هذا يتوقف على طبيعة السؤال ، فان تناول السؤال قضية بديهية ، أو مسألة حسابية أو ظاهرة علمية كان له جواب ، أما اذا تناول مسألة فلسفية لن يكون له جواب ( أمثلة عن كل سؤال) إن السؤال في الفلسفة كما يقول الفيلسوف الالماني كارل يسبرس K.JASPERS أهم من الجواب ، و ينبغي على كل جواب أن يتحول الى سؤال جديد.
*السؤال و المشكلة ؟ يرتبط مفهوم المشكلة بمفهوم السؤال أشد ارتباط ، فوراء كل مشكلة سؤال ، مع أنه ليس بالضرورة أن يكون وراء كل سؤال مشكلة بالمعنى الفلسفي !
ما الاشكالية Problematique ؟ هي مشكلات تحولت بحكم ترابطها الى معضلة كبيرة يتسع فيها مجال البحث و يمتد الى مواضيع أخرى ذات صلة ، و لا يمكن تصور حل لها الا في اطار شامل و كلي ، فاذا كانت المشكلة تعني صعوبة الحل ، فان الاشكالية تعني الاحتمال و تعذر الاختيار . فمن مشكلة السعادة ، نجد أنفسنا نبحث في مشكلة الاخلاق و العدالة و الاشكالية تثير الجدل ، لأن كل واحد يتصور الحل من زاوية معينة وبطريقة تختلف عن الآخر ، و كلما احتدم الجدل و الاختلاف ازدادت تعقيدا
هل المال يحقق السعادة ؟ رأي 1- المال يحقق السعادة لأنه يمكن الإنسان من تلبية جميع حاجياته . رأي 2- المال لا يحقق السعادة بل هو مصدر كل شر ، يولد الاستغلال و يفسد الاخلاق . رأي 3- المشكلة ليست في المال و انما في صاحب المال ، فلا بد أن نبحث في الاخلاق قبل المال و هكذا تصبح الاشكالية مفتوحة على كل الاحتمالات ،
السؤال الفلسفي ثلاثة أنواع / سؤال يطرح مشكلة ، و سؤال يطرح إشكالية ، و سؤال يطرح مشكلة و اشكالية ، و هو الأصعب و الاكثر تعقيدا ، حيث تذوب المشكلة في الإشكالية: و أي سؤال فلسفي يولد فينا
ا-الدهشة الفلسفية / أو الحيرة الفكرية ، و هي متولدة من كون السؤال الفلسفي يفاجئ السامع ، فيطرح قضية مألوفة في صورة غير مألوفة ، تتعارض مع معارفنا و خبرتنا و عادتنا و معتقداتنا ، و يهز ثقتنا و ايماننا ، فيتحول اليقين الى شك و ، العلم الى جهل ، و ينتابنا شعور بالاضطراب و القلق ، و ندرك جهلنا بالحقيقة قال سقراط Socrate .( كل ما أعرفه هو أني لا أعرف شيئ)
مثلا / هل الشجاعة تعني عدم الخوف ؟ هل الحرية أن تفعل ما تشاء ؟ ما هي السعادة و ما هي الفضيلة و غيرها .و كلما اشتد الحخيرة ازداد الفضول للكشف عن الانفراج و التخفيف من الجهل ، و الوقوف على طريق الحقيقة يقول كارل يسبرس ‘ يدفعني الاندهاش الى المعرفة ، فيشعرني بجهلي’
ب- الإحراج الفلسفي / هو الشعور بالضيق و انسداد المنافذ ، فتزداد المعاناة و يبقى السؤال عالقا يطلب منا الجواب ، محاورة سقراط و السوفسطائي حول قضية النفس . هل هو ساخن أو بارد ؟
***و الإحراج ناتج كذلك من كون السؤال الفلسفي يتضمن تناقضات و مفارقات رغم أن المسألة واحدة ، فيضعنا أمام رأي و رأي آخر مناقض أو معاكس له ، و أمام هذه المفارقات يسعى العقل الى ادراك العلاقة بينها ، و جمعها في سياق منطقي واحد ، مثل قول سقراط الذي جمع بين متناقضين هما العلم و الجهل ، فبلغ رسالة مفادها أن الجهل هو أساس المعرفة ، و أن الحقيقة لا تدرك بأتمها أبدا
و كان الفيلسوف الالماني هيجل Heggel يستعمل هذه الطريقة الجدلية في بنائ فلسفته ، حيث يأخذ بالقضية و يقابلها بنقيضها ، ثم يركب بينهما و هكذا …ففي مسألة الشجاعة مثلا / نجد رأي يقول أن الشجاعة هي عدم الخوف . لكن هناك من يقول من لا يخاف فهو متهور و عديم الوعي ، و عندما نركب بين الرأيين ندرك العلاقة بينهما فنقول أن الشجاعة لا تتعارض مع الخوف الذي يعبر عن صميم الوعي يقول هيجل ( الفلسفة تبحث في المتناقضات الشاملة التي يغوص فيها وجود الانسان )
***- و ما يسبب الإحراج أيضا هو أن السؤال الفلسفي يطرح القضية في صورة فكرية عالمية و إنسانية تتجاوز ما هو فردي و خاص ، لأننا عندما نتحدث عن الشجاعة أو السعادة أو الاخلاق لا نعني بها بها شجاعة الجندي ، و سعادة الامير ، و أخلاق المصلحين ، و انما نعني بها شجاعة و سعادة وأخلاق كل انسان على وجه المعمورة ، و عليه يتوجب أن تتوفر لدينا رؤية واسعة و تأمل عميق ، و أن يتوجه خطابنا الفلسفي الى العالم حتى و ان حركتنا قضية جزئية أو خاصة .
