التصنيفات
الأدب واللغة العربية

قواعد في كتابة الشعر النبطي

قواعد في كتابة الشعر النبطي


الونشريس

طريقة وزن القصيدة


قد يتساءل البعض حين يقرأ قصيدة ما .. هل هذه القصيدة موّزونة أم لا ؟
هل هذه القصيدة مكسورة .. أم لا ؟
وماهي البحور والألحان التي يتحدثون عنها في الشعر ؟
وكم عددها ؟

– نتحدث عن الشعر النبطي –
الحقيقة لا يوجد عدد محدد لبحور الشعر .. ولا حصر لها .. ولكن ثمة بحور تستخدم بكثرة وهي المشهورة في أيامنا هذه ومنها

1- بحر المسحوب : وهو أكثر البحور استخداما في أيامنا ، وذلك بسبب خفته وسهولة تفاعيلة وسلاسته ؛
مثال : أنا حبيبي بسمته تخجـل الضـي ّ يكسف سنا بدر الدجى من جبينه

2- بحر الصَخَرِي : وقد سميّ بهذا الاسم نسبة لقبية بني صخر ، والمعروف عن هذا البحر أنه ذو نبرة حزينة ؛
مثال : غريب الدار ومناي التسلي أسلي خاطري عن حب خلي

3- بحر الهجيني : وهو بحر مشهور جدا ويعد من أكثر البحور استخداما بعد المسحوب في الخليج ، ويتميز بأنه سهل النظم سريع لايقاع ويقال بأنه سمي بهذا الاسم لعلاقة بين إيقاعه وطريقة سير الهجن أو الجمال ،
مثال : قصيـدتـي لاغــدى ضـيـي ّشحـيـح وارتبـكـت ايـديـنـي
وتـعـثـرت بــــي خـطـاويــي ولا عـــاد رايـــي يـقـديـنـي
وصرت أطلب الصاحب يعيي مـاغـيـر بـعـديــن بـعـديـنـي
وتـنـكـرولـي بــنــي خــيــي واستسـهـلـونـي مـعـاديـنــي
والـمــوت مـاعــاد مـتـهـيـي والـعـمـر مـاعــاد يـمـديـنـي
تـكـفـيـن لا يـابـعــد حــيـــي ظــلــي مــعــي لاتـهـديـنـي

4 – بحر الحداء : وينطق الحدا .. وهو بحر قصير الفقرات سريع النغمات قليل الأبيات ..
مثال : يا بو هلال ليتك تشوف حطـونـي العسـكـر نـظـام
يقـودنـي مـثـل الـخـروف العسكري ولد الحـرام

5 – العرضه : وهو لون جماعي حماسي يغنى بمجموعات ، وقد سمي بالحربي ..
مثال : والله ياللـي منتـوي حربـنـا مايلـيـق واللي زبنا ننثني دونه وعينـه ماتنـام
واللي قعد عن لابته لاتجعلونه رفيـق خله مع الخفرات خدامٍ لسمر اللثام

كذلك يوجد : السامري ، والهلالي ، والمربوع ، والقلطات .. ؛ والحقيقة بأنني لا أعرف عن هذه البحور الكثير ..

** وبعد أن أخذت فكرة موجزة وسريعة عن بعض البحور ، سندخل الآن في كيفية وزن القصيدة ..
هناك طريقتان ، لوزن القصيدة ومعرفة الكسور فيها : –

الأولى:
تلحينها وغنائها ، أي تقويم الأبيات على لحن معين تسحب عليه الأبيات كاملة حتى تكون جميع الأبيات على سياق اللحن ولا تشط عنه في نشاز لحني ، وإلا كان هذا هو الكسر .

الثانية:
وهي الأضمن والأفضل ولكنها ليست الأسهل .. وهي التفاعيل
والتفاعيل لها حروف خاصة تسمى حروف التقطيع ولها مقاطع صوتيه بعضها سمي أسبابا وبعضها سمي أوتادا ، وبعضها خماسي وبعضها سباعي .

الطريقة :
ركز معي الآن ، القصيدة عبارة عن أبيات .. الأبيات عبارة عن كلمات .. الكلمات عبارة عن حروف ..
جميل .. وصلنا للحروف .. الحروف في التفاعيل تنقسم إلى نوعان : متحرك ، وساكن .. فقط لا غير
أي فتحة وسكون .. وسأستعيض عن الفتحة بالداش أي
/ وأستبدل السكون بحرف الأو بالانجليزي
O

حسناً .. دعنا نوزن بيت واحد فقط الآن ، مثلا هذا البيت :-

أنثر قصيدي مثل نثـري للأحـلام غيري تمتع به وأنا ضايق البال

لا تنسى : الحروف في هذا البيت ، نوعان في من التفاعيل ، متحرك وساكن
وزن الكلمة الأولى يكون على النحو التالي :
أ ن ث ر
حرف الألف : متحرك .. لماذا ؟ لأن غير ساكن ، أي توجد فوقه فتحة . فيكتب : / ( فتحه) ، أو حركة
حرف النون : ساكن .. لماذا ؟ لأنه غير مضموم ولا مكسور بل ساكن ، فيكتب (سكون ): O
حرف الثاء : متحرك ؟ لنفس السبب ، أي لأن تحته كسره وينطق أنثـِـر ، فيكتب متحرك أي : /
حرف الراء : ساكن ، فيكتب : O
إذن .. فالكلمة الأولى تكتب
O/o/
الفتحة الأولى هي حرف الألف والسكون الثاني هو حرف النون ، والفتحة الثالثة حرف الثاء ، والسكون الأخير هو الراء.

إذا استوعبت الكلمة الأولى فيمكنك وزن باقي البيت والقصيدة كلها على نفس الموال ، أي ، تكتب الكلمة الثانيه وتقسمها إلى حروف متحركة وساكنة ، بنفس الطريقة الأولى ، وكذلك الكلمة الثالثه ، والرابعة حتى ينتهي الشطر الأول ثم تكمل الشطر الثاني بنفس الطريقة ، فيصبح :
أن ث ر قصي دي مث لنثـ ري للح لا م
/o /o // O / O /o // O /o // O /o /
ألا تلاحظ شي ؟ .. بأن السكون يكون هو آخر حرف دائما ، بعده تكون تفعيلة ثانيه ، وهذا هو الصواب ، أن يكون السكون مرحلة الانتقال للتفعيلة الثانية ، أو التقطيعة الثانية وإلا فإنك ستبقى تكتب /// حتى تواجه سكون فيكون ///o ، بعدها تبدأ من جديد.

الشطر الثاني
، وهو : غيري تمتع به و أنا ضايق البال ، سيكتب على النحو التالي- :
غي ري تمت تع به وأنا ضا يقل با ل
/o /o // O / O /o // O /o // O /o /

ألا تلاحظ شي آخر هنا ..؟
في كلمة تمتّـع ..؟ ، في التقطيع أضيف لها حرف تاء ثالث !.. فـأصبحت في التقطيع ، تمتـ تـع.

لماذا ؟ .. السبب .. لأن التاء مشدّدة .. وفي حالة تشديد أي حرف يتحول لحرفين في التقطيع . لأنه ينطق أصلا حرفين ( جرب الآن كلمة تمتـّـع ) ستجد أنك نطقت التاء ثلاث مرات في الكلمة ، لذلك فهو يكتب في التقطيع كما ينطق .
بعد أن انتهيت من البيت الأول كاملا .. أدرج البيت الثاني تحته وقطـّعه بنفس الطريقة ، إذا كان البيت الثاني موزون على نفس وزن البيت الأول فإنك تسير على نفس البحر .. ولا توجد كسور في قصيدتك ، أي .. الشطرين الذين كتبناهما الآن تقطيعهما كالتالي : –

/o /o // O / O /o // O /o // O /o //o /o // O / O /o // O /o // O /o /

يجب أن يكون البيت الثاني بنفس التقطيع أي : –

/o /o // O / O /o // O /o // O /o //o /o // O / O /o // O /o // O /o /

وهكذا الى نهاية القصيدة

وبعد ان تطرقنا الى موضوع الوزن نتطرق الى نصائح مفيدة قبل البدء في إنشاء القصيدة :

دائما ما تكون أجواء كتابة القصيدة مميزة .. فإمّـا أن تكون مشاعر الحزن قد طغت على مشاعر الفرح ، أو العكس .. فتلجأ للكتابة .
حتى وإن لم تكن شاعرا .. لا بد أنك في يوم قد حاولت أن تكتب الشعر .. فكل إنسان في داخله شاعر .. لذلك فأنا قد جمعت لك من بعض المراجع ومن خلال خبرتي البسيطة ، بعض النصائح علها تفيدك في مشروع قصيدتك القادمة :-

أولا- الفكرة :
قبل أن الشروع في كتابة القصيدة ، يجب أن تكون لديك فكرة معينة وتريد الوصول إليها أو التعبير عنها ، والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة ، وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص .

ثانيا- الجو :
حاول أن تهيئ الجو المناسب الذي تعوّدت على الكتابة فيه .

ثالثا- الخيال:
تأمل في الفكرة جيدا قبل أن تبدأ في الكتابة ، وطلق العنان لخيالك أن يجوب فكرة القصيدة ، فهو بذلك يبرز لك بعض الارتباطات بين الفكرة والخيال ، ويعبث بأبعاد النص اللغوي .

رابعا – أول بيت :

أ-لاتفكرفي الوزن بل تجاهله مؤقتا .. فكر فقط في المعنى الذي تريد أن تقوله .. أعد التفكير مرتين وثلاث في موضوع القصيدة .. تماما وكأنك تشرح لشخص يجلس أمامك .

ب- ابدأ بوضع لحن معيّن تعتقد بأن المعنى الذي أردت قوله توافق يتوافق معه .. أي بمعنى آخر القصيدة نفسها تحدّد بحرها بنفسها .. فلا تقل لنفسك أريد الكتابة على بحر الهلالي مثلاً .. خصوصاً في البداية بل تغن بالكلمات التي تحس أنها تبحث مافي نفسك على أي بحر كانت ثم أكمل بعد ذلك .

جـ – إبحث عن القافية التي تحس أنها تتناغم مع البحر الذي تريدة أو الذي بدأته بالفعل .. مثلاً .. لنفرض أنك وضعت بيتاً على (المسحوب )وكانت قافيته الأولى بكلمة(منال)) وقلت فيما معناه .. بأن الوصول إليك صعب المنال .. وتريد أن تقول أيضاً أنك رغم ذلك حاولت فقلت في الشطر الأول من البيت الأول ( وصلك حبيبي صار صعب المنال ) .. تبحث عن كلمة القافية ولدينا منها الكثير مثل : محال .. وصال .. وقال .. الخ ؛ مثلا لنأخذ كلمة ( محال ) .. فأنت الآن يجب ان تربط هذه الكلمة بالكلام الذي تريد أن تقوله ، فتحاول ربطها بمعنى كأن تقول ( حاولت .. لكن كان هذا محال ) ..
أو كلمة مثل ( ليال ) .. فتقول ( حاولت أجي يمك بسود الليال )، وهكذا تمد الجسور بين القافية والمعنى ، حتى تختم القصيدة .

خامسا – الترتيب :
حاول أن تجعل المعاني متقاربة ولا تبتعد كثيراً فكل بيت يكمل البيت الذي قبله ، أو يبدأ معنى جديد له علاقة بمعنى البيت الذي قبلة ، المهم أن يخدم جو القصيدة .

