التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

تحضير درس مكانة جنوب إفريقيا في القارة والعالم للسنة الثالثة 3 متوسط

تحضير درس مكانة جنوب إفريقيا في القارة والعالم للسنة الثالثة 3 متوسط


الونشريس

تحضير درس مكانة جنوب إفريقيا في القارة والعالم للسنة الثالثة 3 متوسط

1/: الانسجام والاستقرار : منذ التسعينات وجود إفريقيا تعيش حالة من الاستقرار والهدوء والانسجام لا مثيل لها في القارة وهذا رغم تعدد أجناسها البشرية وهذا بفضل إلغاء قانون الميز العنصري (الأبارتيد ) وتطبيقها الفعلي للديمقراطية

2/:الاستثمار الناجح: وذالك عن طريق:
– تشجيع البحث العلمي
– تشجيع الاستثمارات
– الاهتمام بالصحة والتعليم
– توسيع شبكة المواصلات

3/: مكانة جنوب إفريقيا:
ا/: على الصعيد الإفريقي :
– تتعامل مع أكثر من 50 دولة اقتصاديا
– تساهم بنسبة 30***1642; من المنتجات الصناعية بالقارة
– مكلفة بمهمة التنسيق بين دول القارة في قضايا الأمن والسلم
ب/: على الصعيد العالمي :
– تشجيع الاستثمارات الخارجية مع الدول المتقدمة
– تعمل على تقليص ديون القارة
– انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية والى رابطة الكومنولث




التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

بلدان العالم

بلدان العالم


الونشريس

jo1.doc تفضلوا تقبلوا مني تحياتي




التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

تحضير درس قارة افريقيا السنة الثالثة متوسط

تحضير درس قارة افريقيا السنة الثالثة متوسط


الونشريس

الموقع:تقع افريقيا في الجهة الجنوبية من الكرة الارضية يحدها من الشمال البحر الابيض المتوسط و غربا المحيط الاطلسي و شرقا البحر الاحمر .تبلغ

مساحتها 30في الكلمتر مكعب سكانها 814مليون /ن
تعمير القارة:تعتبر افريقيا من اقدم المناطق التي عرفها الانسان و الدليل على ذلك الحضارات القديمة التي عرفتها القارة مثل الحضارة المصرية و الامازيغية و قد عرفت افريقيا في العصر الحديث حدثين بارزين اثرا على الناحية البشرية و الاقتصادية
تجارة العبيد:حيث تم ترحيل الكثير من سكانها الامريكية كعبيد
الاستعمار الاوروبي
التباين في تعمير القارة:تشمل القارة منطقتين متباينتين




رد: تحضير درس قارة افريقيا السنة الثالثة متوسط

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا





Looooooool thek you

: p




التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم مذكرة في الجغرافيا بعنوان

السكان في ألمانيا

خاصة بالسنة الثالثة من التعليم المتوسط

التحميل من الملفات المرفقة

منقول للفائدة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


رد: مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

شكرا ام كلثوم على المجهودات


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


رد: مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

شكرااااااااااااااااا


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


رد: مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووور


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


رد: مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

شكرا يا مميزة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


رد: مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

شكرا جزيلا على هذا النموذج ويبدوا لي معقدا جدا ، ونحن هنا في ولاية قالمة نعمل بنموذج مبسط .سأعرض نموذج لنفس المذكرة لاحقا وأتمنى أن نتبادل الرأي حولها ..


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


رد: مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدهماني
شكرا جزيلا على هذا النموذج ويبدوا لي معقدا جدا ، ونحن هنا في ولاية قالمة نعمل بنموذج مبسط .سأعرض نموذج لنفس المذكرة لاحقا وأتمنى أن نتبادل الرأي حولها ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يسعدنا كثيراً أخي الكريم تعاونك و إفادتنا بما لديك

نحن في الإنتظار


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


رد: مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

بغيت دروس التربية المدنية ملخصة

الونشريس اقتباس الونشريس
الونشريس


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


رد: مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

جزاك الله كل الخير ,مشكورة.
لا تحرمينا جديدك


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


رد: مذكرة السكان في ألمانيا "جغرافيا السنة 3 متوسط "

جزاك الله كل الخير ,مشكورة.


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
11.doc‏  41.5 كيلوبايت المشاهدات 278


التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

slt

slt


الونشريس

السلام عليكم
هل من احد لديه مميزات سكان افريقيا




رد: slt

المميزات العامة للقارة افريقيا

تقع وسط العالم وبين القارات اسيا وامريكا واوربا

تبلغ مساحتها 30 مليون كلم وهي ثلاث القارات المساحة

يبلغ سكان افريقيا 814 مليون نسمة عام2000

انخفاض متوسط الحياةالي 53 سنة

اكبر جزيرة في القارة مدغشقر

القارة تعني من تخلف بسب الاحتلال الاوربي

تطل علي عدة مسطحات مائية ولها اهميتها الاقتصادية والاسترتيجية

ارتفاع نسبة وفيات الاطفال الي 84بمئة وذلك بسب سوء تغذية وانتشار الامراض ونقص الوقاية والرعاية الصحية[color="rgb(255, 0, 255)"][/color]




التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

مذكرات السنة الثالثة متوسط في الاجتماعيات تاريخ و جغرافيا

مذكرات السنة الثالثة متوسط في الاجتماعيات تاريخ و جغرافيا


الونشريس

جميع مذكرات مادة الاجتماعيات للسنة الثالثة متوسط في التاريخ و الجغرافيا للتحميل من الروابط التالية:

تحميل مذكرات السنة الثالثة متوسط في التاريخ
http://www.ouarsenis.com/vb/showthread.php?t=93112

تحميل مذكرات السنة الثالثة متوسط في الجغرافيا
http://www.ouarsenis.com/vb/showthread.php?t=93113




التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

تحضير درس التمييز العنصري بجنوب إفريقيا للسنة الثالثة 3 متوسط

تحضير درس التمييز العنصري بجنوب إفريقيا للسنة الثالثة 3 متوسط


الونشريس

وحدة ادماجية – تحضير درس التمييز العنصري بجنوب إفريقيا للسنة الثالثة 3 متوسط

1/: تعريف الابارتيد : هي سياسة عنصرية مارسها البيض ضد السود بجنوب إفريقيا منذ سنة 1911 وتعني التنمية المنفصلة للعرقيات

2/: مظاهر نظام الابارتيد :
– سيطرة البيض على 93 ***1642; من الأراضي
– إستغلال السود في أعمال الصخرة (المناجم )
– التفريق بين البيض والسود في وسائل النقل والمدارس …
– منع الزواج المختلط
– سيطرة البيض على الحياة السياسية

3/: انعكاسات سياسة الابارتيد : (نتائجه )
– استيلاء البيض على مقدرات البلاد
– ازدياد فقر البيض
– تأسيس حزب المؤتمر الوطني 1923 (أول حزب للدفاع عن السود)
– مقاطعة جنوب إفريقيا من طرف دول العالم
4/: نهاية نظام الابارتيد :




التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

التوزيع السنوي الجديد لمادة التاريخ للسنة الثالثة 3 متوسط

التوزيع السنوي الجديد لمادة التاريخ للسنة الثالثة 3 متوسط


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم التوزيع السنوي الجديد لمادة التاريخ للسنة الثالثة 3 متوسط

التحميل من الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
السنة الثالثة متوسط تاريخ.pdf‏  173.2 كيلوبايت المشاهدات 888


رد: التوزيع السنوي الجديد لمادة التاريخ للسنة الثالثة 3 متوسط

شكرا جزيلا


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
السنة الثالثة متوسط تاريخ.pdf‏  173.2 كيلوبايت المشاهدات 888


رد: التوزيع السنوي الجديد لمادة التاريخ للسنة الثالثة 3 متوسط

mrc
om kltoum


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
السنة الثالثة متوسط تاريخ.pdf‏  173.2 كيلوبايت المشاهدات 888


رد: التوزيع السنوي الجديد لمادة التاريخ للسنة الثالثة 3 متوسط

شكرا جزيلا


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
السنة الثالثة متوسط تاريخ.pdf‏  173.2 كيلوبايت المشاهدات 888


رد: التوزيع السنوي الجديد لمادة التاريخ للسنة الثالثة 3 متوسط

شكرا ام كلثوم


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
السنة الثالثة متوسط تاريخ.pdf‏  173.2 كيلوبايت المشاهدات 888


التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

من فضلكم

من فضلكم


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاادري اذا قريتو درس اسباب سقوط القسطنطينية ولا لالا لكن اذا درستوها او تدرسوها لاتبخلوا اعطوني اسباب السقوط والنتائج خاطرنحتاجهم ضروري
وشكرا




رد: من فضلكم

اذا مزال مقريتوهاش روحو الكتاب المدرسي وكتبوهالي ربي يعيشكم
** Et **Merci




رد: من فضلكم

اين انتــــــــــــــــــم




رد: من فضلكم


Pleassssssssssssssssssssssssssssssssssssssssss




رد: من فضلكم

اليوم آخر أجل ردو اعطوني اي رد




رد: من فضلكم

ما اعطوتوني رد والله منسهالكم:mad :




رد: من فضلكم

في سنة 1071م، أنتصر السلاجقة الاترالك علي الرومان الشرقيين في موقعة مانزكريت وكان من أهم نتائج ذلك الانتصار تثبيت قدم الاتراك في آسيا الصغور وتأسيسهم سلطنة سلاجقة الروم. وطلب الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنينوس الذي اعتلى العرش سنة 1081م المساعدة من مسيحيي أوروبا الغربية، للدفاع عن الإمبراطورية ضد الأتراك . وكان هؤلاء قد سيطروا على الأراضي المقدسة وهددوا الإمبراطورية البيزنطية كذلك. وأًصبحت الحملات العسكرية التي قام بها مسيحييو أوروبا الغربية على الأراضي المقدسة تعرف باسم الحروب الصليبية. وخلال الحملة الصليبية الأولى،استولى الصليبيون على المناطق الساحلية من الأراضي المقدسة.وسواحل سوريا -بلاد الشام, خلال الحملة الصليبية الرابعة سنة 1204م، استولت جيوش الغرب على القسطنطينية، وكان ذلك يعود، جزئيًا، إلى رغبة تجار مدينة فينيسيا الإيطالية في الهيمنة على التجارة في الشرق الأوسط وفي تقويض أركان الكنيسة الأرثوذكسية.

نجح بعض رجال البلاط من البيزنطيين المهزومين، في تأسيس قواعد لهم في آسيا الصغرى واسترداد القسطنطينية سنة 1261م. ولكن استولى الأتراك العثمانيين على أجزاء من آسيا الصغرى، كما تقدم الصرب في البلقان، في حين أضعفت الحروب الأهلية أركان الإمبراطورية.

في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، لم يكن قد بقي في حوزة الإمبراطورية البيزنطية سوى القسطنطينية وجزء من بلاد اليونان. وسقطت عندما استولى الأتراك العثمانيون عليها سنة 1453م. ومات آخر إمبراطور بيزنطي، وهو قسطنطين الحادي عشر، بينما كان يدافع عنها. وسقطت طرابزون ـ وكانت المعقل للسلطة الإغريقية ـ بيد الأتراك العثمانيين سنة 1461م




رد: من فضلكم

سلطان محمد الثانى وسقوط القسطنطينية تحت ألإحتلال الإسلامى

وبعد أن أتم السلطان كل الوسائل التي تعينه على تحقيق النصر، زحف بجيشه البالغ 265 ألف مقاتل من المشاة والفرسان، تصحبهم المدافع الضخمة، واتجهوا إلى القسطنطينية، وفي فجر يوم الثلاثاء الموافق (20 من جمادى الأولى 857هـ= 29 من مايو 1453م) نجحت قوات محمد الفاتح في اقتحام أسوار القسطنطينية، في واحدة من العمليات العسكرية النادرة في التاريخ، وسيأتي تفاصيلها في يوم فتحها.. وقد لُقب السلطان "محمد الثاني" من وقتها بـ"محمد الفاتح" وغلب عليه، فصار لا يُعرف إلا به.

ولما دخل المدينة ترجّل عن فرسه، وسجد لله شكرًا، ثم توجه إلى كنيسة "آيا صوفيا"، وأمر بتحويلها مسجدًا، وأمر بإقامة مسجد في موضع قبر الصحابي الجليل "أبي أيوب الأنصاري" الذي كان ضمن صفوف المحاولة الأولى لفتح المدينة العريقة، وقرر اتخاذ القسطنطينية عاصمة لدولته، وأطلق عليها اسم "إسلام بول" أي دار الإسلام، ثم حُرفت بعد ذلك واشتهرت بإستانبول، وانتهج سياسة متسامحة مع سكان المدينة، وكفل لهم ممارسة عباداتهم في حرية كاملة، وسمح بعودة الذين غادروا المدينة في أثناء الحصار إلى منازلهم.
************************************************** ********

نقرأ من خلال التاريه البشرى أنه تعددت الحروب بين الإمبراطوريات وبعضها البعض وتعددت أسباب هذه الحروب ايضا وكان كثير منها يفرض عليه الطابع الدينى ولكنه فى الواقع هو أستغلال ونهب ثروة الشعوب وإذلالها , والملاحظ فى الغزو الدينى الإسلامى هو غزو إستيطانى , وكما أوردنا فى الصفحة الرئيسية أن الإمبراطوريات الإسلامية التى تكونت هى أمبراطوريات أسرية ذات جنسيات مختلفة أستغلت دموية الإسلام لفرض سيطرتها على الشعوب التى تحولت إلى الإسلام بسبب القهر والإستبداد والجزية والذل والعبودية ثم مدت هذه السيطرة لفرضها على أمم لا تدين بالإسلام وهكذا يمد الإسلام قيود سلسلته لتطوق رقاب الشعوب أو ذبحها بسيف الإسلام .
وكان هدف المسلمين هو الإستيلاء على القسطنطينية حيث قال محمد صلم : "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش" (روه الإمام أحمد في مسنده) ولكن الحرب أيا كانت إذا تحقق النصر فيها فهى بلا شك هدفاً للحصول على أشياء منها الثروة والأرض والنساء .. إلى آخرة .
القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية
أنقسمت الأمبراطورية الرومانية إلى قسمين : الأمبراطورية الرومانية الشرقية , والإمبراطورية الرومانية الغربية – وقام الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول ببناء مدينة القسطنطينية عام 330م ( الصورة الجانبية ) لتكون مقراً للعاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية التى عرفت فيما بعد بأسم الأمبراطورية البيزنطية
وتقع مدينة "القسطنطينية" عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) على الأراضى الأوربية بالقارة الأوربية وقد سميت فيما بعد بأسم مدينة"استانبول" بعد غزوها وإحتلالها وهى فى الجزء الأوربى من تركيا
و يحدها من الشمال البحر الأسود ومن الشرق بحر مرمرة ومن الجنوب بحر إيجة ومن الغرب شريط ضيق من الأرض متصل بقارة أوروبا. وقد أختار قسطنطين موقع مدينته أن لها أهمية لإستراتيجية فموقعها يعد أهم نقاط الاتصال بين قارة آسيا وقارة أوربا، وكانت من أحصن المواقع الاستراتيجية فى العالم وتعتبر مفتاح أوربا من الشرق وكانت هذه المنطقة هى مدخل للفرس وللقبائل الغازية إلى أوربا على مر التاريخ وحتى قبل أنخراط شعوبها فى أديان.
وبنيت القسطنطينية بحيث تكون موقعا منيعا ، حبته الطبيعة بأبدع ما تحبو به المدن العظيمة ، محاطة بالمياة البحرية في ثلاث جبهات تحدها من الشرق مضيق البسفور ، وبحر مرمرة ، والقرن الذهبي الذي كان محمياً بسلسلة ضخمة جداً تتحكم في دخول السفن إليه ، ويمتد على طول كل منها سور واحد.
أما الجانب الغربي فهو الذي يتصل بالقارة الأوروبية ويحميه سوران طولهما أربعة أميال يمتدان من شاطئ بحر مرمرة إلى شاطئ القرن الذهبي ، يتخللها نهر ليكوس , ويبلغ ارتفاع السور الداخلي منهما نحو أربعين قدمًا ومدعم بأبراج يبلغ ارتفاعها ستين قدما ، وتبلغ المسافة بين كل برج وآخر نحو مائة وثمانين قدما , وأما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه قرابة خمس وعشرين قدماً وعليه أبراج موزعة مليئة بالجند [راجع: سلاطين آل عثمان، ص2؛ محمد الفاتح، ص96. ] ولما كانت القسطنطينية قد بنيت بحيث تصد غارت الأعداء فى زمن لم تكن أخترعت فيه المدافع ولا البنادق ولا المتفجرات فقد كان من المستحيل إقتحامها إلا عن طريق تمرد داخلى وخيانة , وقد امكن للسلطان محمد الثانى إستعمارها بفضل تحديث جيشه على النسق الأوربى .
أما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه خمسة وعشرين قدما، ومحصن أيضا بأبراج شبيهة بأبراج السور الأول، وبين السورين فضاء يبلغ عرضه ما بين خمسين وستين قدما، وكانت مياه القرن الذهبي الذي يحمي ضلع المدينة الشمالي الشرقي يغلق بسلسلة حديدية هائلة يمتد طرفاها عند مدخله بين سور غلطة وسور القسطنطينية، ويذكر المؤرخون العثمانيون أن عدد المدافعين عن المدينة المحاصرة بلغ أربعين ألف مقاتل.

وأنقسمت أوربا فى صراع سياسى مع بعضها ففرنسا أكبر هذه القوي كانت منهكة فى حربها مع إنجلترا فى حرب المائة عام ( 1340 – 1443 م ) وكما ساعد العثمانيون هذا الانقسام فى القوي السياسية والعسكرية الأوربية
وساعدهم أيضا انقسامهم الدينى بسبب الصراع المذهبي بين كل من الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية .
الأسماء التى أطلقت على المدينة
** عندما أسس اليونانيين المدينة أطلقوا عليها أسم ( بيزنطيوم )، وقد إتخذها الامبراطور قسطنطين عاصمة للجهة الشرقية للإمبراطورية الرومانية عام 324 بعد الميلاد
** أعاد الامبراطور قسطنطين تسميتها وأطلق عليها أسم روما الجديدة ( نوفا روم )
** لم يلاقى الأسم الذى أطلقه الأمبراطور على المدينة إقبالاً شعبياً وسرعان ما تلاشى ولكن اتخذت المدينة اسمها من الامبراطور قسطنطين.
** بعد معارك شرسة وحصار طويل غزا السلطان محمد الثانى في عا
857هـ 1453 م القسطنطينية وأصبحت تحت حكم السلطان العثماني محمد الثانى الذى أطلق عليها أسم إسلام بول ( الذى تعنى باللغة التركية مدينة الإسلام).
بعد ذلك، وقام السلطان محمد الفاتح بتغيير الكثير من معالم المدينة الرومانية القديمة فحول كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد , وذلك بالإحتفاظ بها وإقامة أربعة منارات إسلامية حولها ، وقام بناء مسجد عند ضريح أبى أيوب الأنصارى ، وبعد ذلك أصبح تنصيب السلاطين يتم عند هذا المسجد.
وبعد وفاة بايزيد الثانى ابن محمد الفاتح، تسلم السلطة سليم الأول الذى ضم المشرق الإسلامى وشمال إفريقيا إلى الدولة العثمانية وانتقلت رئاسة الحكم الإسلامي من القاهرة إلى أستانبول.
واستمرت استانبول عاصمة لدولة السلطنة العثمانية إلى أن انتقلت العاصمة من أستانبول إلى أنقرة وسط الأناضول عام (1923م)،

هزيمة جيوش المسلمين وفشلهم فى إحتلال القسطنطينية
محاولات الخلفاء الأمويين (عرب قريشيين)

وقد بدأت المحاولات عديدة لغزو القسطنطينية فشلت وأنهزم المسلمين وذلك فى عصر :-

في عهد معاوية بن أبي سفيان لغزو القسطنطينية أن بعث بحملتين الأولى
** حملة عثمان بن عفان الأولى سنة 49 هـ = 666،
** حملة عثمان بن عفان الثانية كانت طلائعها في سنة (54-60=673-679م) ، وظلت سبع سنوات وهي تقوم بعمليات حربية ضد أساطيل الروم في مياه القسطنطينية، لكنها لم تتمكن من فتح المدينة الصامدة .
** وفى (99 هـ = 719م) أعد الخليفة الأموى "سليمان بن عبد الملك" حملة جديدة سنة , اعد لأقتحامها جيشاً قوياً جهزة بخيرة جنده وخبرة فرسانه، وزودهم بأمضى الأسلحة وأشدها فتكا ، ولكنهم أنهزموا ولم يستطيعوا غزو المدينة الواثقة من خلف أسوارها العالية [ابن خلدون العبر 3/70 ، تاريخ خليفة بن خياط، ص315] .
** الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد سنة 190هـ [خليفة بن خياط، تاريخه ، ص458، تاريخ الطبري 10/69، ابن الأثير الكامل 6/185،186.]
** محاصرة المدينة لأحتلالها في أيام السلطان بايزيد " الصاعقة " سنة 796هـ – 1393م [ قيام الدولة العثمانية، ص46.] ، وأخذ السلطان يفاوض الإمبراطور البيزنطي لتسليم المدينة سلماً إلى المسلمين ، ولكنه أخذ يراوغ ويماطل ويحاول طلب المساعدات الأوربية لصد الهجوم الاسلامي عن القسطنطينية ، وفي الوقت نفسه وصلت جيوش المغول يقودها تيمورلنك إلى داخل الأراضي العثمانية ، فاضطر السلطان بايزيد لسحب قواته وفك الحصار عن القسطنطينية لمواجهة المغول بنفسه ومعه بقية القوات العثمانية، حيث دارت بين الطرفين معركة أنقرة الشهيرة ، والتي أسر فيها بايزيد الصاعقة ثم مات بعد ذلك في الأسر سنة 1402م[ تاريخ سلاطين آل عثمان ، ص18.] .

