التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

تحليل نص

تحليل نص …………


الونشريس

النص
(لنفرض ان النفس في البداية صفحة بيضاء خالية من اي حرف . وليس بها اي فكرة مهما كانت هذه الفكرة. فكيف
نتوصل الى الحصول على الافكار؟ .ومم نسبقي كل هذه المواد التي هي بمثابة الاساس لجميع معارفناظ؟
اني اجيب على ذلك باختصار .من التجربة.هذا هو الاساس لجميع معارفنا. ومنه نستمد اصلها الاول .
فملاحظتنا للاشياء الخارجية المحسوسة او العمليات الباطنية التي تجري داخل انفسنا. والتي ندركها
ونتامل فيها بانفسنا تمد ذهننا بجميع مواد التفكير . هذتان المصدران اللذان نتبع منهما الافكار
التي لدينا ةالتي يمكن ان نحصل عليها يصفة طبيعية)
جون لوك
تحليل النص
المقدمة:وضع النص في اطار الفلسفي
يندرج هذا النص في اطار فلسفة المعرفة ويعالج بالخصوص مشكلة مصدر المعلرفة والافكار وهي قضية اثارة
جدلا كبيرا بين المذاهب الفلسفية الكبرى وخاصة الموقف العقلاني الذي يعتبر المعرفة مصدرها العقل وهي فطرية عند الانسان يستنتجها من مبادئه وقوانينه غير ان الموقف الحسي رفض هذا التصور وتبنى رئيا مغايرا والذي تجلى في هذا النص عند جون لوك …فيلسوف بريطاني (1632=1704) مؤسس النزعة التجريبية .وهو في هذا النص يتسائل كالتالي:
ماهو الكصدر الاساسي لافكارنا؟ وهل المعرفة فطرية ام مكتسبة؟
التحليل:
ا)موقف جون لوك: يرى جون لوك بان المعرفة مكتسبة من التجربة ولا وجود لمعرفة فطلرية فالعقل يولد صفحة بيضاء خالية من اي فكرة
ب) الحجة والبرهان:
برر لوك موقفه بحجج واقعية مفادها ان المعرفة عبارة عن افكار عن الموضوعات الخارجية التي نلاحظها ونحي بها
البناء المنطقي للحجة :
مقدمة كبرى :اذا كانت الموضوعات تلاحظ فان المعرفة مصدرها تجريبي
مقدنة صغرى :ولكن الموضوعات تلاحظ
النتيجة:اذن الموضوعات مصدرها تجريبي
ج)النقد والمناقشة
صديد ما اكده جون لوك ان الملاحظة الحسية تساعدنا على اكتساب المعرغة لكن لو كانت المعرفة تتوقف على ملاحظة
الموضوعات لكانت واحدة لدى جميع الناس . ولما وجدو صعوبة في فهم الظواهرالطبيعية ولكن الامر يتطلب تدخل العقل والاستعانة بتصوراته واستنتاجاته وكيف نفسر المبادئ النطقية والرياضية و الغيبية اذا كنا نرجع المعرفة الى التجربة فقط وعيه فهذا الموقف ناقص لانه ينكر دور العقل في المعرفة وبالتالي يتجاهل الفرق بين الانسان والكائنات الاخرى
الخاتمة:
اذن نستنتج من خلال التحليل ان المعرفة لا تصدر كلية من التجربة فقط وانما يتدخل العقل في بنائها وانشائها كما هو الحال في المعرفة العلمية.




رد: تحليل نص …………

شكرا مواضيعك في القمة
ننتظر منك المزيد حنونة

الونشريسالونشريس




رد: تحليل نص …………

حاولي تقديم الاحسن




رد: تحليل نص …………

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخيميائي
حاولي تقديم الاحسن

ارجو ان تطلع على المقالات الجديدة التي كتبتها




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالات فلسفية لطلاب البكالوريا

مقالات فلسفية لطلاب البكالوريا


الونشريس

إلى الطلبة المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا 2022
مجموعة من المقالات الفلسفية

مقالة فلسفية حول الدولة و الأمة
مقالة فلسفية حول قيمة الرياضيات
مقالة فلسفية حول الطبيعة و الثقافة : هل ثقافة الإنسان تنسجم مع طبيعته دائما؟
مقالة فلسفية حول الشعور و اللاشعور : هل يشكل الشعور مجمل الحياة النفسية عند الإنسان ؟
مقالة فلسفية حول الشخصية و الطبع

التحميل من الملفات المرفقة



الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الدولة و الأمة.doc‏  131.0 كيلوبايت المشاهدات 335


رد: مقالات فلسفية لطلاب البكالوريا

شكرا على الموضوع


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الدولة و الأمة.doc‏  131.0 كيلوبايت المشاهدات 335


رد: مقالات فلسفية لطلاب البكالوريا

هذم مقالات نظام قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــديــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الدولة و الأمة.doc‏  131.0 كيلوبايت المشاهدات 335


التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالة في طبيعة الذاكرة

مقالة في طبيعة الذاكرة


الونشريس

السلام
أخترت لكم من كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج )) هذا، المقال في طبيعة الذاكرة .

المشكلة الرابعة: في الذاكرة والخيال
" إذا كنا لا نستغني عن العالم الخارجي في نشاطاتنا الذهنية ، فإننا في استحضار ذكرياتنا وتحريك خيالاتنا ، نبني ونبدع ؛ ولكن لماذا لا يسعنا في بنائنا أو إبداعنا ، إعادة معطيات الماضي ولا مدركات الحاضر كما هي ؟ "

المـوضـوع: إذا كنت أمام موقفين متناقضين، يقول أولهما:« إن الذاكرة وظيفة بيولوجية »، ويقول ثانيهما: « إن الذاكرة وظيفة نفسية »، مع العلم أن كليهما صحيح في سياقه، ويدفعك القرار إلى أن تفصل في الأمر فتفسر طبيعة الذاكرة، فما عساك أن تصنع ؟

أولا : قبل الشروع في تحرير المقال:
1/ تحديد معاني الكلمات المفتاحية:
***61514; النقيضان: لا يجتمعان، وهما لا يصدقان معا ولا يكذبان معا .
***61514; الذاكرة: هي وظيفة عقلية عليا وعملية نفسية يتم بموجبها استعادة معلومات تم اكتسابها من قبل.
***61514; وظيفة بيولوجية : وهي عبارة تشير إلى النزعة المادية التي تفسيرها وظيفة الذاكرة تفسيرا ماديا.
***61514; وظيفة نفسية : وهي عبارة تشير إلى النزعة المادية التي تفسيرها وظيفة الذاكرة تفسيرا ماديا .
***61514; كلاهما صحيح في سياقه: أو نسقه وهو ما يسمى في المنطق بالمحافظة على البناء المنطقي للنسق ، فالأطروحة الفلسفية تكون صحيحة في حدود سياقها أو نسقها إذا وفقط إذا، كانت النتائج فيها منسجمة منطقيا مع منطلقاتها أو مسلماتها .
2/ فهم السؤال: إن الموضوع يطرح إشكالية تتعلق بطبيعة الذاكرة، أكانت الذاكرة وظيفة بيولوجية أو نفسية ؟ أين نحتفظ بذكرياتنا ؟ وكيف نسترجعها ؟
إن هذه الإشكالية عرفت جدلا أثارته بشكل بارز النزعة المادية ((يبو)) والنزعة النفسية ((برغسون)) وكذا، النزعة الاجتماعية ((هالفاكس )).
3/ تحديد المطلوب: عرض الأطروحة المادية وكذا، الأطروحة النفسية، وإبراز التناقض القائم بينهما ومحاولة تجاوزه والسعي إلى حل المشكلة .
4/ تحديد طريقة المعالجة: إن طبيعة الموضوع تقتضي استعمال الطريقة الجدلية.
طالع المزيد بالرجوع إلى كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج ))




