علو الهمة:
القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ .و…هي تحكي ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير –
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,
تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون
فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟
…فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضا جدلاً أني خليفة ..
فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة , وهام محمد في أحلام اليقظة .
وتخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ؟
فقال : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل : إسطبلاً من الخيل ,
وماذا بعد , قال الرجل : أريد مائة جارية … وماذا بعد أيها الرجل , قال مائة ألف دينار ذهب .
ثم ماذا بعد , يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .
كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ,
ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة
ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ,
وهو ينفق بعد أن كان يطلب ,
وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال
ماذا تريد أيها الرجل . فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ,
والحمار لا يصلح أن يكون خليفة …..
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟
فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,
فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,
فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة
فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء
وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة
وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال
من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
…
وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة ,
فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود .
توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى
حيث قرر أنه يجب بيع الحمار
وفعلاً باع الحمار
وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد .
يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط –
تخيلوا .. أخواني … أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .
ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله
وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ,
وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة .
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً
ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه…
فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية ,
وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .
وكان محمد ابن أبي عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها
ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية
وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد
ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ,
وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,
وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ,
وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ,
واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .
أخواني … أخواتي ..
القصة لم تنتهي بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار
والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..
تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا
فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .
أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان …
العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..
بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,
أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..
قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..
قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد …
قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ؟
قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,
قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة
وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر
فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا
ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل حدائق غنّاء ,
فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .
وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل
قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد ؟
قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟
قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ,
قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .
قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع – يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .
ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟
قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ,
قال : لا و الله حتى تخبرهم
قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ,
قال حتى تخبرهم . فقال الرجل
قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء
وأمر منادي ينادي في الناس
أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم
( أن الله على كل شيء قدير .. )
الأندلس تاريخ وحضارة
الأندلس قبل الإسلام
تشير الأدوات الحجرية ورسوم الكهوف إلى أن الإنسان استوطن شبه جزيرة أيبريامنذ أكثر من 10,000 سنة.
وقد أقام الفينيقيون مدنا على السواحل. ثم ضمهاالرومان إلى إمبراطوريتهم، حتى غزاها القوط الغربيون (Visigoth) حوالي عام 450
ضمن اجتياح مختلف قبائل البربر للإمبراطورية الرومانية. طرد القوطالغربيون قبائل الوندال البربرية إلى شمال أفريقيا.
جاء اسم الاندلس منكلمة "وندال "حيث اصبحت واندالش ومنها اندلس والاندلس هي كل ارض دخلهاالمسلمين في شبه جزيرة ايبيريا
حتى اصبحت في النهايه حوالي ثمان مدن
دخول المسلمين
في عام 711 م أرسل موسى بن نصير الوالي الأموي للمغرب القائد الشاب طارق بنزياد من طنجة مع جيش صغير من البربر والعرب
يوم 30 أبريل 711، عبر المضيقالذي سمي على اسمه، ثم استطاع الإنتصار على القوط الغربيين وقتل ملكهم
لذريق (Roderic or Rodrigo) في معركة جواداليتي في 19 يوليو 711.أو معركةوادى برباط في 28 رمضان 92هجرى
بحلول عام 718 سيطر الأمويون على معظمأيبريا عدا جيب صغير في الركن الشمالي الغربي حيث أسس النبيل القوطي بيلايو
مملكة أستوريا في نفس العام 718. واستطاع بيلايو الدفاع عن مملكته في وجهالمسلمون في معركة كوفادونجا عام 722،
ولجأ إلى مملكته المسيحيون الرافضونللحكم الإسلامي. تعتمد إسبانيا ذلك العام، 718، كبداية استرداد إسبانياللمسيحية (Reconquista).
التوسع الإسلامي :-
واصل المسلمون التوسع بعد السيطرة على معظم أبيريا لينتقلوا شمالا عبر جبالالبيرانيس حتى وصلوا
وسط فرنسا وغرب سويسرا. هـُزم الجيش الإسلامي فيمعركة بلاط الشهداء (تورز) عام 732 أمام قائد الفرنجة شارل مارتل.
فتحالبرتغال: أرسل القائد موسى بن نصير إلى إبنه عبد العزيز ليستكمل الفتوحاتفي غرب الأندلس حتى وصل إلى لشبونه عاصمه البرتغال الآن
أما موسى بن نصير وطارق بن زياد فقد لإتجاها شمالا إلى بارشلونه ثم سراقسطهثم شمال تجاه الوسط والغرب حتى إنتهى فتح كل الأندلس في 3 سنين ونصف
إمارة وخلافة قرطبة
تشمل هذة الفترة مما بين دخول عبد الرحمن الداخل إلى الاندلس 136 هجرية حتىسقوط الخلافة الاموية بعد اخر خليفة اموي
و هو المستكفي سنة 416 هجرية وانتهاء الدولة الاموية و بدء عصر ملوك الطوائف و قد تحولت هذة الدولة منامارة
إلى عهد عبد الرحمن الناصر الذي سمى الدولة بالخلافة .
ملوك الطوائــف
بسبب ضعف دول الطوائف عن الدفاع عن التراب الاندلسي ضد الهجوم الاسباني وسقوط طليطلة في ايدي الاسبان
طلب الاندلسيون المعونة من قائد المرابطين فيالمغرب الامير يوسف بن تاشفين ان يهب لمساعدة الاندلس
و انتهت مساعدتهبهزيمة كاسحة للاسبان في موقعة الزلاقة و استعادة بعض المدن لكنه فشل فياستعادة طليطلة
و القضاء على ملوك الطوائف و اصبحت الندلس تابعة لدولةالمرابطين في الاندلس الذين دافعو عن الاندلس ضد الاسبان
في عدة مواقع الاانهم فشلوا في الدفاع عن سرقسطة بقيام الثورة في المغرب بقيادة الموحدين وانهيار دولة المرابطون
تحولت تبعية الاندلس إلى الموحدين الذين حملو رايةالدفاع عن الاندلس في عدة مواقع اشهرها معركة الارك
و لكن جيوش الموحدين مالبث ان هزمت في موقعة العقاب على الرغم من ضخامتها و كبرها مما تسبب فيانهيار دولة الموحدين نهائيا
و مع انهيار الحكم الموحدي في الاندلس بدءتمرحلة جدية من الانهيار في الاندلس
مملكة الاندلــس
انهيار دولة الموحدين جعل الاندلس معرضة للهجمات الاسبانية دون حماية منالانهيار فسقطت العديد
من الحواضر الاندلسية الكبرى فريسة للاسبان و بداللعيان ان انسحاب العرب من الاندلس قد اصبح وشيكا
الا ان الله قيض للاندلسابن الاحمر ليحمي ما تبقى من التراث الاندلسي
في مملكة غرناطة اخر القلاعالعربية الباقية في الاندلس لمدة قرنين من الزمان
بحلول عام 718 سيطر الأمويون على معظم أيبريا عدا جيب صغير في الركنالشمالي الغربي حيث أسس النبيل القوطي بيلايو
مملكة أشتورية في نفس العام 718. واستطاع بيلايو الدفاع عن مملكته في وجه المسلمين في معركة كوفادونجاعام 722،
ولجأ إلى مملكته المسيحيين الرافضين للحكم الإسلامي. تعتمدإسبانيا ذلك العام، 718، كبداية الاسترداد (Reconquista).
بدات حضارة المسلمين فى الأندلس عبر ثمانية قرون من الزمان.. منذ أن فتحهاطارق بن زياد وموسى بن نصير سنة (92هـ)
وحتى سقوط مملكة غرناطة آخر دولالإسلام بالأندلس سنة (897هـ)، وقد تعاقب على حكم الأندلس خلال هذه الفترةستة عصور تاريخية وهى :
1- عصر الولاة من سنة (95هـ) إلى سنة (138هـ)
2- الـدولة الأموية بالأندلس من سنة (138هـ) إلى سنة (422هـ)
3-عصر ملوك الطوائف من سنة (422هـ) إلى سنة (484هـ)
4- المرابطون بالأندلس من سنة (484هـ) إلى سنة (540هـ)
5- الموحدون بالأندلس من سنة (541هـ) إلى سنة (633هـ)
6- دولة بنى الأحمر فى غرناطة من سنة (636هـ) إلى سنة (897هـ)
ورغم ما كان يفصل بين هذه الدول والعصور من فواصل زمنية ومكانية إلا أنهاكانت ترتبط جميعًا بحضارة واحدة
ذات قيم خالدة وهى الحضارة الإسلامية التىكانت بحق إنسانية عالمية، قامت على الوحدانية فى العقيدة،
والاستقامة فىالأخلاق، وأثبت التاريخ الأندلسى أنها حققت المساواة العنصرية والتسامحالدينى بين عناصر المجتمع
هذا غير ما كان يميزها من وعى بالزمن ورفقبالحيوان ونبدأ الحديث عن عصور الأندلس بعصر الولاة الذى برز فيه عبدالرحمن الغافقى
الذى واصل الفتوح فى أوربا حتى وصل بالقرب من باريس إلى أنأوقفه التحالف الصلبى، وهزمه فى معركة بلاط الشهداء،
ثم تأتى الدولةالأموية بالأندلس والتى تعد أزهى العصور جميعًا وأطولها، وقد أسسها عبدالرحمن الداخل المعروف (بصقر قريش)،
وقد قام بأعمال عسكرية كثيرة حتى يوطدحكمه فى قرطبة، ثم بدأ يسيطر على ما حولها من مدن الأندلس،
وقد تعاقب علىحكم الدولة بعده تسعة حكام، هم على الترتيب:
1- هشام الأول بن عبد الرحمن حكم فى الفترة من (172هـ) إلى سنة (180هـ)
2- الحكم بن هشام حكم فى الفترة من (180هـ) إلى سنة (206هـ)
3- عبد الرحمن الأوسط بن هشام حكم فى الفترة من (206هـ) إلى سنة (238هـ)
4- محمد بن عبد الرحمن حكم فى الفترة من (238هـ) إلى سنة (273هـ)
5- المنذر بن محمد حكم فى الفترة من (273هـ) إلى سنة (275هـ)
6- عبد الله بن محمد حكم فى الفترة من (275هـ) إلى سنة (300هـ)
7- عبد الرحمن الثالث الناصر بن محمد حكم فى الفترة من (300هـ) إلى سنة (350هـ)
8- الحكم بن عبد الرحمن حكم فى الفترة من (350هـ) إلى سنة (366هـ)
9- هشام الثانى بن الحكم حكم فى الفترة من (366هـ) إلى سنة (399هـ)
وفى عهد هشام الثانى استولى على الحكم المنصور بن أبى عامر إلى أن أسقطتالدولة الأموية عام (422هـ)،
وبدأ عصر ملوك الطوائف، وقد كان لعبد الرحمنالداخل -مؤسس الدولة- جهود حضارية متميزة، فقد جمل مدينة قرطبة
وأحاطهابأسوار عالية، وشيد بها المبانى الفخمة والحمامات والفنادق، ومن منشآت عبدالرحمن المهمة جامع قرطبة
الذى لا يزال ينطق حتى الآن بالعظمة والجلال، ثمنأتى إلى فترة حكم عبد الرحمن الناصر الذى يعد عصره
أزهى عصور الأندلسجميعًا، فقد حكم الأندلس خمسين عامًا أثبت خلالها أنه أكفأ الحكام، وأحرزنجاحًا تامًا
فى ميدان السياسة والحضارة، وكانت قرطبة فى عهده تضاءبالمصابيح ليلا لمسافة 16 كم2، وكانت مبلطة ومحاطة
بالحدائق الغناء. وفىسنة (422هـ) سقطت الدولة الأموية بالأندلس لتبدأ عصور الضعف بعصر دول ملوكالطوائف،
فقد توزعت الأندلس على الأمراء فبنى كل منهم دويلة صغيرة، وأسسفيها أسرة حاكمة من أهله وذويه، وبلغت هذه الدويلات
أكثر من عشرين دويلةكان يسودها الاضطراب والفوضى والفتن، وكانت هذه فرصة سانحة لكى يقوى شأنالنصارى الإسبان،
وكان الفونس أمير النصارى يفرض إتاوات على بعض الإماراتالتى تطلب مساعدته. وتفاقم الأمر بسقوط طليطلة فى يد النصارى سنة (478هـ)
فأسرع المعتمد بن عباد أمير دولة بنى عباد يستنجد بدولة المرابطين فىالمغرب، واتفق مع يوسف بن تاشفين
على مواجهة النصارى، وبالفعل استطاعالمسلمون تحقيق نصر عسكرى كبير على النصارى فى موقعة الزلاقة،
وما لبثالمرابطون حتى استولوا على حكم الأندلس، وهى دولة مجاهدة استطاعت إنقاذالأندلس من السقوط فترة ليست بالقليلة
من الزمن حتى ضعفت وتهاوت لترثهادولة الموحدين الذين واصلوا حماية الأندلس بانتصارهم على النصارى فى موقعةالأرك،
واستمرت الأعمال العسكرية بينهما حتى أخذ الموحدون ضربة قاسيةبهزيمتهم فى معركة العقاب، وكانت هذه الهزيمة
من أسباب تحطيم الوجودالإسلامى فى الأندلس كلها فقد سقطت دولة الموحدين وسقطت إشبيلية، وتهاوتكثير من المدن الأندلسية أمام زحف النصارى،
فقد سقطت سرقسطة سنة (512هـ)،وبعدها مرسية سنة (633هـ) وتبعتها المرية، ومالقة، وبلنسية، وأشبونة وأصبح
حكم المسلمين محصورًا فى غرناطة التى أسس عليها بنو الأحمر أو بنو نصر دولةحكمت قرابة قرنين ونصف من الزمان
حتى تهاوت هى الأخرى وبسقوطها تم سقوطالأندلس سنة (897هـ)
والآن يسرنى أن أصحبكم فى جولة سريعة لنطالع روائع الحضارة الإسلامية فىالأندلس عبر العلوم والفنون والآثار
وأبرز ما نشاهد بالأندلس هذه الإنجازاتالمبهرة فى العمارة فلا يزال العالم يشاهد وبإعجاب قصور المعتمد بن عباد فىإشبيلية،
وقصر الحمراء فى غرناطة الذى كتب عنه الشاعر الفرنسى الشهيرفيكتورهوجو قصيدة طويلة مطلعها:
"أيتها الحمراء.. أيتها الحمراء.. أيهاالقصر الذى زينتك الملائكة كما شاء الخيال وجعلتك آيه الانسجام.. أيتهاالقلعة ذات الشرف المزخرفة
بنقوش كالزهور والأغصان المائلة إلى الانهدام.. حينما تنعكس أشعة القمر الفضية على جدرك من خلال قناطرك العربية
يسمع لك فىالليل صوت يسحر الألباب".
