شغلت الثورة الجزائرية اهتمام الكثير من الباحثين والدارسين والادباء الذين تحرآت قرائحهم لحياآة أجمل الأشعار والكتابات تمجيدا لواحدة من أهم الثورات التي عرفها تاريخ البشرية، تلك الثورة التي لقنت دروسا لا تنسى في الشجاعة والتضحيات بهزمها لأعظم قوة عسكرية آنذاك. ومن جهتم اهتم الجزائريون والفرنسيون على حد السواء بهذا الماضي المشترك على حساسيته، لاسيما المشتغلون منهم في الفن السابع حيث شكلت هذه الحرب مادة دسمة للعديد من المخرجين من آلا الطرفين الدين راحوا يترجمون تلك الفترة إلى مجموعة من الأعمال السينمائية آلا على طريقته استنادا لمرجعياته وانتماءاته وخلفياته السياسية والايديولوجية . ففرنسا من جهتها ،رغم بقاء اسم الثورة الجزائرية من الطابوهات على غاية سنة 1990 ،سعت . إلى انجاز 150 فيلما في مختلف الإشكال وذلك في الفترة الممتدة بين 1957 إلى 2022 وبل أن تضع الحرب أوزارها عمل ديوان الأحداث الفرنسية طول فترة الحرب على تصوير 53 فيلما آانت في اغلبها أفلاما قصيرة . وقد تميزت تلك الاعمال لا سيما التي تم انجازها من طرف مصلحة السينما التابعة للجيش الفرنسي بتفاديها الخوض في الصراع الذي آان قائما آنذاك بين الثوار الجزائريين والجيش الفرنسي بالقفز على آل ما هو عسكري و الاآتفاء بإبراز الجوانب الايجابية التي آان يقوم بها الجيش الفرنسي تجاه الجزائريين آالرعاية الصحية و التعليم وغيرها. ومن تم جاءت تلك الاعمال متشابها في مضامينها بعيدة عن الصراع الحقيقي الموجود في الواقع آما لم تتضمن بأي حال من الأحوال أي ذآر للمجاهدين والفدائيين الجزائريين إلا بغرض تحقيرهم و التقليل من شأنهم ومن دورهم. فأقل من 1% من الأعمال المنجزة في الفترة ما بين 1955 إلى 1995 تعرضت للصراع الحيقي الذي آان ائما ،و الذي آان يشار اليه في أغلب الاحيان بشكل إيحائي فقط ، بسبب الرقابة وآذا الرقابة الذاتية التي آانت تتحكم في الكثير من المخرجين هذا من جهة، ومن جهة أخرى عسر التوزيع لمثل تلك الاعمال. 40 فيلما خضع للرقابة جزء منها تم منعها من ( وفي الفترة الممتدة بين ( 1953 وحتى 1960 العرض تماما ،مقابل تجميد 105 عملا في الفترة ما بين 1952 ألى 1959 بسبب رفض مخرجيها إدخال تغيرات على أفلامهم. ومن تم لم يكن هناك أي عمل تناول الصراع الجزائري الفرنسي بشكل مباشر طوال فترة الحرب، لكن بعد تجربة "قودار" برزت للوجود العديد من الأعمال التي لم تخلوا من الإشارة لذلك الصراع الذي آان موجود في الواقع .حيث أحصت تسعة أفلام خيالية مستوحاة من واقع المعارك التي آانت قائمة وذلك في الفترة ما بين 1960 إلى 1965 إلى جانب 12 عمل آخر أآتف بذآرها فقط. والمخرجين الفرنسيين القلائل الذين ملكوا الشجاعة وجهروا بموقفهم وشارآوا في التوقيع على "بيان 121 " ، فقدوا آل سبل الدعم التي آانت تمنحها الدولة الفرنسية لقطاع السينما ،في حين فضل البعض منهم الانضمام للطرف الآخر و الانخراط في صفوف جبهة التحرير على غرار روني فوتى وبيير آليمون . بعد الحرب بدأت بعض الأشرطة الوثائقية تتناول بشكل محتشم تلك الحقبة من التاريخ المشترك لاسيما بحلول سنة 1981 ، رغم أنها بقيت نادرة وسطحية حيث تم تعداد 17 فيلما . في الفترة بين 1963 إلى 1977 291 حصة تم انجازها حول الجزائر وذلك خلال Karine Tissyere وفي هذا الإطار أحصت دراسة تحليلية قامت بها حول أرشيف المرآز الوطني الفرنسي السمعي البصري في الفترة الممتدة بيم 1982 إلى 1992 ، ومن جهته عدد المؤرخ الفرنسي بن جمين ستورا 40 فيلما . فرنسيا طويلا في مقال آتبه سنة 1997 وبوصول اليساريين إلى السلطة في فرنسا عرف الوضع تحسنا أآبر وقل ضغط الرقابة مما سمح تدريجيا بتناول موضوع الحرب في الجزائر بشكل أآثر وضوحا وجرأة لاسيما خلال .. سنة 1990 وحتى مع تراجع الرقابة فان هذه الأفلام لم تنصف أبدا المقاومة الجزائرية وحقها في الثورة و التحرر ،بل سعت في اغلبها إلى إبراز المشاآل الأسرية و الحميمة للمعمرين الذين استوطنوا الارض، في الوقت الذي آان الشعب الجزائر الغائب الأآبر عن تلك الأعمال سواء منهم السكان الأصليون أو أولئك المنحدرين من أصول أوربية. لكن الأمور تغيرت مع بداية سنة 2000 وبعد سنوات من الرقابة و القمع سمحت فرنسا بإعادة النظر في تاريخها الاستعماري عبر عدسة الكاميرا، وأآثر من ذلك منحت المخرجين الفرنسيين حرية التعامل مع جرائم التعذيب و التجاوزات التي آانت تقترفها في حق الجزائريين بالإضافة إلى إبراز فشل الإستراتيجية الاستعمارية التي تبنتها فرنسا في الجزائر ..