رد: مقالة في طبيعة الذاكرة

شكرا جزيلا على هذه المقالة وعلى بذل هذا المجهود




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالات في مادة الفلسفة

مقالات في مادة الفلسفة


الونشريس


الطريقة:جدلية الدرس: الطبيعة والثقافة.
الإشكالية: هل الثقافة ما يضيفه الإنسان إلى الطبيعة أم هي ما يقابلها به؟.
نشأ الفرد في أحضان الطبيعة وخضع لمؤثراتها وقوانين التطور الطبيعي وتكيف مع شتى المؤثرات الطبيعية مثل بقية الكائنات الحية ولأن الوجود الإنساني قائم في أساسه على الجدلية بين الثقافة والطبيعة, والإنسان بحكم طبيعته مطالب بتحقيق وجوده من خلال تأثيره على محيطه وهكذا عندما يقذف بالفرد في الجماعة فانه يأخذ في اكتساب ألوان من التصرفات المختلفة بحيث أنه يتصل بالثقافة وتراثها ومن هنا يتبادر إلى أذهاننا الإشكال التالي:هل هذا الاتصال هو عبارة عن أشياء يضيفها الإنسان إلى الطبيعة أم يقابلها به ؟
يرى أنصار الاتجاه الذي ينادي بالإضافة أن الطبيعة ليست الحياة البيولوجية ولا الفيزيولوجية التي يولد عليها الفرد فحسب بل أيضا البيئة الفيزيائية التي يستقر فيها المجتمع، إن الثقافة متعددة المفهوم, فهي في اللغة الفرنسية تعني العناية بالأرض أي بفلاحتها وزراعتها ويفهم من هذا أن الأرض من غير ما يضاف إليها من نشاط إنساني لا تنتج شيئا يستجيب لمطالب الإنسان، فالثقافة إذا هي ما يضاف إلى الطبيعة الجغرافية من نباتات أو أنها تتمثل في منتجات الأرض, وإذا نظرنا نظرة الانثروبلوجيين قلنا بان الثقافة ما تنطوي عليه من لغة وتقنية ومؤسسات اجتماعية كثيرة تبقى مدة طويلة بعد موت الأفراد الذين أنتجوها وفي هذا السياق يقول جوزيف فغتر أن الأفراد يذهبون ويجيئون ولكن الثقافة تبقى مستقرة) وكأن الثقافة كل مستقل بذاته له كيانه وقيمته باعتبار أنها (صفة الكائنات الإنسانية مهما كان المكان الذي يحيون فيه أو أسلوبهم في الحياة ) على حد تعبير هوسكو فيتز، فالفرد زاد على البقعة الجغرافية أشياء يسميها بعضهم بالبيـــئة الاصطناعية وهي التي عملت على تخليده انه خالد في الطبيعة بانتاجاته الفنية ومؤلفاته الأدبية والعلمية ومعتقداته الدينية، إلا أن الثقافة تفقد معناها بانعدام الجنس البشري ونجد مارغريت مد إحدى الأنثروبيولوجيات في أمريكا ترى أن الثقافة عبارة عن (استجابة الإنسان لإشباع حاجاته الأساسية فهي عبارة عن الوسائل التي يلجأ إليها الإنسان ليعيش معيشة مريحة في العالم) إذا فالثقافة تسمح للمكتسب بالتلاؤم مع الوسط الطبيعي وتبقى جزءا أساسيا من الحياة الإنسانية.
إن هذا الرأي رغم كل الحجج والأدلة لم يصمد للنقد لأن الواقع يشهد أن الإنسان لم يترك زمام مصيره للطبيعة بل أراد أن تكون له اليد الطولى في تقرير مصيره واستطاع بذلك الخروج من دور التاريخ الطبيعي إلى دور التاريخ الحضاري.
وعلى عكس الرأي السابق نجد أنصار الاتجاه المنادي بالتضاد بحيث يرون أن الإنسان ما كان ليوجد ذلك الصرح الثقافي إلا من اجل التكيف مع البقعة الجغرافية ومن مظاهر
التكيف الدفاع ضد العوامل الفيزيائية القاسية من برودة وحرارة وجبال وبحار, وكذلك خرق ستار الألغاز الطبيعية وتجاوزها.
إن تطور العلوم وظهور الأديان أعطت السيطرة للإنسان فتطور الفرد ثقافيا واجتماعيا جعله ينفصل شيئا فشيئا من آثار البيئة فهو يحاول دائما ابتداع الكثير من الوسائل التي تمكنه من مغالبة سيطرتها ضمانا لبقائه واستقرارا لحياته وقد استطاعت المجتمعات أن تقهر الطبيعة وتذلل صعوباتها فشقت الأنفاق وجففت البحيرات وعمرت الصحاري وغيرت مجاري الأنهار, وكذلك نجد أن الثقافة تغير الكثير من ميولنا الفطرية وتعدل اتجاهاتنا حتى تتمشى في وفاق مع المجتمع ذلك لان معظم الصفات الطبيعية توجد عند الطفل في شكل قدرات كامنة والبيئة الثقافية هي التي تنميها وتغذيها وقد أمكن لحد كبير التدخل في عامل الوراثة وإخضاعه للرقابة الاجتماعية بفضل ما توفره الثقافة من شروط وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الثقافة تقف في وجه الخصائص البيولوجية الفيزيولوجية كمراقب صارم كأنها تنافس الطبيعة ويجدر بنا إذا أن نقابل الثقافة بالطبيعة وذلك من خلال المنجزات الايجابية التي حققها الإنسان فقد كان اقل من الطبيعة فأصبح أعظم منها, لا يعنيه غضبها ولا رضاها لقد أنقذه الدين من الخوف والعجز العقلي كما أن الفن ساعده على الانفلات من الواقع بفضل الخيال من اجل الترويج على النفس وتسليتها.
هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد لأنه لا يمكن نفي الرأي الأول بالإضافة إلى ذلك نجد آن العلاقة تارة في صورة إضافة, وتارة أخرى في صورة مقاومة.
انه من العسير علينا الوقوف على الحد الفاصل بين الثقافة والطبيعة فالتباين الذي يخيل لنا انه موجود بينهما ليس بالتباين المطلق لأن القوانين التي تسيطر على نمو الحياة الطبيعية هي نفسها التي تسيطر على تكوين الحياة الثقافية.
وخلاصة القول يمكننا أن نقول أن الثقافة تبدو علاقتها بالطبيعة تارة في صورة إضافة وتارة أخرى في صورة تضاد وصراع غير انه لا يجب علينا أن نقابل الثقافة بالطبيعة مقابلة مطلقة لأنهما كل متكامل ومتشابك يستعصي التمييز فيه بين الفطري من جهة والمكتسب من جهة أخرى.
قال البروفيسور شاربل عميد كلية الحقوق في جامعة فيينا:<<إن البشرية لتفخر بانتساب محمد إليها ذلك الأمي الذي استطاع أن يأتي بشريعة سنكون نحن الأوربيون اسعد ما نكون, لو وصلنا إلى قمتها بعد ألفي عام >>
يقول مالك بن نبي في كتابه (مشكلة الثقافة):<< الثقافة هي ذلك الدم في جسم المجتمع يغذي حضارته و يحمل أفكاره (الصفوة)كما يحمل أفكار(العامة)و كل من هذه الأفكار منسجم في سائل واحد من الاستعدادات المتشابهة والاتجاهات الموحدة والأذواق المتناسبة>>