مشكور يا استاذ
نشكركم على التوضيح الرائع
شكراااااااااااااااااااااااا
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااا
بارك الله فييييييييييييييييك
مشكووور اخي الكريم جزاك الله خيرا
السلام
أخترت لكم من كتاب (( الفلسفة لطلاب البكالوريا )) للأستاذ أوبليل .ح ، هذا المقال
طريقة (الوضع)
أثناء الشروع في تحرير المقال :
1. طرح المشكلة :
أ/ المدخل: إن الكلام عن الفلسفة اليوم يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات العلمية والمخترعات في هذا العصر . فلا حديث إلا عن غزو الفضاء ، والأسلحة النفاثة ، وصناديق النقد الدولي …
ب/ المسار: ومع ذلك، نلاحظ أن الكثير من برامج التعليم في مختلف الدول تهتم بدراستها . وما يزال فلاسفة العصر يؤكدون على ضرورتها…
ج/ السؤال: كيف إذن، – والحالة هذه – يمكننا الدفاع عن القول بضرورة الفلسفة ؟ ما هي البراهين الدالة على صدق هذه الأطروحة ؟ وكيف يمكن الردّ على خصومها ؟
2. محاولة حل المشكلة :
أ) الجزء الأول : عرض الأطروحة :
• منطقها: [الفلسفة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها حتى في حضور كشوفات ومخترعات العلوم المعاصرة] .
• ب – مسلماتها وما تستوجبه من برهنة : يمكن القول أنّ منطق هذه الأطروحة يرتكز حول الفكر، أبعاده، مواضيعه، وتقدّمه :
طالع المزيد من كتاب (( الفلسفة لطلاب البكالوريا ))
ممكن مساعدة ؟؟
مرحبا..
1-في شعبة ع.تج حددوا في العتبة بدرس ‘مقالة فردية’ ماذا يعني ذلك لم أفهم؟؟
2-وحسب أساتذة المادة: ما هي المواضيع المرشحة لهذه الشعبة ؟
من فضلكم***
سلام
المقصود بالمقالة الفردية هي المقالة التي طلب من الطالب انجازها بمفرده ، وهي في التحديد توافق الدرس الرابع والثلاثين 34 وهو على الأرجح درس الشعور بالأنا والشعور بالغير.
أما المواضيع المرشحة فذلك من اختصاص أساتذة المادة .
