ماذا تفعل في وقت الفتن
أولاً : الحرص على العبادة : روى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " العبادة في الهرج – أي في الفتنة – كهجرة إليّ " .
ثانياً : الإلحاح على الله بالدعاء : قال صلى الله عليه وسلم : " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن " رواه مسلم ، وأن يحفظ الإنسان الأذكار المتعلقة بالفتن وينشرها كما في حديث : كان إذا خاف قوماً قال : " اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك اللهم من شرورهم " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ] ، وما جاء في المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الكرب : " لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم " .
ثالثاً : حسن التأمل للواقع والوعي بالحال ، والبعد عن العاطفة الزائدة التي تؤدي إلى الغفلة والسذاجة .
رابعاً : الصبر وعدم الاستعجال يقول الله تعالى : (( فاصبر إن وعد الله حقٌ واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار )) قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : ( فأمره بالصبر وأخبره أن وعد الله حق وأمره أن يستغفر لذنبه ولا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به ، فإنه سبحانه أمر بالحق ، وأمر بالصبر ، فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر فالمظلوم المحق الذي لايقصرفي علمه يؤمر بالصبر، فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور ) .
خامساً : الحلم والأناة : لأن ذلك يجعل المسلم يبصر حقائق الأمور بحكمة ، ويقف على خفاياها وأبعادها وعواقبها ، كما قال عمرو بن العاص في وصف الروم : ( إنهم لأحلم الناس عند فتنة ) .
سادساً : الرجوع إلى أهل العلم العاملين الصادقين ، والدعاة المخلصين لمعرفة المواقف الشرعية .
سابعاً : عدم تطبيق ما ورد في الفتن – من نصوص – على الواقع المعاصر .. لأن منهج أهل السنة والجماعة إبّان حلول الفتن هو عدم تنزيلها على واقع حاضر .. وإنما يتبين ويظهر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أنبأ وحدث به أمته من حدوث الفتن عقب حدوثها واندثارها ، مع تنبيه الناس من الفتن عامة ، ومن تطبيقها على الواقع الحالي خاصة .
ثامناً : بذل السبب لخلاص الأمة ورفعتها .. بدلاً من الاشتغال بفضول الكلام .
تاسعاً : الحذر من السير في ركاب المنكر ( لأن الكبار رضوا به ) : روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا " .. قال النووي : ( قوله : "من عرف فقد برئ " معناه : من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو لسانه ، فإن عجز فليكرهه بقلبه .. وقوله : " ولكن من رضي وتابع " ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع ) .
عاشراً : الوحدة والإتلاف وترك التنازع والاختلاف لقوله تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) .
الحادي عشر : أهمية التأصيل العلمي القائم على منهج شرعي ، وهذا لابد منه وقت الفتن لأن كثيرين يخوضون بغير علم فيؤدي خوضهم إلى أنواع من البلاء والتفرق والتصرفات الطائشة .. وليحرص المسلم أن يتعلم المسائل العقدية المهمة والتي يخشى من الوقوع فيها بالخطأ مثل مسائل الولاء والبراء ونواقض الإسلام ونحوها من المسائل .
الثاني عشر : الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة : يقول ابن عمر – كما رواه ابن حبان – " لم يكن يُقصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولاعمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة " ، ومما يعين على ذلك لزوم الرفقة الصالحة الناضجة سلوكياً وفكرياً .
الثالث عشر : عدم الاعتماد على الرؤى في وقت الفتن لأنها في الغالب تكون أحاديث نفس .
أولاً : تحقيق الإيمان في القلوب .. وترجمته في الواقع العملي .. والله تعالى خرق سننه الكونية من أجل عباده المؤمنين الصادقين .. فهو سبحانه فلق البحر لموسى .. وأوقف الشمس ليوشع .. وصدق الله تعالى : (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )) .
ثانياً : التوبة والرجوع إلى الله تعالى ، قال بعض السلف : ( لما فقد قوم يونس نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم قذف الله في قلوبهم التوبة ولبسوا المسوح وألهوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة .. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم .. والتوبة والندامة على ما مضى منهم .. كشف الله عنهم العذاب .. يقول الله تعالى (( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين )) ولذا قال بعض السلف : ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة ) .
ثالثاً : كثرة الاستغفار لقوله تعالى : (( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) .
رابعاً : كثرة الأعمال الصالحة ، كما قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتقرئ الضيف ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق " .
خامساً : التواصي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لقول الله تعالى : (( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) ولم يقل صالحون .. ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده " صحيح الجامع 1970 .
سادساً : الإكثار من الصدقة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا من الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا " رواه ابن ماجه ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفيء غضب الرب .. " رواه الطبراني – صحيح الجامع 3797 ، وقال ابن أبي الجعد : ( إن الصدقة لتدفع سبعين باباً من السوء ) .
سابعاً : اجتناب الظلم ، وهو التعدي على الناس في دمائهم أو أموالهم أو أعرضهم بغير حق .. يقول الله تعالى : (( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً )) .
توجيهات شرعية
أولاً : أن تعلم أن هذه الأزمة إنما أصبنا بها من قبل ذنوبنا وتفريطنا في جنب الله تعالى ، كما قال تعالى : (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) ومن تلك الذنوب التي نمارسها أكل الربا ، وعقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم ، وترك الجهاد في سبيل الله تعالى وغيرها .