قلعة رومللي أى قلعة حصار الروم
أنشأ السلطان بايزيد الأول قلعة الأناضول على ضفة البوسفور الآسيوية على أضيق نقطة من مضيق البوسفور المؤدى إلى البحر الأسود أمام القسطنطينية أثناء حصاره لها ، وقام محمد الفاتح ببناء قلعة على الجانب الأوروبي من البوسفور في مواجهة الأسوار القسطنطينية ، حتى تكون قاعدة ينطلق منها لمهاجمة القسطنطينية , فاحضر لها مواد البناء وآلاف العمال، واشرف بنفسه مع رجال دولته في أعمال البناء حتى يسرع بإنتهاء البناء ، وبدأ البناء في الارتفاع و حتى تم بناء القلعة بعد ثلاثة شهورعلى هيئة مثلث سميك الجدرا ن، في كل زاوية منها برج ضخم مغطى بالرصاص، وأمر السلطان بأن ينصب على الشاطئ مجانيق ومدافع ضخمة ، وأن تصوب أفواهها إلى الشاطئ ، لكي تمنع السفن الرومية والأوروبية من المرور في بوغاز البوسفور، وقد عرفت هذه القلعة باسم "رومللي حصار"، أي قلعة الروم , وبإنشاء هذه القلعة القوية تم لمحمد الثانى السيطرة على مضيق البوسفور تماماً من الشاطئ الأسيوى حيث توجد قلعة الأناضول ومن الشاطئ الأوربى حيث القلعة التى قام بأنشائها بأسم قلعة رومللى أى قلعة حصار .

وقد وصل ارتفاع القلعة إلى 82 متراً وأصبحت القلعتان متقابلتين ولا يفصل بينهما سوى 660م تتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه وتستطيع نيران مدافعهما منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة[راجع: سلاطين آل عثمان، ص26.]
وبدأ البيزنطيون يحاولون هدم القلعة والإغارة على عمال البناء، وتطورت الأحداث في مناوشات، فأعلن السلطان العثماني الحرب رسميا على الدولة البيزنطية، وما كان من الإمبراطور الرومي إلا أن أغلق أبواب مدينته الحصينة، واعتقل جميع العثمانيين الموجودين داخل المدينة، وبعث إلى السلطان محمد رسالة يخبره أنه سيدافع عن المدينة لآخر قطرة من دمه.
وأخذ الفريقان يتأهب كل منهما للقاء المرتقب في أثناء ذلك بدأ الإمبراطور قسطنطين في تحصين المدينة وإصلاح أسوارها المتهدمة وإعداد وسائل الدفاع الممكنة، وتجميع المؤن والغلال ، وتسربت بعض السفن تحمل المؤن والغذاء، ونجح القائد الجنوبي "جون جستنياني" مع 700 مقاتل محملين بالمؤن والذخائر في الوصول إلى المدينة المحاصرة لوصول هذه القوة أثر كبير في رفع معنويات البيزنطيين، وقد عين قائدها جستيان قائداً للقوات المدافعة عن المدينة [راجع: العثمانيون والبلقاء، د.علي حسون، ص92].؛ فاستقبله الإمبراطور قسطنطين استقبالا حافلاً وعينه قائدًا عامًا لقواته، فنظم الجيش وأحسن توزيعهم ودرب الرهبان الذي يجهلون فن الحرب تمامًا، وقرر الإمبراطور وضع سلسلة لإغلاق القرن الذهبي أمام السفن القادمة، تبدأ من طرف المدينة الشمالي وتنتهي عند حي غلطة .

وحاول الإمبراطور البيزنطي أن يثنى السلطان محمد الفاتح عن القتال وإحتلال بلاده ، بتقديم الأموال والهدايا المختلفة إليه، وبمحاولة رشوة بعض مستشاريه ليؤثروا على قراره [راجع: فتح القسطنطينية، محمد صفوت، ص69. ] ولكن ذهبت محاولاته بدون جدوى فقد أخذوا أمواله وهداياه وفى النهاية أحتلوا القسطنطينية .
إنقسام فى القسطنطينية قبل الهجوم
ولما جاءت الأخبار بإستعداد السلطان محمد الثانى للحرب قام الأمبراطور البيزنطى بطلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوروبية وعلى رأسها البابا زعيم المذهب الكاثوليكي ، في الوقت الذي كانت فيه كنائس الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء شديد وقد أضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية لتصبح خاضعة له، في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك، وقد قام البابا بناءً على ذلك بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية، خطب في كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن توحيد الكنيستين ، مما أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل الإمبراطوري الكاثوليكي المشترك، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس : " إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية " [راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص89.] وكان من نتيجة هذه الحماقة والأنقسام أنهم شاهدوا العمامة العثمانية الإسلامية وهم تحت الأضطهاد الإسلامى حتى هذا اليوم .

محاولة تحييد الأمارات المسيحية بالمعاهدات
وكان السلطان محمد الثانى من الدهاء بأنه عمل الفاتح قبل هجومه على القسطنطينية على عقد معاهدات مع أعدائه المختلفين ليتفرغ لعدو واحد ، فعقد معاهدة مع إمارة غلطة المجاورة للقسطنطينية من الشرق ويفصل بيهما مضيق القرن الذهبي، كما عقد معاهدات مع المجد والبندقية وهما من الإمارات الأوروبية المجاورة، ولكن هذه المعاهدات لم تصمد حينما بدأ الهجوم الفعلي على القسطنطينية، حيث وصلت قوات من تلك المدن وغيرها للمشاركة في الدفاع عن القسطنطينية [ راجع: تاريخ سلاطين آل عثمان ، ص58 ] وبلا شك فقد أدرك الأمراء الذين وقعوا معاهدات مع السلطان محمد أن الدور قادم عليهم بعد إنتهاءة من إلتهام القسطنطينية ويلوم المسلمين هذه الأمارات لنقضهم المعاهده ويقولون " مشاركة لبني عقيدتهم من النصارى متناسين عهودهم ومواثيقهم مع المسلمين " فى الوقت الذى ذكر فيه المؤرخ هذه العبارة أن محمد الثانى " عقد معاهدات مع أعدائه المختلفين ليتفرغ لعدو واحد " فالقرآن جعل أهل الكتاب أعداء للمسلمين , والأعداء هم فى جانب والمسلمين فى جانب آخر هذا هو الأسلام .

مدفع المهندس المجرى الذى أسقط أسوار القسطنطينية
والدارس للتاريخ الإسلامى يجد أن الأسلام وظف طاقات غير المسلمين لصالح الغزوات والحروب الإسلامية وقد أنتصر فى بعض هذه الحروب بفضلهم وممن ساهموا بنصيب وافر فى أنتصار السلطان محمد الفاتح مهندس مجري يدعى "أوربان"، عرض على السلطان أن يصنع له مدفعا ضخما يقذف قذائف هائلة تكفي لتهدم أسوار القسطنطينية .

وكان هذا شئ ضرب من الخيال فى وقته وأستهوت السلطان الصغير الذى لم يبلغ من العمر 23 عاماً بعد فكرة هذا الإختراع , فأمر بتزويده بكل ما يحتاجه من معدات ، ولم تمض ثلاثة أشهر حتى تمكن أوربان من صنع مدفع عظيم لم يُر مثله قط ، فقد كان يزن 700 طن، ويرمي بقذائف زنة الواحدة منها 12 ألف رطل، ويحتاج جره إلى 100 ثور يساعدها مائة من الرجال، وعند تجربته سقطت قذيفته على بعد ميل، وسمع دويه على بعد 13 ميلا، وقد قطع هذا المدفع الذي سُمي بالمدفع السلطاني الطريق من أدرنة إلى موضعه أمام أسوار القسطنطينية في شهرين ويذكر المؤرخين أن السلطان أشرف بنفسه على صناعة هذه المدفع وتجريبه [راجع: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص361 ].

جيش السلطان محمد الثانى امام القسطنطينية
فى يوم الجمعة الموافق (12 من رمضان 805هـ= 5 من إبريل 1453م) تجمعت قوات جيش السلطان محمد الثانى أمام الأسوار الغربية للقسطنطينية المتصلة بقارة أوروبا وأمر بوضع مركز قيادته أمام باب القديس "رومانويس"، ونصبت المدافع القوية البعيدة المدى أمام الأسوار ، ثم اتجه السلطان إلى القبلة وصلى ركعتين وصلى الجيش كله من وراءه ، وبدأ الحصار ووضع الفرق الأناضولية وهي أكثر الفرق عددًا عن يمينه إلى ناحية بحر مرمرة، ووضع الفرق الأوروبية عن يساره حتى القرن الذهبي وهى الفرق القادمة من الولايات الأوربية التى تم عزوها أو التى لم يتم غزوها وبينهما معاهدة بدفع الجزية وتقديم عدد محدد من الجنود فى حالة دخوله فى الحرب , ، ووضع الحرس السلطاني الذي يضم نخبة الجنود الانكشارية وعددهم نحو 15 ألفًا في الوسط وهم أصلاً من أولاد الأسرى الأوربيين المسيحيين أسروا أطفالاً وتربوا تربية أسلامية ليقاتلوا ويغزوا ويستعمروا الأرض وهذا ما يسميه المسلمين جهاداً .

وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق الذي أقيم أمام باب طب قابي ،
وفى نفس الوقت أعطيت الأوامر للأسطول العثماني الذي يضم 350 سفينة في مدينة "جاليبولي" قاعدة العثمانيين البحرية بالتحرك تجاه مدينة القسطنطينية للهجوم عليها براً وبحراً وقد ذكر بعض المؤرخين أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة [ راجع: محمد الفاتح ، ص90، سالم الرشيدي]. كما وضع فرقاً للمراقبة في مختلف المواقع المرتفعة والقريبة من المدينة، وفي نفس الوقت انتشرت السفن العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة، إلا أنها لم تستطع الوصول الى القرن الذهبي بسبب وجود السلسلة الضخمة التي منعت أي سفينة من دخوله بل وتدمر كل سفينة تحاول الدنو والاقتراب وعندما فشلوا في تخطى السلسة الضخمة والهجوم على الأسوار ارتفعت الروح المعنوية للمدافعين عن مدينة القسطنطينية [راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص120. ].
، واستطاع الاسطول العثماني أن تستولي على جزر الامراء في بحر مرمرة [ راجع: محمد الفاتح ، ص98؛ العثمانيون والبلقان،ص89.]., فعبر بحر مرمرة إلى البوسفور وألقى مراسيه هناك، وهكذا طوقت القسطنطينية من البر والبحر بقوات كثيفة تبلغ 265 ألف مقاتل وقد عمل السلطان محمد الثانى على تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مسلم يجاهد (ليحتل الأراضى ) [انظر: تاريخ الدولة العلية العثمانية، محمد فريد بك، ص161]، لم يسبق أن طُوقت بمثلها عدة وعتادًا، وبدأ الحصار الفعلي في الجمعة الموافق (13 من رمضان 805هـ = 6 من إبريل 1453م)، وطلب السلطان من الإمبراطور "قسطنطين" أن يسلم المدينة إليه وتعهد باحترام سكانها وتأمينهم على أرواحهم ومعتقداتهم وممتلكاتهم، ولكن الإمبراطور رفض.

لكل شئ تحت السماوات وقت
ولم يكل القس ورجال الدين النصارى، فكانوا يطوفون بشوارع المدينة ، وأماكن التحصين ويحرضون المسيحيين على الثبات والصبر، ويشجعون الناس على الذهاب الى الكنائس ودعاء المسيح والسيدة العذراء أن يخلصوا المدينة ، وأخذ الامبراطور قسطنطين يتردد بنفسه على كنيسة أيا صوفيا لهذا الهدف[راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص100.].
و بدأت المدافع العثمانية تطلق قذائفها الهائلة على السور ليل نهار لا تكاد تنقطع ، وكان كلما انهدم جزء من الأسوار بادر المدافعون عن المدينة إلى إصلاحه على الفور، واستمر الحال على هذا الوضع.. وكان القائد جون جستنيان، والإمبراطور البيزنطي هما عصب الحركة فى المدينة.
وكان الأمر فيما يبدوا مناوشات من الساحل ولكن الهجوم الأساسى كان من البر فقد حاولت بعض السفن العثمانية تحطيم السلسلة على مدخل ميناء القرن الذهبي واقتحامه ، ولكن السفن البيزنطية والإيطالية المكلفة بالحراسة والتي تقف خلف السلسلة نجحت في رد هجمات السفن العثمانية، وصبت عليها قذائفها وأجبرت السفن العثمانية على الفرار.

خطة حفر الأنفاق
فى بداية حصار القسطنطينية لجأ العثمانيون الى محاولة دخول المدينة بحفر أنفاق تحت الأرض من مناطق مختلفة الى داخل المدينة وسمع سكانها ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريح ، فأسرع الامبراطور بنفسه ومعه قواده ومستشاروه الى ناحية الصوت وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض، للوصول الى داخل المدينة، فقرر المدافعون الإعداد لمواجهتها بحفر أنفاق مماثلة مقابل أنفاق المهاجمين لمواجهتهم دون أن يعلموا، حتى إذا وصل العثمانيون الى الأنفاق التي أعدت لهم ظنوا أنهم وصلوا إلى سراديب خاصة وسرية تؤدي الى داخل المدينة ففرحوا بهذا، ولكن الفرحة لم تطل إذ فاجأهم الروم، فصبوا عليهم ألسنة النيران والنفط المحترق والمواد الملتهبة ، فأختنق كثير منهم واحترق قسم آخر وعاد الناجون منهم أدراجهم من حيث أتوا [راجع : الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص372.] وكان فرع من فروع الجيش العثمانى هو المتولى أمر حفر الأنفاق ولم يكن عمل العثمايين هذا سهلاً ، فان هذه الإنفاق التي حفروها قد أودت بحياة كثير منهم، فماتوا اختناقاً واحتراقاً في باطن الأرض، كما وقع الكثير منهم في بعض هذه المحاولات في أسر الروم، فقطعت رؤوسهم وقذف بها إلى معسكر العثمانيين[راجع : السلطان محمد الفاتح، ص110.].
سفن البابا تخترق الحصار العثمانى
وكانت إمدادات القسطنطينية تتلقى بعض الإمدادات الخارجية من بلاد المورة وصقلية حيث السفن التجارية تتواصل بين المينائين ، وكان الأسطول العثماني مرابطا في مياه البوسفور الجنوبية منذ (22 من رمضان 805هـ = 15 من إبريل 1453م) وأصبحت المدينة فى عزله تامة بواسطة حصار العثمانيين ، ووقفت قطع الأسطول العثمانى على هيئة هلال لتحول دون وصول أي مدد ولم يكد يمضي 5 أيام على الحصار البحري حتى ظهرت 5 سفن غربية، أربع منها بعث بها البابا في روما لمساعدة المدينة المحاصرة، وحاول الأسطول العثماني أن يهاجمها ويدمرها قبل أن تصل إلى ميناء القسطنطينية واشتبك معها في معركة هائلة، لكن السفن الخمس تصدت ببراعة للسفن العثمانية وأمطرتها بوابل من السهام والقذائف النارية، فضلا عن براعة رجالها وخبرتهم التي تفوق العثمانيين في قتال البحر ، الأمر الذي مكنها من أن تشق طريقها وسط السفن العثمانية التي حاولت إغراقها لكن دون جدوى ونجحت في اجتياز السلسلة إلى الداخل.
كان لنجاح السفن في المرور أثره في نفوس أهالي المدينة المحاصرة؛ فانتعشت آمالهم وغمرتهم موجة من الفرح بما أحرزوه من نصر، وقويت عزائمهم على الثبات والصمود،

عزل قائد الأسطول العثماني

بعد هذه المعركة بيومين وقعت معركة اخرى بين البحرية العثمانية وبعض السفن الأوروبية التي حاولت الوصول الى الخليج، حيث بذلت السفن الإسلامية جهوداً كبيرة لمنعها ، وأشرف الفاتح بنفسه على المعركة من على الساحل وكان قد أرسل إلى قائد الأسطول وقال له: إما أن تستولي على هذه السفن وإما أن تغرقها، وإذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا حياً [ راجع : محمد الفاتح للرشيدي، ص101.] لكن السفن الأوروبية نجحت في الوصول إلى هدفها ولم تتمكن السفن العثمانية من منعها، رغم الجهود العظيمة المبذولة لذلك وبالتالي غضب السلطان محمد الفاتح غضباً شديداً فعزل قائد الاسطول[ راجع: مواقف حاسمة، محمد عبدالله عنان، ص180.] بعد ما رجع إلى مقر قيادته واستدعاه وعنف محمد الفاتح قائد الاسطول بالطه أوغلي وعنفه واتهمه بالجبن، وتأثر بالطة أوغلي لهذا وقال : إني استقبل الموت بجنان ثابت، ولكن يؤلمني أن أموت وأنا متهم بمثل هذه التهمة. لقد قاتلت انا ورجالي بكل ماكان في وسعنا من حيلة وقوة، ورفع طرف عمامته عن عينه المصابة[راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص103]. أدرك محمد الفاتح عند ذلك أن الرجل قد جرح ولم يكن بإستطاعته فعل أكثر من ذلك ، فتركه ينصرف واكتفى بعزله من منصبه، وجعل مكانه حمزة باشا [راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص103].
وفي يوم 18 أبريل تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من الأسوار [راجع: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص367. ]، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين ، وكانت الثغرة ضيفة وكثرة السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين،ومع ضيق المكان وشدة مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتح أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحينين فرصة اخرى للهجوم [راجع: محمد الفاتح ، عبدالسلام فهمي، ص123]

أما من ناحية المعارك البحرية ففي نفس اليوم حاولت بعض السفن العثمانية اقتحام القرن الذهبي بتحطيم السلسلة الحاجزة عنه، ولكن السفن البيزنطية والأوروبية المشتركة، إضافة الى الفرق الدفاعية المتمركزة خلف السلسلة الضخمة من المدافعين عن مدخل الخليج، استطاعوا جميعاً صد السفن الاسلامية وتدمير بعضها، فاضطرت بقية السفن الى العودة بعد خساره فادحة [راجع: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص368.]
فشل القلاع العثمانية الخشبية

لجأ العثمانيون إلى صناعة قلعة خشبية ضخمة شامخة متحركة تتكون من ثلاثة أدوار ، وبارتفاع أعلى من الأسوار، وقد كسيت بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران , وكان تلك القلعة مدججة بالرجال والعتاد في كل دور من أدوارها ، وكان الذين في الدور العلوي من أمهر الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار، واقتربوا بها من الأسوار عند باب رومانوس ، فاتجه الإمبراطور بنفسه ومعه قواده ليتابع صد تلك القلعة ودفعها عن الأسوار، وتمكن العثمانيون من لصقها بالأسوار ودار بين من فيها وبين البيزنطيين عند الأسوار قتل شديد واستطاع بعض المسلمين ممن في القلعة تسلق الأسوار ونجحوا في ذلك ، إلا أن المدافعين كثفوا من قذف القلعة بالنيران حتى أثرت فيها وتمكنت منها النيران فاحترقت، ووقعت على الأبراج البيزنطية المجاورة لها فقتلت من فيها من المدافعين، وامتلاء الخندق المجاور لها بالحجارة والتراب[ راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص144.] , ولم ييأس العثمانيون من المحاولة بل قال الفاتح وكان يشرف بنفسه على ماوقع: غداً نصنع أربعاً أخرى[ راجع: السلطان محمد الفاتح، ص122.].
إجتماع الأمبراطور مع مستشاريه وقواده
زاد الحصار وقوي واشتد حتى أرهق من بداخل المدينة من البيزنطيين، فعقد زعماء المدينة اجتماعاً 24 مايو داخل قصر الإمبراطور وبحضوره شخصياً، وقد لاح في الأفق بوادر يأس المجتمعين من إنقاذ المدينة حيث اقترح بعضهم على الإمبراطور الخروج بنفسه قبل سقوط المدينة لكي يحاول جمع المساعدات والنجدات لإنقاذها أو استعادتها بعد السقوط، ولكن الإمبراطور رفض ذلك مرة أخرى وأصر على البقاء داخل المدينة والاستمرار في قيادة شعبه وخرج لتفقد الأسوار والتحصينات.
محاولة محمد الفاتح لأقناع الأمبراطور بتسليم المدينة
وكانت المدفعية العثمانية لا تهدأ فى رمى القذائف لدك الأسوار والتحصينات ، وتهدمت أجزاء كثيرة من السور والأبراج وامتلئت الخنادق بالأنقاض، التي يئس المدافعون من إزالتها وأصبحت إمكانية اقتحام المدينة واردة في أي لحظة، إلا أن اختيار موقع الاقتحام لم يحدد بعد [راجع: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص375. ].
وحاول محمد الثانى أن يكون دخولها بسلام؛ فكتب إلى الإمبراطور رسالة دعاه فيه الى تسليم المدينة دون إراقة دماء، وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة الى حيث يشاؤون بأمان[ راجع : محمد الفاتح للرشيدي ، ص119.]، وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى ويكونوا بالخيار في البقاء في المدينة أو الرحيل عنها، ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر ، فمال بعضهم الى التسليم وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت، فمال الامبراطور الى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة، فرد الامبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها: إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته فإما أن يحفظ عرشه او يدفن تحت أسوارها[راجع : محمد الفاتح ، عبدالسلام فهمي ، ص116.]، فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال: حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش او يكون لي فيها قبر[ راجع : الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص376.].

إنفجار المدفع السلطانى
وبعد رفض الإمبراطور تسليم المدينة الهجوم وخصوصاً القصف المدفعي على المدينة ، حتى أن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشتغلين له وعلى رأسهم المهندس المجري أوربان الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع، ومع ذلك فقد وجه السلطان بإجراء عمليات التبريد للمدافع بزيت الزيتون، وقد نجح الفنيون في ذلك ، وواصلت المدافع قصفها للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة بالإضافة الى ضربها للأسوار والقلاع[راجع : الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص376.].

