اليكم اخواني هذا الرابط بعد تحميله
سوف تكونون داخل المسجد برؤية 3 الأبعاد
روعة
http://www.4shared.com/file/sKcHHPQu/madina.html
صُلح الحُديبيّة . عبر وفوائد
صُلح الحُديبيّة … عبر وفوائد
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
روى الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد (برقم 2731-2732)(1) قال: حدَّثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا الزّهري قال: أخبرني عروة بن الزّبير، عن مسور بن مَخرمة ومروان، يصدق كلّ واحد منهما حديث صاحبه، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم [من المدينة] زمن الحديبية، [في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحُلَيْفَةِ قلّد الهدي، وأشعره وأحرم منها]، [بعمرة، وبعث عينا له من خزاعة، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان بغدير الأشطاط(2)، أتاه عينه، قال: إن قريشا جمعوا لك جموعا، وقد جمعوا لك الأحابيش، وهم مقاتلوك، وصادوك عن البيت ومانعوك، فقال: (أشيروا أيها الناسُ عليّ(3)، أترون أن أميل إلى عيالهم وذراريِّ هؤلاء الذين يريدون أن يصدّونا عن البيت، فإن يأتونا كان الله قد قطع عينا من المشركين، وإلا تركناهم مَحْروبين)(4).
قال أبو بكر: يا رسول الله! خرجتَ عامدا لهذا البيت، لا تريد قتل أحد، ولا حرب أحدٍ، فتوجّه له، فمن صدنا عنه قاتلناه.
قال: (امضوا على اسم الله)، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ خالدَ بن وليد بالغَميم، في خيلٍ لقريشٍ طليعةً، فخذوا ذات اليمين)، فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثَّنِيَّة التي يُهبَطُ عليهم منها، بَرَكَتْ به راحلتُه، فقال النّاس: حلْ حلْ، فألحّت، فقالوا خلأت القصواء، خلأت القصواء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، وما ذاك لها بِخُلُق، ولكن حَبَسَها حابِسُ الفيل(5))، ثم قال: (والذي نفسي بيده، لا يسألوني خُطَّةً يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيْتُهم إيَّاهَا(6)). ثم زجرها فوثبت، قال: فَعَدَل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمدٍ قليلِ الماء، يتبرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا، فلم يُلَبِّثْهُ الناسُ حتى نَزَحوهُ.
وشُكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطشُ، فانْتَزَعَ سهما من كِنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يَجِيشُ لهم بالرِّيّ حتى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاء بُدَيْلُ بن وَرقاء الخُزاعي في نفر من قومه من خزاعة، وكانوا عَيْبَةَ(7) نُصْحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تِهامة، فقال: إنِّي تركتُ كعب بن لُؤيٍّ، وعامر بن لؤيّ نزلوا أعداد مياه الحُديبية، ومعهم العوذُ الـمَطافيل، وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّا لم نجِئْ لقتال أحدٍ، ولكنّا جئنا معتمرين، وإنّ قريشا قد نَهَكَتْهُم الحرب، وأضرَّت بهم(8)، فإن شاءوا مادَدْتُهم مدّة ويُخَلُّوا بيني وبين الناس(9)، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جَمُّوا(10)، وإنهم أبوْا، فوالذي نفسي بيده لأقاتلنّهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، وليُنفذن اللهُ أمره).
فقال بديل: سأبلغهم ما تقول.
قال: فانطلق حتى أتى قريشا، قال: إنّا قد جِئناكم من هذا الرجل، وسمعناه يقول قولا، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا، فقال سفهاؤهم(11): لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء، وقال ذو الرَّأي منهم: هاتِ ما سمعته يقول، قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدَّثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فقام عروة بن مسعود فقال: أي قومِ، ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: أولست بالولد؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتّهموني؟ قالوا: لا، قال: ألستُم تعلمون أنّي استنفرت أهل عُكاظ، فلمّا بلّحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى، قال: فإنّ هذا قد عَرض لكم خُطَّة رشدٍ، اقبلوها ودعوني آتيه، قالوا: ائته.
فأتاه، فجعل يكلِّم الني صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبُديل، فقال عُروة عند ذلك: أي محمَّد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحدٍ من العرب اجتاح أهله قبلك(12)، وإن تكن الأخرى، فإنّي والله لا أرى وُجُوهًا، وإني لأرى أشوابا(13) من النّاس خليقا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات، أ نحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك.
قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما تكلم أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيف وعليه المغفرة، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف، وقال له: أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع عروة رأسه، فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غُدَر، ألستُ أسعى في غَدْرَتِك(14).
وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم، وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء)(15).
ثم إن عروة جعل يرمُق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، قال: فوالله ما تنخَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامةً إلا وقعت في كفّ رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده(16)، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلّم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدّون إليه النظر تعظيما له.
فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم، والله لقد وفدتُ على الملوك، ووفدتُ على قَيصر، وكسرى، والنجاشيّ، والله إنْ رأيت ملكا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّم أصحابُ محمدٍ محمدا، والله إن تنخّم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجِلده، وإذا أمرهم ابتَدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يَقْتَتِلون على وَضوئه، وإذا تكلّم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدُّون إليه النظر تعظيما له، وإنه قد عرض عليكم خُطَّة رُشدٍ فاقبلوها.
فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه، فقالوا ائته، فلمّا أشرف على النبيّ وأصحابه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا فلان، وهو من قومٍ يُعظِّمون البُدن، فابعثوها له).
فَبُعِثت له، واستَقْبَلَه النَّاسُ يُلَبُّون، فلما رأى ذلك قال: سبحان الله!، ما ينبغي لهؤلاء أن يُصدُّوا عن البيت، فلما رَجَعَ إلى أصحابه قال: رأيتُ البُدُن قد قُلِّدَت وأُشْعِرَت، فما أرى أن يصدُّوا عن البيت.
فقام رجلٌ منهم، يقال له: مِكْرَزُ بن حَفْصٍ، فقال: دعوني آتيه، فقالوا ائته، فلما أشرف عليهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا مِكْرَز، وهو رجلٌ فاجرٌ)(17).
فجعل يكلم النبي، فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو.
قال معمر: فأخبرني أيوب، عن عكرمة: أنّه لمّا جاء سهيل بن عمرو: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد سهل لكم من أمركم)(18).
قال معمر: قال الزهري في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات اكتب بيننا وبينكم كتابا، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم).
قال سهيل: أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو؟ ولكن اكتب باسمك اللّهُمَّ كما كنتَ تكتبُ، فقال المسلمون: والله لا نكتُبُها إلا بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اكتُب باسمك اللّهُمّ)، ثم قال: (هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله).
فقال سُهيل: والله لو كُنَّا نَعْلَمُ أنّك رسولُ الله ما صدَدْناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والله إنّي لرسولُ الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله).
قال الزهري: وذلك لقوله: (لا يسألوني خطة يُعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إيّاها). فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: (على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به)، فقال سهيل: واللهِ لا تتحدّثُ العربُ أنّا أُخدنا ضغطةً، ولكن من العام المقبل، فكتبَ، وعلى أنّه لا يأتيك منّا رجلٌ -وإن كان على دينك- إلا رَدَدْتَه إلينا، [وخليت بَيْنَنَا وبَيْنَهُ، فكرِهَ المسلمون ذلك، وامتعضوا منه]، قال المسلمون: سبحان الله! كيف يُردُّ إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟ [وأبى سهيل إلا ذلك، فكاتبه النبي على ذلك]، فينما هم كذلك إذ دخل أبو جَنْدَل بن سهيل بن عمرو يَرسُفُ في قيودِه، وقد خرج من أسفل مكة، حتى رمى بنفسه بين أظهُر المسلمين، فقال سهيلٌ: هذا يا محمد! أوّلُ ما أقاضيك عليه أن تَرُدَّهُ إليّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّا لم نقض الكتاب بعد)، قال: فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأجزه لي)، قال: ما أنا بمجيزه لك، قال: (بلى: فافعل)، قال: ما أنا بفاعل، قال مِكرزٌ: بل قد أجزناه لك، قال: أبو جندل: أي معشر المسلمين! أُرد إلى المشركين وقد جئت مسلما، ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله، [ فردّ يومئذ أبا جندل(19) إلى أبيه سهيل بن عمرو، ولم يأته أحد من الرجال إلا ردّه في تلك المدة وإن كان مسلما]، فقال عمر بن الخطاب: فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ألستَ نبيَّ الله حقا، قال: (بلى).
قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: (بلى)، قلت: فلما نعطي الدّنية في ديننا إذا؟!. قال: (إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري). قلت: وأليس كنت تحدثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: (بلى؛ فأخبرتك أنّا نأتيه العام؟)، قال: قلت: لا، قال: (فإنّك آتيه، ومُطَّوِّفٌ به)، قال: فأتيت أبا بكر، فقلت: يا أبا بكر! أليس هذا نبيّ الله حقا؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحقّ وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلما نعطي الدنيّة في ديننا إذا؟، قال: أيها الرجل! إنّه لرسول الله، وليس يعصي ربّه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنه على الحقّ. قلت: أليس كان يحدثنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنّك ستأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنّك آتيه ومُطَّوِّف به.
قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالا(20).
قال: فلمّا فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (قوموا فانحروا ثم احلقوا). قال: فوالله ما قام منهم رجلٌ حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلمّا لم يقُم منهم أحدٌ دخل على أمّ سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أمّ سلمة: يا نبيّ الله! أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ، وتدعو حالقك، فيَحْلِقَك، فخرج، فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحرَ بدْنه، ودعا حالقه فحلقَه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يَحلِقُ بعضا، حتى كاد بعضُهم يقتلُ بعضاً غماً….).
بعض فوائد صُّلح الحديبية التي تخص بحثنا.
1- أخرج الإمام البخاري (برقم4150) بإسناده إلى البراء بن عازب رضي الله عنه أنّه قال: (تعدُّون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعدّ الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية…).
قال الحافظ في الفتح عند قول البراء (ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان): (يعني قوله تعالى: [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا] وهذا موضع وقع فيه اختلاف قديم، والتحقيق أنّه يختلف ذلك باختلاف المراد من الآيات، فقوله تعالى [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا] المراد بالفتح هنا الحديبية، لأنها كانت مبدأ الفتح المبين على المسلمين، لما ترتب على الصّلح الذي وقع منه الأمن ورفع الحرب، وتمكن مَن يخشى الدخول في الإسلام والوصول إلى المدينة من ذلك؛ كما وقع لخالد بن الوليد وعمر بن عاص وغيرهما، ثم تبعت الأسباب بعضها بعضا إلى أن كمل الفتح).
وقال أنس بن مالك: [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا] قال: الحديبية، قال أصحابه: هنيئا مريئا فما لنا؟ فأنزل: [لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ].
قال الإمام الزهري كما في سيرة ابن هشام (2/322)، والبداية والنهاية لابن كثير (6/221 ط/ دار هجر) رحمه الله: (فما فتح في الإسلام فتحٌ قبله كان أعظم منه، إنّما كان القتالُ حيثُ الْتقى الناسُ، فلمَّا كانت الهُدنةُ، ووضعتِ الحربُ أوزارَها، وأَمِن النّاسُ كلُّهم بعضُهم بعضا، والْتَقَوا في الحديث والمنازعة، فلم يُكَلَّم أحدٌ في الإسلام -يعقل شيئا- إلا دخل فيه، ولقد دخل في تينك السنتين مثلُ ما دخل في الإسلام قبل ذلك أو أكثر).
قال ابن هشام مؤيدا كلام الزهري: (والدليل على ما قاله الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحديبية في ألفٍ وأربعمائة رجلٍ في قول جابر، ثم خرج عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (35/60): (وسورة الفتح الذي فيها ذلك أنزلها الله قبل أن تفتح مكة؛ بل قبل أن يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد بايع أصحابه تحت الشجرة عام الحديبية سنة ست من الهجرة، وصالح المشركين صلح الحديبية المشهور، وبذلك الصلح حصل من الفتح ما لا يعلمه إلا الله؛ مع أنّه قد كرهه خلق من المسلمين، ولم يعلموا ما فيه من حسن العاقبة، حتى قال سهل بن حنيف: (أيها الناس! اتهموا الرأي، فقد رأيتني يوم أبي جندل ولو استطعت أن أرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت) رواه البخاري وغيره).
2- ومن ثمر صلح الحديبية أن المسلمين تفرغوا ليهود خيبر آخر معاقل يهود، التي استُغلت للتحريض على المسلمين في الخندق وما بعدها، وكان نخيل خيبر من بركات صلح الحديبية.
روى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن الشعبي كما قال الحافظ في قوله [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا]؛ قال: صلح الحديبية، وغفر له ما تقدم وما تأخر، وتبايعوا بيعة الرضوان، وأطعموا نخل خيبر، وظهر الروم على فارس وفرح المسلمون بنصر الله).
وأخرج الإمام البخاري في صحيحه (برقم4160 باب غزوة الحديبية) بإسناده إلى زيد بن أسلم عن أبيه قال: (خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق، فلحقت عمرَ امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي وترك صبيةً صغارا، والله ما يُنضجون كراعا، ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضّبع، وأنا بنت خُفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم. فوقف معها عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعيرٍ ظهيرٍ كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما، وحمل بينهما نفقة وثيابا، ثم ناولها بخطامه ثم قال: اقتاديه، فلن يَفْنَى حتى يأتيكم الله بخير. فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها. قال عمر: ثكلتك أمرك، والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفئُ سُهْمَانَهما فيه).
الهامش مع بقية الفوائد:
(1):انظر لزاما مختصر صحيح البخاري (2/229 ط: مكتبة المعراف) للعلاّمة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
(2)موضع قريب من عسفان كما في رواية الإمام أحمد (4/328)، والأحابيش جمع من النّاس ليسوا من قبيلة واحدة.
(3) فيه استحباب مشورة الإمام رعيته وجيشه، استخراجا لوجه الرأي، واستطابة لنفوسهم، وأمنًا لعتبهم، وتعرفا لمصلحة يختص بعلمها بعضهم دون بعض، وامتثالا لأمر الربّ تعالى [وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ]، وقد مدح سبحانه وتعالى عباده بقوله [وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ]. قاله ابن قيم الجوزية في الزاد.
(4) أي مسلوبين منهوبين، ولفظ الإمام أحمد: (تكن عنقا قطعها الله)، قال الحافظ رحمه
الله: (والمراد أنه صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه هل يخالف الذين نصروا قريشا إلى مواضعهم، فيسبي أهلهم، فإن جاؤوا إلى نصرهم اشتغلوا بهم، وانفرد هو وأصحابه بقريش، وذلك المراد بقوله: (تكن عنقا قطعها الله)، فأشار عليه أبو بكر بترك القتال).