سادساً – بعد الانتهاء :
حاول إقامتها مرة أخرى على الميزان ثم اللّحن حتى تتأكد من سلامتها .

تــــــذكـــر : ** الحرف الذي لاينطق لا يكتب ولا يوزن .
** حروف العلة سواكن .

إقامة القصيدة على لحن واحد تجيده تفيدك كثيراً في الحكم المبدأي على أي قصيدة

منقوول




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

مائة قاعدة تعين على ضبط النحو و معرفة الإعراب

مائة قاعدة تعين على ضبط النحو و معرفة الإعراب


الونشريس


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


مائة قاعدة تعين على ضبط النحو و معرفة الإعراب

الشرح الميسر على ألفية ابن مالك

الدكتور عبدالعزيز الحربي

قال في مقدمته :

لا أعرف كتاباً عُني بذكر القواعد النحوية و تدوينها على طريقة القواعد الفقهية أو قريب منها.. و في جمع القواعد الصحيحة بجمل مختصرة فائدة عظيمة يضبط بها المتعلم فروع المسائل و نظائرها و حكمها و تيسّر له المعرفة على طريقة أثبت و منهج أقوم.. و من ثم فقد بدا لي أن أذكر بين يدي الشرح الميسر عددا من القواعد و الجمل المختصرة التي تعينه إذا ذكر و تذكره إذا نسي و تثبت فؤاده حين التردد.. و كل من القواعد والشرح إنما كتبته تذكرةً للعالم و تعجيلاً بنفع المبتدي.. و القواعد المائة التي اجتهدت في وضعها .. منها ماهو خاص و منها ما هو عام.. و قليل منه مستعار من القواعد الفقهية.. و هذه القواعد هي :

القواعد موجودة في الملفات المرفقة

منقول للفائدة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
1.doc‏  30.5 كيلوبايت المشاهدات 91


رد: مائة قاعدة تعين على ضبط النحو و معرفة الإعراب

جزاكم الله كل خير


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
1.doc‏  30.5 كيلوبايت المشاهدات 91


رد: مائة قاعدة تعين على ضبط النحو و معرفة الإعراب

بارك اللّه فيك موضوع قيم ومفيد لكل المستويات


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
1.doc‏  30.5 كيلوبايت المشاهدات 91


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

تحميل كتاب "معجم السيميائيات" لـ فيصل الأحمر

تحميل كتاب "معجم السيميائيات" لـ فيصل الأحمر


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إليكم في هذا الموضوع تحميل كتاب:

معجم السيميائيات

لصاحبه فيصل الأحمر

الونشريس

للتحميل إضغط هنـــــا

منقول للفائدة




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

اسئلة امتحان في مقياس اللسانيات سنة اولى جامعي

اسئلة امتحان في مقياس اللسانيات سنة اولى جامعي


الونشريس

الإجابة النموذجية لامتحان اللسانيات العامة ( خاص لطلبة السنة الأولى lmd )

المستوى:. 1 جذع مشترك (LMD)
الدفعات: أ . ب . ج
إجابة أسئلة اختبار السداسي الثاني في اللسانيات العامة

أجب عن الأسئلة الآتية بوضوح واختصار :

س 1 ـ تطرق (دي سوسير ) إلى ثنائية (اللغة /الكلام ) كظاهرة لسانية بشرية . فما موقع
( اللهجة) بين اللغة والكلام ؟ . وما الفرق بين اللغة واللهجة ؟

ج 1 ـ يصنف علماء اللغة اللهجة في موقع بين دائرة اللغة ودائرة الكلام ، والفرق الأساسي بين اللغة والكلام هو أن اللهجة ممارسة لغوية محرفة ومرتبطة بإقليم جغرافي محدود .

س 2 ـ تطرق (دي سوسير) إلى ثنائية ( الزمانية / التزامنية) . فهل يمكن أن يتداخل المنهجان أثناء الدراسة ؟ . كيف تفسر ذلك ؟.

ج 2 ـ نعم يمكن للمنهجيين أن يتداخلا ، بحجة أن الباحث اللساني قد يلجأ إلى البحث في ظواهر لغوية قديمة بمنهج آني وصفي في لحظة زمنية معينة من الزمان الماضي .

س 3 ـ ما الفرق بين الصوت الطبيعي والصوت اللغوي ؟ . وهل يمكن أن يكون للصوت اللغوي علاقة طبيعية بمدلوله ؟

ج 3 ـ الصوت الطبيعي هو كل صوت يصدر عن الكائن الحي ولا يدخل في الاستعمال اللغوي كصوت سقوط جسم مادي على الأرض عكس الصوت اللغوي الذي يدخل في الاستعمال اللغوي والأصوات اللغوية في اللغة العربية هي : حروف اللين والحركات القصيرة والطويلة ، ورغم ذلك نجد أن بعض الأصوات اللغوية لها علاقة طبيعية بمدلولاتها كحرف السين الذي يوحي بالصفير أو حروف الكلمة ( ح ر ث ) التي تدل بالفعل على محاكاة صوتية لعملية الحرث في جميع أصواتها وبالترتيب ( رأي الجاحظ)

س 4 ـ ـ يحتاج اللسان البشري أثناء التواصل اللغوي إلى بعض القرائن المادية المصاحبة . ما طبيعة هذه القرائن ؟ . وهل تعدّ أنظمة دلالية مستقلة ؟

ج 4 ـ من القـــرائن المصاحبة للاستعمال اللغوي الإشارة الحركية ( الحركة الإيمائية ) و التعابير العاطفية أو ألوان بشرة الــــــوجه ( المؤشر ) ، وهي من الأنظمة الدلالية الشائعة خارج الاستعمال اللغوي

س 5 ـ ـ يتقاطع اللسان البشري مع نظام ( الرموز) في مستوى اللغة الأدبية , كما يتقاطع مع نظام ( الإشارة البصرية ) في اللغة المكتوبة . قدم مثالا واحدا لكل تقاطع .

المثال الأول .: الرموز الأدبية الواردة عند المبدعين ( الحمام / الظلام / الميزان )
المثال الثاني.:علامات الوقف والترقيم في الإملاء ( علامة الاستفهام / …………)

س 6 ـ أذكر عاملين من عوامل ثبوت اللغة الإنسانية, وآخرين من عوامل تغيرها .

ـ.اللغة صعبة التعلم ……………../…اللغة قديمة ضاربة في جذور الأولين …………
ـ.التداخل و الاقتراض اللغوي بين اللغات ./.العوامل البيئية والنفسية والاجتماعية

س 7 ـ ـ مبدأ (التفاضل ) خاصية في اللسان البشري يعبر عن قيمة الوحدة اللغوية في النظام اللغوي . ما معنى( التفاضل ) في الحكم على الوحدة اللغوية . وكيف يكشف عن ظاهرة (الأسلوب ) .

ج 7 ـ المفاضلة بين الوحدات اللغوية هي المقابلة الوظيفية بين الوحدات في القيمة والوظيفية اللغوية التي تؤديها في الاستعمال اللغوي ، ومن خلالها يحق للمتكلم تفضيل وحدة لغوية في الاستعمال عن وحدة أخرى مما يفرز ما يسمى بأسلوب المتكلم واختلافه عن أسلوب متكلم آخر .

س 8 ـ ـ يخضع مبدأ (التكافؤ ) في محور الاختيار إلى ذات المتكلم , وفي المقابل يخضع مبدأ ( التواؤم ) لبعض الضوابط اللغوية ( نحوية / صرفية / معجمية…) . كيف تفسر ما سبق ؟

ج 8 ـ يعتمد المتكلم على ميوله الذاتية في اختيار الوحدات اللغوية المناسبة للغته في حرية تامة ، وفي المقابل ينحصر هامش الحرية في المستوى الأفقي لأسباب معيارية تفرضها قوانين اللغة حتى على مستوى المعجمي ـ أحيانا ـ ففي بعض الأفعال الخاصة مثل ( صهل / زأر / اشتعلت ….) تتطلب بالضرورة بعض الفواعل الملازمة لها ( الحصان / الأسد / النار ) .
س 9 ـ يرى اللغوي الفرنسي ( أندري مارتيني ) أنّنا نسقط بواسطة اللغة تحليلا خاصا للواقع الخارجي المحيط بنا . كيف تفسر هذا الرأي ؟ . قدم مثالا على ذلك .

ج 9 ـ وهو دليل على أن اللغة الإنسانية تخضع إلى مستوى آخر واقعي غير دلك المستوى الافتراضي الذي نتعلمه في المدارس أو الكليات ، فتعلم أي لغة أجنبية
أو دراستها يتطلب من الباحث الانغماس في الوسط الاجتماعي الخاص بها ومثال ذلك اختلاف الشعوب في صياغة عبارات ا لعزاء أو التحية أو التهنئة التي تختلف واختلاف الثقافات والأديان والتي لها تأثير على اللغة

ملاحظة : نقطة (01 ) لكل جواب صحيح .

بالتوفيق ـ أستاذ المقياس
د / م ل ش

الصفحة 2 /




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

الى طلبة الادب العربي ممكن مساعدة

الى طلبة الادب العربي ممكن مساعدة


الونشريس

السلام عليكم كيفكم ان شاء الله بخير انا تحصلت على شهادة البكالوريا هذا العام بمعدل13 واعطوني ادب عربي من فضلكم اذا احد عندو خبرة في هذا المجال او دارس لغة عربية يجاوبني هل هي سهلة او صعبة؟ وما هي المواد التي ندرسها في السنة اولى جامعي؟ ريحوني بلييييييز لاتبخلو عليا بالردود




رد: الى طلبة الادب العربي ممكن مساعدة

وين الردوووووووووووود بليييييييييز




رد: الى طلبة الادب العربي ممكن مساعدة

الف مبروك عليك أختي وان شاء الله موفقة

لقد سألت لك أحد معارفي وقال:

دراسة الأدب عادية جدا طبعا مع التركيز والاجتهاد

وأما المواد المدرجة:

العروض النحو والصرف والبلاغة وادب قديم ونقد قديم ومعجميات لغات اجنبية والقانون ومصادر اللغة ..

وأما اللسانيات ففي السنة الثانية

أتمنى لك النجاح




رد: الى طلبة الادب العربي ممكن مساعدة

ميرسي جدا اخي لمساعدتي واتمنى لك كل التوفيييييييق




رد: الى طلبة الادب العربي ممكن مساعدة

اخي ممكن اذا علابالك تقولي كم سنة ادرس في تخصص ادب عربي في الجامعة ان شاء الله وجزاك الله كل خير




رد: الى طلبة الادب العربي ممكن مساعدة

السلام عليكم الف مبروك على النجاح . اما بالنسبة لسؤالك راح جاوبك تدرسي ثلاث سنوات اذا كان النظام lmd وبعدين تلتحقي بالماستر
انا تخصص ادب عربي سنة اولى ماستر والله يوفقك




رد: الى طلبة الادب العربي ممكن مساعدة

انا ادرس في المدرسة العليا للاساتذة ببوزريعة ادب عربي و هي باذن الله سهلة اذا اجتهدت طبعا اما بالنسبة للسنوات انا 5 سنين اما الالمد 3سنوات و موفقة ان شاء الله




رد: الى طلبة الادب العربي ممكن مساعدة

بالتوفيق …




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

تحليل رواية؟

تحليل رواية؟


الونشريس

قرأت مؤخرا رواية عرس بغل للطاهر وطار رحمة الله عليه،و أود من المختصين في اللغة العربية ان يعطونا اهم الخطوات التي يتبعها القارئ بغية التعرف على الافكار التى تتضمنها.