ثانياً : الاعتماد على الله تعالى والتوكل عليه ، قال سبحانه (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) مع فعل الأسباب الشرعية .
ثالثاً : أن نثق بنصر الله وأن المستقبل للإسلام ، وأن هذا التحدي الذي تواجهه أمة الإسلام إنما هو نوع أذى ذكره الله تعالى بقوله : (( لن يضروكم إلا أذى )) وإلا فإن العاقبة للمتقين ، ولكن علينا أن نحقق قول الله تعالى : (( إن تنصروا الله ينصركم )) .
رابعاً : تذكر فضل بذل الخير في سبيل الله ، وتفريج الكربات ، وإطعام الطعام ، والتعاون على البر والتقوى .
خامساً : استحضر حرمة الاحتكار واستغلال حاجة الناس وخطورة هذا المسلك .
سادساً : اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
سابعاً : كن متفائلاً وبشر الناس بالخير ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من هديه في وقت الأزمات أن يكون متفائلاً كما حصل منه عندما حاصره أهل الأحزاب ، فقد بشر أصحابه بأنهم سيحوزون على كنوز كسرى وقيصر وقصور صنعاء .
ثامناً : الحذر من الهزيمة النفسية والمعنوية ، ومن محاولة عرض أحكام الشريعة عرضاً اعتذارياً منهزماً ومكافحة البعض للتنازل والمداهنة باسم المصلحة أو الضرورة أو الحالة الراهنة ، وأن ندرك أن النصر الحقيقي هو في الثبات على الدين خاصة في أوقات الفتن والمحن ، والحذر من الوقوع فريسة للحرب الإعلامية والنفسية الضخمة التي تدور رحاها هذه الأيام .
خطوات عملية للأستعداد للأزمة
أولاً : على نطاق الأسرة :
1. البعد عن حياة الترف والتعود على حياة الخشونة ولو لفترات زمنية محددة ، لقول عمر رضي الله عنه : ( اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ) .
2. البعد عن الإسراف والتبذير ، لقول الله تعالى : (( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) .
3. الاستغناء عن الخدم والسائقين ، خاصة إذا كانوا كفاراً لأنهم يشكلون خطراً على البلد .
4. تجهيز البيت بخزان ماء إضافي لا يستخدم إلا عند الحاجة ، أو حفر بئر في حديقة المنزل أو الاستراحة ، كما يمكن اقتناء أجهزة إعادة تدوير المياه وترشيد الاستهلاك .
5. وضع كمية مناسبة من المواد الغذائية ، خاصة التمر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " بيت لا تمر فيه جياع أهله " ولا تنسى حليب الأطفال لمن لديهم أطفال صغار .
6. تجهيز المنزل بعدد كافي من الشموع ، وعدد مناسب من البطاريات والمصابيح اليدوية وجهاز راديو صغير .
7. الحصول على جهاز إرسال واستقبال لاسلكي يعمل بالبطاريات ، والهواتف الفضائية قد تكون الأفضل لمواجهة انقطاع شبكة الاتصالات .
8. وضع مكان آمن في المنزل وحدده للجميع مع مراعاة قربه للنساء والكبار .
9. وضع حقيبة إسعافات أولية ، وطفاية حريق ، وأقنعة واقية ، ولا تنسى توفير بعض الأدوية التي يحتاجها أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر ونحوه .
10. وضع دليل للاتصال السريع بالجهات الرسمية كالهلال الأحمر والدفاع المدني .. والشخصيات التي ربما تحتاج إليها عند الضرورة .
11. الاهتمام برفع اللياقة البدنية وتطوير المهارات المختلفة – كالدفاع عن النفس – لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " .
12. تأمين السلاح الشخصي للحاجة ، وتعلم الرماية عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً " .
13. تدريب المنزل على طاعة الأمير لأهميتها وقت الفتن ، كما يجدر تعليم الأبناء على الحراسة الليلية ويمكن إجراء ذلك بإقامة مخيم للأهل والأقارب في البرية .
14. تعلم التعامل مع الصحراء ، وكيفية الحصول على الموارد الأساسية للحياة ، وإحداثيات الآبار ، وطرق التعامل مع الأجهزة المهمة في الصحراء ، وكيفية التصرف في أماكن الكثبان والسبخات ، والتعرف على بعض نباتات الصحراء المهمة ، والتعرف على أنواع الدواب وهوام الأرض .
15. المبادرة إلى الاستفادة من الدورات المختلفة التي تتيحها الأجهزة الرسمية سواء في الدفاع المدني أو الإسعافات الأولية .
ثانياً : على نطاق الحي والمجتمع :
Ý- التجمع حول طلبة العلم وأئمة الجوامع والمساجد والتعاون معهم والصدور عن رأيهم .
ȝ- تكوين فرق عمل لخدمة الحي ، ففرقة لحماية الحي ، وأخرى للتموين ، وثالثة للإسعافات الأولية ، ورابعة لتوفير الماء .. وهكذا .
ʝ- عمل كشوفات بأسماء من لديهم حرف يدوية وقدرات خاصة من الأهالي وتصنيفها ، ومن ثم الاستفادة منها .