ومن القصور إلى المساجد فنشاهد روائع فن العمارة فى: مسجد قرطبة الجامعوجامع الموحدين بإشبيلية، والمسجد الجامع بالمرية،
وقد اهتم حكام الأندلسبالعمارة الحربية فبنوا الأسوار والقلاع والقناطر، ولعل أبرز مثال نشاهدهفى ذلك أسوار قرطبة،
وقناطر طليطلة. وكان الطراز الأموى بالأندلس هو أبرزسمات الفن الأندلسى، ومن خلاله برع الأندلسيون فى فنون النحت على الخشب،
وزخرفة الخزف والنسيج إلى جانب التحف المعدنية الرائعة. وافتحوا معىعقولكم، وركزوا أسماعكم معى
ونحن نتحدث عن أروع صفحات الحضارة الإسلامية فىالأندلس فى مجال العلوم. فقد بدأت الحركة العلمية فى الأندلس
منذ استقرارالمسلمين على أرضها، وكانت أهم ملامح هذه الحركة تشجيع الحكام والأمراء علىالتعليم، وبناء المدارس والمكتبات،
وكان بعض الحكام يدفعون الأموالالطائلة لشراء الكتب، وتشجيع
الحركة العلمية التى قامت على أسس إسلامية ومنهج تجريبى فى العلوم، فشهدتالأندلس نهضة شاملة فى العلوم النظرية والعملية
فى الوقت الذى كانت فيهأوربا تتخبط فى ظلام الجهل والتخلف إلى أن بدأ أنتقال الحضارة الإسلاميةإلى أوربا شيئًا فشيئًا
من خلال الترجمة. ونبدأ بالعلوم النظرية فقد برع فىعلوم القرآن وعلم الحديث الشريف عدد كبير من العلماء،
ولعل أشهرهم الإمامالقرطبى صاحب كتاب "الجامع لأحكام القرآن"، وفى الفقه شهدت الأندلسانتشارًا كبيرًا لمذهب الإمام مالك بن أنس
ثم تبعه المذهب الشافعى، ولعلأجمل ما يدرس فى العلوم النظرية الأدب الأندلسى الذى ازدهر مع تطور البحثفى علوم اللغة العربية،
ولا ننسى الفلسفة وعلم الكلام، فقد برز فيهاالفيلسوف الشهير ابن رشد، وأما فى التاريخ والجغرافيا فقد برع كثير منالعلماء
ومنهم: ابن الفرضى ومحمد بن الحارث الخشنى، وأما فى العلوم العمليةفقد كان من أوائل من اشتغل بالرياضيات والكيمياء فى الأندلس
أبو القاسمالمجريطى كما برع عباس بن فرناس فى علم الهندسة، وهو أيضًا صاحب أول محاولةللطيران،
ونبغ فى علم الفلك أبو عبيدة القرطبى، ولا ننسى أن نشير إلى أشهرأطباء الأندلس أبو القاسم الزهراوى الذى برع فى الطب والصيدلة،
وبرع فيهماأيضًا الطبيب العلامة ابن البيطار الذى اشتهر بدراسة النبات وساهم فى تقدمالزراعة بالأندلس،
ومن الجدير بالذكر أن هذه النهضة العلمية واكبتها نهضةإدارية من خلال عدد من المؤسسات والنظم الرائدة فى الحكم
ومنها الإمارةو الوزارة، وقد تطورت أنظمة القضاء والشرطة والحسبة. وقد عمل حكام الأندلسعلى تنظيم جيش قوى
وأسطول بحرى يساعده تقدم ملموس فى الصناعات المختلفة،وقد وقف خلف كل هذه الإنجازات المئات من أعلام المسلمين
بالأندلس والذين لايتسع المجال لذكرهم.
تحياتي
م
ن
ق
و
ل
شكرا فاروق موضوع رائع
ايها الشرير ههههههههههههه اي قصة برك
موضوع في القمة شكرا جزيلا
مكة
مكة أولا : الجانب التاريخي: أ- مصدر أسم مكة المكرمة : مكة المكرمة مدينة قديمة و لها جذور عميقة في التاريخ و لقد تعدد أسمها حسب الفترات الزمنية ،و لعل أسمها مشتق من كلمة ( بك ) السامية التي تعني الوادي(فروج:109) فقد ورد اسم مكة بلفظ بكة في قوله تعالي في سورة آل عمران ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدي للعالمين) ". ولعل أول إشارة وردت في الكتابات القديمة عن مكة المكرمة ما ذكره بطليموس الذي عاش في القرن الثاني الميلادي فقد ذكر اسم مدينة (مكربة)و قد ذهب الباحثون أن هذه المدينة ما هي الإ مكة المكرمة(عوض الله ،1398:35). و قد أورد ياقوت الحموي في معجمه روايات عديدة عن (الحموي، دت:182)تسمية مكة المكرمة منها أنها سميت مكة من : * مك القدي أي مصه لقلة مائها. * إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضريع أمه فلا يبقي شيئا. * لأنها تمك من ظلم أي تقصمه و ينشد قول بعضهم: يا مكة الفجر مكي مكا و لا تمكي مدجحا و عكا. ب-السكن في مكة المكرمة: تاريخ مكة المكرمة عبر العصور حتى فجر الإسلام: * عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام: من المرجح أن بدء السكنى بمكة المكرمة يرجع إلى أيام سيدنا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام و هذا يعني القرن التاسع عشر قبل الميلاد.قال تعالي (في سورة إبراهيم، آية 37)"ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) و قد استجاب الله عزوجل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ،فعندما نفد ما كان لدي إسماعيل عليه السلام و والدته هاجر من زاد و ماء تفجر ماء زمزم من تحت قدمي إسماعيل عليه السلام و وفدت القبائل إلى مكان الماء.(الشريفي،،1969م:10) * مكة في عهد خزاعة: في أواخر القرن الثالث الميلادي تقريباً استطاعت خزاعة بزعامة ربيعة بن الحارث أن تتولى أمر مكة المكرمة ، وخلفه عمرو بن لحي الخزاعي و الذي يعتبر من أوائل من بدل دين إبراهيم عليه السلام بالوثنية.(السباعي،دت:23) * مكة المكرمة في عهد قريش: انتقل أمر مكة المكرمة من يد خزاعة إلى قريش بعد تحكيم يعمر بن عوف بن كعب ابن الليث و ذلك بسبب كثرة الصراع الذي حدث بين خزاعة، حيث حكم يعمر بن عوف بحجابة البيت و أمر مكة المكرمة لقصى دون خزاعة و أن لا تخرج خزاعة من مسكنها من مكة المكرمة (الفاسي،،دت:143).و لعل من أهم الأحداث التي حدث في هذا العصر هو قدوم أبرهة الأشرم لهدم البيت الحرام سنة 571م و الذي سمي بعام الفيل و هي السنة التي ولد فيها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .( زيادة:دت:123) * مكة المكرمة في عهد النبوة: لاشك أن ظهور الرسول صلى اله عليه و سلم كان أكبر الأثر في تغير الحياة في مكة المكرمة و في العالم حيث أمر بطلب العلم و حث عليه و يكفي أن أول آية نزلت في القران تحث عل العلم و هي سورة إقراء،كما غير الرسول صلى الله عليه و سلم كثير من الأمور الاجتماعية فمثلاً ألغي وأد البنات و حدد تعدد الزوجات و نظم شئون الزواج و الطلاق و قضى على القبلية (السباعي،دت:62).و قد أصبحت مكة المكرمة مهد العلم حيث كان بعض أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم كابن مسعود ، و بن عباس ،و أبي ذر الغفاري ، وابن عمر و أبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين يترددون إليها بعد الفتح و كانت مكة المكرمة تستفيد من علومهم .(المرجع السابق) * مكة المكرمة في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم: أصبح المسجد الحرام مزدحما بحلقات رجال الحديث و القراء و أصحاب الفتوى، و في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول توسعة للمسجد الحرام حيث شملت إضافة أسوار و أبواب للحرم و كان ذلك عام17 هـ ، ثم قام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجديد المسجد الحرام و توسعته و أحد فيها رواقا مسقفا و كسا الكعبة بالقباطي.(السباعي،دت:84) * مكة المكرمة في العهد الأموي: بدأت الخلافة الأموية في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي تولي الحكم سنة 41هـ، و قام الأمويون بإصلاحات منها شق الطرق الاهتمام بالأمور الدينية و العلمية ، و في سنة 91هـ قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بتجديد المسجد الحرام و توسعته و تسقيف أروقته بالصاج المزخرف و جعل الأعمدة من الرخام.(السباعي،دت،130) * مكة المكرمة في العصر العباسي: أهتم العباسيين بعمارة المسجد الحرام حيث أمر أبو جعفر المنصوري بشراء الدور الواقعة شمال المسجد الحرام فزاد مساحة المسجد الحرام و أهتم بجمال المسجد حيث زين أسقف الرواق بأنواع من النقوش كما فرش الأرضية بالرخام ، وفي سنة160هـ أشتري زاد المهدي في مساحة الحرم و جعل دار القواير(و هي دار بنيت بالزجاج في باطنها و الفسيفساء في خارجها لنزل الرشيد بين الصفاء و المروة)و من أبرز الإصلاحات في العهد العباسي توسعة المسجد الحرام و تشجيع حلقات الدرس و العلم و العلماء. و قد حدث عدة ثورات من العلويين انتهت بالفشل. (السباعي،دت:ج1،158) * في عام 317هـ تمكن القرامطة من الاستيلاء على مكة المكرمة في موسم الحج ،و أخذوا معهم الحجر الأسود ، ثم أعادوه عام330هـ. * ثم حكم الخشيديون مكة المكرمة بين عام 331 إلى 357. * في عام 358 طرد جعفر بن محمد بن الحسين،و كون بذلك حكومة الطبقة الأولى من الأشراف.و يسمون بالموسويين ، نسبة إلى موسي الجوني. * الطبقة الثانية : وهم السليمانيون نسبة سليمان بن موسى الجون بن عبد الله بن المحض بن الحس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الذين أجلو جميع الموسويين.. * الطبقة الثالثة: الهواشم حصل الهواشم على حكم مكة المكرمة بعد أن أجلوا السليمانيون الذين استمر حكمهم لمدة عامين فقط وذلك بمساعدة "علي بن محمد الصليحي " حاكم اليمن، وستمر حكمهم إلى سنة 597هـ.(السباعي،دت:202) *الطبقة الرابعة "بنو قتادة": كان بني قتادة يسكنون البادية فلما كثر عددهم سار بهم قتادة إلى ينبع فاحتلها ، ثم تطلع إلى أمارة مكة المكرمة فسار إليها بجيش كبير فستولى عليها وأجلى منها بنوا هاشم سنة 597هـ وظلت هذه الطبقة في الحكم نحو سبعة قرون و نصف إلى أن أجلاهم السعوديون عنها.(المرجع السابق) * الحكم السعودي : في 17/3/1343هـ دخل الملك عبد العزيز يرحمه الله إلى مكة المكرمة وهو محرم ، وخطب في الناس الذين كانوا تجمعوا لاستقباله ( أمين أسعدج/166:2)و منذ ذلك الوقت و مكة المكرمة تعيش نهضة تعليمية و صحية و اجتماعية و اقتصادية و ثقافية لم يسبق لها مثيل . تعمير المسجد الحرام عبر التاريخوزارة الاعلام نشرة اعلامية،1411هـ) قال الله تعالى ( أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مبارك و هدى للعالمين)سورة آل عمران آية رقم 96 و لقد الله سبحانه و تعالى المسجد الحرام بهذا الاسم خمس عشرة مرة و ذكره بأسماء عديدة كلها تضح الناس ما ينبغي عليهم تجاه المسجد الحرام من احترام و إكبار لمكانته و فضله و شرفه. و كان نبي الله إبراهيم و ولده إسماعيل عليهما السلام أو من نزل بمكة المكرمة و قد رفعا عليهما السلام بأمر من الله عزوجل قواعد البيت الحرام. و قد ظل البيت الحرام تحيط به البيوت من جميع الاتجاهات من عهد إلى عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و خليفته سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه ثم بدأت الزيادات و قد تم ذلك على النحو التالي: زيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه و تمت سنة سبعة عشرة للهجرة النبوية المباركة. 2-زيادة عثمان بن عفان ذى النورين رضى الله عنه حيث جعل فيها رواقا مسقوفاً و كان ذلك سنة ست وعشرين للهجرة النبوية المباركة. 3-زيادة عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما التي تمت سنة 66 للهجرة. 4-زيادة الوليد بن عبد الملك عام(91) للهجرة ، حيث أضاف مساحات أخري إلى الحرم و جدد بناءه و أقام فيه أعمد من الرخام فكان أول من جعل في البيت أعمدة. 5-زيادة أبي جعفر المنصور عام(139هـ) التي أضيفت فيها مساحات أخري للمسجد ، و بعض الأروقة . 6-زيادة الخليفة العباسي المهدي سنة(160هـ) حيث زاد في المسجد الحرام من الجهتين الشمالية و الشرقية و في عام (164هـ ) أمر المهدي بتوسعة الحرم من الجهة الجنوبية . 7-في عام (284هـ)زاد الخليفة العباسي المعتضد بالله في مساحة المسجد و أضاف باب جديد يعرف باسم " باب الزيادة" 8-زاد الخليفة العباسي المقتدر بالله مساحة أخري إلى المسجد و تعرف هذه الزيادة بباب إبراهيم و كان ذلك عام(306هـ) و في عام (604هـ)شب حريق هدم جانباً من المسجد الحرام ثم جاء سيل أطفاء النيران و أوقف انتشارها، و اهتم حاكم مصر السلطان فرج بن برقوق بذلك فأمر بإصلاح الموقع المتهدم و أعاد بنائه علىأفضل صورة. 9-و في عام (979هـ) قام السلطان سليم العثماني بتجديد عمارة المسجد كاملاً. 