ساحاول ايجاد ماتريدين
موفقة
هل من ردود
جدلية: هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية
المقدمة:
إذا كانت الرياضيات تدرس المفاهيم المجردة،فإن العلوم الطبيعية تدرس الاشياء الحسية الواقعية أي الظواهر الطبيعية عن طريق المنهج التجريبي،وهو المنهج الذي استخدمته في البداية العلوم التجريبية في المادة الجامدة والذي كان وراء نجاحها و تقدمها وزهذا مايجعل العلوم المبتدئة في الطموح الى هذا الهدف كعلوم المادة الحية "البيولوجيا" تحاول تقليدها في تطبيق المنهج العلمي
الأمر الذي كان موقع خلاف بين الفلاسفة و العلماء فكان البعض منهم يؤمن بإمكانية تطبيق المنهج التجربيي على المادة الحية بنفس الكيفية المطبقة في المادة الجامدة ، و يذهب آخرون إلى عدم إمكانية تطبيقه على المادة الحية لأن لها خصوصياتها التي تمنع ذلك والإشكال الذي يطرح نفسه:هل يمكن فعلا تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية على غرار المادة الجامدة ؟
محاولة حل المشكلة:
أ- الاطروحة :يرى البعض ، أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجرببي على الظواهر الحية بنفس الكيفية التي يتم فيها تطبيقه على المادة الجامدة ، إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات و العوائق ، بعضها يتعلق بطبيعة الموضوع المدروس ذاته و هو المادة الحية ، و بعضها الاخر الى يتعلق بتطبيق خطوات المنج التجريبي عليها
ب- الحجة : و يؤكد ذلك ، أن المادة الحية – مقارنة بالمادة الجامدة – شديدة التعقيد نظرا للخصائص التي تميزها ؛ فالكائنات الحية تتكاثر عن طريق التناسل للمحافظة على النوع و الاستمرار في البقاء . ثم إن المحافظة على توازن الجسم الحي يكون عن طريق التغذية التي تتكون من جميع العناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم . كما يمر الكائن الحي بسلسلة من المراحل التي هي مراحل النمو ، فتكون كل مرحلة هي نتيجة للمرحلة السابقة و سبب للمرحلة اللاحقة هذا ، و تعتبر المادة الحية مادة جامدة أضيفت لها صفة الحياة من خلال الوظيفة التي تؤديها ، فالكائن الحي يقوم بجملة من الوظائف تقوم بها جملة من الاعضاء ، مع تخصص كل عضو بالوظيفة التي تؤديها و اذا اختل العضو تعطلت الوظيفة و لا يمكن لعضو آخر أن يقوم بها . و تتميز الكائنات الحية – ايضا – بـالوحدة العضوية التي تعني ان الجزء تابع للكل و لا يمكن أن يقوم بوظيفته الا في اطار هذا الكل ، و سبب ذلك يعود الى أن جميع الكائنات الحية – باستثناء الفيروسات – تتكون من خلايا، و بشكل عام ، فإن التجريب يؤثر على بنية الجهاز العضوي ، ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة.
و من العوائق كذلك ، عائق التصنيف و التعميم ؛ فإذا كانت الظواهر الجامدة سهلة التصنيف بحيث يمكن التمييز فيها بين ما هو "غازي ،سائل ،وصلب" وبين أصناف الظواهر داخل كل صنف ، فإن التصنيف في المادة الحية يشكل عقبة نظرا لخصوصيات كل كائن حي التي ينفرد بها عن غيره، ومن ثـمّ فإن كل تصنيف يقضي على الفردية ويشوّه طبيعة الموضوع مما يؤثر سلبا على نتائج البحث وهذا بدوره يحول دون تعميم النتائج على جميع افراد الجنس الواحد ، بحيث ان الكائن الحي لا يكون هو هو مع الانواع الاخرى من الكائنات ، ويعود ذلك الى الفردية التي يتمتع بها الكائن الحي فما يبطبق على الفئر في المختبر لا ينطبق على كائن حي آخر فلكل مميزاته و خصائصه التي تميزه عن غيره من الحيوانات يقول لايبينتز لايوجد فردان متشابهان ).
