناس ليُصِيبَها بالعين. ويقال رجل تِلِقَّاعَة ولُقَّاعة يَلْقَع الناسَ ، أي صاحب العين ، يقال لَقَعَهُ بِعَينه: أي عَانَهُ ، ويقال لَقَعَه بالبعْرةِ يَلْقَعُه لَقْعاً رماه بها ، قال أَبوعبيد لم يسمع اللقْعُ إِلا في إِصابةِ العين وفي البعرة ، وفي حديثِ سالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمَرَ : أنَّه خَرَجَ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ فأخَذَتْه قَفْقَفَةٌ أيْ : رَعْدَةٌ : فقالَ : أظُنُّ الأحْوَلَ لقَعَنِي بعَيْنِه أي أصابَنِي يَعْنِي هِشاماً وكانَ أحْوَلَ. ويسمى العائننضول ولعله من النضل وهو الرمي بالسهام ويسمى نحوت ولعله من النحت نَحَتَه يَنْحِتُه نَحْتاً أَي بَراه.
وفي الأمثال عن ابن السِّكِّيت يُقَال : فُلانٌ ما تَقُومُ رَابِضَتُه إِذا كان يَرْمِي فيَقْتُلُ أَو يَعِينُ فيَقْتُل أَي يُصِيبُ بالعَيْن . قال : وأَكْثَرُ مَا يقَال في العَيْنِ . انْتَهَى .
ويقال تعَيَّنَ الإِبلَ واعْتانها : اسْتَشْرَفها ليَعِينها وأَنشد ابن الأَعرابي :

يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ خَيْفٌ *** قريبُ العهْدِ بالحَيْرانِ

أَي إِذا كان عهدها قريباً بالولادة كان أَضخم لضرعها وأَحسن وأَشدّ امتلاء ، و تَعَيَّنَ الرجلُ إِذا تَشَوَّهَ وتأَنى ليصيب شيئاً بعينه . ويقال إنّ فلاناً لَيَتشَرَّفُ إبِلَ فُلان، إذا كان يتَتَبَّعُها ليُصِيبَها بالعين . "لسان العرب " المحيط في اللغة"

يقول الأصمعي: سمعت عائنا يقول : إذا رأيت الشيء يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني أ.هـ.ومن خلال المتابعة و الإستقراء يظهر لي أنه تختلف معرفة وشعور العائن بخروج العين منه وعلمه بإصابة المعين من شخص الى آخر ، فقد يعين الرجل نفسه أو ولده أو دابته أو صديقه وهو لا يعلم و بغير إرادته، وآخر يعلم انه يصيب بعينه وعندما يشعر بتحرك العين في نفسه يمنعها بإرادته بأن يصرف نظره ويذكر الله تعالى، وربماتخرج العين من العائن بإرادته أو بغير ارادته ويشعر بها ولكنه لا يمكنه ردها لأنه لم يبادر بذكر الله ، وبعضهم يصرفها عن الهدف الى غير ، وقد تجتمع هذه الصفات في العائن أي انه يشعر احيان ولا يشعر أحيانا أخرى .

يذكر أحدهم أنه يركز على الشيء أو يصفه وصفاً جيداً فيصيبه ، ويقول آخر بكل بساطةأنظر الى الشيء الذي أريد إصابته فاصيبه ، ويقول آخر أنظر الى الشيء وأتمناه ليفأصيبهأو أني أذكر الله فلا أصيبه ، ويقول آخر لا أعلم كيف أصيب بالعين ألاانني أجد في نفسي وصفا لما أشاهد فأتلفظ به فيتأثر الموصوف .

وكل أنسان قد يصيب بعينه بإذن الله تعالى ، ولذلك يقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" إذا رأى أحدُكم من نفسِهِ أو مالِهِ أو من أخيه ما يعجبُه فليدعُ بالبركةِ فإنَّ العينَ حقٌّ" انظر حديث رقم : 556 في صحيح الجامع

و تشتهر بعض مناطق القرى والأرياف بأن أهلها مشهورون بالعين ، وكأن العين عندهم مهنة يتعلمونها ويتوارثونها ، وهذا معلوم منذ القدم فقد ذكرت كتب التفسير أن العين كانت في بني أسد حتى إن كانت الناقة السمينة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول يا جارية خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم من لحم هذه ، فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر. ويذكر بعض العلماء بأن كل انسان يمكنه تعلم العين وقال آخرون بأن العين يتوارثها الأبناء عن الآباء كتوارث الشكل والطبائع مع الجينات .

الحسـد

ويقول سبحانه تعالى : } وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {[البقرة :109] ويقول تعالى:}أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مّلْكاً عَظِيماً{[النساء:54] ، ويقول تعالى : }وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{ .

يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد اصل الحسد : هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها أ.هـ.
ويذكر العلماء أن مراتب الحسد أربعة وهي :
الاولى : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ولو لم تنتقل للحاسد.

داريت كُل الناسِ لكن حاسدي
مُـداراته عَزت، وعَز مَنَالُها
وكيفَ يداري المرءُ حاسدَ نعمةٍ
إذا كـان لا يُرضيه إلا زوالها

الثانية : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها .
الثالثة : تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل التفاوت بينهما ، فإذا لم يستطع حصوله عليها تمنى زوالها عن المنعم عليه.
الرابعة : حسد الغبطة ويسمى حسداً مجازاً وهو تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه . روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لا حَسَدَ إلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمل .

العـين والحسـد

يقول ابن القيم في الزاد : هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطيه تارة . ويقول في كتابه بدائع الفوائد : العائن والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء ، فيشتركان في أن كل واحد منها تتكيف نفسه ، وتتوجه نحو من يريد أذاه.
فالعائن : تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته .
والحاسد : يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره أيضا .
ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده ، من جماد أو حيوان أو زرع أو مال وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه أ.هـ.
ويقول في كتابه الزاد الجزء الثالث : ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون العائن أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره ، وكثير من العائنين يؤثرون في المعين بالوصف من غير رؤية أ.هـ. اضغط هنا لمشاهدة المقالة كاملة

أقســـام العين والحسـد

تنقسم العين الى ثلاثة أقسام ، وهذا تقسيم افتراضي وليس قطعي :
العين المعجبة
العين الحاسدة
– العين القاتلة

العـين المعجـبة: إن النفس إذا ما أفرطت في الإعجاب بنعمة من النعم أثرت فيها وأفسدتها بإذن الله تعالى ما لم يبرك صاحبها ، يقول تعالى في سورة الكهف: }وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً { ، ويقول صلى الله عليه وسلم ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ) جزء من حديث رواه أبن ماجة .
يقول ابن حجر : أن العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحب ومن الرجل الصالح ، وإن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة فيكون ذلك رقية منه أ.هـ.

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنْ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍوَكَانَ رَجُلا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِفَنَظَرَ إِلَيْهِعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ قَالَ هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَظَرَ إِلَيْهِعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اغْتَسِلْ لَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِيَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ." مسند أحمد "

العين الحاسدة :وهي في الأصل تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود فتخرج سهام الحسد من نفسٍ حاسدةٍ خبيثة ، باعثها الاستحسان المشوب بالصفات الذميمة كالغيرة والحقد والكراهية والحسد ، وتؤثر بالمحسود أو شيئا يخصه ولو بغير إرادة ومشيئة ومعرفة الحاسد وهذا هو الفارق بينها وبين العين القاتلة .

أيا حاسداً لي على نعمتي
أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه
لأنـك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربي بـأن زادني
وسـد عليك وجـوه الطلب

العين القاتله ( السمية ) :
هي أشد انواع العين تأثيرا في المعيون ، فهي تخرج من العائن إلى المراد إعانته بقصد الضرر وبإرادة ومشيئة العائن من بعد مشيئة الله تعالى ، وسمى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَالإصابة بالعين بالقتل وذلك لما أعانعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًافَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ." مسند أحمد "
قوله علام يقتل أحدكم أخاه دليل على أن العين ربما قتلت وكانت سببا من أسباب المنية وقوله ولو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين دليل على أن المرء لا يصيبه إلا ما قدر له وأن العين لا تسبق القدر ولكنها من القدر." عمدة القاري باب العين"
قال الكلبي : كان رجل من العرب يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة ، ثم يرفع جانب من خبائه فتمر به النعم فيقول : ما رعى اليوم إبل ولا غنم أحسن من هذه ، فما تذهب إلا قريبا حتى يسقط منها طائفة ، فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين ويفعل به مثل ذلك ، فعصم الله تعالى نبيه وانزل قوله تعالى: }وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ{ . وذكر نحوه الماوردي. وأن العرب كانت إذا أراد أحدهم أن يصيب أحدا تجوع ثلاثة أيام ، ثم يتعرض لنفسه وماله فيقول : تالله ما رأيت أقوى منه ولا أشجع ولا أكثر منه ولا أحسن ؛ فيصيبه بعينه فيهلك هو وماله. وعند أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ الْعَيْنَ لَتُولِعُ بِالرَّجل بِإِذْنِ اللَّهِ حَتَّى يَصْعَدَ حَالقًا ثُمَّ يتَرَدَّى مِنْه" . وقد يصاب الإنسان بعين سمية في رأسه فتتلف خلايا مخه فيصاب بالجنون ، أو قد يصاب الإنسان بعين سمية في نفسيته فيجهد من الضيق والحزن والكآبة وتضيق عليه الأرض بما رحبت فمثل هذا يخشى عليه من الانتحار والعياذ بالله .
.يقول الشاعر: ترميك مـزلقة العيون بطرفها … وتكل عنك نصال نبل الرامي