˝- مهام هذه اللجان يكون كالتالي :
1) لم شمل المسلمين قدر الاستطاعة ، وبث روح التكافل والتعاون .
2) الإطلاع على خطة الطوارئ للدولة والمشاركة في تنفيذها .
3) التنسيق مع الجهات المعنية الرسمية كالصحة والأمن والدفاع المدني والهيئة .. ، وكذا مع المؤسسات الخيرية والإغاثية في توفير الخدمات الضرورية عند الحاجة ، وكذا الاتصال بذوي الفضل واليسار وحثهم على الإنفاق ، وكذلك الاتصال بأصحاب الخبرات والخدمات للاستفادة منهم عند الحاجة .
4) توفير الأدوية الأساسية الخاصة بالأزمات – يستفاد من قائمة منظمة الصحة العالمية – .
5) وضع دليل للاتصال السريع بالجهات الرسمية ، يشمل : هواتف الجهات الأمنية والصحية والدفاع المدني والهيئات وبعض الشخصيات المهمة في الحي ، كما يحتوي على تحديد المواقع الرسمية التي يحتاجها الناس في الأزمة .
6) إقامة دورات لعامة الناس في الإسعافات الأولية ، الأمن والسلامة ووسائلها ، كيفية الاستعداد للأزمات ومواجهة النوازل .
7) القيام بواجب التهدئة للمجتمع ، وتثبيت الناس في محنتهم ونشر التفاؤل بينهم ، وربطهم بالله ، ومحاربة الشائعات ، والتركيز على امتصاص الأثر النفسي للأزمات والحروب لدى أفراد المجتمع ، وخصوصاً بعض الفئات مثل الصغار والنساء .
8) حصر الآبار ومراكز توزيع الماء في الحي ، وضبط وحماية مصادر الماء من الفوضى والتلويث .
9) تأمين وحماية الطرق للتموين الغذائي والتنقل ، توظيف شباب الحي أو غيرهم في حفظ الأمن .
10) رفع درجة الوعي للحفاظ على الموارد كالمياه والمحافظة على البيئة عند تعطل الخدمة والاستغناء عن الكماليات .
11) وضع خطط عملية للتخلص من النفايات البيئية .
12) رعاية الأسر التي فقدت عائلها .
13) المشاركة في دعم مخيمات اللاجئين التي قد تعد من قبل الجهات الرسمية إغاثياً وأمنياً ودعوياً .
14) مخاطبة أصحاب الشقق المفروشة أو قصور الأفراح لاحتساب الأجر في إيواء الناس مجاناً أو بأسعار رمزية
و الله و الله و الله اشتقت لك كثيييييييييرا ما كل هذهالمدة يا حبيبتي خليتي فراغ كبير في المنتدى
أفرحتني كثيرا إطلالتك أخت هاجر
يتوحشك الخير
أنا ثاني توحشتكم
أفرحتني كثيرا إطلالتك أخت هاجر
يتوحشك الخير أنا ثاني توحشتكم |
إن شاء الله ………….
تأملات في قصة أصحاب الكهف
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
58.zip | 59.5 كيلوبايت | المشاهدات 25 |
شكراااااااااااااااااااااااااا
الشهاب الثاقب: آية من آيات الخالق
يقول تعالى: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) [الصافات: 10]. لماذا سمَّى الله هذه الأجسام التي تخترق جو الأرض بالشهب الثاقبة، وماذا تثقب؟ وهل تتطابق هذه الصفة مع ما كشفه العلماء حديثاً من أسرار حول الشهب التي تخترق الغلاف الجوي وتحترق على حدوده؟ إن الإنسان العادي الذي يراقب السماء يرى جسماً يلمع فجأة في السماء ثم يختفي، وبالتالي لا يمكن له أن يصف هذا الجسم إلا إذا درسه دراسة علمية صحيحة. وحديثاً تبين للعلماء أن الشهب ما هي إلا حجارة تسبح في الفضاء فإذا ما اقتربت من الغلاف الجوي للأرض حاولت اختراقه ولكن الغلاف الجوي يتصدى لها ويحدث احتكاك كبير ينتهي بتبدد هذه الشُّهب واحتراقها كما يلي: عندما يدخل النيزك غلافنا الجوي يخترق الهواء بسرعة عالية جداً وهذه السرعة كافية لتسخين الهواء لدرجات حرارة عالية وكافية لتبخير جزء من النيزك وبالتالي انتشار حرارة كبيرة نرى أثرها من خلال الومضة التي يصدرها النيزك قبل تفتته وتبدده وذوبانه. كذلك كلمة (ثاقب) تشير إلى السرعة الهائلة التي يسير بها هذا الشهاب، وقد تبين بالفعل أن تسبح بسرعات كبيرة جداً في الفضاء. وتقول الدراسات إنه في كل يوم هناك 1000 طن من النيازك تسقط على الأرض ومعظمها بحجم ذرات الغبار.