وغيرها من المواضيع التي قادت العديد من المخرجين خلف القضبان في وقت مضى. وازداد الوضع انفتاحا وقل ضغط الرقابة الذاتية التي آانت تحكم بيد من حديد، بعد الاعتراف الرسمي بالثورة الجزائرية في البرلمان الفرنسي ليسقط الموضوع من قائمة الطابوهات وتظهر إلى الوجود أفلام مثل " الخيانة" لفيليب فوآون الذي صور العلاقة بين ضابط فرنسي و فرقة الجنود الجزائريين التي تتحرك تحت إمرته ،ثم فيلم" سيدي العقيد" للورن اربت ( الذي آان والده من بين من جندوا في الجرب ضد الجزائر) وأنتج من طرف آوستا قفراس واخذ نفس الاتجاه . وفي 2022 تم انجاز فيلم " العدو الحميم" لفلوران سيري الذي يعد من بين الأعمال الأآثر انتقادا لتاريخ الوجود الاستعماري الفرنسي في الجزائر . هذا الفيلم الذي صور بتقنيات سينمائية عالية الجودة ثم اقتباسه من الفيلم الوثائقي الذي أنجزه باتريك روتمان تتبع من خلاله المخرج فضائع الجيش الفرنسي في الجزائر من خلال قصة ضابط فرنسي جند في الحرب ضد الجزائر وهناك يكتشف الحرب وبشاعتها ويطلع على أساليب التعذيب التي آان يمارسها الاستعمار ليقتنع في الأخير أن العدو الحقيقي في ذلك الوضع غير السوي ولا إنساني قد يكون الإنسان نفسه . و الاخطر من ذلك أن عودة السينما الفرنسية لما آانت تسمية " الاحداث في الجزائر" ساهم في توقيعها مخرجين من أصول جزائرية على غرار رشيد بوشارب الذي قدم " السكان الأصليون" فأثار الدنيا ولم يقعدها بسبب تناوله قضية المحاربين المغاربة(الجزائر ،المغرب،ليبيا" الذين ساعدوا فرنسا في طرد النازية .وبعدها فيلم "خراطيش قلواز" للمخرج الجزائري المغترب مهدي شارف والذي تناول الشهور الأخير قبيل حصول الجزائر على استقلالها ومغادرت الاستعمار لأرض الجزائر ،هذا العمل الذي دعمته تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية أثار بدوره انتقادا شديدا بعد عرضه في الجزائر بسبب تشيعه للاقدام السوداء ودفاعه عن حقهم في العودة. السينما الجزائرية من جهتها اهتمت آثيرا بموضوع الثورة لاسيما في السنوات التي عقبت الاستقلال حيث شكل هذا الموضوع اهم المضامين التي تناولتها سينما الدولة الفتية،لكن من منظار مغاير ووفق ايولوجية مختلفة رآزة بالدرجة الاولى على تخليد الماضي المجيد دون الخوض في تفاصيله،و السعي إلى تقديس صورة المجاهد و الثورة. لابد من القول في هذا المقام أولا أن المخرجين الجزائريين دفعوا ثمنا باهظا خلال الثورة التحريرية (عشرات القتلى خلال الثورة من بينهم قامة من قامات السينما الجزائرية علي جناوي)،فمنذ 1957 بدأ المخرجين الجزائريين الشباب يعرفون نوع من التنظيم و التكوين علي يد مخرجين فرنسيين متشيعين للقضية الجزائرية وأول تعاون جمع بين هؤلاء واولئك آان فيلم وثائقي قصير بعنوان " الاجئون" أخرجته سيسيل ديكوجي وهو عبارة عن ريبورتاج من 14 دقيقة يصور عملية تهجير الجزائريين ونفيهم إلى المحتشدات الواقعة على الحدود الجزائرية التونسية، وقد تسبب هذا العمل الذي أنتجته المخرجة لحسابها الخاص بالتعاون مع مصالح جيش جبهة التحرير الوطني بسجنها سنتين في فرنسا. آما استفادت الجزائر من دعم العديد من الفرنسيين اليساريين الذين ساندوا الثورة الجزائرية وحقها في التحرر وذلك ليس فقط من خلال جمع التوقيعات على بيانات منددة ولكن أيضا من خلال انجاز الأفلام وآذا تكوين مخرجين جزائريين شباب يعدون اليوم أعمدة الفن السابع في الجزائر على غرار محمد لخضر حمينه و احمد راشدي . أشهر هؤلاء آان روني فوتي الذي بدأ عملية مع الجزائر من خلال فيلم "الجزائر امة" في 1957 ، إلى جانب بيير آليمون الذي عمل هو الآخر إلى جانب الآفلان في 1958 وقدم فيلمه الوثائقي " جيش التحرير الوطني في القتال " ليسجن في 1958 ويحكم عليه ب 10 سنوات. لكن الفيلم الذي أزعج آثيرا السلطات الاستعمارية هو فيلم "ساقية سيدي يوسف" الذي تعاون على انجازه آل من بيير آليمون وروني فوتي بطلب من فرنس فانون وعبان رمضان لفائدة مصالح السينما التابعة لجبهة الخرير الوطني . الفيلم يستعرض الجريمة لتي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق سكان قرية ساقية سيدي يوسف الواقعة على الحدود الجزائرية التونسية وهو ما مثل شهادة حية علي وحشية الاستعمار وتسبب في إثارة الرأي العام العالمي ضد فرنسا. في نفس الوقت أنجز روني فوتي فيلمه "الجزائر تلتهب" وهو فيلم من 23 دقيقة بمعيار 16 1957 وتم – ملم صور في جزئه الأآبر بطريقة غير شرعية بشوارع العاصمة خلال سنتي 1956 تحميضه في ألمانيا الشرقية وعرض بالقاهرة. لكن بعد اغتيال عبان رمضان فقد روني فوتي الحماية التي آان يتمتع بها ليلقى عليه القبض و يبقى سنتين في السجن قبل أن يهرب منه . وقد سعت الحكومة الجزائرية المؤقتة لتدعيم أجهزتها بمصلحة خاصة بالسينما بعد إدراآها لاهمية الصورة والسينما آأداة فعالة للتأثير وإقناع الرأي العام بشرعية القضية الجزائرية لتعتبر بذلك أول هيئة من هذا النوع في تاريخ الحرآات التحررية و التنظيمات الثورية. Pierre Chaulet وفي الفترة ما بين 1960 و 1961 أخرج آل من جمال شندرلي وبيير شولي ،لخضر حامينة ،روني فوتي ، فيلم " جزائرنا" ألحق بعمل ثاني بعنوان " بنادق الحرية" الذي شارك في إخراجه آل من محمد لخضر حامينة شندرلي سيناريو سارج ميشال وذلك لصالح الحكومة المؤقتة . بعد الاستقلال أي في 1962 عاد اغلب المخرجين الفرنسيين الذين ساهموا في