(5) أي حبسها الله عزّ وجلّ عن دخول مكة كما حبس الفيل عن دخولها، ومناسبة ذكرها أن الصحابة لو دخلوا مكّة على تلك الصّورة وصدّتهم قريش عن ذلك، لوقع بينهم قتال قد يفضي إلى سفك الدماء، ونهب الأموال، كما لو قدر دخول الفيل وأصحابه مكة، لكن سبق في علم الله تعالى في الموضعين أنه سيدخل في الإسلام خلق منهم، وسيتخرج من أصلابهم ناس يسلمون ويجاهدون، وكان بمكة في الحديبية جمع كثير مؤمنون من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، فلو طرق الصحابة مكة لما أمِن أن يصاب ناس منهم بغير عمد، كما أشار إليه تعالى في قوله: [وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ].
وقال الخطابي: (معنى تعظيم حرمات الله في هذه القصة؛ ترك القتال في الحرم، والجنوح إلى المسالمة والكف عن إراقة الدماء) نقله الحافظ.
(6)إنّ المشركين، وأهل البدع والفجور، والبغاة الظّلمة، إذا طلبوا أمرا يُعظِّمون فيه حرمةً
من حرمات الله تعالى، أجيبوا إليه وأُعطوه، وأُعينوا عليه، وإن منعوا غيره، فيعاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى، لا على كفرهم وبغيهم، ويمنعون مما سوى ذلك، فكلّ من التمس المعاونة على محبوب الله تعالى مُرضٍ له، أجيب إلى ذلك كائنا من كان، ما لم يترتَّب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه، وهذا من أدقّ المواضع وأصعبها، وأشقها على النفوس…) قاله ابن قيم الجوزية.
قلت: ومؤازرتي للصّلح الذي دعا إليه حاكم البلاد هو تعظيم لحرمة من حرمات الله التي هي حقنٌ لدماء المسلمين، وجمعٌ لكلمتهم.
(7)أي موضع سرّه وأمانته، قال الزهري: وكانت خزاعة عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مسلمها ومشركها، لا يخفون عنه شيئا كان بمكة.
والعوذ: جمع عائذ، أي: النوق الحديثات النتاج ذات اللبن، والمطافيل: الأمهات التي معها أطفالها.
(8) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على الاستبقاء على حياة قريش، آملا في إسلامهم، وإفادة
الدعوة منهم، فالنّاس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وقريش
من أكثر العرب فصاحة وذكاء وخبرة ومكانة، واستبقاؤها للإسلام فيه خير عظيم للدولة والدعوة، قارن هذا مع صنيع الفرق الضالة التي تأتي إلى معقل الإسلام ومهد الوحي مكة والمدينة، وتسعى في بث الفتنة وزرع الخراب والدمار خدمة لأعداء الدين من اليهود والنصارى.
(9)فيه جواز ابتداء الإمام بطلب صّلح العدُوّ إذا رأى المصلحة للمسلمين فيه، ولا يتوقف ذلك على أن ابتداء الطلب منهم
(10)أي استراحوا من جهد القتال، وجاء في رواية أخرى: (وإن ظهر الناس عليّ، فذلك الذي يبغون)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (حتى تنفرد سالفتي) أي: حتى تنفصل رقبتي عن بدني.
(11)وهما عكرمة بن أبي جهل، والحكم بن أبي العاص، وما أكثر أمثالهما في هذا الزمان، وهذا الصنف لا يصلح أن يدير مشروع صلح بين الخلق.
(12)اجتاح: أهلك أصله بالكلية، وما يفعله دعاة الدمار من تفجيرات جماعية لإهلاك أصلهم بالكلية مردود حتى عند العرب في الجاهلية.
(13)بتقديم المعجمة على الواو كذا للأكثر، ووقع لأبي ذر عن الكشميهني (أوشابا)، بتقديم الواو، والأشواب الأخلاط من أنواع شتى، والأوباش الأخلاط من السفلة، فالأوباش أخص من الأشواب، قاله الحافظ في الفتح.
(14)وأخرج ابن أبي شيبة أن عروة قال: (من هذا يا محمد؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة)، وقول عروة: ألست أسعى في غدرتك: أي ألست أسعى في دفع شرّ غدرتك؟
أشار عروة بهذا إلى ما وقع للمغيرة قبل إسلامه أنه خرج مع ثلاثة عشر نفرا من ثقيف من بني مالك زائرين المقوقس بمصر، فأحسن إليهم وأعطاهم، وقصر بالمغيرة، فحصلت له الغيرة منهم، فلما كانوا بالطريق شربوا الخمر، فلما سكروا وناموا وثب عليهم المغيرة فقتلهم، وأخذ أموالهم ولحق بالمدينة فأسلم.
(15)أي لا أتعرض له لكونه أخذه غدرا، ويستفاد منه أنه لا يحل أخذ أموال الكفار في حال الأمن غدرا، لأن الرفقة يصطحبون على الأمانةِ، والأمانةُ تُؤدى إلى أهلها مسلما كان أو كافرا، وأن أموال الكفار تحل بالمحاربة والمغالبة. قاله الحافظ في الفتح.
قال ابن المنذر رحمه الله في الأوسط (11/314 م1972): (ومن ذلك أنّ أموال أهل الشرك، وإن كانت مباحة للمسلمين، مغنومة إذا أخذوا ذلك منهم قهرا، فإنها ممنوعة بالأمان لهم عليها، مردودة إلى أربابها، إذا أخذوا ذلك في حال الأمان لهم، يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء)، وإنّما حرّم ذلك على المغيرة لأمنهم لما صحبوه، وقد أمَّن كلّ منهم صاحبه على نفسه، وماله، فكان سفكه دما ئهم، وأخذه أموالهم في ذلك الوقت غدرا منه بهم، والغذر غير جائز، والأمانات مؤداة إلى الأبرار، والفجار، والمؤمنين، والمشركين)اهـ.
قلت: وأما الذي يفعله بعض الجهلة التكفيريين الساكنين بديار الكفر من اختلاس ونهب لبعض الـمحلات التجارية، تحت مفهوم أخذ غنائم الكفار مخالفٌ قطعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو في ميزان شريعة الرحمن غدر وخيانة، وتشويه لجمال الديانة.
(16)في الحديث جواز التبرك بذاته صلى الله عليه وسلم وآثاره الحسية المنفصلة عنه، ولا يجوز أن يقاس عليه غيره من الصالحين، وأمّا الذي ذهب إليه الحافظ في الفتح فغير متين.
ثم إنّ الجواز لا يُسوِّغ الإعتماد على أثار الأنبياء في القرب من الله، فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه أن أضيافا من البحرين نزلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فدعا بوضوئه فتزضأ، فبادروا إلى وضوئه فشربوا ما أدركو منه، وما نصب من في الأرض فمسحوا به وجوههم ورؤوسهم وصدورهم، فقال لهم النبيصلى الله عليه وسلم: ما دعاكم إلى ذلك؟ حباً لك، لعل الله يحبنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كنتم تحبون أن يحبكم الله ورسوله؛ فحافظوا على ثلاث خصال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الجوار)، أخرجه العلاّمة محمد ناصر الدين الالباني في الصحيحة (6/1264 برقم 2998) وقال: الحديث روي جله من وجوه أخرى يدل مجموعها على أن له أصلا ثابتا.
وقد أنكر السلف على من تبرك بأثار الصالحين، ذكرى ابن أبي يعلى في ترجمة علي بن عبد الله الطيالسي أنه قال: مسحت يدي على أحمد بن حنبل ثم مسحت يدي على بدني وهو ينظر، فغضب غضبا شديدا، وجعل ينفض نفسه ويقول: عمن أخذتم هذا، وأنكره انكارا شديدا. انظر طبقات الحنابلة (1/228)، والمنهج الأحمد (1/428).
وفي صنع الصحابة يوم الحديبية فائدة أخرى؛ وهي أنهم أرادوا أن يقولوا بلسان حالهم: من يحب إمامه هذه المحبة وينزله منزلته التي تليق به كيف يظن به أنه يفر عنه، ويسلمه للعدو، ومن هذا الصنيع المحكم يجب على المسلمين أن يلتفوا حول حكامهم المسلمين، ويناصرونهم بالمعروف قهرا لأعداء الله من اليهود والنصارى الذين يفرحون حين يرأون الفتنة مشتعلة في ديارهم، ودماءهم تزهق بأيديهم.
(17)أي موصوفا بالغدر. ومن كان هذا وصفه فلا يجوز أن تبرم معه صفاقات الصّلح، لأنه ما يفتأ أن ينقضها ويأتي بخلافها كما هو شأن اليهود في فلسطين، وبعض رؤوس الخوارج في ديار المسلمين.
(18)فيه استحباب التفاؤل، وأنه ليس من الطِّيرة المكروهة، وقد جاء في الصحيحين من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا طيرة، وخيرها الفأل الحسن)، قالوا وما الفأل الحسن يا رسول الله؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم).
والفأل لسان الزمان، والطّيرة عنوان الحَدَثان كما قال ابن الرومي، وقال غيره: الفأل إبانة، والتّطيّر استدلال.
(19)أخرج الإمام أحمد في مسنده (4/325) بإسناد حسن، ومحمد بن إسحاق وإن كان مدلسا فقد صرح بالتحديث؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أبا جندل اصبر واحتسب، فإنّ الله عزّ وجلّ جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا، فأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عليه عهدا، وإنّا لن نغدر بهم).
(20)وأخرج الإمام أحمد (4/325) بإسناد حسن أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (ما زلت أصوم وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ حتى رجوت أن أكون خيرا).
وكان الفاروق رضي الله عنه يراجع النبي صلى الله عليه وسلم ليقف على الحكمة من موافقته على شروط الصّلح، وكان رضي الله عنه يرغب في إذلال الكفار، فجميع ما صدر منه كان معذورا فيه، بل هو مأجور لأنه كان مجتهدا فيه قاله الحافظ في الفتح، قارن استنباط الحافظ مع تعبير بعض الجهلة من وصفهم لموقف الفاروق بأنه ناجم عن عقل بشري جهول والله المستعان.
ولما بدى لعمر أن الذي ارتضاه النبي صلى الله عليه وسلم وحي لا مكان للرأي معه سلّم رضي الله عنه [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا]، رضي الله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وعن باقي الصحب الأبرار.
وكتبه// أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري.
تاريخ مكة
أولا : الجانب التاريخي:
أ- مصدر أسم مكة المكرمة :
مكة المكرمة مدينة قديمة و لها جذور عميقة في التاريخ و لقد تعدد أسمها حسب الفترات الزمنية ،و لعل أسمها مشتق من كلمة ( بك ) السامية التي تعني الوادي(فروج:109) فقد ورد اسم مكة بلفظ بكة في قوله تعالي في سورة آل عمران ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدي للعالمين) ". ولعل أول إشارة وردت في الكتابات القديمة عن مكة المكرمة ما ذكره بطليموس الذي عاش في القرن الثاني الميلادي فقد ذكر اسم مدينة (مكربة)و قد ذهب الباحثون أن هذه المدينة ما هي الإ مكة المكرمة(عوض الله ،1398:35). و قد أورد ياقوت الحموي في معجمه روايات عديدة عن (الحموي، دت:182)تسمية مكة المكرمة منها أنها سميت مكة من :
* مك القدي أي مصه لقلة مائها.
* إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضريع أمه فلا يبقي شيئا.
* لأنها تمك من ظلم أي تقصمه و ينشد قول بعضهم:
يا مكة الفجر مكي مكا و لا تمكي مدجحا و عكا.
ب-السكن في مكة المكرمة:
تاريخ مكة المكرمة عبر العصور حتى فجر الإسلام:
* عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام:
من المرجح أن بدء السكنى بمكة المكرمة يرجع إلى أيام سيدنا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام و هذا يعني القرن التاسع عشر قبل الميلاد.قال تعالي (في سورة إبراهيم، آية 37)"ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) و قد استجاب الله عزوجل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ،فعندما نفد ما كان لدي إسماعيل عليه السلام و والدته هاجر من زاد و ماء تفجر ماء زمزم من تحت قدمي إسماعيل عليه السلام و وفدت القبائل إلى مكان الماء.(الشريفي،،1969م:10)
* مكة في عهد خزاعة:
في أواخر القرن الثالث الميلادي تقريباً استطاعت خزاعة بزعامة ربيعة بن الحارث أن تتولى أمر مكة المكرمة ، وخلفه عمرو بن لحي الخزاعي و الذي يعتبر من أوائل من بدل دين إبراهيم عليه السلام بالوثنية.(السباعي،دت:23)
* مكة المكرمة في عهد قريش:
انتقل أمر مكة المكرمة من يد خزاعة إلى قريش بعد تحكيم يعمر بن عوف بن كعب ابن الليث و ذلك بسبب كثرة الصراع الذي حدث بين خزاعة، حيث حكم يعمر بن عوف بحجابة البيت و أمر مكة المكرمة لقصى دون خزاعة و أن لا تخرج خزاعة من مسكنها من مكة المكرمة (الفاسي،،دت:143).و لعل من أهم الأحداث التي حدث في هذا العصر هو قدوم أبرهة الأشرم لهدم البيت الحرام سنة 571م و الذي سمي بعام الفيل و هي السنة التي ولد فيها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .( زيادة:دت:123)
* مكة المكرمة في عهد النبوة:
لاشك أن ظهور الرسول صلى اله عليه و سلم كان أكبر الأثر في تغير الحياة في مكة المكرمة و في العالم حيث أمر بطلب العلم و حث عليه و يكفي أن أول آية نزلت في القران تحث عل العلم و هي سورة إقراء،كما غير الرسول صلى الله عليه و سلم كثير من الأمور الاجتماعية فمثلاً ألغي وأد البنات و حدد تعدد الزوجات و نظم شئون الزواج و الطلاق و قضى على القبلية (السباعي،دت:62).و قد أصبحت مكة المكرمة مهد العلم حيث كان بعض أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم كابن مسعود ، و بن عباس ،و أبي ذر الغفاري ، وابن عمر و أبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين يترددون إليها بعد الفتح و كانت مكة المكرمة تستفيد من علومهم .(المرجع السابق)
* مكة المكرمة في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم:
أصبح المسجد الحرام مزدحما بحلقات رجال الحديث و القراء و أصحاب الفتوى، و في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول توسعة للمسجد الحرام حيث شملت إضافة أسوار و أبواب للحرم و كان ذلك عام17 هـ ، ثم قام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجديد المسجد الحرام و توسعته و أحد فيها رواقا مسقفا و كسا الكعبة بالقباطي.(السباعي،دت:84)
* مكة المكرمة في العهد الأموي:
بدأت الخلافة الأموية في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي تولي الحكم سنة 41هـ، و قام الأمويون بإصلاحات منها شق الطرق الاهتمام بالأمور الدينية و العلمية ، و في سنة 91هـ قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بتجديد المسجد الحرام و توسعته و تسقيف أروقته بالصاج المزخرف و جعل الأعمدة من الرخام.(السباعي،دت،130)
* مكة المكرمة في العصر العباسي:
أهتم العباسيين بعمارة المسجد الحرام حيث أمر أبو جعفر المنصوري بشراء الدور الواقعة شمال المسجد الحرام فزاد مساحة المسجد الحرام و أهتم بجمال المسجد حيث زين أسقف الرواق بأنواع من النقوش كما فرش الأرضية بالرخام ، وفي سنة160هـ أشتري زاد المهدي في مساحة الحرم و جعل دار القواير(و هي دار بنيت بالزجاج في باطنها و الفسيفساء في خارجها لنزل الرشيد بين الصفاء و المروة)و من أبرز الإصلاحات في العهد العباسي توسعة المسجد الحرام و تشجيع حلقات الدرس و العلم و العلماء. و قد حدث عدة ثورات من العلويين انتهت بالفشل. (السباعي،دت:ج1،158)
* في عام 317هـ تمكن القرامطة من الاستيلاء على مكة المكرمة في موسم الحج ،و أخذوا معهم الحجر الأسود ، ثم أعادوه عام330هـ.