إجتماع السلطان محمد الثانىمع مستشاريه وقوادة :
عقد السلطان محمد الفاتح اجتماعاً ضم مستشاريه وكبار قواده بالإضافة إلى الشيوخ والعلماء، وقد طلب الفاتح من المجتمعين الإدلاء بآرائهم فكانت الاراء منقسمة إلى :-

** أشار بعضهم بالانسحاب ومنهم الوزير خليل باشا الذي دعا الى الانسحاب وعدم إراقة الدماء والتحذير من غضب أوروبا النصرانية فيما لو استولى المسلمون على المدينة، إلى غير ذلك من المبررات التي طرحها، وكان متهماً بمواطئة البيزنطيين ومحاولة التخذيل عنهم [راجع: فتح القسطنطينية ، محمد صفوت، ص103. ]
** وكان رأى بعض مواصلة الهجوم على المدينة حتى الفتح واستهان بأوروبا وقواتها، كما أشار الى تحمس الجند لإتمام الفتح، وما في التراجع من تحطيم لمعنوياتهم الجهادية، وكان من هؤلاء أحد القواد الشجعان ويدعى زوغنوش باشا وهو من أصل ألباني كان نصرانياً فأسلم حيث هون من شأن القوات الأوروبية على السلطان[ راجع : الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص377.].
راى زوغنوش التركى
وذكرت كتب التاريخ العثمانى وبعض المؤرخين المسلمين موقف زوغنوش باشا فقالت: ما أن سأله السلطان الفاتح عن رأيه حتى استوفز في قعدته وصاح في لغة تركية تشوبها لكنة ارناؤوطية: حاشا وكلا أيها السلطان ، أنا لا أقبل أبداً ماقاله خليل باشا، فما أتينا هنا إلا لنموت لا لنرجع. وأحدث هذا الاستهلال وقعاً عميقاً في نفوس الحاضرين، وخيم السكون على المجلس لحظة ثم واصل زوغنوش باشا كلامه فقال: إن خليل باشا أراد بما قاله أن يخمد فيكم نار الحمية ويقتل الشجاعة ولكنه لن يبوء إلا بالخيبة والخسران. ان جيش الاسكندر الكبير الذي قام من اليونان وزحف الى الهند وقهر نصف آسيا الكبيرة الواسعة لم يكن اكبر من جيشنا فإن كان ذلك الجيش استطاع ان يستولي على تلك الأراضي العظيمة الواسعة أفلا يستطيع جيشنا أن يتخطى هذه الكومة من الأحجار المتراكمة، وقد أعلن خليل باشا أن دول الغرب ستزحف إلينا وتنتقم ولكن مالدول الغربية هذه؟ وهل هي الدول اللاتينية التي شغلها مابينها من خصام وتنافس، هل هي دول البحر المتوسط التي لاتقدر على شيء غير القرصنة واللصوصية؟ ولو أن تلك الدول أرادت نصرة بيزنطة لفعلت وأرسلت إليها الجند والسفن، ولنفرض أن أهل الغرب بعد فتحنا القسطنطينية هبوا الى الحرب وقاتلونا فهل سنقف منهم مكتوفي الأيدي بغير حراك، أو ليس لنا جيش يدافع عن كرامتنا وشرفنا؟
يا صاحب السلطنة ، أما وقد سالتني رأيي فلأعلنها كلمة صريحة، يجب أن تكون قلوبنا كالصخر ، ويجب ان نواصل الحرب دون أن يظهر علينا اقل ضعف أو خور، لقد بدأنا أمراً فواجب علينا أن نتمه، ويجب أن نزيد هجماتنا قوة وشدة ونفتح ثغرات جديدة وننقض على العدو بشجاعة. لا أعرف شيئاً غير هذا، ولا استطيع ان أقول شيئاً غير هذا …. [ راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص122.].
والتفت محمد الثانى الى القائد طرخان يسأله رأيه فأجاب على الفور : ان زوغنوش باشا قد اصاب فيما قال وانا على رأيه ياسلطاني. ثم سأل الشيخ آق شمس الدين والمولى الكوراني عن رأيهما. وكان الفاتح يثق بهما كل الثقة فأجابا أنهما على رأي زوغنوش باشا وقالا: يجب الاستمرار في الحرب، وبالغاية الصمدانية سيكون لنا النصر والظفر [ راجع: محمد الفاتح، ص122.].
وسرت الحمية والحماس في جميع الحاضرين وابتهج السلطان الفاتح واستبشر بدعاء الشيخين بالنصر والظفر ولم يملك نفسه من القول : من كان من اجدادي في مثل قوتي[ راجع: محمد الفاتح، ص122.]؟
لقد أيد العلماء الرأي القائل بمواصلة الجهاد كما فرح السلطان حيث كان يعبر عن رأيه ورغبته في مواصلة الهجوم حتى الفتح، وانتهى الاجتماع بتعليمات من السلطان أن الهجوم العام والتعليمات باقتحام المدينة باتت وشيكة وسيأمر بها فور ظهور الفرصة المناسبة وأن على الجنود الاستعداد لذلك[ راجع: تاريخ الدولة العلية ، محمد فريد، ص164.].

السفن العثمانية تبحر على اليابسة!!
وفكر
السلطان محمد الثاني في وسيلة لإدخال جزء من أسطوله البحرى إلى القرن الذهبي نفسه وحصار القسطنطينية من أضعف جوانبها وتشتيت قوى المدينة المدافعة . وجمع السلطان قوادة ومستشاريه وناقشوا الخطط التى قدمت وأتفقوا على خطة ينقل فيها جزء من الأسطول عن طريق البر من منطقة غلطة إلى داخل الخليج ؛ حتى يتفادى السلسلة التى تمنع وصول السفن إلى الميناء ، ووضع المهندسون الخطة في الحال . وقد كان السلطان يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيداً عن أنظار العدو ومراقبته[ الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص370].
وبهذه الخطة الجديدة ألغيت الخطة القديمة التى كان أساسها الهجوم عن طريق البر وهد أسوار القسطنطينية بواسطة المدفع العملاق .

وفي ليلة 29 من رمضان 805هـ = 22 من إبريل 1453م .بُدئ العمل تحت جنح الظلام وحشدت جماعات غفيرة من العمال لتمهيد الطريق الوعر الذي تتخلله بعض المرتفعات، وغُطي بألواح من الخشب المطلي بالدهن والشحم ، وفي ليلة واحدة تمكن العثمانيون من نقل سبعين سفينة طُويت أشرعتها تجرها البغال والرجال الأشداء .
وكانت المدافع العثمانية تواصل قذائفها حتى تشغل البيزنطيين عن عملية نقل السفن، وما كاد الصبح يسفر حتى نشرت السفن العثمانية قلوعها ودقت الطبول وكانت مفاجأة مروعة لأهل المدينة المحاصرة.
واستيقظ أهل المدينة البائسة صباح يوم 22 أبريل على تكبيرات العثمانيين ، وهتافاتهم المتصاعدة،[ راجع : السلطان محمد الفاتح، عبدالسلام فهمي،ص102. ]، في القرن الذهبي، وفوجئوا بالسفن العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي ، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين[ راجع : الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص370.]
وأبحرت السفن التى نقلت وأصبحت داخل الميناء بالقرب من الأسوار وكان لوجود السفن الاسلامية في القرن الذهبي دور كبير في إضعاف الروح المعنوية لدى المدافعين عن المدينة الذين اضطروا لسحب قوات كبيرة من المدافعين عن الأسوار الأخرى لكي يتولوا الدفاع عن الأسوار الواقعة على القرن الذهبي إذ أنها كانت أضعف الأسوار ، ولكنها في السابق تحميها المياه، مما أوقع الخلل في الدفاع عن الأسوار الأخرى[راجع : محمد الفاتح، ص106]. أمر السلطان محمد بإنشاء جسر ضخم ، عرضه خمسون قدما، وطوله مائة، وصُفَّت عليه المدافع، وزودت السفن المنقولة بالمقاتلين والسلالم، وتقدمت إلى أقرب مكان من الأسوار، وحاول البيزنطيون إحراق السفن العثمانية في الليل، ولكن العثمانيين علموا بهذه الخطة فأحبطوها، وتكررت المحاولة وفي كل مرة يكون نصيبها الفشل والإخفاق.

كما وضع العثمانيون مدافع خاصة على الهضاب المجاورة للبسفور والقرن الذهبي، مهمتها تدمير السفن البيزنطية والمتعاونة معها في القرن الذهبي والبسفور والمياه المجاورة مما عرقل حركة سفن الأعداء وأصابها بالشلل تماماً [الفتوح الاسلامية عبر العصور ، ص371.].

سقوط المدينة
وكان السلطان العثماني يفاجئ خصمه في كل مرة بخطة جديدة , استمر الحصار بطيئا مرهقا والعثمانيون مستمرون في ضرب الأسوار دون هوادة، وأهل المدينة المحاصرة يعانون نقص المؤن ويتوقعون سقوط مدينتهم بين يوم وآخر، خاصة وأن العثمانيين لا يفتئون في تكرار محاولاتهم وسكان المدينة يدافعون عنها بإستماته .

الهجوم الكاسح الأخير
وفي فجر يوم عند الساعة الواحدة صباحا الثلاثاء 20 من جمادى الأولى 857هـ= 29 من مايو 1453م ، كان يوم الهجوم الأخير الكاسح فأمر السلطان العثماني بتجميع قواته وحشد زهاء 100 ألف مقاتل أمام الباب الذهبي ، وحشد في الميسرة 50 ألفًا ، ورابط السلطان في القلب مع الجند الإنكشارية، واحتشدت في الميناء 70 سفينة لبدأ الهجوم برًا وبحرًا، وقام البيزنطيون في دق نواقيس الكنائس والتجأ إليها كثير منهم للأحتماء وكان الهجوم النهائي متزامنا بريا وبحريا في وقت واحد حسب الخطة ، وكان الهجوم موزعا على كثير من المناطق ، ولكنه مركز بالدرجة الأولى في منطقة وادي ليكوسبقيادة السلطان محمد الفاتح نفسه ، وكانت الكتائب الأولى من العثمانيين تمطر الأسوار والنصارى بوابل من القذائف والسهام محاولين شل حركة المدافعين ، ومع استبسال البيزنطيين وشجاعة العثمانيين كان الضحايا من الطرفين يسقطون بأعداد كبيرة[الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص380. ]

واشتد لهيب المعركة وقذائف المدافع يشق دويها عنان السماء ويثير الفزع في النفوس ، والأربعين ألف مقاتل داخل القسطنطينية يبذلون كل ما يملكون دفاعا عن المدينة ، وما هي إلا ساعة حتى امتلأ الخندق الكبير الذي يقع أمام السور الخارجي بآلاف القتلى.بعد أن انهكت الفرقة الاولى الهجومية كان السلطان قد أعد فرقة أخرى فسحب الأولى ووجه الفرقة الثانية ، وكان المدافعون قد أصابهم الإعياء ، وتمكنت الفرقة الجديدة ، من الوصول إلى الأسوار وأقاموا عليها مئات السلالم في محاولة جادة للإقتحام ، ولكن المدافعين عن المدينة استطاعوا قلب السلالم واستمرت تلك المحاولات المستمية من المهاجمين ، والبيزنطيون يبذلون قصارى جهودهم للتصدي لمحاولات التسلق ، وبعد ساعتين من تلك المحاولات أصدر الفاتح أوامره للجنود لأخذ قسط من الراحة ، بعد أن أرهقوا المدافعين في تلك المنطقة ، وفي الوقت نفسه أصدر أمرا إلى قسم ثالث من المهاجمين بالهجوم على الأسوار من نفس المنطقة وفوجئ المدافعون بتلك الموجة الجديدة بعد أن ظنوا ان الأمر قد هدأ وكانوا ، قد أرهقوا ، في الوقت الذي كان المهاجمون دماء جديدة معدة ومستريحة وفي رغبة شديدة لأخذ نصيبهم من القتال[الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص380.]
الصورة الجانبية رسمت سنة 1499م لسقوط القسطنطينية فى يد العثمانيين بينما سقطت القسطنطينية سنة 1453 م
وفي أثناء هذا الهجوم جرح "جستنيان" في ذراعه وفخذه ، وسالت دماؤه بغزارة فانسحب للعلاج رغم توسلات الإمبراطور له بالبقاء لشجاعته ومهارته الفائقة في الدفاع عن المدينة[محمد الفاتح ، ص137.] ، و كان القتال شديداً في المنطقة البحرية مما شتت قوات المدافعين وأشغلهم في أكثر من جبهة في وقت واحد، ومع بزوغ نور الصباح أصبح المهاجمون يستطيعون أن يحددوا مواقع العدو بدقة أكثر ، وشرعوا في مضاعفة جهودهم في الهجوم ثم أصدر السلطان محمد الأوامر إلى جنوده بالإنسحاب لكي يتيحوا الفرصة للمدافع لتقوم بعملها مرة أخرى حيث أمطرت الأسوار والمدافعين عنها بوابل من القذائف ، واتعبتهم بعد سهرهم طوال الليل ، وبعد أن هدأت المدفعية جاء قسم جديد من الجنود الإنكشارية الذين كانوا أولاد المسيحيين وسبوهم المسلمين يقودهم السلطان نفسه تغطيهم نبال وسهام المهاجمين التي لا تنفك عن محاولة منع المدافعين عنها وأظهر جنود الإنكشارية شجاعة فائقة وبسالة نادرة في الهجوم واستطاع ثلاثون منهم تسلق السور أمام دهشة الأعداء ، ورغم استشهاد مجموعة منهم بمن فيهم قائدهم فقد تمكنوا من تمهيد الطريق لدخول المدينة عند طوب قابي ورفعوا الأعلام العثمانية[ الفتوح الاسلامية عبر العصور ، ص382.].

موت الأمبراطور جستينيان الشجاع
، فقد استطاع العثمانيون أن يتدفقوا نحو المدينة ، ونجح الأسطول العثماني في رفع السلاسل الحديدية التي وُضعت في مدخل الخليج، وتدفق العثمانيون إلى المدينة التي سادها الذعر، وفر المدافعون عنها من كل ناحية، وقد واصل العثمانيون هجومهم في ناحية اخرى من المدينة حتى تمكنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج والقضاء على المدافعين في باب أدرنة ورفعت الاعلام العثمانية عليها، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة، ولما رأى قسطنطين الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدفاع وخلع ملابسه حتى لايعرف ، ونزل عن حصانه وقاتل حتى قتل في ساحة المعركة[محمد الفاتح، ص139.]. وما هي إلا ثلاث ساعات من بدء الهجوم حتى كانت المدينة العتيدة تحت أقدام الغزاة المستعمرين المسلمين.
وكان لانتشار خبر موته دور كبير في زيادة حماس المجاهدين العثمانيين وسقوط عزائم النصارى المدافعين وتمكنت الجيوش العثمانية من دخول المدينة من مناطق مختلفة وفر المدافعون بعد انتهاء قيادتهم، وهكذا تمكن المسلمون من الاستيلاء على المدينة
كانت هناك بعض الجيوب الدفاعية داخل المدينة التي تسببت في قتل عدد من المعتدين المسلمين ، وقد هرب أغلب أهل المدينة الى الكنائس ولم يأت ظهيرة ذلك اليوم الثلاثاء 20 جمادي الأولى 857هـ الموافق 29 من مايو 1453م،[محمد الفاتح، ص139.]
****************


القسطنطينية بعد الإحتلال العثمانى
ولما دخل محمد الثانى المدينة منتصراً ،

** قرر اتخاذ القسطنطينية عاصمة لدولته ، وأطلق عليها اسم "إسلام بول" أي "دار الإسلام"، ثم حُرفت واشتهرت بـ "إستانبول" حتى سقطت الخلافة العثمانية في (23 من رجب 1342 هـ= 1 مارس 1924م)، وقامت دولة تركيا التي اتخذت من أنقرة عاصمة لها.
** توجه إلى كنيسة "أيا صوفيا"؛ حيث احتشد فيها الشعب البيزنطي ورهبانه، فمنحهم الأمان، وأمر بتحويل كنيسة "أيا صوفيا" إلى مسجد، توجه محمد الفاتح الى كنيسة آيا صوفيا وقد اجتمع فيها خلق كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان الذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم وأدعيتهم ، وعندما اقترب من أبوابها خاف النصارى داخلها خوفاً عظيماً ، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة الى بيوتهم بأمان، فأطمأن الناس وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة ظهروا ، وقد أمر محمد الثانى تحويل الكنيسة الى مسجد وأن يعد لهذا الأمر حتى تقام بها أول جمعة قادمة ، وقد أخذ العمال يعدون لهذا الأمر ، فأزالوا الصلبان والتماثيل وطمسوا الصور بطبقة من الجير وعملوا منبراً للخطيب ، حيث نصت شريعة الإسلام الإستيلاء على الكنائس وتحويلها إلى جوامع بعد غزوهم للبلاد
** فرض الجزية على الجميع بما فيهم الرهبان : وقد اعطى السلطان محمد الثانى لهل المدينة المحتلة حرية إقامة الشعائر الدينية واختيار رؤسائهم الدينين الذين لهم حق الحكم في القضايا المدنية ، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى ولكنه في الوقت نفسه فرض الجزية على الجميع[ الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص384.].
** أسرى بلا عدد أصبحوا رقيق : المؤرخ الأنجليزي ادوارد شيبردكريسي في كتابة "تاريخ العثمانيين الاتراك أن يشوه صوره الفتح العثماني للقسطنطينية ووصف السلطان محمد الفاتح بصفات قبيحة [جوانب مضيئة ، ص265.] والموسوعة الأمريكية المطبوعة في عام 1980م فقالت أن السلطان محمد قام باسترقاق غالبية المسيحيين بالقسطنطينية، وساقهم الى اسواق الرقيق في مدينة ادرنة حيث تم بيعهم هناك[جوانب مضيئة ص267. ].
** أمر بإقامة مسجد في موضع قبر الصحابي الجليل "أبي أيوب الأنصاري"، وكان ضمن صفوف الحملة الأولى لفتح القسطنطينية، وقد عثر الجنود العثمانيون على قبره فاستبشروا خيرًا بذلك.
** وسمح بعودة الذين غادروا المدينة في أثناء الحصار والرجوع إلى منازلهم، ومنذ ذلك الحين

القاهرة تفرح بالإحتلال العثمانى للقسطنطينية قبل أن تذوق هذا الإحتلال
وقد وصف المؤرخين فرحة أهل القاهرة المسلمين لإحتلال العثمانيين القسطنطينية بأسم الإسلام , وهم لا يدرون أن العثمانيين سوف يحتلون القاهرة أيضاً بإسم الإسلام أيضاً وسيذيقونهم عبودية الإحتلال ونحن هنا نسرد أقوال المؤرخين حول فرح أهل القاهرة المسلمين بالغزو العثمانى :
يذكر المؤرخ ابن إياس صاحب كتاب بدائع الزهور : فلما بلغ ذلك ، ووصل وفد الفاتح، دقت البشائر بالقلعة، ونودي في القاهرة بالزينة، ثم أن السلطان عين برسباي أمير آخور ثاني رسولاً الى ابن عثمان يهنئه بهذا الفتح[السلطان محمد الفاتح، ص142.].
ووصف أبا المحاسن بن تغري بردي شعور الناس وحالهم في القاهرة عندما وصل إليها وفد الفاتح ومعهم الهدايا واسيران من عظماء الروم، قال : قلت ولله الحمد والمنة على هذا الفتح العظيم وجاء القاصد المذكور ومعه اسيران من عظماء اسطنبول وطلع بهما الى السلطان سلطان مصر إينال وهما من أهل القسطنطينية وهي الكنيسة العظيمة باسطنبول فسر السلطان والناس قاطبة بهذا الفتح العظيم ودقت البشائر لذلك وزينت القاهرة بسبب ذلك أياماً ثم طلع القاصد المذكور وبين يديه الأسيران الى القلعة في يوم الاثنين خامس وعشرين شوال بعد أن اجتار القاصد المذكور ورفقته بشوارع القاهرة. وقد احتفلت الناس بزينة الحوانيت والأماكن وأمعنوا في ذلك الى الغاية وعمل السلطان الخدمة بالحوش السلطاني من قلعة الجبل.. [النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 16/71.].
وقد بعث السلطان محمد الفاتح برسائل الفتح إلى سلطان مصر وشاه ايران وشريف مكة وأمير القرمان، كما بعث بمثل هذه الرسائل إلى الأمراء المسيحيين المجاورين له في المورة والأفلاق والمجر والبوسنة وصربيا وألبانيا والى جميع أطراف مملكته[محمد الفاتح، ص142.].

نهاية الجيش الأنكشارى فى عصر السلطان محمود الثانى
لاحظ الإنكشارية عام 1826 أن السلطان محمود الثاني كان يعمل على تشكيل جيش جديد. ويرى البعض ان السلطان كان قد حرضهم على الثورة بشكل متعمد. وفي وسط يونيو عام 1826، ثار الإنكشارية، ولكن هذه المرة كان معظم الجيش والسكان ضدهم. قامت وحدة الفرسان المخلصة للسلطان (سپاه***1740;) بإجبار الإنكشارية على التقهقر إلى مساكنهم وقصفت المدفعية القذائف إلى تلك المساكن مسببة إصابات بالغة وجسيمة. وتم إعدام الناجين أو نفيهم، وبعد عامين قام محمود الثاني بمصادرة آخر ممتلكات الإنكشارية.
================================================== =====




رد: من فضلكم

مشكورة أختي لكن أعطيت الواجب على العموم مشكووورة




رد: من فضلكم

اسمحيلنا خيتو لم نره

ارجوك سامحينا

ارجو الله ان يوفقك خيتو




التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز


الونشريس

اريد بحثا حول التوسع العثماني في قارة اوربا




رد: ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

موضوع رائع لكن أريد توسع الدولة العثمانية في قارة اوربا




رد: ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

مسيرة الفتح العثماني في أوروبا
تجربتان عظيمتان خاضها المسلمون في أوروبا، تشابهتا في البداية وظروف النجاح، ثم في النهاية وأسباب الفشل.
التجربة الأولى في الفتوحات الإسلامية التي قامت بها الدولة الإسلامية الأندلسية في غرب أوروبا، والثانية جاءت على يد الخلافة الإسلامية العثمانية في شرق أوروبا.
وفي هاتين التجربتين كل العبر والدروس التي تحتاجها الأمة الإسلامية في حياتها.. ومعرفة طرق النجاح والفشل والتقدم والتراجع والقوة والضعف.
وأن ما كان ممكناً لأسلافنا هو ممكن لنا، فنحن لا نختلف عنهم في شيء؛ فمنهجهم هو منهجنا لم يتغير، وما أمروا به شرعاً أُمرنا به، وما نهوا عنه هو نهيٌ لنا.
ونفس الأمر يجري في العمل بأسباب النجاح أو الفشل والعزة أو الذل..فقط كل ما نحتاجه هو النظر في هذه الأسباب التي لا تتغير قواعدها مهما اختلفت وسائل وظروف التعامل بها عبر الزمان.
وفي السطور التالية ملخص لمسيرة النصر العثماني الإسلامي في أوروبا، وكيف تحقق ذلك.
بداية النصر
ترك عثمان الأول – مؤسس الدولة العثمانية – دولةً كانت مساحتها 16000 كيلومتر مربع، واستطاع أن يجد لدولته الناشئة منفذاً على بحر مرمرة، واستطاع بجيشه أن يهدد أهم مدينتين بيزنطيتين في ذلك الزمان وهي: ازنيق وبورصة.