10-التوسعة السعودية المباركة: كان في مقدمة اهتمامات الملك عبد العزيز يرحمه الله شئون الحرمين الشريفين حيث أذاع يرحمه الله بياناً في عام (1386هـ) يبشر المسلمين باعتزامه توسعه الحرمين الشريفين ، و بداء بالحرم النبوي الشريف. و في عام (1375هـ)بدأ العمل في توسعة المسجد الحرام و الذي يعرف بالتوسعة السعودية الأولى و كان ذلك في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله * التوسعة السعودية الجديدة: هدف مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لتوسعة المسجد الحرام المبارك أقصى توسعة ممكنة و ذلك لرفع طاقته الاستيعابية إلى أكبر حد ممكن و ذلك لتوفير مزيد من الأماكن للصلاة في المسجد أو فيما حوله من الساحات. و قد بلغة مساحة الإضافة (76,000)متر مربع و تتناول توسعة المسجد الحرام من الناحية الغربية من "السوق الصغير "باب العمرة و باب الملك مما يستوعب حوالي (140,000) مصلى ، في الطابق الأرضي و العلوي و السطح. ثانياً:الجانب الجغرافي: 1- الموقع الجغرافي: تقع مدينة مكة المكرمة على السفوح الدنيا لجبال السروات ، فهي تمثل نقطة التقاء بين تهامة وجبال السروات ، وبذلك فهي تقع في غرب شبة الجزيرة العربية "غرب المملكة العربية السعودية"وتقع على يعد75 كم شرق البحر الأحمر، كما تقع بجوارها إلى الجنوب الشرقي على بعد 80 كم تقريباً مدينة الطائف. الموقع الفلكي:تقع مكة المكرمة على دائرة عرض،19, 25،21 شمالا و خط طول 26، 59، 39 شرقاً وترتفع عن سطح الأرض بمقدار 300 متر عن سطح البحر. التضاريس : تضاريس مكة المكرمة عبارة عن مرتفعات جبلية ذات تركيب جرانيتي ويتراوح ارتفاعها ما بين 20 1912 متر فوق سطح البحر و تقع مكة المكرمة على سفوح هذه الجبال. البناء الجيولوجي : ذكر أحمد المهندس "أن منطقة مكة المكرمة تعد جزاء من الدرع العربي ، ومعظم صخورها نارية جوفية و الذي يغلب عليه نوع الصخور النارية الجرانيتية و التي يدخل في تركيبها الصخري الكوارتز ديورايث إلى التونالايت، كما يوجد بعض التكوينات الرسوبية و المتحولة . و بوجه عام فان البناء الجيولوجي لمكة المكرمة يعود إلى أزمنة جيولوجية قديمة فصخورها تعود إلى التكوينات الاركية التي تتمتع بمقاومة جيدة للعوامل الجيوموفولجية الظاهرية و الباطنية. المناخ: تقع مكة المكرمة ضمن المنطقة الانتقالية بين تأثيرات مناخ البحر المتوسط و المناخ: الموسمي و يؤثر البحر الأحمر فيها بنسبة ضئيلة جداً و مكة المكرمة تقع ضمن المنطقة المدارية الشمالية لذا فان درجة الحرارة ترتفع بها في الصيف و في الشتاء دافئ، و أمطارها قليلة و غير منتظمة و رياحها تكون في الشتاء شمالية غربية، و في الصيف شمالية شرقية جافة. مداخل الحرم ويضم المسجد أربعة مداخل رئيسية، وواحد وأربعين مدخلا فرعيا، وستة مداخل للطابق تحت الأرض، ويعلو المسجد عدد من القباب ، وتسع مآذن عملاقة موزعة على المداخل الرئيسية الأربعة لكل مدخل مئذنتان، والمئذنة التاسعة توجد فوق باب الصفا، وتنتشر حول المسجد السلالم المتحركة حول المسجد، والذي يحتوي ثلاثة طوابق وكل طابق يشمل على (492) عمودا مكسوة بالرخام، ومحلاة بالزخارف والنقوش الإسلامية، وتتوسط الكعبة المسجد وهي على شكل مربع تقريبا، وبابها يرتفع مترين عن الأرض، ويصعد إليه بسلم مثل سلم المنبر، وفي الركن الذي على يسار باب الكعبة يوجد الحجر الأسود على ارتفاع متر ونصف من أرض المطاف، ويخرج من أعلى منتصف الحائط الشمالي الغربي للكعبة ميزاب من الذهب يسمى ميزاب الرحمة، وتكسى الكعبة بأستار من الحرير المنقوش عليه بعض آيات القرآن. أروقة المسجد الحرام ويحيط بالمطاف أروقة المسجد العظيمة، تزينها تيجان رائعة، والمسجد مزود بالفرش والسجاجيد الفاخرة، وأجهزة التكيف، والقناديل والتحف، ويبلغ ارتفاع الوجهات الخارجية للمسجد 21 مترا وجميعها محلاة بالزخارف الإسلامية. كسوة الكعبة كسوة الكعبة كانت الكعبة تكسى قبل الإسلام بحصر من خوص النخيل،كما كسيت بالجلد وبالمنسوجات اليمنية، وقد اتبعت قريش منذ عهد قصي نظاما معينا في كسوة الكعبة فكانت تفرضها على القبائل حسب ثرائها، ولما جاء الإسلام كساها النبي الثياب اليمنية، ثم كساها عمر وعثمان القباطي الذي كان يأتي من مصر، فلما ولي معاوية الخلافة كسى الكعبة كسوتين: إحداهما القباطي والأخرى من الديباج. وكان الخليفة المهدي العباسي أول من كساها الحرير الأسود، ولما ضعفت الدولة العباسية كان ولاة مصر واليمن يكسون الكعبة، ثم انفرد ولاة مصر بذلك حتى عام 1381هـ / 1962 م. حيث قام الملك عبد العزيز بكسوتها بالحرير الأسود، وأصبح في مكة مصنع مخصص لصنع كسوة الكعبة. الحجر الأسود الحجر الأسود معلم من معالم البيت الحرام وهو ياقوتة من يواقيت الجنة، وهو حجر صقيل، بيضي الشكل، غير منتظم، ولونه أسود، يميل إلى الاحمرار، وفيه نقط حمراء وتعاريج صفراء، ويقع هذا الحجر في الركن الذي على يسار باب الكعبة على ارتفاع (1,5) متر من أرض المطاف. وأول من وضع الحجر الأسود هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة عندما تنازعت القبائل وكادت الحرب تشتعل بينهم في وضعه في مكانه بعدما أكملوا بناء الكعبة، إلا أنهم اقترحوا أن يحكموا بينهم أول قادم عليهم، فكان الرسول أول من أقبل عليهم فحكموه بينهم فرفع الحجر بيده الشريفتين ثم وضعه على ثوب وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل واحد منهم بطرف من الثوب، فحملوه مرة واحدة ورفعه النبي وثبته في مكانه وأنهى الخلاف بينهم. وهذا الحجر دفنه عمرو بن الحارث الجرهمي في زمزم قبل أن يخرج من مكة، ورأته امرأة من خزاعة فدلت عليه ثم أعادوه مكانه، ولم يدم ذلك طويلا، وكان ذلك قبل عمارة قصي بن كلاب للبيت الحرام، وعندما استولى القرامطة على مكة قلعوا هذا الحجر وحملوه معهم إلى قبلتهم هجر، وأصبح مكانه خاليا إلى أن أعيد بعد اثنين وعشرين سنة، وقد تكررت هذه المؤامرة على الحجر الأسود حتى كان آخرها في محرم سنة 1351هـ / 1932 م. قام بها رجل من بلاد الأفغان فاقتلع قطعة من الحجر وقطعة من ستار الكعبة وقطعة من مدرج الكعبة ثم ردت مرة ثانية إلى أمكانها. مقام إبراهيم هو الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عندما ارتفع بناء الكعبة عن قامته، فوضعه له إسماعيل ليقف عليه وهو يبني، وبقي هذا الحجر ملصقا بحائط الكعبة إلى أيام عمر بن الخطاب حيث أخره عن البيت لئلا يشغل المصلين وجموع الطائفين حول البيت ، وما تزال أثر قدم إبراهيم الخليل باقية عليه إلى الآن. الحجر هو الحائط الواقع شمال الكعبة المعظمة ويسمى الحطيم، وهو على شكل نصف دائرة، وعندما بنت قريش الكعبة أنقصت ستة أذرع من جانبيها الشمالي وأدخلته في الحجر، ثم أعاد عبد الله بن الزبير ما أنقصته قريش من البيت مرة ثانية،فلما كان عصر الحجاج اقتطع من الكعبة ستة أذرع وشبرا وأدخلها في الحجر، وهو لا يزال على حكمه إلى العصر الحاضر. وقد مر الحجر بمراحل معمارية كثيرة، فكان أول من وضع عليه حجارة الرخام أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي، ثم جدد رخام الحجر الخليفة المهدي العباسي وذلك عام 161 هـ / 778 م. ثم تلى ذلك عدة تجديدات وإصلاحات على مر العصور. الصفا والمروة المسعى جبلان في مكة يعتبر السعي بينهما ركن من أركان الحج، وبين الصفا والمروة أربعمائة وثلاث وتسعون خطوة، وكان بين الصفا والمروة مسيل فيه سوق عظيمة يباع فيها ال حبوب واللحم والتمر والسمن وغيرها، وليس بمكة سوق منتظمة سوى هذه، مما جعل الساعون لا يكادون يخلصون لازدحام الناس على حوانيت الباعة، وبمرور الوقت وما يحدث من تجديدات وإصلاحات أصبح هذا المسعى يتكون من طابقين بطول (294,5) مترا، وعرض (20) مترا، وفي وسط المسعى وفي الطابق السفلي يوجد حاجز يقسم المسعى إلى طريقين أحدهما مخصص للسعي من الصفا إلى المروة، والثاني من المروة إلى الصفا، وفي الوسط ممر ضيق ذو اتجاهين، مخصص لسعي العاجزين وغير القادرين على الهرولة، وللمسعى ستة عشر بابا في الواجهة الشرقية، وللطابق العلوي مدخلان أحدهما عند الصفا والآخر عند المروة، ولهذا الطابق سلمان من داخل المسجد أحدهما عند باب الصفا، والآخر عند باب السلام. بئر زمزم بئر تقع بالقرب من الكعبة المشرفة، ولها فتحة الآن تحت سطح المطاف على عمق (156) سم. وفى أرض المطاف خلف المقام إلى اليسار لمن يقف بمواجهة البيت الحرام يوجد حجر دائري الشكل كتب عليه بئر زمزم. وهذا الحجر يكون عموديا مع فتحة البئر الموجودة أسفل سطح المطاف، وقد جعل في آخر المطاف درج يؤدي إلى فتحة البئر. وبئر زمزم ينقسم إلى قسمين: الأول جزء مبني عمقه (12,80) مترا عن فتحة البئر. والثاني جزء محفور في صخر الجبل وطوله (17,20) مترا، وهناك ثلاثة عيون تغذى بئر زمزم: عين في جهة الكعبة ومقابلة للركن ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه، وعين تقابل جبل أبي قبيس والصفا، وعين جهة المروة، وهذه العيون مكانها في جدار البئر على عمق (13) متر من فتحة البئر. وتاريخ هذه البئر بدأ بنزول سيدنا إبراهيم عليه السلام بزوجته وولده إسماعيل مكة حيث كانت صحراء ليس بها شيء يؤنس به، ولا يوجد بها ماء ولا زرع، حتى نفد الماء الذي تركه إبراهيم لزوجته وولده، فأخذت أم إسماعيل تبحث لولدها عن الماء مهرولة بين الصفا والمروة، وبعدما يئست من وجود الماء إذ بالماء يخرج من بين أصابع ولدها، وكان خروجه بداية حياة جديدة لهذا المكان الذي استقر فيه إسماعيل عليه السلام بجوار قبيلة جرهم التي تزوج منها. وبعد زمن استخفت قبيلة جرهم بحرمة بيت الله الحرام بعدما كانت تقوم عليه، وأكلوا أموال الكعبة الذي يهدى لها، وأحدثوا في الحرم أحداثا عظيمة، فعاقبهم الله بعقوبات منها نضوب ماء زمزم وانقطاعه فلم يزل موضعه يندثر ويمحى حتى جهل مكانه، وظل هكذا حتى أعاد عبد المطلب حفره مرة ثانية بعد عام الفيل، وهو العام الذي شهد فجرا جديدا بميلاد النبي محمد عليه السلام.
الف شكر على بكة الحبيبة اتمنى كل من يشتاق لها ان يذهب لها في اقرب الاجال
بـــــــــارك اللــــه فيك على الــــــــــرد أخي
الوطن العربي قبل الاسلام
الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام كانت مجموعة من الأعراب (البدو الرحل) أو المدنيين (أهل القرى و سكان المدن الصغيرة) ينتظمون في قبائل . و يعتبر الولاء للقبيلة و تحالفاتها الأساس في تنظيم المجتمع العربي ( البدوي بشكل غالب ) (مفهوم العصبية). كانت الغالبية العظمى تدين بالوثنية إضافة لأقليات يهودية و مسيحية وكانت مكة مركزا دينيا يؤمه العرب من كل صوب لأداء الحج إلى البيت الحرام الذي بناه إبراهيم .في هذا الجو ظهر محمد (ص) ليجهر بالإسلام , و كان أهم تأثير سياسي للإسلام أنه استطاع إقامة دولة في المدينة المنورة يسودها تشريع يحكم الجميع , و وثائق و معاهدات مع الأقلية اليهودية التي كانت تسكن المدينة . لاحقا استطاع المسلمون هزم المشركين في عدة معارك و فتحت مكة قبل وفاة رسول الله بعامين فحطمت أوثان العرب التي كانت موجودة في الكعبة و اعلن التوحيد .التوحيد الذي جاء به الإسلام لم يكن دينيا روحيا فقط بل كان أيضا اجتماعيا سياسيا , فالجزيرة العربية كلها دخلت في عقيدة واحدة و أصبح لها كيان واحد و قبلة واحدة و إله واحد هو الله . في حين ضعفت العصبيات القبلية و المطامع المادية في تلك الفترة مؤقتا قبل أن تعود للظهور بعد أن حقق المسلمون انتصارات مهمة لإسقاط دولة الساسانيين و فتح بلاد الشام .