بالاضافة الى الصعوبات المتعلقة بطبيعة الموضوع ، هناك صعوبات تتعلق بالمنهج المطبق و هو المنهج التجريبي بخطواته المعروفة ، و أول عائق يصادفنا على مستوى المنهج هو عائق الملاحظة ؛ فمن شروط الملاحظة العلمية الدقة و الشمولية و متابعة الظاهرة في جميع شروطها و ظروفها و مراحلها ، لكن ذلك يبدو صعبا ومتعذرا في المادة الحية ، فلأنها حية فإنه لا يمكن ملاحظة العضوية ككل نظرا لتشابك و تعقيد و تداخل و تكامل و ترابط الاجزاء العضوية الحية فيما بينها ، مما يحول دون ملاحظتها ملاحظة علمية ، خاصة عند حركتها أو اثناء قيامها بوظيفتها . كما لا يمكن ملاحظة العضو معزولا ، فالملاحظة تكون ناقصة غير شاملة مما يفقدها صفة العلمية ، ثم ان عزل العضو قد يؤدي الى موته ، يقول أحد الفيزيولوجيين الفرنسيين وهو كوفييني : " إن سائر اجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها ، فهي لا تتحرك الا بمقدار ما تتحرك كلها معا ، و الرغبة في فصل جزء منها معناه نقلها من نظام الاحياء الى نظام الاموات"
و دائما على مستوى المنهج ، هناك عائق التجريب الذي يطرح مشاكل كبيرة ؛ فمن المشكلات التي تعترض العالم البيولوجي مشكلة الفرق بين الوسطين الطبيعي و الاصطناعي ؛ فالكائن الحي في المخبر ليس كما هو في حالته الطبيعية ، إذ أن تغير المحيط من وسط طبيعي الى شروط اصطناعية يشوه الكائن الحي و يخلق اضطرابا في العضوية و يفقد التوازن "كالعصفور مثلا في الطبيعة ليس هو نفسه في القفص"فالإضطرابات النفسية التي تصيبه تأثر كثيرا على النتائج المتوصل إليها في التجربة
ومعلوم ان التجريب في المادة الجامدة يقتضي تكرار الظاهرة في المختبر للتأكد من صحة الملاحظات و الفرضيات ، و اذا كان الباحث في ميدان المادة الجامدة يستطيع اصطناع و تكرار الظاهرة وقت ما شاء "كأن نجرب مثلا على معدن من المعادن كالحديد مثلا فنجده يتمدد بالحرارة،فنعيد التجربة مرات و مرات ثم نصل إلى نتيجة عامة مفادها أن الحديد يتمدد بالحرارة و نعمم هدا الحكم على جميع المعادن"، ففي المادة الحية يتعذر تكرار التجربة لأن تكرارها لا يؤدي دائما الى نفس النتيجة ، مثال ذلك ان حقن فأر بـ1سم3 من المصل لا يؤثر فيه في المرة الاولى ، و في الثانية قد يصاب بصدمة عضوية ، و الثالثة تؤدي الى موته ، مما يعني أن نفس الاسباب لا تؤدي الى نفس النتائج في البيولوجيا ، و هو ما يلزم عنه عدم امكانية تطبيق مبدأ الحتمية بصورة صارمة في البيولوجيا ، علما ان التجريب و تكراره يستند الى هذا المبدأ.
ويضاف الى كل هذه الصعاب مجموعة الموانع الدينية والخلقية والقانونية التي تحرم وتمنع التجريب على الأحياء، فهناك العديد من الهيئات الدينية و الإنسانية ترفض إستخدام المنهج التجريبي على المادة الحية ،خصوصا مع ظهور فكرة الإستنساخ،فالإنسان كائن مقدس لايمكن تشبيهه بالمادة الجامدة.
جـ- النقد : لكن هذه مجرد عوائق تاريخية لازمت البيولوجيا عند بداياتها و محاولتها الظهور كعلم يضاهي العلوم المادية الاخرى بعد انفصالها عن الفلسفة ، كما ان هذه العوائق كانت نتيجة لعدم اكتمال بعض العلوم الاخرى التي لها علاقة بالبيولوجيا خاصة علم الكمياء .. و سرعان ما تــمّ تجاوزها.
أ- نقيض الاطروحة : وخلافا لما سبق ، يعتقد البعض أنه يمكن اخضاع المادة الحية الى المنهج التجريبي ، فالمادة الحية كالجامدة من حيث المكونات ، وعليه يمكن تفسيرها بالقوانين الفيزيائية- الكميائية أي يمكن دراستها بنفس الكيفية التي ندرس بها المادة الجامدة، يقول غوبلو ( لاشيء مستحيل في العلم) . ويعود الفضل في ادخال المنهج التجريبي في البيولوجيا الى العالم الفيزيولوجي ( كلود بيرنار ) في كتابه "المدخل الى علم الطب التجريبي" متجاوزا بذلك العوائق المنهجية التي صادفت المادة الحية في تطبيقها للمنهج العلمي حيث يقول:" إن إنكار تحليل الكائنات الحية عن طريق التجربة هو إنكار للمنهج التجريبي و إيقاف للعلم"
ب- الادلة : و ما يثبت ذلك ، أنه مادامت المادة الحية تتكون من نفس عناصر المادة الجامدة كالاوكسجين و الهيدروجين و الكربون و الكالسيوم و الفسفور … فإنه يمكن دراسة المادة الحية تماما مثل المادة الجامدة هذا على مستوى طبيعة الموضوع.