الشهاب الثاقب هو عبارة عن حجر مثل هذا يسير في الفضاء بسرعات هائلة وفجأة يقترب من الأرض ولكن الغلاف الجوي يكون له بالمرصاد، وتصوروا لو أن حجراً بهذا الحجم سقط على رؤوسنا فجأة ماذا ستكون النتيجة؟؟ ويؤكد العلماء إن معظم الأحجار التي تصطدم بالغلاف الجوي بحجم الحصى، وهو ما يسمى بالحاصب، فهل ندرك بعد هذه الحقائق معنى قوله تعالى: (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك: 17]. وهنا نود أن نقول إن صفة (ثاقب) التي أوردها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، هي صحيحة جداً من الناحية العلمية، لأن السرعة التي يتحرك بها هذا الشهاب تكفي لثقب أي مادة مهما كانت صلبة!! وهذه المعلومة لم يكن أحد يعرفها زمن نزول القرآن.
صورة لشهاب ثاقب لحظة اختراقه للغلاف الجوي، انظروا كيف يتبدّد ويحترق ولا تتأثر الأرض به، ولو أن هذه الشهب هبطت على الأرض لأحرقتها، لأن الأرض تتعرض كل يوم لملايين الشهب، ولكن الله جعل السماء سقفاً محفوظاً ونحن غافلون ومعرضون عن هذه المعجزة المبهرة والآية العظيمة، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32]. إن هذه النيازك تسلك مسارات معقدة في الفضاء حول الشمس، وتسبح بنظام مذهل ولولا وجود هذا النظام ما بقينا على وجه الأرض حتى الآن! لأن الحجارة تحيط بنا من كل جانب، وتسبح حول الأرض ولكن الله تعالى يصرفها عنا، ويوجهها باتجاه الشياطين الذين يحاولون الخروج خارج الأرض للاطلاع على ما تحمله الملائكة من أخبار المستقبل. وهنا يتجلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) [الحجر: 16-17]. فهذه الآيات العظيمة تتطابق بشكل مذهل مع الحقائق العلمية، فالسماء تبدو لنا بواسطة المراصد العملاقة بألوان زاهية وكأن المجرات تزينها! والسماء تحوي بروجاً كونية مثل النسيج الكوني الذي يزين السماء وهو عبارة عن بلايين المجرات التي تصطف وفق مشهد مهيب وبديع يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى. وقد حفظ الله هذه السماء بواسطة ملاين الشهب التي تصطدم يومياً مع غلاف الأرض (سماء الأرض) وتحترق وتحرق معها الشياطين الذين يحاولون الصعود خارج الأرض. طبعاً نحن لم ندرك بعد حقيقة الشياطين علمياً ولكن قد يأتي ذلك اليوم عندما يكتشف العلماء أسراراً كونية جديدة تكشف عن حقيقة الجن والشياطين، ونحن كمؤمنين نؤمن بكل ما جاء في القرآن بغض النظر عن الدليل العلمي. ولكن الملحد يطلب دائماً الدليل العلمي، ولذلك أودع الله في كتابه هذه العجائب لتكون دليلاً على صدق كتاب الله، وحجّة على كل من ينكر صدق رسالة الإسلام.
| من لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟
الكتاب نِعم الأنيس في ساعة الوحدة ، ونِعْم المعرفة في دار الغربة ، هل سمعت بشجرة تؤتي أكلها كلّ حين بألوان مختلفة وطعوم متباينة؟ ومن لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟ معلّم تحلّى بخلال كثيرة وجمَع أوصافا عديدة,,,,إن وعظ أسمَع، وإن ألهى أمتع، وإن أبكى أدمع، وإن ضرب أوجع،،،،،، يفيدك ولا يستفيد منك ويزيدك ولا يستزيد منك، إن جدّ فعبرة وإن مزح فنزهة. قبر الأسرار ومخزن الودائع، قيد العلوم، وينبوع الحكم، معدن المكارم، ومؤنس لا ينام. إذا أطلت النّظر إليه طال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوّد بيانك، وفخّم ألفاظك……إن ألّفته خلّد على الأيّام ذكرك، وإن درَسته رفع خلق قدرك، وإن بعته نوّه عندهم باسمك،،،،،، يُقعِد العبيد في مقاعد السّادات، ويُجلس السّوَقة في مجالس الملوك. فأكرم به من صاحب واعزز به من مرافق! من جواهر الادب….بتصرّف.