تاريخ الجزيرة العربية
وتعود أقدم الحضارات المكتشفة في ارض الجزيرة العربية إلى حضارتي العبيد ودلمون اللتين ازدهرتا في منطقة الإحساء والخليج العربي, حيث اكتشفت أقدم آثار الحضارة الإنسانية في الجزيرة العربية حتى الآن.
ويرى كثير من علماء الآثار أن القبائل العربية نزحت في هجرات متوالية قبل أكثر من أربعين قرنا قبل الميلاد إلى العراق, وأسست الحضارة الكلدانية التي طغت على الحضارة السومرية, واستمرت لعشرة قرون من الزمن. تم تلتها الحضارة الأمورية, والآرامية, ثم الآشورية التي ازدهر تاريخها السياسي قبل حوالي 2000 ق.م, وامتد نفوذها ليشمل منطقة بحر قزوين, وفارس, ومصر. وفي نفس الفترة نزحت موجات أخرى من القبائل العربية إلى بادية الشام, ومن ثم إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط, حيث تأسست الحضارة الكنعانية, ثم خلفتها الحضارة الفينيقية التي اشتهرت بنشاطها البحري والتجاري, وسيطرت على معظم جزر البحر المتوسط.ويرى بعض العلماء أن موجات أخرى من القبائل العربية هاجرت عبر جزيرة سيناء, أو عن طريق البحر, واستوطنت حوض النيل, وغلبت على السكان بما لديها من حضارة ومعرفة. وتدل الآثار المكتشفة في هضبة الحبشة على هجرات عربية أخرى نزحت من جنوب الجزيرة العربية.
وسادت حضارات عربية ازدهرت في الجزيرة ثم بادت, ومنها قوم عاد الذين سكنوا الجزيرة العربية, وبلغوا حدا عظيما من القوة والسلطان, وأرسل الله إليهم نبيه هود عليه السلام. كما ازدهرت الدولة المعينية, ثم دولة سبأ في جنوب الجزيرة العربية, في حين بلغت قبيلة ثمود حدا عظيما من المدنية والازدهار في شمال الجزيرة العربية, وكان نبيهم صالح عليه السلام. وكذلك ازدهرت حضارة مدين وكان لهم شأن كبير في السيطرة على طرق التجارة, و قد أرسل الله إليهم نبيه شعيب عليه السلام. غير أن هذه الأقوام والحضارات كفرت بأنعم الله وعصت رسله فأخذها الله أخذا شديدا, أذل دولها, وأباد حضارتها, فدخلت جزيرة العرب في دور من الانحطاط والضعف.
حضـارة العـراق
منذ أقدم العصور و حتى العصر الحديث
السومريون وظهور الحضارة
منذ أوائل الألف الخامس ق . م ، شهد السهل الرسوبي في العراق ( دلتا الرافدين ) قفزة نوعية هامة في تأريخ البشرية ، تلك هي الانتقال من القرى الزراعية الى حياة المدن . ففي هذا السهل ، وفي ذلك الوقت المبكر، قامت المدن الاولى مثل أريدو ، أور والوركاء . وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط البشري للسيطرة على الفيضانات ، وانشاء السدود وحفر القنوات والجداول . . حتى مر على هذا السهل زمن كانت فيه شبكة القنوات معجزة من معجزات الري المعنيين بالدراسات الحضارية يجمعون على أن السومريين هم بناة أقدم حضارة في تأريخ البشرية . . أكدت هذه الحقيقة جميع التنقيبات الأثرية التي اجريت في حواضرهم : في حدود 3200 ق . م ابتكر السومريون الكتابة ، وعمدوا الى نشرها . . فقامت في بلاد سومر اولى المدارس في تأريخ البشرية .
الاكديون
2350- 2159-ق. م
من أقدم الأقوام السامية التي استقرت في دلتا الرافدين . . عاشوا منذ أقدم العهود مع السومريين جنباً إلى جـنب ، وآلت إليهم السلطــة في نحو ( 2350 ق .م ) بقيادة زعيمهم سرجون . . استطاع سرجون الاكدي أن يفرض سيادته على جميع مدن العراق . . ثم بسط نفوذه على بلاد عيلام وسوريا والاناضول ، وامتد الى الخليج العربي، حتى دانت له كل المنطقة . . وبذلك أسس أول امبراطورية معروفة في التاريخ .
شهدت البلاد في هذا العصر انتعاشاً اقتصادياً كبيراً بسبب توسع العلاقات التجاريـة ، خاصة في منطقة الخليج العربي . . كما انتظمت طرق القوافل، وكان منها طريق مهم يصل مدينة أكد -عاصمة الامبراطورية-، التي تقع في وسط العراق ، بمناجم النحاس في بلاد الأناضول ، حيث كان هذا المعدن ينقل لكي يستعمل في صناعة الأدوات والمعدات الحربية .
البابليون 1594-1894ق0م
بلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي تعرف بـ(السلالة الآمورية) أحد عشر ملكاً ، حكموا ثلاثة قرون . في هذا العصر ، بلغت حضارة العراق أوج عظمتها وازدهارها ، وعمت اللغة البابلية ، تكلماً وكتابة ، المنطقة قاطبة .. وارتقت العلوم والمعارف والفنون .. واتسعت التجارة اتساعاً لامثيل له في تأريخ هذه المنطقة .. وكانت الادارة مركزية ، والبلاد تحكم بقانون موحد سنة الملك حمورابي لجميع شعوبها
الكشيون 1680-1157ق0م
الكشيون أقوام جبلية ، لا يعرف شيء عن أصلهم ولغتهم قبل نـزوحهم الى العراق ، باستثناء عدد يسير مما ورد عنهم في ثبت الملوك البابلي ، ويظن أنها أسماء هندية – اوربية . زحفوا إلى بلاد بابل من الجبال الشمالية الشرقية في منطقة لورستان ، واحتلوا مدينة بابل بعد أن تراجع عنها الحثيون ، فأسسوا فيها سلالة كشيه التي ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة في العراق ، ولقب ملوكهم انفسهم بلقب " ملك أكد وبابل " .
أشهر ملوكهم " كور يكلزو " 1443-1412 ق. م. وقد عاصر امنوفيس الثاني فرعون مصر . . شيد – هذا الملك عاصمه جديدة له سماها باسمــه " دور كوريكلزو" ، وتعرف أطلالها اليوم باسم " عقرقوف " ، وهي على نحو25 كيلو مترا الى الشمال الغربي من مدينة بغداد . . وأبرز ما فيها زقورتها الشــاهقـة ، القائمة حتى يومنا هذا ، لعبادة الاله الأعظم " أنليل " لم يضف الكشيون شيئاً متميزاً الى حضارة وادي الرافدين ، وانما اقتبسوا من الحضارات التي كانت سائدة فيه . وقد كانت لهم صلات واسعة مع اقطار الشرق القديم في عصر أخناتون ، فقد وجدت أخبارهم في ألواح تل العمارنة في العراق .
الأشوريون
قوم ساميون . . استوطنوا القسم الشمالي من العراق منذ الألف الثالث قبل الميلاد. وكان امراؤهم يتحينون الفرص للاستقلال بمدنهم عن حكم الدول المسيطرة في جنوب العراق .
برزوا كقوة منافسة على مسرح الأحداث في الشرق القديم في بدايات الالف الأول ق. م ، حين استطاع ملكهم " أداد نيراري الثاني " أن يخضع الأقاليـــم المجاورة ، ويتحالف مع بابل ، وبه بدأت الفتوحات الآشورية التي أسست صرح أعظم امبراطورية في التاريخ القديم ، ضمن أقطار الشرق القديم . وابتداء من زمن حكم هذا ا الملك ، أرخ الاشـوريون أخبـارهـم بالطريقـة المعروفـــة بـأســم " اللمو " ، وهي اعطاء تأريخ كل سنة يحكم فيها موظف كبير ، ابتداء من اعتلاء الملك العرش .
الكلدانيون 539-626ق0م
في عام 612 ق . م . . سقطت مدينة نينوى بيد الأمير الكلداني " نبو بلاصر" ، بعد ان حاصرها ، ودك حصونها . . فأحرق آخر ملوكها " سن شر أشكن " نفسه في قصره . . وهكذا انتهى النفوذ السياسي والعسكرى للآشوريين ، وبدأت صفحة جديدة من تأريخ العراق القديم حمل فيها الكلدانيون مشعل الحضارة في وادي الرافدين . أشهر ملوك الكلدانيين " نبوخذ نصر " . . حكم 43 سنة ، قضاها فى تعمير بابل . . . ولعل أعظم أعماله العمرانية ، وأوسعها شهرة ، الجنائن المعلقة التي عرفت في التاريخ بكونها احدى عجائب الدنيا السبع . . وهي قصر عجيب بناه نبوخذ نصر لزوجته " أمانيس " بنت " استياكس " . . ولأنها من سكنة الجبال ، فقد أراد نبوخذ نصر أن يوفر لها مناخاً شبيهاً بمناخ المناطق الجبلية ، فبنى قصرها هذا من عدة طوابق . . وكل طابق فيه مكسو بالحدائق والأشجار . . سحب المياه لسقيها بطرق غاية في البراعة والابداع . ومن الابداعات العمرانية التي زخرت بها مدينة بابل (باب عشتار) ، المحفوظة الأن في متحف برلين . وقد زينت بآجر مزجج وملون بالوان زاهية . . تبرز على جدرانها تماثيل جدارية تمثل الأسد والثور والحيوان الخرافي المسمى " مشخشو " وهو رمز الأله مردوك . يبلغ ارتفاع باب عشتار مع أبراجها خمسين متراً . . وعرضها ثمانية أمتار ، وهي تؤدي الى شارع الموكب الذي يبلغ طوله أكثر من مائة متر ، تحيط به – عن جانبيه – الأبراج . لقد شملت أعمال نبوخذ نصر العمرانيـة جميع بلاد بابل مثل فتح الترع وبناء السدود . . ولكونه مصلحاً دينياً فقد نشر الثقافة البابلية في جميع أرجاء المنطقة . وبعد وفاة نبوخذ نصر سنة (562 ق.م. ) .. اعتلى عرش بابل ملوك ضعفاء ، لم يقدموا للحضارة شيئاً يذكر ، ولا استطاعوا المحافظة على ما تركه السابقون … وفي عام (539 ق.م.) ، استطاع كورش – ملك بلاد فارس – بمساعدة اليهود غزو مدينة بابل .
العرب والاسلام
بعد سقوط الأمبراطورية الكلدانية عام 538 ق.م. ، تعاقبت عل حكم بلاد
وادى الرافدين عدة سلالات أجنبية ، منها الأخمينيون ، والاسكندر المقدوني، والسلوقيون ، والفرثيون ، والساسانيون . وفي عهد الملك الساساني " يزدجرد الثالث " ، قاد سعد ابن أبي وقاص جيوش التحرير العربية الاسلامية ، وحرر العراق من سيطرة الساسانيين بعد معركة القادسية الشهيرة في عام 637 م ، ثم لاحق جيش يزدجرد الى ايران ، فكانت واقعة النهاوند في عام 642 م ، التي أنكسر فيها الفرس ، وهرب ملكهم ، وقتل عام 651 م . . وانتهى بذلك الحكم الفارسي الساساني ، وبدأ العهد الأسلامي العربي .
كان للعرب قبل الاسلام دويلات وامارات في العراق و بلاد الشام . . بالاضافة الى دولهم في الجزيرة العربية . . وقد شيدوا مراكز كثيرة للقوافل التجارية عبر الصحارى ، ولا سيما في العهد الفرثي والبيزنطي والساساني . . وما لبثت هذه المراكز ان اصبحت مدنا كبيرة ذات عمارات وحصون ، وأصبح لها شأن كبير بسبب موقعها على طرق القوافل التجارية والحملات العسكرية بين الدول المتناحرة للسيطرة على المنطقة : الفرس والرومان والبيزنطيون . . في هذه المدن تمازجت الحضارات الفارسية والهيلينية والبيزنطية ، منصهرة مع حضارة سكانها العرب . ان أهم مراكز العرب وأقوامها في تلك الفترة : الأنباط في البتراء، وآل نصرو في الحضر، وعرب تدمر ، والغساسنة في وادى حوران جنوبي دمشق ، والمناذرة التنوخيون واللخميون في الحيرة . . وقد دام حكمهم حتى الفتح الاسلامي
و هو ثري بالخرائط من الحقبة التى سبقت الإسلام حتى العصر الحديث
اليكم اخواني هذا الرابط بعد تحميله
سوف تكونون داخل المسجد برؤية 3 الأبعاد
روعة
http://www.4shared.com/file/sKcHHPQu/madina.html
صُلح الحُديبيّة . عبر وفوائد
صُلح الحُديبيّة … عبر وفوائد
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
روى الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد (برقم 2731-2732)(1) قال: حدَّثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا الزّهري قال: أخبرني عروة بن الزّبير، عن مسور بن مَخرمة ومروان، يصدق كلّ واحد منهما حديث صاحبه، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم [من المدينة] زمن الحديبية، [في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحُلَيْفَةِ قلّد الهدي، وأشعره وأحرم منها]، [بعمرة، وبعث عينا له من خزاعة، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان بغدير الأشطاط(2)، أتاه عينه، قال: إن قريشا جمعوا لك جموعا، وقد جمعوا لك الأحابيش، وهم مقاتلوك، وصادوك عن البيت ومانعوك، فقال: (أشيروا أيها الناسُ عليّ(3)، أترون أن أميل إلى عيالهم وذراريِّ هؤلاء الذين يريدون أن يصدّونا عن البيت، فإن يأتونا كان الله قد قطع عينا من المشركين، وإلا تركناهم مَحْروبين)(4).
قال أبو بكر: يا رسول الله! خرجتَ عامدا لهذا البيت، لا تريد قتل أحد، ولا حرب أحدٍ، فتوجّه له، فمن صدنا عنه قاتلناه.