أما على مستوى المنهج فقد صار من الممكن القيام بالملاحظة الدقيقة على العضوية دون الحاجة الى فصل الاعضاء عن بعضها ، أي ملاحظة العضوية وهي تقوم بوظيفتها ، و ذلك بفضل ابتكار وسائل الملاحظة كالمجهر الالكتروني و الأشعة و المنظار، بالاضافة الى اكتشاف الكثير من العلوم المساعدة للبيولوجيا مثل : علم الوراثة ،علم التشريح ،علم الخلية.
كما أصبح على مستوى التجريب القيام بالتجربة دون الحاجة الى ابطال وظيفة العضو أو فصله ، و حتى و إن تــمّ فصل العضو الحي فيمكن بقائه حيا مدة من الزمن بعد وضعه في محاليل كميائية خاصة وخير دليل على ذلك التطور الكبير الذي عرفه مجال الطب من خلال زراعة الأعضاء "كزراعة القلب،الكلى،الكبد،…".وتجارب التهديم و التي تقوم على قطع العضو و استئصاله قصد التعرف على وظيفته و تأثيره على بقية الأعضاء "كقطع الأعصاب مثلا"
وماتاريخ العلم إلا دليل على أنه من الممكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية من خلال التجارب التي قام بها كلود برنار حول بول الأرانب حيث بين بأن المادة الحية تخضع لمبدأ الحتمية كالظواهر الجامدة و بالتالي يمكن دراستها دراسة تجريبية و تفسيرها تفسيرا سببيا للوصول الى القوانين التي تتحكم فيها:" جميع الحيوانات الآكلة العشب إذا ما فرغت بطونها تغذت على المواد المدخرة في أجسامها وهي عبارة عن بروتينات" و كذلك التجارب التي قام بها مندل حول نبات البازلاء و التي أدت إلى ظهور علم الوراثة الذي وصل إلى أعلى درجات العلم ،و الشيء نفسه في الأبحاث التي قام بها باستور بإكتشاف داء الكلب و الجمرة الخبيثة التي كانت تصيب الماشية ،وكذا التفنيد التجريبي لفكرة النشوء العفوي للجراثيم.
بالإضافة إلى كل هذا تطور الوعي الإنساني عموما الذي سمح بالتشريح والتجريب في البيولوجيا إلى الحد الذي جعل بعض الأفراد يهبون أجسامهم و أعضائهم بعد وفاتهم لمراكز البحث العلمي للتجريب عليها بل و الإستفادة منها إذا أمكن ذلك.
جـ- النقد : ولكن لو كانت المادة الحية كالجامدة لأمكن دراستها دراسة علمية على غرار المادة الجامدة ، غير ان ذلك تصادفه جملة من العوائق و الصعوبات تكشف عن الطبيعة المعقدة للمادة الحية . كما انه اذا كانت الظواهر الجامدة تفسر تفسيرا حتميا و آليا ، فإن للغائية إعتبار و أهمية في فهم وتفسير المادة الحية ، مع ما تحمله الغائية من اعتبارات ميتافيزيقية قد لا تكون للمعرفة العلمية علاقة بها. .
التركيب : و بذلك يمكن القول أن المادة الحية يمكن دراستها دراسة علمية ، لكن مع مراعاة طبيعتها وخصوصياتها التي تختلف عن طبيعة المادة الجامدة ، بحيث يمكن للبيولوجيا ان تستعير المنهج التجريبي من العلوم المادية الاخرى مع الاحتفاظ بطبيعتها الخاصة كما يذهب عليه أستاذ علم الوراثة الفرنسي فرنسوا جاكوب الذي يرى بأن المادة الحية تخضع للتجريب كما هو الشأن في المادة الجامدة و لكن هذا مع مراعاة خصوصياتها .
وحسب رأيي الشخصي فإن الظواهر الحية قابلة للمنهج التجريبي إذا تمكنا من معرفة طبيعة هذه الظواهر و خصائصها،والقوانين التي تحكمها و ما يظهر من عوائق من حين لآخر في ميدان البحث،فهذا لا يعود إلى الظاهرة،بل يرتد إلى قصور و سائل البحث.
الخاتمة:
وهكذا يتضح ان المشكل المطروح في ميدان البيولوجيا على مستوى المنهج خاصة ، يعود اساسا الى طبيعة الموضوع المدروس و هو الظاهرة الحية ، والى كون البيولوجيا علم حديث العهد بالدراسات العلمية ، و يمكنه تجاوز تلك العقبات التي تعترضه تدريجياوعليه فالتجريب في البيولوجيا أمر ممكن و واقع و لكنه محدود مقارنة بالعلوم الفيزيائية و الكيميائية بالطبيعة المعقدة للكائنات الحية و الإعتبارت الأخلاقية و العقائدية و الإديويولوجية.