وقال آخـر : يتفارضون إذا التقوا في مجلس … نظرا يـزل مواطئ الأقـدام
وقال آخـر : وتوق من عين الحسود وشرها … لا كان ناظرها بسوء ناظـرا

يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد عندما تعرض لتفسير سورة الفلق : فلله كم من قتيل وكم من سليب وكم من معافى عادى مضني على فراشه يقول طبيبه لا أعلم داءه ما هو ، فصدق ليس هذا الداء من علم الطبائع ، هذا من علم الأرواح وصفاتها وكيفيتها ومعرفة تأثيراتها في الأجسام والطبائع وانفعال الأجسام عنها وهذا علم لا يعرفه إلا خواص الناس والمحجوبون منكرون له أ.هـ.
قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده عن جابر بن عبدالله عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس" قال البزار يعني العين . يقول ابن كثير في تفسيره لآخر آية في سورة القلم روي هذا الحديث من وجه آخر عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " العين حق لتورد الرجل القبر والجمل القدر وإن أكثر هلاك أمتي في العين ".
يستنبط من حديث أكثر من يموت من أمتي :
– أن العين تصيب أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من بقية الأمم الأخرى.
– أكثر موتى المسلمين يموتون بسبب العين ، وهذا يعني أن أكثر من 50% ممن يموت من المسلمين كان سبب موتهم حادث سيارة أو سقوط طائرة أو بسبب مرض معروف أو بسبب مرض غير معروف هو في الأصل من بعد قضاء الله وقدره بسبب العين.
– كما يستفاد من هذا الحديث أن الكثير من الأمراض العضوية والنفسية والعصبية التي يعجز الأطباء عن معرفة سببها وطريقة علاجها هي من أثر العين، فما دون الموت أحرى بوقوعه.
وقيل: كانت العين في بني أسد حتى كانت الناقة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول: يا جارية خذي المكتل والدراهم فأتينا بشيء من لحم هذه فما تبرح حتى تقع للموت فتنحر.
وعبد الله بن عياش قال: لما حج هشام بن عبد الملك فمرّ بالمدينة قال لرجل من أصحابه: انظر من ترى في المسجد، قال: أرى رجلاً طوالاً أَدْلَم، قال: هذا بقية الناس، هذا أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، علي به، فجاء في ثوبين، فقيل له أتدخل على أمير المؤمنين في هذا الزي؟.
فقال: ألا أدخل عليه في زي أقوم في مثله بين يدي رب العالمين، فدخل فسلم فرفعه وقربه، وقال: كم سنك يا أبا عمر؟قال: ستون سنة، قال: ما رأيت ابن ستين أتم كدنه منك … ما أحسن جسمك… ما أكلك؟ قال: الخبز والزيت، قال: وتشتهيه؟ قال: أدعه حتى أشتهيه فإذا اشتهيته أكلته ، قال: فلمَّا خَرج سالم أخَذَتْه قَفْقَفَة فلما صار في منزله حُمّ فقال لصاحبه : أترى الأحْوَلَ لَقَعني بعَيْنِهِ( أي أصابني بعينه ) ، فاعتل ومات وصلى عليه، وكان هشام يقول: ما أدري بأيهما شد فرحاً بحجتي أم بصلاتي على سالم.(2)
________________________




رد: العين والحســـد

شكــــــــ*-*-ـــــراااا جزيلا لك




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

خطبتان لأمير المؤمنين

خطبتان لأمير المؤمنين


الونشريس

بسم الله الرحمان الرحيم يسرني أن أضع بين يديكم خطبتين لأمير المؤمنين الأولى خاية من الألف والُثانية خالية من النقاط فلا تبخلو علينا بصالح الدعاء


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
خطبتان للإمام أمير المؤمنين .. الخالية من الألف و الخالية من النقطة.pdf‏  329.2 كيلوبايت المشاهدات 26


رد: خطبتان لأمير المؤمنين

شكرا لك على الكتاب


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
خطبتان للإمام أمير المؤمنين .. الخالية من الألف و الخالية من النقطة.pdf‏  329.2 كيلوبايت المشاهدات 26


رد: خطبتان لأمير المؤمنين

الونشريس


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
خطبتان للإمام أمير المؤمنين .. الخالية من الألف و الخالية من النقطة.pdf‏  329.2 كيلوبايت المشاهدات 26