قال: (امضوا على اسم الله)، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ خالدَ بن وليد بالغَميم، في خيلٍ لقريشٍ طليعةً، فخذوا ذات اليمين)، فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثَّنِيَّة التي يُهبَطُ عليهم منها، بَرَكَتْ به راحلتُه، فقال النّاس: حلْ حلْ، فألحّت، فقالوا خلأت القصواء، خلأت القصواء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، وما ذاك لها بِخُلُق، ولكن حَبَسَها حابِسُ الفيل(5))، ثم قال: (والذي نفسي بيده، لا يسألوني خُطَّةً يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيْتُهم إيَّاهَا(6)). ثم زجرها فوثبت، قال: فَعَدَل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمدٍ قليلِ الماء، يتبرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا، فلم يُلَبِّثْهُ الناسُ حتى نَزَحوهُ.
وشُكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطشُ، فانْتَزَعَ سهما من كِنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يَجِيشُ لهم بالرِّيّ حتى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاء بُدَيْلُ بن وَرقاء الخُزاعي في نفر من قومه من خزاعة، وكانوا عَيْبَةَ(7) نُصْحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تِهامة، فقال: إنِّي تركتُ كعب بن لُؤيٍّ، وعامر بن لؤيّ نزلوا أعداد مياه الحُديبية، ومعهم العوذُ الـمَطافيل، وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّا لم نجِئْ لقتال أحدٍ، ولكنّا جئنا معتمرين، وإنّ قريشا قد نَهَكَتْهُم الحرب، وأضرَّت بهم(8)، فإن شاءوا مادَدْتُهم مدّة ويُخَلُّوا بيني وبين الناس(9)، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جَمُّوا(10)، وإنهم أبوْا، فوالذي نفسي بيده لأقاتلنّهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، وليُنفذن اللهُ أمره).
فقال بديل: سأبلغهم ما تقول.
قال: فانطلق حتى أتى قريشا، قال: إنّا قد جِئناكم من هذا الرجل، وسمعناه يقول قولا، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا، فقال سفهاؤهم(11): لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء، وقال ذو الرَّأي منهم: هاتِ ما سمعته يقول، قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدَّثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فقام عروة بن مسعود فقال: أي قومِ، ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: أولست بالولد؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتّهموني؟ قالوا: لا، قال: ألستُم تعلمون أنّي استنفرت أهل عُكاظ، فلمّا بلّحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى، قال: فإنّ هذا قد عَرض لكم خُطَّة رشدٍ، اقبلوها ودعوني آتيه، قالوا: ائته.
فأتاه، فجعل يكلِّم الني صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبُديل، فقال عُروة عند ذلك: أي محمَّد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحدٍ من العرب اجتاح أهله قبلك(12)، وإن تكن الأخرى، فإنّي والله لا أرى وُجُوهًا، وإني لأرى أشوابا(13) من النّاس خليقا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات، أ نحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك.
قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما تكلم أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيف وعليه المغفرة، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف، وقال له: أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع عروة رأسه، فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غُدَر، ألستُ أسعى في غَدْرَتِك(14).
وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم، وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء)(15).
ثم إن عروة جعل يرمُق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، قال: فوالله ما تنخَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامةً إلا وقعت في كفّ رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده(16)، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلّم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدّون إليه النظر تعظيما له.
فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم، والله لقد وفدتُ على الملوك، ووفدتُ على قَيصر، وكسرى، والنجاشيّ، والله إنْ رأيت ملكا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّم أصحابُ محمدٍ محمدا، والله إن تنخّم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجِلده، وإذا أمرهم ابتَدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يَقْتَتِلون على وَضوئه، وإذا تكلّم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدُّون إليه النظر تعظيما له، وإنه قد عرض عليكم خُطَّة رُشدٍ فاقبلوها.
فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه، فقالوا ائته، فلمّا أشرف على النبيّ وأصحابه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا فلان، وهو من قومٍ يُعظِّمون البُدن، فابعثوها له).
فَبُعِثت له، واستَقْبَلَه النَّاسُ يُلَبُّون، فلما رأى ذلك قال: سبحان الله!، ما ينبغي لهؤلاء أن يُصدُّوا عن البيت، فلما رَجَعَ إلى أصحابه قال: رأيتُ البُدُن قد قُلِّدَت وأُشْعِرَت، فما أرى أن يصدُّوا عن البيت.
فقام رجلٌ منهم، يقال له: مِكْرَزُ بن حَفْصٍ، فقال: دعوني آتيه، فقالوا ائته، فلما أشرف عليهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا مِكْرَز، وهو رجلٌ فاجرٌ)(17).
فجعل يكلم النبي، فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو.
قال معمر: فأخبرني أيوب، عن عكرمة: أنّه لمّا جاء سهيل بن عمرو: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد سهل لكم من أمركم)(18).
قال معمر: قال الزهري في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات اكتب بيننا وبينكم كتابا، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم).
قال سهيل: أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو؟ ولكن اكتب باسمك اللّهُمَّ كما كنتَ تكتبُ، فقال المسلمون: والله لا نكتُبُها إلا بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اكتُب باسمك اللّهُمّ)، ثم قال: (هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله).
فقال سُهيل: والله لو كُنَّا نَعْلَمُ أنّك رسولُ الله ما صدَدْناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والله إنّي لرسولُ الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله).
قال الزهري: وذلك لقوله: (لا يسألوني خطة يُعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إيّاها). فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: (على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به)، فقال سهيل: واللهِ لا تتحدّثُ العربُ أنّا أُخدنا ضغطةً، ولكن من العام المقبل، فكتبَ، وعلى أنّه لا يأتيك منّا رجلٌ -وإن كان على دينك- إلا رَدَدْتَه إلينا، [وخليت بَيْنَنَا وبَيْنَهُ، فكرِهَ المسلمون ذلك، وامتعضوا منه]، قال المسلمون: سبحان الله! كيف يُردُّ إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟ [وأبى سهيل إلا ذلك، فكاتبه النبي على ذلك]، فينما هم كذلك إذ دخل أبو جَنْدَل بن سهيل بن عمرو يَرسُفُ في قيودِه، وقد خرج من أسفل مكة، حتى رمى بنفسه بين أظهُر المسلمين، فقال سهيلٌ: هذا يا محمد! أوّلُ ما أقاضيك عليه أن تَرُدَّهُ إليّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّا لم نقض الكتاب بعد)، قال: فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأجزه لي)، قال: ما أنا بمجيزه لك، قال: (بلى: فافعل)، قال: ما أنا بفاعل، قال مِكرزٌ: بل قد أجزناه لك، قال: أبو جندل: أي معشر المسلمين! أُرد إلى المشركين وقد جئت مسلما، ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله، [ فردّ يومئذ أبا جندل(19) إلى أبيه سهيل بن عمرو، ولم يأته أحد من الرجال إلا ردّه في تلك المدة وإن كان مسلما]، فقال عمر بن الخطاب: فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ألستَ نبيَّ الله حقا، قال: (بلى).
قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: (بلى)، قلت: فلما نعطي الدّنية في ديننا إذا؟!. قال: (إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري). قلت: وأليس كنت تحدثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: (بلى؛ فأخبرتك أنّا نأتيه العام؟)، قال: قلت: لا، قال: (فإنّك آتيه، ومُطَّوِّفٌ به)، قال: فأتيت أبا بكر، فقلت: يا أبا بكر! أليس هذا نبيّ الله حقا؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحقّ وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلما نعطي الدنيّة في ديننا إذا؟، قال: أيها الرجل! إنّه لرسول الله، وليس يعصي ربّه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنه على الحقّ. قلت: أليس كان يحدثنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنّك ستأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنّك آتيه ومُطَّوِّف به.
قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالا(20).
قال: فلمّا فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (قوموا فانحروا ثم احلقوا). قال: فوالله ما قام منهم رجلٌ حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلمّا لم يقُم منهم أحدٌ دخل على أمّ سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أمّ سلمة: يا نبيّ الله! أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ، وتدعو حالقك، فيَحْلِقَك، فخرج، فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحرَ بدْنه، ودعا حالقه فحلقَه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يَحلِقُ بعضا، حتى كاد بعضُهم يقتلُ بعضاً غماً….).
بعض فوائد صُّلح الحديبية التي تخص بحثنا.
1- أخرج الإمام البخاري (برقم4150) بإسناده إلى البراء بن عازب رضي الله عنه أنّه قال: (تعدُّون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعدّ الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية…).
قال الحافظ في الفتح عند قول البراء (ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان): (يعني قوله تعالى: [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا] وهذا موضع وقع فيه اختلاف قديم، والتحقيق أنّه يختلف ذلك باختلاف المراد من الآيات، فقوله تعالى [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا] المراد بالفتح هنا الحديبية، لأنها كانت مبدأ الفتح المبين على المسلمين، لما ترتب على الصّلح الذي وقع منه الأمن ورفع الحرب، وتمكن مَن يخشى الدخول في الإسلام والوصول إلى المدينة من ذلك؛ كما وقع لخالد بن الوليد وعمر بن عاص وغيرهما، ثم تبعت الأسباب بعضها بعضا إلى أن كمل الفتح).
وقال أنس بن مالك: [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا] قال: الحديبية، قال أصحابه: هنيئا مريئا فما لنا؟ فأنزل: [لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ].
قال الإمام الزهري كما في سيرة ابن هشام (2/322)، والبداية والنهاية لابن كثير (6/221 ط/ دار هجر) رحمه الله: (فما فتح في الإسلام فتحٌ قبله كان أعظم منه، إنّما كان القتالُ حيثُ الْتقى الناسُ، فلمَّا كانت الهُدنةُ، ووضعتِ الحربُ أوزارَها، وأَمِن النّاسُ كلُّهم بعضُهم بعضا، والْتَقَوا في الحديث والمنازعة، فلم يُكَلَّم أحدٌ في الإسلام -يعقل شيئا- إلا دخل فيه، ولقد دخل في تينك السنتين مثلُ ما دخل في الإسلام قبل ذلك أو أكثر).
قال ابن هشام مؤيدا كلام الزهري: (والدليل على ما قاله الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحديبية في ألفٍ وأربعمائة رجلٍ في قول جابر، ثم خرج عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (35/60): (وسورة الفتح الذي فيها ذلك أنزلها الله قبل أن تفتح مكة؛ بل قبل أن يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد بايع أصحابه تحت الشجرة عام الحديبية سنة ست من الهجرة، وصالح المشركين صلح الحديبية المشهور، وبذلك الصلح حصل من الفتح ما لا يعلمه إلا الله؛ مع أنّه قد كرهه خلق من المسلمين، ولم يعلموا ما فيه من حسن العاقبة، حتى قال سهل بن حنيف: (أيها الناس! اتهموا الرأي، فقد رأيتني يوم أبي جندل ولو استطعت أن أرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت) رواه البخاري وغيره).
2- ومن ثمر صلح الحديبية أن المسلمين تفرغوا ليهود خيبر آخر معاقل يهود، التي استُغلت للتحريض على المسلمين في الخندق وما بعدها، وكان نخيل خيبر من بركات صلح الحديبية.
روى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن الشعبي كما قال الحافظ في قوله [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا]؛ قال: صلح الحديبية، وغفر له ما تقدم وما تأخر، وتبايعوا بيعة الرضوان، وأطعموا نخل خيبر، وظهر الروم على فارس وفرح المسلمون بنصر الله).
وأخرج الإمام البخاري في صحيحه (برقم4160 باب غزوة الحديبية) بإسناده إلى زيد بن أسلم عن أبيه قال: (خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق، فلحقت عمرَ امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي وترك صبيةً صغارا، والله ما يُنضجون كراعا، ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضّبع، وأنا بنت خُفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم. فوقف معها عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعيرٍ ظهيرٍ كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما، وحمل بينهما نفقة وثيابا، ثم ناولها بخطامه ثم قال: اقتاديه، فلن يَفْنَى حتى يأتيكم الله بخير. فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها. قال عمر: ثكلتك أمرك، والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفئُ سُهْمَانَهما فيه).
الهامش مع بقية الفوائد:
(1):انظر لزاما مختصر صحيح البخاري (2/229 ط: مكتبة المعراف) للعلاّمة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
(2)موضع قريب من عسفان كما في رواية الإمام أحمد (4/328)، والأحابيش جمع من النّاس ليسوا من قبيلة واحدة.
(3) فيه استحباب مشورة الإمام رعيته وجيشه، استخراجا لوجه الرأي، واستطابة لنفوسهم، وأمنًا لعتبهم، وتعرفا لمصلحة يختص بعلمها بعضهم دون بعض، وامتثالا لأمر الربّ تعالى [وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ]، وقد مدح سبحانه وتعالى عباده بقوله [وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ]. قاله ابن قيم الجوزية في الزاد.
(4) أي مسلوبين منهوبين، ولفظ الإمام أحمد: (تكن عنقا قطعها الله)، قال الحافظ رحمه
الله: (والمراد أنه صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه هل يخالف الذين نصروا قريشا إلى مواضعهم، فيسبي أهلهم، فإن جاؤوا إلى نصرهم اشتغلوا بهم، وانفرد هو وأصحابه بقريش، وذلك المراد بقوله: (تكن عنقا قطعها الله)، فأشار عليه أبو بكر بترك القتال).
(5) أي حبسها الله عزّ وجلّ عن دخول مكة كما حبس الفيل عن دخولها، ومناسبة ذكرها أن الصحابة لو دخلوا مكّة على تلك الصّورة وصدّتهم قريش عن ذلك، لوقع بينهم قتال قد يفضي إلى سفك الدماء، ونهب الأموال، كما لو قدر دخول الفيل وأصحابه مكة، لكن سبق في علم الله تعالى في الموضعين أنه سيدخل في الإسلام خلق منهم، وسيتخرج من أصلابهم ناس يسلمون ويجاهدون، وكان بمكة في الحديبية جمع كثير مؤمنون من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، فلو طرق الصحابة مكة لما أمِن أن يصاب ناس منهم بغير عمد، كما أشار إليه تعالى في قوله: [وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ].
وقال الخطابي: (معنى تعظيم حرمات الله في هذه القصة؛ ترك القتال في الحرم، والجنوح إلى المسالمة والكف عن إراقة الدماء) نقله الحافظ.