رد: تحليل رواية؟

لا اعرف ولم اقراها




رد: تحليل رواية؟

ملخص الرواية
في هذا النص الروائي، يبدو (الْماخور) فضاءً فسيحا، يشغل مسافة اثنين وعشرين فصلا، تتطور فيه الشخصيات الْمِحورية، وتَحْتَدم الصراعات الناشبة بينها (الْحاج كيان، الْعَنابية، حياةُ النفوس، حمود، خاتَم، القروي…) كما تبدو (الزيتونة) فضاء ضيقا يَحتضِن أربعة فصول، موسومة كسابقتها بعناوين دالة (التحديق في المرآة، دم الإمام، حافات الأجرف، الْحاج كيان) وفي المقابل، يُجسد الْحضور الْمكاني والروحاني للزيتونة عبر الحاج كيان.
فصول الفضاء الأخير، تَمْتد من الْحاضر إلى الْاضي، لتستحضر شخصية الْحاج في شبابه، ومرحلة دراسته بِمسجد الزيتونة، وتأثير الْحركة الدينية عليه. تستغل في تَجلية هذا الْماضي الدفين، تقنية الاستذكار والاستحضار، فيما ترصد باقي الفصول، تطور شخصية الْحاج، العائد من كيان – السجن- إلى الْماخور بدل الزيتونة!
منذ الفصل الأول ((مراحل الرحلة)) نشعر بأن الْحاج كيان، يستعيض عن طموحاته وآماله الآنفة، باللجوء إلى العزلة، بين القبور والصخور والْهياكل العظمية، وإلى التحليق في عوالِم الوهم والْخيال وحلم اليقظة. الوسيلة التي ترحل به إلى هذه الأجواء السَّرابية هي (حلوى الترك، العسل، الغليون)..إنَّها ملاذ الإنسان الفاشل الْمُحبط…فلكي يصيرَ الْحاج (متنبيا أوحمدان قرمط أومن خلفاء بني عباس، أو على الأقل، غلاما من غلمانِهم…يُدمن على هذه الْمواد التي يعتبرها خيطا، طريقا، جسرا إلى الْهوية، وإثبات الذات)!
آلية التواصل بين الواقعي والْخيالي، بين الحقيقي والوهْمي، تتخذ شكلين متناقضين متعارضين: شكلا ثابتا في الزَّمكان (الْحاضر، الْمقبرة، الْماخور) وشكلا متداعيا (الْماضي، الزيتونة، شعر الْمُتنبي، تاريخ العباسيين).. الشكلان الْمتضادان الْمتناقضان، تفرضهما الرغبة الْمَحمومة في التحلل من الواقع الآسن. فالْحاج كيان، الذي أهدر عشرين عاما من حياته في السجن، يهجر الْماخورَ يومي السبت والأحد إلى الْمقبرة، ليستعيضَ عن اللحظة والآني بأربع مراحل. في الأولى، يتحسر على الْموتى، الذين تساقطوا كالذباب « أتَوْا بِهِم قطعَ لَحْم بارد. دفنوها في الأرض، وولوا هاربين، تاركين إياها للدود». وكلما تناول أكثر، ازداد تَحليقا، وتوغلا في الْماضي البعيد. ها هي الفتاة (الأمل – الْحلم) مُلتحفة ثوبا ورديا من خلف الضباب، كأنَّها تِمثال من الْمَرمر، في عمر الزهور. تنزل إليه، تبتسم له، تستلقي إلى جانبه على سرير حريري..ثم لايلبث أن يتآكل جسمها الْمَرمري، فيتحول إلى ديدان « هكذا صارت، هكذا صاروا..هكذا نصير. هذا كل ما هنالك» ويتحول العالَمُ، في نظر الْحاج، إلى هياكل عظمية تنخرها الديدان، متحركة بلاقوانين، بلاحوافز، بلاغايات أوأهداف.. يتخيل، أيضا، عزرائيل يَملأ الفضاء، كلَّ الفضاء. ينزل عليه بالعصا، يُجَزئه، لأنه لايُحس بالكينونة إلاعندما يتسلط عليه الألَمُ. يصبح العيش عبثا، لأنه « ميت منذ الأزل. أنا مت قبل أن يُخلَق العالم كله. حتى قبل أن يكون هنالك موت»… ينبغي، إذن أن يقبل بالواقع، أن يصير جزءا منه « السير بالنية، والطيران بالنية، والأكل بالنية، وكل شيء بِمُجرد النية…يكون ولا يكون، لا يكون ويكون»!
هذه الرؤية العبثية، الناتِجة عن الْخيبة والإحباط اللذين مُنِيَ بِهِما الْحاج في شبابه، تُمثل موقفا نُكوصيا، عبر السير من الْمشخصات إلى الذهنيات، من الواقعيات إلى الْمطلقات..إنَّها الزوايا الْحلمية اللاواعية واللامعقولة، حتى الْخيالية والوهمية، الناظمة لِهموم الشخصية، الكاشفة لتأزماتِها الذاتية والنفسية والفكرية…إنَّها التجسيد الْحي للمتاهة التي خاضها الْحاج كيان، وللتساؤلات الناتِجة عن تَجربته الْحياتية القاسية، وتأملاته لواقعه (عزلته، غربته، طموحه الضائع، الْموت الْمغروس في كيانه، لامعنى الوجود بذاته، لامعنى الْجهد الإنساني في عبثيته..) تلك بعض الأفكار والآراء الضاغطة على الشخصية التي باشرها من قبل ألبير كامو – الْجَزائري الْمَوْلِد- في « أسطورة سيزيف»، « الإنسان الْمتمرد»، « الطاعون»، « الغريب»… والطاهر وطار من الروائيين القلائل الذين قرأوا النتاجات الروائية الكاموية والسارترية واستوعبوها، دون أن تنال من شخصيتهم العربية، أو تؤثر فيها سلبا!
لايُخامِرنا الشك في أن هذه الرواية، هي تَجْربة حياتية طويلة، تَجربة ثقافية عميقة تقرن الثقافي العربي بالرصيد الثقافي الغربي. مثلا تكنيك « تيار الوعي» يكسر به الروائي العنصرَ الزمكاني، ليجري تشريـحا على شخصية الْحاج كيان، على ذهنيته ونفسيته بوسيلة التداعي والتذكر، هي حصيلة هذه (التجربة الثقافية الشمولية الْمتفتحة على الآخر) إذ منذ الفصل الثالث (التحديق في الْمرآة) يتغلغل الروائي في شخصية الْحاج الْماضية، عبر سلسلة من الأحداث والذكريات، سواء في الزيتونة أوالْماخور.
الوسيلة التي يشتغل على مَحَكِّها في هذا التكنيك، هي (الْمِرآة).. ولِهذه الوسيلة أكثر من مَحمول، وأكثر من مدلول؛ فهي تشخيص للحالة الْخارجية، لكنْ، إذا أطلنا النظر، وأمعنا فيها جيدا، فسنغوص تلقائيا في الْحالة الداخلية، وهو ما تعكسه الرواية، حينما يُطيل الْحاج التحديق في الِمرآة، فيبدو شابا، ذا لِحية زرقاءَ، وطربوش أحمَرَ، يغادر الْخيرية إلى الزيتونة، ليصلي ويقرض قصائد أبي الطيب المتنبي، ثُمَّ يتولى شيخ التجويد تعليمَهُ القراءاتِ السبعَ.
يزداد (تيار الوعي) تدفقا، فيعرض شريطا سينمائيا لِحياة هذا الشخص، يتذكر بسخرية لاذعة، وفي نقد جريء لشيخ ذي سلوك حِربائي: « حاول مرة أن ينزع يده من كف الشيخ، فنهره قائلا:
– لا تقطع الصلة الروحية بيننا.
منذ ذلك اليوم، تعود أن يترك يده، غيرَ مبالٍ بأصابع الشيخ التي تواصل حركةً مريبةَ…»!
ويتذكر كيف كان طالبا نَجيبا، يصغي إلى الشيخ ويرد على أسئلته…ثُم يستهوي فكرته: «إن حسن الشيخ، لا يبشر بالإسلام أويدعو للدخول إليه، إنّما يستنهض الْمُسلمين. فكما يدخل الْمقاهي والْملاعب والْمسارح، ويقيم التجمعات في الساحات العامة يقصد أيضا الغاوياتِ الضالاتِ…» فيقرر أن ينشر الدعوة على غرار الأشعري والغزالي، وأن يبدأ التجربة من دار البغاء، لكي يُقهر ذاته، قبل أن يقهر سواه: «مَنْ لَمْ ينتصر على نفسه لن ينتصرَ على غيره».
تعكس الرواية، بتفاصيلَ دقيقةٍ، آراءَ الْحاج في الْمَرأة، سواء كانتْ سافرة أومُحْتجبة، فهي بضاعة في كلتا الْحالتين « هناك تباع بالْجملة، وهنا تباع بالتقسيط، وهي دائما ككلبة السرك تؤدي الأدوارَ التي تُدرَّب عليها». وحينما يدخل الْماخورَ « مرفوعَ الرأس، شامخَ الأنف، كمن يدخل مَحَلَّ بيع الْجلود النتنة». و«يومَ الْجمعة، يُخرج من منزله قصعةَ الطعام للفقراء، ويتظاهر بِخِدمتهم بنفسه…»!
وهناك في الْماخور، الذي يُدِرُّ الْمالَ على بائاتِ الْهَوى، يَخوض حديثا طويلا معهن في قضايا شائكة تستعصي على عقولِهن: « أيها الْمَجنون هل جئت تُخرب عشي، من قال لك إننا غير مسلمات هنا»؟!..تقول له العَنّابية بعصبية، ولَمْ تَجِدِ النساءُ حَلا لِمشكلة هذا الْمُتفيقه غير أن يَحْملنه إلى غرفة، ويقذفن به على السرير «هيا حدثني عن القبور والآخرة» قالت العنابية، ففتح عينيه!…خالَها أختا لسيف الدولة، تأتيه، كل ليلة في حلمه!
تتوالى الْمراحلُ متعاقبةً، فيتخلى الْحاج عن دعوته، لينضمَّ إلى عناصر الْماخور.ثُمَّ يسقط فريسة بين يدي العنابية، لكن (زمردة) يعترض قائلا: « ألا تعلم أن العنابية زوجتي. أنا رب الْمقلاة هنا. وكل طريق نَحو العنابية يَمرُّ بي أنا. ألا تعرف هذا»؟!… فيمابعدُ، سُيعْثَر على زمردة والغلام مطعونين بالْخِنجر، فيلقى القبضُ على الْحاج.. ويَصْدر في حقه حكم، يقضي بسجنه عشرين عاما!
إذا كان الأسلوب طريقةَ للتعبير عن أفكار ما، أونَمطا حياتيا يرسُمه الكاتب لشخوصه القصصية والروائية، أونَهجا خاصا به وبتقنية ما، فإن له دورا آخر في رواية « عرس بغل»..يتجلى في العلاقة الْحميمية بينه وبين الأنا الْمتلفظة، الكاتبة. يقول ميشليه «ليس الأسلوب إلاحركةَ النفس» وبول بورجيه: «بالأسلوب الفردي يسجل الكاتب ميولَه الأنَوِية» ويعبتر فلوبير الأسلوبَ «نَهجا في رؤية الأشياء» فما هي هذه العلاقة الْحميمية والرؤية الصميمية بالنسبة للرواية؟
لقد تتلمذ الكاتب في معهد الشيخ عبد الْحَميد بن باديس بِمدينة قُسَنطينة، ثُمّ في جامعة الزيتونة بتونس سنة 1954. فانعكس هذا الْجو التعليمي التقليدي والآراء الفقهية والنحوية والبلاغية والطريقة التلقينية الْمتزمتة، على نفسية البطل الرئيسي الْحاج كيان، سواء في شبابه أوفي كهولته (الفصول: الثالث، الْخامس، السابع، التاسع).