رد: مقالات في مادة الفلسفة

الونشريس
الونشريس




رد: مقالات في مادة الفلسفة

شكراااااااااا على مرورك الكريم

تحياتي




رد: مقالات في مادة الفلسفة

بارك الله فيك




رد: مقالات في مادة الفلسفة

بارك الله فيك




رد: مقالات في مادة الفلسفة

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hizia
شكراااااااااا على مرورك الكريم

تحياتي

مزيد من التالق




رد: مقالات في مادة الفلسفة

شكرا بارك الله فيك




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالات فلسفية حول إشكالية السؤال بين المشكلة والإشكالية سنة ثانية آداب وفلسفة

مقالات فلسفية حول إشكالية السؤال بين المشكلة والإشكالية سنة ثانية آداب وفلسفة


الونشريس


السلام عليكم و رجمة الله تعالى و بركاته

اليكم في الرابط التالي مقالات فلسفية حول إشكالية السؤال بين المشكلة والإشكالية سنة ثانية آداب وفلسفة اتمنى ان تستفيدوا منه

http://www.ouarsenis.com/up//view.php?file=610a75c890

لا تبخلوا علينا بصالح الدعاء




رد: مقالات فلسفية حول إشكالية السؤال بين المشكلة والإشكالية سنة ثانية آداب وفلسفة

ربي يجعلها ميزان حسناتك




رد: مقالات فلسفية حول إشكالية السؤال بين المشكلة والإشكالية سنة ثانية آداب وفلسفة

شكرا جزيلا وبارك الله فيكم وجعلكم ذخرا للعلم




رد: مقالات فلسفية حول إشكالية السؤال بين المشكلة والإشكالية سنة ثانية آداب وفلسفة

شكرا عل المجهودات المبدولة يعطيك الصحة ننتظر الجديد




رد: مقالات فلسفية حول إشكالية السؤال بين المشكلة والإشكالية سنة ثانية آداب وفلسفة

رحم الله والديك و جعل مثواك الجنة.




رد: مقالات فلسفية حول إشكالية السؤال بين المشكلة والإشكالية سنة ثانية آداب وفلسفة

شكرا لك جزاك الله خيرا




رد: مقالات فلسفية حول إشكالية السؤال بين المشكلة والإشكالية سنة ثانية آداب وفلسفة

