تعتبر المعالجة من أهم النشاطات البيداغوجية ، لا تمارس إلا بتخطيط فعال ، ولا تحقق أهدافها إلا إذا تأسست على معطيات بيداغوجية وهي نشاط بعدي يبنى على بيانات ومؤشرات تقويمية بغرض التصدي للصعوبات المسجلة، وإزالة ما يعيق عملية بناء التعلمات أو دمج الموارد.
من صيع المعالجة:
– المعالجة الفورية إذاارتبطت بأخطاء تتطلب التدخل السريع.
– المعالجة بواسطة وضعيات بديلة إذا تعلقت بإرساء موارد.
– المعالجة عبر التكليف بأعمال إضافية إذا تعلق الأمر باستخدام مورد أو تدريب على الإدماج.
وتتم كذلك بأساليب :
– فردية : عندما يرتبط الأمر بأحد المتعلمين.
– فوجية : بعد تسجيل البيانات وتصنيفها وتفييئها قصد مواجهتها بما يزيل الصعوبة المشتركة.
– جماعية : بالمراجعة أو الإعادة عندما يتعلق الأمر بإخفاق جميع المتعلمين.
***61656; مدخـــــل
***61656; الإشكاليــــــــــة
***61656; مفهوم المعالجة
***61656; الفرق بين التربية و البيداغجية
***61656; المعالجة البيداغوجية
***61656; الفرق بين الاستدراك والمعالجة
***61656; الصعوبات الدراسية
***61656; أسباب الصعوبات الدراسية
***61656; سبل تنفيذ المعالجة
***61656; الخاتمة
المدخل :
تلعب التربية دورا هاما في حياة الشعوب القديمة والحديثة منها على السواء وتتزايد الأهمية الحيوية للتربية في الفترة الراهنة بصفة خاصة فقد برز الاهتمام بالتربية باعتبار أنها من أهم الشؤون القومية. و أصبحت إستراتيجية التربية من إستراتيجية الدفاع والأمن القومي على السواء وكذلك تعزز الدور الذي تقوم به في إحداث التقدم الاقتصادي والاجتماعي المنشود. كما يعكس النظام التربوي طموحات الأمة ويكرس اختياراتها الثقافية والاجتماعية ويسعى في حركية دائمة إلى إيجاد الصيغ الملائمة لتنشئة الأجيال تنشئة اجتماعية تجعل منهم مواطنين فاعلين قادرين على الاضطلاع بأدوارهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على الوجه الأكمل فحركية النظام التربوي تجد مصدرها في ضرورة التوفيق بين الثنائية القائمة بين ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي الوطني والقيم الدينية الاجتماعية التي تميز المجتمع الجزائري عبر مسيرته التاريخية من جهة واستشراف المستقبل بمستلزماته العلمية والتكنولوجية من جهة أخرى.كما أن قانون التربية المؤرخ في 23 يناير 2022 يوجه نحو تربية فردية " لا ينبغي الاكتفاء بتربية واحدة للجميع بل يجب أن نتطلع إلى تربية أفضل لكل فرد " . وبعبارة أخرى " النجاح هو الهدف ولا يمكن ذلك إلا باستغلال إمكانات كل واحد أقصى استغلال " . ومن ثمة جاءت لفظة المعالجة البيداغوجية في الوسط المدرسي . وقد أدرجت المعالجة في جدول توقيت القسم وصارت من مهام المدرس ليشكل أداء ضبط وتعديل ضروري لتحسين مردود المدرسة وتقليص التسرب. ولا يخفى علينا أن التسرب بصفته مؤشر النوعية للنظام التربوي .و معالج علاجا إحصائيا هو فشل ذو بعد إنساني للتلميذ قبل أن يكون فشلا للنظام.
الإشكالية :
تسعى منظومتنا التربوية في حركية دائمة من اجل توفير أنجع السبل التي من شأنها أن تحقق تعليما ناجحا. و كفاءات مرجوة وفق ما تقتضيه التطورات العلمية في شتى الميادين . بعيدا عن كل فشل دراسي من شأنه أن يغذي التسرب المدرسي الذي هو بدوره يعد فشلا ذو بعد إنساني قبل أن يكون فشلا للنظام و عليه كانت المساعي صوب السبل التي من شانها أن تحارب هاته الظاهرة داخل حجرة الدرس وضمن التوقيت البيداغوجي.