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
أخترت لكم من كتاب الفلسفة لطلاب البكالوريا ، للأستاذ أوبليل
1. طرح المشكلة:
أ/ المدخل: إذا كان الاستقراءالعلمي أو التجريبي ينصبُّ من جهة، على الكشف عن الظواهر ومعرفة أسبابها القريبة وصياغتها في قوانيــن، فإنّه من جهة أخرى، ينتقل فيه العالم من ملاحظة بعض العيّنات من الظاهرة الطبيعية إلى تعميم القوانين التي تحدّد صورتها وما يضمن مشروعية الانتقال من أحكام جزئية إلى أحكام كلِّية هو مبدأ الحتمية الذي ينص على أنّ الكون يخضع لنظام ثابت وعام . ومعنى ذلك، أن مبدأ الحتمية مبدأ مطلق يشمل جميع الظواهر الكونية، وهو ما قام يدافع عنه أنصار النظرية الميكانيكية التقليدية ..
ب/ المسار: غير أن التقدم العلمي الهائل والذي مكن العلماء من اقتحام عالم الذرة، وما انتهى إليه البحث العلمي في مجال الميكروفيزياء من نتائج، جعل الكثير من الفلاسفة والعلماء المعاصرين يراجعون حساباتهم ويعيدون النظر في مفهوم مبدأ الحتمية، بل أنَّ الأمرَ بلغ درجة رفض البعض لهذا المبدأ. والقول بمبدأ مخالف له وهو مبدأ اللاحمية .
ج/ السؤال: والحالة هذه، هل يمكن الجزم بأنّ مبدأ الحتمية مبدأ مطلق يقتضيه الاستقراء العلمي وضروري لتأسيس العلم ؟
2. محاولة حلّ المشكلة:
أ/ القضية: النظرية الميكانيكية التقليدية
1- منطقها: [ مبدأ الحتمية مطلق يقتضيه الاستقراء العلمي وضروري لتأسيس العلم ].
2- مسلماتها وما تستوجبه من قوانين:
ظل الكلاسيكيون ([1]) وإلى غاية مطلع القرن العشرين يعتقدون جازمين بأنَّ مبدأ الحتمية كوني، أي أنّه مطلق وعام باعتبار أن الظواهر جميعها سواء تلك المتعلّقة بالمادة الجامدة أو المادة الحية أو الظواهر الإنسانية تخضع لنظام ثابت لا يقبل الاستثناء أو الاحتمال أو الصدفة. والعلم في نظر هؤلاء يقوم أساساً على مبدأ الحتمية، وفي هذا يقول كلود بيرنار: « لابد من التسليم كبديهية تجريبية (= مبدأ الحتمية) ، بأنّ وجود كلّ ظاهرة […] هي محدّدة تحديدا مطلقا . وما إنكار هذه القضيّة سوى إنكار للعِلم ذاته » .
وما يؤكد هذه الحقيقة ما وصل إليه العالم ((نيوتن)) من نتائج علمية دقيقة تتعلق بظاهرة السقوط الحرّ . لقد استطاع ((نيوتن)) بفضل دراسته لهذه الظاهرة أن يؤسس نظريته المشهورة في (الجاذبية)، وهي الأساس الذي أشيد عليه الميكانيك الكلاسيكي .
لقد نظر أصحاب النظرية الميكانيكية التقليدية إلى الطبيعة بما في ذلك الإنسان نظرة آلية ميكانيكية، فاعتبروا الطبيعة آلة وظواهرها الجامدة أو الحية أجزاؤها، وهي تعمل متفاعلة تفاعلا ميكانيكيا تمليه ضرورة عمياء مجهولة المصير. ومعنى ذلك، أن الظواهر يتحتَّم وقوعها متى توفرت أسبابها، فالظواهر مهما كانت متناهية في الكبر أو الصغر تسير بموجب قوانين ثابتة وصارمة . وعلى هذا الأساس يستطيع العلم توقع الظواهر قبل وقوعها والتنبؤ بها . وفي هذا الصدد يقول ((لابلاس)) : « لو أنّ عقلا عرف في لحظة ما جميع القوى الموجودة في الطبيعة، وعرف أحوال جميع الكائنات التي تتألف منها، وكان قويا إلى درجة أن يُخضِعَ جميع هذه المعطيات للتحليل، لأستطاع أن يحيط في صيغة واحدة بحركات أكبر الأجسام في الكون وبحركات أخف الذرات. فلا يرتاب في أي شيء . ويكون المستقبل والحاضر ماثلين أمام عينيه ([2]) » .