بعد وفاة عثمان تولى الحكم ابنه أورخان وسار على نفس سياسة والده في الحكم والفتوحات. وفي عام 727هـ الموافق 1327م سقطت في يده نيقوميديا، وتقع في شمال غرب آسيا الصغرى قرب مدينة اسطنبول وهي مدينة أزميت الحالية، فأنشأ بها أول جامعة عثمانية..
وحرص السلطان أورخان على تحقيق بشارة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في فتح القسطنطينية حيث بداية الطريق نحو أوروبا.. وقد تحدثنا عن فتح القسطنطينية في تقرير سابق حول الخلافة العثمانية.
وكانت غزوات أورخان منصبة على الروم، ولكن حدث في سنة (736هـ -1336م) أن توفي أمير (قره سي)، وهي إحدى الإمارات التي قامت على أنقاض دولة سلاجقة الروم واختلف ولده من بعده وتنازعا الإمارة. واستفاد أورخان من هذه الفرصة فتدخل في النزاع وانتهى بالاستيلاء على الإمارة.
وقد كان مما تهدف إليه الدولة العثمانية الناشئة أن ترث دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى وترث ما كانت تملكه. واستمر الصراع لذلك بينها وبين الإمارات الأخرى حتى أيام الفاتح حيث تم إخضاع آسيا الصغرى برمتها لسلطانه.
وأمضى أورخان بعد استيلائه على إمارة (قره سي) عشرين سنة دون أن يقوم بأي حروب، بل قضاها في صقل النظم المدنية والعسكرية التي أوجدتها الدولة، وفي تعزيز الأمن الداخلي، وبناء المساجد ورصد الأوقاف عليها وإقامة المنشآت العامة الشاسعة؛ مما يشهد بعظمة أورخان وتقواه، وحكمته وبعد نظره. فإنه لم يشن الحرب تلو الحرب طمعاً في التوسع وإنما حرص على تعزيز سلطانه في الأراضي التي يتاح له ضمها.
وحرص على طبع كل أرض جديدة بطابع الدولة المدني والعسكري والتربوي والثقافي؛ وبذلك تصبح جزءاً لا يتجزأ من أملاكهم، بحيث أصبحت أملاك الدولة في آسيا الصغرى متماثلة ومستقرة.
وهذا يدل على فهم واستيعاب أورخان لسُنة التدرج في بناء الدول وإقامة الحضارة وإحياء الشعوب.
وما أن تمّ أورخان البناء الداخلي حتى حدث صراع على الحكم داخل الدولة البيزنطية وطلب الإمبراطور (كونتاكوزينوس) مساعده السلطان أورخان ضد خصمه، فأرسل قوات من العثمانيين لتوطيد النفوذ العثماني في أوروبا. وفي عام 1358م أصاب زلزال مدن تراقيا فانهارت أسوار غاليبولي وهجرها أهلها؛ مما سهل على العثمانيين دخولها.
وقد احتج الإمبراطور البيزنطي على ذلك دون جدوى، وكان رد أورخان أن العناية الإلهية قد فتحت أبواب المدينة أمام قواته.
ومالبثت غاليبولي أن أصبحت أول قاعدة عثمانية في أوروبا، ومنها انطلقت الحملات الأولى التي توجت في النهاية بالاستيلاء على كل شبه جزيرة البلقان.
وحين انفرد (حنا الخامس باليولوجس) بحكم بيزنطة أقر كل فتوح أورخان في أوروبا مقابل تعهد السلطان بتسهيل وصول الطعام والمؤن إلى القسطنطينية.
وأرسل أورخان أعداداً كبيرة من القبائل المسلمة بغية الدعوة إلى الإسلام ومنع تمكن النصارى من طرد العثمانيين من أوروبا.
ومن العوامل التي ساعدت السلطان أورخان في تحقيق أهدافه:
1- المرحلية التي سار عليها أورخان واستفادته من جهود والده عثمان، ووجود الإمكانيات المادية والمعنوية التي ساعدتهم على فتح الأراضي البيزنطية في الأناضول وتدعيم سلطتهم فيها.
ولقد تميزت جهود أورخان بالخطى الوئيدة والحاسمة في توسيع دولته ومد حدودها، ولم ينتبه العالم المسيحي إلى خطورة الدولة العثمانية إلا بعد أن عبروا البحر واستولوا على غاليبولي.
2- كان العثمانيون يتميزون في المواجهة الحربية التي تمت بينهم وبين الشعوب البلقانية بوحدة الصف ووحدة الهدف ووحدة المذهب الديني وهو المذهب السني.
3- وصول الدولة البيزنطية إلى حالة من الإعياء الشديد، وكان المجتمع البيزنطي قد أصابه تفكك سياسي وانحلال ديني واجتماعي؛ فسهل على العثمانيين ضم أقاليم هذه الدولة.
4- ضعف الجبهة المسيحية نتيجة لعدم الثقة بين السلطات الحاكمة في الدولة البيزنطية وبلغاريا وبلاد الصرب والمجر؛ ولذلك تعذر في معظم الأحيان تنسيق الخطط السياسية والعسكرية للوقوف في جبهة واحدة ضد العثمانيين.
5- الخلاف الديني بين روما والقسطنطينية أي بين الكاثوليك والأرثوذكسية الذي استحكمت حلقاته وترك آثاراً عميقة الجذور في نفوس الفريقين.
6- ظهور النظام العسكري الجديد على أسس عقدية ومنهجية تربوية وأهداف ربانية وأشرف عليه خيرة قادة العثمانيين.

وفي عهد السلطان مراد الأول (761-791هـ /1360-1389م) توسعت الدولة العثمانية في آسيا الصغرى وأوروبا في وقت واحد.
ففي أوروبا هاجم الجيش العثماني أملاك الدولة البيزنطية ثم استولى على مدينة أدرنه في عام (762هـ/ 1360م) وكانت لتلك المدينة أهمية إستراتيجية في البلقان، وكانت ثاني مدينة في الإمبراطورية البيزنطية بعد القسطنطينية.
واتخذ مراد من هذه المدينة عاصمة للدولة العثمانية منذ عام (768هـ / 1366م)، وبذلك انتقلت العاصمة إلى أوروبا، وأصبحت أدرنه عاصمة إسلامية، وكان هدف مراد من هذه النقلة:
1- استغلال مناعة استحكامات أدرنه الحربية وقربها من مسرح العمليات الجهادية.
2- رغبة مراد في ضم الأقاليم الأوروبية التي وصلوا إليها في جهادهم وثبتوا أقدامهم فيها.
3- جمع مراد في هذه العاصمة كل مقومات النهوض بالدولة وأصول الحكم، فتكونت فيها فئات الموظفين وفرق الجيش وطوائف رجال القانون وعلماء الدين، وأقيمت دور المحاكم وشيدت المدارس المدنية والمعاهد العسكرية لتدريب الانكشارية.
واستمرت أدرنه على هذا الوضع السياسي والعسكري والإداري والثقافي والديني حتى فتح العثمانيون القسطنطينية في عام (857هـ – 1453م)، فأصبحت عاصمة لدولتهم.
مضى السلطان مراد في حركة الجهاد والدعوة وفتح الأقاليم في أوروبا، وانطلق جيشه يفتح مقدونيا، وكانت لانتصاراته أصداء بعيدة، فتكون تحالف أوروبي بلقاني صليبي باركته الكنيسة، وضم الصربيين والبلغاريين والمجريين، وسكان إقليم والاشيا.
وقد استطاعت الدول الأعضاء في التحالف الصليبي أن تحشد جيشاً بلغ عدده ستون ألف جندي تصدى لهم القائد العثماني لالاشاهين بقوة تقل عدداً عن القوات المتحالفة، وقابلهم على مقربة من (تشيرمن) على نهر مارتيزا، حيث وقعت معركة مروعة وانهزم الجيش المتحالف، وهرب الأميران الصربيان، ولكنهما غرقا في نهر مارتيزا، ونجا ملك المجر بأعجوبة من الموت أما السلطان مراد فكان في هذه الأثناء مشتغلاً بالقتال في بلاد آسيا الصغرى حيث فتح عدة مدن ثم عاد إلى مقر سلطنته لتنظيم ما فتحه من الأقاليم والبلدان كما هو شأن القائد الحكيم.
وكان من نتائج انتصار العثمانيين أمور مهمة، منها:
– تم لهم فتح إقليم تراقيا ومقدونيا ووصلوا إلى جنوبي بلغاريا والى شرقي صربيا.
– أصبحت مدن وأملاك الدولة البيزنطية وبلغاريا وصربيا تتساقط في أيديهم كأوراق الخريف.
أول معاهدة بين الدولة العثمانية والمسيحية
لما اشتد ساعد الدولة العثمانية خاف مجاوروها، خصوصاً الضعفاء منهم، فبادرت جمهورية (راجوزه) وأرسلت إلى السلطان مراد رسلاً ليعقدوا مع السلطان مراد معاهدة ودية وتجارية تعاهدوا فيها بدفع جزية سنوية قدرها 500 دوكا ذهب، وهذه أول معاهدة عقدت بين الدولة العثمانية والدول المسيحية.
معركة قوصره
كان السلطان مراد قد توغل في بلاد البلقان بنفسه وعن طريق قواده؛ مما أثار الصرب، فحاولوا في أكثر من مرة استغلال غياب السلطان عن أوروبا في الهجوم على الجيوش العثمانية في البلقان وما جاورها ولكنهم فشلوا في تحقيق انتصارات تذكر على العثمانيين، فتحالف الصرب والبوسنيون والبلغار وأعدوا جيشاً أوروبياً صليبياً كثيفاً لحرب السلطان الذي كان قد وصل بجيوشه بعد إعدادها إعداداً قوياً إلى منطقة كوسوفا في البلقان.
ومن الموافقات التي تذكر أن وزير السلطان مراد الذي كان يحمل معه مصحفاً فتحه على غير قصد فوقع نظره على هذه الآية: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} (سورة الأنفال: الآية 65) فاستبشر بالنصر واستبشر معه المسلمون..
وكان السلطان قد تضرع إلى الله تعالى قبل المعركة: "يا الله يا رحيم يا رب السموات يا من تتقبل الدعاء لا تخزني يا رحمن يا رحيم استجب دعاء عبدك الفقير هذه المرة. أرسل السماء علينا مدراراً وبدد سحب الظلام فنرى عدونا وما نحن سوى عبيدك المذنبين، إنك الوهاب ونحن فقراؤك. ما أنا سوى عبدك الفقير المتضرع، وأنت العليم يا علام الغيوب والأسرار وما تخفي الصدور ليس لي من غاية لنفسي ولا مصلحة ولا يحملني طلب المغنم فأنا لا أطمع إلا في رضاك يا الله يا عليم يا موجود في كل الوجود.. فتقبل رجائي ولا تجعل المسلمين يبوء بهم الخذلان أمام العدو. يا الله يا أرحم الراحمين لا تجعلني سبباً في موتهم، بل اجعلهم المنتصرين..".
وفي رواية : "يا إلهي، إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية، ولكنني أبتغي رضاك، ولا شيء غير رضاك يا إلهي، إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني في سبيلك، فزدني تشريفاً بالموت في سبيلك".
ولم يلبث أن نشب القتال بين الجمعين وحمي وطيسه واشتدت المعركة وانجلت الحرب عن انتصار المسلمين انتصاراً باهراً حاسماً.
بعد الانتصار في قُوصُوه قام السلطان مراد يتفقد ساحة المعركة ويدور بنفسه بين صفوف القتلى من المسلمين ويدعو لهم، كما كان يتفقد الجرحى، وفي أثناء ذلك قام جندي من الصرب كان قد تظاهر بالموت وأسرع نحو السلطان فتمكن الحراس من القبض عليه، ولكنه تظاهر بأنه جاء يريد محادثة السلطان ويريد أن يعلن إسلامه على يديه، وعند ذلك أشار السلطان للحرس بأن يطلقوه فتظاهر بأنه يريد تقبيل يد السلطان وقام في حركة سريعة بإخراج خنجر مسموم طعن به السلطان فاستشهد رحمه الله في 15 شعبان 791هـ.
ومن الكلمات الأخيرة للسلطان مراد:
"لا يسعني حين رحيلي إلا أن أشكر الله إنه علام الغيوب المتقبل دعاء الفقير، أشهد أن لا إله إلا الله، وليس يستحق الشكر والثناء إلا هو، لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيت نصر جند الإسلام. أطيعوا ابني يزيد، ولا تعذبوا الأسرى ولا تؤذونهم ولا تسلبوهم. وأودعكم منذ هذه اللحظة وأودع جيشنا الظافر العظيم إلى رحمة الله فهو الذي يحفظ دولتنا من كل سوء".
لقد ورث مراد الأول عن والده إمارة كبيرة بلغت 95000 كيلومتر مربع، وعند استشهاده تسلم ابنه با يزيد هذه الإمارة العثمانية بعد أن بلغت 500000 كيلومتر مربع بمعنى أنها زادت في مدى حوالي 29 سنة أكثر خمسة أمثال ما تركها له والده أوروخان.
أما النتائج التي ترتبت على انتصار المسلمين في معركة قوصوه فمنها:
– انتشار الإسلام في منطقة البلقان وتحول عدد كبير من الأشراف القدامى والشيوخ إلى الإسلام بمحض إرادتهم.
– اضطرت العديد من الدول الأوروبية إلى أن تخطب ود الدولة العثمانية، فبادرت بعضها بدفع الجزية لهم، وقام البعض الآخر بإعلان ولائه للعثمانيين خشية قوتهم واتقاء غضبهم.
– امتدت سلطة العثمانيين على أمراء المجر ورومانيا والمناطق المجاورة للأدرياتيك حتى وصل نفوذهم إلى ألبانيا.
بعد استشهاد السلطان مراد اهتم ابنه بايزيد الأول (791-805 هـ/1389-1402م) اهتماماً كبيراً بالشؤون العسكرية فاستهدف الإمارات المسيحية في الأناضول، وخلال عام أصبحت تابعة للدولة العثمانية. وكان بايزيد كمثل البرق في تحركاته بين الجبهتين البلقانية والأناضولية؛ ولذلك أطلق عليه لقب "الصاعقة".
ثم شرع بايزيد في إقامة علاقات ودية مع الصرب مع أنهم كانوا السبب في قيام تحالف بلقاني ضد الدولة العثمانية وكان غرض بايزيد من هذه العلاقة اتخاذ دولة الصرب كحاجز بينه وبين المجر، وكان يشعر بضرورة اتخاذ حليف له في سياسته العسكرية النشطة التي استهدفت الإمارات السلجوقية التركية الإسلامية في آسيا الصغرى؛ ولذلك وافق بايزيد على أن يحكم الصرب ابنا الملك (لازار) الذي قتل في معركة قوصوه وفرض عليهما أن يكونا حاكمين على صربيا، يحكمانها حسب قوانين بلاد الصرب وأعرافها وتقاليدها وعاداتها، وأن يدينان له بالولاء ويقدمان له جزية وعدداً معيناً من الجنود يشتركون في فرقة خاصة بهم في حروبه، كما تزوج ابنة الملك لازار.