ومن ثمة كانت الآراء منصبة حول العلاج البيداغوجي .
من خلال هذا نطرح الإشكالات التالية :
***61656; ما هو العلاج البيداغوجي و ما علاقته بالتربية ؟
***61656; ولماذا استبدلت كلمة استدراك بكلمة بيداغوجيا ؟
***61656; ولمن توجه المعالجة ؟
***61656; و ما هي الصعوبات الدراسية وأسبابها؟
***61656; وما هي سبل تنفيذ المعالجة البيداغوجية ؟
مفهوم المعالجة:
– جاء في لسان العرب المعالجة و المعالج أي المداوي سواء عالج جريحا أو مريضا. والمعالجة البيداغوجية هي تدارك النقص الملاحظ لدى المتعلمين بعد عمليتي التقييم و التشخيص. و قبل الخوض في شرح و تفسير معنى المعالجة البيداغوجية علينا أن نحدد معنى كلمة بيداغوجيا و علاقتها بالتربية .
الفرق بين التربية والبيداغوجيا:
أن معظم المختصين في علم التربية أكدوا على ضرورة الفصل بين الكلمتين و بينوا أن التربية : هي العمل الذي نمارسه على الأطفال و أن البيداغوجيا على العكس من ذلك لا تتمثل في الأعمال بقدر ما تتمثل في النظريات و هي كما يقول دوركايم" كيفيات في تصور التربية و ليست في كيفيات العمل و التطبيق أو أنها ضرب من التأمل و النظر في مسائل التربية ." على انه يمكننا النظر إلى التربية و البيداغوجيا من زاوية أخرى غير تلك التي نظر منها بعض المتخصصين وعلى رأسهم دوركايم فنقول أن البيداغوجيا جزء من التربية . وهذه الأخيرة أهم وأشمل إذ تتجه إلى تكوين الشخصية الإنسانية في شتى جوانبها. وبعبارة أخرى يمكن القول أن البيداغوجيا تمثل الجانب الفني للتربية . فهي لا تعدو أن تكون مجموعة الوسائل المتعلقة بتحقيق التربية.
المعاجة البيداغوجية:
المعالجة البيداغوجية : هي مجموعة العمليات التي يمكن أن تقلص من الصعوبات التي يواجهها المتعلمين .
ومن النقائص التي يعانون منها والتي يمكن أن تؤدي بهم إلى الإخفاق ولا يمكن أن نحقق ذلك إلا بإجراءات مختلفة يتصدرها التدخل البيداغوجي المستمر.
– كما تمارس المعالجة بصفة دائمة عن طريق تصحيحات مدمجة في المسار البيداغوجي حتى لا تتحول النقائص الملاحظة إلى نقائص غير قابلة للعلاج. – كما أنها تعد مجموعة الترتيبات التي يعدها العلم لتسهيل تعلم التلاميذ .
كما أن المعالجة تطلب استخدام أدوات للملاحظة والتحليل ذات فعالية أكبر وقابلة للتنفيذ من قبل المدرس الذي ينبغي أن يكونه تكوينا ملائما لطبيعة العمل.
الفرق بين المعالجةوالإستدراك :
لماذا نقول معالجة بدل كلمة استدراك ؟
1- سميائي مرتبط بمعاني الألفاظ .
2- كلمة استدراك : بمفهومها العام تدل على تأخر ينبغي إزالته ، أو إخفاق أولي ، أو فشل ينبغي تصحيحه .
ويكون ذلك بدرس أو امتحان استدراكي للنقاط الواجب استدراكها.
وعليه فان كلمة استدراك تتضمن فكرة التصحيح بعد القيام بعمل " ما " .
التعليم – التعلم – الاستدراك
– إذ أن كلمة استدرك تركز على عامل واحد من الوضعية هو التلميذ.
الصعوبات الدراسية :
بعد التعرف على معنى المعالجة البيداغوجية كان حريا بنا أن نعرف لمن توجه المعالجة البيداغوجية .