وإذا علمنا أن الكاتب نشأ في البادية، وفتح عينيه على صفائها؛ صفاء الوجود، صفاء النفس في تأمل الشمس، التلال، الروابي… أدركنا سرَّ تلك الشعرية، الزاخِمة لسطور النص، الشاحنة لِجُمله وكلماته، فضلا عن حفظه نصوص جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، نَجيب الرَّيْحاني…بل إن الكاتب تصوَّف حينا، ونظم قصائد حينا آخر، قبل أن يعجز الشعر عن ترجَمة خلجاته النفسية، فاتَّجه إلى القصة ثُمَّ الرواية.
غير أن التناقضاتِ التي لَمَسها الكاتب – أولا- بين جيلي القرية (مداوريش بالشرق الْجزائري) والْمدينة (قسنطينة، القيروان) دفعته إلى الرصد والْملاحظة الدقيقة. فضحَتْ له البيئةَ الْمدينيةَ الزائفةَ: «كيف لا، وأنا ابن البادية، الذي لَمْ
يتشرب إلاالصفاء والنقاء»؟!: يقول وطار.
يُمْكننا أن نستشهد على فضحه وكشفه لبشاعة الْمدينة، بأرضية الرواية: الْماخور – الوكر الآسِن، الذي تتوالد، وتتناسل في حَمأته الأوبئة الْمختلفة، فتقع شخصياته بين حبائله ضحايا الزمن الردئ!
إن الكاتب، إذ يقتني هذا الفضاءَ الْمكاني لشخوصه الروائية الْمُحبطة، فكريا، اجتماعيا…لايغفل عن أسلوبِها الْحياتي، ونَمطية سلوكاتِها اليومية، وتراتبية ميكانيزماتِها النفسية (السطو، الْخيانة، الْحشيش، الثأر…)
وهو ما يذكرنا بعالَمِ الكاتب الروسي الكبير غوركي!.
يقول وطار: « تُبهِرني طريقة مكسيم غوركي في الذهاب إلى النفس الإنسانية والبحث في الْحضيض». وفي حوار آخر لبلقاسم بن عبد الله معه: «جوركي العظيم علمني التمعن في الشقاء والبؤس الإنساني…»..لايغفل، أيضا، عن الوجه الثاني الْجميل الذي يُظهر إنسانيتها، طموحاتِها الْمشروعة، تَوْقَها إلى أجواء مريـحة. فالعنابية، مثلا، تُسِر في نفسها: « لو فهمني لَما كنا في الوضع الذي نَحنُ فيه. عرضت عليه أمرين، فلم يأبَهْ لأحدهما. قلت له يا حاج كيان، معي مايُمَكِّننا من شقة، وتِجارة صغيرة، هيا نتزوج ونغادر الوسط. وننجب أطفالا، نرسلهم إلى الْمدرسة. يتخرجون. يصيرون أطباء ومُحامين، وضباطا. نتحول إلى فيلاَّ. نقتحم من جديد الْحياةَ التي خرجنا منها، نعود بالْحسب والنسب، نعطي بناتنا لِمَنْ نشاء، ونزوج أبناءنا بِمن نشاء، ندخل في نسق أولي الأمر، وندع الذل لأهل الذل…» بِما يعني أن هذه الشريـحة التي يُصنِّفها الْمُجتمع بالْمُنْحرفة، لو فُتِح لَها الْمَجال، لَما كانتْ كذلك . الأمل نفسه، كانت العنابية ترنو إلى تَحقيقِه من قبلُ، وهي الْمعلمة، صاحبة الكلمة الأولى والنهائية في الْماخور…كانت تَحلُم بالبراءة والعشق مع (خاتَم): « أفتح له متجرا ضخما، يشتغل كامل النهار، ويعود إلى الليل، أغسله في الْماء الدافئ، وأعطره. أحْمله إلى فراشه، وأبيت ساهرة..»!
وهذا الْحاج كيان يُفْصِح عن طموحه (الْخيري) للعنابية، حينما عزما على إقامة عرس بغل: « في الأول أكون مع الأطفال، في الْمستشفى أنوبك هناك، أدفع الْهدايا إلى العوائل، ثُمَّ أحضر على الأقل، عشاء، أو اثنين. إن عرس بغل، لا يَجب أن يُنْسِينا صلتنا الْحقيقية بالْمجتمع»… إن هذه الْجملة، تبدي أن الظرفية القاسية، أحدثت قطيعة بين هذه النماذج البشرية والْمجتمع، وبالرغم من هذه القطيعة القسرية، فإن الْحاج كيان الذي نشأ في (ملجإ خيري) ما فتئ ملتحما بِمحيطه الأول، يَحِن إليه!
هناك صور تتكرر، كأنَّها لازمة، كلما تأزمتِ الْحالةُ في الْماخور، في عودة الإنسان إلى النبع، إلى الأمومة، العاطفة الْجياشة؛فخاتَم، الرجل القوي، حامي الوكر، يتحول إلى صبي، حينما يتلقى ضربة من عصا القروي، فيقع مغمى عليه « أمرت إحداهن بإعداد ماء ساخن…بان لَها خلال الدموع، أنه في قماط أبيض، وأن رائحة الرضيع، تعبق منه. انْحنت مُمتلئة بِحبه وطبعت قبلةً على جبينه».
لَمْ تقتصر ثقافة الكاتب على الأدب العربي، قديـمه وحديثه، أو أنه أسَرَ نفسَه بين جدارات هذا الأدب، وهو الذي أفلت من شَرنَقة الغزو الثقافي، بل تفاعل مع الآداب الغربية، سواء الأنْجليزية منها أوالألْمانية أوالفرنسية أوالروسية، فأصبح كما يقول: «مَجموعةَ مدارس، إن جاز هذا التعبير، ومع ذلك، أعتقد أن لي شخصيتي الْمستقلة من كل هؤلاء العباقرة»..لكن، من هم هؤلاء الذين يَسِمُهُمُ الطاهر وطار بالعبقرية؟..وأين يتجلى هذا التأثير في العمل الروائي الذي نقاربه نقديا؟
مِنْ هؤلاء، نذكر: ألبير كامو، أرنست هِمنجواي، مكسيم جوركي… والفيلسوف الفرنسي الراحل، جان بول سارتر، الذي استقى منه الكاتبُ تقنية (الْحوار الباطني) أوما يُسمى بـ(الترديدات الداخلية للخلجات النفسية)… وهذه الآلية، من الْمُكونات الرئيسية لشعرية النص لدى الكاتب. وفي الفصلين الأول والثالث، اللذين عرضناهُما، ما يكفي للتدليل على هذه الآلية.
تنضاف إلى الْحِوار الباطني، الرؤية العبثية التي تتصدر الرواية، تصدمنا بِها في بداية قراءتنا لَها، فتبعث فينا القرَف والتقزز والْخوف من الْمصير النهائي الْمؤلِم (القبور، الْهياكل العظمية، الدود، عزرائيل يَملأ الفضاء..). وإذا كان « الْجَحيم هو الآخر» في الْمنظور السارتري، فإن الكاتب يستغل هذه الرؤية، عبر الْمَسافة الروائية. يقول حمود، مثلا، لَمّا أُبْعِد عن الْماخور، وأحس «بأن الْحياة خواء تلهف على طعم لذيذ، وجو دافئ وفراش وثير، هذا ما يشغل الناس كلما انْحدروا اقتنعوا، وكلما صعدوا تلهفوا بَهائم في بَهائم. لا يليقون إلالِحمل الأثقال وجر الْمحاريث. أعداء، جميع الناس أعداء، يَجبُ أن يُسحَقوا بالْجُملة والتفصيل. تفُ…»!
والرواية ترْشَح باللغة الواصفة، فالكاتب، قبل أن يعطي لشخوصه فرصة التفكير والتعبير والتحرك.. يصفها، سِنا، بَدنا، لباسا.. الغاية هي تَجسيد الشكل الْخارجي الْمُماثل للباطني والسلوك والْممارسة، فهذا (عصفور الْجنة) نادل ماخور آخر «يرتدي قميصا شفافا أخضر وسروالا أحْمرَ، وفي معصمه ساعة مذهبة…» وهذه العنابية، تقابل الْمِرآة فتصف نفسها قائلة: «رغم تَجاوز الأربعين، لا تزالين لبوءة. عيناك الكبيرتان قاتلتان. بسمتك السحرية آسرة. لولا بعض التجاعيد، ونتوء غير متوقع الأنف، لكنت ابنةَ العشرين…».
إن هذه اللغة الواصفة، لاتنحصر في حالة الشخصيات فقط، بل تَمتد إلى أسْمائها التي تُحيلنا على أبعاد ودلالات في تشكيل الْموضوعة الروائية. هي أسْماء ذات مَحمولات مكانية وبدنية أوميولية. فالعنابية والوهرانية وياسْمينة البليدية، نسبة إلى مدن عنابة ووهران والبليدة، لأنه كثيرا ما تطلق أسْماء الْمدن على النساء، اللواتي يَخْجلن من إبراز أسْمائهن الْحقيقية، فيما تُتخَذ للرجال أسْماء تُبرز قوتَهم ونوعيةَ معاملاتِهم… فبباي البوكسور نسبة إلى الْملاكمة، وحمود الْجيدوكا نسبة إلى الْمصارعة اليابانية. وهناك أسْماء أخرى كـ(حياة النفوس) أطلق على بطلة من بطلات الرواية، تفتن (نفوسا)، تثير بِجمالِها خصوماتٍ ومعاركَ بين حَمود وخاتَم، وبين خاتَم والقروي من جهة ثانية.
يبقى أن نشير إلى أن الرواية تستغل أسْماءَ الطيور، الْحيوانات، الْحشرات بكثافة ملفتة للنظر. وفي هذه التسميات، تكمن دلالات، فإما أنّها تَجسيد للغة الفئة الاجتماعية التي تباشرها الرواية، وإما أنّها من الرصيد اللغوي الْمتداول في مُحيط الكاتب البدوي. مهما يكن، فإن هذه التسميات والنعوت الوصفية، هي دليل على العقلية الْمتخلفة، وعلى تفكُّك الْخلية الاجتماعية، وتأزُّم الذَّوات الْمُمزقة بين عوالِمَ متباينةٍ. كما تشكل العمود الفقري للغة النص وأسلوبه الفكري، وتُحدد الإطار النفسي العام للشخصيات الْمُفجعة الْمُتصدعة.
لغة الْماجور، هي لغة الاحتقار والكراهية والانفعال الْحادِّ، كـ(الكلبة الْجَرباء،
الأسد الْجائع، الذئب الظامئ، خاتَم الكلب، هذا العجل من أي إسطبل انطلق ؟!. لقد أضَفْتَ جديدا، أيها الْحمار، رميت بك كالفأر الْميت، الصقر، الذباب…) فهذه النعوت، وسواها كثير، تُعتبر أشكالا إشارية تصويرية، تتخطى الْمعاني الأُحادية، وإن كانت تَحتفِظ بِما ترمز إليه في حقولِها الْخاصة.
ونشير، أيضا، إلى الْمقاطع الغنائية التي تتكرر بين الْحين والآخر، من بداية الرواية إلى نِهايتها..جوهرها الفني يكمُن في تَجاوز الذاتية إلى العلل الْموضوعية التي آلتْ بالشخصيات الروائية إلى هذه الوضعية (الفقر، اليتم، الطلاق، السجن…): «…أنا الوحدانية، قليلة الوالي، أحبابنا يا عيني رحنا وراحوا عنا، يا مْرأة روحي للدار راكي مطلقة…» فالكاتب، يَحشُد كل الوسائل الأداتية (رمزية، لغوية، غنائية…) لتعرية قضايا وإشكالات
الإنسان الضحية.
لا ينبغي أن يستنتج من هذه الرواية، بل من الفضاء الذي تتنفس فيه (الْماخور) أن الكاتب يعني بدرجة أولى الْجِنس، أي الْمُمارسة الجنسية بكل ما في الكلمة من معنى، كبعض الكتابات الْهادفة إلى الإثارة وإضفاء الدهشة واللذة الْمجانية، إنه يتخذ (الْجنسَ) لتصوير النساء كأنَّهن عاملات مكدودات، وتسجيد عذابات وجراحات هذه الفئة الاجتماعية الْمُهمشة…!