(6)إنّ المشركين، وأهل البدع والفجور، والبغاة الظّلمة، إذا طلبوا أمرا يُعظِّمون فيه حرمةً
من حرمات الله تعالى، أجيبوا إليه وأُعطوه، وأُعينوا عليه، وإن منعوا غيره، فيعاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى، لا على كفرهم وبغيهم، ويمنعون مما سوى ذلك، فكلّ من التمس المعاونة على محبوب الله تعالى مُرضٍ له، أجيب إلى ذلك كائنا من كان، ما لم يترتَّب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه، وهذا من أدقّ المواضع وأصعبها، وأشقها على النفوس…) قاله ابن قيم الجوزية.
قلت: ومؤازرتي للصّلح الذي دعا إليه حاكم البلاد هو تعظيم لحرمة من حرمات الله التي هي حقنٌ لدماء المسلمين، وجمعٌ لكلمتهم.
(7)أي موضع سرّه وأمانته، قال الزهري: وكانت خزاعة عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مسلمها ومشركها، لا يخفون عنه شيئا كان بمكة.
والعوذ: جمع عائذ، أي: النوق الحديثات النتاج ذات اللبن، والمطافيل: الأمهات التي معها أطفالها.
(8) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على الاستبقاء على حياة قريش، آملا في إسلامهم، وإفادة
الدعوة منهم، فالنّاس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وقريش
من أكثر العرب فصاحة وذكاء وخبرة ومكانة، واستبقاؤها للإسلام فيه خير عظيم للدولة والدعوة، قارن هذا مع صنيع الفرق الضالة التي تأتي إلى معقل الإسلام ومهد الوحي مكة والمدينة، وتسعى في بث الفتنة وزرع الخراب والدمار خدمة لأعداء الدين من اليهود والنصارى.
(9)فيه جواز ابتداء الإمام بطلب صّلح العدُوّ إذا رأى المصلحة للمسلمين فيه، ولا يتوقف ذلك على أن ابتداء الطلب منهم
(10)أي استراحوا من جهد القتال، وجاء في رواية أخرى: (وإن ظهر الناس عليّ، فذلك الذي يبغون)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (حتى تنفرد سالفتي) أي: حتى تنفصل رقبتي عن بدني.
(11)وهما عكرمة بن أبي جهل، والحكم بن أبي العاص، وما أكثر أمثالهما في هذا الزمان، وهذا الصنف لا يصلح أن يدير مشروع صلح بين الخلق.
(12)اجتاح: أهلك أصله بالكلية، وما يفعله دعاة الدمار من تفجيرات جماعية لإهلاك أصلهم بالكلية مردود حتى عند العرب في الجاهلية.
(13)بتقديم المعجمة على الواو كذا للأكثر، ووقع لأبي ذر عن الكشميهني (أوشابا)، بتقديم الواو، والأشواب الأخلاط من أنواع شتى، والأوباش الأخلاط من السفلة، فالأوباش أخص من الأشواب، قاله الحافظ في الفتح.
(14)وأخرج ابن أبي شيبة أن عروة قال: (من هذا يا محمد؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة)، وقول عروة: ألست أسعى في غدرتك: أي ألست أسعى في دفع شرّ غدرتك؟
أشار عروة بهذا إلى ما وقع للمغيرة قبل إسلامه أنه خرج مع ثلاثة عشر نفرا من ثقيف من بني مالك زائرين المقوقس بمصر، فأحسن إليهم وأعطاهم، وقصر بالمغيرة، فحصلت له الغيرة منهم، فلما كانوا بالطريق شربوا الخمر، فلما سكروا وناموا وثب عليهم المغيرة فقتلهم، وأخذ أموالهم ولحق بالمدينة فأسلم.
(15)أي لا أتعرض له لكونه أخذه غدرا، ويستفاد منه أنه لا يحل أخذ أموال الكفار في حال الأمن غدرا، لأن الرفقة يصطحبون على الأمانةِ، والأمانةُ تُؤدى إلى أهلها مسلما كان أو كافرا، وأن أموال الكفار تحل بالمحاربة والمغالبة. قاله الحافظ في الفتح.
قال ابن المنذر رحمه الله في الأوسط (11/314 م1972): (ومن ذلك أنّ أموال أهل الشرك، وإن كانت مباحة للمسلمين، مغنومة إذا أخذوا ذلك منهم قهرا، فإنها ممنوعة بالأمان لهم عليها، مردودة إلى أربابها، إذا أخذوا ذلك في حال الأمان لهم، يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء)، وإنّما حرّم ذلك على المغيرة لأمنهم لما صحبوه، وقد أمَّن كلّ منهم صاحبه على نفسه، وماله، فكان سفكه دما ئهم، وأخذه أموالهم في ذلك الوقت غدرا منه بهم، والغذر غير جائز، والأمانات مؤداة إلى الأبرار، والفجار، والمؤمنين، والمشركين)اهـ.
قلت: وأما الذي يفعله بعض الجهلة التكفيريين الساكنين بديار الكفر من اختلاس ونهب لبعض الـمحلات التجارية، تحت مفهوم أخذ غنائم الكفار مخالفٌ قطعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو في ميزان شريعة الرحمن غدر وخيانة، وتشويه لجمال الديانة.
(16)في الحديث جواز التبرك بذاته صلى الله عليه وسلم وآثاره الحسية المنفصلة عنه، ولا يجوز أن يقاس عليه غيره من الصالحين، وأمّا الذي ذهب إليه الحافظ في الفتح فغير متين.
ثم إنّ الجواز لا يُسوِّغ الإعتماد على أثار الأنبياء في القرب من الله، فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه أن أضيافا من البحرين نزلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فدعا بوضوئه فتزضأ، فبادروا إلى وضوئه فشربوا ما أدركو منه، وما نصب من في الأرض فمسحوا به وجوههم ورؤوسهم وصدورهم، فقال لهم النبيصلى الله عليه وسلم: ما دعاكم إلى ذلك؟ حباً لك، لعل الله يحبنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كنتم تحبون أن يحبكم الله ورسوله؛ فحافظوا على ثلاث خصال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الجوار)، أخرجه العلاّمة محمد ناصر الدين الالباني في الصحيحة (6/1264 برقم 2998) وقال: الحديث روي جله من وجوه أخرى يدل مجموعها على أن له أصلا ثابتا.
وقد أنكر السلف على من تبرك بأثار الصالحين، ذكرى ابن أبي يعلى في ترجمة علي بن عبد الله الطيالسي أنه قال: مسحت يدي على أحمد بن حنبل ثم مسحت يدي على بدني وهو ينظر، فغضب غضبا شديدا، وجعل ينفض نفسه ويقول: عمن أخذتم هذا، وأنكره انكارا شديدا. انظر طبقات الحنابلة (1/228)، والمنهج الأحمد (1/428).
وفي صنع الصحابة يوم الحديبية فائدة أخرى؛ وهي أنهم أرادوا أن يقولوا بلسان حالهم: من يحب إمامه هذه المحبة وينزله منزلته التي تليق به كيف يظن به أنه يفر عنه، ويسلمه للعدو، ومن هذا الصنيع المحكم يجب على المسلمين أن يلتفوا حول حكامهم المسلمين، ويناصرونهم بالمعروف قهرا لأعداء الله من اليهود والنصارى الذين يفرحون حين يرأون الفتنة مشتعلة في ديارهم، ودماءهم تزهق بأيديهم.
(17)أي موصوفا بالغدر. ومن كان هذا وصفه فلا يجوز أن تبرم معه صفاقات الصّلح، لأنه ما يفتأ أن ينقضها ويأتي بخلافها كما هو شأن اليهود في فلسطين، وبعض رؤوس الخوارج في ديار المسلمين.
(18)فيه استحباب التفاؤل، وأنه ليس من الطِّيرة المكروهة، وقد جاء في الصحيحين من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا طيرة، وخيرها الفأل الحسن)، قالوا وما الفأل الحسن يا رسول الله؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم).
والفأل لسان الزمان، والطّيرة عنوان الحَدَثان كما قال ابن الرومي، وقال غيره: الفأل إبانة، والتّطيّر استدلال.
(19)أخرج الإمام أحمد في مسنده (4/325) بإسناد حسن، ومحمد بن إسحاق وإن كان مدلسا فقد صرح بالتحديث؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أبا جندل اصبر واحتسب، فإنّ الله عزّ وجلّ جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا، فأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عليه عهدا، وإنّا لن نغدر بهم).
(20)وأخرج الإمام أحمد (4/325) بإسناد حسن أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (ما زلت أصوم وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ حتى رجوت أن أكون خيرا).
وكان الفاروق رضي الله عنه يراجع النبي صلى الله عليه وسلم ليقف على الحكمة من موافقته على شروط الصّلح، وكان رضي الله عنه يرغب في إذلال الكفار، فجميع ما صدر منه كان معذورا فيه، بل هو مأجور لأنه كان مجتهدا فيه قاله الحافظ في الفتح، قارن استنباط الحافظ مع تعبير بعض الجهلة من وصفهم لموقف الفاروق بأنه ناجم عن عقل بشري جهول والله المستعان.
ولما بدى لعمر أن الذي ارتضاه النبي صلى الله عليه وسلم وحي لا مكان للرأي معه سلّم رضي الله عنه [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا]، رضي الله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وعن باقي الصحب الأبرار.
وكتبه// أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري.
تاريخ مكة
أولا : الجانب التاريخي:
أ- مصدر أسم مكة المكرمة :
مكة المكرمة مدينة قديمة و لها جذور عميقة في التاريخ و لقد تعدد أسمها حسب الفترات الزمنية ،و لعل أسمها مشتق من كلمة ( بك ) السامية التي تعني الوادي(فروج:109) فقد ورد اسم مكة بلفظ بكة في قوله تعالي في سورة آل عمران ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدي للعالمين) ". ولعل أول إشارة وردت في الكتابات القديمة عن مكة المكرمة ما ذكره بطليموس الذي عاش في القرن الثاني الميلادي فقد ذكر اسم مدينة (مكربة)و قد ذهب الباحثون أن هذه المدينة ما هي الإ مكة المكرمة(عوض الله ،1398:35). و قد أورد ياقوت الحموي في معجمه روايات عديدة عن (الحموي، دت:182)تسمية مكة المكرمة منها أنها سميت مكة من :
* مك القدي أي مصه لقلة مائها.
* إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضريع أمه فلا يبقي شيئا.
* لأنها تمك من ظلم أي تقصمه و ينشد قول بعضهم:
يا مكة الفجر مكي مكا و لا تمكي مدجحا و عكا.
ب-السكن في مكة المكرمة:
تاريخ مكة المكرمة عبر العصور حتى فجر الإسلام:
* عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام:
من المرجح أن بدء السكنى بمكة المكرمة يرجع إلى أيام سيدنا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام و هذا يعني القرن التاسع عشر قبل الميلاد.قال تعالي (في سورة إبراهيم، آية 37)"ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) و قد استجاب الله عزوجل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ،فعندما نفد ما كان لدي إسماعيل عليه السلام و والدته هاجر من زاد و ماء تفجر ماء زمزم من تحت قدمي إسماعيل عليه السلام و وفدت القبائل إلى مكان الماء.(الشريفي،،1969م:10)
* مكة في عهد خزاعة:
في أواخر القرن الثالث الميلادي تقريباً استطاعت خزاعة بزعامة ربيعة بن الحارث أن تتولى أمر مكة المكرمة ، وخلفه عمرو بن لحي الخزاعي و الذي يعتبر من أوائل من بدل دين إبراهيم عليه السلام بالوثنية.(السباعي،دت:23)
* مكة المكرمة في عهد قريش:
انتقل أمر مكة المكرمة من يد خزاعة إلى قريش بعد تحكيم يعمر بن عوف بن كعب ابن الليث و ذلك بسبب كثرة الصراع الذي حدث بين خزاعة، حيث حكم يعمر بن عوف بحجابة البيت و أمر مكة المكرمة لقصى دون خزاعة و أن لا تخرج خزاعة من مسكنها من مكة المكرمة (الفاسي،،دت:143).و لعل من أهم الأحداث التي حدث في هذا العصر هو قدوم أبرهة الأشرم لهدم البيت الحرام سنة 571م و الذي سمي بعام الفيل و هي السنة التي ولد فيها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .( زيادة:دت:123)
* مكة المكرمة في عهد النبوة:
لاشك أن ظهور الرسول صلى اله عليه و سلم كان أكبر الأثر في تغير الحياة في مكة المكرمة و في العالم حيث أمر بطلب العلم و حث عليه و يكفي أن أول آية نزلت في القران تحث عل العلم و هي سورة إقراء،كما غير الرسول صلى الله عليه و سلم كثير من الأمور الاجتماعية فمثلاً ألغي وأد البنات و حدد تعدد الزوجات و نظم شئون الزواج و الطلاق و قضى على القبلية (السباعي،دت:62).و قد أصبحت مكة المكرمة مهد العلم حيث كان بعض أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم كابن مسعود ، و بن عباس ،و أبي ذر الغفاري ، وابن عمر و أبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين يترددون إليها بعد الفتح و كانت مكة المكرمة تستفيد من علومهم .(المرجع السابق)
* مكة المكرمة في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم:
أصبح المسجد الحرام مزدحما بحلقات رجال الحديث و القراء و أصحاب الفتوى، و في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول توسعة للمسجد الحرام حيث شملت إضافة أسوار و أبواب للحرم و كان ذلك عام17 هـ ، ثم قام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجديد المسجد الحرام و توسعته و أحد فيها رواقا مسقفا و كسا الكعبة بالقباطي.(السباعي،دت:84)
* مكة المكرمة في العهد الأموي:
بدأت الخلافة الأموية في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي تولي الحكم سنة 41هـ، و قام الأمويون بإصلاحات منها شق الطرق الاهتمام بالأمور الدينية و العلمية ، و في سنة 91هـ قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بتجديد المسجد الحرام و توسعته و تسقيف أروقته بالصاج المزخرف و جعل الأعمدة من الرخام.(السباعي،دت،130)
* مكة المكرمة في العصر العباسي:
أهتم العباسيين بعمارة المسجد الحرام حيث أمر أبو جعفر المنصوري بشراء الدور الواقعة شمال المسجد الحرام فزاد مساحة المسجد الحرام و أهتم بجمال المسجد حيث زين أسقف الرواق بأنواع من النقوش كما فرش الأرضية بالرخام ، وفي سنة160هـ أشتري زاد المهدي في مساحة الحرم و جعل دار القواير(و هي دار بنيت بالزجاج في باطنها و الفسيفساء في خارجها لنزل الرشيد بين الصفاء و المروة)و من أبرز الإصلاحات في العهد العباسي توسعة المسجد الحرام و تشجيع حلقات الدرس و العلم و العلماء. و قد حدث عدة ثورات من العلويين انتهت بالفشل. (السباعي،دت:ج1،158)
* في عام 317هـ تمكن القرامطة من الاستيلاء على مكة المكرمة في موسم الحج ،و أخذوا معهم الحجر الأسود ، ثم أعادوه عام330هـ.