ربي يجعلها ميزان حسناتك




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

هل القيمة الخلقية من حيث طبيعتها ، مطلقة أم نسبية ؟

هل القيمة الخلقية من حيث طبيعتها ، مطلقة أم نسبية ؟


الونشريس

هل القيمة الخلقية من حيث طبيعتها ، مطلقة أم نسبية ؟

*طريقة آلچدل*
مقدمة طرح آلمشگلة:
آلمقدمة:خلق آلله آلگآئنآت آلحية،وميزهآ پقدرآت لتتأقلم مع محيطهآ
آلخآرچي.ولآنسآن يتميز عن غيره من آلگآئنآت پمچموعة من آلصفآت آلتي تصدر
عنه،على شگل سلوگآت تحمل قيمة في ذآتهآ تسمى پآلقيمة آلخلقية وآلتي هي
عپآرة عن سلوگآت خيرة وشريرة صآدرة عن آلآنسآن.وحول طپيعتهآ وقع چدآل في
آلآوسآط آلفلسفية،فهنآگ من يرى ويعتقد آن لهآ طپيعة مطلقة وثآپتة وهنآگ
آلپعض آلآخر يرى ويعتقد آنهآ نسپية و متغيرة،فهل آلقيمة آلخلقية مطلقة آو
نسپية؟
محآولةحل آلمشگلة
آلموقف آلآول:يرى پعض آلمفگرين وآلفلآسفة
آن آلقيمة آلخلقية مطلقة وثآپتة،وذلگ پآعتپآر آنهآ تقوم على آسآس مپدء
آلثوآپت وآلمطلقية ،وهذآ مآ آگذه آنصآر آلموقف آلديني پآعتپآر آن آلدين
چمآة من آلعقآئد وآلشرآئع آلإلزآمية وآلمقدسة وهو آلآعتقآد آلعآطفي پوچود
مپدآ آعلى يتحگم في گل آلمخلوقآت ،ويعرف آيضآ پأنه* وضع آلآهي يرشد آلى
آلحق في آلآعتقآدآت وآلخير في آلسلوگ * ولهذآ نچد آلآسلآم عقيدة وشريعة
تدعو آلى آلآخلآق و آلخير لقوله تعآلى:"ولتگن منگم آمة تدعون آلى آلخير
ويأمرون پآلمعروف وينهون عن آلمنگر وآولآئگ هم آلمفلحون ".ولقوله صلى آلله
عليه وسلم :"إنمآ پعثت لآتمم مگآرم آلآخلآق.ولهذآ آلين يشگل پعدآ آخلآقيآ نستند آليه في تقويم آفعآلنآ آلخلقية وهذآ مآ آگده آپن حزم
،حينمآ آعتپر أن آلدين هو آسآس آلقيمة آلخلقية وذلگ پعتپآر آن مآسمآه آلله
حسن فهو حسن ،ومآ سمآه آلله قپيح فهو قپيح مثل آلصدق سمآه آلله حسن فهو
حسن عند معآملة آلنآس ، وآلگذپ سمآه آلله قپيح فهو آذآ قپيح وهذآ مآ نلآحظه
في آلوآقع ،ومعنى هذآ آن معيآر آلخير وآلشر يعود آلى آلآرآدة آلآهية
،فآلشرع هو آلوآضع للآعمآل آلخيرة وآلشريرة ،حيث آن آلخير مآ أمرنآ آلله په
گآلآحسآن وآلشر مآنهنآ آلله عنه گآلسرقة وآلگذپ آمور نهنآ آلله عنهآ ،وفي آلفلسفة آلآسلآمية نچد آلمعتزلة
آلتي تعتپر آن آلشريعة آلآسلآمية هي مصدر آلقيمة آلخلقية ،آلآ آن آلدين
چآء مخپرآ عنهآ آي عمآ هو موچود في آلعقل آي آن آلعقل هو قوآم آلفعل
آلخلقي ،فغرض آلآمر پآلمعروف وآلنهي عن آلمنگ مقرر في آلعقول ،ذلگ آن
آلقيمة آلخلقية مرتپة پطپيعة آلآنسآن آلعآقلة لآن آلعقل آلآنسآني پآمگآنه
آن يفرق پين آلخير و آلشر ، وآلآنسآن حر في آختيآره ،وپحسپ هذآ آلآختيآر
يگون مسؤلآ آمآم آلله صپحآنه وتعآلى ،ومن ثم يچآز على آفعآله پآلثوآپ آو
آلعقآپ ومعنى ذلگ آن آلآمر مثلآ پآلصدق وآلگذپ مقرر في عقل آلآنسآن ،
وپذلگ يختآر پين آلصدق ةآلگذپ ، فإذآ آختآر آلصدق وعمل په يچآز من عند آلله
پآلثوآپ، وآلعگس مقآپل آختيآره للگذپ،فآلمعتزلة تعتپر آن آلفعل يگون خيرآ
آو شرآ في ذآته وپإمگآن آلعقل آن يدرگ هذآ ،ومآ آلشرع آلآ مخپر عمآ يدرگه
آلعقل ، آمآ آلآشآعرة فتعتقد آن آلعقل لآ يملگ
آلقدرة على آلتميز پين آلخپر وآلشر ، وآن آلفعل آلخلقي لآ يحمل خيرآ آو
شرآ في ذآته ،لأن آلشرع هو آلذي يثپت حقيقة آلقيمة آلخلقية سوآءآ في
آلآمر آو آنهي لأنهآ صآدرة عن إرآدة آلله آلمطلقة ومآ دور آلعقل آلآ آلخضوع
لتعآليم آلشرع وپآلتآلي لآوچود لآرآدة آلآنسآن ، ففعل آلخير وآلشر
وچزآئهمآ پآلثوآپ وآلچزآء وآرد في آلشرع ،لآن آلله آمرنآ في آلقرآن آلگريم
پآلآحسآ گفعل خير وپين لنآ چزآء وثوآپ آلقپآم پهذآ آلفعل آلچنة وآلعگش مع
آلآفعآل آلسيئة چزآؤهآ آلنآر ، ولهذآ فآلشرع پين لنآ گل هذه آلآمور
ومآعلينآ آلآ آلخضوع لتعآليم آلشرع . وهذآ آآضآفتآ آلي آلذين آگدو على آن
آلقيمة آلخلقية مطلقة آنصآر آلموقف آلعقلي پآعتپآر آن آلعقل هو مآ يميز
آلآنسآن و يرفعه عن سآئر آلگآئنآت آلآخرى وهذآ مآ آگده آلعديد من آلفلآسفة
آلعقلآنين آلذين آعتپرو آن آلقيمة آلخلقية ترچع آلى آلعقل لآنهآ حقيقة
پديهية ثآپتة موچودة في مآهية گل گآئن عآقل وهذه آلمآهية ثآپتة لآ تتأثر
پآلزمآن لآنهآ مطلقة فهي صآدرة عن مپآدئ عآمة ويقينية خآلية من گل منفعة
ذآتية آو آچتمآعية آذن آلقيمة آلخلقية للفعل تگمن في مپدء آلفعل لآ في
نتآئچه وهذآ مآ آگده آفلآطون آلذي آعتپر آن آلعلم و آلحگمة غرضهمآ آلآقصى
هو آلخير آلآقصى و آلخير آلمطلق و آلعلم يگون عن طرق آلعقل و ذلگ لآن
آلخير هو آلقيمة آلعليآ آو قيمة آلقيم آلتي نپحث عنهآ لآننآ نرى آنه
لآوچود ولآ گمآل ولآسعآدة آلآ پهآ وفي هذآ يقول آفلآطون :"آن آلخير فوق آلوچود شرف وقوة "وهذآ يعني آن آلخير يعد حقيقة ميثآلية وآسمى من آلوچود آلوآقعي وپذلگ فآفعآل لآنسآن عند آفلآطون ثلآث قوى وهي آلقوة آلعآقلة و آلقوة آلشهوآنية وآلغضپية وآلتي پدورهآ تديرهآ ثلآث فضآئل ،فضيلة آلحگمة تدير آلقوة آلعآقلة وفضيلة آلعفة
تدير آلقوة آلشهوآنية و فضيلة آلشچآعة تدير آلقوة آلغضپية وتعد آلحگمة
آفضل وآحسن آلفضآئل گلهآ لآنهآ تحد من تغيآن آلقوى آلشهوآنية وآلغضپية ،
هذآ آضآفتآ آلى مآ آگده گآنط على آن آلقوآعد آلآخلآقية مصدرهآ آلغقل آلمطلق
لآ آلتچرپة آلحسية وهذه آلقوآعد تتصف پشروط آولية لمعرفة آلعآلم آلحسي ،
فآلعقل هو آلذي يمدنآ پمعنى آلوآچپ آلآخلآقي وآلذي يقوم على آلآرآدة
آلخيرة آو آلحرة وآن" آلآنسآن يقوم پآلفعل من آچل
آلفعل لآ پنتظر منه منفعة"،وهي آحدى آلمسلمآت آلتي لآپد منهآ للآفعآل
آلخلقية فضلآ عن ثلآث قوآعد وضعهآ گآنط آلقعدة آلآولى :"آفعل گمآ لوگآن في مسلمة فعلگ آن ترتقي آلى قآنون طپيعي عآم ".وذلگ
وهذآ يعني آن آلشخص لآيعتپر آلمپدء آلخلقي آنطلق منه مچرد مپدء فيه فآئدة
ومنفعة ولآيحوله آلى قآنون آخلآقي يعممه على چميع آلنآس ،و آلقآعدة آلثآنية :"آفعل آلفعل پآن تعآمل آلآنسآنية في شخصگ وفي شخص گل آنسآن پوصفهآ دآئمآ وفي نفس آلوقت غآيةفي ذآتهآ ولآ تعآملهآ آپدآ گمآ لوگآنت مچرد وسيلة"،وهذآ يعني آن آلشخص عند معآملته للآنسآنية پقيآمه پمچموعة من آلآعمآل فآنه لآ ينتطر من ورآئهآ منآفع ونتآئچ ،و هذآ آضآفة آلى آلقآعدة ثآلثة وهي "آعمل پحيث تگون آرآدتگ پآعتپآرگ گآئن عآقل هي پمثآپة تشريع عآم
"وهذآ پآعتيآر آن آلشخص آلعآقل يضع آرآدته گقآنون يخضع له وآن آلوآچپ هو
ضرورة آلقيآم پفعل آلآحترآم للقآنون آلآخلآقي وحده وذلگ لآن آلقيمة آلخلقية
للفعل تگمن في مپدء آلآرآدة دون آلغآية آلتي يمگن تحقيقهآ آي آن آلآنسآن
يعمل عملآ مآ من آچل آلعمل لآ ينتظر منه منآفع ونتآئچ ،گآلطآلپ مثلآ يدرس
من آچل آلدرآسة وآلتعلم لآ ينتظر منهآ منآغع حسپ رآي آيمنويل گآنط "آقوم
پآلفعل من آچل آلفعل".
آلنقد آو آلمنآقشة: پآلرغم من آهمية مآآتى
په آلموقف آلآول من گون آلقيمة آلخلقية مطلقة و ثآپتة آلآ آنهآ قد تگون
نسپية ومتغيرة ،وهذآ آضآفة مآذهپ آليه آلموقف آلديني پعتيآر آن آسآس
آلقيمة آلخلقية پعتپآره تشريع تآم ومطآق ومقدس آلآ آنه قد يگون للعقل آسآس
آلقيمة آلخلقية ولآ ينفي دروه آي آلعقل في وضع آلقيم آلخلقية ،ومآذهپ آليه
آنصآر آلموقف آلعقلي پآعتپآر آلعقل آسآس آپقيم آلخلقية فهذآ لآ يعني آلچزم
پآنه آلآسآس آلوحيد ،ومطلپ گآنط وآفلآطون مطآلپ ميثآلية لآيمگن تطپيقهآ في
آلوآقع آلآنسآني فآلخير آلآقصي لآ ينطپق على طپيعة آلآنسآن لآن آلآنسآن
يحمل چآنپآن خير وشر ،گمآ آنه ليس من آلضروري آن يقوم آلآنسآن پآلفعل من
آچل آلفعل پل گثيرآ مآيقوم پآلفعل وينتطر منهآ منآفعونتآئچ معينة.