فتح بلغاريا
بعد أن تم التفاهم مع الصرب وجه بايزيد ضربه خاطفة في عام (797هـ/1393م) إلى بلغاريا، فاستولى عليها وأخضع سكانها. وكان لسقوط بلغاريا في قبضة الدولة العثمانية صدىً هائلاً في أوروبا وانتشر الرعب والفزع والخوف أنحاءها وتحركت القوى المسيحية الصليبية للقضاء على الوجود العثماني في البلقان.
قام سيجسموند ملك المجر والبابا بونيفاس التاسع بالدعوة لتكتل أوروبي صليبي مسيحي ضد الدولة العثمانية، وكان ذلك التكتل من أكبر التكتلات التي واجهتها الدولة العثمانية في القرن الرابع عشر الميلادي من حيث عدد الدول التي اشتركت فيه، ثم أسهمت فيه بالسلاح والعتاد والأموال والقوات وبلغ العدد الإجمالي لهذه الحملة الصليبية 120000 مقاتل من مختلف الجنسيات (ألمانيا وفرنسا إنجلترا واسكتلندا وسويسرا ولوكسمبرج والأراضي المنخفضة الجنوبية وبعض الإمارات الايطالية).
وتحركت الحملة عام (800هـ/1396م) إلى المجر، ولكن زعماءها وقادتها اختلفوا مع سيجسموند قبل بدء المعركة.
فقد كان سيجسموند يؤثر الانتظار حتى يبدأ العثمانيون الهجوم، ولكن قواد الحملة شرعوا بالهجوم، وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى نيكوبوليس شمال البلقان وبدؤوا في حصارها وتغلبوا في أول الأمر على القوات العثمانية، إلا أن بايزيد ظهر فجأة ومعه حوالي مئة ألف جندي، وهو عدد يقل قليلاً عن التكتل الأوروبي الصليبي، ولكنه يتفوق عليهم نظاماً وسلاحاً، فانهزم معظم النصارى ولاذوا بالفرار والهروب وقتل وأسر عدد من قادتهم.
وخرج العثمانيون من معركة نيكوبوليس بغنائم كثيرة وفيرة واستولوا على ذخائر العدو. وفي نشوة النصر والظفر قال السلطان بايزيد إنه سيفتح إيطاليا ويطعم حصانه الشعير في مذبح القديس بطرس بروما.
لقد كان ذلك النصر المظفر له أثر على بايزيد والمجتمع الإسلامي، فقام بايزيد ببعث رسائل إلى كبار حكام الشرق الإسلامي يبشرهم بالانتصار العظيم على النصارى، واصطحب الرسل معهم إلى بلاطات ملوك المسلمين مجموعة منتقاة من الأسرى المسيحيين باعتبارهم هدايا من المنتصر ودليلاً مادياً على انتصاره.
واتخذ بايزيد لقب (سلطان الروم) كدليل على وراثته لدولة السلاجقة وسيطرته على كل شبه جزيرة الأناضول.
كما أرسل إلى الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة يطلب منه أن يقر هذا اللقب حتى يتسنى له بذلك أن يسبغ على السلطة التي مارسها هو وأجداده من قبل طابعاً شرعياً رسمياً فتزداد هيبته في العالم الإسلامي، وبالطبع وافق السلطان المملوكي برقوق – حامي الخليفة العباسي – على هذا الطلب؛ لأنه يرى بايزيد حليفه الوحيد ضد قوات تيمورلنك التي كانت تهدد الدولة المملوكية والعثمانية وهاجر إلى الأناضول آلاف المسلمين الذين قدموا لخدمة الدولة العثمانية.
وكانت الهجرة مليئة بالجنود، وممن أسهموا في الحياة الاقتصادية والعلمية والحكومية في إيران والعراق وما رواء النهر- هذا بالإضافة إلى الجموع التي فرت من أمام الزحف التيمورلنكي على آسيا الوسطى.
وبعد الانتصار العظيم الذي حققه العثمانيون في معركة نيكوبوليس ثبت العثمانيون أقدامهم في البلقان، حيث انتشر الخوف والرعب بين الشعوب البلقانية، وخضعت البوسنة وبلغاريا إلى الدولة العثمانية واستمر الجنود العثمانيون يتتبعون فلول النصارى في ارتدادهم. وعاقب السلطان بايزيد حكام شبه جزيرة المورة الذين قدموا مساعدة عسكرية للحلف الصليبي.
السقوط الأول
دخل بايزيد في صراع مع تيمورلنك الذي كان يحكم جزءاً واسعاً من العالم الإسلامي من جهة المشرق وآسيا الوسطى..
وكانت هناك عوامل وأسباب ساهمت في إيجاد الصراع بين تيمورلنك وبايزيد، منها:
– لجأ أمراء العراق الذين استولى تيمور على بلادهم إلى بايزيد، كما لجأ إلى تيمور بعض أمراء آسيا الصغرى، وفي كلا الجانبين كان اللاجئون يحرضون من استجاروا به على شن الحرب ضد الطرف الآخر.
– تشجيع النصارى لتيمورلنك ودفعه للقضاء على بايزيد.
– الرسائل النارية بين الطرفين، ففي إحدى الرسائل التي بعث بها تيمور إلى بايزيد أهانه ضمنياً حين ذكّره بغموض أصل أسرته، وعرض عليه العفو على اعتبار أن آل عثمان قد قدموا خدمات جليلة إلى الإسلام، لكن بايزيد أصر على التحدي وصرح بأنه سيتعقب تيمور إلى تبريز وسلطانية.
– كان الزعيمان تيمورلنك وبايزيد يسعى كل منهما لتوسيع دولته.
ووقعت بينهما مواجهات عسكرية قرب أنقرة عام 804هـ/1402م، وانتصر المغول ووقع بايزيد في الأسر وظل يرسف في أغلاله حتى وافاه الأجل في السنة التالية.
وكانت الهزيمة بسبب اندفاع وعجلة بايزيد فلم يحسن اختيار المكان الذي نزل فيه بجيشه الذي لم يكن يزيد عن مئة وعشرين ألف مقاتل بينما كان جيش خصمه لا يقل عن ثمانمائة ألف، ومات كثير من جنود بايزيد عطشاً لقلة الماء وكان الوقت صيفاً شديد القيظ.
وفرحت الدول النصرانية في الغرب بنصر تيمورلنك وهزها الطرب لمصرع بايزيد وما آلت إليه دولته من التفكك والانحلال وبعث ملوك انجلترا وفرنسا وقشتالة وإمبراطور القسطنطينية إلى تيمورلنك يهنئونه على ما أحرزه من النصر العظيم والظفر المجيد. واعتقدت أوروبا أنها قد تخلصت إلى الأبد من الخطر العثماني الذي طالما روعها وهددها..
واستولى تيمورلنك بعد هزيمة بايزيد على أزنيق وبروسة وغيرها من المدن والحصون ثم دك أسوار أزمير وخلصها من قبضة فرسان رودس (فرسان القديس يوحنا)؛ محاولاً بذلك أن يبرر موقفه أمام الرأي العام الإسلامي الذي اتهمه بأنه وجه ضربة شديدة إلى الإسلام بقضائه على الدولة العثمانية. وحاول تيمورلنك بقتاله لفرسان القديس يوحنا أن يضفي على معارك الأناضول طابع الجهاد.
كما أعاد تيمورلنك أمراء آسيا الصغرى إلى أملاكهم السابقة، ومن ثم استرجاع الإمارات التي ضمها بايزيد، كما بذر تيمور بذور الشقاق بين أبناء بايزيد المتنازعين على العرش.
إضافة إلى تلك الهزيمة تعرضت الدولة العثمانية لخطر داخلي تمثل في نشوب حرب أهلية في الدولة بين أبناء بايزيد على العرش، واستمرت هذه الحرب عشر سنوات (806-816هـ/1403-1413م).
ويمكن أن نعتبر هذا الوضع بمثابة السقوط الأول للدولة العثمانية، قبل أن تسقط السقوط الأخير وتتفكك في آخر عهدها..
يصف الدكتور الصلابي هذه المرحلة الحرجة بأنها: "مرحلة اختبار وابتلاء سبقت التمكين الفعلي المتمثل في فتح القسطنطينية، ولقد جرت سنة الله تعالى ألا يمكن لأمة إلا بعد أن تمر بمراحل الاختبار المختلفة، وإلا بعد أن ينصهر معدنها في بوتقة الأحداث، فيميز الله الخبيث من الطيب، وهي سنة جارية على الأمة الإسلامية لا تتخلف. فقد شاء الله تعالى أن يبتلي المؤمنين، ويختبرهم، ليمحص إيمانهم، ثم يكون لهم التمكين في الأرض بعد ذلك".
صمد العثمانيون لمحنة أنقرة بالرغم مما عانوه من خلافات داخلية، إلى أن انفرد محمد الأول بالحكم في عام 1413م، وأمكنه لمّ شتات الأراضي التي سبق للدولة أن فقدتها. إن إفاقة الدولة من كارثة أنقرة يرجع إلى منهجها الرباني الذي سارت عليه حيث جعل من العثمانيين أمة متفوقة في جانبها العقدي والديني والسلوكي والأخلاقي والجهادي وبفضل الله حافظ العثمانيون على حماستهم الدينية وأخلاقهم الكريمة. ثم بسبب المهارة النادرة التي نظم بها أورخان وأخوه علاء الدين دولتها الجديدة وإدارة القضاء المثيرة للإعجاب والتعليم المتواصل لأبناء وشباب العثمانيين وغير ذلك من الأسباب التي جعلت في العثمانيين قوة حيوية كاملة، فما لبثت هذه الدولة بعد كارثة أنقرة إلا انبعثت من جديد من بين الأنقاض والأطلال وانتعشت وسرى في عروقها ماء الحياة، وروح الشريعة، واستأنفت سيرها إلى الأمام في عزم وإصرار حير الأعداء والأصدقاء، حسب وصف الصلابي.
توحيد الجبهة الداخلية
تولى السلطان مراد الثاني أمر الدولة بعد وفاة أبيه عام (824هـ/1421م)، وكان عمره لا يزيد على ثماني عشرة سنة وكان محباً للجهاد في سبيل الله، والدعوة إلى الإسلام في ربوع أوروبا.
استطاع السلطان مراد أن يقضي على حركات التمرد الداخلية التي قام بها عمه مصطفى والتي كانت تدعم من قبل أعداء الدولة العثمانية. وكان الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني خلْف الدسائس والمؤامرات والمتاعب التي تعرض لها السلطان مراد، فهو الذي دعم عمّ السلطان مراد – الذي اسمه مصطفى – بالمساعدات حتى استطاع أن يحاصر مدينة غاليبولي ابتغاء انتزاعها من السلطان واتخاذها قاعدة له إلا أن السلطان مراد قبض على عمه وقدمه للمشنقة. ومع ذلك، فقد مضى الإمبراطور مانويل الثاني يكيد للسلطان واحتضن شقيقاً لمراد الثاني، ووضعه على رأس قوة استولت على مدينة نيقيافي الأناضول، وسار إليه مراد واستطاع أن يقضي على قواته واضطر خصمه للاستسلام ثم قتل.
ومن ثم صمم السلطان مراد أن يلقن الإمبراطور درساً عملياً، فأسرع باحتلال سلولنيك، فهاجمها ودخلها عنوة في مارس 1443م (833هـ)، وأصبحت جزءً لا يتجزأ من الدولة العثمانية.
وكان السلطان مراد يوجه الضربات الموجعة لحركات التمرد في بلاد البلقان، وحرص على تدعيم الحكم العثماني في تلك الديار، واتجه الجيش العثماني نحو الشمال لإخضاع إقليم ولاشيا وفرض عليه جزية سنوية، واضطر ملك الصرب الجديد (ستيف لازار ميتش) إلى الخضوع للعثمانيين والدخول تحت حكمهم وجدد ولاءه للسلطان، واتجه جيش عثماني نحو الجنوب، حيث قام بتوطيد دعائم الحكم العثماني في بلاد اليونان.
نحو ألبانيا والمجر
ولم يلبث السلطان أن واصل جهاده الدعوي وقام بالقضاء على العوائق في كل من ألبانيا والمجر.
واستطاع العثمانيون أن يفتحوا ألبانيا عام (834هـ/1431م) وركزوا هجومهم على الجزء الجنوبي من البلاد. أما شمالي ألبانيا، فقد خاض العثمانيون فيه جهاداً مريراً، وتمكن الألبانيون الشماليون من القضاء على جيشين عثمانيين في جبال البانيا، كما ألحقوا الهزيمة بحملتين عثمانيتين متعاقبتين كان يقودهما السلطان مراد بنفسه، وتكبد العثمانيون خسائر فادحة أثناء عملية الانسحاب، ووقفت الدول النصرانية خلف الألبان لدعمهم ضد العثمانيين وخصوصاً من حكومة البندقية التي كانت تدرك خطورة الفتح العثماني لهذا الإقليم المهم بشاطئيه وموانئه البحرية التي تربط البندقية بحوض البحر المتوسط والعالم الخارجي، وأنهم في استطاعتهم حجز سفن البنادقة داخل بحر مغلق هو بحر الأدرياتيك.
وهكذا لم يشهد السلطان مراد الثاني استقراراً للحكم العثماني في ألبانيا.
وأما ما يتعلق بجبهة المجر، فقد استطاع العثمانيون في عام (842هـ/1438م) أن يهزموا المجريين ويأسروا منهم سبعين ألف جندي وأن يستولوا على بعض المواقع، ثم تقدم لفتح بلغراد عاصمة الصرب، ولكنه أخفق في محاولته وسرعان ما تكون حلف صليبي كبير باركه البابا واستهدف هذا الحلف طرد العثمانيين من أوروبا كلية.
وشمل الحلف البابوية والمجر وبولندا والصرب وبلاد الأفلاق وجنوة والبندقية والإمبراطورية البيزنطية ودوقية برجنديا، وانضمت إلى الحلف أيضاً كتائب من الألمان والتشيك.
وأعطيت قيادة قوات الحلف الصليبي إلى قائد مجري قدير هو يوحنا هنيادي. وقد قاد هنيادي القوات الصليبية البرية وزحف جنوباً واجتاز الدانوب وأوقع بالعثمانيين هزيمتين فادحتين عام ( 846هـ/ 442م ). واضطر العثمانيون إلى طلب الصلح وأبرمت معاهدة صلح لمدة عشر سنوات في "سيزجادن" وذلك في شهر يوليو عام 1444م تنازل فيها عن الصرب واعترف "بجورج برانكوفيتش" أميراً عليها. كما تنازل السلطان مراد عن الأفلاق للمجر، وافتدى زوج ابنته محمود شلبي الذي كان قائداً عاماً للجيوش العثمانية، بمبلغ 60 ألف دوقية.. وقد حررت هذه المعاهدة باللغتين العثمانية، والمجرية وأقسم لاديسلاسي ملك المجر على الإنجيل كما اقسم السلطان مراد بالقرآن على أن تراعي شروط المعاهدة بذمة وشرف.
وما لبث النصارى أن نقضوا عهودهم، وحشدوا الجيوش لمحاربة المسلمين، وحاصروا مدينة " فارنا " البلغارية الواقعة على ساحل البحر الأسود، والتي كانت قد تحررت على أيدي المسلمين.
وعندما تحرك النصارى وزحفوا نحو الدولة العثمانية وسمع المسلمون في أدرنه بحركة الصليبيين وزحفهم انتابهم الفزع والرعب وبعث رجال الدولة إلى السلطان مراد يستعجلون قدومه لمواجهة هذا الخطر وخرج السلطان المجاهد ليقود جيوش العثمانيين ضد الخطر الصليبي. واستطاع مراد أن يتفق مع الأسطول الجنوي لينقل أربعين ألفاً من الجيش العثماني من آسيا إلى أوروبا تحت سمع الأسطول الصليبي وبصره في مقابل دينار لكل جندي.
وأسرع السلطان مراد في السير فوصل وارنه في نفس اليوم الذي وصل فيه الصليبيون. وفي اليوم التالي نشبت المعركة بين الجيشين النصراني والإسلامي وكانت عنيفة حامية وقد وضع السلطان مراد المعاهدة التي نقضها أعداؤه على رأس رمح ليشهدهم ويشهد السماء والأرض على الغدر والعدوان وليزيد حماس جنده. واقتتل الفريقان، ودارت بينهما معركة رهيبة كاد يكون فيها النصر للنصارى نتيجة حميتهم الدينية وحماسهم الزائد إلا أن تلك الحماية والحماس الزائد اصطدم بالروح الجهادية لدى العثمانيين، والتقى الملك لاديسلاس – ناقض العهود – مع السلطان مراد الوفي بالعهود وجهاً لوجه واقتتلا، ودارت بينهما معركة رهيبة، تمكن السلطان المسلم من قتل الملك المجري النصراني، فقد عاجله بضربة قوية من رمحه أسقطته من على ظهر جواده فأسرع بعض المجاهدين وجزوا رأسه ورفعوه على رمح مهللين مكبرين وفرحين.. وكان لذلك المنظر أثر شديد على جموع النصارى، فاستحوذ عليهم الفزع والهلع، فحمل عليهم المسلمون حملة قوية، بددت شملهم وهزموهم شر هزيمة، وولى النصارى مدبرين يدفع بعضهم ولم يطارد السلطان مراد عدوه واكتفى بهذا الحد من النصر.
كانت هذه المعركة في سهول قوصوه في 17 أكتوبر 1448م (852هـ) واستمرت المعركة ثلاثة أيام وانتهت بفوز ساحق للعثمانيين.
وقد أخرجت هذه المعركة بلاد المجر لعشر سنوات على الأقل من عداد الدول التي تستطيع النهوض بعمليات حربية هجومية ضد العثمانيين.
وفي عهد السلطان محمد الثاني توجهت الجيوش الإسلامية لفتح بلاد جديدة في أوروبا فقصدت بلاد موره التي لم ينتظر أميراها دمتريوس وتوماس قدوم الجيش الإسلامي، بل أرسلا إلى السلطان يخبرانه بقبولهما دفع جزية سنوية قدرها اثنا عشر ألف دوكا فقبل ذلك السلطان. وغير وجهته قاصداً بلاد الصرب فأتى هونياد الشجاع المجري ورد عنهم مقدمة الجيوش العثمانية لكن لم يرغب الصرب في مساعدة المجر لهم لاختلاف مذهبهم حيث كان المجر كاثوليكيين تابعين لبابا روما والصرب أرثوذكسيين لا يذعنون لسلطة البابا بل كانوا يفضلون تسلط المسلمين عليهم لما رأوه من عدم تعرضهم للدين مطلقاً؛ ولذلك أبرم أمير الصرب الصلح مع السلطان محمد الثاني على أن يدفع له سنوياً ثمانين ألف دوكا وذلك في سنة 1454م.
وفي السنة التالية أعاد السلطان عليها الكرة بجيش مؤلف من خمسين ألف مقاتل وثلاثمائة مدفع ومر بجيوشه من جنوب بلاد الصرب إلى شمالها بدون أن يلقى أقل معارضة حتى وصل مدينة بلغراد الواقعة على نهر الدانوب وحاصرها من جهة البر والنهر وكان هونياد المجري دخل المدينة قبل إتمام الحصار عليها ودافع عنها دفاع حتى يئس السلطان من فتحها ورفع عنها الحصار سنة 1455م.
لكن وإن لم يتمكن العثمانيون من فتح عاصمة الصرب إلا أنهم ربحوا أمراً عظيماً وهو إصابة هونياد بجراح بليغة مات بسببها بعد رفع الحصار عن المدينة بنحو عشرين يوماً وأراح المسلمين منه. ولما علم السلطان بموته أرسل الصدر الأعظم محمود باشا لإتمام فتح بلاد الصرب فأتم فتحها من سنة 1458م إلى سنة 1460م وبذلك بعد أن أعيت العثمانيين أكثر من مرة.
وفي سنة 1462م حارب السلطان بلاد بوسنة لامتناع أميرها عن دفع الخراج وأسره بعد محاربة عنيفة هو وولده وأمر بقتلهما فدانت له جميع بلاد البشناق وأهالي بوسنة. وفي سنة 1464م أراد متياس كرفن ملك المجر استخلاص بوسنة من العثمانيين فهزم بعد أن قتل معظم جيشه وكانت عاقبة تدخله أن جعلت بوسنة ولاية كباقي ولايات الدولة وسلبت ما كان منح لها من الامتيازات ودخل في جيش الانكشارية ثلاثون ألفاً من شبانها وأسلم أغلب أشراف أهاليها.
وفي سنة 1477م أغار السلطان على بلاد البنادقة ووصل إلى إقليم الفريول بعد أن مر باقليمي كرواسيا ودلماسيا اللذين كانا تابعين لمملكة النمسا والمجر فخاف البنادقة على مدينتهم الأصلية وأبرموا الصلح معه.
الشرق أم الغرب؟
وعندما ارتقى السلطان سليم الأول (918- 926هـ / 1512 – 1520م) العرش العثماني كانت الدولة العثمانية قد وصلت إلى مفترق الطرق، هل تظل على هذا الوضع وهذا القدر من الاتساع دولة بلقانية أناضولية؟ أو تستمر في التوسع الإقليمي في أوروبا؟ أو تتجه نحو المشرق الإسلامي؟.
والواقع أن السلطان سليم الأول قد أحدث تغييراً جذرياً في سياسة الدولة العثمانية الجهادية فقد توقف في عهده الزحف العثماني نحو الغرب الأوروبي أو كاد أن يتوقف واتجهت الدولة العثمانية اتجاهاً شرقياً نحو المشرق الإسلامي وقد ذكر بعض المؤرخين الأسباب التي أدت إلى تغير السياسة العثمانية منها:
1- التشبع العسكري العثماني في أوروبا، إذ يرى أصحاب هذا الرأي أن الدولة العثمانية كانت قد بلغت مرحلة التشبع في فتوحاتها الغربية بنهاية القرن الخامس عشر، وأنه كان عليها في أوائل القرن السادس عشر أن تبحث عن ميادين جديدة للنشاط والتوسع. وهذا القول – في رأي الصلابي – يخالفه الصواب؛ لأن الفتوحات العثمانية لم تنقطع تماماً من الجبهة الغربية، ولكن لا ريب في أن مركز الثقل في التوسع العثماني قد انتقل نهائياً من الغرب إلى الشرق ليس بسبب التشبع كما تقول بعض المصادر غير المدركة للواقع.
2- كان تحرك الدولة العثمانية نحو المشرق من أجل إنقاذ العالم الإسلامي بصورة عامة والمقدسات الإسلامية بصورة خاصة من التحرك الصليبي الجديد من جانب الأسبان في البحر المتوسط والبرتغاليون في المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر، الذين أخذوا يطوقون العالم الإسلامي، ويفرضون حصاراً اقتصادياً حتى يسهل عليهم ابتلاعه.
3- سياسة الدولة الصفوية في إيران والمتعلقة بمحاولة بسط المذهب الشيعي في العراق وآسيا الصغرى، هي التي دفعت الدولة العثمانية إلى الخروج إلى المشرق العربي لحماية آسيا الصغرى بصفة خاصة والعالم السني بصفة عامة.
العودة إلى الغرب
وفي عهد السلطان سليمان القانوني عاد التخطيط لسياسة الجهاد في أوروبا.. وكان فتح جزيرة رودس.
كانت رودس جزيرة مشاكسة إذ كانت حصن حصين لفرسان القديس يوحنا الذين كانوا يقطعون طريق الحجاج المسلمين الأتراك إلى الحجاز، فضلاً عن أعمالهم العدوانية الموجهة لخطوط المواصلات البحرية العثمانية، فاهتم السلطان سليمان بفتحها وأعد حملة عظيمة ساعد على تحقيقها عدة أمور:
1- انشغال أوروبا بالحرب الكبرى بين شارل الخامس (كنت) – إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة – وفرانسوا ملك فرنسا.
2- عقد الصلح بين الدولة العثمانية والبندقية.
3- نمو البحرية العثمانية على عهد سليم الأول.
وشن سليمان القانوني حرباً كبيرة ضد رودس ابتداء من منتصف عام 1522م، وفتحها وأعطى لفرسان القديس يوحنا حق الانتقال منها، فذهبوا إلى (مالطة) وهناك أعطاهم (شارك كنت) حق حكم هذه الجزيرة، حيث عرفوا بعد ذلك باسم (فرسان مالطا).
الصراع على مالطة
كان السلطان العثماني سليمان القانوني قد عزم على فتح جزيرة مالطة التي كانت أكبر معقل للمسيحيين في وسط البحر المتوسط، والتي سبق وأن استقر فيها فرسان القديس يوحنا، فأرسل السلطان العثماني أسطوله بقيادة بيالي باشا نفسه، كما طلب من درغوث رايس حاكم طرابلس وجربة، وحسن خير الدين أن يتوجها على رأس أسطوليهما الإسلاميين للمشاركة في عملية مالطة وإخضاعها استعداداً لمنازلة بقية المعاقل الإسلامية بعد ذلك فسار حسن بن خير الدين على رأس عمارة تشمل 25 سفينة وثلاثة آلاف رجل. ووصل الأسطول الإسلامي أمام مالطة، وفرض الحصار عليها، واستمر الحصار ضيقاً شديداً إلى أن جهزت المسيحية رجالها وأساطيلها ووصل المدد تحت قيادة نائب الملك في صقلية، برفقة أسطول تعداده 28 سفينة حربية تحمل عدد كبيراً من المقاتلين ونشبت المعركة بين الطرفين، وتمكن الأسطول الإسلامي من الانسحاب في 18 ربيع الأول 973هـ /8 ديسمبر 1565م.
وقد بلغت الفتوحات العثمانية أوجها مع عهد السلطان سليمان القانوني ودخل الناس في دين الله أفواجاً ليس عن طريق القوة والإكراه ولكن عن عقيدة وإقناع. وقد قال السر توماس آرنولد في كتابه (الدعوة إلى الإسلام): إن المعاملة التي أظهرها الأباطرة العثمانيون للرعايا المسلمين على الأقل بعد أن غزو بلاد اليونان بقرنين لتدل على تسامح لم يكن مثله حتى ذلك الوقت معروفاً في أوروبا. وإن أصحاب (كالفن) في المجر وترانسلفانيا وأصحاب مذهب التوحيد من المسيحيين الذين كانوا في ترانسلفانيا طالما آثروا الخضوع للأتراك على الوقوع في أيدي أسرة هابسبورغ المتعصبة. ونظر البروتستانت إلى تركيا بعين الرغبة.. كذلك نرى الفوارق الذين ينتمون إلى فرقة المؤمنين القدماء الذين اضطهدتهم كنيسة الدولة الروسية قد وجدوا من التسامح في ممالك السلطان ما أنكره عليهم إخوانهم في المسيحية. وحينما كان العثمانيون يتجهون لفتح تلك البلاد كان أناس يتطلعون إليهم (ولعلهم من طائفة البوجوميل) بشوق عظيم وهم يأملون الحصول على الحرية والتسامح في ظلهم.
وقد انتشر الإسلام في شرقي أوروبا لدرجة كبيرة، فمثلاً قد رويت حوادث في ألبانيا كان يتحول فيها النصارى بأعداد كبيرة إلى الإسلام. وقد أسلم في حوالي ثلاثين سنة (1026هـ – 1057هـ) حوالي 300 ألف ألباني ولم يكن عليهم أي أثر للضغط أو الإكراه، وروي ذلك من قبل المؤرخين الغربيين أنفسهم.