|
رد: من لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟
مشكور على الموضوع
|
رد: من لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟
عندك الحق الأخت أميرة
|
رد: من لك بجليس إذا غضبت لم يغضب؟
قال الشاعر الحكيم :
التصنيفات
وهم الحب
| وهم الحب
وهم الحب تأليف المقدمة ففي زمن من الأزمان ، أراد أعداء الإسلام غزو بلاد المسلمين ، فأرسلوا عيناً لهم ( أي جاسوساً) يستطلع لهم أحوال المسلمين ، ويتحسّس أخبارهم ، وبينا هو يسير في حيّ من أحياء المسلمين ، رأى غلامين في أيديهما النبل والسهام ، وأحدهما قاعد يبكي ، فدنا منه ، وسأله عن سبب بكائه ، فأجاب الغلام وهو يجهش بالبكاء : (( إنّي قد أخطأت الهدف … )) ثمّ عاد إلى بكائه … فقال له العين : لا بأس ، خذ سهماً آخر ، وأصب الهدف ! فقال الغلام بلهجة غاضبة : (( ولكنّ العدوّ لا ينتظرني حتى آخذ سهماً آخر وأصيب الهدف )) .. فعاد الرجل إلى قومه ، وأخبرهم بما رأى ، فعلموا أنّ الوقت غير مناسب لغزو المسلمين .. ثمّ مضت السنون ، وتغيّرت الأحوال ، وأراد الأعداء غزو المسلمين ، فأرسلوا عيناً ، يستطلع لهم الأخبار ، وحين دخل بلاد المسلمين رأى شابّاً في العشرين من عمره ! في هيئة غريبة ، قاعداً يبكي ، فدنا منه ، وسأله عن سبب بكائه ، فرفع رأسه ، وقال مجيباً بصوت يتقطّع ألماً وحسرة : (( إنّ حبيبته التي منحها مهجة قلبه ، وثمرة فؤاده قد هجرته إلى الأبد ، وأحبّت غيره )) ثمّ عاد إلى بكائه … !! وعاد الرجل إلى قومه يفرك يديه سروراً مبشّراً لهم بالنصر … إن قوة الأمة وضعفها يكمن في مدى تمسكها بكتاب ربّها وسنّة نبيّها صلى الله عليه وسلم ، ولعل أفضل واقع يترجم ذلك : اهتمامات وشبابها وفتيانها – ذكوراً وإناثاً – كما قال الشاعر : ولما كان الحبّ أصل فعل ومبدأه ، وأصل حركة كلّ متحرّك (1) ، وكان محلّه القلب الذي هو أصل صلاح المرء وفساده ، كان أمره في غاية الخطورة … وكان جديراً بالعناية والبيان والتوضيح … فالشاعر هنا قد جعل الوطن قبلته الأولى التي يدير إليها وجهه إذا نطق بالشهادة قبل القبلة التي جعلها الله لعباده المسلمين ، ولا شكّ أنّ ذلك من الضلال الواضح ، والطغيان المبين . ومنه ما هو محرم ، وهو الحبّ مع الله ، كما قال تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [ البقرة: من الآية165] ، وهذا نوع من الشرك ، يسمّى : ( شرك المحبّة ) ، وهو درجات بحسب ما يقوم بقلب صاحبه من التعلّق بالمحبوب ومحبّته من دون الله ، وهذا النوع هو الذي أردت الحديث عنه في هذا الكتاب ، وهو ما يمكن أن نسميه بـ ( حبّ الأفلام والمسلسلات والمجلات الهابطة ) ، الذي نشأ عليه الصغير ، وهرم عليه الكبير إلا من رحم الله عز وجل ، حتى إن بعض ما يسمى بالمسلسلات الدينية ! التي يُمثل فيها الصحابة رضي الله عنهم(3) لم يسلم من إقحام هذا النوع من الحبّ فيها . ولقد كنت منذ زمن أتابع ما ينشر حول هذا الموضوع في بعض الصحف والمجلات ، إضافة إلى ما يصلني من رسائل واتّصالات ، وما أسمعه من قصص وحكايات ، وعند تأمل ذلك كله ، تبيّن لي كثرة الأضرار المترتبة على هذا الوهم وآثاره السيئة على الفرد والمجتمع ، فرأيت جمعها ودراستها في هذا المؤلف ليكون بمثابة صيحة إنذار للغافلين والغافلات ، واللاهين واللاهيات ، سواء من الشباب والشابات ، أو الآباء والأمهات ، وقد حرصت أن يكون بأسلوب سهل ، وعبارات واضحة ، لاسيما وأنه موجه بالدرجة الأولى لفئة المراهقين والشباب ، لاسيما الذين تتراوح أعمارهم ما بين (12- 20 ) سنة ، لأنهم هم الضحية في الغالب ، كما حرصت على الاستشهاد في كل ما أذكره بقصص من ابُتلي بهذا البلاء ، وأقوالهم واعترافاتهم كما صرحوا بها ، ليكون ذلك أدعى للردع والزجر ، علماً بأن أكثر هذه القصص يتضمن مخالفات شرعية كثيرة من اختلاط وخلوة وقلة حياء وغير ذلك مما لا يخفى على مسلم ، وقد علقت على بعضها ، واكتفيت في بعضها بوضع علامة تعجب ، وتركت الباقي لفطنة القارئ ، والله