النتيجة: إذن، مبدأ الحتمية كوني والطبيعة تخضع لنظام ثابت وعام أي قوانين صارمة وثابت، والإيمان بالحتمية يبرِّرُ مشروعيةَ الاستقراءِ ويؤسسُ العلمَ .
ولكن، هل يمكن قبول هذا الطرح الذي تصور العَالَمَ كما لو كان آلةً ضخمة؟
طالع المزيد من كتاب الفلسفة لطلاب البكالوريا ، للأستاذ أوبليل
[1] – أنصار النظرية الميكانيكية التقليدية (هنري بوانكاريه ؛ كلود بيرنار؛ ب.س لابلاس ..)
[2] – منقول عن كتاب (الوجيز في الفلسفة)، ص: 279 ، محمود يعقوبي، المعهد الوطني التربوي، الجزائر (1984-1985) .
توقعتها الأستاذه كذلك // مشكوووور
* الرياضيات الكلاسيكية (الهندسة الاقليدية) التي تقوم على المكان الحسي وهو مستوي درجة انحنائه 0
وتنسب الى العالم الرياضي إقليدس Euclide (306 ق-م 283 ق-م) وضع هذا الأخير ثلاثة مبادئ أساسية ومتميزة حيث لا يستقيم الاستدلال الرياضي ولا يصح بدونها وهي :
ا- البديهيات Axiomes أو الأوليات وهي قضايا بسيطة واضحة بذاتها تفرض نفسها على جميع العقول من غير برهان يعرفها إقليدس (البديهية هي القضية التي يبرهن بها لا عليها ) فهي قبلية وعامة ومطلقة مثل الكل أكبر من جزئه ،المساويان لثالث متساويان المثلث له ثلاثة أضلاع ..الخ مميزاتها فالبديهيات فطرية سابقة عن التجربة غير مكتسبة عامة لا تختص بعلم معين
ب- المسلمات Postulats وهي قضايا خاصة و أكثر تعقيدا استنتجها العقل وحولها الى مبادئ يعتمد عليها أثناء الاستدلال الرياضي ،مثل مسلمات إقليدس التالية – مجموع زوايا المثلث قائمتين180° – من نقطة خارج المستقيم يمر موازي واحد للخط الأصلي – المتوازيان لا يلتقيان مهما امتدا .الخط المستقيم هو أقصر الطرق بين نقطتين والمسلمات يمكن ان تتغير من برهان إلى آخر بخلاف البديهيات
ج- التعريفات Définitions التعريف هو توضيح معنى الشيء وإزالة الإبهام عنه حتى يصبح مفهوما عند من يجهل معناه – فالنقطة هي ما ليس له أبعاد- المستقيم ما له طول دون عرض ..المثلث شكل هندسي يتكون من ثلاثة أضلاع و ثلاثة زوايا.