فتح قبرص
تولى السلطان سليم الثاني الحكم في 9 ربيع الأول سنة 974هـ، ولم يكن مؤهلاً لحفظ فتوحات والده السلطان سليمان لولا أن قيض الله وزيراً فذاً ومجاهداً كبيراً وسياسياً قدير هو محمد باشا الصقللي لانهارت الدولة؛ إذ قام بإعادة هيبتها وزرع الرهبة في قلوب أعدائها وعقد صلحاً مع النمسا وأتم توقيع معاهدة في عام 975هـ الموافق 1967م احتفظت بموجبها النمسا بأملاكها في بلاد المجر ودفعت الجزية السنوية المقررة سابقاً للدولة كما اعترف أمراء تراسلفانيا والأفلاق والبغدان.
كانت إيطاليا وأسبانيا تقدر أهمية جزيرة قبرص وشاع في أوروبا عن تكوّن حلف ضد السلطان، ولكن لم يعمل شيئاً في حينه لإنقاذ قبرص من العثمانيين الذين نزلوها بقوة كاسحة، نفذت إلى الجزيرة بدون صعوبة ووقفت مدينة فامرجستا الحصينة أمام العثمانيين بقيادة باحليون وبراجادنيو الذين واجهوا القوة العثمانية التي وصلت مائة ألف مقاتل استعمل خلالها العثمانيون جميع وسائل الحصار المعروفة، من فر وكر، وزرع للألغام ولم ينتج أي تأثير على الحامية، ولو وصلت قوة مسيحية للنجدة لصار العثمانيون في خطر، إلا أن المجاعة قامت بعملها، واستسلمت المدينة في ربيع الثاني 979هـ.
نقلت الدولة العثمانية بعد فتحها لقبرص عدداً كبيراً من سكان الأناضول الذين لا يزال أحفادهم مقيمين في الجزيرة، ورغم ترحيب القبارصة الأرثوذكس بالحكم العثماني، الذي أنقذهم من الاضطهاد الكاثوليكي الذي مارسته البندقية لعدة قرون، إلا أن احتلال العثمانيين أثار الدولة الكاثوليكية.
رسى الأسطول العثماني بعد انتهاء مهمته في ابنانجني وانصرف معظم جنوده بمناسبة حلول موسم الشتاء، حيث تتوقف المعارك في مثل هذا الوقت من السنة، والاستعداد للسنة المقبلة.
معركة ليبانتو
ارتعدت فرائص الأمم المسيحية من الخطر الإسلامي العظيم الذي هدد القارة الأوروبية، من جراء تدفق الجيوش العثمانية براً وبحراً فأخذ البابا بيوس الخامس يسعى من جديد لجمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة وتوحيد قواها براً وبحراً تحت راية البابوية.
وقد كتب يقول: "… إن السلطنة التركية قد تبسطت تبسطاً هائلاً بسبب نذالتنا".
عقد البابا بيوس الخامس وفيليب الثاني ملك أسبانيا وجمهورية البندقية معاهدة في أوائل 979هـ تعهدوا فيها بالقيام بهجوم بحري ضد العثمانيين. شارك في الحلف كذلك بعض المدن الايطالية، وذلك بعد تحريك بيوس الخامس لروح التحالف، فارتبطت توسكاني وجنوة، وسافوي، وبعض الايطاليين في الحلف المقدس، وأرسل البابا إلى ملك فرنسا يريد العون: فاعتذر شارل التاسع بحجة ارتباطه بمعاهدات مع العثمانيين، فأجابه البابا طالباً منه التحلل من مواثيقه هذه ولم تمض سوى أيام قليلة حتى نقض الإمبراطور عهوده ومواثيقه التي أبرمها مع العثمانيين واتجه نحو ايفان ملك الروس يطلب إجابته نفير الحرب ووجد تباطؤاً عند ملك بولونيا واختير (دون جوان) النمساوي قائداً للحملة.
وجاء في أحد بنود المعاهدة النصرانية: "إنَّ البابا بيوس الخامس وفيليب ملك إسبانيا وجمهورية البندقية يعلنون الحرب الهجومية والدفاعية على الأتراك لأجل أن يستردوا جميع المواقع التي اغتصبوها من المسيحيين ومن جملتها تونس والجزائر وطرابلس".
سار دون جون إلى البحر الأدرياتيك، حتى وصل إلى الجزء الضيق من خليج كورنث بالقرب من باتراس وليس ببعيدة عن ليبانتو.
كان من رأي قادة الأسطول الإسلامي الإفادة من تحصين الخليج وعدم الاشتباك بالأسطول الصليبي، غير أن القائد العام علي باشا صمم على الخروج للمعركة معتمداً على تفوقه في عدد سفنه، ونظم علي باشا قواته فوضع سفنه على نسق واحد من الشمال إلى الجنوب، بحيث كانت ميمنتها تستند إلى مرفأ ليبانتو، ومسيرتها في عرض البحر، وقد قسمها علي باشا إلى جناحين وقلب فكان هو في القلب وسيروكو في الجناح الأيمن وبقي الجناح الأيسر بقيادة قلج علي.
ومقابل ذلك نظم دون جون قواته فوضع سفنه على نسق يقابل النسق الإسلامي.
احتدمت المعركة في 17 جمادي الأولى سنة 979هـ، وأحاط الأسطول الإسلامي بالأسطول المسيحي وأوغل العثمانيون بين سفن العدو، ودارت معركة قاسية أظهر فيها الفريقان بطولة كبيرة وشجاعة نادرة، وشاءت إرادة الله هزيمة المسلمين ففقدوا ثلاثين ألف مقاتل وقيل عشرون ألفاً، وخسروا 200 سفينة حربية منها 93 غرقت والباقي غنمه العدو وتقاسمته الأساطيل النصرانية المتحدة، وأسر لهم عشرة آلاف رجل.
واستطاع قلج علي إنقاذ سفنه واستطاع كذلك المحافظة على بعض السفن التي غنمها ومن بينها السفينة التي تحمل علم البابا، ورجع بها لاسطنبول التي استقبلته استقبال الفاتحين، رغم الشعور بمرارة الهزيمة.
احتفلت القارة الأوربية بنصر ليبانتو، فلأول مرة منذ أوائل القرن الخامس عشر تحل الهزيمة بالعثمانيين وأقيمت معالم الزينات في كل مكان وأفرطت في التسبيح بحمد دون جون أمير الأساطيل المتحدة الذي أحرز هذا الانتصار إلى حد أن البابا لم يتورع عن القول أثناء الاحتفال في كنيسة القديس بطرس، بمناسبة هذا النصر: "إن الإنجيل قد عنى دون جون نفسه، حيث بشر بمجيء رجل من الله يدعى حنا".
وظل العالم المسيحي ومؤرخوه ينوهون بهذا النصر البحري، حتى أن القواميس المدرسية الحديثة لا تذكر ثغر ليبانتيو إلا وتذكر معه دون جون المشار إليه على اعتبار أنه أنقذ المسيحية من خطر كان يحيق بها.
لقد كانت نتيجة معركة ليبانتو كانت مخيبة لآمال العثمانيين، فقد زال خطر السيادة العثمانية في البحر المتوسط ومع زوال الخطر، زال الخوف الذي كان قوياً، للمحافظة على حلف مقدسي دائم و استعاد الحسد والغيرة نشاطه بين الدول المسيحية.
إن أهمية ليبانتو كانت عظيمة، وأسطورة عدم قهر العثمانيين قد اختفت ولم تعد للوجود ثانية على أقل تقدير في البحر، وأزيح ذلك الخوف عن قلوب حكام إيطاليا، واسبانيا، وتزعزع تأثير الدولة العثمانية على سياسة القوى الغربية لأوروبا، إذ كانت من الحقيقة القوات العثمانية هائلة في كل المجال البري، والمجال البحري، كما أن الانتصار المسيحي في ليبانتو كان إشارة لتحضير حاسم في ميزان القوة البحرية في البحر المتوسط، كما أنه أنهى عصراً من عصور العمليات البحرية الطموحة في البحر المتوسط، والتي تكاليفها باهظة.
لم يعد يفكر العثمانيون بعد تلك الهزيمة في إضافة حلقة أخرى إلى سلسلة أمجادهم البحرية، إذ كان هذا الانكسار نقطة البداية نحو توقف عصر الازدهار لقوة الدولة البحرية.
بعد هذه المرحلة لم تشهد الخلافة العثمانية فتوحات مهمة وكبيرة في أوروبا، بل كان الوضع يغلب عليه طابع الحفاظ على ما هو موجود؛ حيث بدأت مرحلة الضعف تدب في كيان الدولة الإسلامية، وزادت وتيرة الصراعات الداخلية، وخاضت كثيراً من الصراعات مع غيرها من القوى الحاكمة في العالم الإسلامي كالصفويين في إيران الذين استغلهم الأوروبيين في زعزعة استقرار الدولة العثمانية.
الخلاصة
لقد استطاعت الخلافة العثمانية أن توسع حدود الدولة الإسلامية ونشر الإسلام داخل القارة الأوروبية، ووصلت الفتوحات الإسلامية إلى أوسط أوروبا الجنوبية.
ولا شك أن هناك عوامل ساعدت على هذا النجاح العظيم، ومن أهم هذه العوامل قيام الدولة العثمانية على منهج الإسلام والدعوة إليه ورفع رايته في الأرض..
ثم الحرص على التربية الروحية الداخلية وتطبيق مبادئ الشرع في واقع حياة الناس حكاماً ومحكومين.
ثم الاجتهاد في إعداد العدة لنشر الإسلام وفتح البلدان لتحرير شعوب الأرض من قيود الظلم والجهل.
لكن عندما بدأت هذه العوامل تذبل ولم تعد أساس بناء المجتمع وحمايته؛ تحول النصر إلى انتكاسات متتابعة لحقت بالمجتمعات الإسلامية.. وبدأت الثغرات في بناء الدولة والمجتمع تتسع، فاستغلها الأعداء للدخول لهدم وإسقاط ما بناه المسلمون.
وكانت هذه المآسي تكراراً لما حل بالدولة الإسلامية في الأندلس قبل ذلك، وبذات الأسباب تقريباً؛ مما يدل على أن معاناة المسلمين هي نتائج لسلوكهم السلبي، وأن العبرة ليس في قوة أعدائنا بل في إصرارنا على البقاء في الضعف، وتجاهلنا لكل عوامل القوة..

^^




رد: ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

مسيرة الفتح العثماني في أوروبا
تجربتان عظيمتان خاضها المسلمون في أوروبا، تشابهتا في البداية وظروف النجاح، ثم في النهاية وأسباب الفشل.
التجربة الأولى في الفتوحات الإسلامية التي قامت بها الدولة الإسلامية الأندلسية في غرب أوروبا، والثانية جاءت على يد الخلافة الإسلامية العثمانية في شرق أوروبا.
وفي هاتين التجربتين كل العبر والدروس التي تحتاجها الأمة الإسلامية في حياتها.. ومعرفة طرق النجاح والفشل والتقدم والتراجع والقوة والضعف.
وأن ما كان ممكناً لأسلافنا هو ممكن لنا، فنحن لا نختلف عنهم في شيء؛ فمنهجهم هو منهجنا لم يتغير، وما أمروا به شرعاً أُمرنا به، وما نهوا عنه هو نهيٌ لنا.
ونفس الأمر يجري في العمل بأسباب النجاح أو الفشل والعزة أو الذل..فقط كل ما نحتاجه هو النظر في هذه الأسباب التي لا تتغير قواعدها مهما اختلفت وسائل وظروف التعامل بها عبر الزمان.
وفي السطور التالية ملخص لمسيرة النصر العثماني الإسلامي في أوروبا، وكيف تحقق ذلك.
بداية النصر
ترك عثمان الأول – مؤسس الدولة العثمانية – دولةً كانت مساحتها 16000 كيلومتر مربع، واستطاع أن يجد لدولته الناشئة منفذاً على بحر مرمرة، واستطاع بجيشه أن يهدد أهم مدينتين بيزنطيتين في ذلك الزمان وهي: ازنيق وبورصة.

بعد وفاة عثمان تولى الحكم ابنه أورخان وسار على نفس سياسة والده في الحكم والفتوحات. وفي عام 727هـ الموافق 1327م سقطت في يده نيقوميديا، وتقع في شمال غرب آسيا الصغرى قرب مدينة اسطنبول وهي مدينة أزميت الحالية، فأنشأ بها أول جامعة عثمانية..
وحرص السلطان أورخان على تحقيق بشارة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في فتح القسطنطينية حيث بداية الطريق نحو أوروبا.. وقد تحدثنا عن فتح القسطنطينية في تقرير سابق حول الخلافة العثمانية.
وكانت غزوات أورخان منصبة على الروم، ولكن حدث في سنة (736هـ -1336م) أن توفي أمير (قره سي)، وهي إحدى الإمارات التي قامت على أنقاض دولة سلاجقة الروم واختلف ولده من بعده وتنازعا الإمارة. واستفاد أورخان من هذه الفرصة فتدخل في النزاع وانتهى بالاستيلاء على الإمارة.
وقد كان مما تهدف إليه الدولة العثمانية الناشئة أن ترث دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى وترث ما كانت تملكه. واستمر الصراع لذلك بينها وبين الإمارات الأخرى حتى أيام الفاتح حيث تم إخضاع آسيا الصغرى برمتها لسلطانه.
وأمضى أورخان بعد استيلائه على إمارة (قره سي) عشرين سنة دون أن يقوم بأي حروب، بل قضاها في صقل النظم المدنية والعسكرية التي أوجدتها الدولة، وفي تعزيز الأمن الداخلي، وبناء المساجد ورصد الأوقاف عليها وإقامة المنشآت العامة الشاسعة؛ مما يشهد بعظمة أورخان وتقواه، وحكمته وبعد نظره. فإنه لم يشن الحرب تلو الحرب طمعاً في التوسع وإنما حرص على تعزيز سلطانه في الأراضي التي يتاح له ضمها.
وحرص على طبع كل أرض جديدة بطابع الدولة المدني والعسكري والتربوي والثقافي؛ وبذلك تصبح جزءاً لا يتجزأ من أملاكهم، بحيث أصبحت أملاك الدولة في آسيا الصغرى متماثلة ومستقرة.
وهذا يدل على فهم واستيعاب أورخان لسُنة التدرج في بناء الدول وإقامة الحضارة وإحياء الشعوب.
وما أن تمّ أورخان البناء الداخلي حتى حدث صراع على الحكم داخل الدولة البيزنطية وطلب الإمبراطور (كونتاكوزينوس) مساعده السلطان أورخان ضد خصمه، فأرسل قوات من العثمانيين لتوطيد النفوذ العثماني في أوروبا. وفي عام 1358م أصاب زلزال مدن تراقيا فانهارت أسوار غاليبولي وهجرها أهلها؛ مما سهل على العثمانيين دخولها.
وقد احتج الإمبراطور البيزنطي على ذلك دون جدوى، وكان رد أورخان أن العناية الإلهية قد فتحت أبواب المدينة أمام قواته.
ومالبثت غاليبولي أن أصبحت أول قاعدة عثمانية في أوروبا، ومنها انطلقت الحملات الأولى التي توجت في النهاية بالاستيلاء على كل شبه جزيرة البلقان.
وحين انفرد (حنا الخامس باليولوجس) بحكم بيزنطة أقر كل فتوح أورخان في أوروبا مقابل تعهد السلطان بتسهيل وصول الطعام والمؤن إلى القسطنطينية.
وأرسل أورخان أعداداً كبيرة من القبائل المسلمة بغية الدعوة إلى الإسلام ومنع تمكن النصارى من طرد العثمانيين من أوروبا.
ومن العوامل التي ساعدت السلطان أورخان في تحقيق أهدافه:
1- المرحلية التي سار عليها أورخان واستفادته من جهود والده عثمان، ووجود الإمكانيات المادية والمعنوية التي ساعدتهم على فتح الأراضي البيزنطية في الأناضول وتدعيم سلطتهم فيها.
ولقد تميزت جهود أورخان بالخطى الوئيدة والحاسمة في توسيع دولته ومد حدودها، ولم ينتبه العالم المسيحي إلى خطورة الدولة العثمانية إلا بعد أن عبروا البحر واستولوا على غاليبولي.
2- كان العثمانيون يتميزون في المواجهة الحربية التي تمت بينهم وبين الشعوب البلقانية بوحدة الصف ووحدة الهدف ووحدة المذهب الديني وهو المذهب السني.
3- وصول الدولة البيزنطية إلى حالة من الإعياء الشديد، وكان المجتمع البيزنطي قد أصابه تفكك سياسي وانحلال ديني واجتماعي؛ فسهل على العثمانيين ضم أقاليم هذه الدولة.
4- ضعف الجبهة المسيحية نتيجة لعدم الثقة بين السلطات الحاكمة في الدولة البيزنطية وبلغاريا وبلاد الصرب والمجر؛ ولذلك تعذر في معظم الأحيان تنسيق الخطط السياسية والعسكرية للوقوف في جبهة واحدة ضد العثمانيين.
5- الخلاف الديني بين روما والقسطنطينية أي بين الكاثوليك والأرثوذكسية الذي استحكمت حلقاته وترك آثاراً عميقة الجذور في نفوس الفريقين.
6- ظهور النظام العسكري الجديد على أسس عقدية ومنهجية تربوية وأهداف ربانية وأشرف عليه خيرة قادة العثمانيين.

وفي عهد السلطان مراد الأول (761-791هـ /1360-1389م) توسعت الدولة العثمانية في آسيا الصغرى وأوروبا في وقت واحد.
ففي أوروبا هاجم الجيش العثماني أملاك الدولة البيزنطية ثم استولى على مدينة أدرنه في عام (762هـ/ 1360م) وكانت لتلك المدينة أهمية إستراتيجية في البلقان، وكانت ثاني مدينة في الإمبراطورية البيزنطية بعد القسطنطينية.
واتخذ مراد من هذه المدينة عاصمة للدولة العثمانية منذ عام (768هـ / 1366م)، وبذلك انتقلت العاصمة إلى أوروبا، وأصبحت أدرنه عاصمة إسلامية، وكان هدف مراد من هذه النقلة:
1- استغلال مناعة استحكامات أدرنه الحربية وقربها من مسرح العمليات الجهادية.
2- رغبة مراد في ضم الأقاليم الأوروبية التي وصلوا إليها في جهادهم وثبتوا أقدامهم فيها.
3- جمع مراد في هذه العاصمة كل مقومات النهوض بالدولة وأصول الحكم، فتكونت فيها فئات الموظفين وفرق الجيش وطوائف رجال القانون وعلماء الدين، وأقيمت دور المحاكم وشيدت المدارس المدنية والمعاهد العسكرية لتدريب الانكشارية.
واستمرت أدرنه على هذا الوضع السياسي والعسكري والإداري والثقافي والديني حتى فتح العثمانيون القسطنطينية في عام (857هـ – 1453م)، فأصبحت عاصمة لدولتهم.
مضى السلطان مراد في حركة الجهاد والدعوة وفتح الأقاليم في أوروبا، وانطلق جيشه يفتح مقدونيا، وكانت لانتصاراته أصداء بعيدة، فتكون تحالف أوروبي بلقاني صليبي باركته الكنيسة، وضم الصربيين والبلغاريين والمجريين، وسكان إقليم والاشيا.
وقد استطاعت الدول الأعضاء في التحالف الصليبي أن تحشد جيشاً بلغ عدده ستون ألف جندي تصدى لهم القائد العثماني لالاشاهين بقوة تقل عدداً عن القوات المتحالفة، وقابلهم على مقربة من (تشيرمن) على نهر مارتيزا، حيث وقعت معركة مروعة وانهزم الجيش المتحالف، وهرب الأميران الصربيان، ولكنهما غرقا في نهر مارتيزا، ونجا ملك المجر بأعجوبة من الموت أما السلطان مراد فكان في هذه الأثناء مشتغلاً بالقتال في بلاد آسيا الصغرى حيث فتح عدة مدن ثم عاد إلى مقر سلطنته لتنظيم ما فتحه من الأقاليم والبلدان كما هو شأن القائد الحكيم.
وكان من نتائج انتصار العثمانيين أمور مهمة، منها:
– تم لهم فتح إقليم تراقيا ومقدونيا ووصلوا إلى جنوبي بلغاريا والى شرقي صربيا.
– أصبحت مدن وأملاك الدولة البيزنطية وبلغاريا وصربيا تتساقط في أيديهم كأوراق الخريف.
أول معاهدة بين الدولة العثمانية والمسيحية
لما اشتد ساعد الدولة العثمانية خاف مجاوروها، خصوصاً الضعفاء منهم، فبادرت جمهورية (راجوزه) وأرسلت إلى السلطان مراد رسلاً ليعقدوا مع السلطان مراد معاهدة ودية وتجارية تعاهدوا فيها بدفع جزية سنوية قدرها 500 دوكا ذهب، وهذه أول معاهدة عقدت بين الدولة العثمانية والدول المسيحية.
معركة قوصره
كان السلطان مراد قد توغل في بلاد البلقان بنفسه وعن طريق قواده؛ مما أثار الصرب، فحاولوا في أكثر من مرة استغلال غياب السلطان عن أوروبا في الهجوم على الجيوش العثمانية في البلقان وما جاورها ولكنهم فشلوا في تحقيق انتصارات تذكر على العثمانيين، فتحالف الصرب والبوسنيون والبلغار وأعدوا جيشاً أوروبياً صليبياً كثيفاً لحرب السلطان الذي كان قد وصل بجيوشه بعد إعدادها إعداداً قوياً إلى منطقة كوسوفا في البلقان.
ومن الموافقات التي تذكر أن وزير السلطان مراد الذي كان يحمل معه مصحفاً فتحه على غير قصد فوقع نظره على هذه الآية: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} (سورة الأنفال: الآية 65) فاستبشر بالنصر واستبشر معه المسلمون..
وكان السلطان قد تضرع إلى الله تعالى قبل المعركة: "يا الله يا رحيم يا رب السموات يا من تتقبل الدعاء لا تخزني يا رحمن يا رحيم استجب دعاء عبدك الفقير هذه المرة. أرسل السماء علينا مدراراً وبدد سحب الظلام فنرى عدونا وما نحن سوى عبيدك المذنبين، إنك الوهاب ونحن فقراؤك. ما أنا سوى عبدك الفقير المتضرع، وأنت العليم يا علام الغيوب والأسرار وما تخفي الصدور ليس لي من غاية لنفسي ولا مصلحة ولا يحملني طلب المغنم فأنا لا أطمع إلا في رضاك يا الله يا عليم يا موجود في كل الوجود.. فتقبل رجائي ولا تجعل المسلمين يبوء بهم الخذلان أمام العدو. يا الله يا أرحم الراحمين لا تجعلني سبباً في موتهم، بل اجعلهم المنتصرين..".
وفي رواية : "يا إلهي، إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية، ولكنني أبتغي رضاك، ولا شيء غير رضاك يا إلهي، إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني في سبيلك، فزدني تشريفاً بالموت في سبيلك".
ولم يلبث أن نشب القتال بين الجمعين وحمي وطيسه واشتدت المعركة وانجلت الحرب عن انتصار المسلمين انتصاراً باهراً حاسماً.
بعد الانتصار في قُوصُوه قام السلطان مراد يتفقد ساحة المعركة ويدور بنفسه بين صفوف القتلى من المسلمين ويدعو لهم، كما كان يتفقد الجرحى، وفي أثناء ذلك قام جندي من الصرب كان قد تظاهر بالموت وأسرع نحو السلطان فتمكن الحراس من القبض عليه، ولكنه تظاهر بأنه جاء يريد محادثة السلطان ويريد أن يعلن إسلامه على يديه، وعند ذلك أشار السلطان للحرس بأن يطلقوه فتظاهر بأنه يريد تقبيل يد السلطان وقام في حركة سريعة بإخراج خنجر مسموم طعن به السلطان فاستشهد رحمه الله في 15 شعبان 791هـ.
ومن الكلمات الأخيرة للسلطان مراد:
"لا يسعني حين رحيلي إلا أن أشكر الله إنه علام الغيوب المتقبل دعاء الفقير، أشهد أن لا إله إلا الله، وليس يستحق الشكر والثناء إلا هو، لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيت نصر جند الإسلام. أطيعوا ابني يزيد، ولا تعذبوا الأسرى ولا تؤذونهم ولا تسلبوهم. وأودعكم منذ هذه اللحظة وأودع جيشنا الظافر العظيم إلى رحمة الله فهو الذي يحفظ دولتنا من كل سوء".
لقد ورث مراد الأول عن والده إمارة كبيرة بلغت 95000 كيلومتر مربع، وعند استشهاده تسلم ابنه با يزيد هذه الإمارة العثمانية بعد أن بلغت 500000 كيلومتر مربع بمعنى أنها زادت في مدى حوالي 29 سنة أكثر خمسة أمثال ما تركها له والده أوروخان.
أما النتائج التي ترتبت على انتصار المسلمين في معركة قوصوه فمنها:
– انتشار الإسلام في منطقة البلقان وتحول عدد كبير من الأشراف القدامى والشيوخ إلى الإسلام بمحض إرادتهم.
– اضطرت العديد من الدول الأوروبية إلى أن تخطب ود الدولة العثمانية، فبادرت بعضها بدفع الجزية لهم، وقام البعض الآخر بإعلان ولائه للعثمانيين خشية قوتهم واتقاء غضبهم.
– امتدت سلطة العثمانيين على أمراء المجر ورومانيا والمناطق المجاورة للأدرياتيك حتى وصل نفوذهم إلى ألبانيا.
بعد استشهاد السلطان مراد اهتم ابنه بايزيد الأول (791-805 هـ/1389-1402م) اهتماماً كبيراً بالشؤون العسكرية فاستهدف الإمارات المسيحية في الأناضول، وخلال عام أصبحت تابعة للدولة العثمانية. وكان بايزيد كمثل البرق في تحركاته بين الجبهتين البلقانية والأناضولية؛ ولذلك أطلق عليه لقب "الصاعقة".
ثم شرع بايزيد في إقامة علاقات ودية مع الصرب مع أنهم كانوا السبب في قيام تحالف بلقاني ضد الدولة العثمانية وكان غرض بايزيد من هذه العلاقة اتخاذ دولة الصرب كحاجز بينه وبين المجر، وكان يشعر بضرورة اتخاذ حليف له في سياسته العسكرية النشطة التي استهدفت الإمارات السلجوقية التركية الإسلامية في آسيا الصغرى؛ ولذلك وافق بايزيد على أن يحكم الصرب ابنا الملك (لازار) الذي قتل في معركة قوصوه وفرض عليهما أن يكونا حاكمين على صربيا، يحكمانها حسب قوانين بلاد الصرب وأعرافها وتقاليدها وعاداتها، وأن يدينان له بالولاء ويقدمان له جزية وعدداً معيناً من الجنود يشتركون في فرقة خاصة بهم في حروبه، كما تزوج ابنة الملك لازار.