تعالى هو وليّ التوفيق ، وهو حسبي ونعم الوكيل . محمد بن عبد العزيز المسند تمهيد إن المتأمل في نصوص الشرع المطهر يجد أنها قد حرمت كل ما فيه ضرر على الإنسان في دينه ودنياه ، قال تعالى في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [لأعراف: من الآية157] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا ضرر ، ولا ضرار ))(4) ، فالمسلم منهي عن فعل ما يضره مما لم يأذن به الله . ونحن إذا تأملنا هذا الحبّ – الذي نحن بصدد الحديث عنه – فإننا سنجد أنه يكاد يكون ضرراً محضاً لا نفع فيه ، سوى مجرد أحلام وأوهام ، ومتعة قصيرة زائلة ، يعقبها همّ وغمّ وآلام لا تنقطع ، وذل لا يفارق صاحبه ، إلا أن يتدركه الله برحمة منه ، كما قال الشاعر : وكل كائن حيّ مفطور على حبّ ما ينفعه ، واجتناب ما يؤذيه ويضره ، إلا أن الإنسان على وجه الخصوص – على الرغم من تكريم الله له بنعمة العقل – حين يغلبه هواه ، تنطمس فطرته ، وتعمى بصيرته ، فيترك ما ينفعه ، ويلهث في البحث عمّا يضره ، فينحط بذلك عن مستوى البهيمة ، وهذا هو حال المخدوعين بوهم الحبّ ، نسأل الله السلامة والعافية . من قال إن هذا الحبّ وهم ؟! لست أنا الذي قال ذلك ، وإنّما هم أهل الحبّ أنفسهم الذين جربوه واكتووا بناره وعذابه ، هم الذين قالوا ذلك ، وإليك شيئاً من أقوالهم واعترافاتهم : كان ذلك في مكان عام.. شاب يلاحقني بنظراته، ويحاول أن يعطيني رقم هاتفه، فخفق قلبي له بشدة(8) وشعرت بانجذاب إليه ! وأنه الفارس الذي ارتسمت صورته في خيالي ورأيته في أحلامي … وكأنه قد لاحظ مدى خجلي وتردّدي ، فأعطى الرقم لصديقتي ، وأخذته منها والدنيا لا تكاد تسعني ، واتصلت به ، وتعارفنا! وتحدثنا طويلاً !.. فكان مهذّباً جداً (9) ، وكنت صريحة وصادقة معه … وتقول ثالثة في خاطرة لها : وفيما يأتي من اعترافات (( المحبين )) مزيد تأكيد لذلك . هل نحن بحاجة إلى هذا الحبّ ؟! إن من المؤسف جداً أن الكثير من وسائل الإعلام بما تبثّه من أفلام ومسلسلات وقصص وأشعار … توحي إلى كلّ فتى وفتاة بأن هذا الحبّ أمر ضروري في حياة كل إنسان ، وأن الفتاة التي لا تتخذ لها خديناً وعشيقاً هي فتاة شاذة ، وغير ناضجة ولا واعية ، ممّا يدفعها إلى البحث عن ( حبيب ) ! بأي ثمن ، ولو على حساب حيائها وعفتها وكرامتها وطهارتها ، وحين تعجز الفتاة عن ذلك لغلبة الحياء أو لأمور أخرى ، فإنها تشك في نفسها ، وتعدّ ذلك مشكلة تحتاج إلى حلّ ، وقد كتبت إحداهن إلى إحدى المجلات الساقطة رسالة تقول فيها : (( سيدتي .. لا أريد الإطالة ، ولذا سأطرح مشكلتي باختصار : عمري 18 عاماً ، مشكلتي أنني لا أعرف كيف أتعامل مع الرجال ، أتهرب دائماً من الكلام معهم ، حتى إذا شعرت بميل نحو أحدهم إذا تقرب إلي كرهته خوفاً منه ، ولم أجرب علاقة حبّ أبداً . بم تفسرين هذه الحالة ، لقد كتبت لك بعد كثير من التردّد .. )) . ************************************* أولاً : الأضرار الدينية وأعظمها وأخطرها : **************************************** ثانياًً : الأضرار النفسية ******************************* ثالثاًً : الأضرار الصحية **************************************** رابعاً: الأضرار الاجتماعية 5- الخيانة الزوجية : *************************************** ***************************************** *********************************** من عجائب هذا الوهم حب من نوع آخر …! ********************************************* *****************************************
|
رد: وهم الحب
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمّن سواك شكرا على الموضوع القيم والمعمق جعله الله فى ميزان حسناتك
|
رد: وهم الحب
بارك الله فيك شكرا للافادة
التصنيفات
قصيصة واعظة
| قصيصة واعظة
جاء رجلٌ إلى بشر الحافي – رحمه الله – ؛ وقال له : عظني … هذه هي الحياة إنسان يجمع فيأتيه الموت ويأخذه وما جمع
|
رد: قصيصة واعظة
فعلا انت على حق……………..