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مقالة فلسفية حول الأنظمة الاقتصادية

مقالة فلسفية حول الأنظمة الاقتصادية


الونشريس

مقالة فلسفية حول الأنظمة الاقتصادية

هل النظام الاقتصادي القائم على الحرية الفردية كفيل بتحقيق رفاهية الشعوب ؟
الطريقة : جدلية :
مقدمة :
إن استمرارية ورقي أي دولة أو مجتمع بشري يقتضي انتهاج نظام اقتصادي معين ، يضمن تجنب مشاكل اقتصادية واجتماعية ويحقق الرفاهية والتوازن الاجتماعي لهم ، ولقد اختلف الفلاسفة ورجال الاقتصاد عبر التاريخ حول مسالة اختيار النظام الاقتصادي الأمثل والأنجح لتحقيق العدالة والرفاهية للشعوب ، وهذا نظرا لتعدد النظم الاقتصادية من اقتصاد قائم على الحرية الفردية و آخر قائم على الاشتراكية ، ومن هذا المنطق نطرح عدة إشكاليات مفادها ، هل النظام الرأسمالي القائم على الحرية الفردية هو الأنسب لتحقيق الرفاهية والعدالة الاجتماعية ؟ وبتعبير آخر ما هو النظام الاقتصادي الأفضل لتحقيق العدالة في المجتمع ؟
العرض :
يرى بعض الفلاسفة والمفكرين وعلى رأسهم رجل الاقتصاد الانجليزي " آدم سميث " و " جون باتيست " أن النظام الاقتصادي الأمثل والأفضل لكافة الشعوب هو النظام الليبرالي " الرأسمالي " فهو الذي يحقق العدالة في المجتمع لأنه يمنح للإفراد الحرية المطلقة في ممارسة كل الأنشطة الاقتصادية ، ولقد ظهر النظام الرأسمالي في خضم التغيرات الاجتماعية التي أحدثها انتقال المجتمع الأوربي من مجتمع إقطاعي إلى مجتمع رأسمالي بفعل الثورة الصناعية في انجلترا التي أحدثت تغيرا جذريا على البنية الاقتصادية و الاجتماعية للمجتمع الأوروبي ، ومن أهم المبادئ التي يقوم عليها النظام الرأسمالي إقراره بالملكية الفردية وإيمانه بالفرد وتتبع مصلحته في ممارسة إي نشاط اقتصادي يرغب فيه ، لذلك رفع النظام الرأسمالي شعار " دعه يعمل اتركه يمر " ، كما أن المنافسة الاقتصادية شكل محركا أساسيا للآلة الاقتصادية ودافعا قويا لتحسين المنتوج " الجودة " ويؤدي هذا حتما الى الرخاء الاقتصادي " انخفاض الأسعار " ومن بين المبادئ الأساسية أيضا للرأسمالية عدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي ويتمثل دورها فقط في حماية الأشخاص والدفاع عن مصالحهم كما أن السعر لا تحدده الدولة بل يخضع لقانون العرض والطلب وبالتالي ينبغي على الدولة أن لا تعيق النشاط الطبيعي للاقتصاد .
رغم النجاح الكبير الذي حققه النظام الرأسمالي وقدرته على النفوذ في اقتصادات معظم دول العالم خاصة الغربية وما رافقه من تطور تكنولوجي مذهل ، إن الثروة ورؤوس الأموال في الاقتصاد الليبرالي الحر تتركز في يد الأقلية فقط دون الأغلبية وهذا ما أدى إلى تقسيم المجتمع إلى طبقتين طبقة غنية مالكة للثروة ووسائل الإنتاج وطبقة أخرى فقرة تعمل ولا تكسب ، فالغني في النظام الرأسمالي يزداد غنى والفقير يزداد فقرا وبذلك اتسعت الهوة بين الطبقتين بالإضافة إلى الأزمات والمشاكل التي تعرض لها النظام الرأسمالي في تاريخه مثل " أزمة الكساد الكبير سنة 1929 ، وأزمة الرهن العقاري سنة 2022 " وقد أدى أيضا إلى نشوب حروب ومشاكل بين الدول عبر عنها الفيلسوف " جوريس " بمقولته الشهيرة ( إن الرأسمالية تحمل الحروب مثلما يحمل السحاب المطر ).
وعلى أنقاض النظام الرأسمالي ظهر نظام اقتصادي آخر حمل مبادئ جديدة تمثل في النظام الاشتراكي الذي يرى مؤسسوه وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني " كارل ماركس " إن هذا النظام هو الذي يكفل تحقيق العدالة في المجتمع ويقضي على الطبقية التي أنتجها النظام الرأسمالي ، ويقوم النظام الاشتراكي على عدة أسس ومبادئ أهمها الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج على اعتبار أنها تساوي بين أفراد المجتمع فلا يشعر احد منهم بالظلم ، كذلك يرفض هذا النظام استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ، كما دعا العمال إلى التوحد وذلك في مقولة " ماركس " الشهيرة ( يا عمال العالم اتحدوا ) ويقول أيضا ( إن الرأسمالية تحمل في طياتها بذور فنائها ) ، ومن منظري هذا النظام أيضا الفيلسوف الألماني " فردريك انجلز "الذي أعجب بكتاب كارل ماركس " رأس المال " وسار في نفس خطاه ، كما يؤكد هذا النظام أيضا على ضرورة تدخل الدولة في كل النشاطات الاقتصادية والتحكم فيها وذلك عن طريق ما يسمى بعملية التخطيط المسبق لسير الاقتصاد من طرف الدولة ، لقد سعى النظام الاشتراكي إلى تحقيق المساواة الاقتصادية والاجتماعية بين الأفراد ومحو كل إشكال التمييز والتفرقة الاجتماعية ،ولقد نجح هذا النظام في التحقق على ارض الواقع بعد الثورة البلشفية التي قامت في روسيا سنة " 1917 " و التي قضت على النظام الرأسمالي وأسست لعهد جديد بظهور الاشتراكية وتوسعها في كثير من دول العالم إلى غاية نهاية الحرب الباردة .
رغم أن الاشتراكية تعبر تاريخيا عن وعي الإنسانية ، ونضالها الدائم من اجل العدل والمساواة وحاربت التفاوت والاستغلال لا أنها لم تخلو هي الأخرى من العيوب والسلبيات ولعل أهم هذه السلبيات تمثل في قمعه للحرية الفردية التي تعتبر شيئا مقدسا للإنسان وكذلك أدى تطبيقه إلى الاتكال على الدولة في كل شيء والى المشاكل الإدارية ممثلة في البيروقراطية وكذا غياب المبادرة الفردية ، وأدت أيضا إلى ركود وجمود اقتصادي كبير وواضح لدى الدول الاشتراكية ، ولعل أهم دليل على فشل الاشتراكية هو انهيارها السريع في معظم الدول التي تبنت هذا النظام وأفضل مثال على ذلك انهيار المعسكر الشيوعي ممثلا في الاتحاد السوفياتي أمام المعسكر الليبرالي .
إن كل من النظامين السابقين لم يخلو من العيوب والمشاكل رغم تفوق الرأسمالية التي لازالت تعاني من الأزمات من حين لآخر إلا أن النظام الاقتصادي الإسلامي أو بتعبير أفضل الممارسة الاقتصادية في الإسلام تضمن لحد كبير تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية كما تضمن الرفاهية ، إذ أن الإسلام يقبل شكلين من الملكية ، الملكية الفردية الخاصة والملكية الجماعية وهي أيضا تجمع بين السياسة والدين والاقتصاد وهي بهذا تمجد الفرد والجماعة في آن واحد وتكفل مصلحتهما معا ، كما بينت الممارسة الاقتصادية في الإسلام الشروط الأخلاقية التي ينبغي أن تقوم عليها الحياة الاقتصادية في المجتمع وهذا الجانب لم يراعيه كلا النظامين السابقين ، فرفضت كمل أشكال الغش والربا والاحتكار والتبذير حيث منعت النظرة الإسلامية للاقتصاد الاستبداد والتعسف في استخدام المال سواء كان خاصا أو عاما ولقد عرفت هذه الممارسة الاقتصادية اهتماما كبيرا من علماء الاقتصاد لاسيما بعد الأزمة المالية العالمية "2008 / 2022 وذلك من اجل الوصول إلى معاني اقتصادية متكاملة تقوم على أسس أخلاقية .
خاتمة :
وهكذا نستنتج في الأخير بان النظام الرأسمالي لم يحقق العدالة والرفاهية المبتغاة منه لاحتوائه على سلبيات كادت أن تقضي عليه في كثير من الفترات وحتى الاشتراكية لم تسلم من ذلك ، إلا أن النظام المثالي الذي حقق العدالة في المجتمع هو النظرة الإسلامية للاقتصاد بالرغم من عدم تطبيقها بحذافيرها على ارض الواقع