إذن الرياضيات الكلاسيكية كما يتضح تميز بين البديهيات والمسلمات ، ونتائجها يقينية مطلقة ،وهذه
مناقشة/ لقد اعتقد إقليدس إن المكان مستوى وعلى أساس هذا الاعتقاد بنى نسقه الرياضي لكن الواقع يؤكد أن المكان كروي بحسب الكرة الأرضية هذا ما دفع بالبعض إلى التراجع عن مبادئ الرياضيات الكلاسيكية وظهرت ما يسمى بالرياضيات المعاصرة ، إضافة الى تراجعهم عن الحقيقة المطلقة وحلت محلها الحقيقة النسبية
*الرياضيات المعاصرة (الهندسة اللااقليدية)
يرى المعاصرون انه ليس من الضروري أن يقوم البرهان الرياضي على المكان الحسي ، وانما على تصور عقلي مجرد بحيث فيمكن للرياضي أن يفترض مقدمات ويستنتج منها قضايا لازمة عنها بالضرورة ، يسميها بوان كاري Poincaré بالمواضعات بشرط ان يخلو الاستدلال من التناقض ، فالصدق يقوم على الصلاحية المنطقية ، لا على الواقع و كل ذلك يندرج فيما يسمى بالنسق الأكسيومي Axiomatique . وكمثال عن الأنساق :
ا- هندسة لوباتشوفسكي Lobatchevski ( 1793- 1856) المكان مقعر Courbet درجة انحنائه اقل من 0 فاستنتج النسق التالي – من نقطة خارج المستقيم يمر عدد لانهائي من الخطوط الموازية للخط الأصلي – مجموع زوايا المثلث أقل من قائمتين 180°
ب- هندسة ريمـــــــان Reyman(1826 – 1866 )المكان كروي درجة انحنائه أكبرمن0 ، فاستنتج انه من نقطة خارج المستقيم لا يمر أي خط موازي للخط الأصلي – مجوع زوايا المثلث يساوي أكثر من قائمتين 108°
ان الرياضيات المعاصرة لا تميز بين البديهيات والمسلمات و التعريفات ،فهي شيئ واحد داخل النسق لأن الذي يهم الرياضي هو سلامة التحليل وخلوه من التناقض و أن تكون النتائج متطابقة مع المقدمات .و يرى المعاصرون أنه لا يوجد صدق مطلق بما فيه بديهيات إقليدس ، فما هو واضح كما يرى روبير بلانشي R.Blanchet لا يعني انه صحيح فيمكن للكل ان يساوي جزئه . لو أخذنا مجموعة الأعداد الطبيعية 1.2.3.4.5.6.7.8.9……+& ونأخذ جزء منها الأعداد الزوجية 2.4.6.8…….+& نلاحظ ان المجموعتين متساويتين في (&) ولا تكون الأولى اكبر الا إذا حددنا المجموعتين .
مناقشة/ التعديل الذي ادخل سمح بتطور الرياضيات وغزوها لجميع العلوم ،كما أصبحت تتميز بالصرامة المنطقية وتعدد العلاقات و الإبداع في طرق البرهنة غير ان رفض البديهيات ترتبت عليه أزمة حادة في الرياضيات عرفت بأزمة اليقين الرياضي كما نتائجها لا تنطبق مع الواقع الحسي المحدود هذا ما يعطي الاولوية للهندسة الاقليدية في المجال العملي
الخلاصة كل نسق يصح في مجاله ، -النسق الاقليدي صحيح في المستوي ، و نسق ريمان في الكروي ونسق لوباتشوفسكي في المقعر – وبالتالي فان تتعدد الأنساق في المنهج الرياضي لا يقلل من دقته لذلك تبقى الحقيقة الرياضية مثالا قويا في الدقة و الصرامة المنطقية واليقين ،فهي تعبر بالفعل أن أرقى مستويات التفكيــــــــــر
مشكور أستاذ فيصل على كل ما تقدمه للمنتدى و للطلبة من إفادات
بارك الله فيك و جزاك عنا خير الجزاء و جعله في ميزان حسناتك
نرجو أن لا تبخل علينا بكل قيم و مفيد
بـــــــــــــــــــارك الله فـــــــــــــــيك
شكررررررررررررررررررررررررا
إلى كلّ من يحب أمه
السلام
إلى كلّ إنسان رجلا كان أو إمرأة أن يفتح الملف ويقرأ محتواه
لدي سؤال حول المقالة الجدلية في جزئها الثالث
كيف نبين بأننا بصدد التركيب أو التجاوز أو التغليب
فمثلا إذا كنا بصدد التركيب نقول ك إن هذه الانتقادات الموجهة الى الموقفين السابقين هي التي أدت الى ظهور موقف آخر وهو الموقف التركيبي الذي يرى أصحابه أن ……….
فماذا عن التجاوز والتغليب ؟
أحتاج إلى مساعدتكم ولن أنساكم بدعائي في ظهر الغيب
أرجووووووووووووووووكم
pleaaaaaaaaaaaaaaaaaaase
s’il vous plaiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiit
الله يجيب خووووويا
la yochar ll3onwane inama taktebi anti mabihawzatik min araa walmosahih yafeham in kana tarkibe am tarlhbe am tajawoze
tarkibe ya3ni jam3 elmawkifayne ma3an ama tarlibe fanakhod ahadahoma ama tajawoz fanati braa thalthe morayer
مقالات فلسفية
من هنا مقالات فلسفية
ان شاء الله تستفادوا منهم وربي ينجحنا كاملين.
شكراااااااااااااااااااااااااااااااا لك
وجزاك الله كل خير
شكرا اختي وربي يحفظك
العفو مشكورين على الردود.
شكرااااااااااااااااااااااااااا
جزاك الله ـــ