* ثم حكم الخشيديون مكة المكرمة بين عام 331 إلى 357.
* في عام 358 طرد جعفر بن محمد بن الحسين،و كون بذلك حكومة الطبقة الأولى من الأشراف.و يسمون بالموسويين ، نسبة إلى موسي الجوني.
* الطبقة الثانية :
وهم السليمانيون نسبة سليمان بن موسى الجون بن عبد الله بن المحض بن الحس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الذين أجلو جميع الموسويين..
* الطبقة الثالثة:
الهواشم
حصل الهواشم على حكم مكة المكرمة بعد أن أجلوا السليمانيون الذين استمر حكمهم لمدة عامين فقط وذلك بمساعدة "علي بن محمد الصليحي " حاكم اليمن، وستمر حكمهم إلى سنة 597هـ.(السباعي،دت:202)
*الطبقة الرابعة
"بنو قتادة": كان بني قتادة يسكنون البادية فلما كثر عددهم سار بهم قتادة إلى ينبع فاحتلها ، ثم تطلع إلى أمارة مكة المكرمة فسار إليها بجيش كبير فستولى عليها وأجلى منها بنوا هاشم سنة 597هـ وظلت هذه الطبقة في الحكم نحو سبعة قرون و نصف إلى أن أجلاهم السعوديون عنها.(المرجع السابق)
* الحكم السعودي :
في 17/3/1343هـ دخل الملك عبد العزيز يرحمه الله إلى مكة المكرمة وهو محرم ، وخطب في الناس الذين كانوا تجمعوا لاستقباله ( أمين أسعدج/166:2)و منذ ذلك الوقت و مكة المكرمة تعيش نهضة تعليمية و صحية و اجتماعية و اقتصادية و ثقافية لم يسبق لها مثيل . تعمير المسجد الحرام عبر التاريخوزارة الاعلام نشرة اعلامية،1411هـ) قال الله تعالى ( أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مبارك و هدى للعالمين)سورة آل عمران آية رقم 96 و لقد الله سبحانه و تعالى المسجد الحرام بهذا الاسم خمس عشرة مرة و ذكره بأسماء عديدة كلها تضح الناس ما ينبغي عليهم تجاه المسجد الحرام من احترام و إكبار لمكانته و فضله و شرفه. و كان نبي الله إبراهيم و ولده إسماعيل عليهما السلام أو من نزل بمكة المكرمة و قد رفعا عليهما السلام بأمر من الله عزوجل قواعد البيت الحرام. و قد ظل البيت الحرام تحيط به البيوت من جميع الاتجاهات من عهد إلى عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و خليفته سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه ثم بدأت الزيادات و قد تم ذلك على النحو التالي:
زيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه و تمت سنة سبعة عشرة للهجرة النبوية المباركة. 2-زيادة عثمان بن عفان ذى النورين رضى الله عنه حيث جعل فيها رواقا مسقوفاً و كان ذلك سنة ست وعشرين للهجرة النبوية المباركة. 3-زيادة عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما التي تمت سنة 66 للهجرة. 4-زيادة الوليد بن عبد الملك عام(91) للهجرة ، حيث أضاف مساحات أخري إلى الحرم و جدد بناءه و أقام فيه أعمد من الرخام فكان أول من جعل في البيت أعمدة. 5-زيادة أبي جعفر المنصور عام(139هـ) التي أضيفت فيها مساحات أخري للمسجد ، و بعض الأروقة . 6-زيادة الخليفة العباسي المهدي سنة(160هـ) حيث زاد في المسجد الحرام من الجهتين الشمالية و الشرقية و في عام (164هـ ) أمر المهدي بتوسعة الحرم من الجهة الجنوبية . 7-في عام (284هـ)زاد الخليفة العباسي المعتضد بالله في مساحة المسجد و أضاف باب جديد يعرف باسم " باب الزيادة" 8-زاد الخليفة العباسي المقتدر بالله مساحة أخري إلى المسجد و تعرف هذه الزيادة بباب إبراهيم و كان ذلك عام(306هـ) و في عام (604هـ)شب حريق هدم جانباً من المسجد الحرام ثم جاء سيل أطفاء النيران و أوقف انتشارها، و اهتم حاكم مصر السلطان فرج بن برقوق بذلك فأمر بإصلاح الموقع المتهدم و أعاد بنائه علىأفضل صورة. 9-و في عام (979هـ) قام السلطان سليم العثماني بتجديد عمارة المسجد كاملاً. 10-التوسعة السعودية المباركة:
كان في مقدمة اهتمامات الملك عبد العزيز يرحمه الله شئون الحرمين الشريفين حيث أذاع يرحمه الله بياناً في عام (1386هـ) يبشر المسلمين باعتزامه توسعه الحرمين الشريفين ، و بداء بالحرم النبوي الشريف.
و في عام (1375هـ)بدأ العمل في توسعة المسجد الحرام و الذي يعرف بالتوسعة السعودية الأولى و كان ذلك في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله
* التوسعة السعودية الجديدة:
هدف مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لتوسعة المسجد الحرام المبارك أقصى توسعة ممكنة و ذلك لرفع طاقته الاستيعابية إلى أكبر حد ممكن و ذلك لتوفير مزيد من الأماكن للصلاة في المسجد أو فيما حوله من الساحات. و قد بلغة مساحة الإضافة (76,000)متر مربع و تتناول توسعة المسجد الحرام من الناحية الغربية من "السوق الصغير "باب العمرة و باب الملك مما يستوعب حوالي (140,000) مصلى ، في الطابق الأرضي و العلوي و السطح.
ثانياً:الجانب الجغرافي:
1- الموقع الجغرافي:
تقع مدينة مكة المكرمة على السفوح الدنيا لجبال السروات ، فهي تمثل نقطة التقاء بين تهامة وجبال السروات ، وبذلك فهي تقع في غرب شبة الجزيرة العربية "غرب المملكة العربية السعودية"وتقع على يعد75 كم شرق البحر الأحمر، كما تقع بجوارها إلى الجنوب الشرقي على بعد 80 كم تقريباً مدينة الطائف. الموقع الفلكي:تقع مكة المكرمة على دائرة عرض،19, 25،21 شمالا و خط طول 26، 59، 39 شرقاً وترتفع عن سطح الأرض بمقدار 300 متر عن سطح البحر.
التضاريس :
تضاريس مكة المكرمة عبارة عن مرتفعات جبلية ذات تركيب جرانيتي ويتراوح ارتفاعها ما بين 20 1912 متر فوق سطح البحر و تقع مكة المكرمة على سفوح هذه الجبال.
البناء الجيولوجي :
ذكر أحمد المهندس "أن منطقة مكة المكرمة تعد جزاء من الدرع العربي ، ومعظم صخورها نارية جوفية و الذي يغلب عليه نوع الصخور النارية الجرانيتية و التي يدخل في تركيبها الصخري الكوارتز ديورايث إلى التونالايت، كما يوجد بعض التكوينات الرسوبية و المتحولة .
و بوجه عام فان البناء الجيولوجي لمكة المكرمة يعود إلى أزمنة جيولوجية قديمة فصخورها تعود إلى التكوينات الاركية التي تتمتع بمقاومة جيدة للعوامل الجيوموفولجية الظاهرية و الباطنية. المناخ: تقع مكة المكرمة ضمن المنطقة الانتقالية بين تأثيرات مناخ البحر المتوسط و
المناخ:
الموسمي و يؤثر البحر الأحمر فيها بنسبة ضئيلة جداً و مكة المكرمة تقع ضمن المنطقة المدارية الشمالية لذا فان درجة الحرارة ترتفع بها في الصيف و في الشتاء دافئ، و أمطارها قليلة و غير منتظمة و رياحها تكون في الشتاء شمالية غربية، و في الصيف شمالية شرقية جافة.
مداخل الحرم
ويضم المسجد أربعة مداخل رئيسية، وواحد وأربعين مدخلا فرعيا، وستة مداخل للطابق تحت الأرض، ويعلو المسجد عدد من القباب ، وتسع مآذن عملاقة موزعة على المداخل الرئيسية الأربعة لكل مدخل مئذنتان، والمئذنة التاسعة توجد فوق باب الصفا، وتنتشر حول المسجد السلالم المتحركة حول المسجد، والذي يحتوي ثلاثة طوابق وكل طابق يشمل على (492) عمودا مكسوة بالرخام، ومحلاة بالزخارف والنقوش الإسلامية، وتتوسط الكعبة المسجد وهي على شكل مربع تقريبا، وبابها يرتفع مترين عن الأرض، ويصعد إليه بسلم مثل سلم المنبر، وفي الركن الذي على يسار باب الكعبة يوجد الحجر الأسود على ارتفاع متر ونصف من أرض المطاف، ويخرج من أعلى منتصف الحائط الشمالي الغربي للكعبة ميزاب من الذهب يسمى ميزاب الرحمة، وتكسى الكعبة بأستار من الحرير المنقوش عليه بعض آيات القرآن.
أروقة المسجد الحرام
ويحيط بالمطاف أروقة المسجد العظيمة، تزينها تيجان رائعة، والمسجد مزود بالفرش والسجاجيد الفاخرة، وأجهزة التكيف، والقناديل والتحف، ويبلغ ارتفاع الوجهات الخارجية للمسجد 21 مترا وجميعها محلاة بالزخارف الإسلامية.
كسوة الكعبة
كانت الكعبة تكسى قبل الإسلام بحصر من خوص النخيل،كما كسيت بالجلد وبالمنسوجات اليمنية، وقد اتبعت قريش منذ عهد قصي نظاما معينا في كسوة الكعبة فكانت تفرضها على القبائل حسب ثرائها، ولما جاء الإسلام كساها النبي الثياب اليمنية، ثم كساها عمر وعثمان القباطي الذي كان يأتي من مصر، فلما ولي معاوية الخلافة كسى الكعبة كسوتين: إحداهما القباطي والأخرى من الديباج.
وكان الخليفة المهدي العباسي أول من كساها الحرير الأسود، ولما ضعفت الدولة العباسية كان ولاة مصر واليمن يكسون الكعبة، ثم انفرد ولاة مصر بذلك حتى عام 1381هـ / 1962 م. حيث قام الملك عبد العزيز بكسوتها بالحرير الأسود، وأصبح في مكة مصنع مخصص لصنع كسوة الكعبة.
الحجر الأسود
معلم من معالم البيت الحرام وهو ياقوتة من يواقيت الجنة، وهو حجر صقيل، بيضي الشكل، غير منتظم، ولونه أسود، يميل إلى الاحمرار، وفيه نقط حمراء وتعاريج صفراء، ويقع هذا الحجر في الركن الذي على يسار باب الكعبة على ارتفاع (1,5) متر من أرض المطاف.
وأول من وضع الحجر الأسود هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة عندما تنازعت القبائل وكادت الحرب تشتعل بينهم في وضعه في مكانه بعدما أكملوا بناء الكعبة، إلا أنهم اقترحوا أن يحكموا بينهم أول قادم عليهم، فكان الرسول أول من أقبل عليهم فحكموه بينهم فرفع الحجر بيده الشريفتين ثم وضعه على ثوب وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل واحد منهم بطرف من الثوب، فحملوه مرة واحدة ورفعه النبي وثبته في مكانه وأنهى الخلاف بينهم.
وهذا الحجر دفنه عمرو بن الحارث الجرهمي في زمزم قبل أن يخرج من مكة، ورأته امرأة من خزاعة فدلت عليه ثم أعادوه مكانه، ولم يدم ذلك طويلا، وكان ذلك قبل عمارة قصي بن كلاب للبيت الحرام، وعندما استولى القرامطة على مكة قلعوا هذا الحجر وحملوه معهم إلى قبلتهم هجر، وأصبح مكانه خاليا إلى أن أعيد بعد اثنين وعشرين سنة، وقد تكررت هذه المؤامرة على الحجر الأسود حتى كان آخرها في محرم سنة 1351هـ / 1932 م. قام بها رجل من بلاد الأفغان فاقتلع قطعة من الحجر وقطعة من ستار الكعبة وقطعة من مدرج الكعبة ثم ردت مرة ثانية إلى أمكانها.
هو الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عندما ارتفع بناء الكعبة عن قامته، فوضعه له إسماعيل ليقف عليه وهو يبني، وبقي هذا الحجر ملصقا بحائط الكعبة إلى أيام عمر بن الخطاب حيث أخره عن البيت لئلا يشغل المصلين وجموع الطائفين حول البيت ، وما تزال أثر قدم إبراهيم الخليل باقية عليه إلى الآن.
هو الحائط الواقع شمال الكعبة المعظمة ويسمى الحطيم، وهو على شكل نصف دائرة، وعندما بنت قريش الكعبة أنقصت ستة أذرع من جانبيها الشمالي وأدخلته في الحجر، ثم أعاد عبد الله بن الزبير ما أنقصته قريش من البيت مرة ثانية،فلما كان عصر الحجاج اقتطع من الكعبة ستة أذرع وشبرا وأدخلها في الحجر، وهو لا يزال على حكمه إلى العصر الحاضر.
وقد مر الحجر بمراحل معمارية كثيرة، فكان أول من وضع عليه حجارة الرخام أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي، ثم جدد رخام الحجر الخليفة المهدي العباسي وذلك عام 161 هـ / 778 م. ثم تلى ذلك عدة تجديدات وإصلاحات على مر العصور.