|
رد: قصيصة واعظة
شكراعلى الرد
|
رد: قصيصة واعظة
مشكورة اختي الغالية على القصة الواعضة دمتي وفية
التصنيفات
العين والحســـد
| العين والحســـد
العين والحســـد
( العين – النفس – النظرة )
يقول الله تعالى:} وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين { ترميك مزلقة العيون بطرفها *** وتكل عنك نصال نبل الرامي
يقول ابن القيم في الزاد :أبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العين ، وقالوا : إنما ذلك أوهام لا حقيقة له ، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل ، ومن أغلظهم حجاباً ، وأكثفهم طباعاً ، وأبعدهم معرفة عن الأرواح والنفوس . وصفاتها وأفعالها وتأثيراتها ، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ، ولا تنكره ، وإن اختلفوا في سببه وجهة تأثير العين. فقالت طائفة :إن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة ، انبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين ، فيتضرر . قالوا : ولا يستنكر هذا ، كما لا يستنكر انبعاث قوة سمية من الأفعى تتصل بالإنسان ، فيهلك ، وهذا أمر قد اشتهر عن نوع من الأفاعي أنها إذا وقع بصرها على الإنسان هلك ، فكذلك العائن. وقالت فرقة أخرى :لا يستبعد أن ينبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية ، فتتصل بالمعين ، وتتخلل مسام جسمه ، فيحصل له الضرر . وقالت فرقة أخرى :قد أجرى الله العادة بخلق ما يشاء من الضرر عند مقابلة عين العائن لمن يعينه من غير أن يكون منه قوة ولا سبب ولا تأثير أصلاً ، وهذا مذهب منكري الأسباب والقوى والتأثيرات في العالم ، وهؤلاء قد سدوا على أنفسهم باب العلل والتأثيرات والأسباب ، وخالفوا العقلاء أجمعين . ومنها ، ما تؤثر في الإنسان كيفيتها بمجرد الرؤية من غير اتصال به ، لشدة خبث تلك النفس ، وكيفيتها الخبيثة المؤثرة ، والتأثير غير موقوف على الإتصالات الجسمية ، كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة ، بل التأثير يكون تارة بالإتصال ، وتارة بالمقابلة ، وتارة بالرؤية ، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه ، وتارة بالأدعية والرقى والتعوذات ، وتارة بالوهم والتخيل ، ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية ، بل قد يكون أعمى ، فيوصف له الشئ ، فتؤثر نفسه فيه ، وإن لم يره ، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية . قال تعالى : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) الأعراف /27
الإصابة بالعين إما أن تكون من عين إنسية أو عين من الجن ، فالجن يصيبون بالعين كإصابة الإنس أو أشد ، ففي سنن النسائي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ وَعيْنِ الإنسِ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ. وقد عالجوه بالتمائم والرقى *** وصبوا عليه المـاء من ألم النكس
وقالوا أصابته من الجن أعين *** ولو علموا داووه من أعين الإنس
يقول الجاحظ في كتابه الحيوان :وقد روى الثَّوري عن سِماك بن حَرْب عن ابن عبّاس أنّه قال على مِنبر البَصرة: إنّ الكلاب من الحِنّ، وإنّ الحِنَّ من ضَعَفَةِ الجِنّ، فإذا غشِيكم منها شيءٌ فألقوا إليه شيئاً واطردوها، فإنّ لها أنفسَ سوء. العـائـــن والمعيان و المعين والمعيون الذي يصيب بالعين يسمى العائن والمعيان اذا عرف عنه شدة الإصابة بالعين ، ويسمى المصاب بالعين بالمعين والمعيون يقول عباس بن مرداس : أكليب مالك كل يوم ظالماً *** والظلم أنكـد وجهه ملعونُ
قد كان قومك يحسبونك سيداً *** و إخال أنك سيد معيون
فالعائن الذي يصيب بعينه أو حسده ويقال رجل مِعْيانٌ و عَيونٌ أي شديد الإِصابة بالعين ، ويقال للذي يصيب بالعين اشوَه و تَعَيَّنَ الرجلُ إِذا تَشَوَّهَ وتأَنى ليصيب شيئاً بعينه ، والأَشْوَه السريعُ الإصابةِ بالعين، يقال: لا تُشَوِّهْ عَلَيَّ أي لا تَقُل ما أحْسَنَه فتُصِيبَنِي بعيْن، والنَّفْس العيْن والنافِسُ العائِن والمَنْفُوس المَعْيُون، ورجل نَفُوس حَسُود يتَعَيَّن أموالَ الناس ليُصِيبَها بالعين. ويقال رجل تِلِقَّاعَة ولُقَّاعة يَلْقَع الناسَ ، أي صاحب العين ، يقال لَقَعَهُ بِعَينه: أي عَانَهُ ، ويقال لَقَعَه بالبعْرةِ يَلْقَعُه لَقْعاً رماه بها ، قال أَبوعبيد لم يسمع اللقْعُ إِلا في إِصابةِ العين وفي البعرة ، وفي حديثِ سالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمَرَ : أنَّه خَرَجَ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ فأخَذَتْه قَفْقَفَةٌ أيْ : رَعْدَةٌ : فقالَ : أظُنُّ الأحْوَلَ لقَعَنِي بعَيْنِه أي أصابَنِي يَعْنِي هِشاماً وكانَ أحْوَلَ. ويسمى العائننضول ولعله من النضل وهو الرمي بالسهام ويسمى نحوت ولعله من النحت نَحَتَه يَنْحِتُه نَحْتاً أَي بَراه. يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ خَيْفٌ *** قريبُ العهْدِ بالحَيْرانِ