* ثم حكم الخشيديون مكة المكرمة بين عام 331 إلى 357.
* في عام 358 طرد جعفر بن محمد بن الحسين،و كون بذلك حكومة الطبقة الأولى من الأشراف.و يسمون بالموسويين ، نسبة إلى موسي الجوني.
* الطبقة الثانية :
وهم السليمانيون نسبة سليمان بن موسى الجون بن عبد الله بن المحض بن الحس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الذين أجلو جميع الموسويين..
* الطبقة الثالثة:
الهواشم
حصل الهواشم على حكم مكة المكرمة بعد أن أجلوا السليمانيون الذين استمر حكمهم لمدة عامين فقط وذلك بمساعدة "علي بن محمد الصليحي " حاكم اليمن، وستمر حكمهم إلى سنة 597هـ.(السباعي،دت:202)
*الطبقة الرابعة
"بنو قتادة": كان بني قتادة يسكنون البادية فلما كثر عددهم سار بهم قتادة إلى ينبع فاحتلها ، ثم تطلع إلى أمارة مكة المكرمة فسار إليها بجيش كبير فستولى عليها وأجلى منها بنوا هاشم سنة 597هـ وظلت هذه الطبقة في الحكم نحو سبعة قرون و نصف إلى أن أجلاهم السعوديون عنها.(المرجع السابق)
* الحكم السعودي :
في 17/3/1343هـ دخل الملك عبد العزيز يرحمه الله إلى مكة المكرمة وهو محرم ، وخطب في الناس الذين كانوا تجمعوا لاستقباله ( أمين أسعدج/166:2)و منذ ذلك الوقت و مكة المكرمة تعيش نهضة تعليمية و صحية و اجتماعية و اقتصادية و ثقافية لم يسبق لها مثيل . تعمير المسجد الحرام عبر التاريخوزارة الاعلام نشرة اعلامية،1411هـ) قال الله تعالى ( أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مبارك و هدى للعالمين)سورة آل عمران آية رقم 96 و لقد الله سبحانه و تعالى المسجد الحرام بهذا الاسم خمس عشرة مرة و ذكره بأسماء عديدة كلها تضح الناس ما ينبغي عليهم تجاه المسجد الحرام من احترام و إكبار لمكانته و فضله و شرفه. و كان نبي الله إبراهيم و ولده إسماعيل عليهما السلام أو من نزل بمكة المكرمة و قد رفعا عليهما السلام بأمر من الله عزوجل قواعد البيت الحرام. و قد ظل البيت الحرام تحيط به البيوت من جميع الاتجاهات من عهد إلى عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و خليفته سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه ثم بدأت الزيادات و قد تم ذلك على النحو التالي:
زيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه و تمت سنة سبعة عشرة للهجرة النبوية المباركة. 2-زيادة عثمان بن عفان ذى النورين رضى الله عنه حيث جعل فيها رواقا مسقوفاً و كان ذلك سنة ست وعشرين للهجرة النبوية المباركة. 3-زيادة عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما التي تمت سنة 66 للهجرة. 4-زيادة الوليد بن عبد الملك عام(91) للهجرة ، حيث أضاف مساحات أخري إلى الحرم و جدد بناءه و أقام فيه أعمد من الرخام فكان أول من جعل في البيت أعمدة. 5-زيادة أبي جعفر المنصور عام(139هـ) التي أضيفت فيها مساحات أخري للمسجد ، و بعض الأروقة . 6-زيادة الخليفة العباسي المهدي سنة(160هـ) حيث زاد في المسجد الحرام من الجهتين الشمالية و الشرقية و في عام (164هـ ) أمر المهدي بتوسعة الحرم من الجهة الجنوبية . 7-في عام (284هـ)زاد الخليفة العباسي المعتضد بالله في مساحة المسجد و أضاف باب جديد يعرف باسم " باب الزيادة" 8-زاد الخليفة العباسي المقتدر بالله مساحة أخري إلى المسجد و تعرف هذه الزيادة بباب إبراهيم و كان ذلك عام(306هـ) و في عام (604هـ)شب حريق هدم جانباً من المسجد الحرام ثم جاء سيل أطفاء النيران و أوقف انتشارها، و اهتم حاكم مصر السلطان فرج بن برقوق بذلك فأمر بإصلاح الموقع المتهدم و أعاد بنائه علىأفضل صورة. 9-و في عام (979هـ) قام السلطان سليم العثماني بتجديد عمارة المسجد كاملاً. 10-التوسعة السعودية المباركة:
كان في مقدمة اهتمامات الملك عبد العزيز يرحمه الله شئون الحرمين الشريفين حيث أذاع يرحمه الله بياناً في عام (1386هـ) يبشر المسلمين باعتزامه توسعه الحرمين الشريفين ، و بداء بالحرم النبوي الشريف.
و في عام (1375هـ)بدأ العمل في توسعة المسجد الحرام و الذي يعرف بالتوسعة السعودية الأولى و كان ذلك في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله
* التوسعة السعودية الجديدة:
هدف مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لتوسعة المسجد الحرام المبارك أقصى توسعة ممكنة و ذلك لرفع طاقته الاستيعابية إلى أكبر حد ممكن و ذلك لتوفير مزيد من الأماكن للصلاة في المسجد أو فيما حوله من الساحات. و قد بلغة مساحة الإضافة (76,000)متر مربع و تتناول توسعة المسجد الحرام من الناحية الغربية من "السوق الصغير "باب العمرة و باب الملك مما يستوعب حوالي (140,000) مصلى ، في الطابق الأرضي و العلوي و السطح.
ثانياً:الجانب الجغرافي:
1- الموقع الجغرافي:
تقع مدينة مكة المكرمة على السفوح الدنيا لجبال السروات ، فهي تمثل نقطة التقاء بين تهامة وجبال السروات ، وبذلك فهي تقع في غرب شبة الجزيرة العربية "غرب المملكة العربية السعودية"وتقع على يعد75 كم شرق البحر الأحمر، كما تقع بجوارها إلى الجنوب الشرقي على بعد 80 كم تقريباً مدينة الطائف. الموقع الفلكي:تقع مكة المكرمة على دائرة عرض،19, 25،21 شمالا و خط طول 26، 59، 39 شرقاً وترتفع عن سطح الأرض بمقدار 300 متر عن سطح البحر.
التضاريس :
تضاريس مكة المكرمة عبارة عن مرتفعات جبلية ذات تركيب جرانيتي ويتراوح ارتفاعها ما بين 20 1912 متر فوق سطح البحر و تقع مكة المكرمة على سفوح هذه الجبال.
البناء الجيولوجي :
ذكر أحمد المهندس "أن منطقة مكة المكرمة تعد جزاء من الدرع العربي ، ومعظم صخورها نارية جوفية و الذي يغلب عليه نوع الصخور النارية الجرانيتية و التي يدخل في تركيبها الصخري الكوارتز ديورايث إلى التونالايت، كما يوجد بعض التكوينات الرسوبية و المتحولة .
و بوجه عام فان البناء الجيولوجي لمكة المكرمة يعود إلى أزمنة جيولوجية قديمة فصخورها تعود إلى التكوينات الاركية التي تتمتع بمقاومة جيدة للعوامل الجيوموفولجية الظاهرية و الباطنية. المناخ: تقع مكة المكرمة ضمن المنطقة الانتقالية بين تأثيرات مناخ البحر المتوسط و
المناخ:
الموسمي و يؤثر البحر الأحمر فيها بنسبة ضئيلة جداً و مكة المكرمة تقع ضمن المنطقة المدارية الشمالية لذا فان درجة الحرارة ترتفع بها في الصيف و في الشتاء دافئ، و أمطارها قليلة و غير منتظمة و رياحها تكون في الشتاء شمالية غربية، و في الصيف شمالية شرقية جافة.
مداخل الحرم
ويضم المسجد أربعة مداخل رئيسية، وواحد وأربعين مدخلا فرعيا، وستة مداخل للطابق تحت الأرض، ويعلو المسجد عدد من القباب ، وتسع مآذن عملاقة موزعة على المداخل الرئيسية الأربعة لكل مدخل مئذنتان، والمئذنة التاسعة توجد فوق باب الصفا، وتنتشر حول المسجد السلالم المتحركة حول المسجد، والذي يحتوي ثلاثة طوابق وكل طابق يشمل على (492) عمودا مكسوة بالرخام، ومحلاة بالزخارف والنقوش الإسلامية، وتتوسط الكعبة المسجد وهي على شكل مربع تقريبا، وبابها يرتفع مترين عن الأرض، ويصعد إليه بسلم مثل سلم المنبر، وفي الركن الذي على يسار باب الكعبة يوجد الحجر الأسود على ارتفاع متر ونصف من أرض المطاف، ويخرج من أعلى منتصف الحائط الشمالي الغربي للكعبة ميزاب من الذهب يسمى ميزاب الرحمة، وتكسى الكعبة بأستار من الحرير المنقوش عليه بعض آيات القرآن.
أروقة المسجد الحرام
ويحيط بالمطاف أروقة المسجد العظيمة، تزينها تيجان رائعة، والمسجد مزود بالفرش والسجاجيد الفاخرة، وأجهزة التكيف، والقناديل والتحف، ويبلغ ارتفاع الوجهات الخارجية للمسجد 21 مترا وجميعها محلاة بالزخارف الإسلامية.
كسوة الكعبة
كانت الكعبة تكسى قبل الإسلام بحصر من خوص النخيل،كما كسيت بالجلد وبالمنسوجات اليمنية، وقد اتبعت قريش منذ عهد قصي نظاما معينا في كسوة الكعبة فكانت تفرضها على القبائل حسب ثرائها، ولما جاء الإسلام كساها النبي الثياب اليمنية، ثم كساها عمر وعثمان القباطي الذي كان يأتي من مصر، فلما ولي معاوية الخلافة كسى الكعبة كسوتين: إحداهما القباطي والأخرى من الديباج.
وكان الخليفة المهدي العباسي أول من كساها الحرير الأسود، ولما ضعفت الدولة العباسية كان ولاة مصر واليمن يكسون الكعبة، ثم انفرد ولاة مصر بذلك حتى عام 1381هـ / 1962 م. حيث قام الملك عبد العزيز بكسوتها بالحرير الأسود، وأصبح في مكة مصنع مخصص لصنع كسوة الكعبة.
الحجر الأسود
معلم من معالم البيت الحرام وهو ياقوتة من يواقيت الجنة، وهو حجر صقيل، بيضي الشكل، غير منتظم، ولونه أسود، يميل إلى الاحمرار، وفيه نقط حمراء وتعاريج صفراء، ويقع هذا الحجر في الركن الذي على يسار باب الكعبة على ارتفاع (1,5) متر من أرض المطاف.
وأول من وضع الحجر الأسود هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة عندما تنازعت القبائل وكادت الحرب تشتعل بينهم في وضعه في مكانه بعدما أكملوا بناء الكعبة، إلا أنهم اقترحوا أن يحكموا بينهم أول قادم عليهم، فكان الرسول أول من أقبل عليهم فحكموه بينهم فرفع الحجر بيده الشريفتين ثم وضعه على ثوب وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل واحد منهم بطرف من الثوب، فحملوه مرة واحدة ورفعه النبي وثبته في مكانه وأنهى الخلاف بينهم.
وهذا الحجر دفنه عمرو بن الحارث الجرهمي في زمزم قبل أن يخرج من مكة، ورأته امرأة من خزاعة فدلت عليه ثم أعادوه مكانه، ولم يدم ذلك طويلا، وكان ذلك قبل عمارة قصي بن كلاب للبيت الحرام، وعندما استولى القرامطة على مكة قلعوا هذا الحجر وحملوه معهم إلى قبلتهم هجر، وأصبح مكانه خاليا إلى أن أعيد بعد اثنين وعشرين سنة، وقد تكررت هذه المؤامرة على الحجر الأسود حتى كان آخرها في محرم سنة 1351هـ / 1932 م. قام بها رجل من بلاد الأفغان فاقتلع قطعة من الحجر وقطعة من ستار الكعبة وقطعة من مدرج الكعبة ثم ردت مرة ثانية إلى أمكانها.
هو الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عندما ارتفع بناء الكعبة عن قامته، فوضعه له إسماعيل ليقف عليه وهو يبني، وبقي هذا الحجر ملصقا بحائط الكعبة إلى أيام عمر بن الخطاب حيث أخره عن البيت لئلا يشغل المصلين وجموع الطائفين حول البيت ، وما تزال أثر قدم إبراهيم الخليل باقية عليه إلى الآن.
هو الحائط الواقع شمال الكعبة المعظمة ويسمى الحطيم، وهو على شكل نصف دائرة، وعندما بنت قريش الكعبة أنقصت ستة أذرع من جانبيها الشمالي وأدخلته في الحجر، ثم أعاد عبد الله بن الزبير ما أنقصته قريش من البيت مرة ثانية،فلما كان عصر الحجاج اقتطع من الكعبة ستة أذرع وشبرا وأدخلها في الحجر، وهو لا يزال على حكمه إلى العصر الحاضر.
وقد مر الحجر بمراحل معمارية كثيرة، فكان أول من وضع عليه حجارة الرخام أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي، ثم جدد رخام الحجر الخليفة المهدي العباسي وذلك عام 161 هـ / 778 م. ثم تلى ذلك عدة تجديدات وإصلاحات على مر العصور.