المسعى
جبلان في مكة يعتبر السعي بينهما ركن من أركان الحج، وبين الصفا والمروة أربعمائة وثلاث وتسعون خطوة، وكان بين الصفا والمروة مسيل فيه سوق عظيمة يباع فيها ال حبوب واللحم والتمر والسمن وغيرها، وليس بمكة سوق منتظمة سوى هذه، مما جعل الساعون لا يكادون يخلصون لازدحام الناس على حوانيت الباعة، وبمرور الوقت وما يحدث من تجديدات وإصلاحات أصبح هذا المسعى يتكون من طابقين بطول (294,5) مترا، وعرض (20) مترا، وفي وسط المسعى وفي الطابق السفلي يوجد حاجز يقسم المسعى إلى طريقين أحدهما مخصص للسعي من الصفا إلى المروة، والثاني من المروة إلى الصفا، وفي الوسط ممر ضيق ذو اتجاهين، مخصص لسعي العاجزين وغير القادرين على الهرولة، وللمسعى ستة عشر بابا في الواجهة الشرقية، وللطابق العلوي مدخلان أحدهما عند الصفا والآخر عند المروة، ولهذا الطابق سلمان من داخل المسجد أحدهما عند باب الصفا، والآخر عند باب السلام.
بئر تقع بالقرب من الكعبة المشرفة، ولها فتحة الآن تحت سطح المطاف على عمق (156) سم. وفى أرض المطاف خلف المقام إلى اليسار لمن يقف بمواجهة البيت الحرام يوجد حجر دائري الشكل كتب عليه بئر زمزم. وهذا الحجر يكون عموديا مع فتحة البئر الموجودة أسفل سطح المطاف، وقد جعل في آخر المطاف درج يؤدي إلى فتحة البئر.
وبئر زمزم ينقسم إلى قسمين: الأول جزء مبني عمقه (12,80) مترا عن فتحة البئر. والثاني جزء محفور في صخر الجبل وطوله (17,20) مترا، وهناك ثلاثة عيون تغذى بئر زمزم: عين في جهة الكعبة ومقابلة للركن ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه، وعين تقابل جبل أبي قبيس والصفا، وعين جهة المروة، وهذه العيون مكانها في جدار البئر على عمق (13) متر من فتحة البئر.
وتاريخ هذه البئر بدأ بنزول سيدنا إبراهيم عليه السلام بزوجته وولده إسماعيل مكة حيث كانت صحراء ليس بها شيء يؤنس به، ولا يوجد بها ماء ولا زرع، حتى نفد الماء الذي تركه إبراهيم لزوجته وولده، فأخذت أم إسماعيل تبحث لولدها عن الماء مهرولة بين الصفا والمروة، وبعدما يئست من وجود الماء إذ بالماء يخرج من بين أصابع ولدها، وكان خروجه بداية حياة جديدة لهذا المكان الذي استقر فيه إسماعيل عليه السلام بجوار قبيلة جرهم التي تزوج منها.
وبعد زمن استخفت قبيلة جرهم بحرمة بيت الله الحرام بعدما كانت تقوم عليه، وأكلوا أموال الكعبة الذي يهدى لها، وأحدثوا في الحرم أحداثا عظيمة، فعاقبهم الله بعقوبات منها نضوب ماء زمزم وانقطاعه فلم يزل موضعه يندثر ويمحى حتى جهل مكانه، وظل هكذا حتى أعاد عبد المطلب حفره مرة ثانية بعد عام الفيل، وهو العام الذي شهد فجرا جديدا بميلاد النبي محمد عليه السلام.
نقل :أمين العلم
بارك الله فيك اخي امين جزاك الله كل خير
بارك الله فيك اخي
صورة نادرة لصفحة من صحيفة البلاد السعوديّة
صورة نادرة لصفحة من بيان تبرعات السودان للحرمين عام 1373ه
صورة لمصحف عثمان (رضي الله عنه) مخطوط باليد وموجود في متحف بتركيا
صورة لمصحف عثمان (رضي الله عنه) مخطوط باليد وموجود في متحف بتركيا
صورة لمصحف عثمان (رضي الله عنه) مخطوط باليد وموجود في متحف بتركيا
صورة لمصحف عثمان (رضي الله عنه) مخطوط باليد وموجود في متحف بتركيا
صورة لـرسم يوضـح الإطـار العام للحجر الأسـود والمحتويات العامة
صورة الحجـر الأســود الأســاسـي بدون إطـارات وتحسينات
صورة مقام إبراهيم قبل مـئــة عام
بارك فيك أخي زاكو وحفظك فيمن عنده .
في رحاب الحرمين
اسطوانة رائعة جدا شاهد وتمتع ….الدعاء لاخوكم عبدو زيان
من هنا :http://www.gulfup.com/X189ao6s2qm7
دمتم في رعاية الله وحفظه
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا لك
شكرا جزيلا.
الأول المسجد الحرام
هو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بناء وضع على وجه الأرض، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين. والمسجد الحرام هو قبلةالمسلمين في صلاتهم. سمى بالمسجد الحرام لحرمه القتال فيه منذ دخول النبي المصطفي إلى مكة المكرمة منتصرا.
ذكر القرآن " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران: آية 96)
والمسجد الحرام هو أول المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال. فقد قال نبي الإسلام محمد – صلى الله عليه وسلم-: لا تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الاقصى.
الثاني المسجد الاقصى
المسجد الاقصى
المسجد الأقصى هو الإسم الإسلامي الذي سماه الله لهذا المكان في القرآن حيث قال تعالى
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
ومعنى الإسم الأقصى أي الأبعد والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الإسلام الثلاثة أي أنه بعيد عن مكة والمدينة على الأرجح.وقد كان المسجد الأقصى يعرف ببيت المقدس قبل نزول التسمية القرآنية له،
أهمية المسجد الأقصى:
– أنه قبلة المسلمين الأولى
– أنه مهبط الوحي وموطن الأنبياء وهذا معلوم مقرر
– أنه من المساجد التي تُشد الرحال إليها .
– أن الله تعالى وصفه في القرآن بأنه مبارك
– مبارك على أرض مقدسة,أن الله تعالى وصفها بأنها مقدسة في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام : ( يا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم )
– الصلاة في المسجد الأقصى تعدل مائتين وخمسين صلاة
– أن الأعور الدجال لا يدخل تلك الارض
– أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
– وهناك الكثير والكثير
الثالث مسجد قباء
هو أول مسجد أسس على التقوى وأول مسجد بني في الإسلام، قال الله تعالى في سورة التوبة: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَا إلاَّ الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالُ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ". (التوبة: 107-108).
هذه الآيات تشهد لهذا المسجد العظيم بالعظمة، والخير والبركات، والتفوق على غيره من المساجد. وقد جاء في الحديث: "من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلّى فيه صلاة فله أجر عمرة"، وفي حديث آخر: "من خرج حتى يأتي هذا المسجد -يعني مسجد قباء- فصلّى فيه كان كعدل عمرة". وعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأتي قباء يوم السبت راكبًا وماشيًا.
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) هو أول من وضع حجرا في قبلته؛ فكان يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره، ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر.
يقع هذا المسجد في الجنوب الغربي للمدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5/3 كيلومترات، وله محراب ومنارة، ومنبر رخامي، وفيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وفيه مُصلّى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وكان فيه مبرك الناقة.
وتاريخ إنشاء المسجد لما سمع المسلمون بالمدينة المنورة بخروج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من مكة المكرمة، كانوا يخرجون كل يوم إلى الحرة أول النهار، فينتظرونه فما يردهم إلا حر الشمس. ولما وصل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قرية قباء في شهر ربيع الأول نزل في بني عمرو بن عوف بقباء على كلثوم بن الهدم وكان له مربد، فأخذه منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسس مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس على التقوى، وكان (صلّى الله عليه وآله وسلم) ينقل بنفسه الحجر والصخر والتراب مع صحابته
الرابع المسجد النبوي الشريف
هو من المساجد التي يشد الرحال إليها! وهو المسجد المبارك الذي أسس بنيانه النبي الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه، وقد بنى يدا بيد مع المسلمين بناؤه الطاهر، وهو مركز الدعوة الأولى إلى الله تعالى، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الأقصى والمسجد الحرام ). روى ابن حبان وأحمد الطبراني بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق ). وأفضل ما في المسجد النبوي الشريف الروضة الشريفة قال صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ). وروى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي ). وروى أحمد عن سهل بن سعد مرفوعا( منبري على ترعة من ترع الجنة ))، وفيه المحراب والمنبر والأساطين وأيضا من الأماكن المفضلة الحجرة النبوية الشريفة، وهي الحجرة التي سكنها النبي الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه وأزواجه المطهرات وتقع الحجرة بجوار مسجده صلى الله عليه وسلم وفيها قبره عليه الصلاة والسلام وقبر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
الخامس مسجد الجمعة
عندما هاجر الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنـورة التي وصل إليهـا يـوم الاثنين 12 من ربيـع الأول من العـام الهجري الأول أقام علـيه الصـلاة والسـلام في قباء أربعـة أيـام حتى صباح يوم الجمعة الموافق 16 من شهر ربيع أول ( من العام نفسه )، ثم خرج صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى المدينة المنورة، ( وعلى مقربة من محـل إقامتـه بقباء ) أدركته صلاة الجمعـة فصلاها في بطن ( وادي الرانوناء )، وقد حدد المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة وسمي بعد ذلك ( بمسجد الجمعة )، وتم بناؤه من الحجر الذي تهدم عدة مرات، فأعيد بناؤه وتجديده في كل مرة يتهدم بها حتى عام 1409هـ عندما أمر خادم الحرمين الشريفين بهدم المسجد القـديم وإعادة بنائه وتوسعته وتـزويده بالمرافق والخـدمات اللازمة ( كسكن للإمام والمؤذن ومكتبة ومدرسة لتحفيظ القران الكريم ومصلى للنسـاء مع دورات المياه) وأصبح المسجد يستوعب لستمائة وخمسـين مصلياً بعد أن كان لا يستـوعب لأكثر من سبعين مصل وللمسجد منارة رفيعة بديعة وقبـة رئيسيـة تتـوسط ساحة الصـلاة إضافـة إلى أربع قباب صغيرة.
السادس مسجد القبلتين
كانت قبلة المسلمين منذ البعثة النبوية المباركة هي "بيت المقدس" الذي كانت اليهود تتوجه إليه في عباداتها، وظلّ هذا المكان المقدس قبلةً للمسلمين طيلة ثلاثة عشر عامًا يتوجهون إليه في عباداتهم وصلواتهم، وما إليها من الأمور التي يشترط فيها مراعاة القبلة.
وفي ظهر يوم الثلاثاء النصف من شهر شعبان أو رجب حسب أغلب الروايات من السنة الثانية للهجرة النبوية المباركة، أي بعد البعثة النبوية بثلاث عشرة سنة وبعد ستة عشر أو سبعة عشر أوثمانية عشر شهراً من الهجرة النبوية تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدِس إلى الكعبة الشريفة.
ذكر بن سعد في الطبقات ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فصنعت له طعاماً وحانت صلاة الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ركعتين ثم أُمر أن يوجه إلى الكعبة فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فسمي المسجد مسجد القبلتين ).
أما المكان الذي تمّ فيه تغيير القبلة فهو مسجد ينسب لبني حرام من بني سلمة، وتذكر بعض المصادر أن بني سواد بن غنم بن كعب هم الذين أقاموه على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ومنذ هذه اللحظة سُمي هذا المسجد بمسجد القبلتين؛ لأن الصحابة صلّوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين.
يقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلاً، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلو مترات بالاتجاه الشمالي الغربي.
السابع مسجد بني حرام
سمي بذلك لوقوعه في منازل بني حرام. يقع المسجد غربي جبل سلع، وعلى يمين القادم من شارع السيح والمتجه إلى منطقة المساجد السبعة، خلف المدرسة الثانوية الثامنة للبنات.
وقد ورد أن في محله حدثت معجزة تكثير الطعام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب أثناء حفر الخندق . وإنه صلى في موضعه. عن جابر t أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الخربة ومسجد القبلتين وفي مسجد بني حرام بالقاع.
الثامن مسجد الغمامة
مسجد المصلى ( الغمامة )
في موضعه كان يصلى عليه الصلاة والسلام صلاة العيد وصلاة الاستسقاء. ولهذا عرف بمسجد المصلى.
عن أنس بن مالك t : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى ليستسقي ، فبدأ بالخطبة ، ثم صلى وكبر واحدة افتتح بها الصلاة ، فقال : هذا مجمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعيدنا ولفطرنا وأضحانا ، فلا يبنى فيه لبنة على لبنة ولا خيمة ) .
عن أبي هريرة t قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فمرّ بالمصلى، استقبل القبلة ووقف يدعو ).
التاسع مسجد السقيا
وبهذا الموضع تفقد النبي صلى الله عليه وسلم جيش بدر. وهذه الأرض كانت لسعد بن أبي وقاص ، وفي هذا المكان دعا عليه الصلاة والسلام بالبركة للمدينة .
عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم صلى بأرض سعد، بأصل الحرة، عند بيوت السقيا، ثم قال: ( اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك، دعاك لأهل مكة، وأنا محمد عبدك ونبيك ورسولك، أدعوك لأهل المدينة، مثل ما دعاك به إبراهيم لأهل مكة، ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة، واجعل ما بها من وباء بخم، اللهم إني قد حرمت ما بين لابتيها، كما حرمت على لسان إبراهيم الحرم ). رواه أحمد
العاشر السبع المساجد
المساجد السبعة
وهي من معالم المدينة المنورة، وهي مجموعة مساجد صغيرة عددها الحقيقي ستة وليس سبعة، ويروي بعضهم ان مسجد القبلتين يضاف اليها حيث يبعد عنها ( 2كيلو متر مربع) فقط لان من يزورها يزور ذلك المسجد أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة.
وتقع هذه المساجد الصغيرة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت اليها قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة.
ويروى انها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وقد سمي كل مسجد باسم من رابط فيه، عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضُربتء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المساجد على التوالي من الشمال إلى الجنوب هي: مسجد الفتح، مسجد سلمان الفارسي، مسجد أبي بكر الصديق، مسجد عمر بن الخطاب، مسجد علي بن ابي طالب، مسجد فاطمة.
شكرااااااا على الموضوع
العفو أخي مشكور على المرور
شكرا على الموضوع القيم
العفو أختاه
ما شاء الله …………………….ربي يحفضك …………………امين
أمين ونتي تاني ختيتو مشكورة دمتي وفيية
شكر لك على المعلومات
بارك الله فيك على الموضوع.
وفيك بارك …….شكرا على المرور .ابقى زورنا ..دمت وفيا أخي الكريم………
تاريخ المسجد النبوي
قصة بنائه :
أسس النبي المسجد في ربيع الأول من العام الأول من هجرته ، وكان طوله سبعين ذراعاً، وعرضه ستين ذراعاً، أي ما يقارب 35 متراً طولاً، و30 عرضاً. جعل أساسه من الحجارة والدار من اللَّبِن وهو الطوب الذي لم يحرق بالنار، وكان النبي يبني معهم اللَّبِن والحجارة، وجعل له ثلاثة أبواب، وسقفه من الجريد.