فتح بلغاريا
بعد أن تم التفاهم مع الصرب وجه بايزيد ضربه خاطفة في عام (797هـ/1393م) إلى بلغاريا، فاستولى عليها وأخضع سكانها. وكان لسقوط بلغاريا في قبضة الدولة العثمانية صدىً هائلاً في أوروبا وانتشر الرعب والفزع والخوف أنحاءها وتحركت القوى المسيحية الصليبية للقضاء على الوجود العثماني في البلقان.
قام سيجسموند ملك المجر والبابا بونيفاس التاسع بالدعوة لتكتل أوروبي صليبي مسيحي ضد الدولة العثمانية، وكان ذلك التكتل من أكبر التكتلات التي واجهتها الدولة العثمانية في القرن الرابع عشر الميلادي من حيث عدد الدول التي اشتركت فيه، ثم أسهمت فيه بالسلاح والعتاد والأموال والقوات وبلغ العدد الإجمالي لهذه الحملة الصليبية 120000 مقاتل من مختلف الجنسيات (ألمانيا وفرنسا إنجلترا واسكتلندا وسويسرا ولوكسمبرج والأراضي المنخفضة الجنوبية وبعض الإمارات الايطالية).
وتحركت الحملة عام (800هـ/1396م) إلى المجر، ولكن زعماءها وقادتها اختلفوا مع سيجسموند قبل بدء المعركة.
فقد كان سيجسموند يؤثر الانتظار حتى يبدأ العثمانيون الهجوم، ولكن قواد الحملة شرعوا بالهجوم، وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى نيكوبوليس شمال البلقان وبدؤوا في حصارها وتغلبوا في أول الأمر على القوات العثمانية، إلا أن بايزيد ظهر فجأة ومعه حوالي مئة ألف جندي، وهو عدد يقل قليلاً عن التكتل الأوروبي الصليبي، ولكنه يتفوق عليهم نظاماً وسلاحاً، فانهزم معظم النصارى ولاذوا بالفرار والهروب وقتل وأسر عدد من قادتهم.
وخرج العثمانيون من معركة نيكوبوليس بغنائم كثيرة وفيرة واستولوا على ذخائر العدو. وفي نشوة النصر والظفر قال السلطان بايزيد إنه سيفتح إيطاليا ويطعم حصانه الشعير في مذبح القديس بطرس بروما.
لقد كان ذلك النصر المظفر له أثر على بايزيد والمجتمع الإسلامي، فقام بايزيد ببعث رسائل إلى كبار حكام الشرق الإسلامي يبشرهم بالانتصار العظيم على النصارى، واصطحب الرسل معهم إلى بلاطات ملوك المسلمين مجموعة منتقاة من الأسرى المسيحيين باعتبارهم هدايا من المنتصر ودليلاً مادياً على انتصاره.
واتخذ بايزيد لقب (سلطان الروم) كدليل على وراثته لدولة السلاجقة وسيطرته على كل شبه جزيرة الأناضول.
كما أرسل إلى الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة يطلب منه أن يقر هذا اللقب حتى يتسنى له بذلك أن يسبغ على السلطة التي مارسها هو وأجداده من قبل طابعاً شرعياً رسمياً فتزداد هيبته في العالم الإسلامي، وبالطبع وافق السلطان المملوكي برقوق – حامي الخليفة العباسي – على هذا الطلب؛ لأنه يرى بايزيد حليفه الوحيد ضد قوات تيمورلنك التي كانت تهدد الدولة المملوكية والعثمانية وهاجر إلى الأناضول آلاف المسلمين الذين قدموا لخدمة الدولة العثمانية.
وكانت الهجرة مليئة بالجنود، وممن أسهموا في الحياة الاقتصادية والعلمية والحكومية في إيران والعراق وما رواء النهر- هذا بالإضافة إلى الجموع التي فرت من أمام الزحف التيمورلنكي على آسيا الوسطى.
وبعد الانتصار العظيم الذي حققه العثمانيون في معركة نيكوبوليس ثبت العثمانيون أقدامهم في البلقان، حيث انتشر الخوف والرعب بين الشعوب البلقانية، وخضعت البوسنة وبلغاريا إلى الدولة العثمانية واستمر الجنود العثمانيون يتتبعون فلول النصارى في ارتدادهم. وعاقب السلطان بايزيد حكام شبه جزيرة المورة الذين قدموا مساعدة عسكرية للحلف الصليبي.
السقوط الأول
دخل بايزيد في صراع مع تيمورلنك الذي كان يحكم جزءاً واسعاً من العالم الإسلامي من جهة المشرق وآسيا الوسطى..
وكانت هناك عوامل وأسباب ساهمت في إيجاد الصراع بين تيمورلنك وبايزيد، منها:
– لجأ أمراء العراق الذين استولى تيمور على بلادهم إلى بايزيد، كما لجأ إلى تيمور بعض أمراء آسيا الصغرى، وفي كلا الجانبين كان اللاجئون يحرضون من استجاروا به على شن الحرب ضد الطرف الآخر.
– تشجيع النصارى لتيمورلنك ودفعه للقضاء على بايزيد.
– الرسائل النارية بين الطرفين، ففي إحدى الرسائل التي بعث بها تيمور إلى بايزيد أهانه ضمنياً حين ذكّره بغموض أصل أسرته، وعرض عليه العفو على اعتبار أن آل عثمان قد قدموا خدمات جليلة إلى الإسلام، لكن بايزيد أصر على التحدي وصرح بأنه سيتعقب تيمور إلى تبريز وسلطانية.
– كان الزعيمان تيمورلنك وبايزيد يسعى كل منهما لتوسيع دولته.
ووقعت بينهما مواجهات عسكرية قرب أنقرة عام 804هـ/1402م، وانتصر المغول ووقع بايزيد في الأسر وظل يرسف في أغلاله حتى وافاه الأجل في السنة التالية.
وكانت الهزيمة بسبب اندفاع وعجلة بايزيد فلم يحسن اختيار المكان الذي نزل فيه بجيشه الذي لم يكن يزيد عن مئة وعشرين ألف مقاتل بينما كان جيش خصمه لا يقل عن ثمانمائة ألف، ومات كثير من جنود بايزيد عطشاً لقلة الماء وكان الوقت صيفاً شديد القيظ.
وفرحت الدول النصرانية في الغرب بنصر تيمورلنك وهزها الطرب لمصرع بايزيد وما آلت إليه دولته من التفكك والانحلال وبعث ملوك انجلترا وفرنسا وقشتالة وإمبراطور القسطنطينية إلى تيمورلنك يهنئونه على ما أحرزه من النصر العظيم والظفر المجيد. واعتقدت أوروبا أنها قد تخلصت إلى الأبد من الخطر العثماني الذي طالما روعها وهددها..
واستولى تيمورلنك بعد هزيمة بايزيد على أزنيق وبروسة وغيرها من المدن والحصون ثم دك أسوار أزمير وخلصها من قبضة فرسان رودس (فرسان القديس يوحنا)؛ محاولاً بذلك أن يبرر موقفه أمام الرأي العام الإسلامي الذي اتهمه بأنه وجه ضربة شديدة إلى الإسلام بقضائه على الدولة العثمانية. وحاول تيمورلنك بقتاله لفرسان القديس يوحنا أن يضفي على معارك الأناضول طابع الجهاد.
كما أعاد تيمورلنك أمراء آسيا الصغرى إلى أملاكهم السابقة، ومن ثم استرجاع الإمارات التي ضمها بايزيد، كما بذر تيمور بذور الشقاق بين أبناء بايزيد المتنازعين على العرش.
إضافة إلى تلك الهزيمة تعرضت الدولة العثمانية لخطر داخلي تمثل في نشوب حرب أهلية في الدولة بين أبناء بايزيد على العرش، واستمرت هذه الحرب عشر سنوات (806-816هـ/1403-1413م).
ويمكن أن نعتبر هذا الوضع بمثابة السقوط الأول للدولة العثمانية، قبل أن تسقط السقوط الأخير وتتفكك في آخر عهدها..
يصف الدكتور الصلابي هذه المرحلة الحرجة بأنها: "مرحلة اختبار وابتلاء سبقت التمكين الفعلي المتمثل في فتح القسطنطينية، ولقد جرت سنة الله تعالى ألا يمكن لأمة إلا بعد أن تمر بمراحل الاختبار المختلفة، وإلا بعد أن ينصهر معدنها في بوتقة الأحداث، فيميز الله الخبيث من الطيب، وهي سنة جارية على الأمة الإسلامية لا تتخلف. فقد شاء الله تعالى أن يبتلي المؤمنين، ويختبرهم، ليمحص إيمانهم، ثم يكون لهم التمكين في الأرض بعد ذلك".
صمد العثمانيون لمحنة أنقرة بالرغم مما عانوه من خلافات داخلية، إلى أن انفرد محمد الأول بالحكم في عام 1413م، وأمكنه لمّ شتات الأراضي التي سبق للدولة أن فقدتها. إن إفاقة الدولة من كارثة أنقرة يرجع إلى منهجها الرباني الذي سارت عليه حيث جعل من العثمانيين أمة متفوقة في جانبها العقدي والديني والسلوكي والأخلاقي والجهادي وبفضل الله حافظ العثمانيون على حماستهم الدينية وأخلاقهم الكريمة. ثم بسبب المهارة النادرة التي نظم بها أورخان وأخوه علاء الدين دولتها الجديدة وإدارة القضاء المثيرة للإعجاب والتعليم المتواصل لأبناء وشباب العثمانيين وغير ذلك من الأسباب التي جعلت في العثمانيين قوة حيوية كاملة، فما لبثت هذه الدولة بعد كارثة أنقرة إلا انبعثت من جديد من بين الأنقاض والأطلال وانتعشت وسرى في عروقها ماء الحياة، وروح الشريعة، واستأنفت سيرها إلى الأمام في عزم وإصرار حير الأعداء والأصدقاء، حسب وصف الصلابي.
توحيد الجبهة الداخلية
تولى السلطان مراد الثاني أمر الدولة بعد وفاة أبيه عام (824هـ/1421م)، وكان عمره لا يزيد على ثماني عشرة سنة وكان محباً للجهاد في سبيل الله، والدعوة إلى الإسلام في ربوع أوروبا.
استطاع السلطان مراد أن يقضي على حركات التمرد الداخلية التي قام بها عمه مصطفى والتي كانت تدعم من قبل أعداء الدولة العثمانية. وكان الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني خلْف الدسائس والمؤامرات والمتاعب التي تعرض لها السلطان مراد، فهو الذي دعم عمّ السلطان مراد – الذي اسمه مصطفى – بالمساعدات حتى استطاع أن يحاصر مدينة غاليبولي ابتغاء انتزاعها من السلطان واتخاذها قاعدة له إلا أن السلطان مراد قبض على عمه وقدمه للمشنقة. ومع ذلك، فقد مضى الإمبراطور مانويل الثاني يكيد للسلطان واحتضن شقيقاً لمراد الثاني، ووضعه على رأس قوة استولت على مدينة نيقيافي الأناضول، وسار إليه مراد واستطاع أن يقضي على قواته واضطر خصمه للاستسلام ثم قتل.
ومن ثم صمم السلطان مراد أن يلقن الإمبراطور درساً عملياً، فأسرع باحتلال سلولنيك، فهاجمها ودخلها عنوة في مارس 1443م (833هـ)، وأصبحت جزءً لا يتجزأ من الدولة العثمانية.
وكان السلطان مراد يوجه الضربات الموجعة لحركات التمرد في بلاد البلقان، وحرص على تدعيم الحكم العثماني في تلك الديار، واتجه الجيش العثماني نحو الشمال لإخضاع إقليم ولاشيا وفرض عليه جزية سنوية، واضطر ملك الصرب الجديد (ستيف لازار ميتش) إلى الخضوع للعثمانيين والدخول تحت حكمهم وجدد ولاءه للسلطان، واتجه جيش عثماني نحو الجنوب، حيث قام بتوطيد دعائم الحكم العثماني في بلاد اليونان.
نحو ألبانيا والمجر
ولم يلبث السلطان أن واصل جهاده الدعوي وقام بالقضاء على العوائق في كل من ألبانيا والمجر.
واستطاع العثمانيون أن يفتحوا ألبانيا عام (834هـ/1431م) وركزوا هجومهم على الجزء الجنوبي من البلاد. أما شمالي ألبانيا، فقد خاض العثمانيون فيه جهاداً مريراً، وتمكن الألبانيون الشماليون من القضاء على جيشين عثمانيين في جبال البانيا، كما ألحقوا الهزيمة بحملتين عثمانيتين متعاقبتين كان يقودهما السلطان مراد بنفسه، وتكبد العثمانيون خسائر فادحة أثناء عملية الانسحاب، ووقفت الدول النصرانية خلف الألبان لدعمهم ضد العثمانيين وخصوصاً من حكومة البندقية التي كانت تدرك خطورة الفتح العثماني لهذا الإقليم المهم بشاطئيه وموانئه البحرية التي تربط البندقية بحوض البحر المتوسط والعالم الخارجي، وأنهم في استطاعتهم حجز سفن البنادقة داخل بحر مغلق هو بحر الأدرياتيك.
وهكذا لم يشهد السلطان مراد الثاني استقراراً للحكم العثماني في ألبانيا.
وأما ما يتعلق بجبهة المجر، فقد استطاع العثمانيون في عام (842هـ/1438م) أن يهزموا المجريين ويأسروا منهم سبعين ألف جندي وأن يستولوا على بعض المواقع، ثم تقدم لفتح بلغراد عاصمة الصرب، ولكنه أخفق في محاولته وسرعان ما تكون حلف صليبي كبير باركه البابا واستهدف هذا الحلف طرد العثمانيين من أوروبا كلية.
وشمل الحلف البابوية والمجر وبولندا والصرب وبلاد الأفلاق وجنوة والبندقية والإمبراطورية البيزنطية ودوقية برجنديا، وانضمت إلى الحلف أيضاً كتائب من الألمان والتشيك.
وأعطيت قيادة قوات الحلف الصليبي إلى قائد مجري قدير هو يوحنا هنيادي. وقد قاد هنيادي القوات الصليبية البرية وزحف جنوباً واجتاز الدانوب وأوقع بالعثمانيين هزيمتين فادحتين عام ( 846هـ/ 442م ). واضطر العثمانيون إلى طلب الصلح وأبرمت معاهدة صلح لمدة عشر سنوات في "سيزجادن" وذلك في شهر يوليو عام 1444م تنازل فيها عن الصرب واعترف "بجورج برانكوفيتش" أميراً عليها. كما تنازل السلطان مراد عن الأفلاق للمجر، وافتدى زوج ابنته محمود شلبي الذي كان قائداً عاماً للجيوش العثمانية، بمبلغ 60 ألف دوقية.. وقد حررت هذه المعاهدة باللغتين العثمانية، والمجرية وأقسم لاديسلاسي ملك المجر على الإنجيل كما اقسم السلطان مراد بالقرآن على أن تراعي شروط المعاهدة بذمة وشرف.
وما لبث النصارى أن نقضوا عهودهم، وحشدوا الجيوش لمحاربة المسلمين، وحاصروا مدينة " فارنا " البلغارية الواقعة على ساحل البحر الأسود، والتي كانت قد تحررت على أيدي المسلمين.
وعندما تحرك النصارى وزحفوا نحو الدولة العثمانية وسمع المسلمون في أدرنه بحركة الصليبيين وزحفهم انتابهم الفزع والرعب وبعث رجال الدولة إلى السلطان مراد يستعجلون قدومه لمواجهة هذا الخطر وخرج السلطان المجاهد ليقود جيوش العثمانيين ضد الخطر الصليبي. واستطاع مراد أن يتفق مع الأسطول الجنوي لينقل أربعين ألفاً من الجيش العثماني من آسيا إلى أوروبا تحت سمع الأسطول الصليبي وبصره في مقابل دينار لكل جندي.
وأسرع السلطان مراد في السير فوصل وارنه في نفس اليوم الذي وصل فيه الصليبيون. وفي اليوم التالي نشبت المعركة بين الجيشين النصراني والإسلامي وكانت عنيفة حامية وقد وضع السلطان مراد المعاهدة التي نقضها أعداؤه على رأس رمح ليشهدهم ويشهد السماء والأرض على الغدر والعدوان وليزيد حماس جنده. واقتتل الفريقان، ودارت بينهما معركة رهيبة كاد يكون فيها النصر للنصارى نتيجة حميتهم الدينية وحماسهم الزائد إلا أن تلك الحماية والحماس الزائد اصطدم بالروح الجهادية لدى العثمانيين، والتقى الملك لاديسلاس – ناقض العهود – مع السلطان مراد الوفي بالعهود وجهاً لوجه واقتتلا، ودارت بينهما معركة رهيبة، تمكن السلطان المسلم من قتل الملك المجري النصراني، فقد عاجله بضربة قوية من رمحه أسقطته من على ظهر جواده فأسرع بعض المجاهدين وجزوا رأسه ورفعوه على رمح مهللين مكبرين وفرحين.. وكان لذلك المنظر أثر شديد على جموع النصارى، فاستحوذ عليهم الفزع والهلع، فحمل عليهم المسلمون حملة قوية، بددت شملهم وهزموهم شر هزيمة، وولى النصارى مدبرين يدفع بعضهم ولم يطارد السلطان مراد عدوه واكتفى بهذا الحد من النصر.
كانت هذه المعركة في سهول قوصوه في 17 أكتوبر 1448م (852هـ) واستمرت المعركة ثلاثة أيام وانتهت بفوز ساحق للعثمانيين.
وقد أخرجت هذه المعركة بلاد المجر لعشر سنوات على الأقل من عداد الدول التي تستطيع النهوض بعمليات حربية هجومية ضد العثمانيين.
وفي عهد السلطان محمد الثاني توجهت الجيوش الإسلامية لفتح بلاد جديدة في أوروبا فقصدت بلاد موره التي لم ينتظر أميراها دمتريوس وتوماس قدوم الجيش الإسلامي، بل أرسلا إلى السلطان يخبرانه بقبولهما دفع جزية سنوية قدرها اثنا عشر ألف دوكا فقبل ذلك السلطان. وغير وجهته قاصداً بلاد الصرب فأتى هونياد الشجاع المجري ورد عنهم مقدمة الجيوش العثمانية لكن لم يرغب الصرب في مساعدة المجر لهم لاختلاف مذهبهم حيث كان المجر كاثوليكيين تابعين لبابا روما والصرب أرثوذكسيين لا يذعنون لسلطة البابا بل كانوا يفضلون تسلط المسلمين عليهم لما رأوه من عدم تعرضهم للدين مطلقاً؛ ولذلك أبرم أمير الصرب الصلح مع السلطان محمد الثاني على أن يدفع له سنوياً ثمانين ألف دوكا وذلك في سنة 1454م.
وفي السنة التالية أعاد السلطان عليها الكرة بجيش مؤلف من خمسين ألف مقاتل وثلاثمائة مدفع ومر بجيوشه من جنوب بلاد الصرب إلى شمالها بدون أن يلقى أقل معارضة حتى وصل مدينة بلغراد الواقعة على نهر الدانوب وحاصرها من جهة البر والنهر وكان هونياد المجري دخل المدينة قبل إتمام الحصار عليها ودافع عنها دفاع حتى يئس السلطان من فتحها ورفع عنها الحصار سنة 1455م.
لكن وإن لم يتمكن العثمانيون من فتح عاصمة الصرب إلا أنهم ربحوا أمراً عظيماً وهو إصابة هونياد بجراح بليغة مات بسببها بعد رفع الحصار عن المدينة بنحو عشرين يوماً وأراح المسلمين منه. ولما علم السلطان بموته أرسل الصدر الأعظم محمود باشا لإتمام فتح بلاد الصرب فأتم فتحها من سنة 1458م إلى سنة 1460م وبذلك بعد أن أعيت العثمانيين أكثر من مرة.
وفي سنة 1462م حارب السلطان بلاد بوسنة لامتناع أميرها عن دفع الخراج وأسره بعد محاربة عنيفة هو وولده وأمر بقتلهما فدانت له جميع بلاد البشناق وأهالي بوسنة. وفي سنة 1464م أراد متياس كرفن ملك المجر استخلاص بوسنة من العثمانيين فهزم بعد أن قتل معظم جيشه وكانت عاقبة تدخله أن جعلت بوسنة ولاية كباقي ولايات الدولة وسلبت ما كان منح لها من الامتيازات ودخل في جيش الانكشارية ثلاثون ألفاً من شبانها وأسلم أغلب أشراف أهاليها.
وفي سنة 1477م أغار السلطان على بلاد البنادقة ووصل إلى إقليم الفريول بعد أن مر باقليمي كرواسيا ودلماسيا اللذين كانا تابعين لمملكة النمسا والمجر فخاف البنادقة على مدينتهم الأصلية وأبرموا الصلح معه.
الشرق أم الغرب؟
وعندما ارتقى السلطان سليم الأول (918- 926هـ / 1512 – 1520م) العرش العثماني كانت الدولة العثمانية قد وصلت إلى مفترق الطرق، هل تظل على هذا الوضع وهذا القدر من الاتساع دولة بلقانية أناضولية؟ أو تستمر في التوسع الإقليمي في أوروبا؟ أو تتجه نحو المشرق الإسلامي؟.
والواقع أن السلطان سليم الأول قد أحدث تغييراً جذرياً في سياسة الدولة العثمانية الجهادية فقد توقف في عهده الزحف العثماني نحو الغرب الأوروبي أو كاد أن يتوقف واتجهت الدولة العثمانية اتجاهاً شرقياً نحو المشرق الإسلامي وقد ذكر بعض المؤرخين الأسباب التي أدت إلى تغير السياسة العثمانية منها:
1- التشبع العسكري العثماني في أوروبا، إذ يرى أصحاب هذا الرأي أن الدولة العثمانية كانت قد بلغت مرحلة التشبع في فتوحاتها الغربية بنهاية القرن الخامس عشر، وأنه كان عليها في أوائل القرن السادس عشر أن تبحث عن ميادين جديدة للنشاط والتوسع. وهذا القول – في رأي الصلابي – يخالفه الصواب؛ لأن الفتوحات العثمانية لم تنقطع تماماً من الجبهة الغربية، ولكن لا ريب في أن مركز الثقل في التوسع العثماني قد انتقل نهائياً من الغرب إلى الشرق ليس بسبب التشبع كما تقول بعض المصادر غير المدركة للواقع.
2- كان تحرك الدولة العثمانية نحو المشرق من أجل إنقاذ العالم الإسلامي بصورة عامة والمقدسات الإسلامية بصورة خاصة من التحرك الصليبي الجديد من جانب الأسبان في البحر المتوسط والبرتغاليون في المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر، الذين أخذوا يطوقون العالم الإسلامي، ويفرضون حصاراً اقتصادياً حتى يسهل عليهم ابتلاعه.
3- سياسة الدولة الصفوية في إيران والمتعلقة بمحاولة بسط المذهب الشيعي في العراق وآسيا الصغرى، هي التي دفعت الدولة العثمانية إلى الخروج إلى المشرق العربي لحماية آسيا الصغرى بصفة خاصة والعالم السني بصفة عامة.
العودة إلى الغرب
وفي عهد السلطان سليمان القانوني عاد التخطيط لسياسة الجهاد في أوروبا.. وكان فتح جزيرة رودس.
كانت رودس جزيرة مشاكسة إذ كانت حصن حصين لفرسان القديس يوحنا الذين كانوا يقطعون طريق الحجاج المسلمين الأتراك إلى الحجاز، فضلاً عن أعمالهم العدوانية الموجهة لخطوط المواصلات البحرية العثمانية، فاهتم السلطان سليمان بفتحها وأعد حملة عظيمة ساعد على تحقيقها عدة أمور:
1- انشغال أوروبا بالحرب الكبرى بين شارل الخامس (كنت) – إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة – وفرانسوا ملك فرنسا.
2- عقد الصلح بين الدولة العثمانية والبندقية.
3- نمو البحرية العثمانية على عهد سليم الأول.
وشن سليمان القانوني حرباً كبيرة ضد رودس ابتداء من منتصف عام 1522م، وفتحها وأعطى لفرسان القديس يوحنا حق الانتقال منها، فذهبوا إلى (مالطة) وهناك أعطاهم (شارك كنت) حق حكم هذه الجزيرة، حيث عرفوا بعد ذلك باسم (فرسان مالطا).
الصراع على مالطة
كان السلطان العثماني سليمان القانوني قد عزم على فتح جزيرة مالطة التي كانت أكبر معقل للمسيحيين في وسط البحر المتوسط، والتي سبق وأن استقر فيها فرسان القديس يوحنا، فأرسل السلطان العثماني أسطوله بقيادة بيالي باشا نفسه، كما طلب من درغوث رايس حاكم طرابلس وجربة، وحسن خير الدين أن يتوجها على رأس أسطوليهما الإسلاميين للمشاركة في عملية مالطة وإخضاعها استعداداً لمنازلة بقية المعاقل الإسلامية بعد ذلك فسار حسن بن خير الدين على رأس عمارة تشمل 25 سفينة وثلاثة آلاف رجل. ووصل الأسطول الإسلامي أمام مالطة، وفرض الحصار عليها، واستمر الحصار ضيقاً شديداً إلى أن جهزت المسيحية رجالها وأساطيلها ووصل المدد تحت قيادة نائب الملك في صقلية، برفقة أسطول تعداده 28 سفينة حربية تحمل عدد كبيراً من المقاتلين ونشبت المعركة بين الطرفين، وتمكن الأسطول الإسلامي من الانسحاب في 18 ربيع الأول 973هـ /8 ديسمبر 1565م.
وقد بلغت الفتوحات العثمانية أوجها مع عهد السلطان سليمان القانوني ودخل الناس في دين الله أفواجاً ليس عن طريق القوة والإكراه ولكن عن عقيدة وإقناع. وقد قال السر توماس آرنولد في كتابه (الدعوة إلى الإسلام): إن المعاملة التي أظهرها الأباطرة العثمانيون للرعايا المسلمين على الأقل بعد أن غزو بلاد اليونان بقرنين لتدل على تسامح لم يكن مثله حتى ذلك الوقت معروفاً في أوروبا. وإن أصحاب (كالفن) في المجر وترانسلفانيا وأصحاب مذهب التوحيد من المسيحيين الذين كانوا في ترانسلفانيا طالما آثروا الخضوع للأتراك على الوقوع في أيدي أسرة هابسبورغ المتعصبة. ونظر البروتستانت إلى تركيا بعين الرغبة.. كذلك نرى الفوارق الذين ينتمون إلى فرقة المؤمنين القدماء الذين اضطهدتهم كنيسة الدولة الروسية قد وجدوا من التسامح في ممالك السلطان ما أنكره عليهم إخوانهم في المسيحية. وحينما كان العثمانيون يتجهون لفتح تلك البلاد كان أناس يتطلعون إليهم (ولعلهم من طائفة البوجوميل) بشوق عظيم وهم يأملون الحصول على الحرية والتسامح في ظلهم.
وقد انتشر الإسلام في شرقي أوروبا لدرجة كبيرة، فمثلاً قد رويت حوادث في ألبانيا كان يتحول فيها النصارى بأعداد كبيرة إلى الإسلام. وقد أسلم في حوالي ثلاثين سنة (1026هـ – 1057هـ) حوالي 300 ألف ألباني ولم يكن عليهم أي أثر للضغط أو الإكراه، وروي ذلك من قبل المؤرخين الغربيين أنفسهم.