العنوان هو عبارة عن افكار عامة لكل فصل تنطوي عليه مجموعة افكار جزئية او هو ملخص مجمل الافكارالعامة وهدا الملخص سيساعد على ايجاد االافكار




رد: تحليل رواية؟

شكرا وبارك الله فيك




رد: تحليل رواية؟

كثيييييييييييييييييييييييييييييييييير حلوة




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

النقد و مقاييسه في العصر الإسلامي

النقد و مقاييسه في العصر الإسلامي


الونشريس


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم في هذا الموضوع:

النقد و مقاييسه في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و عصر الخلافة الراشدة

للدكتور محمد عارف محمود حسن

المدرس في كلية اللغة العربية – جامعة الأزهر

التحميل من الملفات المرفقة

منقول للفائدة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
النقد و مقاييسه.doc‏  65.5 كيلوبايت المشاهدات 98


رد: النقد و مقاييسه في العصر الإسلامي

شكرا لك ام كلثوم على هذه المعلومات و جزاك الله خيرا


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
النقد و مقاييسه.doc‏  65.5 كيلوبايت المشاهدات 98


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

إمتحان السداسي الأول في مقياس الأدب المقارن للسنة الرابعة أدب عربي

إمتحان السداسي الأول في مقياس الأدب المقارن للسنة الرابعة أدب عربي


الونشريس



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم و حصرياً طلبة المستوى الرابع قسم اللغة العربية نموذجا امتحان السداسي الأول في مقياس الأدب المقارن

ليوم الثلاثاء 24 جانفي 2022

جامعة حسيبة بن بوعلي – كلية الآداب و اللغات – الشلف

التحميل من الملفات المرفقة

بالتوفيق للجميع


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الأدب المقارن.pdf‏  654.3 كيلوبايت المشاهدات 964
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
الأدب المقارن2.pdf‏  305.5 كيلوبايت المشاهدات 373


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

سيميائية العنوان عند "الطاهر وطار"

سيميائية العنوان عند "الطاهر وطار"


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم في هذا الموضوع:

سيميائية العنوان عند "الطاهر وطار"

رواية " الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي" أنموذجاً



التحميل من الملفات المرفقة


منقول للفائدة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
سيميائية العنوان عند الطاهر وطار.rar‏  44.0 كيلوبايت المشاهدات 140


رد: سيميائية العنوان عند "الطاهر وطار"

مشكور أخي على المجهود والله المجازي


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
سيميائية العنوان عند الطاهر وطار.rar‏  44.0 كيلوبايت المشاهدات 140


رد: سيميائية العنوان عند "الطاهر وطار"

بارك الله فيك.


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
سيميائية العنوان عند الطاهر وطار.rar‏  44.0 كيلوبايت المشاهدات 140


التصنيفات
الأدب واللغة العربية

هل يمكنكم المساعدة

هل يمكنكم المساعدة…………….


الونشريس

بعد التحية و السلام ………….عندي بحث حول المرأة في الشعر الجاهلي فهل يمكنكم مساعدتي ولو بفكرة………
في انتظار ردودكم




رد: هل يمكنكم المساعدة…………….

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البنت الجزائرية المتفائلة
بعد التحية و السلام ………….عندي بحث حول المرأة في الشعر الجاهلي فهل يمكنكم مساعدتي ولو بفكرة………
في انتظار ردودكم
إلجئي أختي الى محرك البحث غوغل …

وموفقة بإذن الله تعالى …




رد: هل يمكنكم المساعدة…………….

شكرا…………على ردك………في الحقيقة بحثت لكن المعلومات غير كافية…….فهل مريت بهذا الموضوع




رد: هل يمكنكم المساعدة…………….

وينكم يا جماعة …………………………انا في حاجة الى هذا البحث……………في انتظاركم لا تتأخروا برددودكم




رد: هل يمكنكم المساعدة…………….

السلام عليكم اختي
ايمكن التوضيح اكثر

هل تقصدين شعر المراة في العصر الجاهلي ؟
او المراة في العصر الجاهلي ؟
او تقصدين ما كان يصف به الشعراء المراة في شعرهم ؟

و شكرا




رد: هل يمكنكم المساعدة…………….

أهلا بك أختي………….شكرا لتفاعلك معي ……………أقصد في بحثي ذكر المرأة في شعر العصر الجاهلي
ممكن أن تزوديني ما لديك من معلومات …………..شكرا للمرة الثانية




رد: هل يمكنكم المساعدة…………….

السلام عليكم اختي الكريمة اليك ما وجدت


إنّ الغزل باب من أبواب الشعر العربي تأثّر بما لم يتأثّر به باب سواه في تاريخ الأدب؛ فإنّك لن تجد أيّ نوع من أنواع الشعر قلّبه الزمن وغيّره كالغزل عند العرب.

ماهيّة الغزل:
هناك تشابه كبير بين تعاريف الغزل والنسيب والتشبيب، حتّى أنّ المؤرخين وكذلك النقاد اختلفوا على تعاريفها .
فمنهم من قال إنّها بمعنى واحد، ومنهم من اعترف باختلافها ولكن مع صعوبة التفريق بينها.
إلاّ أنّ هناك من جعل الغزل خاصّاً بذكر الأعضاء الظاهرة في المحبوب، ثمّ بوصفها وبمدحها أيضاً، وجعل النسيب خاصّاً ببثّ الشوق وتذكّر ماضي الأيّام الخالية، وتمنّي التمتّع المقبل باللهو. أمّا التشبيب فقد توقفوا عنده لما فيه من اضطراب في المعالم؛ ففي تاج العروس عُرّف التشبيب أنّه ذكر أيّام الشباب واللهو والغزل.

الغزل في العصر الجاهلي:
لقد قلّ الغزل في الشعر الجاهليّ، وتعود قلّته لأسباب كثيرة منها :
وجود الحجاب:
لقد كانت المرأة محتجبة في الجاهلية لا يظهر منها إلا وجهها وأجزاء قليلة من جسمها، كما كانت مختبئة دائماً داخل خدرها، لا تخالط الرجال الأجانب.
ويستدل على ذلك بقول امرئ القيس:
وبيضة خدر لا يرام خباؤها …………
وقول الأعشى :
لم تمش ميلا ولم تركب على جمل …… ولا ترى الشمس إلا دونها الكلل
(والكلل ستر ينصب على الهودج )
وقول عنترة:
رفعوا القباب على وجوه أشرقت ……… فيها فغيب السّهى في الفرقد
(القبة: غرفة مستورة- السّهى: نجم ضئيل النور جدا- الفرقد: نجم القطب الشمالي ظاهر النور جدا)
وغيرها من الأبيات التي تدلّ على أنّ النساء كانت تحجب وتمنع في الخدور .
وبهذا يكون قلّة مشاهدة الرجال للنساء من غير أقاربهم سبباً في قلّة الغزل في الشعر الجاهليّ.
2- أمّا السبب الثاني لقلّة الغزل يعود إلى ضيق العرب ونفورهم من ذكر أوصاف نسائهم في شعر تتناقله الألسن والرواة.

المرأة في الشغر الجاهليّ:
من خلال ما ذكر من غزل في الشعر الجاهلي – رغم قلتّه- يمكننا أن نستخلص أوصاف المرأة في هذا العصر التي أحبّها الشعراء فيه:
لقد أحبّ شعراء الجاهلية في المرأة:

– القامة المعتدلة المائلة إلى الطول
كقول عمرو بن كلثوم في معلقته :
………… سمنت وطالت روادفها تنوء بما ولينا .

البدانة:
لقد أفرط الجاهليّون في مدحها وأحبوا المرأة العظيمة الجسم.
قال المراد بن المنقذ العدويّ
قطف المشي قريبات الخطى ………… بدّنا مثل الغمام المزمخر
( القطوف : البطيء أو البطيئة في السير- البادنة : السمينة- المزمخر: الكثير الصوت( الرعد ويكون عادة كثيفا ثقيلا بطيئا) ).