المسعى
جبلان في مكة يعتبر السعي بينهما ركن من أركان الحج، وبين الصفا والمروة أربعمائة وثلاث وتسعون خطوة، وكان بين الصفا والمروة مسيل فيه سوق عظيمة يباع فيها ال حبوب واللحم والتمر والسمن وغيرها، وليس بمكة سوق منتظمة سوى هذه، مما جعل الساعون لا يكادون يخلصون لازدحام الناس على حوانيت الباعة، وبمرور الوقت وما يحدث من تجديدات وإصلاحات أصبح هذا المسعى يتكون من طابقين بطول (294,5) مترا، وعرض (20) مترا، وفي وسط المسعى وفي الطابق السفلي يوجد حاجز يقسم المسعى إلى طريقين أحدهما مخصص للسعي من الصفا إلى المروة، والثاني من المروة إلى الصفا، وفي الوسط ممر ضيق ذو اتجاهين، مخصص لسعي العاجزين وغير القادرين على الهرولة، وللمسعى ستة عشر بابا في الواجهة الشرقية، وللطابق العلوي مدخلان أحدهما عند الصفا والآخر عند المروة، ولهذا الطابق سلمان من داخل المسجد أحدهما عند باب الصفا، والآخر عند باب السلام.
بئر تقع بالقرب من الكعبة المشرفة، ولها فتحة الآن تحت سطح المطاف على عمق (156) سم. وفى أرض المطاف خلف المقام إلى اليسار لمن يقف بمواجهة البيت الحرام يوجد حجر دائري الشكل كتب عليه بئر زمزم. وهذا الحجر يكون عموديا مع فتحة البئر الموجودة أسفل سطح المطاف، وقد جعل في آخر المطاف درج يؤدي إلى فتحة البئر.
وبئر زمزم ينقسم إلى قسمين: الأول جزء مبني عمقه (12,80) مترا عن فتحة البئر. والثاني جزء محفور في صخر الجبل وطوله (17,20) مترا، وهناك ثلاثة عيون تغذى بئر زمزم: عين في جهة الكعبة ومقابلة للركن ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه، وعين تقابل جبل أبي قبيس والصفا، وعين جهة المروة، وهذه العيون مكانها في جدار البئر على عمق (13) متر من فتحة البئر.
وتاريخ هذه البئر بدأ بنزول سيدنا إبراهيم عليه السلام بزوجته وولده إسماعيل مكة حيث كانت صحراء ليس بها شيء يؤنس به، ولا يوجد بها ماء ولا زرع، حتى نفد الماء الذي تركه إبراهيم لزوجته وولده، فأخذت أم إسماعيل تبحث لولدها عن الماء مهرولة بين الصفا والمروة، وبعدما يئست من وجود الماء إذ بالماء يخرج من بين أصابع ولدها، وكان خروجه بداية حياة جديدة لهذا المكان الذي استقر فيه إسماعيل عليه السلام بجوار قبيلة جرهم التي تزوج منها.
وبعد زمن استخفت قبيلة جرهم بحرمة بيت الله الحرام بعدما كانت تقوم عليه، وأكلوا أموال الكعبة الذي يهدى لها، وأحدثوا في الحرم أحداثا عظيمة، فعاقبهم الله بعقوبات منها نضوب ماء زمزم وانقطاعه فلم يزل موضعه يندثر ويمحى حتى جهل مكانه، وظل هكذا حتى أعاد عبد المطلب حفره مرة ثانية بعد عام الفيل، وهو العام الذي شهد فجرا جديدا بميلاد النبي محمد عليه السلام.
نقل :أمين العلم
بارك الله فيك اخي امين جزاك الله كل خير
بارك الله فيك اخي
صورة نادرة لصفحة من صحيفة البلاد السعوديّة
صورة نادرة لصفحة من بيان تبرعات السودان للحرمين عام 1373ه
صورة لمصحف عثمان (رضي الله عنه) مخطوط باليد وموجود في متحف بتركيا
صورة لمصحف عثمان (رضي الله عنه) مخطوط باليد وموجود في متحف بتركيا
صورة لمصحف عثمان (رضي الله عنه) مخطوط باليد وموجود في متحف بتركيا
صورة لمصحف عثمان (رضي الله عنه) مخطوط باليد وموجود في متحف بتركيا
صورة لـرسم يوضـح الإطـار العام للحجر الأسـود والمحتويات العامة
صورة الحجـر الأســود الأســاسـي بدون إطـارات وتحسينات
صورة مقام إبراهيم قبل مـئــة عام
بارك فيك أخي زاكو وحفظك فيمن عنده .
في رحاب الحرمين
اسطوانة رائعة جدا شاهد وتمتع ….الدعاء لاخوكم عبدو زيان
من هنا :http://www.gulfup.com/X189ao6s2qm7
دمتم في رعاية الله وحفظه
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا لك
شكرا جزيلا.
الأول المسجد الحرام
هو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بناء وضع على وجه الأرض، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين. والمسجد الحرام هو قبلةالمسلمين في صلاتهم. سمى بالمسجد الحرام لحرمه القتال فيه منذ دخول النبي المصطفي إلى مكة المكرمة منتصرا.
ذكر القرآن " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران: آية 96)
والمسجد الحرام هو أول المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال. فقد قال نبي الإسلام محمد – صلى الله عليه وسلم-: لا تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الاقصى.
الثاني المسجد الاقصى
المسجد الاقصى
المسجد الأقصى هو الإسم الإسلامي الذي سماه الله لهذا المكان في القرآن حيث قال تعالى
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
ومعنى الإسم الأقصى أي الأبعد والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الإسلام الثلاثة أي أنه بعيد عن مكة والمدينة على الأرجح.وقد كان المسجد الأقصى يعرف ببيت المقدس قبل نزول التسمية القرآنية له،
أهمية المسجد الأقصى:
– أنه قبلة المسلمين الأولى
– أنه مهبط الوحي وموطن الأنبياء وهذا معلوم مقرر
– أنه من المساجد التي تُشد الرحال إليها .
– أن الله تعالى وصفه في القرآن بأنه مبارك
– مبارك على أرض مقدسة,أن الله تعالى وصفها بأنها مقدسة في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام : ( يا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم )
– الصلاة في المسجد الأقصى تعدل مائتين وخمسين صلاة
– أن الأعور الدجال لا يدخل تلك الارض
– أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
– وهناك الكثير والكثير
الثالث مسجد قباء
هو أول مسجد أسس على التقوى وأول مسجد بني في الإسلام، قال الله تعالى في سورة التوبة: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَا إلاَّ الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالُ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ". (التوبة: 107-108).
هذه الآيات تشهد لهذا المسجد العظيم بالعظمة، والخير والبركات، والتفوق على غيره من المساجد. وقد جاء في الحديث: "من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلّى فيه صلاة فله أجر عمرة"، وفي حديث آخر: "من خرج حتى يأتي هذا المسجد -يعني مسجد قباء- فصلّى فيه كان كعدل عمرة". وعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأتي قباء يوم السبت راكبًا وماشيًا.
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) هو أول من وضع حجرا في قبلته؛ فكان يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره، ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر.
يقع هذا المسجد في الجنوب الغربي للمدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5/3 كيلومترات، وله محراب ومنارة، ومنبر رخامي، وفيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وفيه مُصلّى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وكان فيه مبرك الناقة.
وتاريخ إنشاء المسجد لما سمع المسلمون بالمدينة المنورة بخروج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من مكة المكرمة، كانوا يخرجون كل يوم إلى الحرة أول النهار، فينتظرونه فما يردهم إلا حر الشمس. ولما وصل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قرية قباء في شهر ربيع الأول نزل في بني عمرو بن عوف بقباء على كلثوم بن الهدم وكان له مربد، فأخذه منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسس مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس على التقوى، وكان (صلّى الله عليه وآله وسلم) ينقل بنفسه الحجر والصخر والتراب مع صحابته
الرابع المسجد النبوي الشريف
هو من المساجد التي يشد الرحال إليها! وهو المسجد المبارك الذي أسس بنيانه النبي الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه، وقد بنى يدا بيد مع المسلمين بناؤه الطاهر، وهو مركز الدعوة الأولى إلى الله تعالى، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الأقصى والمسجد الحرام ). روى ابن حبان وأحمد الطبراني بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق ). وأفضل ما في المسجد النبوي الشريف الروضة الشريفة قال صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ). وروى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي ). وروى أحمد عن سهل بن سعد مرفوعا( منبري على ترعة من ترع الجنة ))، وفيه المحراب والمنبر والأساطين وأيضا من الأماكن المفضلة الحجرة النبوية الشريفة، وهي الحجرة التي سكنها النبي الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه وأزواجه المطهرات وتقع الحجرة بجوار مسجده صلى الله عليه وسلم وفيها قبره عليه الصلاة والسلام وقبر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
الخامس مسجد الجمعة
عندما هاجر الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنـورة التي وصل إليهـا يـوم الاثنين 12 من ربيـع الأول من العـام الهجري الأول أقام علـيه الصـلاة والسـلام في قباء أربعـة أيـام حتى صباح يوم الجمعة الموافق 16 من شهر ربيع أول ( من العام نفسه )، ثم خرج صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى المدينة المنورة، ( وعلى مقربة من محـل إقامتـه بقباء ) أدركته صلاة الجمعـة فصلاها في بطن ( وادي الرانوناء )، وقد حدد المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة وسمي بعد ذلك ( بمسجد الجمعة )، وتم بناؤه من الحجر الذي تهدم عدة مرات، فأعيد بناؤه وتجديده في كل مرة يتهدم بها حتى عام 1409هـ عندما أمر خادم الحرمين الشريفين بهدم المسجد القـديم وإعادة بنائه وتوسعته وتـزويده بالمرافق والخـدمات اللازمة ( كسكن للإمام والمؤذن ومكتبة ومدرسة لتحفيظ القران الكريم ومصلى للنسـاء مع دورات المياه) وأصبح المسجد يستوعب لستمائة وخمسـين مصلياً بعد أن كان لا يستـوعب لأكثر من سبعين مصل وللمسجد منارة رفيعة بديعة وقبـة رئيسيـة تتـوسط ساحة الصـلاة إضافـة إلى أربع قباب صغيرة.
السادس مسجد القبلتين
كانت قبلة المسلمين منذ البعثة النبوية المباركة هي "بيت المقدس" الذي كانت اليهود تتوجه إليه في عباداتها، وظلّ هذا المكان المقدس قبلةً للمسلمين طيلة ثلاثة عشر عامًا يتوجهون إليه في عباداتهم وصلواتهم، وما إليها من الأمور التي يشترط فيها مراعاة القبلة.
وفي ظهر يوم الثلاثاء النصف من شهر شعبان أو رجب حسب أغلب الروايات من السنة الثانية للهجرة النبوية المباركة، أي بعد البعثة النبوية بثلاث عشرة سنة وبعد ستة عشر أو سبعة عشر أوثمانية عشر شهراً من الهجرة النبوية تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدِس إلى الكعبة الشريفة.
ذكر بن سعد في الطبقات ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فصنعت له طعاماً وحانت صلاة الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ركعتين ثم أُمر أن يوجه إلى الكعبة فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فسمي المسجد مسجد القبلتين ).
أما المكان الذي تمّ فيه تغيير القبلة فهو مسجد ينسب لبني حرام من بني سلمة، وتذكر بعض المصادر أن بني سواد بن غنم بن كعب هم الذين أقاموه على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ومنذ هذه اللحظة سُمي هذا المسجد بمسجد القبلتين؛ لأن الصحابة صلّوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين.
يقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلاً، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلو مترات بالاتجاه الشمالي الغربي.
السابع مسجد بني حرام
سمي بذلك لوقوعه في منازل بني حرام. يقع المسجد غربي جبل سلع، وعلى يمين القادم من شارع السيح والمتجه إلى منطقة المساجد السبعة، خلف المدرسة الثانوية الثامنة للبنات.
وقد ورد أن في محله حدثت معجزة تكثير الطعام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب أثناء حفر الخندق . وإنه صلى في موضعه. عن جابر t أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الخربة ومسجد القبلتين وفي مسجد بني حرام بالقاع.
الثامن مسجد الغمامة
مسجد المصلى ( الغمامة )
في موضعه كان يصلى عليه الصلاة والسلام صلاة العيد وصلاة الاستسقاء. ولهذا عرف بمسجد المصلى.
عن أنس بن مالك t : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى ليستسقي ، فبدأ بالخطبة ، ثم صلى وكبر واحدة افتتح بها الصلاة ، فقال : هذا مجمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعيدنا ولفطرنا وأضحانا ، فلا يبنى فيه لبنة على لبنة ولا خيمة ) .
عن أبي هريرة t قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فمرّ بالمصلى، استقبل القبلة ووقف يدعو ).
التاسع مسجد السقيا
وبهذا الموضع تفقد النبي صلى الله عليه وسلم جيش بدر. وهذه الأرض كانت لسعد بن أبي وقاص ، وفي هذا المكان دعا عليه الصلاة والسلام بالبركة للمدينة .
عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم صلى بأرض سعد، بأصل الحرة، عند بيوت السقيا، ثم قال: ( اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك، دعاك لأهل مكة، وأنا محمد عبدك ونبيك ورسولك، أدعوك لأهل المدينة، مثل ما دعاك به إبراهيم لأهل مكة، ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة، واجعل ما بها من وباء بخم، اللهم إني قد حرمت ما بين لابتيها، كما حرمت على لسان إبراهيم الحرم ). رواه أحمد
العاشر السبع المساجد
المساجد السبعة
وهي من معالم المدينة المنورة، وهي مجموعة مساجد صغيرة عددها الحقيقي ستة وليس سبعة، ويروي بعضهم ان مسجد القبلتين يضاف اليها حيث يبعد عنها ( 2كيلو متر مربع) فقط لان من يزورها يزور ذلك المسجد أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة.
وتقع هذه المساجد الصغيرة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت اليها قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة.
ويروى انها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وقد سمي كل مسجد باسم من رابط فيه، عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضُربتء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المساجد على التوالي من الشمال إلى الجنوب هي: مسجد الفتح، مسجد سلمان الفارسي، مسجد أبي بكر الصديق، مسجد عمر بن الخطاب، مسجد علي بن ابي طالب، مسجد فاطمة.
شكرااااااا على الموضوع
العفو أخي مشكور على المرور
شكرا على الموضوع القيم
العفو أختاه
ما شاء الله …………………….ربي يحفضك …………………امين
أمين ونتي تاني ختيتو مشكورة دمتي وفيية
شكر لك على المعلومات
بارك الله فيك على الموضوع.
وفيك بارك …….شكرا على المرور .ابقى زورنا ..دمت وفيا أخي الكريم………