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

هل المنطق يؤدي إلى وفاق جميع العقول ؟

هل المنطق يؤدي إلى وفاق جميع العقول ؟


الونشريس

الإشكالية
كيف يمكن للفكر (الثابت) أن ينطبق مع نفسه، وكيف يمكنه أن ينطبق مع الواقع (المتغير)؟
المشكلة الأولى
متى ينطبق الفكر مع نفسه؟ وهل حصول هذا الانطباق كاف لضمان وفاق جميع العقول؟ وهل يكفي أن نعرف قواعد المنطق الصوري، حتى نكون في مأمن من الأخطاء؟
المشكلة الثانية
كيف ينطبق الفكر مع الواقع؟ وكيف يصل إلى هذا الانطباق، إذا عرفنا أنه قبل الخوض في دراسة الطبيعة، يأخذ بأحكام مسبقة غير مؤكدة علميا؟ كيف يستطيع بهذا الأسلوب المنطقي، أن يضمن لنا الوصول إلى الحقيقة؟ وهل الانطباق مع الواقع في هذه الحالة، يمنع الفكر من أن ينطبق مع نفسه أيضا؟
المشكلة الأولى
[انطباق الفكر مع نفسه]
متى ينطبق الفكر مع نفسه؟ وهل حصولُ هذا الانطباق كافٍ لضمان وفاق جميع العقول؟ وهل يكفي أن نعرف قواعد المنطق الصوري، حتى نكون في مأمن من الأخطاء؟
المخطط :
مقدمة: طرح المشكلة
i- إلى أي حدٍّ يمكن الحذرُ من انزلاقات ما نعتقد أنه تفكير منطقي
أولا: عرض وضعية مشكلة
ثانيا: تحليلها: ملخص نتائجها وذكر مؤاخذات
ii- متى ينطبق الفكر مع نفسه
أولا: معرفة وحدات الفكر المنطقي وقواعدِه
ثانيا: توافق النتائج مع المقدمات
iii- وهل حصول هذا الانطباق كاف لضمان وفاق جميع العقول
أولا: قد يحصل الانطباق ولا تتفق العقول
ثانيا: من إمكان الإفحام إلى ضرورة الإقناع أو من الألفاظ إلى الإشارات ومن السكون إلى الحركة
iv- وهل يكفي أن نعرف قواعد الفكر المنطقي حتى نكون في مأمن من الأخطاء؟
أولا: تأثير الحتمية النفسية والاجتماعية على الحكم المنطقي
ثانيا: تأثير الفكر الفلسفي على الحكم المنطقي
خاتمة: حل المشكلة
المقالة :

مقدمة: طرح المشكلة
من الصفات التي يتميز بها العقلُ السليم، تماسُكُه الفكري واحترازه من الوقوع في التنازع مع ذاته، فضلا عن أنه قاسِم مشترك لدى جميع الناس. فهو مَلَكة ذهنية لا تتحرك حسب الأهواء والمصادفات، لأن لها نظاما دقيقا يحكمها. ولكن، هل معنى هذا، أن معرفة هذا النظام تقي عقولنا من الانزلاقات والأخطاء، وتضمن لها وفاقَ جميع العقول البشرية؟ هل هذا النظام الذي يحكمها، ثابت وعالمي أم أنه يتغير بتغيُّر مجالات التفكير؟
أمام هذه المعضلة، يتعيَّن علينا التعاملُ مع وضعية مشكلة، الغرضُ منها اكتشاف: إلى أي حدٍّ يمكن الحذر من انزلاقات ما نعتقد أنه تفكير منطقي، والرد على الاستفهامات التالية: متى ينطبق الفكر مع نفسه؟ وهل حصول هذا الانطباق كاف لضمان وفاق جميع العقول؟ وهل يكفي أن نعرف قواعد الفكر المنطقي حتى نكون في مأمن من الأخطاء؟
متى ينطبق الفكر مع نفسه
يتجلى ذلك في معرفة وحدات الفكر المنطقي وقواعده، والحرص عمليا، على توافق النتائج مع المقدمات.




التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

هل يمكن التميز بين الإحساس والإدراك؟ مقالة فلسفية جدلية

هل يمكن التميز بين الإحساس والإدراك؟ مقالة فلسفية جدلية


الونشريس

لقد وصف أرسطو الإنسان بأنه الحيوان المدرك الوحيد كونه الوحيد الذي يمتلك قدرات عليا كالذكاء والخيال والتذكر بينما الإحساس وظيفة مشتركة لدى جميع الكائنات من حيث أنه يقترن بالحواس والمؤثرات الخارجية المباشرة ومن هنا طرحة العلاقة بين هاتين الوظيفتين المعرفيتين لدى الإنسان فذهب علماء النفس الكلاسيكيين إلى الفصل التام بينهما اعتبارا لاختلافهما في الطبيعة والقيمة بينما رأى علماء النفس المعاصرين عكس ذلك حيث جعلوا من الإحساس والإدراك وجهين مختلفين لوظيفة نفسية واحدة متصلة يستحيل الفصل بين أجزائها وهنا نجد أنفسنا أمام موقفين متناقضين كليا وهو ما يدفعنا إلى التساؤل : هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
برى الكلاسيكيين (العقلين والحسين ) أنه من الضروري الفصل بين الإحساس والإدراك وإن اختلفوا في طبيعة تبرير هذا التمييز.
حيث رأى العقلين أمثال أفلاطون وديكارت وليبنتز أنه من المتعذر إثبات أي صلة تواصلية بين الإحساس والإدراك وذلك راجع للاختلاف الجذري بينهما النابع عن اختلاف طبيعتهما وتفاضلهما في القيمة المعرفية،وقد عبر أفلاطون عن هذا الموقف من حلال نظريته في المعرفة المبنية على تقسيم الوجود إلى صنفين متباينين عالم المثل والمعقولات الثابتة والأزلية المطلقة وعالم الحس ذو الطبيعة المتغيرة النسبية والفانية وينسجم هذا التصنيف مع ثنائية الروح والبدن عند أفلاطون فنجد طبيعة الروح عنده تتوافق مع ميزات عالم المثل ومن هنا يقرر أفلاطون أن النفس قبل حلولها بالبدن كانت تحي في عالم المثل وتشاهد الحقائق والصور الثابتة لكن عند مخالطتها للبدن الحسي نسيت كل تلك الصور والحقائق ولهاذ فان ممارسة فعل المعرفة عند أفلاطون تقوم على أساس وظيفة التذكر فقال قديما "المعرفة تذكر والجهل نسيان " وفي مقابل هذا يربط أفلاطون بين طبيعة البدن الفانية والنسبية وطبيعة عالم الحس المتغير والنسبي ومن خلال كل ما سبق يضعنا أفلاطون أمام مرتبين من الوجود تقابلهما مرتبتين من المعرفة معرفة البدن النسبية المتوجهة نحو عالم الحس عن طريق الإحساس ومعرفة الروح التي تنشد عالم المثل عن طريق وظيفة التذكر والإدراك العقلي وينفي أفلاطون أن تكون أي صلة بين معرفة الروح ومعرفة البدن ومنه فلا وجود لأي صلة بين الإحساس والإدراك ويوضح الفيلسوف الألماني ليبتز هذا الموقف جيدا عندما يقول "لا يمكن أن تكون الأفكار الموجودة في الروح مأخوذة من الحواس وإلا وجب أن تكون الروح مادة والروح ليست مادة " ومنه فالمعرفة الحسية التي تتم بالإحساس ليست صورة كاملة عن الحقيقة بل هي عند أفلاطون ظل لها وصورة مشوهة عنها وهنا يبدو تفاضل الإدراك عن الإحساس ، ونجد أبو الفلسفة الحديثة روني ديكارت يؤيد هذا الفصل الذي أقره من قبله أفلاطون حيث يؤكد أن العقل ملكة مستقلة قادرة على الوصول إلى المعرفة انطلاقا من مبادئها الخاصة الفطرية فقط أي أن العقل يحصل المعرفة حتى في غياب المعطيات الحسية، فتكون معرفته قبلية وسابقة عن كل تجربة. ونجده في التأمل الثالث من كتابه تأملات يقسم أفكار النفس إلى ثلاثة أصناف أدناها الأفكار الاتفاقية أو الخارجية العارضة ويقصد بها الأفكار الحسية أو ما ينطبع في عقولنا حين ندرك الأشياء المادية الخارجية بالإحساس مثل الألوان والطعوم وهذا النوع من الأفكار لا قيمة له في بناء معرفة دقيقة لأن مصدره الحواس وهي تخدعنا كرؤية العصا منكسرة في الماء وكما يقول ديكارت"لا تطمئن لما يخدعك ولو لمرة واحدة" تليها الأفكار الخيالية أو المصطنعة ويقصد بها تلك الأفكار التي نصل إليها بفعل المخيلة ويكونها الخيال على أساس الأفكار الحسية فتعتمد على خيال الإنسان وقدراته على إيجاد أفكار لا وجود لها في الواقع رغم أن عناصرها موجودة فيه مثل فكرة الحصان المجنح وكذلك فكرة حيوان له وجه إنسان وجسد أسد مثل أبو الهول وأفكارنا عن كائنات تسكن كواكب أخرى وهذه الأفكار ليس لها قيمة لأنها تعتمد على الإحساس والخيال وكلاهما لا قيمة له في مجال المعرفة الحقة وثالث أصناف الأفكار عند ديكارت وأعلاها مرتبة هي الأفكار الفطرية وهي مبادئ يزود بها الطفل عند ولادته يضعها فيه الإله بالفطرة ومن هنا فهي بديهية تدرك بالحدس لا تبرهن بل إن البرهان يبنى عليها ومنه فلا وجود لأي صلة بين الإحساس والإدراك كمعرفة قبلية فطرية لأن كل إدراكتنا المعرفية صادرة بصورة قبلية من العقل الفطري وهنا تبدو المفاضلة بين معرفة الإحساس الساذجة ومعرفة الإدراك اليقينية،
ورغم الاختلاف الجذري في الطرح إلا أن الفلاسفة الحسين يوافقون العقليين في هذا الفصل بين الإحساس والإدراك لا من حيث القيمة بل انطلاقا من الدرجة أو شدة التعقيد فالعقل عندهم ملكة تابعة للإحساس عاجزة عن أنشاء أفكار ذاتية خاصة بل إنه(العقل ) ليس أكثر من مستودع للخبرات والصور الحسية ومنه فكل المدركات العقلية ما هي في الحقيقة سوى خبرات حسية تحصلنا عليها شيئا فشيئا نتيجة انطباع صور المحسوسات ومن هنا يقول التجريبيين "لا وجود لشيء في الأذهان ما لم يوجد أولا في الأعيان" فلا وجود لأفكار فطرية وكما يقول جون لوك "العقل صفحة بيضاء تسجل عليها التجربة ما تشاء" ومنه فالحواس هي نوافذنا نحو معرفة العالم الخارجي ومادة المعرفة لهذا فمن "فقد حسا فقد معرفة " كما قالها أرسطو قديما وهيوم حديثا وبتالي فكل المعارف عند الحسيين بعدية مكتسبة بالتجربة الحسية وعلى هذا يكون الإحساس هو مصدر المعرفة والمتحكم في المدركات والموجه لها ومن ثم التميز بين الإحساس و الإدراك وجعل الإحساس أعلى مرتبة من الإدراك.