– الشعر الطويل حالك السواد:
أما شعر المرأة الجاهليّة التي أحبّه الشعراء فهو الشعر الأسود الحالك كالليل، على أن يكون طويلاً، فطول شعر الأنثى وشدّة اسوداده من عناصر الجمال في المرأة الجاهليّة.
يقول أمرؤ القيس:
غذائرها مستشذرات إلى العلى …………… تضّل العقاص في مثنى ومرسل
(الغديرة: الخصلة من الشعر- مستشزرة: مفتولة- العقصة( بالكسر): العقدة في الشعر- المثنّى: الشعر المطوي بعضه على بعض- المرسل: الشعر المنسدل)
وكما قال:
وفرع يزيّن المتن أسود فاحما ……………. أثيث كفتؤ النحلة المتعثكل
(الفرع: الشعر- المتن: الظهر- أثيث: كثيف- القنو: العذق الجاف الذيجرّد من تمره- المتعثكل: الذي يبرز منه أشياء كأنّها تتحرّك في الهواء.)
وبتتبعنا لشعر الجاهليين نجد أنّ العرب لم يميلوا إلى الشعر الناعم المستقيم، بل إلى السبط المتموّج. وربّما كانت المرأة العربية ترسل بعض الغدائر في مقدّمة رأسها حتّى قال سويد بن أبي كاهل اليشكريّ :
……. وقروناً سابقاً أطرافها .
وقد استحسن امرؤ القيس كثافة هذه القرون حتّى شبّه بها شعر فرسه حيث قال:
لها غدر كقرون النساء
(غدائر: ضفائر)

– الوجه الأبيض النقي الصافي المائل إلى السمرة أو الحمرة.
أمّا الوجه: فقد مال العرب في الجاهليّة إلى الوجه الصافي النقيّ في بياض مائل إلى السمرة ، وعبّروا عن ذلك كلّه بكلمة "أدماء" والأدمة تعني السمرة، والأديم هو ظاهر الارض .
قال زهير:
فأمّا ما فويق العقد منها ……….. فمن أدماء مرتعها الكلاء
وأمّا المقلتان فمن مهاة ………… وللدرّ الملاحة والصفاء
(المها: بقر الوحش – الدرّ: اللؤلؤ)
وقال الأعشى:
ظبية من ظباء وجرة أدماء …….. تسف الكباث تحت الهدال
(وجرة: اسم مكان- أدماء: سمراء- سفّ الدواء: تناوله- الكباث: ثمر شجر الأرك- الهدال: نبات طفيلي يعلق بالأشجار)
كما أن العرب أحبّوا اللون الذي يخالط بياضه شيء من الصفرة فيخرج لون كلون القمر أو الدرّ يسمى "أزهر" .
وقد مدح امؤ القيس هذا اللون في معلقته :
كبكر المقاناة البياض بصفرة ………… غذاها نمير الماء غير المحلّل
(البكر: الفذّ الذي لم يسبق بمثله- المقاناة: الخلط- النمير: الصافي- المحلل: الماء الذي ينزل بقربه أقوام كثيرون فيصبح عكراً)

– الخدّ الأملس الطويل:
أمّا الخدّ فقد كان من المستحسن أن يكون طويلا أملس " أسيلا" وقد أكثر الشعراء من وصف الخدّ في شعرهم.

– العيون الواسعة التي فيها حور:
ومن الخدّ إلى العيون، فالعيون في الشعر الجاهلي كانت توصف بالسعة والنجل، وتستعار من بقر الوحش كقول امرؤ القيس:
تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ………… بناظرة من وحش وجرة مُطْفِلِ
(تصدّ: تنفر، تدير وجهها فيبدو خدّها أسيلا- وتتّقي: تحذر – وجرة: اسم مكان- مطفل: لها طفل، إذا كانت الظبية مطفلا كانت أشدّ شراسة في دفع المقتربين من جرائها)
كما كثر في الشعر الجاهليّ كلمة الحور، وهو شدة سواد الحدقة وشدة بياض العين.

– الأنف الأقنى:
ومن الخدّ والعين ننتقل إلى الأنف العربيّ الذي كان أقنى دائماً ، مرتفعاً وسط القصبة ضيّق المنخرين وعلى هذا قول "معن بن أوس" :
وأقنى كحدّ السيف يشرب قبلها…………
(الأقنى: الذي يشبه القناة أو الرمح، المستقيم)

– الثغر المنوّر، والأسنان الناصعة، والشفتين السمراوين:
أمّا الثغر فيصف أمرؤ القيس الثغر فيقول:
بثغر كمثل الاقحوان منورّ ………. نقي الثنايا أشنب غير أثعل
(الاقحوان: نبات بريّ بتلاته بيض تشبه الأسنان وقلبه أصفر- منوّر :مزهر- أشنب: أبيض- أثعل: متراكب،بعضه فوق بعض)
ومن هنا نجد أنّ الأسنان كانت ذات لون نقيّ برّاق منوّر . أمّا اللثة فمن قول طرفة نستدلّ أنّها شديدة الحمرة كالرمل الخالص، ولا يستحسن أن تكون متضخّمة:
وتبسم عن ألمى كأنّ منوّرا ………… تخلّل حرّ الرمل دعص له ندي
( ألمى : فم ذو شفتين سمراوان- تخلل حر الرمل : أسنانها نابتة في لثة حمراء صافية- الدعص : الجانب المكور من الرمل )
أمّا الشفاه فقد وصفت باللعس (الميل إلى السمرة) وسميت ( لمياء ) .

– العنق الطويل الأبيض:
وبالنزول إلى العنق والنحر عند العربيّة في الجاهليّة فتجد أنّه ينطبق عليهما ما ينطبق على الوجه من حيث اللون . أمّأ من حيث الطول فكان يفضل أن تكون العنق طويلة.

– اليد غير الموشومة:
وقد اختلف الشعراء في جمال اليد وبما أنّ الوشم كان الصفة أنذاك فقد وجد بعض الشعراء أنّ اليد الخالصة من الوشم أجمل،
كعبيد بن الابرص :
وإنّها كمهاة الجوّ ناعمة ………… تدني النصيف بكفّ غير موشومة
(المها: بقرة الوحش- النصيف:الغطاء)

هذه كانت الصفات التي وجدت في شعر الغزل عند الجاهليين والتي أحبّها الرجل في المرأة في ذلك العصر . وبالعودة إلى الصفات المذكورة سابقا والتي أعلن الشاعر الجاهليّ أنّه يحبها في المرأة فإننا نجد أنّها صفات لا تزال محبوبة حتّى يومنا هذا، مع اختلاف فيما يتعلّق بضخامة المرأة .

وفي الختام:
هذه الصفات التي أحبها الرجل الجاهلي في المرأة إنما هي صفات كانت موجودة في المرأة المعاصرة له ، وتماما كما يحب الرجل الافريقي المرأة الافريقية ، والرجل الصيني المرأة الصينية بالفطرة كذلك الرجل الجاهلي أحب المرأة المعاصرة له أي المرأة الجاهلية .

***************************

الامة العربية اشتهرت بالحرب والقتال وسجلت ايامها التاريخية في حروب ذى قار وداحس والغبراء وحـــــــــرب البسوس وكلاب ايامــــــــا معروفة مشهورة في مقاتلة القبائل للحصول على المراعي او المياه اوالصيد والقــــــــــنص بسببب التنقل والبحث عن الكلاء والمعاش كانت المراءة لها باع طويل في ذلك0 اعز الرجل المراءة واحبها وانشــــد القصيد بذكرها شوقا ووقف على اطلالهـــــــا يندب ويبكي ويتذكر ماضيه السعيد او يخاطبها مفتخرا بشجاعتــــــــــه وكرمه وعالي مقامه ويشهدها على حسن ادائــــــــــــه ومحامده فهذا الشاعر الفارس عبد يغوث يشهد زوجته مليكـــة على شجاعته وفروسيته وهاجما ومهاجما وعلى جده وقوتـــه في الترحال والغارات وقطع القفار التي لم تطاءها قدم انسان وعلى حذقه لفنون الحرب والطعان في اشد المواقف واحرج الاوقات اقراء معي هذه الابيات من شعره :-

وقد علمت عريسى جليلة اننـــي انا الليث معدوا علي وعاديـــــــــــا

وقد كنت نحارالجزور ومعمـــــل المطي وامضي حيث لا هي ماضيا

وانحر للشرب الكرام مطيتــــــي واصدع بين القينتين ردائيـــــــــا

وكنت اذا ما الخيل شمصها القنا لبيقا بتصريف القناة نبابيــــــــــا

الرجال يستبسلون في القتال حتى لا ينكسروا او يخسروا الحرب او الغارة فيؤدي ذلك الى سبي النساء والنساء انفسهن يحرضن الرجال على القتال والاستبسال وأي تحريض وتشجيع في نفوس الرجال اثرا وابعد مدى وقــوة من ان تقول الزوجة لزوجها لست زوجي اذا لم تستطع حمايتي لاحظ قول عمرو ابن كلثوم الشاعرالفارس في معلقتـــه
على اثارنا بيض حســــــان تحاذر ان تقسم او تهونـــا

ضغائن من بني جشم بن بكر خلطن بميسم حسبا ودينــا

يقتن جيادنا ويقلن لستـــــــم بعولنا اذا لم تمنعونــــــــا

اخذن على بعولتهن عهـــــدا اذا لاقوا كتائب معلمينـــــا

ليستابن افراسا وبيضــــــــا واسرى في الحديد مقرنينا

اذا لم تحمهن فلا بقينـــــــــا لشئ بعدهن ولا حيينـــــا

ان كانت نساء عمرو بن كلثوم الاتي يحرضنه على الاقتتال يقدرن الابتعاد عن الازواج اذا لم يقدروا حمايتهن فان غيرهن قد شاركن في الحرب الضروس مشاركة فعلية واشتهرن بالشجاعة مثل رقاش الطائية التي تذكرالروايات قيادتها لقبيلتها في غزواتها وقاتلت ام عمارة نسيبة بنت كعب المازنية قتالا شديدا وقيل انها ضربت عمرو بن قميئة الفارس المشهور بالسيف عدة ضربات وقاه من ضرباتها درعان كانتا عليه فضربها عمرو فجرجها جرحا بليغا ولهن مشاركات اخف من هذه او تلك وقـــد تكون اشد لاحظ شعر هند بنت عتبة تحرض قومها على القتال في أسلوب أخر :-

نحن بنات طارق نمشي على النمارق

الدر في المخانــق والمسك في المفارق

ان تقبلوا نعانق او تدبروا نفــــــــارق

فراق غير وامـق

وكان بعض الاعراب يخرجون نسائهم معهم الى القتال للتشجيع والتماس الحفيظة وخوف الفرار فقد خرج ابو سفيان للقتــــال ومعه هند بنت عتبة زوجه وشعرها اعلاه وخرجت خناس بنت مالك مع ابنها ابى عزيز بن عمير وخرجت عمرة بنت علقمة الحارثية وغيرهن كثير ومن النساء اللاتي الهبت الصدور والبت النفوس وهيجت العواطف حمية لاخذ الثأر لاحظ قول احداهن تخاطب الفرسان

لانوم حتى تعود الخيل عابسة يندبن طرحا بمهرات وامهــــــــار

او تحفزو حفزة والموت مكتنـع عند البيوت حصينا وابن سيـــــار

فتغسلوا عنكم عارا تجللكـــــم غسل العوارك حيضا بعد اطهـــــار

فهي تريد ان لايفر قومها حتى يهجموا على الاعداء هجمة قاسية صارمة تنجلي الهجمة او الغزوة عن قتــــــــــــل الواترين وغسل العار ويذكر التاريخ لنا قصة عجوز لبني رئام تدعى خويلة كان لها بنو اخوة وبنو اخـوات تعدادهم اربعون رجلا او يزيد وكانت هذه عقيما وكان بنو ناعت وبنو داهن متظاهرين على بني رئام قومها وكانو جميعا مــن قضاعة متجاورين بين حضرموت والشحر فقتلوا من بني رئام ثلاثين رجلا فاقبلت خويلة هذه مع الصبح الباكر فوقفت على مصارعهم ثم عمدت الى خناصرهم فقطعتها ثم نظمت هذه الخناصر قلادة لبستها في صدرهـــــــــا وخرجت حتى لحقت بمرضاوي بــن سودة المهري ابن اختها فأناخت بفنائه وأنشدت تقول:-

ياخير معتمد وامنع ملجــــاءا واعز منتقم وادرك طالـــــــــب

جائتك وافدة الثكالى تغتلـــي بسوادها فوق الفضاء الناضب

هذى خناصر سرتي مسرودة في الجيد مثل سمط الكاعــــــب

وتلاقي قبل الفوت ثارى انه علق يا بنو داهن او ناعـــــــــب

فابرد غليل خويلة الثكلى التي رميت باثقل من صخورالصاقب

فتاثر هذا الفارس بشعر خالته وما رآه في صدرها من اصابع اقاربه فثارت ثائرته وقام في قومه فطرق ناعبا او داهنا فاوجع فيهم قتلا وانتصر عليهم لها و لقومها
اما هند بنت حذيفه التي وترت بأخيها فقد رثته بشدة وقـــــوة ولتتحرز في تشبيه قومها باخس حالات الوصف المنفر ان لم ياخذوا بثار اخيها تقول:-