أَي إِذا كان عهدها قريباً بالولادة كان أَضخم لضرعها وأَحسن وأَشدّ امتلاء ، و تَعَيَّنَ الرجلُ إِذا تَشَوَّهَ وتأَنى ليصيب شيئاً بعينه . ويقال إنّ فلاناً لَيَتشَرَّفُ إبِلَ فُلان، إذا كان يتَتَبَّعُها ليُصِيبَها بالعين . "لسان العرب"، " المحيط في اللغة" يقول الأصمعي: سمعت عائنا يقول : إذا رأيت الشيء يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني أ.هـ.ومن خلال المتابعة و الإستقراء يظهر لي أنه تختلف معرفة وشعور العائن بخروج العين منه وعلمه بإصابة المعين من شخص الى آخر ، فقد يعين الرجل نفسه أو ولده أو دابته أو صديقه وهو لا يعلم و بغير إرادته، وآخر يعلم انه يصيب بعينه وعندما يشعر بتحرك العين في نفسه يمنعها بإرادته بأن يصرف نظره ويذكر الله تعالى، وربماتخرج العين من العائن بإرادته أو بغير ارادته ويشعر بها ولكنه لا يمكنه ردها لأنه لم يبادر بذكر الله ، وبعضهم يصرفها عن الهدف الى غير ، وقد تجتمع هذه الصفات في العائن أي انه يشعر احيان ولا يشعر أحيانا أخرى . يذكر أحدهم أنه يركز على الشيء أو يصفه وصفاً جيداً فيصيبه ، ويقول آخر بكل بساطةأنظر الى الشيء الذي أريد إصابته فاصيبه ، ويقول آخر أنظر الى الشيء وأتمناه ليفأصيبهأو أني أذكر الله فلا أصيبه ، ويقول آخر لا أعلم كيف أصيب بالعين ألاانني أجد في نفسي وصفا لما أشاهد فأتلفظ به فيتأثر الموصوف . وكل أنسان قد يصيب بعينه بإذن الله تعالى ، ولذلك يقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" إذا رأى أحدُكم من نفسِهِ أو مالِهِ أو من أخيه ما يعجبُه فليدعُ بالبركةِ فإنَّ العينَ حقٌّ" انظر حديث رقم : 556 في صحيح الجامع و تشتهر بعض مناطق القرى والأرياف بأن أهلها مشهورون بالعين ، وكأن العين عندهم مهنة يتعلمونها ويتوارثونها ، وهذا معلوم منذ القدم فقد ذكرت كتب التفسير أن العين كانت في بني أسد حتى إن كانت الناقة السمينة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول يا جارية خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم من لحم هذه ، فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر. ويذكر بعض العلماء بأن كل انسان يمكنه تعلم العين وقال آخرون بأن العين يتوارثها الأبناء عن الآباء كتوارث الشكل والطبائع مع الجينات . الحسـد ويقول سبحانه تعالى : } وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {[البقرة :109] ويقول تعالى:}أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مّلْكاً عَظِيماً{[النساء:54] ، ويقول تعالى : }وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{ . يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد اصل الحسد : هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها أ.هـ. داريت كُل الناسِ لكن حاسدي
مُـداراته عَزت، وعَز مَنَالُها
وكيفَ يداري المرءُ حاسدَ نعمةٍ
إذا كـان لا يُرضيه إلا زوالها
الثانية : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها . العـين والحسـد يقول ابن القيم في الزاد : هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطيه تارة . ويقول في كتابه بدائع الفوائد : العائن والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء ، فيشتركان في أن كل واحد منها تتكيف نفسه ، وتتوجه نحو من يريد أذاه. أقســـام العين والحسـد تنقسم العين الى ثلاثة أقسام ، وهذا تقسيم افتراضي وليس قطعي :
– العين المعجبة
– العين الحاسدة
– العين القاتلة
العـين المعجـبة: إن النفس إذا ما أفرطت في الإعجاب بنعمة من النعم أثرت فيها وأفسدتها بإذن الله تعالى ما لم يبرك صاحبها ، يقول تعالى في سورة الكهف: }وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً { ، ويقول صلى الله عليه وسلم ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ) جزء من حديث رواه أبن ماجة .
يقول ابن حجر : أن العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحب ومن الرجل الصالح ، وإن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة فيكون ذلك رقية منه أ.هـ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنْ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍوَكَانَ رَجُلا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِفَنَظَرَ إِلَيْهِعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ قَالَ هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَظَرَ إِلَيْهِعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اغْتَسِلْ لَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِيَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ." مسند أحمد " العين الحاسدة :وهي في الأصل تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود فتخرج سهام الحسد من نفسٍ حاسدةٍ خبيثة ، باعثها الاستحسان المشوب بالصفات الذميمة كالغيرة والحقد والكراهية والحسد ، وتؤثر بالمحسود أو شيئا يخصه ولو بغير إرادة ومشيئة ومعرفة الحاسد وهذا هو الفارق بينها وبين العين القاتلة . أيا حاسداً لي على نعمتي
أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه
لأنـك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربي بـأن زادني
وسـد عليك وجـوه الطلب
العين القاتله ( السمية ) : وقال آخـر : يتفارضون إذا التقوا في مجلس … نظرا يـزل مواطئ الأقـدام
وقال آخـر : وتوق من عين الحسود وشرها … لا كان ناظرها بسوء ناظـرا
يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد عندما تعرض لتفسير سورة الفلق : فلله كم من قتيل وكم من سليب وكم من معافى عادى مضني على فراشه يقول طبيبه لا أعلم داءه ما هو ، فصدق ليس هذا الداء من علم الطبائع ، هذا من علم الأرواح وصفاتها وكيفيتها ومعرفة تأثيراتها في الأجسام والطبائع وانفعال الأجسام عنها وهذا علم لا يعرفه إلا خواص الناس والمحجوبون منكرون له أ.هـ.
|
رد: العين والحســـد
شكــــــــ*-*-ـــــراااا جزيلا لك
| خطبتان لأمير المؤمنين
بسم الله الرحمان الرحيم يسرني أن أضع بين يديكم خطبتين لأمير المؤمنين الأولى خاية من الألف والُثانية خالية من النقاط فلا تبخلو علينا بصالح الدعاء |