روى البخاري قصة بنائه في حديث طويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه أن النبي: (أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ من بني النجار فجاؤوا، فقال: يا بني النجار ثامِنوني بحائطكم هذا، فقالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، قال: فكان فيه ما أقول لكم، كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خِرَب، وكان فيه نخل، فأمر رسول الله بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، قال: فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه (خشبتان مثبتتان على جانبي الباب) حجارة، قال: جعلوا ينقلون ذاك الصخر وهم يرتجزون، ورسول الله معهم يقولون: اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فانصر الأنصار والمهاجرة).
ولما ازدحم المسجد وكثر المسلمون قام النبي بتوسيعه، وذلك في السنة السابعة من الهجرة بعد عودته من خيبر فزاد في طوله عشرين ذراعاً وفي عرضه كذلك، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه هو الذي اشترى هذه البقعة التي أضافها النبي كما في سنن الترمذي.
ومسجد النبي هو المسجد الذي أسس على التقوى كما في صحيح مسلم. وفيه قال النبي: (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) متفق عليه (فتح الباري وصحيح مسلم). وفيه أيضاً قال النبي: (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته) رواه الطبراني في المعجم الكبير وأبو نعيم في حلية الأولياء وهو حديث صحيح.
منبر النبي
قال النبي : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي). صحيح البخاري ومسلم. قوله على حوضي: أي أنه يعاد هذا المنبر على حاله وينصب على حوضه.
وكان النبي يخطب أولاً إلى جذع نخلة ثم صنع له المنبر فصار يخطب عليه، روى البخاري في صحيحه (فتح الباري) عن جابر رضي الله عنه (أن النبي كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل لك منبراً؟ قال: إن شئتم. فجعلوا له منبراً، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي فضمَّه إليه يئِنُّ أنين الصبي الذي يُسَكَّن قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها). وأقيم بعد الجذع ماكنه أسطوانة تعرف بالإسطوانة المخلقة أي: المطيبة.
ولحرمة هذا المنبر جعل النبي إثم من حلف عنده -كاذباً- عظيماً، فقد روى الإمام أحمد في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: (لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين آثمة ولو على سواك رطب إلا وجب له النار) حديث صحيح.
الروضة
هي موضع في المسجد النبوي الشريف واقع بين المنبر وحجرة النبي . ومن فضلها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي). وذرعها من المنبر إلى الحجرة 53 ذراعاً، أي حوالي 26 متراً ونصف متر.
الصُفة
بعدما حُوِّلت القبلة إلى الكعبة أمرالنبي بعمل سقف على الحائط الشمالي الذي صار مؤخر المسجد، وقد أعد هذا المكان لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل وإليه ينسب أهل الصفة من الصحابة رضي الله عنهم.
الحجرة
هي حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، دُفِن فيها النبي بعد وفاته. ثم دفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه سنة 13 هـ وكان رضي الله عنه قد أوصى عائشة أن يدفن إلى جانب رسول الله فلما توفي حفر له وجعل رأسه عند كتفي رسول الله .
ودفن فيها بعدهما عمر رضي الله عنه سنة 24هـ إلى جانب الصديق، وكان قد استأذن عائشة في ذلك فأذنت له، روى قصة الاستئذان البخاري في صحيحه (فتح الباري).
صفة القبور
قبر النبي في جهة القبلة مقدماً. يليه خلفه قبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه ورأسه عند منكب النبي . ويليه خلفه قبر عمر الفاروق رضي الله عنه، ورأسه عند منكب الصديق. كانت الحجرة الشريفة من جريد مستورة بمسوح الشعر، ثم بنى عمر بن الخطاب حائطاً قصيراً، ثم زاد فيه عمر بن عبد العزيز.
في عهد الوليد بن عبد الملك أعاد عمر بن عبد العزيز بناء الحجرة بأحجار سوداء بعدما سقط عليهم الحائط، فبدت لهم قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. كما في صحيح البخاري (فتح الباري). ثم جُدد جدار الحجرة الشريفة في عهد قايتباي (881هـ).
الحائط المُخَمَّس
هو جدار مرتفع عن الأرض بنحو 13 ذراعاً أي ستة أمتار ونصف، بناه عمر بن عبد العزيز سنة 91هـ حول الحجرة الشريفة، وسمّي مُخَمساً لأنه مكون من خمسة جدران وليس له باب، وجعله مخمساً حتى لا يشبه بالكعبة.
محاولات سرقة جسد النبي وصاحبيه
1- محاولة الحاكم العبيدي: الحاكم بأمر الله (توفي 411 هـ) الأولى. أراد نقل أجسادهم إلى مصر، وكلف بذلك أبا الفتوح الحسن بن جعفر، فلم يُفق بعد أن جاءت ريح شديدة تدرحجت من قوتها الإبل والخيل، وهلك معها خلق من الناس، فكانت رادعاً لأبي الفتوح عن نبش القبور وانشرح صدره لذلك، واعتذر للحاكم بأمر الله بالريح. انظر تفصيلها في: وفاء الوفاء للسمهودي.
2- المحاولة الثانية للحاكم بأمر الله، فقد أرسل من ينبش قبر النبي ، فسكن داراً بجوار المسجد وحفر تحت الأرض فرأى الناس أنواراً وسُمع صائح يقول: أيها الناس إن نبيكم يُنبش ففتش الناس فوجدوهم وقتلوهم. المصدر السابق.
3- محاولة بعض ملوك النصارى عن طريق نصرانيين من المغاربة في سنة (557هـ) في عهد الملك نور الدين زنكي. فقد رأى الملك في منامه النبي يقول أنجدني أنقذني من هذين -يشير إلى رجلين أشقرين- فتجهز وحج إلى المدينة في عشرين رجلاً ومعه مال كثير فوصل المدينة في (16 يوماً)، وكان الناس بالمدينة يأتون إليه يعطيهم من الصدقات، حتى أتى عليه أهل الناس بالمدينة كلهم، ولم يجد فيهم الرجلين اللذين رآهما في المنام، فسأل الناس هل بقي أحد؟
فذكروا له رجلين مغربيين غنيَّين يكثران من الصدقة على الناس وذكروا من صلاحهما وصلاتهما، فطلبهما فأتي بهما فوجدهما اللذين رآهما في المنام فسألهما فذكرا أنهما جاءا للحج وكان منزلهما برباط قرب الحجرة الشريفة، فذهب بهما إلى منزلهما فلم يجد فيه شيئاً مريباً.
وذكر الناس عنده من صلاحهما وعبادتهما فبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه، فرفع حصيراً فيه، فرأى سرداباً محفوراً ينتهي إلى قرب الحجرة الشريفة… فضربهما فاعترفا بحالهما الحقيقي وأنهما جاءا لسرقة جسد النبي … فضرب رقابهما تحت الشباك الذي يلي الحجرة الشريفة.
انظر تفصيلاً أكثر في وفاء الوفا. وبعد هذه الحادثة، أمر السلطان نور الدين زنكي ببناء سور حول الحجرة الشريفة فحفر خندقاً عميقاً وصبّ فيه الرصاص.
4- محاولة جماعة من نصارى الشام، فإنهم دخلوا الحجاز وقتلوا الحجيج وأحرقوا مراكب المسلمين البحرية… ثم تحدثوا أنهم يريدون أخذ جسد النبي، فلما لم يكن بينهم وبين المدينة إلا مسيرة يوم لحقهم المسلمون -وكانوا بعيدين منهم بنحو مسيرة شهر ونصف- فقتلوا منهم وأسروا، وكانت آية عظيمة. انظر رحلة ابن جبير.
5- حاول جماعة من أهل حلب في القرن السابع إخراج جسد الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ودفعا مالاً عظيماً لأمير المدينة فاتفقوا أن يدخلوا ليلاً فطلب الأميرُ شيخَ الخدام بالمسجد النبوي وهو شمس الدين صواب اللمطي، وأمره أن يفتح لهم الباب بالليل ويمكنهم مما أرادوا، فاهتم لذلك، فلما جاؤوه ليلاً وكانوا أربعين رجلاً فتح لهم ومعهم آلات الحفر والشموع قال شيخ الخدام: فوالله ما وصلوا المنبر حتى ابتلعتهم الأرض جميعهم بجميع ما كان معهم من الآلات ولم يبق لهم أثر…
وهذه الحكاية لا تعرف عن غير شمس الدين صواب، فإنه لم يشهدها أحد غيره، وأمر الأمير بكتمها ولم يحدث بها إلا أناساً قليلين، وصواب هذا شيخ صالح أثنى عليه السخاوي كما ذكر ذلك في التحفة اللطيفة، وذكر أن له قصة سيذكرها في ترجمة هارون بن عمر بن الزغب، ولم أجد ترجمته في المطبوع من هذا الكتاب، فالله أعلم بحقيقة الحال. وقد ذكر هذه القصة بتفصيل السمهودي في وفاء الوفا عن المحب الطبري. والله أعلم .
من البدع المتعلقة بزيارة المسجد النبوي
التمسح بشبابيك الحجرة الشريفة وتقبيلها وإلصاق الصدر والبطن بها. قال شيخ الإسلام (المجموع): "واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين والصحابة وأهل البيت وغيرهم، أنه لا يتمسّح به ولا يقبله. بل ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيله إلا الحجر الأسود" لا يشرع الطواف بالحجرة الشريفة لأن الطواف عبادة ولم يشرع إلا حول الكعبة قال تعالى: وليطوفوا بالبيت العتيق. لذا يعد الطواف بالقبور أيا كانت شركا أكبرا ناقلا عن الملة.
توسعات المسجد النبوي عبر التاريخ
1- توسعة النبي سنة (7هـ) بعد عودته من خيبر.
2- توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة (17هـ)، وبنى خارج المسجد رحبة مرتفعة عرفت باسم البطيحاء جعلها لمن أراد رفع صوته بشعر أو كلام أو غيره حفاظاً على حرمة المسجد.
3- توسعة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة (29هـ)
4- توسعة الوليد بن عبد الملك الأموي (من سنة 88هـ إلى 91هـ).
5- توسعة الخليفة المهدي العباسي (من سنة 161هـ إلى 165هـ).
6- توسعة الأشرف قايتباي سنة 888هـ إثر احتراق المسجد النبوي.
7- توسعة السلطان العثماني عبد المجيد (من سنة 1265هـ إلى 1277هـ)
8- توسعة الملك عبد العزيز آل سعود (من سنة 1372هـ إلى 1375هـ).
9- توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (من سنة 1406هـ إلى 1414هـ).
المصدر: موسوعة المساجد فى العالم
بارك الله فيك اخي على المعلومات المفيدة و القيمة
اكبر20 مسجد بالعالم
بعض صور اكبر المساجد في العالم
مسجد الشيخ محمد الرحيم باوا محي الدين – الولايات المتحدة لأمريكية
مسجد خالد بن الوليد – حمص – سوريا
ان شاء الله تبقى هالمسـاجد عامرة بذكر الله وبالمصلين
يلا يا جماعة اعطوني الرد
ان شاء الله
رائع وزاد جماله القمر
سبحان الله
شكرا ع الموضوع الرائع
لا شكر على واجب نورت صفحتي
••ـــــــــــــ••
شُُُُكْرََََََََُُُُُُِِا عَلَى المَْْوْضُوعْ اخْتِي
••ـــــــــــــ••
لا شكر على واجب نورتي صفحتي
شكـرا حلا على الصور ،ولكـن الصور تؤدي الى مدونة اخر،عليكـ تحميلها من بوابة الونشـريـس.
شكر لك يا اختاه
امين وشكرا لكي اختي
لاشكر على واجب
صور كهف أصحاب الكهف .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صور لكهف اصحاب الكهف
قال الله تعالى
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ***1754; إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
(13) الآية
موقع الكهف // الاردن – عمان
بوابة الكهف من الخارج
.
مجاري المياه
.
هذه موجودات لقوم سكنوا من بعدهم قيل فيها جزء من شجرة الزيتون منذ عهد محمد عليه الصلاة والسلام وفيها بعض أواني الشرب
حجرة الدفن الشرقيه ركزوا عليها قيل عددهم سته وسابعهم كلبهم وقيل سبعه وثامنهم كلبهم .. هذه الصورة للغرفه الشرقية بها 3 مقابر القبر اللي على اليمين تصميم للنجمة أما القبر الأيسر مجموع فيه عظامهم ومغطى عليها بالزجاج مع العلم عند الإقتراب من الزجاج تصدر رائحة المسك طيب الله أرضهم
مكان دخول الشمس وقيل تسمى الكوة علماً أن الشمس تزاورهم في كل صباح فقط ولمدة معينه .. والكهف شديد البرودة من الداخل
بارك الله فيك
بارك الله فيك أخي على الصور
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك
شكرااااااااا…
جعله الله في ميزان حسناتك…
بارك الله فيك
السلام عليكم موضوع مميز وجعله الله في ميزان حسناتك
كربلاء مروية بدماء زكية
جاءوا برأسك يابن بنت محمـد *** متـزمِّـلاً بدمـائه تزميــلا
ويكبِّـرون بـأن قتلـت وإنما *** قتلوا بـك التكبيـر والتهليـلا مرحبًا يا عـراق جئت أغنيك *** وبعضٌ من الغنـاء بكـاء
فجراح الحسين بعض جراحي *** وبصدري من الأسى كربلاء في اليوم العاشر من المحرم وبعد أن صلى الإمام الحسين( عليه السلام ) بأصحابه صلاة الصبح، قام خطيبا فيهم وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله تعالى أذن في قتلكم و قتلي في هذا اليوم،فعليكم بالصبر و القتال.
ثم دارت أقصر معركة في تاريخ الإسلام و أعظمها على الإطلاق، معركة لم تستمر اكثر من نصف نهار، لكنها بقيت محفورة في ذاكرة الزمان، واستمر تأثيرها ولا يزال، معركة يتطلع المؤمنون والثوار والشرفاء في كل مكان أن يكونوا قد حضروها، ويرددون دائما: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما.
ولما زحف جيش بن زياد بقيادة عمر بن سعد زحف على الخيام، ورأى الحسين( عليه السلام ) جموع الأعداء كأنهم السيل، رفع يديه بالدعاء وقال:
"اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمن سواك، فكشفته وفرجته، فأنت ولي كل نعمة، ومنتهى كل رغبة". ثم دعا براحلته فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلهم:
"أيها الناس..
إسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم عليّ، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف من أنفسكم، كنتم بذلك أسعد، ولم يكن لكم عليّ سبيل، وإن لم تقبلوا مني العذر، ولم تعطوا النصف من أنفسكم، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة، ثم اقضوا اليّ ولا تنظرون، إن وليي الله الذي أنزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.
عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكان الأنبياء أحق بالبقاء، غير أن الله خلق الدنيا للفناء، فجديدها بال، ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل تلعة، والدار قلعة، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، وأتقوا الله لعلكم تفلحون.
أيها الناس..