إنشاء أولى الأعمال السينمائية الجزائر_فرنسية والذين مكنوا الجزائريين خاصة من اآتساب سلاح الصورة، إلى فرنسا حيث وجدوا في انتظارهم المتابعات القضائية و الحرمان من أي دعم لإنتاج أعمالهم وذلك بسبب وقوفهم إلى جانب القضية الجزائرية . وقد ساهم هؤلاء في إنشاء أول هيئة سينمائية في الجزائر المستقلة وهي متحف السينما أو السينماتيك وذلك سنة 1964 وبعضهم سعى حتى إلى التدريس في معهد السينما بالجزائر الذي غلق أبوابه سنة بعد فتحها ليرسل المتربصين الشباب لتدريب في الاتحاد السوفياتي ،يوغسلافيا ، بولونيا وغيرها من الدول الاشتراآية الصديقة للجزائر . لكن الجزائر اآتشفت سريعا حاجتها للدعم الأجنبي في مجال السينما فاتجهت أولا إلى ايطاليا لانجاز أول عمل مشترك بعد الاستقلال بمشارآة احد المجاهدين الكبار الذين قادوا معرآة الجزائر ياسف سعدي من خلال مؤسسته الخاصة " قصبة فيلم" لينتج مع الايطالي جيل أيضا من بين أآثر الأعمال إزعاجا ***14616;بونتي آورفو فيلم "معرآة الجزائر "في 1966 الذي عد للسلطات الفرنسية التي منعته من المشارآة في مهرجان "آان السينمائي الدولي" ولم يستطيع الحصول على تصريح بالتوزيع في أوربا إلا بحلول سنة 1972 ليتم توقيفه تحت ضغط اليمين المتطرف. لكن هذا النوع من الإنتاج المشترك الجزائر و_فرنسي لم يرضي الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين الذي طالب وزراءه بتقديم آل الدعم الممكن لمساعدة المخرجين الجزائريين على إنتاج أعمالهم مع الترآيز على موضوع الثورة التحريرية . ورغم أن فرنسا لم تعد من المشارآين في صناعة الحدث السينمائي الجزائري غير أن الكثير من الأفلام الثورية الجزائرية الهامة و الناجحة شهدت مشارآة أحسن الممثلين و Jean louis Trintignant التقنين الفرنسيين على غرار جونلويسترتيينيون و ماري جوزي نات في فيلم " Bernard Fresson في فيلم العفيون والعصا و برنار فريسون et Marie José Nat Michel Auclair et Jean Claude Bercg وميشال اوآلار و جون آلود بارق « " تشريح مؤامرة الذي أنجز Phillipe Arthuys في فيلم "ديسمبر" .هذا إلى جانب الموسيقي فليب ارتوي موسيقى أفلام لخضر حمينه واحمد راشدي ،و اغلب هؤلاء آانوا مناصريين للقضية الجزائرية. في ONCIC بعد إنشاء الديوان الوطني الديوان الوطني للصناعة والتجارة السينماتوغرافية 1980 ) انفجار ثقافي حقيقي لتكون – 1968 عرفت السينما الجزائرية لأآثر من عشرية ( 1970 بذلك قائدة للسينما الإفريقية و العربية على حد السواء ،متبنية في ذلك سياسة الدولة الفتية ومدافعة عن القضايا العربية في مقدمتها القضية الفلسطينية و حاملة وحامية لشعار عدم الانحياز. وقد اعتبرت هذه الفترة بمثابة العصر الذهبي للسينما الجزائرية بحيث شهدت إنتاج أآثر من 40 عملا في الفترة الممتدة بين 1969 إلى 1980 تعرضت اغلبها لموضوع الثورة التحريرية من بينها :"دورية نحو الشرق "لعمار العسكري 1971 ،"العفيون و العصا"احمد رشدي 1969 ،"الخارجين عن القانون " توفيق فاس 1969 "الطريق " لمحمد سليم رياض 1968 ود منعت هذه الأفلام من المشارآة في المهرجانات السينمائية الأوربية بما فيها فرنسا ولم يكن أمامها إلا المهرجانات التي آانت تنظمها الدول الصديقة للجزائر و التي آانت ذات مستوى على غرار مهرجان "موسكو"،"لوآارنو"…وآان يجب انتظار حلول سنة 1975 لتتوج الجزائر بالسعفة الذهبي لمهرجان آان السينمائي الدولي التي منحت لمحمد لخضر حمينه عن فيلمه " وقائع سنين الجمر" الذي آان لوحة فنية من ثالث ساعات لخص فيها حمينه مختلف مراحل المقاومة الجزائرية وبل ذلك آان حمينه قد نال جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان آان عن فيلمه "ريح الاوراس" سنة 1966 ليضطر المخرجون الجزائريين منظموا مهرجان آان إلى رفع العلم الجزائري في فرنسا أربع سنوات فقط بعد طردها . وقد أثار حصول الجزائر على جائزة السعفة الذهبية "بكان" انتقادا حادا من طرف الأشقاء العرب تهدأت الوضع و تحسين Giscard D’estain الذين فسروا ذلك برغبة حكومة جيسكار ديستن العلاقات بين الجزائر وباريس . وبعد عشر سنوات من استقالا اخرج روني فوتي أول فيلم طويل له سنة 1972 بعنوان " بالاوراس في سن العشرين" بفرنسا ،وقد ابرز هذا الفيلم الصراع الداخلي في قلب وحدة عسكرية فرنسية خلال الحرب،وهو ما تسبب في العديد من المشاآل للمخرج باعتبار أن هذا الموضوع آان من بين الطابوهات في فرنسا. في نهاية السبعينات اتجه العديد من المخرجين الجزائريين للعيش في فرنسا وبدؤوا في البروز من خلال أعمالهم ليشكلوا بذلك أول نواة للإنتاج الجزائري الفرنسي المشترك. في الوقت الذي آانت فيه الجزائر التي اعتمدت نظام الحزب الواحد والمرآزية و اعتماد الثقافة الأحادية التي أبعدت آل الأبواب خاصة أمام آل ما هو لائكي أمازيغي وفرانكفوني، مما اخضع الإنتاج السينمائي بشكل دائما للرقابة وهو ما جعله مجرد بوق للايدولوجيا السائدة ويقضي من مضامينها آل ما له علاقة بالشيوعية ، الميصالية، البربرية ،نضال المرأة، الصراعات الداخلية … وغم ذلك آان هناك عدد من المثقفين الذين وقفوا تجاه هذا التي وعملوا ضده على غرار محمد زينات ، فاروق بلوفة، هاشمي شريف … وبالمقابل بزت في الضفة الأخرى أسماء لمخرجين جزائريين صنعوا الحث السينمائي من خلال عدد من الأعمال على غرار عكاشة تويتة الذي قدم فيلمه"التضحيات" الذي أنتجه مع فرنسا وتناول من خلاله الثورة الجزائرية في فرنسا و الصراعات الدامية بين الافلان و الميصاليين في سنة 1955 ،وهو ما جعله يلقى استقبالا سيئا في الجزائر . "Nanterre" " مدينة "نونتار في 1985 قدم محمد زموري بدعم من حمينة فيلمه سنوات تويست المجنونة" الذي طرح من خلاله نظرة مغايرة حول السينما الجزائرية التي لم ترق للمخرجين الجزائريين المحلين الذين ذهبوا إلى غاية التوقيع على عريضة تطالب طرد محمد لخضر حمينة من الديوان الوطني للتجارة للصناعة لسينماتوغرافية . ولكن الفيلم الذي مثل خطوة هامة في التقريب بين الجزائر وفرنسا آان فيلم "آانت الحرب و احمد راشدي . وهو Failevic Maurice "الذي أنجز في 1993 بالتعاون بين موريس فالفيك فيلم تلفزيوني من 180 دقيقة قدم في جزأين أنتج من طرف مؤسسات خاصة بالإضافة إلى . التلفزيون العمومي الفرنسي و الجزائري. صور في منطقة بوسعدة سنة 1992 قصة الفيلم تم اقتباسها من رواية جان آلود آاريير تحت عنوان (سلم الشجعان) و مقال للقائد . عز الدين بعنوان (آانوا يسموننا الفلاقة ) وتتناول الثورة في الفترة الممتدة بين 1957 و 1960 الفيلم آان من المقرر أن تبث في نفس الوقت من الجانب فرنسا والتلفزيون الجزائري . لكن الجانب الفرنسي وحده من التزم بعرض الفيلم في حين رفضت الحكومة الجزائرية ذلك بسبب الطريقة التي اظهر بها المجاهدون الجزائريون . و من سنة 1990 حتى 2022 لم تنتج الجزائر أي فيلما حول الثورة ، فالمخرجين الذين اصبحو أآثر تحررا وخاصة أقل خضوعا للرقابة توجهوا لتناول مواضيع أخرى غير الثورة لاسيما موضوع الاهاب ، العنف الإسلامي ،الفساد …وآان يجب انتظار حلول سنة 2022 ليعاد فتح دفاتر الماضي سينمائيا ، هذه العودة يسجلها عدد آبير من عمداء الفن السابع بالجزائر يتقدمهم المخرج الكبير صاحب "العفيون والعصا" و"فجر المعذبين" احمد راشدي من خلال فيلمه "مصطفى بن بلعيد" الذي يؤرخ من خلاله لحياة الشهيد الجزائري الرمز مصطفى بن بولعيد؛ ويرصد فترة تاريخية حاسمة في مسار الكفاح الجزائري التحرري وثورة أول نوفمبر الشهيرة ، وذلك عبر القاء الضوء على مراحل مختلفة من حياة الشهيد ومن خلفها العديد من الضايا التي آانت من المحرمات في وقت مضى على غرار الصراع الائم بين الجبهة و الميصالين ز. وفي نفس الإطار يستعد المخرج السعيد ولد خليفة لانجاز عمل تاريخي حول شهيد المقصلة "احمد زابانة" وذلك رفقة آاتب الدولة للاتصال الشاعر عز الدين ميهوبي الذي أشرف على آتابة السيناريو، الفريق يسعى حتى الآن إلى جمع الميزانية الضرورية لانجاز الفيلم التي تشارك فيها آل من وزارة الثقافة و التلفزيون الجزائري وآذا صندوق الدعم"فداتيك" . صاحب رائعة "بوعمامة" المخرج بن أعمر بختي يستعد هو الآخر إلى إخراج عمل تاريخي حول"منتخب جبهة التحرير لكرة القدم" الذي آتب صفحة من صفحات ثورة التحرير، وهو المشروع الذي أعاد أيضا الروائي الجزائري رشيد بوجدرة إلى الكتابة السينمائية بعد سنوات طويلة من الانقطاع ، تم إعداده وحبَك سيناريوه ومن المنتظر أن ينطلق تصويره شهر ابريل المقبل تحت إشراف "أسفودال فيلم" وذلك احتفاء بالذآرى الخمسين لتأسيس ذلك الفريق . وفي تصريح لبوجدرة الذي أهدى في سنوات خلت السينما الجزائرية سيناريو وحوار عدد لمحمد الأخضر حمينة والذي « وقائع سنين الجمر » من أهم و أشهر الأفلام الجزائرية على غرار علي في بلاد » نال السعفة الذهبية لمهرجان "آان "السينمائي عام 1975 ، وآذا سيناريو لفاروق بلوفة ، أن تصوير الفيلم الجديد سينطلق « نهلة » للمخرج أحمد راشدي، و « السراب بشكل رسمي يوم الثاني عشر من شهر أبريل المقبل، مؤآدا انه انتهى من آتابة السيناريو فريق جبهة التحرير الجزائرية » الذي يتناول فترة حساسة من تاريخ الجزائر المعاصرة، من خلال ..« لكرة القدم ومن أهم الأعمال التي تحضر في هذا الاتجاه أيضا فيلم " الأمير عبد القادر " الذي سيعرض أيضا حياة وآفاح مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، ورغم أن الأمور لم تتضح بعد حول هذا المشروع الذي يراد له أن يكون آبيرا ، حيث أآدت بعض المصادر أن إخراجه سيسند لأحد المخرجين العالميين في حين تقول مصادر أخرى أن المشروع الذي آتب سيناريوه رئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح اسند لمخرج فرنسي لم يكشف عن اسمه بعد. ورغم آل ذلك وبعد انجاز 150 فيلما من الجانب الفرنسي و 86 من الجانب الجزائري تبقى علاقة الثورة الجزائرية بالصورة السينما محتشمة تخفي الكثير من الأسرار التي يبقى الزمان وحده آفلا بكشفها.