رد: خطبتان لأمير المؤمنين

بارك الله فيك أخي

مشكــــــــــــــــور


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
خطبتان للإمام أمير المؤمنين .. الخالية من الألف و الخالية من النقطة.pdf‏  329.2 كيلوبايت المشاهدات 26


التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –


الونشريس

الونشريس

مر ثلاثه من الدعاه الى دين الله الإسلام بقوم كانوا يعبدون النار والعياذ بالله فدعوا القوم إلى عباده الله الواحد وترك عباده النار ولكن القوم لم يستجيبوا لهم.
وأتت جنود الملك وأخذت الدعاه وذهبوا بهم إلى الملك واستنكر الملك كلامهم ودعا الكاهن ليجادل الدعاه ويثبت
إنهم على حق فى عبادة النار فقال الكاهن للدعاه
سوف اسئلكم عده اسئله يجب ان تجيبوا عليها
فقال له الدعاه :

واذا اجبناك على الاسئله هل تشهدوا لديننا

فقال الكاهن : نعم انزعج الملك
وقال: كيف ايها الكاهن

فقال الكاهن : اطمئن يامولاى لن يستطيعوا الاجابه على الاسئله.
فقال:

ماهو الشىء الذى لا يعلمه الله؟

وما هو الشىء الذى يطلبه الله من العباد؟

وما هو الشىء الذى لا يوجد فى خزائن الله؟

وما هو الشى الذى عند البشر وليس عند الله؟

وما هو الشىء الذى حرمه الله على نفسه؟
احتار الدعاه وظلوا يفكرون ولكن صاح أحدهم انا أجيبك عن أسئلتك………

فقال:

الشىء الذى لا يعلمه الله الشريك فى الملك

وجعلوا لله شركآء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم فى الارض" جزء الرعد من الآيه 33
فسبحانه لا يعلم له شريك فى الملك فهو الله الاحد

اما الشىء الذى يطلبه الله من العباد فهو القرض

إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم" 17

اما الشىء الذى لا يوجد فى خزائن الله فهو الفقر فسبحانه خزائنه مملؤه ينفق كيف يشاء

اما الشىء الذى عند البشر وليس عند الله فهو الزوجه والولد

اما الشىء الذى حرمه الله على نفسه فهو الظلم

فبكى الكاهن وقال : نعم والله انه الدين الحق كيف السبيل إلى دينكم نهره الملك
ولكن لم يستجيب له فقال الداعى:

قول لا اله الا الله محمد رسول الله فقال الكاهن: لا اله الا الله محمد رسول الله
وردد الجميع بصوت واحد لا اله الا الله محمد رسول الله
من هنا يجب ان يكون الداعي الي الله علي علم ودراية بأمور دينه بدرجة كافية حتي لا يضعه أعداء الله موضعا يعجز فيه عن الدفاع عن دينه والتعريف به …فيؤخر ولا يقدم .
اللهم يامثبت القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك
اسأل الله لي ولكم الثبات علي الطاعة وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه




رد: ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

اللهم يامثبت القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك




رد: ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

الونشريس

ط§ظ„ظˆظ†ط´ط±ظٹط³




رد: ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

اسأل الله لي ولكم الثبات على الطاعة وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه

آمين




رد: ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

الونشريس

الونشريس




رد: ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

*** بارك الله فيك ***




رد: ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

اللهم يامثبت القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك




رد: ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

نسال الله ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه شكرا لك اخي




رد: ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

الونشريس




رد: ما الشيء الذي لايعلمه الله؟!!!!!!!. –

*** بارك الله فيك ***




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

سجل حضورك بأسم من أسماء الله الحسنى <<<ارجو التثبيت

سجل حضورك بأسم من أسماء الله الحسنى <<<ارجو التثبيت


الونشريس

سجل حضورك بأسم من أسماء الله الحسنى <<<ارجو التثبيت

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني اعضاء المنتدى كل منا يسجل حضوره بأسم من اسماءالله الحسنى

وأنا راح أبد أ بأول أسم من أسماء الله
عز وجل

الخـــــــــالق




رد: سجل حضورك بأسم من أسماء الله الحسنى <<<ارجو التثبيت

الرحيم…….




رد: سجل حضورك بأسم من أسماء الله الحسنى <<<ارجو التثبيت

المجيب…….




رد: سجل حضورك بأسم من أسماء الله الحسنى <<<ارجو التثبيت

الملك القدوس …..




رد: سجل حضورك بأسم من أسماء الله الحسنى <<<ارجو التثبيت

العــــــزيـــز




رد: سجل حضورك بأسم من أسماء الله الحسنى <<<ارجو التثبيت

الـــغـــفــــور




رد: سجل حضورك بأسم من أسماء الله الحسنى <<<ارجو التثبيت

الرحمن
و شكرا على الموضوع