من البديهي أنها موجهة للتلاميذ الذين يعانون صعوبات لكننا نفضل عبارة " لم يستطيع المتابعة "عن عبارة تلميذ ضعيف لأنها أكثر موضوعية وأقل إدانة للتلميذ خاصة أنها تشير إلى الصعوبة . وبالفعل فان الصعوبة ملازمة لكل تعلم : كل طفل يمكن أن يجد نفسه في موقف ما ولأسباب مختلفة أمام صعوبة دراسية ومن بين هذه الصعوبات مثلا : 1- يتعلم ببطء أكثر من الآخرين . 2- لا يعرف جداول الضرب والصرف . 3- ينجح في الكتابي لكنه لا يشارك في القسم . 4- غالبا ما يكون غافلا أو لاهيا. 5- يتغيب كثيرا . 6- لا يسلم للمعلم واجباته المنزلية . 7- لا يعرف القراءة بعد . 8- يستغرق وقتا كبيرا في القيام بعمله . 9- يتكلم في القسم . 10- لا يجيب إلا حين نسأله . 11- غير متحمس . وتعد هذه التساؤلات مؤشرات متفاوتة الدلالة يمكن أن تكون مصدرا لفرضيات قابلة للفحص.
أسباب الصعوبات المدرسية:
تحدد أدبيات الموضوع خمسة أسباب ممكنة للصعوبة الدراسية، وهي أسباب تتعلق بكفاءة مختلف المتدخلين :
***61656; أسباب طبية : وهي التي أعاقت التلميذ أو تعيقه الآن عن متابعة دراسة منتظمة ، وهي
تتعلق بكفاءة الطبيب .
***61656; أسباب بيداغوجية : وهي تتعلق بمسؤولية المدرس والمدرسة .
***61692; اضطراب لغوي : شفهي أو كتابي ، يتعلق بكفاءة المختص .
***61692; النقائص العقلية : التي تتطلب كذلك تدخل المختصين .
***61692; أسباب وجدانية : حيث تقع المسؤولية على الأولياء أولا ، لكن يمكن أن تكون للمدرس أيضا حصته من السؤولية .
***61692; أهم الأسباب المتعلقة بالمدرسة : – عدم احترام وتيرة تعلم التلميذ الخاصة ( المدة المفرطة للدراسة اليومية ) . – سوء توزيع العطل والاستراحة عبر السنة. – كثافة القسم . – إعطاء قيمة أكبر لبعض المواد على حساب النشاطات التعبيرية .
***61692; أهم الأسباب المتعلقة بالمدرس:
– افتقار البيداغوجيا المستعملة للفطنة والذكاء ، كاستعمال نفس الطرائق دون تنويع أو تغيير.
– نمطية أشكال الوسائط . – تعليم يجهل العمل التعاوني أو التعاضدي .
– عدم الاهتمام بالتلاميذ الضعفاء . من أهم الأمور التي ينبغي تثبيتها والتأكد عليها ، هو أن المعالجة البيداغوجية ليست تقنية فحسب ، بل هي قبل كل شيء ذهنية لدى مجموع معلمي المدرسة ، وليس لدى معلم واحد فقط . وبالفعل ، فان الصعوبة الدراسية لدى تلميذ واحد يمكن اكتشافها مبكرا ، قبل تراكم النقائص واستحالة استدراكها ، فيكون التحري مهمة الجميع : المدرسين والأولياء .
سبل تنفيذ المعالجة:
1. التحري عن الصعوبة الدراسية وتقييم أهميتها من حيث عدد التلاميذ المعنيين، ومن حيث النقائص الملاحظة في أن واحد.
2. تحليل الأسباب. – المعالجة بوسائل ملائمة :
***61656; جماعية ( بيداغوجية الجماعة ) .
***61656; فردية ( بيداغوجيا الفوارق) .
الخاتمة:
على ضوء ما تم تقديمه في العرض على الأستاذ أن يسعى جاهدا إلى ضرورة التحضير الجيد بشقيه قريب المدى وبعيد المدى ، كما يميز بين التحضير الذهني والكتابي ، معتمدا في ذلك على الطرائق النشطة والفعالة ، مع استخدام الوسيلة الخادمة للنشاط وكذا جميع المحفزات موظفا بذلك بيداغوجيا الفارقة والتنويع في الأنشطة ومدى ملائمتها لمستوى المتعلمين ، على أن يكون التقويم مستمرا والمعالجة آنيا وفق ما تقتضيه المقاربة بالكفاءات وكذا ملمح خروج المتعلم ، علاوة على كل هذا تحكم الأستاذ في المعلومة وأخذها من مصادرها وتماشيها ومستوى المتعلمين ، وأن يكون شعاره في ذلك
(( وقل اعملوا فيسرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون…… ))