تعريف النفط : اشتقت كلمة ( بترول ) من كلمتين لاتينيتين هما : ( بترا) و معناها صخر و ( أوليوم ) و معناها زيت فإذا أدغمت أو جمعت الكلمتان معاً تشكلت كلمة ( بتروليوم ) و معناها زيت الصخر و هي الكلمة المستعملة في اللغة الانكليزية اليوم و منها اشتقت كلمة بترول المستعملة بالعربيةو للبترول اسم آخر هو ( النفط ) وهي كلمة معربة مشتقة من الكلمة الإغريقية ( نافثا) و البترول سائل زيتي ذو رائحة قوية و مكوّن من مواد عضوية مختلفة و الزيت الخام سائل أسود لزج يكاد يتكون من عنصرين هما : الهيدروجين و الكربون و مع أن البترول الخام يكون على شكل سائل إلا أنه يحتوي أيضاً على مواد صلبة و غازية و هو يميل إلى اللون البني أو الأخضر الغامق و قد يكون عديم اللون أو أسود أحياناً لمحة تاريخية : عرف الإنسان النفط و استخدمه منذ آلاف السنين و يقال إن أول بئر نفطية حفرت في ( شوش ) في جنوب إيران عام ( 500 ) قبل الميلاد تقريباً و يزعم بعض الخبراء أن أول بئر نفطية تم حفرها بالقرب من تشارلسستون في غرب فرجينيا عام 1806 م و لم تبدأ صناعة البترول العصرية إلا عام 1859 م عندما حفر إدوين ل دريك أول بئر بترولية في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية بهذا التقدم السريع أخذ النفط في الثلاثينات يتحدى دور الفحم الذي كان يلقب بالملك لأنه كان المصدر الرئيسي للطاقة في الصناعات العالمية حيث تزايد استهلاك العالم منه من نحو مليون برميل في اليوم عام 1915 م إلى خمسة ملايين برميل في اليوم عام 1940و فاق الانتاج الإجمالي 20 مليون برميل في اليوم عام 1960 تأسست منظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبك ) لتمكن الدول الأعضاء من التحكم في استغلال مواردها الطبيعية لمواجهة الضغط المتزايد في الطلب العالمي و يعتقد أن الصينيين كانوا يستخرجون النفط و الغاز بوساطة أنابيب الخيزران و حفارات من معدن البرونز منذ القرن الثالث قبل الميلاد و كان يستخدم و لمئات السنيني في الأغراض الطبية و لمنع تسرب الماء و في بعض الأحيان للتشحيم و الإنارة كما استخدم كأسفلت للمباني و رصف الطرق في بابل القديمة و في القرن التاسع عشر أصبح النفط مع اختراع محركات الاحتراق الداخلي مصدراً لوقود مختلف وسائل النقل يعد النفط في الوقت الحاضر المصدر الرئيس للطاقة في معظم بلدان العالم فمحركات وسائط النقل البرية و البحرية و الجوية تعمل على وقود يحضر من النفط كما أن إنتاج الطاقة الكهربائية في محطات توليد الكهرباء و إطلاق الصواريخ إلى الفضاء يتمان بوساطة وقود مصدره البترول إلا أن الطريق الأفضل لاستغلال النفط هو استعماله كيميائياً كمادة أولية في صناعة المواد البلاستيكية أو ما يعرف باسم ( اللدائن ) و الكاوتشوك و الخيوط الصناعية و المنظفات و الأسمدة و المبيدات الكيميائية و حتى البروتينات الصناعية و الطبية و الأغذية نشأة البترول : تتجاذبها نظريتان : الأولى القائلة بالأصل المعدني و الثانية القائلة بالأصل العضوي النظرية القائلة بالأصل المعدني : يحاول أنصار هذه النظرية البرهان عليها بوساطة التحليلات المخبرية الكيميائية التي أدت إلى الحصول على البترول من مواد أصلها معدني بعد إخضاعها للشروط الطبيعية و الكيميائية نفسها التي يخضع لها تشكل البترول على أنه لم يعد حالياً لهذه النظرية أهمية عملية من الناحية العلمية بل أصبحت نظرية لها قيمتها التاريخية فقط و فيما يلي أهم البراهين التي تستند إليها : في عام 1866 قام العالم ( برتلو ) بأبحاث في هذا الصدد و بيّن أنه من الممكن الحصول على البترول بمعاملة حمض الكربون بالمواد القلوية تحت تأثير حرارة مرتفعة و بوجود بخار الماء و استناداً إلى هذه النظرية أعلن ( مندليف ) نظريته القائلة أن البترول الموجود في مكامن الأرض يرجع نشأته إلى تأثير بخار الماء في الكربيدات المعدنية في الطبقات العميقة من الأرض و هذه النظرية أصبحت فيما بعد أساس النظريات الأخرى التي يؤيدها أكثر الباحثين القائلين بالنشأة المعدنية كما بيّن ( مواسان ) في إحدى تجاربه الطبيعية أن نشأة البترول ممكنة على شكل آخر إذ أنه استحصل في عام 1896 بمعاملة الاستلين مع بعض المعادن المرجعة كالحديد و الكوبالت و النيكل على سوائل غنية بالفحوم الهدروجينية لم تقتصر الأبحاث على هذه الاكتشافات بل أخذ بعض العلماء اتباع الوسائل للحصول على أنواع متعددة من البترول لا حصر لها للبرهان على النظرية القائلة بالأصل المعدني النظرية القائلة بالأصل العضوي : إلى جانب أبحاث العلماء للبرهان على الأصل المعدني للبترول أخذ فريق آخر يوالي أبحاثه للبرهان على نشأة البترول من أصل عضوي نباتي أو حيواني أو فطري فقد استحصل العالم ( لوران ) على فحوم هيدروجينية بتقطير بعض الحموض الدسمة و تسليط بخار الماء الساخن عليها كما تم الحصول في شروط مختلفة باستعمال أنواع أخرى من المواد الدسمة و السيللوز النباتي على فحوم هيدروجينية من الأنواع نفسها و لقد برهن