إن الله تعإلى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقي من افتتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن اليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحل بكم نقمته، فنعم الرب ربنا وبئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد( صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم أنكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم، لقد إستحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبا لكم ولما تريدون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أيها الناس..
إنسبوني من أنا؟ ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، وأنظروا هل يحل لكم قتلي وإنتهاك حرمتي؟
ألست بن بنت نبيكم، وأبن وصيه وأبن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟
أوليس حمزة سيدالشهداء عم أبي؟
أوليس جعفر الطيار عمي؟
أولم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فإن صدقتموني بما أقول ـ وهو الحق والله ما تعمدت الكذب مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه ـ وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك، يخبرونكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟".
فقال الشمر: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول!.
فقال له حبيب بن مظاهر: والله إني أراك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك!.
ثم قال الحسين( عليه السلام ):
"فإن كنتم في شك من هذا القول أفتشكون أني ابن بنت نبيكم؟ فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم..يحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته، أو مال لكم إستهلكته، أو بقصاص جراحة؟!
ثم نادى: يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحارث، ألم تكتبوا اليّ أن أقدم قد أينعت الثمار وأخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجنده؟!
فقالوا: لم نفعل.
قال( عليه السلام ): "سبحان الله بلى والله لقد فعلتم".
ثم قال: "أيها الناس..
إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض".
فقال له قيس ابن الأشعث: أولاً تنزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ما تحب، ولن يصل إليك منهم مكروه.
فقال الحسين( عليه السلام ): "أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنوا هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟! لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفر فرار العبيد.
عباد الله..
إني عذت بربي وربكم أن ترجمون، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب".
ثم أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها.وخرج إليهم زهير بن القين على فرس ذنوب وهو شاك في السلاح وقال:
يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله، إن حقاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتى الان إخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنا أمة وأنتم أمة.
إن الله ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد( صلى الله عليه وآله وسلم) لينظر ما نحن وأنتم عاملون، وإنا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية يزيد وعبيدالله بن زياد، فإنكم لا تدركون منهما إلا سوء عمر سلطانهما، يسملان أعينكم، ويقطعان أيديكم وأرجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل، ويقتلان أماثلكم وقراءكم، أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وهاني بن عروة وأشباهه".
فسبوه وأثنوا على عبيدالله بن زياد ودعوا له وقالوا: لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه، أو نبعث به وبأصحابه إلى عبيدالله بن زياد سلماً.
فقال زهير: عباد الله..
إن ولد فاطمة أحق بالود والنصر من ابن سمية، فإن لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم، فخلوا بين هذا الرجل وبين يزيد..
فرماه شمر بسهم وهو يقول: أسكت أسكت الله نامتك، أبرمتنا بكثرة كلامك!.
فقال زهير: ما إياك أخاطب، إنما أنت بهيمة، والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.
فقال الشمر: إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة.
فقال زهير: أفبالموت تخوفني، فوالله للموت معه أحب إليّ من الخلد معكم.
عباد الله..
لا يغرنكم عن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه، فوالله لا ينال شفاعة محمد( صلى الله عليه وآله وسلم) قوماً هرقوا دماء ذريته وأهل بيته، وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم.
فناداه رجل من أصحابه: إن أبا عبدالله يقول لك أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح قومه وأبلغ في الدعاء فقد نصحت هؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والبلاغ.
واستأذن برير بن خضير من الحسين في أن يكلم القوم فأذن له، وكان شيخاً تابعياً ناسكاً قارئاً للقرآن، ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة، وله في الهمدانيين شرف وقدر، فوقف قريباً منهم ونادى:
يا معشر الناس..
إن الله بعث محمداً( صلى الله عليه وآله وسلم) بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله وسراجاً منيراً، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه، وقد حيل بينه وبين ابن بنت رسول الله، أفجزاء محمد هذا؟!
فقالوا: يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف عنا، فوالله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله!!
فقال برير: يا قوم إن ثقل محمد قد أصبح بين أظهركم، وهؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوه بهم؟! فقالوا: نريد أن نمكن منهم الأمير عبيدالله بن زياد فيرى فيهم رأيه.
فقال برير: أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاءوا منه؟!، ويلكم يا أهل الكوفة، أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها، وأشهدتم الله عليها وعليكم؟
أدعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم أنكم تقتلون أنفسكم دونهم، حتى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد، وحلأتموهم عن ماء الفرات؟ بئشما خلفتم نبيكم في ذريته، ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة، فبئس القوم أنتم!.
فقال له نفر منهم: يا هذا ما ندري ما تقول.
فقال برير: الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة، اللهم إني أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم، اللهم ألق بأسهم بينهم حتى يلقوك وأنت عليهم غضبان.
فجعل القوم يرمونه بالسهام، فتقهقر.ثم أن الحسين( عليه السلام ) ركب فرسه واخذ مصحفا ونشره على رأسه، ووقف بازاء القوم وقال:
يا قوم إن بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم استشهدهم عن نفسه وما عليه من سيف النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) ولامته وعمامته، فأجابوه بالتصديق، فسألهم عما أقدمهم على قتله؟
قالوا: طاعة للأمير عبيد الله بن زياد.
فقال عليه السلام: تبا لكم أبتها الجماعة وترحا، أحين استصرختمونا والهين فاصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم إلباً لاعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل اصبح لكم فيهم.
فهلا لكم الويلات؟ تركتمونا والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم البها كطيره الدبا، وتداعيتم عليه كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، فسحقا لكم يا عبيد الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرفي الكلم، عصبة الإثم، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن!.
ويحكم أهؤلاء تعضدون؟ وعنا تتخاذلون؟! أجل والله، غدر فيكم قديم، وشجت عليه أصولكم، وتآزرت فروعكم، فكنتم اخبث ثمرة، شجى للناظر، واكلة للغاصب.
ألا وإن الدعي بن الدعي، قد ركز بين إثنبين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد، وخذلان الناصر، ثم انشد يقول:
فإن نهزم فهزامون قدما وان نهزم فغير مهزمينا
وما أن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس بكلكله أناخ بآخرينا
أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريثما يركب الفرس، حتى تدور بكم دور الرحى، وتقلق بكم قلق المحور، عهد عهده إليّ أبي عن جدي رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكون أمركم عليكم غمة ثم اقضوا اليّ ولا تنظرون، اني توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.
ثم رفع يديه نحو السماء وقال:
اللهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسني يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيف، يسقيهم كأسا مصبرة، فإنهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربنا، عليك توكلنا واليك المصير.
ولله لا يدع أحداً منهم إلا انتقم لي منه، قتلة بقتلة، وضربة بضربة، وأنه لينتصر لي ولاهل بيتي وأشياعي.. ولما سمح الحر بن يزيد الرياحي كلامه واستغاثته، أقبل على عمر بن سعد وقال له: أمقاتل أنت هذا الرجل؟
قال بن سعد: إي والله، قتالا أيسره أن تسقط فيه الرؤوس وتطيح الأيدي.
قال الحر: مالكم فيما عرضه عليكم من الخصال؟
فقال بن سعد: لو كان الأمر اليّ لقبلت، ولكن أميركم أبى ذلك.
فتركه ووقف مع الناس، وكان إلى جنبه قرة بن قيس، فقال لقرة: هل سقيت فرسك اليوم؟
قال قرة: لا.
قال الحر: فهل تريد أن تسقيه؟
فظن قرة أنه يريد الإعتزال ويكره أن يشاهده.
فأخذ الحر يدنو من الحسين قليلاً، فقال له المهاجر بن أوس: أتريد أن تحمل؟ فسكت الحر، وأخذته الرعدة، فارتاب المهاجر من هذا الحال، وقال له: لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك، فما هذا الذي أراه منك؟
فقال الحر: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، ووالله لا أختار على الجنة شيئا ولو أحرقت.
ثم ضرب جواده نحو الحسين منكساً رمحه، قالباً ترسه، وقد طأطأ برأسه حياءً من آل الرسول، بما أتى إليهم وجعجع بهم في هذا المكان على غير ماء ولا كلأ، فرفع صوته وهو يقترب من الإمام الحسين( عليه السلام ) قائلا: اللهم إليك أنيب فتب عليّ، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيك، يا أبا عبدالله إني تائب فهل لي من توبة؟
فقال الحسين: نعم، يتوب الله عليك.ستأذن الحسين في أن يكلم القوم، فأذن له، فنادى بأعلى صوته:
يا أهل الكوفة، لأمكم الهبل والعبر، أدعوتم هذا العبد الصالح، حتى إذا جاءكم أسلمتموه، وزعمتم أنكم قاتلي أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه، وأمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب، فمنعتموه التوجه إلى بلاد الله العريضة حتى يأمن وأهل بيته، وأصبح كالأسير في أيديكم، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا، وحلأتموه ونساءه وصبيته وصحبه عن ماء الفرات الجاري، الذي يشرب به اليهود والنصارى والمجوس، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه، وها هم قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمداً في ذريته، لا سقاكم الله يوم الظمأ..
فحملت عليه رجالة ترميه بالنبل، فتقهقر حتى وقف أمام الحسين.. وتقدم عمر بن سعد نحو عسكر الحسين ورمى بسهم وقال:
اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى..
ثم رمى الناس، فلم يبق من أصحاب الحسين أحد إلا أصابه من سهامهم، فقال( عليه السلام ) لأصحابه: قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم.
فحمل أصحابه حملة واحدة، واقتتلوا ساعة، فما انجلت الغبرة إلا عن خمسين صريعا من أصحاب الحسين، فضرب الحسين( عليه السلام ) يده على لحيته وجعل يقول: اشتد غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولداً، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتد غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم، أما والله لا أجيبهم إلى شيء مما يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضب بدمي.
ثم صاح: أما من مغيث يغيثنا؟! أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟!
فبكت النساء وكثر صراخهم.
وسمع الأنصاريان (سعد ابن الحارث وأخوه أبو الحتوف) إستنصار الحسين واستغاثته وبكاء عياله، وكانا مع ابن سعد، فمالا بسيفيهما على أعداء الحسين وقاتلا حتى قتلا.
وأخذ أصحاب الحسين بعد أن قلّ عددهم وبان النقص فيهم، يبرز الرجل بعد الرجل، فأكثروا القتل في أهل الكوفة، فصاح عمرو بن الحجاج بأصحابه: أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر، وأهل البصائر، وقوماً مستميتين، لا يبرز إليهم أحد منكم إلا قتلوه على قلتهم، والله لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم!.
فقال عمر ابن سعد: صدقت، الرأي ما رأيت، أرسل في الناس من يعزم عليهم إن لا يبارزهم رجل منهم، ولو خرجتم إليهم وحداناً لأتوا عليكم.
ثم حمل عمرو بن الحجاج على ميمنة الحسين( عليه السلام ) فثبتوا له وجثوا على الركب، و اشرعوا الرماح فلم تقدم الخيل، فلما ذهبت الخيل لترجع رشقهم أصحاب الحسين بالنبل فصرعوا رجالاً وجرحوا آخرين.ثم حمل عمرو بن الحجاج من نحو الفرات فاقتتلوا ساعة، وفيها قاتل مسلم بن عوسجة فشد علبه مسلم بن عبدالله الضبابي وعبدالله البجلي وثارت لشدة الجلاد غبرة شديدة، وما انجلت الغبرة إلا ومسلم صريع وبه رمق من الحياة، فمشى إليه الحسين ومعه حبيب بن مظاهر الأسدي، فقال له الحسين: رحمك الله يا مسلم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
ودنى منه حبيب وقال: عز عليّ مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة.
فقال مسلم بصوت ضعيف: بشرك الله بخير.
ثم قال له حبيب: لولا أعلم أني في الأثر من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك.
فقال مسلم: فأني أوصيك بهذا، وأشار للحسين فقاتل دونه حتى تموت.
فقال له حبيب: لأنعمنك عيناً.
ثم مات رضوان الله عليه.
وصاحت جارية له: وامسلماه، يا سيداه، يا ابن عوسجتاه.
فنادى أصحاب ابن سعد مستبشرين: قتلنا مسلما. ]وحمل الشمر في جماعة من اصحابه على ميسرة الحسين فثبتوا لهم حتى كشفوهم وفيها قاتل عبدالله بن عمير الكبي وكنيته ابو وهب فقال الحسين عنه احبسه لأقرانه، فقاتل قتالا شديداً فقتل تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا وشد عليه هاني به ثبت الحضرمي فقطع يده اليمنى وقطع بكر بن حي ساقة.
وأخذت زوجته أم وهب بنت عبدالله من النمر بن قاسط عمودا واقبلت نحوه تقول له.
فداك أبي وامي قاتل دون الطيبن ذرية محمد صلى الله عليه واله وسلم فأراد أن يردها إلى الخيمة فلم تطاوعه وأخذت تجاذبه ثوبه وتقول: لن ادعك دون أموت معك.
فناداهم الحسين جزيتم عن أهل بيت نبيكم خيرا… ارجعي إلى الخيمة فانه ليس على النساء قتال … فرجعت.
وحينما قتل وهب مشت إليه زوجته أم وهب وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول:
هنيئا لك الجنة اسأل الله الذي رزقك الجنة أن يصحبني معك
فقال الشمر لغلامه رستم: اضرب رأسها بالعمود فشدخه وماتت مكانها وهي اول امرأة قتلت من أصحاب الحسين.
وقطع رأسه ورمى به إلى جهة الحسين فأخذته أمه ومسحت الدم عنه ثم أخذت عمود خيمة وبرزت إلى الأعداء فردها الحسين وقال:
ارجعي رحمك الله فقد وضع عنك الجهاد فرجعت وهي تقول: اللهم لا تقطع رجائي.
فقال الحسين: لا يقطع الله رجاءك.
وحمل الشمر حتى طعن فسطاط الحسين بالرمح وقال:
علي بالنار لأحرقه على أهله.
فتصايحت النساء وخرجن من الفسطاط وناده الحسين
يابن ذي الجوشن أنت تدعوا النار لتحرق بيتي على أهلي؟ أحرقك الله بالنار!.
وقال له شبث بن ربعي: أمرعبا للنساء صرت؟ ما رأيت مقالا أسوأ من مقالك وموقفا اقبح من موقفك فاستحى وانصرف.
وحمل على جماعته زهير بن القين في عشرة من اصحابه حتى كشفوهم عن البيوت. ولما نظر من بقي من أصحاب الحسين إلى كثرة من قتل منهم اخذ من قتل منهم اخذ الرجلان والثلاثة والأربعة يستأذنون الحسين في الذب عنه والدفاع عن حرمه وكل يحمي الآخر من كيد عدوه.
فخرج الجابريان وهما سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن سريع وهما ابنا عم وهما يبكيان فقال الحسين:
– ما يبكيكما اني لارجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين قالا : جعلنا الله فداك ما على أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بك ولا تقدر أن ننفعك فجزاهما الحسين خيرا فقاتلا قريبا منه حتى قتلا.