إن الاختلاف بين الإحساس والإدراك أمر صحيح لا يمكن إنكاره لكنه لاستلزم الفصل كما ذهب إلى ذلك كل من التجريبيين والعقليين فالاختلاف لا يعني ضرورة الفصل بل قد يكون المختلفان متكاملان ومتواصلان فالإدراك العقلي يعتمد في الأساس على ما تنقله الحواس لأن الإحساس هو الجسر الذي يعبره العقل أثناء إدراكه للموضوعات وهذا يعني أن للإحساس وظيفة يؤديها في عملية الإدراك وبدونه يصبح الإدراك فعلا ذهنيا مستحيلا وهذا ما أغفله العقليين أما الحسيين فقد بالغوا في جعل الإحساس الأساس الوحيد لكل معرفة إنسانية فالإدراك ليس مجرد تجميع للأحاسيس ولا يمكن إغفال أن المعرفة الحسية في مجلها ساذجة وتقع في الخداع والخطأ
وبحلاف ما سبق يرى علم النفس الحديث الممثل في الجشطالتيين والظواهريين أنه من المتعذر الفصل بين الإحساس والإدراك لأنهما يمثلان وجهين مختلفين لظاهرة نفسية واحدة واحدة.
حيث ترى مدرسة الجشطالت بزعامة كل من كوهلر وفرتهيمر ت أن الإدراك ليس مجموعة إحساسات
وهو ما تدل عليه بوضوح كلمة جشطالت التي تعني" الشكل أو الصيغة " والصيغة هي وحدة منظمة ومتماسكة مكونة من مجموعة أجزاء متفاعلة ومتواصلة بحيث أن تلك الأجزاء المكونة للصيغة الكلية لا يمكن فهمها منعزلة عن الوحدة الكلية ومنه فالصيغة الكلية هي التي تعطي للأجزاء معناها وصفاتها فالأنغام الموسيقية لا قيمة لها إلا في تواصلها ضمن قطعة موسيقية متماسكة وكلية كذلك الأمر في سقوط الأمطار فنحن لا نركز ذهننا على الحركات الجزئية للقطرات الصغيرة بل ندرك الحركة الكلية للأمطار المتساقطة التي تفرض نفسها علينا كمعطى موضوعي مباشر لا تكون الأولوية فيه للعناصر الجزئية بل للأشكال الكلية ومن هنا تصبح الصيغة الكلية هي أساس الإدراك الذي يعود إلى عوامل خارجية موضوعية والدليل على ذلك أن إدراك العناصر الجزئية يكون مختلفا تبعا للشكل الذي تنتمي إليه فنحن مثلا لا ندرك في هذا الشكل ……… كل نقطة على حدى بل ندرك من الوهلة الأولى سلسلة من النقط ويمكننا إدراكها على هيأة أحرى إذا غيرنا بنيتها العامة إلى هذا الشكل .. .. .. .. حيث ندرك سلسلة النقط مثنى مثنى وإذا ما نحن أضفنا إلى هذه السلسة عنصرا أخر تغير إدراكنا لها كذلك مثل الصيغة التالية .._.._.._.. والملاحظ من كل هذا أن تغير الصيغة الكلية في كل مرة أدى إلى تغير إدراكنا للعناصر الجزئية ومنه فالبنية الكلية الخارجية هي التي تحكم عملية الإدراك وتفرض قوانينها علينا وبذلك فهي تحد من قدراتنا العقلية حيث يكون نشاط الذهن شكلي وليس رئيسي تابع لشكل وبنية الموضوع الخارجي ومحكوم به لأن أي تغير في الصيغة ينتج عنه تغير ضروري في الإدراك العقلي وعلى هذا فإن المدرسة الجشطالتية لم تأخذ بالعوامل الحسية لوحدها ولا بالعوامل العقلية فقط بل أخذت بالإحساس والإدراك معا،ونجد الظواهرية بزعامة هوسرل ترفض الفصل بين الإحساس والإدراك حيث ترى أن الإدراك ليس تأويل للإحساس بل هو امتلاك المعنى الداخلي عن المحسوسات قبل إصدار أي حكم ولذلك فالعالم الموضوعي ليس هو ما نفكر فيه بل الذي نحياه ونقصد إليه وعليه فإن كل شعور هو شعور بشيء خارج عنه أي أن الشعور الداخلي يقصد دائما شيء موجود في العالم الخارجي ويمكن التوضيح أكثر بمثال الطفل الذي يفتح صندوق على قصد أن يجد فيه حلوى ولكن وجد فيه أقلاما فهنا محتوى الشعور الداخلي مختلف عن المحتوى الخارجي فيصحح محتوى الشعور ولهذا عنيت الفينومينولوجيا بوصف الظواهر كما تبدو في الذهن ثم تعود للوجود من أجل تصحيح هذا التصور أو تثبيته وسواء كان الشعور المقصود أو المنوي صحيح أو خاطئ فأنه يبقى حول العالم الخارجي وليس ذاتي ومن هنا يتبدى بوضوح ترابط الإحساس والإدراك حيث لا وجود لإحساس خالص ليس مسبوق بشعور ذهني كما لا يوجد إدراك ذهني غير مرتبط بشي حسي لأن كل شعور هو شعور بشيء وبتالي فلا يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك.
لكن ورغم كل الانتقادات التي وجهتها المدرستين الجشطالتية والظواهرية للاتجاهين العقلي والحسي إلا أنهما لم يسلما هما أيضا من النقد ذلك أن الجشطالتين مالوا إلى التركيز على الشروط الخارجية والعوامل الموضوعية الخارجية لعملية الإدراك وهو ما يشكل إقصاء للعقل وقدراته الذاتية فجعلت دوره شكلي في العملية الإدراكية رغم أن الذهن ليس إطارا سلبيا يستقبل فقط بل هو فعال يبني العملية المعرفية ،أما الظواهرية فقد غلبت الشعور الذاتي للإدراك على العالم الخارجي وعوامله الموضوعية وهو ما يؤدي إلى العجز عن الحكم الموضوعي لاختلاف التجارب بين الذوات المدركة.
إن الإدراك عملية نشيطة عليا يعيشها الإنسان فتمكنه من الاتصال بالموضوع الخارجي أو الداخلي وهو عملية مصحوبة بالوعي فتمكنه من التعرف على الأشياء والإدراك يشترط لوجوده عمليات شعورية بسيطة ينطلق منها وهو الإحساس ووجود الموضوع الخارجي الذي تتوجه إليه الذات المدركة وهو ما يعرف بالموضوع المدرك ومن هنا يصعب التمييز بين الإحساس والإدراك كما أشار إلى ذلك أرسطو قديما من خلال نظريته في المعرفة المبنية على إدراك الصور الكلية انطلاقا من تجريدها العقلي من المحسوسات الجزئية وهو ما يدفعنا إلى تغليب موقف علم النفس الحديث رغم ما يوجد فيه من نقائص.
ومن كل التحليل السابق نستنتج أن الإحساس والإدراك ظاهرتين مختلفتين سواء في المصدر حيث أن الإدراك عملية عقلية بينما الإحساس يتم بالحواس أو في الطبيعة حيث أن الأولى معقدة بينما الثانية بسيطة أولية لكن هذا الاختلاف لا يعني أبدا الانفصال بل إنهما متكاملان ومتواصلان ضمن نسق المعرفة الإنسانية فلا يمكن الاستغناء على أي واحد منهما لذلك فيمكن اعتبارهما وجهين مختلفين لعملية نفسية إنسانية واحد