العالم ( ستاهل ) و من بعده ( كرايمر ) على أنه من الممكن الحصول على بعض أصناف البترول باستخدام بعض أنواع الشموع و الدهون المختلفة توجد في بعض الطحالب الدنيا التي تعيش في مياه البحيرات المالحة و الحلوة كما توجد في بعض الطحالب الصغيرة التي ما زلنا نشاهدها في المناطق المتجمدة القطبية و في بعض الحيوانت المجهرية التي تعيش في البحار حتى أعماق مئتي متر و هذه جميعها يمكن أن تشكل دون شك مصدراً أساسياً مهماً للمادة البترولية بعد أن اكتمل تراكمها في تجمعات هائلة في العصور الجيولوجية الأولى و أن ترسب هذه الطحالب مع بقايا حيوانية كبيرة غمرتها تربة الأرض و أوحالها و تعاونت عوامل الضغط و الاقليم و الحرارة الباطنية على تحويلها إلى النفط أدى بها إلى ايجاد مكامن هائلة في كثير من نواحي الأرض و شكلت خزانات بترولية لا يقدر لبعضها النفاذ قبل مئات من الأعوام على أن تفكك هذه المواد و انحلالها و تحولها إلى سائل بترولي لم يتم بقليل من الوقت و بتلك السهولة التي نتصورها فلقد تعاقبت ملايين السنين على هذه التحولات و حدثت انقلابات جيولوجية هائلة قبل أن تصبح مخزونات هذه المكامن مادة بترولية أو فحوماً هيدروجينية مختلفة اكتشفتها يد الإنسان لتخط بوساطتها صفحة جديدة من حياة هذه الأرض لقد أكدت التجارب المخبرية المختلفة و أثبتت بصورة قاطعة على أن سائر المواد العضوية حيوانية كانت أم نباتية يمكن أن تستحصل عن طريقها على فحوم هيدروجينية سائلة تشبه مجموعة الفحوم الهيدروجينية السائلة الموجودة في البترول و أن التحليل الضوئي الاستقطابي بوساطة جهاز الاستقطاب الضوئي أثبتت أن الاتجاه الضوئي للبترول المستحصل عن طريق عضوي في المخابر العلمية هو الاتجاه نفسه الناتج عن البترول الطبيعي كما أثبتت التجارب المخبرية أيضاً وجود عناصر مختلفة تتميز بها بعض التركيبات العضوية كالآزوت و الكبريت و الأوكسجين و الفوسفور و اليود كما شوهدت في بعض السوائل البترولية المستخرجة آثار كثيرة لبعض الكائنات النباتية و الحيوانية الصغيرة المتحللة في البترول و هي ما تزال محتفظة بأشكالها الطبيعية و يلاحظ أن المياه المالحة ترافق دوماً وجود البترول و قد بيّن العالم ( ميرازيك ) أن أصل هذه المياه بحري و هي من بقايا الأحواض التي أدت إلى تششكل هذه الترسبات العضوية الهائلة و هي التي سهلت نشأة كثير من الفحوم الهيدروجينية المعروفة من بترول و سواه إن وجود اليود في المركبات البترولية دليل آخر على المنشأ العضوي لأن اليود موجود في المواد العضوية حيوانية كانت أو نباتية و لربما ظهر اليود في حالته الطبيعية مع البترول نتيجة لتحلله من مركباته خلال التطور البطيء في تحول المواد العضوية إلى فحوم هيدروجينية لقد استقرت آراء العلماء على أن نشأة اليترول و أصله لابد أن يكون من مواد عضوية لأنه لا يعقل و لا يمكن الحصول على تلك المجموعات الهائلة من المكامن في ظروف طبيعية و كيميائية معقدة إلا بالاستناد إلى مواد أولية هائلة تخزنها الطبيعة و لا يوجد في الطبيعة إلا المواد العضوية فقط من نباتية و حيوانية تخزنها الطبيعة بهذا الشكل الهائل و لعلنا إذا عدنا إلى العصور الجيولوجية الأولى لتذكرنا أن الأرض كانت في بعض فتراتها مغطاة بأشجار من نوع السرخس و نباتات لولبية لا حصر لها و كانت مياها تزخر بحيوانات و طحالب لا مثيل لها اليوم في عصر كانت فيه حرارة الأرض غير حرارتها اليوم و في ظروف نشأت فيها هذه المواد العضوية لا يمكن أن تحدث اليوم إن آثار هذه العصور الأولى نراها بشكل بقايا بترولية في باطن الأرض كفحوم هيدرروجينية أو فحوم تضمها مناجم و عروق واسعة في الأرض لا تزال آثار هذه النباتات الأولى ماثلة فيها تركيب البترول أثناء عمليات التصفية، يتم فصل الكيماويات المكونة للبترول عن طريق التقطير التجزيئي، وهو عملية فصل تعتمد على نقط الغليان النسبية (أو قابلية التطاير النسبية). المنتجات المختلفة (بالترتيب طبقا لنقطة غليانها) بما فيها الغازت الخفيفة (مثل: الميثان، الإيثان، البروبان) كالتالي: البنزين، وقود المحركات النفاثة، الكيروسين، الديزل، الجازولين، شموع البرافين، الأسفلت، وهكذا. والتقنيات الحديثة مثل فصل الألوان الغازي، ، فصل ألوان غازي-مطياف كتلة، يمكن أن تفصل بعض الأجزاء من البترول إلى مركبات فردية، وهذه طريقة من طرق الكيمياء التحليلية، تستخدم غالبا في أقسام التحكم في الجودة في مصافي البترول. ولمزيد من الدقة، فإن البترول يتكون من الهيدروكربونات، وهذه بدورها تتكون من الهيدروجين، والكربون، وبعض الأجزاء غير الكربونية والتي يمكن أن تحتوي على النيتروجين، الكبريت، الأكسجين، وبعض الكميات الضئيلة من الفلزات مثل الفاناديوم أو النيكل، ومثل هذه العناصر لا تتعدى 1% من تركيب البترول. وأخف أربعة ألكانات هم: ميثان إيثان >، بروبان بيوتان وهم جميعا غازات. ونقطة غليانهم -161.6 C° و -88 C° و -42 C° و -0.5 C°، بالترتيب F°) مدى السلاسل C5-7 كلها