فان انتم لم توطئو القوم غـــارة يحدث عنها وارد بعد صــــادر

وترموا عقيلا بالتي ليس بعدها بقاءا فكونوا كالنساء العواهـر

من كل ماتقدم نلحظ مفاده الشجاعة التي هي فخار كل عربي وحليته غنيا او فقيرا ذا قبيل او مفردا واذا تقصينا حياة العربي منذ طفولته ادركنا ان الشجاعة كاءنما ولد ت معه وانه شب عليها وتسري في دمه وكان مــــــن صفات العربي انه يشجع ثــــــــم يشجع حتى يلقي نفسه في مهاوي الردى مختارا ونعود فنقول ان النساء كن يصحبن المقاتلين فهذا الفارس عمرو بن معـــــــد يكرب يقول لما راى النسوة يجرين خائفات فتوءثر الارض الصلبة فــي اقدامهن وفيهن حبيبته لميس كالبدر وكشفت عــــــن محاسن لم يرها من قبل فيها اشتدت عزيمته ولم ير بـــدا الا الهجوم على الاعداء ومنازلتهم

لما رايت نسائنـــــــــا يفحصن المعزاء شدا

وبدت لميس كانهـــــا بدر السماء اذا تبـــدى

وبدت محاسنها التي تخفى وكأن الامر جدا

نازلت كبشهم ولـــــم ارمن نزال الكبـش بدا

وهذا الشاعرالفارس عامر بن الطفيل يزدهي ببسالته وشجاعته وشعره لزوجته يقول:-

طلقت ان لم تسالي أي فارس حليلك اذ لاقى صداء وخثعمــا

اكر عليهم دعلجا ولبانـــــــة اذا ما اشتكى وقع الرماح تحمحما

او قول عمرو بن كلثوم:-

معاذ الاله ان تنوح نساؤنا على هالك او ان تضج من القتل

وقد وصلت الشجاعة عند بعضهم حد الطيش وسرعة الانفعال ان العربي معروف في خصوصيته سرعة الانفعــــــــال وعصبية المزاج تثيه الكلمة وربما تهيجه الاشارة او الحركة خاصة اذا ظن ان شرفه قد مس فيغضب غضبة الاسد من ذلك قول الشاعر الفارس سعد بن ناشب مفتخرا :-

اذا هم لم تردع عزيمة همــــــــه ولم يات ماياتي من الامر هائبا

اذا هم الاقى بين عيينه عزمــــــه ونكب عن ذكر العواقب جانبــــــا

ولم يستشر في امره غير نفســه ولم يرض لا قائم السيف صاحبا

ومع كل ذلك وكل ماذكر يبقى الفارس العربي ذا عفة وشهامة من جهة المرأة فهو يراودها عن نفسها الا انه لايتزوجهــــــا الا بموافقة وليها وبعد مهرها وانه يحمي جاراته ويغض الطرف عنهن عفة وحياءا في ذلك يقول الشاعر الفارس عنترة بن شداد العبسي:-

ما ستمت انثى نفسها في موطن حتى اوفي مهرها مولاهـــــــا

اغشى فتاة الحي عند حليلهـــــا واذا غزا في الجيش لا اغشاها

واغض طرفي مابدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواهـــــا

قال الشاعر العربي :-

ولقد وددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم

العاطفة عند العربي جياشة تواقة بطيبيعته لذا نبع الحب من سويداء قلب كل شاعر شجاع فتغنى بالحبيب والبيت اعلاه قاله الشاعر في تغنيه بحبيبته وهو يقاتل في المعركة والسيف في يمينه والسيوف مشرعة عليه تلمع من بين نقيع المعركة فشبه لمعانها بثنايا ثغر حبيبته مستقبلة اياه باسمة ثم يقول لها والشعر لعنترة العبسي يخاطب حبيبته ابنة عمه عبلة :-

يادار عبلة بالجواء تكلمــــــي وعمي صباحا دار عبلة اسلمي

فوقفت فيها ناقتي وكأنهـــــــا قدن لاقضي حاجة المتلــــــــوم

وتحل عبلة بالجواء واهلنــــا بالحزن فالصما ن فالمتثلــــــــم

اذ تستبيك بذي غروب واضح عذب مقيله لذيذ المطعـــــــــــم

ولق مررت بدار عبلة بعدمــا لعب الربيع بريعها المتوســــــم

شطت مزار العاشقين اصبحت عسرا على طلابك ابنة مخــــرم

علقتها عرضا واقتل قومهـــا زعما لعمر ابيك ليس بمزعـــم

ولق نزلت فلا تظني غية مني بمنزلة المحب المكــــــــــــــرم

المرأة هي المراءة قديما وحديثا لطيفة جذابة ذات عواطف جياشة مغرية وفيها قوةجذب مغناطيسية حية في جذب الرجل اليها و القائه في حبائل حبها أي كان فارس مقدام حكيم عالم شجاع جبان ملك او سوقة فيقــع الرجل في شوقها وحبها حبيبة او زوجة وعند ذلك يصبح طوع امرها لا حظ قول لامرئ القيس يقول:-

افاطم مهلا بعض هذا التدلل

ان كنت ازمعتي هجري فاجملي

المرأة في شعر الرثاء

الرثاء هو الشعر المنشد بحق المتوفي وتعديد مافيه من محاسن وشيم انسانية واخلاق كريمة وشجاعة وبسالة والتباكي عليه في هذا الشعر تتجلى مكانة المرثي ومنزلته في قلب الشاعر ولوعته عليه وحبه وما يعتمل في نفسه من خلجات واحاسيـــــــس وعواطف وذكريات.عرف هذا النوع من الشعر منذ القدم واشتهر بعض الشعراء اكثر من غيرهم وخاصة الشاعرات العربيــــات كالشاعرة الخالدة تماضر بنت عمرو بن الشريد المعروفة بالخنساء حيث نبع هذا الشعر من اعماق قلبها واحساسها الشجـــــي وقوة محبتها لاخويها المفجوعة بهما معاوية وصخر الفارسان العظيمان حيث قالت في رثائهما الشعــــــــــــــر الكثيروصفت فيه شجاعتهما ومكانتهما بين الفرسان العرب والنماسي والحنين اليهما بعد فقدهما مع العرض انهافجعت بالكثير ابويها اخويها وزوجها وابن اخيها في المعارك التي دارت بين قبيلتهم والقبائل الاخرى وفجعت فـي الاسلام بأولادها الاربعة في معركـــــــة القادسية وهي المعركة التي دارت بين العرب المسلمين والفرس المجــــــوس وانتصر فيها الاسلام على المجوسية كانت عادات العرب في الجاهلية تعينها على البكاء والندب واعلان الجــــــــــزع والحسرة فاظهرت من ذلك ما لاايعرف مثله عند غيرهــــــــــا وتفجرت قريحتها بشعر الرثاء بعد فجيعتها باخويها خاصة فرثتهما ابلغ الرثاء في علو الهمة وسمو المرتبة وهما اهل لهــــــا وصارت تباهي العرب بابيها واخويها وتشهـــــد المواسم والاسواق الشعرية مثل عكاظ والمربد مسومة هودجها براية وتقول انا اعظم العرب مصيبة اقرأ معي هذا النص :-

يؤرقني التذكر حين امســـي فيرد عني عن الاحزان نكسي

على صخر واي فتى كصخر ليوم كريهة وطعان خلــــــــس

الاياصخر لاانساك حتـــــى افا رق مهجتي ويشق رمسي

ولولا كثرة الباكين حولـــــي على اخوانهم لقتلت نفســــــي

ولكن لا ازال ارى عجـــــولا وانحة تنوح ليوم نحـــــــــــس

وما يبكين مثل اخي ولكـن اسلي النفس عنه بالتاء سي

اما ما تقوله عن شجاعته وفروسيته وهي ترثيه :-

وان صخرا لتأتم الهداة بـــــــــــــه كانه علم في راسه نــــــــا ر

جلو جميل المحيا كامــــــــــل ورع وللحروب غداة الروع مسمار

لقد نعى ابن نهيك لي اخا ثقــــــــة كانت ترجم عنه قبل اخبـــــــار

فبت ساهرة للنجم ارقبــــــــــــــــه حتى اتى دون خورالنجم استار

قد كان خالصتي من كل ذي نسب فقد اصيب فما للعيش اوطار

حامي الحقيقة محمود الطريقــــــة مهدي الخليقة نفا ع و ضــوار

جواب قاصية جزاز ناصيـــــــــــة عقاد الوية للخيل جــــــــــرار

ولم تكن الخنساء وحدها فيهذا المجال فقد سبقتها ليلى التغلبية الشاعرة المعرو فة زوجة كليب عندما قتل اخوها زوجها فكانت مصيبتها في الاثنين اخيها وزوجها واشتد العداء بين قبيلة اهلها وقبيلة زوجها وفكانت معارك طاحنة هي حرب البســــــــــوس الشهيرة تقول في مصابها يوم طردتها النسوة من مصاب زوجها المقتول وتذكر اخاها القاتـــل مخاطبة حماتها شقيقة زوجهـــا التي طردتها من الماتم

ياابنة الاقوام ان شئت فــــــلا تعجلي باللوم حتى تسالــي

فاذا انت تبينت الــــــــــــــــذي يوجب اللوم فلومي واعذلي

ان تكن اخت امرئ ليمت على شفق منها عليه فا فعلـــــــي

جل عندي فعل جساس فيــــــا حستي عما اجلت او تتنجلــي

لو بعين فقئت عني ســــــوى اختها فانفقات لم افعـــــــــــــل

فعل جساس علي وحدي بــــه قاطع ظهرري ومدن اجلـــــي

ياقتيلا قوض الدهر بـــــــــــه سقف بيتي جميعا من عـــــل

هدم البيت الذي استحدثتــــــه وانثنى في هدم بيتــــــي الاول

خصني قتل كليب بلضــــــــــى من ورائي ولضى مستقلـــي

يشتفي المدرك بالثار وفـــــي دركي ثاءري ثكل المثكـــــــل

اني قاتلة مقتولــــــــــــــــــــة ولعل الله يرتاح لـــــــــــــــــي

كما اضيف ان هناك شاعرات غير الا تي ذكرتهن منهن ام الصريع الكندية قتيلة بنت الحارث ممن اشتهرن بالرثاء ايضا

المرأة في شعر الفرسان الصعاليك

الصعلكة تعني الفقراوالعوز والفاقة والصعاليك هم الفقراء وفيهم يقول حاتم الطائي الشاعر المشهور

