التصنيف: أخبار قطاع التربية و التعليم

كشفت مصادر"الشروق" أن وزير التربية بابا أحمد عبد اللطيف أمر بالتحفظ على تجنب أي تسريب لأسامي المترشحين قبل تاريخ نشرها تجنبا للبلبلة، ومن المنتظر أن تصبّ النتائج بعد إعادة تشفير أسامي المترشحين في تسعة مراكز تجميع، حيث تجري عملية حساب المعدل على قدم وساق.

وحسب مصادر"الشروق" فإن مراكز التجميع الكبرى والتي نـُقلت إليها نقاط علامات المترشحين حسب الأرقام المتسلسلة السرية التي توضع على أوراق الإجابة، سيتم إعادة ترميزها، لأجل معرفة صاحب العلامات المشفرة، وتعمل مراكز التجميع هذه على حساب المعدل العام المحصل عليه، في جهاز الكمبيوتر.

وتملك هذه المراكز التسعة أسامي الناجحين في البكالوريا ومعدلات الراسبين، والنتائج ستكون متاحة في هذه المراكز ابتداء من يومي السبت والأحد، وستعمل هذه المراكز التسعة على إعادة ضخها في المركز الرئيسي الذي يترأسه علي صالحي، وسيكون هو الشخص المخوّل بإعلام الوزير بابا أحمد عبد اللطيف بنسبة النجاح في البكالوريا.

وتتمثل هذه المراكز التي تحوز على النتائج المسبقة للمترشحين الناجحين والراسبين معا بمعدلاتهم، في كل من مركز تجميع فرع عنابة، وأم البواقي، وباتنة، وبجاية، والجزائر العاصمة والبليدة، ووهران وسعيدة وكذا مركز تجميع فرع غرداية.

وتحتوي هذه المراكز على مخابر للإعلام الآلي، وقاعات لمراقبة العلامات، وأخرى لإرسال واستقبال الوثائق، إلى جانب تخصيص قاعات للإعلان عن النتائج، وعن قوائم الناجحين ومحاضرهم، إضافة إلى استخراج جميع الوثائق الخاصة بالامتحان من شهادات مؤقتة وشهادات نهائية.

مهمة هذه المراكز هي التحكم في سرية المعلومات وأرقام الإغفال، وأرقام التسجيل وأسماء التلاميذ وولاياتهم، وهي الوحيدة التي تملك معلومات المترشحين، وهي الوحيدة أيضا التي تملك أرقام الإغفال الخاصة بالمترشحين وهي أيضا ستعمل على صنع شهادات الناجحين.

ويشرف على العملية في كل مركز تجميع نحو 100 مهندس في الإعلام الآلي.

وهو التاريخ الذي حددته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لأجل انطلاق عملية التسجيلات الجامعية، وحسب مصادر"الشروق" فإن وزارة التعليم العالي هي التي طلبت نشر النتائج مسبقا تجنبا لتخفيف الضغط على موظفيها ورفضهم العمل في شهر رمضان المبارك، حيث ستتزامن التسجيلات الجامعية وشهر رمضان المبارك، وأيضا بالتزامن مع احتفاليات الجزائر بالخامس من جويلية.

إعلان نتائج شهادة التعليم المتوسط قبل نتائج البكالوريا

كشفت مصادر"الشروق" بأن نتائج امتحان شهادة التعليم المتوسط ستنشر بالمؤسسات التربوية بتاريخ 30 من الشهر الحالي، وستسبق ظهور نتائج البكالوريا بيوم واحد، بالرغم من أن المترشحين لشهادة التعليم المتوسط اجتازوا امتحان الشهادة بعد امتحانات البكالوريا.

وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نداء بتوخي الحذر للناجحين في شهادة البكالوريا في فرصة أخيرة لعمل تعديل رغباتهم قبل إيداع بطاقة الرغباب التي ستتكفل المعالجة الآلية بالتوجيه، على أن تنتهي هذه المرحلة منتصف ليل يوم الثلاثاء القادم.
وستنطلق المرحلة الثالثة ابتداء من 16 من الشهر الحالي وتسمى مرحلة التوجيه، وتنتهي بتاريخ 23 من نفس الشهر على أن تنطلق بداية من تاريخ 23 مرحلة تقديم الطعون. من جهة أخرى، حددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي انطلاق مسابقات الالتحاق بالمدارس الوطنية ابتداء من 24 إلى غاية 27 جويلية.