خفيفة، وتتطاير بسهولة، نافثا نقية. ويتم استخدامهم كمذيبات، سوائل التنظيف الجاف>، و يتم استخدم زيوت الوقود الأثقل من ذلك في محركات السفن. وجميع هذه المركبات البترولية سائلة في درجة حرارة الغرفة. زيوت التشحيم والشحم شبه الصلب (بما فيه الفزلين) تتراوح من السلاسل الأعلى من تكون صلبة، بداية من شمع البرافين، ثم بعد ذلك القطران، القار، الأسفلت. مدى درجات الغليان لمكونات البترول تحت تأثير الضغط الجوي في التقطير التجزيئي بالدرجة المئوية: • إثير بترول: 40 – 70 C° يستخدم كمذيب • بنزين خفيف: 60 – 100 C° يستخدم كوقود للسيارات • بنزين ثقيل: 100- 150 C° يستخدم كوقود للسيارات • كيروسين خفيف: 120 – 150 C° يستخدم كمذيب ووقود للمنازل • كيروسين: 150 – 300 C° يستخدم كوقود للمحركات النفاثة • زيت الغاز: 250 – 350 C° يستخدم كوقود للديزل / للتسخين • زيت تشحيم: > 300 C° يستخدم زيت محركات • الأجزاء التبقية: قار، أسفلت، وقود متبقي مراحل تواجد النفط : 1 – مرحلة التكوين : وهي المرحلة الأولى من مراحل تواجد النفط يتم فيها تكوين المادة للنفط في وجود عناصر ثلاثة يشترط توافرها وهي : أ – المـادة العضويـة بتركيزات عاليـة فـي طبقة من الصخور وتسمى هذه الصخور " بصخور المصدر " ب- حرارة . ج – ضغط . حيث يتوافر كل من الضغط والحرارة المناسبة في الأعماق الكبيرة . مرحلة الهجرة : في هذه المرحلة يهاجر النفط من مناطق تكونه ( صخور المصدر ) حيث الضغوط المرتفعة متجها إلى مناطق أخرى حيث الضغط الأقل وتتطلب هـذه المرحلة توافر عنصرين أساسيين وهما : فرق في الضغط : وهي القوة المسئولة عن حركة هذه الموائع . قنوات متصلة مع يعضها البعض تمثل المسامات والمنافذ , إضافة إلى الكسور والشقوق في الصخور وهـي جميعها تمثل ممرات صخرية تسمح بمرور النفط من خلالها في اتجاه أفقي أو رأسي ( هجرة أفقية ، هجرة رأسية ) . مرحلة التجمع : وهـي المرحلة الأخـيرة والمسئولة عـن تجمع النفط بكميات كبيرة غالباً ما تكون اقتصادية ، ولتجمع النفط لابد من وجود نظام صخري يعمل عـلى منع استمرار هجرة النفط وتجمعه في نطاق هذا النظام ، ويسمى هذا النظام بالمصيدة النفطية . • عناصر المصيدة النفطية : صخور الخزان : وهي عبارة عـن طبقـة صخريـة ذات مسامية ونفاذية عالية ، ليسمح الصخر باحتواء النفط داخله ، حيث أن المسامية هـي الحجم الكلي للفراغات بالنسبة لحجم الصخـر ، بينما النفاذية هي قدرة الصخر على امرار المائع من خلاله ، كما هو في الحجر الرملي . صخر الغطاء : وهو عبارة عن طبقة صخرية غير منفذة تعلو صخر الخزان لتمـنع الهجرة الرأسية للنفط مثل الطفل ، صخور الجبس اللامائية . تركيب صخري : وهو عبارة عن تركيب جيولوجي يشمل صخر الخزان والغطاء الصخري بطريقة مناسبة تمنع استمرار هجرة النفط سواء الرأسية أو الأفقية ، مثل المصيدة القبوية (تركيبة) أو مصيدة عدم التوافق ( طبقية ) . تواجد النفط : أن تجمع النفط بكميات اقتصادية في طبقة المكمن بعد تكوين المصيدة النفطية ، يعطيها صفـة المصيدة النفطية . أنواع المصائد النفطية : المصيدة القبوية : وهي عبارة عن طية محدبة مغلقة من اتجاهاتها الأربعة ، حيث يتجمع النفط في قمة هذه الطية بسبب أنها تمثل اقل قيمة للضغط في هذا التركيب . انظر الشكل التالي : المصيدة الصدعية : وهـي عبارة عن مصيدة نفطية تكونت بسبب صدع ذو رمية كافية لان تضع صخور غير منفذة على أحد جانبي الصدع مقابلة لصخور الخزان على الجهة الأخرى من الصدع ، مما يؤدى إلى منع استمرار هجرة النفط . انظر الشكل التالي : مصيدة عدم التوافق : أن الأسطح الناتجة عـن انقطاع الترسيب والمتواجدة بين الطبقات الصخريـة تسمى بأسطح عـدم التوافـق ، وقـد تساهم هذه الأسطح في تكون مصيدة نفطية حيث تضع صخور خزان تابعة لعصر جيولوجي معين مقابلة لصخور غير منفذة وتابعة لعصور جيولوجية أحدث . مصيدة طبقية) سحنية ) : وفي هـذا النوع مـن المصائد نجـد أن سحنة طبقة الخزان تتغير أفقيا وبالتدريج من صخور مسامية منفذة إلى صخور عديمة النفاذية مما يؤدي إلى تكون حاجز سحني يمنع استمرار هجرة النفط . انظر الشكل التالي : الحفر واستخراج النفط : تعتبر عملية الحفر من أهم وأخطر العمليات والأكثر كلفة ، وهي التقنية الوحيدة لاستخرج النفط من باطن الأرض ، وتتم عملية استخراج النفط عن طريق أربع مراحل أساسية هي : 1 – حفر آبار النفط Oil Well Drilling يتم حفر آبار النفط بواسطة الحفر الرحوي ( Rotary Drilling ) التي تستخدم منصة الحفر التي يمكن وصفها باختصار فيما يلي : جهاز الحفر الرحوي منصة الحفر : تستخدم منصة الحفر في عملية الحفر الدوراني وهي تتكون مـن أجزاء أساسية تساعد في عملية الحفر : أ – برج الحفر : وهو عبارة عن برج معدني منتصب فوق منصة عريضة أفقية ويستخدم هـذا البرج في عملية تثبيت أعمدة الحفر رأسيا وتوصيلها ببعضها ، ثم دفعها إلى أسفل بطريقة حلزونية ب – أعمدة الحفر : وهي أعمدة معدنية صلبة جداً تنتهي