فتح قبرص
تولى السلطان سليم الثاني الحكم في 9 ربيع الأول سنة 974هـ، ولم يكن مؤهلاً لحفظ فتوحات والده السلطان سليمان لولا أن قيض الله وزيراً فذاً ومجاهداً كبيراً وسياسياً قدير هو محمد باشا الصقللي لانهارت الدولة؛ إذ قام بإعادة هيبتها وزرع الرهبة في قلوب أعدائها وعقد صلحاً مع النمسا وأتم توقيع معاهدة في عام 975هـ الموافق 1967م احتفظت بموجبها النمسا بأملاكها في بلاد المجر ودفعت الجزية السنوية المقررة سابقاً للدولة كما اعترف أمراء تراسلفانيا والأفلاق والبغدان.
كانت إيطاليا وأسبانيا تقدر أهمية جزيرة قبرص وشاع في أوروبا عن تكوّن حلف ضد السلطان، ولكن لم يعمل شيئاً في حينه لإنقاذ قبرص من العثمانيين الذين نزلوها بقوة كاسحة، نفذت إلى الجزيرة بدون صعوبة ووقفت مدينة فامرجستا الحصينة أمام العثمانيين بقيادة باحليون وبراجادنيو الذين واجهوا القوة العثمانية التي وصلت مائة ألف مقاتل استعمل خلالها العثمانيون جميع وسائل الحصار المعروفة، من فر وكر، وزرع للألغام ولم ينتج أي تأثير على الحامية، ولو وصلت قوة مسيحية للنجدة لصار العثمانيون في خطر، إلا أن المجاعة قامت بعملها، واستسلمت المدينة في ربيع الثاني 979هـ.
نقلت الدولة العثمانية بعد فتحها لقبرص عدداً كبيراً من سكان الأناضول الذين لا يزال أحفادهم مقيمين في الجزيرة، ورغم ترحيب القبارصة الأرثوذكس بالحكم العثماني، الذي أنقذهم من الاضطهاد الكاثوليكي الذي مارسته البندقية لعدة قرون، إلا أن احتلال العثمانيين أثار الدولة الكاثوليكية.
رسى الأسطول العثماني بعد انتهاء مهمته في ابنانجني وانصرف معظم جنوده بمناسبة حلول موسم الشتاء، حيث تتوقف المعارك في مثل هذا الوقت من السنة، والاستعداد للسنة المقبلة.
معركة ليبانتو
ارتعدت فرائص الأمم المسيحية من الخطر الإسلامي العظيم الذي هدد القارة الأوروبية، من جراء تدفق الجيوش العثمانية براً وبحراً فأخذ البابا بيوس الخامس يسعى من جديد لجمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة وتوحيد قواها براً وبحراً تحت راية البابوية.
وقد كتب يقول: "… إن السلطنة التركية قد تبسطت تبسطاً هائلاً بسبب نذالتنا".
عقد البابا بيوس الخامس وفيليب الثاني ملك أسبانيا وجمهورية البندقية معاهدة في أوائل 979هـ تعهدوا فيها بالقيام بهجوم بحري ضد العثمانيين. شارك في الحلف كذلك بعض المدن الايطالية، وذلك بعد تحريك بيوس الخامس لروح التحالف، فارتبطت توسكاني وجنوة، وسافوي، وبعض الايطاليين في الحلف المقدس، وأرسل البابا إلى ملك فرنسا يريد العون: فاعتذر شارل التاسع بحجة ارتباطه بمعاهدات مع العثمانيين، فأجابه البابا طالباً منه التحلل من مواثيقه هذه ولم تمض سوى أيام قليلة حتى نقض الإمبراطور عهوده ومواثيقه التي أبرمها مع العثمانيين واتجه نحو ايفان ملك الروس يطلب إجابته نفير الحرب ووجد تباطؤاً عند ملك بولونيا واختير (دون جوان) النمساوي قائداً للحملة.
وجاء في أحد بنود المعاهدة النصرانية: "إنَّ البابا بيوس الخامس وفيليب ملك إسبانيا وجمهورية البندقية يعلنون الحرب الهجومية والدفاعية على الأتراك لأجل أن يستردوا جميع المواقع التي اغتصبوها من المسيحيين ومن جملتها تونس والجزائر وطرابلس".
سار دون جون إلى البحر الأدرياتيك، حتى وصل إلى الجزء الضيق من خليج كورنث بالقرب من باتراس وليس ببعيدة عن ليبانتو.
كان من رأي قادة الأسطول الإسلامي الإفادة من تحصين الخليج وعدم الاشتباك بالأسطول الصليبي، غير أن القائد العام علي باشا صمم على الخروج للمعركة معتمداً على تفوقه في عدد سفنه، ونظم علي باشا قواته فوضع سفنه على نسق واحد من الشمال إلى الجنوب، بحيث كانت ميمنتها تستند إلى مرفأ ليبانتو، ومسيرتها في عرض البحر، وقد قسمها علي باشا إلى جناحين وقلب فكان هو في القلب وسيروكو في الجناح الأيمن وبقي الجناح الأيسر بقيادة قلج علي.
ومقابل ذلك نظم دون جون قواته فوضع سفنه على نسق يقابل النسق الإسلامي.
احتدمت المعركة في 17 جمادي الأولى سنة 979هـ، وأحاط الأسطول الإسلامي بالأسطول المسيحي وأوغل العثمانيون بين سفن العدو، ودارت معركة قاسية أظهر فيها الفريقان بطولة كبيرة وشجاعة نادرة، وشاءت إرادة الله هزيمة المسلمين ففقدوا ثلاثين ألف مقاتل وقيل عشرون ألفاً، وخسروا 200 سفينة حربية منها 93 غرقت والباقي غنمه العدو وتقاسمته الأساطيل النصرانية المتحدة، وأسر لهم عشرة آلاف رجل.
واستطاع قلج علي إنقاذ سفنه واستطاع كذلك المحافظة على بعض السفن التي غنمها ومن بينها السفينة التي تحمل علم البابا، ورجع بها لاسطنبول التي استقبلته استقبال الفاتحين، رغم الشعور بمرارة الهزيمة.
احتفلت القارة الأوربية بنصر ليبانتو، فلأول مرة منذ أوائل القرن الخامس عشر تحل الهزيمة بالعثمانيين وأقيمت معالم الزينات في كل مكان وأفرطت في التسبيح بحمد دون جون أمير الأساطيل المتحدة الذي أحرز هذا الانتصار إلى حد أن البابا لم يتورع عن القول أثناء الاحتفال في كنيسة القديس بطرس، بمناسبة هذا النصر: "إن الإنجيل قد عنى دون جون نفسه، حيث بشر بمجيء رجل من الله يدعى حنا".
وظل العالم المسيحي ومؤرخوه ينوهون بهذا النصر البحري، حتى أن القواميس المدرسية الحديثة لا تذكر ثغر ليبانتيو إلا وتذكر معه دون جون المشار إليه على اعتبار أنه أنقذ المسيحية من خطر كان يحيق بها.
لقد كانت نتيجة معركة ليبانتو كانت مخيبة لآمال العثمانيين، فقد زال خطر السيادة العثمانية في البحر المتوسط ومع زوال الخطر، زال الخوف الذي كان قوياً، للمحافظة على حلف مقدسي دائم و استعاد الحسد والغيرة نشاطه بين الدول المسيحية.
إن أهمية ليبانتو كانت عظيمة، وأسطورة عدم قهر العثمانيين قد اختفت ولم تعد للوجود ثانية على أقل تقدير في البحر، وأزيح ذلك الخوف عن قلوب حكام إيطاليا، واسبانيا، وتزعزع تأثير الدولة العثمانية على سياسة القوى الغربية لأوروبا، إذ كانت من الحقيقة القوات العثمانية هائلة في كل المجال البري، والمجال البحري، كما أن الانتصار المسيحي في ليبانتو كان إشارة لتحضير حاسم في ميزان القوة البحرية في البحر المتوسط، كما أنه أنهى عصراً من عصور العمليات البحرية الطموحة في البحر المتوسط، والتي تكاليفها باهظة.
لم يعد يفكر العثمانيون بعد تلك الهزيمة في إضافة حلقة أخرى إلى سلسلة أمجادهم البحرية، إذ كان هذا الانكسار نقطة البداية نحو توقف عصر الازدهار لقوة الدولة البحرية.
بعد هذه المرحلة لم تشهد الخلافة العثمانية فتوحات مهمة وكبيرة في أوروبا، بل كان الوضع يغلب عليه طابع الحفاظ على ما هو موجود؛ حيث بدأت مرحلة الضعف تدب في كيان الدولة الإسلامية، وزادت وتيرة الصراعات الداخلية، وخاضت كثيراً من الصراعات مع غيرها من القوى الحاكمة في العالم الإسلامي كالصفويين في إيران الذين استغلهم الأوروبيين في زعزعة استقرار الدولة العثمانية.
الخلاصة
لقد استطاعت الخلافة العثمانية أن توسع حدود الدولة الإسلامية ونشر الإسلام داخل القارة الأوروبية، ووصلت الفتوحات الإسلامية إلى أوسط أوروبا الجنوبية.
ولا شك أن هناك عوامل ساعدت على هذا النجاح العظيم، ومن أهم هذه العوامل قيام الدولة العثمانية على منهج الإسلام والدعوة إليه ورفع رايته في الأرض..
ثم الحرص على التربية الروحية الداخلية وتطبيق مبادئ الشرع في واقع حياة الناس حكاماً ومحكومين.
ثم الاجتهاد في إعداد العدة لنشر الإسلام وفتح البلدان لتحرير شعوب الأرض من قيود الظلم والجهل.
لكن عندما بدأت هذه العوامل تذبل ولم تعد أساس بناء المجتمع وحمايته؛ تحول النصر إلى انتكاسات متتابعة لحقت بالمجتمعات الإسلامية.. وبدأت الثغرات في بناء الدولة والمجتمع تتسع، فاستغلها الأعداء للدخول لهدم وإسقاط ما بناه المسلمون.
وكانت هذه المآسي تكراراً لما حل بالدولة الإسلامية في الأندلس قبل ذلك، وبذات الأسباب تقريباً؛ مما يدل على أن معاناة المسلمين هي نتائج لسلوكهم السلبي، وأن العبرة ليس في قوة أعدائنا بل في إصرارنا على البقاء في الضعف، وتجاهلنا لكل عوامل القوة..

^^




رد: ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

توسّع العثمانيين في أوروبا
توفي أورخان سنة 1359م فخلفه ابنه مراد الأول الذي هاجم شبه جزيرة البلقان وأستولى على أدرنة وقد قتل بعد أن تغلب على الصرب والبلغار في معركة قوصوه (معركة كوسوفو) سنة 1389م.
تغلب بايزيد الأول على التحالف الأوروبي الصليبي في معركة نيقوبولس 1396 م ضم شرق صوفيا عاصمة بلغاريا.
حاولوا غزو جنوب إيطاليا سنوات 1480/1481م.




رد: ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

bonne jour ^^




رد: ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zahouma
bonne jour ^^

:c onfused::c onfused:




رد: ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

محتويات

  • 1 السكان
  • 2 المجموعات السلالية
    • 2.1 المجموعات العرقية
  • 3 أنماط المعيشة
    • 3.1 حياة المدينة
    • 3.2 حياة الريف
    • 3.3 الأسرة
    • 3.4 الطبقة الاجتماعية
    • 3.5 دور الحكومة
  • 4 اللغة
  • 5 الدين
  • 6 التعليم
  • 7 الفنون
  • 8 الجغرافيا والامتداد
  • 9 الاقتصاد
  • 10 الرعاية الصحية
  • 11 الموارد المالية من الخدمات المهمة في غربي أوروبا
  • 12 المواصلات
  • 13 الاتصالات
  • 14 الزراعة
    • 14.1 نظام المزارع
    • 14.2 المحاصيل الزراعية
    • 14.3 المواشي
  • 15 الصناعة السمكية
  • 16 مناطق وتقسيمات
  • 17 الثقافة والتنوع اللغوي
  • 18 الأديان
  • 19 التاريخ
    • 19.1 فترة ماقبل التاريخ
    • 19.2 الحضارات القديمة
    • 19.3 الحضارة الإغريقية القديمة
    • 19.4 الحضارة الرومانية
    • 19.5 العصور الوسطى
    • 19.6 الإمبراطورية البيزنطية
    • 19.7 تأثير المسلمين
    • 19.8 عصر النهضة
    • 19.9 حركة الإصلاح الديني اللوثري
    • 19.10 ظهور القوى العظمى
    • 19.11 عصر العقل
    • 19.12 الديمقراطية والقومية
    • 19.13 الثورة الصناعية
    • 19.14 التوسع الاستعماري
    • 19.15 الحرب العالمية الأولى
    • 19.16 العالم بين الحربين العالميتين
    • 19.17 الحرب العالمية الثانية
    • 19.18 أوروبا بعد الحرب
    • 19.19 الحرب الباردة
    • 19.20 نحو وحدة أوروبية
    • 19.21 التطورات الحديثة
  • 20 الثقافة
  • 21 مراجع
  • 22 وصلات خارجية




رد: ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

هذا عن اوروبا




رد: ساعدووووووووني في أقرب وقت بلييييييييييييييييييز

هذا عن سوء التغذية
محتويات

  • 1 التأثيرات
    • 1.1 معدل الوفيات
    • 1.2 الآثار المرضية
    • 1.3 الآثار النفسية
    • 1.4 السرطان
    • 1.5 متلازمة التمثيل الغذائي
    • 1.6 نقص صوديوم الدم
  • 2 الأسباب
    • 2.1 الفقر وأسعار الغذاء
    • 2.2 ممارسات غذائية
    • 2.3 الإنتاجية الزراعية
    • 2.4 تهديدات مستقبلية
  • 3 العلاج
    • 3.1 تدابير الطوارئ
    • 3.2 تدابير طويلة المدى
  • 4 انتشار المرض
    • 4.1 الشرق الأوسط
    • 4.2 جنوب آسيا
    • 4.3 الولايات المتحدة الأمريكية
  • 5 الإفراط في تناول الطعام في مقابل الجوع
  • 6 انظر أيضاً
  • 7 ملاحظات
  • 8 المصادر
  • 9 وصلات مرتبطة