غنينا زمانا بالتصعلك والغنى فكلا سقاناه بكاسها الدهر

والصعلكة ثورة على النظام المالي في الجاهلية والصعاليك هم من الشباب الشجعان الفقراء فوارس اقويـــاء ذوحس مرهف ادركوا مابين الاغنياء وبينهم من فوارق اجتماعية فالمهم هذا الادراك فتجمعوا لتحقيق ما بانفسهم عنوة عن طريق القـــــوة والغنيمة ويقتسمونه بينهم وبين الفقراء لذا كانوا يثاءرون من الاغنياء البخلاء خاصــــــة واشتهر منهم فرسان شعراء منهم عروة بن الورد وتاءبط شرا والشنفري والسليك وعمروبن براقة يقول عروة بن الورد يخاطب زوجته

ذريني ونفسي ام حسان اننـــي بها قبل لا املك البيع مشـــــــــتر

احاديث تبقى والفتى غيرخالــــد اذا هو امسى هامة فوق صبـــــــر

ذريني اطوف بالبلاد لعلنــــــــي اخليك او اغنيك من سوء محضـر

فان فاز سهم للمنية لم اكــــــن جزوعا وهل عن ذاك من متأخــر

وان فاز سهني كفكم عن مقاعد لكم خلف ادبار البيوت ومنظــــــــر

ان عروة زعيم الصعلكة كان يرى ان عليه حقوقا يوءديها لاخوانه الصعاليك وكان يولمه ان تنزل بهم نازلة ولايستطيع ان يقدم لهم العون والمساعدة يقول لزوجته
دعيني اطوف في البلاد لعلني افيد غنا فيه لذي الحق محمل

اليس عظيما ان تلم ملمــــــة وليس علينا في الحقوق معول

والصعاليك لم يجدوا غضاضة في غاراتهم على ممتلكات الاغنياء وخاصة البخلاءمنهم بل اعتقدوا انهم على الحق في فعلهم لانهـــم يكفلون لاءنفسهم وللفقراء اسباب الحياة ولهذااعتزلوا الصعاليك الخاملين او المتكاسلين الذيـــــــــن يستجدون الناس ويخدمون النساء يقول عروة بن الورد

لحا الله صعلوكا اذااذا جن ليله مصافي المشاش الفا كل مجزر

يعد الغنى من نفسه كل ليلـــــة اصاب قراها من صديق ميسر

ينام عشاءا ثم يصبح ناعســــــا يحث الحصى عن جيله المتعثر

يعين نساء الاحي ما يستعنــــــه ويمسي طليحا كالبعير المحسر

ولكن صعلوكا صفيحة وجهـــــه كضوء شهاب القابس المتنور

*********************************************

صورة المرأة في الشعرالجاهلي

من المحفزات لهذه الدراسة التعرف على مكانة المرأة من خلال الشعر الجاهلي ، ومكانتها في القبيلة والمجتمع ، وكيف كان يُنظرُ إليها ، والصور التي رُسِمَتْ لها في هذه البيئة .
فأحببتُ أن أتعرف على الإجابة عن بعضِ الأسئلة مثل : ما دورُ المرأة في السلم والحرب ؟ أكان لها أثراً قويّاَ أم خافتاً ؟ أكانت تُعامَلُ معاملة الرقيق ؟ أَم كانت عَلِيَّة القدر ، ذات رأيٍ ومكانٍ مرموق ؟ .

وكذلك أردتُ أَن أَسْبُرَ غورَ هذا الشعر في تصويرهِ لِحياةِ المرأةِ ، التي رسمها ، أهيَ صُورٌ صادقةٌ تتَّفِقُ ونُظم الحياةِ البدوية ؟ أَم هي صور تُجافي نظم البادية ، وحقائق التاريخ الصحيح ؟ .
لم يكن العرب في الشعر الجاهلي كما صورهم كثيرٌ من المُؤرِّخين والباحثين يعيشون في جزيرتهم في عزلةٍ عن العالم ، مُجافين للحضارات التي كانت إلى جوارِهم ، بل كانوا يُؤثِّرون ويتأثَّرون ، واتَّصلوا بالأُمم المُجاورة ، وغير المجاورة ، وشاركوا في الصراع السّياسي الدّائرِ بين الأمم ، بقدرِ اتّصالهم بها وهذا الاتّصال يؤدي إلى تلاقُحٍ في الأفكار والآراء ، على الرّغم من وعورة المسالك وصعوبة الآتصال .
فقد نَزَحَ إلى الجزيرة العربية الكثير من العراق وبلاد الشام ومصر ، وكانت بلادُهُم حافلةً بأشتات من الأمم ، فقد ظهر الإسلامُ وبها بقايا من الآراميين الأصليين ، من سِرْيان ويهود وسامريين .
وحكمَ الفُرسُ اليمن ، إلى أن أشرق الإسلام ، وكان الفرس يتزوَّجون بِنساء اليمن ، ولكنَّ اليمانيين لا يتزوَّجون بِنساء الفرس ، وفي ذلك يقول الشاعر :
على أنْ ينكحوا النّسوان منهم …. وألا ينكحوا في الفارسينا
ومثل هذا يُدَلِّلُ على أن العربي لا يتزوجُ إلا عربية ، مُعْتقداً صفاء النّسل ، ونظافةِ المُستودع .
وكثير من الباحثين والقرّاء والطُّلاب ، عندما يذكر المرأة في العصر الجاهلي يتبادَرُ إلى ذهنهِ الوأد ، وهي مُستودعٌ لِلإنجاب . لكنها كانت غير ذلك فقد كان الكثير من ذوي الشّرف والحسب والنّسب ، يُنْسَبون إلى أُمّهاتِهم . وهذا تكريمٌ للأُمِّ المنجبة ، وتمجيداً لها ، والإعلاء من قدرها .
فنلاحِظُ أنَّ المناذرة يُنسبون إلى أُمِّهم – ماء السّماء – وهي ماوية بنت عوف بن جَشَم ، وانتسب الحارثُ الأعرج إلى أُمّه مارية ، وانتسبَ إليها الغساسنة .
يقول حسان بن ثابت في مدحِ جبلة بن الأيهم :
أولادُ جَفنةَ حول قبر أبيهم …… قبر ابن ماريةالكريم المفضل
كما نعلمُ أن المُصاهرةَ تكونُ بسبب المرأة ، فقد احترمَ العرب نُسباءهم وأصهرتهم ، احتراماً لها . ولنسمعَ قول النابغة يُهدِّدُ عمرو بن هند :
نَجْزيكَ إنذاراً بما أنذرتنا …….. وذكرتَ عطف الودِّ والإصهار
ولا ضيرَ أن بعضهم كان يكرهُ بعض الصفات في المرأة ، وهذا لا يسري على جميع النِّساء ، فمن ذلك وصيّة أكثم بن صيفي : تَحاموا المرأة الحمقاء ، لأنها تَلِدُ الحَمْقى ، وولدها إلى ضياع . وكان واحِدُهم يَحُسُّ أنَّ الخسّة قد تأتي من الأم أو الخالة . فيقولُ أحدُهم :
فأدركنهُ خالاتهُ فَخَذَلْنَهُ …….. ألا إنّ عِرْقَ السوء لابدَّ مُدرِك
ولابدّ أن يُصيبها الحيف والظُّلم ، فهذا الحارث بن عمرو ، يُقَطِّعُ أوصال زوجتهِ ، لأنَها أُسِرَتْ وواقَعها آسِرُها عَنوةً . فيقول :
كُلُّ أنثى وإن بدا لك منها ……… آية الودِّ حُبّها خيتعور
إنَّ مَنْ غَرَّهُ النِّساء بـودٍّ …….. بعد هذا لجاهلٌ مغرور
على أنَّ للمرأة دوراً عظيماً في الحرب ، كما لها الدور في السلم . فهذا قيس بن الخطيم يقول :
أطاعت بنو عوف أميراً نهاهم ……… عن السلم حتى كان أول راجب
أَوَيْتُ لعوف أن تقول نساؤهـم ……… ويرميـن دفعـاً ليتنا لم نُحــارب
لـعمـر أبـيــك والأبنـاء تَـنْمـي ……… لـنعــم أخــت بنــــي عــوارا
عَنَيْتُ بها فكيهـة حـين قامــت ……… لِنَصْلِ السيف وانتزعوا الخمارا
من الخفرات لم تفضح أخـاهـا………. ولــم تـرفـع لـوالـدهــا شنـارا

إننا إذا أردنا أن نتعرف إلى نظرة الشاعرِ إلى المرأة هذا الجنس الآخر وإحساسه بها ونشوته بحضورها ، ونظرة الشاعر والفنان الخاصة إنما هي نظرة الإنسان الجوهرية إلى قرينه وصنوه الذي خلق وإياه من نفس واحدة ، وهذا الحب تبين من خلال امرؤ القيس ، إلى زهير ابن أبي سلمى ، إلى عنترة ، فالأعمش ، والسليك بن السُلكة إلى المجنون وغيرهم .

فهذا زهير :
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم …….. بحومانة الدرّاج فالمتثلم ؟
وليس أول على ذلك من كون الحب والمرأة ملازمين في القصيدة الجاهلية
وهاهي المرأة تواكب الفرسان إلى ساح الوغى ، تعمر نفوسهم بنشوة الجمال والحب وتثير نخوتهم إلى القراع والغلاب .
يقول عمرو بن كلثوم :
على آثارنا بيض حسان نحاذر أن تقسم أو تهونا .
وإذا أصغينا إلى الشاعر الجاهلي حاتم الطائي وهو يخاطب زوجته ماوية
بنت عفزر . نجده يفخر بجوده ونجدته وشهامة الفارس وعفته التي تهواها المرأة في صفيتها وتعتد باتصالها بمثله . ولنسمعه وهو يطالبها
بأن تكف عن ملامته ، وتعذر هجره إياها ، فهو ما هجرها حقا ولكن سعى إلى المكرمات .
أماويَّ! قد طالَ التجنبُ والهجرُ…… وقـد عذرتني ، من طلابكـم العـذر
أماويَّ! إن المالَ غادٍ ورائـحٌ …… ويبقى ، من المال ، الأحاديث والذكر
ولعل عنترة بن شداد العبسي ، أجلى دليل على أن المرأة هي الحب والسيف العاصم في التحدي والفرح ، وقد فتن بابنة عمه ، عبلةهي حرة من دونه وكان يمنعه عنها سواد لونه :
يادار عبلة بالجواء تكلمي ……… وعمي صباحاً، دار عبلة واسلمي
وهذا المنخل اليشكري فكأنما لم يرحل رحلته إلى العراق ، ويتغنى بفروسيته وبكارمه وقدرته على الحب والوصال إلا ليري حبه ووجده :
ياهـــند من لمتيـــــم ………. ياهند ، للعاني الأسيــــر !
ونرى أخيراً ، أن المرأة سواء أكانت قوة يواجه بها الشاعر الجاهلي الأهوال والمخاطر ، ويغالب بها دهره وقدره ، التمعت سناً يتألق فيطرد الهموم ويجلو الأحزان ، ويبعد ، إلى حين ، كانت الإشراق الذي يتجلى أمام الشاعر فيبصر به جوهره الكامن ، ويستكنه جنة النعيم الخالد ، وجمال الحياة الباقي .


منقـــــول

اتمنى ان تجدي فيه شيئا





رد: هل يمكنكم المساعدة…………….

الله يجازيك كل خير………………….توجد معلومات جديدة وجدتها من خلال ما قدمت…………….تحياتي




رد: هل يمكنكم المساعدة…………….

اللهم امين لا شكر على واجب حبيبتي

اسال الله ان يعينك




رد: هل يمكنكم المساعدة…………….

ستجدينها يا اختاه