أطرافها بوصلات لتوصيلها ببعضها لتشكل عمود أطول ، وتتميز أعمدة الحفر بأنها مجوفة لتسمح بمرور طين الحفر بداخلها . ج – رأس الحفر ) المثقاب ) : وهو عبارة عن كتلة معدنية مصنعة بأشكال هندسية مختلفة ، ذات حواف حادة قـد تكون عـلى شكل مسننات تعمل على تفتيت الصخور وهـي مجوفة وتحتوي على فتحات فـي الأسفل تسمح باندفاع طينة الحفر خلالها إلى تجويف الحفرة . طينة الحفر . وهي عبارة عن مواد كيميائية مطحونة تخلط بالماء لتكون سائل غليظ . وأثناء عملية الحفر يتم ضخ هذا السائل بواسطة مضخات ضخمة من خلال التجويف في داخـل أنابيب الحـفر ليصل إلى رأس الحفر ، ويخرج من خلال فتحات ليندفع في قاع البئر صاعداً إلى أعلى حتى يصل إلى السطح حامـلاً معه الفتات الصخري الناتج من عملية الحفر ، وعلـى السطح يمر الطين على مرشح يفصل الفتات الصخري عن الطين . ومن ثم يدفع الطين مرة أخرى إلـى تجويف أنابيب الحفر ليعاود الكرّة ويكون ما يعرف بدورة طين الحفر . ويمكن تلخيص فوائد استخدام طين الحفر فيما يلي : تبريد معدات الحفر حيث ترتفع درجة حرارتها بسبب احتكاكها***61558; بالصخور أثناء الحفر . إخراج الفتات الصخري الناتج من عملية الحفر أثناء***61558; اندفاع الطين من قاع البئر إلى السطح . يزيد من تماسك جدار الحفر ليمنع انهيار***61558; جدران الحفرة أثناء الحفر . تفادي خروج الغازات أو السوائل الموجودة تحت ضغوط***61558; عالية في باطن الأرض ، التي قد تؤدي إلى حالة انفجار في البئر وذلك عن طريق موازنة وزن عمود الطين الموجود في الحفر لضغط الغازات والسوائل في الطبقات الصخرية . تبطين البئر عنـد وصول الحـفر إلـى أعمـاق معينة يتم تبطين البئـر بأنبوب فولاذي يسمى أنبوب البطانة يتم إنزال هذا الأنبوب من قمة البئر إلـى قاعة ويثبت بضخ نوعية خاصة مـن الأسمنت بين جدار البئر وأنبوب البطانة تعمل علـى تثبيت الأنبوب فـي الجدار . يمنع هذا الأنبوب من انهيار البئر ، وكذلك يمنع ضياع الطين أثناء ارتفاعه إلى سطح الأرض وذلك بتخلله خلال جدران البئر ( خاصة إذا كانت الصخور مسامية نفاذة ) أو خلال تجاويف كهفيه قد تكون موجودة في بعض مناطق الحفر . وكذلك فإن هذا الأنبوب يمنع تسرب المياه الجوفية من طبقات الأرض الحاملة إلى البئر . ويكون قطر أنبوب الطي كبيرا عند القمة ويصغر بالتدريج إلى أعماق أكبر . وقبل البدء في حفر مرحلة جديدة من البئر يوصل أنبوب التبطين بعد تثبيته بالإسمنت ، برأس البئر تحت منصة برج الحفر ، ويتألف رأس البئر من مجموعة من الشقف والوصلات والصمامات يوصل بأعلاها جهاز مانع الانفجار الذي يمكن بواسطته منع خروج الغاز أو النفط أو الماء أثناء الحفر حتى تتم عمليات الحفر والتبطين وغيرها في أمان . 3 تثقيب أنبوب الحفر : عند انتهاء الحفر والتأكد من الوصول إلى الطبقات الحاملة للنفط يتم إنزال شحنة متفجرات معينة تحدث انفجارا محدودا يسمح بتثقيب أنبوب الحفر واتساع الشقوق في صخور المكمن ، وقد تتم عملية التثقيب في عمقين مختلفين في البئر نفسه ، وبهذا تصبح البئر مزدوجة الإنتاج كما في الشكل وإذا لم يكن تدفق النفط مناسبا فإنه يتم إنزال كمية من حمض الهيدروكلوريك خاصة في الطبقات الجيرية لزيادة نفاذية الصخور ، وقد يتم تصديع الطبقة الصخرية باستخدام ضغط عال لتسمح بنفاذ النفط إلى قاع أنبوب الحفر . وبعد تثقيب البئر يتم إنزال أنبوب قطره حوالي ثلاث بوصات داخل البئر ، فإذا كانت البئر مزدوجة الإنتاج ، يتم إدخال حشوة بين أنبوب الإنتاج وأنبوب الطي فوق منطقة الإنتاج السفلي فيتدفق النفط من هذه الطبقة خلال هذا الأنبوب . وأما إنتاج المنطقة الأعلى فيتدفق من الفراغ بين أنبوب الإنتاج وأنبوب الطي كما يرى في الشكل . شجرة عيد الميلاد أثناء عمليات الحفر يكون البئر مملوءا بطين حفر ثقيل حتى يتغلب على الضغط الممكن . وهذا يسمح عند انتهاء عمليات الحفر ومتطلباتها برفع مانع الانفجار بدون خطورة . ثم يركب رأس البئر ويوصل بأنبوب الإنتاج وأنبوب الطي عند قمة البرج . ورأس البئر عبارة عن مجموعة من الصمامات والوصلات يمكن بواسطتها التحكم في تدفق النفط ، ويسمى رأس البئر في هذه الحالة بشجرة عيد الميلاد. انظر الشكل . ويزاح الطين بعد ذلك من أنبوب الطي بضخ الماء حتى يصبح الماء أقل من ضغط النفط في الطبقة المنتجة وعند ذلك يدفع مخلوط النفط والغاز أمامه من الماء وتبدأ البئر في الإنتاج . أكثر البلاد إنتاجا للبترول : المملكة العربية السعودية (أوبك)، روسيا ، الولايات المتحدة ، إيران (أوبك) ، المكسيك ، الصين ، النرويج ، كندا ، فينزويلا (أوبك) ، الإمارات العربية المتحدة (أوبك) ، الكويت (أوبك) ، نيجيريا (أوبك) ، المملكة المتحدة ، العراق الترتيب عل حسب كمية التصدر لعام 2022: المملكة العربية السعودية (أوبك) ، روسيا ، النرويج ،إيران (أوبك) ، الإمارات العربية المتحدة (أوبك) ، فينزويلا (أوبك) ، الكويت (أوبك) ، نيجيريا (أوبك) ، المكسيك الجزائر (أوبك) ، ليبيا (أوبك)