– وجاء عبدالله وعبدالرحمن ابنا عروة الغفاريان فقالا : قد حازنا الناس إليك فجعلا يقاتلان بين يديه حتى قتلا.
– وخرج عمرو بن خالد الصيداوي وسعد مولاه وجابر بن الحارث السلماني ومجمع بن عبدالله العائذي وشدوا جميعا على اهل الكوفة فلما أوغلوا فيهم عطفوا عليهم وقطعوهم عن اصحابهم فندب اليهم الحسين أخاه العباس فاستنقذهم بسيفه وقد جرحوا بأجمعهم وفي أثناء الطريق اقترب منهم العدو فشدوا بأسيافهم مع ما بهم من الجراح وقاتلوا حتى قتلوا في مكان واحد. والتفت أبوثمامة الصائدي إلى الشمس قد زالت، فقال للإمام الحسين( عليه السلام ): نفسي لك الفداء، اني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، لا والله لا تقتل حتى اقتل دونك، واحب أن ألقى الله وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها.
فرفع الحسين رأسه إلى السماء وقال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها، سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي.
فقال الحصين بن نمير: إنها لا تقبل.
فقال له حبيب بن مظاهر: زعمت لا تقبل الصلاة من آل رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) وأنصارهم، وتقبل منك يا فاسق؟!
فحمل عليه الحصين فضرب حبيب وجه فرسه بالسيف فشبت به ووقع عنه، فاستنقذه أصحابه، وقاتلهم حبيب قتالا شديدا حتى قتل.
فهد مقتله الحسين( عليه السلام ) وقال: عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي.
ثم قام الحسين للصلاة مع من بقى من أصحابه، وأبى القوم إلا أن يمطروه بسهامهم، فقام أمامه زهير بن القين وسعيد بن عبدالله الحنفي يمنعون عنه السهام، حتى أثخن سعيدا بالسهام وسقط على الأرض وهو يقول: "اللهم العنهم لعن عاد وثمود، وابلغ نبيك مني السلام، وابلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك صلى الله عليه واله وسلم".
ثم التفت إلى الحسين( عليه السلام ) قائلا: "أوفيت يابن رسول الله؟".
قال الحسين( عليه السلام ): "نعم، أنت أمامي في الجنة".
وقضى نحبه، فوجد فيه ثلاثة عشر سهما غير الضرب والطعن.
ولما فرغ الحسين( عليه السلام ) من الصلاة قال لأصحابه: "يا كرام هذه الجنة قد فتحت أبوابها، واتصلت أنهارها، وأينعت ثمارها، وهذا رسول الله والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله يتوقعون قدومكم، ويتباشرون بكم، فحاموا عن دين الله ودين نبيه، وذبوا عن حرم الرسول".
فقالوا: "نفوسنا لنفسك الفداء، ودماؤنا لدمك الوفاء، فو الله لا يصل إليك وإلى حرمك سوء وفينا عرق يضرب..!". ثم خرج الحر بن يزيد الرياحي، ومعه زهير ابن القين يحمي ظهره، فكان إذا شدّ أحدهما واستلحم، شدّ الآخر واستنقذه منهم، هذا والحر يرتجز ويقول:
إني أنا الحر ومأوى الضيـف أضرب في أعناقكم بالسيف
عن خير من حلّ بأرض الخيف أضربكم ولا أرى من حيف
فقال الحصين ليزيد بن سفيان: هذا الحر الذي كنت تتمنى قتله.
فقال يزيد: نعم، وخرج إليه يطلب المبارزة، فما أسرع أن قتله الحر.
ثم رمى أيوب بن مشرح الخيواني فرس الحر بسهم فعقره، وشبّ به الفرس فوثب عنه كأنه ليث وبيده السيف، وجعل يقاتل راجلا حتى قتل نيفاً وأربعين، فشدت عليه الرجالة فصرعته، فحمله أصحاب الحسين( عليه السلام ) ووضعوه أمام الفسطاط الذي يقاتلون دونه، فقال الحسين( عليه السلام ):
لنعم الحر حر بني رياح صبور عند مشتبك الرماح
ونعم الحر إذ فادى حسيناً وجاد بنفسه عند الصباحثم أن عمر بن سعد وجه عمرو ابن سعيد في جماعة من الرماة، فرموا أصحاب الحسين وعقروا خيولهم، ولم يبق مع الحسين فارساً إلا الضحاك بن عبدالله المشرقي، يقول الرواة أن الضحاك كان يقول: لما رأيت خيل أصحابنا تعقر، أقبلت بفرسي وأدخلتها فسطاطاً لأصحابنا، واقتتلوا أشدّ القتال، وكان من أراد الخروج يودع الحسين بقوله: السلام عليك يا ابن رسول الله، فيجيبه الحسين( عليه السلام ): وعليك السلام، ونحن خلفك.. ثم يقرأ: "ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".وخرج سلمان بن مضارب البجلي، وكان ابن عم زهير ابن القين، فقاتل حتى قتل.
وخرج بعده زهير ابن القين، فوضع يده على منكب الحسين( عليه السلام )، وقال مستأذناً:
أقدم هديت هادياً مهديا فاليوم ألقى جدك النبيا
وحسناً والمرتضى عليا وذا الجناحين الفتى الكميا
وأسد الله الشهيد الحيا
فقال الحسين( عليه السلام ): وأنا ألقاهم على أثرك.
فحمل على القوم وهو يقول:
أنا زهير وأنا ابن القين أذودكم بالسيف عن حسين
فقتل مائة وعشرين، ثم عطف عليه كثير ابن عبدالله الصعبي والمهاجر ابن أوس، فقتلاه، فوقف الحسين( عليه السلام ) على جثمانه وقال: لا يبعدنك الله يا زهير، ولعن قاتليك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير. ورمى نافع بن هلال الجملي المذحجي العدو بنبال مسمومة كتب اسمه عليها وهو يقول:
مسومة تجري بها أخفاقها
أرمي بها معلمة أفواقها
والنفس لاينفعها اشفاقها
ليملأن أرضها رشاقها
فقتل اثني عشر رجلا سوى من جرح ولما فنيت نباله جرد سيفه يضرب فيهم فأحاطوا به يرمونه بالحجارة والنصال حتى كسروا عضديه وأخذوه أسيرا فأمسكه الشمر ومعه أصحابه يسوقونه فقال له ابن سعد: ما حملك على ما صنعت بنفسك؟ فقال:
إن ربي يعلم ما أردت.
فقال له رجل وقد نظر إلى الدماء تسيل على وجهه ولحيته: أما ترى مابك؟
فقال:والله لقد قتلت منكم اثني عشر رجلا سوى من جرحت وما الوم نفسي على الجهد ولو بقيت لي عضد ما اسرتموني !
وجرد الشمر سيفه,فقال له نافع:
والله يا شمر لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه ثم قدمه الشمر وضرب عنقه. ولما صرع واضح التركي مولى الحرث المذحجي استغاث بالحسين فأتاه أبو عبدالله واعتنقه!
فقال: من مثلي وابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) واضع خده على خدي ثم فاضت نفسه الطاهرة.
ومشى الحسين إلى أسلم مولاه واعتنقه وكان به رمق فتبسم وافتخر بذلك ومات! ونادى يزيد بن معقل:
يا برير كيف صنع الله بك؟
فقال:صنع الله بي خيراً وصنع بك شراً.
فدعاه برير إلى المباهلة فرفعا أيدهما إلى الله سبحانه وتعالى يدعوانه أن يلعن الكاذب ويقتله ثم تضاربا فضربه برير على رأسه فقدت المغفر والدماغ كأنما هوى من شاهق وسيف برير ثابت في رأسه وبينما هو يريد أن يخرجه إذ حمل عليه رضي بن منقذ العبدي واعتنق بريرا واعتركا فصرعه برير وجلس على صدره فاستغاث رضي بأصحابه فذهب كعب بن جابر عمرو الأزدي ليحمل على برير فصاح به عفيف بن زهير بن أبي الأخنس (هذا برير بن خضير القاري الذي كان يقرؤنا القرآن في جامع الكوفة) فلم يلتفت إليه وطعن بريراً في ظهره فبرك برير على رضي وعض وجهه وقطع طرف أنفه وألقاه كب برمحه وضربه بسيفه فقتله. ونادى حنظلة بن سعد الشبامي:
(يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد… ياقوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد…. يا قوم لاتقتلوا حسينا فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى.
فجزاه الحسين خيراً وقال:
(رحمك الله انهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق ونهضوا إليك ليستبيحوك واصحابك فكيف بهم الآن وقد قتلوا أخوانك الصالحين.
قال: صدقت يا ابن رسول الله أفلا نروح إلى الآخرة؟ فأذن له فسلم على الحسين وتقدم يقاتل حتى قتل. واقبل عابس بن شبيب الشاكري على شوذب مولى شاكر وكان شوذب من الرجال المخلصين.
فقال: ياشوذب ما في نفسك أن تصنع؟ قال: أقاتل معك حتى أقتل فجزاه خيراً وقال له: تقدم بين يدي أبي عبدالله( عليه السلام )حتى يحتسبك كما احتسب غيرك وحتى أحتسبك فان هذا يوم نطلب فيه الأجر بكل ما نقدر عليه فسلم شوذب على الحسين وقاتل حنى قتل.
فوقف عابس أمام أبي عبدالله( عليه السلام )وقال:
(ما امسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي منك ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشيء أعز على من نفسي لفعلت السلام عليك اشهد أني على هداك وهدى أبيك! ومشى نحو القوم مصلتا سيفه وبه ضربة على جبينه فنادى:
ألا رجل فأحجموا عنه لأنهم عرفوه أشجع الناس, فصاح عمر بن سعد:
(أرضخوا بالحجارة فرمي بها فلما رأى ذلك القى درعه ومغفره وشد على الناس أنه ليطرد أكثر من مائتين, ثم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل. وقف جون مولى أبي ذر الغفاري أمام الحسين يستأذنه فقال عليه السلام:
(يا جون إنما تبعتنا طلبا للعافية فأنت في اذن مني؟)
فوقع على قدميه يقبلهما ويقول (أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم…واضاف أن ريحي لنتن وحسبي للئيم ولوني لأسود فتنفس علي بالجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم!
فأذن له الحسين فقتل خمسا وعشرين وقتل,
فوقف عليه الحسين وقال: اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) وعرف بينه وبين آل محمد( صلى الله عليه وآله وسلم). وكان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي شيخا كبيرا صحابيا رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) وسمع حديثه وشهد معه بدرا وحنينا فاستأذن الحسين وبرز شادا وسطه بالعمامة رافعا حاجبيه بالعصابة ولما نظر إليه الحسين بهذه الهيئة قال:شكر الله لك يا شيخ, فقتل على كبره ثمانية عشر رجلا وقتل. وجاء عمرو جنادة الانصاري بعد إن قتل أبوه وهو إبن إحدى عشر سنة يستأذن الحسين فأبى وقال:
(هذا غلام قتل أبوه في الحملة الأولى ولعل أمه تكره ذلك)
فقال الغلام:ان أمي امرتني والبستني لامة حربي
فأذن له فما أسرع أن قتل ورمي برأسه إلى جهة الحسين فأخذته أمه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلا قريبا فمات وعادت إلى المخيم فأخذت عمودا وقيل سيفا وأنشأت تقول:
خاوية بالية نحيفة
إني عجوز في النسا ضعيفة
دون بني فاطمة الشريفة
أضربكم بضربة عنيفة
فردها الحسين إلى الخيمة بعد أن أصابت بالعمود رجلين.وقاتل الحجاج بن مسروق الجعفي حتى خضب بالدماء فرجع إلى الحسين يقول:
ثم أباك ذا الندى عليا
اليوم ألقى جدك النبيا
ذاك الذي نعرفه الوصيا
فقال الحسين:وأنا القاهما على أثرك فرجع يقاتل حتى قتلولما أثخن بالجراح سويد بن عمرو بن أبي المطاع سقط لوجهه وظن أنه قتل,فلما قتل الحسين وسمعهم يقولون(قتل الحسين) أخرج سكينة كانت معه فقاتل بها وتعطفوا عليه فقتلوه وكان آخر من قتل من الأصحاب بعد الحسين عليه السلام. لما لم يبق مع الحسين الا أهل بيته عزموا على ملاقاة الحتوف ببأس شديد وحفاظ مر ونفوس أبية وأقبل بعضهم يودع بعضا وأول من تقدم أبو الحسن علي الأكبر وهو يرتجز:
نحن ورب البيت أولى بالنبي
أنا علي بن الحسين بن علي
أضرب بالسيف أحامي عن أبي
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي
ضرب غلام هاشمي قرشي
ولم يتمالك الحسين عليه السلام دون أن أرخى عينيه بالدموع وصاح بعمر بن سعد:
(ما لك؟ قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسلط عليك من يذبحك على فراشك)
ثم رفع شيبته المقدسة نحو السماء وقال:
(اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم أشبه الناس برسولك محمد خَلقا وخُلقا ومنطقا وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيك نظرنا إليه اللهم فامنعهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا) ثم تلا قوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
ولم يزل علي الأكبر يخمل على الميمنة ويعيدها على الميسرة ويغوص في الاوساط فلم يقابله جحفل الا رده ولا برز إليه شجاع إلا قتله. فقتل مائة وعشرين فارسا وقد اشتد به العطش فرجع إلى أبيه يستريح ويذكر ما أجهده من العطش فقال له الحسين:
(ما أسرع الملتقى بجدك فيسقيك بكأسه شربة لا تظمأ بعدها أبدا) وأخذ لسانه فمصه ودفع إليه خاتمه ليضعه في فمه
ورجع علي إلى الميدان مبتهجا بما قاله أبوه.
فقال مرة بن منقذ العبدي، علي آثام العرب إن لم أثكل أباه به, فطعنه بالرمح في ظهره وضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته فاعتنق علي الأكبر فرسه فاحتمله إلى معسكر الأعداء وأحاطوا به حتى قطعوه بسيوفهم إربا إربا.
ونادى رافعا صوته: عليك مني السلام أبا عبدالله هذا جدي قد سقاني بكأسه شربة لا أظمأ بعدها أبدا وهو يقول إن لك كأسا مذخورة فأتاه الحسين عليه السلام وانكب عليه واضعا خده على خده وهو يقول: على الدنيا بعدك العفا ما اجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول يعز على جدك وأبيك أن تدعوهم فلا يجيبونك وتستغيث بهم فلا يغيثنوك.