لم تقدم وزارة التربية الوطنية لنقابات القطاع تاريخا جديدا لعقد الجلسات الوطنية الخاصة بالإصلاحات التربوية التي كان من المقرر إجراؤها شهر جويلية المنقضي، لكنها تأجلت بحجة عدم سماح رزنامة الوزارة بذلك، لكن مصادر تربوية أرجعتها إلى انهماك إدارة الوزير عبد اللطيف بابا أحمد بمعالجة فضيحة الغش التي ميزت بكالوريا 2022، والتي لم يعلن عن النتائج التي وصلت إليها اللجنة الخاصة بهذا الملف إلا يوم الخميس الماضي.

لم يف وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد بالتعهدات التي أطلقها شهر ماي الماضي عندما وعد الأساتذة وكل أعضاء المنظومة التربية بعقد ندوة وطنية لدراسة أكثر من 400 مقترح خرجت به لجنة التفكير المكلفة بتقييم إصلاحات القطاع، وهو الموعد الذي علق عليه الجميع آمالا كبيرة من شأنها أن تخرج المدرسة الجزائرية من مستنقع المشاكل التي تغرق فيه، بسبب التدابير ”خارج الإطار” التي تضمنتها إصلاحات 2022.

وسألت ”الفجر” المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع ”كناباست” مسعود بوديبة حول تلقي نقابتهم موعدا جديدا لعقده هذه الندوة الوطنية، فأجاب بأنه ”لم تقدم الوزارة موعدا جديدا لعقد الندوة الوطنية لتقييم الإصلاحات التي كانت مبرمجة في شهر جويلية”.

وأوضح بوديبة أن الوزارة بررت عدم إجراء هذه الندوة الوطنية في شهر جويلية بسب عدم سماح رزنامتها، وخروج عديد الموظفين في عطلة، غير مستبعد أن يكون انشغال إدارة بابا أحمد بمعالجة مشكل أكثر من 3 آلاف غشاش السبب وراء ذلك.

ويبدو أن تحجج الوزارة بعدم سماح الرزنامة تبرير غير مقنع، بالنظر إلى أنها كانت تعلم سابقا بما ينتظرها خلال شهر جويلية، ومن ثم فما أحدثه امتحان البكالوريا لهذا العام من زلزال داخل المنظومة التربوية هو السبب وراء هذا التأجيل. بوديبة وإن سلم بإمكانية وقوف هذا المشكل وراء هذا التأخير، فإنه يرى أن هذه النتيجة كانت متوقعة بالنظر إلى أن ”كناباست” كانت قد دعت منذ انطلاق عملية التقييم إلى إعطاء العملية الوقت الكافي، خاصة على مستوى القاعدة، مشيرا إلى أنه من غير الطبيعي أن تتم مناقشة كل قضايا المدرسة الجزائرية خلال الفترة القصيرة التي منحتها الوزارة للأساتذة بمؤسساتهم التعليمية.

وحمّل المتحدث ذاته الوزارة مسؤولية أي تبعات تنتج عن تسرعها في تطبيق بما ستخرج به عملية التقييم.

وفي المقابل، تفهم المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطنية لعمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، تأجيل الوزارة لجلسات جويلية، مؤكدا أن السبب الرئيس وراء ذلك قد يكون غرق الوزارة خلال الشهر المنقضي في البحث عن خروج من فضيحة امتحان مادة الفلسفة والغش الذي تم بسببه في 6 ولايات.

وبالنسبة لعمراوي، فالوزارة قد باشرت عملية الإصلاح من خلال التغيير في الحجم الساعي لبعض المواد، وبعض الكتب المدرسية، مشيرا إلى أنه على الوزارة فقط الالتزام بتطبيق الاقتراحات القيمة التي رفعت لها من طرف الأساتذة على مستوى الولايات، ومبينا أن عملية الإصلاحات ستتم تدريجيا.

ويشار إلى أنه منذ شروع الوزارة في معالجة قضية الغش في البكالوريا، غاب وزير القطاع عبد اللطيف بابا أحمد عن الظهور أمام الصحافة، فإضافة إلى مقاطعته لندة الإعلان عن نتائج امتحاني شهادتي البكالوريا والمتوسط لعام 2022، غاب الوزير الذي كان آخر ظهور له خلال تكريم متفوقي بكالوريا 2022 عن الزيارات الميدانية الأخيرة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى الولايات كتيزي وزو وسوق أهراس وتيارت الخميس الماضي، رغم أن المرحلة الحالية تتطلب تواجده ميدانيا للوقوف على مدى التزام الولايات بتسليم المؤسسات التربوية قبل الدخول المدرسي الذي صار على الأبواب لتفادي أو التقليل من تكرار ظاهرة الاكتظاظ التي ميزت دخول السنة الدراسية المنقضية، والتي كانت من أسباب النتائج الهزيلة التي سجلت هذا العام في الامتحانات الرسمية.