وأمر فتيانه أن يحملوه إلى الخيمة فجاؤا به إلى الفسطاط الذي يقاتلون أمامه. وخرج من بعده عبدالله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب و أمه رقية الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول:
وعصبة باتوا على دين أبي
اليوم ألقى مسلما وهو أبي
فقتل جماعة بثلاث حملات ورماه يزيد بن الرقاد الجهني فاتقاه بيده فسمرها إلى جبهته فما استطاع أن يزيلها فقال:
(اللهم انهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا)
وبينما هو على هذا إذ حمل عليه رجل برمحه فطعنه في قلبه ومات فجاء إليه يزيد ابن الرقاد واخرج سهمه من جبهته وبقي النصل فيها وهو ميت.ولما قتل عبدالله بن مسلم حمل آل أبي طالب حملة واحدة فصاح بهم الحسين عليه السلام:
صبرا على الموت يا بني عمومتي والله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم.
فوقع فيهم عون بن عبدالله بن جعفر الطيار وأمه العقيلة زينب,وأخوه محمد و أمه الخوصاء وعبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب وأخوه جعفر بن عقيل ومحمد بن مسلم بن عقيل.
وخرج أبو بكر بن أمير المؤمنين عليه السلام واسمه محمد فقتله زحر بن بدر النخعي.
وخرج عبدالله بن عقيل فما زال يضرب فيهم حتى أثخن بالجراح وسقط إلى الأرض فجاء إليه عثمان بن خالد التيمي فقتله. وخرج أبو بكر بن الحسين بن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو عبدالله الأكبر و أمه رملة, فقاتل حتى قتل.
وخرج من بعده أخوه لامه وأبيه القاسم وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر إليه الحسين عليه السلام اعتنقه وبكى ثم أذن له فبرز وكأن وجهه شقة القمر وبيده السيف وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان فمشى يضرب بسيفه فانقطع شسع نعله اليسرى وأنف ابن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحتفي في الميدان فوقف يشد شسع نعله وهو لا يزن الحرب إلا بمثله غير مكترث بالجمع ولا مبال بالألوف.
وبينما هو على هذا إذ شد عليه عمرو بن سعد بن نفيل الازدي فقال له حميد بن مسلم:
وما تريد من الغلام؟ يكفيك هؤلاء الذين تراهم احتوشوه!
فقال: والله لأشدن عليه, فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف فوقع الغلام لوجهه فقال يا عماه…فأتاه الحسين كالليث الغضبان فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بالساعد فأطنها من المرفق فصاح صيحة عظيمة سمعها المعسكر فحلت خيل ابن سعد لتستنقذه فاستقبله بصدرها ووطأته بحوافرها فمات.
(وانجلت الغبرة وإذا الحسين قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك خصمهم يوم القيامة جدك.
ثم قال: عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوت والله كثر واتره وقل ناصره ثم احتمله وكان صدره على الحسين ( عليه السلام ) ورجلاه يخطان في الأرض فألقاه مع علي الأكبر والقتلى حوله من أهل بيته.
ورفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم احصهم عددا ولا تغادر منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا!
صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيتي لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا. ولما رأى العباس عليه السلام كثرة القتلى من أهله قال لاخوته من أمه وأبيه عبدالله وعثمان وجعفر:
(تقدموا يا بني أمي حتى أراكم نصحتم لله ورسوله, والتفت إلى عبدالله وكان أكبر من عثمان وجعفر وقال:ت قدم يا أخي حتى أراك قتيلا وأحتسبك), فقاتلوا بين يدي أبي الفضل حتى قتلوا بأجمعهم. ولم يستطع العباس صبرا على البقاء بعد أن فنى صحبه وأهل بيته فجاء إلى الحسين وقال: قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين وأريد أن آخذ ثأري منهم فأمره الحسين ( عليه السلام ) أن يطلب الماء للأطفال فذهب العباس إلى القوم ووعظهم وحذرهم غضب الجبار فلم ينفع فنادى بصوت عال:
يا عمر بن سعد:هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى فاسقوهم من الماء قد أحرق الظمأ قلوبهم
فأثر كلامه في نفوس القوم حتى بكى بعضهم ولكن الشمر صاح بأعلى صوته: يا بن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد!
فرجع إلى أخيه يخبره فسمع الأطفال يتصارخون من العطش.
ثم أنه أخذ القربة فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم وأخذ يطرد أولئك الأعداء وحده ولواء الحمد يرف على رأسه فلم تثبت له الرجال ونزل إلى الفرات مطمأنا غير مبال بذلك الجمع.
ولما اغترف من الماء لكي يشرب تذكر عطش الحسين ومن معه فرمى الماء وقال:
وبعده لا كنت أن كنت أن تكوني
يا نفس من بعد الحسين هوني
وتـــشـــربين بــــارد المـــــعين
هذا الحسين وارد المنون
تالله ما هذا فعال ديني
ثم ملأ القربة وركب جواده وتوجه نحو المخيم فقطع عليه الطريق وجعل يضرب حتى أكثر القتل فيهم وكشفهم عن الطريق وهو يقول:
حتى أوارى في المصاليت لقى
لا أرهب الموت إذا الموت زقا
إني أنا العباس أغدوا بالسقا
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقى
ولا أخاف الشر يوم الملتقى
فكمن له زيد بن الوقاد الجهني.من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل فضربه على يمينه فبتراها فقال ( عليه السلام ):
إني أحامي أبدا عن ديني
والله إن قطعتم يميني نجل النبي الطاهر الأمين
وعن إمام صادق اليقين
فلم يعبأ بيمينه,حيث أن همه كان إيصال الماء إلى أطفال الحسين وعياله, ولكن حكيم بن الطفيل كمن له وراء نخلة فلما مر به ضربه على شماله فقطعها وتكاثروا عليه!وأتته السهام كالمطر فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها وسهم أصاب صدره وضربه رجل بالعمود على رأسه ففلق هامته!
وسقط على الأرض ينادي:
عليك مني السلام أبا عبدالله.
فأتاه الحسين فرآه مقطوع اليمين والشمال فانحنى عليه وبكى بكاءا عاليا وقال ( عليه السلام ) الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي.
ورجع الحسين إلى المخيم منكسرا حزينا باكيا يكفكف دموعه وقد تدافعت الرجال على مخيمه فنادى:
أما من مغيث يغيثنا؟ أما من مجير يجيرنا؟ أما من طالب حق ينصرنا إما من خائف من النار فيذب عنا!
فأتته سكينة وسألته عن عمها أخبرها بقتله! وسمعته زينب فصاحت: وا أخاه وا عباساه وا ضيعتنا من بعدك! وبكت النسوة وبكى الحسين معهن. ولما قتل العباس التفت الحسي ن( عليه السلام ) فلم ير أحدا ينصره ونظر إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحي وهو إذ ذاك يسمع عويل الايامى وصراخ الأطفال فصاح بأعلى صوته:
(هل من ذاب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في اغاثتنا؟
ثم إنه عليه السلام أمر عياله بالسكوت,وودعهم وكانت عليه جبة خز دكناء وعمامة موردة أرخى لها ذوابتين والتحف ببردة رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) وتقلد بسيفه. وطلب ثوبا لايرغب فيه أحد يضعه تحت ثيابه لئلا يجرد منه فانه مقتول مسلوب فأتوه بتبان فلم يرغب فيه لأنه من لباس الذلة وأخذ ثوبا خلقا ولبسه تحت ثيابه. ودعا الرضيع يودعه فأتته زينب بابنه عبدالله وأمه الرباب فأجلسه في حجره ويقول:
(بعدا لهؤلاء القوم إذا كان جدك المصطفى خصمهم).
ثم أتى به نحو القوم يطلب له الماء فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه فتلقى الحسين الدم بكفه ورنى به نحو السماء.
وقال: هون ما نزل بي إنه بعين الله تعالى اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل إلهي إن كنت حبست عنا النصر فاجعله لما هو خير منه وانتقم من الظالمين واجعل ما حل بنافي العاجل ذخيرة لنا في الآجل اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمد( صلى الله عليه وآله وسلم) ثم نزل عن فرسه وحفر له قبرا بجفن سيفه ودفنه مرملا بدمه وصلى عليه.
وتقدم الحسي ن( عليه السلام ) نحو القوم مصلتا سيفه آيسا من الحياة ودعا الناس إلى البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل جمعا كثيرا ثم حمل على الميمنة وهو يقول:
والعار أولى من دخول النار
الموت أولى من ركوب العار وحمل على الميسرة وهو يقول:
آليت أن لا أنثني
أنا الحسين بن علي
أمضي على دين النبي
أحمي عيالات أبي
قال عبدالله بن عمار بن يغوث: ما رأيت مكثورا قد قتل ولده وأهل بيته وصحبه أربط جأشا منه ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد ولم يثبت له أحد.
فصاح عمر بن سعد بالجمع: هذا ابن الانزع البطين هذا ابن قتال العرب احملوا عليه من كل جانب فأتته أربعة آلاف نبلة وحال الرجال بينه وبين رحله فصاح بهم:
(يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون.)
فناداه شمر: ما تقول يا بن فاطمة؟
قال:أنا الذي أقاتلكم والنساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا.
فقال شمر: لك ذلك.
وقصده القوم واشتد به العطش فحمل من نحو الفرات على عمرو بن الحجاج وكان في أربعة آلاف فكشفهم عن الماء و اقحم الفرس الماء ولما مد يده ليشرب ناداه رجل أتلتذ بالماء وقد هتكت حرمك؟
فرمى الماء ولم يشرب وقصد الخيمة.
ثم أخرج السهم من قفاه فوضع يده تحت الجرح فلما امتلأت رمى به نحو السماء وقال:
(هون علي ما نزل بي إنه بعين الله) ثم وضعها ثانيا فلما امتلأت لطخ به رأسه ووجهه ولحيته وقال:
(هكذا أكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا مخضب بدمي وأقول: يا جدي قتلني فلان وفلان). ثم انهم لبثوا هنيئة وعادوا إلى الحسين وأحاطوا له وهو صريع على الأرض لا يستطيع النهوض فنظر عبدالله بن الحسن وله إحدى عشرة سنة إلى عمه وقد أحدق القوم به فأقبل يشتد نحو عمه وأرادت زينب حبسه فأفلت منها وجاء إلى عمه وأهوى بحر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين فصاح الغلام :
(يا ابن الخبيثة أتضرب عمي؟ فضربه واتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلد فإذا هي معلقة فصاح الغلام: يا عماه! ووقع في حجر الحسين فضمه اليه وقال: (يا ابن أخي أصبر على مانزل بك واحتسب في ذلك الخير فان الله تعإلى يلحقك بآبائك الصالحين)
ورفع يديه قائلا: اللهم ان متعتهم إلى حين ففرقهم تفريقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا.
ورمى الغلام حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمه…و أمه واقفة بباب الخيمة تنظر إليه وهي مدهوشة. وبقى الحسين مطروحا مليا ولو شاءوا أن يقتلوه لفعلوا…إلا أن كل قبيلة تتكل على غيرها في قتله وتكره الإقدام.
فتقدم إليه زرعة بن شريك فضربه على كتفه الأيسر ورماه الحصين في حلقه, وضربه آخذا على عاتقه وطعنه سنان بن أنس في ترقوته ثم في بواني صدره,ثم رماه بسهم في نحره وطعنه صالح بن وهب في جنبه.
قال هلال بن نافع:
(كنت واقفا نحو الحسين وهو يجود بنفسه فوالله ما رأيت قتيلا قط مضمخا بدمه أحسن منه وجها ولا أنور ولقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله! فاستقى في هذه الحال فأبوا أن يسقوه!
وقال له رجل:
(لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها!)
فقال عليه السلام:
(أنا لا أرد الحامية و إنما أرد على جدي رسول الله واسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر و أشكوا إليه ما ارتكبتم مني وفعلتم بي. ولما اشتد به الحال رفع طرفه إلى السماء وقال:
(اللهم متعال المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابغ النعمة حسن البلاء قريب إذا دعيت محيط بما خلقت قابل التوبة لمن تاب إليك قادر على ما أردت تدرك ما طلبت شكور إذا شكرت ذكور إذا ذكرت أدعوك محتاجا وأرغب إليك فقيرا وافزع إليك خائفا وأبكي مكروبا واستعين بك ضعيفا وأتوكل عليك كافيا اللهم أحكم بيننا وبين قومنا فانهم غرونا وخذلنا وغدروا بنا و قتلونا ونحن عترة نبيك وولد حبيبك محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) الذي اصطفيته بالرسالة و ائتمنته على الوحي فاجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا يا أرحم الراحمين.
(صبرا على قضائك يا رب لا إله إلا سواك يا غياث المستغيثين مالي رب سواك ولا معبود غيرك صبرا على حكمك يا غياث من لا غياث له يا دائما لا نفاد له, يا محيي الموتى يا قائما على كل نفس بما كسبت أحكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين.
ونادت أم كلثوم و زينب العقيلة
(وامحمداه واابتاه واعلياه واجعفراه واحمزتاه هذا الحسين بالعراء صريع بكربلاء) ثم نادت زينب: ليت السماء أطبقت على الأرض وليت الجبال تدك دكت على السهل!!) وانتهت نحو الحسين وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه والحسين يجود بنفسه! فصاحت:
(أي عمر أيقتل أبو عبدالله وأنت تنظر اليه؟!)
فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته.
فقالت: ويحكم أما فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد!
ثم صاح ابن سعد بالناس: أنزلوا إليه وأريحوه فبدر إليه شمر فرفسه برجله وجلس على صدره وقبض على شيبته المقدسة وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة و أحتز رأسه المقدس!! وأقبل القوم على سلبه فأخذ اسحاق ابن حوية قميصه,وأخذ الأخنس ابن مرثد بن علقمة الحضرمي عمامته وأخذ الأسود بن خالد نعليه وأخذ سيفه رجل من بني نميم اسمه الأسود بن حنظلة.
وجاء بجدل فرأى الخاتم في اصبعه والدماء عليه فقطع اصبعه وأخذ الخاتم وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته وأخذ ثوبه الخلق جعونة الحضرمي وأخذ القوس و الحلل الرحيل بن خثيمة الجعفي وهاني بن شبيب الحضرمي وجرير بن مسعود الحضرمي. انا ادري أنا القصة طويلة ولكن والله تستحق عناء القرأة لأنها قصة سيد شباي الجنة الامام حسين عليه السلام حفيد الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم .
عفوا في اخر النص من المفروض ان اكتب شباب الجنة ولكن سهوا اخطأت ولم استطيع التعديل لان الوقت قد مر والمسموح لنا فقط بي ثلاث دقائق بعد كتابة الموضوع بي التعديل .
مالي لا ارى اي تفاعل للاعضاء هل هو جهل بالموضوع أو أنكم لم ترو له أهمية أرجوا منكم جواب؟
و هو ثري بالخرائط من الحقبة التى سبقت الإسلام حتى العصر الحديث
شششششكككككككككككككرررررررررررررررررااااااااااااااا اااااااا
شكرا اخي مجلد مفيد